Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 27 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 26-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
لك الله يا عراق
عربي أصيل
المساء المصرية
لم يجن العراقيون سوي الخراب والدمار من الغزو الأمريكي لأراضيهم قبل ما يقرب من خمس سنوات.. فقد العراقيون السيطرة والسيادة علي دولتهم التي باتت ساحة لتصفية الحسابات بين قوي خارجية في ظل حكومة ضعيفة بفعل الانقسامات الطائفية وغياب جيش قوي يستطيع التصدي لكل من يعتدي علي أراضيه. قد اتخذ الأمريكيون والإيرانيون من أرض العراق ميداناً للصراع فيما بينهما وتبادل الضربات فيما بينهما والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يسقط منه العشرات كل يوم جرحي وقتلي بنيران جنود الاحتلال الأمريكي أو هجمات المسلحين الذين تحسبهم واشنطن علي طهران. وشجعت هذه الظروف حكومة تركيا علي خطوة طالما ترددت في اتخاذها وهي التوغل في إقليم كردستان شمال العراق بمباركة أمريكية لتعقب عناصر حزب العمال الكردستاني واكتفي وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بمطالبة أنقرة بإنجاز المهمة بسرعة.. لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فضل السفر للندن لإجراء فحوصات طبية والاطمئنان علي صحته تاركاً بلده غارقاً في الأزمات!! ولا نملك سوي القول "لك الله يا عراق".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تحقيق إخباري بغداد تهجع مع مغيب الشمس
اخبار العرب الاماراتية
اصبح الناس في العاصمة بغداد يتحصنون ببيوتهم قبل صلاة المغرب، حيث يسكن المدينة صمت مطبق لا يكسره سوى أصوات التفجيرات أو إطلاق الرصاص المتقطع.
ويؤدي هذا الوضع إلى توقف الحياة في العاصمة العراقية التي يقطنها أكثر من سبعة ملايين نسمة خصوصا بالمراكز الكبرى، في حين تستمر الحركة في المناطق الشعبية حصريا لأبناء المنطقة نفسها. ويروي الرائد شرطة مقداد مسلم أن الشوارع المظلمة ببغداد تتحول ليلا إلى مخابئ أشباح بسبب الإنارة الكهربائية المتوقفة عن الخدمة دائما إلا لساعة أو ساعتين يوميا بعد أن ينصرف الناس إلى البيوت. وقال مسلم إن الحركة تتوقف نهائيا في مركز المدينة والشوارع الكبرى وتقاطعات الجسور بسبب عدم وجود مطاعم بهذه المناطق، مستطردا أنه في المقابل تستمر الحركة في المناطق الشعبية لأبناء المنطقة نفسها حصرا. وأضاف أن مهمة الشرطة ليلا تنحصر أساسا في تسهيل ولوج المرضى لدى ذهابهم إلى المستشفيات في الحالات الطارئة من خلال إيصال المحتاجين منهم بسيارات الشرطة. وقال مسلم إن دوريات الشرطة شهدت العشرات من حالات نقل الحوامل إلى المستشفيات ’’غالبا ما يرافق أفرادها الحوامل حتى يضعن حملهن’’. ويفرض الواقع نفسه على الأجانب القليلين -الذين لا يعملون بخدمة القوات الأميركية- ويختبئون سرا في الفنادق مثلما فعل الصحفي الإيطالي دانيال الذي يكتب لصحيفة ريبوبليكا الإيطالية. ويقول دانيال ’’أمضي وقتي في الفندق الذي يقع وسط العاصمة ولا أتنقل ليلا في المدينة، فلا مطاعم ولا محال لهو ولا حياة بعد غروب الشمس ، تمنيت أن أمضي سهرة في بغداد ولكن ذلك يبدو من المستحيلات’’. ومن جهتهم يعيش الشباب في بغداد حياتهم بعد غروب الشمس بطريقتهم الخاصة بشكل منحصر في أحيائهم.
ويقول نصير علي (22 عاما) الذي يقطن منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق العاصمة ’’لا أحد منا يغادر المنطقة التي يسكنها ولكننا قرب بيوتنا لدينا حياتنا الخاصة، هناك محال للألعاب ومقاه للإنترنت، جميع هذه المحلات تستمر ليلا في منطقتنا’’. وأضاف أن ’’الحال مختلف في مناطق أخرى من العاصمة، لا أحد يأتينا حتى من المناطق الملاصقة لنا ولا أحد منا يذهب بعد غروب الشمس إلى منطقة أخرى حتى ولو كانت محاذية لمنطقتنا، هذا الوضع اعتدنا عليه طيلة السنوات الخمس الماضية من الاحتلال الأميركي’’. وبالنسبة إلى بلال نجم (28 عاما) الذي يسكن منطقة الدورة جنوب بغداد فإن ’’الحياة في المنطقة تحسنت بعض الشيء وعادت المطاعم والمحال والأسواق لفتح أبوابها نهارا بحراسة رجال مجالس الصحوة’’.
وأضاف أن الحياة تنعدم في الليل ’’لا حياة إطلاقا، لا مطاعم، لا مقاه، الكل يلزم نفسه بالبيوت بعد صلاة المغرب، فلا ضيف يطرق الباب ولا نخطط لزيارة أحد على الإطلاق، الحياة تتوقف في منطقتنا بعد الغروب’’. وقال حسن جواد سائق سيارة الأجرة الذي يبدأ عمله وفقا لما يقول من الثامنة صباحا وحتى غروب الشمس بالعاصمة ’’الحياة نهارا أخذت تشهد تحسنا ونشط تبادل الزيارات بين سكان مناطقها المتباعدة، لكن الحياة تنتهي دائما في 90% من أحياء المدينة بعد أذان صلاة المغرب’’
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الإحساس بتكلفة الحرب
افتتاحية
الخليج الاماراتية
لم تحسم تكلفة الحرب في العراق نتائج الانتخابات الأمريكية الأولية بعد لأسباب كثيرة، بعضها سياسي يُزَيّف، أو إيديولوجي يتم تعميته، أو مادي يتم تضليله. فالإدارة الأمريكية ما زالت تنسج روايتها عما يجري في العراق على غرار ما فعلته في بداية حربها، يعينها في ذلك إعلام خانع. والمتطرفون من المسيحيين الجدد ما انفكوا يلهبون مشاعر الناس عن الأخطار المحدقة بالولايات المتحدة إن لم تتم صياغة الشرق الأوسط على مثال ثقافتها، وإن لم تحسم الحرب مع “الإرهابيين”.
وإذا كان هذان العاملان قد ضعفا تدريجياً في تأثيرهما في الرأي العام الأمريكي، يبقى العامل الثالث في عدم وضوح حجمه الحالي وتأثيراته المستقبلية في الولايات المتحدة يضعف قضية الحسم لدى الناخب الأمريكي. فالحرب لها تكلفة مادية، بشرية ومالية، مباشرة، وهي تكلفة كبيرة بأي مقياس لكنها مخفية عن الناس لأسباب موضوعية. فالخسائر البشرية بأشكالها المختلفة ليست قليلة لكن الإحساس بها يحجبه، لأن قسماً كبيراً منها تتحمله الشركات الأمنية والمتطوعون في الجيش الأمريكي.
أما الخسائر المالية فهي باهظة لكن يخفيها أن جلّها يسدد بالاستدانة كما يقول الحائز على جائزة نوبل جوزف ستيجلر. وليس من خلال زيادة الضرائب التي في حقيقة الأمر تم تخفيضها في عهد بوش لمصلحة الأغنياء. أما الديون فهي عبء ستتحمله الأجيال المقبلة.
ولعل ضخامة التكلفة تتضح من خلال مقارنتها بتكلفة الحرب خلال الحرب العالمية الثانية. فقد كانت تكلفة الحرب لكل مقاتل في تلك الحرب أقل من مائة ألف دولار بسعر الدولار في عام ،2007 أما كلفة الحرب لكل جندي في الحرب الحالية فهي أربعمائة ألف دولار أي أربعة أضعافها. وقد قدر نفس الكاتب قيمة تكلفة الحرب على العراق وأفغانستان المباشرة وغير المباشرة النهائية بما يقارب الثلاثة تريليون دولار. هذه التكلفة الضخمة التي ستثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي على ضخامته حيث إنها تشكل ما يقرب من ثلث الناتج القومي الأمريكي لا يحس بها المواطن الأمريكي حالياً لأنها تمول من خلال الديون.
ولا تمول الديون فقط حروب الإدارة الأمريكية إنما تمول العجز التجاري الأمريكي. وهي وإن سمحت لهذه الإدارة أن تضلل الرأي العام الأمريكي بإمكانية الجمع بين العيش المرفه والحروب المكلفة إلا أنه تضليل إلى حين يبدأ الناس بالإحساس بمرارة الجمع بينهما. وحتى ذلك الحين سيبقى عدم الحسم في الاختيار بين شن الحروب والعيش المرفه يؤثر في مجرى الانتخابات الأمريكية. وإلى حين يحصل الحسم سيبقى لدى المتطرفين في الولايات المتحدة فرصة لملاحقة طموحاتهم في بناء تسود فيه القوة الأمريكية وتخضع كل القوى الأخرى لإرادتها.
وهو طموح كما هو مكلف للشعب الأمريكي لكنه أكثر تكلفة بالنسبة للشعوب الفقيرة التي تخضع بلدانها للتدمير الشامل كما يشهد على ذلك الحال في كل من العراق وأفغانستان، وكما قد تشهد عليه حال بلدان أخرى إن وجد المتطرفون طريقهم إلى السلطة من جديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
عندما يقر وزير الدفاع بعجز العراق عن الدفاع عن نفسه
حسن عبيد عيسى
اخبار العرب الاماراتية
أعلن وزير الدفاع العراقي الفريق الركن عبد القادر جاسم العبيدي من إحدى الفضائيات أمس (22/2/2002)، أن العراق غير جاهز للدفاع عن حدوده وسيستمر كذلك لعقد من الزمان مما يبرر الحاجة إلى دفاع أميركي عن سيادته. والوزير المعروف عنه أنه عسكري مهني تلقى تدريبا وتعليما راقيين في مؤسسات تدريبية محترمة، قدم قائمة من الدواعي المشكلة لرؤيته تلك، ومنها عدم تيسر الطائرات الاعتراضية وغياب وسائل الكشف وغير ذلك من منظومات ومعدات وتدريب، خصوصا وأنه غير راغب بإرهاق ميزانية الدولة من أجل تسريع استكمال وسائل الدفاع الاستراتيجية تلك. أوضح السيد الوزير أن ما أفاد به يعبر عن رأيه الشخصي، بصفته المستشار لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مما يعني ضمنا أن رأيه ذاك تعبير عما تراه الحكومة والمؤسسة العسكرية، خصوصا وإن أحدا لم يعترض على ما طرحه الوزير. لا شك أن تلك التصريحات ذات طابع حداثوي، فهي غير مألوفة في الفكر العربي وطبيعة المجتمع العربي اللذين يشكلان عقولنا وما وراءها وطرائق تفكيرنا منذ عشرات القرون، إذ أنه وخلافا لمحاولة إمرئ القيس الفاشلة للاستعانة على بني جلدته بإمبراطور الروم الذي خذله وقتله بملابس مشبعة بالسم ومازال قبره قرب أنقرة يشهد بتلك الذلة التاريخية. . خلافا لذلك لن تجد عربيا ركن إلى أجنبي يحميه ويدافع عنه. . إلا من كان راتعا في مستنقع لا يليق بالعرب التمرغ فيه. فما رأيك بالركون إلى الاحتماء بعدو؟ فأميركا التي نطمح إلى أن تحمينا هي عدونا التي غزت بلادنا ودمرت كل مقوماتها وذاكرتها، وتسببت بكل مشاكلنا والجريان المستمر لأنهار دمائنا وستظل عدونا (واضح إنني أقصد العراقي الشعب وليس السلطة) لا بل أنها تحاول القضاء التام على بلد الحضارات من خلال تفتيته وتقيسمه تسهيلا لتحقيق أهداف إسرائيل الكبرى ذات الحدود المنفلتة واللامحدودة. فبدلا من إعداد الشعب نفسيا وتربويا وماديا من أجل الدفاع عن وطنه ومصالحه نتجه للاستعانة والتوسل بالعدو ليدافع عنا. ألسنا الشعب الأول في خوض الحروب وكسبها، ألسنا أول من قاتل بالساطور والطبر البرونزيان؟ ألسنا أول من إخترع خوذة الرأس وارتداها والسيف وقاتل به وأول من عسكر الحصان وزج به في سوح الوغى؟ ماذا ينقصنا غير العمل الرسمي من أجل تهئيتنا للواجبات الأقدس في حياة الشعوب والأوطان؟ كيف قوض المسلمون دعائم أعظم إمبراطوريتين في عالم ذلك الزمان، وهم لا يملكون إلا الإيمان بالله والثقة بالنفس والقيادة الحكيمة وعزم لاحدود له؟ ألم يتجه جيش العسرة شمالا ليحارب الدولة الأقوى طرا وقائده (عليه الصلاة والسلام)لا يجد ما يحمل عليه مقاتلته فيتولون (وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون- التوبة:92)، في حين لم تكن معهم ميرة غير كميات ضئيلة من التمر. . خصصت تمرة واحدة وجبة غذاء لكل عشرة جنود، يمصها الأول ثم يعطيها للذي يليه، فتصل الأخير نواة جلد حلو، وتلك أغرب تغذية تناولها جيش في التاريخ. . فهل استعانوا بالأعداء الفرس ليقاتلوا الأعداء الروم مثلا؟ ولماذا لا يكون الشعب هو الملجأ وهو الجار وهو الحامي، الم يحطم شعب الجنوب اللبناني الأسطورة الأقوى والأشد رعبا في عموم الشرق الأوسط، فأجبر الاَلة العسكرية الصهيونية الهائلة على أن تجر أذيالها وتهرب من الجنوب بعد أن عجزت الإرادة الدولية عن تحريكها ولو عقدة واحدة؟ وعندما جرب أولمرت حظه ليعود إلى ربوع الجنوب ومنابع المياه العذبة هناك، فإنه هرب مثخنا بجراح بدنية ونفسية مازال حتى اللحظة الراهنة يلعق ما لم يندمل منها على الرغم من أن هذه اللحظة تنأى عن وقت وقوع الهزيمة قرابة سنة ونصف. وغزة. . وما أدراك ما غزة، غزة البطولة والشرف والشهامة. بقعة تغص بالبشر والبسالة التي أجبرت الإرهابي الأكثر عنتا وشدة، شارون على أن يهرب منها على الرغم من أنه وصل إلى سدة السلطة بمتاجرته بعار باراك المنهزم من جنوب لبنان. فلم ته. . وفك الارتباطيستطع الصمود في غزة، فتنازل عن عنجهي من طرف واحد، لتلحقه لعنات وشماتة الحاخامات الذين رأوا في مكثه الحالي بين الحياة والموت عقابا من ’’يهوه’’ لهربه من غزة. وهاهي غزة هاشم. . غزة الرجال تحيل نهارات أولمرت إلى ليال سوداء معتمة وما عندهم من سلاح غير ’’مواسير’’ كما سماها محمود عباس الذي ينزع هو الاَخر إلى أن يركن إلى دفاع العدو عنه وعن وطنه.
إن اتجاه السيد الوزير الذي سيوصف من قبل راغبيه بالعقلانية والواقعية لا يعمل على تربية الأجيال الصاعدة تربية وطنية حصيفة. . بل تجعلهم يميلون إلى الخدر والكسل والدعة معتمدين على الأجنبي حتى في أخطر شؤونهم، وأقصد شأن الدفاع عن الوطن. ففي وثائق التاريخ الحديث. . نجد أن بريطانيا التي كانت تخطط لغزو العراق في نهايات القرن التاسع عشر، قررت حرمانه من منفذ بحري. . وهدفها من ذاك أن تعسكر قواتها على أديمه بحجة الدفاع عنه خصوصا وإنها لا تستطيع نجدته بحريا، ما يستلزم وجود قواتها بشكل دائمي على أرضه. فهل ستعطينا أميركا ما يجعلنا قادرين على الدفاع عن وطننا؟ بلا شك فالجواب سلبي تماما. ثمة واقعة تفرض حضورها في الذاكرة كونها تتزاحم مع الأفكار التي تنبثق عن تصريح السيد الوزير. تلك الواقعة هي الهيجان الشعبي الذي حصل في بغداد والمدن العراقية الأخرى عام 1938 عندما أعلن رضا بهلوي عن رغبته فرض السيطرة الإيرانية على شط العرب ولما يجف حبر التوقيع على اتفاقية 1937. قاد الهيجان البغدادي طلاب كلية الحقوق وخرج كل قادر على التظاهر ليعلن ويسجل موقفا وطنيا رائعا. فوقف رئيس الوزراء اَنذاك المطعون في وطنيته (جميل المدفعي) خطيبا في تلك الحشود، ومما يحضرني من خطابه قوله معنى لا نصا ’’أنا عراقي مثلكم تماما ولا يمكنني الموافقة على مطالب رضا بهلوي، ولكن ليس عندي من القوة العسكرية ما يكفي لإيقافه عند حده. . لذا أدعوكم إلى التوجه إلى وزارة الدفاع لتسجيل أسمائكم كمتطوعين ليتم تدريبكم لمدة شهرين. . ثم نذهب معا لمقاتلة الإيرانيين. . وتسهيلا لذلك فسوف أتصل بوزارة الدفاع لتسجل أسماءكم’’. لقد ’’أكل بعقولهم حلاوة’’ كما يقول المثال الشعبي العراقي . وبذا انصرف الشبان إلى بيوتهم وهم قانعين بعجز حكومتهم عن الدفاع عن الوطن. ولم يتذكر أحد وقتذاك أبدا أن بريطانيا مسؤولة عن الدفاع عن العراق! وقبل أن نقارن ما بين الأمس واليوم. . نتساءل عن دور الجيش الأميركي المسؤول عن الدفاع عنا حاليا، ونفطنا يُنهب وحدودنا تقضم. وها هو هوشيار زيباري وزير الخارجية يصرح اليوم (23/2) أنه يحتج ويستنكر ويشجب التوغل التركي في حدودنا الشمالية فهذا كما سماه ’’انتهاك للسيادة الوطنية’’. فطالما الادراة الأميركية تفاهمت مع تركيا لاجتياز الحدود. فماذا يحول دون تفاهمها مع الجيران الاَخرين ليفعلوا ما يشاؤون طالما أن ذلك يحمي ويخدم المصالح الأميركية؟ ولا عجب فهذا هو شأن من يعتمد على الاَخرين في الدفاع عنه. إن هذا ليس خطابا رومانسيا. . ولكن للتذكير بأن اليوم لا يعيد نفسه. مشابه للامس مع قناعتنا أن التاريخ
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
" فيدراليو "هولير و" كونفيدراليو" بغداد
صلاح بدر الدين
السياسة الكويتية
نشبت الحرب الأهلية (1861 - 1865) في الولايات المتحدة الاميركية بين الحكومة الفيدرالية التي عرفت ب¯ "الاتحاديين" مقابل احدى عشرة ولاية جنوبية متمسكة بالعبودية. أسست ما سمي الولايات الكونفدرالية الاميركية و أعلنت انفصالها عن باقي الولايات الشمالية. قوات الاتحاد كانت تحت قيادة الرئيس أبراهام لينكولن و الحزب الجمهوري ( حزب الرئيس الحالي جورج بوش ) الذي كان يعارض توسيع العبودية و يرفض أي إعلان بالانفصال للولايات الجنوبية. بالرغم من اسم الحرب الأهلية فإن القوات الكونفدرالية الجنوبية انحصرت رغبتها في الانفصال و ليس السيطرة على الحكومة المركزية (الفدرالية) .
بعد معركة أنتيتام في سبتمبر 1862 أصدر لنكولن إعلان تحرير العبيد جاعلاً من تحرير العبيد في الجنوب هدفاً للحرب. التصريح بهدف تحرير العبيد أكد ألا تتدخل أي من بريطانيا أو فرنسا في مساعدة " الكونفدراليين " . كما أن هذا الهدف المعلن ساعد على ظهور مقاومة من الأميركيين الأفارقة في الولايات الجنوبية , وهو عامل لم تتداركه القوات الكونفدرالية إلا متأخرة .
في العام 1864 تمكنت قوات الاتحاد من تحقيق أفضلية كبيرة على الجنوبيين في الجغرافيا والستراتيجية والنقل ما أضعف الجنوبيين كثيرا أما إعادة الوحدة الكاملة لجميع الولايات المتحدة فقد أخذت عملاً و جهداً في مرحلة ما بعد الحرب ضمن عملية عرفت إعادة التأسيس. خلفت الحرب أكثر من 970.000 قتيل (3 في المئة من مجموع السكان) تتضمن مقتل 620.000 جندي - ثلثهم عن طريق الأمراض.
ما زال هناك الكثير من الجدل حول أسباب الحرب و نتائجها و حتى تسميتها لكن وبمقاربة بسيطة بين وجهي موضوع بحثنا نلحظ مدى توفر عناصر التشابه بشكل عام مثل إعادة تأسيس الاتحاد بين جميع الولايات ( الدولة العراقية الاتحادية الواحدة ) و تحرير العبيد ( الديمقراطية والشراكة العادلة في السلطة والثروة ) وقطع الطريق على أي تدخل انكليزي وفرنسي تحت حجج وذرائع مختلفة مثل قضية العبيد ( رفض ومواجهة شتى التدخلات من الجوار العراقي تحت حجج قومية أو مذهبية ) وتقارب في حجم الخسائر البشرية وويلات التهجير والحرمان والابادة والفارق الأهم في الحالتين أن " كونفدراليي " أميركا لم يرغبوا في السيطرة على المركز الفدرالي بعكس نظرائهم العراقيين .
بدأت بهذه المقدمة التحليلية المستخلصة من رؤى الأميركيين أنفسهم من النخب الثقافية وعلماء السياسة والتاريخ والاجتماع الذين أرخوا لقيام الدولة الأعظم في العالم بعد حروب دامية والتي تشكل الآن الدولة الديمقراطية الأولى وبهذه المقارنة بين الحالتين رغم البعدين الجغرافي الممتد من المتوسط مرورا بأوروبا وضفتي الأطلسي والزمني الممدود مئة وخمسين عاما بسبب بعض أوجه التشابه بين تلك التجربة التاريخية الكبرى وبين تجربة العراق الجديد من حيث الصراع المحتدم بين ارادتين واحدة تجسد النظام الفدرالي التعددي في اعادة بناء الدولة الواحدة الديموقراطية العادلة المسالمة وأخرى تهدف العكس باتجاه خيارين اما مركزية الغالبية الصارمة والظالمة ضد الآخر الأقل عددا أو الكونفدرالية المذهبية المستندة الى ثقافة رفض الآخر المذهبي المحصورة بين الشيعة والسنة مقابل ثقافة الكراهية من الأبيض تجاه الأسود في التجربة الاميركية وقد شاءت المصادفة أن الدولة ذاتها التي شهدت الحرب الأهلية منذ ما يقارب القرن ونصف القرن باتت معنية بصورة مباشرة بما يحدث في العراق بعد حربها على النظام الدكتاتوري المخلوع منذ أقل من خمسة أعوام ومضيها حسب قرارات الشرعية الدولية وارادة العراقيين وعبر جيوشها وخبرائها في حماية العملية السلمية ودمقرطة البلاد وصيانة وحدتها والحفاظ على سيادتها من أية تدخلات أجنبية والتي قد تدوم لسنوات قادمة حسب تقديرات العراقيين .
العراق بمكوناته القومية والدينية والمذهبية وبكتله وقواه السياسية الحاكمة والمعارضة ومنذ سقوط الدكتاتورية يتجاذبه نهجان مختلفان في قراءة الوضع الجديد ومستلزمات التغيير وآفاق المستقبل وأسس الدولة المنشودة وطبيعة الحكم وحقوق القوميات غير العربية وفي المقدمة مسألة كردستان وصلاحيات الفدرالية وتعريف الارهاب والفصل بين الدولة والدين والمذهب والتوجه الاقتصادي وتوزيع الثروة عموما والنفطية منه بشكل أخص ومبدأ الديمقراطية التوافقية ومن أخطر ما يفرق بين النهجين مسألة كيفية بناء الدولة الديموقراطية الفدرالية الحديثة الكفيلة بضمان وحدة العراق .
فالنهج الاتحادي المواجه والموازي للنهج الانقسامي يقف في القلب منه اقليم كردستان بتكويناته الكردية والكلدانية والتركمانية والآشورية والعربية وتعبيراته المدنية المفعمة بثقافة التسامح والعيش المشترك وقياداته السياسية الشرعية وادارته الديمقراطية العلمانية دون اغفال أوتجاهل مشاركة تيارات في الوسط الشعبي في العراق العربي وفئات محدودة من الكيانات السياسية القائمة في الحكم وخارجه وبدعم معروف من الأوساط الدولية يسير باتجاه اعادة بناء الدولة على أسس جديدة وعلى أنقاض كل ما يمت بصلة الى الدكتاتورية الشمولية المنهارة والعنصرية وثقافة الاضطهاد والتهميش تعزز الوحدة والتعايش بين مكونات العراق القومية والدينية والمذهبية على قاعدة التسامح وقبول الآخر المختلف وتبني المستقبل الزاهر لدور العراق وشعبه في قضايا التقدم والسلم والتغيير ومن أهم الشواهد التي تعزز مكانة اقليم كردستان كمحرك وضامن في الخندق الاتحادي العراقي الحقائق والمسلمات التالية :
أولا - ما يهدد وحدة العراق ونسيج شعبه وتماسكه الاجتماعي هو الانقسام الطائفي أو المذهبي وشعب كردستان غير معني به وليس طرفا لا في التحريض ولا في التفجير ولا في عمليات التطهير المتبادلة لأن الانتماء القومي العربي يوحدأبناء الشيعة والسنة كطرفين متواجهين وبعبارة أدق بدفع ورعاية قوى سياسية طائفية غالبة بالمال والسلاح وسلطة الدولة والعصبية القبلية المذهبية والآيديولوجية في بعض الأحيان ومداخلات الخارج والتي لايناسبها الا ظروف الصراع والاحتراب حول المسائل الهامشية على حساب القضايا المصيرية .
ثانيا - من مصلحة شعب كردستان توفير الاستقرار وانجاز فدرالية عربية كردية ذات طابع قومي تاريخي وجغرافي من دون منازعات على منطقة هنا ومدينة هناك لتتحول نموذجا ناجحا في حل المسالة القومية عموما والكردية بالمنطقة على وجه الخصوص على قاعدة المصالحة الكردية العربية التاريخية بعد أن شابت علاقات الشعبين مظاهر سلبية بفعل سياسات وممارسات الأنظمة الشمولية العنصرية في أكثر من بلد وتقصير قوى سياسية عربية في حركة التحرر العربية على في فهم وتفهم القضية الكردية الى جانب تقصير الحركة السياسية الكردية في تعريف قضيتها لدى الرأي العام العربي بالشكل المطلوب .
ثالثا ¯ ليس من مصلحة شعب كردستان بقاء أي تأثير من الجيران على مقاليد الدولة العراقية الجديدة لأسباب سياسية وخلافها أو التدخل في شؤونها واذا كان لابد من تواجد نفوذ اجنبي بحكم ظروف قاهرة خارج الارادة من الجوار فمن مصلحةاقليم كردستان توازن" نفوذي " اذا صح التعبير وليس استفراد ايران أو تركيا اوسورية او السعودية كل على حدة بمقدرات العراق والتحكم بمصيره لذلك فان سيادة العراق الجديد من الأولويات الكردستانية .
رابعا ¯ صيغة التوازن الداخلي المجتمعي والسياسي بين المذاهب والمكونات ايضا من مصلحة الاقليم حتى لا يتحول نظام الحكم الى الدكتاتورية وحتى لا يستغل البعض سطوته وتفرده باتجاه نظام الكانتونات باسم الطائفة والمذهب في ظروف السيولة النفطية والعوامل المساعدة وهذا ما ادى الى حدوث تبدل في تحالفات القيادة السياسية الكردستانية بعد اعلان المبادىء مع الحزب الاسلامي العربي السني الى جانب التحالف الرباعي القائم مع الاحزاب العربية الشيعية .
خامسا - من مصلحة شعب كردستان انفتاح العرب بمستويه الشعبي والرسمي على العراق ودخول الجامعة العربية بقوة في دفع المصالحة والعملية السياسية وافتتاح جميع الدول العربية قنصلياتها ومكاتبها وممثلياتها في هولير لان ذلك من شانه معرفة الحقائق عن السياسة الكردية وتقبل التجربة الفدرالية الفتية الواعدة في كردستان ومساهمة المستثمرين العرب في عملية البناء والاعمار والاستفادة من تجربة الطريق الفدرالي في حل المسألة القومية .
سادسا - من مصلحة العراق الآخر العربي الاتحادي انتعاش اقليم كردستان اقتصاديا لانه تعزيز لتجربة شعب العراق في ازاحة الدكتاتورية وبناء العراق الجديد وبحث الكرد عن عقود نفطية لآبار جديدة قيد الاكتشاف في كردستان في ظل الوضع الأمني المستقر وبضمانات حسب المواصفات العالمية واتفاقيات شفافة حسب الدستور خطوة في ذلك الاتجاه فلماذا ذلك الضجيج المفتعل من جانب البعض الذي يريد العودة الى الوراء ويحرم الاقليم من فرص اعادة بناء ما هدمته عقلية ذلك البعض بالذات الذي نسمع كل يوم عن أخبار سرقاته النفطية ليس بالحاويات والبراميل بل بالآبار الكاملة .
سابعا - هناك في بغداد ومن بعض الكتل السياسية المؤتلفة ومن خارج الائتلاف بصورة أوضح من يضع العصي في دواليب التفاهم ويعمل على خلط الأوراق في كل انطلاقة جدية نحو الاستقرار والمصالحة الوطنية وعند كل زيارة يقوم بها السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم الى بغداد بحثا عن التفاهم عبر الحوار وتأكيدا على ترابط الاقليم الطوعي بالمركز الاتحادي والا كيف نفسر تراكض القومجيين من أيتام النظام المخلوع في ما يسمى بجبهة التوافق نحو بعض زعماء الائتلاف الشيعي الحليف للجانب الكردستاني بغية توسيع فجوة الجدال الدائر بين الطرفين حول بعض القضايا الوطنية ومنها حصة الاقليم من الموارد حسب تعداد السكان وقانون النفط والغاز وتطبيق المادة الدستورية رقم 140ومن ثم الضرب على الوتر القومي العنصري البغيض نحو اصطفافات على أسس قومية عنصرية بدلا من التحاور مع الجميع بالمفهوم الوطني اسوة بالقوى الوطنية الأخرى وكان هؤلاء يخططون لدفع شعب كردستان المتمسك بالعيش المشترك تحت سقف العراق الفدرالي الجديد نحو العزلة والابتعاد عن المركز والخروج من الاتحاد الطوعي مع الشعب العربي .
ثامنا ¯ بالمحصلة يصطدم المشروع الكردستاني الاتحادي المنفتح في اطار العراق الموحد مع مشروع انفصالي مبطن غير معلن ليس من جانب بقايا العقلية الشوفينية الحاكمة سابقا والتي يريد ايتامها الانتقام فحسب بل حتى من جانب بعض ضحايا ذلك النهج الشمولي الذي يجول بخاطره تقمص دور جلاد للآخرين يهدف لتمزيق العراق الى دويلات طائفية وكانتونات مذهبية باستعداء شعب كردستان وتجاهل تجربتهم الوطنية العراقية المحضة التي جاءت حصيلة قرن من المعاناة وعشرات الآلاف من الضحايا وتسعير المواجهات المحلية مما ينال رضى أنظمة دول الجوار ويدر مساعداتها ويسهل تداخلاتها التي تخشى من تجربة العراق الديمقراطي التعددي ومن دولة عراقية اتحادية غنية وقوية قادمة .
انتهاج طريق اليد الكردستانية الممدودة نحو المركز مبدأ وليس تكتيكا ظرفيا وتعبير عن واقع حال مستند الى ثوابت تاريخية ومصالح مشتركة مصيرية تتجاوز حدود العراق وثقافة اتحادية كردية عربية تؤسس لمستقبل زاهر في عراق سعيد وشرق أوسط متسامح تعددي جديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ذكرى ملجأ العامرية
وليد الزبيدي
الوطن عمان
هي ذكرى اليمة، علينا ان نتذكرها، ولايمكن ان ننسى ذلك الحدث المروع، الذي حصل عند اذان الفجر صبيحة الثالث عشر من فبراير عام1991، عندما استهدفت القاذفات الاميركية ملجأ العامرية في الحي الغربي من العاصمة العراقية، والقت قنبلة كبيرة ، تم تصميمها لغلق ابواب الملجأ، حتى لايتمكن احد من النساء والشيوخ والاطفال الخروج من الجحيم الاميركي، الذي نجم عن قنبلتين اخرى، اخترقت الملجأ وعصفت بالبشر الابرياء داخل المبنى المحصن.
هنا اريد ان انقل مشاهداتي للضحايا قبل ساعات من حرقهم بالنيران الاميركية، وبالصدفة كنت قد مررت بالقرب من ملجأ العامرية، في حدود الساعة الثامنة مساء، اذ زرت صديقا في حي العامرية، اردت الاطمئنان عليه، وانا اقود سيارتي شاهدت عشرات العوائل الذين بداوا يتوافدون على الملجأ، الذي يقع على مقربة من منازلهم، ليتحاشوا القصف الاميركي العشوائي، الذي استهدف الكثير من العوائل والابرياء، ولابد من الاشارة هنا الى ان ذلك القصف يشمل مختلف مناطق العراق، بعد ان حشدت الولايات المتحدة قوات من ثلاث وثلاثين دولة وشنت حربها المعروفة بحرب الخليج الثانية مطلع عام1991.
شعرت بنوع من الطمأنينة على هؤلاء الاطفال والشيوخ والنساء، الذين رايتهم يتجهون صوب ملجأ العامرية في تلك الامسية الباردة، وتمنيت لو ان جميع العراقيين، يحصلون على مثل هذه الاماكن المحصنة، التي تم تشييدها في بعض المناطق خلال الحرب العراقية- الايرانية1980-1988.
قصدت احد اصدقائي ، وامضيت ليلتي في بيته، حيث كانت عائلتي خارج بغداد، لم افكر بتلك الزرافات من النساء والاطفال والشيوخ ، الذين شاهدتهم يتجهون صوب ملجا العامرية ، وعندما استيقضت مفزوعا من شدة الانفجار الذي هز المنطقة، التي تبعد اكثر من اربعة كيلو مترات عن مكان الملجا، لم يدر بخلدي ان هذا الانفجار استهدف اؤلئك الاطفال والنساء والشيوخ، لكن في الصباح سمعت التفاصيل، وكيف اغلقت القنبلة الاميركية الابواب، ولم يتمكن الناس من فعل اي شئ، وهم يسمعون صراخ الاطفال ،وعويل النساء وهن يطلبن النجدة، وبعد ان احترق الجميع، وعندما دخل الناس الملجأ، وجدوا صورا مؤلمة وماساوية، حيث تحتضن الام اطفالها، ويلتصق الشيخ والمرأة الطاعنة بالسن بالاحفاد، ولكن نار اميركا زحفت عليهم لتلتهمهم وهم يحترقون شيئا فشيئا.
اقول يجب ان نحيي هذه الذكرى بكل تفاصيلها، لان احفاد القتلة المجرمين، يتجولون على ارض العراق ، وان احفاد ضحايا العامرية، يعتقلون ويعذبون ويهانون ويذلون من قبل احفاد الذين قصفوا ملجأ العامرية وتعمدوا غلق ابوابه، ليموت الكثيرون امام اعين الاخرين قبل ان يلتحقوا بالقافلة.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
غياب المصالحة والأمن المفقود
سفيان عباس
السياسة الكويت
يتوهم البعض استقرار الأوضاع الأمنية التي فاجأت خطة فرض القانون التي مضى عليها أكثر من عشرة أشهر من دون ان تحقق شيئا ملموسا على الأرض . فلا خطة فرضت القانون ولا زيادة القوات الأمريكية كانت السبب بهذا الهدوء المشوب بألف حذر وحذر ولعل الجميع يعرف كيف حصل هذا الهدوء المقلق للغاية لان احدى المليشيات المعروفة واقفت عملياتها الميدانية وحصل ما حصل بدليل ان الحكومة نفسها غير مقتنعة بما جرى للامن لأنها لم تحرك ساكنا حتى الآن حول تفعيل مشروع المصالحة الوطنية بل على العكس الحكومة تحاول تأجيج الأوضاع العامة حتى تنأى بنفسها عن الضغوط الأميركية التي ما برحت تنتقدها لعدم إحرازها أي تقدم في العملية السياسية وتعمل بالضد من خلال المضي بالمزيد من التشريعات التي من شأنها تعميق الشرخ في النظام الاجتماعي ومحاولاتها المستميتة افشال الضغوط القانونية والدستورية التي مارستها بعض الكتل السياسية المطالبة بضرورة عدم التهميش والاستحواذ على السلطة والعفو عن المعتقلين والمشاركة الواسعة بصناعة القرار ورفض تدخل النظام الإيراني بالشأن العراقي واحترام المبادئ الدستورية ورفض مبدأ التجاوز على السلطة التشريعية او التفرد بالسلطة التنفيذية عن طريق الدكتاتورية المطلقة للحكومة على جميع السلطات بما فيها الرئاسية. كلنا ندعو مخلصين الى استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية وان ينعم شعبنا الصابر الأبي بالحياة الحرة والكريمة والمضي قدما ليأخذ دوره الطليعي بين شعوب المنطقة كما كان منذ آلاف السنين رائدا بالنور والنار كيف لا ? وهو الذي علم الدنيا القراءة والكتابة ووضع اللبنة الأولى لكل التشريعات الدستورية والقانونية وأسس القاعدة الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية قبل خمسة آلاف سنة يوم كان الغرب خارج التاريخ الإنساني والسياسي أما أميركا فلم تكن على الخريطة الكونية .
نحن نرفض كل أشكال الطائفية ايا كان لونها ومصدرها وان لم تحصل بين ابناء الشعب الا انها حاضرة مع الساسة الجدد الذين ما يتفاخرون خلف الكواليس بتحقيق انجازات لهذا المذهب او ذاك متناسين أن المذهبية والطائفية السياسية تجعل بقاءهم على سدة الحكم مستحيلا مهما حاولوا استخدام كل أنواع البطش والاضطهاد والقتل على الهوية هذه الاعمال الإجرامية سوف تجعل ابناء جلدتهم اول المنتقمين والباطشين بهم وهذا ما حصل فعلا في عدد من المحافظات من دون استثناء . ان مستقبل هذا الشعب العظيم يتداخل مع ثوابته الوطنية والقومية ولن يحيد عن هذا المبدأ لو استمر الغرب والصهاينة والأميركان ومعهم الملالي الحاكمون في ايران بالعدوان الدهر كله ولن تنجح كل وسائل الإبادة او قتل العقول والكفاءات لان الله جل وعلا مع هذا الشعب المظلوم .
كنا نأمل من حكومة السيد المالكي ان تتصرف كقيادة للدولة العراقية وتبتعد عن الطائفية السياسية المقيتة ليس من اجل العراقيين فحسب بل من اجل بقائهم في السلطة على اقل تقدير ولكنها ذهبت الى حيث النهاية المحتومة التي لا ترحم كل مستبد مسير بالاملاءات الخارجية والذي لا يرى الا افقه الضيق في قضايا الدين والمذهب والطائفية الوليدة عن النظام الإيراني . ان المعالم الصحيحة للقادة التاريخيين تبدو في القدرة على استيعاب طبيعة المراحل الخطيرة التي يمر بها شعوبهم والا سوف يحدث العكس في المسار الوطني وعندها ينقلب السحر على الساحر وبعدها يبدأ حكم التاريخ الذي لا يرحم احدا . وان هذا الحكم كما هو معروف ينتقل عبر الأجيال في اللعنة الأبدية للمجرمين ومن بعدهم الى الأحفاد الى يوم توعدون
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
زوال أحلام فارس أم زوال إسرائيل؟
ثائر الناشف
السياسة الكويت
لم تهدأ إيران بإطلاق وعودها الحالمة بالنيابة عن العرب جميعاً بإزالة عدوهم اللدود إسرائيل من الوجود , ففي كل مناسبة تتصل بقضايا الصراع العربي - الإسرائيلي تطل إيران برأس نجادها الحالم, متوعدة بقلب وقائع الصراع الدامي وكشف حقائقه المزيفة وإعادة ما كان إلى سابق عهده, كل هذه الوعود السخية ليست كرمي لعيون العرب التي بظنها لا تحسن التقدير وتخطئ السير بالاتجاه إلى واشنطن بدلاً من الاتجاه نحو إيران تحاول طهران التلميح بأنها المدافع الأول عن حقوق العرب المستلبة, دفاعها المزعوم يأتي من كونها الجار الأبدي لهم في المنطقة, بعيداً عن الروابط الدينية التي تفرق أكثر مما توحد, تحفزها الدائم للدفاع عن قضايا العرب الرئيسية يطرح تساؤلاً كبيراً عن عدد المرات التي شاركت فيها جيرانها العرب بحروبهم مع إسرائيل, بصيغة أخرى كم مرة قاتلت إيران إسرائيل وانتصرت عليها?.
الجواب على هذا السؤال واضح ولا يحتاج إلى بحث, لأنها لم تقاتل إسرائيل يوماً حتى تدعي النصر, وبالتالي تغدو إزالتها من غير قتال أشبه بدخول إبليس الجنة , ولو أدعت قتالها عن طريق حزب الله وحماس , تظل مزاعمها إظهاراً لقوتها أمام أعين جيرانها العرب وهروباً من المواجهة الفعلية التي لا تتحمل دخولها رأباً لما قد يمس نظامها الديني من تصدعات تؤدي إلى سقوطه .
لا يختلف نظام إيران الحالي عن نظام سلفه الشاه من حيث أولوية التدخل المباشر في شؤون المنطقة العربية والإمساك بمفاصلها الأساسية , خصوصاً مناطق الضعف (لبنان والعراق) ومناطق الثقل والتأثير المباشر (سورية) لبناء قوة إقليمية تتطلع باستمرار إلى مقايضة الغرب ومساومتهم لأي صغيرة وكبيرة فضلاً عن اقتسامهم للأدوار المتبادلة.
لا يحق لإيران اللعب بورقة الصراع العربي - الإسرائيلي التي لا تعنيها كثيراً بقدر ما تعنيها مصالحها بالدرجة الأولى, يحق لها أن تحلم لوحدها لا أن تدعو العرب إلى مشاركتها أحلامها الخادعة بزوال إسرائيل من الخارطة , أحلامها الوردية على حساب قوة العرب وضعفهم , ضررها أكثر من نفعها, لأن ما هو ظاهر فيها يتقاطع مع الأحلام الإسرائيلية بشكل أو بآخر.
إيران غارقة في الأحلام التي تمتد لألف ليلة وليلة , وتريد أن تغرق محيطها العربي والإسلامي في هذه الأحلام التي تستهدف العبث في مصير وجودهم ومستقبلهم , وهي لن تستفيق من أحلامها إلا عندما تراها تحققت في هذا المحيط , الأكيد أن أحلامها هذه لا تطال إسرائيل بأذى ولا تمس جوهر وجودها كما تعتقد الأخيرة , فإسرائيل آخر حلقة في سلسلة أحلامها التي تهرب منها بصمت لحظة المواجهة الحقيقية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
مقاومة احتلال العراق
فخري قعوار
الراي الاردن
ما تزال أخبار العراق تتكرر وتتشابه وتتقارب مع بعضها كل يوم، وما تزال هذه الأخبار تنشر مقتل عدد من الجنود الاميركيين، ومقتل عدد أكبر من المواطنين العراقيين، بالاضافة الى مجموعات الجثث التي يحدث اكتشافها في معظم الأيام، مما يدلّ على عدم ''نجاح'' الاحتلال الاميركي، وعلى كثافة المقاومة، وعلى كثرة القتلى العراقيين المتعاونين مع الاحتلال، أو العاملين في الجيش والشرطة وفي السلطة، ومما زاد حالة التوتر والعنف، أن منظمة ''القاعدة'' قد دخلت الى العراق، وأساءت لوضع العراقيين، كما أن الجيش التركي قد توغّل شمال العراق، الأمر الذي أصبح في حالة من الأسى الإضافي، وفي حالة ارتفاع مستوى العنف والإساءة للقطر الشقيق.
وبسبب الإصرار الاميركي على غزو العراق، فإن الولايات المتحدة قد حققت دعماً واسعاً لاسرائيل، نتيجة لإسقاط النظام القومي السابق، ولإعدام الرئيس صدام حسين، كما حققت السيطرة على النفط العراقي، وقررت رفع سعره، مما أدى الى رفع سعر النفط في الكثير من دول العالم، وأدى الى إرهاق البشر وزيادة فقرهم، غير أن هذا الإصرار الاميركي لن يبقى مستمراً الى زمن طويل أو سنوات عديدة، لأن المقاومة ما زالت تتصاعد، وما زالت ترفع مستوى المكافحة ضد الاحتلال وضد الاطراف المتعاونة مع الغزو الاميركي، حتى لو كانوا عراقيين.
ولا تعترف الادارة الاميركية بكل الجنود القتلى في العراق، وتكتفي بذكر عدد قليل جداً فقط، وتذكر عدداً قليلاً من الجرحى أو المصابين، ولا تشير الى مجموعة القتلى من الجرحى أو المصابين. ويبدو أن النسبة الحقيقية المعلنة في الأخبار، تكاد تكون واحداً اميركياً مقابل عشرة عراقيين، والدليل على هذه النسبة أن خبراً سابقاً في أواخر الأسبوع الماضي قد ورد فيه مقتل جنديين اميركيين وسبعة عشر عراقياً، وورد في خبر آخر - بعد هذا الخبر - أن جندياً اميركياً قد قُتل، واثني عشر عراقياً - في هجمات متفرقة - قد قتلوا.. وإذا كانت هذه النسبة صحيحة أو قريبة من الصحة والدقة، فإن مقتل مليون عراقي خلال مدة الاحتلال التي قاربت من الخمس سنوات، تدل على مقتل مائة ألف جندي اميركي، لكن الادارة الاميركية لا تعترف بهذه النسبة، كي لا يرتفع الإزعاج للشعب الاميركي، كما أن اختصار النسبة الى درجة الاعتراف بنصفها مسألة غير واردة، وليس هناك أي اعتراف سوى بأربعة آلاف جندي من القتلى أو أقل من ذلك، كي لا ينتشر الخبر الحقيقي، وكي لا يضطر الرئيس جورج بوش الى الانسحاب أو الوصول الى الاعتراف بالفشل.
ومع ذلك، فإن مواظبة المقاومة العراقية في مجال مكافحة الاحتلال، ستؤدي في النهاية الى إرغام القيادة الاميركية على الانسحاب، والى استعادة السيطرة الداخلية في ارض الوطن العراقي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الاجتياح التركي لشمال العراق
بسام الكساسبة
الراي الاردن
اعتادت القوات التركية على اجتياح شمال العراق، بهدف مطاردة أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، إلى أن بلغ عدد تلك الاجتياحات 25 اجتياحا بما فيها الأخير، وقد يختلف الاجتياح الأخير عما قبله، نظرا لتغير الاهداف والظروف والحسابات والتحالفات السياسية الإقليمية والدولية، فبينما كان يلوذ أكراد العراق بالصمت حيال الاجتياحات السابقة، فستتغير مواقفهم البراغماتية باتجاه مساندتهم لأكراد تركيا على حساب مصالح الأخيرة.
فمع أن أكراد العراق، هم الوحيدون من ضمن أكراد العالم الذين حصلوا على حقوقهم القومية والوطنية متمثلة بحكم ذاتي أعطي منذ سبعينات القرن الماضي، فشاركوا بإدارة شؤون العراق، واعترف بلغتهم الوطنية، ووصلوا لأعلى المراتب الوظيفية المدنية والعسكرية، وعين منهم الكثير من الوزراء وشاطروا باقي أجزاء العراق المكتسبات التنموية إلى أن استجلب العدوان على العراق في عام 1991 تحت مزاعم شتى، فعلى النقيض من ذلك في الدول الأخرى التي يوجد فيها الأكراد كإيران وتركيا، كان ولا يزال معسكر التحالف الأمريكي يبدي معارضته لطموحات الأكراد في تركيا وإيران بالحصول على حقوقهم القومية والوطنية، حيث يعتبر حزب العمال الكردستاني حركة إرهابية ويوصف زعيمه عبدالله أوجلان بالإرهابي (المسجون بالمؤبد في تركيا).
لقد أدت طبيعة المرحلة السابقة لعملية غزو العراق في عام 2003 بالقيادات الكردية العراقية خصوصا قبل عام 1990 إلى إخفاء تطلعاتهم المتعاطفة مع أكراد إيران وتركيا، إلى حين تشكيل تحالف متين مناهض للعراق بهدف تخريب العراق وتفكيكه بما اتاح إشهار كيانهم الكردي في شمال العراق. فمع أن العراق قد تعرض في الثلاثة عقود الأخيرة لأكبر عملية انتهاك لسيادته من قبل التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني الإيراني، الا أن أكراد العراق لم يعترضوا على ذلك، وقد تم ذلك تحت ذرائع كثيرة في مقدمتها رفع المظالم عن أكراد العراق، والمثير للدهشة أنهم يعتبرون مجرد اجتياح الأتراك لشريط حدودي ضيق مع دولة العراق لمطاردة ما يعرف (بالبككة) بأنه انتهاك لسيادة العراق.
فالأكراد، وخصوصا العراقيون منهم، يعتبرون أنهم حققوا الجزء الأكبر من أهدافهم ومشاريعهم السياسية، عبر تحالفاتهم السابقة مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، والتي كانت تلتقي سابقا نحو هدف مركزي وهو إسقاط النظام العراقي السابق وقيام كيانهم شبه المنفصل عن العراق، وهو ما تحقق على ارض الواقع، مما جعل أكراد العراق يتطلعون نحو تحقيق حزمة جديدة من أهدافهم السياسية، خصوصا وان الظروف تسير جيدا في خدمتهم، من هذه الأهداف الجديدة إعادة ترتيب علاقاتهم بأكراد تركيا انطلاقا من توجهاتهم الاثنية، خصوصا وان الكيان الكردي شبه المنفصل في شمال العراق لديه موارد مالية ضخمة ناتجة عن عوائد نفط العراق، قد يوظف جزء منها في دعم وتسليح أعضاء حزب العمال الكردستاني للدخول في حرب استنزاف طويلة ضد تركيا بهدف زعزعة استقرارها، على طريق توسيع مظلة الكيان الكردي مستقبلا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تحالفات عابرة
عبدالزهرة الركابي
الخليج الامارات
لاشك في ان تحالفات الأكراد مع الجماعات العراقية الحاكمة والمنضوية في العملية السياسية تحت سقف الاحتلال، هي تحالفات مصلحة آنية وليس لها ركائز استراتيجية، خصوصاً أن ظروف التحالف هذه مرتبطة بظروف البلاد الرازحة تحت الاحتلال المباشر الذي لا بد سينتهي.
ولذلك، تظل التحالفات الطائفية عرضة للظروف التي يعيشها ويواجهها هذا الاحتلال، وعلى الأرجح والأكيد ان المشروع الأمريكي في العراق قد انتهى الى الفشل، وإن جل مايتمناه الأمريكيون في هذه المرحلة هو الانسحاب من العراق تحت أي مسمى وبأقل الخسائر، بيد ان على صعيد الواقع والتاريخ بات هذا المشروع مهزوماً، وان عملية انحسار النفوذ الأمريكي عن العراق والمنطقة هو مسألة مرحلة زمنية أخذت وتيرتها في التسارع.
لا أحد ينكر أن الأكراد كانوا طيلة مراحل الاحتلال يلحون في تحالفهم على انتزاع كركوك بغية ضمها الى كيانهم، وكان بعض هذه الجماعات يناور من خلال التأجيل والتسويف، بل ولم يتخذ موقفاً ممانعاً على وجه الصراحة، ماعدا مرحلة إبراهيم الجعفري الذي أعلن جهاراً ممانعته للمطلب الكردي هذا، وقد دفع ثمن ممانعته عندما اعترض الأكراد على ترشيحه لرئاسة الحكومة في المرة الثانية، على اعتقاد منهم ان علاقاتهم مع نوري المالكي هي الأقرب، بحكم تماسهم معه سنوات المعارضة العراقية السابقة، عندما كان تواجد حزب الدعوة في شمال العراق ترتبط مسؤوليته بالمالكي الذي كان ممثلاً للحزب المذكور في سوريا، كما لاننسى ان الأكراد في تلك الحقبة منحوا المالكي شهادتي الماجستير والدكتوراه.
والمهم ان التصدع في هذا التحالف بدأ يطفو على السطح على أثر “الفيتو” الكردي على الجعفري، وإن أكثر الجماعات التي أعلنت موقفاً ممانعاً للمطالب الكردية هم جماعة الصدر، الى حد ان أكثر الرموز التي تعرضت للهجوم في وسائل الإعلام الكردية هما الجعفري ومقتدى الصدر، ولا ننسى في هذا السياق المحاولات الكردية في تفتيت جماعات الائتلاف الموحد، كي يظلوا هم (بيضة القبان) في ترجيح كفة هذا المشروع. أو ذاك القانون بما في ذلك عملية الترشيح للمناصب الحكومية. ويعزو المراقبون الانشقاق أو التباعد الأخير في صفوف حزب الدعوة الى الأكراد، عندما شجعوا المالكي على تحدي الجعفري مقابل دعمهم إياه للحصول على منصب رئاسة الحكومة، ومن ثم الحلول محله في زعامة الحزب.
ان تفاقم التباعد، وانفراط عقد التحالف بين هذه الجماعات والأكراد تبدو جلية في أزمة العقود النفطية، إذ إن الأكراد حاولوا، وهم مضوا بعيداً في هذه المحاولة، عندما أرادوا أن تسود المحاصصة النفطية أسوة بالمحاصصة السياسية، أي انهم أرادوا أن يكونوا شركاء في النفط مناصفة، أي نفط الجنوب لجماعات الائتلاف ونفط الشمال للتحالف الكردي، وهنا ارتفع صوت بعض الجماعات الحاكمة عالياً في الممانعة والاعتراض، لأن هذا البعض يدرك ان الأمر السياسي لايستقيم له إذا ماكان مدعوماً بالأمر النفطي أو الاقتصادي، وعندما جرت مناورات في هذا الجانب بين الطرفين في مدار المحاصصة السياسية والنفطية، لمّح الائتلاف الى إمكانية تجريد الأكراد من وزارة الخارجية ومنحها لوزير من الائتلاف، ورد الأكراد بأنهم يوافقون على ذلك بشرط أن يحصلوا في المقابل على وزارة النفط، وفي هذا السياق نستطيع القول ان وزارة الخارجية ومنذ أن أصبحت في يد الأكراد من خلال هوشيار زيباري خال الزعيم الكردي مسعود البارزاني، تعكس وجه الكيان الكردي أكثر مما تعكس وجه العراق العربي كدولة.
وعلى كل حال، فإن الائتلاف الحاكم بات مدركاً ان العملية السياسية بخللها المعروف لاتستقيم بإبعاد الفئات الأخرى عن المشاركة الحقيقية في هذه السلطة الشكلية، وإن التحالف مع الأكراد لايمنحه الاطمئنان في قيادة السلطة.
rekabi@scs-net.org

ليست هناك تعليقات: