Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 26 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاربعاء 26-9- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
مكان النشر
اسم الكاتب
عنوان المقالة او الافتتاحية
ت
الدستور
حسن نافعة
لا حل إلا بتنحية بوش ومحاكمته
1
وسط ضجة إعلامية لا مثيل لها وتحت سمع وبصر العالم كله ، ناقش الكونجرس الأمريكي تقريرا أعده رايان كروكر ، سفير الولايات المتحدة ، والجنرال بترايوس ، قائد القوات الأمريكية في العراق. وقد توصل هذا التقرير إلى خلاصة مفادها "أن الوضع في العراق ما زال تحت السيطرة بل ويشهد تحسنا في النواحي الأمنية وبالتالي لا يوجد مبرر للقلق وما على الشعب الأمريكي إلا أن يتحلى بقليل من الصبر ليصبح النصر هناك في متناول اليد".
وأظن أن هذه الخلاصة هي في ذاتها رسالة سياسية موجهة للداخل الأمريكي وتضفي على هذا التقرير طابعا تبريريا تجعل من مناقشته أمرا لا قيمة له كل ما ورد به من أرقام وإحصاءات ورسوم بيانية ومصطلحات حمالة الأوجه. ولأن التقرير صادر عن موظفين تابعين للادارة الأمريكية ومسئولين عن تنفيذ سياستها في العراق ، بشقيها الدبلوماسي والعسكري ، فلم يكن من المتوقع على اي حال أن يتضمن تقييما موضوعيا ومحايدا لهذه السياسية. ومع ذلك فلهذا التقرير أهمية كبرى باعتباره كاشفا لحقيقة نوايا إدارة بوش واتجاهات تفكيرها في المرحلة المقبلة.
فلو كانت هذه الإدارة مستعدة حقا لتغيير مسار سياستها في العراق لانتهزت المناسبة للاعتراف ببعض ما ارتكبته من أخطاء في الماضي ولأرسلت من خلال هذا التقرير إشارات توحي بأنها استخلصت منها دروسا مستفادة يمكن أن تعينها على تجنب الوقوع في المزيد منها مستقبلا. غير أن ما حدث كان هو العكس تماما.
فالتقرير جاء ليؤكد ، صراحة أو ضمنا ، أن السياسة المتبعة في العراق كانت وما تزال صحيحة ولم يبق إلا الإصرار على المضي قدما في ذات الطريق للوصول إلى الغاية المنشودة وجني الثمار كاملة في النهاية، لقد تعمد التقرير عند تشخيصه وتحليله للأزمة الراهنة البعد عن الغوص في جذورها وأسبابها التي تقطع بأن غزو العراق استند إلى معلومات مضللة وأن السياسة التي رسمت لإدارته في مرحلة ما بعد الغزو والاحتلال بنيت على فرضيات غير صحيحة ، ولذا فقد تعذر عليه تماما تبين السبل الحقيقية الكفيلة بمعالجة هذه الأخطاء.
ولأنه تعمد أن يحصر نفسه في "البعد الأمني" للأزمة ، باعتباره المعضلة التي يتعين أن يعثر لها على حل ، فقد كان من الطبيعي أن يدخل التقرير في تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع لإثبات أن العنف في العراق انخفض منذ قرار الرئيس بوش زيادة عدد القوات العاملة في العراق، لقد أصبح واضحا تماما الآن ، وبما لا يقبل أي مجال للجدل ، أن تقرير كروكر - بترايوس لم يستهدف سوى شيء واحد وهو تبرير قرار بوش بزيادة أعداد القوات العاملة في العراق ، بدلا من خفضها كما كان يقترح تقرير بيكر - هاميلتون. دليلنا على ذلك أن بؤرة الاهتمام في هذا التقرير تركزت على محاولة إثبات أن زيادة أعداد القوات العاملة هي التي أدت إلى تحقيق "نجاحات وإنجازات" أمنية ملموسة والتي لولاها لاستحال التفكير في أي سحب ، ولو جزئي ، للقوات. بعبارة أخرى يمكن القول أن إدارة بوش حاولت استخدام هذا التقرير كأداة للتظاهر ، ولو بطريقة ملتوية ، لتفهمها لموقف الرأي العام الأمريكي من قضية الانسحاب. فما إن صدر التقرير حتى راحت إدارة بوش تؤكد أن الانجازات الأمنية التي تحققت تمكنها الآن من سحب بعض القوات العاملة فورا دون ما ضرورة لإحلالها بقوات أخرى والشروع في سحب منظم لأعداد قد تصل بحلول الصيف القادم إلى حوالي ثلاثين ألف جندي.
غير أن هذه الإدارة لم تنتبه إلى حقيقة أنها أفصحت بهذه الطريقة ، من حيث لا تدري ، عن الأسباب التي دفعتها من قبل لاتخاذ قرارها بزيادة أعداد القوات بدلا من خفضها. فمن الواضح الآن أنها لجأت إلى هذا التكتيك كوسيلة لتفادي أي تخفيض لأعداد القوات التي تريد أن تحتفظ بها على نحو دائم في العراق،
نحن إذن أمام مناورة تكتيكية هدفها التضليل والانحناء قليلا أمام العاصفة ، من خلال الإيجاء بأن عملية الانسحاب التي يطالب بها الرأي العام بدأت بالفعل ، على أمل تجاوز مرحلة الانتخابات الرئاسية الحرجة والتي توشك حملتها أن تبدأ رسميا ، ومنح أعضاء الكونجرس من الجمهوريين زادا يبقيهم على قيد الحياة ويمكنهم من الصمود في وجه هجوم ديمقراطي كاسح يحاول استغلال ما يجري في العراق لضمان الفوز بمقعد الرئيس.
وفي تقديري أنه ما كان يمكن لإدارة بوش أن تقدم على مناورة مكشوفة من هذا النوع ما لم تكن واثقة من انعدام الخيارات والبدائل المتاحة أمام الديمقراطيين لحملها على تغيير المسار وإجبارها على انتهاج مسار آخر يتعارض مع رؤيتها وقناعاتها الأيديولوجية. ومن شأن هذا الوضع منح بوش وعصابته فرصة إضافية ليس فقط للاستمرار في السياسة المتبعة تجاه العراق ولكن للمضي قدما نحو تنفيذ مخططات أوسع ترمي لإقامة شرق أوسط جديد ، بما في ذلك احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران أو حتى ضربة عسكرية كاسحة ومتزامنة لكل من إيران وسوريا وحزب الله وحماس،. وهنا مكمن الخطر. فالمشكلة التي يواجهها العالم الآن لا تكمن في وجود إدارة أمريكية متطرفة تشكل خطرا على الأمن العالمي ، بما في ذلك أمن الولايات المتحدة نفسها ، ولكن أيضا في عجز النظام السياسي الأمريكي عن التعامل مع هذه الإدارة الحمقاء بطريقة تمكنه من تجنب شرورها المقبلة،. وتلك مسألة هامة ينبغي أن نتوقف عندها بقدر أكبر من التحليل لأن المعضلة الحقيقية لم تعد تتعلق بكيفية تصحيح أخطاء تم ارتكابها في الماضي وإنما بكيفية منع الإدارة الحالية من ارتكاب حماقات جديدة أكبر وأخطر.
ولذا تبدو الكرة في ملعب النظام الأمريكي بأكثر مما تبدو في ملعب بوش. من المعروف أن في حياة المجتمعات ، خاصة في المراحل التي تشهد تحولات تاريخية كبرى ، لحظات قلق أو عدم يقين قد تسلم فيها القيادة لمن ليس أهلا لها. غير أنه يفترض في النظم السياسية الديمقراطية المخضرمة ، ومنها النظام الأمريكي ، أن تحتوي ما يكفي من آليات الرقابة والضبط لكبح جماح أي أهواء شخصية أو نزعات دكتاتورية ولمحاصرة الأيديولوجيات المتطرفة وبالتالي تصحيح ما قد يرتكب من أخطاء أو منع التمادي فيها ، إن وقعت ، والحيلولة دون تسببها في أزمات وكوارث كبرى.
غير أن ذلك لم يكن للأسف حال النظام السياسي الأمريكي منذ انتخابات عام 2000 والتي فاز فيها رجل محدود الخبرة والقدرات ومتطرف أيديولوجيا بأهم وأخطر منصب في العالم بحكم من المحكمة الفدرالية العليا ، على الرغم من حصول منافسه آل جور في هذه الانتخابات على عدد أكبر من إجمالي أصوات الناخبين.
فبعد أشهر قليلة من تولي هذا الرجل لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة وقعت أحداثا استثنائية خلقت جوا هستيريا من الخوف والكراهية مكن لنخبة أيديولوجية متطرفة من السيطرة على أليات النظام برمته واختطافه وتوظيف إمكاناته الهائلة لخدمة أجندة سياسية حمقاء. وربما يكون الحزب الديمقراطي المعارض قد وجد نفسه مضطرا للانحناء أمام العاصفة الهوجاء خشية التشكيك في "وطنيته" وللتأكيد على أنه لا يقل حرصا على الأمن القومي ، غير أن النظام السياسي الأمريكي كله بدا وكأنه أصيب بالعطب.
فقد أصبحت ساحته خالية إلا من عصابة فقدت رشدها وراحت تضرب في كل مكان محاولة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التمكين لمشروعها الخاص للهيمنة على العالم تحت ستار "الحرب الكونية على الارهاب". كانت بعض القوى والتيارات السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها قد حاولت التماس الأعذار للرئيس بوش وتبرير قراره لشن الحرب على أفعانستان. وربما كان لهذه القوى بعض الحق في اتخاذ مثل هذا الموقف ، بالنظر إلى ما قام به تنظيم القاعدة ومساندة حركة طالبان لها. غير أن تلك الأعذار كلها ما لبثت أن سقطت بعد أن راح البيت الأبيض يصوب آلة حربه الجهنمية نحو العراق ويوزع التهديدات يمينا وشمالا على كل من يخالف سياساته في المنطقة وخارجها.
ومع الانكشاف التدريجي لما خفي من سلوك إدارة تتصرف بمنطق العصابات وليس بمنطق السلطة التنفيذية المسئولة ، بدأ حاكم البيت الأبيض يتجلى لكثيرين كرجل فقد عقله وأصبح مستحقا لإقامة دعوى الحجر عليه. وفي سياق كهذا كان من الطبيعي أن يخضع النظام السياسي الأمريكي لاختبار قاس بدا وكأنه غير قادر على اجتيازه وربما على وشك الرسوب فيه بالفعل،. فكل الجرائم التي ارتكبتها إدارة بوش أو "عصابة البيت الأبيض" لم تكن ، على كثرتها ، كافية لتحريك آليات النظام لشلها ومنعها من التمادي في غيها. ورغم ما يبديه الحزب الديقراطي حاليا من يقظة مفاجئة إلا أن هذه اليقظة جاءت متأخرة ولا تبدو غير كافية لمحاصرة ناهيك عن علاج ما وقع من ضرر. يفترض في النظم الديمقراطية العريقة كالنظام الأمريكي أن يتحرك على الفور لمحاسبة حكامه حين يثبت بالدليل القاطع أنهم كذبوا عليه وتعمدوا خداعه وتضليله ولجأوا إلى اكثر الأساليب خسة ودناءة لتبرير حرب غير مشروعة على بلد عضو في الأمم المتحدة ضد رغبة مجلس الأمن ورغم أنفه.
غير أن النظام الأمريكي لم يحرك ساكنا ، ولفترة طويلة بدا وكأنه على استعداد لابتلاع الإهانة وغض الطرف عن كل القيم التي دهسها حكامه بالأقدام لو كان هؤلاء قد نجحوا في الإفلات بعملية سطوهم المسلح على العراق بأقل الخسائر الممكنة. وفي هذا السياق وحده يمكن فهم لماذا لم تتحرك مؤسسات النظام الأمريكي ولماذا فشل الحزب الديمقراطي المنافس في تحريك الرأي العام وتعبئته للضغط لوقف الحرب على العراق خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2004 ، كما يمكن فهم لماذا استطاع بوش أن يقنع الناخب الأمريكي بتجديد الثقة فيه لولاية ثانية وبأغلبية ساحقة هذه المرة.
ما زلت أتذكر مقالا كتبته قبيل هذه الانتخابات طالبت فيه الشعب الأمريكي بأن يعبر عن ندمه لانتخاب رجل توحي ملامحه وتصرفاته بإصابته بنوع من التخلف فطري ، بالامتناع عن تجديد ثقته به بعد أن تبين أنه يشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة ذاتها وليس فقط على السلم والأمن في العالم. غير أن الشعب الأمريكي خذلني كما خذل الكثيرين من أمثالي ، ولم يتنبه إلى أنه أخطأ في حق نفسه وفي حق العالم بإعادة انتخاب بوش رئيسا إلا متأخرا جدا وبعد أن اكتشف أنه بدأ يخسر الحرب في العراق. الدليل على ذلك تصويت أغلبية الشعب الأمريكي لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس واستمرار تدهور شعبية بوش إلى أن وصلت لآن إلى أقل من 30%.
ما فات لم يمت وما تزال آثاره تستنزف الشعب الأمريكي دما ومالا وبمعدلات تتزايد كل يوم. ومع ذلك يبدو هذا الشعب المسكين وكأنه مغلوب على أمره ويعيش في دولة تنتمي للعالم الثالث بعد أن أصبح يواجه معضلة أكبر. فأكثر ما يخشاه كثير من الأمريكيين الآن لم يعد يتعلق بسبل معالجة الآثار السلبية لأخطاء سابقة بقدر ما أصبح يتعلق بكيفية منع لرئيس أهوج من ارتكاب حماقات لاحقة ، كضرب إيران مثلا ، وهو إن حدث فسوف تبدو كل حماقاته السابقة ضربا من عبث الأطفال،
وللأسف الشديد فإن كل الدلائل تشير إلى أن النظام الأمريكي بتركيبته الراهنة ليس قادرا على الحد من قدرته على ارتكاب الحماقات. لقد حكم العراق فيما مضى طاغية يسمى صدام حسين اتهم بقتل وتعذيب واضطهاد آلاف الأشخاص. ثم جاء جورج بوش رافعا شعار تحرير العراق من حكم الطاغية وتدمير أسلحة دمار شامل ثبت أن الطاغية لا يمتلك مثقال ذرة منها.
وبدلا من بناء عراق امن وحديث وديمقراطي راح بوش يزرع الفوضى في كل مكان. فتسبب في قتل مليون عراقي وتشريد أربعة ملايين آخرين وتعذيب آلاف الرجال والنساء واغتصابهم في السجون والشوارع والبيوت. وها هو الآن يستعد لتكرار المشهد نفسه في إيران بدعوى امتلاك هذه الأخيرة للسلاح النووي. وأظن أن تجنب الكارثة القادمة يتوقف على تنحية بوش تمهيدا لمحاكته كمجرم حرب. لذلك أعتقد أن الكرة الآن في ملعب النظام الأمريكي وليس في اي ملعب آخر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العراق بين كلفة الحرب وأعداد المهاجرين
عبدالمجيد جرادات
الدستور
تداولت معظم الصحف الأميركية ، خلال اليومين الماضيين خبرا يقول"ان الرئيس جورج بوش الابن ، طلب من الكونجرس ، الموافقة على رصد مبلغ 195بليون دولار ، لتمويل حملته العسكرية على العراق وأفغانستان خلال العام المقبل "2008 ، وبمقارنة أولية نجد أن هذا المبلغ يشكل ضعفي ما كان عليه في بدايات الحملة ، فقد كان عام 2004 بحدود 94 بليون دولار ، وقفز عام 2005 الى 108 بلايين دولار ، وفي عام 2006 وصل إلى 122 بليون دولار.
السؤال المطروح هو: كيف يتبلور هذا التوجه في ظل تراجع أداء قوات الاحتلال ، وعدم تمكنها من توفير الحدود الدنيا من الاستقرار ، وإذا تم التفكير على سبيل المثال ، بموضوع هجرة العراقيين بحثا عن الأمن المفقود بالنسبة لهم ، فإن السيناريو المتجدد يطرح على المؤتمنين والمهتمين قضية تبدو بأمس الحاجة للمناقشة والتصدي لأثارها السلبية على المدى المنظور ، ذلك لأن طابع النزوح من قبل أبناء الرافدين ، بدأ يأخذ بعدا يؤكد أن النوايا المبيتة ، تختلف عن الشعارات المطروحة ، ومن باب التذكير نقول أن أعداد المهاجرين منذ بداية غزو العراق عام 2003 تجاوز"المليونين" ، فأين حقوق الإنسان والديمقراطية الموعودة؟ في إحدى الفرضيات التي نوقشت قبل مجيء قوات الاحتلال ، قيل أن فكرة النزوح خارج العراق سوف تتعارض مع أهداف الخطة الموضوعة على اعتبار أن الهدف المعلن للحرب هو الإطاحة بالقيادة السابقة ، وإذا تم التوسع في الملاحقات والتصفيات ،
فإن الأوراق تصبح مكشوفة ولهذا السبب ، كان من المفروض تهيئة أماكن تصون حياة المدنيين الأبرياء داخل العراق ، إلا أن هذا الترتيب اصطدم على ما يبدو بأمرين ، أولهما ، الحالة الفوضوية ، وانعدام الأمن ، والأمر الثاني ، يتلخص بوجود خطة خبيثة ، وهي توفير مناخات تعليمية غير مواتية ، تسهم مع الزمن بالتقليل من الحوافر والإمكانيات التي تأخذ بيد المبدعين والموهوبين ، حتى لا يكونوا أدوات فاعلة في حركة التجدد والسير في ركب التطور في بلدهم الأم.
من وجهة نظر خبراء العلوم الاجتماعية ، الذين قدموا العديد من النصائح للسياسيين والمشرفين على التحكم بممتلكات العراقيين فإن "منهجية التحييد أو الإقصاء وزيادة جرعات الاحتقانات"هي السلاح الأقوى لنجاح خططهم الاستراتيجية ، والسبب هو أن وضع شرائح كبيرة في حالة من التوتر والقلق على سلامة أنفسهم وأبنائهم ، يحول دون مشاركتهم الفاعلة في بناء وطنهم ، إذ كثيرا ما يؤدي الإحساس بالغربة أو الاغتراب ، إلى "الانسحاب من التفاعلات التي تلتقي مع المصالح العليا للجميع " ومن المتفق عليه أن هذا الواقع يتعارض مع متطلبات الانسجام والتعاون ، ويكون سببا في إثارة التناقضات بين أبناء المجتمع الواحد.
تشير المتابعات الدقيقة إلى أن المدارس التي يقبل فيها أبناء العراق ، أينما حلوا في الوطن العربي مزدحمة ، وليست مريحة ، وبالمحصلة فإن المخرجات المتوقعة لن تكون ضمن المقاييس التي تليق بأبناء الرافدين ، وبموجب الحسابات السياسية التي نفذت على ضوئها المراحل العسكرية ، فإن هذه المعادلة مطلوبة من زاوية الحيلولة دون تمكين العراقيين من أخذ موقعهم الطبيعي في ميادين الريادية والإبداع ، فهل من حالة توافق تكون مدخلا لتمركز العراقيين حول المحافظة على هويتهم الوطنية ، وصون مستقبل أطفالهم؟
am_ jaradat@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العراق بين كلفة الحرب وأعداد المهاجرين *

عبدالمجيد جرادات
الدستور

تداولت معظم الصحف الأميركية ، خلال اليومين الماضيين خبرا يقول"ان الرئيس جورج بوش الابن ، طلب من الكونجرس ، الموافقة على رصد مبلغ 195بليون دولار ، لتمويل حملته العسكرية على العراق وأفغانستان خلال العام المقبل "2008 ، وبمقارنة أولية نجد أن هذا المبلغ يشكل ضعفي ما كان عليه في بدايات الحملة ، فقد كان عام 2004 بحدود 94 بليون دولار ، وقفز عام 2005 الى 108 بلايين دولار ، وفي عام 2006 وصل إلى 122 بليون دولار.
السؤال المطروح هو: كيف يتبلور هذا التوجه في ظل تراجع أداء قوات الاحتلال ، وعدم تمكنها من توفير الحدود الدنيا من الاستقرار ، وإذا تم التفكير على سبيل المثال ، بموضوع هجرة العراقيين بحثا عن الأمن المفقود بالنسبة لهم ، فإن السيناريو المتجدد يطرح على المؤتمنين والمهتمين قضية تبدو بأمس الحاجة للمناقشة والتصدي لأثارها السلبية على المدى المنظور ، ذلك لأن طابع النزوح من قبل أبناء الرافدين ، بدأ يأخذ بعدا يؤكد أن النوايا المبيتة ، تختلف عن الشعارات المطروحة ، ومن باب التذكير نقول أن أعداد المهاجرين منذ بداية غزو العراق عام 2003 تجاوز"المليونين" ، فأين حقوق الإنسان والديمقراطية الموعودة؟ في إحدى الفرضيات التي نوقشت قبل مجيء قوات الاحتلال ، قيل أن فكرة النزوح خارج العراق سوف تتعارض مع أهداف الخطة الموضوعة على اعتبار أن الهدف المعلن للحرب هو الإطاحة بالقيادة السابقة ، وإذا تم التوسع في الملاحقات والتصفيات ،
فإن الأوراق تصبح مكشوفة ولهذا السبب ، كان من المفروض تهيئة أماكن تصون حياة المدنيين الأبرياء داخل العراق ، إلا أن هذا الترتيب اصطدم على ما يبدو بأمرين ، أولهما ، الحالة الفوضوية ، وانعدام الأمن ، والأمر الثاني ، يتلخص بوجود خطة خبيثة ، وهي توفير مناخات تعليمية غير مواتية ، تسهم مع الزمن بالتقليل من الحوافر والإمكانيات التي تأخذ بيد المبدعين والموهوبين ، حتى لا يكونوا أدوات فاعلة في حركة التجدد والسير في ركب التطور في بلدهم الأم.
من وجهة نظر خبراء العلوم الاجتماعية ، الذين قدموا العديد من النصائح للسياسيين والمشرفين على التحكم بممتلكات العراقيين فإن "منهجية التحييد أو الإقصاء وزيادة جرعات الاحتقانات"هي السلاح الأقوى لنجاح خططهم الاستراتيجية ، والسبب هو أن وضع شرائح كبيرة في حالة من التوتر والقلق على سلامة أنفسهم وأبنائهم ، يحول دون مشاركتهم الفاعلة في بناء وطنهم ، إذ كثيرا ما يؤدي الإحساس بالغربة أو الاغتراب ، إلى "الانسحاب من التفاعلات التي تلتقي مع المصالح العليا للجميع " ومن المتفق عليه أن هذا الواقع يتعارض مع متطلبات الانسجام والتعاون ، ويكون سببا في إثارة التناقضات بين أبناء المجتمع الواحد.
تشير المتابعات الدقيقة إلى أن المدارس التي يقبل فيها أبناء العراق ، أينما حلوا في الوطن العربي مزدحمة ، وليست مريحة ، وبالمحصلة فإن المخرجات المتوقعة لن تكون ضمن المقاييس التي تليق بأبناء الرافدين ، وبموجب الحسابات السياسية التي نفذت على ضوئها المراحل العسكرية ، فإن هذه المعادلة مطلوبة من زاوية الحيلولة دون تمكين العراقيين من أخذ موقعهم الطبيعي في ميادين الريادية والإبداع ، فهل من حالة توافق تكون مدخلا لتمركز العراقيين حول المحافظة على هويتهم الوطنية ، وصون مستقبل أطفالهم؟
am_ jaradat@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
هل نحتاج «للمصالحة الوطنية» في العراق؟
نير إيزيكوفيتس
بوسطن غلوب

ربما بدلا من الحديث عن المصالحة السياسية ، نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل فكرة الهدنة وإضافتها إلى مخزوننا السياسي والفكري.
"المصالحة" ، مثل "الإرهاب" ، أصبحت أحدى الكلمات التي من السهل استخدامها لكن من الصعب تفسيرها. اخبرونا ، أن زيادة القوات الأميركية في العراق كان هدفها شراء الوقت للحكومة المحلية "لتحقيق المصالحة الوطنية". ويشير مسؤولو إدارة بوش الى التقدم في "المصالحة الوطنية" كعامل رئيسي في مسألة اتخاذ قرار البدء بإعادة الجنود الأميركيين إلى البلاد. وأصر الرئيس جورج بوش ، في خطابه الأخير ، على انه "ما ان تتم المصالحة المحلية" فانه يتعين على الحكومة العراقية أن تظهر المزيد من "التصميم" على نشرها في جميع أنجاء الدولة. لكن ما هي المصالحة السياسية؟ وماذا يعني هذا المفهوم ، الذي تعتمد عليه ، بشكل متزايد ، استراتيجيتنا للخروج من العراق؟ ربما من الأسهل البدء بما لا يعنيه. هناك بالتأكيد المزيد للتصالح عليه اكثر من وقف الاعمال العدائية. فإذا توقف كل من السنة والشيعة عن تفجير بعضهما البعض غدا ، فقد يبقى العراق دون مصالحة. فعلى سبيل المثال ، ليس هناك أحد يمكن أن يدعي جادا أن إسرائيل وحزب الله قد توصلا للمصالحة فقط لأنهما توقفا عن إطلاق النار لمدة عام. هناك ايضا المزيد مما يجب التصالح عليه بين عدوين أو أكثر ، من التوصل لاتفافية عادلة حول طريقة تقسيم الموارد المتنازع عليها. توصل كل من إسرائيل ومصر لمثل تلك الاتفاقية بشكل سريع في عام 1979. أعيدت شبه جزيرة سيناء لمصر ، وتم تبادل السجناء ، وأعيد موتى الحرب إلى البلاد. منذ ذلك الوقت ، لم يكن للإسرائيليين والمصريين سوى القليل من الإدعاءات ضد بعضهم البعض. ولم يكونوا راغبين بالقيام بأي شيء لكل منهما ضد الآخر. وعلى الاغلب بعد ثلاثين عاما من تصافح جيمي كارتر ومناحيم بيغن وأنور السادات في حديقة البيت الأبيض ، لم يكن هناك على الاغلب علاقات ثقافية أو شخصية بين البلدين. هل يمكن اعتبار هذا الوضع مصالحة سياسية؟ بتطبيق هذا الأمر على العراق ، حتى لو أن الفصائل المتحاربة هناك قد توصلت إلى اتفاقية عادلة في الغد بشأن توزيع عائدات النفط ، واستخدام أموال إعادة الإعمار وصياغة الدستور ، فسيبقوا غير متوصلين إلى مصالحة. ثم ان هناك المزيد في المصالحة السياسية أكثر من التوقف عن العداء أو من التوصل لمجموعة من الاتفاقيات الرسمية العادلة. لكن ما هي؟ هل تتطلب المصالحة تسامحا متبادلا أم ان ذلك توقع مبالغ في التفاؤل؟ وهل يمكن للاعتراف بالانتهاكات الماضية ان تسهل المصالحة ، أم ان الانشغال بالماضي سيمنعها؟ وهل يجب معاقبة الذين اعترفوا بتلك الانتهاكات ، وإذا كان الأمر كذلك ، كيف يكون العقاب؟ تلك هي أنواع القضايا التي يتعين أن يفكر بها العراقيون وأصدقائهم مليا إذا أريد "للمصالحة السياسية" ان تكون أكثر من مجرد مقطع اذاعي تلفزيوني.
لكن قبل تلك البدايات الحوارية ، هناك مجموعة أساسية من الأسئلة تستحق التفكير فيها: هل علينا دائما السعي للمصالحة الوطنية ، أم ان هناك ظروفا تبرر لها ان تستهف توقعات ادنى؟ ألا نزيد فرص الفشل إذا اصررنا أن السلام الشامل مع العدل هو البديل الوحيد للحرب؟ ربما بدلا من الحديث عن المصالحة السياسية ، نحتاج إلى إعادة تأهيل فكرة الهدنة (وهي فكرة ، بمحض الصدفة ، كان لها تاريخ غزير في الديانة والشريعة الإسلامية ) وإضافتها إلى مخزوننا الفكري والسياسي. الانفراج في العلاقات الدبلوماسية كان أحد أشكال تلك الهدنة ، ورغم كل ما فيه من سخرية ولااخلاقية ، فقد منع الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي من تدمير العالم ، إلى أن نضجت الظروف لاقامة علاقة طموحة ومبنية على المبادئ بينهما. وكما أشار الفيلسوف الفرنسي فولتير فان "الأفضل هو عدو الجيد". وهذه نصيحة قوية عندما نفكر بمتى وكيف سنغادر العراق. الا ان المحزن ، هو اننا تسببنا بقدر من الفوضى هناك بحيث يبدو "الجيد" الآن شيئا بعيد المنال.
- نير إيزيكوفيتس ، استاذ الفلسفة السياسية والقانونية في جامعة سوفولك ، ويعد كتابا عن المصالحة السياسة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
دور الأمم المتحدة ومستنقع الموت العراقي!
طارق مصاروة

الرأي الاردن

لم يفهم احد معنى اعطاء الأمم المتحدة دوراً اكبر في العراق. ولم يكترث الذين اقترحوا على مجلس الامن هذا القرار بتحديد هذا الدور، أو بأهدافه أو بآلياته. ولذلك فدعوة أعضاء كثيرين لمناقشته في نيويورك، من الذين يجاورون العراق او يحتلونه، او يشاركون في كارثته ليست الا عالة عبثية ذلك ان العراق هو الغائب الوحيد عن هذه المناقشة فالسيد المالكي لم يعد يحوز ثقة الاغلبية النيابية.. خاصة وان حزب الدعوة.. حزبه، لم يعد شريكا في وزارته الى جانب التيار الصدري، والفضيلة، والحزب الاسلامي، وتجمعات السُنّة والليبراليين!!.

ليست الخطورة الآن هي في تدهور الاحتلال الاميركي للعراق. او ارتفاع رهانات طهران في صراع المصالح مع واشنطن!! الخطورة هي في تداعي القوى العراقية، واختلال التحالفات الطائفية، وظهور قيادات عشائرية جديدة، والأهم الأهم هو بقاء القوة البعثية في الوضع القتالي والارجاء السياسي. كانت وان البيان الأول - وما ازال احتفظ به - حدد بوضوح أهداف معركته: اخراج قوى الاحتلال، ومقاتلة اعوانه بالشراسة ذاتها، وتمسك الحزب بقيادته وبشخص امينه العام قبل اغتياله!!.

بعد اربع سنوات من الاحتلال الاميركي انهارت ركائزه المذهبية والعنصرية، والانتهازية في الداخل وكان من الطبيعي ان يتوازى انهيار الاحتلال مع ظهور قوى وطنية جديدة ترفض المذهبية والعنصرية والانتهازية. وتدعو الى العراق الجديد المتحضر المزدهر.

لم نراهن منذ البداية على تأثير ''القاعدة'' التي عادت الى تحالفاتها الغربية. فقد كنا نعرف حسابات ابن لادن منذ البداية في خلق تحالف مع ايران. ذلك انه كالايرانين لا يتعامل بالعقائد وانما بالمصالح.. تماما مثلما تحالف مع المخابرات الاميركية والانظمة العربية التي يعاديها الآن في حرب افغانستان مع السوفيات. وتماما كما كانت الطائرات الاسرائيلية تهبط يومياً في المطارات الايرانية لنقل الاسلحة والذخائر التي تظهر الآن تفاصيلها فيما سمي بإيران جيت اثناء حرب ايران على العراق!!.

- دور للأمم المتحدة في العراق؟؟!!.

- هذا الدور ما يزال غامضاً، ونظرياً.. لا وجه له ولا قدمين يمشي عليهما. وهو جزء من جس النبض المستمر لقوى دولية واقليمية تتصارع على العراق في الوقت الذي تهزم فهي مقاومة العراق كل هذه القوى.. الواحدة بعد الأخرى. فمن يساوم الآن على العراق؟؟ أهي أميركا تساوم إيران؟.

ام ان الطرفين يحاول اغراق كل منهما الآخر في مستنقع الموت العراقي؟؟. ألا يعني ذلك ان العراق هو الأقوى في هذا الصراع الدموي؟؟.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ملء الفراغ فـي العراق والشرق الأوسط

د. جلال فاخوري
الراي الاردن

كان القرن العشرون وبدايات القرن الحادي والعشرين قرن الصراعات والحروب والتحولات السياسية والإجتماعية والكوارث الطبيعية وأوصلت العالم إلى شكله الراهن. ورغم التطور الهائل الذي يمر فيه العالم المعاصر إلاّ أن الوعي أو العلم أو المعرفة لم تستطع أن تزيل الإرهاصات والحروب الدموية ولم تكن ولن تكون قادرة على إنهاء الأزمات والتوترات والخوف أو أن تخفف منها بل العكس فقد زادت هذه الأزمات والتوترات عمقاً وتعقيداً حيث أصبح البقاء الإنساني والأمن البشري والتعايش السلمي مشكلة غير قابلة لإيجاد حلول لها. لقد سكتت الحرب العالمية الثانية بعد الحرب الساخنة فتلتها حرب باردة دمّرت أعصاب البشرية ورفعت وتيرة الخوف إلى حدودها القصوى فزاد اغتراب العالم عن عالمه وتعمّق جوع العالم على حساب ثراء الآخرين وزاد الجهل والمرض والفقر والقهر وسوء العدالة وسوء توزيع الثروات وتلاشت حقوق الإنسان وبعبارة مختصرة انتقل العالم من يد شيطان الحروب الساخنة إلى شيطان التزوير وتزييف الحقائق وركوب موجة الدين أحياناً أو موجة محاربة الإرهاب والبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة. وآخر هذه الصرعات السياسية التي تحمل عبئاً ثقيلاً في معناها ومبناها هو الردّ الإيراني على الولايات المتحدة بأنها على استعداد لملء الفراغ الذي سوف يحصل بالإنسحاب الأميركي من العراق. وهنا تظهر الأهداف الإيرانية في العراق أو الخليج بشكل شيطاني ساخر معترفة ضمناً أن النفوذ الإيراني في العراق كبير وعميق مهما أنكر المسؤولون العراقيون هذا النفوذ. إن الغريب في الأمر أننا كتبنا منذ سنة حول إمكانية الإقرار الأميركي بنفوذ إيران في المنطقة، ولقد انطوى هذا التصرف الأميركي على التناقضات التالية:

أولها: أنه في الوقت الذي تدّعي فيه الولايات المتحدة بأنها تقاوم إيران نووياً تسمح لإيران بنفوذ قوي في منطقة يعتبرها الأميركيون لها. وقاتلت الولايات المتحدة كثيراً لكي لا تكون إيران صاحبة النفوذ في العراق او الخليج فوقعت أميركا في المحذور الذي قاتلت دفاعاً لكي لا يقع.

ثانياً: لقد صنّفت الولايات المتحدة إيران ضمن مثلث محور الشر وقالت من الصعب التحاور مع إيران لكونه يمثل الشر ويناصب الولايات المتحدة العداء بل هو مصدر إرهاب دائم وفجأة وكمحصّلة طبيعية للفشل السياسي والعسكري والإقتصادي والأيديولوجي الأميركي في العراق راحت تحاور إيران مرغمة وصاغرة على الحوار مع إيران لكي تستقر الأوضاع في العراق وبهذا رفعت الولايات المتحدة الشبهة عن إيران وأسقتطها من تهمة عنصر شر وأصبحت الآن من وجهة نظر أميركية أنها بلد لا يمكن غضّ الطرف عن محاورته وكأن وحي السلام والمحبة قد سقط من إيران على الولايات المتحدة لتقول عن إيران أنها ضرورة ملحّة لإستقرار المنطقة بعد أن كانت عامل فوضى أمنية وخطيرة في المنطقة.

ثالثاً: تعتقد الولايات المتحدة وإيران أن ملء الفراغ في العراق من قِبل إيران سيكون عاملاً على استقرار العراق والمنطقة بعد الإنسحاب الأميركي ورغم أن العنوان واضح وقراءة الرسالة من عنوانها أن النفوذ الإيراني والوجود الأميركي في العراق لم يوفّر الإستقرار خلال السنوات الأربعة فهل تصحّ المعادلة بوجود إيران وحيدة في العراق وهل يستقيم الحديث عن أمن لم توفّره إيران وأميركا في العراق بل هل يستوي الحديث عن إيران شيطانية دون تحقيق الأهداف الأميركية اللهم إلاّ إذا كان هنا اتفاقات ومعاهدات وتفاهمات سريّة بين إيران والولايات المتحدة فإذا صحّ هذا الإستنتاج فذلك يعني أن قوة إيران التي تتحدى بها أميركا بموافقة أميركية إسرائيلية وإلاّ ما معنى هذا التحدي الإيراني الساخر للولايات المتحدة بموضوع التسلّح النووي أفلا يغري ذلك بالقول أن المؤامرة الإيرانية الأميركية على العراق بدأت تتضح معالمها وتكشف عن عورتها.

رابعاً: ما معنى أن تتفق إيران وأميركا على ملء الفراغ وإيران من وجهة نظر أميركية هي عدو واضح فهل تغيّرت الأهداف الإيرانية أو تغيّر الوجوه في إيران أو السياسات لتهادن أميركا الشيطان الأكبر من وجهة نظر إيرانية. فإذا لم ترتاح المنطقة من أميركا فهل ترتاح من إيران؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
من ينقذ العراق . . ؟
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
تفكر السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون بعمق في إنقاذ القوات الأمريكية وبالتالي الولايات المتحدة من حرب العراق المدمرة للعراقيين والأمريكيين ودول المنطقة. وتسعى خلال حملتها الانتخابية لتمثيل الديمقراطيين الأمريكيين أن تجعل إنقاذ القوات الأمريكية العالقة في العراق جزءاً أصيلاً من برنامجها الانتخابي وبنداً رئيسياً تعتمد عليه في المنافسة الحادة للوصول إلى البيت الأبيض الذي خبرته عندما كانت سيدة أمريكا الأولى.

وهي بالطبع لا تفكر الاَن في إنقاذ العراق بقدر ما تفكر في إنقاذ جنودها وقواتها وسمعة الولايات المتحدة وأموال دافع الضرائب، وتحويل تلك الأموال نحو ما يفيد المواطن الأمريكي الذي لا يرى في حرب العراق إلاّ مستنقعاً يغرق فيه الأمريكيون يوماً بعد يوم بسبب جشع بعض (رجال الرئيس ) الذين يعتقدون أن نفط العراق أولى به الشركات الأمريكية، وأن عوائد النفط من مستحقات وغنائم الإمبراطورية الأمريكية التي تريد أن تتوسع نحو الشرق قدر استطاعة أساطيلها وبوارجها.

وما تشدد عليه السيدة هيلاري في خطابها الدعائي وبرنامجها أن قرارها سيكون سحب القوات الأمريكية فور فوزها بالرئاسة، لأن ذلك سوف يعيد أمريكا إلى وحدتها بعد انقسام حاد حول الموقف من بقاء أو انسحاب القوات من العراق، بالإضافة إلى توفير مئات البلايين من الدولارات على بلادها، تنفق على القتل وليس على البناء، على التدمير وليس على الإعمار.

وهذا الخطاب الديمقراطي سوف يجذب الأمريكيين ليصوتوا لصالح المرشح الديمقراطي، لأنه يحمل كثيراً من المنطق بالنسبة للأمريكي العادي الذي لا يفهم ما هي الأسباب التي تجعل أبناءه وبناته وأصدقاءه يقاتلون في ميدان لا يجنون فيه غير الموت والإعاقة الدائمة والتشوّه النفسي. وربما حسبها بعض الأمريكيين أن أي نصر يُحرز لن يكون لأمريكا بل سيكون للرئيس جورج بوش ، وهو أمر يقلل من أهمية أي نصر، ويضعف من قيمته لأنه نصر شخصي أكثر منه نصراً وطنياً يشعر به كل مواطن أمريكي.

فإذا كانت السيناتور هيلاري تفكر في إنقاذ بلادها من الغرق في مستنقع الحرب بهذه الجديّة والمنطق. . فهل يفكر القادة العراقيون بمستوى ما تفكر به كلينتون. . ؟ إن المطلوب من العراقيين أن يفكروا جدياً في إنقاذ بلادهم من حرب ليسوا هم طرفاً فيها الاَن إنما هي حرب بالوكالة تخوضها جماعات تدعي الإسلام ضد قوات احتلال جاءت لتنهب مقدرات وثروات العراق. فاصبح العراق بين فكي ’’ إرهاب واحتلال’’ كل منهما يريد أن يحرز نصراً لا مصالح فيه للعراقيين.

مصالح العراقيين أن يعود العراق إلى استقراره وأمنه وعلاقاته العربية والاَسيوية والدولية، ويجد دوره الإيجابي في المنطقة، متخلياً عن كل ميراث الشمولية البغيضة والدكتاتورية الشرسة وحكم الفرد الطاغية، وسيطرة الحزب الواحد. وإنقاذ العراق من كل تلك المخاطر يكون بوحدة أبنائه كشرط لمواجهة التحديات الأخرى التي تتمثل في بقاء الاحتلال، ووجود جماعات متطرفة تحلم بحكم العراق، وطوائف عطشى إلى تمزيق الوطن، ليعلو مذهبها على حساب الدولة الموحدة.

فإذا كانت وحدة العراقيين هي الشرط الجوهري، فإن تخلي القادة عن ’’ مرجعياتهم ’’ غير الوطنية والتزاماتهم تجاه الأجنبي، القريب والبعيد، هو المخرج من الحالة المتردية الراهنة إلى أفق جديد خال من ميراث البعث والاحتلال والإرهاب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الإمبراطورية الأمريكية.. إلى أين؟

إميل أمين

عمان اليوم عمان



«ان الأمريكيين لن يسلموا المفاتيح إلى ديمقراطي لا يقدم مصداقية شجاعة في الداخل ولا يأتي بمصالحة أمريكية عالمية في الخارج وعليه يبقى الإرث الثقيل الذي سيخلفه بوش لمن بعده يشد الإمبراطورية إلى الأفول ويقلل من أي فرص للعودة إلى مشهد القطبية المنفردة على طول خطوط الطول والعرض الكونية».
هل قرب زمان غروب شمس الإمبراطورية الأمريكية؟ تساؤل بات يلح كثيرا على ألسنة المؤرخين الجدد إن جاز التعبير. ولم تكن سياسات المحافظين الجدد إلا نزعة للتوحد والانفراد أو محاولة عزل وإقصاء بقية العالم عن عملية صناعة القرار الكوني وهذه هي النزعة الإمبراطورية، غير أن التاريخ يعلمنا أن مآل كافة تلك النزعات التي ترى فيما ترى أنها قد بلغت بلغة فرانسيس فوكاياما - قبل أن يعدل عن آرائه المتطرفة - نهاية التاريخ مالها جميعا الزوال قبل الأوان وربما يكون هذا ما حدث مع الرئيس بوش والذي قد يكتب التاريخ أن بدايات النهايات للإمبراطورية الأمريكية قد جاء على يديه.
يكتب توماس فريدمان منظر العولمة الأول والأكبر منذ أيام عبر صفحات النيويورك تايمز الشهيرة يقول ان أمريكا أضحت اليوم خلوا من رئيس وان الكرة الآن أضحت في ملعب الديمقراطيين كي يحاولوا لاحقا إنقاذ امريكا وبمعنى أوسع يود لو يقول من ينقذ الإمبراطورية من بدايات مراحل الأفول ؟
واضاف ان الأمر السيئ بالنسبة للشعب الأمريكي هو انه لم يعد لدينا قائد أعلى يشكل وضعنا الحقيقي والخيارات المتاحة. هكذا تحدث فريدمان وغياب الرأس يعني أن الجسم ولا شك مريض وان الإمبراطورية ليس لديها اليوم قائد أعلى يوازن ما بين تكلفة البقاء في العراق للأبد ومصالح أمريكا الأخرى في الداخل والخارج.
ولعل التساؤل المهم الواجب طرحه بين يدي خطاب استقالة الرئيس الضمني الذي تخلى فيه عن صلاحياته للجنرال بترايوس في العراق - حسب فرضية فريدمان - وألقى بالكرة في ملعب الرئيس القادم لإنهاء الوضع المأساوي في العراق هو :هل جاء تقرير ديفيد ووكر مسؤول مكتب محاسبة الحكومة في الولايات المتحدة والذي حذر فيه بصوت مدو من المستقبل المظلم الذي ينتظر أمريكا من مصير مشابه لمصير الإمبراطورية الرومانية على سبيل المفاجأة للأمريكيين؟
عند العارفين ببواطن المشهد الأمريكي لم يكن ذلك كذلك والسبب أن هناك من المؤرخين الثقات من سبقه إلى ذلك بنحو عقدين من الزمان وكان ذلك على يد المؤرخ الأمريكي الشهير بول كيندي في ثمانينيات القرن الماضي.
يقول ووكر في ختام تقريره بلغة نرجسية أمريكية غير مستغربة «إن أمريكا امة عظيمة لا بل ربما كانت أعظم امة عرفها التاريخ، إلا أننا إذا ابتغينا الحفاظ على عظمة أمريكا لابد أن ندرك حقائق الواقع وان نبادر بالقيام بالتغيرات التي تتطلبها المرحلة».
وعند ووكر أن هناك ثلاثة أسباب كانت وراء سقوط الإمبراطورية الرومانية وتتشابه اليوم معها الأوضاع الداخلية في أمريكا بما ينذر بالمصير ذاته:
أولها تردي المثل والقيم الأخلاقية وثانيها تقهقر الحقوق المدنية السياسية في الوطن وثالثها نشوء قوة عسكرية مغرورة إلى حد الغطرسة وتوسعها المفرط وتدخلها في بلدان أجنبية.
وفي الحق انه يمكننا إضافة بعد رابع اخطر يعجل من زوال الإمبراطورية وهو تخيلات أصحاب مشروعها الإمبراطوري بكونها مدينة الله أو المدينة الفاضلة والتي دورها يفوق الحدود البشرية ويقترب من آفاق التوكيلات الإلهية كما تبدى كثيرا في تصريحات الرئيس بوش الذي قال غير مرة أن السماء فوضته في حرب العراق.
وقد كان وراء هذا الفكر جيوش من المنظرين من المحافظين الجدد منهم «وليم كريستول ولورانس كابلان» واللذان يكتبان في كتابيهما «طريقنا يبدأ من بغداد» يقولان: ليس على الولايات المتحدة أن تكون دركي العالم أو شريفه فقط بل منارته ودليله. ويتساءلان أين الشر في أن تهيمن ما دامت لا تهيمن إلا خدمة لمبادئ صحيحة ومثل نبيلة، ليس هذا فحسب بل انهما يصفان القوة الأمريكية بأنها قوة خيرة بامتياز ولا توظف إلا لغايات أخلاقية».
غير أن الواقع يكذب تلك اليوتوبيات المنحولة سيما وان سياسات الإمبراطورية المنفلتة قد أشعلت النار حول العالم وكانت أن أمسكت النار بتلابيب الإمبراطورية قبل غيرها.
وعودة إلى بول كيندي ففي عام 1987 أصدر الرجل عمله الضخم «صعود وسقوط القوى العظمى» والذي أثار عند صدوره ضجة واهتماما في الدوائر الأمريكية والعالمية وبشكل خاص ما انتهى إليه من أن الولايات المتحدة تتعرض لخطر مألوف لدى المؤرخين حول صعود وهبوط قوى كبرى سابقة وهو ما يمكن أن ندعوه بالتوسع الذي يفوق الإمكانيات الفعلية وهو ما يعني أن الولايات المتحدة عليها أن تواجه حقيقة صعبة هي أن مجموع المصالح والالتزامات الأمريكية العالمية هي اليوم أوسع من قوة الولايات المتحدة وقدرتها على الدفاع عنها جميعها في وقت واحد.
وقبل أن يصدر ديفيد ووكر تقريره المثير بأسابيع قليلة كان بول كيندي يطرح على الأمريكيين تساؤلا مثيرا من جديد في ذات السياق عن دخول أمريكا مرحلة الأفول سيما بعد أن زجت أمريكا بنفسها في حرب غير قابلة للكسب في العراق مما جعل الكونجرس والشعب الأمريكي يندمان على تأييدهما لتلك المغامرة في البداية وبعد أن باتت القوات البرية الأمريكية منتشرة على امتداد مساحة تفوق قدرتها على الانتشار ناهيك عن ازدياد العجز في الميزانية الفيدررالية سوءا عاما بعد عام، أما عن العجز في الميزان التجاري فقد وصل لحدود مزعجة وفيما هي منشغلة بحروبها على الإرهاب باتت قوى كبرى أخرى مثل روسيا والصين والهند تعمل بكل قوة وجد ومثابرة على تأكيد وجودها وتلقى ترحيبا من العالم الذي وصلت فيه سمعة أمريكا إلى أسوأ درجات السوء في تاريخها القديم والحديث كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي.
وفي سياق الأفول الإمبراطوري يضيف المؤرخ الأمريكي «نيل فيرجسون» في دراسة نشرها عبر مجلة السياسة الخارجية الأمريكية بعدا جديا لما اسماه «إمبراطوريات بأجل محدود» وفيها يؤكد أن الإمبراطورية الأمريكية الحالية أشبه ما تكون بالسقط منها إلى الجنين مكتمل النمو ويعزى ذلك لعدة أسباب منها نقص عديد القوات المسلحة في الخارج وعجز الميزانية في الداخل أما الأهم والأخطر فيمكن تلخيصه في عبارة «انفضاض الأمريكيين من حول فكرة الإمبراطورية» ويرى أن هناك عجزا في الانتباه الأمريكي فالإمبراطوريات الماضية لم تواجه الكثير من المتاعب وهي تحافظ على الدعم للنزاعات طويلة الأمد، أما الولايات المتحدة من الجهة الأخرى فقد أصبحت أضعف بكثير في هذا المجال فغالبية الناخبين الأمريكيين لم يحتاجوا إلى أكثر من 18 شهرا لكي يبدأوا بإخبار مستطلعي الرأي في منظمة جالوب بأنهم يعتقدون أن غزو العراق كان خاطئا في حين انه لم تبدأ مستويات مماثلة من خيبة الأمل بحرب فيتنام بالظهور قبل أغسطس من عام 1968 أي بعد ثلاث سنوات من وصول قوات الولايات المتحدة بأعداد كبيرة وبعد أن كان عدد القتلى الأمريكيين في المعارك يقترب من ثلاثين ألفا. وقبل الانصراف نذكر أيضا بحتمية هذا الأفول استنادا إلى رؤية مؤرخ أمريكي قدير آخر هو «شارلز ماير» والذي يرى أن القوة بمفردها دون المكانة لا تقيم عماد الإمبراطوريات والمكانة تعني النفوذ الدبلوماسي والثقافي الذي تمارسه الإمبراطورية في النظام الدولي ومدى قدرتها على الحفاظ على الاستقرار الدولي ووضع حد للحروب العرقية والدينية والقضاء على عوامل عدم الاستقرار الموجود ة في أطرافها المترامية وهو ما لا يتوافر اليوم لواشنطن سيما بعد الحادي عشر من سبتمبر إذ تبنت عوضا عن الاستقرار إشعال العالم بالحروب الاستباقية وشكلت أدواتها الأمنية والاستخبارية يدا طولى في تأمين مصالحا على حساب تخريب طمأنينة العالم.
ان حديث ديفيد ووكر ومن قبله بول كيندي وبينهم كثرة من مؤرخي أمريكا غير الحزبيين ماض قدما في التحقق كنبؤات حقيقية غير مزيفة اولهما هو مشهد الجندي الأمريكي الهارب من العراق والرافض للتضحية بنفسه في سبيل فكرة الإمبراطورية الأمريكية الهيولية المنشودة على حطام دول وشعوب العالم فيما الآخر يتجلى في عزوف المواطن الأمريكي عن دعم فكرة المشروع الإمبراطوري وعلى نحو خاص بعد أن انكشفت ادعاءات الفريق الداعي له من المحافظين الجدد وبات مشروعهم يمثل حدا فاصلا للزوال بعد أن سلك طريق الإقصاء والعزل لمن حوله من أمم وشعوب. ويبقى التساؤل: هل الديمقراطيون قادرون على انتشال الإمبراطورية الأمريكية من وهدتها وإخفاقاتها العريضات؟
ربما يكون هذا صحيحا في عيني فريدمان ولكنهم في طريقهم إلى إدراك ان تلك الغاية في حاجة إلى وضع سياسة محددة نهائية، ويجب أن تشمل ثلاثة عناصر:
اولا، برنامج تفصيلي بتواريخ انسحاب محددة مرتبطة بالمفاوضات مع الأجنحة العراقية حول حل فيدرالي مرتبط بخطة إعادة نشر عسكرية لاحتواء العواقب القادمة من العراق.
ثانيا، التزام من الرئيس القادم بفرض جمارك صارمة على واردات النفط الخام، لكي نضمن ان نصبح اقل اعتمادا على شرق أوسط اقل استقرارا ونحن نغادر العراق.
وثالثا، خطة للتعامل مع التحديات الإرهابية واسعة النطاق. وتحديد تاريخ. وسعر يلفت انتباه الناس.
غير أن الأمر في حقيقته ليس على هذا النحو من التبسيط سيما وان الأمريكيين لن يسلموا المفاتيح إلى ديمقراطي لا يقدم مصداقية شجاعة في الداخل ولا يأتي بمصالحة أمريكية عالمية في الخارج وعليه يبقى الإرث الثقيل الذي سيخلفه بوش لمن بعده يشد الإمبراطورية إلى الأفول ويقلل من أي فرص للعودة إلى مشهد القطبية المنفردة على طول خطوط الطول والعرض الكونية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
ارتباك أميركي
حسام الضاوي
الوطن القطرية

لا نعرف في تاريخ الولايات المتحدة ادارة في البيت الابيض ارتبكت في آخر عهدها مثلما ترتبك ادارة الرئيس بوش واذا كان هناك من استثناء فهو وضع الادارة الاميركية في مرحلة حرب فيتنام مع الاشارة الى ان مستوى الارتباك آنذاك كان اقل مما هو عليه اليوم، لقد وقعت حينها في مأزق كبير سنوات عديدة لكنها في لحظة مواجهة الواقع الصعب اتخذت القرار بالانسحاب وانهاء الحرب ولعل التوازن في العلاقات الدولية في تلك المرحلة قد ساهم ـ فضلا عن المواجهة التي خاضها الشعب الفيتنامي ـ في اتخاذ القرار الاميركي بالانسحاب وتحمل تبعاته، اما في الوقت الراهن فتعيش الادارة الاميركية حالة اغراء استراتيجي بسبب الخلل الذي طرأ على التوازن الدولي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لكنها بعد سبعة عشر عاما على هذا السقوط لم تشأ الادارات الاميركية المتعاقبة ان تعرف ان الخلل الذي نشأ عام 1990 لم يعد كله لصالحها اذ برزت قوى دولية واقليمية لا يمكن تجاهلها فالصين تواصل تقدمها الاقتصادي والتقني والعسكري وروسيا استعادت كثيرا من الدور السوفياتي السابق، وايران صعدت بقوة في الشرق الاوسط، ودول الاتحاد الاوروبي لا تتبنى النظرية الاطلسية السابقة بكاملها، وتشعر بتمايز مصالها عن المصالح الاميركية في عدد من الميادين.

ان قراءة هذه التبدلات الاستراتيجية التي تتجاهلها ادارة الرئيس بوش تحتاج الى توسع لا مجال له هنا غير ان استمرار هذا التجاهل يشكل احد المعطيات الاساسية التي تفسر الارتباك الكبير الذي تعيشه ادارة البيت الابيض، فمشاريعها للشرق الاوسط، بعد احتلال العراق، اصيبت بنكسة، وازدادت النكسة بعد فشل الحرب على لبنان «يوليو 2006» بالترافق مع اتساع المأزق في العراق حيث لا تستطيع واشنطن فرض حالة سياسية مستقرة لصالحها، ولا تخرج كما خرجت من فيتنام لانها تخاف على هيبتها الامبراطورية وخريطة مصالحها المستقبلية. الخطورة الكبرى في هذا الارتباك تكمن في انه قد يدفع المحافظين الجدد الى تجريب مغامرة «عسكرية جديدة، واذا كانت ايران هدفا اول، فان الاهداف المتشابكة تشمل الشرق الاوسط واوروبا معا، وبالتالي فان ما نسمعه حاليا عن السلام، وعن التفاوض «التصريحات الاخيرة لكوندوليزا رايس» لا يعبر عن اتجاهات جديدة نحو التخلي عن فكرة الحرب، بل يعبر عن سياسة استهلاك الوقت بقصد الاستعداد لحلقة نارية اضافية تحاول فيها ادارة بوش لملمة وضعها قبل انتهاء الولاية في عام 2008. المحافظون الجدد يرون هذه الحلقة النارية ضرورية وحتمية لقلب الاوراق والمعادلات ولكنهم قد يضطرون في المقابل الى الاعتراف بصعوبة المغامرة فيستمرون في تقطيع الوقت حتى نهاية ولاية بوش ليلقوا الاعباء على الادارة الديمقراطية الآتية.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الاطفال اللقطاء وقانون الاحوال المدنية العراقي
نعيم مرواني
ايلاف

كنت قد اتممت كتابة الفقرة الاولى لمقال حول الجذور الاجتماعية لظاهرة الارهاب الاسلامي وقد توقفت لنفاد الافكار لانتظر عصفا عقليا جديدا يسعفني لكني غيرت رايي وقررت ان اكتب هذا المقال بعدما قرأت مقالا منشورا في موقع عراقي للكاتب السيد نبيل البصري بعنوان (ساعدوني كي نرفع كلمة"لقيط" من أبنائنا الايتام) وهو على شكل نداء للمساعدة على رفع الظلم عن اطفالنا من خلال رفع مصطلح (لقيط) من شهادات الاحوال المدنية الصادرة لهم.

وهذه لعمري جريمة معنوية لاتقل وجعا عن الجريمة الجسدية التي ارتكبها الارهابيون بحق الطفل العراقي يوسف والتي ادت الى تشويه وجهه البريء والجميل (ارى الآن امه تبكي وهي تشيعه الى غرفة العمليات في احدى مشافي كاليفورنيا على قناة ال(CNN. سيخضع يوسف لعمليته التجميلية الثانية في الولايات المتحدة الامريكية.

المقال يتحدث عن مجموعة من الاطفال العراقيين المتفوقين رياضيا منعوا من السفر الى الاردن لتاهلهم لتمثيل العراق لان القوانين لاتسمح لهم بالحصول على جوازات سفر لكونهم "لقطاء".
" خرجت من فم احد الاطفال على خجل واستحياء،قال كتبوا على هوية الاحوال المدنية التي نحملها
(لقيط) ولذلك لم تصدر لنا جوازات سفر للمشاركة في البطولة التي نريد ان نرفع فيها اسم العراق"
المقالة المذكورة اعلاه.

نصّ الدستور العراقي الجديد على عدم جواز الغاء جنسية المواطن العراقي لاي سبب كان، لكن المشرّعين العراقيون نسوا أوتناسوا ان يمنعوا الالغاء الاجتماعي للفرد.
فالغاء الجنسية للمواطن لهو اهون عليه واقل ظلما بكثير من تنجيد هويته المدنية (الجنسية) بمصطلح "لقيط". حقا ان هذا هو اعلى درجات التمييز الاجتماعي الذي حرّمته القوانين السماوية والوضعية.

اتصل بي الأخ الدكتور كامل المعالي بعد حادث ملجأ الحنان في بغداد والفضيحة المدوية للمعاملة غير الاخلاقية وغير الانسانية لاطفال الملجأ وكان غاضبا والذي أغضبه ليس معاملة الاطفال السيئة فحسب بل ماأغضبه أكثرهو رد احدى عضوات مجلس النواب العراقي على الحادث حين قالت "ماهذه الجلبة حول الايتام؟ هناك دوافع سياسية لهذه الضجة الكبيرة حول معاملة اطفال لاأحد يعرف حتى آبائهم" وكأنها تريد ان تقول على العالم ان يشكرنا لاننا لم نقتلهم.
علَّق الدكتور كامل قائلا" لاأحد يعلم علم اليقين من هو ابوه الحقيقي ولذلك فان الملائكة ستنادينا باسماء امهاتنا لاننا خُلِقنا في بطونهن فلامجال للشك في امومتهن لنا".

من خلال نظرة استقرائية او استنباطية للمجتمعات العربية نستطيع القول انه لو تم اجراء فحص ال ((D.N.A للشعوب العربية لوجدنا ان نسبة كبيرة منها(قد يكون بضمنها شخصيات عربية دينية واجتماعية وسياسية بارزة) اولادا غير شرعيين"لقطاء" فكفاكم دجلا.

لايجب ان يتحمل الطفل مسؤولية ما حصل قبل ان يُخلَق ولايجب ان يحمل معه عارا من المهد الى اللحد لا لذنب ارتكبه انما لان نكاح امه لابيه تم بدون مباركة "شيخ عبد الله" وحضور حفنة من الجهلة من فاغري الافواه لالتقاط قطع حلوى جافة (ملبس) كشهود على قدسية النكاح.(مع العلم ان اغلب الايتام الذين يعيشون في الملاجيء العراقية هم ابناء شرعيون لآباء فقراء تركوهم في اماكن عامة في سنوات الحصارالاقتصادي بسبب الاملاق املا في ان تعثر عليهم عوائل ميسورة وتتبناهم)

في أمريكا التبنّي ظاهرة شائعة وتتم وفق الاصول القانونية التي تحفظ حقوق كل الاطراف.
يقول الآباء لاطفالهم بالتبني حين يكشفون لهم الحقيقة "كنتم اطفالا بمواصفات خاصة ليس ككل الاطفال لذلك تبنيناكم" لكيلا يشعر الاطفال ان آبائهم البايولوجيون نبذوهم لسبب ما.

الثقافة الاجتماعية العربية الموبوءة هي التي خلقت وتخلق الارهابييين والمجرمين لانها تلفظ افرادا من المجتمع دون مسّوّغ قانوني او انساني وترفض احتوائهم ومعاملتهم على اساس انهم اناس اسوياء لهم ما للآخرين وعليهم ما عليهم.
فالانخراط في النشاطات الاجرامية والارهابية ضد هذا المجتمع الظالم لهي نتيجة طبيعية لضحايا هكذا تقاليد.
ماذا تتوقع من شخص لاأمل له في ان يغفر المجتمع له ذنبا لم يرتكبه هو او قد ارتكبه في مرحلة معينة من عمره لعدم بلوغ اوقلة وعي او بسبب العوز او أُجبِر عليه (كضحايا الجرائم الجنسية).

في امريكا "الملحدة" حتى المجرم تحفظ له انسانيته وكرامته في السجن ويعاد تاهيله ليكون عضوا فاعلا في المجتمع من جديد بعد ان يؤدي عقوبته وتحفظ القوانين الحكومية اسراره الشخصية وتمنع الدوائر والمؤسسات الامنية من كشف سجله الاجرامي لكي لايكون عقبة في مستقبله (يستثنى من ذلك الجرائم المتعلقة بالجنس).

لكن مجتمعاتنا العتيدة لازالت تعاقب الضحية وغالبا ما يفلت المجرم من العقاب.

أتذكر حادثة في ثمانينات القرن المنصرم وهي ان طالبة اعدادية جميلة وذكية في منطقتنا منحدرة من عائلة معروفة اختطفت ثم اغتصبت من قبل سائق تكسي وحينما عادت الى اهلها لتخبرهم بما حصل قتلوها غسلا للعار وانتقل السائق المجرم الى مدينة اخرى فنجى من العقاب.

تتعاطف المجتمعات المتطورة (انسانيا) مع ما يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة او ما نطلق عليهم تسمية (المعاقين) وتعاملهم معاملة خاصة وغالبا ما تكون الاولوية لهم اينما ذهبوا وتزودهم بكل ما من شأنه تعويض النقص البدني او العقلي لديهم للحد الذي بدأ البعض منهم يتضايق ويتحسس من معاملة الناس غير الاعتيادية لهم لانها صارت تذكرهم دائما انهم معاقين يستقطبون العطف.

اما هناك في وطني الأم فاهلي ينبذون المعاق ويسخرون منه وتنبزه النساء والرجال بأسوأ الالقاب مثل (الاعور، الاحول، الاعرج،القزم،المنغولي، الاجرب، ابوسبال، ابو صماخ، اليرعص......الخ). لقد عجز المعاقين والمعتدى عليهم جنسيا والمنحدرين من عوائل"منحطة" (حسب التقييم الاجتماعي العراقي طبعا) عن انتزاع اعترافا من المجتمع العراقي بهم والتوقف عن معاملتهم على اعتبارهم كائنات من درجات دونية (sub humans) فاحتضنهم حزب البعث ووجه غريزة تأكيد الذات لديهم من خلال اعادة تاهيلهم اجتماعيا وتوظيفهم فتدرجوا في المناصب الامنية والحزبية ليصلوا الى درجات أهلتهم للانتقام من هذا المجتمع الذي نبذهم.
تبوأ المنظفون من عمال البلديات والفراشين وبعض المعاقين درجات عليا (مع احترامي للمهن المذكورة التي يحتقرها المجتمعان العراقي والعربي) في حزب البعث النافق (أستطاع فرّاش مدرسة ابتدائية ان يكون المسؤول الحزبي لصديقي مدير تلك المدرسة،زرته مرة في مكتبه فأعدّ لي شايا بنفسه لأنه كان يخاف ان يطلب من الفراش"مسؤوله الحزبي" تحضير الشاي).

لماذا تريدون تحويل اطفالا أحبّوا العراق وارادوا رفع رايته عاليا بين الامم الى مشاريع ارهابية واجرامية مستقبلية؟
أخي الموظف في دوائر النفوس العراقية الرجاء تذكّر قبل ان تدمغ هوية الطفل ب" لقيط"انه عليك تقديم شهادة لنتيجة فحص طبي تؤكد انك ابن أبيك والا فعليك كتابة "نُغِل" على هويتك للاحوال الشخصية.

وأخيرا فاني اتقدم ومن هذا المنبر الاعلامي بدعوة صادقة للمشرعين العراقيين والحكومة الرشيدة بكل فروعها والسادة نوري المالكي وجلال الطالباني وطارق الهاشمي ومحمودالمشهداني وعبد العزيز الحكيم واياد جمال الدين ومثال الآلوسي والسيدة الفاضلة صفية السهيل( ابنة المناضل الشهيد طالب السهيل) برفع الظلم عن اطفالنا والغاء هذه الكلمة وكل الكلمات التي من شأنها التمييز بين المواطنين.

في الحقيقة فانه لطالما استجاب المسؤولون العراقيون لنداءات الجماهير وهذه والله تسجل لهم فاتمنى ان يصلهم ندائي وان استجابوا فالفضل كل الفضل يعود للسيد نبيل البصري للتنبيه على الظلم الذي وقع على اطفالنا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
العمارة والبصرة مبروك عليكم نفطكم وصل الى الاردن
محمد الوادي
ايلاف
تناقلت وكالات الانباء العالمية مساء الخميس خبر وصول اول دفعة نفط عراقية الى الاردن الشقيق جدا ". وتاتي هذه الشحنات النفطية على اثر اتفاق رسمي عراقي اردني وبالتاكيد بمباركة من (العم والخال كابوي). يقضي هذا الاتفاق ان يتم تزويد الاردن يوميا من ستين الف الى مائة الف برميل من النفط العراقي و بتخفيض وباسعار تكاد تكون مجانية. في نفس الوقت الذي يصل فيه السعر العالمي لبرميل النفط اكثر من ثمانين دولار!!

وبطريقة حساب بسيطة نجد ان هذا الرقم يعني ان كل اربعة وعشرين ساعة يسرق من نفط العراقيين وبشكل رسمي فقط الى الاردن بما يعادل ( ثمانية ملاين دولار ) في اليوم الواحد. وبما يصل حوالي الى ( ربع مليار دولار ) في الشهر. ومايعادل حوالي (375 مليار دينار عراقي ). وهذا الرقم وحده يكفي للرواتب المتواضعة للمساكين من الموظفين والمتقاعدين العراقيين لعدة سنوات. طبعا مع استثناء رواتب وامتيازات " الحرامية " في البرلمان والوزارت العراقية، وحاشيتهم المشينة. اما اذا حسبنا الامور وبطريقة حسابية بسيطة على مقدار عام واحد فقط فان هذه السرقة العلنية من نفط العراقيين تصل خلال عام الى ( ثلاث مليارات دولار ) مايعادل حوالي ( 4500 مليار دينار عراقي ). وفي نظرة بسيطة لموازنة العراق للمحافظات خلال هذا العام و ناخذ كعينة محافظتي البصرة والعمارة. التي يعيش كل العراق ومنذ عقود طويلة وعلى وجه الخصوص في السنوات الاربعة الاخيرة فقط نعم فقط على النفط الذي يخرج من اراضي هذه المحافظتين. لكن مع ذلك تجد ان محافظة العمارة حصلت من موازنة 2007 ولحد الشهر التاسع " 40 " مليون دولار لااكثر!! و محافظة البصرة حصلت على حوالي " 60 " مليون دولار لااكثر!! و هذه الحصة هي من اجمالي الواردات النفطية العراقية المستخرجة من اراضي المحافظتين والذي وصل بداية هذا العام الى " 43 " مليار دولار!!


وفي تقسيم عادل وبسيط على المحافظات العراقية كافة سنجد ان حصة كل محافظة حوالي ملياري دولار سنويا. وهذا يعني ان حصة الاردن اكبر من حصة كل المحافظات. ناهيك عن السرقات النفطية اليومية من كل منافذ العراق الحدودية دون استثناء.
والتي وصلت الى حد لايمكن التستر عليه. اذ تكونت امبراطوريات من العصابات التي تسرق نفط العراقيين دون رادع.

وبعيدا عن لغة الارقام المملة والمحبطة بنفس الوقت. لكن يبدو اننا امام اشكالية ليس حسابية او سياسية فحسب بل امام اشكالية تاريخية واخلاقية كبرى تجري في العراق. وتعيد نفسها كل مرة وان أختلفت الوجوه والتسميات والشعارات وحتى الهيئات!!

فالمشكلة ليس شكلية بين الزيتوني وديكتاتورية الصنم الساقط وعراق الامس وبين " أدعياء الدين والوطنية " والعملية الديمقراطية الجديدة في عراق اليوم. فاوجه التشابه بدات تظهر في كثير من التصرفات المعيبة والمخجلة حد العار.


لقد كان البعض ايام معارضة نظام الصنم يعيب عليه توزيع ثروات العراقيين ذات اليمين وذات الشمال، ويملأ هذا البعض الفضائيات صراخآ يصل حد النباح دفاعا عن هذه الحقوق العراقية المسلوبة. لكن اليوم نفس هذا البعض يرتكب نفس الجريمة ( ويعض عضة كلب مسعور ) بحق كل شعب العراق وبشكل علني وفج يصل حد السخافة والهزل الكبير.

واذا كان للصنم السابق حساباته الشخصية والاقليمية والدولية بضخ النفط الى الاردن مجانا ومخفضا بعيدا عن طموحات العراقيين وحقوقهم الانسانية. فان اوباش اليوم لامبرر لهم على الاطلاق في ضخ هذا النفط واختلاسه من أفواه اطفال العراق ودفعه الى الاردن. ان في العراق اليوم اربعة ملايين مهجر بسبب الارهاب والطائفية المقيته. نصفهم في الداخل يكابدون العوز والحاجة حد الذل واغلبهم يفترش الشوارع والارصفة والساحات و ينام تحت الجسور بدون أدنى موئ، والنصف الاخر في الخارج موزع بين الساحة الهاشمية في عمان وارصفة السيدة زينب دمشق يعانون الغربة والذل والهوان والعوز المميت. ناهيك عن حوالي خمسة ملايين مغترب عراقي في اوربا وامريكا واستراليا وكندا وغيرها من البلدان. هجروا بلدهم بسبب الافعال الاجرامية لنظام الصنم السابق. وبعد اربعة سنوات من سقوط الصنم لايرون اي بارقة امل للرجوع الى وطنهم. وهولاء لم يذهبوا للسياحة والاستجمام. بل ان جيلا عراقيا كامل ينقرض معهم من خلال اطفالهم وعوائلهم التي تربت أو ولدت في الغرب. لكن حتى هذه الجريمة الكبرى ليس في حساب اي احد من الحكومة او البرلمان اوغيرهم.

ان البصرة التي مازالت منذ عقود تشرب ماء " مج " والعمارة التي تشرب ماء عبارة عن " طين " والاثنين بدون كهرباء ونفس الشيء ينطبق على الناصرية والسماوه والكوت والنجف الاشرف و كربلاء المقدسة وبابل. وحتى بغداد العاصمة نفسها وايضا الرمادي والفلوجة التي تعرضت لعمليات عسكرية كبرى لطرد الا رهابيين قبل اكثر من عامين. أن هذه ثروات العراقيين تبدد ذات اليمين وذات اليسار بدون أدنى وجع او مراجعة من ضمير في وقت ان العائلة العراقية لم تستلم مفردات البطاقة التمونية كاملة حتى في شهر رمضان الكريم. وفي نفس الوقت الذي مازالت فيه الام والاخت العراقية تفترش الساحات العامة وسط بغداد وكراجات النقل لتبيع السكائر والشاي والحليب والقيمر، في محاولة للبحث عن لقمة عيش شريفة وكريمة. ان العراقيين يكابدون العوز في داخل بلادهم والفقر يحيط بالاغلبية الساحقة وخط الفقر وصل عند النسبة الكبيرة الى حدود لايمكن السكوت عليها. الا لمن فقد ضميره وبوصلة دينه واخلاقه والتزامه الوطني والانساني.

ان من يتبرع الى الاردن بنفط العراقيين وبهذا الشكل " الارعن " انما يجب الاشارة اليه بصفة الجبان. لانه رغم الدعم الشعبي والدستوري له لكنه مع ذلك خائف ومهزوز ويحاول كسب ود الخارج وذيوله الداخلية بطريقة الحرامية الجبناء هذه. وهذا الوصف والكلام يشمل كل من وافق ونفذ وصادق على هذه الصفقات النفطية الاجرامية وكذلك يشمل كل من سكت واصابه العمى والصم والبكم امثال اعضاء مايسمى البرلمان العراقي.

وهذه التصرفات الاجرامية غير الوطنية تذكرنا بالتبرع البائس الذي تم في اخر قمة الرياض الاخيرة من فلوس العراقيين الى ما يسمى السلطة الفلسطينية. وفي مثل هكذا امور فان الانسان المنصف وبعيدا عن المواقف السياسية المسبقة يجب ان يتذكر كل الحكومات العربية في الخليج العربي ويقف لها احتراما وتقديرا. لانها جعلت من المواطن الخليجي هو الاول في وطنه وهو المستفيد الاول من ثروات بلاده.


ايها العراقيون استفيقوا من نومكم وقولوا كلمتكم الفصل في مثل هكذا امور. من خلال الممارسات السلمية والدستورية والمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات. بعيدا عن العنف والدماء التي تلونت بها ارصفة وشوارع العراق. لان السكوت هنا لاينطبق عليه قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" ( السكوت من ذهب ).. بل انه سكوت عبارة وفي أدنى اوصافه خمول وخنوع لايغتفر. فلاتصنعوا اصنام جدد لاتحسب حسابكم اليوم وغدا. فهذه هي علة العراقيين التاريخية. دفعنا أثمانها ومازلنا جيل بعد جيل. فلاتسكتوا.
ت
عنوان
المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
بعد خراب البصرة.. نهاية قصة استعمارية سعيدة
فاضل الربيعي

الجزيرة نت

بحسب المثل العراقي القديم فإن البريطانيين قرروا الانسحاب من البصرة "بعد خرابها".. لم يفعلوا ذلك يوم كانت البصرة تبدو تحت سيطرتهم هادئة، وإلى الدرجة التي شاع فيها انطباع خاطئ حتى في صفوف العراقيين، وكأن هذه المدينة العنيدة بدت -على غير توقع- أكثر استعداداً من سواها لتقبّل فكرة وجودها تحت رحمة البريطانيين، بدلاً من الأميركيين الذين كانوا يسومون السكان سوء العذاب في مناطق العراق الأخرى.

وبالطبع، فقد كان البريطانيون يتباهون طوال سنوات الغزو الأميركي للعراق، بأنهم تمكنوا في هذا الجزء من البلاد من بناء نموذج "للمدينة الوادعة تحت الاحتلال"، متجاوزين بذلك أخطاء شركائهم الأميركيين الذين كانوا يغطسون في المتاعب.

"
قصة الانسحاب البريطاني من البصرة تبدو كأنها لا تعني أي شيء آخر سوى الهروب من كابوس الاحتلال، فليس ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن البريطانيين يتركون البصرة لأنهم حققوا فيها أهدافهم وهم يغادرونها طائعين
"
وكانت لديهم بالفعل وطوال السنوات الماضية من الاحتلال الأميركي، قصة سعيدة تفتخر بها صحف لندن عن حنكة البريطانيين ومعرفتهم العميقة بمزاج سكان المستعمرات القديمة وثقافاتهم، فها هي "مدينة هادئة تنعم بالأمن والاستقرار في ظل الحراب الإنجليزية".

ولكن ما أن أُعلن بدءُ الانسحاب من البصرة حتى بدا أن نوعاً من سوء الفهم أو الالتباس قد وقع في سرد القصة السعيدة، إذ بدلاً من أن يتوجه البريطانيون صوب الكويت توقفوا فجأة وسط الصحراء واتخذوا منها "مكاناً آمناً"؟ فماذا حدث بالضبط؟ هل انسحبوا حقاً؟ هل توقفوا عن استكمال الانسحاب؟ هل تراجعوا عنه؟ وماذا ترك البريطانيون هناك؟

تبدو قصة الانسحاب البريطاني من البصرة كأنها لا تعني أي شيء آخر سوى الهروب من كابوس الاحتلال، فليس ثمة ما يدعو المراقب للتطورات في الجنوب العراقي للاعتقاد بأن البريطانيين يتركون البصرة لأنهم حققوا فيها أهدافهم وهم يغادرونها طائعين، أو أنهم ينسحبون من المدينة لأن "مهمتهم انتهت على أكمل وجه".

وعلى العكس من ذلك كشف الصراع الضاري بين المليشيات حول الثروة والنفوذ، أن البريطانيين فقدوا السيطرة كلياً على مجرى تطور الأحداث هناك، وأن قواتهم تحوّلت هي نفسها وفي سياق صراع المليشيات، إلى "مليشيا" ليس لها من مهمة مركزية يمكن أن تقوم بها سوى إخماد نشاط هذه الجماعة أو التنافس مع تلك، وفي بعض الأحيان الدخول مع مليشيات أخرى في مفاوضات سرية للجلاء عن هذا الموقع أو ذاك.

ولهذا كله، يبدو قرار الانسحاب من البصرة "بعد خرابها" وفي أجلى صوره، تعبيراً عن سياق جديد من تطور الصراع، تصبح فيه القوات البريطانية طرفاً ضعيفاً وربما عاجزاً.

إن القاعدة الأساسية في لعبة الحرب والتي تنبني عليها صور النصر والهزيمة، هي أن يصبح طرف ما عاجزاً عن مواصلة الصراع وإلى الدرجة التي لا يعود فيها من خيار آخر أمامه سوى قرار الانسحاب من اللعبة. ولهذا أيضاً تبدو القوات البريطانية وهي تباشر قرار الانسحاب، وكأنها أضحت هي الطرف الذي أخرجته سائر أطراف الصراع الأخرى.

ولذلك فإن أي محاولة لتصوير الانسحاب بوصفه نتيجة مكاسب وإنجازات عسكرية وأمنية -على الطريقة الأميركية- سيبدو ضرباً من العبث والتضليل. لقد خلق الاحتلال البريطاني للبصرة -تماماً كما خلق الأميركيون في كل شبر من أرض العراق- "وحوشاً" كاسرة سوف تقض مضاجع جنودهم.

لم تعد البصرة هادئة، وربما لم تكن كذلك مثلما صورتها صحف لندن وتقارير الجنرالات.

"
أي محاولة لتصوير الانسحاب البريطاني بوصفه نتيجة مكاسب وإنجازات عسكرية وأمنية –على الطريقة الأميركية- سيبدو ضرباً من العبث والتضليل, فلم تعد البصرة هادئة، وربما لم تكن كذلك مثلما صورتها صحف لندن وتقارير الجنرالات
"
وليس من شك في أن قرار الانسحاب طبقاً للظروف والتوقيت، مصمم -كما تبيّن من سلسلة تقارير موثقة- ليس من أجل تفادي الهروب، بل لتجنب الانهيار الوشيك مع تردي معنويات الجنود التي بلغت الحضيض، ومع تزايد ضغط العوامل والظروف المتشابكة المحيطة بعمل ونشاط قوات الاحتلال البريطاني. ولذلك فهو ينبني على تكتيكين رئيسيين:

الأول- الخروج من مركز مدينة البصرة حيث "الكثافات السكانية" وتجنب مواصلة الاحتكاك العنيف بالقوى المسلحة (التي باتت خريطتها معقدة للغاية) والاتجاه نحو الصحراء حيث "الكثافات النفطية".

الثاني- التخلص من الإرث البغيض الذي تركه توني بلير تدريجياً، وترك الأميركيين يسددون لوحدهم فاتورة الغزو الباهظة.

وبذلك تكون واحدة من أكثر قصص غزو العراق قد انتهت نهاية منطقية، فالبصرة لم تعد نموذج المدينة الهادئة والسعيدة، والسكان التعساء هناك لم يعودوا يصدقون الأكاذيب.

كما أن المحتلين أنفسهم لم يعودوا يشعرون بأي قدر من الأمن هناك، مثلهم مثل السكان المذعورين من سطوة المليشيات المتعاظمة.

إن حجم التحديات والضغوط التي واجهت البريطانيين طوال السنتين الماضيتين، يكشف عن المدى الذي ذهب فيه تزييف الوقائع، فهم كانوا باستمرار تحت رحمة قوى وجماعات مسلحة محلية كانت تزداد شراسة وعدوانية في كل لحظة تتعاظم فيها فرص وأشكال التنافس فيما بينها.

وفي ظل حالة غير مسبوقة من الانهيار الأمني والسياسي للبلاد, فإن البريطانيين كانوا يكتشفون –على الأرض- حقائق أخرى، من بينها أنهم لن يفلحوا في نهاية المطاف في بناء نموذج استعماري.

ويبدو من سلسلة وقائع مترابطة أن الضغوط التي مارستها إدارة بوش على لندن هي التي تسببت بوقوع التباس في سرد قصة الانسحاب، وتأخيره وربما تأجيله إلى ما بعد مرحلة تطبيق مقترحات "بتراوس-ووكر".

ومهما يكن من أمر فإن البريطانيين سوف يتركون البصرة عاجلاً أم آجلاً وهم يشعرون بالإحباط بسبب افتضاح مضمون القصة، فليس ثمة بعد الآن نموذج استعماري جيد عن مدينة "هادئة تحت الاحتلال" حيث ينشغل السكان بإطعام أولادهم بدلاً من إطلاق الصواريخ على المعسكرات.

"
في ظل حالة غير مسبوقة من الانهيار الأمني والسياسي للبلاد, فإن البريطانيين كانوا يكتشفون –على الأرض- حقائق عدة من بينها أنهم لن يفلحوا في نهاية المطاف في بناء نموذج استعماري
"
كما أن هذا النموذج الخيالي يفتقد أبسط عنصر من عناصر النجاح أو التقدم على الأرض.

وعلى سبيل المثال فقد أدى تفاقم الصراع واحتدامه بين مليشيات حزب الفضيلة وبدر والصدر، وهو صراع متراكب الأبعاد نظراً للطبيعة المعقدة للخلافات حول السيطرة على عمليات تصدير النفط من الموانئ وتقاسم المال والسيطرة على السكان، إلى تحويل جذري في مهمة القوات، بحيث أصبحت مع الوقت تتركز أكثر فأكثر على "المهام الأمنية".

إن التغير الذي طرأ على طبيعة المهمة المركزية لقوات الاحتلال في البصرة يكاد يتمثل في تلاشي أي أهداف ذات جدوى، وفي ظهور أهداف بدلاً منها ذات طابع تكتيكي يغلب عليها أسلوب التدخل العنيف، وإلى الدرجة التي أصبح فيها الجنود أكثر شبها برجال إطفاء الحرائق التي تندلع هناك وهناك.

وبلغة العسكريين البريطانيين فإن صراع المليشيات من جهة، وظهور مقاومة منظمة من جهة أخرى، بدد كل الآمال بأي إمكانية حقيقية للعودة إلى الأهداف الأصلية للاحتلال.

وفي هذا السياق، فإن التبدل في خريطة تحالف وصراع المليشيات، يحمل في طياته مخاطر جديدة. وهناك أنباء متواترة عن توافق بين الفضيلة والصدر وجناح من حزب الدعوة، واذا ما برز أي ائتلاف شيعي جديد بديل عن الائتلاف القديم، فهذا يعني أن البصرة ستكون قد خرجت نهائياً عن أي إمكانية للسيطرة عليها من جانب البريطانيين. فهؤلاء سوف ينتقلون من التنافس الى الشراكة، بيد أن العامل الأهم والحاسم في معادلة الصراع هذه سيكون بكل تأكيد صعود نجم مقاومة وطنية شيعية منظمة، وهذه بدأت تطل برأسها بقوة متحدية المليشيات والاحتلال على حد سواء.

لقد سعى الأميركيون والبريطانيون عبثا إلى تصوير المقاومة في عاصمة الجنوب العراقي على أنها مليشيات مسلحة مدعومة من إيران، بينما نعلم أن هذه المليشيات كانت منشغلة في صراع لصوصي، ولم تكن معنية بمقاومة الاحتلال بمقدار اهتمامها بالمغانم.

قد يبدو وصف صحيفة "إندبندت" البريطانية لرد فعل الجنود وهم يتلقون نبأ الانسحاب جديرا بالنظر إليه بوصفه تجسيدا لنوع وطبيعة المأزق البريطاني في البصرة. فهم لم يكونوا سعداء وحسب، بل كانوا يشعرون بـ"الخلاص" على حد تعبير الصحيفة. وحين يشعر المحاربون بأن الفرار من المعركة يستحق شعورا بالسعادة، فإن النصر سيكون عندئذ بعيد المنال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
القبول الصعب
افتتاحية
البصائرالعراق
لم يدر في خلد من هندس لاحتلال العراق على وفق التقارير الملفقة التي اعتمدها وبنى عليها اوهامه ...
من ان خطوته هذه ستكون بداية النهاية للاحلام الامبراطورية البائسة على يد ابناء هذا البلد ولم يفكر في لحظة ما من ان الاوهام التي منى بها نفسه ماهي الامحض خيال مستنبط من شركات صناعة الوهم في هوليوود فقد تصور جاهلا بان جنديه الاسطوري لايقهر وان شعوب المنطقة قد أخذ منها حصاره كل مأخذ فباتت تتطلع الى نظرية المخلص فتستقبله بالورود والموسيقى كما افهم جنوده واغراهم بالمجيء الى ارض الرافدين.
كل هذا وغيره كان وراء الاخفاق الامريكي بامتياز فصار جيش الاحتلال يلعق جراحه ويتجرع الفشل تلو الاخر على مدى بقائه في العراق ،ولكن الغريب في الامر لدى جيش يريد ان يكون جيشا امبراطوريا هو عدم الاتعاض من الفشل الذريع الذي مني به بل صار نتيجة استمرائه للهزائم كالمستجير من الرمضاء بالنار فراح يبحث عن حلول اقل ما توصف به هو الغباءفتارة يبحث عن تفجير الوضع تحت ما يسمى (الفوضى الخلاقة) واخرى يبحث عن الشقاقات الداخلية ليستفيد منها لبعض الوقت وثالثة بزيادة عدد الجنود واصدار الاوامر ببناء الجدران وخنق الشعب في كانتونات تمنعهم من الحركة ليوهم نفسه اولا واخيرا من ان امنا صار في العراق.

ان توالي التقارير والاتهامات بالفساد لحكومة فاقدة الاهلية من اساسها تأتي في اطار تشويش الصورة لتبدو وكانها على غير ارادة المحتل فهي من جهة تعطي زخما خفيا للحكومة بانها تملك وتأمر ومن جهة اخرى يحاول المحتل اخلاء ساحته من اية اتهامات توجه اليه من المجتمع الدولي عن الجرائم التي تحدث بشكل يومي في العراق تماما مثل ما فعل بمحاكماته الشكلية لجنود من قواته البسهم تهم ما جرى من جرائم في سجن ابو غريب وعبير المحمودية والابادة الجماعية في حديثة وغيرها كثير مماسجلته ذاكرة الشعب العراقي الذي لن ينسى قاتليه.

ان حكومة فاشلة ومعالجات حمقاء لمعضلات كبرى بالسماح بطرح مشاريع الرجوع خطوة واحدة الى الوراء باعادة من تلطخت ايديهم بدماء شعبنا وتقديمهم على صورة المنقذ لهذه العملية المتهالكة لايمكنه باية حال من الاحوال اصلاح وضع القوات المحتلة المتأزم في العراق لاسيما وان كلفة البقاء لمدة اطول ستكلفهم ترليوني دولار حسب احصاءاتهم.

بقي ان نقول ان القبول الصعب على الساسة الامريكان هوالانسحاب والخروج من هذا المستنقع العراقي والغاء العملية السياسية برمتها واجراء انتخاب باشراف الامم المتحدة بعد تشكيل حكومة وطنية تسعى للملمة شتات المواطن الذي ارهقته المحاصصة وذاق ويلات الطائفية وعاش مرحلة الاحتلال بكل مأساتها.

ان نظرة فاحصة لما نطقت به القوى الرافضة للاحتلال منذ البداية تنبئك عن عمق النظرة وصدق التوجه والاخلاص لهذا الشعب فالانتخابات والدستور والاستفتاء عليه وغيرها مما اراد المحتل واعوانه ان تكون محطات فصل في تاريخ هذا الشعب كلها ذهبت ادراج الرياح واستطاع هذا الشعب ان يصمد بوجه اعتى غزو عرفته شعوب العالم،وهاهم اليوم يذوقون وبال امرهم من الانتخابات التي بنيت على اساس الطائفية وهاهم اليوم يلوكون مر الهزائم على ايدي من جعلوهم يتسلقون الى السلطة على حساب الوطنيين الاحرار وهاهم اليوم يستجدون الدعم من خلال التمحورات الجديدة لمواجهة القوى الاقليمية التي استغلت ضعف العراق اللهم ايد العراقيين بنصر يعزهم ويخذل عدوهم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أذا كانت أسوار سجن كوانتا نامو(هي أخطاء فادحة)فأن الولايات المتحدة أخطأت بأخطاء تفوق هذه الاسوار
خالد عيسى طه

واع
لا تستطيع حكومة منتخبة بفارق بسيط وبقرار قضائي أن تسيء الى ناخبيها كما أستطاعت حكومة دبليو بوش أن تقدمه الى ناخبيها مسيئة الى السمعة الامريكية ومبادىء الرئيس جيبيرون وأبراهام نيكولن مؤسس حكومة القارة الجديدة. أن الدستور الامريكي يحمل بين طياته مبادىء قانونية أنسانية تمجد الحرية والاخاء والمساواة كما جاء بمسلة حمرابي في العراق قبل 7000 سنة قبل الميلاد.

أن الواقع المرير في حصيلته الحاضرة يثبت أن أدارة بوش واللوبي الالكاثوليكي المتصهين تحدى القانون والشرعية بخطوات واسعة وتشريعات لا تتفق مع المبادىء التي توارثتها الشعوب لتشكل الحضارة الحالية.
هذه المخالفات الدستورية القانونية نستطيع تلخيصها بالاتي ....

- قررت أدارات بوش أستعمال الجزيرة الكوبية المستأجرة وجعلها سجنا أطلق عليه سجن كوانتا نامو الشهير .
- أصبح هذا السجن مصدر أرهاب لكل مشتبه به راودت أفكاره فكرة المعادات لامريكه أو حتى جاء ذكر هذه المعادات في جلسة نقاش أو مقال في صحيفة أو حتى اذا تواجد بالصدفة في بلد وسم بالكامل بالارهاب مثل أفغانستان والعراق.
- وتجد أن هناك من يخطف .. ومن يلقى عليه القبض ومن يسفر قسرا وينقل معصوب العينين موثق اليدين يجمعون كلهم أكداسا في سيارات ويوضعون في سجون متعددة تخضع الى القيادة الامريكية هؤلاء هم فئات من الناس الذين لا يرتاحون لسياسة بوش.
- حسب الهمس المتداول في العراق وتقارير رجال الامن والمتبرعين بالحقد والوشاية على بعضهم ولامور شخصية هؤلاء جميعا يوضعون أما في سجون أبي غريب أو يرحلون الى سجن كوانتانامو.
- عنابر هذه السجون تمدد عليها أجسام موثقة تكاد تحمل معظم جنسيات العالم منهم السعودي .. الافغاني ..الايراني .. مسلمين ومسيحيين وديانات أخرى.

هم جميعا فعلا ككوكتيل شراب أتهام يعجز مزجه وترتيبه في أحسن حانات الخمور وفي أرقى الحانات الموجودة اي بلد من بلدان العالم . أن هذا السجن كلما أرتفعت أسواره زاد قلق والخوف عما يجري في داخله من أساليب التعذيب المعاصرة التي توصل اليها خبراء التعذيب حيث أن آخر ما وصلوا اليه هو أغراق المتهم في ماء لحد ما يصل الى درجة فقد حياته.

قرأت كتابا يصف مؤلفه الطرق التي يتعامل بها الامريكيون مع المتهمين بالارهاب فذهب النوم عن عيني وحمدت الله أن مخابرات صدام لم تصل الى هذا المستوى العالي من التكنيك العالي بالوحشية مع المعتقلين أمثالي في ذلك التاريخ.

ماذا غير هذا السجن مهدت حكومة بوش طريق لها لتحمل الوسام الاول بين دول العالم بخرق القوانين ونقظ المعاهدات الدولية والعهد القانوني لحقوق الانسان وحمايته والبطش والدوس بقوة في بصاطيل جنودهم على رؤوس الشرعية القانونية .. العرف .. والحضارة ...لشعوب دفعت الكثير الى أن تصل الى هذه الحضارة وتستمر أمريكا بهذا النهج السياسي وأحسن مثال على ذلك هي أفغانستان والعراق.

برأيي أن العراق يواجه

حالة قانونية أستثنائية فريدة في تجميد سيادة القانون العراقي في محاكمة على أرض يدخل ضمن سيادته الوطنية وحمايته الدستورية.

القانون الامريكي الفدرالي يقول لجنوده:

- أقتل وأنت خارج العقاب والمساءلة القانونية
- أغتصب من تريد من النساء فلك كامل الحرية
- أسرق لا يشملك أحكام قانون ذلك البلد أيها المارينز أفعلوا ما تشتهون فنحن نحميكم.

الامريكي بريء لحد عودته الى أمريكا (في نظرية العصفور ذنبه مغفور) لماذا لا أدري!!!!
والعجيب أن شركات الحماية في العراق وهم مرتزقه ومهنة القتال كمرتزقة ليست بجديدة فهي قديمة كقدم التاريخ وشركة Blake Water
التي أرتكبت جريمة ساحة النسور والتي قرر وزير الداخلية منعها من العمل في العراق وأيده بذلك رئيس الوزراء الا أن ذلك لم يطل طويلا بناءا على الضغط الحاصل على هذا القرار ودام توقفها 4 أيام فقط؟!
أن حادثة ساحة النسور أرجعت قانونية وجود هذه الشركات ومسؤوليتهم في حالة أرتكابهم جنحة أو جريمة.... وبخظم هذه المأساة برزت الكثير من الآراء منها من يدافع عن هذه الشركة ومنهم من يستنكر وجودها وأعمالها ويحملها مسؤولية كل عمل أجرامي . وأني أدعوا كرئيس محامين بلا حدود أن يعقد مؤتمر قانوني دولي في لندن برآسة المنظمة ويحضر فيه القانونيين لاجل أيجاد الصيغة الحقيقية للتعاون مع هذه الشركة او غيرها.
النظام الامريكي الذي يمثل الفاشية الجديدة برموز الصقور أو الكثلكة الصهيونية وزع شعاره القائل:
أن من حق أمريكا ملاحقة أي شخص تشم منه رائحة الارهاب ولها الحق أن تختطفه في مساحة مربع يقف عليه في أي دولة وتستمر هذه الصلاحية لحين نقله سرا الى سجون سرية متناثرة في أوربا وبعضها في الاردن ودول أخرى.
وأن هذا الخط وهذه السجون لازالت قائمة رغم كل الاحتجاجات والاعتراضات على تواجدها من قبل منظمات حقوق الانسان . ولا زال النظام الامريكي يمنع أعادة المتهمين الموجودين في سجونها. ولا يسمح لهم بمحاكمة عادلة تتولاها المحاكم الامريكية المختصة ولكنها تحيلهم على قوانيين عسكرية تبيح لهم التعذيب وتمنع المتهم من الاطلاع على أدلة أدانته ولا يسمح له بتوكيل محامي وتصادر جميع حقوق المتهم التي نصت عليها أتفاقية جنيف الرابعة رغم نزع أعترافاته بطرق وأساليب لا يمكن تصورها ولكن فعلا مطبقة في سجون أمريكا وأسرائيل وبعض الدول العربية وما يجري في العراق اليوم.لو مسكنا سجلا لتدوين ما تقوم به الادارة الامريكية بموجب قانون مكافحة الارهاب وهي كلمة لم يصل اليها أجماع الكل لوجدنا أن مفردات هذه الاجراءات ستبعد العالم والمجتمع الدولي كل طموحاته في أهداف وحقوق ومصطلحات التي يحاول العالم التمسك بها.بأعتقادي أن أستمرار أبقاء مثل هذا السجن وبقاء أساليب التعذيب وبقاء عقلية أن القوة هي الحل والخطف مباح وقتل المخطوف مباح للضرورة نذير يؤمن بأنحلال الحضارة التي لطلما نادى بها الانسان.
لذا نجد ختاما لما نحن فيه أن على الادارة الامريكية أن تستوعب الدروس التي قدمتها المقاومة الوطنية المسلحة والغير مسلحة وأن الشعوب لا تؤخذ بالقوة والقرباش وأن القوانين التي تشرع بالقوة مثل قانون النفط لا مجال لها أن تبقى على الامد البعيد فالقانون هو عقد بين الشعب والحكومة والشركات النفطية وأي أكراه بأرادة طرفي العقد يسبب بطلان هذا العقد .أو لا يصحى الامريكيون على واقعهم ؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
جريمة شنعاء مع سبق الاصرار والترصد
حسين العبيدي
جريدة السيادة العراق

الفعل الوحشي الذي ارتكبته مرتزقة الاحتلال التابعون لشركة (بلاك ووتر) الأمريكية في ساحة النسور الاسبوع الماضي ، لايمكن الا ان يكون جريمة شنيعة استساغها ثلة من اوباش سفاحون مع سبق الاصرار والترصد .
ومع انها في الواقع تنتظم في سلسلة المجازر الكثيرة التي ارتكبها هؤلاء القتلة بدم بارد بحق ابناء شعبنا الجريح الا ان هذه الجريمة النكراء يجب ان لا تمرهذه المرة بلا حساب اوعقاب، كما مر غيرها من المجازر ، ذلك ان المجزرة الجديدة ارتكبت بحق مواطنين عراقيين أبرياء لا ذنب لهم سوى انهم اصروا على البقاء في بلدهم رغم كل ما فيه من فجائع وكوارث تدور فصولها على مدار الساعة منذ آذار 2003 وحتى الآن.
جميع الاعتذارات عن هذه الجريمة الجبانة لاتكفي ...فالمذبوحون ، هم عراقيين ، كانوا - ومازالوا - اسياد الدنيا وفرسان الحروب ، فكيف تتجرأ حفنة من مرتزقة على النيل من كرامة الدم العراقي الطهور المقدس ..؟ نعم .....جميع الاعتذارات لاتكفي ، فالشهداء كانوا من ابناء الرافدين الذين علموا العالم ابجدية الكامة وبهاء الحضارات الاولى ، فكيف تستسيغ قتلهم بدم بارد ، قطعان ضالة من التي تعمل تحت ظل ما تسمى (شركات أمنية ) أو ( شركات حماية )...؟ . ثم ما الفائدة من الاعتذار ...؟ ومن يضمن عدم تكرار مثل هذه المجزرة في المستقبل ...؟ .
.ان هؤلاء القتلة المجرمين ,لامكان لهم هنا في ارض الرافدين , ولايمكن ان يقبل العراقيون الا بطردهم منها ومحاسبتهم على جريمتهم التي استمرأت الايغال في الدم العراقي دونما سبب او مبررموضوعي .
إن مجزرة ساحة النسور التي ارتعدت لها ضمائر العراقيين ، هي فضيحة اخرى تقترب او قل تنتظم مع فضائح سجن أبوغريب , والتي جميعها تتعاطى مع العراقيين وكأنهم ليسوا بشراً، فهل يمكن ان يكون هناك ( انسان ) او آدمي يتحسس آدميته ، يطلق النار هكذا عشوائياً على الناس ، ولايهمه يعد ذلك عدد من اصيب او قتل او مقدار الدماء التي يمكن ان تنزف وتصبغ بلونها القاني وجه الشوارع والارصفة..؟ اللجوء إلى وقف ترخيص شركة "بلاك ووتر" مؤقتاً، لا يكفي ايضا ....فالمطلوب معاقبتها وجعلها تدفع الثمن هي ومرتزقتها القتلة قبل طردها ، لكي يرتدع غيرها من الشركات عن زراعة الموت والخراب في العراق.وعلى جميع القوى السياسية والبرلمانية ان تتوحد في مطالبتها بضرورة محاسبة المرتزقة وشركاتهم وإنهاء وجودهم في العراق، فلعل في ذلك شيء من عزاء يهدئ من غضب العراقيين ويريح ارواح شهدائنا الابرار وهي في مهاجعها السماوية البعيدة ....ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ....

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
...وداعا للعراق ولكن قبله وداعا لمثقفيه: عادوا من حيث أتوا ولكن بعد تدمير صورة المثقف
فاروق يوسف

القدس العربي

كما لو كانت المنافي حدائق خلفية للوطن، ظل عدد كبير من مثقفي الشتات العراقي ينظر الي العالم من ثقب ضيق في باب وهمي. حلم العودة المخيب افترس سنوات التمرد والقدرة علي الفعل الايجابي لدي البعض منهم، اما البعض الآخر فقد ظل حبيس تقنيات محلية في التفكير، بالرغم من أن العبء النفسي الذي تحمله جراء انهماكه اليومي في تفسير اسباب التفوق الغربي كان عظيما، غير أن النقد المقارن اغتصب قدرته علي أن يتخطي ذلك التفسير الي التعرف علي موقعه باعتباره مثقفا في قلب العلة. بطريقة أو بأخري فان المثقف العراقي إلا فيما ندر لم يكن مستعدا للقبول بالتحول من كائن مؤسساتي (الوطن، الدولة، الحزب، القبيلة، العائلة) الي كائن مشرد، منزوع الحماية، منبوذ، هامشي، مهمل، مستقل، متمرد، اشكالي، خطواته تصنع حدود عالمه الفردي وأوهامه. كان الربع الاخير من القرن العشرين هو الزمن الافتراضي للمنفي العراقي، ولكن هل عاش المثقف العراقي المنفي ذلك الزمن حقا؟ أشك في ذلك. فلو عدنا الي النتاج الادبي والفني الذي قدمه فنانو وأدباء الشتات لما استطعنا أن نلمس فيه إلا فيما ندر أيضا أي أثر للقطيعة، بل اننا لا نشعر بتأثير المكان الذي حل المبدع فيه غريبا وتائها ومنقطعا عن اسباب الحنان والرحمة. كان المثقف العراقي يفعل في الشتات ما اعتاد علي القيام به يوم كان داخل الوطن. لم يتغير أي شيء، لا الفكر ولا التقنية ولا الاسلوب ولا الشكل ولا الموضوع ولا حتي المزاج. هل كان المثقف العراقي بشكل عام غائبا عن الوعي ولم يستيقظ إلا علي دوي القنابل التي مزقت أبواب وطنه وفتحته للاغراب من كل جنس ونوع؟ كرر المثقف العراقي في نهايات القرن العشرين ما فعله فائق حسن يوم ذهب في ثلاثينات ذلك القرن الي باريس ليحتمي بجدران متحف اللوفر ولينقل روائع ديلاكروا فيما كانت شوارع باريس تعج وتضج بالسرياليين من دعاة تغيير الفن والحياة معا. أتساءل أحيانا بأسي ماذا كان يحدث للفن العراقي لو كان ذلك الفنان قد خرج من المتحف قليلا لينصت الي الصيحات المتمردة والهدامة التي امتلأت بها المقاهي والحانات والشوارع والجامعات الباريسية؟ بالنسبة لغالبية المثقفين العراقيين كان الوطن هو حيز متخيل عن ذلك المتحف الذي لاذ بصمته الفنان الرائد الذي عاد الي العراق محملا بهدايا الموتي من الانطباعيين. وحين انهدم ذلك الفضاء المتحفي (المسمي وطنا) اكتشفوا أن عطاياهم كلها لم تكن سوي أسلاب في مقبرة. كان الوطن اثناء غيابهم قد عتق وبلي وبان هزاله وتهدم وامحت اجزاء كثيرة من سيرته الجغرافية والعاطفية، حتي اذن له الاحتلال بالزوال.
2
كان ثمن الحرية غاليا: ضياع وطن. ولم تكن تلك الحرية إلا وعدا من لص، له من السوابق الموثقة ما صنع تاريخا مظلما تفوح من بين صفحاته روائح الشر والفساد والاجرام والنهب وانظمة الطغيان، المقنع أو السافر علي حد سواء. لذلك قد يكون غريبا أن بعض مثقفي الشتات العراقي كان يردد جملة مستوحاة من أجندة اليمين الامريكي مفادها أن قرار الغزو كان صحيحا . الان يضيف ذلك البعض الي جملته المخزية تلك جملة جديدة تقول "غير أن اخطاء وقعت هي التي أدت الي أن ينحرف ذلك المشروع عن أهدافه". هذه الجملة المضافة بمكر غبي هي الاخري مستلهمة من المصدر عينه. حتي بعد أن أستدعي المحتل تنظيم القاعدة الي العراق وفتح أبواب البلد أمام الميليشيات المدربة في ايران ونهبت المتاحف وأحرقت المكتبات وأبيدت مدن بأكملها وحرم السكان المدنيون من أبسط الخدمات كالكهرباء والماء الصالح للشرب والمدارس والمستشفيات وصار العراق حسينية للطم وتكية لمختلف صنوف الظلاميين وتحول العراقي ايا كانت ملته أو طائفته أو عرقه الي مشـــروع جثة ممكنة في أية لحظة، لا يزال هناك من بين أولئك الرهط المتأمرك من يردد جمــلا هي من السذاجة و الغباء بل ومن الانحطاط بحيث يشعر القائمون علي المشروع الامريكي أنفسهم بالحرج ازاءها. فالحرية لم تعد مطلبا، الديمقراطية لفقت بطـــــريقة تجعلها أسيرة عمامة رجل الدين والاحزمة الناســـــفة التي يتزنر بها أتباعه، اما استقـــرار العراق فان الامريكيين يعترفون أنه لم يكن من بين الاهداف التي دفعتهم الي الغزو. صورة العراق اليوم بعد أكثر من أربع سنوات من الاحتلال هي نموذج للعار الذي ينطق باثم البشرية كلها، وليس المحتل الامريكي وحده.
المجتمع الدولي كله، شعوبا ودولا ومؤسسات ومنظمات وشركات، مسؤول عما انتهي اليه العراق والعراقيون. العراق اليوم هو أزمة ضمير تقف البشرية كلها عاجزة امام امكانية ردم الفجوة التي صنعتها تلك الازمة بين الفكر والفعل، بين المبادئ والمصالح، بين الماضي والمستقبل، وبين الانسان ونفسه. ومع ذلك فقد أصدر مئة مثقف عراقي ذات مرة بيانا يتصدون من خلاله لاوضاع بلدهم المأساوية من غير أن يرد فيه أي ذكر للاحتلال! لقد كشف ذلك البيان وسواه من الكتابات التي لا تزال تمتليء بها الصحف والمواقع الالكترونية أن المثقف العراقي هو كائن منقرض ومباد، دمره ادمانه علي نوع من العبودية لا يستطيع منه فكاكا، وبالاخص حين زال النظام الذي كان بالنسبة لمثقفي الشتات الحبل السري الذي يزودهم بأسباب الخوف والذعر التي كانت تعفيهم من المساءلة التاريخية. لقد ظهر مثقفو الشتات العراقي علي حقيقتهم: كائنات طفيلية مذلة ومستعبدة لا تجرؤ علي اعلان اي نوع من المقاومة. ولو كانوا كائنات سوية لفكروا مليا في أن من يقيم منهم في السويد أو بريطانيا أو النرويج أو فرنسا أو كندا أو نيوزلندا أو استراليا أو حتي في امريكا لن يخسر شيئا علي الاطلاق لو أعلن بصريح العبارة أن ما جري للعراق هو جريمة عظمي يجب أن يتحمل المحتل تبعاتها. وهذا ما فعله مثقفون كبار من امريكا وفرنسا وايطاليا واستراليا وكندا والنمسا والسويد وسواها من بلدان اللجوء العراقي. حتي هذه الامثولة والسابقة الصريحة بدلالاتها لا ينظر اليها المثقف العراقي بألم وحسرة وندم واسف. فاذا كان لا يري ما يجري من حوله فكيف يكون في امكانه أن يري ما يجري هناك في العراق، البلد الذي محيت أجزاء كثيرة منه؟ مثله مثل أي عابر سبيل لم يلتقط المثقف العراقي المقيم في احضان الشعوب الاوروبية جوهر المعادلة التي صنعتها تلك الشعوب من أجل أن تكون كرامتها مصانة وحريتها بعيدة عن كل شبهة أو لبس أو اختراق. لقد اصطف الكثيرون منهم مع المحتل وهو ما يعني انهم كانوا موافقين علي كل هذا الخراب الذي لحق بالعراق وكل هذا الموت الذي لف العراقيين بعتمته. كما لو أن لسان حالهم يقول أن الكرامة والحرية والحياة الحديثة لا تليق بأهلهم. عقوق بلغ بالبعض منهم الي درجة الوشاية بكل من يرونه واقفا عند الخط الاحمر الذي يصون الوطن والامة والمستقبل. لقد عاد الكثيرون منهم الي العراق مع أول بسطال امريكي حاملين قوائم لتصفية المثقفين الذين بقوا داخل العراق يقاومون الطغيان والحصار الامريكي لسنوات طويلة. يا لحظ العراق السيء بابنائه الذين لم يدرسوا في اوروبا إلا فنون الانحطاط التي مارستها محاكم التفتيش.
3
الان عادوا من حيث أتوا. ولكن بعد تخريب مفهوم المثقف وتشويه صورته. كان حضورهم جزءا من دعاية اراد من خلالها الاحتلال أن يطبع وجوده ثقافيا. جوقة مصفقين يسعي أفرادها الي خيانة اللغة ومن خلالها الي تدمير حقيقة الاستثناء التي ينطوي عليها النموذج العراقي، من جهة تنوعه وتسامحه وقدرته علي التماهي مع حيوية ابنائه. فعلوا اسوأ ما يمكن أن يقوم به انسان عاقل عاش الجزء الاعظم من حياته في اوروبا حين التحقوا بنظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذي فرضه المحتل. فعلتهم تلك عبرت عن انكار مزدوج يكشف عن خفتهم وتدني مستوياتهم المعرفية. فلا هم عرفوا العراق الذي انجبهم وعاشوا فيه ردحا من الزمن ولا هم عرفوا أوروبا التي أوتهم واحتضنت اولادهم بحنان مبالغ فيه. لقد صنع العراق عبر تاريخه معني نادرا لفكرة العيش الراقي (عند الحافات الثقافية المتقاطعة) التي خص الله بها البشر من بين كل مخلوقاته اما أوروبا فانها اليوم تعيش معجزة التلاقي بين أمم الكون كلها في نسيج هيليني متقدم. قبل أن يكتشفه بوش عاش العراق سحر تنوعه الافا من السنوات وكان دائما مصدر النحل والملل والفرق فكيف ارتضي اولئك العائدون اليه من أبنائه أن يكونوا أبواقا لضلالات لا تري من العراق إلا بئر نفط؟ لقد خدعوا أنفسهم وهم يسعون الي خداع الآخرين وتزوير التاريخ حين أنكروا مفهوم المواطنة الذي هو مفهوم عراقي قبل أن يكون أوروبيا. صاروا يتحدثون بفخر عن المرجعية الدينية وهم الاتون من بلاد اعتبرتهم قوانينها مواطنين بغض النظر عن دينهم وعرقهم. كان سلوكهم ذاك يعبر عن خيانة معرفية، غير أنه في الوقت نفسه عبر عن استخفاف بمعني أن يكون المرء عراقيا. لقد حملوا معهم المعني ذاته الذي حمله المحتل: العراقي مادة للقتل. فهو ارهابي يقف بين المحتل وبين بئر النفط. لذلك فان صورة العراقي قتيلا لا تهزهم. الرسام الامريكي ريتشارد سيرا وجد في وقائع الرعب في (أبو غريب) سيرة الهام مضاد لم يعثر عليها أي رسام عراقي.
شاعر وناقد من العراق يقيم في السويد

ليست هناك تعليقات: