Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 28 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الجمعة 28-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل يكفي الاستنكار ؟
افتتاحية
الوطن عمان

هل تقسيم العراق مصلحة إسرائيلية ؟ الإجابة لابد أن تكون (نعم) وبكل تأكيد ، وإن اطلقنا السؤال بصيغة مختلفة نقول : هل تقسيم العراق مصلحة أميركية ؟ الاجابة تكون (ربما) .
أما إذا سألنا : هل تقسيم العراق مصلحة عربية أو عراقية ؟ الإجابة القطعية هنا هي (لا) بطبيعة يقين الشعوب العربية بأنها تجنح إلى الوحدة وليس التشطير .
إذا التقسيم مصلحة المحتل ، الذي يريد أن يبقى على اغتصابه للأرض العربية وثروات الشعوب العربية ومن ثم يسعى للتقسيم حتى يصبح كل حزب بما لديهم فرحون ، أي يصبح كل زعيم إقليمي فرحا بكونه اصبح زعيما يضاف الى مصاف الزعماء بينما فكرة انفصاله بإقليم يحكمه هي فكرة مدمرة بالنسبة لكيان الدولة الكبرى فيما قبل التقسيم .
ولو كان تقسيم يوغسلافيا مفيدا ما اندلعت حروب البلقان وظهرت بشاعات التطهير العرقي في البوسنة وكوسوفو وغيرهما ولو كان انفصال تيمور الشرقية عن اندونيسيا مفيدا لما سار التيموريون في الشوارع بعد استقلالهم يطالبون بالطعام ويهاجمون القوات الدولية في بلادهم وهاهم يتمنون العودة الى جسد الدولة الأندونيسية .
ولو كان التقسيم مفيدا لما حدث ما حدث في الصومال من مآسي وكوارث إنسانية .
إذا الحديث عن التقسيم هو جزء من سيناريو لتدمير دولة مثل العراق التي تعتبر واحدة من أقوى الدول العربية بشعبها ومقدراتها وثرواتها الطبيعية ونسيجها العرقي والمذهبي الذي أثبت عبر مئات السنين من قبل أنه شعب قادر على استيعاب الملمات والدوس على الآلام والجراح ليبقى موحدا عزيز الجانب .
إنه مخطط تخريبي كما وصفه مسؤول الملف العراقي في جامعة الدول العربية التي بادرت الى استنكار قيام مجلس الشيوخ الاميركي بالتصويت على قرار لتقسيم العراق وكأنه ولاية أميركية ، إنها سياسة فرق تسد المأثورة عن الاستعمار الاجنبي ولا تفيد كل وسائل الاغراء الحالية بأن التقسيم يحسم الحرب الأهلية ، فما الدمار القائم في العراق سوى نتيجة مباشرة من نتائج الغزو الاجنبي واصلاح ما فسد في العراق ليس بالتقسيم وإنما بإعادة الشيء الى اصله أي بخروج قوات التحالف من العرق أولا ثم استفتاء اهله استفتاء حرا مباشرا على التقسيم كما يحدث في كل دول العالم التي تتحرر من الاستعمار الاجنبي .
وليس العرب بحاجة لمن يؤكد لهم ان هذه المؤامرة الاميركية الجديدة هي بهدف نهب ما تبقى من ثروات العراقيين بقوة القهر والتخويف والتدمير لذلك فإن الاستنكار وحده لا يكفي من جانب بيت العرب إنما يستلزم هذا الموقف الخطير موقفا عربيا أقوى من مجرد الشجب والاستنكار قبل ان يقع العراق في اتون جديد من الخراب والتدمير بذرائع اقلها خطوط التقسيم التي لن يرضى عنها أي من الفرقاء المتخاصمين حاليا .
إن النظام الفيدرالي أمر يقترع عليه العراقيون أنفسهم من خلال دستور حر مصاغ دون ضغوط اجنبية ولن تقدم الفيدرالية في ظل الضغوط الاجنبية افضل مما تقدم من قبل فليرفع الدخلاء اولا ايديهم عن العراق وبعدها لكل حادث حديث .



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
أزمة تجنيد بأميركا

وليد الزبيدي
الوطن عمان


توقفت طويلا عند الخبر الذي نشرته وسائل إعلام أميركية ودولية، ويتحدث عن لجوء جندي أميركي لدفع الاموال لشخص ليطلق النار على ركبته ليتجنب الخدمة في العراق ، ورغم ان الصياغة الخبرية توحي ، بأن هذه حالة فردية حصلت في الولايات المتحدة ، ما دفع بالسلطات الأميركية المختصة إلى إحالته للقضاء والحكم على الجندي جوناثان أبونتي بالسجن في منطقة برونكس ، إلا أن المسألة تتجاوز الحالة الفردية إلى الظاهرة، التي تنتشر بين الجنود الأميركيين ، وتحولت لظاهرة يعرفها الذين يعملون مع القوات الأميركية، الا ان حالة جوناثان تختلف بعض الشيء، فهذا الشاب الأميركي البالغ من العمر20 عاما، سبق له الخدمة في العراق، لكنه لم يكن ضمن القوات المقاتلة، التي تتحرك داخل المدن والأحياء العراقية الساخنة، ما يجعلها عرضة لهجمات يومية كثيفة من قبل رجال المقاومة العراقية، وانما خدم بوظيفة ادارية في احدى الوحدات، وترسخ في داخله الخوف والهلع الكبيرين من خلال القصص اليومية التي يرويها جنود الدوريات الأميركية، التي يعودون بها من ميدان الحرب، والتي تتوزع بين روايات مخيفة تتحدث عن تفاصيل الهجمات الشجاعة والجريئة لرجال المقاومة العراقية، أو من خلال مشاهد القتلى والجرحى والمعاقين الذين يتم جلبهم من الميدان بعد أن يتعرضون للهجمات في الطرقات، يضاف إلى ذلك ما كان يراه جوناثان بأم عينه من هجمات على مقر الوحدة التي يعمل بها، حيث تتعرض لهجمات بالصواريخ والهاونات، وتهتز يوميا الأرض تحته، ويقرأ أنواع الخوف والفزع في عيون الجنود والضباط المحيطين به، وهم يترقبون يوميا تلك الهجمات التي لا تتوقف.

لم يصدق جوناثان انه عاد لأهله وزوجته، لكنه لم يتخلص من تلك الكوابيس العراقية، التي ترافق آلاف الجنود الاميركيين العائدين من ساحة الجحيم العراقي، ورغم أنواع الادوية والمهدئات، إلاَ أن هؤلاء لم يتخلصوا من الفزع والخوف، الذي زرعه العراقيون المقاومون في قلوبهم ونفوسهم، لكن جوناثان وجد نفسه مرغما على العودة للخدمة وسط الصفيح العراقي الساخن، فلجأ إلى طريقة تؤلمه وتؤذيه وقد تلحق العوق به، لكنه اقتنع بأن كل ذلك يهون أمام عودته إلى جحيم العراق، فاتفق وزوجته على دفع مبلغ لأحد الأشخاص، ليوجه طلقة إلى ركبته، وحصل ذلك بالفعل، ولأن المسألة أصبحت ظاهرة في الجيش الأميركي، الذي يعاني جنوده من اليأس والانهيار النفسي، فقد أحال المسؤولون جوناثان إلى القضاء العسكري وقرروا سجنه، عسى أن يشكل ذلك ردعا للآخرين، الذين يتعمدون إيذاء أنفسهم وإعاقة أطرافهم في سبيل تجنب الذهاب إلى العراق، حيث ينتظرهم القتل والهجمات والخوف الذي يخرج إليهم من كل مكان.
إن الجميع يتحدث عن أزمة حقيقية يعيشها الجنود الأميركيون داخل ساحة الحرب في العراق، وهناك أزمة أكبر في تجنيد الأميركيين، فهم يرفضون الذهاب إلى حيث ينتظرهم القتل والفزع العراقي.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تقسيم العراق. . خطورة الفكرة
افتتاحية
اخبار العرب الاماراتية
قد يكون القرار الذي سيتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي حول خطة تقسيم العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنية غير ملزم للإدارة الأمريكية في أن تأخذ به، ولكنه يمثل خطة متاحة وخياراً بديلاً لما يجري في العراق منذ أكثر من أربع سنوات، وهو خيار يمكن أن تأخذ به الإدارة الأمريكية الحالية أو المقبلة، كما يمكن أن يكون حلاً لكثير من المشكلات التي تواجه بعض الدول العربية والإسلامية.

وخطورة الخطة أنها ستصبح فكرة يتم ترويجها عبر أجهزة إعلام لها تأثير ونفوذ وسطوة على الرأي العام الأمريكي والعالمي، خاصة عندما تصدر عن هيئة تشريعية لها وزنها في صنع القرار في الولايات المتحدة، وتصدر في وقت تبدو كل الخيارات الأمريكية الأخرى قد وصلت إلى طريق مسدود.

وخطورة الأمر أن الخطة لا تصدر عن (إرادة عراقية) لتحديد مصير العراق والعراقيين، إنما تصدر عن جهاز تشريعي للولايات المتحدة التي بخطوتها هذه وضعت العراق كولاية ضمن الولايات التي يشملها اهتمام الكونجرس ، في حين تبدو إرادة العراقيين مغيبة بالكامل حول أخطر خطة يمكن أن يواجهوها بعد أن تصدر في شكل توصية أو خيار بديل.

ومن غرائب الأمور أن الحكومة العراقية والجمعية الوطنية العراقية لم يصدرا أي تعليق أو بيان يوضح التعدي على حقوق وسيادة العراق، ويبدو أن الجهازين غير راغبين في (تعكير) الأجواء بقضية ما زالت (فكرة) في خواطر أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيجتهدون لتقديم خطة بديلة عما تتبناه إدارة بوش حتى الاَن.

ولا تدرك الحكومة العراقية أن تمرير الخطة سيعني فشلها هي في إدارة العراق، وترك مصيره في يد الاحتلال بعيداً عن رغبات العراقيين واَمالهم وطموحاتهم وقراراتهم.

فهل العراقيون يريدون فعلاً تقسيم بلدهم إلى كيانات طائفية أو عرقية. . ؟ اَخر ما يرغب فيه مواطن عراقي أن يشهد وطنه وهو يتمزق بيد أجنبية لا تدرك مصالحه ولا دوره ولا واقعه، إنما تدرك مصالحها هي ومطامعها البعيدة كل البعد عن ما يريده العراقيون في هذه اللحظة التي تتمدد فيها السيطرة الأمريكية على الأرض والثروات.

وإذا كان تقسيم العراق سوف يضعف قوة العراقيين ويهز وحدتهم ويمزق إرادتهم، فإن مثل هذه الخطة سوف تكون واحدة من الخيارات الجاهزة للتطبيق في عدد من الدول العربية وعلى رأسها السودان الذي بدأت تلوح فيه وحوله مثل تلك الخطط والسيناريوهات، منذ أن تم توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية لتحرير السودان. والاَن يعاد السيناريو نفسه في دارفور بمقدمات مختلفة ومبررات متنوعة ولكن الهدف واحد.

والسودان ليس هو المرشح الوحيد بعد العراق، فدول عديدة تعاني من المشكلات والأزمات الموحية بالتدخل الأمريكي أو التدخل الدولي وفق تجربة العراق وأفغانستان والسودان ولبنان

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
من يحاكم مرتزقة الاحتلال على جرائمهم في حق الشعب العراقي
هيفاء زنكنة
اخبار العرب الامارات
قد يبدو أن وتيرة تصفية العقول وذوي الكفاءات وكل من يحتج او يعترض على سياسة حكومة الاحتلال في العراق قد تباطأت عن السابق نظرا لهجرة 80 بالمئة من الشريحة المعنية من علماء واساتذة ومهندسين واطباء وصحافيين. لكن استمرار التصفية للقضاء على البقية الباقية، وهو الأمر الذي لا يقل خطورة نظرا لتعاظم دورهم كمرجعيات عقلانية وتربوية، ليس عشوائيا بل منظما ومقصودا من قبل قوات الاحتلال الانجلو اميركية الصهيونية وأدوات التنفيذ من عراقيين ومرتزقة ومتعاقدين. واَخر الاصوات التي تم اسكاتها هو طالب ناجي عبود، رئيس المهندسين الاقدم في حقول شركة نفط الجنوب، الذي اغتالته قوات الاحتلال الاميركية اثناء عودته من الدوام الرسمي عند تقاطع الطريق القادم من مدينة صفوان مع طريق الرميلة الجنوبية في غرب البصرة. وقال فالح عبود عمارة، نائب رئيس المجلس المركزي لنقابات النفط ، ان المهندس طالب ناجي توفي في احدى مستشفيات البصرة يوم الأربعاء الماضي متأثرا بجراحه بعد تعرضه لنيران قوات اميركية. وهو من الأحداث التي تشير الى اشكال مستجدة للتواجد الأميركي في مناطق كانت تتجنبها بتخطيط مسبق. وقد تصاعد استهداف العاملين في شركة نفط الجنوب ونقابة العمال بأشكال مختلفة منذ ان كثفت النقابة نشاطاتها السلمية للتوعية بصدد تمرير حكومة الاحتلال وبرلمانه قانون استثمار النفط والغاز الجديد الذي سيضيع على العراقيين وعلي مدى اجيال مقبلة كل انجازاتهم الوطنية في مجال النفط وصناعاته بالاضافة الى كونه العمود الفقري لسياسة الاستعمار التقسيمية للعراق. والمعروف ان اتحاد نقابات النفط برئاسة حسن جمعة كان قد انتهى لتوه من عقد المؤتمر العلمي الثالث للخصخصة الذي تم فيه بحث الموضوع ذاته توعية للشعب وتحملا للمسؤولية التاريخية التي تبناها الاتحاد. ولا تقتصر جرائم الاحتلال على تصفية العقول والناشطين والداعين الى وحدة العراق واستقلاله بل تمتد أيادي الغدر والقتل الى المدنيين الذين يقاومون الاحتلال عن طريق المحافظة على حياتهم وعوائلهم والبقاء صامدين في وطنهم على الرغم من كل حملات الترويع وارهاب الاحتلال ومرتزقته لاجبارهم على الرحيل. وتتنوع اساليب الارهاب وترويع الناس . فقوات الاحتلال تستخدم القصف الجوي للقتل كما حدث في الهجوم الجوي على مدينة الوشاش غرب بغداد يوم 6 سبتمبر/أيلول وأسفر القصف على النائمين على السطوح بسبب الحر الشديد وانعدام التيار الكهربائي عن مقتل 14 شخصا واصابة 10 اَخرين وتدمير عدد من المنازل. وقد تظاهر الاهالي بعد المجزرة أمام القاعدة الاميركية في حي المنصور وهم يرفعون علما عراقيا كبيرا ثم افترشوا الأرض مطالبين بالتحقيق بالقصف الاميركي. وتساهم شركات الحماية الاميركية مثل بلاك ووتر والبريطانية مثل أيجيزفي تصفية المدنيين كذلك كما حدث يوم الاحد الماضي عندما أطلق مرتزقة بلاك ووتر النار عشوائيا على المارة في منطقة المنصور ببغداد مما ادى الى قتل 11 مدنيا وجرح عدد كبير. ولكي لا تفوز قوات الاحتلال ومرتزقتها على العملاء في حكومة الاحتلال في مسابقة ’’من يقتل عددا أكبر من المواطنين العراقيين’’ ارتكبت ميليشيات الاحزاب والوزراء والسياسيين قائمة طويلة من الانتهاكات والجرائم ولعل ابسط مثال عليها هو الاعتداء على المركز الامتحاني في مدرسة عقبة بن نافع في منطقة السيدية جنوبي بغداد، بتاريخ 19/06/2007 حيث قامت قوات الذيب سيئة الصيت التابعة لوزارة الداخلية بالقاء القبض على مدير المدرسة ومعاونه وعشرين من الطلبة اضافة الى اطلاق النار العشوائي وقتل ثلاث نساء ورجل ممن كانوا ينتظرون ابنائهم في باب قاعة الامتحانات. من الامثلة اعلاه وهي مجرد نقطة في بحر من المجازر والجرائم المرتكبة بحق شعبنا، نلاحظ بان هدف الاستعمار الامبريالي هو الهيمنة الكلية وبأي شكل من الاشكال على الناس وعلى موارد الوطن وما اغتيال العقول والكفاءات وخطف المعلمين والطلاب وقصف المدنيين وحرمانهم من الخروج الى الشارع لابقائهم سجناء في بيوتهم وقتل الرغبة في التعليم ومنع النشاطات النقابية وتحديد تشكيل الاتحادات وتنظيمات المجتمع الاهلي والمدني غير الوجه الحقيقي لسياسة الاحتلال القمعية بعيدا عن ادعاءات الديمقراطية على ايقاع الحرب على الارهاب. وليس مستغربا أن يفضح مستخدمو الاحتلال أنفسهم حين يتسابقون لاثبات ولائهم لسيدهم وما القرار الذي أصدره حسين الشهرستاني وزير النفط في السادس من اَب/اغسطس الماضي ومنع بموجبه اتحاد نقابات عمال النفط من مزاولة اي نشاط واصفا الاتحاد بانه منظمة غير شرعية غير نموذج واضح لعقلية العبد الضرورية لخدمة المستعمر. والا ما معني منع اتحاد نقابات عمال النفط من مزاولة أي نشاط في ظل حكومة تصف نفسها بانها ’’منتخبة ديمقراطية’’؟ واذا افترضنا ان اميركا هي البلد المحتذي والراعي لبناء ’’الديمقراطية’’ في العراق فهل سمعتم باصدار أي وزير اميركي او حتى الرئيس الاميركي نفسه قرارا يلغي فيه النقابات وهي التي تعتبر ضمن النظم الديمقراطية لبنة اساسية في بناء المجتمع المدني وحق من حقوق الانسان؟ هنا قد نحتاج الى قراءة القرار من وجهة نظر الشهرستاني نفسه وهو رجل طالما اشتكى من دكتاتورية النظام السابق معتزا بنضاله من اجل بناء الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان. ترى هل قرار الشهرستاني نابع من عنف نشاطات النقابات وخروجها على مواصفات العمل الديمقراطي؟ كلا. اذ ان كل نشاطات النقابات سلمية تراوح ما بين الاعتصام والتظاهرة وتوقيع رسائل احتجاج وكتابة طلبات لمقابلة المسؤولين في الحكومة، وكل الرسائل مكتوبة بأسلوب خطاب وقور، كما يدل مضمون البيانات على نقطة جوهرية وهي ان هدف النقابات هو حماية المصلحة العامة للوطن والمواطنين عن طريق التوعية في مجال النفط والتحذير من النتائج الكارثية التي ستلحق بالعراق ومستقبله اذا ما قامت الحكومة الحالية وبرلمانها بتشريع قانون النفط والغاز الجديد الذي يعتبر تهديما لكل الانجازات الوطنية في حقل النفط وتصنيعه ونهبا على المكشوف لاهم مورد مادي للعراق. السبب اذن هو قانون النفط وكون الاتحاد باساليبه السلمية حجر عثرة في طريق التشريع. اما من ناحية التزام الشهرستاني بالقوانين والشرعية فلعل اول سؤال يتطرق الى اذهان المواطنين وهم يتلقون اخبار القتل اليومي من قبل قوات الاحتلال وشركات الحماية المتعاقدة مع الحكومة الاميركية مباشرة، هو لماذا لا يبادر الشهرستاني وهو الذي يدعي الوطنية والدفاع عن حقوق الانسان أولا بالمطالبة باخراج قوات الاحتلال حفاظا على سيادة البلد وهو فعل وطني بحت وثانيا رفع الحصانة عن قوات الاحتلال وكل حثالات الارض التي تمرح وتسرح وتعربد على جثث شبابنا واطفالنا ونسائنا بلا مساءلة ولا قصاص بل وبحماية كلية من القانون رقم 17 الذي سنه حاكم العراق الفعلي بول بريمر وبمرأى ومسمع من الشهرستاني وأمثاله؟ مما يقود الى التساؤل ايضا عن مفهوم النشاط القانوني في العراق الديمقراطي الجديد الذي يجب ان تتصف به النقابات والاتحادات لتتمكن من ممارسة عملها؟ هل هو نشاط مماثل لما تنجزه قوات الاحتلال من جرائم؟ هل هو مماثل لنشاط شركات الحماية الخاصة والمتعاقدين الجلادين في السجون السرية والعلنية واطلاق النار على المدنيين العزل؟ هل هو القتل الجماعي كما في مجزرة حديثة أو اغتصاب وحرق الصبية عبير قاسم حمزة وقتل والديها واختها الطفلة هديل أم انها عمليات التعذيب الوحشية في معتقل ابو غريب؟ وكلها جرائم لم يدن بسببها أحد وفق القانون العراقي او الدولي او الانساني. خلافا للشهرستاني المشغول بمعاقبة كل من يمارس نشاطا نقابيا سلميا، تحدثت أريكا رازوك، المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية الاميركية في مجال ادارة الاعمال وحقوق الانسان امام الكونغرس الاميركي في شهر حزيران/يونيو من العام الحالي عن حرية شركات الحماية والمرتزقة والمتعاقدين في العراق المحتل، وقدمت تفاصيل 20 جريمة مع ملفات جرائم وانتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها هذه الشركات في العراق بحكم تمتعها بالحصانة، متطرقة بالتفصيل الى مساحات العمل الكبيرة المتوفرة لهذه الشركات من خلال التعاقد مع البنتاغون اي وزارة الدفاع الاميركية ووزارة الخارجية في التحقيق وتعذيب المعتقلين كما حدث في سجون ابو غريب وبوكا وكروبر. وقد نبهت المتحدثة بشكل خاص على نتائج اطلاق الحرية للشركات ومستخدميها المسلحين باحدث العتاد بدون محاسبة مما يعني على ارض الواقع فتح الباب على مصراعيه للانتهاكات وارتكاب الجرائم. وحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن المقاولين يتمتعون بالحصانة التامة من أي مساءلة أو عقاب على أفعالهم فشروط عملهم مع الجيش الأميركي تمنحهم حصانة من المقاضاة أمام المحاكم العراقية، وهم لا يخضعون لتسلسل القيادة العسكرية، ومن ثم فلا يجوز تقديمهم لمحاكمة عسكرية، ولا تجوز مقاضاتهم أمام المحاكم الأميركية. أن مسؤولية أية حكومة في العالم هي حماية المواطن وكرامته من العوز والفاقة وتوفير الامان له، وتزداد مسؤولية الحكومة جسامة اذا ما كانت الحكومة قد بيعت الى المواطنين باعتبارها حكومة منتخبة ديمقراطيا ذات سيادة ودستور كما هو حال الحكومة العراقية التي يثبت صمتها على الجرائم ومحاربتها لأية بادرة ديمقراطية حقيقية بأنها شريكة للاحتلال لا في النهب وسرقة اموال الشعب وموارده فحسب بل انها شريكة له في تحمل مسؤولية الجرائم والانتهاكات ومن بينها جرائم استهداف عمال نفط الجنوب واتحاد نقابات العمال وكل صوت أبي يرفض مهانة الاحتلال وذله رافضا التخلي عن منجزاته وهاتفا مع عمالنا الابطال ’’هيهات ننطي مجنون تعويض للبنتاغون’’، أي هيهات أن نسلم حقل مجنون الغني بنفطنا تعويضا للبنتاغون الاميركي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
" فريق الأدمغة "
محمدرشيد
البديل العراقي

عقل بترايوس : وضع بترايوس كتيب حول كافحة التمرد " المقاومة " في العراق سماه :
/Marine Camps Counterinsurgency Field Manual ( FM 4-33) The US Army

( الجيش / مشاة البحرية الأمريكي الميداني لمكافحة التمرد ) والذي اعتبره الركيزة التي ستنظم على أساسها زيادة عدد الجنود الأمريكان في هذه السنة داخل العراق .

ويتطرق هذا الكتاب الى الاستراتيجية العسكرية التي يفترض اتباعها في العراق والتي تقوم بالدرجة الأساس على

" دعم الحكومة الحالية والتي تتمتع بشرعية واسعة النطاق " ( حسب الكتيب ) ضد التهديدات التي تواجهها

وأعتقد أن الشرعية واسعة النطاق التي تفهمها الادارة الأمريكية في العراق ومنها الادارة العسكرية بقيادة بترايوس هي " الشرعية السياسية " المتمثلة بالائتلاف العراقي والتحالف الكردي بغض النظر عن " الشرعية الشعبية أو الوطنية " وعن مدى قبول وتجاوب الشعب العراقي مع تلك الحكومة ومدى نجاح تلك الحكومة في تحقيق المتطلبات والحاجات الأساسية للشعب العراقي وهذا ما جعل تلك الاستراتيجية تواجه الفشل لأنه في النهاية يدعم حكومة مكتوب لها الفشل لعدة أسباب " تركيبها و طائفيتها واختراقها و فسادها " لذا تقول " سارة سيوول " مديرة مركز كار لحقوق الانسان في جامعة هارفارد والتي عملت مع " بترايوس " لأعداد هذا الكتيب " لم تعد الحرب قابلة للخوض في رأيي بحسب عقيدة مكافحة التمرد التي وضعناها " وكان لتقهقر " تنظيم القاعدة " في الأنبار بفعل عوامل كثيرة " سيتم بيانها لاحقاً " وليس بسبب أشخاص أو عشائر محدودة كما يريد الأمريكان أن يفهموه مما كان له أثره الفعال في تحجيم تواجد " القاعدة " وانسحابها من الكثير من المواقع في الأنبار والذي استثمره بعض القادة المحليين وبعض المنتفعين ليوجهوا ضربات الى جسم القاعدة المتعب في الأنبار ويجيروا كل هذا لصالحهم " أمام الأمريكان ليحصلوا على التأييد والدعم المطلوب منهم "

فكان لهذا النجاح تأثيره الحاسم على ( التعديل الحاسم ) في استراتجية الادارة الأمريكية في العراق والتي كانت محور افادة بترايوس أمام الكونجرس في منتصف شهر سبتمبر 2007 "

فبدلاً من ترسيخ الولاء للحكومة المركزية تركز الاستراتيجية الجديدة على ايجاد جيوب من الاستقرار على أمل أن يكون الولاء للحكومة الخطوة التالية "

وفي الوقت الذي أقر فيه بترايوس " أن التقدم السياسي في بغداد بطئ جداً لكن حجته هي أن استراتيجية الأنبار واعدة بما يكفي لارجاء أي شئ ماعدا انسحابات الجنود الرمزية " راجع نيوزويك 378 – كتيبة العباقرة

فكيف يحدث هذا التغيير الدراماتيكي السريع في استراتيجية العمل ؟

" حتى ليبدو وكأن العمل في العراق ارتجالياً الى حد كبير " حسب ما يقوله الميجر جنرال في الجيش البريطاني في العراق " بول نيوتن " وهو أحد أعضاء المهمين والأساسيين في " فريق الأدمغة " الذي جمعه " بترايوس "

فمن هم أهم أعضاء " فريق الأدمغة " هذا وكيف يفكرون ؟وهل نجحوا ؟ وهل سينجحون ؟

يتكون فريق الأدمغة الذي يعمل على أن يرى العراق على حقيقته كما هو وليس كما يجب ان يكون والذي يعمل بأمرة بيترايوس من :

الكولونيل بيتر منصور "47عام " دكتوراه في التاريخ . الضابط التنفيذي .منظم اللقاءات والساعد الأيمن لبيترايوس وساعده على تشكيل الفريق .
الكولونيل " هـ . ر . مكاماستر " ( 45 عام ) دكتوراه في التاريخ وقائد شجاع في المعركة .
الكولونيل مايكل ميز ( 47 عام ) رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في كلية ويست بوينت . دكتوراه في الاقتصاد .
الليوتاننت كولونيل " ديفيد كيلكولين " في الجيش الاسترالي ( 40 عام ) دكتوراه في الانثروبولوجيا . ويملك خبرة في مكافحة التمرد لا يضاهيها أي ضابط أمريكي في الخدمة .
الميجور جنرال في الجيش البريطاني " بول نيوتن " ( 56 عام ) له خبرة في مكافحة التمرد في ايرلندا الشمالية . كلف بالتواصل مع زعماء القبائل العراقية والمتمردين السابقين .
وكانوا بمجموعهم يميلون الى التفكير غير التقليدي ولم يعتمد " بيترايوس " على " فريق الأدمغة " لوحده بل شكل مجموعة أوسع وأكثر تنوعاً من المفكرين ضمن

[ سفيراً أمريكياً حالياً وأربعة أشخاص أمضوا سنوات في العمل مع سياسيين عراقيين وخبيراً اقتصادياً في وزارة الخارجية ومديراً تنفيذياً في الصناعة النفطية وأكادميين مدنيين وكولونيلات ميدانيين وأشخاص ضالعين في مجال الاستخبارات ]

ليشكل بهذا الفريق المكون من 20 عضو " فريق التقويم الاستراتيجي المشترك " الذي تولى على عاتقه وضع تقريره المقدم الى الكونجرس ."

آليات عمل الدماغ :

ورغم كل هذا يقول " بول نيوتن " [ كان عمل المجموعة في بغداد ارتجالياً الى حد كبير ] وكان جل ما يفعله " فريق الأدمغة " هو استغلال أحداث خارجة عن سيطرتهم وهم لم يخططوا بل أن أحد منهم لم يتوقع أن القبائل في الأنبار ستبدل موقفها بهذه السرعة الكبيرة ولم يظنوا أن الأمور ستكون ناجة هكذا ..! ]

وهم يعترفون أنه يتعذر عليهم معرفة مدى تجذر الولاءات لدى حلفاء أمريكا الجدد مما يجعلهم مترددين وخائفين .

وهم يقعوا بنفس الخطأ القاتل السابق والمتكرر أذهم يصرون على نقلهم الى الحكومة العراقية في بغداد وهم في نفس الوقت متخوفون ومترددون من تحول أصدقاء أمريكا الجدد الى ميليشات العراق الجديد وهذه اشارة واضحة على عدم فهمهم لحقيقة الظاهرة التي حدثت في الأنبار بشكل خاص ويمكن أن تقع في أكثر من محافظة أخرى . وهذا يؤكد أنهم يتعاملون مع الواقع السطحي للحدث دون أن تكون لهم القابلية على فهمه وتحليله والوقوف على أعماقه الحقيقية . فهل ما حدث هو ناتج لقيادة عشائرية محدودة مشكوك في ولائها تمكنت من القيام بما عجزت عنه القوات الأمريكية مسنودة بقوات الحكومة الحالية ؟ والتي دعت الادارة الأمريكية الى ممارسة ضغوطاً على المسؤولين العراقيين لانشاء لجنة لمواكبة جهود التواصل من بين أعضائها " باسمة الجادري " المستشارة المتشددة طائفياً والمقربة من المالكي .

وكل الذي ستفعله الادارة الأمريكية ان هي أصرت على زج القادة الجدد في الأنبار مع الحكومة الحالية أنها ستوسع قاعدة الفساد ولتفسح المجال لعودة القاعدة الى الأنبار ... بسبب بسيط أنهم لم يفهموا حقيقة ما جرى فان الذي حجم القاعدة وأضعفها ليس من هم في الصورة الآن فقط فأسباب فشل القاعدة هي :

فشل خطاب القاعدة ( تناغمه مع أهداف الخطاب الاستعماري والطائفي وإهماله لخصوصية المجتمع العراقي ) .
فشل ممارسات القاعدة في العراق وعدم تفهمها للأوضاع الاجتماعية والدينية وتعرضهم للفصائل الجهادية .
تعارضه مع الخطاب الديني السائد في محافظة الأنبار على الخصوص وفي العراق بشكل عام مما جعله يواجه رفض ديني من قبل علماء الدين المعتبرين والذين لهم الولاء الكبير من أهالي الأنبار .
مقاومة العشائر والناس لممارسات القاعدة ورفضهم لأهدافهم وللمارساتهم.
تصدي الفصائل المقاومة لهم بعد أن بدأوا يؤثرون على عمل تلك الفصائل .
القوات الأمريكية والقوات الحكومية .
ما يسمى بالصحوة الذي استثمرت كل العناصر السابقة وجيرتها لصالحها.
وأخيراً خرج " فريق الأدمغة " وفريق " التقويم الاستراتيجي المشترك " بالنتيجة بعد ما برز معسكران:

من يريدون سحق التمردات المختلفة في العراق ومن يعتبرون أن تلك المهمة مستحيلة وفاز المعسكر الثاني وجاء في التقرير المؤلف من 100 صفحة أنه ينبغي على القوات الأمريكية بينما تحاول " تحفيز الحكومة في بغداد أن تبحث عن زعماء محليين وتعقد صفقات معهم لتوحيدهم تحت راية مشتركة في نهاية المطاف " وبهذا أصبح شعار بترايوس المفضل " نجند محلياً وندرب محلياً وننشر محلياً "" وخير دليل على ذلك الجهود التي يبذلها لبناء قوات الشرطة المحلية بدلاً من اهدار مزيد من الموارد على الشرطة الوطنية التي تسيطر عليها المليشات الشيعية " .

وللمرة الثانية يغمض " فريق الأدمغة " وفريق " التقويم الاستراتيجي المشترك " أعينهم عن الواقع ...

فكيف يمكن دعم حكومة تعتمد على حماية قوات تسيطر عليها المليشيات ولمرة أخرى تسحب القيادات المحلية الى حكومة فاشلة وفاسدة ولكنهم هذه المرة يعترفون صراحة أن التمرد " المقاومة " مستمرة والقضاء عليها مستحيل .

أسئلة الى الدماغ : وتبقى الأسئلة تواجه" الأدمغة " :ـــهل أيقنت أمريكا أن الحوار مع المقاومة هو الأجدى نفعاً والأقل تضحية وهو أقصر الطرق الى الأمن والسلام ولابد من حل أمثل يجمع كل الفرقاء .
وهل أدرك الأمريكيون أن الحكومة الحالية حكومة مليشيات ولايمكن وضع كل الحلول في سلة الفشل والطائفية والارهاب والفساد ولايمكن اعتماد استراتيجية تعتمد على اغفال حقيقة مهمة أن الحكومة الحالية ليس حكومة حقيقية قادرة على تحقيق ما تصبوا اليه أمريكا أو على الأقل ما تعلن عنه من حكومة وطنية حقيقية تستطيع توفير الأمن واعادة الأعمار .
وكم سيقدم الشعب العراقي من تضحيات حتى يكتشف الأمريكيون خطأهم الجديد في العراق ... وهم ان تعاملوا مع نصف الواقع ونصف الحقيقة ولم يتوصلوا الى الحقيقة الكاملة ... ان الحل ليس في يد السياسيين الحاليين بل في العودة الى الشعب العراقي ومحاولة التصالح معه واصلاح أخطاء الادارة الأمريكية وأخطاء الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وأخطاء الأحزاب والسياسيين العراقيين الذين دمروا العراق بأمراض متخلفة وأوبئة فتاكة على رأسها الطائفية المتخلفة ... وسؤاله هل تحب الأمريكان ؟ وعندها سيكون الاجابة على السؤال هل تحب المقاومة سهلاً بكل تأكيد .... ولعلهم سيجدون الحل السحري للأزمة الأمريكية كلها لو أنهم أجابوا على سؤال واحد بصدق وبدقة علمية وواقعية ... والسؤال هو ما هي الأخطاء التي ارتكبتها الادارة الأمريكة في العراق منذ عام 2003 ولحد الآن ؟
ولكن لابد من القول أن " فريق الأدمغة " قدم أسلوباً جديداً أكثر واقعية في التعامل مع الواقع العراقي ...

ثم هناك قول آخر في الجانب الآخر ... هل أدركت المقاومة أهمية الحوار مع المحتل بعدما أصبح مهيأ فعلاً لمثل هذا الحوار .....!!؟؟
[ الاقتباسات مأخوذة من مجلة نيوزويك العدد 378 – كتيبة العباقرة ]


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
جريمة "المياه السوداء"
جعفر محمد أحمد
الخليج الامارات
أخيراً، وبعد فورة من حكومة نوري المالكي لم تستمر طويلاً، وغضب واسع في الشارع العراقي تم وأده في حينه، عادت مياه شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية إلى مجاريها في العراق، بعد أقل من أسبوع على المجزرة التي ارتكبها مرتزقتها في ساحة النسور في بغداد، وراح ضحيتها أبرياء مدنيون لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون وتحت سيطرة الاحتلال الامريكي.

نعم عادت “المياه السوداء” الى ممارسة عملها بعد الجريمة النكراء التي ارتكبت في وضح النهار. وذهب مع عودتها القرار الذي أصدرته الحكومة العراقية بوقف تعاقد الشركة أدراج الرياح، واستبدل بقرار جديد يرهن مستقبل “بلاك ووتر” الأسود في العراق بنتائج التحقيق الذي تقوم بها لجنة عراقية أمريكية مشتركة، والنتيجة معروفة سلفاً ستكون في مصلحة من، خاصة مع انعدام الصدقية والشفافية، ومقارنة مع نتائج تحقيقات سابقة عن جرائم وحشية ارتكبها جنود الاحتلال في العراق.

القرار السريع بحظر عمل الشركة والتراجع السريع عنه، ألحقا مزيداً من الضرر بصورة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المهتزه اصلاً، بالرغم من تأكيده بعد الحادثة أنه لن يتساهل مع من يقتل العراقيين بدم بارد. ولكن بعد “اعتذار” أمريكي فوجئ العراقيون بعودة مرتزقة الشركة من جديد الى مراكز عملهم بحجة واهية تدعو للسخرية والأسى في آن، وهي عدم خلق “فراغ أمني”. هذا الأمر يؤكد أن الشركات الأمنية العاملة في العراق، هي رديف أساسي للجيش الأمريكي، حيث يعمل الفريقان جنباً إلى جنب في تنفيذ اهداف الاحتلال.

ما حدث في ساحة النسور، من جريمة مروعة ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وماتبعها من قرارات، تكشف مدى الحصانة التي تتمتع بها شركة المرتزقة “بلاك ووتر”، التي تتولى حراسة سفارة الولايات المتحدة ودبلوماسييها في بغداد، منذ أن كلفت بعد الغزو عام 2003 بحماية رئيس سلطة الائتلاف السابقة بول بريمر والسفيرين السابقين جون نيغروبونتي وزلماي خليل زاد، واليوم أمن السفير راين كروكر وكبار الشخصيات التي تزور العراق.

الجريمة النكراء بلا شك تعطي صورة جلية لما يحدث في العراق على أيدي فرق المرتزقة، التي أضحت تتصرف كميليشيات لعصابات القتل، ترتكب مجازرها بشكل يومي في أرجاء البلد كافة. إنها غيض من فيض جرائم لا تحصى ولا تعد، من نهب وسرقة وتفخيخ واغتيالات ودعم للاحتلال، وما خفي من جرائم لم تر النور اعظم، وحتما جريمة “بلاك ووتر” لن تكون الأخيرة في سلسلة تجارة القتل الرخيص المزدهرة اليوم في العراق.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الفساد والإفساد: إلى القاهرة من بغداد

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
ألسنا العرب الذين (دوّخوا الليالي) بالنوم العميق فداخوا في توظيف مفردات اللغو (العظيم) في معناه والفارغ من مبناه عند أول لطمة (ديمقراطية) صدّرت الينا على اجنحة القاذفات والصواريخ الأمريكية وعلى تشابك اجنحة الحماقة والغباء فيمن صدّقوا ان الأمان والسلام سيعمان الشرق الأوسط اذا وافقت العرب على غزو العراق؟!

(استنكرنا) و(أدنّا) و(رفضنا غزو العراق علنا، وصفق حمقانا وسوّقوا الكذبة الأمريكية مسطولين ببهارج مستقبل (سعيد) بعد (تحرير) العراق من (الدكتاتورية) وتنظيفه من (اسلحة تدمير شامل) لا وجود لها، باعتراف متأخر ريثما يمر الغزاة على دروب اكاذيبهم على حمقانا، ثم استبدلت (اسلحة التدمير الشامل العراقية) بأسلحة اسوأ منها على الأرض المحتلّة: تدمير اخلاقي شامل للإسلام وقدر العروبة الذي شاءه الله القدير لهذه الأمة، وابتلع حمقانا المقلب كما اسماك بلعت شصّا مغلفا بشبح وجبة مشتهاة. لا أريد ان اتعب وعي (مسطولينا) العرب من اسماك (كوندي) في (شط وبحر العرب)، ولا محترفي ارشفة المفردات (الارهابية الشوفينية القومجية الصدامية البعثية) الى آخر هذه المعزوفة المقرفة التي مازالت تتعاطاها وسائل الاعلام، فاعلة ومفعولا بها وبين بين، وترددها وسائل اعلام الحروب القذرة المتخصصة في غسل ادمغة الشعوب لاستبدال القيم الصحيحة بقيم (الفوضى الخلاقة) التي صدرتها لنا عمادة تجار الحروب. في آخر توصيفاتها للوضع العراقي (بعد التحرير) تقول صحيفة (الاندبندنت) ان (بغداد) المحتلّة نالت لقب (عاصمة السطو على البنوك في العالم)، وبامتياز مشهود، معدود، على دلالة نهب ما معدله مليون دولار شهريا بقوة السلاح (الرسمي) وبسيارات (رسمية) تابعة للحكومة في اغلب الحالات، وانها سجلت رقما قياسيا في حجم الأموال المسروقة، دوّن في سجلات تأريخ السطو المسلّح على المصارف في جميع انحاء العالم، ومن ثم استحقت ان تنحدر نحو (العالم الرابع) والأخير من سلّم التحضر البشري ومن دون منافس بعد ان مسّتها (بركات) تجار الحروب. في ضربة (ديمقراطية) واحدة سطا ثلاثة من حراس مصرف (دار السلام) على مبلغ قدره (282) مليون دولار نقدا وعدا قبل اسابيع ثم غابوا، او غيّبوا، في غابات (الفوضى الخلاقة)، وفقدت مصارف (الرافدين) و(الصناعي) و(التجاري) و(مصرف بغداد) و(مصرف الشرق الأوسط للاستثمار) اكثر من مليون دولار لكل منها خلال الأشهر القليلة الماضية، ويبدو الأمر كأنه خطّة لتفريغ المصارف من المال حتى لو كان ملكا للمواطنين، اذكياء وحمقى، ممن مازالوا لا يصدقون ان (حاميها -الاسلامي - حراميها) في بلد التوافق والتآلف والاتحاد على النهب والسلب . وكل هذا (بعين وفي العين الأخرى) اكبر عملية سطو مسلح على المصارف في تأريخ البشرية مذ أن خلقت ولحد الآن، وهي عملية السطو التي تمّت تحت حماية قوات الاحتلال على (المصرف المركزي العراقي)، حيث غابت وغيّبت في غابات الديمقراطية (800) مليون دولار خلال ساعات وبعد اقل من يومين من دخول قوات الاحتلال الى بغداد، مما يشير الى ان العملية كان مخططا ومعدا لها قبل الاحتلال، ومن نجوم الحكم الذين يديرون الفساد المنظم الآن. وعلى (عينك يا تاجر) كما يقول المثل العراقي القديم لتوصيف الصفاقة المرافقة للقوة العمياء تنهب الميليشيات الوطنية ما يعادل خمسة مليارات دولار سنويا من ميناء (ابوفلوس) على (شط العرب) وغيره من موانئ من عوائد النفط الخام المهرب من تحت انف، وبعلم، قوات الاحتلال وهذا ما وثقته من قبل ومن بعد كل تقارير الأمم المتحدة وغير المتحدة على اهانة العرب والمسلمين في كل مناحي حياتهم . وثمة اكثر من (600) الف موظف وهمي يقبضون رواتبهم في حاضنة الشرخ الأوسط: (كردستان) تبلغ عوائد الشيطان منهم قرابة (4) مليارات دولار سنويا من خزانة العراق الكلية، و(1.4) مليار لطشها (عينك عينك) وزير دفاع ديمقراطي من صلعة الرأس (العراقي) حتى العصعص الأمريكي: حازم الشعلان، و(1.2) مليار لطشها نبي اللصوص (بريمر) منقولة على طائرات امريكية وأودعها نقدا في جيوب (القادة) من المرتزقة الأكراد كمكافأة عن خيانتهم لوطنهم. *** واذا كان الخراب المالي في العراق مماثلا للخراب السياسي - الاجتماعي، من حيث انهما وجهان لعملة مستوردة واحدة هي: (الفوضى الخلاقة) ومجرميها الموثقين، فقد بدأ نشر المرض نسخا عمّا يجري في العراق الى مصر، حيث استحدث وكر للتخريب (الديمقراطي) في القاهرة، لتأهيلها لوضع مماثل لوضع بغداد، عبر: (منظمة الكونغرس الأمريكي الاسلامي) - كأن امريكا معادل ديني للإسلام في المعنى والمبنى! - التي اعلنت (نجاحها) في فتح (فرع) لها في مدينة (نصر) شرق القاهرة، ولابد ان مجرد موافقة الحكومة المصرية على فتح (فرع) - سيتحول لاحقا الى جذع - لمنظمة مساندة لاحتلال العراق و(ديمقراطية) اسرائيل هو(نصر) حقيقي لمن يعادون علنا كل القيم الاسلامية والعربية. عبر جناحيها: (مؤسسة هدسن) و(مركز مستقبل العالم الاسلامي)، والأخير معروف بتأييده لإسرائيل، اعلنت العراقية الأمريكية المحجّبة (زينب السويج)، وهي ممّن (تشرفوا) مزهوين بالظهور مع عميد تجار الحروب في العالم، وممّن شاركوا فعلا - حسب تباهيها المعلن بأنها (مقاتلة) - في حمل السلاح مع قوات الاحتلال، حيث ساهمت في الاجتياح الهمجي لبلدها وفق مفهومها للإسلام الأمريكي المعدّل وراثيا في معامل المخابرات و(البنتاغون)، اعلنت (السويج) (نصرها) هذا على اكبر بلد عربي هو مصر. وقد رفع (فرعها) المصري شعارات برّاقة، على غرار اكذوبة اسلحة التدمير الشامل العراقية، مثل (حماية حرّية التعبير للمدوّنين) و(الترويج لعدم العنف)، الانبطاحي ليلا ونهارا، و(التنديد بالإرهاب)، و(الإرهاب) في مفهوم هذه المؤسسة الأمريكية من حجاب الرأس حتى الحذاء الاسرائيلي هو: حق المقاومة العربية الاسلامية في تحرير بلادها، بطبيعة الحال وفق كل المنظورات وغير المنظورات الأمريكية الاسرائيلية، و(العمل من اجل ايقاف الانتهاكات ضد النساء)، وخاصّة الختان، الذي نجت منه (السويج) على مصادفة ميلادها العراقي المشوّه كما يبدو. واذا كان (الكتاب يقرأ من عنوانه)، وخاصة ان هذه المنظمة مجهولة مصدر التمويل، معروفة الأصل والحسب والنسب المالي والفكري في غرف العمليات القذرة وغير القذرة التي تبذل الغالي و(الغالي) والنفيس من اجل تدمير القيم العربية الاسلامية، فالمرء لا يحتاج الى بحث طويل عن الأهداف الحقيقية لمنظمة (السويج) غير المختونة، التي تريد للمدونين والمدونات العرب ان يهاجموا دينهم علنا مقابل شيء من المال الحلال، وان يهاجموا عنف المقاومة العربية والاسلامية بوصفها نمطا من (الارهاب) ضد من يحتل بلادهم دون اساس شرعي ولا أرضية اخلاقية، ولا بأس من اتخاذ ختان النساء دريئة وسترا لما هو غير مستور اصلا في بلد المنشأ الذي جاءت منه (السويج)، وعلى دلالة انها اول من رفع راية الدفاع عن مدوّن مصري ازدرى الاسلام علنا في مدوّنته. (سويج) تعني في اللغة الانجليزية: (غيّر او بدّل)، والاسم يقع على مسمّى كما هو ظاهر. و(سويج) في اللهجة العراقية تعني بكل تأكيد: مفتاح السيارة، سيّارة الفوضى الخلاقة المصدّرة خصيصا للدول العربية طبعا، كما يتداولها العراقيون للسخرية على معنى الدخول في اي ثقب، حتى لو كان ثقب (الأوزون) وغيره. فيا أهلا بهذا (السويج) على ارض الكنانة!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
«بلاك ووتر»...من رجس واشنطن!
عمار تقي
الراي الكويت

أعادت الجريمة النكراء التي أقدمت عليها شركة «بلاك ووتر» الأميركية الأسبوع الماضي في العراق، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرين مواطناً عراقيا بين قتيل وجريح، ملف الشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق والتي باتت تعرف بشركات «المرتزقة» بعد أن أدت تلك الجريمة البشعة إلى إثارة غضب عارم في صفوف العراقيين.
في البداية دعونا نتعرف أكثر على شركة «بلاك ووتر» التي باتت إلى جانب العديد من الشركات الأمنية الأخرى، تشكل ثاني قوة عسكرية في العراق، حسب ما أفاد به خوسيه برادو، رئيس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة لشؤون المرتزقة، والذي كشف في التقرير الذي أعده في فبراير الماضي عن العراق أن المرتزقة الذين يعملون في العراق يشكلون اليوم القوة العسكرية الثانية بعد الجنود الأميركيين، وأن عددهم بات أكبر من عناصر القوات البريطانية! حتى أن جيرمي سكاهيل، الكاتب الأميركي في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، والذي كان أول من أماط اللثام في الصحافة الأميركية عن حقيقة أعمال هذه الشركات، ذاكرا أن المرتزقة يشكلون اليوم ثاني أكبر قوة عسكرية في العراق، ويقدر عددهم بنحو مئة ألف مرتزق، طبقاً لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الأميركي، حسب ما أفاد به الكاتب!
وتحت عنوان «مرتزقتنا في العراق» ذكر سكاهيل أن شركة بلاك ووتر بدأت عام 1996 بمعسكر تدريب عسكري خاص لتلبي من الباطن الطلبات العاجلة للحكومة الأميركية، لكنها اليوم تمتد أعمالها إلى قلب الجيش ووكالات المخابرات، وإلى موظفي الدرجة الأولى في البيت الأبيض! وأضاف سكاهيل: «أضافت الشركة لنفسها وضعاً يجعلها من النخبة في الحرس الإمبراطوري في الحرب العالمية على الإرهاب، وهي تمتلك اليوم أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم وأسطولاً جوياً من عشرين طائرة وعشرين ألف جندي في حالة تأهب مستمرة في العراق وأفغانستان»!(صحيفة الدستور الأردنية).
أما إريك برنس، صاحب الشركة، فيقول عنه سكاهيل في كتابه الذي نشره تحت عنوان «بلاك ووتر ـ حقيقة المرتزقة في العراق: «إنه بات صاحب حظوة كبيرة لدى كبار الساسة الأميركيين من الحزب الجمهوري الحاكم الذين يلتقون معه في العقيدة الدينية للتيار اليميني المحافظ»! (البيان الإماراتية)
ولفتت شركة بلاك ووتر الانتباه في عام 2004، عندما سقط أربعة من موظفيها في أحداث الفلوجة، ثم سقط ستة موظفين آخرين في عام 2005 شمال بغداد، وفي يناير 2007 قتل خمسة من موظفي الشركة في بغداد إثر إسقاط مروحيتهم برصاص مسلحين!
الآن دعونا نعود إلى أحدث جرائم «بلاك ووتر» التي أقدمت عليها أخيراً في وضح النهار وبدم بارد! الواقعة يرويها لنا كيم سينكبتا، مراسل صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في بغداد. يقول سينكبتا: «كان إطلاق النار مفاجئاً وشرساً، وعلى شكل نوبات محمومة لقتل من كانوا حول المكان من الأطفال والنساء والرجال». ويضيف: «كانت السيارات المتوقفة نتيجة الزحام الشديد تصطدم بعضها البعض، في ما يحاول سائقوها الهرب بشكل مسعور تخلصاً من النيران التي غطت مشهد الحادث»! ويتابع سينكبتا: «ان التقارير التي حصلنا عليها من مواطنين عراقيين أو من عاملين في القوات الأمنية العراقية أو المسؤولين في الحكومة، وكذلك من خلال طرق البحث الخاصة بنا، قادتنا إلى سيناريو مختلف بشكل كبير عن الرواية الأميركية للحادث». فقد أكد سينكبتا أنه بالفعل كان هناك انفجار قنبلة، لكنه وقع في مكان بعيد جداً، بحيث لا يمكن أن يشكل أي خطر على موضع حراس شركة «البلاك ووتر»، ولم نجد أي عراقي سمع أو شاهد رمياً لقناصين في مكان الحادث، لكن مع ذلك ترجل الموظفون في «بلاك ووتر» من مصفحتهم وبدؤوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على كل من كان يقف أمامهم من رجال ونساء وأطفال! (الملف برس)
ردة الفعل الشرسة لمرتزقة «بلاك ووتر» لم تكن في واقع الأمر مفاجئة، بل إنها تأتي كدليل إضافي جديد على تورط هذه الشركة «وأخواتها» بشكل واسع في أعمال قتل راح ضحيتها العديد من الأبرياء منذ دخول هذه الشركات إلى العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003. الكاتب الأميركي توماس ميلر أشار في كتابه «ثمن الدم» إلى أن أفراد هذه الشركات لا يتورع أفرادها المأجورون عن قتل الأبرياء من العراقيين وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وذكر ميلر أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن أفعال هذه الشركات لكنها مسؤولية صورية، لأنه عندما ترتكب أي مخالفة من قبل عناصر شركات الأمن الخاصة فإنه لا يتم توجيه أي اتهام لأحد فيها، ومن يدفع الثمن هو الشعب العراقي! أما جيرمي سكاهيل فقد أشار إلى أن «بلاك ووتر» حاولت في البداية أن تعمل تحت ستار من السرية، باعتبار أن عناصرها هم من المتعاقدين المدنيين، لكن الحقيقة أثبتت أنهم ليسوا سوى قتلة مأجورين ومجرمين من جنسيات وثقافات متعددة!
ما نود أن نخلص إليه أن الشركات الأمنية الأميركية العاملة اليوم في العراق، وعلى رأسها شركة «بلاك ووتر»، ليست سوى شركات خاصة تقوم على أساس تجنيد مجموعة من القتلة والمجرمين للقيام بأعمال غير قانونية وغير أخلاقية على الأراضي العراقية بالشكل الذي يخدم الاستراتيجية الأميركية.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذه الشركات والعاملين فيها محصنة من جميع الإجراءات والملاحقات القانونية العراقية وفقاً للقرار 17 الذي أصدره الحاكم المدني السابق في العراق بول بريمر، وهو ما يفسر سبب تراجع الحكومة العراقية عن قرارها القاضي بسحب ترخيص شركة «بلاك ووتر» بعد الحادثة الإجرامية الأخيرة التي أقدمت عليها!
ويبقى السؤال قائماً: إلى متى ستستمر هذه الشركات الإجرامية باستباحة الدم العراقي؟ وأين هي السيادة العراقية التي يتحدث عنها الساسة العراقيون، وشركات المرتزقة الأميركية تسرح وتمرح من دون حسيب ولا رقيب؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
خطط تقسيم العراق
افتتاحية
اليوم السعودية
الولايات المتحدة الامريكية تحولت الى امة لا تفكر بعقل راجح في ادارة ازماتها مع العالم، فقد ركبت غرور القوة وصنعت لها مرايا مزيفة من الكبرياء دون اعتبار لمصالح الامم والمجتمعات.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ارتأت امريكا نفسها فوق الجميع بفعل اقتصاد قوي وتكنولوجيا متقدمة لذلك اختل التوازن بين الدول والحكومات والشعوب فالقوة دائما وابدا تصنع من صاحبها جبالا من الاوهام التي يعتقدها حقائق وهذا هو حال السياسة الامريكية في العالم التي ترى انها صائبة ومدافعة عن قيم العدالة والديموقراطية وهي عدالة وديمقراطية على مقاس امريكا وتجعل منها هي الاعلم بمصالح الشعوب والدول.
ويمكن اعتبار قرار الكونغرس غير الملزم بتقسيم العراق احد مضحكات ومبكيات امريكا العظمى بعد غزو واحتلال نادر في التاريخ فهم يرون الحل في التقسيم وانشاء كيانات ودول متعددة وكأن الشرق الاوسط لعبة بأيديهم يفككونها متى ما شاءوا وهذا القرار رغم عدم الزاميته الا انه خطير جدا وقد يصبح امرا واقعا في السنوات المقبلة اذا ما وجدت امريكا انه الحل الوحيد للخروج بأقل الخسائر والحل الاضمن لبقاء قواعدها في المنطقة والحل الافضل لمنع النهوض العربي والذي تعتبره امريكا الخطر الاكبر.
قطعا على العراقيين الا يسمحوا لامريكا بصياغة تاريخهم ورسم جغرافيتهم السياسية لانهم يفرطون في سيادتهم وكرامتهم ويدخلهم الى ابواب جهنم وكذلك خطر على المنطقة الملتهبة وكل الآمال معلقة على وعي العراقيين خوفا من السقوط في الفخ الامريكي المدمر وكذلك الآمال معلقة على دول المنطقة لإحباط المخطط لانه يمس الجميع ويؤجج الى صراعات وحروب وفتن سيكون وقودها الملايين من الابرياء.
نحن نطالب امريكا بأن تعلن جدولا لانسحابها من العراق على ضوئه يتم ترتيب البيت العراقي واستكمال المصالحة بين ابنائه وطوائفه وابعاد الشرور عن الدول المحيطة بالعراق وان تنسى امريكا اوهامها العظيمة وفوضاها الخلاقة عندما تتعامل معنا كعرب وكمسلمين حتى نعيش بطمأنينة وهدوء.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الحرب وعدم الكفاءة

لوس انجليس تايمز


في الوقت الذي اكتشف فيه الديمقراطيون مجددا مدى المأزق الذي يواجهونه أصبح الكونجرس ليس له سلطة حقيقية كبيرة سواء لاعلان حرب او انتهائها. فبعد ان فوض الرئيس لاستخدام القوة في العراق وجد الكونجرس نفسه امام عائق. ان الاغلبية الديمقراطية الضعيفة تفتقر الى السلطة السياسية لاجبار الرئيس على البدء في اعادة اعداد كبيرة من القوات الى البلاد.
ورغم ذلك يخشى استخدام السلطة الدستورية التي لديه وهي سلطة قطع التمويل للحرب .
ويقول معظم الامريكيين انهم يريدون تقليص التدخل الامريكي في العراق بشكل كبير او انهائه قريبا.
ولكن ما لم تستطع القوى المناهضة للحرب في مجلس الشيوخ حشد الاصوات الستين الضرورية فان حرب العراق ربما تستمر الى ما بعد انتهاء رئاسة بوش بفترة طويلة . ان المأزق الحالي للديمقراطيين لدليل على قوة الفرع التنفيذي وتراجع صلاحيات الكونجرس الذي لم يتفق مع الرئيس حول اي حرب منذ فيتنام. ومنذ الحرب العالمية الثانية تجاهل رؤساء أمريكا بوجه عام ما اعتبروه تدخلا من الكونجرس مثل قانون سلطات الحرب الصادر عام 1973 وقانون وقف المساعدات الامريكية لجبهة الكونترا في نيكاراجوا.
وأحب الامريكيون بوجه عام هذا الامر. وفي العصر الذري توقعوا ان القائد الاعلى للجيش لن يكون لديه مطلقا الوقت للتشاور مع الكونجرس قبل تحديد ما اذا كان سيشن حربا نووية ام لا.
والافضل هو وجود رئيس قوي في السلطة مسؤول عن الامن القومي ويثق في الجيش وليس في الساسة لتدبير العمليات العسكرية. غير ان الكونجرس الديمقراطي والرئيس الجمهوري على خلاف بين بعضهما البعض في عدد من القضايا منها العراق.ويعكس صراعهما بشكل واضح الانشقاق المرير والمرعب احيانا في الامة الامريكية.
ولهذا ليس مفاجئا ان القوى المناهضة للحرب في الكونجرس تشعر بمأزق. وفي الاسبوع الماضي شن الديمقراطيون بمجلس الشيوخ جهودا لارغام الرئيس على سحب القوات من العراق بأسرع مما يريد بوش وذلك بالمطالبة بان يقضي الجنود فترات اطول في البلاد بين اعادة الانتشار.
وسواء كان هذا الاجراء دستوريا ونشك في ذلك فانه من نوع التدخل في ادق تفاصيل الشؤون العسكرية. ومن الجيد ان هذا الاجراء مني بالفشل.
ولكن لا يعني ذلك ان يكف الكونجرس عن محاولة رسم خروج اقل ضررا على الاقل من العراق. بل يجب عليه ان يقدم النصيحة ويجب ان يعمل اذا دعت الضرورة لاحتواء رغبات الرئيس غير الحكيمة.
لانه بدون عرض واضح لقوة الكونجرس فان هذا الرئيس ليس لديه الحاجة او الميل للتفاوض بشأن اي تسوية. ولهذا فان مجلس الشيوخ كان على حق يوم الجمعة لطرح اجراء يقضي بعودة القوات من العراق في غضون تسعة اشهر .
ووافق على هذا الاجراء 47 عضوا مقابل رفض 47. والشيء المهم هو ان القيادة الديمقراطية في الكونجرس رغم معرفتها بانها ستخسر ما زالت متسعدة لاجراء تصويت على اصعب قضية تواجه الكونجرس.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
سقوط بلاكووتر

الهيرالد تريبيون


تسببت شركة بلاكووتر الأمريكية لخدمات الأمن الخاص في حدوث فوضى قانونية ودبلوماسية وسياسية ضخمة في العراق بقتلها ثمانية من العراقيين في تبادر لاطلاق النار بالقرب من موكب تابع للسفارة الامريكية. غير انها كانت فوضى متوقعة. لقد بدأ شعور العراقيين بالاحباط يتزايد يوما بعد يوم مما يعتبرونه الحصانة الممنوحة لشركات الأمن الخاص للإضرار بالمدنيين كيفما يشاءون.
ولم يفعل الأمريكيون شيئا يذكر لتنظيم او السيطرة على المتعاقدين الذين ربما اصبح عددهم يفوق عدد القوات الامريكية في العراق. والاتهام بأن حراس امن بلاكووتر فتحوا النار بطريق الخطأ على مدنيين عراقيين هو أمر مدمر. ولكن الامر لا يتعلق بالأخطاء التي ربما اقترفها أفراد بلاكووتر في الماضي بل يجب اعتبار الجنود أبرياء مالم تثبت ادانتهم امام محكمة قانونية. وطبقا لوزارة الخارجية الأمريكية فإن المتعاقدين يعملون بموجب نفس قواعد الاشتباك مثل أفراد مكتب الأمن الدبلوماسي التابع للوزارة. وهذه اللوائح أكثر دفاعية ومحدودية من التي تحكم العمليات العسكرية الامريكية في العراق ولكنها تسمح رغم ذلك باستخدام القوة المميتة. ومن الممكن أن يكون حراس بلاكووتر أخطأوا ولكنهم تصرفوا بشكل قانوني بموجب لوائح الاشتباك التي يتعين تعديلها. وعلى أي حال فان الولايات المتحدة بذلت أقصى جهد ممكن لتجنب ظهور ما يسمى بعدالة المنتصر خشية ان تزيد من مرارة الشعب العراقي الذي يشعر بالغضب من الوجود الاجنبي. واعتبارا من يوم الثلاثاء قبل الماضي بدأ الأمريكيون والعراقيون تحقيقات منفصلة وهي أول خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطيء نحو حل هذه المأساة. وإذا أسفر التحقيقان عن حقائق مختلفة فإن العدالة ستقع بلاشك على الساسة لتترك الشعب الأمريكي والعراقي في حيرة بشأن نزاهة النتائج. وسيكون أي تحقيق أمريكي عراقي مشترك بمثابة اختبار لعلاقة متوترة في ضوء التقارير الامريكية الرسمية التي تفيد بأن معظم قوة الشرطة العراقية تتسم بالفساد والطائفية او عديمة الكفاءة. ولكن سيكون افضل من الخروج بنتائج متباينة. ويشعر العراقيون أيضا بالاستياء من أحد الأشياء الموروثة عن الاحتلال الامريكي وهو الامر رقم 17 الذي وقعه بول بريمر رئيس السلطة الانتقالية للتحالف في العراق عام 2003 والذي يعفي متعاقدي الامن الامريكيين من المثول أمام المحكمة في العراق. وهذا الأمر يمكن تعليقه في اي وقت بموجب تشريع يقره البرلمان العراقي. وسيكون من الحكمة لدى واشنطن ان تبلغ بغداد بأنها ستوافق على مثل هذا التشريع ويجب ان توضح ان اي تحقيق مشترك يتوصل الى ان حراس بلاكووتر انتهكوا القانون العراقي فانه سيسمح لهم بالمثول امام المحكمة في العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
شائعات الحرب

فاينانشال تايمز



بدأت طبول الحرب تدق مجددا.. وهذه المرة مع ايران. ويشير مزيج من التهديدات المقنعة وتسريبات مولعة بالقتال الى وجود عناصر في العاصمتين تعتقد ان الحرب ليست مجرد احتمال بل ربما في مصلحتهم. ان الادعاءات التي لا اساس لها والتي تطلقها ادارة بوش بان ايران هي السبب في انفجار العراق اصبحت عالية النغمة بشكل متزايد.
اما فرنسا التي ابتعدت عن العراق في عهد جاك شيراك فتشير الى ان العالم ربما يضطر للاختيار بين قنبلة ايرانية او قصف ايران.
واصبح برنار كوشنر وهو مؤيد فرنسي نادر لغزو العراق وزيرا للخارجية الفرنسية. وتحدث كوشنر الاسبوع الماضي عن الحاجة الى الاستعداد للاسوأ ..والاسوأ هو الحرب. وبدأ مسؤولون اسرائيليون يتحدثون عن موعد الهجوم على ايران وليس عما اذا كانت ايران ستتعرض للهجوم. وفي السادس من سبتمبر ضربت طائرات حربية اسرائيلية اهدافا في شمال سوريا رفض الجانبان تحديدها.
وفي سيل من التصريحات التي تذكر بادعاءات اسرائيل قبل خمس سنوات بان العراق نقل اسلحة الدمار الشامل التي كان يتملكها الى سوريا لمحت اسرائيل وامريكا بان الهدف كان منشأة نووية تساعد فيها كوريا الشمالية. غير ان الشيء الاكثر اهمية هو عدم وجود اي احتجاج عربي على هذا الهجوم غير المفسر على دولة عربية حليفة لايران. فهل يمكن كسر قوة الدفع هذه؟ ان الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي تحاول استصدار عقوبات اشد وطأة على ايران لارغامها على وقف تخصيب اليورانيوم.
وتدعم فرنسا كل من امريكا وبريطانيا في هذا الشأن اما روسيا والصين فتشعران بان من الضروري اعطاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية المزيد من الوقت للتوسط بشأن اتفاق ..وهو وقت تخشى واشنطن من ان تستخدمه طهران لاكتساب تكنولوجيا صنع القنابل.
في الوقت نفسه وفي داخل ايران يبدو الرئيس الاصولي احمدي نجاد مهددا امام ظهور تحالف بين الاصلاحيين بقيادة الرئيس السابق محمد خاتمي والبرجماتيين بزعامة هاشمي رفسنجاني وهو رئيس سابق يقف على نقطة ارتكاز هيكل السلطة المعقد في ايران برئاسته لمجلس الخبراء الذي من سلطاته اقالة الزعيم الاعلى الايراني. لكن هذا التحدي الذي يواجهه نجاد يبدو تحديا طويلا. ولكي تحقق اي سياسة النجاح يجب ان تتجنب العداء الذي يدفع الايرانيين الى التوحد خلف المتشددين ولكن يجب ان يتم ذلك بعناية بين عقوبات مستهدفة بتأثير حقيقي وعروض لمفاوضات بشأن قضايا ذات اهمية حقيقية لايران مثل مكانتها في المنطقة والعالم. ولا يزال هناك وقت ويجب ان تبذل الجهود لحل هذه المشكلة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
ألـ سي آي إيه: العراق.. والبيت الأبيض
ديفيد اغناتيوس
واشنطن بوست
احتفلت وكالة المخابرات المركزية بعيد ميلادها الستين الأسبوع الماضي. ويبدو موقفها العام في أدنى مستوياته، وينظر اليها باعتبار انها كانت على خطأ في ما يتعلق بالعراق، وكذلك كل شيء تقريبا في العقود الستة من عمرها. ويجادل كتاب جديد يزعم انه تاريخ للسي آي إيه عنوانه (إرث من الرماد) بأنها في الواقع تقترب من سلسلة متصلة من الأخطاء. فالولايات المتحدة وفقا لما يكتبه تيم واينر «أخفقت في خلق مؤسسة تجسس من الدرجة الأولى. فقد عدنا الى حيث بدأنا قبل ستة عقود، في حالة من التشوش».

وفي بعض النواحي تتسم الوكالة بالفوضى كما يدعي نقادها. وكما يقول واينر فان الوكالة ارتكبت عددا كبيرا من الأخطاء. والحقيقة هي ان أميركا، الديمقراطية غير المرتاحة من التجسس والتي تعامل جواسيسها على نحو سيئ، لديها مؤسسة المخابرات التي تستحقها. ولكن كاتالوغ الكارثة ليس كل ما في القصة. وبمناسبة الذكرى الستين فانه من المفيد ان ندرس مثالا على الكيفية التي أصابت بها الوكالة في تقديراتها. ودراسة الحالة الخاصة هذه تتضمن العراق، حيث يعتقد الجمهور خطأ ان الوكالة في فوضى كلية، ومحلل استخبارات في وكالة المخابرات المركزية اسمه بول بيلار. وقد روى بيلار قصته في ندوة عقدت الأسبوع الماضي في جامعة جورجتاون. وروى تفاصيل تقديرات المعلومات الاستخباراتية العراقية التي اعدتها الوكالة في يناير 2003، وهي ليست تلك التقديرات الشهيرة التي تبنت على نحو خاطئ تكهنات ادارة بوش حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وإنما قضيتان أخريان حذرتا بشدة من مخاطر غزو العراق. وكان بيلار، الذي تقاعد عام 2005 بعد 28 عاما من العمل في وكالة المخابرات المركزية، أكبر محللي قضايا الشرق الأوسط لدى الحكومة خلال فترة الاعداد للغزو. واذ كان يعرف أن الرئيس بوش كان يدفع باتجاه الحرب شعر بيلار بأن من واجبه التحذير من العواقب المحتملة. ولهذا فقد أعد تقييمين سريعين في أواخر 2002 أحدهما عن احتمال الاضطراب الداخلي في فترة ما بعد الحرب، والآخر عن العواقب الخطيرة على المنطقة. ودفع باتجاه قيام مكتب تخطيط السياسة في وزارة الخارجية، الذي كان يشاركه قلقه، بتفويض الدراستين. ووزعت التقييمات في يناير 2003. ونشرت على موقع لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على الانترنت. وهي موضع قراءة واسعة في الوقت الحالي ذلك ان كل نكسة تقريبا تواجهنا في العراق كانت متوقعة من جانب بيلار والمحللين في مسعاهم لاختراق الحديث السعيد للادارة.

وجاء في الفقرة الافتتاحية في التقييم حول «التحديات الرئيسية في عراق ما بعد صدام» التكهن المروع التالي: «سيكون بناء الديمقراطية العراقية عملية مديدة وشاقة وربما مضطربة، مع احتمال العودة الى النزعة الاستبدادية التقليدية في العراق». وحذرت الفقرة الثانية على نحو أكثر وضوحا من أن «سلطة ما بعد صدام ستواجه مجتمعا منقسما على نحو عميق مع فرصة كبيرة في أن تتورط الجماعات الداخلية في نزاع عنيف».

أما التقييم الثاني حول «العواقب الاقليمية لتغيير النظام في العراق» فقد حذرت، عن حق، من أن الغزو يمكن أن يؤدي الى مزيد من الارهاب الاسلامي وليس العكس. ولخص بيلار والمحللون الآخرون الخطر في الصفحة الاولى على النحو التالي: «الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد العراق واحتلال البلاد سيؤديان الى تعزيز الاسلام السياسي وزيادة التعاطف الشعبي مع بعض الأهداف الارهابية على الأقل في المدى القصير». وجرى تجاهل تحذيرات ما قبل الحرب وكذلك التدفق المستمر للمعلومات بعد غزو مارس 2003 حول التمرد المتزايد في العراق. وتكهن تقييم اعده بيلار في يوليو 2004 بأن العراق يواجه في أحسن الأحوال «استقرارا هشا» خلال الـ 18 شهرا المقبلة ويمكن أن ينزلق نحو حرب أهلية.

وعندما قدم بيلار خلاصة للوضع في العراق خلال اجتماع خاص في كاليفورنيا في سبتمبر 2004، كجزء عادي من مهمته كضابط في الاستخبارات القومية، جرت مهاجمته علنا. وقد أدانه روبرت نوفاك بالاسم في عموده وأشار الى ان بوش ووكالة المخابرات المركزية كانا «في حرب مع بعضهما البعض». ومما عزز مصداقية بيلار انه استمر في محاولته اطلاق التحذيرات حتى اليوم الذي تقاعد فيه. ما المغزى من هذه القصة؟ في بعض الأحيان، وكما في معظم تقاريرها عن العراق، كانت تقديرات وكالة المخابرات المركزية صحيحة تماما. وعندما نقيّم الوكالة يتعين علينا أن نفهم ان الكثير من اخفاقاتها المفترضة لها في الواقع عنوان آخر، هو البيت الأبيض.


المخابرات المركزية لم تخطئ في تقديرها للوضع في العراق كما أن بوش وأسياده كانوا يعرفون ما سيحدث في العراق بعد احتلاله. لكن ما حدث ويحدث في العراق هو -بالتحديد- ما خطط له ويريد حدوثه اليمين المتصهين في الولايات المتحدة. فالشعب العراقي كله يعرف جيدا هدف الإحتلال ولا يصدق كلمة واحدة من كلام ما جاء به الإحتلال عن الأخطاء والصراع بين أذرعة السلطة في أمريكا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
لماذا يرفض السيستاني تسمية مايجري في العراق حرباً طائفية ...!؟
: أبراهيم العبيدي
واع
في تصريح نسب له وكما جرت عليه العادة بأن يتعامل العالم والعراقيين على وجه التحديد مع مايسمى بالمرجعية العليا , عبر وسطاء ووكلاء يحملون للشارع العراقي والرأي العام ما يعتبر فتاوى وتصريحات ومواقف سياسية تتعلق بالوضع العراقي المتفاقم خطورة ومأساة . ومع ذلك كله دأبت المرجعية أن لاتكلف نفسها وتخاطب الشعب العراقي الجريح مباشرة وعبر الأثير ليسمع الناس احاسيس ومشاعر هذه المرجعية التي يقال عنها أنها محط أنظار جميع العراقيين وتحضى باحترام وتقدير كبيرين . ويبدو أن المرجعية لم تبادل الناس هذا الشعور لدرجة أنها لاترى أي ضرورة أو استحقاقاً لهذا الشعب بأن تواسي جراحه الغائرة ولو بظهور علني مرة واحدة , وتوجيه رسائل مباشرة للناس من غير وسيط مسيس , ليوقن الناس من أن مرجعيتهم لازالت حيةً ً ترزق نهايك عن أنها تتكلم وغير مصابة بالصمم , سيما بعد أن كثر الحديث عن ظاهرة الصمت المطبق للمرجعية على الرغم مما يمر به العراق من محن وويلات ينطق على اثرها حتى الحجر .
نقلت لنا وسائل الإعلام دعوة المرجعية العليا في النجف اية الله علي السيستاني الداعية الي الوقوف صفا واحدا بوجه الفضائيات التي تحاول تصوير ما يجري في العراق حربا طائفية .
ونقل بيان وزعه المكتب الاعلامي للمجلس الاعلي الاسلامي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم عن السيستاني قوله بعد لقاء وفد من العشائر ان بلدكم بلد غني ومعطاء بخيراته، فأدعوكم الي نبذ الفرقة فيما بينكم وبين اخوانكم من اهل السنة والوقوف كالجبل الشامخ ضد محاولات بعض القنوات الفضائية لتفتيت هذه الوحدة عندما يضخمون أخبار القتلي والتفجيرات ويصورونها بأنها حرب طائفية .
1. ويبدو فعلاً من خلال هذا التصريح المنسوب اليه أن المرجعية بعيدة كل البعد عن مايجري في العراق لدرجة أنها تعتبر مايحدث من قتل وتهجير وإعتقال طائفي "منظم" طال العراقيين على مدار السنوات الأربعة الماضية التي اعقبت الإحتلال الأمريكي الغاشم . وهنا أود أن أذكر المرجعية ببعض الأحصائيات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن جهات معنية خلال الفترة الماضية وهي متواضعة جداً لما يحدث . تفيد الإحصائيات المعلن عنها بأن عدد القتلى بسبب العنف الطائفي فقط . خلال هذه الفترة قد بلغ المأتين ألف عراقي ( سنة وشيعة ) بينهم أكثر من 300 شخص أمام وخطيب وعالم دين . حتى وصل القتل على الهوية " الأسم اللقب والعشيرة " أمراً معروفاً في أوساط العراقيين الامر الذي جعلهم يبدولون أسماؤهم التي تسبب لهم القتل كعمر وعلي وعثمان وحسين , ويحملون أكثر من بطاقة شخصية للنجاة من الموت . ويكفي بأن نذكر المرجعية بما قاله مؤخراً أحد المسؤلين في حكومة المالكي الحالية وبتصريح رسمي من أن مقبرة دار السلام في النجف استقبلت 40 ألف جثة مجهولة الهوية لعراقيين , وعدد المهجرين داخل العراق بسبب الطائفية تجاوز المليون ونصف المليون عراقي , لدرجة أن مناطق بغداد المختلطة ( سنة وشيعة ) أصبحت اليوم تعيش حالة التخندق الطائفي الخالص , فمثلاً لايمكن للشيعي أن يدخل منطقة سنية ولا العكس . نهايك عن المحافظات ذات الأغلبية الشيعية وكذلك الأغلبية السنية فالامر أصبح متبادلاً . أما عن المساس بالمقدسات لدى الطائفتين فالامر أكثر من بين فهناك عشرات المساجد للسنة تم تدميرها وحرقها وعشرات المساجد المغتصبة من قبل الشيعة , يقابله في ذلك تدمير لعشرات الحسينيات الشيعية تم إستهدافها وتدميرها , مع كل مايقال عن وجود ( أصابع خفية لأطراف خارجية ) أما عن السجناء فالسجون العراقية الأمريكية مليئة بأكثر من مائة ألف سجين بسبب مناهضتهم للإحتلال وسياساته , أغلبهم ينتمي للطائفة السنية وبدوافع طائفية أصبحت مكشوفة حتى عبر وسائل الإعلام . حتى أصبح دارجاً عند العوائل التي لها سجين لدى الأجهزة العراقية تقيم له عزاءاً بإعتباره ميتاً لإنقطاع الأمل في عودته , بعكس الذي يتم إحتجازه من قبل الأمريكيين على أعتبار عودته فيها أمل كبير!؟ ويكفي وجود مئات الأحداث في السجون العراقية تم إعتقالهم بسبب المنطقة والعشيرة والأسم , وهو ما كشف عنه نائب رئيس الجمهوية العراقي الدكتور طارق الهاشمي أثناء زيارته لأحد السجون في بغداد . ولك أن تتصور ياسماحة المرجعية العليا أطال الله ظلك . نقول فإذا كانت المرجعية لاترى ضخامة في مثل هذه الإحصائيات " المتواضعة إعلامياً " وتعتبرها تضخيماً متعمداً لعدد ضحايا العنف والسلوك الطائفي البغيض المنظم الذي وفد الى العراق من جارة السوء إيران بواسطة الأحزاب الموالية لها التي أعتلت سدة الحكم بمنحة أمريكية نظير تآمرها مع المحتل لغزو العراق وتدميره , والذي قوبل بردود أفعال مشابهة من قبل بعض التجمعات السنية كمحاولة للوقوف بوجه الهجمة الطائفية الشرسة ( التي تريد إستأصالهم من العراق ) لهذه الأحزاب المدعومة من إيران . وكما يقال " البادي أظلم "
أذن هنا نطمئن المرجعية العليا من أن ماتنقله القنوات المطلوب الوقوف بوجهها بحسب دعوتكم المباركة , إنما هو غيض من فيض وما خفي كان أعظم والمليشيات المسلحة للأحزاب الشيعية وفرق الموت الطائفية , ومعها أجهزة الدولة الأمنية "الطائفية" ورئاسة الوزراء , هي أعرف بحجم الجرائم البشعة ومسلسل القتل والتهجير والسجن التي ترتكبها بحق العراقيين المناهضين للإحتلالين (الامريكي والإيراني) وأذنابهما .
أذن ماأريد أن أقوله تعليقاً على دعوة المرجعية بالوقوف أمام القنوات التي تعتبر مايجري في العراق حرباً طائفية . نعم أن مانسب للمرجعية بهذ الخصوص كان غاية في الحصافة والتكتيك من أن الذي يجري ليس حرباً طائفية . لأسباب رئيسية منها :
2. عدم إستثارة وإستفزاز الأغلبية السنية في العالم , لانها تعلم جيداً إن إعلان هكذا حرب تحت شعارها الطائفي ليس من صالحها , لما هو معلوم من أكثرية ساحقة لا أهل السنة مقابل أقلية شيعية معروفة في عموم البلاد الإسلامية . الامر الذي يعني من الحماقة بمكان أن يتم إعلان الحرب الواقعة حالياً تحت هذا الشعار الطائفي . على الرغم من ممارسة التطهير الطائفي الواضح للعراقيين قتلاً وتهجيراً وسجناً , من قبل مليشا الاحزاب الشيعية وأجهزة الدولة الطائفية . لذلك تم تغير شعار هذه الحرب الطائفية المحضة الى شعار محاربة "الإرهاب" لتحقيق أهداف طائفية لايجادل فيها أحد .
3. لأن كفة الأحزاب الشيعية ومليشتاتها المسلحة وفرق الموت الطائفية هي الراجحة بسبب النفوذ في السلطة والدعم اللامحدود من جارة السوء إيران , وهم من بدأ بمشروع التطهير الطائفي وإستخدام العنف في القتل والتهجير سيما في محافظات الجنوب العراقي وصولاً الى بغداد مستغلين أمكانياتهم المالية والعسكرية ( وهو مايعتبرونه مكاسب تم تحقيقها لإنها تمهد لتحقيق أطماع توسعية عنصرية صفوية لجارة السوء إيران في العراق ) بالإضافة الى الدعم الأمريكي الذي يتقاطع معهم في إستهداف أهل السنة كونهم يشكلون أغلب المقاومة ضد الإحتلال .
مانريد أن نخلص اليه من القول أنها دعوة تضليلية للرأي العام عموماً والرأي السني تحديداً, لغض الطرف عما يجري لإتمام مسلسل التطهير الطائفي , لإنجاح المخطط التوسعي العنصري الصفوية الإيراني في العراق والمنطقة . الامر الذي ينبغي النظر اليه بجدية وحزم بالغين من قبل العالمين العربي والإسلامي , والتدخل السريع لإيقاف السرطان الصفوي العنصري لإيران في العراق والمنطقة وقبل فوات الأوان . ونكرر مرة بعد مرة من أن الحرب الحالية ليست طائفية بالمعنى التقليدي المعروف , بل إنها حرب سياسية أراد أصحابها من الأحزاب الشيعية الموالية لإيران , أن يلبسوها ثوباً طائفياً لتحقيق مآربهم السياسية والعنصرية الصفوية التوسعية في العراق .

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
أمريكا في العراق:
من إخفاق المشروع الى الاحتلال طويل المدى
د. بشير موسي نافع
واع

طبقاً لتقرير وكالة متخصصة نشرته الأوبزرفر البريطانية يوم الأحد الماضي، السابع عشر من هذا الشهر، فإن عدد الضحايا العراقيين الذي سقطوا منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق يقدر الآن بمليون ومئتي ألف. الضحايا المدنيون هم بلا شك العامل المسكوت عنه في الحرب الدائرة علي أرض العراق منذ أربعة أعوام ونصف العام. فتقرير الجنرال بترايوس والسفير كوكر، مثلاً، الذي سيطر علي جدل الحرب والخطط الأمريكية لمعالجتها خلال الأسبوعين الماضيين، لم يشر مجرد إشارة الي الضحايا العراقيين، وكأن هؤلاء لا مكان لهم في التقدير الاستراتيجي الأمريكي للوضع العراقي. ولكن هذا هو جانب واحد فقط في كشف حسابات الفشل والنجاح.
الإنجازات الوحيدة التي سلط عليها تقرير بترايوس ـ كروكر الضوء، والتي يمكن الإقرار بها بالفعل، هي تلك المتعلقة بتراجع نسبي في معدلات ضحايا الصراع الطائفي، لاسيما في بغداد الكبري، وبانقلاب عشائري في محافظة الأنبار علي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أدي الي إضعاف ملموس للقاعدة في المحافظة. بغير ذلك، فالمشهد الأمريكي في العراق هو مشهد فشل لا جدال فيه. العملية السياسية، المصطلح الإمبريالي الجديد لإعادة بناء الدول الواقعة تحت السيطرة الأجنبية، وصلت الي حائط مسدود. فبعد انسحاب كتلة التيار الصدري الشيعية من الحكومة، جاء انسحاب كتلة التوافق السنية، والكتلة العراقية ذات التوجه العلماني. ولم يكد المسؤولان الأمريكيان الكبيران ينتهيان من تقديم تقريرهما للجان الكونغرس المختصة حتي أعلن الصدريون انسحابهم من التحالف الشيعي، الذي يشكل ركيزة الحكومة الحالية. وقد جاء انسحاب الصدريين من التحالف الشيعي بعد انسحاب حزب الفضيلة من التحالف ذاته قبل شهور. ما قام به المالكي وحلفاؤه في جماعة الحكيم من تأسيس تفاهم رباعي قلق في الشهر الماضي مع الحزبين الكرديين، ربما ساعد علي ضمان الحد البرلماني الأدني لحكومة المالكي، مقابل الإسراع في تنفيذ المطالب الكردية في كركوك ومحاصصة الثروة النفطية، ولكنه في المقابل أسرع من عملية التشظي السياسي التي يعيشها العراق المحتل. التفاهم الرباعي كان في جوهره تحرك اليائسين، أكثر منه خطوة الانفراج الكبري لمرحلة سياسية جديدة، كما حاول عرابوه تصويره.
التشظي السياسي هو كلمة السر في عراق اليوم. فالتوافق السنية، بالرغم من اتفاقها علي الخروج من الحكومة، لم تستطع إقناع وزير من وزرائها بالبقاء خارج الحكم. وفي حين تقوم جبهة التوافق بدور تمثيل السنة العرب والدفاع عن مصالحهم، تشن حرباً شعواء علي هيئة العلماء المسلمين، وتعجز عن استيعاب الكتلة النيابية الصغيرة التي يقودها صالح المطلق. أما علي الجانب الشيعي، فالأمور أسوأ بكثير. التحالف الشيعي، الذي شكل بمباركة من علماء النجف ليقود الدولة الجديدة باسم الطائفة، عاد الي ما كان عليه أصلاً: كتل متصارعة علي المال والثروة والنفوذ والمواقع الأمنية والعسكرية. الإنجازات الأمنية المدعاة في بغداد والأنبار يقابلها اندلاع حرب حقيقية، من صدام الميليشيات والاغتيالات، في المحافظات الجنوبية، يخوضها الكل ضد الكل، ويصعب فيها فرز جماعة بدر عن جيش المهدي، والأخيرين عن المنشقين عنهم، وهؤلاء عن مسلحي الفضيلة أو المجموعات الأصغر المرتبطة بهذه الجهة أو تلك، أو التي تسعي لتحقيق مكاسب خاصة. ولا تدور هذه الحرب في الديوانية والرميثة والعمارة والبصرة وحسب، بل وتدور علي حصص النفط المنهوب، علي طرق التهريب من والي إيران، وللسيطرة علي أوقاف وهبات المقامات الشيعية في النجف وكربلاء. وحتي في المنطقة الكردية، التي يسيطر عليها الإقطاع السياسي الذي يقوده البارزاني والطالباني بيد من حديد، ثمة شواهد متزايدة علي أن الشعب الكردي ضاق ذرعاً بالحزبين المهيمنين وبات يسعي بالفعل للتعبير عن نفسه في لغة وأشكال جديدة ومختلفة.
بيد إن الإنجازين الرئيسيين اللذين بني عليهما بترايوس وكروكر تقريرهما يحتاجان أيضاً لبعض التأمل. تراجع أعداد القتلي من المدنيين هو حقيقة لا جدال فيها؛ ولكن السؤال لابد أن يكون الي أي حد، ولماذا، وبأي تكلفة. الأرقام شبه الرسمية، الصادرة عن الوزارات العراقية (وهي بالمناسبة أقل بكثير من الأرقام الحقيقية) تشير الي تراجع معدلات الضحايا شهرياً عن الفترة خلال نهاية العام الماضي وبداية هذا العام. ولكن الأرقام الحالية تتطابق مع معدلات الضحايا المدنيين خلال 2005، العام الذي شهد الانهيار الكامل والملموس للمشروع الأمريكي في العراق في صيغته المبكرة. الضحايا العراقيون جراء العمليات العسكرية للقوات الأمريكية وقوات النظام العراقي هي في ازدياد، وكذلك هي أعداد ضحايا اشتباكات الميليشيات المختلفة. أما أعداد المعتقلين العراقيين فقد تجاوزت الستين ألفاً، لتصل الي مستويات غير مسبوقة في مسيرة الاحتلال، بل وتاريخ أي احتلال إمبريالي سابق. ما حدث في بغداد علي وجه الخصوص هو تطور يشير الي الحلقة المفرغة التي يدور فيها نظام الاحتلال. فقد صاحب تراجع العنف الطائفي، ونجم عنه، تقسيم المدينة الي أحياء منفصلة كلية عن بعضها البعض، سواء بوصول التطهير الطائفي الي نتائجه الأخيرة، أو بفعل عدد متزايد من الأسوار العازلة التي حولت العاصمة العراقية التاريخية الي فضاءات جغرافية محدودة، تودي مغامرة الخروج منها في الكثير من الأحيان الي الموت. كما تعيش دولة ما بعد الغزو والاحتلال سجينة المنطقة الخضراء، بات سكان العاصمة العراقية يعيشون سجناء أحيائهم المطهرة طائفياً. وفوق ذلك كله، فإن الإنجاز الأمني في بغداد وجوارها لا يمكن أن تدعيه قوات الاحتلال ووحدات أمن النظام؛ فالواقع أن أمن الكثير من أحياء بغداد قد عهد به الي الأهالي أنفسهم، الذين اضطرت إدارة الاحتلال الي تسليحهم من جديد، بعد أن قضت سنوات الاحتلال الأولي تحاول نزع سلاحهم.
وهذا ما يأخذنا الي الأنبار، والمناطق الأخري التي يجري الآن محاولة نسخ التجربة الأنبارية فيها، مثل سامراء وديالي. فما شهدته المحافظة التي تشكل ثلث مساحة العراق خلال العام الماضي، وهي التي سجل فيها انطلاق المقاومة العراقية للاحتلال، لم تكن له علاقة أصلاً بخطة وتصور أمريكيين استراتيجيين. فمنذ أن أطلقت القاعدة مشروع دولة العراق الإسلامية الجنوني، وضعت نفسها تلقائياً في صدام مع العشائر وتقاليدها. أعطت القاعدة لنفسها شرعية النطق باسم الدين، واعتدت علي أرواح الناس وممتلكاتهم وحرماتهم ومصادر عيشهم. وكان طبيعياً بالتالي أن تنتفض العشائر في وجه القاعدة، لاسيما بعد أن اتسع نطاق الهوة الفاصلة بين القاعديين وقوي المقاومة الأخري. وفي كثير من الحالات، وجدت عناصر المقاومة نفسها تقاتل في صف العشائر ما أصبح استبداداً أهوج ومشروعاً يحمل في طياته تبرير ما تسعي إليه جماعة الحكيم من تقسيم للبلاد. الأمريكيون جاءوا متأخرين نسبياً الي هذا المشهد، وامتطوا، في لحظة يأس وقنوط بالغين، حصان عشائر الأنبار، وهم يجيرون اليوم نجاح هذه العشائر النسبي لصالحهم. والمشكلة في هذا الوضع ليست في قيام القاعدة باغتيال الشخصية الرئيسية وراء تصدي العشائر للقاعدة بينما بترايوس وكروكر يقدمان تقريرهما للرأي العام الأمريكي، ولا في أن ثلث الخسائر الأمريكية في العراق يقع حتي اليوم في الأنبار، ولا في أن الصراع بين العشائر والقاعدة لا علاقة له بقوي المقاومة الأخري، ولكن أصلاً فيما سيترتب علي التسليح واسع النطاق لقوي عشائرية علي المدي البعيد، سواء بالنسبة للاحتلال نفسه أو بالنسبة للنظام الذي ولد من رحم الاحتلال.
بيد أن من الضروري الاعتراف بأن تقرير بترايوس ـ كروكر يمثل نجاحاً فعلياً لإدارة بوش. وربما تنبغي الإشارة، علي أية حال، الي أن اللغة التي استخدمها السفير كروكر في دفاعه عن التقرير تختلف الي حد ملموس عن تلك التي استخدمها الجنرال بتريوس. فالسفير الذي يعرف المنطقة العربية جيداً، لغة وثقافة وبحكم التجربة الطويلة، والذي سبق أن عارض الحرب علي العراق، أوضح بما يكفي أنه لا يتوقع نصراً في العراق، وأن أقصي ما يمكن السعي الي تحقيقه هو إقامة نوع أولي من الاستقرار. الأهداف الكبري التي أسس عليها مشروع الغزو والاحتلال هي في عرف كروكر مستحيلة التحقق. ومع ذلك، فقد نقل التقرير الجدل بين الإدارة ومعارضيها في الكونغرس من نطاق القضايا الكلية المتعلقة بجدوي الاحتلال وإخفاق المشروع الأمريكي في العراق الي دائرة التكتيكات الصغيرة المتعلقة بهذا الإجراء أو ذاك. وبإعلان الرئيس عن بدء خفض ضئيل وبطيء في تعداد القوات الأمريكية، ربما يكون نجح أيضاً في إيقاف تسرب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الجمهوريين من معسكر الموالاة الي المعارضة. ليس ثمة أدلة علي أن الرأي العام الأمريكي ابتلع طعم تقرير بترايوس - كروكر وبيانات إدارة الرئيس بوش الابن الموازية، ولكن الأكثرية الديمقراطية في الكونغرس أصبحت أقل قدرة علي إحراج الإدارة والتضييق علي سياساتها. فما الذي يعنيه هذا التطور للوجود الأمريكي في العراق؟
منذ بداية الاحتلال، لاسيما بعد أن تحقق إخفاق المحتلين في القضاء علي المقاومة العراقية، والقطاع الأكبر من المراقبين يؤكد علي اختلاف الحرب في العراق عن التجربة الأمريكية في فيتنام. مسائل الاختلاف أصبحت مكررة: أن الجيش الأمريكي الحالي هو جيش من المحترفين، وليس كما كان عليه الحال من غلبة المجندين في فيتنام؛ أن عبء الخسائر البشرية والمادية في العراق لم يصل بعد الي مستوي لا يمكن احتماله؛ إضافة الي افتقاد القوي المسلحة في العراق، لا سيما المحسوبة علي المقاومة السنية العربية، دعماً دولياً وإقليمياً مثل الدعم السوفييتي ـ الصيني للفيتناميين الشماليين. هذا كله، بهذه الدرجة أو تلك، صحيح. ولكن العراق يستدعي فيتنام بطريقة أخري. الإدارة الأمريكية الحالية لن تنسحب من العراق، وهي تخطط لوجود عسكري طويل المدي فيه. وليس ثمة ضمانة لأن يتغير جوهر هذه السياسة سريعاً في ظل الإدارة الأمريكية القادمة بعد خمسة عشر شهراً، جمهورية كانت أم ديمقراطية. ولكن الإدارة، بخلاف ما حاول تقرير بترايوس ـ كروكر قوله، تدرك أنها تواجه وضعاً أمنياً وسياسياً متدهوراً في العراق، وأن إنجازاتها المحدودة قد لا يمكن المحافظة عليها علي أية حال.
الخشية الهائلة من العواقب الاستراتيجية لقرار الانسحاب من العراق، من ناحية، والعجز عن تحقيق أهداف الاحتلال، من ناحية أخري، قد يؤديان الي واحد من طريقين: الأول، هو الاعتراف بتعقيدات الوضع العراقي وأن الفشل والإخفاق نجما عن مشروع الغزو والاحتلال نفسه، وعن مجمل السياسات التي اعتمدت لإعادة بناء العراق علي أسس طائفية وإثنية، ومن ثم التعامل بعقلانية مع واقع الفشل والإخفاق ومع القوي المعارضة للاحتلال. والثاني، هو التصميم علي المسار الحالي، ومحاولة تأبيد الوجود الأمريكي في العراق بتوسيع نطاق الحرب والموت والدمار في العراق وجواره، تماماً كما حدث في فيتنام. في هذه الحالة ستكون الإدارة الأمريكية في طريقها الي تحويل اخفاقها في العراق الي حرب طويلة مع العرب والمسلمين، بكل في ذلك من عواقب علي مستقبل شعوب المنطقة والعالم، وعلي مستقبل تدافعات القوي الدولية الكبرى.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
تقسيم العراق... هدف ووسيلة

زياد المنجد
المركز العراقي للدراسات الستتراتيجية

صوت مجلس الشيوخ الامريكي ,على قانون (غير ملزم) يوصي بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات على أساس عرقي.طرح المشروع للتصويت , يدل على الأهداف غير المعلنة للغزو الأمريكي للعراق , وأهمها- كما تدل معطيات واقع الاحتلال- تقسيم العراق, وتعميم هذه الحالة بعد خلق الظروف المناسبة على المنطقة , لتحقيق الشرق الأوسط الجديد كما, انه يفضح زيف الأهداف المعلنة التي سوقتها الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق.

قد يتبادر للذهن أن المشروع وليد لحظته, وانه جاء لتهيئة الظروف لانسحاب أمريكي من العراق, إلا أن الواقع يشير إلى أن هذا الأمر, من صلب توجهات الإدارة الأمريكية منذ تحضيرها للغزو, وكلفت مؤسسات ومعاهد أمريكية لدراسة هذا الموضوع, وكيفية تحقيقه على ارض الواقع.

لقد دعا إلى هذا المشروع كلا من السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن ولزلي جيب, الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ,واقترحا في أوائل أيار الماضي تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية, تتمتع كل منها بالحكم الذاتي.

هذا المقترح ومن باب تباين وجهات النظر, عارضه البعض وعلى رأسهم جيمس بيكر, ليس حبا بوحدة العراق, إنما خوفا( كما جاء في تقريره) من خلق فوضى إقليمية جديدة, تعطي طهران فرصة ذهبية للسيطرة على الإقليم (الشيعي) الجديد, وتثير حفيظة تركيا التي تخشى من قيام دولة كردية جنوبها.

في حين أيد المشروع الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي, حيث اعتبرته السناتور الجمهورية(كيلي بايلي هوتيجستون), المخرج الوحيد للخروج من المستنقع العراقي.

في ظل هذا الجدل المثار, اصدر مركز سابن في معهد بروكينجز للدراسات السياسية و الإستراتيجية في واشنطن, دراسة أعدها الباحث (جوزيف ادوار) تحت عنوان (حالة التقسيم السهل للعراق), حاول فيها الإجابة عن أسئلة تتعلق بإمكانية تطبيق هذا الخيار, ونسبة النجاح مقارنة بالوضع الحالي, والصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة في حال التطبيق.

إذن المشروع ليس وليد الساعة, إنما حُضر له بعناية, وتمت دراسته ودراسة السلبيات التي قد تعترض تحقيقه, وصفة (غير الملزم) التي سيقدم فيها المشروع للتصويت عليه في الكونغرس, هي لذر الرماد في العيون, وهو عبارة عن بالون اختبار لمعرفة موقف الأطراف الداخلية العراقية, والأطراف الإقليمية والدولية من هذا القانون

الخطوة التالية التي سيركز عليها المحتل بعد التصويت على القرار, هو إيجاد أصوات عراقية تنادي بالتطبيق, وشراء صمت الأطراف الإقليمية والدولية لغض النظر عن تطبيق هذا المشروع.

فداخليا هناك أطراف تتناغم مع هذا التوجه, والبعض يصر على إقامة مايسمى بفيدرالية بغداد والجنوب, إضافة إلى أن الأحزاب الكردستانية المتنفذه في الحكومة العراقية, تسعى جاهدة لتحقيق الدولة الكردية في شمال العراق, وهذا ما يعطي الإدارة الأمريكية مسوغا لفرض قانونها (غير الملزم).

أما على الصعيد الإقليمي والدولي, فتستطيع الإدارة الأمريكية الضغط على البعض, وشراء ذمم البعض, وتجاهل معارضة الآخرين, مستغلة سيطرتها على الأمم المتحدة, وشر عنة هذا التوجه عبر قرار أممي, كما فعلت عند غزوها للعراق خارج الإرادة الدولية, لتضفي عليه الأمم المتحدة الشرعية بقرار أممي.

ويبقى الأمل بالعراقيين الغيورين على وحدة العراق, وبالعرب الذين مازالوا يرون في هذه الأمة القدرة على تجاوز أزماتها, لتفويت هذا المشروع الصهيوني الأمريكي

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
تقسيم العراق بين التابعين للكونغرس واصدقائهم الصغار
هارون محمد
القدس العربي

ليست جديدة دعوة السناتور الديمقراطي المستر بايدن لتقسيم العراق، فقد سبق له وروج لهذا المشروع الصهيوني القديم الجديد منذ سنوات، ولكنه في كل مرة يواجه الفشل حتي في اوساط حزبه لسبب بسيط جدا، يتمثل في ضحالة الذرائع وسذاجة الدوافع التي يقدمها لتبرير دعواته التقسيمية، والمعلومات عنه تشير الي انه سياسي يفتقر الي المعرفة والاطلاع علي تأريخ العراق وتراثه وطبيعة شعبه، شأنه في ذلك شأن العديد من رجال الادارة الامريكية الحالية، الذين لا يعرفون عن العراق غير انه بلد يملك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، لا بد من الاستيلاء عليها واخضاعها للسيطرة الامريكية، بالحرب او الاحتلال او الفوضي او التقسيم، غير ان الطرح الجديد الذي اعلنه مع زميله السناتور الجمهوري سام براون باك، فيه خداع للشعب الامريكي الذي تعارض اغلبيته الساحقة استمرار احتلال العراق، وتنادي بالانسحاب منه، كما تشير استطلاعات الرأي، وهذا الخداع يقوم علي وقف الجدل الحاد والسائد في الولايات المتحدة حول الانسحاب من العراق الذي أحدث شرخا واسعا في اوساطها السياسية والشعبية ويهدد بنتائج وخيمة علي مستقبل أعظم امبراطورية في العصر الحالي، والتوجه بدلا من هذا الجدل الذي يوسع الخلافات والاختلافات بين الامريكيين ويلحق اضرارا بسمعة وتقدم بلادهم في المحصلة النهائية، الي التخلص من العراق وتفادي الهزيمة الامريكية المتوقعة فيه، عبر تقسيمه الي ثلاثة كيانات هزيلة ستتصارع في ما بينهما، ويكون الامريكيون محرضين ومتفرجين علي الاقتتال العراقي، دون ان يخسروا جنودا او معدات او أموالا.
وسبق للسناتور بايدن ان لمح الي هذا المنطق الابتزازي في مطلع العام الماضي مع وزلي غلوب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي عبر حلقة نقاشية ـ هكذا وصفت ـ ولكنه لم يتناول صراحة في حينه، قضية انشاء دول ثلاث شيعية وسنية وكردية، كما يعلن الآن، وانما ركز علي ما أسماه بالفيدراليات الثلاث، وثمة تقارير امريكية تشير الي ان طرحه التقسيمي الجديد وبهذه الحدة، جاء بعد ان ادرك ان دراسة جيمس بيكر ولي هاملتون عن العراق التي اعلنت نهاية العام الماضي، قد انتشرت وتبناها كثير من قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري والرأي العام خلال العام الحالي، وربما يستند اليها الرئيس الامريكي القادم عقب الانتخابات المقبلة في حل الازمة الامريكية في العراق، وهذه الدراسة رغم انها امريكية صرفة قدمت حلولا لصناع القرار في واشنطن في كيفية التخلص من الورطة العراقية بأقل الخسائر والتكاليف، حذرت من تقسيم العراق واعتبرت ذلك كارثة ليس علي العراق فحسب، وانما علي دول المنطقة الصديقة والحليفة لامريكا، بل علي المصالح الامريكية في المنطقة والعالم، وليس سرا ان بايدن وعددا من زملائه في الحزب او الكونغرس او اللوبيات الصهيونية لديهم أجندة تتعارض مع ما جاء في هذه الدراسة وتحديدا في هذا المفصل بالذات، لاعتبارات تتعلق بعلاقاتهم العلنية مع اسرائيل وانحيازهم المكشوف الي مواقفها وسياساتها، واسرائيل وهذا ليس سرا أيضا من أشد الدول المتحمسة لتقسيم العراق منذ نشأتها ومذكرات بن غوريون أول رئيس لحكومتها التي صدرت في حياته اوائل الخمسينات من القرن الماضي تحذر الأجيال الاسرائيلية من العراق وتدعوها الي العمل علي اضعافه وتفتيته لانه العدو الحقيقي للدولة العبرية وفق تصوراته.
ومما يساعد المستر بايدن ورفاقه ممن هم علي شاكلته، انهم يتلقون دعما في ترويج دعواتهم التقسيمية من قيادات حزبية كردية انفصالية وأخري شيعية طائفية، سلطتها قوات الاحتلال الامريكي علي مقاديرالعراق منذ نيسان (ابريل)2003، ووضعتها علي أعلي المواقع الحكومية والعسكرية والامنية، وشجعتها علي بسط نفوذها وهيمنتها علي العاصمة بغداد وأغلب المحافظات العراقية، وهذه القيادات وجدت في الاحتضان الامريكي لها ودعم مشاريعها الانفصالية والتقسيمية، ما جعلها تفقد توازنها وتنسي حجمها الفعلي، وراحت تتصرف بصلافة وعنجهية مع العراقيين الحريصين علي سيادة بلادهم ووحدة شعبهم، وصارت النزعات والتصريحات التي تنادي بالانفصال والتقسيم مسألة عادية لديها، ترافقها حملات تخويف للشيعة والاكراد من مستقبل خطير يتهددهم اذا لم يوافقوا علي تقسيم العراق، تحت ستار الفيدرالية والاقليم شعارا والانفصال التدريجي هدفا، وأبرز مظاهر هذه الحملة قيام الحلف الرباعي بين حزبي طالباني وبارزاني الكرديين الانفصاليين، وحزبي الدعوة والمجلس الاعلي الشيعيين الطائفيين، والمفارقة ان قيادات هذه الاحزاب الاربعة هي التي تحكم العراق في ظل الاحتلال منذ اكثر من اربع سنوات، ولكنها كما أثبتت الاحداث الميدانية، مسكونة بالخوف من المستقبل الذي تدرك انه ليس في صالحها، فتلجأ الي اقامة احلاف وتحالفات فيما بينها تطبل وتزمر لها ابعادا للرعب الذي تعيشه من ضياع السلطة عاجلا أم آجلا.
ومن يتمعن جيدا في تحذيرات عبد العزيز طباطبائي رئيس المجلس الاعلي التي يطلقها باستمرار حتي وهو يقترب من قبره، الي من يسميهم بأتباع أهل البيت ويقصد بهم الشيعة، بضرورة انشاء الكيان الشيعي للحفاظ علي مكاسب الشيعة التي حصلوا عليها الآن بعد انتظار ألف واربعمائة سنة من الظلم والغبن اللذين لحقا بهم ـ حسب اجتهاداته المريضة ـ فانه يفصح عن خطط مبيتة لعزل تسع محافظات عن العراق ما دام الامريكيون محتلين، وتنصيب نجله عمار الذي يرتفع نجمه يوما بعد يوم رئيسا لهذا الكيان المشوه، ومن يتأمل تهديدات مسعود بارزاني باشعال حرب اهلية اذا لم يستحوذ علي كركوك، يدرك تماما ان الرجل يستعجل قيام دولة كردستان اليوم او غدا ما دام الاحتلال قائما، والامر نفسه ينطبق علي جلال طالباني ونوري المالكي، اللذين يتصرفان عنصريا وطائفيا، كرئيسي حزبين بعيدا عن وظيفتيهما الحكومتين كرئيسين للجمهورية والوزراء.
وعموما.. فان الامور في خواتيمها، كما يقول المثل العربي الشائع، فالعراق محتل ومستباح وفي وضع طاريء، ولانه كذلك فان مشاريع كثيرة طارئة تطرح سواء من قبل الامريكي الاستعماري بايدن او من الكردي الانفصالي بارزاني او من الشيعي الطائفي طباطبائي او من اتباعهم، غير ان العبرة في المحصلة، لمن يثبت في الميدان، الامريكان سينسحبون لا محالة، وعندها ستتهاوي المشاريع والخطط التي بنوها او التي اقامها التابعون لهم في ظل احتلالهم، ويعود العراق الي أهله الاصلاء، واصحابه التأريخيين الشرعيين، الذين شادوا العراق لبنة لبنة وقدموا التضحيات والدماء من اجل نهوضه والارتقاء به، اما اولئك الغرباء والوافدون علي العراق، والمتآمرون علي سيادته ووحدته، فمصيرهم معروف.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
أول وفاة في العراق
جهاد الخازن
الحياة

في المغرب أعلنت الحكومة تعزيز وحدات خفر السواحل لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين من فرنسا وإسبانيا، وأصدرت قراراً ببناء معسكرٍ ثانٍ لاستقبال اللاجئين الأوروبيين الذين تلفظهم القوارب على شواطئ المغرب.

وفي الأردن قررت الحكومة التبرع بفائض ماء الأنهار للدول التي تعاني من جفاف في المنطقة، وهي سورية وتركيا وأرمينيا.

متى حدث هذا؟ في المشمش طبعاً، وأعترف بأن فكرة المقال ليست لي. فقد تلقيت عبر الإنترنت من مصدر لا أعرفه صفحتين عن العراق مُلئتا بأخبار من النوع الذي بدأت به. وسأختار مما تلقيت بضعة نماذج قبل ان أكمل من عندي بأخبار دول عربية أخرى.

- اليونان تعيش في ظلام دامس أربع دقائق بسبب عطل في محطة الدورة، والحكومة العراقية تعتذر للسفير اليوناني.

- إقالة وزير الاتصالات بعد ان ثبت ان مواطناً اتصل برقم هاتف ووجده مشغولاً. وقد أهدت الحكومة المواطن قمراً اصطناعياً على سبيل التعويض.

- استياء المواطنين العراقيين نتيجة لتدافع مليوني لاجئ من سورية والأردن على الأراضي العراقية طلباً للأمن والأمان.

- العراق يعلن مقتل أربعة من جنوده في كمين شمال لندن، والبرلمان في بغداد يصوت على عودة القوات العراقية من بريطانيا.

- العراق يستورد 1200 مجرم و400 مهرب لتوفير فرص عمل للشرطة والقضاة والمحامين الذين يعانون من البطالة منذ أربع سنوات بسبب استقرار الأوضاع وانتشار الأمن.

ما سبق بعض ما قرأت في الموضوع العراقي، وأكمل بالآخرين:

- وقع انفجار على طريق المزة في دمشق قتل فيه نائب في البرلمان السوري كان عاد في الصباح من فرنسا. واتهمت الحكومة فوراً أجهزة الأمن اللبنانية بالمسؤولية، فيما نقلت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية عن «مصدر مسؤول» إدانة لبنان أعمال الإرهاب في الشقيقة سورية. وأصدر البيت الأبيض بياناً يؤيد التفجير.

- في السودان، أعلنت خطة لزيادة ساعات عمل موظفي الحكومة من ست إلى عشر في اليوم بناء على طلب نقابات الموظفين، غير ان الحكومة نصحت الموظفين بأن يحاولوا النوم في المكاتب حرصاً على صحتهم.

- قررت الحكومة اليمنية توزيع السلاح الفردي على المواطنين، كلاشنيكوف وخناجر، لحماية أنفسهم بعد تردد أنباء عن غزو وشيك من جزر القمر.

- فازت جزر القمر ببطولة العالم في كرة القدم بعد ان هزمت البرازيل في المباراة النهائية ثلاثة – صفر.

- أعلنت الحكومة المصرية فائضاً هائلاً في إنتاج الأغنام والدواجن تضاف إلى 50 مليون طن من القمح والذرة لا تجد الحكومة مكاناً لتخزينها في صوامع الغلال بسبب وفرة الموسم هذه السنة.

وقررت مصر التبرع بفائضها الزراعي والحيواني إلى الدول الفقيرة، مثل كندا والولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا.

- قررت الحكومة (أي حكومة؟) إحالة وزير الاتصالات على القضاء بعد ان فضحت الصحف عمليات فساد وتزوير في وزارته، كما قررت الحكومة منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لأربعة رؤساء تحرير قادوا الحملة ضد الوزير.

- ضبطت في الخليج شبكة يرأسها هندي ترسل العمال الكويتيين والقطريين والسعوديين إلى سري لانكا والهند وبنغلادش للعمل بأجور متدنية في مصانع الألبسة والأحذية الرياضية والألعاب.

- قرر الأردن بيع النفط بأسعار تشجيعية إلى العراق اعترافاً بدور العراق في استقبال اللاجئين الأردنيين خلال سنوات الاحتلال الأميركي.

- أعلنت إسرائيل انسحاباً كاملاً غير مشروط من الأراضي المحتلة، وترك بيوت المستوطنين للاجئين الفلسطينيين، وموافقتها على دولة فلسطينية مستقلة تضم الأراضي المحتلة والقرى والمدن ذات الغالبية العربية في الجليل، إلا ان السلطة الوطنية في رام الله رفضت العرض وأصرت على دولة في 80 في المئة من الأرض التي احتلت سنة 1967.

- قرر العقيد معمر القذافي اعتزال السلطة في ليبيا معترفاً بفشله في الحكم على امتداد 38 سنة عجافاً، وأعلن انه سينتقل إلى تشاد لقضاء سنوات تقاعده على شاطئ البحر يكتب مذكراته.

- سيقود الجنرال الصومالي عيد سعيد قوة دولية لحفظ السلام في سويسرا، كما سترسل الصومال لجنة من الخبراء الماليين إلى لوكسمبورغ لإصلاح النظام المالي فيها.

- أعلن فريقا 14 آذار و8 آذار التوصل إلى رئيس توافقي، إلا ان البطريرك صفير والمفتي قباني رفضا المرشح، في حين ينتظر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تعيين رئيس خلفاً للإمام موسى الصدر لإبداء رأيه.

- الاتحاد الأوروبي يطلب من الجامعة العربية تشجيع المواطنين في الدول العربية والإسلامية على الهجرة إلى أوروبا تعويضاً عن عجز الرجال وعقم النساء فيها، غير ان الجامعة لم تتخذ موقفاً نهائياً من الطلب في وجه معارضة شديدة من دول المغرب العربي لانتقال مواطنيها إلى الشمال.

أعود في النهاية إلى الموضوع العراقي الذي أوحى بهذه السطور، ففيه ان العراق أعلن الحداد 40 يوماً بسبب وفاة شيخ عمره 99 عاماً، لأن الوفاة لأسباب طبيعية غير معروفة في العراق، علماً ان المرحوم كان مصاباً بالسكري والضغط وضعف القلب وتشمع الكبد وسرطان الرئة. وذكرت الصحف ان هذه كانت أول وفاة في العراق منذ أربع سنوات ونصف سنة
.

ليست هناك تعليقات: