Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 9 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 6-2-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الليبيون والجهاد في العراق
أليسون بارغيتر
مؤسسة جيمستاون
(ترجمة) رمضان أحمد جربوع صحيفة ليبيبا اليوم
* دوافع الجهاديون الليبيون * لماذا بنغازي والمنطقة الشرقية والوسطي؟
على الرغم من موقف القائد الليبي معمر القذافي المتصلب تجاه الحراك الإسلامي، عددا لا بأس به من المتطوعين الليبين سافروا من ليبيا ليلتحقوا بالجهاد العراقي، وطبقا للمعلومات التي أخذت تتوارد عن بعض هؤلاء الناشطين، لا يبدو أنهم جزء من أي مجموعة إسلامية منظمة، بل من الذين لديهم أسبابهم ودوافعهم الخاصة للالتحاق بالجهاد.
الحكومة الليبية تتوجس من عودة هؤلاء المقاتلين الذين قد يضرمون مزيدا من النار تحت القدر، ومع ذلك وفي نفس الوقت، بعض الأطراف داخل الحكومة الليبية، ومنها وسائل الإعلام الي تديرها الدولة، تستمر في تهويل موضوع "المقاومة" في العراق.
المتطوعون الليبيون
حتى قبل ابتداء الحرب في العراق، كان الليبيون يميلون للدفاع عن صدام حسين، وهذا بحد ذاته ليس غريبا، حيث أن العديد من العرب يعتبرون العراق بوابة العالم العربي الشرقية وحاميا لها ضد التوسع الفارسي، ومن هذا المنظور؛ الدفاع عن صدام حسين ضد قوات امبيريالية يعتبر دفاعا عن العروبة وبنفس المقدار الإسلام.
ولكن، قد يبدو أيضا أن بعض الليبيين الذين ذهبوا لنجدة البعثيين في بداية المعركة لم يكن لديهم وعي بتعقيد ديناميكيات الطائفية والعرقية المتفاعلة في العراق، فحقيقة أن هذا البلد يتكون من شيعة وسنّة، كانت بمثابة الصدمة لبعض من هؤلاء المتطوعين بل ورجع منهم الكثير إلى لبيبيا محبطين بما اكشتفوه.
يروي أحد سائقي التاكسي في بنغازي على سبيل المثال؛ كيف أن أصدقاء له ذهبوا للدفاع عن العراق ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما اكتشفوا بأن بعض العراقيين غير راغبين في بقاء صدام حسين على رأس السلطة، ولم يتمكن الليبيون من فهم كيف يـُرفض عرضهم "بالدعم الأخوي" فرجعوا إلى وطنهم وهم في حيرة {1}.
وعلى الرغم من ذلك، متطوعون آخرون استمروا في اللحاق بالجهاد، وإن كان ليس كل ليبي يلبّي الدعوة لحمل السلاح، إلا أن غالبية الذي قصدوا العراق للقتال أتوا من المنطقة الشرقية في ليبيا، من وحوالي بنغازي بالذات، من هؤلاء المقاتلون فيهم جهاديون مثل (خالد بوعيشة) الذي قتل في الفللوجة بسنة 2004 ومحمد عبد الهادي محمد الذي قبض عليه في في العراق في نفس الوقت تقريبا. {2}
حقيقة أن معظم المتطوعين الليبين أتوا من شرق البلاد لا يعتبر مصادفة، فبنغازي تقليديا هي مركز التمرد ضد نظام القذافي، فهي منطقة محافظة بشدة وتم الإبقاء عليها غير متطورة عن عمد، ولهذا السبب تطورت لأن تصبح المركز الرئيس للناشطين الإسلاميين في البلاد، وبنغازي تمثل لبّ المجموعات الإسلامية المناضلة التي ظهرت على المسرح الليبي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، بما في ذلك "مجموعة المقاتلة الأسلامية".
ليبيون من مدن أخرى سافروا للعراق، عدد من هؤلاء المناضلين من منطقة سرت الواقعة بوسط البلاد ومن نفس الجهة التي تعتبر مسقط رأس القذافي، بعض من هؤلاء وردت أخبار تفيد بمقتلهم، ومنهم منصور بوشرادة، والذي يُزعم بأنه من نفس عشيرة القذافي نفسه، ولكن قد يكون ذلك مجرد تكهنات {3}.
ومع ذلك، تظل الأقاليم الشرقية، بما فيها بنغازي وغيرها من المدن الصغرى مثل درنه والبيضاء، هي التي قامت بتشكيل كتيبة القتال في العراق.
من خلال المعلومات المحدودة المتوفرة، قد يبدو أن الليبيين الذين ذهبوا إلى العراق من ليبيا نفسها ليسو أعضاء في أي مجموعة معينة أو تنظيم، وهم بالتأكيد ليسو جزء من تنظيم القاعدة، فالنظام الليبي متربص بقوة ويراقب الحركات الإسلامية، خصوصا منذ الصدمة التي لقيها خلال سنوات التسعين، لدرجة أنه لم يعد في البلاد أي حيز لأي مجموعة منتظمة تعمل فيه، وخصوصا تلك التي لها علاقات دولية.
وهكذا يمكننا القول بأن الجهاديين الليبيين يبدو أنهم ذهبوا إلى العراق كأفراد وليس كجزء من مجموعة مناضلة منظمة، وهذا لا يعني بأنه لا يوجد شبكات غير معلنة تعمل في الإقليم بالقرب من المساجد.
وبالفعل نجد محمد عبد الهادي محمد كمثال على ذلك، فهو التحق بالجهاد في الفللوجة ولكنه قبض عليه من قبل القوات العراقية، وشرح لهم كيف أن عددا من المشايخ الليبيين في مساجد بنغازي أصدروا فتاوي مفادها: من واجب الناس الذهاب للقتال في العراق (موقع ميمري تي. في. 24/1/2004)، ولقد تأكدت الإفادة من قبل سائق التاكسي في بنغازي الذي شرح كيف أن الأئمة المحليين كانوا يشجعون الناس على اللحاق بالجهاد في العراق {4}.
مثل هذا الدعم لفكرة الاستشهاد، كان له تأثير قوي على الرجال، مثل (علي عطية محمد بوجفول الزوي) من مدينة بنغازي، وقد قتل في العراق هذه السنة خلال شهر رمضان ولم يتعدي عمره 25 سنة (ليبيا اليوم بتاريخ 7 أكتوبر 2006). وطبقا لرواية والد (علي)، عندما كان هذا طفلا، نشأ وترعرع وسط قصص وأحاديث جدّته عن أعضاء القبيلة الأبطال الذي استشهدوا في قتالهم للإيطاليين المحتلين. عليّ، حسب ما قيل عنه، كان يحلم بأن يصبح "شهيدا" هو أيضا في سبيل الدفاع عن شرف العشيرة.
بعد تركه المدرسة، لم يكن لعليّ، أي اهتمام بالسياسة، شرع في دراسة الهندسة الإليكترونية ولكنه ملّ موضوعها سريعا، وعندها افترح عليه أباه دراسة القرآن عوضا عن ذلك، ذهب أولا إلى بنغازي ثم بعدها إلى زليطن لمتابعة دراسات القرآن، وفي حين ما، تحصّل عليّ على عمل جيد مع الحكومة، ولكن ذلك لم يوافق ما كانت نفسه تصبو إليه، أي المغامرة البطولية، وبعد بضعة شهور اتصل بعائلته هاتفيا ليخبرهم بأنه في بغداد والتحق بالمقاومة هناك، بعد ذلك ببضعة أيام، تلقت أسرته أخبارا تفيد بمقتله.
لعل ما هو فعلا مثير أكثر، من قصة هذا الشاب، يكمن في رد فعل عائلته والجيران على نبأ مقلته، فيقول والد (عليّ) كيف قامت كل العائلة بالاحتفال عندما سمعت النبأ وقاموا بتوزيع المشروبات والحلوى على الجيران، ويشرح الوالد كيف كان في منتهى الفخر والسعادة لأن ابنه اصبح شهيدا خلال شهر رمضان، أحد إخوة (عليّ) يقول " نحن نتمنى الشهادة".
لا تنفرد العائلة بتأييد الالتحاق بالجهاد، ففي بعض الأحيان بعض أعضاء من نفس العائلة، قدموا أنفسهم للقتال في العراق، فعلى سبيل المثال، في شهر يوليو، خرجت أخبار مفادها بأن ثلاثة شبان من عائلة (إشكال) من منطقة سرت؛ قتلوا في العراق (انظر ليبيا فوكس). كذلك رأينا ثلاثة أشقاء من مدينة درنه بشرق ليبيا، وهم حمزة وعبد الرحمن، أبناء عقيلة بن خيال، قتلوا جميعا في العراق {5}
الأكبر سنا، حمزة، يقال بأنه ذهب للعراق حتى قبل أن تبدأ الحرب، قبض عليه وسجن لمدة سنتين، وخلال هذا الوقت شقيقه الأصغر، عبد الرحمن، الذي لا يتجاوز عمره 21 سنة، سافر للحاق به، وبعد فترة قصيرة من مغادرة حمزة للسجن، اتصل عبد الرحمن بالعائلة في ليبيا وأخبرهم بأن شقيقه قتل، هذا النبأ كان كافيا لإقناع الأخ الأصغر (بلال) اذو الستة عشر ربيعا، بأن واجبه يحتم عليه السفر إلى العراق، لقي كلا من بلال وشقيقه الأكبر عبد الرحمن نفس المصير، يقال أيضا بأن الأبناء الثلاثة كانوا يلقون التشجيع من الأب لكي يذهبوا للدفاع عن شرفهم في العراق {6}
شخصيات مثل أبناء عقيلة بن خيال، قدموا من عائلات عميقة التدين، من الذين كانوا يعتقدون بأنه من واجبهم الإسلامي القتال في العراق، بالنسبة لآخرين، الدوافع تبدوا أكثر عشوائية ودنيوية.
الإعلام العربي قد يكون هو عامل الأساس في تحفيز بعض المتطوعين، فعلى سبيل المثال نجد محمد عبد الهادي محمد قد التحق بالجهاد في الفللوجة وأسر من قبل القوات العراقية، قال في التحقيق شارحا موقفه " إنه الإعلام .. هو الذي أتى بي [إلى العراق] ، إنها صور معتقل أبو غريب .. قناة الجزيرة والعربية وغيرها مثل الشارقة " (انظر ميمري تي في 24/1/2008)، هؤلاء الشباب الذين لم تتح لهم سوى فرص تعليمية محدودة ويعيشون في أماكن مثل بنغازي حيث لا تقدم الحياة فيها سوى أمالا ضئيلة، وفرصا أقل بمستقبل زاهر، ولا حتى أي شعور بالرضى وإشباع الحاجات. عند النظر إلى كل ذلك، يمكننا أن نرى كيف تصبح بعض الصور والرسائل عبر الإعلام مقنعة جدا.
نضيف، هنالك مستوى ملحوظ من القبول بفضائل الجهاد والاستشهاد وسط بعض قطاعات المجتمع المدني الأوسع، فلقد وردت عدة تقارير تفيد بحفلات "زفاف" أو احتفالات في لبييا لذكرى الذين قتلوا في العراق، وكمثال على ذلك، نرى في شهر مايو 2005، احتفالات أقيمت بمناسبة مقتل ثلاث شبان من سكان مدينة بنغازي.
هذا التأييد والدعم، ليس في وسط النضاليين فقط، بل حتى في المساجد التي تسيطر عليها الدولة بشدة، نجد من يقوم فيها بالترويج لفكر الاستشهاد، ففي شهر مارس، وكمثال، قام إمام مسجد محمد باشا في طرابلس في خطبة الجمعة مهللا ومحثا على " الشهادة في سبيل الله، والشهادة لإعلاء كلمة الله، والشهادة لإعلاء كلمة الحق" {7}
نستطيع القول بأن هذا التمجيد بالبطولة والتضحية من شأنه أن يخلق بيئة ومناخ "سماح وقبول" تشجع الشباب اليائس والمحبط على بذل الروح في معركة تدور رحاها أميالا وأميالا بعيدا عن الوطن.
الموافق المتناقضة
على الرغم حقيقة أن العقيد القذافي كان موقفه لا يسمح إطلاقا بحضور للإسلاميين السياسيين، من أي لون كانوا، إلا أن النظام الليبي كان أكثر غموضا فيما يتعلق إجمالا بأزمة العراق مثله مثل الكثيرين في المنطقة، فمن ناحية، لم يئلو جهدا لكي لا تتكرر تجربة أفغانستان في العراق عندما عاد المحاربون القدماء لأوطانهم ليشنـّو حربا ضد الدولة. ففي خطبة له بشهر مارس 2005، حذر فيها من العائدين " .. نحن لا نستطيع أن نكون عراقيين أكثر من العراقيين أنفسهم (البي. بي. سي 4 مارس، 2005).
اتخذ النظام إجراءات أكثر مباشرة لدرء الخطر، فلقد وردت تقارير تتحدث عن أحد العائدين في بنغازي (من العراق) وهو (خالد الزايدي) بشهر أكتوبر 2005، وكانت عودته لإجراء عملية جراحية على رجله التي أصيب فيها في معركة {8}، بعد فترة وجيزة من عودته، قتل على يد قوى الأمن الداخلي عندما حاول الإفلات من الاعتقال على إثر معارضته واحتجاجه على محاولات قوات الأمن اعتقال صديق له من الإسلاميين وهو حاتم (بوسنينة) {9}.
النظام قام كذلك باعتقالات احترازية، ففي شهر نوفمبر تحدثت أنباء عن حملة اعتقال لشباب لديهم توجهات إسلامية في منطقة بني وليد، وكان ذلك بعد أن ترددت أخبار عن سفر بعض أعضاء من قبائل (السعدات Saadat) و (جميلة Jamila) و (الفلاضنة Fladna) إلى العراق.
في نفس الوقت، لم يتحرج النظام من الإشادة بالمقاومة العراقية، ابنة القذافي (عائشة) والتي كانت ضمن أعضاء هيئة الدفاع عن صدام حسين، أيدت مرارا و تكرارا، المقاتلين في العراق، في شهر سبتمر 2005 صرحت بصوت عال " .. نحن نحيي بكل فخر مقاتلي المقاومة العراقية الذي تمكنوا من كسر الحلم الأمريكي" (عن وكالة أنباء الصحافة الدولية المتحدة 25/9/2005 UPI).
القذافي من جهته، كان أكثر عزوفا في الإشادة بالمقاتلين حيث أنه يضع عينا على العلاقات الليبية الأمريكية التي تجددت حديثا.
أما أجهزة الإعلام المسيطر عليها من قبل الدولة بقوة، في لا تزال مستمرة في استخدام تعبير "المقاومة" وتبث التقارير بانتظام عن مقتل الجنود الأمريكيين في العراق.
البعض يذهب أكثر بعدا من ذلك، إلى حد القول بأن النظام يغض الطرف عن الليبيين المقاتلين في العراق، ففي نهاية عام 2004، اتهمت وسائل الإعلام العراقية ليبيا، لسماحها للسفارة العراقية السابقة في طرابلس بتجنيد المتطوعين للجهاد في العراق و هذه التقارير لم تتأكد.
في شهر أكتوبر 2004، أعلن مركز "المقريزي" في لندن بأن استلم رسالة من داخل ليبيا تقول "كل الذين ذهبوا للعراق، ذهبوا بمباركة من النظام، لأن النظام يريد للعراق أن ينتصر، وليس لأنه يحب العراقيين، ولكن خوفا من فقدان السلطة، ولكن ... عندما يعود البعض من هؤلاء الشباب، يشرع النظام في تصفيتهم" {10}.
وهكذا، لمّا كان النظام متوجسا من احتمال عودة مواطنيه إلى ليبيا بغرض الإطاحة به، فلقد حافظ على موقفا غامضا بوجهين تجاه النزاع.
ولكن للقذافي أن يقلق، فهؤلاء وإن كانوا قلّة، إلا أن هناك غيرهم من الليبين الغاضبين والمتشوقين بما يكفي في نفس الوقت، للموت كشهداء في العراق. وما قد يكون أكثر مثارا للقلق، أن هنالك درجة عالية من التأييد ضمن قطاعات السكان، خصوصا في شرق ليبيا المضطرب والمليء بالمرارة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
خذوا أسرارهم من أفكارهم !
زهير ماجد
الوطن عمان
سيكتشف العرب أن جميع المتسابقين إلى البيت الأبيض هم من ذوي الحماسات التي تظهر اثناء المعارك الانتخابية والتي على أساسها تبني لاحقا سياسات فيها الكثير من الديمومة الفجة تجاه العرب. لكأن هذه المنطقة العربية المزروعة بأناسها وخيراتها لاتليق ولو بترجمة صغيرة فيها بعض الحنو عليها من قبلهم ، بل جميعهم يزايدون على نفيها تماما وكأنها غير موجودة على خارطة العالم ، وحتى وإن وجدت تبقى الإشارة إليها من باب أن مافي جيبي هو في جيبي فهو لي دائما وليس مايعكر صفو العلاقة معه.
المتسابقون يقدمون مشاريعهم لمنتخبيهم دون أدنى حيرة في الخيار ، لأن هؤلاء جميعا يتفقون على مبدأ واحد يبدو جليا في كل معطاهم . ونكاد لانفرق بين متسابق وآخر في طموحاته وفي جمله الكبيرة والصغيرة التي يتهافت عليها الناخب مهما علت النبرة أو خفتت . لكأن الموطن الأميركي ينتخب بكفيه لابعقله ، بل كأنه لكثرة ترهله بات لايهتم كثيرا بأدبياته الخاصة حتى قيل إن لاأدبيات للمواطن الأميركي سوى معدته والضرائب التي تفعل في حياته كل شيء.
إذا بعثرنا منطلقات كل مرشح على حدة سوف نجد الكثير من القضايا المشتركة حتى بين الجمهوريين والديمقراطيين تجاه الداخل الأميركي الذي يتحرك وراء مفاهيم اقتصادية بحتة . اما منطقتنا الشرق أوسطية فتكاد آراء المرشحين تتغير بين واحد وآخر . فهذه المرشحة الديمقراطة هيلاري كلينتون تؤكد بقاء القوات الأميركية في العراق دون أن تنسى القول بدعم مطلق لإسرائيل ، وعندما تصل إلى ايران فهي لاتنسى الجزم بأنها سوف تجري مفاوضات معها لكن مع وجود بعض الجزاءات . أما الديمقراطي الآخر باراك أوباما الذي يكره كثيرا أن يقال بأنه مسلم ( وهو كذلك حتى لو غير دينه ) فإنه يصر على التخلص من عبء العراق ليس إكراما للشعب الأميركي برأيه بل لضمان أمن إسرائيل .. فهو قد زار إسرائيل عام 2003 وكذلك الأراضي الفلسطينية وقال بأنه لن يعترف بحركة حماس مالم تغير تلك الحركة مبادئها تجاه الدولة العبرية .. إلا أن أوباما أكثر تحديدا بقوله إن للقوة العسكرية حدود ولا بد من الحوار والتسويات مع سوريا وإيران ولكن بدون شروط مسبقة . . فهو قال ذات مرة لإحدى الصحف الأميركية : إنه إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة " فلسوف اجتمع مع الزعماء الايرانيين والسوريين وسننخرط في مستوى من الدبلوماسية الشخصية الحازمة نطرح من خلالها مجموعة كاملة من القضايا على مائدة البحث ، فإيران وسوريا ستبدآن في تغيير سلوكهما إذا بدأنا في رؤية محفزات لفعل ذلك " .
أما المرشح الجمهوري جون ماكين فهو أكثر تحديدا لسياسة حزبه الحالية حين يؤكد التزامه بالعراق وإسرائيل مع مقاطعة كاملة لإيران وسوريا ، لكنه يؤكد بالمقابل تعهده بوضع استراتيجة طاقة من أجل الاستقلال عن شيوخ النفط وسياساتهم " كما يكمل . أما المرشح الجمهوري ايضا ميت رومني فيعرب عن أمله إن يحدث مواجهة مع إيران ومع الإسلاميين (انظروا إلى رأيه) ولكن عبر الاقتصاد ، وعلى هذا الاساس فهو يروج لنفسه على انه المرشح القادر على إصلاح كل شيء . بقى أخيرا المرشح الجمهوري مايك هاكابي الذي يبدو أكثر تطرفا من كل المرشحين بقوله " ان لغة صهيون هي لغتي الأم وأن عدونا الحقيقي هم الاسلاميون ، فيما يعرّف الحرب على العراق بأنها حرب عالمية ثالثة لايسعنا أن نخسرها.
يظهر جليا مدى الترابط في أفكار كل من المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين تجاه قضايانا الشرق أوسطية والعربية منها تحديدا ، لكن الجمهوريين هم الاميز بمواقفهم تجاه العداوة مع الإسلام والمسلمين واتجاه الالتصاق العضوي بإسرائيل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
ضحايا و ضحايا
وليد الزبيدي
الوطن عمان
ذات الأسلوب وذات الأدوات , مثلما بدأت في ربيع عام 2003, بقتل المدنيين العراقين الابرياء, فإن القوات الأميركية لم تتوقف عن القتل العمد, وعندما تهتم وسائل الإعلام بقصة مقتل عائلة عراقية هنا و اخرى هناك, فان ذلك لا يعني ان هذه القصص وحدها التي تحصل في العراق.
كما أن القصص التي يجري التعتيم عليها أكثر بكثير من تلك التي تتداولها وسائل الإعلام, وحتى طريقة التناول لم تكن موضوعية وفي أغلب الأحيان بعيدة عن المهنية , إذ تبدأ القصة الخبرية بصياغة منحازة, ويتم التركيز في سياق الخبر على مطاردة القوات الأميركية للمسلحين, ويكون هناك تضخيم لهذا الجانب , ولايتم التطرق من بعيد أو قريب إلى الحقائق الموضوعية,التي تقول إن الجنود الأميركيين هم قوات الاحتلال و جاءوا بدباباتهم وطائراتهم وأموالهم وأعلامهم لاحتلال هذا البلد وتدميره و تخريبه, وأن المحتل الغاصب الغريب, يطارد المسلحين أبناء العراق, الذين يقاومون هذا الاحتلال, ويواصلون مهامهم القتالية لإلحاق أكبر الهزائم المذلة بالقوات الأميركية, ورغم أن جميع القوانين والأعراف و الأديان, أعطت لكل شعب يقع تحت الاحتلال , حق مقاومته و إخراجه و تحرير بلده و شعبه, إلا أن القصص الخبرية, التي تتناول قتل المدنيين العراقيين, و تأخذها مختلف وسائل الإعلام, لم تتطرق إلى ذكر الحقيقة, ولا تشير إلى طرفي المعادلة في الموضوع, حيث يتعمد الأميركيون استخدام سلاحهم لقتل الأبرياء العراقيين, لأن أبناء هذه المنطقة أو تلك يشنون الهجمات على قواتهم التي تحتل البلد, وتكتفي وسائل الإعلام بنقل البيانات الأميركية, التي تعطي لنفسها الحق في قتل الأبرياء و تدمير بيوتهم ورميهم في المقابر.
إن ما تناولته وسائل الإعلام من قتل جماعي للعراقيين , لا يتجاوز عدد أصابع اليد, مثل مجزرة حديثة ومجزرة الإسحاقي , ومجزرة سامراء,و سلمان باك و اليوسفية , و عندما يستعيد المرء تلك القصص لايجد فيها التفاصيل المأساوية التي حصلت ضد العوائل العراقية, كما أن القصص التي لم تتطرق لها وسائل الإعلام ولم تذكرها البيانات الأميركية , فأنها بالمئات, وفي كل مرة توجه المدفعية الأميركية قذائفها لتدك بيوت العراقيين,ولم تتوقف الطائرات من القصف و القتل و التدمير .
أما الذي يصل إلى العالم , فإنه يصور الأمر وكأن الأخطاء الأميركية نادرة وتنحصر في عدة قصص سقط فيها ضحايا من العراقيين , في حين يقول الواقع إن قوات الاحتلال الأميركية ارتكبت الخطايا و الفواجع بحق أبناء العراق والذين يسقطون يومياً ضحايا نتيجة للقصف و القتل الأميركي.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
أحزان بلد المليون قتيل
فهمي هويدي
الشرق الاوسط بريطانيا
حين أعلن في مستهل هذا الأسبوع عن أن مليون عراقي قتلوا منذ الغزو عام 2003 لم يهتز شيء في العالم العربي، اذ مررته وسائل الإعلام، كما لو أنه خبر عادي باعتبار أنه منذ الاحتلال على الأقل أصبح الأصل أن يكون العراقي قتيلاً، والخبر المثير أن يظل على قيد الحياة. وربما ساعد على عدم الاكتراث بالخبر أنه أذيع متزامناً مع حدث انفجار الفلسطينيين المحاصرين في غزة أو انشغال الجميع بأصداء ذلك الانفجار وتداعياته إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة تراجع الاهتمام في الإعلام العربي بالحاصل في العراق، أو قل أن ذلك الاهتمام ظل منصباً على الأخبار والحوادث اليومية المتعلقة بالمواجهات المسلحة، ولم يرصد بشكل كاف المتغيرات الكبيرة التي طرأت على خرائط المجتمع، وتأثيرات تلك المتغيرات على حياة الناس وأحوالهم المعيشية التي تضاعفت فيها العذابات والمعاناة. إن ثورة الجزائر حين قدمت مليون شهيد، فإنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، واستطاعت أن تحقق انجازاً كبيراً، تمثل في إزالة الاحتلال وإعلان استقلال البلد. لكن مليون عراقي قتلوا خلال خمس سنوات ودون أن تكون هناك بارقة أمل في أن يخرج الاحتلال في الأجل المنظور، بل حدث العكس، فإن ذلك الثمن الباهظ ـ وإن أرق الاحتلال فعلاً وأزعجه ـ إلا انه لم يتقدم بالبلد خطوة الى الأمام، وإنما تشير الدلائل الى انه تراجع خطوات على عدة أصعدة، كما سنرى بعد قليل.
رقم المليون قتيل عراقي، أعلنته في لندن في اليوم الأخير من الشهر الفائت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، استناداً الى دراسة ميدانية أجراها مركز استطلاع الرأي «اوبينيون ريسيرش بيرتس» شملت حوالى 2414 عراقياً متوسط عمر الواحد منهم 18 سنة. وكان السؤال الذي وجه إلى كل منهم يستفسر عما إذا كانت أسرته قد شهدت موت أحدٍ من أفرادها بسبب أعمال العنف، وليس بسبب الشيخوخة أو المرض. وبينت الاجابات أن عدد القتلى في الفترة ما بين مارس (آذار) 2003 وأغسطس (آب) 2007، يقدر بحوالى مليون و33 ألف شخص، وأن أكبر عدد من القتلى سجل في بغداد، حيث فقد أربعون في المائة من الأسر أحد أفرادها على الأقل. تحدث التقرير أيضاً عن استمرار انتهاكات حقوق الانسان بالعراق من جانب القنوات الأمريكية التي لم تتوقف عن تعذيب المحتجزين، إضافة الى احتجازهم في مراكز اعتقال سرية تمارس فيها تلك الانتهاكات على نطاق واسع.
ولكي تدرك مدى فداحة الرقم، فإنني أذكر بخلاصة الدراسة التي أجرتها مجلة «لانست» الطبية الرصينة في بريطانيا بعد 18 شهرا من غزو العراق، وخلصت منها إلى أن أكثر من مائة ألف عراقي قتلوا خلال تلك الفترة (الدراسة أعلنت في الشهر العاشر سنة 2004)، وهو ما أحدث صدمة في ذلك الوقت، حيث أن وزير الخارجية البريطاني آنذاك جاك سترو صرح للإذاعة البريطانية بأن حكومة بلاده ستحقق في الأمر بمنتهى الجدية، مضيفاً أن هناك تقريرات أخرى تحدثت عن مقتل 15 ألفا فقط من المدنيين وليس مائة ألف. التقرير الأخير لمنظمة «هيوم رايتس ووتش» يدل على أن الأمور تدهورت كثيراً، وأن رقم المائة ألف تضاعف عشر مرات خلال خمس سنوات حتى وصل الى رقم المليون، الأمر الذي يعني أن ذلك البلد المنكوب فقد في كل سنة 200 ألف شخص في المتوسط.
لقد أتيح لي أن التقي قبل إذاعة ذلك التقرير بعض ممثلي فصائل المقاومة العراقية. وكانت ملاحظتهم الأساسية ان العالم العربي نفض يده من الشأن العراقي وسلمه بالكامل للأمريكان، بحيث أصبح العرب متفرجين فقط عليه، كأي مشاهدين يتابعون شريطاً سينمائياً من أفلام الجريمة والعنف، وتنقطع علاقتهم به عندما تظهر إشارة الانتهاء وأبدى احدهم استغراباً واندهاشاً من أن العرب نسوا أن العراق الذي يجري افتراسه وتقطيع أوصاله وتدميره هو جزء حي من الأمة العربية، بفقدانه تدمر بوابتها الشرقية، وتخسر الأمة الكثير من عافيتها، وأنه بعد خسارة العراق فإن العالم العربي لن يكون بعيداً عن التداعيات اللاحقة لذلك. وهو المشهد الذي ينطبق عليه المثل القائل «أكلت يوم أكل الثور الأبيض». وأضاف أحدهم أن العالم العربي مستغرق فيما يحدث على أرض فلسطين، وذلك موقف طبيعي مفهوم ومبرر، ولكن السؤال الذي نفكر فيه أحياناً هو: هل من الضروري أن يؤدي ذلك الاستغراق إلى إدارة الظهر تماماً لما يحدث في العراق؟ ـ وقبل أن يجيب عن سؤالي، قال إن ما حدث في غزة من محاولة لتدمير حياة الناس وإنهاكهم، له نظيره في بغداد، التي يتعرض الناس فيها للترويع والموت في كل وقت، وتشح فيها المياه وينقطع التيار الكهربائي والغاز طوال اليوم في هذا البرد باستثناء ساعة واحدة، تزيد أو تقل، كما أن الحواجز المقامة في الأرض المحتلة لها نظائرها في بغداد، التي أقيمت الأسوار بين أحيائها فأحاطت بالأحياء التي يعيش فيها أهل السنة، كما أن تلك الأحياء أقيمت داخلها أسوار أخرى فصلت بين أهلها.
قلت لمحدثي إن القضية الفلسطينية مهيمنة على الإدراك العربي منذ ستين عاماً على الأقل وانشغالهم بها يرجع إلى أنها تؤثر على الأمن القومي للعرب أجمعين، الأمر الذي أعطاها أولوية حجبت عنهم رؤية أمور أخرى مهمة في المجتمعات العربية، بعضها يتعلق بالأوضاع الداخلية لكل قطر، بل إن بعض الأقطار تعللت «بالقضية» لكي تؤجل نهوضها بمسؤلياتها إزاء العديد من استحقاقات العمل الوطني.
قلت ايضاً أن تعاظم الدور الأمريكي في العالم العربي، كان من الأسباب التي أسهمت في إحجام أغلب الأقطار العربية عن القيام بشيء لصالح الشعب العراقي. وهو ذاته الإحجام الذي جعل تلك الأقطار تؤيد. الحصار الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنحاز إلى مواقف الفلسطينيين في رام الله (الموعودة أمريكياً وإسرائيليا) في صراعها ضد الحكومة المنتخبة في القطاع. قلت كذلك إن خريطة المقاومة العراقية تداخلت فيها الخطوط بصورة أساءت إليها تارة، وطمست معالمها الحقيقية تارة أخرى، بحيث أننا لم نعد نعرف من مع الشعب العراقي ومن ضده، ومن مع الأمريكان ومن ضدهم.
قاطعني محدثي قائلاً إن التطور الحاصل في وسائل الاتصال مكَّن كل من هب ودب من أن يؤسس موقعاً على شبكة «الانترنت» ليطلق من خلاله ما شاء من بيانات وإنذارات وبلاغات يتعذر التحقق من صحتها لكن الثابت أن على الأرض سبع مجموعات أو فصائل تنسق فيما بينها الآن، هي التي تقاتل الاحتلال وتعتبره عدوها الأول، لكنها تخوض في الوقت ذاته معارك على جبهتين أخريين؛ الأولى ضد الذين ينسبون أنفسهم إلى تنظيم «القاعدة»، ويريدون اخضاع الشعب العراقي لسلطاتهم ومشروعهم، والجهة الثانية ضد المليشيات الطائفية التي تروع أهل السنة، وتشيع حالة من التطهير العرقي التي تستخدم فيها قوة السلاح. وهؤلاء يعملون جاهدين الآن على إلغاء التعددية المذهبية في بغداد لكي تصبح خالصة لهم في حالة تقسيم العراق، الذي يجري الإعداد له على قدم وساق الآن. لاحظت في كلامهم قلقاً شديداً من الدور الإيراني في العراق، حيث قال بعضهم إن الامريكيين طارئون على المنطقة وسيغادرونها يوماً ما، لكن إيران باقية بحكم الجغرافيا، حيث يبلغ طول الحدود المشتركة بين البلدين حوالي 1300 كيلومتر. وأضاف آخر أن الغياب العربي عن العراق أحدث فراغاً كبيراً في الساحة السياسية تمددت فيه إيران. سواء برجالها أو من خلال الجماعات الموالية لها. وتدخل أحد الجالسين قائلاً إن المليشيات الموالية لإيران تتعامل بقسوة بالغة مع الأشخاص الذين تعتقلهم، وغالباً ما يقتل هؤلاء وتشوه أجسامهم بسبب ما يتعرضون له من تعذيب بشع. وفي المقابل، فإن الذين تحتجزهم القوات الأمريكية يظلون في وضع أفضل بصورة نسبية على الأقل من حيث أنهم يعانون ويعذبون حقاً، لكنهم يظلون على قيد الحياة في نهاية المطاف.
إنهم لا يجدون أحداً يبثون له همومهم ويبدد حيرتهم، ويشعرون بأنهم مكشوفو الظهر، في حين أن العناصر الموالية للأمريكان أو لإيران تجد دائماً الظهير الذي يؤمِّنها ويساندها. وقد طلبوا مني أن أنقل صوتهم وحزنهم إلى أمتهم التي نسيتهم في محنتهم. وفي حدود قدراتي المتواضعة أرجو أن أكون قد فعلتُ.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
رسل المخابرات الإيرانية يسرحون ويمرحون في العراق ؟
داود البصري
السياسة الكويت
عمليات التخادم وتبادل المصالح المشتركة بين اطراف في السلطة العراقية الحالية واجهزة مخابرات النظام الايراني المتعددة هي من عزم الامور وطبائع الاشياء التي تطبع العلاقة التاريخية الراسخة بين المعارضة العراقية الدينية السابقة التي تحولت بفعل بركات احذية المارينز الثقيلة لنخبة حاكمة وبين النظام الديني الكهنوتي الايراني بفكره التبشيري واجنداته الاقليمية الطموحة , ولا يمكن تصور ان قادة المعارضة السابقة الذين حلبوا من الضرع الايراني لاكثر من عقدين ونيف من السنين من الممكن ان يتنكروا يوما ما لتلكم العلاقة خصوصا وان البذور التكوينية لعدد من القوى السياسية الحاكمة اليوم في العراق قد نمت وتربت ونشأت في الرحم الايراني واصبح وجودها واستمرارها مرهونا بمشيئة وارادة وحياة واستمرارية ذلك النظام , وليس سرا ان سقوط النظام الصدامي بالطريقة التي تمت قد شكل نصرا ستراتيجيا لنظام طهران لم يكن يحلم به او يتصوره ولو في الاحلام , فوفقا للقراءة الستراتيجية المتأنية لحال المنطقة بعد خمسة اعوام على التغيير في العراق يبدو واضحا ان الطرف الذي استفاد من كل ما جرى وبأقل ثمن هو النظام الايراني الذي تمكن بتخطيطه وقصر نظر السياسة الاميركية ولظروف جيوسياسية واجتماعية من ان يجعل العراق بأسره ساحة للعبه وان يكون امنه الداخلي رهينا بصفقات علنية وسرية مع الادارة الاميركية التي يحرص سفيرها في بغداد على ادامة حبال الوصل والتواصل والمفاوضات مع الجانب الايراني في مهزلة سياسية لا حدود لابعادها, حيث يطلب من نظام ثيوقراطي ديني وطائفي ان يحمي الديمقراطية العراقية الوليدة, وان تساهم الجهود الايرانية في تسهيل المهمة الاميركية في العراق, وهي أحجية غريبة وغير مفهومة وتحتاج لما هو اكثر من حاسوب عملاق لتحليلها ومعرفة ابعادها وخفاياها وزواياها العلنية او السرية, خصوصا وان تقلبات السياسة الاميركية وملفاتها السرية في عموم ازمات المنطقة بدءا من حرب الخليج الاولى عام 1980 مرورا بجريمة غزو دولة الكويت ثم تحريرها عام 1991 لا تثير الارتياح بالمرة ? فكيف يطلب الاميركان الدواء من مصدر الداء ? , اللعبة الايرانية الجديدة التي تضاف للالعاب الدموية السابقة الاخرى هي في ارسال الزخم المتدفق من عملاء الاجهزة السرية الايرانية للساحة العراقية تحقيقا لفك عقدة العديد من الملفات المترابطة والساخنة في مسيرة العلاقات الايرانية ¯ العراقية واهمها قضية الوجود المسلح للمعارضة الايرانية في العراق ممثلا بجماعة ( مجاهدين خلق ) القوية التي تقود المقاومة المسلحة ضد النظام الايراني منذ عقود طويلة والمتمركزة في مواقعها في معسكر مدينة اشرف في العراق قرب ديالى والتي لم ينجح الايرانيون في اقتلاعهم من العراق رغم وجود وكلائهم في العراق في مراكز الدولة العراقية الحساسة , فللوجود الايراني المعارض في العراق ملفات ذات جانب دولي معقد تلعب فيه المصالح الاقليمية لعبتها القصوى , المهم ان النظام الايراني بقواعده المخابراتية المتقدمة في العمق العراقي قد ارسل عناصره الخبيرة دوليا مؤخرا لمحاولة لعب لعبة مخابراتية غير خافية جوانبها على كل مطلع , وتتحدث الوقائع عن دخول عميل دولي معروف للمخابرات الايرانية وهو المدعو( مسعود خدابنده ) للعراق وقيامه بتنسيق الجهود الاستخبارية السرية مع عملاء محليين عراقيين للنظام الايراني وكذلك الحال مع عميل ايراني اخر قدم من كندا هذه المرة وهو المدعو مصطفى محمدي, في هجمة مخابراتية ايرانية لا تخفى دوافعها والغازها , المهم ان الايام القادمة ستشهد تطورا حقيقيا في نشاط الاجهزة المخابراتية الايرانية في العراق فحرب ترتيب المواقع والاولويات قد اعلنت عن اشارة انطلاقتها , ومازال في جعبة الحاوي الايراني الكثير من الثعابين السامة التي ستزيد المشهد العراقي قتامة وسوادا .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
حملة المقاومة العراقية لنصرة غزة
ياسر الزعاترة
الدستور الاردن
في لفتة بالغة الاهمية ورائعة الدلالة في آن ، تفاعلت قوى المقاومة العراقية مع الهجمة الصهيونية على قطاع غزة ، ومن ثم إحكام الحصار من حوله ، وما تلا ذلك من هبّة جماهيرية فتحت المعبر ، الأمر الذي انسحب على قوى سياسية وهيئات دينية لها حضورها في الشأن العراقي من أهمها هيئة علماء المسلمين التي دأبت على متابعة الشأن الفلسطيني وربطه بالهم العراقي.
لم يتوقف الأمر عند الهيئة التي كانت وما تزال الأكثر تعبيراً عن وحدة العراقيين في مواجهة الاحتلال ، بل تجاوزها إلى هيئات أخرى من بينها قوى سياسية لها مواقف إشكالية من الاحتلال مثل الحزب الإسلامي العراقي ، لكن الذي لا يقل أهمية هو تعاطي بعض قوى المقاومة مع معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم فلسطين بطريقة مختلفة تتمثل في تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وتسميتها بأسماء ذات دلالة أو إهدائها إلى الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية.
فعل ذلك الجيش الإسلامي في العراق وكتائب ثورة العشرين وحماس العراق وجامع ، وجميعها نفذت عمليات مصورة وأهدتها للمقاومة الفلسطينية وللصامدين المرابطين في قطاع غزة ، وهو ما دفع كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس إلى إصدار بيان شكر وتقدير لتلك القوى يعبر عن الامتنان من جهة ، كما يؤكد على وحدة الدم والمصير بين المعركتين من جهة أخرى.
والواقع أن الوحدة المذكورة ليست مجرد شعار مفرغ من المضمون ، بل هو حقيقة واقعة لا يماري فيها سوى جاهل بالشأن السياسي أو مهزوم يقدس تقسيمات سايكس بيكو ، ذلك أنه لولا فلسطين لما دفع الصهاينة بوش إلى احتلال العراق على أمل أن يشكل احتلاله فاتحة لإعادة تشكيل المنطقة على مقاس التسوية الصهيونية ومن أجل تكريس الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة. والحال أن المسألة لا تتوقف عن حدود الدوافع ، بل تتجاوزها نحو المصير كذلك ، ذلك أن فشل المشروع الأمريكي في العراق هو بالضرورة فشل لمشروع الهيمنة الصهيونية على المنطقة ، وقبل ذلك فرض التسوية البائسة على الفلسطينيين ، وبالطبع بعد تركيع الوضع العربي برمته ، أما الجانب الآخر فيتمثل في حقيقة أن إفشال الأمريكان في العراق ، وكذلك في أفغانستان هو تكريس لمنحنى التراجع في هيمنة الولايات المتحدة على الشأن الدولي ، وعندما يحدث ذلك ستكون معركتها مع الاحتلال الصهيوني أكثر سهولة. كل ذلك يبدو حاضراً في وعي القوى السياسية وقوى المقاومة العراقية التي تضامنت مع غزة وأهدتها عمليات عسكرية موجهة ضد جنود وقواعد الاحتلال الأمريكي ، لكن الدافع الذي لا يقل أهمية في وعي أولئك جميعاً هو الدافع الإسلامي من زاوية أن المؤمنين كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر.
إنهم المجاهدون الصادقون يشعرون بوحدة الهدف والدم والمصير في أي مكان كانوا ما دامت قضيتهم عادلة ومعركتهم هي معركة الدفاع عن الدين وعن الأمة ، ولا شك أن قوى المقاومة العراقية بسلوكها ونشاطها خلال الأسبوعين الماضيين قد أكدت هذا البعد ، ومعه الأبعاد الأخرى على نحو يستحق التحية والتقدير.
في المقابل كان لافتاً أننا لم نسمع من القوى والرموز الشيعية العراقية أي تضامن مع الفلسطينيين ومعاناتهم (ربما وقع شيء من ذلك من قبل بعضهم لم يجد صداه في وسائل الإعلام) ، والأمر هنا لا صلة له بالقضية المذهبية ، بقدر صلته بالخيارات السياسية ، فالمتحالفون مع الاحتلال الأمريكي لن يتورطوا في ممارسات تعكر مزاجه ، فيما يعلمون أنه ما من شيء أكثر تعكيراً لمزاج السيد بوش ومحافظيه الجدد من إدانة الأحبة في تل أبيب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ولايات تفكر باعادة الحرس من العراق
أروند غلانتز
انتي وور كوم
تقدم مشرعو ولاية فيرمونت بتشريع يطالب بعودة جنود الحرس الوطني من العراق. ويفكر النواب في كل من مينيسوتا ونيو هامبشاير وبنسلفانيا بتقديم تشريع مماثل. اساس هذه المسألة ايمان بأن سلطة الرئيس بوش الشرعية لنشر الحرس الوطني في العراق قد انتهت مدتها. يقول ممثل ولاية فيرمونت مايكل فيشر لموقع ون وورلد "وضع الكونجرس مهمة محددة للحرس في عام 2002 ، وتضمنت هذه المهمة أمرين: الدفاع عن أمن الولايات المتحدة القومي (ضد) التهديد الذي يمثله العراق ، والأمر الثاني ، فرض تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وثيقة الصلة بالموضوع. ولا أعتقد أنه هناك أي حجة موثوقة بأن دولة العراق تشكل خطرا على الولايات المتحدة أو انه مازالت هناك أسلحة دمار شامل في العراق".
أضاف فيشر "إذا كان الرئيس يعتقد أنه مازالت هناك حاجة لأن يبقى حرسنا الوطني في العراق لنشر الاستقرار فيه أو أي شيء آخر ، فمهمته العودة إلى الكونجرس وطلب ذاك التفويض. فالرئيس ليس لديه السلطة لوضع حرسنا تحت سلطة الحكومة بشكل مؤقت".
جاء التشريع وسط مشاعر متزايدة من معاداة الحرب في منطقة غرين ماونتن. في العام 2005 ، وافق المقترعون في 48 بلدة في ولاية فيرمونت على قرارات تطالب مشرعي الولاية بدراسة تأثير الانتشار الضخم في العراق على فيرمونت والطلب من وفد فيرمونت للكونجرس "العمل لإحياء التوازن بين سلطة الولايات وسلطة الحكومة الفيدرالية على وحدات الحرس الوطني".
وطلبت الهيئة التشريعية لولاية فيرمونت أيضا من الرئيس والكونجرس سحب الجيش الاميركي من العراق. يقول المحللون أن ولاية فيرمونت مثل مناطق ريفية أخرى قد عانت بشكل لا يتناسب وحجمها من الحرب في العراق وأفغانستان. فقد أوضح تقرير شهر تشرين الثاني 2006 الصادر عن مؤسسة كيرساي من جامعة نيو هامبشاير أن الجنود من ولاية فيرمونت سجلوا أعلى معدل للوفيات في الدولة.
ووجد استطلاع للرأي في شهر حزيران لعام 2007 برعاية المركز غير الحزبي للاستراتيجيات الريفية ان الدعم الريفي للحرب يتراجع: حيث قال %45 من الأميركيين الريفيين أن على الولايات المتحدة "أن تحافظ على المسار" في العراق ، وكانت النسبة %51 في العام ,2004 وقال %60 من المجيبين أنهم يعرفون أشخاصا يخدمون في العراق أو أفغانستان. ورغم المشاعر الشعبية وارتفاع الإصابات ، رد حاكم الولاية الجمهوري جيم دوغلاس ببرود على تشريع فيشر. وقال المتحدث جاسون جيبس لوكالة "بيرلينجتون فري برس" هذه قضية فدرالية ، والمحافظ دوغلاس يحب أن يرى واشنطن تطور استراتيجية لجلب الجنود إلى البلاد".
وجاء في تقرير "الفري برس" ، وفقا لجيبس ، أن العاملين القانونيين لدى حاكم فيرمونت نظروا في السلطة على الحرس الوطني عندما كانت القضية تحت التدقيق العام قبل عدة سنوات. وقال جيبس أنهم وجدوا أن الولايات ليس لديها أساس قانوني لرفض نشر وحدات الحرس الوطني. "ولتغيير ذلك على الكونجرس أن يتحرك".
هذه ليست المرة الأولى التي تستدعي فيها الولايات حرسها الوطني من نزاع خارجي غير شعبي. ففي العام 1986 ، عارض العديد من المحافظين عمليات الرئيس رونالد ريغان العسكرية في أميركا الوسطى رافضين السماح لوحدات الحرس الوطني الخاصة بهم المشاركة في التدريبات هناك.
في هذا الخريف ، أجاز الكونجرس ، بقيادة أعضاء الكونجرس من ولاية ميسيسيبي وحليف الحرس الوطني منذ وقت طويل سوني مونتجومري ، تعديلا لقانون تفويض الدفاع الذي يحظر على حكام الولايات منع الوحدات من التدريبات الفدرالية في المستقبل.
تولى محافظ مينيسوتا رودي بيربيش القيادة في الاعتراض القانون الجديد ، لكن بعد خسارة العديد من طلبات الاستئناف ، أكدت المحكمة العليا بالإجماع على دستورية القانون في العام ,1990 تجادل مصادر دستورية عدة بأن تعديل مونتجومري قد انهى بشكل أساسي أي سلطة قد يملكها حاكم الولاية للاعتراض على نشر وحدات الحرس الوطني. لكن يقول مؤيدو مسودة القانون أن الحرب في العراق مختلفة عن الحرب في الثمانينات في أميركا الوسطى.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
هل ينجح المالكي فـي (تعويم) حكومته او استبدالها بائتلاف قوي؟
محمد خرّوب
الراي الاردن
لا يغير العَلَمْ العراقي الجديد (الخامس منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1923)، الذي قام برفعه رئيس الوزراء نوري المالكي يوم امس، كاشارة بدء لاعتماده رسميا ورفعه على كافة الدوائر الرسمية العراقية (بما في ذلك اقليم كردستان)، شيئاً من المشهد العراقي المحتقن والدموي والمفتوح على كل الاحتمالات، وتحديداً في ما خص مستقبل التحالفات والمعادلات السياسية والحزبية القائمة، والامكانية المتاحة لتشكيل حكومة جديدة يجري الحديث حولها في اجواء من الغموض والمناورة، ما يعكس حجم عدم الثقة والهوة التي تفصل بين الاطراف المرشحة للمشاركة فيها، وهي اضافة الى الائتلاف الشيعي الثنائي (عبدالعزيز الحكيم ونوري المالكي)، ومثيله الكردستاني (طالباني وبرزاني)، يبرز حزبان بدآ يلعبان دوراً لافتاً احدهما الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي.. في ظل استبعاد انضمام الكتلة الصدرية لهذه الحكومة، كذلك في تراجع دور جبهة التوافق السنية حيث يبدو حزب طارق الهاشمي (الاسلامي) وقد استحوذ على معظم اوراقها، حتى بات يشكل بيضة القبان وراح الجميع يخطب وده على نحو لافت..
قلنا بيضة القبان؟..
نعم، فالمصطلح بات رائجاً في الاوساط السياسية والحزبية، والكل منخرط في لعبة الارقام وحسابات الاغلبية والاقلية، وبخاصة ان البرلمان العراقي يستعد للتصويت على عدد من مشروعات القوانين المعروضة على جدول اعماله مثل موازنة العام المالي الجديد كذلك قانون النفط والغاز..
همام حمودي القيادي البارز في المجلس الاسلامي العراقي الأعلى برئاسة عبدالعزيز الحكيم قال في تصريح لافت ان الاكراد لم يعودوا بيضة القبان في البرلمان العراقي.. وفيما يشاركه مراقبون آخرون الرأي ذاته فانهم اشاروا صراحة الى ان حزب طارق الهاشمي (الحزب الاسلامي) هو الذي غدا بيضة القبان والقادر على تمرير أي مشروع قرار داخل البرلمان اذا ما انضم الى هذه الجهة او تلك.
فهل ثمة انقلابات في المواقف السياسية ومعادلة التحالفات في طريقها الى البروز والتشكل في الايام المقبلة؟.
ليس هناك من يفكر بأن حكومة المالكي قد دخلت طور الاحتضار وانها استنفدت كل هوامشها وطبع الفشل كل مقارباتها والاساليب غير الموفقة والقائمة في الاساس على المحاصصة والثأرية والانتقام في معالجاتها الامنية وفي خطواتها المرتبكة وغير الجدية في الاساس لتحقيق المصالحة الوطنية، وجاء تفجير سوقَيْ الطيور والغزل في بغداد قبل اسبوع ليدق المسمار الاخير في نعش عملية فرض النظام والقانون التي حاول المالكي التخفي خلفها لتمرير مشروع بوش - بتريوس في زيادة عديد القوات الاميركية بهدف وقف او تأجيل شبح الهزيمة الاميركية المدوية الذي كان (وما يزال) يلوح في فضاء العراق.
عملية الموصل الوشيكة التي تحمل الأسم البائس نفسه فرض النظام والقانون لن تسهم في تعويم المالكي او رفع اسهم حكومته والمشكلات بين الأحزاب والمكونات السياسية اللاعبة على المسرح العراقي الراهن آخذة في التفاقم، لأن الأمور وصلت الى نقطة اللاعودة ولم يعد بمقدور احد من قادة هذه الاحزاب التراجع الى الخلف، حيث التجسير على المواقف المتباينة بات عسيراً ومكلفاً..
نبدأ من التحالف الكردستاني الذي يصر على تحقيق مطالبه سواء في الحصول على 17% من موازنة الدولة (بما في ذلك دفع رواتب البيشمركة) وتراجع الحكومة المركزية في بغداد عن معارضة الاتفاقات النفطية التي وقعتها حكومة اربيل (عاصمة اقليم كردستان) مع شركات تنقيب عالمية.
المعارضة لهذين المطلبين الكرديين، تبدو قاطعة من قبل الائتلاف الشيعي (الحكيم والمالكي) بل ان قادة في حزب الحكيم نادوا علنا بحصول اقاليم الجنوب والوسط على النسبة ذاتها التي سيحصل عليها اقليم كردستان من الموازنة العامة للدولة، وهو أمر متعذر ان لم يكن مستحيلا وبالتالي في الامور ستكون اقرب الى المواجهة منها الى الحل الوسط وكلا الطرفين يلوحان باستخدام الاوراق المتوفرة لديهما وبخاصة عرقلة التصديق على الموازنة من قبل رئيس الجمهورية جلال طالباني اذا لم يتم الموافقة على طلب التحالف الكردستاني.
ماذا عن التحالفات الأخرى؟.
ثمة تحالف شيعي ثنائي (الدعوة والمجلس الاعلى) ما يزال صامدا وهو منخرط في تحالف رباعي (مع الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني)، يبدو انه اكثر اهتزازا وربما يكون آيلا للانفراط، اذا ما تبين للشيعة فعلا ان الاكراد لم يعودوا يشكلون بيضة القبان، بل بدا العكس تماما حيث برزت قناعة كردية بان ثمة حاجة لاخافة او ارباك الثنائي الشيعي، ولهذا سارعوا الى عقد تحالف ثلاثي مع طارق الهاشمي (الحزب الاسلامي السني) في سعي لممارسة ضغط على الحكيم والمالكي للتراجع عن مواقفهما.
مشهد عراقي معقد والسير فيه اقرب الى السير في حقل ألغام وخصوصا ان صاحب القرار في تحديد الوجهة التي يجب ان يمضي الجميع في اتجاهها، هو السيد الاميركي، الذي يعيش اوضاعا كارثية وحالاً من عدم اليقين والتخبط السياسي والامني، ولم يكن مستغربا ان يعلن الرئيس بوش قبل يومين، انه لن يكون بمقدوره المضي قُدما في تخصيص المبالغ المقررة لتمويل الحرب في العراق لهذا العام، قبل ان يطّلع على تقرير قائد القوات الاميركية في بغداد الجنرال ديفيد بتريوس في آذار المقبل.
دوامة من البؤس والتنافس واصرار على المحاصصة ونسف فكرة المصالحة الوطنية، هي سمات الوضع في العراق.. وكل يعيش في نفق مظلم لا ضوء في نهايته رغم كل ما يقال عراقيا وأميركيا، وما يجري من عمليات لتجميل قبحه وبشاع
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
ماذا سيحمل أحمدي نجاد إلى العراق؟
إيلغار ويلي زاده
وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء
من الممكن القول اليوم دون مبالغة إن زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة إلى العراق تتجاوز أطر الحدث الإقليمي.
فهذه بالإضافة إلى كل شيء زيارة دولة «معادية» في السابق. كما إنها زيارة عدو الولايات المتحدة الرئيسي إلى «إحدى ضياعها» إن صح القول.
وهنا لا بد من القول إن سير العمليات في الشرق الأوسط وحوله سيتوقف على كيفية تطور العلاقات بين إيران والعراق في المرحلة الحالية. وإن نية احمدي نجاد زيارة بغداد بالترابط مع جولته في العام الماضي في عدد من البلدان العربية تدل على أن إيران أخذت تعيد النظر في سياستها الإقليمية بشكل جدي. وتود إيران المثول أمام العالم بصورة جديدة وتبذل الجهود من أجل رفع سمعتها دوليا.
وبغية استيعاب الموقع الذي تحتله إيران على الخارطة السياسية بشكل عام يكفي النظر إلى علاقاتها مع البلدان المجاورة. فلم يكن لدى إيران أبدا أصدقاء قريبون. وكان هذا منذ القدم. فقد كان الفرس على الدوام يتنافسون على حق فرض سيادتهم في المنطقة مع كل من كان يتطاول على هذه الصفة ـ مع البابليين ومن ثم الإغريق والروم والعرب والأتراك والإنكليز... والآن يشكلون «شوكة في بلعوم» الولايات المتحدة.
ومن صفات الإيرانيين اعتبارهم أنفسهم أمة متميزة ذات وضع متميز. وهذه العقيدة ترسخت في وعي الناس لدرجة بحيث أصبحت إحدى دعائم كيان الدولة الإيرانية باعتبارها الوسيلة التي تجمع شمل عشرات الشعوب الصغيرة والكبيرة في مجتمع موحد يسمى الأمة الإيرانية.
وهذا الطموح بالذات للبروز بجلاء على الخلفية العامة أدى على الدوام إلى تردي علاقات إيران مع جيرانها. فإن العرب السنة يعتبرون إيران سبب انقسام العالم الإسلامي. وينظر الأتراك بارتياب إلى محاولات إيران لتعزيز نفوذها في دول القوقاز وآسيا الوسطى. وباكستان التي تطمح أيضا بدور الدولة الإقليمية المهيمنة تتابع باهتمام كافة إجراءات إيران وخاصة على الاتجاه الأفغاني. وترى أفغانستان من جانبها في إيران مركزا هاما للنفوذ السياسي.
ويحاول أعداء إيران وبالمرتبة الأولى الولايات المتحدة اللعب على هذه التناقضات. بيد أن هجمات الدبلوماسية الإيرانية التي لا تقل فعالية في الآونة الأخيرة تقوض لدرجة ما مخططات الأمريكان في المنطقة في مجال السياسة الخارجية. لا أتجرأ على التأكيد أن جولة الرئيس احمدي نجاد في عدد من البلدان العربية في العام الماضي بالذات أرغمت الرئيس جورج بوش على القيام بجولة مشابهة تقريبا في بداية هذه السنة. لكن على أي حال ليس هناك أدنى شك في أن زيارة الرئيس الإيراني تلك لعبت دورها في اختيار مواضيع مباحثات الرئيس الأمريكي.
وفيما يخص مباحثات الرئيس الإيراني مع نظرائه، قادة بلدان المنطقة، فيتبادر إلى الأذهان حتما موقف أو موقفان. الأول يتلخص في الدعوة إلى الصداقة وعدم التصدي لأي جهة. والثاني ـ لا يجدر التخوف أبدا من البرنامج النووي الإيراني، لأنه ليس مريعا كما يصورونه.
وانطلاقا من نتائج الجولة السابقة تسنى لأحمدي نجاد إقناع القادة العرب بأن الصداقة مع إيران ليست مضرة وإنما نافعة، والبرنامج النووي الإيراني ليس أخطر من الباكستاني.
وهنا لا يمكن إلا مجرد تخمين عما سيدور الحديث في مباحثات أحمدي نجاد مع الرئيس العراقي طالباني. من الواضح أن البلدين يحتاجان إلى الحوار. ولذلك بالذات إذا تعذر على إيران تجنب قضية الشيعة فإنها لن توليها اهتماما كبيرا. كما توجد لدى البلدين قضية التعويضات عن الأضرار التي تمخضت عنها الحرب العراقية الإيرانية في الفترة 1980 ـ 1988. وبعبارة أدق تطرح هذه القضية طهران وتحاول بغداد بكافة الوسائل التملص من حلها، لأنها لا تنوي دفع ثمن أخطاء صدام حسين. وهناك قضية لا تقل أهمية تكدر العلاقات بين الجارين بصورة دورية ـ المشكلة الكردية السيئة الصيت. إن طهران من حيث المبدأ ليست عازمة على تحميل بغداد ذنوب كافة الخطايا. كما أن تصريحات القادة الإيرانيين الحاقدة موجهة بالمرتبة الأولى إلى الولايات المتحدة. فقد أعلن قادة إيران مرارا أن الولايات المتحدة تتخذ خطوات نشطة من أجل التفريق بين السنة والشيعة لا في العراق فحسب بل وعلى نطاق أوسع بكثير.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
صناع الموت
محمد عبدالواحد
اليوم السعودية
قال شاب عراقي وهو يشير الى أشلاء القتلى في شارع حيفا في بغداد.. هذا ما فعله الامريكان.. والارهابيون بنا.. فما الفرق بينهم وبين صدام حسين طاغية العراق.. أليس كلهم في البطش والقتل سواء.. وهؤلاء الابرياء من الاطفال والنساء أليسوا هم ضحايا.. الاحتلال والارهاب معا..
واي مقاومة هذه التي تسفك دماء العراقيين.. وأي حرية جاء بها المحتل وهم يهدمون المنازل بقنابلهم على رؤوس المدنيين ولا يفرقون بين شيخ عاجز.. أو طفل أو امرأة.. انهم يقتلون الجميع.. وهل القاعدة في كل مدينة وقرية.. وفي وجه كل رجل وامرأة وطفل واذا كان هدف المقاومة تحرير الارض من المحتلين فلماذا يقتلون اخوتهم العراقيين من الابرياء والمدنيين والعسكريين.
واذا كان هدف المحتلين احلال الامن والاستقرار كما يزعمون فلماذا يحرقون المدن ويقتلون الاطفال ويدمرون كل شيء امامهم ولا يبقون على شيء.. حتى سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى والقتلى من ضحايا طائراتهم ومعداتهم الثقيلة وادوات حربهم لم تسلم من قنابلهم.
وأي فخر او انتصار في حرب اشعلوها.. ولم يعرفوا سبيلا الى ايقافها او طريقا اختاروا هم بدايته.. ولا يعرفون نهايته.. وهل قدر كل الشعوب في وطننا العربي ان تشعل فيها امريكا الحروب لترضي جشع تجار السلاح وشركات البترول واصحاب المصالح والمنافع من هذه الحروب.. وهل تصبح دماؤنا نحن العرب في فلسطين والعراق.. وربما غدا في السودان وسوريا هي ثمن هذا البغي والاعتداء وهل اصبح قدرنا كعرب ما ان تنطفئ حرب في بلد حتى تشتعل في بلد آخر.. واذا كان لقوى الاحتلال غالبا مصالحها ومنافعها.. واهدافها في اخضاع هذا العالم لسيطرتها وجبروتها فما مصلحتنا نحن في تفرقنا وتشرذمنا واختلافنا أو صمتنا لابتلاع جزء من وطننا العربي.. ومن الذي يضمن الا تتبعه اجزاء اخرى وغزو آخر.. وقتل اكثر بشاعة.. وفوضى في دول اخرى.
ان المتأمل للحال الذي وصل اليه العراق وفلسطين. لا يدفعنا الى التفاؤل بأننا في مأمن من غدر الغادرين وجحود الجاحدين.. ونكران الناكرين... فهؤلاء بكل تأكيد لا تهمهم الا مصالحهم.. ولا سبيل للخلاص من هذه الغمة الا باتحاد الامة.. ووقوفها صفا واحدا بكل امكانياتها.
نحن نطلب رحمة السماء.. ولا نرحم بعضنا.. ونستجدي المطر.. والارض تغرق في دموع البشر واحزانهم وآلامهم وننشد السلام وأيدينا تغرق في دماء بعضنا.. وندعو الى تدعيم اواصر بقائنا في هذه الدنيا.. وبعضنا صناع الموت والدمار والخراب والاغتيال.
هكذا هم بعض البشر القادمين الساعين الراكضين الى الفناء بأقدامهم...
ما الذي يدفع هؤلاء المتعطشين الى القتل لعبور المحيطات والبحار.. واشعال الانهار وقتل الاطفال والنساء واحراق المدن وهدم الجسور.. وهل ابقوا على جسر بينهم وبين السماء.. او حتى على فضيلة واحدة ينالون بها رحمة خالقهم.
وما هي فضيلة قتل الابرياء وحصد ارواح الناس.. وهل هم قدموا لاجتثاث البعث أم لاجتثاث الحياة في بلد كل اثم مواطنيه ان اقدارهم.. شاءت لهم ان يحكمهم طاغية لا يرحم.. فهل انقاذهم من طاغوت يتطلب طواغيت غرباء لا يبقون ولا يذرون ولا يرحمون.. وما ملامح حكومة تأتي من رحم الاحتلال.. وهل الحرية والديمقراطية هي في احياء النزعات الطائفية وتمزيق وحدة العراق.. واشعال الفتنة بين طوائفه واهله... ولا ازيد...
mabdulwahed@alyaum.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
هل هذا هو الجهاد والمقاومة؟!
محمد أحمد الحساني
عكاظ السعودية
استخدم المجاهدون الأبطال! في العراق امرأتين متخلفتين عقلياً لتفجيرهما في سوقين ببغداد بهدف قتل المزيد من العراقيين الذين بلغ عدد من قتل منهم بسبب أعمال العنف نحو مليون عراقي، فكانت حصيلة تفجير المرأتين البائستين ما يزيد على سبعين قتيلاً من ضعاف الناس الذين كانوا في السوق لحظة وقوع التفجير! ومنذ بدء أعمال العنف التي يصفها بعض الإعلاميين العرب الأحرار بأنها أعمال جهاد ومقاومة للمحتل، فإن جندياً واحداً من الجيش الغازي لم يخرج من أرض العراق، وإن خرجت مجموعة جنود جاء بدلاً عنها مجموعة أكبر، كما أن المجموع الكلي لمن قتل من جنود الاحتلال لم يزد على أربعة آلاف جندي، وإن كان الإعلاميون الداعمون لأعمال العنف يزعمون أن عدد قتلى المحتل يزيد على هذا الرقم بكثير!
ولعل ما يحصل في العراق منذ غزوه حتى الآن، من فظائع وأهوال تجعل الإنسان يتساءل إن كان ما نراه هو الجهاد والمقاومة وأن قتل العراقيين بعضهم لبعض بهذه الطريقة الوحشية ودون تمييز بين بريء وطفل وامرأة وشيخ ومحارب ومسالم، هو جهاد ومقاومة ترفع الرأس وتستحق الذكر وتدل على بطولة وعلو همة؟!، وإذا كان ما يحصل ليس من الجهاد أو المقاومة إنما هو عنف طائفي مقيت وأحقاد غذاها على مدى نصف قرن الحكم البعثي البائد، ثم انفجرت بعد الغزو، فعلى أي أساس يصف الواصفون ما يحصل من عنف وتفجيرات بأنها أعمال جهاد مباركة ومقاومة شريفة! حتى ان بعض الداعمين لما يحصل في العراق، يفرحون كثيراً عند سماعهم نبأ تفجير انتحاري جديد قتل العشرات أو المئات! ويحزنون عندما لا يحصل أي انفجار في يوم من الأيام، وعندما يحصل ويكون ضحاياه مجرد قتيل أو قتيلين «وشوية جرحى!»، ويشككون بشدة وعنف في الأخبار التي تتحدث عن انخفاض مستوى العنف خلال عام 2007م، ويزعمون أن العمليات لم تزل مستمرة ولكن الإعلام الغربي «يدسها» عن العرب العاربة والمستعربة دعماً منه للنظام العراقي العميل!، ويدعمون أقاويلهم بما يحصل من تفجيرات جديدة كما حصل بالنسبة للمرأتين المتخلفتين عقلياً اللتين تم استغلالهما أبشع استغلال في جريمة التفجير، مع العلم أنه حتى في حالة كونهما غير متخلفتين عقلياً فإن ذلك لا يغير من الأمر كثيراً لأن ضحايا التفجيرين من البسطاء الذين خرجوا للسوق بحثاً عن أرزاقهم وليست لهم علاقة لا بالمحتل ولا بالنظام البائد ولا بالنظام القاعد، أما إن كان كل ما يحصل من عنف في العراق هو بتدبير مباشر من المحتل وتمويل منه وأن الجهاد والمقاومة والقاعدة والزرقاوي والمرقاوي، كلهم أبرياء من عمليات الموت في العراق، فعلام يهلل بعض الإعلاميين والسياسيين الأحرار لموت ينسجه أعوان الاستعمار؟!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
رهان ورهان مضاد في الموصل
: جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
تكاد الروح العسكرية لأبناء محافظة نينوى تكون وراثية مجتناة من مجتمع عربي محافظ، وهذا ما جعل روح الانضباطين الأخلاقي والاجتماعي في رجالها مؤهلا لموقع متميز في تأريخ الجيش العراقي، على حقيقة وجود (55% - 60%) من الضباط العراقيين ولدوا وترعرعوا في نينوي، وصاروا من المشهورين بالكفاءتين العسكرية والوطنية في معظم جوانبهما منذ عقود سبقت الاحتلال المركّب الحالي. بعد نيسان (2003) واتت الفرصة إسرائيل وايران في آن لأخذ ( ثأرهما ) من الجيش العراقي، فلم تكتفيا بإقناع عميد الأكاذيب الـ (935) بحلّه، بل نظمتا فرق موت تخصصت بقتل هؤلاء الضباط كبارا وصغارا، وبطبيعة الحال صارت نينوى الهدف الأول في هذا المجال، وما جرى ويجري معروف عبر وسائل الاعلام،
فيما تفعله البيشمركة الكردية نيابة عن اسرائيل وما يفعله جيش (جديد) شكّل أصلا من العناصر التي دستها ايران ضد العراق تحت مسمّى (عراقيين). ولأن الأكثرية المطلقة من ضباط نينوى القدامى رفضت التعاون مع قوات الاحتلالين، وانضم كثير منهم مع حركات المقاومة الوطنية، غير خائفين ولا متوجسين من تهديدات فرق الموت الملحقة بقوات الاحتلالين، كما رفضوا عنصرية البيشمركة الكردية التي صار من المعروف انها توالي اسرائيل اكثر مما توالي العراق، فقد وضعت نينوى هدفا تاليا بعد المحافظات العربية الثائرة في محيط المراعي الخضراء وحكومتها المحاصرة منذ خمس سنين. وبعد ان جربت قوات الاحتلالين حظها العاثر على طول الخط في معظم المحافظات العربية، وتبين انها تحارب كرات زئبق شرسة في أزقتها وحواريها وقراها، فما ان تعلن أن (الأوضاع قد استقرت) هنا حتى تواجه بثورة هناك، أثبتت الوقائع على الأرض أنها لم تسيطر على غير مداخل المراعي الخضراء ومعسكراتها المتناثرة المحاصرة، رغم وجود أقوى جيش في العالم مدعوم بأكبر فرقة موت عميلة بلغ عديدها أكثر من مليون مما يدعى بقوات امن (عراقية) في وزارتي الدفاع والداخلية وفي ميليشيا البيشمركة الكردية. حكومة (المالكي) راهنت على (الموصل) هذه المرّة، بعد ان مهدت لهجومها بتفجيرات دموية ضد الأهالي العزل الأبرياء فيها، وفشلت في إلصاق تبعاتها على ياقة المقاومة الوطنية، كما فشلت تماما وكليا في اتخاذ (تنظيم القاعدة) ذريعة لمهاجمة أكبر مدينة عربية في الشمال، من حيث إن اهالي نينوى يعرفون ان ليس عرب المحافظة جميعا من (تنظيم القاعدة) قبل ان يعرف العالم هذه الحقيقة، وانما هناك حقيقة ان الأكثرية المطلقة منهم تعمل من أجل عراق مستقل واحد وشعب عراقي واحد لاأثر للطائفية ولا العرقية العنصرية، فيه متطابقة بذلك مع القيم الأخلاقية التي ورثتها منذ مئات السنين في هذا المجال. حسنا. أبلغت الحكومة بعض الأهالي في (الموصل) أنها جهزت لهم خياما بديلة عن بيوتهم في الأحياء التي تنوي قوات الاحتلالين الهجوم عليها، وجربت مع دخولها حظها القتالي في بعض الأحياء فلم تفلح في العثور على عائلة موصلية واحدة قبلت باللجوء الى خيام (جنة عدن الموعودة) على (شرف) لا وجود له في قوات الاحتلالين، كما لم تنجح حتى الادعاء انها سيطرت فعليا على شارع واحد من شوارع المدينة عدا مبنى قيادتها في بناية المحافظ المحاصرة داخل الموصل ومعسكرات بعيدة على اطراف المدينة! وليس استباقا للأحداث، ولا تسرعا في الأحكام على ما جرى وما سيجري، لأن المعارك محطات خلاصتها في مجموعها لتقييم نتيجة حرب نهائية، ولكن معطيات واقع محافظة نينوى تختلف كثيرا عن معطيات بقية المحافظات الثائرة ضد الاحتلالين، ليس لأنها اكبر المحافظات العربية كثافة سكانية في شمال العراق حسب، بل لأن القتال فيها سيتخذ نمطا آخر غير الذي الفته قوات الاحتلالين في تجاربها السابقة، وهذا يضع رهان (المالكي) على ان معركة الموصل هي (المعركة الأخيرة ) امام رهانين حاسمين لا ثالث لهما من الموصل واهلها العرب: أولهما: ان تنسحب القوات الأمريكية الى معسكراتها القديمة، مع فرق الموت الايرانية التي جلبتها من جنوب نينوى، والبشمركة معها، بحجة ان الأمور قد (استقرت) بالقبض على (ارهابيين) مفترضين من الأهالي الأبرياء غير المسلحين كما جرت العادة في المحافظات العربية الثائرة. وثانيهما: ان تخوض معركة فعلية، حقيقية وليست مجرد مناوشات عسكرية بالطائرات، فتعلن عندئذ الهزيمة النهائية لجيوش الاحتلالين من.. الموصل، وأول بوادر الرعب من (المعركة الأخيرة) ظهرت في اعلان قائد القوات الأمريكية ان مغادرة بعض قطعاته للعراق قد تأجلت الى حين غير مسمّى. و(كل غد يأتيك بما فيه).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
ثيران «المريوطية» وقناة.. الجزيرة!!
فؤاد الهاشم
الوطن الكويت
.. لم افعل شيئا اكثر من محاولة كفكفة دموع امهات وآباء اسرانا في العراق حين كانت قناة الجزيرة ـ وعرابها الشيخ «حمد بن جاسم» تسخر من معاناتهم وترقص على صوت.. أنينهم! لم افعل شيئا اكثر من تبريد قلوب الكويتيين التي اشتعلت نارا ـ طيلة سنوات ـ ومرتزقة المحطة يمزقون لحومهم ليل.. نهار! لم افعل شيئا اكثر من رد الصاع ـ بمائة صاع وصاع ـ وهم يفتحون جهاز الميكروفون على آخره حتى يكمل «عزت الدوري» توجيه شتائمه الى الوفد الكويتي ورئيسه في ذلك الاجتماع.. المشؤوم! لم افعل شيئا اكثر من ايلامهم كما آلمونا، وقهرهم كما قهرونا، كشفنا مستورهم، وعرينا دواخلهم، تاجروا بالشعارات فأغلقنا دكاكينهم، باعونا الاكاذيب فغسلناهم بالحقائق، ارادونا مطية فجعلناهم مداسا، عاملونا كالسجاد فعاملناهم.. بالمنافض! العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم، وشكوى رئيس وزراء قطر ومقاضاته لي امام المحاكم الكويتية العادلة لن توقف تدفق حبر قلمي ضد كل ما هو اعوج وكل ما هو.. اخرق! شكوى الشيخ «حمد بن جاسم» تدل دلالة واضحة على ان ريشة قلمي قد اخترقت اللحم لتصل الى العظم، مثلما اخترقت اكاذيب قناة الجزيرة لحوم الكويتيين ووصلت الى عظامهم، كنت صوت الذين لا صوت لهم مثلما كنت ـ ايضا ـ «سوط» الذين لا «سوط» لهم، فلسعتهم مثلما لسعونا، وادميتهم مثلما ادمونا حتى يعلموا ان الله حق وان هذا البلد الصغير ـ وشعبه ـ ليس «طوفة هبيطة» و.. لن يكون، فمرحبا بالقضايا و.. يا أهلا بالمعارك!
***
.. شخصيتان من الكويت وثالثة من قطر اجتمعوا في ليل اكحل داخل فيلا بمنطقة «المريوطية» على طريق الهرم في العاصمة المصرية قبل حوالي شهر ونصف ورتبوا طرقا عديدة للانتقام من جريدة «الوطن» وكتابها، كانوا اشبه بالثيران التي تريد مناطحة «صبة خرسانة»، وكل ما ارجوه ألا يضطرونني لكشف حتى مواعيد خلواتهم وتفاصيلها!
***
.. منظمة «مراسلون بلا حدود» ومقرها في العاصمة الفرنسية باريس، اهتمت بموضوع الشكوى المقدمة من رئيس وزراء قطر والعقيد القذافي ضد «الوطن» وضدي وطلبت تزويدها بالتفاصيل، وسوف نوافيها بكل ما لدينا! مع خالص الشكر والتقدير لهم!
***
«مشمش الفيحاء البكّاء» سوف يقبض اتعابه نقودا مغمسة بدموع اهالي الاسرى وتفوح منها رائحة دمائهم وعساها ان تطفئ ظمأه لمتاع.. الدنيا!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
مطلوب صفقة تعود بالنفع على واشنطن وبغداد
بريت ماك غورك
القبس الكويت
طلبت حكومة نوري المالكي من واشنطن ان تبرم معها اتفاقية شبيهة بتلك التي تربطها بعدد من دول العالم لرفع اسم العراق من رقابة مجلس الأمن، ولتطبيع العلاقات بين البلدين.
هذا الاتفاق الاستراتيجي يهدف أيضا الى توفير الحماية والسلطات الأساسية للمسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين العاملين في العراق بعد انتهاء التفويض الأممي الذي ينتهي أمده في الـ 31 من ديسمبر المقبل، فضلا عن تأطير العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية بين البلدين.
وأشار ماك غورك الى ان أعضاء لجنة بيكرـ هاميلتون ومشرعين في الكونغرس ينتمون الى الحزبين الجمهوري والديموقراطي، دعوا الى وجود مثل ذلك الاتفاق طويل الأمد، لما فيه من مصلحة للطرفين العراقي والأميركي.
ولكن، ثمة نوع من سوء الفهم لهذا الاتفاق من بعض الأطراف. فهو لن يقيد سلطات الرئيس الأميركي القادم، كما يتخوف البعض، بل انه سيضمن ممارسته لجميع صلاحياته. وبدلا من ان يقيد الخيارات الموجودة يضعها بشكل صريح على طاولة التفاوض بما في ذلك الاستمرار في ملاحقة عناصر القاعدة وتدريب القوات العراقية.
الاتفاق الاستراتيجي لن يحدد مستوى القوات الأميركية في العراق وانما سيحدد معايير عمل تلك القوات. كما انه لن ينص على اقامة قواعد دائمة في العراق، ذلك لان الولايات المتحدة ليست بحاجة الى مثل هذه القواعد.
الاتفاقية ستؤكد هذا المبدأ، فالقوات الأميركية موجودة في العراق بطلب من الحكومة العراقية المنتخبة لغرض مساعدتها على مكافحة المتطرفين والارهابيين. وستجري استشارة مجلسي الشيوخ والنواب في كل شأن يتعلق بهذا الاتفاق. وسيقدم رئيس فريق التفاوض الأميركي، السفير رايان كروكر، افادة حوله أمام المجلسين الربيع المقبل.
وفي الختام يتعين على الادارة الحالية، وهي المسؤولة أمام الشعب الأميركي، وعلى الرئيس القادم ان يضمنا استمرار بسط الأمن والاستقرار في العراق، واعطاء الادارات الأميركية في المستقبل المرونة الكافية للتكيف مع تغير الظروف في العراق. وهذا ما يحاول الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي تحقيقه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
متابعة أميركية بطيئة للاجئين العراقيين
: هيلين كوبر
القبس الكويت
وعدت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بتعجيل تأشيرات الهجرة للعراقيين ممن عملوا مع السفارة الأميركية في بغداد ويريدون الهجرة، إلا أن آخر إحصاءات وزارة الخارجية الأميركية في هذا الصدد تشير إلى هوة كبيرة بين ما وعد به بوش وما تم تحقيقه. حيث أنه في الشهور الأربعة الماضية تم منح تأشيرات دخول الولايات المتحدة لـ1400 عراقي فقط من إجمالي سبعة آلاف شخص وعدتهم الإدارة الأميركية بالاستقرار في الولايات المتحدة. ويرجع المسؤولون هذا البطء إلى برنامج إعادة توطين اللاجئين المعقد وغير المجهز للإسراع بتلبية مطالب اللاجئين الذي حرم اللاجئين من دخول أميركا أكثر مما سمح. العراقيون الذين خدموا مع السفارة الأميركية في بغداد يواجهون خطر الاعتداءات الانتقامية بسبب تعاونهم مع قوات الاحتلال، إلا أن مسؤولين في وزارة الخارجية قد أعلنوا تعاونهم مع الكونغرس ووزارة الأمن الداخلي من أجل إصدار تأشيرات الدخول ومنحهم حق اللجوء. اللاجئون القليلون الذين تم توطينهم بالفعل، 375 عراقيا، أثاروا إحباط جمعية اللاجئين العالمية من بطء الإجراءات الأميركية، وهو ما انتقدته كريستل يونس، إحدى مسؤولي الجمعية، بقولها: «من الصعب تخيل وجود عراق مستقر وملايين من شعبه مبعثرون في دول مجاورة. لقد تعهدت أميركا منذ عام بمواجهة أزمة اللاجئين ولكننا فشلنا في الوفاء بهذا الوعد».إن عنق الزجاجة الذي يواجه العراقيين الراغبين في دخول الولايات المتحدة ما هو إلا مشكلة فرعية بالنسبة لقضية اللاجئين. فعلى حين عاد الكثير من العراقيين إلى بلادهم بعد تحسن الوضع الأمني نسبيا، تقدر الأمم المتحدة عدد العراقيين الذين نزحوا إلى سوريا والأردن وغيرهما بمليوني عراقي.

ليست هناك تعليقات: