Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 3 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأثنين 03-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
التحولات العراقية

زهير ماجد

الوطن عمان

مع انه عدد كبير الا ان الصحافة اهتمت به كثيرا الى الحد الذي اعتبرته الاقل منذ سنوات احتلال العراق. فلقد اكد احصاء ان عدد القتلى العراقيين خلال الشهر الماضي هو 606 فيما لم يتجاوز عدد القتلى من الاميركيين سوى 36 قتيلا. لكن الحرب لم تنته بعد، والاحتلال مازال موجودا بكثافته المعهودة، ثمة تغيير اذن يمكن ملاحظته من انخفاض عدد القتلى. صار هذا العدد معتبرا لمن يريد معرفة آخر التقارير الآتية من العراق الجريح. ولكن، هل هو انخفاض مستمر ام انه لحظة تعبر ليعود بعدها العدد الى ارتفاعه المذهل حيث تحولت بغداد الى مسلخ للحم البشري الحي.
العائدون الى العراق من سوريا وهم بالمئات من بين مليوني عراقي مقيم، هم طلائع جس النبض لآخرين ينتظرون العودة. لعل الملايين الاربعة من العراقيين المرميين خارج بلادهم يتأملون بصبر وروية تلك اللحظات الممتعة التي يتوقف فيها القتل الجماعي. وفي غمرة نسيانهم ان اكثر من مائة وخمسين الف جندي اميركي مازالوا هناك، فان الصورة تتوضح اكثر فاكثر على خيار شعب عراقي يريد بيته تحت اي اعتبار كان.
الواضح ان عراقيين يحاصرون (القاعدة) ويتابعونها عن قرب ويشنون عليها الحملات في حين ان رجال (القاعدة) مازالت لديهم الحرية في اختيار الاهداف رغم الفتوى الجديدة التي لا تبيح قتل مسلم تحت اي ظرف كان. ليس هنالك مجال لاعادة الوئام بين طرفين يتنازعان الصراع على مكان من اجل دور في المستقبل. رجال الصحوة يرفضون (القاعدة) التي قتلت رئيس عشيرتهم، صار ابن (القاعدة) منبوذا لخطأ في التصميم وفي التنفيذ. كانت العشائر البحر الذي تسبح فيه (القاعدة) وتتحرك بحرية واطمئنان، اما اليوم فهي تتعثر لفقدانها الامان ولتراجع المياه عن مساحتها. صار عليها ان تفتش عن الاوكسجين في مكان آخر، لكنها اينما ذهبت فهي غير مقبولة وغير معتبرة ولا مستقبل لها. فهي في الوسط السني مرفوضة، وليس أمل في غزو الشيعة الذين ليسوا على وفاق معهم، خيار صعب ان تصبح عدوا في بلاد كان خيار الوجود فيها مفعما بالامل في مقاتلة الاميركي الذي نجح في ابعاده عن الولايات المتحدة وها هو ينجح في ابعاده عن امكنة قرر فيها القتال ومواصلة الاستراتيجية التي بدأت منذ الحادي عشر من سبتمبر.
تتبدل الاشياء في العراق كما تتبدل المفاهيم، حتى ان البعض يعتقد ان قتالا شيعيا ـ شيعيا قد يحصل في اي وقت، بهذا يتساوى الجنوب العراقي بشماله، الكل يقاتل الكل في لعبة ممسرحة بدقة هدفها واضح واهميتها عدم الاقتراب من الاميركي وتركه لحاله ولخططه ولاقامته التي قد تطول خمسين سنة اخرى اذا ما قيض لها على حد تعبير القائد السابق للقوات اميركية في العراقي جون ابي زيد.
لهذا السبب تنقص اعداد القتلى بعدما صار كل عراقي في شمالي بغداد خفيرا على موقعه رافضا اي وجود لـ(القاعدة)، واما في الجنوب فان التربص بين ابناء الطائفة الواحدة يؤدي الى تحول في توجيه البندقية. واكثر البنادق الموضوعة بايدي العراقيين اليوم انتقلت من كتف الى آخر وباتت اهدافها مختلفة كثيرا عن السنوات السابقة
لعبة لا نعرف كما ستستمر، ما يقوم على الدم يأخذ طريقه للاستمرار وجملة الاهداف في شمالي بغداد هي الثأر من (القاعدة) بعدما كانت في خدمتها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تحول أميركي

وليد الزبيدي

الوطن عمان

هم يقولون ان العراق يعيش في اجواء ديمقراطية، ونحن نقول ان هذه الديمقراطية تمخض عنها انفراد رئيس الحكومة نوري المالكي بعقد اتفاق مع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش على نوع العلاقات المستقبلية بين العراق واميركا، ولتوضيح ذلك، وللتأكد من اهمية هذه الديمقراطية، لابد من شرح حجم وخطورة هذا الاتفاق، الذي يتعلق بمستقبل العراق، ولا ينحصر في حدود صفقة شراء سيارات من المصانع الاميركية، او تزويد واشنطن بالف طن من الرز العراقي.
ان الاتفاق الذي جرى بين جورج بوش ونوري المالكي، يحدد نوع الشراكة المستقبلية الاميركية العراقية، وهذا يعني انه يضع الاطار للآلية التي تبقى من خلالها الادارة الاميركية تتحكم بالاوضاع الامنية والاقتصادية في هذا البلد، اي ان الفعاليات السياسية، غير مسموح لها بالخروج من معطف الرؤية الاميركية وتطبيقاتها، التي انطلقت عجلتها بكل قوة وعنفوان مع بداية الغزو الاميركي للعراق في ربيع عام 2003.
اما الذي نجده في ثنايا ذلك الاطار، فانه يحمل الكثير من التفاصيل، فالامر يرتبط بالابقاء على قواعد عسكرية اميركية في العديد من المناطق العراقية، وان مهمة هذه القواعد، هو تأمين الحماية للحكومات التي سيتم تنصيبها داخل المنطقة الخضراء، على ان تكون ضمن القياسات الاميركية والمواصفات المرسومة في البيت الابيض، ولو كان الامر خلاف ذلك، فلا حاجة لوجود حماية اميركية، لان وصول اي حكومة بالطرق الديمقراطية، ستكون محمية من قبل الذين جاؤوا بها واجلسوها على الكراسي، الا ان الاميركيين يدركون حقيقة ما يجري في العراق، وان ما يتم التخطيط له خلال المرحلة المقبلة، لا يخرج عن البرنامج الاميركي، الذي فشل في صفحته الاولى بالهزيمة العسكرية في الميدان، بعد ان تصدت فصائل المقاومة في العراق لقوات الاحتلال، والحقت بها الكثير من الهزائم وكبدتها خسائر فادحة بالارواح والمعدات.
اما تفاصيل هذا البرنامج، فيحاول الاعتماد على الاجهزة الامنية الحكومية لتنفيذ مهمتين في آن معا، المهمة الاولى، تنحصر في تأمين الحماية للقواعد العسكرية الاميركية، التي ستضطر قواتها الى الانسحاب اليها بعد فشلها في تنفيذ صفحة القضاء على المقاومة العراقية، اما المهمة الثانية، فتحدد في تنفيذ المزيد من الحملات العسكرية من قبل القوات الامنية العراقية، لمطاردة فصائل المقاومة في الكثير من المناطق، واسكات اي صوت وطني يعارض او يقاوم البرنامج الاميركي الجديد في احتلال العراق.
ان المقدمات تكشف عن طبيعة النتائج، ومن خلال نوع وشكل الديمقراطية، التي انطلقت في مشروع الشراكة العراقية ـ الاميركية، وكيف انفرد بها المالكي لوحده، نستطيع معرفة ما تذهب اليه هذه العلاقة والشراكة وشكل الديمقراطية الجديدة في العراق.

wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
بوش ليس حر التصرف

بروس أكيرمان
الوطن عمان

برغم العرض التلفزيوني الضخم في أنابوليس، كانت المبادرة الدبلوماسية الأهم تتعلق بالعراق وليس إسرائيل؛ فبدون أي جعجعة، أعلنت إدارة بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الولايات المتحدة والعراق سيدخلان في مفاوضات حول اتفاق طويل المدى يحدد أطر السياسة الأميركية في العراق للأجيال القادمة.
ومجددا يسعى الرئيس بوش لترك ميراث. وقد شرح قيصر البيت الأبيض المسئول عن العراق الجنرال دوجلاس لوت نوايا الإدارة الأميركية فقال إنها ترمي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي بين البلدين بحلول 31 يوليو 2008. وفي وصفه للمفاوضات قدم اقتراحا ملحوظا: يتعين على البرلمان العراقي وحده، وليس الكونجرس الأميركي، المصادقة رسميا على الاتفاقية.
إن اقتراح لوت لا يصمد حتى أمام اختبار الضحك؛ فرؤساء الولايات المتحدة لديهم بالفعل صلاحية أحادية لإبرام اتفاقات خارجية حول قضايا صغيرة، ولكن الدستور يشترط موافقة الكونجرس قبل أن تلزم الولايات المتحدة نفسها بعلاقة سياسية واقتصادية وعسكرية شاملة وضعت حسب إعلان مبادئ وقعه بوش والمالكي لتدشين المفاوضات.
إن موافقة الكونجرس الأميركي يمكن أن تأتي في أحد شكلين: إما أن يصوت ثلثا مجلس الشيوخ على المعاهدة بموجب الفقرة الثانية من الدستور، أو أن تجيز أغلبية بسيطة لمجلسي الكونجرس الاتفاقية بموجب الفقرة الأولى من الدستور. لكن لا يوجد نص دستوري أو سابقة تجيز هذا الشكل الجديد من الأحادية البوشية.
على النقيض من ذلك، فإن الممارسة الرئاسية تنظمها توجيهات وزارة الخارجية الموضوعة عام 1955. وتؤكد هذه المبادئ على الحاجة إلى موافقة الكونجرس عندما تتضمن اتفاقية ما التزاما أو مخاطر تؤثر في الأمة وعندما تشترط سن تشريع لاحق بواسطة الكونجرس.
إن المبادرة الجديدة تقوض القيود الدستورية الأساسية، وإعلان بوش المالكي لا يعد فقط بدعم اقتصادي وسياسي للحكومة العراقية، ولكن يدرس أيضا إعطاء ضمانات أمنية والتزامات إلى جمهورية العراق لردع العدوان الخارجي. وإذا كانت مثل هذه الضمانات لا تستلزم موافقة الكونجرس، فقل سلاما على الفصل الدستوري بين السلطات.
ومن شأن توجه كهذا للإدارة الحالية أن يغل يدي المنتصر في الانتخابات الرئاسية لعام 2008. وفي حال فاز الديمقراطيون وسعوا لانتهاج مسار جديد في العراق، فسيكون الرئيس مضطرا لخرق اتفاق دولي.
ليس هكذا تورد الإبل في الولايات المتحدة. إن الدستور ينص على ضرورة أن يمر القانون بالكونجرس قبل أن نقدم التزامات شاملة باسم الأمة.
وقبل أن تبدأ المفاوضات، تشترط توجيهات وزارة الخارجية أن يقوم مستشارها القانوني بتقديم مذكرة تسوغ استخدامها لاتفاقية تنفيذية، تشمل تحليلا للسلطات الدستورية المعتمد عليها. لكن البحث في موقع وزارة الخارجية على الإنترنت يفشل في كشف مثل هذا التحليل.
الآن وبعد أن انفضت موجة انابوليس، يتعين على الكونجرس أن يستدعي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لجلسة استماع ويشدد على ضرورة إسدال الستار على تلك المسرحية الدستورية الهزلية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
هل تبقى أمريكا في العراق أو ترحل؟ «2-2»
ديفيد ريفكن وبريان كاتوليس
لوس أنجلوس تايمز


مفهوم ديفيد ريفكن القائل بأن الولايات المتحدة قد أصبحت قوة لا غنى عنها في العراق تكشف الحماقة الخطيرة التي تقبع في جوهر تفكير المحافظين بشأن العراق هذه الأيام - ذلك التفكير الذي يقول بأن »المحافظة على أعصابنا« سوف تساعد في حل هذه الصراعات الدائرة على السلطة.
هل حان الوقت للقوات الأمريكية للخروج من العراق، أم أنه ينبغي علينا أن نحافظ على المستويات العالية للقوات إلى أن تتحقق المصالحة بين الفصائل المتحاربة في الدولة؟
يتحدث اليوم مساعد شؤون السياسة في البيت الأبيض ديفيد ريفكن وزميل مركز التقدم الأمريكي بريان كاتوليس عن سحب القوات الأمريكية من العراق، وكانا قد تحدثا في مقالة سابقة عن انخفاض عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين على السواء وتحسن الوضع الأمني في بلاد الرافدين. لا ينبغي انتظار القادة العراقيين لكي يتحقق التغيير.
يقول بريان كاتوليس لقد اتضح الآن أن استراتيجية زيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق المعروفة باسم «التجييش» التي اتبعها الرئيس جورج بوش قد فشلت في تحقيق الهدف الرئيسي منها، وهو أن يتقدم القادة العراقيون بالتنازلات اللازمة لحلحلة حالة الجمود السياسي التي تتعرض لها العراق خلال الفترة الانتقالية. فما زال القادة العراقيون جالسين في المنطقة الخضراء يناقشون نفس القضايا التي بدأوا مناقشتهنا في عامي ،2004 و.2005 ومع احتفاظ الولايات المتحدة بقواتها في العراق إلى ما لا نهاية، ليس لدى القادة العراقيين أي حافز يدفعهم إلى التوصل إلى اتفاقيات اقتسام السلطة اللازمة لتحقيق الاستقرار في العراق.
إن الاستراتيجية التي تنتهجها إدارة الرئيس بوش في العراق تدعم ثقافة التبعية الخطيرة فيما بين عدد من القادة العراقيين، الأمر الذي يساعد كثيرا في دعم حكومة وطنية عراقية تعاني من الاختلال الوظيفي بدون حدوث أي تغيير جوهري في الحسابات الاستراتيجية للقيادة العراقية لكي تتمكن من التوصل إلى حل سلمي للصراع على السلطة في العراق.
إن مفهوم ديفيد ريفكن القائل بأن الولايات المتحدة قد أصبحت قوة لا غنى عنها في العراق تكشف الحماقة الخطيرة التي تقبع في جوهر تفكير المحافظين بشأن العراق هذه الأيام - ذلك التفكير الذي يقول بأن »المحافظة على أعصابنا« سوف تساعد في حل هذه الصراعات الدائرة على السلطة.
هنالك مشكلتان رئيسيتان في هذه الخط من التفكير: أولا، أنه يتجاهل حقيقة أن كبار قادة الفصائل العراقية المتنافسة، لم يبدون أية دلائل على أنهم جادون بشأن العمل من أجل التوصل إلى حل للصراعات الخاصة باقتسام السلطة. وما لم يظهر القادة العراقيون المزيد من الجدية تجاه اتخاذ بعض الخطوات مثل إدماج المزيد من السنة في الجيش والشرطة العراقيين، فإن سياسة العراق التي تتبعها الإدارة الأمريكية الحالية ربما تتكلل ببساطة شديدة بتسليح مختلف أطراف الحرب الأهلية العراقية- وينطوي ذلك على إمكانية انفجار الأوضاع وجعل الصراعات الداخلية العراقية أكثر دموية في السنوات المقبلة. إن الحقيقة المحزنة هي أن الفصائل المتصارعة في وسط العراق تستغل الموارد الأمنية الثمينة المتواجدة في العراق والتي تتمثل في جنودنا وجندياتنا كبيادق في صراعهم الداخلي على القوة.
أما المشلكة الثانية التي تتعلق بالمفهوم القائل بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تبقى في العراق لأنها »قوة لا غنى عنها« هي أن هذا المفهوم يتجاهل حقيقة ان القوات الأمريكية لا يكون لها أهمية عندما يأتي الأمر إلى المناطق الهامة في الدولة. ففي الجنوب العراقي الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث تكمن الغالبية العظمى من احتياطات الدولة من النفط والغاز، والتي تشكل مركز الجاذبية للشيعة العراقيين، لا يوجد وجود كبير للقوات الأمريكية، كما أن الفصائل العراقية المتصارعة هي التي تعيد رسم الصورة العامة هناك بدون أي مساعدة من الولايات المتحدة. ونفس الشيء يحدث في شمال العراق، على طول خطوط الصدع العربية الكردية مثل كركوك، حيث لا توجد خيارات عسكرية جيدة للولايات المتحدة لكي تتمكن عن طريقها من حل هذه التوترات المتصاعدة في المنطقة.
لا يمكن أن يتحقق استقرار العراق بدون إقدام القيادة العراقية على عمل جاد، ومن غير المعقول ولا المقبول للولايات المتحدة أن تتمنى للعراق أن يحقق النجاح أكثر مما تتمنى القيادة العراقية ذاتها. لقد قدمت القوات الأمريكية خدماتها في العراق بكل شرف وأدت ما عليها. وقد حان الوقت للقيادة العراقية، منذ وقت طويل، لكي تتقدم وتتولى المسؤولية عن شؤونها الخاصة. وبدلا من الوقوف بسلبية في انتظار القادة والزعماء العراقيين لكي يقدموا على سلسلة من قرارات اقتسام السلطة التي أظهروا جميعا أنهم ليسوا على استعداد لاتخاذها، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا أكثر قوة وأن تبدأ في إعادة انتشار قواتها خارج الصراعات الداخلية العراقية. وإلى أن تفعل الولايات المتحدة ذلك، لن يكون لدى العراقيين أي حوافز لتولي المزيد من المسؤولية عن أحيائهم، ولن يكون لدى القادة العراقيين أي حافز لتسوية صراعاتهم على السلطة.

لا جداول زمنية واقعية

أما ديفيد ريفكن فيقول »لقد تمثل الهدف من استراتيجية زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق في تعزيز الاستقرار وظهور جملة من السياسات المستقرة الموالية للولايات المتحدة في العراق. بيد أنه من السابق لأوانه تماما القول بأن عملية التجييش قد فشلت. وكما أشرت سابقا، إن كافة المؤشرات تشير إلى العكس. لقد انخفض عدد الضحايا، كما أن تنظيم القاعدة في العراق قد تم تدميره تماما«.
إن بريان كاتوليس شأنه شأن معظم منتقدي الحرب في العراق، يطالب بتحقيق النجاح خلال إطار زمني غير واقعي. إن الحروب، لا سيما حروب مكافحة المسلحين والمتمردين التي جرت على نطاق اشتباكات ودوريات صغيرة وليس معارك ضخمة، تأخذ وقتا كبيرا لكي يتحقق النصر فيها. إذا أصرت الولايات المتحدة على الإطر الزمنية غير الواقعية في أي من الحروب السابقة التي خاضتها، كان يمكن أن تحدث نتائج كارثية. وما كان يمكن لنا أن نثابر خلال عشر هزائم تعرضنا لها في سبيل نضالنا لنيل استقلالنا، وكان يمكن للاتحاد أن ينهار خلال الانتصارات الأولى للحلفاء في الحرب الأهلية، ولظلت أوروبا تحت الحكم العنصري للاشتراكيين القوميين. إن أداء الولايات المتحدة في حرب العراق أفضل بكثير وأكثر نجاحا من جهودها في أي من هذه الصراعات. لم تحقق القاعدة أي انتصار في أي معركة ضدنا. بل إنها تعرضت لهزائم كثيرة ومستمرة. وعلى الرغم من كل هذا، المعروف أن الحروب تستغرق أوقاتا طويلة.
يبدى المنتقدون قدرا كبيرا من الانتقاد تجاه القادة العراقيين عندما يتهمونهم بأنهم ليسوا على استعداد أو أنهم غير قادرين على التوصل إلى اتفاقيات طويلة الأجل لاقتسام السلطة. ثمة حاجة إلى قليل من التواضع والتعاطف هنا. لقد احتاجت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من قرن، وخاضت حربا أهلية دموية قبل أن تتوصل إلى حلول لانقساماتها الاجتماعية الأساسية. قد يقول البعض إن هذه الانقسامات لم تلتئم بعد أي أنها ما زالت موجودة. هنا تجدر الإشارة إلى أن العقوبة التي تنتظر أي زعيم عراقي بسبب اتخاذ قرارات خاطئة وسيئة في العراق ليست التقاعد من أجل التخطيط للعودة إلى المعترك السياسي مرة أخرى، بل هي القتل له ولأفراد عائلته وربما إبادة جماعته العرقية. إن الرهانات كبيرة جدا في العراق، وبالتالي فإن الساسة العراقيين يتوخون الحذر الشديد.
إن وجود القوات المسلحة الأمريكية سوف يطمئن العراقيين ويساعدهم على التوصل إلى حل أبدي فيما بين مختلف الجماعات العراقية وهو بالتالي ليس حائلا دون تقديم التنازلات. إن تقديم أي تنازلات من جانب أي من الجماعات العراقية المسلحة في العراق سوف ينطوي على مخاطر كبيرة إذا لم تتواجد القوات الأمريكية للمحافظة على توازن القوى هناك.
وعلى سبيل التأكيد أقول إن القوات الأمريكية ليست متواجدة في العراق للمساعدة على قيام حرب أهلية أو تسهيلها. إن مصلحتنا الوحيدة في هذه الصراعات هو إفساح المجال لتشكيل حكومة سلمية مستقرة لا تعطي أي فرصة للإرهابيين. إن ما يحدث في العراق اليوم هو أحد العناصر الهامة في جهود الولايات المتحدة في فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لمحاربة تنظيم القاعدة والقوى الجهادية المماثلة.
إن مهمتنا لا تتمثل في هزيمة القاعدة فحسب بل في أن نظهر للعالم أجمع زيف مزاعم القاعدة الاستراتيجية التي تقول بأن الولايات المتحدة ليست إلا »حصان ضعيف«. إن الجهد العسكري القوي والمستدام هو الوحيد الذي سوف يثبت للجميع أن هذا ليس وقت إقامة خلافة عالمية جديدة.
وأخيرا أنا أجد أن ما يدعو للسخرية أنكم تنتقدون الوجود الأمريكي في العراق وتعتبرونه غير ذي أهمية. فشأنكم شأن معظم المنتقدين، أنتم تأملون أن تقوم الولايات المتحدة بخفض قواتها ثم سحبها من العراق. إن الولايات المتحدة قادرة الآن على ممارسة القيادة الاستراتيجية في كل أنحاء العراق، وذلك بفضل نجاحنا في المثلث السني وفي بغداد، وبسبب تعاون الولايات المتحدة مع كبار الحلفاء في الجنوب. نحن لسنا بحاجة إلى وضع قواتنا على الأرض في كل مكان.

كاتبا المقال:
بريان كاتوليس زميل بمركز التقدم الأمريكي، ومؤلف كتاب «أجندة الرخاء» تحت الطبع.
ديفيد ريفكن جي آر شريك في مكتب واشنطن لشركة بيكر هوستيتلر. وخدم في عدد من المناصب القانونية والسياسة العامة في إدارتي الرئيس رونالد ريجان والرئيس بوش الأب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الأمريكان في العراق : الرحيل من أجل البقاء

يفغيني بريماكوف
وكالة نوفوستي الروسية للأنباء

ناشد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منظمة الأمم المتحدة التمديد لقوات التحالف الموجودة في بلاده حتى 8 يوليو 2009. وكان المالكي قد اتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية على أن تتمركز القوات الأمريكية بعد هذا اليوم في قواعد محددة ولا تعود مبعثرة في أنحاء العراق.
ولن يغير هذا من شيء، فالقوات الأمريكية تتواجد في مناطق عراقية محددة الآن أيضا.
ومن الواضح أن الهدف من «إعادة انتشار» القوات الأمريكية في العراق هو وقف وصفها بالاحتلالية وهو ما يخدم مصلحة حزب الرئيس الأمريكي بوش الانتخابية، وتكريس الوجود العسكري الأمريكي في هذا البلد.
ومن الواضح أيضا أنه بالإضافة إلى العراق ستكون بلدان أخرى في المنطقة، وبالأخص إيران، مستهدفة. كما ستكون مهمة القوات الأمريكية المتمركزة في قواعدها العراقية فرض السيطرة الأمريكية على منطقة الخليج العربي.
وتشير كل الدلائل إلى أنه يراد تكريس الوجود العسكري الأمريكي في العراق بصورة ترضي أو على الأقل تهدئ بال القوى السنية التي تقاوم الاحتلال الأمريكي للعراق. وهناك معلومات مفادها أن الولايات المتحدة عرضت على المقاومة السنية في عدد من المحافظات العراقية اتفاق هدنة مدته 6 أشهر.
وثمة شكوك كبيرة في أن تساعد مناورات من هذا النوع على تحقيق الاستقرار الذي لا يزال العراق يفتقر إليه. ومما يؤكد الشكوك إعلان أكراد العراق رفضهم لقرار رئيس الوزراء المالكي بشأن إلغاء 15 عقدا لاستثمار حقول النفط في كردستان العراقية وقعتها السلطات المحلية مع الشركات الأجنبية.
ولا يمكن، إذن، لأي مناورات أمريكية أحادية الجانب أن تصحح أوضاع العراق. والأمنية أن يتحقق هذا الهدف عبر الجهود الدولية بمشاركة القوى السياسية العراقية كافة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
فدرالية العراق في أقلام الكتٌاب الأمريكان

جميل عودة

مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث


أتفق الكتاب الأمريكان وأكثرهم من الساسة المعمرين إلا القليل منهم على أن العودة إلى نظام مركزي مستبد في العراق باتت شبه مستحيلة، وأن نظاما سياسيا جديدا يجب أن يحكم عراق ما بعد صدام، ولكنهم ذهبوا مذاهبا شتى حول طبيعة النظام السياسي المقترح، فمنهم من دعا إلى الفدرالية واختلف دعاتها في التفاصيل، ومنهم من دعا إلى الكونفدرالية، ومنهم من استساغ التقسيم، وظهرت في الآونة الأخيرة تسريبات إعلامية تفيد أن تقريرا للاستخبارات الأمريكية أوصى بتعين أحد الجنرالات العراقية ليكون قائدا للبلاد في حال فشل الحكومة الوطنية.
وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما يقدمه هؤلاء المؤلفين فإنه يشكل وجهات نظر سائدة في دوائر صنع القرار الأميركي، وقد تتحول أي من هذه الأفكار إلى واقع بين يوم وليلة.
ومن هنا تأتي أهمية محاولة تفهمها واستيعابها، ومن ثم تحديد أسلوب التعامل معها سواء فكريا أم على صعيد الواقع السياسي.
لذا، نحاول في هذا البحث استعراض تلك المقترحات، وما أثير عليها من مواقف وردود، لنرى مدى جديتها وفائدتها للعراق.
أولا: نظاما كونفدراليا
أشار هنري كيسنجر وزير خارجية أميركا الأسبق أنه...مع الحالة العراقية، أننا في وضع صعب جدا لأننا نحارب تمردا وسط حرب أهلية. وبدون شك، فقد وقعت أخطاء كبيرة، لكن ذلك لا يساعدنا الآن كي نركز عليها، لذلك فإن ما يجب تجنبه هو ظهور نظام شبيه بنظام طالبان في جزء من العراق أو بروز نظام أصولي جهادي، حتى لو لم يكن على نمط نظام طالبان أو على نمط النظام الإيراني. ومن هنا فعلينا أن نتجنب وضعا نكون فيه الطرف الوحيد الذي يسعى إلى إطفاء الحرائق بدون الوصول إلى مصادر الاشتعال. ولعمرك فهذه مهمة صعبة جدا.
وهناك بالطبع التساؤل القائم والمشروع، وفحواه: هل وصلنا إلى النقطة التي علينا أن نختار للعراق أمرا من اثنين: الديمقراطية أو الاستقرار؟ الإجابة نعم. بل إنها حقيقة واقعة، وتقديري هنا أنه كان تصرفا ملائما أن تقف أميركا مع الديمقراطية. فأميركا لا تستطيع أن تذهب إلى منطقة ما لتقول إن كل ما نريده هو الاستقرار. لكن يجب تعديل الفترة الزمنية، التي في أثنائها يمكن تحقيق الأهداف ودرجة مشاركة أميركا بشكل مباشر فيها، وفق التجربة والظروف. إن فرصة إيجاد طرف سياسي في العراق قادر على تحقيق الاستقرار أصبحت متأخرة الآن، ذلك لأننا وإذا أخذنا احتلال ألمانيا واليابان مثلا ، لوجدنا أن هذين البلدين لا يصلحان أن يكونا نموذجا للعراق. ففي كلا البلدين لم تتعرض مؤسسات الدولة للتغيير باستثناء ربما 10% من المسئولين في القمة، هذا بالنسبة لألمانيا، أما في اليابان فحتى نسبة التبديل كانت أقل من هذا الرقم. ولم تكن هناك مشكلة أمن داخلية في ألمانيا أو اليابان. لذلك فهما بعيدان جدا عن أن يكونا نموذجا لهذا الوضع.
وعودة للعراق، وللتساؤل حول النتيجة التي سيترتب عليها الوضع فيه، أظن أن نظاما كونفدراليا بصلاحيات محدودة جدا هو الذي سينتج في الأخير....النظام المرجح ظهوره في العراق هو كونفدرالية لوحدات تتمتع باستقلال ذاتي كبير....( المصدر هنري كيسنجرأميركا والعراق: دوافع الكابوس.. وآليات العلاج! وزير خارجية أميركا الاسبق والمقال مأخوذ من حوار أجرته معه خدمة <<غلوبال فيو بوينت>> ـ خاص بـ<<الشرق الأوسط>>)

ثانيا: دولة فدرالية قوية
في الرابع عشر من شهر يوليو الماضي شكلت القناة الرابعة البريطانية بالتعاون مع مركز السياسة الخارجية لجنة مستقلة غير حزبية تهدف إلى دراسة الوضع في العراق وبحث سبل الخروج من الأزمة المستفحلة هناك. وقد أعترف تقرير اللجنة البريطانية على نحو لا لبس فيه، بأنه <<لم يتبق في العراق سوى خيارات مؤلمة>>، لكنه يقر أيضاً بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تتحملها بريطانيا إزاء بلد شاركت في غزوه. ومع ذلك فإن التقرير لا يدعو إلى انسحاب أحادي وغير منظم للقوات البريطانية من العراق، كما يشير إلى الخيارات المحدودة التي تملكها لندن في هذه الفترة. وعلى غرار <<مجموعة دراسة العراق>> الأميركية، يشدد التقرير البريطاني على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، وفي الوقت نفسه العمل على إرساء دولة فدرالية قوية. (المصدر: جيفري كمب، العراق والخيارات المؤلمة)
ثالثا:الفدرالية مقدمة للتقسيم
حسبما جاء في تقرير البنتاجون بعنوان "قياس الأمن والاستقرار في العراق" فإن "الوضع الأمني يمرّ في أعقد حالاته منذ بدء (عملية حرية العراق)" يعني منذ الغزو في مارس/ آذار 2003. فالولايات المتحدة تواجه كلا من التمرد السّنّي، الذي وصفه التقرير بأنه "شرس وقابل للحياة"، وتكاثُر الميليشيات الطائفية وعمليات القتل العرقية.
وأضافت وزارة الدفاع، في إدانة مذهلة لمقدرتها على توفير الأمن والاستقرار الاقتصادي، قائلة انه "يُنظَر إلى الجماعات المسلحة المحلية غير الشرعية، باعتبارها المصدر الرئيسي لتوفير الأمن والخدمات الاجتماعية الأساسية". وقال التقرير إن هذه الجماعات أصبحت "متحصنة" في كل من شرق بغداد (الشيعي)، وغربها (السّنّيّ). واختتم بالقول "إن الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية، قائمة في العراق". وتثير فكرة الميليشيا المتحصنة التي تقسيم بغداد إلى شرقية وغربية، في الذهن على الفور، شبح بيروت خلال حربها الأهلية من 1975 -،1990 وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن العراقيين يشتركون معها بصورة متزايدة في هذه المخاوف. وتلفت النظر إلى أنه ليس في بغداد فقط، بل وفي منطقة الفرات الأوسط جنوب بغداد، وفي المنطقة المحيطة بالبصرة، الميناء العراقي في الجنوب، تسود بين العراقيين، المخاوف المتزايدة بشدة، من حرب أهلية شاملة.
وجيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر، لا يقرّ له قرار، ويبدو جاهزاً لإطلاق انتفاضة ثانية، كما فعل سنة 2004 وهو نفسه تكتنفه الانقسامات الخطيرة، وتتخلله العناصر المسلحة. والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، يضغط بشدة من أجل تقسيم العراق الذي يدعوه "فدرالية" وقد طرح أحد زعمائه (الذي يتصادف أنه وزير التربية والتعليم في العراق) سيناريو حرب أهلية شاملة. وقال: "ان الفدرالية سوف تعزل جميع أجزاء البلاد التي تحتضن الإرهابيين". وأضاف، "سوف نضع الجنود على طول الحدود". (المصدر روبرت درايفوس الواقع في العراق يتكشف، مؤلف كتاب "لعبة الشيطان"، محرر مشارك في مجلة "ذي نيشن". والنص من موقع (توم بين).
وممّا يعمّق الانقسامات بين الشيعة، ظهور أمير حرب جديد، هو محمود حساني، الذي أنشأ جيوشاً خاصة في النجف وكربلاء والبصرة وبغداد، والذي يعارض بعنف، المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وجيش المهدي بزعامة الصدر. ويبرز حساني، الذي يعارض الولايات المتحدة أيضاً، ويكره ايران، كزعيم شيعي وطني يمكن ان يزعزع الوضع الشيعي الراهن برمته.
أمّا الأكراد المزعجون، فهم يهددون بالانشقاق علناً. فقد قال مسعود البرزاني، الذي يشكل السلطة الحقيقية في كردستان، متحدّياً هذا الأسبوع: "إذا أردنا الانفصال، فسوف نقوم به من دون تردد أو وجل". وإذا بدأ الأكراد عمليتهم المتوقعة على نطاق واسع للاستيلاء على كركوك وحقول النفط العراقية الشمالية، فسوف يشعل ذلك فتيل تصعيد عظيم للحرب الأهلية في العراق. (المصدر روبرت درايفوس الواقع في العراق يتكشف، مؤلف كتاب "لعبة الشيطان"، محرر مشارك في مجلة "ذي نيشن". والنص من موقع (توم بين).
إذا كان الأكراد قد نالوا كل مطالبهم وحققوا طموحاتهم الخاصة بالفدرالية واللغة الكردية بالنظر إلى الظلم الذي وقع عليهم طيلة الفترة السابقة، فقد أدت تلك الامتيازات العديدة التي حصل عليها الأكراد إلى إغضاب السنة، خصوصا فيما يتعلق بمسألة الفيدرالية التي يعتبرونها الطريق المفضي إلى تقسيم العراق وتهديد وحدته. (المصدر: ديفيد فيلبس هل يقود الدستور العراقي إلى حرب أهلية؟ زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي).
حيث أنه وعلى الرغم من شعارات الاخوة والوحدة الوطنية التي ينادي بها الزعماء السياسيون من عرب واكراد على حد سواء, فان علامات الاختلاف تبدو واضحة في كثير من الحالات. فالميليشيا الكردية المسلحة التي تضم اكثر من خمسين الف مقاتل يجري توزيعها حاليا على الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة وحراس الحدود. لكن هؤلاء الأفراد ما زالوا يحملون على بزاتهم الرسمية الجديدة علم كردستان وليس العلم العراقي الرسمي. ومن المرجح انهم سيتحولون إلى جيش داخل الجيش النظامي يمكن بكل سهولة دعوته إلى القتال دفاعا عن كردستان اذا ما اقتضى الأمر.
ويرتفع علم كردستان, كذلك، على جميع المباني الحكومية في الشمال. وقد رأينا في طريقنا إلى كركوك رجلا بالزي الوطني الكردي يقف على الطريق الخارجي المؤدي إلى المدينة وهو يرفع بيده علم كردستان.



في السليمانية، التقينا أيضا بشاعر كردستان الأول شيركو بيكس الذي أعرب شكوكه بصدقية التطلعات الديمقراطية لدى العرب. وكان بيكس قد قاد في الربيع الماضي حملة لجمع التوقيعات على عريضة تطالب بإجراء استفتاء عام حول موضوع انضمام كردستان إلى العراق أو المحافظة على استقلال الإقليم. وقد وقع على العريضة 1.8 مليون شخص كان بينهم من وقعها بالدم ويرى بيكس أن الاكراد الذين تعرضوا لمذبحة جماعية أثناء عملية >>الانفال<< التطهيرية التي شنها عليهم العراقيون العرب حسب تعبيره سيكونون في وضع افضل لو انهم اتخذوا طريقهم الخاص. ويرى بيكس ان >>الاكراد<< قد ظلموا منذ ثلاثة وثمانين عاما عندما تم ضمهم بالضد من رغبتهم إلى هذا العراق حسب تعبيره. ويضيف قائلا: >>بعد عقود من القهر, لا نجد في داخلنا ما يحملنا على الإحساس بالارتباط بالعراق.
لكن هذه التطلعات والاختلافات لا تجد طريقها إلى الموقف الحالي الذي يتخذه الزعماء السياسيون الأكراد. فعلى الرغم من الإمكانيات العديدة التي تجعل الاستقلال في متناول أكراد العراق, فان زعماءهم السياسيين يرون أن الوقت غير ملائم لذلك بسبب الضغوط الشديدة التي تمارسها جارات العراق ذات الاقليات الكردية وفي مقدمتها تركيا. لكن من يتجول في الشارع الكردي يلمس بوضوح أن الموقف الرسمي الكردي بات متعارضا مع إرادة العديد، أن لم نقل الأغلبية، من الأكراد العاديين. (المصدر: جون دازينويسكي، أكراد العراق يتساءلون عن جدوى الاندماج عن ،لوس انجلوس تايمز).
رابعا: نظرية التقسيم الناعم( كردستان، شيعستان، سنستان)
كتب جوزيف بايدن عضو بمجلس الشيوخ الأميركي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية مقالا قال فيه: قبل أربعة أشهر عرضت في مقال لي مشاركة مع الرئيس المتقاعد لمجلس العلاقات الخارجية خطة مفصلة للمحافظة على وحدة الصف العراقي، وحماية المصالح الأميركية، وإعادة الجنود الأميركيين إلى وطنهم. وقد تبنى عدد كبير من الخبراء الأفكار التي طرحناها. ومنذ ذلك الوقت جعلت الأحداث المتلاحقة التي تشهدها الساحة العراقية تلك الخطة أكثر إلحاحا ومناسبة للتطبيق عن الوقت السابق الذي عرضت فيه.
فالحقيقة الجديدة الجوهرية في المشهد العراقي هي تزايد العنف بين الشيعة والسنة وتجاوز خطره ما عداه من الهجمات التي ينفذها المسلحون حيث بات هو التهديد الأساسي الذي يواجه العراق....ويبقى الطريق الوحيد للحفاظ على العراق وتوفير الظروف الملائمة لسحب قواتنا من العراق متمثلا في تقديم حوافز ومبادرات للشيعة والسنة والأكراد تلبي مصالحهم في إطار سلمي وتدفع باتجاه إرساء قواعد وضع سياسي مستقر.
والخطة التي طرحناها تتألف من خمس نقاط تعرض خيارا أفضل.
-أولا تدعو الخطة للمحافظة على العراق موحدا بتطبيق اللامركزية ومنح الأكراد والشيعة والسنة أقاليمهم على أن تترك المصالح المشتركة مثل أمن الحدود وتوزيع عوائد النفط للحكومة المركزية.
-ثانيا يلتزم السنة بالاتفاق على أساس ضمان حصتهم في عوائد النفط وتمنح كل مجموعة حوافز خاصة لرفع إنتاج النفط الأمر الذي يجعل من النفط رابطا يجمع أقاليم العراق معا. -ثالثا تضع الخطة برنامجا ضخما لتوفير وظائف في الوقت الذي تزيد فيه من مساعدات إعادة الاعمار خاصة من دول الخليج على أن تربط ذلك بحماية مصالح الأقلية.
-رابعا توجه دعوة لعقد مؤتمر دولي لتوقيع معاهدة إقليمية لعدم وقوع اعتداءات وتشكيل مجموعة اتصال لفرض الالتزامات الإقليمية.
- خامسا تبدأ عمليات ممرحلة لإعادة انتشار القوات الأميركية خلال العام الجاري على أن يتم انسحاب معظم هذه القوات بنهاية 2007 بينما تظل قوة محدودة لمتابعة التزام الجيران وللتصدي لأي تجمعات إرهابية....وعلى هؤلاء الذين يرفضون هذه الخطة أن يجيبوا على سؤال واحد بسيط : ما هو البديل ؟ (جوزيف بايدن تقسيم العراق من أجل وحدته، عضو بمجلس الشيوخ الأميركي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية،خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بـ(الوطن)).
-أسباب فكرة التقسيم الناعم:

طرحت مجموعة من الأسباب لتبرير فكرة التقسيم الناعم من بين هذه الأسباب هي:
-اليوم يرتفع العلم الكردستاني في سماء كردستان، وليس العلم العراقي، بينما يتحدث الأطفال لغتهم الكردية الأصلية في نظامهم التعليمي، ويتعلمون الإنجليزية وليس العربية كلغة ثانية. إلى ذلك يجني الإقليم فوائد مالية كبيرة من الاستثمارات التركية المتدفقة عليه، فضلاً عما يجنيه من موارد هائلة تضخها عليه السياحة.

2- أما المنطقة الجنوبية من العراق، لاسيما مدينة البصرة والأجزاء المتاخمة لها، فقد تحولت افتراضاً إلى ما يشبه الدولة الشيعية خلال العامين الماضيين. وعلى الرغم من أنها ليست بالعنف الذي تتسم به بغداد، فإن البصرة تخضع عملياً لحكم مجموعة من الميليشيات الشيعية التي تخوض حرباً شرسة ودامية فيما بينها لفرض هيمنتها على الموارد النفطية الهائلة المتوفرة في الجنوب العراقي. ووفقاً لدراسة أعدتها "مجموعة الأزمات الدولية" مؤخراً، فإن مدينة البصرة، تعد حالة نموذجية لدراسة تعدد وتنامي أشكال العنف المنتشرة في العراق اليوم. والمؤسف أنه لا علاقة تذكر لنشاط وأهداف هذه الميليشيات، بالعنف الطائفي من حيث هو، أو بالمقاومة الوطنية للاحتلال الأجنبي. وجاء في الدراسة المشار إليها "أن فترات الاستقرار النسبي، لا تعكس وجوداً كبيراً للسلطة الحاكمة بقدر ما تعكس حالة التوازن الهش والنسبي البادي الآن، بين المصالح المتضاربة المتنافسة فيما بينها، وكذلك حالة الإرهاب الجاري بين الميليشيات المتناحرة". (المصدر: جيفري كمب استراتيجية 'التقسيم الناعم'... هل تصلح للعراق؟)

-آليات التنفيذ: وكتب بايدين وغيلب في مقالة الرأي التي نشرت في 1 مايو 2006 إن هذا التقسيم يمكن تطبيقه مع محليات غير قابلة للمقاومة من قبل السنة فهي خطة تستدعي سحب الجيش واعادة تموضع القوات الأميركية وتوقيع معاهدة عدم اعتداء إقليمية. وتقر الخطة بما يقوله الخبراء في الشرق الأوسط أن الشيعة والسنة العراقيين لا يسيرون نحو التصالح ومازالوا غير قادرين على تمرير قانون النفط وعملية التطهير الطائفي جارية حيث يفر السنة من المناطق ذات الأغلبية الشيعية ويفر الشيعة من المناطق ذات الأغلبية السنية.
-معوقات خطة التقسيم الناعم: بيد أنه يتعذر على استراتيجية "الفصل الناعم" هذه أن تترجم إلى واقع فعلي ملموس في التربة العراقية، من دون الحصول على الموافقة الضمنية عليها، من قبل الدول المجاورة للعراق، لاسيما تركيا وإيران. على أنها وفي كل الأحوال، تظل استراتيجية محفوفة بالخطر والمغامرة. إلى ذلك تظل الاستراتيجية مثيرة لخيبة الآمال، لكونها تعد انحرافاً عن الخطة الأصلية التي حركت دعاة الغزو في واشنطن عام 2003، إذ كان المبرر والأمل، هما بناء عراق موحد، علماني وديمقراطي مزدهر. فتلك هي الأهداف التي عكفت على صياغتها إدارة جورج بوش، قبيل خوضها لمغامرتها العسكرية في صيف عام 2003. فانظر كيف ضمرت الآمال وتواضعت عملياً إلى حد القبول بعراق ممزق الأوصال، وأبعد ما يكون عن الوحدة والديمقراطية والعلمانية؟! لكن ووفقاً لمبدأ الأخذ بأخف الضررين، فربما كان الفصل الناعم للعراق، خياراً واقعياً مفضلاً على ترجيح استمرار دوامة العنف الدائرة فيه حالياً، وربما كان خياراً لدرء تدخل عسكري خارجي في شؤونه من قبل جيرانه المتربصين به من جميع الجهات. (المصدر، يفري كمب، استراتيجية 'التقسيم الناعم'... هل تصلح للعراق؟)
-الموقف من خطة التقسيم الناعم: 1- لم يؤخذ بالخطة عندما طرحت قبل عام، وكان العنوان الرئيسي لعمود جورج جشمه لصحيفة غلف نيوز المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط: <<خطة التقسيم مرفوضة>> وقال أن كلمة تقسيم في ذاتها لها وقع سيئ على الآذن العربية وتعيد إلى الذاكرة خطة تقسيم فلسطين التي أدت إلى إيجاد دولة إسرائيل. 2- وأشار خبراء السياسة الخارجية أيضا إلى أن تقسيم العراق يمكن أن يسفر عن مذابح دموية في المناطق المدنية. فرغم أن السنة يشكلون الغالبية الساحقة في الجزء الغربي من العراق والأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، إلا أن المدن العراقية ليست متجانسة ديمغرافيا، فبغداد والموصل وكركوك لا توجد خطوط جغرافية واضحة تفصل بين المكونات الرئيسية الثلاث. أو على الأقل لم تكن في السابق، ولكن حقيقة الأمر حاليا أنها أصبحت اكثر تجانسا لأن السكان المرعوبين فروا من المناطق التي لا تهيمن عليها طائفتهم. فالضواحي الواقعة على أطراف بغداد شهدت الكثير من التطهير الطائفي. 3-رسميا يقول المسؤولون في إدارة بوش انهم ملتزمون بموقف بوش الذي يأمل أن تتمكن القوات الأميركية المعززة بأعداد إضافية من كبح العنف وخلق الظروف السياسية للشيعة والسنة والأكراد للتوصل إلى حل سياسي، ولكن الشهادات والمقابلات حول الظروف السائدة في العراق أشارت إلى أن الإدارة الأميركية شرعت فعليا في اتخاذ خطوات فعلية نحو التقسيم. فوزارة الخارجية تحديدا شددت على اقتراح تشكيل فرق بناء مناطقية في المحافظات العراقية بهدف تقوية زعماء القبائل المحلية، وهذا في حد ذاته يؤشر نحو إلغاء مركزية سلطة الدولة في العراق. 4-من باب التحذير يقول خبراء أن التقسيم الناجز للعراق لن يكون أمرا هينا ويتطلب مشاورات حذرة مع جيران العراق ومن ضمنهم إيران والسعودية ناهيك عن تركيا التي لها حساسيات قومية حول المسألة الكردية.(المصدر: هيلين كوبر خطة أميركية لتقسيم العراق) -قبول فكرة التقسيم الناعم:

1- للوهلة الأولى تبدو هذه الفكرة معقولة كون العراق مقسما فعليا على الأرض من الناحية السياسية والديمغرافية والعرقية والطائفية فالتقسيم يعني جعل هذا الوضع رسميا بما يسمح للأميركيين بإبعاد أنفسهم وترك العراقيين يقتلون بعضهم البعض.
المسؤولون من السنة والشيعة يحتفظون بالمناصب الحكومية والأمنية العليا لأنفسهم تاركين ميليشياتهم تتصارع وتتصادم من أجل السيطرة على الأراضي. من الناحية النظرية فإن التقسيم سيسمح لكل جماعة بإقامة حكومتها المصغرة الخاصة بها لادارة شؤونها بنفسها والتخلص بالتالي من العوامل المسببة للعنف الطائفي. والدستور العراقي نفسه يسمح بإقامة أقاليم فيدرالية مستقلة ذاتيا وغالبية الأكراد ترحب بالوضع القائم حاليا ولا تخفي استعدادها للانفصال في المستقبل إذا سمحت الظروف بذلك، في المقابل نجد أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وهو حزب شيعي يدافع عن إقامة إقليم فيدرالي جنوبي. وهناك الكثير من الأطراف الشيعية التي تفضل التقسيم وترى فيه فكرة جيدة التنفيذ على اعتبار ان السنة لن يكفوا عن محاولة السيطرة على الحكومة المركزية، ومن وجهة نظرهم فإن جعل السنة يخسرون هو وحده الكفيل بجعل السلام يستتب.
بعض اللاجئين الشيعة الذين فروا من مناطق الغالبية السنية ويعيشون الآن في معسكرات في الجنوب أو خارج البلاد ويأملون في أن يسمح لهم التقسيم بالاستقرار بصورة دائمة في المنازل التي أخلاها السنة الفارون. (إدوارد هيرست، تقسيم العراق غير ممكن على الصعيد التطبيقي) 2-... التقسيم ليس بالفكرة المجنونة؛ فيمكن للبعض أن يقول إن بريطانيا أوجدت كيانا سياسيا موحدا أسمته العراق في العشرينيات من القرن الماضي لكن هذا الكيان محكوم عليه بالفشل منذ البداية والشيء الوحيد الذي استطاع الإبقاء على التماسك الظاهري لهذا الكيان هو القبضة الحديدية لصدام حسين، وعليه وإذا كان البديل هو الاختيار ما بين ديكتاتورية أخرى أو حرب مدنية لا تنتهي فإن خيار التقسيم يعد جذابا. إذا لم تكن فكرة التقسيم فكرة مجنونة فإنها بالتأكيد فكرة سيئة، فالتقسيم لن يكون نظيفا ولن يكون دون إراقة دماء، فالسنة والأكراد والشيعة موجودون ويتعايشون بصورة مختلفة في الكثير من المناطق بما فيها بغداد وما سبق للعالم أن عرفه من سوابق لا يشجع على ولوج هذا الطريق ومحاولة تقليده. ففي فلسطين والهند ويوغوسلافيا لم يؤد التقسيم فقط للحرب وإنما أدى أيضا لعمليات هجرة واسعة النطاق وسلسلة لم تنته من الحروب. وهناك أيضا التعقيدات الناشبة عن وجود جيران متحفزين للتدخل فالاستقلال للأكراد يعد أمرا مرفوضا من قبل إيران وتركيا. ووجود دولة شيعية أمر مخيف بالنسبة للسعودية بسبب وجود طائفة شيعة فيها ملاصقة للحدود مع العراق مع ما قد يحمل ذلك من تململ محتمل لهذه الطائفة وما الذي سيكسبه سُنة العراق الموجودين في الوسط إذا حدث التقسيم كونهم يقيمون في مناطق تخلو من ثروة النفطية؟ يعيشون اليوم في خوف دائم. فهناك عمليات قتل يومية تجرى على أساس المذهب وهم لن يهتموا كثيرا بالديمقراطية مقابل استتباب الأمن والنظام وحكم القانون في بلادهم. (المصدر:أندروز هندرسون أميركا ومصير العراق.. خيارات بالغة الصعوبة)
-رفض خطة التقسيم: يدفع دعاة "التقسيم الناعم" للعراق بحجة أن الفيدرالية الواهنة- القائمة على هذا الأساس العرقي الديني- تعكس الواقع الفعلي للعراق، طالما أن الحقيقة هي أنه يستحيل الحفاظ على وحدته، بآلية الدولة المركزية الموحدة. ويقيم هؤلاء حجتهم على العداءات والتحرشات الطائفية العرقية المستشرية بين شتى المجموعات، ومحاولة كل مجموعة لإبادة الأخرى وتطهيرها عرقياً ودينياً. ثم يضيف دعاة هذه الفكرة وأنصارها القول، إن هذا الحل ليس أميركياً يراد فرضه فرضاً على العراقيين، وإنما هو فكرة عراقية نابعة من صلب نصوص الدستور الوطني الجديد.
غير أن الحقيقة الباقية، رغم كل هذه الحجج، هي أنه بمجرد التفكير في"التقسيم الناعم" للعراق، هناك قراءة خاطئة للواقع العيني المعاش....
1- فالشاهد أن العراقيين، وعلى رغم محاولات التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تستهدفهم، ظلوا خليطاً اجتماعياً، تكثر الزيجات المختلطة بين فئاته وطوائفه، وظل العراقيون قادرين على تشكيل تلك الفسيفساء الاجتماعية، التي لا سبيل لتغييرها إلا بوسائل التخويف والعنف وحملات القتل الجماعي المستمرة. 2- وكما تشير سلسلة استطلاعات الرأي التي أجريت بينهم خلال السنوات الأربع الماضية، أكدت الغالبية العراقية رغبتها في أن تظل بلادهم موحدة. فعلى سبيل المثال، أشار التقرير الصادر عن "المعهد الجمهوري الدولي" في يوليو عام 2006، إلى أن نسبة 66 في المائة من العراقيين، تعارض فكرة تقسيم العراق، سواء على أساس طائفي أو عرقي. 3- أما اللغة الدستورية الواردة حول صيغة الفيدرالية وتوزيع الموارد الطبيعية للبلاد في الوثيقة المذكورة، فقد جاءت انعكاساً لصفقة سرية أبرمت وراء الكواليس، بين التحالف الكردي، وطرف واحد من الأطراف الشيعية، ألا وهو "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق". وقد أبرمت هذه الصفقة النهائية، في تجاهل تام لكافة الأطراف الأخرى، ولكافة فئات المجتمع العراقي نفسها. أ-الأكراد: لا ريب في أن الأكراد يرغبون في الاستقلال بإقليمهم، وأن في وسعهم تقديم حجج قوية داعمة لتحقيق رغبتهم هذه. لكن وعلى رغم رغبة الاستقلال هذه، فقد دفعت الواقعية السياسية قياداتهم إلى تفضيل البقاء في ظل الوحدة العراقية حالياً. وتستغل الأحزاب الكردية قدرتها السياسية النسبية في زيادة فرصها المستقبلية في الاستقلال. ويفترض ألا تواجه انفصال الإقليم الكردي إلى منطقة استقلال ذاتي، تتمتع بالمزيد من السلطات الإقليمية، أية عقبات أو تعقيدات تذكر، إلا في حال فشل الأكراد في تقديم التنازلات السياسية اللازمة، بشأن السيطرة على مدينة كركوك التاريخية، التي توجد بها نسبة 12 في المئة من احتياطات النفط العراقية الأكيدة.
ب-الشيعية: أما موقف "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" فيمثل حالة مختلفة في هذه الصفقة المشار إليها آنفاً. فعلى رغم تمتعه بسطوة سياسية، مردها إلى ميليشيات المسلحة المدعومة من قبل إيران، فإنه يفتقر إلى التأييد الشيعي الداخلي. وللتعويض عن هذا الضعف، لجأ المجلس المذكور إلى اقتراح الصيغة المحددة التي وردت في نص الدستور: ألا وهي إقامة "إقليم شيعي كبير" يغطي كافة المحافظات الشيعية التسع، الواقعة جنوبي البلاد، مع العلم أن هذه المنطقة، تحوي ما يتراوح بين 70 إلى 80 في المائة من احتياطيات النفط العراقي. وكانت تلك الصيغة التي تم تضمينها إلى صلب الدستور، هي التي أثارت الخلاف أو النزاع الطائفي الجاري اليوم، مع ضرورة الإشارة إلى أن هذا النزاع، يشمل الطائفة الشيعية نفسها. وبالنتيجة فقد رفض غالبية التحالف الشيعي، تلك الصيغة، على رغم تأييدهم النسبي لفكرة لامركزية السلطات. -السنة: أما المسلمون السُنة العرب، فهم ليسوا أقل خلافاً ولا انقساماً فيما بينهم. إلا أنهم يتفقون على أمر واحد، هو رفضهم المؤكد لأي صيغة فيدرالية، لا تؤمن لهم نصيبهم من عائدات النفط، بينما تحرمهم تماماً من السلطة. وعلى رغم علمهم بأنه لم يعد من سبيل أمامهم اليوم لاستعادة قبضتهم السابقة على جهاز الدولة المركزية القوية، بحكم طغيان الأغلبية الشيعية، إلا أنهم يرفضون في الوقت ذاته، الصيغة الفيدرالية التي مررها إلى الدستور، "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق". والحال هكذا، فإن السؤال الذي لا بد منه هو: أي فيدرالية يقصد دعاة التقسيم إذن؟! (المصدر:جوست هلترمان العراق والحجج الواهية لأنصار'التقسيم الناعم، نائب مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في" مجموعة الأزمات الدولية ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور")

لقد كشف استطلاع للرأي العام العربي، أجرته في الآونة الأخيرة "مؤسسة زغبي العالمية لاستطلاعات الرأي" في خمس دول عربية، هي المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، ولبنان. وقد شمل الاستطلاع عينة من 3400 شخص من الدول الخمس، التي تعد جميعها حليفة للولايات المتحدة الأميركية.



وفي كل واحدة منها، عبرت الأغلبيات عن مشاعر سلبية إزاء الدور الذي تؤديه كل من الولايات المتحدة وإيران حالياً في العراق...وما أن وجه السؤال إلى المستطلعة آراؤهم عما هو الجانب الأكثر إثارة لقلقهم ومخاوفهم إزاء العراق؟ حتى جاءت إجابات ما يقارب نسبة 50 في المئة منهم: أن يتم تقسيم العراق وتمزيقه إلى ثلاثة أقاليم مستقلة ذاتياً، أو ينحدر إلى حرب أهلية شاملة، تمتد تأثيراتها إلى خارج حدوده، مؤدية إلى نشوء أزمة إقليمية. واحتل الخوف من احتمال احتلال أميركي دائم للعراق، المرتبة الثانية من هواجس وقلق المستطلعين. وعن هذه الهواجس الأخيرة، جاءت النسب المعبرة عنها كما يلي: 47 في المئة في الأردن، و38 في المئة في مصر، ثم 25 في المئة من الرأي العام السعودي. ( المصدر: جيمس زغبي العراق... هاجس الأميركيين والعرب).

كذلك تقول جوديث يافي، وهي محللة سابقة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومدرسة حاليا في جامعة الدفاع الوطني، إن فكرة بايدن (فكرة فظيعة في اكثر من وجه بحيث يصعب على من يريد انتقادها أن يعرف من أين يبدأ. فإذا كان لنا أن ندفع العراق بهذا الاتجاه فان الحرب الأهلية ستصبح أمرا مؤكدا، وما نواجهه اليوم سيبدو عندها مجرد لعب أطفال).

ويقول باتريك لونغ, الخبير بالشأن العراقي والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية, انه (لا يوجد شيء مشابه للحل الذي يقترحه السناتور بايدن في العالم العربي, واعتقد ان ذلك يعود لسبب وجيه, فهذا الأمر لا يروق للعقل السياسي العربي). ويضيف لونغ قائلا (فإذا ما سلكنا هذا الطريق فانه لن يقدم لنا إلا محطة على طريق تفكيك الدولة وزوالها). (المصدر، هوارد لافرانشي، تخبط الأمريكيين في البحث عن الحل الملائم).

خامسا-ثلاث ولايات وتقرير المصير

طرح مؤلفا كتاب مستقبل العراق وهما ليام أندرسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة رايت واختصاصي بدراسة شؤون العراق، أما الثاني، غاريث ستانسفيلد فهو عضو في معهد الشؤون الخارجية بجامعة اكستر، وعمل مستشارا لدى الحكومة البريطانية بالنسبة للشؤون العراقية والكردية عدة خيارات لحل الازمة في العراق منها: -تولي حاكم دكتاتوري جديد زمام الأمور في العراق.

- نظام حكم ديمقراطي: ويصل المؤلفان إلى اعتبار تحقق هدف نشر الديمقراطية في العراق أمرا شبه مستحيل، انطلاقا من رؤيتهما لطبيعة الأوضاع في العراق والتي تتمثل في الطبيعة الغريبة لتركيبة الشعب العراقي ثم مجموعات متعددة من الطوائف والأعراق المتناحرة فيما بينها، فالشعب العراقي منقسم على المستوى العرقي الى عرب وأكراد، وعلى المستوى الطائفي الى سنة وشيعة الأمر الذي يعقد أي عملية سياسية في البلاد لا تعترف بهذه الحقيقة والتركيبة، وهو ثبت صحته، وفقا للمؤلفين، على مدار التاريخ العراقي الحديث الذي أهمل الاعتراف بهذه الحقيقة تأليف :ليام اندرسون وغاريث ستانسفيلد ثلاثة سيناريوهات تحير المراقبين، دور بريطانيا في تشكيل العراق الحديث وراء أمراضه. - التقسيم: وعلى هذا الأساس يصل المؤلفان الى الرؤية التي يحاولان بالتالي اقناعنا بها والمتمثلة في أن الحل الوحيد الممكن في العراق ليس الديمقراطية وإنما التقسيم. الأمر الذي يعززه من وجهة نظرهما أن العراق مقسم بالفعل، فالجنوب عربي شيعي في الأساس، والوسط عربي سني بشكل رئيسي، أما الشمال فهو كردي سني. وهما يشيران بناء على رؤية تاريخية شاملة على مدى عقود القرن الماضي إلى أن ما يحدث في العراق يجد جذوره مترسخة في التاريخ العراقي، معتبرين أن ما يسميانه أمراض العراق المعاصرة والمتمثلة على حد تشخيصهما، في القمع الداخلي والاستخدام الواسع للعنف، فضلا عن التهديد الذي يمثله العراق لجيرانه. ووفقا لهذا الطرح، يمكن حكم العراق كثلاثة أجزاء بسهولة كبيرة وأقل استبدادا عن حكمها كوحدة واحدة. وبتطور الموقف فان كل وحدة تحسم اختياراتها بنفسها بخصوص أولوياتها لإعادة اعمار العراق وبداية صياغتها لعلاقاتها الاقتصادية مع الأقاليم المحيطة. وبعد فترة معينة ربما عامين أو ثلاثة أعوام سيأتي الوقت الذي يحدد العراقيون أنفسهم المستقبل السياسي للعراق. وهذا يفترض الحاجة الى استفتاء ويسبقه تحاور مفتوح وأمين بين العراقيين أنفسهم عما اذا كان هناك أي مستقبل لدولة العراق وسوف يتم اجراء الاستفتاء في كل من الوحدات الثلاث ولو صوتت الأغلبية في أي وحدة للانسحاب من العراق فيجب قبول هذا القرار.

وهناك ثلاث نتائج محتملة لهذه العملية: الأولى: بقاء الوحدات الثلاثة كلها معا كدولة مترابطة، والثانية انسحاب الأكراد بينما تبقى الوحدات الباقية لسكان العرب معا، والثالثة وجود ثلاث طرق للانقسام تنتج في الشمال الدولة الكردية ودولة الشيعة والسنة في المركز وفي الجنوب دولة للشيعة. (المصدر: ليام اندرسون وغاريث ستانسفيلد، هكذا يزداد المأزق الأميركي عمقاً، هل تقسيم العراق إلى ثلاث وحدات خيار وارد).

إلا أن هذه التصورات والأفكار رغم صدورها من محللين سياسيين مرموقين، لم تجد بعد تأييدا ملحوظا لدى صناع القرار السياسي في البيت الأبيض الذين لازالوا يؤكدون أنه من واجبنا أن نساعد الساسة العراقيين على تقديم وحدة بلادهم على أولوياتهم الطائفية، وأنه ينبغي على الحكومة العراقية أن تدير حواراً ومحادثات حتى مع أقبح اللاعبين الأساسيين من دول الجوار، لما لهم من نصيب في حل مأزق بلادهم الراهن. وباستثناء تلك القوى المتطرفة التي ليست لها أدنى مصلحة في وحدة العراق ولا استقراره، من أمثال تنظيم "القاعدة" وما إليه، فإنه يجب مشاركة الجميع في هذه العملية السياسية الرامية للخروج من المأزق الحالي. كما يجب حل كل المشكلات والخلافات المتصلة بالدستور الفيدرالي، وبتوزيع الموارد الاقتصادية الوطنية، وكذلك بدور المليشيات غير الرسمية وغيرها، في اتجاه الحفاظ على وحدة العراق أولاً وقبل كل شيء... وفيما لو رفض هؤلاء، وغادرت قوات التحالف أراضي بلادهم، فإن عليهم أن يدركوا جيداً أن بقاءهم هم أنفسهم سيكون مهدداً، جراء الفوضى التي ستعقب الانسحاب. (المصدر: جيرمي جرينستوك، نحو مبادرة شاملة لحل المأزق

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ابراهيم الجعفري ومؤامرته مع القيادة المؤقتة الثلاثية للجنوب ضد مشروع وحدة شيعة العراق
حسين باقر
اقرا برس
اللقاء الذي حصل بين ابراهيم الجعفري وبين ما يسمى القيادة المؤقتة للجنوب الثلاثية (البصرة، العمارة، الناصرية) تعكس مدى استهانة الجعفري بمصير شيعة العراق، ووصوله الى حد تشتيتهم من اجل صراعات سياسية وحزبية، وانتقاما لعدم تجدد رئاسته للوزراء، والكراهية ضد مشروع وحدة الشيعة بسبب ان من يدعو لها هم من قوى سياسية يكن لها الجعفري الكراهية والحقد.
ففي الوقت الذي يشهد العالم هجوما طائفيا عنصريا من قبل المحيط الاقليمي السني والمثلث السني العراقي ضد شيعة العراق، والمجازر الوحشية التي طالت الابرياء الشيعة العراقيين، مما يستوجب وحدة شيعة العراق من الفاو الى شمال بغداد لمواجهة هذا الطوفان من الكراهية الطائفية السنية العنصرية، نرى ابراهيم الاشيقر ومن لف لفه وما يسمى القيادة المؤقتة للجنوب بثلاث محافظات فقط، يعملون على تشتيت شيعة العراق وتمزيقهم على كيانات مشتته لتسهيل تقديمهم لقمة سائغة لاعداءهم.
وخاصة اذا ما علمنا ان ابراهيم الاشيقر (الجعفري) هو من الشرائح المشبوه التي ترفض وحدة شيعة العراق لعلمها بعجزها عن الحصول على وجود لها سياسي وعدم شعبيتها بالشكل الذي يستطيع ان يواجه القوى الشيعية العراقية الاخرى، لذلك يعمد الى تشتيت شيعة العراق وتمزيقهم ضننا منه ومن حزبه انه يستطيع ان يكون له وجود وامكانية للصعود، اذا ما افشل مشروع وحدة شيعة العراق.
والمصيبة ان حزب الدعوة الذي هو حزب لم ينبع من هموم عراقية ومن منطلقات عراقية كما اكد ذلك علي الاديب وهو اركان حزب الدعوة في برنامج الملف على قناة الحرة الفضائية، بان حزب الدعوة تأسس من منطلقات اقليمية، أي حاله حال حزب البعث والحزب الاسلامي السني الذين تأسسا من منطلقات خارجية اقليمية.
لذلك نرى حزب الدعوة لم يثقف اتباعه على ضرورة وحدة شيعة العراق وعلى اهمية وحدتهم ولم ينطلق من همومهم، بل تبنى هذا الحزب الذي هو نسخة طبق الاصل من الاخوان المسلمين المصريين السنة بغطاء (شيعي) كما اكد ذلك ضياء الشكرجي وهو احد اعضاء حزب الدعوة السابقين.
لذلك نرى ان المالكي الذي التقى بهذه القيادة الثلاثية المشبوه في فندق بابل قبل اشهر واللقاء الذي حصل بين ابراهيم (الجعفري) ونفس هذه القيادة، لدليل ان حزب الدعوة كل همه هو افشال مشروع وحدة شيعة العراق بكيان يوحدهم من الفاو الى شمال بغداد.
وهنا نسأل ابراهيم (الجعفري) وحزب الدعوة، ومان يسمى القيادة الثلاثية لاقليم الجنوب، الا تعلمون ان مخطط تمزيق الشيعة العراقيين بكيانات فيدرالية مشتتة وليس بكيان شيعي عراقي موحد يريد البعض تمريره من اجل اعطاء ضمانات للدول الاقليمية بكبح جماح الشيعة في العراق وتسهيل عملية استغلال ثرواتهم بالجنوب وتمرير مشروع استقطاع مناطق شيعية بالمنطقة الوسطى وضمها للمنطقة السنية، وكذلك يراد من ذلك التأكيد على وضع الموانع التي تمنع ظهورهم كمركز استقطاب شيعي عالمي يكون عامل في منع اضطهاد الشيعة في المنطقة وخوف بعض الدول الاقليمية بان وحدة الشيعة العراقيين جغرافيا وديمغرافيا سوف يكون عامل في عدم استغلال العراق اقتصاديا ..

فالسؤال هنا لابراهيم الاشيقر (الجعفري) .. ان الشيعة العراقيين في المنطقة الوسطى يتعرضون للابادة والهجمات الارهابية البشعة بكربلاء وبابل وديالى وبغداد وشمال الكوت وغيرها وبوحشية منطقة النظير، فبدل ان يعقد مؤتمرات ولقاءات مشبوه بينكم وبين من يريد تيشتيت شيعة العراق، اليس المفروض منكم العمل على دعم شيعة العراق في المنطقة الوسطى ، ووضع المشاريع والمخططات لدعم شيعة الوسط من قبل باقي الشيعة العراقيين والعمل على توحيد الشيعة العراق جغرافيا وديمغرافيا من اجل مواجهة مخططات مرعبة تحاك ضد الشيعة، فلماذا يا ابراهيم الجعفري تجندون انفسكم كاجندة لدول اقليمية وضمن مصالح خاصة لتفتيت الشيعة بالعراق. .

علما نبين لحزب الدعوة ولابراهيم (الجعفري) والمالكي وكل شيعة العراق بأن فيدرالية البصرة والعمارة والناصرية فقط هي تمهيد لمخطط لضرب الشيعة العراقيين بالخطوات التالية:
1. اعلن ابو عمر البغدادي زعيم دولة ما يسمى دولة العراق الاسلامية عن حدود هذه الدولة أي بمعنى انه حدد حدود السنة العرب العراقيين جغرافيا، بالموصل والانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى وبغداد وشمال الكوت وشمال بابل، يضاف لها بادية كربلاء التي سلخها البعث منها وضمها للانبار السنية، فلذلك يراد ان تمرر فيدرالية ما تسمى الجنوب لاشغال المنطقة الجنوبية الشيعية عن باقي الشيعة بكيان منعزل عن باقي الشيعة العراقيين ومنعزل عن المنطقة الوسطى وتمرير سلخ شمال الكوت وشمال بابل وبغداد وديالى لتضم للكيان السني العربي العراقي، وبعده ذلك يتم تكوين فيدرالية اخرى للشيعة العراقيين بالمنطقة الوسطى مبتورة ومسلوخ منها اجزاء كبيرة يراد ان تضم للكيان السني العربي العراقي.
2. هناك مخطط لافراغ بغداد من الشيعة العراقيين باكبر عدد ممكن، وخاصة ان معظم سكان بغداد هم من اهل الجنوب وخاصة من العمارة بشكل خاص، ويقدر عددهم بالملايين، لذلك تهيئ الاجواء لدعوة الشيعة العراقيين الى مغادرة بغداد للجنوب بدعوى (يا شروك لماذا تبقون ببغداد وقد تكونت فيدرالية لكم بالعمارة فغادروا اليها)، وخاصة ان مشروع سلخ البصرة والعمارة والناصرية من الكيان الشيعي العراقي، اعطى شرعية للسنة ببغداد بدعوى انهم أي السنة ينادون بان تكون بغداد ضمن الكيان السني كما اكد ابو عمر البغدادي بحدود دولته التي اعلنها، في حين الشيعة العراقيين لا يطالبون بان تكون بغداد ضمن الكيان الشيعي العراقي، لذلك عندما يطلب السنة من الشروك مغادرة بغداد نرى السني العراقي يقول له انا من الانبار واسكن بغداد ولكني اقول ان بغداد سنية وضمن مناطق السنة، ولكنك شيعي من العمارة ولا تقول ان بغداد شيعية وجزء من الكيان الشيعي العراق
3. فيدرالية الجنوب بثلاثة محافظات فقط هي مشروع اقليمي ليكون ضمانة للدول الاقليمية وخاصة مصر والسعودية والاردن لعدم ظهور الشيعة بقوة بالعراق ككتلة واحدة، مما يسهل خضوعهم للاطماع الاقليمية، وخاصة ان عمرو موسى المصري ومصر قد حذرت بعد ان طرح مشروع فيدرالية موحدة للشيعة من الفاو الى شمال بغداد قبل سنوات بان ذلك يعني ان هناك سوف تكون دول غنية جدا ودول فقيرة جدا، أي ان مصر ارسلت رسالة لامريكا والعالم بانها أي مصر تنظر للعراق كمنطقة خاضعة لمصر تحل بها ازماتها الاقتصادية وفي حل مشاكلها من زيادة سكانية وبطالة وسوق للبضائع المصرية أي منطقة نفوذ مصرية أي ان مصر تنظر للعراق على انه ضيعة تابعة لها (المصريين اخلفون والعراقيين يبتلون) (العراقيين يبادون والمصريين يتكاثرون) (كل عراقي يقتل فرصة عمل للمصريين
4. . خوف الاردن من ان ظهور كيان شيعي عراقي موحد يعني قطع الامدادات النفطية بالمستقبل عنها، فسابقا كان الوجود السني العربي العراقي والبعثي يضمن تفقير الشعب العراقي وجعل العراق بقرة حلوب للدول الاقليمية والجوار في حين العراقيين يعانون التشرد والحروب، لذلك يعمد حزب الدعوة وقوى اقليمية على تفتيت شيعة العراق لطمأنة الاردن بان النفط المخفض العراقي الشيعي سوف يستمر يتدفق لهم على حساب العراقيين.

وهنا نؤكد لما يسمى القيادة المؤقتة لفيدرالية الثلاثية ولابراهيم الاشيقر (الجعفري) وللمالكي ولكل شيعة العراق بان مشروع فيدرالية الجنوب بثلاثة محافظات هي ضربة لوحدة الشيعة العراقيين جغرافيا وديمغرافيا واضعاف لشيعة العراق، فنحن كشيعة عراقيين مع وحدتنا الجغرافية والديمغرافية. والسياسية والتاريخية فلماذا تعملون على تشتيت وتمزيق الشيعة العراقيين.


و نؤكد ان فيدرالية موحدة للشيعة ضمانة وقوة ولكن فيدرالية بثلاثة محافظات تمزيق وتمرير لمشاريع اقليمية وطائفية سنية معادية لشيعة العراق المظلومين فلماذا يتوحد الاخرين في حين نرى بعض الزعامات المحسوبة على شيعة العراق تمزقنا وتفتتنا ونحن في امس الحاجة الى الوحدة كشيعة عراقيين من الفاو الى شمال بغداد.

وخاصة اذا ما علمنا ان مؤامرة قيام فيدرالية للجنوب فقط من ثلاثة محافظات هي تعني سلخ مناطق الشيعة الجنوبية عن باقي الكيان الشيعي العراقي أي تجزئة للشيعة العراقيين في وقت يحتاج الشيعة العراقيين الان الى الوحدة الجغرافية والديمغرافية من اجل مواجهة الارهاب والقتل الجماعي الذي يتعرضون اليه.
ولا نعلم من هم هؤلاء الخمسة واربعين شخصا ومن اعطاهم الحق بان يعلنون هذه الفيدرالية التي هي سلخ وتفتيت لوحدة الشيعة العراقيين ومن هذا الذي اعلن نفسه رئيسا للفيدرالية قبل ان تؤسس وقبل ان تجرى انتخابات، ومن اعطى الحق لتفتيت شيعة العراق وتشتتهم، وهل الارهاب الطائفي يعاني منه اهل البصرة والعمارة والناصرية اساسا ام شيعة بغداد وكربلاء وديالى وبابل والكوت وجنوب صلاح الدين وغيرها.
ولماذا لم يعقد مؤتمر لدعم شيعة الوسط وتأسيس كيان شيعي عراقي موحد لهم وفاءا لدماء الشهداء الشيعة العراقيين الذين قتلوا في زمن صدام والارهاب حاليا.

علما ان مؤشرات تشير الى ان بريطانيا التي شاركت مع امريكا في عملية تحرير العراق قد طرحت مشروع ما يسمى فيدرالية الجنوب (البصرة والعمارة والناصرية) منذ دخولها للعراق كرسالة لامريكا بان هذه المنطقة هي الحصة البريطانية من عمليات تحرير العراق، وهي الارث التاريخ لبريطانيا، علما انها الثقل الاكبر للنفط بالشرق الاوسط والعالم، وكذلك وضعت بريطانيا ثقلها بالبصرة كمنطقة نفوذ لها، و ذلك محاولة من بريطانيا للضغط على امريكا لاجبارها على القبول بذلك، ولا ننسى ان ابراهيم الاشيقر تقيم عائلته في بريطانيا منذ سنوات طويلة ومرتبطة بها.

كذلك يطرح تساؤل مهم لماذا نرى السنة بالعالم يدعمون السنة العرب العراقيين على باطلهم ونرى الانتحاريين والمنظمات المسلحة والاموال والدعم ينجرف كالطوفان لدعم السنة العراقيين في حين نرى الشيعة في العالم يقفون ضد مصالح الشيعة العراقيين ولا يهمهم ما يجري لهم من مجازر بل نرى قيادات وزعامات محسوبة على الشيعة كما في لبنان وايران وغيرها لا هم لهم غير شعارات المقاومة والجهاد التي هي ارهاب في ارهاب بالعراق بل هي سبب بلاء العراقيين، بل لم نرى أي جماعات شيعية تأتي للعراق لدعم الشيعة العراقيين ضد القاعدة والتنظيمات الارهابية السنية التي تبطش ذبحا وقتلا وتفخيخا وتفجيرا وابادة بالعراقيين الشيعة المظلومين.

وملخص القول ..

ان فيدرالية البصرة والعمارة والناصرية فقط هي تمهيد لمخطط لضرب شيعة الوسط. وان السنة والكرد يوحدون انفسهم جغرافيا وديمغرافيا فلماذا يشتت الشيعة العراقيين انفسهم بكيانات مششته. وان فيدرالية الجنوب مؤامرة على شيعة الوسط وتفتيت لوحدة شيعة العراق جغرافيا وديمغرافيا
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
دعوة لانضمام اليمن وإيران إلى مجلس التعاون
افتتاحية
الشرق قطر
أجمع المراقبون والسياسيون المهتمون على أن قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الدوحة تتسم بخصوصية كبيرة وهي تنعقد في ظروف سياسية اقليمية ودولية غاية في الحساسية والتعقيد، وتشير الدلائل جميعها على ان جدول أعمال القمة سوف يتطرق الى مجالات التعاون الأمني والتكامل الاقتصادي بما في ذلك السوق الخليجية والعملة الموحدة، فضلا عن الانفتاح الكامل في مجالات التنقل والتجارة والتملك والاستثمار، وبالتالي فإن العنوان الأبرز لهذه القمة هو ميلاد تكتل سياسي واقتصادي اقليمي بقيم ومفاهيم وعزيمة جديدة هدفها تحقيق المصلحة لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي بمحيطه العربي والاسلامي الأشمل. وحال كهذا فان الفرصة تكون مواتية لمواكبة لغة هذا العصر التي تقوم على التكتلات الاقليمية والتعاون الاقتصادي، فأوروبا القوية أضحت أكثر قوة بفضل كيانها الموحد ولهذا ندعو الى توسع هذا الكيان الجامع ليضم اليمن باستكمال عضويتها وكذلك ايران والعراق ولا شك ان قوة مجلس التعاون الخليجي سوف تتعزز بدخول هذه الدول على قاعدة التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الأشمل، فالعالم اليوم في اوروبا الموحدة او رابطة الآسيان التي لا تخطو أية خطوة الا بالحصول على الدعم من بقية الاعضاء كل ذلك يشير الى ان دول التعاون بحاجة ايضا الى تعزيز انشطتها والتفاعل مع التحديات الدولية الماثلة بحشد المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي لتصبح رقما صعبا ومهما على الصعيد الدولي.

ودخول هذه الدول الى منظومة مجلس التعاون الخليجي المقصود به تعزيز القيم الخليجية السائدة والتي ترتبت عليها نهضة اقتصادية واجتماعية شهد بها العالم اجمع، كما ان دخول الاعضاء الجدد لا يمثل دعوة مفتوحة لنقل ايدلوجيات لا تتفق مع دول المجلس ويخالف بعضها اتجاهات السياسة الدولية. وعلى ايران في هذه الحالة انهاء خلافاتها مع دولة الامارات العربية المتحدة حول الجزر، فتصبح بذلك عامل اتفاق وتفاهم مع كامل دول المجلس. وعلى العراقيين القضاء على أزمة الاقتتال الطائفي وتحقيق السلام الاجتماعي الداخلي حتى يصبحوا بذلك اضافة نوعية الى المجلس من اجل تحقيق الاهداف النبيلة لهذه المجموعة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الداء والعلاج
عبد الجبار محسن
واع
على ما يبدو أن وضعي الصحي قد أقتبس الكثير من الوضع العراقي العام فتيبس في عضلات الرقبة، وتجمد في عضلات الظهر، ونزيف من الدم يجري مدرارا، وساقان لم تعودا تحملان ثقل الجسم ولا تطيقان حمل ما فيه من هموم.. ولكل خطوتين لابد وان أسقط على الأرض أو على أي مكان قريب وأخيرا عرض عليً أن أدخل أي مستشفى على نفقة أسرة الكعود ذات الكرم المعروف والشهامة التي كان لها في كل موقف نصيب.. لكن اعتذرت عن تلبية الطلب لسببين الأول أردني والثاني عراقي.. أما الأردني فأن أي مستشفى عندما يدخله المريض على نفقة شركة فأن الكلفة ستكون مئات من الدولارات كل يوم أو يومين وقد حدث أن خصصت لي إحدى الجمعيات مبلغ يربو على المائتي دينار دخلت المستشفى مساء النهار وكنت جائعا وطلبت الطعام بنفسي فجيء لي بصحن من المرق معتق منذ أيام وصحن من الرز البارد ربما خوفا على المعدة وقيل لي في اليوم التالي أن المبلغ الذي خصصته لك الأمم المتحدة قد نفذ أي إن سعر الصحن الرز والمرق مائتي دينار أما المنام فكان في غرفة جماعية مفتوحة على دورة المياه التي جعلها العاملون مخزنا لأدواتهم بكل ما فيها من رائحة كريهة وعفونة لهذا السبب لم أرد أن تبذل أسرتي أسرة آل كعود شيوخ آل نمر الكرام هذا البذل وتذهب ضحية من خداع كالخداع الذي مررت به سابقا...
أما السبب العراقي فهنالك مثل يقول (إذا كان صحبك حلو فلا تأكله كله) وعائلة آل الكعود لها الفضل الكبير ليس عليً فقط وإنما على غيري ولم أرد أن أستغل هذا التقدير لمنفعة لهذا الغرض أو لأي غرض وحاشى الحب أن يستغل (فصديقك من نفعك وليس صديقك من ضرك) وليس من الكرم استغلال الكرم لذلك كان وجودي بين عائلة الشيخ بزيع ونجليه الدكتور حميد والمهندس جلال هو العلاج وقد تستغربون فالرعاية المعنوية والحب والألفة والاحتضان الإنساني هو كلها وسائل علاج وبها استعدت شيئا من عافيتي وسأستعيد ما تبقى بإذن الله، وأظن إن هذا العلاج الأخلاقي والإنساني قد يكون أيضا من أنفع العلاجات للحالة العراقية المريضة بالأنانية والأحقاد الغبية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
أحمدي نجاد في القمة الخليجية.. عجيب أمور غريب قضية

داود البصري
السياسة المويت
هل يشكل حضور الرئيس الايراني المتشدد والمتعصب والمثير للجدل محمود احمدي نجاد لقمة الدوحة لدول الخليج العربي تغيرا نوعيا وكميا في سياسة النظام الايراني تجاه جاراته الخليجيات بما فيها اعلان التوبة عن حملات وخطط وجيوش الارهاب العقائدية المتمرسة في معسكرات فرق الحرس الثوري الارهابية الهادفة لزعزعة واسقاط انظمة المنطقة في لجة الفوضى ومن ثم اعلان الاستعداد لانسحاب ايراني من جزر عربية محتلة في راس الخليج العربي منذ العام 1971 والتوقف عن المطالبة بالدعاوي التاريخية المريضة بتبعية بعض دول المنطقة لايران وهي امور ومطالبات يبدوجليا ان النظام الايراني من المستحيل ان يلجا اليها ولوفي الاحلام, ام انها سياسة مداهنة ونعومة مزيفة وبرودة قاتلة هي كل مميزات شخصية صانع القرار السياسي والامني والعسكري في ايران ? وهل حضرت للدوحة سياسة الرئاسة بينما تركت سياسات الاطلاعات والسباه باسداران وبنياد مستضعفين وبقية فروع التبشير بتصدير الثورة لنفسها مساحات واسعة للتحرك بعيدا عن قيود الدولة الرسمية ومجاملاتها الدبلوماسية التي لا تعني شيئا امام المخطط الايراني المستمر والواسع المدى الذي لمس الجميع طبيعته الحقيقية في العراق المجاور , وحيث يتفاوض الايرانيون مع ( شيطان بزرك ), اي الشيطان الاكبر الامريكي في بغداد حول ما يسمى ب( امن العراق ), في ظل تبرئة ايران لنفسها من تهمة الاخلال بالامن في العراق ? فعلام المباحثات اذن ? ولاي هدف تقام ? وما هوالداعي اصلا لكل تلك المفاوضات ان كان الايرانيون بريئين براءة الذئب من دم يوسف بشان الملف الدموي المزعج في العراق, وبعيدا عن حالة تداخل الملفات واشكالياتها المعقدة , فان حضور الرئيس الايراني للدوحة لن يضيف جديدا بالمرة, فنجاد قد عود الجميع على بساطته الظاهرية وعلى سلميته البراقة المخادعة, فهوحينما زار الاهواز المحتلة حرص على لبس الدشداشة العربية واعتمار العباءة العربية, في الوقت نفسه الذي يعد النظام الايراني الخطط البديلة والجاهزة لافراغ الاهواز من العنصر العربي بطريقة فنية ومحترفة لا تترك اثرا ولا حتى خدوشا ظاهرية, وفي الوقت نفسه الذي تم اعدام عدد من شهداء الحرية في الاهواز, من الواضح ان الخطاب السياسي والاعلامي الايراني يهدف اساسا لتطمين اهل المنطقة من طبيعة النوايا الايرانية بعد سلسلة التهديدات الاخيرة والصادرة من اهل الحرس الثوري السابقين منهم واللاحقين وهي تهديدات لن تمر بسهولة ولن يتم تجاهلها فطبيعة الخبرة الخليجية المتراكمة من تقلبات ونوايا السياسة الايرانية معروفة وموثقة منذ اكثر من ربع قرن دموي رهيب , وكل احاديث وتطمينات وابتسامات وصلوات نجاد ليست بذات قيمة ما لم تقترن بممارسات عملية تتمثل في نزع فتيل التوتر والتعاون مع المجتمع الدولي والتصرف بحرص وعناية واهتمام بمصالح ودماء الشعوب الايرانية وشعوب المنطقة , ومالم تقترن بخطوات حقيقية تعبر عن نوايا جديدة وايجابية تتمثل في الاعلان التام عن الاستعداد لمفاوضات جدية من اجل عودة الجزر المحتلة لاهلها الشرعيين والتاريخيين , والتوقف التام عن كل اعمال وتصريحات التحريض والتخويف واشاعة الرعب ونشر الصواريخ الكارتونية التي لن يكون مصيرها بافضل من صواريخ صدام البائدة , فشعوب ايران والخليج العربي ليست بحاجة لصواريخ , بل لتنمية اقتصادية وتطور سياسي واجتماعي حقيقي وبناء منظومة امنية مسؤولة تبعد شبح الخراب الشامل عن المنطقة , وللاسف فان ايران في عهد نجاد قد عادت سنوات طويلة الى الخلف وسجنت نفسها في قلعة العزلة , ولن تفيد الابتسامات وحدها في حل الازمة البنيوية للنظام الايراني , انها فرصة الساعات الاخيرة للنظام الايراني والتي لونجح في استغلالها لجنب نفسه والمنطقة من مغبة مصيبة واضحة ترتسم في الافق, نامل ونتمنى, رغم ان الواقع بعيد كل البعد عن الامنيات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
يابان أمريكية.. أخطار مرتقبة

محمد صلاح الدين
المدينة السعودية
منذ بداية عهد الرئيس جورج بوش الابن، بدأت الإدارة الأمريكية ضغوطًا مكثّفة على اليابان، للخروج من حالة الحياد السّلمي الذي فرضها على البلاد، دستور ما بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية، إثر القصف النووي لمدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، وبدأت الحكومات اليابانية المتعاقبة السير في هذا الاتجاه استجابة لضغوط الأمريكيين.

ولم يعد سرًا أن السياسة الأمريكية في عهد الرئيس بوش، بعقلية الغزو والغطرسة العسكرية، قد استهدفت تحويل اليابان بالتدريج إلى قوة عسكرية كبرى، تتولّى نيابة عن أمريكا حراسة كامل منطقة شرق وجنوب آسيا، وتواجه النّمو العسكري المطّرد للصين، وترفع عن كاهل الولايات المتحدة الأمريكية عبء التكلفة المالية والبشرية والسياسية، الذي تتكفّل به حاليا في هذه المنطقة الحسّاسة والهامّة من العالم.

* * *

تلك دون شك سياسة بالغة الخطورة، تنقل اليابان من عقود الرخاء والسّلام والبعد عن أي نشاطات عسكرية، وما يوفّر كل ذلك من تكاليف باهظة اقتصاديًا وسياسيًا، وتضعها في مواجهة أخطار ونزاعات شتّى، خاصة إن ظلت رديفًا للسياسات الأمريكية وعقلية راعي البقر الأمريكية التقليدية، كما أن من شأن ذلك إشعال نار سباقات عسكرية واسعة، سيكون لها آثارها البعيدة المدى على المنطقة والعالم.

ولئن جاء برنامج كوريا الشمالية النووي، كعامل مساعد للسياسة الأمريكية التي تحاول تحويل اليابان لقوة عسكرية فاعلة، فإن وتيرة المعارضة لهذه السياسة، في شعب لا يزال يحمل في ذاكرته فجيعة مدينتي هيروشيما ونجازاكي، ظلّت تتصاعد، سواء ضد التحوّل العسكري المنتظر، أو ضد سياسات التّبعية للسياسات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، والتي تجلّت في مشاركة اليابان في الغزو العراقي للعراق وأفغانستان، حتى ولو كانت هذه المشاركة بأعمال مدنية كالتموين والعلاج الطبي، وغيرها من الخدمات التي تحتاجها القوات المحاربة في أي قتال.

* * *

لقد تبنّى مجلس الشيوخ الياباني، قانونًا يقضي بإنهاء مهمة سلاح الجو الياباني في العراق، وإن كان من المتوقع أن يرفضه مجلس النواب، وتتهم المعارضة التي يشكل الحزب الديموقراطي الياباني أكبر مكوناتها، حكومة رئيس الوزراء ياسو فوكودا، باتباع الاستراتيجية الأمريكية في العراق وأفغانستان بشكل أعمى، ويقترح النصّ الذي أقرّ بموافقة 133 عضوًا، ورفضه 103 آخرون، إنهاء مهمّة الجيش الياباني، التي تقضي بنقل بضائع وموظفين من الكويت الى العراق، لحساب الأمم المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

إنّ هذا القانون يكتسب طابعًا رمزيًا، لأن هذه المهمّات الجوية قد مددت في يوليو عامًا واحدًا، لكن ذلك مؤشر قوي على ازدياد موجات المعارضة لسياسات التبعية لأمريكا، والتي سبق أن أطاحت بمعظم رؤساء الدول المشاركة في غزو العراق وأفغانستان، بدءًا برئيس وزراء اسبانيا السابق، الإيطالي بيرلسكوني، ثم البريطاني توني بلير، وأخيرًا الاسترالي هوارد.

إنّ يابان تابعة للسياسات الأمريكية، ستكون مشكلة لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وللعالم كله، خاصة في ظل إدارة أمريكية هوجاء، لا تفكّر في العواقب، ولا تقيم وزنًا للعدالة والقانون، وهي في كل الأحوال دروس للذين يسرفون في مجاملة رعاة البقر الأمريكيين.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
شرعنة الاحتلال العسكري!

طارق مصاروة

الراي الاردن
لا معنى للنفي الأميركي أو العراقي، فهناك الآن ثلاث قواعد أميركية كبرى في الجنوب والوسط والشمال.. إلى حد أبنية البيتزا، والهوت دوغ، والكنتاكي المعروفة. فالأميركيون غزوا العراق لا لينسحبوا منه. وقبلهم الانجليز. فالعراق غني بنفطه ومياهه، وموقعه الاستراتيجي المجاور لإيران وعلى ثغر الخليج العربي، وتركيا يجعل منه موقعاً مسيطراً، خاصة وأن فيه قيادة الأسطول الخامس، وأكبر قاعدة جوية خارج الولايات المتحدة!!.

أيام كان لبريطانيا قاعدة الحبانية، كان أكبر الذين يسحجون الآن للديمقراطية، والحرية يقيمون الدنيا على النظام العراقي الملكي دون أن يتنبهوا إلى أن هذا النظام أقام دولة عظيمة في مشرق الوطن، ووحد شعبه، وانقذ الموصل وقد كان وضعه أقرب إلى وضع لواء الاسكندرون وامارة المحمرة. واصبحت دولة العراق سنداً لسورية وللأردن ودول الخليج خاصة بعد استفحال الموجة الخمينية.

الآن يقبل كل الذين جعلوا من نوري السعيد رمزاً للاستعمار في المنطقة.. الاحتلال الأميركي. ويقبلون قواعده. وحين قامت ''الثورة'' عام 1958 لم يكن في العراق قاعدة واحدة، ولم يتكلف عبدالكريم قاسم والأحزاب التي جعلت منه ''الزعيم الأوحد'' عناء مقاتلة الاستعمار والامبريالية، فأقاموا المذابح بينهم. وكانت الانقلابات ليست أكثر من صراع على السلطة والنهب وافقار العراقيين. وحين أعيدت إلى العراق سطوته وقوته وموقعه المميز عمل أهل ''تحرير العراق'' من أبنائه مع الأميركيين ومع الإيرانيين ومع الإسرائيليين لهدمه.. وكان الغزو العسكري الغربي ختام هذا التحرير. وها نحن نعود إلى عام .1917. إلى أيام الغزو البريطاني. وإلى مطالبة المطالبين بالموصل وأربيل والسليمانية والمطالبين بالبصرة والكوفة والنجف، فمن قال إن التاريخ لا يعيد نفسه؟؟.

هناك الآن أكبر بناء سفارة أميركية في المنطقة الخضراء ببغداد وهناك ثلاث قواعد أميركية كبرى يتم بناؤها دون حتى معاهدة اذلال. وهناك اجراءات تتم بين واشنطن والأمم المتحدة وأناس يحكمون العراق لنقل انتداب الأمم المتحدة التي ''تسلمت'' العراق من الأميركيين، إلى الحكومة ''الديمقراطية الشرعية'' التي ستوقع معاهدة ''صداقة وتحالف'' مع الولايات المتحدة تجعل من القواعد الثلاث قواعد تحالف كالقواعد في ألمانيا المحتلة التي صارت قواعد أطلسي وقواعد وارسو!!.

لا احد يصدق أن الأميركيين سيخرجون من العراق بعد تحريره من العراقيين!. فهناك اخضاع لقوى المعارضة المسلحة.. وبعدها تقوم ''الشرعية'' بشرعنة الاحتلال!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
هيلاري كلنتون بين افغانستان والعراق
جابر التل

الدستور الاردن
نشرت الصحف يوم الاثنين 26 الماضي مقالا مترجما لهيلاري كلنتون التي تخوض فرصتها لترشيح حزبها الديمقراطي لها لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية للانتخابات القادمة ، وقد بينت صراحة ان الاهمية الاولى لها عند تسلمها الرئاسة هي الخروج من العراق دون خسائر جديدة ، لانها تعتقد ان الحرب الخاسرة في العراق قد ادمت وأثقلت الكاهل الامريكي اقتصادا وسمعة وهيبة دولية،

لفت انتباهي ان هيلاري ارادت الخروج فقط من العراق ، فقد اشارت الى ان الواجب عليها ان تقوي وجودها في افغانستان لتكملة الخطط الامريكية في تلك المنطقة من حيث تأمين وصول البترول والغاز مرورا باذربيجان وافغانستان من مناطق بحر القزوين وبذلك تحكم السيطرة على بترول ونفط الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفييتي سابقا وتربطه مع نفط الشرق الاوسط وبذلك تتحكم في بقية الدول الصناعية خاصة المانيا واليابان الذي اذلوا الدولار الامريكي وتسببوا في اندحار الاقتصاد الامريكي،

العراق لم يعد مهما لهيلاري كلنتون ربما ليقينها بأن العراق قد عاد الى العصر الحجري وبأن من يحكم العراق الموحد او المفتت لن يجرؤ على حرمان الولايات المتحدة من النفط ، وبالتالي لا يهم هيلاري كلنتون ماذا سيحدث للعراق والعراقيين ما دامت انابيب النفط سالكة،

بينما في افغانستان فالامر مختلف فالواقع العسكري يشير الى عودة طالبان وقوة شوكتها ودحرها القوات الافغانية والامريكية في الكثير من المواقع ، رغم ما تشيعه القوات الامريكية عن قوة الحكومة الكرازية وسيطرتها على الوضع، وربما لان الولايات المتحدة تدرك تماما ان الافغانيين يلتقون ويلتفون حول طالبان من جديد لانهم ذاقوا الامرين من الحكومة الكرازية والامريكان المحررين - بكسر الراء - ، فالأمن غير مستتب والفساد مستشر والمخدرات تزرع وتوزع على عينك يا تاجر بينما كانت هذه الامور قد اختفت خلال الفترة التي تسلمت فيها طالبان الحكم، اضافة الى ذلك فإن خروج طالبان الباكستانية الى العلن والقتال الذي يدور في وادي سوات ومنطقة وزير ستان بين المجاهدين الباكستانيين والذين يواجهون الجيش بصلابة ، هؤلاء في حين انتشارهم واستيلائهم على الحكومة في اسلام اباد ربما هو الهاجس الذي دفع بناظير بوتو الى التصريح بأن القاعدة في طريقها الى اسلام اباد ، وهذا اذا حصل سيدعم من قوة طالبان الافغانية وستكون لها قوة دافعة ومؤازرة،

هيلاري كلنتون اخرجت العراق من تفكيرها لان معركة العراق خسرها بوش وهي تريد ان تبدأ مرحلة الرئاسة بانتصار ولو معنويا وهو اخراج الجيش الامريكي في اول شهرين من تسلمها الرئاسة لتسجل انتصارا عاطفيا عند الامريكيين وتوفر نفقات الحرب مما قد ينعكس على الخدمات الحكومية من تعليم وصحة في امريكا،

هيلاري كلنتون ستصل الى البيت الابيض رغم كل منافسيها ، والامر بيد الرئيس بوش اذا اراد ان يفوت هذه الفرصة على هيلاري كلنتون فيبدأ في اخراج الجيش الامريكي من المستنقع العراقي عسى ذلك يشفع له عند الامريكيين واذا لم يفعل ذلك فيكون قد استمر في ركب رأسه كما يقولون،



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
عراقيون يتحدون الموت

تيري جود

اندبندنت –


ضمت المجموعة المنتقاة من العراقيين على متن زورق الدورية (بريديتر) نجاراً ومساعد طبيب وصائد اسماك وصاحب محل بيع أشرطة موسيقي، ومعظهم شيعة من البصرةأ لكن بينهم ايضا سنيين من بغداد وبعض الاكراد والمسيحيين.
وبعضهم كان قريبا من البحر وآخرون كانوا لايرون فيه سوى تلال خضراء من الأمواج، لكن هناك ما يوحد بينهم جميعا، فكل واحد منهم عضو في البحرية العراقية الجديدة لقد تركوا جميعا مهنهم السابقة من أجل حماية الممرات المائية العراقية وخاصة منصتي النفط العملاقتين اللتين تمتدان لمسافة ستة أميال داخل البحر والتي يقوم عليهما الاقتصاد الرئيسي للعراق.
ويضخ عبر هاتين المنصتين 2.4 مليون برميل من النفط بقيمة تتعدى 230 مليون دولار في اليوم بإسعار اليوم المتصاعدة مما يجعل منهما مصدراً لنسبة 90% من الناتج القومي المحلي للعراق، كما يجعل منهما هدفاً رئيسيا للإرهابيين.
واليوم تطوف السفن الحربية البريطانية والامريكية والاسترالية حول المنصتين، لكن في نهاية المطاف، فإن مسؤولية حمايتهما سوف تقع على عاتق العراقيين وحدهم.
لقد دمرت البحرية العراقية من قبل نفس القوات البريطانية والامريكية التي تحاول الآن اعادة بنائها، والزوارق القليلة والسريعة التي تستخدم الآن كانت قد اشتريت في الأصل بواسطة صدام حسين وقد جرت مصادرتها في الطريق قبل أن تصل إلى العراق في عام 2002 بسبب الحصار المضروب على العراق وقتذاك.
وقد ابرمت عقود مع شركات ايطالية وماليزية لتوفير سفن جديدة، لكن من المتوقع أن تصل بعد عام على الأقل، ولا صدى للحديث عن انسحاب بريطاني من البصرة هنا، فالعمل في اعادة بناء البحرية العراقية لايزال في بدايته، والمسؤولون البريطانيون هنا يقولون بأنه لن يحدث تسليم المهام للعراقيين إلا بعد مرور ثلاثة أعوام على الأقل.
فما لم تصل سفنهم، فإن العراقيين لن يستطيعوا حماية منصات شحن النفط ولابد من وجود من يساعدهم حتى ذلك الحين، ولا يمكن مقارنه هذا بما حدث في البصرة.
وبينما كان بعض رجال البحرية العراقية يتحدثون يفخر عن حماية اقتصاد بلدهم، إلا أن الكثيرين منهم يسرون بأنهم يحاولون ايضا اطعام اسرهم، غير أنه عمل محفوف بالمخاطر.
يصل راتب جندي البحرية العراقي 400 دولار وهذا يعادل خمية أضعاف ما كان يكسبه مساعد الطبيب مثلاً وأحد هؤلاء الرجال يساعد سبعة من الأخوة غير العاملين مع اسرهم بالإضافة لأسرته هو وفوق ذلك فإن كل واحد منهم قلق من سماع أنباء اختطاف شقيق أو ابن بسبب إلتحاقهم بهذه الوطائف.
وفي كل اسبوع يغادر فيه رجال البحرية الجدد قاعدتهم في (أم قصر) للعودة إلى منازلهم فإنهم يجردون انفسهم من زيهم العسكري وبطاقات هوياتهم وأي شيء آخر قد يفضح حقيقة عملهم.
وقد وجد أحد جنود البحرية الجدد وعمره 24 عاماً خطابا أثناء عودته لبيته يقولون له فيه إن أمامه خمسة أيام ليترك وظيفته أو أنه سوف يموت .. وقال إنهم نسفوا دكانه .. فقام بتغيير المنزل الذي سكن فيه والآن لا يذهب إلى المنزل الجديد إلا ليلاً.
وشاب آخر في العشرين من العمر، وهو سني من بغداد، بلغ به الخوف أنه نقل أسرته إلى جزء آخر من العراق.
وقال حيدر، 25 عاماً وهو من قبيلة أعدم منها خمسة عشر فرداً بمن فيهم والده واربعة من اعمامه إن كل شخص يخاف على أسرته رغم انخفاض مستوى العنف في البصرة منذ أن انسحبت القوات البريطانية من وسطها وهو يقول: إنني أعيش يوميا مع القلق ولكل شخص قصة مؤلمة يرويها، والجميع خائفون لكنهم يرغبون في حماية اقتصاد بلادهم.
وقال الملازم توبي نورمان الذي قام بتدريب العديد من رجال البحرية العراقية الجدد، إن التدريب لايخلو من اللحظات السريالية، فالعديد من العراقيين كانوا يعلمون انفسهم اللغة الانجليزية عن طريق مشاهدة الإعلانات التليفزيونية داخل السفن.
غير أن دور المساعد في خدمة البحرية العراقية يثير حفيظة بعض الرجال العراقيين، فقد بدأ محمد الباقر والذي خدم في بحرية صدام حسين لمده عشرين عاما يضحك بسخرية وعندما سئل لماذا يضحك أجاب: هذا زورق دوريات عراقي، وتلك منصة شحن بترول عراقية ومع ذلك ننتظر الإذن بالسماح لنا لكي نذهب إلى هناك.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
الانسحاب لأجل البقاء

يفغيني بريماكوف
الشرق قطر
انتهت للتو أعمال اجتماع أنابوليس بشأن التسوية السلمية للصراع في الشرق الأوسط. وعشية انعقاد الاجتماع كنت قد كتبت مقالاً عبَّرت فيه عن تفاؤلي الحذر بشأن ما سوف يتمخض عنه هذا الاجتماع، وقد كنت محقاً في ما ذهبت إليه من توقعات. فقد أدت الجهود المشتركة للمجتمعين، سواء الأطراف المباشرة للصراع، أو غير المباشرة، (وأخص هنا بالذكر الولايات المتحدة وروسيا) إلى منح عملية السلام في المنطقة زخماً جديداً وعلى كافة المسارات. اللقاء المقبل سوف يكون في موسكو بعد عدة أشهر، وما نأمله في لقاء موسكو هو الانتقال إلى مرحلة متقدمة من نتائج أنابوليس.

سأتطرق هنا إلى موضوع يمكن فيه الاستفادة من تجربة أنابوليس. وقلما تناوله أحد من هذه الزاوية، وهو الوضع في العراق.
لقد أزاح أنابوليس العراق من صدر الصفحات الأولى في وسائل الإعلام العالمية، على الرغم من أن ما يجري في العراق الآن على جانب كبير من الأهمية. فقد توجه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الأمم المتحدة بطلب التمديد لقوات الاحتلال في بلاده حتى 8 يوليو 2008، وقد اتفق مسبقاً مع الأمريكان على أن تقوم قواتهم بعد ذلك التاريخ بالتمركز في مواقع محددة داخل العراق. وسيتم تفسير ذلك على أنه انسحاب جزئي. أما في الواقع فإن الأمريكان سيعيدون انتشارهم وفق تشكيلة جديدة. أما نتيجة ذلك فهي أن صفة الاحتلال سوف تنزع عن القوات الأمريكية، وسيرافق ذلك ويليه نشاط إعلامي مكثف حول العراق، يصوّر للرأي العام العالمي والأمريكي أن مشكلة العراق قد قطعت شوطاً بعيداً في طريق الحل. وهذه النقطة في غاية الأهمية بالنسبة للحملة الانتخابية في الولايات المتحدة.

هذا هو الوجه الأول للعملة. أما الوجه الآخر والخطير فيتلخص في أن الوجود الأمريكي العسكري الدائم (وأشدد هنا على أنه دائم) في العراق سوف يُستخدم وبكل تأكيد في غير مصلحة الشعب العراقي وشعوب منطقة الخليج.
الخبراء العسكريون والسياسيون الأمريكان الموجودون حالياً في العراق منهمكون بمسألة الانتقال الهادئ إلى الوجود الدائم وفق مبدأ القواعد. وقد لجأ الأمريكان إلى هذا الخيار بعدما فشل الخيار الأول المتمثل في الاعتماد على العراقيين المهاجرين المعادين لنظام صدام حسين، والذين رعاهم الأمريكان وأعادوهم إلى العراق ليستلموا زمام الأمور، فتبين أن هذه الشريحة تفتقر إلى الدعم السياسي والاجتماعي في الشارع العراقي، إضافة إلى انخراطها في قضايا الاختلاس والفساد، وانشغالها عن أداء المهام السياسية المطلوبة منها. كما فشل الخيار الثاني المتمثل بالاعتماد على الأغلبية الشيعية التي طمأن قادتها الأمريكان بأنهم قادرون على تحقيق ما فشل به المهاجرون العائدون. وكانت النتيجة أن اكتشف الأمريكان بعد فترة من الزمن ولاء أغلب القادة الشيعة لإيران وتغليبهم للمصالح الإيرانية في حال تعارضها مع المصالح الأمريكية. كما اكتشف الأمريكان أن حكومة الشيعة بقيادة المالكي غير كفؤة ومنقسمة على نفسها.

إن الخلاف الأكبر بين المجموعات الشيعية يتمثل في السيطرة على موارد النفط ونقاط التفتيش الحدودية وممرات نقل السلع ومواد التموين. خروج السنة المهمشين من الحكومة وأنصار الصدر وحزب الفضيلة خلق فراغاً في السلطة وتزايداً في أعمال المقاومة ضد الأمريكان، لا سيما من قبل السنة.

فشل الخيارين المذكورين هو ما دفع الأمريكان إلى التفكير بالتحول لمبدأ القواعد الدائمة. وقد أصبح من المعروف، رغم النفي الأمريكي، أن ممثلين دبلوماسيين وعسكريين وأمنيين أميركان التقوا في منطقة البحر الميت في الأردن بممثلين عن حزب البعث العراقي والمقاومة السنية. وقد أكدت مصادر موثوقة أن الأمريكان اقترحوا على المقاومة السنية هدنة لمدة ستة أشهر في أربع مناطق هي: الأنبار وديالا وصلاح الدين ونينوى. وقد وعد الأمريكان مقابل ذلك بالكف عن حملات التطهير التي يتعرض لها السنة وإطلاق سراح عدد كبير من أسراهم. لكن المقاتلين السنة والبعثيين أصروا على جدول زمني للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق. من هنا فإنني أتوقع، أن يلجأ الأمريكيون بعد اتفاقهم مع المالكي على القواعد الدائمة للالتفات إلى السنة وتلبية بعض مطالبهم كي يأمنوا جانبهم، بعد أن كانوا يديرون لهم ظهورهم طوال الوقت.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيستطيع الأمريكان بهذه المناورة أن يحققوا التهدئة في العراق؟ أنا شخصياً أشك في ذلك! ومما يزيد من شكوكي حالة العداء التي طفت أخيراً على السطح بين الأكراد وحكومة المالكي، بعدما قام الأخير بإلغاء 15 عقداً لاستخراج النفط من أراضي كردستان العراق وقعتها حكومة الإقليم مع شركات أجنبية. الأكراد أكدوا وبحزم أنهم لن ينصاعوا لحكومة المالكي، ويزيد الطين بلة إصرار الأكراد على ضم كركوك إلى حدود كردستان ذات الحكم الذاتي (حالياً) والمستقل مستقبلاً (حسب منظورهم).

لابد هنا أن نعود إلى تجربة أنابوليس التي أثبتت أن الولايات المتحدة بمفردها غير قادرة على حل أي من المشاكل الكبرى في الشرق الأوسط، ولابد لحل تلك المشاكل من تضافر الجهود الدولية. وقد اقترحت روسيا بهذا الصدد عقد مؤتمر تشارك فيه كافة القوى السياسية العراقية ودول الجوار: سوريا وإيران وتركيا، إضافة إلى الأمم المتحدة والثماني الكبار.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
الغزاة ينفذون مخططاتهم ببطء
عبدالله الأيوبي
اخبار الخليج البحرين
ليس توجه الولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع اتفاق لتنظيم وجود القوات الأمريكية في العراق إلى أجل طويل إلا أحد الإفرازات الطبيعية لجريمة غزو العراق بل انه واحد من الأهداف الاستراتيجية الأمريكية من وراء الغزو حيث ان هذا الوجود الطويل الأمد سيمكن أمريكا من تعويض خسارة قاعدتها الاستراتيجية في المنطقة بعد سقوط نظام شاه إيران عام 1979 الذي كان يمثل أكبر حليف لواشنطون بعد الكيان الصهيوني في المنطقة العربية أو مجيء نظام معاد لأمريكا في إيران،

ناهيك عن أن العراق بما يمتلكه من ثقل بشري وإمكانياته الاقتصادية وما يمتلكه من ثروات نفطية هائلة كلها عوامل وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية نصب أعينها حين خططت لغزو هذا البلد واحتلاله تحت ذريعة «تخليص« شعبه من نظام صدام حسين و«إزالة« أسلحة الدمار الشامل التي كانت أحد عناوين جريمة الغزو الأمريكية. فالولايات المتحدة الأمريكية ترفض أن تسمي جريمتها في العراق غزوا لا أخلاقيا ومخالفا لكل الشرائع الدولية وقوانينها وسيادة الدول التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، كما ترفض أن تسمي قواتها في العراق القوات المحتلة رغم انطباق تعريف الاحتلال على وجود هذه القوات التي غزت بلدا مستقلا وعضوا في المنظمة الدولية بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الذي كان قائما قبل الغزو، ولهذا فإن استمرار وجود قواتها المحتلة في العراق تريد أن تضفي عليه شكلا من الشرعية بالاتفاق مع الحكومة التي أفرزتها جريمة الغزو. لم تعاند الولايات المتحدة الأمريكية المجتمع الدولي بأكمله وترسل قواتها إلى العراق واحتلاله رغم معارضة المجتمع الدولي وشرائح عريضة من الشعب الأمريكي، لم تفعل ذلك كله من أجل سواد عيون العراقيين ولا من أجل تخليصهم من نظام صدام حسين الذي وصفته بالنظام الدموي الديكتاتوري، وإنما من أجل ما هو كامن في باطن الأرض العراقية ومن حولها من ثروات، فالتاريخ يشهد بأن الولايات المتحدة الأمريكية وأي قوى استعمارية أخرى لا تبحث إلا عن تأمين مصالحها حتى لو كان ذلك على حساب سيادة الدول ومصالح الشعوب الأخرى. فإسقاط نظام صدام حسين يعتبر في ظاهره خيرا للشعب العراقي بعد أن تخلص من نظام جثم على أنفاسه أكثر من ثلاثة عقود ونصف عقد ولكن هذا الغزو فرض على الشعب العراقي أن يدفع ثمنا باهظا جدا كان بالإمكان عدم دفعه لو أن الولايات المتحدة لم ترتكب جريمة الغزو، فالنظام العراقي السابق وصل إلى حالة من الترهل بحيث لم يعد زواله أمرا صعبا أو مستحيلا، بل ان صدام حسين كان على استعداد لأن يفتح صفحة جديدة من العمل السياسي، ولكن أمريكا ليست مستعدة لأن تقبل بمثل هذا التغيير في طبيعة النظام لأن التغيير هنا سوف يمنع الغزو وبالتالي تفويت فرصة احتلال العراق. فلو تفحص المرء النتائج التي ولدتها جريمة الغزو الأمريكية للعراق فلن يجد صعوبة في معرفة كارثيتها على مستقبل العراق، ليس من حيث الخسائر البشرية الكبيرة التي سببتها هذه الجريمة وإهدارها لثروات العراق فحسب، وإنما الكارثة الكبرى تتمثل في ضياع مستقبل العراق كبلد قادر على التحكم في شئونه باستقلالية تامة، فهذه من أهم الاشتراطات السيادية للدول فإذا ما فقدتها فإنها تفقد استقلالية قراراتها، وهذا ما ينتظر مستقبل العراق بكل تأكيد بسبب الاحتلال والوجود الأمريكي العسكري الذي تخطط واشنطون لإلزام العراق بالتوقيع على شرعنته. فالجريمة الأمريكية كانت في ظاهرها تستهدف رأس النظام ولكنها من الناحية الاستراتيجية تستهدف ثروة العراق واستقلاله وسيادته وقد حققت حتى الآن نتائج ملموسة على أرض الواقع إذ لم يعد العراق بلدا قادرا على التحكم في قراراته إذا كانت تتعارض مع التوجهات السياسية الأمريكية ليس فيما يتعلق بالشأن القومي فحسب وإنما بالشأن الوطني العراقي أيضا، وهذا بالضبط هو جزء من مخطط الغزو الأمريكي للعراق إذ ان انتزاع الإرادة الوطنية والاستقلالية يمكن المحتلين من تنفيذ مشاريعهم وخططهم من دون أي عوائق ومعارضة حقيقية، وقد تحقق للولايات المتحدة الأمريكية ما أرادت بالفعل حتى الآن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
بــــوش يـفـشــــل فـي أنابـولــيس والـعـــــراق

د. فيصل الفهد

الوطن البحرين
عندما قررت الإدارة الأمريكية عقد قمة أنابوليس وإجراء مفاوضات الوضع النهائي أو (تصفية ما تبقى من قضية فلسطين) فإنها لن تكون أفضل من سابقاتها، والإدارة الأمريكية تتحرك لغاية في نفس بوش أملاً في تحقيق أي انجاز يسجل لها فيما يسمى بعملية السلام الإسرائيلية العربية.
لقد أصبح هذا الجهد الدبلوماسي أولوية كبرى للرئيس الأمريكي، لاسيما وأنه أراد أن يستغل مؤتمر أنابوليس لصرف الأنظار عن العراق وتمرير اتفاق بوش مع خادمه المالكي لبيع العراق ومستقبله كما لم يعد هناك وقت لهذه الإدارة لإنجاز شيء على الأرض يثبت أن هناك جدية أمريكية حول ما إذا كانت الطريق السالكة إلى القدس يمكن أن تؤدي إلى بغداد.
إن مهمة بوش تكاد تكون شبه مستحيلة في تحقيق ما قد يمكن اعتباره نجاحًا في هذا المؤتمر أو غيره فالقضية ليست مجرد لقاءات ومفاوضات بين غرماء لايجدون أنفسهم الا أسيري الابتسامة الكاذبة الصفراء امام عدسات كامرات التصوير إرضاء للسيد بوش وانقاذا له...
فالمهم ليس ما تم مناقشته أو اتفق عليه من قرارات في مؤتمر أنابولس بل ما سيترتب على إدارة بوش بعدها.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن على الولايات المتحدة ارسال فريق مراقبة يرتب الأوضاع على الأرض، ويكون مستعدا لمراقبة تنفيذ التزامات كل الأطراف. وأن تضمن الإدارة الأمريكية تجميدًا إسرائيليًّا للمستعمرات والتزاما فلسطينيا بتعقب (مرتكبي العنف!!)، فعليها أن تكون مستعدة للتحقق من نجاح أو فشل الأطراف في أداء ما عليها من التزامات يشك الجميع ان الكيان الصهيوني سيلتزم بأي منها!.
لقد أخفقت إدارة بوش في الضغط على الصهاينة للوفاء بأية التزامات طيلة السنوات الماضية فلا قيمة لعملية السلام المنشودة إذا لم يصاحبها، مراقبة، ومحاسبة، ونوع من المعاقبة في حال الفشل في تنفيذ الالتزامات. فلن يحدث أبدا أن يتحقق إنجازا في عملية (السلام) خال من المخاطرة لأي من الأطراف، وكل اختراق كان مصحوبا بردود افعال قاسية على القادة العرب والإسرائيليين.
إن جل ما قدمته ادارة بوش هو وعود وتطمينات وضمانات ودعم سياسي ومساعدات اقتصادية وأمنية وغيرها الى المشاركين العرب. وبعمل دبلوماسي أمريكي جدي لتجاوز المشاكل المستعصية وحلها بطرق مبتكرة مع (وعود) بتأكيد المواقف الأمريكية حول قضايا الوضع النهائي (الأراضي والأمن واللاجئون والقدس). ولكن تجربة السنين الماضية اثبتت ان الولايات المتحدة لم تنجز أي من فروضها التي تعهدت بها، وأخفقت في تحقيق كامب ديفيد ثانية وخارطة الطريق. ولم تتعظ ولم تتعلم الدرس من تلك الإخفاقات.
في هذه الأجواء الملبده بغيوم الفشل تتهاوى على رأس بوش الضربات الموجعة لاسيما سقوط جميع حلفائه الذين سايروه في جريمة احتلاله للعراق ابتداءً من اثنا وبرلسكوني وبلير ورئيس وزراء بولونيا وو.. وليأتي آخرهم المجرم هاورد رئيس وزراء استراليا فماذا تبقى للسيد بوش يتمشدق به للبقاء في العراق فقواته في العراق تشكو الآمرين ابتداءً من هروب الضباط والجنود بشكل غير مسبوق والمعلومات تتحدث عن ارقام تتجاوز عشرة آلاف وعشرات الآلاف من المصابين بأمراض عقلية وآلاف اصيبوا بأمراض لم يكتشفوا سرها اضافه الى تدنٍّ غير مسبوق بالروح المعنوية بعد مقتل اكثر من خمسين الف عسكري منهم وتعويق واصابة ضعفهم في وقت اصبح فيه الحصول على متطوعين جدد امر بالغ الصعوبة فالكل يرفض الذهاب الى العراق حيث الموت في انتظارهم.. وهذا لم يتوقف عند العسكريين بل شمل حتى الدبلوماسيين الذين رفضوا الخدمة في العراق رغم كل المغريات المادية والحوافز هذا عدا المعركة المفتوحة مع الكونغرس المهيمن عليه من الحزب الديمقراطي الذي يطالب بوش بتحديد جدول عملي لانسحاب القوات الأمريكية المحتلة من العراق كشرط للموافقة على تخصيص مبالغ اضافية لإدامة التواجد العسكري هناك.
إن ادارة بوش تبذل جهودًا مضنية في محاولة للتوصل الى نوع من الاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بينما يبقى الوضع في العراق بلا حل، ومن الواضح ان زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق لم تؤدِّ الى الحد من العنف وهذا ما يعني فشل الخيارات العسكرية والحاجة الى حلول دبلوماسية.
ان مايبدو ظاهرا على السطح في جهود الإدارة الأمريكية كما لو انها تريد الابتعاد عن العراق (اعلاميا) وتأمل في انها ستصبح ضمن مسؤوليات من سيخلف بوش في البيت الأبيض حيث سيتحمل الإرث السيِّئ لهذه الحرب الخاسرة سلفا فليس أصعب على خليفة بوش من ان يكون رهينة الوجود بلا نهاية في العراق وتحمل استمرار المواجهة مع الشعب الأمريكي الرافض لهذه الحرب.
ان أغلب الأمريكيين لم يعودوا يفهموا شيئا مما يجري في العراق، ومن ذلك انه لن تكون هناك اية مصالحة سياسية رسمية في العراق، ولا مفاوضات كبرى ولا احتفال توقيع في البيت الأبيض. وزيادة القوات المريكية في العراق لم تجعله اكثر امنا، ولم توفق ادارة بوش بكل ما فعلته واستغلته في تحقيق مصالحة سياسية ولكن الذي انجز هو اتفاق كل الأطراف في العراق على اقتسام المغانم وسرقة الثروات وكل ما تفعله حكومة المالكي صنيعة الاحتلال هو دعم جيش المليشيات وجماعات الأمن التابعة للأحزاب العميلة وتوزيع عوائد النفط على امراء المحافظات وشيوخ القبائل.
ان أي تحسن او تغيير ايجابي لن يتحقق في العراق الا بعد خروج الاحتلال.. عندها يمكن ان يتحسن الوضع بصورة كبيرة ويعود اعداد كبيرة من اللاجئين لأنهم سيرون حينها اقتصادا مزدهرا، وحكومة تقدم خدمات وتحالفات سياسية بعيده عن المحاصصة الطائفية والعرقية وقوات امن يمكن الثقة بها في الأحياء. الا ان شيئًا من هذا لن يتحقق الآن وفي المسقبل القريب.. بل ويبدو ان الإحباط وصل الى كونداليزا رايس نفسها التي نأت بنفسها عن مشاكل العراق الأمر الذي يثير كثيرًا من التساؤلات وعلامات الاستفهام.. فلماذا لم تعد وزيرة خارجية بوش غير مكترثة بأخطر قضية تواجه إدارتها؟ ولماذا تبتعد عن فوضى العراق؟ فهل تريد إنقاذ صورتها ام هي تعلم ان السياسيين العراقيين لم ولن يرغبوا في التوصل الى اتفاق رئيسي لأنهم لايحبذون تقديم اية تنازلات اساسية علنية كبرى لبعضهم البعض في بلد تعم فيه الفوضى؟.
والسؤال الذي يطرحه الشعب الأمريكي على بوش هو متى يصل عملائه الذي شاركوا فيما يسمى بالعملية السياسية الميتة والتي راهنوا عليها.. الى اتفاقية يمكن ان تؤمن لقوات الاحتلال الخروج (بشرف من العراق)؟ ان الرهان على من تحالف بوش معهم رهان خاسر لأن هؤلاء لايمتلكون قدرة الدفاع عن انفسهم وليس من مصلحتهم خروج الاحتلال الذي اصبح وجوده ضمانه لاستمرار بقائهم في كراسي السلطة التي اتاحت لهم ان يصبحوا من اصحاب المليارات والملايين وهذا ما تضمنه الاتفاق الأخير بين بوش وبلير ومرر على العراقيين دون ان يعرفوا عنه شيئًا.
ان آمال بوش وحديثه عن تقدم امني واسقرار (قد تحقق) في العراق هو حمل وهمي كاذب وعلى السيد بوش ان يستعد لمواجهة الخلايا النائمه لتنظيم القاعدة التي ادعى قادته في العراق انهم قضوا عليها وستكون هناك مفاجآت كثيرة.. فالمالكي يبني بنفسه قوات تابعة لحزبه مستغلا امكانيات الحكومة وميزانياتها والصحوات لديها اجندات خاصة بأصحابها الذي سيصبحون امراء حرب والوضع القادم اشبه بحقل الغام لا أحد يعرف اين زرعت فيه هذه الألغام.. فمتى سيتعظ بوش ويركن لمنطق العقل ويتعامل مع قضية احتلاله للعراق بطريقة تحفظ له ولقواته ماء الوجه وتوقف نزيف الدم العراقي والأمريكي والخطوة الأولى التي عليه اتخاذها هي ان يتوجه لممثلي الشعب العراقي الحقيقيين وهم رجال المقاومة لاسيما وهو قد جرب خلال خمسة سنوات الأحزاب والقوى العميلة ولم يحقق أي شيء فلماذا لايجرب الضفة الأخرى ولن يخسر شيئًا بل سيختم تاريخه الأسود بحسنة واحدة.. ولكن هل سيفعل ذلك؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الهولوكوست» العراقي.. من المسؤول عنه
مارك وايزبروت

nformationclearinghouse.info


لقد قوبل توافق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مع الذين ينكرون حقيقة الابادة النازية، بالادانة. ولكن في نفس الوقت يحدث انكار لهولوكوست اخر بدون ان يتسبب في اي انزعاج لأي طرف: الهولوكوست في العراق. ان الامريكي العادي يعتقد ان المدنيين العراقيين الذين قتلوا منذ الغزو الامريكي في مارس 2003 هو 10 آلاف. والرقم الاكثر ورودا في وسائل الاعلام هو 70 الفا، ولكن الرقم الحقيقي للذين قتلوا يتجاوز المليون على اكثر احتمال.

وهذا اكثر بخمس مرات من تقديرات القتل في دارفور وحتى اكثر من الابادة التي حدثت في رواندا قبل 13 سنة.
وقد تأكد تقدير اكثر من مليون قتيل في العراق مرة اخرى قبل شهرين في مسح اجرته شركة استفتاءات بريطانية اسمها شركة ابحاث الرأي، والتي قدرت العدد بانه 1.220.580 منذ الغزو الامريكي. وهذا يتفق مع الدراسة التي اجراها اطباء وعلماء من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز قبل اكثر من سنة. وقد نشرت دراستهم في مجلة لانسيت وهي اكبر المجلات الطبية البريطانية. وقدر عدد القتلى حتى يوليو 2006 بانه 601.000 ولكن اذا حُُدّّثت هذه المعلومات استنادا الى الوفيات منذ تاريخ تلك الدراسة، فإن هذا التقدير يتجاوز الان المليون. وهذه التقديرات لا تشمل الذين ماتوا بسبب المشاكل الصحية التي تسببت فيها الحرب، بضمنها انهيار نظام الصرف الصحي والكهرباء ونقص الادوية الخ.

ومما يثير الدهشة ان بعض الصحفيين ورؤساء الصحف، وطبعا بعض السياسيين - يغفلون مثل هذه الارقام بحجة انها تستند إلى عينات عشوائية للسكان بدلا من عدّ كامل للموتى. وبينما من الخطأ ان تلوم اي شخص لنقص ثقافته، فإن هذا الاستهجان بطرق علمية ونتائجها لا يغتفر. كما قال احد المراقبين في لقطة ذكية: اذا لم تكن تؤمن بالعينات العشوائية، ففي المرة القادمة حين يطلب طبيبك اختبار عينة من دمك، اخبره بانه من الضروري ان يأخذ الدم كله.
في الواقع، ان هناك شواهد كافية على ان الاحتلال ذاته - بضمنه استراتيجية القوات المحتلة - لعب دورا في تصعيد العنف الى مديات هولوكوست.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
لا.. لتقسيم العراق

ميادة مجيد معارج
اخبار الخليج البحرين
قرار الكونجرس الأمريكي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية يعد قراراً صادما للرأي العام العربي والدولي على حد سواء، خصوصاً انه يمثل في حد ذاته خرقا فاضحا للقانون الدولي، فضلا عما يجر إليه العراق من تقطيع في أوصاله ومخاطر تمتد إلى باقي الدول العربية. والسؤال الذي طرح نفسه بقوه في المشهد السياسي العراقي هو هل يمكن أن يقدم مثل هذا القرار حلا سياسيا أو أمنيا لاستقرار العراق؟ أم أنه سيشعل نيران المذهبية والطائفية ويكرس لحرب أهلية محتملة تقود إلى الانقسام والاقتتال؟ وكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الشرطي بالعالم ومنظم الأمن العالمي حسبما يراها البعض وكونها هي من تقود ولا تنقاد،

فقد أصبحت تظن وهي من تملك القوة الغاشمة، انه لم يعد يوجد من يقوم بالتصدي لموجة التسونامي الأمريكية التي اكتسحت العالم العربي على وجه الخصوص. وبالرغم من أن البعض من الدول العربية أجمع على رفض المشروع رفضا تاما، وانها لن تقبله، باعتباره تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية العراقية، واستبعدت أن يؤدي مثل هذا القرار إلى إمكانية تقديم أي حل سياسي في العراق أو يقضي على الفوضى والعنف بقدر ما يدعم الصراع في المنطقة، فإنه وبالمقابل هناك بعض الدول العربية تحاول أن تلتف على الحقيقة التي يعيشها العراق، من خلال محاولة التأجيج تحت ستار الحرب الطائفية العراقية ومحاولة الزج بالحروب الأهلية بين الطائفتين السنية والشيعية، وذلك أمر مردود عليه بصوت الشعب العراقي الذي يعاني التدخل الأمريكي. إن تدخل الولايات المتحدة في الأوضاع الداخلية للعراق يعد انتهاكا صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وللقرارات الدولية الخاصة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وهذا أمر خطير يستهدف تعميق الجراح بين سكان هذه المنطقة. كما يعلم الجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ومازالت تنادي بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان على مدى أزمنة طويلة، لذا فان انتهاجها لآلية تقسيم العراق يعد موقفاً سلبياً ومعيباً في تاريخها التي كانت تدافع فيه عن الحقوق الإنسانية. لهذا فلقد حان الوقت لوضع حد للاستهتار بالقانون الدولي وحقوق الإنسان من قبل المسئولين الأمريكيين الذين يحاولون قدر الإمكان زرع الفتن والحروب الطائفية في العراق والبلدان العربية والتي لا وجود لها. إن مستقبل العراق يتوقف على الشعب العراقي ذاته، وعلى الفصائل والوحدات السياسية العراقية ومدى قدرتها على احتواء أزمات التفاصيل الصغيرة لأجل هدف واحد وهو الحفاظ على وحدة العراق السياسية. فالحل في العراق يبدأ من داخله ثم يأتي دور المجتمع الدولي في مساندة الشعب العراقي الشقيق بدءا من دول الجوار، ولكن كون هذه النتيجة التي لا تطمح إليها الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لمعارضتها السياسة الأمريكية فهي تواصل سياسة تقطيع الدول العربية الكبرى، ومواجهة من ينادي منها بالقومية العربية وتوحيد الصفوف


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
المخابرات الايرانية تستثمر قضية عدنان الدليمي لنسف المصالحة الوطنية !

خضير طاهر
كتابات

بداية عدنان الدليمي انا أعتبره شخصا طائفيا مقيتا مساندا للأرهاب ولاأستبعد تورطه في جرائم الارهاب وأطالب بمعاقبته أشد العقوبات ! ولكن في ظروف العراق الراهنة حيث تغيب العدالة وتتحكم عصابات الاحزاب في الحكومة والبرلمان .. لاتوجد قيمة لإلقاء القبض على الدليمي ، فلو أردنا تطبيق العدالة حقا ، يفترض تطبيق على الجميع واعتقال أغلب عناصر الاحزاب الشيعية من أمثال : صولاغ والصغير وهادي العامري وعبد العزيز الحكيم وبهاء الاعرجي والعنزي وحسن الساري وغيرهم نظرا لإرتباطهم المباشر بالمخابرات الايرانية ومسؤوليتهم عن جرائم قتل العلماء والضباط الطياريين وابناء الطائفية السنية . وكذلك يجب اعتقال الكثير من افراد عصاب الاحزاب الكردية وفي مقدمتهم مسعود البرزاني وجلال الطالباني لدورهم المعروف في ارتكاب جرائم سرقة المال العام وقتل الناس والتآمر على العراق .
وقد سبق لنا ان حذرنا من ان الاحزاب الشيعية والكردية وكذلك الاحزاب السنية لاتريد الأمن والاستقرار للعراق ، فتحقيق أطماع هذه الاحزاب مرهون ومشروط بأستمرار جرائم الارهاب وإبقاء العراق في حالة فوضى وتشتت وضعف كي تتمكن عصابات هذه الاحزاب من سرقة المزيد من المال العام وتهريب النفط وتمزيق العراق طائفيا وقوميا . والمخابرات الايرانية بما انها هي من يتحكم بنشاطات القاعدة وبقايا البعث في العراق وبالتالي فأن ايران هي من يتحكم بالسلوك ونشاطات عدنان الدليمي سواء عرف بهذا أم تم استغفاله .. لذا لاأستبعد ان من يقف خلف هذه الجريمة هي المخابرات الايرانية .. وان ايران ستسعى لإستثمار هذا الحادث في ضرب جهود المصالحة الوطنية واستمرار حالة التمزق الطائفي والقومي وإبقاء العراق ضعيفا محطماً ! فايران تستطيع بواسطة الحكومة العراقية التابعة لها ، عرقلة عملية المصالحة الوطنية ونسفها من الأساس بكل سهولة ، والحكومة العراقية ليست صادقة في ادعاءاتها بخصوص مشروع المصالحة الوطنية الذي طرح رغما عنها بفضل الضغوط الامريكية والعربية . لاحظ كيف تحركت بسرعة الفضائية العراقية لتأجيج الفتنة الطائفية بتركيزها على قضية الدليمي ، وهذا التحريض الاعلامي طبعا تم بناءا على توجيهات المخابرات الايرانية الى هذه الفضائية التي أصبحت فضائية للتهريج ونشر المخططات الايرانية لخلق الفتن الطائفية ، اما عن جرائم ايران في العراق فأن الفضائية العراقية صم بكم فهي تلزم الصمت المطبق حيالها ! نكرر .. ان كافة الاحزاب الشيعية والكردية والسنية لاتريد الاستقرار والامن والخير للشعب العراقي ، فهذه الاحزاب التي تشكل الحكومة والبرلمان هي عبارة عن عصابات من اللصوص والقتلة والعملاء ... ويجب على ابناء العراق البحث عن حلول جديدة اخرى بعد فشل هذه الاحزاب في قيادة العراق ، ولايوجد حل للحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا وضبط الفوضى والفساد والارهاب ... ألا بتشكيل حكومة عسكرية صارمة ، ولتذهب الديمقراطية التي ثبت انها غير صالحة للعراق الى الجحيم .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
(60) تريليون دينار عراقي ميزانية ألعراق هذا ألعام والفقراء لازالوا فقراء
حمزه الجناحي
كتابات

أربع سنوات ونصف السنة مرت على التغيير والمضطهدين العراقيين اللذين حلموا مئات المرات بحكم الفقراء وحكم المعذبين وخزنوا في ذاكرتهم عشرات الأحلام لهذه الأيام اللذين تمنوا فيها يوما اندحار الدكتاتورية أربع سنوات ونصف السنة وتلك الأحلام بدئت تغادر سجانيها الفقراء أبناء العراق اللذين أودعتهم الدكتاتورية سنوات في زنازينها طالت أحلامهم بعد أن شاهدوا بأم أعينهم بلدهم والذين قدموا أحلى سنواتهم للجلاد والسجان يذبح من الوريد إلى الوريد تخلوا عن الأحلام ..

وولدت أحلام جديدة وأمنيات جديدة ما تمنوها يوما ولم يفكروا يوما أن يتمنوها أربع سنوات ونصف وشظف العيش في بلد الخيرات لازال كما كان حكام من رحم الضعفاء جاؤوا من صناديق الاقتراع وبأصابع بنفسجية وموت وذبح وتهجير خرجوا وتبوؤوا هذه المناصب وكان الجميع ينتظر منهم أن يغيروا يعوضوا ولو القليل مما فات هذا الشعب المسكين الذي استمر على نفس الحال وبالرغم من مرور هذه السنوات الأربع ما طلب منه نفذه فالخروج للانتخابات في تلك الظروف وفي أي دولة في العالم لما خرج الناس للانتخابات بعد هذه الفترة أصبحت ميزانية العراق حبلى بعشرات المليارات من الدولارات وأصبح السادة المنتخبين من قبل الشعب يخرجون يوميا ويتبجحون ويعلنون هذه الأرقام وأمام أعين الفقراء 48دولارمليار في البنوك العراقية ولم يتمتع المواطن بخير هذه المليارات .. وكان المال وجد ليخزن أو انه وجد ليتبجح بسببه المسؤلين ويعلنون انتصاراتهم وجلبهم هذه المليارات ليس لإخراج المواطن من فاقته ..وعوزه..

متى يتمتع المواطن بخيرات وطنه؟ متى يشعر المواطن إن وطنه بدا يتلمس وجوده شريحة المتقاعدين تعاني الكثير من الماسي بسبب قلة الراتب التقاعدي أللذي لايتجاوز(100,000)دينار واليوم المواطن العراقي عادة ينظر إلى ممتلكاته بيته نظرة المدخرات ليذهب بها إلى السوق حتى يعتاش عليها ويقضي شهره في ظل هذه الظروف...

الجميع ينتظر قانون التقاعد وقانون تعديل الرواتب الذي أقر من قبل مجلس النواب ويقولون انه نائم في مكاتب احد المسؤلين الكبار ..

وأما حال السجناء السياسيين القدماء وعوائل الشهداء التي قدمت أبنائها في عهد الديكتاتورية على مذابح الحرية وهي تنتظر من يذكرها في قوانينه ...

هل ان المتاجرة بفقر ومشاعر ودموع الناس أصبحت فقرة في أجندات الساسة العراقيين ؟

هل يعلم السياسيين العراقيين إن ظاهرة التسول ازدادت في عهد الحرية والنظام الجديد؟

وهل درس الساسة العراقيين الوضع العراقي ليكتشفون إن أكثر الجرائم والقتل هو بسبب عطل الشباب وضياعهم ؟

وهل يعلم الساسة العراقيون إن أسهل طريق لاختراق الشباب وتسييره كما يشاء هو طريق العوز وقلة ذات اليد ؟

الم يشر احد مستشاري السياسيين العراقيين إن أكثر الشباب الموجودون في السجون (الارهابيين) هم من الفقراء والمعوزين متى يطلق سراح المليارات لتجد طريقها الطبيعي للمواطن هل يريد السياسيين أن تجري مقارنة بين مرتباتهم وفقراء العراق؟

اعتقد إن الحكومة العراقية أخذت على عاتقها إمتاع جدران المصارف با لمليارات الخضراء من الدولارات وليذهب العراقيون الفقراء لتتلقفهم أيدي التيارات الإجرامية ليتحولوا إلى مجرمين ...


ليست هناك تعليقات: