Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 17 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأثنين 17-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الجيل الضائع في العراق: أمريكا لا تهزم أعداءها بل تصنعهم
بيتر هارلينغ

اخبار العرب الامارات

لا شك في أن الجدال حول ما إذا كان الاندفاع يثبت نجاحه في إحلال السلام في العراق يخفي وراءه سؤالاً أعمق: هل تثبت الولايات المتحدة نجاحها في كسب تأييد الأجيال العراقية المستقبلية؟ الجواب هو كلا. فقد ساهمت السياسات الأميركية، في الماضي كما اليوم، في نشأة جيل من العراقيين الشباب العاطلين عن العمل، المسكونين بمشاعر الاستعداد والغضب، والذين سيواصلون المعركة على الأرجح. ومن الجلي أن هذه هي الحال مع جيش المهدي وتنظيم القاعدة في العراق، هاتين المجموعتين اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة ألد وأخطر أعدائها. أضف الى ذلك أن لميليشيا الصدر جذوراً تمتد بعمق في أوساط العراقيين الشيعة المحرومين من حقوق الاقتراع. وتجنّد هذه الميليشيا أفرادها بشكل رئيسي من صفوف الشبان الذين يقطنون مناطق لم تعرف التمدين إلا مؤخراً، والذين يمقتون شركاءهم في الدين الأفضل حالاً الذين ينتمون الى الطبقة الوسطي ويميلون أكثر الى دعم اَية الله السيستاني وحليفه السياسي، أي المجلس الإسلامي الأعلى في العراق. وجدير بالذكر أن غالبية أنصار ميليشيا الصدر وأفرادها العسكريين تتراوح أعمارهم بين العقد الثاني والعقد الثالث، ما يجعل من هذه المليشيا ظاهرة طبقية وعمرية في اَن. وبحسب ما قاله أحد الشبان الصدريين: الاَباء مع السيستاني، والأبناء مع مقتدى. وعلى مستوى الأفراد العاديين، يتمتع أيضاً تنظيم القاعدة في العراق بشعبية هامة في أوساط العراقيين الشباب، إنما بر السنّة في هذه الحالة، حتى وإن كانت قيادة هذا التنظيم أك سناً، وبدرجة طفيفة ومتراجعة، أجنبية الهوية. وقد أجرت مجموعة الأزمات الدولية دراسة ميدانية حول هذا التنظيم وخلصت الى أدلة واضحة: يتكوّن هذا التنظيم بغالبيته من قاصرين من الريف والمدن يفتقرون الى الخبرة ويواجهون مستقبلاً قاتماً، وذلك خلافاً لمجموعات المتمردين السنّة الأخرى التي تستقطب بشكل رئيسي أصحاب مهن سابقين ورجال دين مدرّبين وأفراد قبائل أكبر سناً. ولا شك في أن التنظيم قد عانى مؤخراً نكسات عسكرية حادة . لكن مقدرة التنظيم على التحمل وعلى إعادة إمداد قواته بالأفراد تشهدان على وجود مجموعة كبيرة من الشبان العراقيين اليائسين الذين جذبهم وعد القاعدة بتحقيق الرضى في الاَخرة عبر الاستشهاد. والواقع أن ماضي العراق يطرح ظاهرة مشابهة، توجيهية وإن محيّرة بتناقضها الظاهري. فقد شهد العام 1994 تشكيل فدائيي صدام، وهي وحدة مغاوير أُوكلت إليها مهمة فرض النظام على المستوى المحلي. وكان مصدر هؤلاء الفدائيين بئراً لا قعر لها استوطنها شبان فقراء من السنة والشيعة لم يبلغوا مستوىً تعليميا جيدا وضاعت توقعاتهم المستقبلية (سواء من ناحية العمل أو الحياة الاجتماعية أو الزواج) بسبب البؤس ومؤسسات الدولة البالية والفساد المتفشي. صحيح أن انضمام هؤلاء الشبان الى الفدائيين منحهم تعويضاً مادياً بسيطاً، لكن الأهم من ذلك أنه عزز ثقتهم بأنفسهم ومكانتهم الاجتماعية وإحساسهم بوجود غاية لحياتهم، ولا بد من الإشارة الى أن مقاومتهم الشرسة ضد تقدم قوات التحالف في العام 2003 لم تكن ترتبط فعليا بالولاء أو بالقناعة الإيديولوجية، بل هي تنبع على الأرجح من إحساسهم العارم بأن الأمل الوحيد بالمستقبل يكمن في ممارسة القوة والسعي في سبيل قضية عدمية يجسّدها فدائيو صدام. كثيرة هي الأمور التي تفصل بين جيش المهدي وتنظيم القاعدة في العراق وفدائيي صدام. لكن هذه التنظيمات متشابهة الى حد بعيد على مستويات عدة رئيسة، وتحديدا لجهة العمر الشبابي الذي يميّز أفرادها، وانشغالهم بالاَخرة، وافتتانهم بالعنف غير المكبوت. وما يثير السخرية أن الولايات المتحدة قد ساهمت عن غير قصد في إطلاق جماح هذه المجموعات الثلاث كلها. فعندما فرضت الولايات المتحدة على مر ثلاثة عشر عاما نظام العقوبات الأكثر تشددا وشمولية في التاريخ الحديث، ساهمت في ظهور جيل من العراقيين المعوزين واليائسين. وعندما أساءت إدارة الاحتلال وأفسحت في المجال أمام الفراغ الأمني وانتشار الفوضى على حد سواء، ساعدت على نفي عدد كبير من العراقيين المنتمين الى الطبقة الوسطى، فقوّضت إذ ذاك مجموعة الناخبين الأقدر على تبني جدول أعمالها السياسي. وإذ ركزت الولايات المتحدة على التكتيكات العسكرية وحدها للقضاء على الطبقة العليا في مجموعات المتمردين، عززت نشأة قادة يافعين يفتقرون الى الخبرة والانضباط والرحمة. وجدير بالذكر أن أتباع القاعدة يقرون بذلك. وقد قال أحدهم: بعض الأمراء لا تتجاوز أعمارهم 20 أو 25 سنة. هم لا يعرفون شيئاً عن الدين أو السياسة أو الاستراتيجية العسكرية. هم لا يعرفون سوى منطق واحد هو: ها هو العدو سأقاتله وأدخل الجنة. صحيح أن بعض التقدم قد أُحرز على مستوى خلق تيار معاكس لجيش المهدي وعلى وجه الخصوص لتنظيم القاعدة ، إلا أن أي تقدم سيكون في أفضل الأحوال قصير الأمد لأنه لا يواجه المشكلة الأعمق بأي شكل من الأشكال. وعلى الرغم من أن جيش المهدي قد يبدو محط ازدراء كبير، إلا أنه لا يزال مسيطرا في أجزاء كبيرة من بغداد وفي الجزء الأعظم من الجنوب. في المقابل، يعمد تنظيم القاعدة في العراق، الذي خارت قواه في محافظة الأنبار بما لا يقبل الشك، الى إعادة الانتشار في مناطق أخرى، وتحديدا في الموصل حيث عبّر أحد البعثيين عن هذا الموقف التلقائي: تمتلك القاعدة موارد ضخمة استخدمتها لتوقع في شباكها شبانا مراهقين أو في مطلع العقد الثاني من العمر هم في غالب الأحيان يعيشون في عزلة ويعجزون عن توفير حياة لأنفسهم. وقد حوّلتهم القاعدة الى عصابات تذكرني على نحو يثير الغرابة بجيش المهدي. وفي كلتي الحالتين، يعكس البقاء في وجه الضغوطات الشديدة مدى جاذبية التنظيمين بالنسبة الى جيل من العراقيين المحرومين الذين لم يُعطوا أي أمل بحياة أفضل. وخلاصة القول إن الجبهات الحالية للمعركة تعكس صراع الأجيال حيث تتخذ الولايات المتحدة عموماً جانب أولئك الذين يمثلون الماضي (المنفيون السابقون، وأفراد الطبقة البرجوازية البالية والزعماء الذين يسعون الى استرجاع سلطتهم المفقودة) ضد أولئك الذين سيرسمون مستقبل العراق، للأحسن أم للأسوأ


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
عادت البصرة بعد خرابها.. ولكن لمن عادت؟

محمد خرّوب
الراي الاردن
في عملية التفاف ومراوغة بريطانية واضحة سلّمت القوات البريطانية المحتلة صلاحياتها الأمنية في عاصمة الجنوب العراقي (مدينة البصرة) إلى القوات الأمنية العراقية في آخر عملية تسليم للمدن الكبرى في محافظة الجنوب بعد ان تم تسليم ثلاث محافظات سابقة هي ميسان وذي قار والمثنى.

الأمر في ظاهره يبدو طبيعياً وكأنه انسجام بين موقف رئيس الحكومة البريطانية الجديد غوردون براون (كان في البصرة قبل أسبوع وزارها كما غادرها سراً) الذي أعلن عن سحب نصف القوات البريطانية الموجودة في العراق منذ الغزو الأميركي البريطاني في العام 2003 والتي وصل عددها 5000 جندي (يعتزم براون إبقاء 2500 جندي فقط).

لكن الأمور ليست كذلك بالتأكيد لأن براون الذي يريد أن ينأى بنفسه عن المغامرة الفاشلة التي قام بها سلفه توني بلير في تبعية واضحة لجورج بوش والإيحاء للناخب البريطاني انه في سبيله لاخراج قواته من المستنقع العراقي، ثم يسلم البصرة التي الحق بها البريطانيون الخراب والدمار وارجعوها إلى ما كانت عليه قبل ثمانين عاماً عندما كانوا يحتلونها وقبل أن تنطلق ثورة العشرين المجيدة، نقول لم يسلمها إلى قوات حكومة عراقية مركزية وديمقراطية وتمثل أطياف الشعب العراقي كافة، بل هو يعلم كما يعلم أصحاب القرار في قيادة قوات الحلفاء (إقرأ القوات الأميركية) أن لا حكومة عراقية موجودة بهذه المواصفات في بغداد وأن لا وجود لها أصلاً في البصرة وان مدينة النخيل والنفط والشعراء والأهوار هي في قبضة الميليشيات، وأن خروجهم من البصرة انما يعني فتح الطريق على حرب ضروس بين الميليشيات المتصارعة والتي هي في معظمها شيعية تتقدم قوات بدر الذراع العسكري للمجلس الاسلامي الاعلى العراقي بزعامة عبدالعزيز الحكيم وجيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر وحزب الفضيلة، الذي انشق عن الائتلاف الشيعي الرباعي (الحكيم، المالكي، الصدر والفضيلة)، بعد ان كانوا تقدموا لانتخابات العام الماضي بقائمة موحدة أمنت لهم اغلبية مريحة رسمت ملامح عراق ما بعد اقرار الدستور (الدائم)، وكشفت عن عمق التحالف الشيعي الكردي، الذي يعني في جملة ما يعني، تمرير الصفقات الثنائية الخاصة بمهفوم الفيدرالية، حيث يؤيد الحكيم والمالكي تحديداً، وجود اقليم كردستان بما في ذلك المادة (140) من الدستور الخاص بمدينة كركوك، والتي يجب ان يتم الاستفتاء حولها قبل نهاية هذا العام (لا يبدو ان مثل هذا الامر سيحدث بعد ان تم استهلاك الوقت وبعد ان طرأت تغييرات ملموسة على المعادلات التي كانت قائمة عند اقرار الدستور الدائم، ما يعني ان الامور قد تأخذ ابعاداً اكثر خطورة مما يبدو)..

في مقابل دعم المالكي والحكيم لتطبيق المادة (140) فانهما يأملان ان يجدا دعماً من التحالف الكردستاني لاقامة كونفدرالية في الجنوب، بما هي في النهاية واياً كانت التبريرات كونفدرالية تنهض على أسس طائفية ومذهبية، ما يعني في النهاية القضاء على صيغة العراق الموحد، التي دامت ثمانية عقود والتي نجحت في المحافظة على حماية العراق من التقسيم، رغم ما ألحقه حكّام العراق المتعاقبون من اضرار ومظالم بل وجرائم ضد كثير من شرائح الشعب العراقي الطائفية والمذهبية، وخصوصاً العرقية، حتى لاقى الاكراد اسوأ انواع الالغاء والتهميش والقتل والاقصاء والحرمان من ابسط حقوق الانسان، واحترام خصوصيتهم الثقافية فيما كان القمع السياسي يطال الجميع بلا استثناء.

ان تعود البصرة الى العراقيين، لا يعني انها تعود لسلطة مركزية تحكم بالقانون وتلتزم حقوق الانسان والتعددية وتطبق معايير المساواة والعدالة، بعيداً عن التصنيف الطائفي او المحاصصة.

ولأن البصرة تعود ''مقسّمة'' الى الميليشيات وفق معادلة قيل ان ايران قد ''توسطت'' للقبول بها، فإننا نكون امام حال من الفانتازيا السياسية الاقرب الى الفوضى ليس فقط مما تحمله الوساطة الايرانية من دلالات وتأكيد على ما بات معروفاً كحقيقة يصعب دحضها وهو ان ايران هي القوة الاولى في الجنوب العراقي نفوذا وحضورا ودوراً وتأثيراً، وهذا لا يحسب ضد ايران لأن نظرية ملء الفراغ معروفة في علم الطبيعة كما في علم السياسة وأي فراغ يستدعي من يملأه وهكذا فعلت ايران وهي لا تلام.. بل يجب ان يوجه اللوم الى العراقيين اولاً ثم الى العرب ثانيا (هذا اذا ما افترضنا انهم معنيون بملء الفراغ او مهتمون بالحال العراقية بعد ان استقالوا من مهمتهم القومية والوطنية وباتوا اسرى هاجس المحافظة على انظمتهم)..

نقول ليس فقط دلالات الوساطة الايرانية وانما ايضا غياب ما يسمى حكومة بغداد المركزية بقيادة نوري المالكي الذي يملأ الدنيا ضجيجاً وصراخاً وعنتريات، ويتحدث عن السيادة والوطنية والقبضة الحديدية ويجرد الحملات الأمنية لتطهير احياء بغداد من سكانها السنّة، ويقيم الجدران العازلة بين احيائها ويهدد جبهة التوافق وحركة الوفاق بالويل والثبور وعظائم الامور اذا لم يعودوا الى حكومته بلا شرط او قيد..

فشلت حكومة المالكي في اختبارها الاخير ولم تجد كل محاولاتها للايحاء بامتلاكها القرار عندما وقع نوري المالكي على معاهدة استراتيجية بعيدة المدى قيل انها لتنظيم الوجود العسكري الاميركي في العراق، وهي في واقع الحال ''قوننة'' الاحتلال الاميركي ووضع العراقيين في مواجهة بعضهم البعض، فيما المحتلون يقبعون في قواعدهم الضخمة والمحصنة ويؤمنون النفوذ وامدادات النفط والعقود الضخمة ومصالح الشركات الاميركية..

الحال لن يختلف مع البريطانيين، والمعاهدة المماثلة ستكون في القريب الوشيك، اذ لا يعقل ان يغادر البريطانيون العراق بدون جزء من كعكة بلاد الرافدين ''الدسمة''..

خرج البريطانيون من البصرة بعد خرابها وتستلمها الميليشيات الشيعية الثلاث الرئيسية ولا يعقل ان تستمر مثل هذه الصيغة فلا بد من الحسم ولا بد لفصيل واحد ان يبسط سيطرته على عاصمة الجنوب العراقي..

استعدوا للاسوأ فالمجازر قادمة.. kharroub@jpf.com.jo

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
واجبنا بعد الانسحاب من البصرة

افتتاحية
الاهـــــــــــــــــرام مصر


نرجو أن تكون الفئات العراقية المختلفة علي قدر كبير من التحلي بالمسئولية‏,‏ وأن تحافظ علي سلام وأمن المواطنين العراقيين بعد انسحاب القوات البريطانية من محافظة البصرة‏,‏ وألا يسارعوا لتحقيق المكاسب الفئوية والشخصية علي حساب المصلحة القومية العراقية‏.‏

هذا الحذر البالغ مطلوب بشدة‏,‏ لأنه لو تفجرت الصراعات الطائفية أو الحزبية في البصرة فسوف تصبح مثلا سيئا يعوق الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية والبريطانية من العراق‏,‏ بحجة أن الانسحاب إذا حدث سيعرض أمن البلاد للخطر‏,‏ وربما الحرب الأهلية المهلكة‏.‏

وطالما بقي الأمريكيون والبريطانيون وحلفاؤهم في العراق فسوف تظل دماء الأبرياء تسيل أنهارا في عمليات انتحارية وحشية يقوم بها أغبياء بدعوي مقاومة الاحتلال ولا يروح ضحيتها في الغالب الأعم سوي المدنيين العراقيين‏.‏

كما سيؤدي بقاؤها إلي استنزاف في المزيد من البترول العراقي لتمويل وتعويض تكاليف الحرب بدلا من استغلال عائداته في إعادة إعمار العراق الذي تعرضت بنيته التحتية للتدمير الكامل وأصبح أبناؤه يجدون بشق الأنفس قوتهم الضروري وأبسط الخدمات‏.‏

وعلي الذين يريدون المقاومة أن يوجهوا نيران أسلحتهم إلي قوات الاحتلال في بقية الأماكن المحتلة‏,‏ وليس للعراقيين حتي ولو كانوا يعملون مع المحتلين بحكم الضرورة‏.‏عند ذلك فقط يمكن أن نسميها مقاومة وليست إرهابا وإراقة لدماء الأبرياء‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4

من وحي الوطنية العراقية
زهير المخ
الراية قطر
لا يعفي السلوك المدمر الذي أبدته "القاعدة في بلاد الرافدين" في حروبها المستمرة، من مراجعة السلوك الآخر الذي استدعي هذا التدمير ومهّد له الطريق أو قدّم الذرائع. وهو أمر، والحق يقال، يعود إلي زمن أسبق بكثير من الاحتراب الأهلي المفتوح، أو حتي من الخلافات الحادة بين مكونات صنع القرار العراقي، وإن شكّلت المسألتان المذكورتان صاعق التفجير المباشر.

والواقع أننا نعثر في السلوك الذي يعبّر عنه "الائتلاف الشيعي" حاليّاً، علي المصادر البعيدة للأزمة الحكومية، والتي هي، في وجهها الآخر، أزمة الوطنيّة العراقية نفسها، وأزمة عجزها عن توليد إجماعات مُلزمة لمكوناتها الرئيسة. فحين تتالت الانقلابات العسكرية منذ 1958 فتحت الباب واسعاً أمام فئات جاءت من مسارب العمل السري يربطها الانتماء المشترك، الطائفي والجهوي والعشائري، بالسيطرة علي جهاز الدولة الحديث دون أن تتخلي عن عصبيتها التقليدية، لكنها ما لبثت أن تركت المقعد الأول لفئات أخري ذات قاعدة ديمغرافية أضيق، هي الأخري جاءت من مسارب العمل السري وتفتقر كسابقتها إلي تجربة العمل المؤسساتي، كما أن يدها مشبوكة بأكثر الانتماءات بعداً عن الوطنية العراقية الجامعة.

كانت العصبوية الجهوية قد استقرت في مؤسسات الدولة، منذ عقد الستينات؛ إذ استطاع أبناء الرمادي في عهد الأخوين عارف (1963 - 1968) إقصاء مجموعة الموصل في مقابل زيادة وزن النفوذ التكريتي في مؤسسة الدولة العراقية. ويجد هذا الأمر تفسيره، وإن جزئياً، إلي موجات إقصاء العديد من الكفاءات البيروقراطية، فيما أحيل آخرون منهم إلي التقاعد. وفي فترات متفاوتة، عمدت السلطات القائمة إلي أسلوب "تطهير" مؤسسات الدولة من مكامن الخطر أو المواضع غير المؤتمنة.

وقد اتخذت هذه العملية، إجمالاً، طابع إبعاد غير المرغوب فيهم منها ، وتميّزت أيضاً باغتيال البعض الآخر. وبات دور التكارتة في المناصب الهامة والحساسة أشد تأكيداً وصلابة. وقد خلق هذا، وإن بشكل غير مباشر، مشاعر استياء وتذمر لدي الكادر المدني الجديد الذي تدفق إلي مؤسسة الدولة، وخصوصاً بين أولئك الذين ينحدرون من الموصل أو الرمادي أو سامراء.

هكذا صعد حزب البعث العراقي إلي السلطة في 17 يوليو 1968، للمرة الثانية في تاريخ البلاد المعاصر، معتمداً هذه المرة علي تحالف حفنة من الضباط، لعبت أواصر القرابة والتحدّر من المدن السنّية الصغيرة، خصوصاً تكريت وعانه، دورها في خلق ائتلافات هشة سهلت انتزاع السلطة من يد اللواء عبد الرحمن عارف المتحدر من عشيرة الجميلات. وبعد 13 يوماً أقصي ضابطان كبيران أسهما في وصول حزب البعث إلي السلطة بسهولة كبيرة هما إبراهيم الداود وزير الدفاع وعبد الرزاق النايف.

ومهما يكن من أمر، هل استطاع العراق، منذ أبريل 2003، الإفلات من هذا المسار، ولو بفعل التدخل العسكري الأجنبي أو بسببه؟ ولئن أفرز التركيبة الشيعية الحاكمة الطامحة إلي لعب دور سياسي يتناسب مع حرمانها منه خلال عقود طويلة، إلا أنها لم تجترح جديداً نوعيّاً ولا أحدثت قطعاً مع تركيبةٍ من طوائف كلٌّ منها احتضنت بذور دولة في ذاتها، ولكلّ منها رقصتها العنفيّة المناهضة لدولة المؤسسات.

في هذا الصدد، يبرز الخصمان الشيعيان المتنافسان، مقتدي الصدر وعبد العزيز الحكيم، اللذان باتا يتغذيان في صراعهما علي عوامل عدة مهمة، من بينها انسداد الآفاق أمام أي صوت شيعي آخر لا ينضوي تحت راية أي منهما أو لا يتحالف معهما من موقع الإلحاق والتبعية، هذا فضلاً عن حدّة الهوية الطائفية التي يعكسها الفريقان المتنافسان، وما تفرزه هذه الهوية من الاتكال علي ميليشيات شديدة الفتك، ناهيك عن سيطرتهما الفعلية علي مناطق بعينها علي رغم مشاركتهما الفعلية في الأجهزة الحكومية المختلفة.

لكن الافتراق بين خيارات الرجلين هو الآخر أبعد وأعمق من اللحظة السياسية الراهنة. فشيعة مقتدي الصدر لم تتعلم أصول اللعبة السياسية وأسلوب المناورات لمواجهة الواقع العراقي الجديد، وما يمليه هذا الواقع من سلوك معقد. أما عبد العزيز الحكيم فقد اختار أسلوب "قضم" المواقع بشكل تدريجي بالسياسة من جهة وببناء أدوات تستطيع تدريجياً انتزاع المواقع والأدوار لطائفته.

ولئن كانت إطلالة مقتدي الصدر علي المسرح الشيعي العراقي اقتحامية وكأنه يندفع لتنفيذ انقلاب واسع داخل طائفته وعلي مستوي المسرح العراقي برمته، فإن الحكيم في المقابل اتبع مبدأ "الغموض البنّاء" المتأرجح في مزيج بين الديني والسياسي وبين العسكري والبرلماني.

ولئن اعتمد الصدر في حركته علي عناصر متحدرة من تلك الخزانات البشرية المهمشة اجتماعياً والأقل تجربة والأكثر غوغائية، فإن "جمهور" الحكيم، في الغالب الأعم، ينحدر من الجيل الأكبر سناً ومن فئات اجتماعية أكثر مدينية وأعلي مكانة في الهرم الاجتماعي.

وها هي المأساة العراقية الراهنة، تردّنا إلي السؤال الأوّل والأصليّ: هل يريد العراقيون بناء دولة المؤسسات، أم أنهم يريدون تدمير بلدهم ؟ وهو سؤال يغدو أكثر إلحاحاً حين نري كيف ينفضّ العالم عن زعامات شيعية ثبت بالملموس أنها إنّما تقوّض مجتمعها أكثر بكثير مما توفّر له أسباب العيش المشترك.

ونحن لا نكتشف البارود إذا قلنا إن الفرصة الوحيدة المتبقّية لانتزاع ما يمكن انتزاعه من بين فكّي الوحش الطائفي تكمن بالعودة إلي مظلّة الدولة، وتالياً إلي الايدولوجيا العقلانيّة التي حملها الكيان العراقي في عهده الفيصلي الذي امتنع عن دخول مغامرات تفوق طاقته بكثير، فيما تحطّم ما تبقّي من اجماعات شعبه



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
«العراق الجديد»

:د.عبدالحميد الأنصاري
البيان الامارات
يبدو الرئيس الأميركي بوش في عامه الأخير في البيت الأبيض، أكثر تصميماً على ألا يغادر المكتب البيضاوي إلا وقد أنجز، للتاريخ، شيئاً من وعوده التي طالما نادى بها وبخاصة في القضايا الثلاث الكبرى التي بدأ بها ولم تكتمل بعد وهي:

1ـ إقامة دولة فلسطينية والسعي لإنهاء كافة الصراعات المتعلقة بها بما فيها قضية الجولان لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

2 ـ نشر الديمقراطية في المنطقة باعتبارها مصلاً واقياً ضد الإرهاب.
3 ـ عراق ديمقراطي حر ومستقر، حليف للولايات المتحدة.
بالنسبة للقضية الأولى، دعونا ـ ونحن على عتبات عام جديد وفي أجواء أفراح عيد الميلاد المجيد ـ نأمل ونستبشر، فهناك عوامل عديدة تدعو للتفاؤل، والرئيس الأميركي أكثر رئيس أميركي يعني ما يقول، والأطراف الثلاثة: الإسرائيليون والفلسطينيون والعرب قد وصلوا بعد نصف قرن من الفرص الضائعة إلى قناعة ثابتة بأنه لا خيار غير السلام وقد أصبح الرافضون لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الجهتين أقلية وهم إذ يمانعون فإنما يلتمسون مبرراً لبقائهم في السلطة لقد ضيعنا فرصاً كثيرة بدءاً من قرار التقسيم الدولي عام 1948 القاضي بفكرة الدولتين وآن لنا أن نوقف مسلسل الفرص الضائعة. وأما بالنسبة للديمقراطية فقد شهدت المنطقة في أعقاب اعتداءات (11/ 9) دفعاً قوياً أثمر ربيعاً ديمقراطياً لكنه لم يزدهر طويلاً لعدم قابلية الأرض العربية لمخصبات الديمقراطية وهي قيم (الليبرالية) الفكرية والاجتماعية التي تشكل الغذاء الضروري لنمو شجرة الديمقراطية.

لكن الربيع الديمقراطي أفرز في النهاية حراكاً سياسياً واجتماعيا كان من ثماره، حصول المرأة على حقوقها كافة، ووصولها إلى مناصب قيادية، وتنشيط ثقافة الحوار الداخلي نحو إعادة النظر في المناهج والخطاب الديني وقبول الآخر.
أما بالنسبة للقضية الثالثة (العراق) فإن الأخبار السعيدة تقول بعودة ليالي السهر إلى بغداد، وقد بدأت العائلات تبارح منازلها للتجوال في شوارع العاصمة وأسواقها التي عادت تكتّظ بالزبائن، كما استأنفت المطاعم والكافيتريات نشاطها حتى بعد منتصف الليل وحتى «الفلوجة» التي كانت معقل الإرهابيين استعادت حياتها الطبيعية نتيجة للتحسن الأمني وانخفاض مستوى العنف ـ نسبياً ـ مؤخراً. ولكن لنعد إلى القصة من بدايتها. لقد كان تخليص العراقيين من أبشع نظام قمعي عرفه التاريخ الإنساني عملاً إنسانياً نبيلاً ساهم فيه الخليج بكل إمكانياته مع التحالف الدولي بقيادة أميركا ـ كان لقطر النصيب الأوفر في التمكين ـ كان تحرير العراق من كابوسه الطويل مصلحة خليجية في المقام الأول فضلاً عن أنه مصلحة عراقية ودولية بل يخيل لي أحياناً أن أميركا ما أزاحت جار السوء إلا لإثبات مصداقيتها لحلفائها الخليجيين وتكبّدت في ذلك التكاليف الفلكية. غير خسائر أبنائها، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يفطن إليه الكثيرون.


«أمن الخليج» خط أحمر لا يمكن لأميركا والدول الكبرى أن تسمح بالمساس به، نعم إزالة نظام صدام مصلحة خليجية، فلو كان قائماً ما كان بوسع الخليج أن يأمن ويستقر ويزدهر وينعم بما هو فيه الآن من مظاهر الحياة الراقية. لقد كان الخليج قلقاً مهدّداً ومن يقرأ كتاب عبدالله بشارة الضخم يتأكد. يقول بشارة عن قمة ـ بغداد 1980 ـ.


بعد توقيع السلام المصري ـ الإسرائيلي، تبنى العراق موقفاً حاداً من القاهرة توّج في قمة عربية طارئة في بغداد، جمّدت فيها عضوية مصر ونقل مقر الجامعة إلى تونس وشهدت قمة بغداد أجواء كريهة موّجهة ضد دول الخليج لدفعها نحو قبول القرارات التي تريدها بغداد وتعرّضت الوفود الخليجية لمعاملة سيئة فيها ترهيب وتهديد،


وأرسلت إلى غرفهم أوراق تحمل عبارات الانتقام في حالة التساهل، وتبنّت المجموعة المتطرفة أساليب الابتزاز وسيطرت على المؤتمر عمليات التجسّس والملاحقة دون اعتبار لكرامة قادة هذه الدول ومكانتهم.


ويكشف بشارة عن أهم سبب لقيام مجلس التعاون فيقول «اعتقد أن المبادرة بالتوجه لقيام كيان خليجي واحد يوفر لدول الخليج اتخاذ مواقف موحدة، جاءت من استياء تولد مع قادة الخليج من الأساليب غير الأخلاقية التي اتبعتها عواصم «الحِدّة» لتأمين الموافقة الخليجية على البرنامج الذي وضعته بغداد ضد مصر».


وعودة إلى موضوع العراق والتحسن النسبي للأمن، أقول: حسناً فعلت أميركا بتحرير العراق من الكابوس الذي جثم على صدور العراقيين طويلاً، وفعلت خيراً إذ لم تستمع إلى تحذيرات بعض قادة العرب عن فتح أبواب جهنم وكانت محقة إذ تجاهلت نصائح الأوروبيين المذعورين الذين يقولون كثيراً ولا يفعلون شيئاً.


لكن ـ أيضاً ـ يجب أن نقول إن أميركا بعد التحرير ارتكبت أخطاء فاحشة فلم تحسن قراءة الوضع العراقي ولم تتفهم الموازين النسبية لمكوناته الطائفية والعرقية وتصرفت بمنطق القادم للانتقام من الذين ساندوا النظام السابق أو استفادوا منه فتورطت ـ وبغباء مدهش ـ في جملة من القرارات السيئة، منها: حلّ الجيش وتفكيك الأمن والشرطة والاستخبارات وكافة مؤسسات النظام والقانون.


ومن تلك القرارات الغبية ـ أيضاً ـ ما سمي بقرار أو قانون «اجتثاث البعث» إذ كان بمثابة سيف مسلّط على رقاب المواطنين ولم يجد هؤلاء ومن أجل خبزهم اليومي إلا الارتماء في أحضان الإرهاب وليكونوا شوكة في حلق المحتل


وقد كان «علاوي» رئيس الحكومة المؤقتة التي تسلّمت السيادة عن الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق «بريمر» محقاً في رفضه لهذا القانون رغم تعرضه لهجوم رخيص، فأبسط قواعد المواجهة تقول: إنك إذا لم تستطع أن تُحيّد خصمك فلا تفتح على نفسك عدة جبهات في وقت واحد.


صحيح أن أميركا أوفت بالتزاماتها وتعهداتها فقد حددوا موعداً لنقل السلطة وفعلوا وقالوا بالانتخابات في موعدها وصدقوا ووعدوا بإسقاط الديون العراقية فنجحوا، كما كذّبوا كل الأباطيل والهراء الطويل عن الخطط والأجندة الخفية والأطماع الأميركية في النفط العراقي وعن تقسيم العراق وتغيير خريطة المنطقة لخدمة إسرائيل، بل لم يصروا على مجرد الاحتفاظ بقواعد دائمة في العراق


فقد صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ـ دانا بيرينو ـ مؤخراً أن أميركا لا تملك مشروعاً لإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق وأما توقيع ـ إعلان النوايا ـ بين بوش والمالكي فمجرد تمهيد لاتفاق إستراتيجي يجعل العراق فاعلاً في حماية المنطقة من الإرهاب


ويُخرجه من البند السابع للأمم المتحدة المفروض عليه منذ عام «1990» بسبب غزو العراق للكويت، ليجعل من العراق دولة ذات سيادة كاملة، والإعلان في النهاية ليست معاهدة بل مجموعة مبادئ غير ملزمة.


والسؤال الآن: إذا كان كل ذلك صحيحاً وإذا كانت النيات الأميركية إيجابية تجاه العراقيين فلماذا تمكنت القاعدة من العراقيين؟! مرجع ذلك في تصوري أنه لا يكفي حسن النوايا فالطريق إلى الجحيم محفوف بالنوايا الحسنة، لا تجدي النيات مع ضعف الكفاءة الإدارية والسياسية الأميركية في العراق،


إذ خلقوا بقراراتهم السيئة مناخاً ملائماً لاحتضان الإرهابيين لأنك عندما تهمش مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع العراقي وهم «العرب السنة» وتجعلهم يشعرون ـ إن حقاً أو باطلاً ـ بالغُبن من جراء تغيير الوضع وانقلابه بعد أن كانوا أصحاب السيادة والامتياز تصبح المعادلة الأمنية مختلّة وليست لصالحك والجسم الطبيعي للمجتمع يفقد مناعته


ويصبح عنده القابلية لغزو فيروسات التطرف والإرهاب وهكذا انقلب الوضع العراقي وبلغ من السوء ما جعل البعض يترحم على النظام الاستبدادي السابق. وكان من إفرازات الوضع المحتقن أن «العرب السنة» راهنوا مراهنات خاطئة نكاية بالمحتل ومن تعاون معه فأفسحوا ديارهم وبيوتهم لمن جاء تحت شعار «مقاومة المحتل وأعوانه»


ويبدو أن الجميع في النهاية وصلوا إلى قناعة جماعية أنهم جميعاً خاسرون وأن المستفيد الأول «الإرهاب» ومن هنا كانت «صحوة» العشائر، وهم عرب سنة أداروا أسلحتهم نحو الجهاديين الكذبة، يطاردونهم ويُطهرون مناطقهم منهم، هذا هو السبب الأعظم في عودة الأمن، لقد أصبحت جماعات الإرهاب، مجاميع هاربة لا هم لها الآن


إلا استهداف زعماء العشائر بكل الهجمات الإرهابية، نفذت إحداها «انتحارية»، يضاف إلى ذلك عوامل أخرى ساعدت في تحسن الوضع الأمني، منها: حصول تطوير في سياسة دمشق إزاء عبور المقاتلين بعد «أنابوليس» واطمئنانها إلى أن المطلوب تغيير السلوك لا النظام،


وكذلك حصل تغيير في الموقف الإيراني من دعم المسلحين إذ أدركت إيران أنه لا مصلحة في إضعاف حكومة المالكي وقد يتحول الأمر إلى صراع شيعي ـ شيعي، وأيضاً تم تحجيم ميليشيات الصدر إضافة إلى كثافة القوات في الشوارع..


ولكن كل هذه العوامل المخففة ـ وقتية ـ ويمكن أن تنقلب إذا لم تبادر الحكومة العراقية إلى إعلان خطة شاملة للمصالحة الوطنية، يكون من عناصرها: العفو الشامل للذين أخطأوا، وإطلاق سراح المسجونين،


وأيضاً وهو الأهم المسارعة إلى دمج شامل للذين انخرطوا في الماضي مع المتمردين في الوظائف الحكومية والجيش والشرطة من غير ملاحقتهم ومحاسبتهم. يجب أن يكون شعار العراق الجديد: عفا الله عما سلف للمخطئين واذهبوا فأنتم الطلقاء للمسجونين، لنبدأ صفحة وطنية جديدة.. هل نفعل؟ هذا أمل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ما بعد القوة العظمى

وليد الزبيدي

الوطن عمان

لنتأمل المشهد، الذي ساتحدث عنه، وبعد ذلك، نعيد قراءتنا للقوة الاميركية، التي قال الجميع انها عملاقة، بل وصلت الى مرحلة من القوة والدقة، ما لم تصل اليه، اية قوة في العالم، ويشمل ذلك القدرات الالكترونية والتجسس عبر الاقمار الاصطناعية، وانواع المراقبة الاخرى، التي تحدثت عنها الاف الصفحات من التقارير والمؤلفات والابحاث، التي تم تكريسها لوصف الهيبة الاميركية المتأتية من القوة العسكرية، التي قال الكثيرون انها لا تقهر.
أما المشهد، واستنادا الى رواية محدثي، فإنه قد حصلت في احدى القرى العراقية شمال مدينة بغداد، عندما اقتحمت قوة اميركية كبيرة مؤلفة من مدرعات وهمرات وعشرات الجنود الاميركيين احد البيوت، ويقع على طرف احدى المزارع، حيث تتكاثر اشجار النخيل والحمضيات، وبسرعة فائقة تم تطويق البيت، وانتشر الجنود في كل مكان، واقتحمت قوة اخرى المنزل واثارت الرعب بين الاطفال والنساء، وزمجروا بأصوات عالية، شهروا اسلحتهم بوجوه الاطفال، وبدأت عملية تحطيم موجودات البيت وتكسير الابواب، ونبش حاجيات المنزل، بعد ذلك قالوا انهم يبحثون عن الرجال والشباب لاعتقالهم.
بدأت عملية تحقيق واستجواب مع جميع من كان داخل المنزل من الاطفال والنساء وحتى الطاعنات في السن، وبعد اكثر من ساعتين من الاستجواب، لم يتوصلوا الى نتيجة.
كانت اجابات الجميع، انهم لا يعرفون اماكن تواجد الرجال، لأنهم يخرجون باستمرار، يذهبون الى مزارع بعيدة، ويزورون الاقارب والاصدقاء، وليس من عادة المزارعين ابلاغ اهلهم وحتى ازواجهم بالاماكن التي يذهبون اليها.
يقول محدثي ان الاميركيين، كانوا ينظرون باستغراب الى وجوه الاطفال وهم يجيبون بهذه الطريقة، فيها الكثير من الحقد، وهذا ما نقلته لمحدثي النساء في داخل البيت، وكان جنود الاحتلال يقولون، ان هؤلاء الاطفال يرفضون الافصاح عن اماكن تواجد الرجال، الذين يبحثون عنهم لاعتقالهم.
اما صلب موضوعنا، فينحصر في لجوء جنود القوة العظمى، التي قال العالم انها لا تبارى ولا تهزم، لجأ هؤلاء الى احد الصبية من العائلة، وامروه بالصعود الى سطح المنزل، واطلاق صيحات عالية تقول بصوته(ان الاميركيين قد ذهبوا) اي غادروا البيت، في حين توزع الجنود الاميركيون بكل سذاجة في زوايا الدار وخلف الاشجار، بانتظار ان يأتي الرجال استجابة لصوت الصبي الصغير.
امضى الجنود ثلاث ساعات بانتظار وصول الصيد الثمين، لكن شيئا لم يحصل، وشعروا باليأس، والاطفال الصغار يتبادلون نظرات الاستهزاء بجنود القوة العظمى، الذين لجأوا الى الصبية وإلى الاساليب البدائية الساذجة، بعد ان فشلت جميع محاولاتهم.
ان تأمل هذا المشهد وبهذه التفاصيل، يعطي الصورة الحقيقية لقدرات اميركا في العراق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
انسحاب حلفاء بوش من ورطة العراق
كاظم الموسوي

الوطن عمان
توالت بشكل ملفت كلمة انسحاب القوات التي شاركت الولايات المتحدة الأميركية في احتلالها العراق ودخولها في ورطة عويصة، فرضت عليها البحث عن مخرج لها، يحفظ لها ما رسمته وما خططت له على مدى تفردها بالقرار السياسي الدولي والاحلام الامبراطورية، دون ان يؤثر على اهدافها الاستراتيجية.
الخلاف بين الإدارتين البريطانية والأميركية حول الاحتلال والغزو المباشر للعراق بات معروفا، وضمنه خطة انسحاب القوات البريطانية بشكل منتظم منذ استلام جوردون براون رئاسة الحكومة البريطانية، وإعلانه شخصيا انسحاب نصف قواته من البصرة خلال هذا العام واستكمال الباقي في الربع الأول من العام القادم، وتسليم مهمات الأمن التي كانت تقوم بها القوات البريطانية في البصرة إلى القوات العراقية قبل نهاية هذا العام، والانكفاء إلى مواقع خلفية والزعم بمهمات التدريب والدعم اللوجستي لحاجات القوات العراقية، وقد يكون لمهمات أخرى غير معلنة الآن ولكنها غير قادرة عليها بحجمها السابق والحالي، إذا اشتعلت فعلا ما سماها بوش بالحرب العالمية الثالثة. وكانت وسائل إعلام أميركية قد انتقدت الانسحاب وسمته بالهزيمة وترك ظهر القوات الأميركية مكشوفا، في وقت تضع الإدارة الأميركية خطط زيادة اعدادها واستكمال بناء قواعدها والتحضير لاعلان النصر لها كما اراد له الرئيس الاميركي او من أوحى له بذلك. واشارت بعضها الى اتفاق معها وفي تنظيم خطط الانسحاب وملأ الفراغ بقوات أخرى، ربما تسير في سبيل الانسحاب ايضا.
كما الحليف البريطاني جاء دور الأسترالي، وكأن لعنة بوش، كما سمتها وسائل الإعلام تلاحق كل الحلفاء، وقد مستهم جميعا ممن حسبوا او اعتبرتهم الإدارة الأميركية بأقرب الحلفاء لمشاريعها. فبعد هزيمة سيلفيو برلسكوني في روما، وخوسيه ماريا ازنار في مدريد، وتوني بلير في لندن، حل معهم جون هاورد في سدني، راحلا هو الآخر جارا معه خيبة أمل كبيرة، مانحة غريمه العمالي المعارض لسياساته فرصة الفوز بموقعه في الحكم والقرار والحديث بطلاقة عن انسحاب القوات الأسترالية من العراق ونقد إصرار هوارد على بقائها طيلة تلك الفترة. وهكذا كرت سلسلة القادة السياسيين المتحالفين مع البيت الأبيض الأميركي في غزو واحتلال العراق والمشاركة معه في حروبه المتكررة والمتواصلة، تحت مختلف المسميات والعناوين التي لم تعد اسماؤها ذات معنى حقيقي ومقنع حتى للجنود الذين يقومون بمهماتها. ولم يعد الانسحاب فكرة وحسب.
لماذا طغت كلمة الانسحاب في المشهد السياسي للبلدان التي عدت من اقرب الحلفاء لبوش؟. نتائج الانتخابات أعطت مؤشرات واضحة لتململ شعوب هذه البلدان من سياسات عدوانية ظالمة لا مصلحة لها فيها، أثرت على أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، مع خسائرها المادية والبشرية وعواقبها المستقبلية، وتجمعت لديها خبرات تاريخية من هزائم قاسية ما زالت تداعياتها تدق في رؤوس المتحكمين والمتعجرفين والناكرين لها. وبين هذه التصورات والتغيرات ما قام به قادة عسكريون أيضا، صادقوا فيها على طبيعة النتائج ومآلها، ورفعوا عنهم غطاء الالتزام العسكري وابدوا بآرائهم صريحة وحادة كمواقفهم في ساحات الحرب.
مثلا تقرير الأركان البريطانية. وفيه حذر رئيس الأركان البريطانية الجنرال ريتشارد دانات من تداعيات الوقائع التي عليها الآن القوات المسلحة، قائلا: إن طاقات الجيش الذي يواجه مشكلة بسبب تراجع معنويات جنوده، وصلت إلى اقصاها. واوضح أن مستوى المساهمة الحالي في العمليات المطلوب من الجيش "لا يحتمل" وان "عديده لا يكفي والقوات تشعر بالتعب نتيجة الوضع في العراق ولأنه لا يتم تقدير جهودها". أكد التقرير الذي وضع استنادا إلى شهادة الآلاف أن عددا متزايدا من العسكريين "لم يعد يؤمن بالحياة العسكرية وان النوايا الحسنة بدأت تتراجع ويفكرون في ترك صفوف الجيش". أضاف "علينا أن نعطيهم المزيد من الوقت للراحة بين عملية وأخرى".
وشنت قيادات سابقة في القوات المسلحة البريطانية هجوماً عنيفاً على حكومة رئيس الوزراء براون في مجلس اللوردات البريطاني. وخصت براون شخصياً في هذه الهجمات بعد اتهامه بأنه يعامل القوات المسلحة باحتقار وذلك على نحو جعلها تعاني نقصاً حاداً في الاعتمادات المالية إلى درجة الشعور باليأس.
رغم أن هذه الإشارات الواضحة لمعاناة القوات وخطل القيادات السياسية في تحالفاتها مع خطط ومشاريع امبراطورية لا تخدم مصالحها الراهنة على الأقل، ورغم أن هذه التصريحات والانسحابات المتتالية من قوات التحالف فالدراسات التي تقوم بها مراكز الابحاث الأميركية خصوصا تضع خططا وسيناريوهات أخرى أيضا لابد من النظر إليها بترو، وضرورة معرفة تاريخ الشعب العراقي في الكفاح الوطني التحرري ومقاومة سياسات الاحتلال والغزو الأجنبية، معها أو بالتوازي، حيث تسعى في نهاياتها إلى مد عمر الاحتلال بأشكال متعددة وبأساليب مختلفة، تتذرع أحيانا بما يفيدها مباشرة ويؤثر على مصالح البلاد والعباد الواقعة تحت الاحتلال المباشر. من بين هذه السيناريوهات مشاريع التقسيم والحرب الأهلية والحكم العسكري وبناء القواعد الاستراتيجية والتطويق العسكري من الخارج بقواعد أخرى، كما هو الحال في الدول المجاورة للعراق وتتواجد فيها قوات او قواعد عسكرية أميركية واساطيل وبوارج ومعدات اضافة الىالقاعدة الاستراتيجية المعروفة في المنطقة. وهي في هذه الحالة تريد كما جدد أخيرا قائد قواتها العام في العراق الجنرال ديفيد بتريوس تفاؤله بالتقدم المتحقق في العراق على الصعيد الأمني، وما وصفه برقصة الانتصار، التي حذر من التسرع بالتمرين عليها مرغما ومن خبرته العسكرية وفي العراق بالذات.
الانسحابات أو القواعد والتصريحات بالإقامة الطويلة تظل محل اختبار حقيقي بين وقائع ما يحصل على الأرض وما قدمته دروس التاريخ من فيتنام والجزائر وجنوب إفريقيا وغيرها من تجارب الشعوب المعاصرة وأوهام البيت الأبيض وحلفائه البعيدين والقريبين.


ليست هناك تعليقات: