Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 7 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية المقالات والإفتتاحيات السبت 6/10/2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
سيناريو الشر..
سناء السعيد
الوفد مصر
لا شك أن قرار مجلس الشيوخ في السادس والعشرين من الشهر الماضي، والذي يقضي بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات كردية وشيعية وسنية لم يكن مفاجئاً، فخطة التقسيم هذه كانت معدة حتي قبل الغزو الأمريكي لأرض الرافدين.. واليوم يتحقق الحلم الصهيوني في تفتيت العراق وإخراجه من الخريطة العربية ضماناً لاستمرار الهيمنة عليه نفطياً من قبل أمريكا وأمنياً لصالح إسرائيل. تحول العراق من دولة مؤثرة تملك زمام نفسها ومصيرها إلي كيان مدمر تضرب الفوض أطنابها فيه ويسوده التخلف والتشوه والتبعية بعد أن قطعت أوصاله عمداً علي يد المحافظين الجدد تنفيذاً لخطة صهيونية بزغت مع ظهور دولة إسرائيل إلي حيز الوجود،
تحول العراق من دولة قوية نامية متمدينة تتمتع بالرفاه إلي وضع ممزق مبعثر مشرذم في ظل الاحتلال الذي عبث بمقدراتها ومعادلة التوازن فيها.
ولقد تبلورت أهداف الاحتلال واتضحت بقرار مجلس الشيوخ حول تقسيم العراق، القرار كشف اللثام عن الهدف الحقيقي الذي من أجله غزت أمريكا أرض الرافدين في 20 مارس سنة ،2003 عمد الاحتلال وساعده العملاء من مرتزقة علي خلاف طوائفهم وعنصريتهم علي تفكيك الدولة وصهرها في بوتقة تحقيق المصالح للطرفين، ولذلك أطاحوا بكل معدلات القوة في العراق، فاجتثوا جيش العراق الفتي بقرار الحاكم الأمريكي بول بريمر، الذي تخذ قراراً بحله، وقضوا علي علمائه ونسفوا مؤسساته من صحية وتعليمية واقتصادية وخدمية، ونثروا الفتنة العرقية بين أطيافه توطئة للتقسيم الذي بدا ملبياً لمصالح الفئات الضالة التي منحها الاحتلال مقاليد إدارة البلاد في أيديها فعاثت فساداً ورسخت التناحر الطائفي ليحل بأرض الرافدين تدهور كبير.
عالجوا كل القضايا من خلال العنصرية البغيضة التي تم تسليطها علي نسيج المجتمع سعياً لتفتيته، ولهذا كان حرص أمريكا علي ترسيخ الطائفية الإثنية وشرع عملاؤها في ارتكاب جرائم كبري لنسف الثقة بين الأطياف وتحريك الحساسيات وإثارة النعرات من خلال تفجير مراقد الأئمة في سامراء بهدف إشعال الفتن، فساد القتل علي الهوية وبدأت عمليات التطهير العرقي بشكل أدي إلي هجرة الكثيرين من مدنهم وتفرقهم داخل العراق وخارجه.
كان نتاج ذلك كله ضعف دولة القانون في العراق، الأمر الذي شجع الأكراد وشيعة الحكيم إلي إظهار الميل لنهج التقسيم تحت شعار الفيدرالية وبدا وكأنهم قد قسموا العراق سلفاً واستبقوا بذلك قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي ما كان ليصدر لولا أن الأمريكيين أدركوا أن الفئات الضالة في العراق تنشد التقسيم وتريده، والغريب أن الأنظمة العربية لم تعترض ولم تشجب القرار رغم أنه يمثل سابقة لتدخل مجلس الشيوخ في تقرير مستقبل دولة مستقلة!.
ولا شك أن فكرة التقسيم كانت مدرجة علي جدول السياسات الأمريكية في العراق ولكن إعلانها اليوم من خلال التصويت علي قرار التقسيم بأغلبية أعضاء مجلس الشيوخ يعني أن الفكرة أصبحت احتمالاً وارداً للمرة الأولي منذ غزو العراق واحتلاله، شجع عليه نهج المحاصصة الذي اعتمدته الحكومات العراقية التي فرضها الاحتلال وهو النهج الذي انعكس علي النظام الانتخابي وعلي الدستور العراقي، ثم ما لبث أن ظهرت بوادر التقسيم في الدعوة إلي الفيدرالية التي تبنتها جماعة الحكيم بدعم من الحزبين الكرديين في شمال العراق، ولعل التوطئة لذلك ظهرت في عمليات القتل علي الهوية والتطهير العرقي في بغداد ومناطق أخري الأمر الذي أدي بالأطياف إلي تبادل المواقع فهاجر السنة من مناطق الشيعة وهجر الشيعة المناطق السنية.
ولا يخفي فإن التقسيم يعني المرحلة النهائية في خطة إخراج العراق من معادلة القوة في المشرق العربي الإسلامي، ولكن هل يمكن أن يمر التقسيم ويطبق بالفعل علي أرض الواقع؟ حتماً سيتعذر ذلك بالطبع إذا تم تفعيل معادلة الضمير العراقي الجمعي الذي يتشبث بوحدة الصف ووحدة الأرض بوصفها وحدة طبيعية تلقائية لا يمكن تجاهلها.
ويبقي القول بضرورة اليقظة إزاء التداعيات والعواقب الوخيمة إذا ما تم تطبيق التقسيم في العراق فخطورة المشروع أنه إذ طبق في العراق ـ لا سمح الله ـ ستمتد عدواه إلي دول الجوار بحيث يصبح مسوغاً في سوريا وتركيا وإيران والسعودية ومصر، فلا شك أن باب التقسيم هو باب الشر الذي سينفث سمومه علي كل المنطقة وعندئذ لن يستطيع أحد كبح جماحه أو وقفه بالتالي لن يكون أحد بمنأي عن التقسيم وهو شر ووبال وقانا الله وإياكم منه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تقسيم العراق لانقاذه
ديفيد اغناتيوس
واشنطن بوست
خلال المناقشة الأخيرة التي دارت في واشنطن عما اطلق عليه "التقسيم الناعم" للعراق ، تذكرت أحدى العبارات الرمزية القاتلة لحرب فيتنام: "كان من الضروري تدمير البلدة من أجل انقاذها".
أعرف السيناتورات الذين ايدوا خطة السيناتور جون بيدن القائلة أن نقل السلطة الى عراق أكثر فدرالية لا يعني تدمير البلد. فهم يريدون انقاذه. لكن مثلهم مثل ذلك الضابط الأميركي وقوله في العام 1968 بعد تدمير قرية "بن تري" الفيتنامية ، فهم يخفون تحايلهم بالحديث عن الانقاذ. قد ينفصل العراق بالفعل إلى ثلاثة كانتونات شبه مستقلة - السنة والشيعة والأكراد - كما أوصى بيدن وآخرون. وبالنظر إلى النزاع الطائفي الذي ابتليت به البلاد ، عادة ما يبدو ذلك كأنه نتيجة حتمية. لكن هذا العمل من التقسيم الوطني أمر لا يجب أن يصادق عليه الأميركيون. ولا يهم كم من الدماء والمال انفقنا في العراق ، فنحن نبقى غرباء هنا. وهذا ليس قرارنا. إجازة قرار بيدن في 26 أيلول كان له نتيجة واحدة جيدة: فقد أثار غضب العراقيين وجلب لحظة نادرة من الوحدة. حيث وقع العديد من الأحزاب السياسية العربية القيادية في العراق بيانا مشتركا نددوا فيه بما سموه "مشروع الحكومة الأميركية لتبني سياسية تقسيم العراق". القرار وحد مؤيدي الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ومؤيدي الشيعي العلماني إياد علاوي. الغائب هنا هو الأحزاب الكردية ، التي ترغب بكيان مستقل عن العراق العربي ، والمجلس العراقي الإسلامي الاعلى ، الذي يرغب بدولة شيعية صغيرة في الجنوب.
سارع بيدن لتوضيح أنه لا يريد تفكيك الدولة العراقية بل المزيد من الفدرالية في الدستور العراقي الجديد. ولإنصاف بيدن ، فهو أحدى الشخصيات السياسية القليلة في الحزبين الذي حاول التفكير ببدائل خلاقة لسياسة إدارة بوش الفاشلة. لكنه الآن يواجه رفضا قويا من العراقيين ، وعليه أن يدرك أفضل من الأغلبية أن هذا تطور مرحب به. وكانت السفارة الاميركية في بغداد حكيمة حين اكدت أن قرار مجلس الشيوخ غير إلزامي ولا يمثل سياسة أميركية رسمية. كان الجنرال جون ابي زيد ، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية ، يقول "لا تخافوا على السيادة العراقية ، حتى لو عبر عنها بطرق لا تحبوها" ، وقد اعتاد استخدام العبارة لتوضيح الأمر لضباطه في كل محطة توقف بها . هذا هو المنظار الصحيح للنظر من خلاله إلى النقاش حول التقسيم: عندما يغضب العراقيون على قرارات الكونجرس لتقسيم بلادهم ، فهذا جيد. وعندما ينددون بمتعاقدي بلاكووتر ، جيد ايضا. وعندما يقترحون اتفاقية بشأن الوضع الرسمي للقوات تحدد كيف وأين ستعمل القوات الأميركية في بلادهم ، أمر جيد أيضا. فهم يمارسون السيادة العراقية. أحد أخطاء أميركا في العراق هو قلة احترامها لتلك الدولة وتاريخها. عادة ما يتحدث الناس عن العراق بأنه بنية مصطنعة للاستعمار البريطاني ويشيرون الى أن الأمور قد تصبح أفضل إذا فككت حسب الخطوط العرقية. مثل يوغوسلافيا السابقة. وقد شجع محللون إسرائيليون بالفعل هذا الرأي. كنت قد كتبت قبل خمسة وعشرين عاما عن تحمس الأكاديمي الإسرائيلي في صحيفة "كيفونيوم" لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق. لكن تلك التحليلات تغاضت عن متانة الهوية العراقية ، واستمرارها لعدة قرون.
تاريخيا ، كانت أرض ما بين نهرين ، دجلة والفرات ، هلال خصيب يمتد من الجبال في الشمال إلى المياه الدافئة للخليج. وكانت أرض العراق موجودة في العام 539 قبل الميلاد ، عندما استولى الإمبراطور الفارسي سيروس على بابل واقترح أن يجعلها عاصمته. ويذكرنا كتاب المؤرخ وليام بولك "فهم العراق" بالاسم "ايراغ" الذي جاء من اللغة الفارسية ، ويعني "الأرض المنخفضة".
بالتأكيد كان هناك عراق في العام 680 ميلادية. عندما وصلها الحسين (رضي الله عنه). وبقيت هوية العراق العربية حية خلال العهد العثماني ، عندما كانت هذه الأرض تدار بثلاث مقاطعات جمعتها بريطانيا عام 1920 لتشكل العراق الحديث. سيجد العراقيون وجيرانهم العرب صعوبة كبيرة في مسامحة أميركا على المعاناة البشرية التي صاحبت تدمير نظام صدام حسين. لكن إذا انتهت هذه القصة بتدمير الدولة العراقية ، فستفتح جرحا لن يندمل بعد قرن من الآن. قد يقرر العراقيين بشكل أساسي بأنهم يريدون "التقسيم الناعم". لكن إلى أن يحدث هذا الامر ، يجب ألا نشارك بتقسم الدولة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تقسيم العراق
* د. كمال رشيد
الدستور الاردن
على الرغم مما ندرك من حقد الأمريكان وكيدهم وسوء تدبيرهم لهذه الأمة المنكوبة ، ومع إدراكنا أن الخطط الجهنمية لتدمير هذه المنطقة هي أمر قائم في جميع الحقب والفصول : ومع علمنا أن الحديث عن تقسيم العراق ثلاثياً كان هبات وصيحات تأتي من هنا وهناك . على الرغم من كل هذه المعارف والمشاعر المتراكمة لدى الذاكرة العربية الإسلامية : إلا أننا لم نكن نتوقع أن يكون تقسيم العراق أمراً مطروحاً على جدول أعمال الكونغرس الأمريكي ، وبهذه الصورة الواضحة المفضوحة ، حيث صار الأمر أمر تصريحات علنية ، وقد ذاب الثلج وبان ما تحته.
كنا نعلم أن هذه الأفكار كانت في رؤوس تيار عراقي ، أعجبه ما وصل إليه من مكاسب لم يكن يحلم بها ، ويومها كان الأمريكان يضحكون على ذقوننا ويقولون التقسيم غير وارد . الآن تنطلق الفكرة بجدية من الولايات المتحدة الأمريكية وليس من رأس بوش المعروف بتهوره ، وبما يسمى "زلة لسان" التي تكررت منه ، ولكن من مصدر رسمي قوي يمثل الشعب الأمريكي كله هو الكونغرس الأمريكي.
لم يكتف الأمريكان بالدمار والتخريب والقتل الجماعي ، والسجن والفقر والتهجير ، وتأخير التنمية من تعليم وصناعة وتجارة وصحة ، مما أصاب العراق بالفعل الأمريكي ، بالاحتلال والإدارة ، وإذ بهم ينظرون إلى ما هو ابعد ، وأشد وأنكى ، وهو تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث دول ، حيث الجنوب للشيعة والشمال للأكراد والوسط الضعيف للسنة . ثم يأتون بعد ذلك ليتساءلوا"لماذا تكرهوننا"ونحن لا ندري كيف يزرعون هم الكراهية ثم يسألون عنها ، ولا ندري إن كان هناك شيء ايجابي واحد قدمه لنا الأمريكان لنحمدهم فيه.
والشيء المفرح الذي يعيد العراقيين إلى أصالتهم هو أن الشيعة وقفوا مع السنة في استنكار هذا التوجه وشجبه ومحاربته ، وهذا هو رد الفعل السريع وهو صفعة للسياسة الأمريكية التي ظنت أن الشيعة معهم حيثما ساروا في سياستهم ، وأنهم مع التقسيم ، وكانوا قد علموا أن تياراً شيعياً شغوف بهذا التقسيم وكأن حكاية تقسيم العراق وحد العراقيين على مبدأ وحدة العراق.
أما الشيء المؤسف المحزن ، فهو هذا الخذلان والفلتان الكردي إذ إن القادة السياسيين الأكراد أيدوا وباركوا ودعموا هذا التوجه الأمريكي للتقسيم ، وكأنهم فرحوا بقطعة الحلوى التي منحوها منذ عهد صدام ، ولكن قطعة الحلوى هذه كبرت في عهد الاحتلال الأمريكي . وهؤلاء الذين فرحوا بما أوتوا ، لم يمدوا نظرهم للمستقبل ، ولم يحسبوها جيداً ، ذلك أن الانقسام ظاهره فيه الخير والحرية والراحة ، وباطنه من قبله العذاب . وهم بذلك ينطلقون منطلقاً عنصرياً قومياً إذ أدركوا أنهم أكراد ، ولم يدركوا أنهم سنة ، وفاتهم أن العرب يتغنون ويفخرون بصلاح الدين الأيوبي الكردي ، وبمعركة حطين وتحرير فلسطين.
سياسة التقسيم وسياسة فرق تسد كانت سياسة بريطانية ، وهي اليوم سياسة أوروبية أو غربية بل قل أمريكية.
وكما قسموا فلسطين فإنهم يفكرون في تقسيم العراق وتقسيم لبنان والسودان والصومال ، حيث وجدوا أن هذا هو السبيل الأنجع للتحكم والسيطرة . وهم يضيقون بعراق موحد ، ولكنهم يوحدون قارة أوروبا كلها تحت ما يسمى الاتحاد الأوروبي والمجموعة الأوروبية ، ويوحدون أمريكا تحت ما يسمى الولايات المتحدة الأمريكية وفيها اثنان وخمسون ولاية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
أُوركسترا الشيوخ تعزف سيمفونية سايكس - بيكو
هاشم القضاة
الراي الاردن
في الاسبوع الماضي بدأ مجلس الشيوخ الاميركي على عجلة من أمره عندما راح يكشف الغطاء عن الحساء قبل نضجه فسارع البيت الابيض لاحكام الطنجرة كي لا تفوح رائحتها النتنة فتزكم أنوف الاصدقاء العرب، لذلك حمدنا الله ان الادارة الاميركية ما زالت تحسن الظن بنا فتحسب ان بيننا من لهم أنوف تشم وعقول تميز، ولكن ما فائدة الأنوف والعقول اذا كانت عيوننا بصيرة وأيدينا قصيرة؟!.
واذا كان البيت الابيض يعتقد انه بحركته المكشوفة هذه سيبرئ نفسه من الفعلة المشينة، وان العرب من السذاجة ما تجعلهم يعتقدون ان ''طبخة'' تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات طائفية وعرقية هزيلة هي ''منتج جديد'' يملك مجلس الشيوخ وحده براءة اختراعه فهو مخطئ، فما من عربي الا وادرك باكرا ان تقسيم العراق هو الهدف الاستراتيجي الاول لاحتلال بلاد الرافدين وحكمها بالحديد والنار وسفك دماء اهلها الابرار، وان وراء هذا الهدف حماية اسرائيل من تهديد بلد عربي كان حتى الامس يملك الارض والشعب والثروة والاحساس العميق بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، لتنام اسرائيل ملء عيونها مطمئنة، فتواصل مشوارها لتحقيق احلامها التوراتية المبنية على الخداع والكذب وهرطقة الصهاينة المهووسين، اما هدف الاستحواذ على النفط العراقي الذي طالما سال له لعاب الاميركان فيأتي بالدرجة الثانية بعد تقسيم العراق وتفتيته).
ان معارضة البيت الابيض لقانون تقسيم العراق ما هي الا معارضة شكلية مرحلية اقتضتها ضرورات النفاق والتضليل والحرص على استمرار تعبئة العرب ضد الارهاب، وهي لعبة خبيثة يتقاسم فيها اللاعبون الادوار، فمنهم من يشد، ومنهم من يرخي، الى ان تتهيأ لهم الفرصة السانحة لتحقيق مآربهم، وما الحرب الطائفية التي اشعلوا نارها فوق أرض الرافدين وما رافقها من فرز مذهبي وعرقي، وتدمير لمؤسسات الدولة، وتكسير للعمود الفقري الذي تمثل بتسريح الجيش العراقي الا مرحلة التسخين التي تسبق الانقضاض على الفريسة وتمزيقها، ولا بد ان نضع في حسابنا ان جريمة التقسيم لا بد واقعة لا محالة، اذا لم يقف العرب صفا واحدا بجانب الشعب العراقي سنته وشيعته، للحيلولة دون ذبح العراق المجيد من الوريد الى الوريد، خاصة وان قوى اقليمية كانت ولا تزال تعزف على الوتر الذي يعزف عليه الاميركان، والامل ما زال معقودا بالدرجة الاولى على اهلنا العراقيين ان ينهضوا من جراحهم النازفة وينزعوا عن رؤوسهم عصائب المذهبية ليبدلوها بعقال الاخوة والمحبة العراقية المعهودة، عقال العروبة الذي ما علا فوقه عقال، مطلوب من العرب ان لا يكتفوا ببيان يصدر عن الجامعة العربية تشجب فيه نوايا التقسيم، فالأمر جد خطير، وما اوركسترا مجلس الشيوخ التي تعزف اليوم سيمفونية سايكس بيكو الا لتطرب بها اسرائيل، ولن يهدأ لهذا الكيان بال ما لم يرَ خارطة الوطن العربي وقد باتت مطرزة بالموزييك ليسهل عليه ابتلاعها.
مطلوب من العرب ان يهبوا هبة واحدة لوضع الامم المتحدة امام مسؤولياتها لعلها تشرب حليب السباع فتذكر المحتلين ان قرار مجلس الامن رقم 1483 الذي سلّم به المجتمع الدولي غُلباً بواقع الاحتلال لا يعطي اميركا الحق في ان تُشرّع للعراق من وراء البحار وتقرر تقسيمه الى كانتونات شرق اوسطية، وهو الذي ظل دوما العراق الموحد الذي ما انثنى له ساعد ولا لانت له قناة
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
مقطع من الفانتازيا العراقية
عادل سعد
الوطن عمان
في المعادلة السياسية القائمة بين العرض والطلب يتفوق الواقع العراقي بالعديد من الحكايات التي تجد صدى من القبول بالمقارنة بينها وبين الذي يجري في هذا الواقع، ومن هذه الحكايات حكاية طريفة لكنها مطعمة بالمرارة القاتمة في إطار من الفانتازيا السياسية، منها أن عددا من المسؤولين في الحكومة وقوى المعارضة ومنظمات مجتمع مدني أرادوا تدريب العراقيين على المزيد من فنون الصبر والنأي بهم عن أي جزع يمكن ان يصابوا به من جراء معاناتهم اليومية بسبب مناخ الفتنة واستباحة القيم التي كانت تحكم المجتمع العراقي من جراء نواقص ابتداءً من النقص في الخدمات البلدية وصولاً إلى النقص في المعايير التي تنظم الحقوق والواجبات .
إذ يقال : إن فريقاً مشتركاً من أصحاب الذكاء الحاد حطوا الرحال في الهند لدراسة مايتحلى به المواطن هناك من قدرة على الصبر والتأمل والتبصر والزهد والعيش على الكفاف لأجل تطبيق ما تعلموه في العراق وكذلك للتعاقد مع خبراء هنود وتوظيفهم داخل العراق لمد العراقيين بالمعرفة اللازمة في هذا الشأن .
ويقال : إن فريق العمل العراقي كان مبهوراً بالوحدة الوطنية التي تجمع سكان الهند على الرغم من وجود ثمانين لغة وعشرات المكونات الاثنية مع وجود بشري تعدى عدده المليار، لكن الذي حصل بعد ذلك ان الفريق العراقي المكلف في هذه المهمة تخلى عنها وألغى عقود الخبراء الهنود الذين قدموا إلى العراق فقد أعيدوا إلى بلادهم بذريعة أنهم تدخلوا في الشأن العراقي ، كما ألغيت جميع العقود المبرمة معهم تحت طائلة أنهم باتوا خطراً على العراقيين وان خطرهم اشد من خطر الشركات الأمنية الأجنبية، في المقدمة منها شركة الماء الاسود (بلاك ووتر) التي برعت في اصطياد المدنيين الأبرياء ومازال أمرها موضع نقاش .
على أي حال رجع هؤلاء الخبراء إلى بلادهم وتم التلاعب بالمخصصات المالية التي رصدت لهم وعندما طلبوا من حكومتهم التدخل لدى الجهات العراقية من اجل استرجاع حقوقهم المالية ردت هذه الجهات بتقرير مفصل مفاده أنهم لم يراعوا الخصوصية العراقية بما اقترحوا على المسؤولين العراقيين في الكتل السياسية الموالية للحكومة والمعارضة في تطبيق مبدأ المساواة في الخدمات من خلال الانتفاع المتوازن للتيار الكهربائي بشرط ان تكون حصة المواطن الاعتيادي بقدر ما يستهلك السياسي من هذا التيار وان يتم الامتناع عن إقامة الولائم الكبيرة وان يمتنع المسئولون أيضاً عن الظهور في أكثر من بدلة واحدة في اليوم الواحد وان يصار إلى تطبيق على الأقل عشرة بالمائة من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن يكف البعض عن امتداح قوات الاحتلال بالقول الشائع : إن انسحابها سوف يسبب حربا أهلية، وان يجربوا قول الحقيقة حتى وان أدى ذلك إلى الإطاحة بهم بعيداً عن مواقعهم وان يكفوا وقتياً عن التجوال في العديد من عواصم العالم ، وان يتبرعوا براتب شهر واحد فقط أو بالحد الأدنى براتب نصف شهر لصالح أصحاب البيوت التي دمرها الاحتلال ، والا يسيل اللعاب أمام المكافآت والهبات باعتبار ان العمل جزء من الواجب، وان يقوم كل مسؤول في الحكومة والمعارضة بالتخلي عن ثلاثة من الحراس الشخصيين وسيارة واحدة من الأسطول المخصص له وإرسال هذا العدد من الحراس والسيارات إلى المناطق الساخنة لتقديم الخدمات الأمنية هناك .
ومن المقترحات الأخرى التي تقدم بها أولئك الخبراء الأجانب إصدار قائمة شهرية بالمسروقات من النفط والمال العام والسيارات والبيوت والأطفال والنساء، كما اقترح الخبراء على المسؤولين العراقيين إعادة عوائلهم من الخارج لإسكانهم في العراق ولكن ليس في المنطقة الخضراء، والاعتراف أيضاً بأن مقاومة الاحتلال حق مشروع انطلاقاً من الحقائق التي تموج بها الطبيعة وهي ان العصفور على سبيل المثال الذي يجد أن عشه قد احتل من قبل عصفور آخر يدخل في معركة ضارية إلى أن يسترده وان جميع الكائنات الحية تؤمن بهذا الحق وتعده مقدساً لديها.
ومن جملة المقترحات إصدار عدد من القوانين يتم الاتفاق على تشريعها والمصادقة عليها من خلال الحكومة ومجلس النواب ومجلس الرئاسة، منها قانون بالعيب العام يتضمن عقوبات صارمة على أي مسؤول عراقي يمتدح الاحتلال ويعده نعمة ، وعلى كل من لا يعرف طريقاً للحياء الاجتماعي وهو يتحدث عن محنة البلاد بطريقة ساذجة وان يقدم جميع المسؤولين كشفاً بما يملكون الآن وما كانوا يملكون ومن أين جاءت الثروات التي هبطت عليهم، وان يتم إنشاء أكاديمية للتدرب على الفضيلة تضم إليها كل الفاسدين مالياً وإدارياً بعد استرجاع المبالغ التي سرقوها ابتزازاً، أو رشوةً، أو اختلاساً، وان يُصار إلى إعلان النفير العام ضد المسلحين وقطاع الطرق وعصابات الخطف والاغتيال، وختم خبراء الصبر والتأمل مقترحهم بإعداد نشيد وطني عراقي يعيد للذاكرة ان العراقيين شعب واحد.
الخلاصة مما حدث في استثمار جهود هؤلاء الخبراء والاتهام الموجه لهم في التدخل بالشؤون العراقية ضياع فرصة الصبر والتأمل التي يحتاجها العراقيون ومما استدعى أيضاً تدخل الأمم المتحدة بموجب القرار الدولي (1770) التي خلصت إلى حقائق منها أن العراقيين لا ينقصهم الصبر أصلاً وان الخبراء المعنيين لم يتدخلوا في الشأن العراقي، وكل ما فعلوه ان خبرتهم زادت في فنون الصبر بما اكتسبوا من الخبرة العراقية، وان الذي جزع هو قوات الاحتلال بذريعة خطورة تدخل الهند في الشؤون العراقية !!!adelsaad62@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الكونجرس لا يستهدف تقسيم العراق
حازم مبيضين
الراي الاردن
تثير التصريحات المتوالية برفض ما سمته أجهزة الاعلام العربية مشروع الكونجرس الاميركي لتقسيم العراق سؤالا كبيرا حول ما إذا كان أصحاب هذه التصريحات اطلعوا على قرار الكونجرس الذي يتمتعون بشتمه خاصة وأنها تصدر عن جهات عراقية وعربية وحتى دولية نعرف جميعا أن نظرتها للازمة العراقية متباينة إن لم نقل إنها متناقضة.
السنة يرفضونه والشيعة يعتبرونه خطيرا والكورد وحدهم رحبوا به واعتبروا أنه لا يتناقض مع الدستور العراقي، أما لماذا ؟ فلان الشيعة يعتبرونه تدخلا في شؤون الحكومة التي يتولون قيادتها والتي لم تحسم أمر الصلاحيات الممنوحة للكورد بموجب الدستور، رغم أن الكتلة الكوردية في البرلمان العراقي هي الضامن لاستمرار حكومة السيد نوري المالكي التي انفض عنها الكثير من ممثلي الطائفة السنية الذين يرفضون المشروع الاميركي لاعتبارات تتعلق بالثروة النفطية الشحيحة في مناطقهم ولأن لدى البعض منهم طموحات بالعودة بالتاريخ إلى الوراء ليسيطروا مجددا على مقدرات العراق، أما الكورد فقد اعتبروه - أي المشروع الاميركي - منقذا لاحلامهم التي ناضلوا لتحقيقها وصولا للحكم الذاتي لمناطقهم.
الجامعة العربية ترفضه لان على راس أمانتها العامة واحداً من المؤمنين بنقاء العرق العربي وهو من أصحاب الطموحات القومجية، والكويت تخشى نشوء كيان شيعي مجاور لاراضيها، ودول الخليج الاخرى تعارضه خشية أن يفقد العراق تأثيره كدولة كبيرة في مواجهة الخطر الايراني الذي تراه ماثلا، ولكل من الرافضين أسبابه التي لم تلتفت للواقع المأساوي للمواطن العراقي الذي إن لم يكن مهجرا داخل أو خارج حدود وطنه فإنه مهجر في ذاته إلى حالة من الهلع والخوف وفقدان الثقة فضلا عن فقدان الامل.
ومرة اخرى فان المؤكد أن ايا من الرافضين لم يدقق في بنود مشروع الكونجرس الاميركي غير الملزم لادارة الرئيس جورج بوش، وأرغب أن أقدم لهؤلاء فقرة منه تنص على أن بغداد هي عاصمة العراق المتكون من أقاليم يجمعها اتحاد فدرالي وهي تبين أن المشروع لم يكن يتطلع لتقسيم العراق بقدر ما كان يفكر بتطبيق الدستور العراقي الذي ينص على الفدرالية كحل للتنوع الديني والاثني في بلاد ما بين النهرين، كما أن من المجدي تذكير الرافضين بأن النظام الفدرالي لم يكن منذ عرفه العالم نظاما تفتيتيا وإنما هو نظام يجمع المتفرقين في كيان ويحفظ حقوق كل فئة من ابناء الشعب دون أن يسمح لفئة بعينها أن تسيطر على كل مجريات الامور مثلما كان سائدا أيام صدام.
بعد خمسة وسبعين عاما على استقلال العراق، على يد وبجهود فيصل الاول مؤسس وباني الدولة العراقية الحديثة، وبعد اربع سنوات على الوقوع مجددا تحت حكم قوة أجنبية، استجلبها لبلاد الرافدين قتلة حكام العراق الهاشميين، بتصرفاتهم الهوجاء، واستعدائهم لمحيطهم سواء كان عربيا أو من دول الجوار الاسلامية، وتنكرهم للمبادئ التي أرساها ورثة فيصل الاول، وتفريغهم للبلاد من خبرة القادة السياسيين ورجال الدولة القادرين على إدارة شؤونها، يقف العراقيون أمام حل ينقذ وحدة وطنهم، لكن العاملين في السياسة العراقية يرفضونه، بعد ان أقروا المبدأ في الدستور لثقتهم ان لاحل غيره لصون وحدة العراق، ولله في خلقه شؤون.
وبعد فان السؤال المطروح على كل الرافضين هو، أليس العراق مقسما ومنقسما في واقعه الراهن، وهل النظر إلى شكل جديد من أشكال الدولة، الضامنة لمصالح جميع مكونات شعبها يقع في باب الشبهات، وهل العراق الفدرالي الموحد جيشا وسياسة خارجية، أخطر من العراق الراهن الرازح تحت مطرقة الارهاب وسندان الولاءات الخارجية ؟؟ التاريخ لا يعود إلى الوراء، وأسلوب الحكم الشمولي الذي تقوده فئة بعينها انتهى إلى غير رجعة بسقوط تمثال الصنم في ساحة الفردوس، وما على العراقيين غير التطلع إلى المستقبل تحت نظام الحكم الذي يقدم لهم حياة مفعمة بالرضى والطمأنينة والسعادة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
تفاعلات قرار التقسيم
حسام الضاوي
الوطن قطر
تفاعل بين القوى السياسية في العراق، آثار القرار الذي اتخذه مؤخرا، الكونغرس الأميركي إذ تبنى فكرة تقسيم العراق عرقيا - دينيا إلى ثلاث دويلات، (كردية، شيعية، سنية).
ردة الفعل التي برزت في إطار هذا التفاعل، هي رفض التقسيم، وهذه مسألة إيجابية من دون أدنى شك، ولكن ما قرأناه، وسمعناه حتى الآن يثير فينا المخاوف من إضاعة الوقت والمواقف في اللعبة الكلامية، بينما الخطوات العملية الضرورية والسريعة مازالت بعيدة عن التنفيذ، إن النظرة الايجابية إلى مسألة ما، لا تؤدي وحدها إلى نتيجة ايجابية، بل قد تؤدي إلى نتيجة سلبية ما لم تقترن بعمل جاد وحثيث يكون هو وحده الوسيلة التي تحول الكلام (وهو هنا رفض التقسيم) إلى فعل واقعي.
إن قرار الكونغرس غير ملزم بالمعنى القانوني، ولكنه يحمل رسالة واضحة إلى العراقيين والمنطقة كلها، تدل على السعي إلى التقسيم، الذي يشكل في المستقبل غطاء لانسحاب أميركي جزئي مع تأمين مصالح الولايات المتحدة، ولهذا، فإن التصدي للتقسيم لا يكون إلا على أساس قاعدتين: رفض الاحتلال، وإعادة بناء الوحدة الوطنية.
لقد علمتنا التجارب السابقة أن مشاريع التجزئة لا تنجح بقوة الاحتلال فقط، بل بالعوامل المحلية في البلد المحتل ومن هنا بالضبط تنبع الأهمية الكبرى لمسألة الوحدة الوطنية، فمن دون هذه الوحدة المبنية على برنامج مستقبلي واضح ينظر إلى العراق على أنه بلد واحد، ووطن واحد، ودولة واحدة، سيبقى سيف التقسيم مصلتا عليه، مهما تتحدث القوى السياسية العراقية عن رفض التقسيم، فالعبرة بالعمل الوطني الموحد، وإلا فستتكرر فينا سايكس - بيكو جديدة في المنطقة وستكون الطريق أسهل أمام الولايات المتحدة مما كانت عليه أمام فرنسا وبريطانيا في الربع الأول من القرن الماضي. إن اسبوعا واحدا أو اسبوعين يكفيان للكلام، أما بعد ذلك فالانظار متجهة إلى القوى العراقية لمعرفة ما إذا كانت ستجيب واقعيا عن سؤال: ما العمل.دون التقسيم؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
التزامنا مستمر حيال العراقيين
د. كيم هاولز وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني
الغد الاردن
من بين ابرز الانطباعات الخاطئة حول السياسة الخارجية البريطانية، التي سادت خلال الشهور القليلة الماضية، هي انه مع تغير الحكومة البريطانية خرج التزامنا بمساعدة الشعب العراقي عبر النافذة. لقد اطلعت على الكثير من التقارير الصحافية حول خروج القوات البريطانية من قصر البصرة، حيث افترضت تلك التقارير بأن ذلك كان نهاية الطريق بالنسبة للبريطانيين في العراق. لكن هذا ليس صحيحا ابدا.
ان من يدققون بالتصريحات الصادرة عن الحكومة البريطانية طوال العام الماضي يدركون بأن هذه الخطوة الاخيرة تتماشى مع الجهود التي بدأت منذ عدة شهور لتوفير الظروف الملائمة لمحافظة البصرة لكي يتم تسليمها رسميا للعراقيين.وتسلم قصر البصرة للعراقيين لا يشير ابدا الى الانتهاء من تلك العملية، لكنه يشير بكل تأكيد الى ثقتنا بأننا احرزنا تقدما تجاه تحقيق ذلك الهدف.
لطالما رفضنا ان نحدد جدولا زمنيا افتراضيا للانسحاب من العراق؛ فمبدؤنا هو ان هذه العملية سوف تتم عندما يكون العراقيون جاهزين لتولي هذه المسؤوليات، وعندما تكون الظروف على ارض الواقع ملائمة - ولا تعتمد على المصالح السياسية في لندن او واشنطن او اي مكان آخر.
يسعدنا اقرار الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر في تقريرهما الاخير مدى التقدم الذي احرزته قوات الأمن العراقية. لقد كانت مهمة تدريب قوات الأمن العراقية من المهام الاساسية التي تنفذها القوات البريطانية،وسوف نستمر بالعمل مع العراقيين والتحالف لتحسين القدرات حيثما لزم الامر. كما نرحب باستنتاجات الجنرال بترايوس حول تراجع اعمال العنف الطائفي في جميع ارجاء العراق خلال الشهور الثمانية الماضية.هذه اخبار مبشرة بالخير، ونحن هنا نهنئ العراقيين وقوات التحالف الذين ضحوا بالكثير لتحقيق هذه النتائج.
كما سلط التقرير، الذي اعده بترايوس، الضوء على الاختلافات الكبيرة في مستويات الأمن، وانواع التحديات الكامنة في المناطق المختلفة من العراق. ان هذه الاختلافات النوعية تعني بأن بريطانيا تتحرك تجاه ان تصبح جاهزة لتسليم البصرة، بينما تتطلب محافظات اخرى محددة استمرار تواجد قوات التحالف.
عادة ما يوجه الي سؤال حول سبب اتخاذ بريطانيا العدة لتسليم المسؤوليات وخفض عدد قواتنا تدريجيا، بينما يعمل الاميركيون في مناطق اخرى على تكثيف مستويات عملياتهم. والجواب على ذلك بكل بساطة هو ان البصرة ليست بغداد. فالبصرة بشكل عام لم تتأثر بأعمال العنف الفظيعة بين السنة والشيعة، ورغم ان بعضا من السنة قد غادروا البصرة بعد ازدياد حدة التوترات عقب الهجوم على مسجد سامراء في العام الماضي، فإن العديدين منهم قد عادوا اليها فيما بعد. كما انه ليس فيها تواجد يذكر لأعضاء تنظيم القاعدة او البعثيين.
بل ان غالبية اعمال العنف يمكن نسبها للميليشيات وجماعات المجرمين الذين يتدافعون للحصول على مناصب لهم على الساحة السياسية الجديدة.ولعلمهم بأن تواجد القوات البريطانية سيكون لفترة محدودة، وسعيا منهم لتكريس انجازاتهم الوطنية الى جانب مقاتلة بعضهم، فإن غالبية الهجمات المسلحة التي نفذتها تلك الجماعات في الشهور الاخيرة كانت موجهة ضد القوات البريطانية.وللأسف ادت بعض من القذائف التي اطلقوها والقنابل التي وضعوها على جوانب الطريق إلى مقتل جنود من قواتنا الشجعان وكذلك عدد من المدنيين الابرياء. وهناك براهين من الذخائر والمتفجرات والتدريب التي تربط هذه الميليشيات بعناصر في ايران.
لكن بدل اعتماد السلطات العراقية بشكل دائم على القوات الاجنبية في مواجهة هذا البلاء، كانت استراتيجية بريطانيا هي تدريب العراقيين، الذين يفهمون ديناميكية مواقعهم افضل من غيرهم، على تولي هذه المسؤوليات بأنفسهم.وقد نتج عن هذه الجهود التي بذلتها قواتنا البريطانية تدريب ما يربو على20.000 من المتدربين للانخراط بجهاز الشرطة على المهارات الاساسية والمتقدمة في ضبط الأمن.
وقد حصدت القوات العراقية ثمار سنوات من التدريب وقامت بشكل متزايد طوال العام الماضي بالتخطيط والإعداد لعملياتهم وقيادتها بأنفسهم.وقد حصد اكتساب الخبرة العملية الفوائد في مدى جاهزية القوات العراقية لمواجهة التحدي بنفسها.وكانت تلك القوات التي تتمتع بالقدرات بعيدة كل البعد عن ان تكون عاجزة او مثقلة بالمهام، بل يجري بشكل دوري ارسالها من المناطق في الجنوب الى مناطق اخرى في الشمال حيث هناك حاجة كبيرة اليها.
وفي نفس الوقت فإننا لم نغمض اعيننا عن تغلغل الميليشيات بين قوات الشرطة والجيش. لكي تكون هذه القوات قادرة على الاستمرار، فإن العراقيين انفسهم هم من يستطيعون معالجة هذا التحدي على المدى الطويل بعد مغادرة قوات التحالف.وبالتالي تم استثمار الكثير من الوقت والتدريب والموارد في الوحدات لمعالجة مشكل الفساد واجتثاث العناصر الفاسدة. وقد قامت القوات العراقية في مناسبات عديدة باتخاذ اجراءات مباشرة ضد هذا النوع من التغلغل. وفي القضية الكبيرة المتعلقة بوحدة الجرائم الخطيرة(والتي اسمها على مسمى) تم اغلاق هذه الوحدة سيئة الصيت.
عندما قمنا بتسليم المحافظات الثلاث السابقة التي كانت بريطانيا مسؤولة عنها، انتقلت قواتنا الى مرحلة الاشراف على هذه المحافظات؛ فإذا ما احتاجنا العراقيون فإننا نتدخل لتقديم المساعدة. لكن عندما وقعت اضطرابات في منطقة العمارة، وعلى الرغم من كون قواتنا على قمة الاستعداد، لم يكن هناك حاجة للقوات البريطانية لدخول العمارة لأن القوات العراقية واجهت تلك الاضطرابات بمفردها.وسيكون هناك وضع مماثل عند تسليم محافظة البصرة؛ حيث ستبقى قواتنا في العراق لبعض الوقت لتقديم الدعم ان لزم الامر، لكننا نأمل ان يصيب ظننا وان ننسحب لنخلف وراءنا قوات عراقية قادرة على اداء مهامها دون مساعدة منا، تماما كما كان الحال في تلك المحافظات الاخرى. لقد انخفض تعداد قواتنا في العراق تدريجيا من44.000 الى حوالي5.000 وهو ما يعكس انخفاض الطلب على وجود هذه القوات.
وهناك انطباع خاطئ آخر يقول إن هذه الخطط البريطانية المعلنة منذ وقت طويل كانت مفاجئة لنظرائنا الاميركيين. بينما قمنا عمليا، ومنذ الحرب عام2003 بمناقشة هذه الخطط بشكل مستمر مع كل من العراقيين ومع نظرائنا في قوات التحالف. وتستند جميع هذه الجهود البريطانية على تقييم على ارض الواقع من قبل كل من الخبراء العراقيين والعسكريين في التحالف، ويجري تنسيقها ومناقشتها بكل دقة.
كما انه من الضروري ادراك ان الحل لمواجهة التحديات في العراق ليس حلا عسكريا بحتا. حيث ان وجود عراق متحد قوي سياسيا واقتصاديا سيكون اكثر مقاومة للاحداث المدمرة التي يجلبها الارهاب والعنف. لقد استثمرت المملكة المتحدة استثمارا قويا في اعادة اعمار البنية التحتية المتهالكة في تلك المحافظات، وسوف يستمر التزامها هذا لفترة طويلة بعد تحويل البصرة تماما لتكون تحت السيطرة العراقية.
يحتاج العراقيون لمعرفة ان وراءهم على المدى الطويل دعم المجتمع وتعاضد الدول المجاورة لكي يستمروا بالتحرك تجاه تحقيق المزيد من الاستقرار والديمقراطية والرخاء. ما زالت هناك تحديات هائلة امامهم، وما زال العنف مستمرا في اجزاء من البلاد. وبالتالي يجب ان يكون الهدف هو تشجيع ومساعدة العراقيين على ارساء الاستقرار والتنمية لكي يتاح للاجئين العودة والمساهمة بمهاراتهم وطاقاتهم تجاه اعادة اعمار بلدهم. وفي نفس الوقت، فإن تأكيدنا على التزام بريطانيا بالوقوف الى جانب العراقيين في طموحاتهم لتحقيق مستقبل افضل واكثر اشراقا لم يكن يوما اكثر اهمية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
لماذا لا تنفع خطة " التقسيم الناعم " للعراق
ترودي روبين
الوطن عمان
ينضم مزيد ومزيد من الجمهوريين في الكونجرس إلى الديمقراطيين في عملية بحث يائسة عن صيغة أو معادلة للخروج من العراق .
ويدرك الجميع أن فوضى العراق يمكن أن تُحل فقط من خلال اتفاق سياسي بين السنة والشيعة والأكراد- وهو الأمر الذي لا يلوح في الأفق.
ولذا فإن الفكرة التي تحظى بالاهتمام هي " التقسيم الناعم " للعراق : الضغط على العراقيين لتكوين ثلاثة أقاليم فيدرالية - مع وجود حكومة مركزية ضعيفة وهذا من شأنه أن يعطي كل مجموعة طائفية - كما هو مفترض - السيطرة على إقليمها ويحول دون إراقة الدماء وهذه الفكرة قد راقت لكل من الأقطاب الليبراليين والمحافظين.
وفي الواقع، فقد صوت مجلس الشيوخ الأميركي بنسبة 75-23 لصالح تعديل " بيدين-براونباك " على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي - وهو التعديل الوحيد المتعلق بالعراق الذي فاز بمساندة كبيرة من كلا الحزبيين ( الجمهوري والديمقراطي ) والذي يحث حكومتنا على الدفع نحو حل " فيدرالي " لصراعات العراق .
وللأسف، فإن فكرة أن " التقسيم الناعم " يقدم سبيلا للخروج من ورطة العراق هو نوع من التفكير المتسم بالتمني فأي جهد من الكونجرس للضغط ولفرض هذه الخطة على العراقيين سوف يأتي بنتيجة عكسية والتعديل ينبع من اقتراح قدمه السيناتور جون بيدين وليسلي جيلب، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي, وذلك في عام 2006 وكان قائما على اتفاقات " دايتون " التي حلت مشكلة الحرب البوسنية وفي تلك الحالة، " تدخلت " الولايات المتحدة " بحسم "، وكتب بيدين وجيلب في صحيفة " نيويورك تايمز " قائلين : " باتفاق حافظ على البلد كله، بتقسيمه إلى فيدراليات عرقية، فإن الفكرة - كما في البوسنة - هي الحفاظ على عراق موحد بإزالة المركزية عنه ، وإعطاء كل مجموعة عرقية- دينية - الأكراد والعرب السنة والعرب الشيعة - مجالا لإدارة شؤونها الخاصة".
ولذا فإن السيناتور بيدين والسيناتور براونباك والمشاركين لهما يدعون إلى إنشاء أقاليم فيدرالية - كما هو مسموح من الدستور العراقي. كما يدعون أيضا إلى مؤتمر دولي من شأنه أن يساعد العراقيين على التوصل إلى تسوية سياسية قائمة على فكرة الفيدرالية هذه.
والمشكلة : هي أن العراق ليس البوسنة، ومشاكل العراق تتطلب حلا مختلفا. ودعوني أقول إنني معجبة بالسيناتور بيدين، الذي كرس مزيدا من الوقت والفكر لمسألة العراق أكثر من أي أحد في الكونجرس وهو يشير بحق إلى أنه لا أحد آخر لديه خطة حيوية لحل سياسي للعراق، بما في ذلك البيت الأبيض .
غير أن ضغطا نحو تقسيم ناعم للعراق - على الرغم من أن خطة بيدين- براونباك تتضمن بعض الأفكار المفيدة - لن يجعلنا نخرج من العراق .
فأي ضغط خارجي يبدو هادفا إلى تقسيم العراق ينشئ عداوةً هناك وفي المنطقة ولا يهم أن بيدين يصر على أن خطته ليست هادفة إلى تقسيم رسمي للعراق؛ فمعظم العرب سيعتبرون ذلك مؤامرة استعمارية جديدة وهذا هو السبب في أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي - والسفارة الأميركية في بغداد - سارعا لشجب قرار مجلس الشيوخ .
وكما قال لي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عبر الهاتف يوم الإثنين الماضي، فإن القرار " قد أدى إلى ضجة " مع زعم وسائل الإعلام العربية أنه يمثل
" خطة صهيونية " لتقسيم العراق.
ويؤكد بيدين على أن خطة " الفيدرالية " قائمة على قانون ودستور العراق ولكن الدستور العراقي يفصل ويرسم إجراءً معينا لأية محافظات تريد الانضمام معا في مناطق أو أقاليم رسمية فالناخبون أو أعضاء مجلس المحافظة يجب أن يثيروا أو يطرحوا المسألة ويدفعوا نحو تلك العملية وأي ضغط خارجي سيكون مكروها.
وبالطبع فإن المدافعين عن " التقسيم الناعم " يقولون : إن البلد متجه بالفعل نحو التقسيم " فالتطهير العرقي " قد دفع عشرات الآلاف من العراقيين إلى الخروج من ديارهم في بغداد وفي أماكن اخرى. وفي محافظة الأنبار السنية، ينشئ شيوخ القبائل قواتهم الشرطية الخاصة ؛ وفي الجنوب الشيعي، تؤدي الميليشيات المحلية واجب الأمن.
ولذا أليس العراق متجها بالفعل نحو تقسيم عرقي وطائفي؟ الإجابة - مثل أي شئ آخر بشأن العراق - غير واضحة ومشوشة. فبالرغم من التطهير العراقي، فإن مناطق كبيرة من العراق- بما فيها جل بغداد والموصل وكركوك - مازالت تحتفظ بجموع سكانية مختلطة. وتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق عرقية سيتطلب نقل مئات الآلاف من الناس.
ولا يريد هذا معظم السنة وأغلبية الشيعة وسيكون السنة في الأنبار - الذين ليس لديهم نفط - معتمدين على حكومة مركزية بالنسبة للأموال، ولذا فإنهم ليس لديهم شئ ليكسبوه من انفصال رسمي أكثر. كما أن التقسيم الناعم لن يوقف القتال، حيث إن ميليشيات العنف الطائفي تريد السيطرة على كل العراق، وليس جزءا منه.
ومن المهم بنفس القدر، أن جيران العراق لا يريدون تقسيما وفي حالة البوسنة ، دفع الرجال الأقوياء في صربيا وكرواتيا المجاورتين وكلاءهم البوسنيين لقبول تقسيم ناعم. وفي حالة العراق، تعارض تركيا وإيران والسعودية بقوة أي تقسيم طائفي رسمي للعراق.
غير أن جزءا واحدا في قرار بيدين - براونباك يحمل بشرى: دعوته لعقد مؤتمر دولي لمساعدة العراقيين على التوصل إلى تسوية سياسية.
إن الأمل بالنسبة للعراق لا يكمن في ضغط دولي من أجل تقسيم ناعم فذلك الضغط يجب أن يركز على إنجاز اتفاق من قبل جيران العراق الشيعة والسنة لوقف خوض حرب بالوكالة داخل ذلك البلد ( العراق ) وهذا هو السبيل الوحيد لوقف حمام الدم العراقي ودفع الشيعة والسنة إلى الموافقة على اتفاق سياسي .
والنبأ الجيد هو أن 75 عضوا من مجلس الشيوخ الأميركي حثوا البيت الأبيض على التسهيل والتعجيل بمثل ذلك المؤتمر وهذا يجب أن يكون محور تركيز كلا الحزبين_الجمهوري والديمقراطي )، وليس وهم وسراب التقسيم الناعم للعراق
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
شهادة قاضي الفساد. . لمن يهمه الأمر
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
كان يعتقد إلى وقت قريب أن الصبر على الاحتلال الأمريكي في العراق قد يؤدي إلى انفراج سياسي وانضباط اجتماعي ونزاهة مالية وديمقراطية شعبية واستقرار أمني. ولكن من واقع الحال والمشاهد والقصص والتقارير والأحكام يتأكد كل يوم أن العراق دخل أزمة رباعية لا يلوح في الأفق القريب مخرج منها، إلا إذا حدثت تغييرات جوهرية وشاملة وعميقة تعيد الأمور إلى نصابها والأوضاع إلى حالها الطبيعي. العراق يواجه الاَن أزمة رباعية مؤلفة من الاحتلال والفوضى والحرب والفساد، وهو أكبر وأخطر تحالف من أربع مهددات، لا تهدد وحدة العراق فحسب، إنما تنخر في جسده وتأكل من تاريخه وتحوله إلى دولة بائسة، بل تهدد بانتقاله إلى دولة فقيرة مثلها مثل أي دولة غير نفطية في القارة الأفريقية، تواجه الجوع والمرض والانقسامات العرقية والطائفية والحزبية. وإذا كان الرأي العام العراقي والعربي والعالمي يركز على الحرب بين طرفين في العراق ويراهن على انتصار هذا الفريق أو ذاك، فإن سوسة ضخمة تنخر في عظم العراق، تنهش لحمه وتمزق نسيجه السياسي والاجتماعي والإداري. وهي سوسة قد لا يفطن أحد لأهميتها الاَن، لأن نيران الحرب تستولي على كل اهتمام وتستحوذ على كل قلق تجاه ما يجري في العراق. وهذه الاَفة الجديدة في حياة العراقيين لم تكن بهذا الحجم حتى على عهد صدام حسين، وسيطرة عشيرته وحزبه على مقاليد الحكم. الاَن عم الفساد وطغى على النفوس الضعيفة إلى الحد أن السرقة أصبحت جهارا نهارا، والنهب لا خجل منه أو استحياء. ويكفي أن ننظر في تقرير لجنة النزاهة العراقية التي شكلها الاحتلال ليطعن في الحكومة الحالية أو السابقة ويدلل على أن العراقيين ليسوا أكثر وطنية من الاحتلال نفسه. فأمام الكونجرس أدلى رئيس اللجنة العراقية للنزاهة العامة القاضي راضي حمزة الراضي، الذي ترك بلاده واحتمى بالولايات المتحدة، بتقرير خطير قال فيه إن الفساد المتفشي في العراق امتد إلى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حمى أقارب له من التحقيق وسمح لوزراء بحماية موظفين متورطين. وهو بذلك يعطي الكونجرس شهادة بأن المالكي غير جدير بمنصبه ولا أمين على مال الدولة ولا حريص على نزاهة الحكومة. وهي شهادة لمن يهمه الأمر لإجراء التغيرات اللازمة بدعوى الحفاظ على مال الشعب والدولة. ومن المؤكد أن الشهادة ليست أمينة وإلا لكانت تنشر وتذاع وتقدم أمام الهيئات والمؤسسات الوطنية العراقية، التي من المفترض أن تحاكم الفاسدين والمفسدين. ولكن بما أنها قدمت أمام الكونجرس فإنها تعني أن العراق أصبح واحدا من الولايات الأمريكية، بل هو محور الاهتمام ’’ الفيدرالي ’’ الذي يحاسب الهيئات كما يحاسب الوزراء والرئيس الأمريكي. الخطورة في هذه الشهادة ليست ال 18 مليار دولار التي نهبت بعلم الحكومة ورعايتها، ولكن من الذي يحمي الحكومة ويحرسها في المنطقة الخضراء، ومن الذي يحاسبها في العراق. . ؟رأس المصيبة وأس المأساة ليستا فقط في الحكومة ولكنها في الاحتلال الذي جلب كل تلك الرزايا والأدواء ووضع العراق في طريق الهاوية. والحل يكمن في تسليم العراق لشعبه وليس لجوقة تعزف ما يريده الاحتلال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
لماذا بعضنا أمريكي أكثر من الأمريكيين؟
د. عصام نعمان
الخليج الامارات
بعد انقطاع طويل، عاد السفير الأمريكي قبل بضعة أشهر إلى زيارة الرئيس سليم الحص. ما إن استوى في مقعده حتى دار بينهما الحوار الآتي:
فيلتمان: أتدري لماذا انقطعت عن زيارتك؟
الحص: كلا.
فيلتمان: لأنك معاد لأمريكا.
الحص: هل تعتبر مَن يكون مؤيداً للشعب الأمريكي معادياً لأمريكا؟
فيلتمان: كلا.
الحص: حسناً. آخر استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن أكثر من ثلثي الشعب الأمريكي ضد الرئيس بوش. أنا مع أكثرية الشعب الأمريكي. هل تريدني أن أكون معادياً للديمقراطية؟
سكت السفير الأمريكي، ثم تلفّظ ببعض عبارات المجاملة قبل أن يستأذن للانصراف، وللانقطاع عن زيارة رئيس الحكومة الأسبق.
ما المغزى من رواية هذه الطرفة بل هذه الحكمة الطريفة؟
المغزى: وجوب ألاّ يكون بعضنا أمريكياً أكثر من الأمريكيين أنفسهم. ذلك ان غالبية الشعب الأمريكي تعارض سياسة جورج بوش في العراق، وقد فاز الحزب الديمقراطي بأكثرية المقاعد في كلٍ من مجلسي الشيوخ والنواب، وباشر مشترعوه منذ نحو سنة في اقتراح مشاريع قوانين لتعجيل إخراج القوات الأمريكية من المستنقع العراقي المهلك، ومع ذلك تجد بين المسؤولين العرب من يؤيد سياسة إدارة بوش في العراق وغير العراق دونما مراعاة لمشاعر الشعب العربي، بل دونما تقدير لانعكاس سياسات بوش الفاشلة على حقوق العرب ومصالحهم.
هذه المفارقة المضحكة المبكية مرشحة للتكرار. فقد تحرك الكونجرس الأمريكي أخيراً لقطع الطريق أمام أي عمل عسكري لإدارة بوش يستهدف إيران من دون موافقته، وذلك من خلال مشروع قرار طرحه مشترعون نافذون، بينهم المرشحة الديمقراطية الأبرز الى انتخابات الرئاسة السيناتورة هيلاري كلينتون، يقضي “بمنع استخدام الميزانية السنوية التي يقرها الكونجرس لعمليات عسكرية داخل إيران”، الأمر الذي يحدّ من خيارات البيت الأبيض خلال السنة ونصف السنة الأخيرة المتبقية من ولاية بوش.
اللافت ان المشرف على صياغة مشروع القرار هو السيناتور الديمقراطي وقائد البحرية الأمريكية السابق جيم ويب. وقد باشر حملة اتصالات واسعة بين أعضاء الكونجرس تمهيداً لتحويله لرئاستي مجلسي الشيوخ والنواب والتصويت عليه. غير أن الجانب الأكثر أهمية في هذه المبادرة هو مسارعة السيناتورة كلينتون الى تبنيها. ذلك أن توقيعها على مشروع القرار يمنحه ثقلاً سياسياً كونها المرشحة الأقوى في الانتخابات الرئاسية المقررة خريفَ السنة المقبلة.
مع ان كلينتون تؤكد تأييدها “لتشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران” إلاّ انها ترى، شأن الكثير من زملائها، أنه يتوجب على الكونجرس أن يلعب دوراً مناسباً في المصادقة على تخطيط إدارة بوش لأي خطوة عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية.
إن تزايد معارضة الأمريكيين، مسؤولين ومواطنين، لسياسة رئيسهم تطرح على العرب سؤالاً محرجاً حول جدوى استمرار بعض مسؤوليهم في تأييد سياساته الفاشلة. هل يعقل ألاّ يجد الأمريكيون عامةً وشيوخهم ونوابهم خاصةً مصلحة أو منفعة في سياسة بوش تجاه العراق وإيران ويجد المسؤولون عندنا، مع ذلك، مصلحة ومنفعة عربيتين في تأييده ناهيك بمشاركته في بعض جوانب تنفيذها؟
الحقيقة أن من شأن شنّ الحرب على إيران إلحاق إضرار فادحة ليس بإيران فحسب بل بالدول العربية والإسلامية المجاورة أيضاً حتى لو لم تشترك في الحرب، فما بالك إذا ما اشتركت فيها؟
لا يردّ علينا بالقول إن أمريكا، بالمقارنة مع إيران، أقوى بأشواط وإنها قادرة على تدمير منصات الصواريخ الإيرانية قبل إطلاقها. فقد تأكد للعالم أجمع خلال حرب “إسرائيل” على لبنان صيفَ العام الماضي ان المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله، تمكّنت حتى آخر أيام الحرب من إطلاق الصواريخ على “إسرائيل” بلا هوادة. هل إيران أضعف تكنولوجياً وعسكرياً من حزب الله؟ هل يعقل أن تكون قادرة على صنع صواريخ متوسطة وبعيدة المدى وتبقى عاجزة عن توفير الحماية اللازمة لمنصات إطلاقها؟
أمريكا صرفت حتى الآن نحو 650 مليار دولار على حربٍ في العراق زعم جنرالاتها عشية نشوبها أنها ستنتهي في مدى ثلاثة أسابيع، فإذا بها تدخل سنتها الخامسة. هل يعقل أن تتمكن أمريكا المرهقة، مالياً وعسكرياً نتيجة حرب العراق، من أن تنهي الحرب مع إيران، الأكبر والأقوى بمراحل من العراق، بأقل من خمس سنوات؟ ثم ماذا سيكون حال منطقة الخليج، في أثناء الحرب وبعد انتهاء جولات التدمير الواسع؟
ثم ما جدوى تأييد بعض المسؤولين العرب لبوش إذا بدا عاجزاً عن شن الحرب الذي يهوّل بها؟ أليس مشروع القرار الذي صاغه السيناتور ويب وتؤيده السيناتورة كلينتون مؤشراً إلى ان الولايات المتحدة باتت عاجزة عن تمويل حرب ضد إيران
ستكون، بالضرورة، أعلى كلفة بما لا يقاس بالمقارنة مع حربها المتعثرة ضد العراق؟ هذا مع العلم أن عجز أمريكا ليس مالياً فحسب بل هو بشري أيضاً. ذلك أن صحيفة “انترناشيونال هيرالد تريبيون” كشفت في افتتاحية عددها الصادر بتاريخ 2/10/2007 ان النقص في عديد الجنود الأمريكيين حمل “البنتاجون” (وزارة الدفاع) على الاستعانة بنحو 160،000 متعاقد، بينهم نحو 50،000 من المحاربين المأجورين، أي من المرتزقة، لسدّ النقص في آلة الحرب الميدانية ضد العراق. هل ثمة حرب في التاريخ استطاع المرتزقة وشذاذ الآفاق أن ينتصروا فيها؟
لا يكفي أن يمتنع المسؤولون العرب عن الاشتراك في الحرب الأمريكية المحتملة ضد إيران بل يتوجب عليهم أن يعلنوا وينشطوا، سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً، في جميع الأوساط والمستويات والميادين لجعلها خياراً مستحيلاً لبوش ولنائبه ديك تشيني.
قيل ان تشيني هو وراء التحريض على شنّ الحرب ضد إيران. حسناً، ان مبادرة السيناتور ويب تشكّل صفعة قوية له وربما تُنهي تسلّطه على بوش وعلى أركان إدارته الفاشلة.
بدأنا المقالة بطرفة وننهيها بأخرى. فقد سألني الرئيس سليم الحص قبل يومين: إذا مات تشيني، ماذا يحدث؟
قبل أن أجازف بإجابة سريعة قال الحص: يصبح بوش رئيساً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
يا ثقافة تحجي عنها يا د.علاوي؟
جاسم محمد كمال
الوطن الكويت
لنستبدل التعويضات بثقافة الأخوة، هذا العنوان الرئيسي لجريدة «الوطن» يوم الاثنين الموافق 2007/10/1م العدد رقم 5832/11386 جاءت هذه العبارة على لسان د. أياد علاوي رئيس وزراء العراق السابق والبعثي القديم والمتحول لمعارض للنظام العراقي الصدامي البائد من خلال حديث لجريدة «الوطن».
أنا لم أهتم لأي شيء باللقاء المذكور سوى فقرة الديون الكويتية المستحقة على العراق كان رد الدكتور علاوي لا يدخل عقل أي إنسان عاقل، هناك البعض الكثير من الذين يحاولون مسح التاريخ الأسود لما قام به العراق تجاه الكويت بداية من الدولة العثمانية ونهاية بالعهد البائد البعثي الصدامي، يادكتوري العزيز الجروح كثيرة والجرح الأخير كبير وعميق غزوكم لايزال محفورا في ذاكرة الكويتيين وكتب بدماء الشهداء من أبناء هذا الوطن الغالي، يا دكتور حتى تاريخ كتابة هذا المقال، وهناك أكثر من 300 أسير لم يعرف مصيرهم، وأنت تبي نبدل التعويضات والديون بثقافة؟ أي ثقافة يقصدها الدكتور علاوي ثقافة حمورابي العين بالعين والسن بالسن أو ثقافة البقاء للأقوى والكبير يأكل الصغير؟
الثقافة العراقية على مر العصور تعرف بثقافة الدم ونحن ا لكويتيين لسنا بحاجة لهذه الثقافة أما بالنسبة لاعطاء الأولوية للشركات الكويتية للمشاريع التنموية بداخل العراق هذا كلام غير معقول بسبب عدم المصداقية بدفع القيمة المادية لها مستقبلا والتاريخ التجاري الكويتي العراقي خير شاهد على ذلك، والسؤال للدكتور العزيز هل تعرف كم هو عدد الكويتيين الذين قتلوا وكم عدد الكويتيين الذين خطفوا بالعراق من بعد تحريركم من النظام البعثي الصدامي؟ يا دكتور حياة أي فرد كويتي هي غالية على الكويت حكومة وشعباً، ونحن ككويتيين نقدم الغالي والنفيس من أجل رفعة وحرية بلدنا وشهدائنا بالغزو العراقي عام 1990 خير دليل ونحن ايضا نغدق الأموال من اجل بناء هذا الانسان الكويتي ومن أجل حياته. والمحافظة عليها، ولسنا بحاجة لمشاريع نبني بها العراق وأهل العراق يقتلون أو يخطفون أبناءنا.
يادكتور علاوي أنتم بالعراق بحاجة لخلق انسان عراقي يحب الخير لنفسه أولا وللآخرين ثانيا ويجب بناء الفرد العراقي على أن الكويت بلد ذو سيادة وجار شقيق بالدين والعروبة، ويجب عليكم كسياسيين وأكاديميين العمل على مسح كل ما تعلمه الفرد العراقي من الأنظمة البائدة السابقة أن الكويت جزء من العراق ويجب على أبناء العراق أن يتعلموا الابتعاد عن ثقافة الحروب والمشاكل كما تفضلت في حديثك، ولتعلم أن الكويتيين ليسوا بحاجة لهذه الثقافة، لكون الكويتيين هم أهل الصداقة والسلام، ولا يصح إلا الصحيح، صح يا دكتور علاوي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
العراق لا يقبل القسمة على ثلاثة
د.رنا خالد
البيان الامارات
العراق أيها السادة قلب من اعرق الأمم على وجه الأرض انه قلب الأمة العربية. وصفة القلب تعني ان مشاعر الأمة تثور في هذا البلد منذ ان خلق في الوجود والى يومه الأخير فعندما تحزن طرابلس يبكي العراق وعندما تجرح مصر ينزف العراق وعندما تصيح لبنان يلبي العراق.
وعندما تهدد سوريا يهب العراق بين ليلة وضحاها وكل حجر ترميه يد طفل فلسطيني قبل العراقيين الحجر ويد من رماه وانتم تعرفون ما الذي رماه العراقيين على إسرائيل وكيف أبكاهم العراقيين ولولا هذا البكاء لما صار الحقد على العراق طويلا ليس له نهاية الا ان يتمتعوا بأرض العراق تقسم وتشتت وكأنها الجائزة التي ينتظرها اللاهثون وراء جسد العراق المكلل بكل أنواع الجراحات. تقسيم العراق هي احدث صيحات الاحتلال ورفاق الاحتلال وهو مشروع كان يلوح به بين الحين والحين حتى صار اليوم ضرورة ملحة للإدارة الأميركية التي أعدتها بصيغة قرار غير ملزم وافق الكونغرس الأميركي عليه على اعتباره الحل الذي سيمهد لسحب القوات الأميركية من العراق.
خطورة هذا القرار تكمن في سببين أساسيين : الأول: ان قرار التقسيم يأتي في الوقت الذي يتضاءل فيه دور الحكومة بل وتضمحل فعالية المؤسسات الحكومية. هذا بالإضافة الى انعدام سيادة القانون وعدم وجود دستور تجتمع عليه أطياف الشعب العراقي إضافة الى عجز القانون وسلطاته التنفيذية عن الاستقلال بذاتها والابتعاد عن المحاصصة الطائفية. اذن كيف يمكن للأقاليم ان تفرض سلطاتها وقوانينها بصورة تضمن الاستقرار في الوقت الذي ينعدم فيه وجود للقانون والدستور. وبالتالي هذا يعني ان كل من الأقاليم سيكون أمامها حلين إما الاستمرار بشكل القانون الموجود وهذا يعني ان لا فرق سيحدث على صعيد الأمن والاستقرار. او انها سوف تبتكر قانونها الخاص وهذا سيعني ان هذه الأقاليم ستكون أقاليم انفصالية وليست اتحادية وما يترتب عليه من تدخل لدول الجوار والتأثيرات الطائفية التي ستسعى الى تغيير عراقية الإقليم الواحد. الثاني: بريطانيا ايام احتلالها للوطن العربي كانت أكثر دهاء وحكمة حيث عمدت الى التغلغل في الوطن العربي قبل سنوات طويلة عبر التجارة والصحافة والتعليم بل وحول موظفين لديها وضباط الى مستكشفين يجيدون العربية ويتغلغلون في القبائل العربية ويتعلمون كيف يفكر العرب وكيف يعيشون حتى ان مؤتمر السلام في سان ريمون بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى دهشت الدول الكبرى بدقة ورصانة المخططات والخرائط والوثاق والتقارير التي قدمتها بريطانيا عن الوطن العربي والتي صارت الأساس الذي قسمت فيه الأرض العربية بل الأساس الذي ترك قنابل موقوتة في قضايا الحدود العربية تستخدم في الوقت المناسب. اما الولايات المتحدة فهي ليست حديثة العهد بالأرض العربية ولكن رغم كل تلك السنين في الواقع فان أسلوب رجال العصابات كان هو سيد الموقف في علاقة العرب بالولايات المتحدة التي لطالما أبدت جهلا مؤثرا بحقيقة وواقع الشعوب العربية لذلك ضلت العلاقة سيئة بين الولايات المتحدة وتلك الشعوب بالرغم من ان القوة ربما نجحت في تمرير بعض أشكال الثقافة والنموذج الأميركي الا انه يمكن الجزم بان الولايات المتحدة ليست لديها قاعدة فكرية في الأجيال العربية التي ضلت تمقت الولايات المتحدة وبما يعود ذلك الى ان السياسة الأميركية . ومنذ الستينات تحب التعامل مع الوطن العربي بأسلوب التهديد وتحريك حاملات الطائرات والتآمر المفضوح مع الأطراف الثانوية وتحرك العملاء الذين مع الأسف يتم اختيارهم من ادنى مراتب الخونة والعملاء حتى اذا تكلموا بالوطنية شوهت القضايا الوطنية وصارت أحقر المواضيع وأردئها.
اما في موضوع العراق فالولايات المتحدة ومنذ احتلالها للعراق حاولت فرض حلول تشبه حلول أفلام هوليوود الرديئة وعلى سبيل المثال مجلس الحكم الذي كان اول وسيلة لانقسام السياسيين وأول خطوات تدمير المؤسسات الحكومية ،الحكومة الانتقالية التي لم تعط فرصة للقيام بأي ترتيبات تجعل بالإمكان إعادة سلطة القانون وترسيخ دور المؤسسات. ثم الانتخابات التي طالبت العراقيين وهم خائفون حتى من مغادرة بيتهم ان ينتخبوا حكومة تسير أمورهم وانتم تعرفون اي حكومة صارت بعد الانتخابات. ثم الدستور الذي ما انزل الله به من سلطان والذي دخل كتاب جينس للأرقام القياسية لأسرع دستور كتب في تاريخ الدول وأكثر الدساتير التي لا يعرف لحد الان تحديدا لبنوده. واليوم نحن امام التقسيم الذي هو مشروع يفرض دون دراسة لحقيقة التوزيع الديموغرافي في العراق فالجنوب ليس عشائر شيعية فحسب بل انه يضم اعرق العشائر السنية وكذلك الوسط وكذلك الشمال وعليه كيف سيتعامل التقسيم مع هذه العشائر العربية العريقة. وهل التقسيم سيتم على أساس جغرافي ام طائفي ؟وكيف سيتم تحديد مهمات الامن والدفاع بين الأقاليم؟ كيف ستنضم الأمور المالية ؟ما هي العلاقة بين الإدارة في الأقاليم والحكومة العراقية ؟ام ان العراق سيحكم بثلاثة رؤساء ؟ربما فكل شيء في حلول هوليوود ممكن. عموما دعاة التقسيم يدافعون عن فكرة الشيطان فيقولون ان هذا هو تجسيد لأمر واقع يعيشه العراق وعليه فان هذا التقسيم سيريح الجميع ويعيد الأمن والاستقرار للعراقيين. فلو كان هذا امرا واقعا كما يقولون فانه صار كذلك منذ أربع سنوات اي منذ ان طارت الغربان فوق سماء العراق وأشعلت الظلام في سمائه. فلو كان امرا واقعا لكان العراق الآن تلك الولايات الثلاث التي فرضها الاحتلال العثماني بغداد والموصل والبصرة. وربما لكانت ثورة العشرين التي كانت واحدة من اكبر خسائر الجيش البريطاني بعد الحرب العالمية الاولى هذه الثورة لو كان التقسيم امرا واقعا لكانت هبت في الوسط دون الجنوب الذي اشتعل نارا على البريطانيين والشمال الذي ثار بركانا في نفس التوقيت. ولو كان التقسيم امرا واقعا لما كانت بيوتنا في الجنوب وفي الموصل في بغداد ولما كان أخوالنا شيعة وأعمامنا سنة او كان أعمامنا كردا وأخوالنا عربا. لو كان واقعا تقسيم العراق لما دفنا أمواتنا في السليمانية والدهوك والموصل والنجف والحلة والبصرة. لو كان واقعنا صفونا جنب بعضنا وتعرفوا من منا عراقي من الجنوب ومن منا عراقي من الشمال ومن منا عراقي من بغداد. لو كان واقعا لتوقف دجلة في بغداد وأبى ان يكمل رحلته الى البصرة او لتحول الفرات ورفض ان يسقي مزارع الانبار واكتفى بمزارع النجف. لو كان التقسيم واقعا لما بكينا اليوم بنفس الدموع على العراق. ولو كان وقعا لكان الموت استثنى السنة او الشيعة او الأكراد. المشكلة ان العراق ايها السادة كان دائما رقما صعبا في حسابات الطامعين والطامحين واليوم لا يمكن لهذا الرقم الصعب ان يقبل القسمة لان القسمة تعني ان الأبواب صارت مفتوحة ايها العرب والأبواب المفتوحة لن تدخل سوى النار والدمار. . وقسمة العراق سوف تعني ضرب العرب وطرح عروبتهم ومستقبلهم وجمع الطامعين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
العراق والتحول الأميركي
نهى حوا
البيان الامارات
يختلف المحللون حول ما يمكن اعتباره نقطة البداية في ما يتعلق بالحديث عن تقسيم العراق داخل المؤسسات الرسمية الأميركية بعد أن تبنى مجلس الشيوخ قراره غير الملزم بخلق مناطق فدرالية إلى جانب منطقة كردستان بنسبة تصويت 75 مع و23 ضد.
البعض يميل إلى تحليل الأحداث من منطلق المؤامرة ويعتقد بأن تقسيم العراق كان هدفاً مبيتاً من الأصل حتى ما قبل الغزو الأميركي للعراق ويرى في تحركات الإدارة الأميركية بتفكيك كل أجهزة الدولة القائمة ومؤسساتها دليلاً قاطعاً على حديثه، في حين البعض الآخر يراه في سياق تطور مسار الأحداث على الساحة العراقية والجدل الدائر بين الإدارة الأميركية والكونغرس حول كيفية الخروج من الورطة العراقية. ويبدو في قياس الزمن أن نقطة البداية غالبا ما تكون مبهمة إلى أن تظهر المنفعة الحسية منها. لم تكن خطابات الإدارة الأميركية على طول حربها على العراق تحوي على أي نوايا لتقسيمه، بل بالعكس كان التشديد مستمرا على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق من اليوم الأول الذي اعتبرت فيه القوات الأميركية أنها سوف تستقبل بالزهور من قبل الشعب العراقي.
وعندما كتب الدستور العراقي من قبل محامين أميركيين جرى الاتفاق على الإطار الفيدرالي بحيث يبقي على وحدة البلاد في إطار أقل مركزية، كان الحديث عن التفتيت والتقسيم مجرد كلام سياسي يسرد في إطار مقالات تحليلية، إلى أن اصطدمت الحقيقة بالواقع وتطورت أحداث العراق في سياق مغاير لرغبة المحتل. كان تعيين الجنرال ديفيد بترايوس في فبراير 2007 لمنصب قائد القوات الأميركية في بغداد الفرصة الأخيرة لإمكانية الاتفاق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على المسار في العراق، وقد وصف حينها بأنه أفضل أمل في حرب فاشلة، كما وصفه أحدهم بكلام له دلالات كبيرة حين شبهه بأوليسس غرانت القائد العسكري الذي أنقذ الوحدويون المعادون لانفصال بعض الولايات الأميركية في عهد لينكون في القرن التاسع عشر، والمفارقة كبيرة بين هذا وقرار مجلس الشيوخ! كان بوش قد طالب بفرصة لتعديل إستراتيجيته بزيادة عديد القوات الأميركية في العراق فيما حربه تنطلق في عامها الخامس بتكاليف باهظة دون أمل يذكر في تحقيق الأهداف المتوخاة منها، ووسط احتجاجات واسعة بين الأميركيين ومطالبة بسحب الملف العراقي من بوش على أن يتولى الكونغرس إدارة السياسة الأميركية. لم تمض أشهر معدودة حتى كثرت التقارير «المحبطة» حول نتائج خطة بوش وذلك قبل أن يدلي ديفيد بترايوس بشهادته أمام الكونغرس في 11 سبتمبر 2007. وكانت نبرة مجلس الشيوخ تتصاعد تهديداتها للحكومة العراقية للاستعجال في البث في القضايا العالقة والقوانين التي تجري مراجعتها من اجتثاث البعث إلى قانون النفط وغيرها من المعايير التي وضعتها الإدارة الأميركية لتقييم التقدم في العراق والتي لم يحقق إلا القليل من أهدافها، كما عبرت هيئة الأركان المشتركة عن قلقها من أن حرب العراق قلصت قدرة الجيش على الرد على تهديدات أخرى آتية من الجوار.
شكل يوم 11 سبتمبر محطة مهمة في الجدل القائم حول العراق بين الإدارة الأميركية والكونغرس، وفي تقديمه لبترايوس الذي ألقى شهادته أمام الكونغرس قال السيناتور جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: «إن العراق لا يمكن أن يحكم من المركز في هذه المرحلة من تاريخه، وبأنه دون تسوية سياسية لا يمكن تجنب الفوضى وإن ما تم إنجازه لناحية التهدئة في «الأنبار» لا يحل القتل بين السنة والشيعة والأكراد وتأثيراته الإقليمية البعيدة المدى على المصالح الأميركية». لم يجد الكونغرس جديدا في تقرير بترايوس إلا ربما الحرب فاشلة يعني السياسة فاشلة. فهل نحن أمام بداية تغيير رسمي في الإستراتيجية الأميركية تجاه العراق؟ يرى البعض أن القرار وهو غير ملزم أصلا يأتي في إطار تصعيد الخلافات مع بوش لحثه على الانسحاب أو لتخويف الحكومة العراقية وجيران العراق لحثهم على دعم التوصل إلى تسوية سياسية. لكن الواضح أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بمدى عجزهم عن صياغة الأحداث في العراق هذه الأيام، وبأن إدارتهم للحرب بعيدة عن خدمة أهدافهم بل أصبحت خاضعة لغير قوانينينهم. لقد أقرت الإدارة الأميركية بفشل الحل العسكري في العراق وباتت تريد الانسحاب ولا تجد مخرجا في ذلك إلا المكابرة على حقيقة أن هناك مقاومة وطنية رافضة للاحتلال الأميركي، والتخوف هو في أن يكون هناك من هو على استعداد للوقوع في مطب هذه السياسة التي تسير على هدى «علي وعلى أعدائي».
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
هل بدأ انهيار الإمبراطورية الأمريكية؟
فرانسوا باسيلي
اخبار العرب الامارات
وضعت جملة ’’انهيار الولايات المتحدة الأمريكية’’ بين قوسين في غوغل ستحصل على ما يقرب من ألف سياق على الإنترنت. مما يعني أن السؤال وارد وشائع. وستلاحظ ان أغلبية المواقع التي تطرح هذا السؤال مواقع إسلامية- مثل إسلام اون لاين - ولهذا دلالته. ولكن الإسلاميين لم يكونوا أول من طرح هذا السؤال. إذ ان المؤرخ الأمريكي المعروف بول كيندي طرحه بشكل يقترب من صيغة التنبؤ الصارم في كتابه عن صعود وسقوط القوى الكبرى الذي أصدره عام 1987 أي قبل عشرين عاما. وهناك مواقع وكتابات تنتقل من صيغة التساؤل إلى صيغة الخبر، مبشرة بأن انهيار الولايات المتحدة قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. ويحضرني هنا قول فكاهي شهير للكاتب الأمريكي الساخر مارك توين الذي تناقلت بعض الصحف نبأ موته وهو على قيد الحياة فكتب جملة أصبحت تاريخية: ’’ إن خبر موتي فيه الكثير من المبالغة’’! ولعل هذه الجملة أظرف أساليب النفي والاستنكار معا. ولهذا فمن المناسب استعارتها هنا فنقول إن أنباء قرب انهيار الولايات المتحدة فيها الكثير من المبالغة. ولكن لا يكفي بالطبع الاستعانة بكاتب أمريكي ساخر لنفي أنباء قرب الانهيار الأمريكي بهذه البساطة. فالأدلة التي يقدمها المتسائلون والمبشرون بالانهيار المرتقب ليست متهافتة ولا مفتعلة. وهم أحيانا يستعيرون نظرية بول كنيدي نفسه ويقررون انطباقها على حالة التمدد العسكري الباهظ للإمبراطورية الأمريكية اليوم ويستنتجون -كما استنتج هو- أن هذا لابد أن يؤدي إلى انهيار الإمبراطورية. وأحيانا أخرى يقدم اَخرون مثال انهيار الإمبراطورية الرومانية ويقولون إن حالة المجتمع الأمريكي اليوم تشبه حالة المجتمع الروماني الذي غرق في حياة اللهو والترف وفقد قيمه الاجتماعية والقومية وبذلك لابد أن يكون هو مصير الإمبراطورية الرومانية. التباس التفكير والتمني هناك تعبير بالإنجليزية يستخدم كثيرا حتى من قبل العامة في الحياة اليومية هو هَىًَىوّ ُنوّىط وهو تعبير ليس له مقابل في حياتنا العربية. ويعني التفكير بالتمني او اشتباه التفكير بالتمني، فيدخل صاحبه في حالة التمني وهو يتوهم انه في حالة تفكير، فيصبح ’’تفكيره’’ مقودا بأمنياته وخاضعا ومبررا لها مبشرا بها، وفي هذا خطورة كبيرة اذ قد يؤدي الى نتائج تتزين بجماليات المنطق وهي ليست سوى أهواء.
مما يسقط بصاحبه في مزالق وكوارث هائلة. وما حدث لتجربة الأنظمة القومية العربية مثلا هو بعض من هذا التفكير بالتمني، فتوهمت في نفسها قدرة لا تملكها، ودفعت ثمن توهمها هذا فادحا. وعلى المفكرين العرب الجديرين بصفة ’’مفكرين’’ مراقبة ومحاسبة أهواءهم محاسبة شديدة لكي لا تختلط بتفكيرهم وتصبغه بألوانها الوردية فيتصورون أمنياتهم في شكل الحقائق والوقائع. ولا يخفى أن الكثيرين في العالم العربي يقفون موقفا معاديا للسياسات الأمريكية في المنطقة، وهم في هذا على حق لأن هذه السياسات ومنذ الرفض الأمريكي لطلب مصر عبد الناصر تمويل السد العالي وقبل أية مواقف عدائية من قبل ناصر هي سياسات تتصف بالحماقة والجهل بثقافة شعوب المنطقة وعدم الحساسية لأمانيها المشروعة مع التأييد الأعمى لسياسات إسرائيل العدوانية وأطماعها في الأراضي العربية. من المفهوم إذن أن يكون موقف المثقف العربي مناهضا للسياسات الأمريكية التي تعود على المنطقة بالنتائج الكارثية وأحدثها ما يحدث في العراق اليوم. قد تنمو إذن في جوانح الكثيرين من المثقفين العرب مشاعر كراهية لأمريكا تشعر بها أمريكا نفسها ولهذا لا تكف عن التساؤل الشهير: ’’لماذا يكرهوننا؟’’ مع عدم اهتمام حقيقي بمعرفة الإجابة! وهناك قطاع اَخر لا يستهان به في الشوارع العربية اليوم- هو قطاع الإسلام السياسي الجهادي - الذي لا يرى في أمريكا سوى انها زعيمة الصليبيين الجدد ولا ينظر للعالم كله سوى بمنظار ديني ضيق غير إنساني في جوهره، منظار سلفي رجعي يستخدم رؤية ولغة وفكر السلف ويطبقها بلا تفكير على الحاضر، فلا يزال العالم في نظره ينقسم الى دارين دار الحرب ودار السلام، والى معسكرين معسكر المؤمنين ومعسكر ’’الكفار من اليهود والنصارى’’. وهذا القطاع يحمل للولايات المتحدة على الأخص والغرب عموما كراهية هائلة لها أبعاد تاريخية تراثية ودينية تتعدى الأرض نفسها وتتعلق بأهداب السموات في هذه الحربوتتوهم اشتراك الخالق الأعظم الدينية الكونية في صفها لنصرتها على ’’أعداء الله’’. ويمثل هؤلاء بن لادن ومفهومه للجهاد الإسلامي. ويرى هؤلاء أن حربهم ضد السوفيت وطردهم من أفغانستان هو الذي أدى إلى انهيار الإمبراطورية السوفيتية (الملحدة) وانهم بنفس الشكل هم المؤهلون لمحاربة الإمبراطورية الأمريكية (الكافرة) ويتلهفون على رصد أية مؤشرات تنبأ بضعف هذه الإمبراطورية وبداية انهيارها. لهذا كله فمن المهم قبل الانجراف وراء السؤال المدغدغ للمشاعر حول انهيار الإمبراطورية الأمريكية أن نتأكد أولا من تجردنا من أخطار اشتباه التفكير بالتمني، وأخطار النظر إلى العالم بالمنظار الديني الضيق، ثم بعد ذلك نفحص ما أمامنا من ادلة فحصا موضوعيا.
مادمنا نتكلم عن احتمالية انهيار الإمبراطورية الأمريكية، فلا بد أن نسترشد بأهم كتابين صدرا في موضوع سقوط الامبراطوريات، خاصة وان المبشرين بالسقوط الأمريكي يستشهدون بهذين الكتابين ويطبقون نظرياتهما ويستنتجون بناء عليهما. ولننظر كيف يبدو الحال الأمريكي الراهن على ضوء هذين الكتابين الهائلين. في كتابه ’’صعود وانهيار القوى العظمى’’ الصادر عام 1987 يقدم لنا المؤرخ الأمريكي الشهير بول كنيدي دراسة موسوعية للإمبراطوريات والقوى العظمي الحديثة، في الفترة بين العامين 1500 وحتى العام 2000. ويعتبر العام 1500 الفاصل بين التاريخ ما قبل الحديث والعصر الحديث. ويقدم كنيدي لنا عدة مقاييس مفيدة -ومتغيرة- نقيس بها مظاهر القوة والضعف في كل إمبراطورية أو قوة عظمى. ولعل أهم ما يقدمه كنيدي لنا بداية هو فكرته عن ’’نسبية القوة’’ وهذا ليس بالغريب من مفكر جاء من جيل بعد جيل اَينشتاين مباشرة، ولا شك تأثر بنظرية النسبية المتعلقة بالقوى الكونية- الطبيعية، فيقدم لنا كنيدي فكرته التي تقول إن مطلقة أو متفردةالقوة لدى إمبراطورية ما ليست بذاتها، وإنما هي مسألة نسبية- فلا يمكن قياس قوة أو ضعف دولة ما إلا بالنسبة إلى الدول الأخرى من ناحية، وبالنسبة إلى قوتها هي ذاتها في فترات مختلفة من تاريخها من ناحية أخرى. وهنا مثلاً نرى ان بريطانيا اليوم- والتي تأتي في منزلة بعد الولايات المتحدة واليابان في عدد من مقاييس القوة، هي اكثر قوة وغنى مما كانت عليه الإمبراطورية البريطانية. لأننا نتكلم عن انهيار نسبي ولا نتكلم بالضرورة عن اضمحلال أو اختفاء دولة ما. وعليه قد تظل الولايات المتحدة - حتى بعد انهيار إمبراطوريتها - أقوى من معظم دول العالم! يقدم كنيدي بعد هذا نظريته الأساسية بناء على أوروبادراسته لعوامل انحسار القوى العظمى في واستخلاصه من ذلك ان الانتشار الزائد لإمبراطورية خارج حدودها مع إنفاقها الزائد على قواها العسكرية للاحتفاظ بهذا الانتشار بشكل يفوق معدل إنفاقها على الجوانب الداخلية الأخرى من اقتصادية واجتماعية وعلمية وتعليمية يؤدي مع الوقت إلى تفاقم الحالة الاقتصادية ثم إلى انحسار القوة العظمى واضمحلالها وعودة الدولة إلى حجم الدولة الأصلي أي نهاية وجودها الإمبراطوري، وتنبًأ كنيدي في دراسته بأن هذا ما سيحدث للولايات المتحدة، التي رأى إمكانية انحسار دورها الإمبراطوري في العالم كقوة عظمى وصعود اليابان لأخذ مكانها. ونلاحظ أن كنيدي قد نجح في تشخيص أسباب انحسار الإمبراطوريات والقوى العظمى الأوروبية التي درسها دراسة تاريخية كان من السهل عليه فيها إلقاء نظرة فاحصة على ما وقع بالفعل في الماضي. ولكنه فشل في توظيف نظريته هذه لاستكشاف المستقبل حتى القريب جدا منه فقد فشل في التنبؤ بالسقوط المفاجئ للاتحاد السوفيتي كقوة عظمى رغم انه كتب كتابه قبل سنوات معدودة من ذلك السقوط. كما انه بالغ في أهمية ومقدار صعود اليابان التي تصور أنها الوريث للولايات المتحدة، ولم يتنبأ بصعود الصين بالقدر الذي حدث، والذي يتصور البعض انه يؤهلها لتكون الوريث القادم للقوة الأمريكية. ويمكن دحض نظرية كنيدي استنادا على أفكاره نفسها، ففكرته عن النسبية مكنته من استخدام معايير مختلفة لقياس والحكم على كل إمبراطورية على حده، أخذا في الاعتبار ظروف عصرها وظروفها هي الخاصة، فقد قام بقياس قوة وثراء القوى العظمى قبل القرن العشرين بمقاييس تشمل نسبة سكان المدن الى العدد الكلي من السكان، ونسبة إنتاج الصلب، واستهلاك الوقود الحديث ومعدل الإنتاج الصناعي، بينما غير مقاييسه لدول القرن العشرين فاستخدم مقياس الإنتاج الحربي، وهكذا. ولكننا نجده يستخدم مقاييس زمانه (اي منتصف الثمانينات) ليحكم بها على الولايات المتحدة في زمن بداية القرن الحادي والعشرين دون أخذه في الاعتبار لعوامل جديدة تماما يمكن أن تكون هي المعيار الجديد لقوة الدول والامبراطوريات مثل ثورة المعلومات والسبق التكنولوجي والقدرة على السيطرة على وسائل إنتاج المعرفة وابتكار المخترعات واحتكار الإعلام وغيرها من الموارد ’’غير الطبيعية’’ المستجدة تماما والتي لم يكن في مقدور المؤرخ التكهن بها لأنها تمت لعالم المستقبل المتخيل بينما ينتمي هو بفكره وخبراته إلى عالم التاريخ المعروف فقط. لا نستطيع أذن أن نقوم بالتطبيق الاَلي المتسرع لنظريات ورؤى مؤرخين مثل بول كنيدي لنستخلص نتائج تحلو للبعض وتدغدغ أحلامهم بقرب انهيار الولايات المتحدة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق: نموذج متوالية قتل الأشقاء
د. فهمي الفهداوي
اخبار العرب الامارات
الدول العربية: دول هشة، سيادتها ليست طوع أمرها، وقد أثبتت تجارب العلاقات والصراعات الدولية، تبعية هذه الدول في غالبيتها، إلى الانضواء والشروع في تنفيذ توصيات الإدارة الأميركية، سواء كان ذلك في السر، أو بشكل معلن، وبالتالي وضمن حسابات السياسة، فلا مجال بين ما ترغب به قلوب الكثرة الشعبية المعارضة من جهة، وبين الأيادي من القلة الحاكمة، التي ترسم واقعا محسوبا على ارض الحقيقة الفعلية، في إطار عقلي - مصلحي محض ، وهذا يمثل الجهة الأخرى،التي تقف خلفها وعلى الدوام الإدارة الأميركية، طبقا لسياساتها المعتمدة وإستراتيجيتها المقرّة، إذْ لا مجال في نكران هذه المسلمة السلوكية، ضمن معطيات الساحة السياسية للدول العربية، خاصة خلال الثلاثين سنة الماضية وحتى يومنا هذا. فالقضية الفلسطينية تمت تصفية أبعادها، طبقا للمشيئة الأميركية، التي تسخّرت في الأساس لخدمة الكيان الصهيوني، وكانت الدول العربية تهرول خارج الإطار الفعلي، الذي يضمن للشعب الفلسطيني أي حق يذكر، وها نحن نعيش أمام قضية تكتيكية تحللت مستحّكماتها كقضية كبرى، بين كيانات تصارعية محكومة بسياقات مرحلية، لا تعيد مهاجرا إلى وطنه، ولا ترفع علما لسيادة دولة اَمنة من اجتياحات عدوانية متكررة. ومثلما استطاعت الدول العربية، أن تعيش مضحية بشقيقتها في فلسطين، استطاعت على عجل أن تتجاوب مع فكرة التفريط بالشقيقة الأخرى في العراق، وأن تشهد مقتلها من خلال الغزو الأميركي لها، الذي تجاوز في بوهيميته كل مأثرة حسنة جاءت بها أخلاقيات البعد الإنساني في فعل القتل والدمار، على وجه الأرض والكون ومنتوج الثقافة البشرية. إذن نحن أمام متوالية قتل الأشقاء والشقيقات من قبل الغرباء الصهيونيين والأميركيين، والتضحية بالمقتولين والسكوت على مقتلهم من قبل الأقرباء وبقية الأشقاء، وهذا هو ما ينطبق عليه حال الوصف دون مواربة، بالنسبة لحزمة الدول العربية، وينبغي أن لا نعمد في كل فاجعة تحدث ضمن بيئتنا من قبل أميركا والقوى الممثلة لها، إلى تحميل الدول العربية مأساة ما يحصل لها مجتمعة أو لدولة محددة من دولها، لأنها بكل بساطة دول ليس لها حول ولا قوة، أمام أميركا وقوتها الضاربة في أرض العرب. وينبغي أن لا نبتعد عن عقدة المأساة الجوهرية في قضية مسخ الشخصية السياسية للقرار السياسي العربي، من خلال إلقاء التهم ناحية جامعة الدول العربية، وصبّ جام الغضب الانفعالي على أمينها العام، والمنظمات الشبحية الفرعية المرتبطة به، لأنّ الجميع يُشكّل نسيجا توحّديا مع أصل المسخ وصورته وتحولاته وإرهاصاته، بناء على سوابق المواقف والقرارات، التي سلّمت مفاتيح العواصم العربية، إلى سادة البيت الأبيض - أصحاب الضمائر السود، وهؤلاء فقط هم أهل الحل والعقد، وتخضع جميع مقدرات شعوبنا وأوطاننا، طبقا لإرادتهم الحرّة، التي لا تعلو فوقها إرادة، ويجب أن تكون هذه الحقيقة، التحصيل الحاصل لكل حدث مأمول، ولكل قضية يُراد لها حلّ ما. فمهما قيل عن كثرة الشعوب العربية، ومهما قيل عن حجم الثروات المالية والطبيعية عند العرب، سأقول بمنتهى البساطة: شعوب كثيرة وسيوف من خشب، وموارد أكثر ومفاتيح خزاناتها في البيت الأبيض ، الذي يحتكر صكوك تعيين حكام العرب، وله القرار الفصل في بقائهم وطردهم وإعدامهم إذا اقتضى الحال. ومن لا يتفق مع هذه التصورات، فلن أتناقش معه على الإطلاق، لأنه يجتهد في معرض الحقيقة، ولا يريد أن يذعن للشواهد الدامغة. فها هو العراق، الذي دخل أجندة التقسيم، ضمن جعبة الأفكار المستقبلية، التي سوف تتصدر قرارات الإدارة الأميركية الجديدة في قابل الأيام، سيكون القربان الشاهد على دلالة كون الدول العربية، لا علاقة لها بالعراق، ولا بفلسطين من قبل العراق، وكونها ماضية مع متوالية قتل الأشقاء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الصدمة والرعب وسوق الأرض المحترقة
محمد عيسي الشرقاوي
الاهرام
أستاذ جامعي تمكن عندما بلغ السادسة والثلاثين عاما‏,‏ أن يؤلف كتابا حقق نجاحا باهرا‏..‏ ودوت شهرة آدم سميث في ربوع أوروبا‏..‏ وأطلقوا عليه لقب الفيلسوف‏..‏ وكان كتابه بعنوان نظرية الأحاسيس الأخلاقية‏,‏ وصدر عام‏1759.‏
لكن الفيلسوف انتابه شعور طاغ بالملل‏..‏ واستقال من الجامعة عام‏1764..‏ وأصبح مدرسا خاصا لابن أحد أمراء زمنه‏.‏
واصطحب الفيلسوف تلميذه في رحلة الي أوروبا‏..‏ لكن آدم سميث لم يجد في الرحلة متعة ولا سلوي‏..‏ وإنما وقت فراغ‏..‏ وحتي يزجي وقت فراغه هذا‏,‏ علي حد تعبيره‏,‏ كان يسري عن نفسه بتأليف كتاب‏,‏ لم ينته منه سوي بعد عشر سنوات‏,‏ وسماه ثروة الأمم‏,‏ ونشره عام‏1776,‏ وكان فتحا مبينا‏,‏ فقد أسس به علم الاقتصاد‏,‏ وأطلق علي صفحاته السوق الحرة والرأسمالية‏.‏
وكان يطيب لآدم سميث ان يؤكد دوما أن كتابه ليس من أجل الأغنياء والأمراء‏,‏ وإنما من أجل أن يحيا الإنسان العادي حياة أفضل‏,‏ ولذلك ينطوي الكتاب علي انتقادات حادة للتجار ورجال الأعمال‏,‏ ويحذر من التحالفات الشيطانية بينهم‏,‏ والتي تستهدف الاحتكار وزيادة الأسعار‏...‏ ويقول إنها مؤامرة ضد الجماهير‏.‏
غير أن آدم سميث مهما شطحت به تجليات الأفكار عن هذه المؤامرة‏,‏ لم يكن في وسعه أن يتصور غمة السوق الحر التي اجتاحت العراق عقب الاحتلال الأمريكي عام‏2003..‏ وهذا ما تكشف عنه كاتبة أمريكية هي نعومي كلين‏..‏ فقد أصدرت مؤخرا كتابا بليغا ومدهشا بعنوان مبدأ الصدمة‏..‏ صعود رأسمالية الكارثة وتفضح فيه بالحقائق والوقائع الجموح الأهوج والعبث المدمر من جانب المحافظين الجدد‏,‏ صقور واشنطن الذين تحلقوا من حول الرئيس جورج بوش الابن‏,‏ وشنوا الحرب علي العراق بذرائع ملفقة وكاذبة‏..‏ وكانت طموحاتهم الخرقاء تستهدف تنصيب امبراطور جديد علي عرش روما القديمة وفرض الهيمنة الأمريكية علي العالم‏..‏ انطلاقا من موقعة احتلال العراق والسيطرة علي البترول‏..‏
وتشير الكاتبة إلي ان المحافظين الجدد كانوا يخططون لتطبيق السوق الحر في العراق‏..‏ وكان ظنهم الآثم انه بعد تنفيذ استراتيجية الصدمة والرعب‏,‏ سوف تصبح بلاد الرافدين فضاء رحبا وخصبا لتحقيق تصوراتهم عن فردوس السوق الحر‏..‏ وهكذا جري تطبيق رأسمالية الكارثة‏...‏ واندلعت نيران سياسة الأرض المحترقة لالتهام المؤسسات العراقية‏,‏ ثم يبدأ ملء الفراغ بميليشيات من القتلة‏..‏ وكان هذا ما أكده منذ أيام تقرير أمريكي‏,‏ يشير إلي أن أركان الحكومة العراقية تسيطر عليها ميليشيات وعصابات اجرامية‏.‏
واللافت للانتشباه ان الكاتبة تكشف ان المحافظين الجدد استغلوا كارثة احداث‏11‏ سبتمبر‏2001‏ بإطلاق الحبل علي الغارب لشركات الأمن الخاصة‏..‏ مثل شركة بلاك ووتر التي يقتل المرتزقة العاملون فيها المدنيين العراقيين‏.‏
إن كارثة الاحتلال الأمريكي للعراق لم تبح بعد بكل أسرارها الجهنمية‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الإصلاح الخاطف... انقطاع عن الجذور "الجمهورية"!
ديفيد بروكس
الاتحاد الامارات
تعود الجذور السياسية لحركة المحافظين الأميركيين الجدد، إلى إدموند بيرك الذي لم يكن ليدعو إلى عقيدة أيديولوجية أو إلى مذهب سياسي، وإنما دعا إلى فكرة الحفاظ على التقاليد وإثارة الشكوك في نوايا التغيير الراديكالي. لكن ما إن بلغت هذه الحركة المحافظة حدود وسواحل الولايات المتحدة الأميركية حتى تحولت إلى عقيدة أو مذهب سياسي، حيث بنى المحافظون من دعاة السوق الحرة، عقيدة كاملة حول الحرية والرأسمالية. وفي الوقت نفسه بنى المحافظون الدينيون عقيدة دينية متكاملة حول مفهومهم عن النظام المتسامي وما وراء المادي. أما في الجانب السياسي فقد بنى المحافظون الجدد وغيرهم عقيدة متكاملة أيضاً حول عبارات أبراهام لنكولن وغيره من المؤسسين الأوائل للديمقراطية الأميركية. ومع مضي السنين والحقب، فقد طمرت حكمة إدموند بيرك تحت مياه هذه الطبقات المتراكمة من العقائد والمذاهب المختلفة. بل يصح القول إن صوت المحافظين الأيديولوجيين وحدهم هو الذي علا، في حين ضاع أو أهمل تماماً صوت حكمة بيرك المحافظة خلال العقود الأخيرة الماضية.
وكما نعلم فقد انتدب الحزب الجمهوري نفسه لتحمل عبء نشر قيم الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الست الماضية. بيد أن حكمة بيرك المحافظة تقف بحكم طبيعتها التأملية، في شك عظيم من أي نوايا تهدف إلى إجراء إصلاح سياسي سريع. وكما جاء على لسان بيرك نفسه، فإنه "ربما تفضي الجهود الرامية إلى إجراء إصلاح سريع، إلى بعض البدايات المرْضية السريعة أيضاً، إلا أن نهاياتها عادة ما تكون مُرَّة المذاق ومأسوفاً عليها".
وفي اعتقاد أنصار بيرك ومشايعيه أن العالم أشد تعقيداً من أن نتعجله بنوايا الإصلاح الخاطف السريع. ومن رأيهم أيضاً أن ترتيبات الواقع العيني عادة ما تنطوي على وظائف كامنة فيها، تتعذر رؤيتها أو استبدالها من قبل من يقدم على حركة الإصلاح. وهذا ما يفسر نزوع المحافظ المتأمل -من طراز بيرك- إلى تثمين التواضع المعرفي، أي تثمين الوعي بحدود طاقتنا على الفعل أو القصور عنه، وبما نستطيع أن نخطط له وما لا نستطيع.
إدارة بوش افترضت خلال السنوات الست الماضية أنه بمجرد تغييرها للمؤسسات السياسية القائمة في العراق، سيتغير تلقائياً المجتمع العراقي كذلك!
وبالمقارنة، فقد عمدت إدارة بوش خلال السنوات الست الماضية إلى العمل بناءً على الافتراض القائل إنه وفي حال تغييرها للمؤسسات السياسية القائمة في العراق، فإن من الحتمي والطبيعي أن يتبع ذلك تغيير المجتمع أيضاً. لكن وخلافاً لذلك، فإن مشايعي بيرك يعتقدون أن المجتمع -أي مجتمع- هو عبارة عن كائن عضوي تحركه في المقام الأول عوامل العادات والتقاليد والأعراف والسلوك، وأن مؤسسات الحكم الناجحة إنما تنشأ تدريجياً من منظومة الشبكة الفريدة الخاصة بأي مجتمع من المجتمعات، بمكوناتها وكوابحها الأخلاقية والاجتماعية معاً. وعلى امتداد السنوات الأخيرة الماضية، انكب نائب الرئيس ديك تشيني والمدعي العام الأميركي جونزاليس على توسيع صلاحيات ونفوذ السلطة التنفيذية-على نحو غير مسبوق في التاريخ الأميركي القديم والحديث- باسم حماية أميركا والأميركيين من مهددات الإرهاب. بيد أن النزعة الدستورية المحافظة التي بشّر بها بيرك وأنصاره، ظلت تعتقد دائماً أنه يجب لف السلطة وتقييدها دائماً بدثار من الدستور والقانون. أما المحافظ الجديد الأيديولوجي المتسرع، فعادة ما تهمه الوسائل وليس الغايات. ومن هنا فإنه يتعجل إلى معرفة الكيفية التي يتم بها توزيع السلطة، قبل أن يثير السؤال الجوهري والأهم: ما الغاية التي تستخدم من أجلها السلطة أصلاً؟وخلال العقد الماضي، دعا المحافظون الجدد الدينيون في صفوف الحزب الجمهوري، إلى ضرورة إقامة السياسات العامة للبلاد على رشاد الحقائق الكونية الأزلية التي تشكل القانون الطبيعي. ومن هنا فقد كان من رأيهم أن الأسئلة العلمية التي تثار من حين لآخر حول أبحاث الخلايا الجذعية وغيرها، إنما يجب أن تعكس حقيقة القدسية الثابتة للحياة الإنسانية. بيد أن لدى المحافظين التأمليين شكاً بالغاً إزاء إقامة القضايا على مطلقات الحقائق وتجريداتها النظرية. ومن رأيهم أيضاً أن القوانين الأخلاقية إنما تنشأ من خلال التداول والحوار، ومن واقع التجربة والممارسة العملية. وفيما لو كان سيصدر تشريع قانوني من شأنه أن يعيق تقدم الطب والعلم، فإنه يجب ألا يصدر بناءً على اللاهوت المجرد والأرثوذكسية الجامدة.
وكما تلاحظ، فقد وضع محافظو السوق الحرة في أوساط الحزب الجمهوري، خلال العقود الأربعة الماضية، فكرة الحرية في قلب فلسفتهم السياسية وجعلوها محوراً لها. وفي مقابل ذلك فإن السلطة التشريعية هي التي تشكل محوراً رئيسياً للفلسفة السياسية لإدموند بيرك ومشايعيه من المحافظين الدستوريين. وبهذا المعنى فإن الأيديولوجية المحافظة الجديدة تنظر إلى نظام الحكم وجهازه التنفيذي باعتبارهما مهدداً للحرية، في حين ينظر إليهما المحافظ الدستوري باعتبارهما ظاهرة أشبه بالنار... فهي مفيدة متى ما اتسمت بالشرعية، وحارقة وعلى درجة من الخطر ما إن يساء استغلالها. وفي غضون العقود الأخيرة الماضية، كان الحزب الجمهوري قد تصدّر سباق الإصلاحات الرامية إلى تعزيز سلطة الفرد على حساب سلطة المجتمع، عبر سلسلة من التخفيضات الضريبية والنظام التقاعدي الخاص، والحسابات الفردية الخاصة بالضمان الصحي. وفي ذلك تناقض صريح مع الفلسفة المحافظة الأم، والتي توازن ما بين حرية الفرد وسلطته، وتماسك النسيج الاجتماعي وسلطته. فلا حرية للفرد تعلو على حرية المجتمع مهما كان شأن الفرد ومكانته في المجتمع. وهكذا فقد تناقضت فلسفة الحزب الجمهوري مع جذورها الفلسفية الأم في كل شيء تقريباً. غير أنه يلزم القول إن الفلسفة الأميركية المحافظة لن يكتب لها النجاح إلا حين تحتكم نزعتها المذهبية المعاصرة إلى جذورها الأم، وتعود إلى سيرتها الأولى في حكمة ودستورية مؤسسها إدموند بيركلي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
الديمقراطيون والتركة الثقيلة
خيري منصور
الخليج الامارات
في حلقة نقاش كان العراق محورها، تهرب عدد من أبرز الديمقراطيين من الإجابة المباشرة عن سؤال متكرر هو: متى ستخرج أمريكا من المستنقع العراقي؟ وقد تكون إجابة هيلاري كلينتون عن السؤال أقرب إلى النذير، فقد تساءلت عن حجم التركة التي سيتورط فيها ورثة الرئيس بوش، لكن سؤالها كان استنكارياً إلى حد كبير، ويشي بإجابة تحمّل الإدارة الراهنة مسؤوليات أخرى في المستقبل، ذلك لأن بعض الأخطاء تفيض عن مساحة زمنها، وتتمدد ثم تتحول إلى مديونية لمن يتولون الحكم في المستقبل، ويبدو أن حجم التركة البوشية في العراق، وربما في العالم كله، يتخطى الحسابات المتداولة حتى الآن، لأن ما يظهر على أنه أعراض جانبية قد يتحول في المدى المنظور إلى كوارث حقيقية.
وفي المكالمة الهاتفية، التي كشفت عنها “الاندبندت” قبل أيام قليلة بين بوش الابن وأثنار رئيس وزراء إسبانيا الأسبق، كان الرئيس بوش قد توقع أن تكاليف الحملة العسكرية على العراق قد تصل إلى خمسين مليار دولار، لكن الأيام أثبتت خطأ الحسابات حتى على الصعيد المادي وحجم الإنفاق العسكري.
إن الإدارة الراهنة في واشنطن لا يصدق عليها المثل العربي القائل إن الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، ذلك لأن ما أكله الأب الأمريكي الذي تحول، رغم كل المزاعم الليبرالية، إلى بطريرك هو وجبة مسمومة، والمثل الأدق للتعبير عن التركة التي تحدثت عنها السيدة هيلاري هو أن أفعى البوا الأمريكية اختنقت بالعراق الذي راهنت على ابتلاعه بيسر.
إن ورثة هذه الإدارة، بكل ما اقترفت من أخطاء سياسية وخطايا عسكرية وحماقات زلزالية، سيجدون لديهم ما يقولونه وبالتالي ما يبررون به عجزهم عن استدراك ما يمكن استدراكه، ذلك لأن الحواسيب الذكية التي أنيطت بها العملية كلها أصابها عطب ما، وثمن الحرب ليس فقط أكثر من الخمسين مليار دولار التي تحدث عنها بوش، إنما يشمل قائمة من الخسائر السياسية والأخلاقية، مما دفع مثقفين أمريكيين بارزين إلى قرع الأجراس، والتحذير من مستقبل إنساني تكون فيه الولايات المتحدة القوة السوداء والعمياء، رغم ادعائها بأنها عاصمة الخير ومحور الاعتدال والصواب.
إن ما تبقى من خريف الحقبة البوشية لا يكفي لإصلاح ما أفسدت الأعوام السبع العجاف التي استغرقها حكم الرئيس، لكنها قد تكفي لحماقة عسكرية أخرى، خصوصاً إذا كانت السيناريوهات الأكثر تداولاً الآن حول حرب وشيكة ضد إيران قابلة للتصديق.
ولكل متوالية نهاياتها المنطقية التي مهدت لها وفرضتها المقدمات، وتتابع المواقف، لهذا ليس بعيداً أن تضاف حماقة عسكرية أخرى إلى تلك المتوالية البوشية، لأن اليأس أحياناً يقود إلى مجازفات كبيرة، ومن سقط في بحر الدم لن يخشى من البلل كما يقال.
إن التركة التي تحدثت عنها هيلاري كلينتون لا تشمل الديمقراطيين فقط، بل تشمل كل أمريكي من مختلف الأعمار والانتماءات الايديولوجية والسياسية، لهذا فمن سيدفع الثمن ليس حزباً منافساً، بل براقش التي جنت على نفسها وأبنائها والآخرين أيضاً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
العرب..وقرار الكونجرس لتقسيم العراق
د.لطفي ناصف
الجمهورية مصر
تصرفت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق. كما لو كان ذلك البلد العربي جزءاً من الأرض الأمريكية أو ولاية من ولاياتها.
ورغم أن القانون الدولي يحتم علي الدولة المحتلة عدم تغيير الواقع السياسي والإقليمي لتلك الدولة. فقد أصدر الكونجرس الأمريكي قراراً بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات تمثل طوائف العراق الأساسية وهي الشيعة والسنة والأكراد.. مما جعل التركمان العراقيين يفكرون في إقامة دويلة رابعة تضم كل من له أصل تركي معتمدين علي مساندة تركيا لهم في المستقبل.
قرار الكونجرس الأمريكي أثار دهشة الكثيرين في جميع أنحاء العالم.. كما يثير ذلك القرار العديد من التساؤلات. فكيف يمكن أن تتجاهل الولايات المتحدة إرادة شعب بأكمله لتتخذ ذلك القرار الغريب الذي يؤكد الجنون الأمريكي ومدي الاستهتار بمقدرات الشعوب والأمم.
ورغم محاولات الرئيس الأمريكي المكشوفة لإظهار عدم تحمسه لذلك القرار.. فإن هذا القرار الذي وافق عليه 75 عضوا من أعضاء الكونجرس مقابل رفض 23 عضوا جاء أوسع وأكبر من العراق. فهذا القرار يمثل بداية تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلي تفتيت دول الشرق الأوسط إلي دويلات صغيرة وكيانات هزيلة قدرها الأمريكيون ب "54" دولة علي الأقل حتي يسهل السيطرة عليها والتحكم في مقدراتها وإمكان خضوعها لإسرائيل والولايات المتحدة. لأن تلك الدويلات ستكون في حاجة دائما إلي الحماية الأمريكية.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بتقسيم العراق. فذلك لان هذا البلد العربي ظل لسنوات طويلة ركيزة أساسية للنظام الإقليمي في الشرق الأوسط. وإذا انهارت تلك الركيزة فلابد أن تتتابع الانهيارات بعد ذلك.
قرار الكونجرس الأمريكي بتفتيت العراق. كشف حقيقة الدوافع الأساسية لغزوها للعراق. فالولايات المتحدة الأمريكية لم تذهب إلي العراق بجيوشها ومعداتها وخبرائها. لمجرد إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. أو أنها ذهبت لتحقيق الديمقراطية كما ادعت. لأن الديمقراطية لا يمكن أن تقبل أيادي شعب بأكمله.
ولكن الولايات المتحدة حضرت إلي العراق لتبقي رغم كل التصريحات حول الانسحاب وطريقته والمدة التي يستغرقها.. الجيوش الأمريكية حضرت إلي العراق لتبقي. لأن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة من غزو العراق. كان ومازال وسيظل هو ضمان السيطرة علي البترول العربي الرخيص والوفير ليس للولايات المتحدة فقط ولكن لحليفتها إسرائيل. فقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1975 وفي ظل وجود وزير الخارجية اليهودي الأصل هنري كيسنجر علي مذكرة تفاهم مع اسرائيل تضمن الولايات المتحدة بموجبها لإسرائيل حاجتها من النفط. وهذه الاتفاقية مازالت سارية ويتم تجديدها كل خمس سنوات.
خطة تقسيم العراق ليست وليدة الساعة أو من أجل انسحاب آمن من العراق كما يدعي البعض. ولكن جذور تلك الخطة يمتد إلي منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية التي اتت بعكس ما كانت تتمناه الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول الأوروبية.
الولايات المتحدة التي ورطت صدام حسين في الحرب مع إيران أعتقد أن تلك الحرب ستنتهي بضعف الجانبين العراقي والإيراني. ولكن الرئيس العراق صدام حسين خرج من تلك الحرب بتدشين العراق كقوة إقليمية قوية قادرة علي تهديد إسرائيل وتهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي مقدمة تلك المصالح. استمرار تدفق البترول العربي إلي الولايات المتحدة بأرخص الأسعار.
ولم تيأس الولايات المتحدة.. ولكنها استطاعت من خلال سفيرتها في بغداد إقناع صدام حسين باستخدام القوة لاسترجاع آبار البترول العراقية التي تستولي عليها الكويت.
وفي اعتقادي كانت حرب الكويت بداية المخطط الأمريكي للقضاء علي العراق كقوة إقليمية.
وأذكر في هذا السياق أنني سمعت أول تهديد بالقضاء علي صدام حسين وعلي العراق كقوة تهدد إسرائيل. من وزير ألمانيا عام ..1990 فبعد تحقيق الوحدة الألمانية تلقيت دعوة مع مجموعة من الزملاء الصحفيين لزيارة ألمانيا الموحدة.. وفي لقائنا مع وزير الخارجية.. قال الرجل.. إننا نعد لمرحلة ما بعد صدام حسين في علاقاتنا مع العرب وسياستنا تجاه المنطقة العربية.. حاول المترجم أن يختزل الكلام الذي صرح به الوزير ولكنني وبسبب معرفتي للغة الألمانية استوقفته لأتأكد مما قاله.. واستطرد الوزير قائلا: "صدام حسين لديه مدافع عملاقة تهدد أمن إسرائيل لذلك فالقضاء عليه أمر ضروري".
ويوم بداية الهجوم العراقي.. تذكرت كلام ذلك الوزير الألماني.. كما أنني استعيد ذلك الحديث مع نفسي بعد سماعي بقرار الكونجرس لتفتيت العراق.
الكاتب الأمريكي "ريتشارد كوهين" كتب الأسبوع الماضي في صحيفة "واشنطن بوست" متسائلاً: "هل حان الوقت لتقسيم العراق؟". وأشار الكاتب إلي أن ما يحدث الآن من قرارات لتقسيم العراق كان قد خطط له منذ زمن طويل.
والحقيقة أن فكرة تقسيم العراق. بدأت تتبلور في الدوائر السياسية الأمريكية منذ زمن طويل. ولكن الخطة التنفيذية كانت جاهزة منذ أربعة أعوام وأشرف عليها عدد من الخبراء المتخصصين في الشئون العراقية.
كانت أهداف ذلك المخطط هو ضرب الوحدة الوطنية العراقية باستغلال المشاعر الطائفية والعرقية.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف.. عمدت الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم لسقوط بغداد. إلي إنشاء فصائل مقاومة وهمية تتشكل من المرتزقة لتقوم بأعمال إجرامية ضد المواطنين العراقيين وإلصاقها بالمقاومة الوطنية الحقيقية وذلك لإذكاء مشاعر الغضب المتبادل بين الشيعة والسنة وللعمل علي تقليص الدعم الشعبي للمقاومة الوطنية.
الولايات المتحدة الأمريكية صاحبتها مجموعات من العناصر العراقية الهاربة من العراق والذين تربوا في أحضان أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية.. وعمدت الولايات المتحدة إلي وضع هؤلاء العملاء علي رأس الدولة التي انهارت.
حاولت الإدارة الأمريكية في العراق المشي علي خطي الاستعمار البريطاني.. الذي تبني باستمرار سياسة. فرق تسد.
في العراق عمدت بريطانيا علي إذكاء العداء بين الشيعة والسنة. وذلك بتعمدها إسناد كل المناصب إلي السنة وتهميش الشيعة في جنوب العراق.. نفس السياسة التي اتبعتها بريطانيا في السودان وفي نيجيريا.
في الحالة الأمريكية في العراق. عمدت إدارة الاحتلال إلي تصفية كل العناصر السنية تحت دعوي القضاء علي حزب البعث. وكان الانحياز للشيعة واضحا منذ البداية.
في ذلك الوقت حذرنا من السياسة الامريكية المنحازة للشيعة وما يمكن أن تؤدي إليه من تقسيم للعراق.. في البداية كنا نتهم الإدارة الأمريكية بالغباء لأن مساندتها لشيعة العراق يعني بوضح تقوية موقف إيران في العراق ويعني تطلع الشيعة لاقامة دولتهم الشيعية في جنوب العراق لتكون دعما لإيران ولتكون إيران دعما لها.
ولا يمكن ان نتصور أن الولايات المتحدة كانت غير مقدرة لخطورة تفضيل الشيعة ومساندتهم لتصفية السنة من العرب. بمساندة كاملة من قوات الاحتلال.
الولايات المتحدة فتحت أبواب العراق لدخول الشيعة الإيرانيين ودخول السلاح الإيراني لتصفية السنة في العراق.. فهل كانت تقدر نتائج ذلك العمل.. وهل لم تفكر في أن تقوية العراقيين من جانب الأمريكيين ومن جانب إيران يمكن أن يسبب مشاكل لها في العراق.
الغريب أن تعلن الولايات المتحدة عن استمرار تدفق الحرس الثوري الإيراني علي العراق.. ومع ذلك تستمر في دعم الميليشيات الشيعية في عملياتها لتصفية السنة وإبادتهم.. في الحقيقة نحن لا نستطيع تفهم حقيقة ذلك التناقض في السياسة الامريكية حيال الشيعة في العراق.. وإن كنا نعتقد ان الاستعانة بالميليشيات الشيعية وتقويتها علي العرب السنة كان لدعم مخطط التقسيم الذي انكشف بعد قرار الكونجرس الأخير.
ورغم كل المحاولات الأمريكية لتقسيم العراق فنحن نثق بوطنية قطاع كبير من الشيعة والسنة العراقيين الذين مازلوا يؤمنون بالعراق كوطن لجميع العراقيين.
لقد أعلن الشعب العراقي عن رفضه لمشروع التقسيم.. عبرت المظاهرات المشتركة من كل طوائف الشعب العراقي عن تمسكها بالوحدة الوطنية فالشعب العراقي لا يمكن ان يمرر هذه الخطة الجهنمية لأن دافع العراق يؤكد أن هناك شعبا واحدا.. في المدن العراقية يعيش الشيعة والسنة والاكراد جنبا الي جنب. فكيف يمكن فصلهم بعضهم عن بعض. الإحصائيات تشير إلي أن 70% من حالات الزواج في العراق. هي زواج مختلط يتم ما بين الشيعة والسنة والاكراد مما أدي إلي ظهور أجيال كاملة ترفض الطائفية الدينية والعرقية.
جميع الطوائف العراقية. استنكرت ذلك القرار المشبوه ورفضت أية محاولة لتقسيم العراق.
هيئة علماء المسلمين في العراق استنكرت قرار الكونجرس مؤكدين أن تقسيم العراق وتفتيته كان من الاهداف الرئيسية لغزو العراق.
كما أن الشيخ عبدالمهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني. دعا في خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين وسط كربلاء. جميع العراقيين من جميع الكيانات الدينية والثقافية. بعدم الاصغاء أو الالتفات لأي مشروع يتضمن تقسيم العراق علي أساس طائفي أو عرقي.
ودعا الكربلائي جميع الدول العربية. الوقوف في وجه ذلك المخطط الأمريكي مؤكدا أن وحدة العراق من مصلحة كل العرب لان تفتيت العراق سينعكس علي أمن الدول العربية كلها ويهدد وحدتها إن عاجلا أو آجلا.
ونحن بدورنا نتوجه إلي كل الدول العربية لنطالبهم بالتحرك الفوري لوقف المؤامرة الأمريكية لتقسيم العراق فالموقف جد خطير.. لأن تقسيم العراق سيكون مقدمة لما يحدث من تهديد وحدة السودان وفلسطين ولبنان بل يمتد مخطط التقسيم إلي مصر حيث توجد دراسات عديدة للتحريض علي قيام أكثر من دولة في مصر.
LOTNASS@HOTMAIL.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
الكوليرا الكردية ... والتقسيم العراقي
داود البصري
السياسة الكويت
مع التطورات الجارية بوتائر مدهشة في العراق, ووصول عملية الاحتقان السياسي والعسكري لاقصى مدياتها وطرح مسالة ( تقسيم العراق ) علنا كخيار دولي اواميركي مفضل للتعامل مع الحالة العراقية المتدهورة, تنادت جميع القوى السياسية العراقية يمينا ويسارا لرفض ذلك الخيار التدميري المعبر عن فشل قيمي واخلاقي الا ان الاحزاب الكردية وحكومة كردستان كان لها خيار وراي اخر لم نستغربه اونعجب منه ابدا لانه ينسجم مع طبيعة تاريخ وفلسفة وتحرك تلك القوى , كما انه افراز طبيعي لممارسات سياسية جسدتها وعبرت عنها الاحزاب الكردية منذ ان سقط النظام العراقي وتفتت الدولة العراقية وقامت الحروب الطائفية المؤسفة بين عرب العراق الذين توزعوا على الولاءات السنية والشيعية الضيقة وافسحوا المجال في غباء منقطع النظير لبقية القوى لكي تتربص بالعراق وتمص منه ما تمص وتحلب منه ما تحلب, حتى تكردت الدولة العراقية خارجيا وداخليا, واضحت الاحزاب الكردية المتقاتلة والمتخاصمة فيما بينها حتى الثمالة تتحكم برؤوس السياسيين العراقيين, لا بل ان حلقات الفساد الاداري تتوقف عجلة التصدي لها حين تكون الاطراف المتورطة كردية, حتى تحولت الاحزاب الكردية لحائط مبكى عراقي واضحى اي عراقي يخاف من انتقاد اي مسؤول كردي خشية الصاق تهمة العنصرية ومعاداة (الشعب الكردي) به, اضافة لتهمة الشوفينية والدموية ومعاداة الانسانية... وكل التهم الجاهزة الاخرى! وهي عملية ابتزاز سياسية واسعة النطاق كما نرى وترون ? فمثلا قبل سنوات قليلة وعلى خلفية الفساد في وزارة الدفاع العراقية ايام الوزير السابق الهارب والمحكوم حاليا حازم كطران الشعلان وحيث تم اختلاس وسرقة البلايين كانت الادلة تشير لشفط احد المسؤولين الاكراد في الوزارة لمبلغ يربوعلى 300 مليون دولار الا ان ذلك المسؤول تحدى القضاء العراقي وتحدى الحكومة العراقية وتحدى الجميع ان تجراوا على مساءلته الحالة نفسها حدثت مؤخرا مع احد المسؤولين الاكراد في الدولة العراقية حيث تبين ان هنالك 800 عنصر حماية وهمي يستلمون رواتبا مجزية تدخل في جيب سعادته, فلما جوبه بالحقيقة ارغى وازبد واعلن استقالته وذهب لدياره في الشمال زعلانا ومتذمرا لكونه لا يقبل ان يكون محلا للمساءلة فضلا عن التحقيق رغم ان القضية ثابتة بحقه, وقبل شهور تمت لفلفة قضية احدى السفارات العراقية في الخارج من اللواتي تهيمن عليها الاحزاب الكردية بعد ان قامت ( مشكورة ) بتوزيع الالاف من جوازات السفر العراقية على اكراد ايرانيين وعراقيين حسبما اعلنت الصحافة المحلية في تلك الدولة, وقد تم تجاوز الموضوع والقفز على نتائج التحقيقات خصوصا وان وزارة الخارجية العراقية بموجب سياسة التحاصص والتناطح العراقية هي من حصة الرفاق الاكراد, لذلك ولغير ذلك ولاسباب معروفة اخرى فان اكبر القوى المستفيدة من تقسيم وتمزق العراق هي القوى والاحزاب الكردية التي لا تستمد قوتها وابتزاز عناصرها الا من حالة الضعف الوطني العراقي وها هي قضية مدينة كركوك التي تصر الاحزاب الكردية على تكريدها قد تحولت لقضية مركزية في عقل القيادات الكردية التي لا تهتم كثيرا لحالة الوطن قدر اهتمامها بمصالحها الضيقة ومحاولتها ترتيب مواقعها النهائية قبل حدوث المحظور ووقوع التقسيم الذي تتمناه الاحزاب الكردية اليوم قبل الغد برغم ان الاكراد اليوم يهيمنون على جميع المفاصل المحورية في الدولة العراقية الفاشلة الراهنة , والطريف ان قادة الاحزاب الكردية وهم يعضون بنواجذهم على مصالحهم لم يهتموا كثيرا بمصالح واوضاع الشعب الكردي ذاته حيث انتشر وباء الكوليرا انطلاقا من السليمانية بعد ان تم اخفاء الارقام الحقيقية للمصابين وطبقا لسياسة تعميم المصائب فقد انتشر الوباء ايضا كما هومتوقع في حاضنته الاساسية اي في جنوب العراق حيث الوساخة والقذارة المتراكمة تاريخيا هناك وعجز البلديات والميليشيات والملالي والعمائم عن تنظيف الشوارع والبيئة , وانطلاقة الكوليرا من كردستان تعني في محصلتها النهائية ان الاحزاب الكردية كبقية الاحزاب الطائفية العراقية ليست سوى ادوات للنصب والشفط والهمبكة! وكان البيان الاخير لهيئة العلماء المسلمين حول دور الاحزاب الكردية في عمليات الاغتيال في مدن شمال العراق بيانا يخترق تابوهات الحظر الاعلامي ويخترق صمت النخب العراقية المثقفة التي اشترت صمت البعض منهم الاحزاب الكردية للاسف التي تمارس عمليات رشوة اعلامية شبيهة باساليب النظام العراقي البائد , فنهب وبلطجة الاحزاب الكردية قد تجاوز كل الحدود في ظل الضعف الفظيع للقيادات والاحزاب الشيعية الفاشلة التي تستعين بالاحزاب الكردية في مسائل التفاهمات السياسية والتوافقية وتسكت عن ما يحيكه الكثير من عناصر الاحزاب الكردية من خطط وعمليات مشبوهة والتقاتل الشيعي ¯ الشيعي والسني ¯ السني والسني الشيعي قد وفر مداخلا تاريخية للاجهاز على العراق برمته, في الفم ماء كثير وفي الجعبة معلومات مهولة , فهل تستمر الاحزاب الكردية في فرض سياساتها المستفزة والتي كان اخرها تأييد جريمة تقسيم العراق ? ... انها المأساة العراقية المهولة حين تتحول لملهاة ثقيلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
عفطة عنز لدى الامريكيين
د حسن عبد الله
الراي الكويت
أثار قرار موافقة مجلس الشيوخ الأميركي يوم 26 سبتمبر الماضي بغالبية 75 من أصل 100 عضو على مشروع قرار السيناتور جوزيف بيدن وغير الملزم للإدارة الأميركية، بتجزئة العراق طائفياً وقومياً إلى ثلاثة أقاليم، حفيظة المهتمين في الشأن العراقي لأنه يهدف، وعلى حد زعم المؤيدين له، بأنه «الحل الوحيد» للأزمة. فهل هو حقاً كذلك؟
قبل أن أُبدي وجهة نظري، يجب على القارئ أن يضع أمام عينيه بعض الحقائق البسيطة، حتى تسهل عملية التحليل والتوصل للنتيجة المرجوة. الحقيقة الأولى أن القرار خرج من المعسكر الديموقراطي، فمقدم القرار هو السيناتور الديموقراطي جوزيف بيدن المرشح للبيت الأبيض. قرار تقسيم العراق إلى كيانات ثلاثة هو في حقيقته خطة صاغها ليزلي غيلب، وهو الآخر ديموقراطي وعمل كخبير السياسة الخارجية في عهد الرئيس السابق جيمي كارتر، وهي إدارة ديموقراطية، كما نعرف.
التركيز على مسألة تبني الديموقراطيين لمشروع القرار يأتي من الواقع التصادمي الذي تعيشه الساحة الأميركية. فالمعسكر الجمهوري (الصقور) يرفض التقسيم، في حين أن الديموقراطيين يريدون الخروج من المستنقع العراقي وبأي قيمة. فهذا الخروج هو الشعار الذي أوصلهم إلى الغالبية في الكونغرس، وهو «المسمار» الذي يعولون عليه للفوز بكرسي الرئاسة في السنة المقبلة.
أما الحقيقة الأخرى المهمة تكمن في التبرير الذي ساقه صاحب المشروع. السيناتور بيدن يقول بأن مشروعه يضمن «انسحاباً» سريعاً، الأمر الذي أكده رئيس مجلس الشيوخ هاري ريد (ديموقراطي) أن القانون «سوف يساعد على إعادة نشر القوات الأميركية وشن حرب أكثر فعالية على الإرهاب وجعل أميركا أكثر أماناً».
الحقيقة الثالثة أن الجمهوريين لم يعترضوا على فكرة الانسحاب، إلا أنهم رفضوا فكرة تقسيم العراق. أي أن المعسكرين ورغم خلافاتهما على كيفية التعاطي مع أزمة العراق السياسية، إلا أنهما «يتفقان» على المصلحة الأميركية لا العراقية.
خذ الآن هذه الحقائق الثلاث كمقدمات ولننتقل إلى النتيجة. ما يطرحه الأميركيون من المشروع هو لحفظ أرواح جنودهم وحماية المصلحة الأميركية، أي «أنا ومن ورائي الطوفان». فالذريعة التي صاغها بيدن لمشروعه تحمل في بطنها الإدانة، فالمصلحة الأميركية القومية هي الهدف وأما العراق فغير معني به إن صار إلى الأحسن أو الأسوأ!
العرب ممن صفقوا لمشروع التجزئة كالكاتب الأردني شاكر النابلسي بحجة موافقته للدستور غفلوا عن أن الفيديرالية المطلوبة مهلهلة ومغلولة اليد. من بين مساوئ هذا المشروع أنه سيبني كيانات طائفية - قومية جديدة، كيانات ترفع الحرج عن الأميركيين لتنقله إلى شعوب المنطقة. أوضح مشهد على خطورة المشروع ما نقله الكاتب زهير قصيباتي لما ستتسبب به الأزمة الكردية للدول المجاورة للعراق. ويُضاف إليه ما طرحه رشيد خيون، أن المشكلة ستمتد إلى المناطق ذات العرقيات والمذاهب المتداخلة. لذا أسأل، ما أهمية العرب لدى الأميركيين عند طرح مشاريعهم؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
لا فرق بين عراقي وعراقي إلا بالمقاومة
فواز العجمي
الشرق قطر
لقد أصبح واضحاً وجلياً أن هدف الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق هو تقسيم وتفتيت هذا البلد العربي أملاً في تحقيق الحلم الصهيوني الذي دعا إليه رئىس الوزراء الصهيوني «بن غوريون» منذ أن زرع الاستعمار هذا الكيان في أرض فلسطين العربية وها هي الإدارة الحالية تحاول تحقيق هذا الهدف منذ احتلالها وغزوها العراق ومنذ أن جلبت معها العملاء والخونة الذين باعوا شرفهم وأرضهم وخانوا الوطن والشعب من أجل مصالحهم الشخصية وأحقادهم الدفينة وكرههم للعرب والعروبة لأن هؤلاء العملاء والخونة إما أنهم ليسوا عراقيين بالأصل أو أن أحقادهم وبغضهم للعراق وشعبه أعماهم وجعلهم ينفذون ما يخطط له أعداء العراق.
إن هؤلاء العملاء والخونة الذين يحكمون العراق الآن والذين نصبهم الاحتلال بعد أن جلبهم على ظهور دباباته لايمكن أن يكونوا من شعب العراق الوطني ولايمكن أن نصفهم ونقول عنهم إنهم من هذا الشعب لأن شعب العراق الأبي الأصيل والعربي الشامخ والمسلم المؤمن لايمكن أن يرضى بمن يجلب الأعداء إلى وطنه وينتهك الأرض والعرض ويقتل ويدمر أهله وشعبه ويعتدي على عرضه والشواهد كلها تؤكد أن الاحتلال أراد من تجنيد هؤلاء العملاء تسهيل مهمته في تقسيم العراق وتدميره وإلا ماذا نقول وهؤلاء العملاء والخونة شاركوا المحتل الأمريكي في قتل حوالي مليون ونصف المليون عراقي وماذا نقول لهؤلاء العملاء وهم يشاركون الاحتلال في اعتقال وسجن حوالي 70 ألف عراقي وماذا نقول لهؤلاء الخونة وهم يرون جنود الاحتلال يهتكون أعراض الماجدات العراقيات في السجون العراقية وسجن أبو غريب شاهد على ذلك وماذا نقول لهؤلاء العملاء وهم يشاركون الاحتلال في تشريد حوالي خمسة ملايين عراقي وماذا نقول عن هؤلاء وهم يشاركون المحتل في بث روح الطائفية المقيتة ويشجعون الحرب الأهلية.. وماذا نقول عن هؤلاء وهم يلاحقون المقاومة التي تدافع عن الأرض والعرض العراقي.. وماذا نقول عن هؤلاء العملاء وهم يصادقون على دستور وضعه المحتل لتقسيم العراق وتفتيته.. وماذا نقول عن هؤلاء وهم يتسابقون لإقرار قانون النفط العراقي الذي صاغه المحتل واغتصب من خلاله 82% من النفط العراقي.. هل نقول إنهم عراقيون.. هل نقول عنهم انهم من شعب العراق ومن أرض العراق.
إن العراقي هو من وقف بوجه الاحتلال شامخاً ووقف بوجه العملاء الذين جاؤوا مع هذا الاحتلال رافضاً أن يمثله هؤلاء الخونة ورافضا كل مخططات الاحتلال وعملائه بالتفريق بين عراقي وعراقي ورافضاً التفريط بوحدة الوطن ورافضاً نهب ثرواته ورافضاً التمييز بين محافظة عراقية وأخرى بل إن هذا الشعب حمل السلاح منذ الاحتلال بوجه الغزاة الطامعين وبوجه الخانعين المستسلمين وبوجه كل من يحاول المساس بوحدة واستقلال العراق وبكرامة وحرية هذا الشعب العربي العريق.
لهذا كله نجد أن الاحتلال ومن معه من العملاء والخونة فشلوا في كل مخططاتهم لاسيما تلك التي أرادت إثارة الفتنة الطائفية بين هذا الشعب وما نراه ونسمعه خير دليل على الوحدة الوطنية العراقية عندما ظهرت الاحتجاجات والمظاهرات الوطنية احتجاجاً على بناء جدار طائفي عازل بين محلتين شعبيتين من محلات العراق في بغداد وهما الشعلة والغزالية باعتبار الأولى «شيعية» والثانية «سنية» وطالبوا بهدم هذا الجدار وهتفوا «لا سنة ولا شيعة.. هذا الوطن ما نبيعه» وأكدوا من خلال هتافاتهم أنهم عراقيون وعرب ولن ينجح المحتل وعملاؤه في بث روح الفرقة والانقسام وهذا يؤكد ألا فرق بين عراقي وعراقي إلا بالمقاومة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
تخبط الإدارة الأميركية بين الحرب والسلام
جلال بو شعيب
السياسة الكويت
المتابع للسياسة الخارجية الاميركية في التعامل مع الملفات في الشرق الاوسط يتيه ين براثن العمل الازدواجي واللعب على الحبلين ويعلق بين ثنايا التخبط في اتخاذ القرارات المصيرية التي لعبت دورا كبيرا في ما وصل اليه العالم من اضطراب وتدهور خاصة في العراق وافغانستان, فمن جهة نجد ان الادارة الاميركية تدعو لمؤتمر للسلام في العالم وكأنها حمل وديع يريد حماية العالم ومنح سكانه العيش في رخاء وازدهار , بينما هي مستمرة في اتخاذ قرارات فاشلة ادت الى تدمير العراق , والادهى من ذلك انها تدعو الى تقسيمه الى فيدراليات صغيرة على اساس عرقي طائفي قد تدخل في صراع ابدي, بالاضافة الى استعداداتها الحثيثة لشن ضربات عسكرية على ايران.
التخبط والاضطراب في قرارات الادارة الاميركية ليس جديدا, فمنذ صعود الرئيس الاميركي جورج بوش الى سدة الحكم, والاخطاء تتوالى, ولم تتحقق وعود ادارة بوش بافشاء السلام والامن والرخاء والديمقراطية, بل على العكس فقد شنت هذه الادارة ضربتين عسكريتين كلفت العالم خسائر اقتصادية فادحة, مازالت اثارها السلبية في تزايد مستمر.
لهجة الادارة الاميركية مازالت تستخدم نفس الاسلوب , فنراها من جهة تقرع طبول الحرب على ايران ومن جهة اخرى تدعو الى الجهود الديبلوماسية لحل الازمة مع طهران, ناهيك عن التغييرات الكبيرة في ستراتيجيات الادارة منذ توليها الحكم وحتى يومنا هذا , كان اخرها دعوة بوش القادة العسكريين الى مراجعة خطط شن هجوم على ايران والتركيز على غارات موضعية ضد الحرس الثوري الايراني المسمى "الباسدران", في حين ان الستراتيجية القديمة كانت تهدف الى ضرب المنشات النووية, وهو ما يضع هذه الادارة مجددا امام مأزق محرج امام الرأي العام الاميركي والعالمي, لان الازمة مع ايران تقوم على اساس التخوف من برنامجها النووي والتخوف من امتلاكها السلاح النووي, وليس في جيشها الثوري, كما ان هناك اسئلة قديمة مازالت عالقة ولم تجب عنها الادارة الاميركية خاصة تلك المتعلقة باسلحة الدمار الشامل في العراق, والتي لم يكن لها وجود, بل ان واشنطن مارست التضليل والتلفيق والكذب على الرأي العام العالمي وهاجمت العراق واسقطت بغداد بذريعة وجود اسلحة دمار شامل تهدد الامن القومي الاميركي, وقد يتفاجا العالم في حال اتخاذ الادارة الاميركية قرارا بتوجيه ضربة الى ايران بضرب البنى التحتية والمنازل والامنين كما حدث في العراق في كثير من المواقع.
الوعود الاميركية باقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل لم تتحقق ايضا, بل على العكس فان اسرائيل مارست خلال فترة بوش اسوا الاعتداءات في تاريخها الاجرامي في حق الشعب الفلسطيني, بل حتى على الشعب اللبناني حينما اعتدت على الجنوب اللبناني ودكت البنايات الاهلة بالسكان وسوتها بالارض بضوء اخضر من الادارة الاميركية, والقت عشرات الالاف من القنابل العنقودية التي برهنت على النية الاجرامية في التعامل الدول العربية, فكيف ياتون اليوم وينادون بالسلام ويرفعون الشعارات الزائفة وكانهم دعاة سلام وراغبون فيه.
كيف يناقش السلام في عاصمة تدار منها الحروب وتتخذ فيها القرارات التي لا تخدم سوى مصلحة الولايات المتحدة وصديقتها اسرائيل مبنية على سياسة القمع الهادفة الى السيطرة على منطقة الشرق الاوسط بدافع الحصول على خيراتها البترولية. لقد تم كشف النقاب بوضوح عن النوايا الاميركية في العراق والشرق الاوسط, كان اخرها دعوة بوش الى تقسيم العراق علنا الى فيدراليات, والواقع ان الولايات المتحدة اليوم سيطرت بالكامل على ابار البترول, ولا احد يعلم كم حجم البترول الذي تم تحويله الى الولايات المتحدة منذ سقوط بغداد الى اليوم, ولعل في التقسيم منفعة جديدة للولايات المتحدة, فهدف تقسيم العراق هو ترك الصراع مفتوحا بين السنة والشيعة والاكراد, فالتقسيم يؤجج الصراع وليس كما تبرره الولايات المتحدة بانه قد يضع حدا للاضطراب الامني.
ان اعلان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى مشاركة واسعة في مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده اواسط شهر نوفمبر المقبل, هدفه في الواقع كسب التاييد الدولي لسياسة الولايات المتحدة الاميركية, واقناع الدول العربية خاصة بضرورة الوقوف معها في سياستها في الشرق الاوسط, ولعل ابرز ما سيخرج به المؤتمر هو تبني قرار بتقسيم العراق الى فيدراليات, وطبعا كما هي العادة سيخرج العرب من المؤتمر خاليي الوفاض, ولعل لنا في المؤتمرات الدولية السابقة خير برهان على ذلك, فكل الوعود التي وعد بها العرب في اغلب القضايا العربية لم تتحقق, وخير دليل على ذلك القضية الفلسطينية. وينبغي ملاحظة ان رايس اشارت الى ان الدول المشاركة في المؤتمر يجب ان تكون ملتزمة بدعم حل المسالة الفلسطينية على اساس اقامة دولتين, تلك الدولة الفلسطينية التي ستبقى حبرا على ورق ووعودا كاذبة وشماعة يتعلق بها الامريكيون والاسرائيليون لتحقيق اهدافهم. وينبغي ايضا ان نلاحظ ايضا ان توني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية المعين لمتابعة الصراع العربي الفلسطيني , يسير في نفس الاتجاه فقد اعلن انه بنهاية هذا العام يمكن معرفة ملامح الدولة الفلسطينية المقبلة, بل وعبر عن تفاؤله قائلا »هناك قوة دفع جديد لعملية السلام في الشرق الاوسط« في محاولة جديدة لخداع الرأي العام العربي والعالمي, فهل يلدغ العرب من الجحر مرتين , ذاك سؤال تجيب عنه الايام القادمة ?
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
استفحال ازمة العراق
افتتاحية
الراية قطر
يبدو ان الأزمة العراقية رغم استفحالها محليا وامريكيا ورغم المحاولات الجادة من قبل اطراف نافذة ممثلة في نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وبعض قادة القوائم الا انها ليست في طريقها لحل سريع بسبب اصرار بعض قادة قائمة التحالف وحلفائهم علي رفض اية اقتراحات اوحلول تضمن الحل القومي للازمة.
فرغم هذه المحاولات ومنها محاولة الهاشمي لقيام مشروع العقد الوطني الذي وجد مباركة من الزعيم الروحي والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الا ان الوضع لايزال كما هو ولم يتغير حيث ان الاحزاب والقوائم والتيارات التي انسحبت من حكومة المالكي لا تزال تقاطعها كما لا تزال الحكومة ترفض مقترحات المشروع الوطني ، الامر الذي يؤكد انه لا حل يلوح في الافق القريب.
ان وضع العراق الراهن لا يتحمل اي تسويف او مماطلة وان الجميع مطالبون بالخروج من المأزق الحالي وان ذلك لن يتم الا بإجماع وطني علي مشروع مشترك لانقاذ العراق من اوضاعه الحالية خاصة ان الجميع يدركون حجم المأزق والمزالق يواجهه العراق أمنيا وسياسيا وحتي اجتماعيا واقتصاديا.
فليس من المقبول ان تتحدث الحكومة عن وفاق وطني او تحالف وطني في ظل الاوضاع الراهنة التي نجمت عن انسحاب اكثر من 17 وزيرا منها وانسحاب جبهات وقوائم سياسية من دعمها، فالوفاق الوطني يتطلب احساساً مشتركاً من جميع العراقيين حكومة ومعارضة وتيارات وقادة دينيين للخروج من الأوضاع السائدة وانه بغير الاجماع والتوافق لن يكون هناك حل او خروج من هذا النفق المظلم.
فوحدة العراقيين هي الضمان الوحيد للحفاظ علي عراق موحد وقوي وان ما يجري حاليا من تنافر وتناحر امر غير مقبول ويسئ للعراق والعراقيين حكومة ومعارضة ويمنح الفرصة للمتربصين للدخول لتنفيذ مخططاتهم الرامية لتفتيت العراق وتقسيمه لدويلات تقاتل بعضها بعضا مثلما اقترح الكونغرس الامريكي ومثلما يجري حاليا بالمناطق الكردية او في جنوب العراق.
ان التدهور السياسي الحاصل حاليا بالعراق قد القي بظلال سالبة علي مجمل الاوضاع الداخلية امنيا واقتصاديا واجتماعيا وزاد من عدم الثقة بين الاطراف السياسية التي توزعت ما بين مؤيدة لحكومة المالكي ومعارضة لها وان الخاسر الاكبر من استمرار هذا الوضع هو الشعب العراقي.
ان مباركة السيستاتي للجهود التي يقودها طارق الهاشمي لقيام مشروع العقد الوطني يجب ان يحفز قيادات التحالف العراقي الحاكم بالدخول في حوار جاد مع القوائم والجبهات التي انسحبت من الحكومة والتي باتت مشلولة تماما في مواجهة ازمات العراق الحالية كما ان المرجعيات الشيعية التي لها نفوذ علي الحكومة مطالبة بان تحول تأييدها الي بيان بالعمل من اجل انقاذ العراق والذي استعصت اوضاعه علي الامريكان والبريطانيين معا رغم الخطط الامنية والاستراتيجيات العسكرية.
من الواضح ان ازمات العراق لن تحل خارجيا باعتبار ان الحل الخارجي له تبعات مضرة ولذلك فلابديل امام القيادات العراقية حكومة ومعارضة الا الدخول في حوار سريع وبناء لتحقيق الوفاق الوطني كسبيل وحيد لإنقاذ بلادهم من ويلاته الراهنة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
الانسحاب الأمريكي
د. طارق الشيخ
الراية قطر
لعل الشيء الوحيد الذي يجمع عليه العراقيون هذه الأيام بل ومنذ غزو الجيش الأمريكي لبلادهم هو أن تنسحب القوات الأمريكية.
ومن السخرية بمكان أن الإدارة الأمريكية تصر من ناحيتها علي ألاتتحدث عن هذا الأمر . وفي أحسن الأحوال تذكرنا الإدارة الأمريكية بأن فكرة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق هي الأسوأ . شيء من هذا القبيل أكد عليه الرئيس جورج بوش منذ يومين في آخر أحاديثه التي تناولت العراق . قال بوش في لانكستر محذرا من أن أي انسحاب أمريكي من العراق سوف يغرق المنطقة بكاملها في حالة من الفوضي ، وأن ليس هناك ماهو أسوأ علي السلام العالمي من اعتقاد إيراني خاطيء بأن أمريكا ليس لديها الإرادة أوالالتزام بدعم الديمقراطيات الحديثة . وقال " اذا ماتركنا العراق قبل أن نكمل عملنا فإن الفوضي ستعم ، وان هذه الفوضي سوف تشجع الإرهابيين والمتطرفين الذين يرغبون في إلحاق الأذي بنا ، وسيشجع إيران أيضا " .
هذا الحديث يأتي وكأن المنطقة لاتعيش هذه المخاوف التي أشار اليها في وقتنا الراهن . إذ لم تفعل الحرب الأمريكية المعلنة علي الإرهاب منذ 11 سبتمبر في منطقتنا سوي أنها زادت من حجم الفوضي وقادتها الي حدود لم تكن تخطر علي بال أكثر القوي تطرفا . ولا احد يعتقد بأن الأمور ستزداد سوءا عما هي عليه الان حينما يقرر الأمريكيون سحب قواتهم من العراق . بل علي العكس من ذلك فإن خروجا سريعا ومدروسا لسحب القوات الأمريكية وتحولا في أسلوب معالجة المسألة العراقية ودخولا عاجلا للأمم المتحدة لكي تتولي المسألة عن أمريكا من شأنه ان يمثل تحولا ومخرجا مقبولا لكل الأطراف بمن في ذلك أمريكا نفسها الغارقة في رمال العراق . اللافت أن العالم كله بمن في ذلك حلفاء أمريكا المخلصين مثل بريطانيا يبحثون باستمرار السبل التي تحملهم الي خارج المستنقع العراقي ، عدا إدارة الرئيس بوش التي وبرغم كل الاخطاء والفضائح التي جلبها عليهم غزو العراق لاتزال متمسكة بمواصلة البقاء هناك بهذه الحجة الفوضي التي ستعم المنطقة . غير أن أسوأ مافي الأمر هو إصرار أمريكا علي البقاء خوفا من الفوضي في وقت يمكن القول معه انها باتت جزءا مكملا لهذه الصورة الفوضوية وانتشار العنف بما يرتكبه الجنود الأمريكيون أو حتي المرتزقة الذين يتحركون في حرية وبدعم من الإدارة الأمريكية كما بينت فضيحة " بلاك ووتر " في العراق . واخلص الي أنه وطالما تمسكت أمريكا بالبقاء في العراق فإن هذا لايمثل سوي إمعان أمريكا في ازدراء القانون الدولي ، وفي نفس الوقت تجذب المزيد من المتطرفين والإرهابيين في معركة لاتولد سوي الفوضي والموت والدمار ، وهذا قطعا مايشكوه العراق وتعاني منه كل المنطقة . فلتكن الإرادة نحو سحب القوات الأمريكية اولا حتي يتسني لنا مشاهدة الوجه الاخر مجردا وبلاتشوهات كالتي أحدثها الغزو.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
انسحاب.. هزيمة.. بلا رتوش
كاظم الموسوي
الراية قطر
وعد رئيس وزراء بريطانيا الجديد غوردون براون بسحب قوات بلاده من العراق حين يتسلم منصبه، وها هو يرتب اوراقه في هذه المسألة، فقد زار واشنطن وتحدث مع الرئيس الامريكي ولم يرشح عن اللقاء بينهما ما يفيد بتغيير الوجهة، وواصل بعد ارسال سلفه مندوبا امريكيا للرباعية الدولية، نهجه المعلن هذا، في خطبه وتصريحات عدد من وزرائه المقربين، خصوصا خلال المؤتمر السنوي لحزبه الحاكم، قبل ايام، واعلان ما يعني بوجود مؤشرات متنامية في تأييد شعبي له في حالة اجراء انتخابات جديدة خلال الاسابيع القريبة القادمة، وانكماش موقعي حزبي المعارضة، الاحرار الليبرالي والمحافظين في المشهد السياسي.
هل يفي براون بوعده ومتي؟.
زار براون بغداد، عاصمة العراق المحتل، يوم 2-10-2007 تسللا كغيره من زعماء دول الغزو والاحتلال، واجري مباحثات مع القيادات العسكرية الامريكية والبريطانية، ضمن ما قام به من اعتراف ضمني بواقع الحال في المنطقة الخضراء. قبيل اسبوع من مخاطبته لاعضاء مجلس العموم والوقوف امامهم من جديد في اختبار اخر لمواجهة الحقيقة. وكان قد التقي اغلبهم في لندن قبل اسابيع، وسمع منهم ما لا يسره في تنفيذ وعوده. واستنتج خططا اخري بانسحاب متدرج ولاشهر متتالية حتي القرار الذي لا ينتظره طبعا. وكعادة القادة الغربيين أستمر في التفنن في انكار الحقائق والاصرار علي التمويه والخداع والتهرب من تحمل المسئولية والاعتراف بالنتائج الواقعية واقرار الهزيمة قبل كارثيتها عليه وعلي قواته، والاعتذار عما قامت به قواته من خرق للقانون الدولي ولميثاق الامم المتحدة ولكل الاعراف والقواعد البشرية.
لماذا وعد رئيس الحكومة البريطانية ولماذا يواصل العمل عليه؟.
الواقع الذي تعيشه قواته علي الارض ويعرفه تماما، وهو غير الاوهام والمشاريع العسكرية الامريكية وتقارير الاعلام المضللة، والذي تؤكده مناشدات قادته الميدانيين وما يسجله له مراسلو وسائل الاعلام المرابطون مع القوات وما يتسرب منهم الي القيادات العسكرية والسياسية، والتي كلها تثبت وقائع تعرض الوحدات العسكرية يوميا الي مقاومة وطنية عنيدة ورفض شعبي يتزايد ولا مخرج لها الا بالانسحاب الكامل. وكذلك تسريبات حلفائه الامريكان الاعلامية والمعلنة بخسارة البصرة وهزيمة بريطانيا فيها. ومهما كانت الوعود الجديدة والتسريبات الاعلامية فان تصريحات القادة العسكريين البريطانيين المتكررة في وسائل الاعلام تسبق كل قول بالهزيمة المحققة.
كانت صحيفة الاندبندنت قد طالبت براون في افتتاحية لها قبل اسابيع (19-8-2007) بالوفاء بوعده وسحب القوات البريطانية من العراق باسرع وقت. واشارت الي ان كبار القادة العسكريين البريطانيين ابلغوا براون بوجوب سحب القوات من دون اي تأجيل، وان هذه القوات قد فعلت كل ما تستطيع ولم يعد بوسعها انجاز اي شيء. واوضحت الافتتاحية انه قبل غزو العراق قيل للضباط البريطانيين بان هدف الحرب هو جلب الديمقراطية للعراق والمنطقة كلها، ولكن الطموحات تراجعت علي نحو مؤسف، حسب رأيها، ولذلك من الاولوية الآن انسحاب منظم يحفظ سمعة وقدرة القوات ويحافظ علي مصداقية بريطانيا كحليف. هذا رأي محرر الصحيفة البريطانية ومن منطلق بريطاني، بوجهته العامة، وليس فضح الخداع والاكاذيب التي كانت تتذرع فيها قوات الاحتلال، إلا انه يعبر بشكل ما عن رأي عام غالب يطالب بانسحاب سريع قبل ان تتحول الهزيمة الحالية إلي تاريخية لا تستطيع حكومة براون وحزبه التعامل معها، وبالتالي خسارة كبيرة علي مختلف الصعد. وتبهت انجازاته وما عليه الان من اوضاع لصالحه داخليا علي الاقل. وهناك اراء اخري تربط هذا الانسحاب بمخططات صهيو-امريكية اخري للمنطقة، تتعلق بالتوتر السائد فيها والتهديدات الصارخة والاستعدادات الكبيرة للحرب علي الجمهورية الاسلامية في ايران، وعدم الرغبة في بقاء هذه القوات اكياس رمل أمام ما سيستجد من اوضاع عسكرية، وتحويلها الي رهينة سهلة ومباشرة. وطرح مثل هذه الآراء ينفي، في حالة صحتها، اصطناع توترات بين واشنطن ولندن الآن، رغم ان ما يسرب ايضا عن مثل تلك التوترات والخلافات بشأن الانسحاب العسكري، لا يعبر عن حقيقة ما بينهما من صلات متشعبة واستراتيجية، لا تؤثر عليها اختلافات وجهات نظر في هذه القضية، رغم اهميتها وخطورتها علي طبيعة تلك الارتباطات. كما ان هناك من يقول بان وجود القوات البريطانية لم يقدم ما كان مطلوبا منها في حفظ الامن والاستقرار في المنطقة التي احتلتها، بل فاقم من المشكلات المحلية واختصر بحارس لخطوط الامدادات للقوات الامريكية وليس مشاركة في الاهداف المرسومة للاحتلال، التي اقنع بها الضباط البريطانيين، او علي الأقل القيادات العسكرية العليا منها. وفي كل الاحوال، فكل المؤشرات والآراء تجمع علي ان ساعة الرحيل قد أزفت، وما سيتمخض عن زيارته- تسلله الي العراق لا يغير من امر الانسحاب- الهزيمة، بل يزيد من سرعة الاخذ بها وتقبل كل ما يلزمها ويترافق معها. وقد يكون هجوم المحافظين الصهاينة بواشنطن علي سياسة غوردون براون وبالاسم دليلا علي غضب صهيوني من محاولات براون الابتعاد عن سياسات سلفه توني بلير التابعة والمنفذة لما يتعارض مع توجهات الحكومة واعضاء الحزب الحاكم ومصالح الشعب البريطاني الفعلية.
وضح وزير الخارجية البريطاني الجديد الذي اختاره براون، في مؤتمر الحزب ان سياسة الحكومة والحزب تنطلق من فهم الوقائع المرة، والتعلم من "الجراح الناتجة عن عشرة اعوام في الحكومة" والتركيز علي قضايا جديدة. اذ ذكر "ان الحرب في العراق اثارت انقساما في حزبنا وفي بلادنا. كان ذلك قرارا ضخما وكانت العواطف من كل الجوانب صادقة ويمكن تفهمها.. ايا كان الصواب والخطأ.. وقد كانت هناك أمور تقبل الاحتمالين.. فعلينا ان نركز علي المستقبل". واشار الي ان علي بريطانيا ان تواصل دعم تطوير قوات الامن العراقية لتكون فعالة وان تفي بوعودها للعراقيين بان يكون لهم نصيبهم في تحديد مستقبل بلادهم.
جلي في هذا الخطاب محاولة للخروج من تبعات سياسات بلير وما جرته من مصائب علي بلاده. اضافت له اجراءات براون من بغداد لسحب قواته بجدول غير معلن، شمل ما بقي، حوالي خمسة الاف عسكري، وغيرهم من غير العسكريين، ليؤكد ان الوقائع فرضت ذلك، وانه علي وعده، كما تتطلب منه، مثلما نشر اعلاميا، ان يفكر بمصير المترجمين والمتعاونين مع قواته (حوالي 15 الف عراقي، وفق صحيفة التايمز البريطانية) والتفكير اكثر بمشاريع اخري وسبل انجع له ولشركاته المتلهفة. وبالتالي فان تصريحات براون وحكومته وقادة قواته تنتهي بقرار انسحاب وهزيمة بلا رتوش، وهذا هو المطلوب الان، وبعده الحساب!.
k_almousawi@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
بين وحدة.. الصين..!! وجريمة.. تقسيم العراق..!!
وداد العزاوي
الراية قطر
خنجرني التصريح السافر بتقسيم العراق،علما إننا ندريه ومبيتا ولعقود، تقاذفنا الرسائل ألما،كل في باب،منها الدكتور العضاض بتحليلاته المميزة ومشروع تقسيم العراق، تيسير الآلوسي، المحامية سحر مهدي،وهناك رسالة أعجبتني افتتاحيتها لأغنية تقول:
ست وخمسون قومية ..وست وخمسون زهرة.. أشقاء وشقيقات..من أبناء القوميات.. الست والخمسين أسرة واحدة..!!
إن هذه الأغنية الصينية العذبة، علق كاتبها.. الدكتور حاتم عبد الجبارعطية الربيعي، تعبر عن حالة الانسجام،بين أبناء الشعب الصيني، ويكمل القول يعيش في الصين 56 قومية،الصين حاليا 155 اقليما قوميا، ذاتي الحكم يشمل علي "5" مقاطعات يسود كل منها قومية معينة (منغوليا الداخلية شينجيانغ الويغرية،قوانغشي،نينغشيا، والتبت)" 30" ولاية مختلطة القوميات، منطقتين متمتعتين بإدارة خاصة (هونج كونج وماكاو) و"120 " محافظة ذاتية الحكم، بينما تتمتع أربعة مدن كبيرة، بوضع خاص (بكين، شنغهاي،تيانجين وتشونج كينج) وقد نص القانون الصيني علي ضرورة وجود عدد من نواب الأقليات القومية،في المجلس الوطني لنواب الشعب،ولكل أقلية قومية، حتي لولم يتجاوز عدد أبنائها الالاف،يتاح لها الفرصة لاختيار نوابها،للمشاركة في إدارة الشؤون الهامة للدولة..!! كما هذه الهيئات تتمتع بالحكم الذاتي في أقاليم الصين،الحكم الذاتي بوظائف وسلطات هيئات الدولة المحلية،وتنفذ أنظمة وسياسات الدولة حسب الاحوال الواقعية المحلية، وتكفل الدولة حقوق الحكم الذاتي، من إدارة الشؤون القومية والمحلية، مع تمتعها بوضع لوائح الحكم الذاتي واللوائح الخاصة،مع استخدام وتطوير اللغة القومية المنطوقة والمكتوبة، ناهيك عن احترام وضمان حرية الاعتقاد الديني للاقليات القومية، الحفاظ علي العادات والتقاليد القومية أوإصلاحها، وإدارة وتطوير البناء الاقتصادي، وقضايا التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، بشكل مستقل..؟؟ قارئي الكريم ..
هذه الدولة بهذه المساحات ل 155 إقليما، لوكانوا يقدرون لقسموها أفتاتا، ليدخلوها منتصرين، بحجة دمار شامل بوجه آخر..؟؟؟ لقد أصبح سلاح الدمار الشامل حلوي، يقسم علي أفواه الساسة، ليغزوا بها من يريدون.
هل من يتصور هذا الحجم الشاسع،والكم من النفوس لهذه الدولة،وفي الجانب الآخر من العالم،يصرحون بتقسيم العراق، لاستتباب الأمن فيه..؟؟
أليس هذا هو المضحك المبكي بتقسيم دولة لاتساوي مقاطعة من مقاطعات هذه الدولة الشاسعة،مساحة وأقليات،وملل وطوائف، بحجة استتباب الأمن، إنهم الوقود،والنفط والمفخخات التي تحرق بلادي،ليزرعوا الرعب والتهجير لأذلالنا علي حدود الأشقاء،وحتي لم تتح لأهلنا تاشيرة دخول، ولا إقامة لحفظ الكرامة،بعدما كان يوزع العراق خيراته لشعوبهم،وهذه خطة أخري،يريدون بها زرع الضغينة بين شعوب الجغرافية الواحدة، ليتذكره كبارا وطفولة،ذلك الهجيج ورفض دخول،وأبعد الجنسيات، تدخل بكل التسهيلات.!!
علق صاحب المقالة،ألا نستفيد من حديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أطلبوا العلم ولو في الصين، وتقول الشعوب العربية،نطلب الوحدة الوطنية ولو من الصين.
وقلبي يناشد مدرسة: أن نعود إلي تعليم أبنائنا، ما تعلمناه في طفولتنا، ونشيد موطني، وبلاد العرب أوطاني..تلك هي القوة الحقيقية، أن يخرج طفلا يقول جغرافية العرب أوطاني، ليكون الساتر، ويرفض حربا علي الآخر..!! ولتخرج الأفاعي المفخخة جريمة وقتلا، ويعود العراق النخلة في بستان العرب أوطاني..!!
widadalazzawiiraq@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
أميركا والعراق: حكاية تقطيع الأوصال باسم الإنقاذ
ديفيد ازغناتيوس
واشنطن بوست
تذكرت وسط الجدل الذي دار في الآونة الأخيرة بواشنطن حول تقسيم العراق واحدة من العبارات المرعبة خلال حقبة حرب فيتنام، تلك العبارة: «من الضروري تدمير المدينة من أجل إنقاذها».
أدرك أن أعضاء مجلس الشيوخ الذين أيدوا خطة السناتور جو بايدن حول تقسيم السلطة في العراق لم يقصدوا تدميره، وإنما أرادوا إنقاذه، شأنهم شأن الضابط الاميركي الذي نسبت اليه عبارة «من الضروري تدمير المدينة من أجل إنقاذها» عام 1968 عقب تدمير قرية «بن تري» إذ يحاول هؤلاء إخفاء المصلحة داخل عباءة الإنقاذ.
من المحتمل بالطبع أن يجري تقسيم العراق إلى ثلاثة كانتونات تتمتع بحكم شبه ذاتي أحدها للسنة والآخر للشيعة وثالث للأكراد، طبقا لتوصية بايدن وآخرين. وبالنظر إلى النزاع الطائفي الذي يعصف بالعراق يبدو مقترح التقسيم وكأنه نتيجة حتمية. إلا أن عملية تقطيع أوصال العراق لا ينبغي أن يكون خيارا توصي به الولايات المتحدة. فمهما بذلت الولايات المتحدة من دم ومال في العراق، فإنها لا تزال في عداد الأجانب هناك.
أثمر مقترح بايدن في 26 سبتمبر (ايلول) الماضي عن فائدة تمثلت في إثارة غضب العراقيين وتسبب في شعور نادر بالوحدة بينهم. ووقّعت الكثير من الأحزاب السياسية العربية في العراق على بيان مشترك يدين ما أطلقوا عليه «مقترح الحكومة الاميركية حول تبني سياسة لتقسيم العراق». توحد في ذلك البيان مؤيدو رجل الدين المتطرف مقتدى الصدر ومؤيدو إياد علاوي. الأحزاب التي لم تظهر في البيان هي الأحزاب الكردية، التي تريد قدرا اكبر من الحكم الذاتي، والمجلس الإسلامي العراقي الأعلى، الذي يريد قيام دويلة شيعية في الجنوب. سارع بايدن موضحا انه لم يكن يريد تقسم دولة العراق، وإنما كان قصده توسيع دائرة العمل بالنظام الفيدرالي الذي نص عليه الدستور العراقي.
من باب الإنصاف في حق بايدن يجب القول انه واحد من شخصيات سياسية قليلة على مستوى الحزبين الجمهوري والديمقراطي يحاول الوصول إلى بدائل خلاقة للفشل الذي ظل ملازما لسياسة إدارة بوش. لكنه الآن يواجه حملة قوية من العراقيين ويجب عليه أن يدرك أكثر من أي شخص آخر أن هذا تطور ايجابي. وكانت السفارة الاميركية في بغداد قد أكدت أن قرار مجلس الشيوخ ليس ملزما وانه لا يمثل السياسة الرسمية للولايات المتحدة.
وقال الجنرال جون أبي زيد، القائد السابق للقيادة الوسطى الاميركية، انه «يجب عدم الخوف إزاء سيادة العراق حتى إذا جرى التعبير عنها على نحو لا يروق لك». هذا ما كان يقوله الجنرال ابي زيد لقادته في كل زيارة له إلى منطقة الحرب. وهذا هو الأساس الصحيح للنظر إلى الجدل حول التقسيم.
عندما يشعر العراقيون بالغضب إزاء قرارات الكونغرس الخاصة بتقسيم بلدهم فهذا أمر جيد، وعندما يدينون شركة «بلاكووتر» الأمنية هذا أمر ايجابي أيضا. وعندما يقترحون اتفاقا حول وضع القوات يحدد المواقع التي ستعمل فيها القوات الاميركية داخل بلدهم، فإن هذا أمر جيد أيضا. إنهم يمارسون السيادة العراقية.
واحدة من أخطاء الولايات المتحدة في العراق الإهانة السهلة لهذا البلد ولتاريخه. كثيرا ما يتحدث الناس حول العراق ككيان زائف للاستعمار البريطاني ويشيرون إلى أن الأشياء ربما سارت على نحو أفضل إذا جرى تقسيمه على أساس اثني، مثلما حدث في يوغسلافيا السابقة. من المؤكد أن المحللين الإسرائيليين شجعوا هذه النظرة. كتبت قبل 25 عاما حول مقترح لأكاديمي إسرائيلي نشر في مجلة «كيفونيم» حول تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات. إلا أن هذه التحليلات تهمل طبيعة تماسك ومتانة الهوية العراقية على مدى قرون.
تاريخيا، كان هناك عراق عام 539 قبل الميلاد عندما استولى الامبراطور الفارسي سايروس على بابل واقترح جعلها عاصمة له. كان هناك عراق أيضا عام 680 بعد الميلاد عندما استدرج الحسين إلى كربلاء، حيث قتل. وبقيت الهوية العربية عبر قرون السيطرة العثمانية عندما كانت تدار البلاد في المحافظات الثلاث التي جمعها البريطانيون عام 1920 لتشكيل العراق الحديث.
لا يبدو من السهل على العراقيين وجيرانهم العرب الصفح عن الولايات المتحدة على المعاناة التي صاحبت تدمير نظام صدام حسين. إلا أن الأمر إذا انتهي بتدمير دولة العراق، فإنه سيفتح جرحا ربما لا يندمل بعد قرن من الآن. ربما يقرر العراقيون في نهاية الأمر نوعا من التقسيم المعقول والمقبول، إلا انه حتى ذلك الوقت يجب ألا تكون الولايات المتحدة جزءا من عملية تقطيع دولة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
البارونة الكاذبة
بثينة الناصري
دورية العراق
شهادة (البارونة ) البريطانية ايما نكلسون امام محكمة الاحتلال المهزلة ، تأتي في اطار (من يستطيع ان يناقش صاحبة لقب نبيل من ذوات الدم الازرق)؟ ومن يشكك في صدقها؟ وهي التي تتنازل من عليائها لتقف الى جانب المظلومين من سكان الاهوار؟ ولكن البارونة كانت كاذبة في كل كلمة نطقت بها.
لنقرأ شهادتها كما سجلتها وكالة رويترز:
4/10/2007
بغداد (رويترز) - أبلغت عضو بالبرلمان الاوروبي محكمة عراقية يوم الخميس ان اللاجئين الذين فروا من حملة صدام حسين ضد (انتفاضة) الشيعة عام 1991 ظهرت عليهم علامات تعرضهم لهجمات بالنابالم والاسلحة الكيماوية.
وقالت نيكلسون التي زارت جنوب العراق وايران في اب عام 1991 بعد اربعة اشهر من اندلاع الانتفاضة ان نحو 95 الفا من العراقيين سعوا للحصول على مأوى في مخيمات اللاجئين الضخمة في ايران. (في موقعها الرسمي http://www.amarappeal.com/iraq.php تقول ان عددهم 50 الف . هذه اول كذبة )
وقالت للمحكمة "خلال زياراتي لمخيمات اللاجئين شاهدت الكثير والكثير والكثير من الاشخاص المصابين."
واضافت "لست خبيرة طبية لكن الاصابات كانت ناجمة عن اعيرة نارية وقنابل واسلحة كيماوية والتأثيرات الكبيرة لانهيار منازل."
وعندما سئلت عن عدد الحالات التي شاهدتها والتي بدت انها ناجمة عن هجمات كيماوية قالت نيكلسون وهي عضو بريطاني بالبرلمان الاوروبي وناشطة مؤيدة للشيعة والاكراد بالعراق "30 على الاقل".
وقالت نيكلسون "كان الضحايا يحكون لي عن السحب الصفراء التي دمرت كلياتهم واحشاءهم. ابلغني خبراء في مجال الطب في وقت لاحق بان هذا يعني غاز الخردل."
وقالت ان معظم الرجال الذين نقلوا الى فندق يستخدم كمستشفى لعلاج بعض الضحايا اقعدهم المرض لدرجة انهم باتوا لا يستطيعون الحركة.
واضافت "احدهم كان مصابا بحروق في جفنيه وحروق في جميع اجزاء جسده بسبب النابالم. كان يعمل مدرسا في مدرسة ابتدائية وليس له اي انتماء سياسي." وقالت "وكان معدة اخر تتدلى خارج جسده على جانب سريره." (هل بقي حيا ومعدته مدلاة لمدة اربعة اشهر ؟)
الكذب في الشهادة واضح فهي مع اعترافها بأنها ليست خبيرة طبية ، تصف حالات رأتها بعد اربعة شهور ، وغاز الخردل يتلاشى اثره بعد اربعة ايام فقط ولا يستمر شهورا ، كما انها لم تذكر انها استجلبت طبيبا معها وانما سألت خبراء بعد ذلك ، وحسب وصفها اخبروها ان هذا تأثير غاز الخردل . واعتقد اننا كنا كمثل من اخذ دورة في غاز الخردل من وصف عشرات شهود الزور الاكراد الذين ظهروا في محكمة الانفال وادلوا بأكاذيبهم المكررة مثل نسخة الكاربون ، ومنهم جميعا عرفنا ان غاز الخردل اذا استخدم (ويستخدم عادة لتعطيل الجيوش من التقدم وأثره وقتي) ، فهو يصيب العينين والجلد وان الاغتسال بالماء يزيل الاثر ، ويمكن ان يحدث قيء وغثيان ، ولكن كل هذه تزول بعد ساعات .
وبالتأكيد فإن كل المعلومات التي حصلت عليها على السماع ، ولم تشاهدها تحدث امام عينيها ، فالمحروق قال لها ان ذلك من اثر النابالم ، وشيء عجيب ان لا يكون من بين 95 الف لاجيء الا واحد احرقته النابالم ، والا 30 مصاب فقط . ولا ندري اذا كان تدلي المعدة خارج الجسم هو من آثار النابالم او الخردل .
اذا كانت هذه المعلومات على السماع، فما لم تذكره البارونة للمحكمة انها مصابة بالصمم ولهذا فهي ترعى ايضا في جمعيتها الخيرية الصم والبكم .
ولكن اهم ما لم تقله البارونة هو ان معلوماتها سبق ان قدمتها للامم المتحدة ولهانز بلكس رئيس مفتشي الاسلحة العراقية ، بعد ان ادعت انها حصلت من مصادر خاصة على تفاصيل هجمتين بالكيماوي على الاهوار ، وان الاسلحة مخزنة في بيت اعطت عنوانه وعنوان شارعه .. وطبعا كانت اخبارية (فشنك) . مثل كل اكاذيب اسلحة الدمار الشامل . ولكنها تعود لتلقيها على مسامع المحكمة المهزلة لأن (هيجي محكمة ينراد الها هيجي شهود زور) ، وهي على يقين ان لا احد سوف ينقب وراءها .. فمن لا يصدق بارونة ؟ وبريطانية ايضا ؟ وعضو في برلمان الاتحاد الاوربي ؟
ومالم تقله لهانز بلكس ان مصدرها كان حامد البياتي مدير مكتب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في لندن ، وانه هو الذي اخذها بيدها حين ارادت ان تزور اهوار العراق بعد انتهاء حرب 1991 ومن الطبيعي انها لا تستطيع دخول العراق من طريق الكويت فماذا فعلت ؟ استعانت بصديقها البياتي ليأخذها عبر ايران ، وهي تصف ذلك :
(كنت عضوا في البرلمان البريطاني في ذلك الوقت وقد جئت الى المنطقة لارى بنفسي مايمكن عمله للمساعدة . في ذلك الوقت كان من المستحيل عبور الحدود من الكويت الى العراق . ولهذا ذهبت الى ايران وحالما وصلت هناك – مع مساعدة كبيرة من السلطات الايرانية – ذهبت الى الحدود وعبرت الى العراق . وهناك وجدت نفسي بين عرب الاهوار وهكذا بدأت العمل معهم .)
http://www.irinnews.org/report.aspx?reportid=22024
وفي آب ايضا من عام 1993 زارت مرة اخرى معسكرات اللاجئين في ايران برفقة حامد البياتي ، وهذا هو موجز وصف الزيارة كما نشره الموقع الرسمي للمجلس الاعلى :
في شهر آب عام 1993 زار د. حامد البياتي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق منطقة الاهوار جنوب العراق والحدود العراقية الايرانية برفقة ايما نيكلسون النائبة في البرلمان البريطاني ومراسل تلفزيون بي بي سي البريطاني جورج الاكايا ومراسل صحيفة التايمز البريطانية توم رود وقد كتب مشاهداته حول الزيارة واهم مافيها "شاهدت عددا كبيرا من الهاربين من منطقة الاهوار الى الحدود العراقية الايرانية يقدر بحوالي 50 الف لاجيء وكانوا يعيشون في اكواخ مؤقتة مبنية من نبات القصب .الحكومة الايرانية وبعض المنظات الانسانية الاخرى وفرت لهم المياه والغذء ومنظمة عمار للاغاثة المدعومة من قبل ايما نيكلسون بنت مستوصفا صحيا . وكان الكثير منهم يعاني من الاسهال الدموي او مرض الدزانتريا او الكوليرا .سألت الكثير عن اسباب تركهم منازلهم فأشاروا الى سببين رئيسيين :
مشروع تجفيف الاهوار والقصف المدفعي المستمر.
ولم يذكروا اي شيء عن قصف بالكيمياوي . وهذا هو الرابط لمن يبحث عن تفاصيل .
http://www.sciri.btinternet.co.uk/Arabic/S...isit/visit.html
ولكن بعدها بشهر ينشر الموقع تصريح صحفي من (مركز توثيق حقوق الانسان في العراق )
" الى السيد فان دير شتويل مقرر حقوق الانسان الخاص للامم المتحدة حول استخدام صدام حسين اسلحة كيماوية ضد شعب العراق :
(سيدي العزيز نأسف ان نبلغكم ان جنود نظام بغداد قد اعادوا شن هجمات كيماوية على الكثير من المدنيين في اهوار جنوب العراق. وقد ابلغت مصادر موثوق بها بما يلي والذي نضعه تحت انظاركم :
تاريخ الهجمة الكيماوية 28 ايلول 1993
الجنود المشاركون في الهجوم : قوات عتبة بن غزوان من الفرقة 51 واللواء 32
هدف الهجوم : لاخلاء المنطقة من سكانها
المناطق المتأثرة : يذكر اسم 7 قرى بين مركز قضاء ( المدينة) وناحية ( الدير)
عدد القتلى والمصابين : تقريبا 2000 قتلوا او اصيبوا من الجانبين (؟)
معلومات اضافية : في 28 ايلول 1993 الجنود في الدير والرميلة أمروا السكان بالمغادرة . في 29 ايلول 1993 هربت العشائر المحلية من المنطقة بعد ان تلوثت بالمواد الكيماوية .)المصدر: http://www.sciri.btinternet.co.uk
أرجو ان تلاحظوا كذب هذه الخبر فهناك هجمة (كيماوية) في 28 ايلول
والناس غادرت في 29 ايلول بعد أن تلوثت المنطقة كما يقول التصريح ولكن ايضا يذكر ان الجيش امر السكان بالمغادرة في 28 ايلول . يعني مغادرة السكان كانت قبل ان تتلوث المنطقة اذا صح مسألة استخدام الكيماوي. ثم حين يذكر التصريح عدد القتلى والمصابين يقول شيئا عجيبا (2000 قتلوا او اصيبوا من الجانبين ) مما يعني ان (السكان) وهم على الاكثر في معظمهم من اعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية كانوا مسلحين. وماذا يقول لنا هذا الرقم؟ أليس من المحتمل ان معظم الاصابات كانت بين الجنود ؟ المسألة مبهمة .. اليس كذلك ؟ ولكن هكذا كانوا يكذبون على الامم المتحدة ووكالاتها المتلهفة لتصديق اي شيء ضد العراق الوطني .
اشرت الى هذا التصريح من اجل ان اصل بكم الى اكاذيب البارونة التي كانت تستقي معلوماتها من ايران ومن مرتزقتها في المجلس الاعلى الذين لا يحسنون كما رأينا حتى تلفيق الاكاذيب .
والان دعونا نرى المزيد من بارونة الاكاذيب في هذا الخبر الذي نشرته صانداي تايمز في 9/2/2003 (قبل الحرب بقليل) وكانت البارونة تتحرق على المساعدة في ايجاد تبريرات لتدمير العراق .
عنوان الخبر : صدام يهاجم بالكيماوي
هاجمت القوات العراقية قرية في الاهوار بالاسلحة الكيماوية عام 1998 ، بعد سنوات من تأكيد صدام حسين للامم المتحدة انه لم يعد يملك اسلحة دمار شامل .
البارونة نيكلسون وهي عضو كبير في البرلمان الاوربي قالت انها ستقدم دليلا على الهجوم الى هانز بلكس رئيس مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة ، هذا الاسبوع . قالت انه تطور مهم ويظهر كذب صدام.
قالت" ليس فقط انه تشبث باسلحته ذات الدمار الشامل ، لكن هذا يبين انه استمر في استخدام اسلحته الكيماوية في عام 1998 فور خروج المفتشين من العراق ، في تنفيذ برنامجه ضد عرب الاهوار"
نيكلسون هي نائب رئيس لجنة للشون الخارجية في البرلمان الاوربي .وهي معنية بشؤون العراق وحقوق الانسان فيه . وقد اسست منظمة (عمار AMAR ) وهي هيئة انسانية لمساعدة شعب العراق المجبرين على مغادرة الاهوار في جنوب العراق.
سوف تبلغ بليكس بالدليل الذي حصلت عليه من هجومين كيماويين حين تعود من زيارة الى معسكر اللاجئين من الاهوار في ايران . والايرانيون يعدون الان معسكرات اضافية حيث يتوقعون هروب 200 الف عراقي اذا وقعت الحرب.
وتزعم نيكلسون ان اول هجمة كيماوية كانت في 1992 في بداية حملة صدام لمحو سكان الاهوار . ومنذ ذلك الحين بنى نظام سدود لتجفيف الاهوار وتطهيرها من اهلها . اليوم معظم الاهوار قد جفت واختفت الحياة التي تعود عليها السكان الذين تحولوا الى لاجئين في ايران.
طارت مروحية فوق قرية واسقطت (ثلاثة طرود) كما تقول نكيلسون . ومات فجأة 7 اشخاص بعد 3 ساعات . وبعد موتهم نزفوا من افواههم وانوفهم وتحولت جلودهم الى لون ازرق غامق. (هذا لايحدث مع غاز الخردل)
واصيب العديد من الناس وكان القرويون يخافون الاقتراب من الجثث لانهم لم يعلموا ماذا حدث . لم يسمعوا من قبل بالاسلحة الكيماوية .
في 1998 اسقطت مواد اخرى من مروحية على قرية وتقول نكلسون " مات الناس بطريقة عجيبة . وانا على يقين من انه سيتم الكشف عن المزيد. وسوف اضع هاتين الحالتين فورا امام بلكس . واتوقع وصول المزيد من المعلومات ربما هذا الاسبوع "
وفي الاسبوع الماضي وفي مقابلة خاصة في نيويورك ، سلمت نكلسون الى بلكس ما تعتقد انه دليل على موقعين في العراق خبئت فيها مواد لصناعة اسلحة كيماوية وبيولوجية . واعطته اسم الشارع وعنوان البيت حيث اخبرها المبلّغ ان المادة مخزونة فيه .
واعلنت اسم احد المبلغين ولكنها قالت ان هناك اسماء اخرى لا تريد الكشف عنها الان . وسوف تعطيها الى بلكس بعد تأكيداته انه سوف يحمي هذه المصادر .
كما اعطته استمارة طلبية وهي تعتقد انها حقيقية ، تبين ان الحكومة العراقية كانت تحاول شراء معدات هندسية لصناعة اسلحة الدمار الشامل من الصين . وكان تاريخ الطلبية 2002 من بغداد ولكنها لم تصل الى المورد الصيني الا في الشهر الماضي !!
انتهى الخبر .. ولكن هل لاحظتم انها لم تذكر الهجوم (الكيماوي)الذي ذكره التصريح الصحفي الذي ارسل الى مقرر حقوق الانسان فان دير شتويل وكان تاريخ الهجوم المفترض هو 28 ايلول 1993 ؟ في حين ذكرت البارونة المخرفة في رسالتها الى هانز بلكس ، ان هناك هجومين استخدم فيهما اسلحة كيماوية هما في عام 1992 (الذي تؤكد في الخبر اعلاه انه اول مرة استخدم فيها الكيماوي ) و 1998 ، ولكنها في المحكمة ذكرت ان الهجوم كان في 1991 وانها شاهدت اثار المصابين بعد اربع اشهر من (الانتفاضة الشيطانية ) في آب 1991 . ألم اقل لكم ان (هي هيجي مهزلة يلزمها هيجي شهود زور ) ؟.
الان دعونا نذهب الى موقع مجاهدي خلق لنعرف شيئا عن تاريخ البارونة مع الايرانيين .
مقاطع من موقع مجاهدي خلق iran-interlink.info
(غير مؤرخ)
اللوبي الايراني في اوربا البارونة نيكلسون اوف ونتربورن عضوة البرلمان الاوربي.
منذ 12 سنة والبارونة تتعاون مع السلطات الايرانية وتستلم تمويلا ومساندة مباشرة وغير مباشرة من الحكومة الايرانية لجهودها المزعوم في المساعدة الانسانية للاجئين العراقيين الذين هربوا الى ايران خلال الحرب الايرانية العراقية . على اية حال . يبدو ان معظم اللاجئين هم جماعات ايرانية الاصل والتمويل مثل قوات الحكيم الذين هربوا الى ايران ودربوا و مولوا من قبل قوات الحرس الثوري الايراني وقوات القدس . لهذا هناك تضاربا في المصالح في وقوفها ضد قوات المعارضة الايرانية التي تسعى لتغيير النظام الايراني .
بصفتها عضوة في البرلمان الاوربي قامت بدور قوة ضغط لصالح الايرانيين مع الحكومات الاوربية والاحزاب السياسية . وقد لعبت دورا مهما في وضع منظمة مجاهدي خلق على لائحة الارهاب كصفقة مع ايران . في مقابلة لها في بروكسل بتاريخ 19 مارس 2002 عقدت بمبادرة من النظام الايراني وحضرها وكيل وزارة الخارجية الايرانية ، قالت ايما نكلسون بانها سوف تطلب من الاتحاد الاوربي اعلان منظمة مجاهدي خلق منظمة ارهابية.
بارونة نيكلسون مؤيدة معروفة للنظام الايراني وهي تعتبر نفسها (صديقة مخلصة " لاعلى المسؤولين في الحكومة الايرانية . وفي نقاش في مجلس اللوردات في 22 حزيران 1999 دافعت عن القادة الايرانيين ضد تهم انتهاكات حقوق المرأة وهي حقيقة تؤيدها 51 بيان ادانة من الامم المتحدة ضد انتهاك حقوق الانسان في ايران .
وقد اصدرت البارونة نيكلسون تصريحا صحفيا في 3 شباط 2003 قبل غزو العراق وادعت انها اعطت هانز بليكس دليلا على وجود اسلحة الدمار العراقية مخبأة في قواعد مجاهدي خلق وهي مزاعم اتضح فيما بعد انها كاذبة تماما . ولكن البارونة كانت تصر في وقتها على ان (مصادرها الموثوق بها ) قد وفرت معلومات واضحة حول الخبيئة ، وكان ذلك جزءا من سلسلة من الاتهامات الباطلة التي مهدت لقصف معسكرات المقاومة الايرانية اثناء الحرب مما ادى الى موت عشرات من المعارضين الايرانيين الابرياء "
البارونة نكلسون في مقابلة مع راديو فردا في 18 نيسان 2003 حثت علنا وبحقد كبير على قتل اعضاء مجاهدي خلق في العراق قائلة :
" ارحب بقصف قواعد مجاهدي خلق من قبل قوات التحالف واحذر العالم بان هذه الجماعة يجب تدميرها وبعكسه سوف يبدأون نشاطاتهم من مكان آخر من العالم .؟
في 30/10/2004 القت نيكلسون خطابا امام مؤتمر اهوار بلاد الرافدين في جامعة هارفارد . وهو خطاب بدأته في ترديد الاكاذيب حول حلبجة ، ثم تحدثت عن زيارتها لمعسكرات اللاجئين العراقيين على الحدود الايرانية العراقية وذكرت انها شاهدت جرحى من هجمات الجيش العراقي وأسهبت في وصفهم كما فعلت في المحكمة المهزلة ، ولكنها لم تذكر مشاهدتها لمصابين بأسلحة كيمياوية .
مياه الاهوار أم نفطها ؟
شيء غريب شاب نشاط ايما نكلسون مؤخرا . فقد كانت كما ذكرنا قد اسست منظمة لمساعدة اهل الاهوار في استرجاع البيئة الطبيعية للاهوار ، وكانت اول من لفت الى ذلك الانظار حتى انها في عام 1998 سعت الى محاولة (تجريم) الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين بتهمة ابادة سكان الاهوار بتجفيف المياه والقضاء على طريقة معيشتهم . وطالبت بتقديمه الى محكمة دولية وانها على استعداد للشهادة . ثم تراجعت مؤخرا، ففي تصريحاتها ومؤتمراتها، تقول انه لا بد من اخذ رأي اهل المنطقة فربما لا يريدون ان يعودوا الى حياتهم السابقة . وهي تحاول ان تحد من نشاط مكثف قامت به مؤسسات وشركات كثيرة اهتمت بالاهوار لاسباب سياحية او بيئية او تاريخية . وتستهجن هذه الهرولة بدون اخذ رأي السكان .
لماذا هذا التغيير ؟ الجواب : النفط ..
هذا الخبر في 9/4/2004
تقول نكلسون ان خوفها الان على الاهوار ليس من صدام حسين وانما من النفط. تحتوي الدلتا على اكبر احتياطي في العالم يكفي للضخ لمدة 115 سنة . وتقول ان فرنسا و روسيا قد وقعتا عقودا مع صدام حسين لاستغلال الحقل .
وتضيف انها ضغطت على رئيسي اثنين من اكبر شركات النفط في العالم: البريطانية BP والهولندية ستيل جروب، بعد ان التقتهما في حفل في قصر بكنهام .
"طلبت المساعدة من بيتر ساذرلاند وكان رئيس مجلس ادارة البريطانية وفيليب واتس وكان رئيس مجلس ادارة شيل . وقال كلاهما انهما يتعاطفان كليا مع حقوق السكان الاصليين "
http://quote.bloomberg.com/apps/news?pid=1...X4&refer=uk
ماذا نفهم من الخبر ؟ ان شركات النفط قد تجور على حياة هؤلاء الناس ؟ وانها لذلك – وخوفا من استيلاء الاشرار من فرنسا وروسيا على العقود – سارعت هي بالاستعانة بشركات بريطانية ؟ وان رؤساء هذه الشركات اكدوا لها انهم سيكونون أحن على (السكان الاصليين ) من امهاتهم . فسوف يتركون الهنود الحمر العراقيين معزولين في بيئتهم الطبيعية ، يلعبون بمشاحيفهم وجواميسهم في برك الماء التي سوف يتركونها لهم ، في حين يشفطون نفطهم شفطا رحيما.
وربما يتكشف لنا فيما بعد أن نيكلسون لها اسهم في هذه الشركات ؟ من يدري ؟ كل شيء جائز .
أما مسك ختام هذه المقالة فهذا الخبر :نشر على موقعها في 25/5/2005 في زيارة اخيرة الى الناصرية بجنوب العراق اشادت البارونة نكلسون بعمل القوات الرومانية المتواجدة في المنطقة .وفي حين ان زيارتها كانت مخصصة للمساعدة الطبية لسكان الاهوار فقد زارت المعسكر الروماني وقالت ان القوات الرومانية تقوم بعمل عظيم ودعم مهم لمستقبل المنطقة . وكان أهم مرحلة في الرحلة، فرصة ان ترى العمل يجري في بناء الكنيسة الارثوذكسية الرومانية التي سوف تخدم القوات خلال مدة بقائهم في العراق. وشكرتهم لجلب الحضارة الرومانية الى الناصرية ودورهم المهم في اعادة بناء العراق.
انتهى الخبر .. اعادة بناء العراق يعني بناء كنيسة ؟ لست ضد بناء دور العبادة/ ولكن هل هذا مايحتاجه اهل الناصرية من اعمار ؟ واذا كان اعادة الاعمار يعني بناء ما يخدم الغزاة ، فكم سيبقى هؤلاء الجنود مما يستوجب بناء كنيسة ؟ وكم من اهل الناصرية سوف يستخدمون هذه الكنيسة ؟ ولكن الاهم كما تقول البارونة هو جلب الحضارة الرومانية الى أور مهد الحضارة العراقية .. وتصوروا ان يكون بناة (الحضارة) جنود مرتزقة لم نتعلم منهم سوى حضارة القتل والنهب .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
مشاريع تغطية الفشل
افتتاحية
البصائر العراق
مثلما هي مسوغات ادارة الحرب الأمريكية في عدوانها على العراق حيث ابتدأت ...
بالأكاذيب والتهويلات عبر ماكنة الدعاية الأمريكية تأتي مسوغات قرار تقسيم العراق وكأن العراق اضحى ضعية من ضياع امريكا.
ولم يكترث المصوتون على القرار بحجم الكارثة التي لحقت بهم نتيجة المهاترات السياسية والتنافخ عظمة بانهم ساسة العالم غير انما يحدث على الارض من صمود وتصد لأبناء المقاومة العراقية البطلة وتكبيدها افدح الخسائر بجيش الاحتلال واستطاع الشعب العراقي ممثلا بقواه الرافضة للاحتلال ان يدحر مشروع الاحتلال في العراق واسقاطه من المنطقة غير ان المكابرة الحمقاء التي يتقنها من هم على سدة الحكم في امريكا راحوا يبحثون عن بقعة ضوء للفت الانظار واشغالها عن حجم الكارثة التي لحقت بهم في العراق ومن هنا جاء قرار التقسيم الذي جوبه برفض عربي وعالمي واستهجان واستنكار من كثير من القوى المحسوبة على المعسكر الامريكي فضلا عن القوى الرافضة للهيمنة القطبية الواحدة في استفرادها بالقرار الدولي.
ان اللاءات التي اطلقتها القوى الرافضة للاحتلال واستطاعت ان تستجمع القوى الخيرة حولها اثمرت عن فشل المشروع الاحتلالي وها هي لاءات ثلاث تطلقها الهيئة لدحر مشروع التقسيم ترتكز على ثوابت وطنية ترسخت رغم تحديات الوضع الراهن في العراق في ضمير كل عراقي شريف.
ان الوصفات المسمومة التي يعمد اليها المحتل في تفتيت لحمة ابناء الشعب العراقي انما هي لعب بالنار التي ستأتي على آخر ملاذ يبحث عنه في الخروج من المأزق العراقي وسحب قواته، فالديمقراطيون مؤخراً رفضوا مشروعا تقدم الجمهوريون لسحب قواتهم المنهارة من المنطقة يمتد الى ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية، فالضغط المتزايد على هذه الادارة الفاشلة بالمعايير الامريكية قبل العالمية الجأ الداعين الى الذهاب الى قعر الهاوية الى البحث بين طيات دراساتهم عما يوفر لهم غطاء اعلاميا لسحب هذه القوات من العراق.
بقي ان نقول ان طرح مشاريع ملء الفراغ بعد الانسحاب ومحاولة تهديد الشعب العراقي بما سيؤول اليه الحال بعد الانسحاب، كذلك يأتي مشروع التقسيم بما يتماشى مع هذا التوجه يـأتي في اطار دراساتهم الفاشلة وتطبيعاتهم السقيمة والتي سيتمخض عنها المزيد من الفشل والانهيار وعلى الصعد كافة. ويكفي ان نعرف مدى فشل هذا المشروع الأخير من حجم الرفض الذي حصل عليه من قوى لم تكن فيما مضى تطلق صرخات رفضها للمشاريع الأمريكية فضلا عن انكفاء القوى التي كانت تستميت لتطبيق ما يطرح من مشاريع وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مستوى الانهيار الذي تعانيه قوات الاحتلال الامريكي في العراق.
اللهم ألف بين ابناء العراق وساعدهم في دحر الاحتلال ومشاريعه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
ماذا يفعل الموساد في العراق؟//
د .رفعت سيد أحمد
شبكة اخبار العراق
• لم يعد خافيا على خبراء الاستراتيجية و السياسة فى منطقتنا, ذلك الدور المتنامى الذى تلعبه اسرائيل فى العراق, ليس فحسب اليوم, بل ومنذ قررت ادارة الرئيس بوش غزو العراق وتحطيمه كدولة مركزية ذات ثقل ودور, بيد أن الجديد ربما فى هذا التغلغل الاسرائيلى فى أحشاء أرض الرافدين, هو ما بدأ يتكشف من وجود أصابع للموساد الاسرائيلى خلف العديد من العمليات الإرهابية التى تطال المدنيين وتسئ ــ قصدا ــ للمقاومة الوطنية والاسلامية العراقية الشريفة ضد الإحتلال, فصحيح أن ثمة أخطاء وخطايا يرتكبها المتطرفون على الجانبيين الشيعى والسنى, وصحيح أن هذه الإخطاء والخطايا تطال المدنيين الأبرياء, ولايمكن أبدا أن تصنف ضمن عمليات المقاومة والجهاد, فإن الصحيح أيضا أن ثمة أدوارا واختراقات هائلة قام بها الموساد وبالتعاون الوثيق مع الاحتلال الأمريكى, لإذكاء نار الفتنة المذهبية وزيادة وتيرة العنف الأهلى, والتى تبشر بفتنة كبرى وتطهير عرقى واسع سيطال أهل العراق جميعا, واسرائيل تستهدف من وراء ذلك ــ فى تقديرنا ــ ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد, فهى أولا تستحق تحقيق هدفها التاريخى (بل والتلمودى) الذى يبغى انهاء العراق كدولة وكيان موحد, كان يمثل خطرا على وجودها كدولة بقطع النظر عن طبيعة نظام صدام أو أى نظام أخر يحكم العراق, فإن العراق كدولة موحدة, تمثل خطرا على الأمن الإسرائيلى تماما كما هو الحال مع سوريا أو حتى مصر كدولة كبرى موحدة, اسرائيل لا ترغب ولا تريد ذلك ومن ثم تسعى الى تفتيت وتفكيك هذه الدول ويضاف ثانيا هدف الاختراق الاقتصادى بما يمثله من فوائد جمة, لاسرائيل يأتى النفط ونهبه المنظم بالتنسيق مع واشنطن كهدف استراتيجى أخر, ثم يأتى تحويل العراق كقاعده تجسس اقليمى على قوى المقاومة والصمود العربية والاسلامية (وتحديدا على إيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامى فى فلسطين, وكذلك الاختراق والتجسس على قوى المقاومة الآخرى فى المنطقة) يأتى ذلك كهدف ثالث للموساد الاسرائيلى .
من بين هذه (الأهداف الاستراتيجية الرئيسية) تتوالد الاهداف والغايات للدور الاسرائيلى فى العراق, والتى تتكاثر يوما إثر يوم, ولا يستطيع المراقب المحايد حصرها من كثرتها وخطورتها فى آن واحد ويكفى أن نعلم هنا أن لاسرائيل فى العراق اليوم حوالى 25 شركة اقتصادية وعسكرية وفى مجالات أخرى تعمل بشكل غير مباشر وتحت لافتات أجنبية يمثل أغلبها غطاء لعمليات الموساد فى العراق, وحتى نعطى الاهداف الاستراتيجية الاسرائيلية ترجمتها الواقعية, لنورد بعضها, حيث ينبئنا التاريخ القريب وتحديدا بعد سقوط بغداد بعدة شهور أنه وفى شهرسبتمبر 2003 قام رجل أعمال عراقى بزيارة لإسرائيل هذا الرجل الذى لم تذكر صحيفة “معاريف” أسمه قالت: أنه فى الخمسينيات من عمره وقد حل ضيفا على رجل الصناعة الإسرائيلى, تسفى يمينى وتجولا سويا فى معرض المنتجات البلاستيكية الذى يقيمه اتحاد الصناعات الإسرائيلى فى مدينة تل أبيب ومنذ إحتلال العراق يعيش رجل الأعمال هذا متنقلا بين بغداد وعدة مدن مختلفة, والتقى عددا من السياسيين الإسرائيلين وهو يعتزم إبرام عدة صفقات مع رجال أعمال إسرائيليين.
وقد تم الكشف عن أن مستعمرا إسرائيليا آخر هو المحامى مارك زال, المقرب من حزب الليكود الحاكم يسيطر على الإستثمارات العالمية فى العراق وعين مستشارا لشركة عراقية مقربة من الحكومة العراقية.
ويقوم أصحاب الشركات الإسرائيلية بتصدير منتجاتهم الى العراق عن طريق مارك الذى زار العراق بعد انتهاء الحرب عدة مرات.
على صعيد آخر ونشرت صحيفة بديعوت أحرونوت, فى شهر أكتوبر 2004 أن تركيا حذرت اسرائيل من العمل فى شمال العراق … وذلك على ضوء الأنباء التى أفادت بأن اسرائيل تعمل على شراء قطع أراضى غنية بالبترول فى منطقة الموصل, فكانت وسائل الإعلام التركية قد نشرت عن أنشطة إسرائيلية فى شمال العراق, وكانت صحيفة “أشكام” هى أول الصحف التركية التى تناولت الموضوع حيث قالت: أن تقريرا للمخابرات التركية أشار الى قيام اسرائيل بشراء أراضى غنية بالبترول من الأكراد فى منطقة الموصل وطبقا لما ذكرته الصحيفة فقد تم تقديم التقرير الى وزير الخارجية التركية الذى طلب فحص الموضوع خاصة مايتعلق بمدى تأثيره على تركيا وعلى المنطقة, وكانت الصحف التركية تتحدث عن ان اسرائيل تمتلك مناطق بترول, إحتلال ثان للعراق, وأن الإدارة الأمريكية فى العراق منحت الشركات الإسرائلية تراخيص تتيح إحتلا الأراضى … وأكثر ما يثير قلق الأتراك هو حدوث إرتباط بين إسرائيل ومنطقة الحكم الذاتى الكردى فى شمال العراق التى تطمع الى الاستقلال.
* * * * * *
هذا وقد أكدت الحقائق المنشورة عن هذا التغلغل الاسرائيلى أنه قد تم إسناد مهام التنفيذ لهذا الاختراق للجنرال الإسرائيلى والخبير الأمنى الاستراتيجى “نورمان حيزك”, وقالت الوثائق المنشورة أن الاسرائيليين يحاولون تحقيق عدة أهداف إستراتيجية فى العراق أهمها توصيل خط أنابيب للنفط والماء من العراق الى إسرائيل لحل مشكلتى الطاقة وقلة المياه للشرب .. بالإضافة الى توطين أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين فى العراق من أجل التوسع فى بناء المستوطنات الاسرائيلية فى الأراضى المحتلة.
كما يهدف الاسرائيليون الى الاستثمار فى العراق والإستفادة من التماس المباشر لها مع إيران من أجل إثارة الخلافات والتخريب فى الداخل بالإضافة الى استخباراتيا بهدف مراقبتها عبر نقاط محددة فى الأراضى العراقية.
وفيما يتعلق بالصحراء الغربية العراقية, فإن الحقائق تؤكد أن اسرائيل تطمح بأن يقوم الأمريكان ببناء قاعدة عسكرية ضخمة فى الصحراء بهدف منع استخدامها مستقبلا كأرض صالحة لمنصات صواريخ باتجاه المدن الصهيونية كما فعل صدام حسين من قبل وأن التغلغل الاسرائيلى طال حتى المؤسسات السيادية العراقية فالاسرائيليون هم الذين يسيرون حاليا كل من وزارات النفط والتجارة والتعليم والمالية والزراعة وغيرها من الوزارات السيادية الهامة وفقا للوثائق المنشورة.
• هذا وتؤكد المعلومات الحديثة القادمة من بغداد أن الإدارة الأمريكية قد عينت بصفة رسمية عددا من الخبراء الإسرائيليون والأمريكيين من أصل يهودى. كمستشاريين لها فى الوزارات السيادية العراقية منهم ديفيد تومى مستشار وزارة المالية وشيكون وفينومى بوزارة الدفاع, وديفيد لينش بوزارة الزراعة والرى وفليب كارول بوزارة النفط, وتسموحى مارفى بوزارة الصناعة, ودون آبيرلى بوزارة الرياضة والشباب, ودون أبردمان فى وزارة التعليم العالى و “شلومو معوز” فى وزارة الداخلية, إضافة لوجود مزيج من ستة أشخاص معظمهم يهود عينو كمستشارين لوزارة التربية والتعليم, ويقع على عاتقهم مسؤلية تغيير المناهج التربوية بما يتناسب مع الوضع الجديد, وأن كل الوزارات العراقية تخضع لسيطرة مؤسسة “ران” الأمريكية اليهودية وأن كل خبراء تلك المؤسسة هم أعضاء فى الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية.
* * * * * *
هذا وذكرت الوثائق والشهادات الواردة من العراق أن الموساد الإسرائيلى قد أنشأ مركزا لدراسات الشرق الأوسط فى بغداد يقوم بترجمة المقالات المعادية للسياسات الغربية فى الصحف العربية الى العبرية والانكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية وتوزيعها على المشتركين بهدف تقديم صورة سيئة عن العرب, وهذا المركز يحظى بموافقة قوات الإحتلال والبنتاجون الأمريكى, ويعتبر واجهة لنشاطات الإستخبارات الإسرائلية (الموساد).
أما فى جانب التغلغل الإسرائيلى الإقتصادى فيؤكد العديد من الخبراء وفى مقدمتهم الخبراء الاسرائليين أنفسهم أن إسرائيل تسعى من خلال ذلك الى تحقيق عدة أهداف أهمها الخروج من حالة الإختناق التى يمر بها الإقتصاد الإسرائيلى منذ إندلاع الإنتفاضة الثانية من خلال إغراق السوق العراقية بالمنتجات الإسرائيلية التى تعانى الركود, هذا فضلا عن تشغيل عشرات المعامل الإسرائيلية التى أغلقت أبوابها نتيجة إستمرار الإنتفاضة هذا وقد كانت وزارة المالية الإسرائيلية قد أعلنت فى تقارير صحيفة منشورة بأن إسرائيل ستحقق أرباحا بقيمة “17″ مليار دولار فى غضون خمسة أعوام قادمة, وأنه بات بإمكان إسرائيل ولأول مرة فى تاريخها تقليص مابين 400 الى 700 مليون دولار من ميزانية وزارة المالية, بعد زوال الخطر العراقى مما سيوفر على إقتصادها من 750 مليون دولار الى مليار وربع دولار فى العام الواحد وإن الصادرات الإسرائيلية غير المباشرة الى العراق ستصل فى الأعوام القادمة الى أكثر من مائة مليون دولار سنويا.
وكشفت مصادر إعلامية تهتم بالشأن الاستراتيجى الاسرائيلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” قد باشر فى الاستفادة من موافقة القيادة العسكرية الأمريكية فى العراق له والمتمثلة فى إصدار تراخيص لشركات إسرائيلية “وهمية” لشراء الأراضى فى العراق, وأنه قد تم بالفعل شراء أراضى بشكل سرى وبأسعار باهظة للغاية, خاصة فى كركوك وضواحيها وشمال غرب العراق, تقدر مساحتها بـ250 هكتار, وذلك من عائلات كردية فقيرة, وأنه قد تم تحويلها الى قواعد إستخباراتية تابعة للموساد, بالإضافة الى أنه قد تم شراء أراضى بمساحات كبيرة على الحدود الإيرانية العراقية إضافة الى مدينة الموصل وضواحيها.
* * * * * *
وأكدت تلك المصادر أن الموساد يستفيد فى تحركاته بشكل كامل من أجهزة التكنولوجيا المنصوبة شمال العراق على الحدود مع تركيا وسورية إضافة الى إيران.
تلك بعض جوانب المشهد الإسرائيلى فى بلاد الرافدين, وهو مشهد ينبئ بالخطر الشديد على أمن واستقرار العراق والمنطقة, ويكشف أبعاد الجرائم التى ارتكبت ولا تزال ترتكب فوق أرضه الطاهرة وهى جرائم أودت بأرواح ما يقرب من المليون عراقى ــ وفقا لأكثر التقارير الدولية حيادية ــ فضلا عن تهجير مايزيد على أربعة ملايين, مع ترافق هذا الاجرام بتدمير هائل لأسس الدولة العراقية وتنامى مزهل لنذر الحرب الأهلية والصراعات المذهبية, مع النهب المنظم للنفط فى غيبة الرقابة العراقية وسط صمت أو لنقل شلل كامل للدور العربى الاسلامى, الذى كان من المفترض أن يتحرك جديا لانتشال (بلد عربى) يتعرض للقتل مع سبق الاصرار والترصد, (بلد) لم نعد نملك له سوى بيانات الشجب والادانة مع الاجتماعات الموسمسة فى جامعة كانت يوما ما للدول العربية ولاحول ولا قوة الا بالله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
فتوى السعودية خوفا من تظاهرات عراقيي الخارج
زهير شنتاف
وكالة انباء براثا
ايها الشرفاء والاصلاء من اهلنا في الاغتراب في اوربا وامريكا ايها النجباء ممن لم تركنوا الى الدعة و الرفاهية فلم تنسوا اهلكم واحبتكم في العراق يا من لم تكن هجرتكم من اجل الهروب من الطاغية و البحث عن الراحة يا من حملتم همومنا مصائبنا ولم تنسوا يوما يتامانا وثكالانا واراملنا يامن بقيتم على الوعد ووفيتم للعهد يا من حاربكم البعض من العراقيين لانكم قررتم فضح ال سعود واجلافهم من جهال الوهابية واميي الكلمة و الحرف ممن افتوا وحرضوا على قتلنا وذبحنا يا صبرتم على طلبات بعض اصحاب حملات الحج ممن قالوا لكم لا تتظاهروا ضد سفارات واوكار الارهاب السعودي الوهابي لان ذلك يعني انهم لن يعكونا تاشيرات للحج في الموسم التالي . يا من هددكم البعض بانه سيعطي اسماءكم الى وكر ال سعود المسى السفارة حتى يؤمن تاشيرات حملته للحج فرفضتم وانتصرتم للعراق . ايها الوطنيون الخلص من العراقيين في المهجر ممن عانيتم من طول السفر وحر المكان وبرده هنا وهناك يا من حملتم اطفالكم الاف الاميال لتقفوا امام اوكار الوهابية و ممثليات ال سعود اللئيمة لتقولوا للعالم اطردوا ممثلي الارهاب وممولي القتلة والمجرمين يا من ارعبتم حكومة ال سعود بتظاهراتكم وتجمعاتكم امام سفاراتها في الخارج يا من اثبتم للامة العربية الطائفية و الجاهلة بانكم لن تنسوا بلدكم وشعبكم وانكم وطنيون رغم الغربة الطويلة بينما يشعر العربان بغربتهم في اوطانهم الاصلية يا احبتنا ومغتربينا ها هي اولى ثمار وقفتكم الشريفة وتظاهراتكم المخيفة لال سعود امام سفاراتها وفضحكم لما تقترفه هذه الحكومة الفاسدة وهذا المذهب الوهابي العفن ها هو مفتي ال سعود يرضخ لاصواتكم المدوية ويعلن ان هناك مفسدة عظيمة يتسبب بها من يسافر من قطعان الشباب الوهابي لقتل العراقيين ، اتدرون ما هي المفسدة العظيمة التي يعنيها انه مفسدة فضح ال سعود و الوهابية على ايديكم في اوربا و العالم . اولم يدري هذا المفتي اعمى القلب ان من قتل انسانا بغير حق فكانما قتل الناس جميعا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فما باله تذكر المفسدة الان وبعد اربع سنوات من مذابح الوهابيين ضد اهل العراق ؟؟؟ ترى لماذا لم يتكلم عن المفسدة وشباب ال سعود يفجرون في امريكا وبريطانيا واسبانيا وغيرها؟ لماذا الان يا مفتي ال سعود ؟؟؟؟؟؟؟ والله ان اخشى ما يخشاه ال سعود هو فضحيتهم ومهاجمتهم عبر الاعلام وخصوصا في اوربا وامريكا ، الا ترون انهم يهتمون بالاعلام ويصرفون عليه الميليارات ويشترون الذمم والنفوس ليجمولا وجههم القبيح ؟ ها هي اولى ثمار جهودكم ايها العراقيون الشرفاء من كل القوميات والانتماءات فشكرا لكم اتوسل اليكم وارجوكم ان لا تتوقفوا عن نشاطكم ابدا ولا اقول باستمرار التظاهرات فان حياتكم واعمالكم مهمة ولكن اكتبوا واكتبوا في الصحف الاجنبية وباللغات التي تتكلمونها ويقراها الاوربي والامريكي وافضحوا ال سعود وجرائمهم بحقنا وبحق اهل الحجاز الشرفاء وهذا هو ما يخشاه ال سعود ، لستم بحاجة الى اثارة اتهامات غير موجودة فاعمال سعود وجرائمهم ووهابيتهم كثيرة وكثيرة فافضحوهم اعلاميا وهذا اكبر ضرر يخشاه ويتوجس منه هؤلاء الاوباش . والله انها وقفتكم ونشاطكم وهمتكم وتظاهراتكم التي اجبرتهم على الايعاز الى مفتيهم باصدار هذه الفتوى الملفوفة بريق الحية الرقطاء وقيئها . انهم لم يروا ولم يعلموا ان قيام 63 ما يسمى عالم ومثقف سعودي باصدار نداء وفتوى لقتل العراقيين وذبحهم ومن ثم المناشدة بهدم مقدساتهم هي مفسدة ولكنهم ولانكم فضحتمومهم بتظاهراتكم المخلصة لشعبكم احسوا بعظم الضرر وحجم المفسدة على سمعة ال سعود فاوعزوا الى كبيرهم الذي علمهم الوهابية بان يصدر هذا البيان التافه .
ان ال سعود الذين اررسلوا ابناءهم الوهابيين الى امريكا وبريطانيا واسبانيا ومولوهم ومن ثم ارسلوهم الى نهر البارد في لبنان باسم فتح الاسلام وقبلها بمسميات عديدة في العراق يخافون من الكلمة والقول و الوقفة الصادقة وها هم يركعون امام وقفتكم الوطنية المخلصة . شكرا لكم يا عراقيو الخارج شكرا لكم باللغة الانكليزية والفرنسية و الالمانية والدنمركية و السويدية و الهولندية والايطالية و كل لغات البلدان التي تحملتم فيها عناء السفر و التعب لتنتصروا لدماء اهلكم في العراق وتفضحوا الوهابية و ال سعود ايها الوطنيون النجباء الشرفاء شكرا لكم وما قصرتم
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34
هل العرب نائمون
جهاد الخازن
الحياة بريطانيا
ثمة حديث قديم جديد عن تقسيم العراق، كان مجرد رياضة فكرية، وأصبح الآن احتمالاً مطروحاً بعد ان أصدر مجلس الشيوخ الأميركي قراراً غير ملزم بالتقسيم، اقترحه السناتور جوزف بايدن، وهو ليس من المحافظين الجدد إلا ان اقتراحه وافق هواهم.
من يريد تقسيم العراق؟ الأكراد يريدون الانفصال إلا ان تركيا وإيران لن تسمحا لهم، لذلك فهم يريدون أقصى قدر من الاستقلال الذاتي ليوقعوا عقوداً نفطية مع شركات أجنبية تخالف قوانين البلد. والمجلس الإسلامي العراقي الأعلى يريد إمارة شيعية في الجنوب، بعد أن انتقل عبدالعزيز الحكيم وابنه عمار من العمالة لإيران إلى العمالة للولايات المتحدة (عمار زار أميركا داعياً إلى حلف أميركي – شيعي ضد السنّة في العراق والمنطقة كلها).
هل يُفرض التقسيم على العراق؟ وهل يكون تقسيم بلاد الرافدين نهاية أو بداية؟ هل العرب نائمون؟ هل هم غائبون عن الوعي؟ هل هم في حالة موت سريري؟
إذا نجح المحافظون الجدد في تقسيم العراق فلماذا لا يقسمون بقية بلدان الشرق الأوسط على أسس طائفية أو اثنية لتصبح إسرائيل هي قاعدة الوجود في الشرق الأوسط لا الاستثناء أو الشذوذ.
أرى كوابيس، فإيران قد تقسم من جديد وتنفصل، الأكراد في الشمال الغربي وعربستان بمن فيها من سنّة أصولهم عربية، والمملكة العربية السعودية تعود نجداً وحجازاً، واليمن من دون حضرموت، وربما الجنوب وعدن، والإمارات العربية المتحدة تعود إمارات الساحل المتصالح، وسورية دولة للسنّة تقتطع منها دول جبل الدروز وجبال العلويين والجزيرة للأكراد، ولبنان لا يعود كبيراً، وانما يتقلص في جبل لبنان، ومصر من دون بلاد النوبة، والسودان بين شمال وجنوب، ودولة للأمازيغ أو دولتان في شمال أفريقيا. وتركيا نفسها قد لا تسلم، وتقوم دولة للأكراد.
هل يعرف العرب ما يُدبر لهم؟
العراق مجرد بداية، وهو وضع 13 سنة تحت الحصار، حتى حان قطافه، وبعد الغزو وجدوا ان في شعبه بقية فكان اجتثاث البعث، ولا بعث هناك سوى صدام حسين وعصابته، وسرّح ملايين الموظفين والجنود، وهم بعثيون بالاسم وكشرط للعمل، ودمرت البنية التحتية للبلد، وجاء الإرهاب وقامت عصابات محلية ومستوردة، وأصبح للأحزاب والوزارات مليشيات وفرق موت، وكل ذلك تحت سمع الاحتلال وبتشجيع منه، ودارت حرب أهلية، وشرد خمسة ملايين عراقي في الداخل والخارج، وقتل مليون آخرون، ثم قرر المحتلون ان الوضع الذي صنعوه لا يمكن ان يستمر، واقترحوا التقسيم.
هم يسعون للتقسيم، ثم يشغلون عنه بتوافه الأمور للتعتيم على الأهم.
جرائم فرق الحراسة الخاصة، مثل بلاك ووتر، كبيرة إلا انها لا شيء بالمقارنة مع خطط تقسيم العراق، وأخبار الفساد والرشوة ببلايين الدولارات مثلها، وكذلك التعذيب في سجن أبو غريب، وزيادة القوات وخفضها.
كلها مهم بذاته، وكلها غير مهم عندما يكون الموضوع تقسيم العراق، وبعده بقية دول المنطقة.
آخر ما سمعت من جورج بوش الابن قوله لبعض التجار في ولاية بنسلفانيا «لا شيء أسوأ للسلام العالمي من ان يعتقد الإيرانيون بأن الولايات المتحدة لا تملك الإرادة والالتزام لمساعدة الديموقراطيات الناشئة. إذا تركنا قبل إكمال المهمة ستكون هنالك فوضى. الفوضى لن تشجع فقط المتطرفين والراديكاليين الذين يريدون إيذاءنا، وانما ستشجع إيران أيضاً».
لا شيء أسوأ للسلام العالمي من غزو العراق لأسباب كاذبة ملفقة دمرت البلد على رأس أهله ولم يعاقب أحد بعد من الذين تآمروا لتدمير العراق. ولا توجد ديموقراطية ناشئة في العراق، بل هناك ديموقراطية وئيدة جعلت شعوب المنطقة كلها تنفر من الديموقراطية.
أما المهمة فقد قال بوش قبل ثلاث سنوات إنها أنجزت، وهو لا يزال ينجزها منذ ذلك الحين، والحديث عن الفوضى غريب فهناك أكثر من فوضى، هناك حرب أهلية وقتل وتدمير كل يومين والرئيس الأميركي يتحدث كأن الناس في فوضى أمام ملعب لحضور مباراة كرة قدم. وبالنسبة إلى الراديكاليين والمتطرفين، فالولايات المتحدة صنعتهم أيام الحرب الباردة، وحولت العراق إلى مكتب تجنيد لهم. وإذا كان يشجع إيران شيء، فهو تراكم الأخطاء الأميركية، التي بدأت بتدمير عدويها إلى الشرق والغرب، وزيادة قوتها أضعافاً، قبل التصدي لها.
أعرف ان الرئيس الأميركي جاهل، وغير قادر على ان يتعلم شيئاً، ولكن هل يعقل ان يقلب كل حقيقة على رأسها ثم يصفق له الحاضرون. هل هو وهم دليل على صدق قولنا «كما تكونون يولى عليكم».
ما يواجه العرب كلهم في العراق يتجاوز الديموقراطية والفوضى والمتطرفين، فالخطة الحالية، بعد فشل كل خطة سابقة وصولاً إلى زيادة القوات، هي تقسيم العراق، وهذا لن يحل شيئاً لأنه مستحيل عملياً، ويكفي ان ننظر إلى وضع بغداد، فهي عاصمة السنّة والشيعة والأكراد، إلا انها في وسط العراق، فهل تترك للسنّة، ويجلى عنها ملايين الشيعة والأكراد، أو تصبح منطقة حكم ذاتي أخرى وفيها جدران فصل بين الطوائف والاثنيات.
العراقيون والعرب ضد التقسيم ولكن لا أرى انهم يملكون أمر أنفسهم حتى يقرروا، فالرد يحتاج إلى أكثر من بيان. غير ان العرب لا يفعلون أكثر من الحكي، فبعضهم أعمته الفلوس، وبعضهم أعماه الفقر، وكلهم عاجز.

ليست هناك تعليقات: