Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 26 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية الأفتتاحيات والمقالات الأثنين 26-11-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
سقف الأهداف الأمريكية

افتتاحية
اخبار العرب الامارات
قبل كل مبادرة تطلقها الولايات المتحدة في سلسلة عملياتها العسكرية وخططها الاستراتيجية والدبلوماسية والسياسية ترفع سقف الأهداف المرجوة من تلك المبادرات. فكانت تعلن أنها ستحوّل العراق إلى نموذج للديمقراطية يحتذي به العالم الثالث ودول المنطقة، ثم تضاءل ذلك السقف ونزل عما هو مرسوم، ليصبح التخلص مع قوى الإرهاب والجماعات المسلحة هو هدف سقفه مفتوح، ثم اكتشفت الإدارة الأمريكية أنها بعد انتشار قوات عسكرية تقدر بحوالي 180 ألف جندي استطاعت تخفيض نسبة الهجمات المسلحة إلى 55% فقط، مما يعني أنها تحتاج إلى حوالي 250 ألف جندي كي تتخلص من الهجمات المسلحة ضد قواتها في العراق.

الشيء نفسه حدث مع أفغانستان التي تجدد فيها العنف بصورة تهدد العودة مرة أخرى إلى النظام السابق أو إلى نظام قبلي- عسكري لا علاقة له بصداقة الولايات المتحدة. ولم يعد السقف الأمني كما كان قبل عام. فنتيجة للفشل الذريع في أفغانستان اضطر المسؤولون الأمريكيون إلى شن انتقادات حادة إلى الرئيس الأفغاني حميد كرازاي، وهو ما يعني أن الاَمال بأفغانستان مستقر انخفضت، والأحلام بنظام ديمقراطي أفغاني تلاشت بسبب الأحوال التي لا تسمح بنظام غير الذي هو قائم الاَن.

وإذا كانت الولايات المتحدة تحرص دائما على رفع سقف اهدافها العسكرية، فهي تبالغ أحيانا في رفع سقف أهدافها السياسية ليس في العراق فحسب إنما في ما يتصل بالشأن الفلسطيني إذ وضعت العالم في حالة تفاؤل منذ أول يوم أعلنت فيه مبادرتها بعقد المؤتمر الدولي للسلام، فتصور المعنيون بالأمر ان حلا قريبا سيتحقق، وأنه لن تمر سنة 2007 إلا وكان لدى الفلسطينيين ضمانات أكيدة بقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس . ومع أول تصريح من إيهود أولمرت أعقبه تصريح من تسني ليفي وزيرة الخارجية الإسرائيلية تراجع سقف الأهداف الأمريكية من مؤتمر السلام في انا بوليس . وسارعت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس بتحذير الدول المعنية من التفاؤل ونبهتهم إلى أن الأمر ما زال في طور وضع إطار للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

فما كان من التفاؤل العربي إلا ان انكمش سريعا، وراحت الأقلام تكتب عن الإخفاق قبل عقد المؤتمر، والفشل قبل تأكيد الأطراف المدعوة موافقتها بالحضور. الاَن لم يعد أمام مؤتمر انا بوليس إلا يوم لينعقد بحضور 40 وزير خارجية أو من يمثلونهم، للتداول حول قضايا جوهرية تحدد معالم الحل لأقدم مشكلة في العالم. وحتى الاَن لا يدري أحد ما هو جدول أعمال المؤتمر، ولا كيفية المشاركات وهل له ما بعده، أم ينتهي بانتهاء اَخر جلسة . . أم هو منبر للخطابة والاستماع لتجديد الاَمال ورفع سقف الأهداف السياسية مرة أخرى بهدف خدمة أهداف بعيدة ليست القضية الفلسطينية قريبة منها لا روحاً ولا جسداً.

ومن فوائد المبادرات الأمريكية العديدة أن العالم لم يعد يضع اَمالا كبيرة للخروج منها بحل حقيقي. فما زالت خارطة الطريق مثالا حيا لما يمكن الاتكاء عليه للتدليل على أن المبادرات مجرد (كلام) للاستهلاك الدولي والإقليمي. وربما يكون مؤتمر انا بوليس واحدا من تلك المبادرات التي لا يعتمد عليها، ورغم ذلك لابد من عدم تجاهل مثل هذه المبادرات فمهمتها أكبر من أن تكون شاهدا على فشل الولايات المتحدة في حل المشكلة الفلسطينية، إنما أهميتها تأتي في أن تظل القضية حية في أذهان العالم بما يقدمه العرب والفلسطينيون من رؤى ومواقف وسياسات نتمنى أن تكون موحدة في الهدف والوسيلة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
كيف ينبغي أن نعالج آفة الإرهاب .. ؟

الشاذلي القليبي
الراي الاردن
إن ظاهرة الارهاب، بانتشار ممارساتها، جميعنا مقتنع أنها اليوم، خطر يهدد العديد من مجتمعاتنا، ويزعزع الأمن والسلام فيها.
وبالنسبة الى منطقتنا، فإن عصابات الارهاب اتخذت قضايا معينة، قاعدة دعائية لها، وأضافت اليها نظريات وصيغاً عملية زادت الأوضاع المحلية تعقيداً.
وأخطر ما أعقبته الأعمال الارهابية، بالنسبة الى المنطقة، إضعاف القضايا التي أعلن الدفاع عنها، وإعطاء العالم صورة بشعة عن الاسلام الذي اتخذ مطية.
ونتج عن ذلك استفحال مشاعر الكراهية والتطيّر، في المجتمعات الغربية، تجاه حاملي جنسيات معينة، أو ذوي ملامح شرق أوسطية، مما دفع الى حملات إعلامية ومجتمعية، للتنديد بالاسلام، واتخاذ تدابير وقائية، تزداد كل يوم تعقيداً، حتى أصبح كل ما يمت بصلة الى الإسلام والعرب، مظنة سوء.
وانعكاس ذلك لا شك سلبي على علاقات الشعوب المعنية.
وأود في هذا الصدد ان ألفت النظر الى جملة من الأمور منها: * ان الوسائل الأمنية، مهما كانت شدتها، لن تفي بالغرض.
* ثم أن الغلو في استعمال هذه الوسائل، وفي اتخاذ التدابير الوقائية يؤول الى زرع الكراهية بين الشعوب.
* وهو ما يعطي عصابات الإرهاب مناخاً اجتماعياً هو أمنيتها، بل هو وقودها الذي عليه تعوّل.
ومن أهم ما أود ان يقع الاقتناع به هو ان الانتصار على الإرهاب لا يكون إلا بالبحث عن الاسباب الدافعة إليه لمعالجتها، وقطع صلة التعاطف بين الارهابيين والتربة الاجتماعية التي اليها ينتمون.
بغير هذه الطريقة، لا شيء في القريب، يسمح بالتفاؤل بإنهاء آفة الإرهاب.
نقطة أخرى على غاية من الأهمية وهي ان الذين يرفضون النظر في الأسباب والدوافع إنما هم - في غالب الاحيان - أصحاب المآرب الخاصة، يرفضون البحث عن الدوافع، لأنها تُفضي الى الكشف عن مظالم لم تتم تسويتها، بما تفرضه القوانين الدولية. ومن هنا، فإنه يتضح ان الاصرار على محاربة الإرهاب بالوسائل الأمنية، إنما هو حرب خفية تُشن على الشرعية الدولية، لتعطيلها وتجميدها، وأحياناً لإظهارها في مظهر الامور العتيقة، التي لم تعد مناسبة للعصر.
وأخطر من ذلك، لا على المنطقة فقط، بل على العالم، ان أصحاب النظريات الفلسفية المتعلقة بالإرهاب، يعلنون مقولات فكرية هدامة للأمن والسلام، أشير الى البعض منها على عجل: * مثل ان الإرهاب في منطقتنا إنما هو بدافع من الإسلام الذي هو عدو الغرب، وعدو الحضارة الغربية، فتصبح الحرب على الإرهاب نتيجة هذا الموقف حرباً صليبية بين الإسلام والغرب المسيحي.
* وفي ذلك خلط - مقصود أو غير مقصود - بين الاسلام وما تذهب إليه العصابات الإجرامية من معتقدات وممارسات مخالفة تماماً لجوهر الاسلام ولحضارته ولأخلاقه.
* ومثل المقولة المتفلسفة القائلة إن الإرهاب لم يقم بسبب أفعال ممقوتة، بل بسبب كراهية متأصلة لهوية الغرب.
* والبعض يضيف أنها كراهية للهوية اليهودية.
والبعض الآخر، من ذوي التفلسف الاجتماعي يقول ان الإرهاب يجب ان يُحارب بإقامة الديموقراطية. والديموقراطية لا تُشترى جاهزة من السوق.
وإقامتها وتأصيلها يتطلبان عقوداً طويلة، والتجربة العراقية أقامت الدليل على ان ذلك ليس بيسير، ولا يتم في الوقت المأمول.
وأصحاب هذه النظرية، كأني بهم يعطون مرتكب مظلمة الاحتلال، من الوقت ما يكفي لإنجاز ما يريد انجازه في المنطقة.
* ومقولة الديموقراطية يمكن فهمها أيضاً، بأن الشعوب التي انبعث منها الإرهاب، ليست جديرة بأن تُرفع عنها المظالم الخارجية - خصوصاً مظلمة الاحتلال - حتى تقيم في داخل مجتمعاتها العدالة الداخلية - العدالة الاجتماعية والعدالة السياسية.
* وقصارى القول، فإن كل هذه النظريات المتفلسفة، القصد منها، أو النتيجة منها، التغطية على المسؤوليات الحقيقية: - مسؤولية الاحتلال - مسؤولية المجتمع الدولي لصمته أو عجزه - لكن لا يمكن ان ننسى مسؤولية المجتمعات المظلومة لتقصيرها في تنظيم شؤونها، طبقاً للأخلاق الاسلامية.

* الأمين العام السابق للجامعة العربية
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الكويت وشهر القنابل خذوا الحكمة من أفواه الأميركيين
افتتاحية
الراي الكويت
تعبر الكويت خريف الخوف والقلق على ابواب «شهر القنابل» (حسب توصيف وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح)، ففي خريف الطبيعة تتساقط اوراق وتتعرى اشجار وتنكشف حقول، وفي خريف السياسة تتساقط اوراق وتتعرى مواقف وتنكشف سياسات... ولا ندري حقيقة اي شتاء ينتظرنا مع تراكم الرياح الغربية – الشرقية في اجوائنا وفوق مياهنا.
اهم مقدمات الشتاء كانت صفقات السلاح الضخمة التي قيل ان دول المنطقة – مستفيدة من ارتفاع اسعار النفط - ستشتريها تحسبا للقادم من تطورات، وكذلك دعوة واشنطن الدول العربية الى احياء عصبية العروبة في مواجهة تدخلات ايران وتركيا في العراق.
خذوا الحكمة من افواه الاميركيين، خذوها حتى ولو كان الاميركيون هم من لعب الدور الاساسي في ادخال الشقيق والقريب والبعيد إلى العراق من خلال «القرار التاريخي» بحل الجيش العراقي والقوى الامنية الاخرى.
ولكن، هل الاميركيون مقتنعون فعلا بأن صفقات السلاح في المنطقة تحقق استقرارا؟ وهل هم حريصون فعلا على عروبة المنطقة؟ ام ان العروبة بمعناها «اليميني المحافظ» الآن ورقة في صراع محتمل مع ايران؟
بصريح العبارة، يريد الاميركيون ايقاظ حس العروبة فينا بعدما كانت العروبة نفسها هدفا مباشرا للنيران «الصديقة» وللنيران «العدوة»، من اجل ترتيب مشروعهم العراقي حاليا والاستعداد لمشروعهم الايراني مستقبلا... هكذا نقرأ الدعوة ونحن على ابواب «شهر القنابل» اللهم إلا إذا أراد لنا العم سام ان نقتنع بأنه معجب بعروبتنا وحريص على صيانتها خصوصا في فلسطين وجنوب لبنان.
وبين الدعوة الاميركية الى «التعريب» وصفقات السلاح وشهر القنابل، تحتاج الكويت الى تخصيب وعي مكثف لصد الشظايا المحتملة والحفاظ على رسالتها «العروبية» الحضارية في المنطقة من دون حاجة الى دروس في هذا الاطار من الاميركيين. فالعروبة بمفهومنا انسانية المنطلق والمصير يحصنها الايمان بالعدل والحقوق والسيادة والتعاون والتعايش السلمي والبناء الدائم، وهي ليست عروبة الصفقات التسليحية المبرمجة ضد ايران وغير ايران والمحصنة بالمصلحة الظرفية والخوف والظلم والمعايير المزدوجة والتوتر والخلاف والتعايش المقلق والتعاون الملتبس... والدمار الشامل.
في «شهر القنابل» لا نحتاج الى اكثر من الاعتصام بالحكمة، والاتعاظ من التجارب وما اكثرها. لا نريد المبادرة بخلق ارباكات للقيادة السياسية، كما نرفض ان نكون بوابة التهويل الاولى لدول الخليج وشعوبها من خطر هنا او مخطط هناك. الخوف شيء والتخويف شيء آخر. الحذر واجب لكن المبالغة مضرة. المصلحة الوطنية طريقها معروف ومصلحة الآخرين طريقها ايضا معروف. الوحدة الداخلية اساس والعبث فيها انقلاب. التعاون مع دول الجوار استراتيجية سلام والمساعدة في هدمه استراتيجية حرب.
نريد من الايرانيين التزام الشرعية الدولية في الموضوع النووي من باب الاخوة والصداقة والمصلحة المشتركة والقلق على ايران. نقول ان توتير الاوضاع مع دول الخليج لا يخدم ايران كما نقول ان توتير الاوضاع مع ايران لايخدم دول الخليج لاننا امتداد اقليمي واحد. نتمسك بحقنا المطلق في السيادة والأمن والاستقرار وتحصين وضعنا الداخلي من باب الجيرة لا من باب العداء. نرفع مع طهران وواشنطن صوت الحكمة والتعقل لان الدمار لن يستثنينا اذا اندلعت المواجهات، وليتذكر المراهقون السياسيون دائما ان الكويت اقرب الى بوشهر من قرب طهران لبوشهر.
لا ندافع عن مصالح ايران فهي دولة كبيرة في المنطقة تعرف تماما كيف تدافع عن مصالحها، لكننا نتلمس دائما مصلحة الكويت اولا واخيرا بغض النظر عن تأييدنا او عدم تأييدنا للسياسة الايرانية هنا وهناك. يبقى ان نعيد التذكير – وقد حضر كلام المصالح – بأن مسؤولين اميركيين كانوا يحضون شاه ايران السابق قبل عقود على بناء مفاعل نووي ايراني وفي بوشهر تحديدا، وبأن مسؤولين اميركيين عقدوا صفقات سياسية وتسليحية مع الجمهورية الاسلامية خلال الحرب التي شنها صدام حسين باسم «العروبة». يومها كان الاميركيون مع «العروبة» الى الدرجة التي دخل معها مصطلح «القادسية» ادبياتهم السياسية، فيما كان روبرت ماكفرلين يحتسي الشاي مع مسؤولين ايرانيين ممهدا لاحقا لما عرف بـ«الكونترا غيت».
لم يتعلم الاميركيون شيئا من اخطائهم في المنطقة، وها هم يريدون تعليمنا اليوم كيف نحافظ على «عروبتنا» من اجل ان نتزود بذخائر وشحنات قومية بالتزامن مع الذخائر والشحنات العسكرية. هم لم يتعلموا ولن يتعلموا... فهل نتعلم نحن؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
محنة المشردين العراقيين

وليد الزبيدي
الوطن عمان


تقف حشود المشردين العراقيين بين أكثر من نار، فما ان سمعت الكثير من العوائل المنهكة والمتبعة، بوجود بارقة أمل لتحسن جزئي في الوضع الأمني داخل العراق، حتى سارعت هذه العوائل المشردة واللاجئة بالعودة الى بيوتهم في بعض المناطق، والفرحة تغمرهم والامل بالوصول الى لحظة الطمأنينة يحدوهم، ولكن واقع الحال ليس كما تحاول الأطراف الحكومية إشاعته بين الناس، ليتحقق لها هذا المكسب الإعلامي أو ذاك، فالأمن مفقود في العراق،واختفاء بعض الميليشيات وعصابات الإجرام من الواجهة، لايعني غيابها التام، لأن الجميع يعرف حقيقة هذه العصابات،وانها تعمل تحت مظلة الاجهزة الامنية الحكومية، وهناك آلاف القصص التي يتداولها العراقيون عن عمليات الاختطاف الفردي والجماعي، التي مارستها هذه العصابات وتوفر لها الحماية التامة أجهزة الشرطة والحرس الحكومي، وعندما تحصل عمليات الاختطاف، فإن العصابات التي تنفذ تلك الجرائم، تتحرك بكل سهولة في شوارع بغداد والمدن الاخرى، وتجتاز عشرات نقاط التفتيش، وتقود الضحايا الى مناطق معروفة،لتبدأ عمليات التعذيب الوحشي ومن ثم القتل وتقطيع الجثث وتشويه الوجوه، ثم رحلة العودة بجثث الضحايا، وترمي أثناء ساعات منع التجوال، عندما لايوجد في شوارع بغداد والمدن الاخرى سوى دوريات الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية،وفي الصباح الباكر،يعثر الناس على عشرات الجثث في الشوارع ومكبات الانقاض.
هذه الوقائع والاحداث، مازالت تحصل،وقصة جثث مجهولة الهوية،التي ترمى يوميا اثناء ساعات حظر التجوال متواصلة ، وتشهد احياء بغداد الكثير من عمليات الاختطاف والاعتقال المنظم.
هذا الواقع الذي اثقل كاهل العوائل العراقية،وبث الرعب والهلع والخوف في قلوب الاباء والامهات،خوفا على اختطاف واعتقال فلذات اكبادهم واقتيادهم الى المجهول المعلوم، مازال كما كان و المشهد يتكرر يوميا والضحايا بالمئات، والذين اختفوا يقدرون بعشرات الآلاف.
رغم ذلك فإن الكثيرين يحاولون إقناع أنفسهم بأن نافذة للأمل،قد تلوح في الأفق البعيد، فسارعوا بالذهاب الى المجهول والعودة الى بيوتهم ومدنهم.
ان ظاهرة عودة المشردين،التي حذرت المنظمات الدولية من خطورتها بسبب سوء الاوضاع الامنية في العراق،تدلل على ان الملايين من العراقيين الذين يعيشون في الغربة،يكتوون يوميا بأنواع عديدة من النار الحارفة.
نار الغربة التي تعذب الروح البشرية،ونار الحاجة والعوز التي تمزق الآباء والأمهات لعدم قدرتهم على توفير الحد الادنى من احتياجات الاطفال والابناء، ونار الخوف على مستقبل العراق ومصيره،حيث تتقاذفه الأمواج العالية المدمرة.
هذه حشود من المشردين،تحاصرهم حشود من النيران الحارقة، ولاتزال المحنة متواصلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
حطّه السيل من عل

شوقي حافظ

الوطن عمان

جون هوارد رئيس وزراء استراليا السابق وأحد الحلفاء الرئيسيين لجورج بوش في غزو العراق، سقط سقوطا مدويا في الانتخابات مثل كبش استرالي حطه السيل من عل، ليلحق باصحابه في روما ومدريد ولندن، قرابين على مذبح السياسة الامبريالية للبيت الابيض، وبعد سقوطه اعترف بان مشاركة بلاده في الغزو كانت خطأ فادحا، ويبدو أن الخرفان لا تدرك الحقيقة إلا لحظة ان يلتمع نصل السكين استعدادا للمرور على رقابها من الوريد للوريد، والكاتب البريطاني جورج اورويل ربما يكون اول من ادرك هذا التحول الذي يطرأ على ادمغة الخراف في روايته مزرعة الحيوان!.
ومن المفارقات التي نقلتها وكالات الانباء ان حكومة هوارد التي شاركت في قتل المدنيين العراقيين بدم بارد، اصدرت قرارا بمنع تصدير خرافها الى مصر بدعوى انها تتعرض للتعذيب بذبحها، واكدت انه يجب تخدير الخراف اولا ثم صعقها بالكهرباء حتى لا تتعذب من فرط الرحمة والحنو والرفق بالحيوان ، بينما اكد مصدر علمي بالقاهرة ان الاستراليين يحبذون الاعدام لخرافهم حتى لا تفقد 10 بالمائة من وزنها اذا ذبحت واستنزفت دماؤها من منطلقات اقتصادية بحتة..وهذا التناقض يكشف ازدواجا في المعايير لا يمارسه الا من تمتع بعناد وغباء بغل استرالي اصيل!.
وهكذا يتوالى السقوط كبشا بعد كبش وبغلا بعد آخر وصولا الى الرأس الكبرى في مزرعة كراوفورد بولاية تكساس..تلك التي يشحذ لها الرأي العام الاميركي والدولي سكاكينه، وهو سقوط سيتم بشكل احتفالي على طريقة مسابقات الروديو الاميركية، بأنشوطة الحبل تلتف حول رقبة العجل حتى تكاد ان تخنقه فيقع خائر القوى ليتم تقييد أرجله بسرعة قياسية تكبحه تماما وتشل قدرته على شن اي رفسات استباقية!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
خصخصة الأمن في العالم
أحمد منصور
الوطن عمان
أصبحت الاجراءات الأمنية المعقدة في كثير من مطارات أوروبا تشعر المسافر وكأن هجوما إرهابيا أو حربا قادمة على المطار والمسافرين على وشك الحدوث، كما أن إجراءات التفتيش المعقدة في بعض المطارات أصبحت تشعر المسافر وكأنه متهم حتى يثبت أنه لا يحمل حتى زجاجة عطر أو مزيلا لرائحة العرق في حقيبته، فكل هذه أصبحت من الممنوعات التي يحملها المسافر معه لكن يمكنه أن يشتري ما يشاء منها من السوق الحرة داخل المطار، ويوما بعد يوم تتسع دائرة الممنوعات التي يجب على المسافر ألا يحملها في حقيبة يده، حتى أني رأيت كثيرا من المسافرين يدخلون إلى قاعات السفر وأيديهم خاوية من كل شيء تجنبا لعمليات التفتيش المعقدة، ففي مطار لندن على سبيل المثال بعد أن يتم تجريد المسافر قبل دخوله قاعة التفتيش من كل السوائل التي في حقيبته ينتظر في طابور طويل دوره في التفتيش الألكتروني والذاتي، وإذا كان معه جهاز حاسوب محمول عليه أن يخرجه ويضعه في صندوق منفصل ثم يخلع كل شيء معدني سواء كان ساعة أو حزاما أو خواتم أو غيرها فيضعها في صندوق آخر ثم يضع معطفه في صندوق ثالث، وفي كثير من الأحيان إذا كان جهاز الحاسوب المحمول عليه أي نوع من الغبار فإنهم يقومون بفتح الحاسوب وأخذ عينة من الغبار وتحليلها في جهاز خاص قبل أن يومئوا للمسافر بأنه بريء وأنه يمكنه مواصلة السفر، غير أنه قبل أن يصل إلى بهو السوق الحرة ومنها إلى بوابات السفر يجد إجراءين آخرين الأول هو أن بريطانيا كانت قد ألغت منذ سنوات إجراءات الأطلاع على جوزات السفر أو ختمها للمسافرين، إلا أنها أعادت عملية التفتيش على جوازات السفر مرة أخري، وبعد جوازات السفر على الجميع أن يخلع نعليه ويضعهما في جهاز خاص لفحص الأحذية ثم يصبح بعد ذلك مواطنا صالحا للسفر، أما في مطار فرانكفورت في ألمانيا فإنك تجد الكلاب البوليسية ورجال البوليس في كل مكان منذ أن تخرج من باب الطائرة، حيث تجد من يسألك عن جواز السفر للأطلاع عليه، وإذا كنت مسافرا إلى وجهة أخري من نفس المطار فإنك تجد حواجز للجوازات للتأكد من هويتك وتأشيراتك رغم أنك لن تدخل إلى ألمانيا، ثم تجد بوابات تفتيش معقدة تتعامل معك وكأنك لست قادما من وجهة أخري وإنما كأنك مسافر جديد، ورغم أن التعامل من قبل كان من رجال أمن تشعر في بعض الأحيان وكأنهم يريدون أن يعتذروا إليك عن التفتيش الدقيق الذي يقومون به، وأحيانا يبتسمون أو يداعبون المسافرين، إلا أن الأمر تغير في السنوات الأخيرة وأصبح الذين يقومون بعمليات التفتيش ذوي وجوه صارمه وتصرفاتهم خالية من أية مشاعر أو أحاسيس أو تعابير مريحة وماعليك إلا أن تنفذ ما يطلب منك دون أي تذمر أو اعتراض وإلا فإن أبسط إجراء هو أن يعرقلوا سفرك وتفقد طائرتك، وقد لاحظ بعض المراقبين أنه كلما هدأت الأمور وبدأن الناس يعيشون بسلام يجدون تحذيرات هنا وهناك يطلقها السياسيون ثم تصبح الاجراءات الأمنية بعدها أكثر تعقيدا، وقد دفع هذا الأمر بعض المراقبين إلى محاولة التدقيق فيما يتم فاتضح أن هناك تجارة رائجة في الغرب الآن هي تجارة الشركات الأمنية التي توفر هذه العناصر التي تقوم بهذه المهام، وكافة الخدمات الأخري المصاحبة للعملية الأمنية، فبعد اتساع وكثرة الاجراءات الأمنية بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحت الأجهزة الأمنية في كثير من الدول الغربية عاجزة عن تلبية عمليات التوظيف والتدريب والأعداد لهذه العناصر فقام كثير من الضباط السابقين بالأستقالة والتقاعد وأسسوا شركات أمنية ليس السياسيين بعيدا عنها أو الشراكة فيها، وأصبح هؤلاء يقومون بعملية تأمين المطارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وحتى الحراسات الأمنية لكبار الشخصيات من خلال توظيف ضباط وجنود سابقين يتقاضون رواتب مضاعفة عما يتقاضاه ضباط الشرطة والأمن العاديون، وقد برز الأمرفي البداية قبل سنوات في العراق حينما كانت شركة (بلاك ووتر) تقوم بتأمين حماية السفير الأمريكي الأسبق في العراق بول بريمر وتساءل كثيرون في حينها هل الجيش الأمريكي بكل عظمته وقوته، وكذلك الأف بي آي والسي آي إيه عاجزون عن حماية السفير الأمريكي وكبار الجنرالات والمسئولين حتى يوفروا لهم مرتزقة لحمايتهم، ثم اتسع نطاق عملي هذه الشركات لتصل إلى حد المشاركة في المعارك هناك ثم اتضح أن الأمر له بعد تجاري هائل يتمثل في عشرات المليارات من الدولارات تخصص لهذه الشركات، لكن هذه الشركات لا تشارك فقط في الحروب وعمليات القتل بدم بارد، ولكنهم أيضا يشاركون الآن في كل العمليات الأمنية التي تتم في إطار خصخصة الأمن والاعتماد على هؤلاء في تأمين كل الأماكن الحساسة بدءا من المطارات إلى السفارات إلى كبار المسؤولين وربما الرؤساء والزعماء بحيث تصبح قوات الأمن الرسمية في النهاية يعمل أفرادها موظفون لدى هؤلاء، ومع المخاوف الشديدة من أن تصبح لهؤلاء اليد الطولي في السيطرة على أجهزة الأمن في العالم وإدارتها بنفس الطريقة التي يديرون بها الأمور في أفغانستان والعراق والتعامل مع البشر بروح خالية من الأنسانية، فإن تسليم أمن العالم إلى هذه الشركات سيكون خطرا داهما ليس على المدنيين الذين يتعامل معهم هؤلاء بفظاظة ووجوه كالحة وإنما حتى على هذه الأنظمة التي ستصبح كلها في النهاية رهينة لهذه الشركات


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
فرسان الأعظمية وظلام الشرق الأوسط
روبرت فيسك
اندبندنت


إذن إلى أين تذهب من هنا؟ إنني أكلم السواد المخيم لأنه لا توجد كهرباء في بيروت والجميع بالطبع في حالة رعب، كان من المفترض انتخاب رئيس اليوم هذا لم يحدث والكورنيش أمام بيت خال لا أحد يريد أن يتمشى على شاطئ البحر.
عندما ذهبت لأحضر افطاري المعتاد لم يكن هناك رواد في الكافتيريا كلنا خائفون، وسائقي عابد الذي جاب معي باخلاص جميع مناطق الحرب في لبنان سابقاً يخشى الآن القيادة في الليل وكان من المفترض أن أسافر إلى روما أمس لكنني وفرت عليه الرحلة إلى المطار.
من الصعب أن تصف كيف يبدو الأمر في بلد يعيش على سطح من الزجاج فمن المستحيل أن تكون متأكداً مما إذا كان الزجاج سيتهشم فعندما يتداعى الدستور ويتحطم كما بدأ يحدث في لبنان فأنت لن تعرف ابداً متى سينهار السطح الزجاجي الذي تقف عليه.
الناس يخرجون من بيوتهم تماماً كما يخرجون في بغداد قد لا أكون مرعوباً لأنني أجنبي لكن اللبنانيين مرعوبون لم اكن في لبنان عام 1975 عندما بدأت الحرب الأهلية لكنني كنت في لبنان عام 1976 عندما كانت مستمرة إنني أرى العديد من الشباب اللبنانيين الذين يريدون أن يستثمروا حياتهم في هذا البلد وهم الآن خائفون ومعهم كل الحق أن يخافوا، ماذا نستطيع أن نفعل؟
في الاسبوع الماضي تناولت الغداء بمطعم جيوفاني، أحد افضل المطاعم في بيروت وقد أخذت معي كرفيق شريف سماحة صاحب فندق "ميى فلورر" وقد ارسلت العديد من ضيوفي لهذا الفندق لكن شريف كان قلقاً لأنني قد أخبرته أن من بين نزلاء فندقه بعض عناصر الميليشيا الذين يعملون مع سعد الحريري نجل رئيس الوزراء السابق حيث يتهم بعض اللبنانيين سوريا بالضلوع في اغتياله في 14 فبراير 2005.
مسكين شريف لم يسبق له أن استضاف رجال ميليشيات في فندقه حيث كانوا يحتلون بناية مجاورة له إنه على حق في قلقه.
قبل يومين اتصلت بي امرأة صديقة متزوجة من طبيب يعمل في المستشفى الامريكي قالت: "روبرت تعال لترى البناية التي يشيدونها بجوارنا"، فأخذت عابد وذهبت لأرى ذلك المبنى المخيف إنها بناية بلا نوافذ كل المنشآت الظاهرة منه هي منشآت السباكة من الواضح أنه سجن تابع لأحد الميليشيات وأنا متأكد أن هذا هو الغرض من إقامته وفي هذا المساء جلست على الشرفه في بيتي وأنا أملي هذه المقالة بالتليفون وقد انقطعت الكهرباء ولم يكن بالشارع أحد لأنهم جميعاً خائفون.
إذن ماذا يكتب مراسل في الشرق الاوسط في صبيحة أحد أيام السبت سوى أن يقول: إن العالم في الشرق الاوسط يزحف عليه الظلام ساعة بعد أخرى.
باكستان وأفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان من حدود هندوكوش حتى البحر الأبيض المتوسط نحن أقصى الغربيين نصنع كما سبق أن قلت كارثة جهنمية وعلينا أن نؤمن في الاسبوع المقبل بحدوث السلام في انابوليس بين الأتباع الامريكان الذين لا لون لهم وبين ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي لم يعد أكثر اهتماماً بالدولة الفلسطينية من سلفه آرئيل شارون.
وماذا ايضاً عن كارثة جهنمية أخرى تقوم بصنعها؟ دعوني اقتطف من رسالة لإحدى القارئات من برستول سألتني هذه القارئة أن أورد في إحدى مقالاتي ما قاله أحد أساتذة الجامعة في بغداد، وهو رجل محترم في مجتمعه، وقد حكى قصة من الجحيم الحقيقي، عليكم أن تقرأوها بكلماته هو نفسه:
فرسان الاعظمية قوة جديدة بدأت مهمتها مع الامريكان لإرشادهم الى معاقل القاعدة وميليشيات التوحيد والجهاد وقد بدأت هذه القوة المكونة من 300 مقاتل غاراتها في ساعة مبكرة من الفجر في زيها الاسود واقنعتها السوداء التي تخفي وجوده عناصرها وقد بدأت جولاتهم قبل ثلاثة أيام واعتقلوا حوالي 150 مواطنا من حي الاعظمية ويقوم (الفارس) منهم بارشاد الامريكان الى مكان مواطن قد يكون من زملائه القدامى الذين كانوا يحاربون الامريكان معه.
وقد نتجت عن هذه التصرفات ردة فعل عنيفة من جانب القاعدة، حيث بدأت عناصرها وعناصر ميليشيات التوحيد والجهاد بتوزيع الاعلام على جدران المساجد، خاصة في مسجد الامام أبو حنيفة، مهددين الحزب الاسلامي وجماعة ثورة العشرين وديوان الافتاء السني، بالموت، لأن هذه الجماعات الثلاث اشتركت في تكوين (فرسان الاعظمية) وعليه فقد ارتكبت بعض الجرائم بسبب ذلك وقد استهدفت اثنين من موظفي ديوان الافتاء السني وواحدا من الحزب الاسلامي.
وينتشر مقاتلو القاعدة في الشوارع حيث يوقفون الناس ويدققون في هوياتهم وهم يحملون معهم قوائم ببعض الاسماء وكل من كان اسمه موجودا ضمن تلك القوائم، يختطف ويؤخذ إلى مكان مجهول، وقد اختطف حتى الآن أحد عشر شخصا، من شارع عمر بن عبدالعزيز وحده.
وتصف الكاتبة كيف أن استاذها الجامعي قد اختطف هو نفسه وأخذ الى السجن ويمضي البروفيسور قائلا: ساعدوني على الجلوس على كرسي حيث كنت معصب العينين، وجاء أحدهم وامسك بيدي وهو يقول: نحن مجاهدون نحن نعرفك، لكننا لا نعرف من أين أنت، لم يأخذوا حافظة نقودي كما أنهم لم يفتشوني وقد سألوني ايضا، ما اذا كان لدي سلاح وبعد ساعة أو ما يقارب الساعة، جاء أحدهم وطلب مني أن آتي معهم، وأخذوني الى حيث توجد سيارتي في الشارع ولم يقولوا شيئا آخر .
إذن من هم (فرسان الاعظيمة) من الذي يدفع لهم؟ ماذا نفعل نحن الغربيين بالشرق الاوسط؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
مناقشة المرحلة الانتقالية في العراق
توماس فريدمان
نيويورك تايمز
مراقبة وزيرة الخارجية ، كوندوليزا رايس ، وهي تقوم برحلات متكررة لإسرائيل لتحاول التوصل الى نوع من الاتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، في الوقت الذي ما زال فيه العراق دون حل سياسي ، يجعلني اشعر بأن مسكني يحترق في الوقت الذي قررت فيه فرق الإطفاء التوقف في الطريق لإنزال قطتين من فوق شجرة.

من ناحية لم أفهم الأمر. من الواضح ان زيادة عدد القوات الاميركية في العراق قد خفضت فعلا من مستوى العنف ، تبعا لذلك ألسنا بحاجة الآن الى زيادة في الدبلوماسية لإنهاء المهمة؟ إنني أشعر كما لو أن رايس تريد أن تبقي العراق على مسافة منها ، وتأمل في ان يصبح بطريقة ما على جدول أعمال شخص آخر.

لو أنك كنت مكان الرئيس بوش ، وإرثك بأكمله يعتمد على نتيجة هذه الحرب ، ألن تقوم بإرسال اكبر دبلوماسييك إلى بغداد للعمل مع العراقيين وجيرانهم للتوصل الى تسوية سياسية ، ولا تجعلهم يشعرون بأنهم راضون تماما عن أنفسهم كونهم يملكون التزاما مفتوحا من الشعب الاميركي؟

ولكني بعد ذلك تحدثت للناس في بغداد ونظرت الى ما يجري هناك حقا وقلت لنفسي: "ربما هناك شيء مفقود تعرفه وزيرة الخارجية - وهو انه لن تكون هناك لحظة مصالحة سياسية رسمية في العراق ، ولا اتفاق كبير ولا احتفال توقيع في البيت الابيض. لقد جعلت زيادة القوات العراق آمنا ، لكن ليس لتحقيق مصالحة سياسية ، بل آمنا "لسلام بطاقات الصراف الآلي". هذا هو الوضع ، بشكل اساسي ، وافق كل الفرقاء في العراق على ان يعيشوا ويتركوا غيرهم يعيش ضمن الخطوط الجديدة التي رسمتها الحرب الاهلية في العامين الأخيرين ، فيما تعمل حكومة بغداد مثل ماكينات الصرف الآلي - تدعم الجيش وجماعات الامن المحلية وتوزع عائدات النفط على حكام المقاطعات وشيوخ القبائل.

من المؤكد أن الشيعة لم يقروا قانونا يسمح بدخول مزيد من البعثيين السنة في الحكومة ، ولكنهم ما زالوا يسمحون بعودة البعض. صحيح أنهم لم يقروا قانونا للنفط ، ولكن الحكومة ما زالت توزع الأموال نقدا. أن الوضع قابل لأن يعود إلى الوراء. وهذا يمكن أن يحدث عندما يبدأ اللاجئون بالعودة بأعداد كبيرة لأنهم يرون اقتصادا مزدهرا ، وحكومة تقدم خدماتها بإنصاف ويمكن الاعتماد عليها ، وتحالفات سياسية تتطور وتنمو عبر الخطوط الشيعية - السنية ، وقوات أمن يمكن لهم أن يثقوا بها في أحيائهم. نحن ما زلنا بعيدين عن ذلك ، لكن يبدو ان هناك شيئا ما يتحرك. إن هذا يعيدني الى الوزيرة رايس.

هل تبتعد عن فوضى العراق لإنقاذ صورتها فقط ، أم أنها تعلم ان السياسيين العراقيين لن ، وليس بمقدورهم ، ينتهزوا هذه اللحظة للتوصل الى اتفاق رئيسي لان تقديم تنازلات اساسية علنية كبرى لبعضهم البعض لا يزال خطرا إلى أقصى حد في بلد مثل العراق... ويمثل دعوة للاغتيال.

وإذا كان الامر كذلك ، ربما يكون السؤال الذي ينبغي ان نبدأ بطرحه هو: هل يمكن للترتيبات غير الرسمية التي يقومون بها معا ان تصل الى مستوى من الاستقرار يسمح بخفض أساسي للقوات الاميركية في العام القادم؟ وليس: متى يصل العراقيون الى سلام رسمي داخلي بحيث يمكن لنا أن نغادر؟ لا اعرف. فبلورتي السحرية الخاصة بالعراق توقفت عن العمل منذ زمن طويل. وأنا أخطو خطوة واحدة كل مرة.

في الوقت الراهن ، ما لا يمكن الاختلاف حوله هو اننا نشهد ، لأول مرة منذ سنوات ، اول تصدع في جدار التشاؤم الذي كان يشكل قصة العراق. إنه مجرد صدع ، ولكنه يخلق امكانيات جديدة. ومن التهور أن نتجاهله او نبالغ فيه.

عليك أن تبقي عقلك مفتوحا بأن شيئا ما قد يبرز - وعليك أيضا ان تكون حذرا. هل يعد الفرقاء فعلا لشيء ما ام أنهم مرهقون فقط؟ هل تعمل رايس بحكمة لجعل الوضع ينضج ام تهرب ببراعة من المشكلة؟ لدي الآن مزيد من الأسئلة أكثر مما لدي من الأفكار.

ولهذا ذهبت لمصدر أعرفه ويمكن لي أن أثق به ، زميلي جيمس غلانز مدير مكتب نيويورك تايمز في بغداد ، الذي عاش وسط الكثير من الجنون هناك وقد قال لي "هناك احساس بالهدوء في الشوارع لم نره منذ وقت طويل في بغداد.

لكن هناك أيضا علامة استفهام في الزوايا المظلمة لكل زقاق. نحن لا نعرف ما يكمن هناك ، ولكننا نشك ، والأدلة توحي ، بأنها نفس المجموعة من المشاكل التي كانت هناك دائما".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
واذا بُليتم فاستتروا (الإفتراء على العراقيات في بلاد الغربه)
طالب العسل
واع

كل الشعوب التي عانت من حروب وأزمات عرفت معنى المعاناة المؤلمه التي تُخلفها الحروب والتي من خلالها ينتج الفقر والفاقه والعوز والإجرام والبطاله والتشرد والفساد وبيع الضمائر والجهل والتخلف وممارسة البغاء, وأسوأ النتائج هو جيل مابعد الحرب, هذا الجيل الذي ينشأ دون رعايه من أب او ولي, حيث لابد لماكنة الحرب الطاحنه ان تكون قد سحقت الكثير من البشر, لذا يختفي من المجتمع الرجال الذين أعالوا عوائلهم وهاهم اليوم قد اختفوا بسبب الحروب كما تقدم, فنشأ الجيل الجديد دون إرشاد او توجيه مما يؤدي الى خلل في موازين المجتمع, ويكون الجيل الناشئ دون رقابه جديه ليكون الإنحراف بكل اشكاله سمه واضحه على الجيل الجديد والذي يؤثر بدوره على المجتمع بشكل سلبي جداً ويؤثر مستقبلاً على الجيل الذي يليه بما يلقمه من سلوكيات سيئه تكون هي الهدف والشعار المعلن.

والهجره او الهروب خارج الوطن هي احدى نتائج الحروب التي يعاني منها العراقيون, خصوصاً في الدول العربيه التي استقبلت الملايين منهم, سواء في سوريا او الأردن او مصر اوبعض الدول العربيه الاخرى ولكن بأعداد قليله, وماكان هروبهم الى خارج الوطن بطراً او رغبه في التغيير ولا للسياحه ولاهم يحزنون, ولكن الحروب التي اشعلت الأخضر واليابس والتي أسوأ منها حرب المليشيات الكافره والغير مؤمنه لابدين ولا عقيده, الشيعيه منها مايسمى او السنيه, حيث القتل والإغتصاب والسلب والنهب التي مارستها هذه المليشيات جعلت الحرب والقصف والدمار على يد امريكا ليست سوى نزهه لطيفه, فأمريكا هي العدو الواضح المعلن, ولكن المليشيات ليست سوى شياطين تتلبس بلباس الدين عقيدةً وتعلن العراق انتماءاً في حين ليس كل منتمي للعراق بعراقي ولا كل من سجد لله بمسلم مؤمن, فليس هناك من أخ يذبخ اخيه لذا كيف للعراقي والمؤمن ان يذبح ويسلب ويغتصب, اذن النتيجه هي ان كل المليشيات الإرهابيه ليست عراقيه ولا اسلاميه مؤمنه بل مجموعه من الأشرار أتقاهم يبيع عرضه وشرفه بدولارين, وهكذا لايمكن ان يُلام الشعب العراقي ان ارتعب وخاف من سفله منحطين بلا ضمير بلا اخلاق بلا دين حيث لايمكن لعراقيه ان تأمن على نفسها من ان تُغتصب ولا عراقي بمأمن من القتل, ومايحدث في الجنوب اليوم وماحدث في بغداد وغيرها من مدن العراق انما يدل على صعوبة الوضع وخطورته على المرأه العراقيه والعراقيين بشكل عام...

لذا هاجرت المرأه العراقيه خارج الوطن وعانت الأمرين في الهجره وهي كبشر وليست آله صماء لايمكن لها ان تصبر على جوع او موت او تشرد اطفالها, لذا فضلت الهجره لعل الغريب يكون اكثر حناناً من بعض ابناء البلد, او لعلها تجد رزقها ومأمنها في بلد الغربه..
ولكن الذي نسمعه اليوم مما يُنشر في الصحف والمجلات والفضائيات ومواقع الإنترنت انما يندى له الجبين, فهناك من يتقول على العراقيات ويطعنهن في شرفهن ويصور الحاله كإنما أمر مسلم به, وان كل العراقيات في سوريا والأردن ومصر انما يمارسن البغاء والعياذ بالله....
وانا اتسائل هل الذي طرح هذا الموضوع على درايه كافيه بالأمر؟؟
وهل حين اعلن ما اعلن ابتغى من وراء ذلك الإصلاح والنصح ام السبق الصحفي والتشهير؟؟
وان ابتغى الإصلاح مالذي قدمه فعلاً غير فضيحة للعراقيات والشعب العراقي؟؟
وهل قام فعلاً بخطوات جديه لمساعدة العراقيات والعراقيين على تجاوز ازمتهم في بلاد الغربه؟؟
ألم يعرف كيف يستر على بلواه؟؟ أليست ان حدث مايقول فعلاً هي بلوى عليه سترها كعراقي؟؟

لقد كان حرياً بمن أشاع هذا الخبر او كتب مقالاً عنه ان يتوخى الحذر, فهو كمن أشاع الفاحشه او كمن فضح اهل بيته, حيث ان لم يكن بمقدروره معالجة الامر فليصمت وليدعو الله ان يهدي المذنبات طريق الصواب وان يفرج عن كربتهن وان يستر مارأى وماسمع, فالعراقيات اما امهات لنا او اخواتنا او بناتنا او زوجاتنا او خالاتنا او عماتنا او قريباتنا او معارفنا, وكل واحده منهن لاتستحق ان يتقول عليها حتى وان فعلت لاسامح الله مايسيئ لها ولسمعتها, حيث الفقر والعوز والجوع يُجبر المرء على ان يفعل مالايجوز فعله, وبدلاً من فضح الأمر كان علينا الوقوف على اسبابه ومعالجته بما يضمن ستر العراقيات من الفضيحه والتشهير وكلام السوء..

ولكن كيف السبيل الى ذلك وكل حزب او جهه او تيار في العراق يدعي انه المُرسل من الله ليخلص العراقيين دون ان يعمل ولو واحد في المئه للتخفيف من معاناة الشعب العراقي او على الاقل معانات قومه او طائفته..
ان الصراع على الكراسي في الحكومه العراقيه ألهى الجميع عن التفكير بالشعب الذي لولاه لما حصلوا على مناصبهم, ومن سيحكمون دون وجود الشعب؟. ومادام الشعب العراقي هوالأصل, فلماذا لايعيروه أي اهميه في تفكيرهم وخططهم؟؟؟

هل الميزانيه الحاليه العامه للدوله والبالغه ثمان واربعين مليار دولار لايكفي جزء منها للتخفيف من معاناة العراقيين في سوريا والأردن ومصر؟؟
وهل ستتحجج الحكومه العراقيه ان المشاريع الكبيره المؤمل انجازها بالكاد تكفيها ميزانية العام القادم؟؟
ولمن تقوم الدوله بالمشاريع؟ اليس للعراقيين؟ وكيف سيهنأ العراقيون بالمشاريع المزمع انجازها وهم خارج الوطن ويعانون مايعانون؟؟
اليس الأجدر بالحكومه مساعدتهم اولاً ودفع الضرر عنهم ثم البدء بالمشاريع العملاقه؟؟
وهل لايمكن استقطاع مبلغ مالي من الميزانيه العامه للدوله يقرره الخبراء وذوي الإختصاص لتقديم الدعم والمسانده للعراقيين في الدول العربيه من خلال تغطية نفقات المعيشه من طعام وسكن ومواصلات؟؟
بل ألا يمكن ان تتضافر جهود الحكومه والمرجعيات الدينيه لتقديم العون للعراقيين وكلنا يعلم مايدخل المرجعيات من أموال الصدقه والزكاة والخمس وما للمرجعيات من حظوه لدى العامه مما يجعلها مرشداً وناصحاً وممولاً, ويمكن وبكل بساطه حل المعضله التي هي ليست بمعضله بتاتاً لو أُحسِنَ التعامل مع الواقع الفعلي...
ولكن ألا يكفي إتكاء الحكومه العراقيه على الأمم المتحده ومنظمات المجتمع المدني لمساعدة العراقيين في وقت كان بوسعها وبسهوله التحفيف من معاناتهم ولا نقل إنهائها؟؟؟
كلٌُ ينأى بنفسه عن المسؤوليه ويتفلسف بغباء وسذاجه وكأن الامر اما ليس من اختصاصه او يتعذر بعذر يكون اقبح من ذنبه, والعراقيين لازالوا يعانون ويصرخون وينادون ولكن لاحياة ولا دم في عروق من تنادي....

ليست هناك من مشكله وليست المشكله هناك.... بل المشكله وأصل المشكله في من أحبوا الدنيا على الدين والمشكله فيمن يتقاتلون على الدولار حتى على فروج نسائهم, والمشكله فيمن اغرتهم المناصب والكراسي, والمشكله فيمن ستحرق جباههم ووجوههم اموالاً جمعوها بإسم الدين او الحزب او القوميه او المذهب...
وليست أبداً المشكله فيمن تقتله غيرته وهو يرى بعينيه عراقيه تُجبَر على فعل السوء دون ان يكون بمقدوره فعل شيئ, وليست المشكله في من تُذبح بغير سكين وهي تفعل الفحشاء, وليست المشكله في أم تُسقى العلقم من غريب لتطعم عيالها خبزاً, فليست ذنوب هؤلاء ذنوبهم, انما الله هو العدل الحق وكل ذنوب العراقيون والعراقيات انما يجعلها الله في ذمة من اخرجهم من ديارهم وهم معروفين والله اعلم بهم...

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق .. لا بواكي له
أنور صالح الخطيب
الراية قطر
استبشرنا بالهدوء الذي لم يدم طويلا في الساحة العراقية وسعدنا بقوافل العراقيين التي قيل أنها بدأت تعود للوطن العراقي المبتلي بالاحتلال لعودة الهدوء إليه وظننا أن الحملات العسكرية مثل حملة وثبة الأسد ستحمي المواطن العراقي من العنف الأعمي والموت اليومي لكن كل هذه التطورات كانت خادعة كما يبدو.

فالموت المجاني اليومي الذي يدفع ثمنه المواطن العراقي البسيط عاد ليكون خبرا يوميا في وكالات الأنباء وبغداد التي تجول في شوارعها قبل أسابيع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عادت لتقع في دوامة العنف مرة أخري.

جيش الاحتلال الأمريكي اتهم مليشيات قال إنها مدعومة من إيران بالهجوم الذي وقع في بغداد قبل يومين وأسفر عن سقوط 14 قتيلا علي الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين في أعنف هجوم يقع في العاصمة العراقية منذ نحو شهرين.

الاتهام الأمريكي يأتي بعد أيام قليلة علي الاتفاق بين واشنطن وطهران علي عقد لقاء جديد بين الطرفين حول القضية العراقية الأمر الذي قد يساهم في إلغاء هذا اللقاء أو علي الأقل كما أن اتهام المتحدث باسم الجيش الأمريكي لأشخاص يخالفون تعليمات الزعيم الشيعي مقتدي الصدر بالتسبب في بعض عمليات إطلاق النار التي تقع في المدن العراقية يشير بأن الهدوء الذي شهدته المدن العراقية خلال الشهرين الماضيين نتيجة اتفاق غير مكتوب بين ميليشيات جيش المهدي وقوات الاحتلال الأمريكي مرشح للانهيار أيضا مما سيؤدي إلي عودة مفجعة للعنف الأعمي الذي يدفع المواطن العراقي حياته ثمن له.

عودة العنف مرة أخري بهذه الحدة إلي شوارع بغداد يشير أن الهدوء الذي تغنت به الحكومة العراقية خلال الشهرين الماضيين كان هدوءا خادعا وان عدم اتفاق الأطراف السياسية العراقية وتباعدها وتناحرها فيما بينها له نتيجة واحدة، مزيد من خسارة الدم العراقي الذي صار لا بواكي له بعد أن تداعت علي الجسد العراقي المنهك الأمم جميعها كل تدعي وصلا بالعراق والعراق منها بريء.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
أمن الخليج .. شراكة منفتحة على المستقبل
منصور الجمري
اليوم السعودية
مطلع الشهر المقبل سينعقد المؤتمر الدولي لـ «حوار المنامة» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لمواصلة الحوار بشأن السبل الكفيلة بتحقيق أمن الخليج... وما يميز المؤتمر هو تعريفه لأمن الخليج وكأنه أمن يخص ثلاثين دولة متوزعة في جميع أنحاء العالم. ومثل هذا التعريف ليس خطأ، لأن 25 مليون برميل من النفط يومياً يتم تصديرها من دول الخليج إلى جميع أنحاء العالم... وهذا النفط سيبقى مصدر الطاقة لمعظم احتياجات العالم للخمسين سنة المقبلة على الأقل. الولايات المتحدة الأميركية بصفتها القوة العظمى المهيمنة على كثير من مجريات السياسة في عصرنا حاضرة عسكرياً في العراق والكويت والبحرين وقطر، ولديها تسهيلات من دول الخليج الأخرى في حال احتاجت إلى دعم أو تسهيلات لوجستية. والولايات المتحدة موجودة أيضاً في أفغانستان وعدد من الدول العربية، وهي منزعجة لأن إيران ليست ضمن الدول الصديقة أو الحليفة، وسياساتها تمثل مصدر قلق للأميركان منذ انتصار الثورة الإسلامية العام 1979.
ولكن ليست إيران فقط الخارجة عن الإرادة الأميركية، فهناك حركات أيديولوجية تستقطب ناشطين مستعدين للتحرك بشكل يؤذي الأميركان ويؤذي عدداً غير قليل من حكومات دول المنطقة. وعليه، فإن أمن الخليج يحتاج إلى معالجة جذرية بحثاً عن حلول أكثر ديمومة لمواجهة عوامل تهز الاستقرار، بما في ذلك عدم اتزان سياسات الدول الفاعلة عالمياً وإقليمياً. حلف الناتو يعرض حالياً خبراته لدول المنطقة الصديقة للغرب في مجال مكافحة الإرهاب، وتدريب القوات المسلحة ومساعدة الدول العاجزة مثل الصومال، التي ابتليت بصراعات غير قليلة. تطورات الوضع في العراق ستحدد مدى نجاح مشروعات تحقيق الأمن في المنطقة، إذ هناك الخلاف الطائفي الذي يحتاج إلى تهدئة وحل مرضٍ للأطراف المعنية، وهناك مخاطر انفصالية من الأكراد ومن فئات أخرى، والانفصال يحمل معه تفتيت الجغرافيا ليس للعراق فقط وإنما لدول أخرى في المنطقة. والأهم من كل ذلك هو إمكانية قيام حكم ديمقراطي مستقر في العراق ينمو اقتصادياً بالاستعانة بالإمكانات الكبيرة جداً لدى العراقيين. ولكي يتحقق أمن العراق (وبالتالي أمن الخليج)، فإننا لسنا بحاجة إلى أزمة جديدة أو حرب أميركية جديدة في منطقتنا، كما أننا لسنا بحاجة الى شراء مزيد من الأسلحة، فدول الخليج اشترت أسلحة تبلغ قيمتها أكثر من 60 مليار دولار ما بين 1999 و2006، بينما لم تتعد مصروفات «إسرائيل» على الأسلحة 10 مليارات دولار في الفترة ذاتها، ومع ذلك لا يوجد من يقول إننا أقوى من «إسرائيل» على رغم هذا الصرف الباذخ. إننا بحاجة إلى شراكة إقليمية وشراكة مجتمعية لتحقيق أمن أفضل لبلداننا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
ريش والقادة الدوليون

جاسم الرصيف
اخبار الخليح البحرين
لا أدري إذا كان موظف الجوازات الأمريكي قد فهم معنى لقب (ابوريشة) لتويجر الحرب العربي السني (احمد أبوريشة) منقوشة على (مجلس صحوة الدولار) في محافظة (الأنبار) ــ القادم لنيل (شرف) مقابلة عميد تجار الحروب الفاشلة في العالم ــ ام لا، ولكنني على يقين ان هذا لو فهم اللقب لبحث عن تلك (الريشة) العجيبة التي تجعل من صاحبها (قائدا دوليا) وهو مجرّد نكرة في مسقط وملقط رأسه المحشو بريش العمالة المحلية، على شكل انسان محشور ببذلة غربية أنيقة بديلة عن زيّه العربي الذي لا يتحمّل الريش، طبيعيا او صناعيا، قطعا.. واراهن ان موظف الجوازات قد بصق على الأرض حالما أدبر عنه هذا (القائد الدولي) في المطار لأنه عرف ان أبسط الجنود الأمريكان

يوجهونه كما يوجهون جهازا آليا قريبا من معسكرهم مقابل بدل إيجار مدفوع. و(أحمد) الذي صحا على عوائد ريشات دولارات ناعمة عن قتل أهله الرافضين للاحتلال، حمل معه في رحلة (الحج) الى مقام نبيّه الجديد: (رسالة من شيوخ العشائر في الأنبار)، (والعراق) أيضا، تعزيزا لبطاقة سفره، في زمن الكذب الذي يدر على المرتزقة الدولارات بالمليارات، و (الرسالة) الخطيرة التي نقلها: (ترجو) ولي الريش وآية الطيور المهجّنة: (مساعدة العراق للخروج من محنته الحالية)، وكأن لفرط غبائه، (أحمد) هذا، يستغبي العالم كله في ان نبي الريش (قادر فاعل) على مساعدة نفسه في الخروج من (محنة لا حل لها) اختارها بنفسه لنفسه، طائعا غير مكره، وما عاد يسلم على ريشاته هو داخل وخارج العراق. ولأن الدجاجة لابد ان ينتف ريشها قبل ان تصل منتوفة محفوفة الأطراف على مائدة الطعام والحوار في آن، فقد (بشّرنا) الحاج (ابوالريش، احمد) ان نبي الريش المهلوس قد: (وعده بالحفاظ على وحدة العراق)، التي لو لم يطالب بها صاحبنا، ولم ينتخ لها نخوة عميل يحمل نوط (ريشة) بين اصحاب زغب، لزال شعب العراق كما تمّحي ريشة عن فرخ دجاج خطفه كلب مسعور، وكأن (أبوريشة) الجديد (وطني جهبذ) يطلب النجدة ممّن احتل بلده واغتصب جنوده عرض وطول ريش الشرف العراقي على مبعدة بضع خطوات من وكر صاحب الريشة الأول والثاني. ولأن المراعي الخضراء اكتسبت خبرة في تربية فراخ احتلال، مزغبة، بريش وبلا ريش، من شمال العراق حتى جنوبه فقد وظفت فراخها لاستبدال بعضها بالتعويض الفوري على شهادات (حسن سيرة وسلوك) في جيوب (شيوخ) تخلّوا عن كل القيم في أقبية المخبرين ومختبرات الاحتلال، وكانت المراعي بأمس الحاجة الى هذا النوع في (الأنبار) خاصة لسرطنة المنطقة التي دخلت تقارير الاحتلال منذ يومه الأول في رفضها المطلق له، وجعلت المراعي (أبوالريش) يرث (أبوالريش) الذي شوته نيران أهل العراق من معاقل السنة العرب، وصار (أبوريشة) الجديد بين ليلة وضحاها (مجاهدا) و(قائدا دوليا) في سبيل نصرة نبي الريش والحروب الفاشلة، لإدامة احتلال العراق بالوراثة. وتوسّل وتذلّل (أبوريشة) المقرب من حذاء نبي الريش: (لاطلاق سراح العراقيين ممّن لم تثبت ادانتهم من المعتقلات الأمريكية)، وهؤلاء صاروا مادة تجارية لأصحاب الريش وأصحاب الزغب، فوعده نبي الريش على اطلاق سراح بضع مئات من هذه (الحشرات الضارة) ــ بحسب التعليمات الربّانية التي تبرك بها (أبوالريش) ــ شرط اعتقال بضعة آلاف للتعويض في بحر الأمان المفقود وطريق الحل المسدود، وكأنهما، النبي وتابعه الذليل، لفرط غبائهما يظنان ان الناس لا تعرف كم من العراقيين الأبرياء يطلق سراحهم بموجب صفقات سياسية بين الاحتلال وعملائه العلنيين، وكم من الأبرياء يقبض عليهم، نسخا غبيا عن الطريقة الاسرائيلية التي جرت على نبي الريش وأتباعه كل ما نراه من كوارث. وأتحفنا (أبوالريش) بمعلومة بددت غفلتنا عن (عباقرة!!) يعيشون بيننا، ظلمناهم ولم نعطهم حقهم في العبقرية، اذ قدّم لنبيّه: (خطة للحفاظ على العراق) مستعمرة أمريكية، بعد ان شحّت أمريكا من (عباقرة تجارة الحرب) فابتهج، بعد أسى، نبي الريش وطالب (العبقري العراقي) القادم بريشة واحدة، قابلة للهلس والنتف: (ان يعد له خططا لحماية) ممالك الريش (في العراق)، وفات النبي وتابعه ان يتذكرا حقيقة ربّانية لكل من صار له ريش تقول: (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع). جدير بالذكر، والضحك في آن، أن (أبوريشة) هذا (حج) الى بيت الأكاذيب الأبيض مصحوبا بذوي زغب: محافظ الأنبار، وقائم مقام الرمادي، ورئيس مجلس المحافظة، وبضعة مزغبين من عطايا المراعي الخضراء، وكلهم جاءوا في قفص واحد الى (واشنطن) شحن على برنامج في وزارة الخارجية اسمه، وهنا النكتة: (زيارات القادة الدوليين!!)، فعلق في أذهان الأمريكان قبل العرب ان: لابد من وجود (ريشة) قابلة للهلس والنتف لأي انسان يستورد الى امريكا (قائدا دوليا) على بساط العملاء الأحمر بلا ريش. (أحمد أبوالريش) لم يحمل (ساعة) ثمينة ورثها من (أبوالريش) الذي سبقه لأنه يعرف ان (الساعة) ليست ملكا لكل أصحاب الريش، وانها تدنو من (شيوخ الدولارات) كلما تقرّبوا لحذاء نبي الريش. انتبه لريشتك يا (أحمد)! ثمة من يريد ان يهلسها في الزقاق التالي.
jarraseef@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
إيــران بين الســلاح النــووي أو الهيمنــة على العــراق
د. فيصل الفهد
الوطن البحرين

لا يشكّ أحد بخطورة نشوب مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران إلاّ أنّ احتمالات هذه المواجهة لا تزال تتأرجح وهي إنّ لم تحدث حتّى آذار ونيسان 2008 فإنّها ستكون في خبر كان.. وهذه المواجهة مهمة للرئيس بوش لأنّها الفرصة الوحيدة لأن يقال عنه أنّه حقق إنجازاً يحسب له طيلة فترتي حكمه اللتين عاث بهما خراباً وفساداً.
إنّ قرار الحرب على إيران لا يزال محط نقاش وحوار ووجهات نظر بين أربع جبهات أخطرها جبهة نائب الرئيس الأمريكي تشيني والمحافظين الجدد التي تدقّ طبول الحرب، وهناك اللوبي الصهيوني الإسرائيلي المؤيد لهذه الحرب، لأنّ إسرائيل فقدت تفوقها في الأسلحة التقليدية في عدوانها على لبنان صيف العام الماضي، وتخشى أن تفقد تفوقها النووي بوجود قوة نووية إيرانية (تحت سيطرة قيادة مغامرة متهورة تفتقد للحكمة) ومن هنا فإنّ إسرائيل أكثر المتحمسين لشنّ هجوم أمريكي على إيران، وفي حالة عدم قيام أمريكا بذلك ربما ستشن هي الهجوم وستسحب أقدام أمريكا للمشاركة دفاعاً عن أمن إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
أمّا الجبهة الثالثة فهي جبهة كونداليزا رايس التي تريد حلولاً تمرّ من خلال التهديد باستخدام القوة العسكريّة والضغط بالعقوبات المشددة. وهناك جبهة وزارة الدفاع التي عرف عنها بجبهة البيروقراطية العسكريّة المتأرجحة.. وهذه الجهات الأربع لايزال كلّ منها يغني على ليلاه ويرى أسلوبه أنّه الأنجح.
وفي مقابل ذلك هناك المواقف الدوليّة المتباينة، فالصين وروسيا ترفضان حتّى العقوبات بسبب وجود مصالحها المعقدة داخل إيران وقريب منهما ألمانيا لذات الأسباب في حين تندفع فرنسا ساركوزي للتطرف والتطابق مع موقف الرئيس بوش ومعهما بريطانيا.
يتساءل كثيرون عن سرّ هذا التصعيد المتشنّج في تناول الملف النووي الإيراني وهل ستشن حرب على إيران أم أنّ كلّ ما يجري هو جزء من الحرب النفسية المتبادلة بين الطرفين الأمريكي وحلفائه والإيراني وحلفائه؟ أو أنّ هناك أهداف أخرى تختفي أو تمرّر وراء هذا الضجيج الدعائي وتبادل الأدوار بين كلّ اللاعبين في الملف النووي الإيراني.
ولم يعد أحد يشكّ أنّ لكلّ طرف أجندة وأولويات يريد استغلال هذه الفوضى والتراشق الإعلامي لكي يمرّرها وسط الزحمة، ومنها إدارة بوش التي تريد استغلال أزمة الملف النووي الإيراني لإبعاد الأنظار أو تقليل الأضواء على ما يجري في العراق حيث تهشمت صورة هذه الإدارة وتراجعت شعبيتها وبما جعل قضية احتلال العراق القضية المحورية الأساسية التي ستقرر من يتربع على عرش البيت الأبيض في الانتخابات القادمة.
أمّا الإيرانيون الذين شاركوا الأمريكان في احتلال العراق وكانوا أكثر المستفيدين من هذه الجريمة النكراء (أمريكا احتلت العراق وإيران تحكمه) فإنّهم مرتاحون لما آلت إليه الأوضاع، حيث تغرق الولايات المتحدة في المستنقع الذي حفرته لنفسها في العراق ويعتقدون أنّ وضعهم القوي في العراق يجعل كلّ القوات الأمريكيّة فيه رهائن لديهم رغم أنّ القوات الأمريكيّة تحاول ومنذ فترة قلب هذه المعادلة عن طريق تقليم أظافر الميليشيات المرتبطة بإيران ومحاولة منع تدفع السلاح الإيراني إلى هذه المليشيات.
كما أنّ النظام الإيراني قد توسّع طائفياً في دول كثيرة، عربيّة وغير عربيّة، ويرتبط بعلاقات وتحالفات قوية (يعتقد) الإيرانيون أنّهم يمكن أن يستغلوها في حالة قيام هجوم أمريكي أو إسرائيلي على إيران عدا عن أنّ الإيرانيين أصبحوا قريبين جداً من حدود السعودية والكويت بعد سيطرتهم على البصرة في وقت لم يفهم به أحد لماذا سمحت بريطانيا التي كانت البصرة تحت سيطرتها منذ نيسان 2003 لإيران بأن تبسط نفوذها على هذه المدينة المهمة جداً؟!
ويضاف إلى ذلك أنّ إيران وعلى مدى عقود كثيرة من الزمن قد تغلغلت في دول الخليج العربي بأشكال مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية (المصاهرة) وأصبح لها نفوذ وأتباع (الخلايا النائمة) يعتقد البعض بأنهم أشبه بالقنبلة الموقوتة التي يراد لها أن تنفجر في الوقت المناسب.
ورغم كلّ هذه المخاطر لا يزال بعض المسؤولين في دول الخليج العربي يعتقدون أنّ ثمة فرصة للعمل الدبلوماسي مع النظام الإيراني ومن هنا كانت زيارات المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم أحمدي نجاد إلى عدد من دول الخليج وآخرها مملكة البحرين وتصريحاته المتفائلة بأنّ أمريكا غير قادرة على ضرب إيران بسبب تورطها في العراق، وهذه التصريحات لا تعني أنّ الإيرانيين لم يتأهبوا للتعامل مع الهجوم الأمريكي المحتمل، وهذا يعني أنّ الإيرانيين يستخدمون الإعلام لتسفيه الخطاب الأمريكي الموجّه ضدهم في ذات الوقت الذي يتحسبون فيه لأسوأ الاحتمالات، وهم يعلمون جيداً أنّ الأمريكيّين طوروا طائرات لحمل أسلحة قادرة على ضرب المواقع المهمة المؤذية للنظام الإيراني مستغلين قرار اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية كأحد الذرائع الممكنة.
إنّ مشكلة إيران تكمن في مشروعها القومي الفارسي فهي تعمل على التوسع بوجود سلاحها النووي أو بدونه وهذا ما يقلق أمريكا وبعض الدول الغربيّة التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة يتقدّمها النفط السلعة الأكثر أهمية والأخطر على أمريكا والعالم لا سيّما وأنّ إيران هدّدت في أكثر من مناسبة بعزمها على إغلاق مضيق هرمز الممر الحيوي لحاملات النفط عدا استهداف المنشآت النفطية الكثيرة في دول الخليج والسعودية باستخدام الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى (شهاب ،1 ،3 2) وغيرها، وهذا ما جعل الأمريكيّين يضعون خططاً لمواجهة كلّ هذه الاحتمالات وآخرها المناورات العسكريّة في الخليج العربي التي شاركت بها ثلاث حاملات للطائرات لفتح مضيق هرمز في حالة قيام إيران بغلقه والأمريكان عازمون على استخدام تكنولوجيا معقدة لتعطيل كلّ منظومات الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى أيّ هدف.
إنّ الإيرانيين لن يتراجعوا عن مواقفهم مهما كانت شدة العقوبات وربما يعولون على موقف روسيا والصين والأخيرة تستورد من إيران أكثر من 15 ٪ من استهلاكها للنفط، أمّا إدارة بوش فإنّها ترى أنّ هناك ميل في الأوزان النسبية لصالح استخدام القوة العسكريّة ضدّ إيران لا سيّما بعدما يعتقدونه من (تحسن نسبي في الوضع الأمني وتفكيك بعض البؤر المهمة المدعومة من إيران في العراق)، ومن هنا فإنّ الجهة التي تدفع باتجاه الخيار العسكري الأمريكي ستستمر في استغلال أيّة ثغرات لتحشيد المواقف الدولية لشنّ الحرب ومنها مهاجمة البرادعي والانتقاص من مصداقيته والضغط الأمريكي الإسرائيلي الفرنسي البريطاني لإصدار عقوبات أشدّ على إيران ومحاولة العمل داخل إيران من خلال تحريك القوميات غير الفارسية التي يعتقد أنّها مهيأة للقيام بدور مهم يمكن أن يسهم في إسقاط النظام الإيراني الحالي مع الاستمرار باستخدام سياسة مزدوجة (تهديدات عسكرية ودبلوماسية) أي تهديد وعقوبات.
ومع كلّ هذا يبقى تعامل الأطراف الدوليّة والإقليمية مع الملف الإيراني تبعاً لرؤية كلّ طرف ومصالحه وعلاقته مع طهران مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإيرانيين لا يتحركون عشوائياً، بل إنّهم أعدوا أنفسهم من كلّ النواحي وبالذات إعدادهم للدراسات القانونيّة التي ستكون بمثابة الرد على كلّ طعون أمريكا وحلفائها بتقرير محمد البرادعي.
أمّا الخليجيون فإنّهم ينظرون بترقب لما يدور حولهم ولا يريدون أن يكونوا حطب المواجهة بين إيران وأمريكا.. وأمّا مواقف الدول العربيّة الأخرى فهو موقف سلبي ضعيف تابع، فإيران مثلاً تعرف أنّ الأنظمة العربيّة لا يمكن أن تحرك ساكناً بعدما حدث ولا يزال يحدث في العراق بل إنّ كثير من الأنظمة العربيّة أصبحت في موقع الدفاع عن النفس ضدّ التوسع الإيراني داخل حدودها وبين مكونات شعبها ونسيَ العرب وفي المقدمة منهم دول الخليج العربي أنّ لديهم عوامل قوة داخل إيران يمكن أن يستخدمونها للضغط على النظام الإيراني مثلما يضغط هو عليهم في عقر دارهم، وأبرزها وجود القوميات (العرب في الأحواز والأذريين والبلوش و...الخ) وهؤلاء سلاح فعال يمكن استخدامه لوقف التدخّل الإيراني في شؤون المنطقة، ورمي الكرة داخل الملعب الداخلي الإيراني.
وفي ضوء ما أشرنا إليه فإنّ المنطقة مفتوحة على كلّ الاحتمالات الحرب أو اللاحرب والأطراف كلّ لديه عوامل قوته وضعفه والعالم سيبقى أسير الأشهر الخمسة القادمة حيث سيتقرر في ضوئها مصير المعادلات في المنطقة دون إهمال ما ستفرزه الأوضاع في العراق وهي الأخطر، وما ستؤول إليه المفاوضات الفلسطينيّة مع الكيان الصهيوني ومؤتمر أنابوليس الأمريكي، وما ستؤدي إليه التجاذبات في لبنان، والصراع على السلطة في الباكستان

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الحالة العراقية: من الرهان على العشائر السياسية.. إلى الرهان على عشائر الصحوة!!
عبدالله القفاري
الرياض السعودية

تتراجع اليوم عمليات التفجير بالسيارات المفخخة في العراق، يتراجع عدد القتلى في مشهد العراق الدامي، لكنه ما زال يعلن عن نفسه هنا وهناك، القاعدة لم تختف، والميلشيات لم تزل بعد.
الإدارة الأمريكية ترصد هذا التراجع في عمليات التفجير والتدمير والقتل الطائفي في العراق كنقطة إيجابية تعكسها تقارير تظهر بين الحين والآخر. الديمقراطيون قلقون من استثمار الجمهوريين لحالة عراقية بدأت تتحرك لمصلحتهم نسبياً وهم على أبواب مشهد انتخابي. عدد القتلى من القوات الأمريكية يتراجع خلال الشهور الماضية بشكل يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تتنفس الصعداء. القيادات العسكرية الأمريكية في العراق تعلن بالأرقام هذا التحول الإيجابي النسبي وهو ما اعطاها مزيداً من القدرة على الحركة لمحاصرة جماعات القاعدة أو المليشيات المسلحة من بغداد إلى الديوانية إلى أطراف العراق.

شعرت الإدارة الأمريكية في الشهور الأخيرة بالفضل والامتنان لعشائر الصحوة بالعراق. في الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي للعراق، حرص على مقابلة الرئيس السابق لمجلس صحوة عشائر الأنبار عبدالستار أبو ريشة وهو يقدر له هذا الجهد الذي أثمر عن محاصرة ومطاردة فلول القاعدة في تلك المناطق. قتل الشيخ عبدالستار أبو ريشة في عملية اغتيال محكمة. أُحيطت عملية الاغتيال بجدل واسع، ألصقت العملية بالقاعدة لكن - الأطراف المستفيدة من عملية الاغتيال ليست القاعدة وحدها. لم يكشف بعد غموض عملية الاغتيال، لكنها كانت مؤشراً على خطورة تلك العشائر والنتائج التي حققتها في ملاحقة فلول القاعدة أو المتعاطفين معها أو بعض فصائل المقاومة.

تطورت هذه التجربة ليبلغ اليوم عدد المنتسبين إلى مجالس الصحوة التي وصلت لجنوب العراق 70ألف رجل. بدأت تلك العشائر من الطيف السني في عشائر العراق واليوم أصبح هناك 15ألف رجل من العشائر العراقية الشيعية التي انضمت لمجالس الصحوة.

الهدوء في الحالة العراقية وتراجع أعمال العنف والمقاومة والسيارات المفخخة، ربما يعودان لأسباب متعددة، لكن حتماً من بين تلك الأسباب الأكثر أهمية تفوق عشائر صحوة الأنبار في ملاحقة وطرد عناصر القاعدة من المناطق التي كانت تعتبر مجالها الحيوي منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق.

اللافت أن الإدارة الأمريكية وكأنها اكتشفت أخيراً الكنز الخفي والرهان القادر على حسم معركتها بالعراق. إنها العشائر ذات الارتباط القبلي والمناطقي هناك والتي لها سمات محددة قادرة على أن تكون في مناطقها عاملاً من عوامل الحسم المهم في تمكين حالة استقرار. ربما تمكن مهندسو المشروع الأمريكي في العراق على إثرها من استعادة زمام مبادرة كادت تفلت من أيديهم.

راهنت الولايات المتحدة الأمريكية على العشائر السياسية وقدمتها من قبل للحكم باعتبار إمكانية إنجاز مشروع بالاعتماد عليها. كانت الكارثة التي حلت بالعراق بعيد الغزو أن تلك العشائر السياسية لا تعيش بدون تحالفات بنيتها الأساسية تؤول للعرقي والطائفي. وهي أكثر عجزاً عن حشد التأييد التي تحتاجه مهمة شاقة في العراق.

في العراق اليوم هناك ثلاث عشائر لا أكثر، هي الأكثر قدرة على التأثير في مستقبل العراق. العشيرة الكردية في الشمال وغطاؤها السياسي الحزبان الكرديان الرئيسيان، مستقبل العشيرة هو من وحد حزبين سياسيين متنافسين. الأحزاب الكردية تخفي كل تناقضاتها تحت عباءة العشيرة. العشيرة الكردية في حالة بناء الذات المهددة سواء من حلفاء اليوم بالعراق أو من جيران العشيرة الكردية الذين ينظرون لها بعين الشك والريبة والقلق من التأثير في عشائر كردية قابعة على الحدود تنتظر الفرصة السانحة للحراك لحلم دولة العشيرة الكردية الكبيرة. العشيرة الثانية هي عشيرة ذات واجهة سياسية عبر تحالف يسمى بالتحالف العراقي الموحد. لكنها تختفي تحت عباءة المرجعية. أي أنه بناء سياسي لكن رهين مرجعية العشيرة الطائفية التي لا تعترف سوى بالمرجعية. فض التحالفات أو بنائها له مرجعية كبرى ليس التحالف الموحد سوى العنوان السياسي لها. ولذا تبدو العملية السياسية في العراق مرتبكة وغير واثقة، وعملية المصالحة معطلة، فهي تظل مرتبطة بالمرجعية الدينية حتى لو توسلت المعنى السياسي.

العشيرة الثالثة التي برز تأثيرها جلياً خلال الشهور الماضية وبدأ يأخذ ملامح التأثير في مستقبل العراق هي عشائر الصحوة التي بدأت من الأنبار وهاهي تتحرك حتى باتجاه الجنوب العراقي. وهي عشيرة استطاعت أن ترجح كفة الأمل لدى الإدارة الأمريكية لإمكانية الخروج من مأزق عراق اليوم إلى عراق أكثر استقراراً وأكثر جاذبية لإنقاذ مشروعها.

اللافت أن الإدارة الأمريكية نقلت هذه التجربة الناجحة لعشائر الصحوة في مقاومة القاعدة إلى الحدود الباكستانية - الأفغانية. ثمة اليوم حراك هناك لاستعادة العشيرة من أجل محاصرة القاعدة وجماعات العنف المسلح التي تتصل بها أو تتعامل معها أو تعمل بمعزل عنها لكنها لا تختلف عنها في عدائها للمشروع الأمريكي في أفغانستان.

تتمتع العشيرة ببناء هرمي يحركه شيخ العشيرة وتستجيب له عناصرها، تختفي فيها إلى حد ما تناقضات السياسة والأفكار الأيديولوجية والانتماء العقدي، تحتاج العشيرة الدعم بالمال أولاً والسلاح وإضفاء مشروعية بقاء لها على أجندة المصالح المتحققة لأفرادها.

تقيس العشيرة قدرتها على البقاء بمدى استجابة تلك الظروف لمصالحها السهلة القياس: المال والنفوذ والسلاح.

مما تستدعيه الحالة العراقية اليوم، ذلك التاريخ الذي يعود لمطلع القرن العشرين في المنطقة العربية. لقد راهنت الامبراطورية البريطانية على العشائر العربية في صراعها مع خصومها حتى ظهرت للعلن اتفاقية سايكس - بيكو لترسم تلك الحدود بين العشائر العربية.

خلال عقود وعقود ما بعد الاستقلال، تطور المفهوم السياسي الحركي الذي يتوسل الأحزاب والحركات السياسية الوطنية والقومية لواجهة التأثير عبر الانقلابات والانقلابات المضادة، وعبر التبشير بمشروع قومي أو وطني على وحي تلك الحركات التي تتوسل السياسي لكن على طريقة الوصاية الكاملة على المجتمع عبر نقله من فكر العشيرة إلى واجهة الدولة. لكن كل هذا اختفى اليوم وبقيت العشيرة وحدها.

العشيرة بنوعيها القبلي والطائفي هي العلامة البارزة اليوم في المنطقة، وحتى لو جاءت عبر واجهة سياسية، فهي الأكثر تأثيراً في خيارات تلك التكوينات التي أخذت أبعادها من تأثيرات اجتاحت المنطقة، وعبرت عن نفسها في شكل تكوينات أعادت الانتماء لوجه العشيرة أو الطائفة عوضاً عن الحزب الذي اختفت ملامحه السياسية كحزب جماهيري ليتحرك فقط تحت عباءة تلك العشيرة أو الطائفة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
نحو معادلة عراقية جديدة
زهير المخ
الراية قطر
قد يكون من قبيل التكرار الممل التشديد علي كون العراق بات ساحة مفتوحة علي كل الرسائل الإقليمية والدولية. لكن يبقي أن المكونات المحلية، إثنية كانت أم طائفية أم جهوية، المتعاملة مع هذه الأزمة، وديناميكية نزاعاتها، هي التي توسّع التعقيدات وتضيف إلي الوضع عناصر التأزيم ومنها، وعبرها، يتسرب التدخل الخارجي.

ولذلك، ما تكاد أن تلوح نسمات جهود التسوية، حتي تهب عواصف التصعيد، لتُطاح آمال لا يُعاد إحياؤها إلا بجهود جبارة. فخلال الأحداث الأخيرة التي شهدها الشمال العراقي علي وقع الأزمة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني كان للتساؤل الذي يثير الحفيظة نصيب من الاشتغال. نزل أكراد أربيل إلي الشوارع استنكاراً للتدخل العسكري التركي المحتمل، فيما البيئة الكردية العراقية قد تبدو أكثر حساسية من افتعال هكذا أزمات، ذلك أن التصعيد مع الجار التركي وما قد يرافقه من وقف ربما للدورة الاقتصادية، يستدعي بحد ذاته تساؤلاً من ذلك النوع الذي يستبطن إجابات مختلفة، حيث تبدو القيادة الكردية العراقية وبحق وكأنها تطعن بمركبها هي، لكنها تغلفه بموقف إقليمي، الذي ربما يتفق مع أجندتها الخاصة بالنزاع علي كركوك، وعلي نحو لا يعود واضحا التأثير الخارجي والاندفاع الذاتي.

التعبير الأكثر وضوحا عن أزمة المكونات المحلية هو عقدة الحكومة المركزية في بغداد. هذه الأزمة مركبة: أزمة المؤسسات الدولتية التي لم تعد قادرة علي إنتاج عملية سياسية طبيعية، وفي الوقت نفسه أزمة التكتل الشيعي، خصوصا تياري الصدر والحكيم، غير القادرين علي تحديد صفتهما ووضعهما، والعاجزين عن تصور مستقبل للهوية الشيعية بين الهويات الأخري. فالانقسام الحاصل في صفوف الشيعة اليوم لا يعكس فقط التنافس علي توزيع السلطة وتوزيع الثروة بالتبعية فحسب، وإنما يعكس العجز أيضا عن تصور صيغة جامعة لمعني وجودهم كطائفة. وباتت السياسة، بالنسبة إلي الزعامات الشيعية الحاكمة، مجموعة تكتيكات وتحالفات، وليست تفكيرا في معني دولة المؤسسات، لينتقل هذا الهاجس إلي مرجعية النجف العليا التي لم تعد مجرد مرجعية لقيم دينية وأخلاقية، بل بات مطلوبا منها القيام بالدور التكتيكي المباشر الذي كان علي قيادات الائتلاف الشيعي العراقي أن تقوم به. وهذا الانقلاب في الأدوار ينطوي علي نتائج عميقة الغور.

أما أزمة المكون السني التي بدأت ملامحها تتعمق منذ تفكيك مؤسسات السلطة القديمة وإقصاء نخبها التي كانت تتحكم بتوزيع الثروة المجتعية، فإنها تعمقت في سنوات الحرب الأهلية التي انتهت إلي ما بات يعرف بالإحباط السني. فالسنة الذين يعتبرون أنفسهم علة وجود الكيان العراقي الحديث، وقيادته السياسية ومصدر ازدهاره الاقتصادي وتفتحه وتعدده الفكري والسياسي، لم يهضموا معاني التغيير الكبير في التوزيع الجديد للسلطة السياسية، ولم يبذلوا جهدا للتكيّف مع هذه التغييرات.

إنهم افترضوا انه يمكن عزل مناطق المثلث السني ، إلا عن المؤثرات التي يرغبون فيها، حيث استشرت النزاعات المسلحة بأمل إثارة حرب أهلية تكون مدخلاً لانهيار العملية السياسية برمتها، فوجدوا أنفسهم اليوم في وضع غير مقرر، حتي في ظل الدستور الجديد الذي انتزع الكثير من صلاحيات ضمانتهم في تسيير شؤون البلاد.

لكن التطور أقوي من الرغبات. وما بات إحباطا لدي بعض المكون السني، تبدي قوة لدي البعض الآخر الذي بات عليه، بعد انحسار الوصاية الإقليمية المباشرة، أن يجد الترجمة السياسية للتغيير الكبير في الطائفة: أمنياً وسياسيا، وامتدادا إقليميا. إن الدور الجديد المعطي لهذا المكون لم يعد أحد قادرا علي استيعاب قوته الجديدة. وهذا ما يعبر عنه، بصورة واضحة تيار الصحوة العشائري والجهوي.

ويعرض هذا التيار في كل مواقفه مصادر القوة العسكرية والسياسية لجماعته، ونقاط ضعف جبهة التوافق السنية، وصولا إلي القول إن ما يطالب به ليس إلا ترجمة لهذه القوة المستجدة التي علي الهويات الأخري أن تعترف بها، وأزمة المكون السني هي في جوهرها العجز، حتي الآن، عن انتزاع هذا الاعتراف.

ولا يكون أمام هذه الجماعة الناهضة إلا المزيد من عروض القوة وتصعيد المطالب، الأمر الذي يعطي ردا عكسيا، بزيادة المخاوف لدي المكونات الأخري من هذه النهضة وطموحاتها.

والأزمة أيضا تعتمل لدي الشيعة الوافدين الجدد إلي قمة السلطة. فهم استحوذوا علي ما أُخذ من السنة، ويعيشون في هاجس انتزاع هذه المكاسب منهم. وهذه المكاسب لا تحميها إلا دولة المؤسسات، ما دام العمق الإقليمي المؤثر مباشرة والمتدخل في العراق عنصر قوةللشيعية الناهضة ومصدر التهديد.

لكن الجمهور السني المأخوذ بالاحباطات الناتجة عن السياسة الأمريكية من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخري، يجد في الشعارات السيادية قطعا مع تراثه السياسي، ما يؤشر إلي حال من التعارض بين هذه الشعارات وبين طموحات جمهوره من جهة، ويعزز الالتباسات بين التحالف والتصادم المسلح مع تنظيم القاعدة ، وهي حال تعزز بدورها مخاوف الأكراد والشيعة في آن.

مساعي الحلول في الساحة العراقية هي بحث في حلقات تقلّ فيها التقاطعات الإقليمية والدولية، حلقات تعكس أزمة كل من مكوناته الأهلية، وأزمة علاقة هذه المكونات في ما بينها، في الوقت الذي يبقي العراقيون وقوداً في دوامة لعبة الموت التي يسهل إحصاء ضحاياها لكن من المستحيل حصر تراكماتها

ليست هناك تعليقات: