Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الأربعاء 17/10/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الشعارات والحقيقة
عاطف عبد الجواد
الوطن عمان
سوف تتكشف مع مرور الأيام اسرار التعاون الأوروبي في عملية غزو العراق حتى رغم المعارضة الأوروبية المعلنة في ذلك الوقت للغزو.
ابتداء من أوائل عام 2003 وحتى نهاية الغزو العسكري الأميركي في العراق كان ضابط مخابرات الماني ملحقا بمكتب القائد الأميركي للغزو الجنرال تومي فرانكس في قطر، وكان هذا الضابط يزود القيادة العسكرية الأميركية بمعلومات استخباراتية يجمعها في بغداد اثنان من زملائه كانا يعملان في العراق أي أن المعلومات تدفقت من ضابطي مخابرات في بغداد إلى زميلهما الألماني في قطر ومنه إلى القيادة الأميركية المحلق بها وقدم ضابط المخابرات الألماني 25 تقريرا للأميركيين واستجاب لثمانية عشر طلبا محددا من إجمالي 33 طلبا من القيادة الأميركية للحصول على معلومات أثناء الأشهر الأولى من الغزو، فيما وصف بأنه تعاون منتظم ومستمر بين الأميركيين والألمان .
مكتب الاتصال الاستخباراتي الألماني في مقر القيادة الأميركية في قطر أغلق بعد انتهاء عملية الغزو ومنحت الحكومة الأميركية ضباط المخابرات الألمان الثلاثة في قطر وفي بغداد ميدالية الاستحقاق اعترافا بقيمة المعلومات التي قدموها للقيادة الأميركية أثناء العمليات الحربية في العراق .
وتركز معظم المعلومات التي قدمها ضباط المخابرات الألمان على مواقع الأهداف التي يجب على الأميركيين تحاشيها في العراق ومن بينها السفارات ولكن المعلومات اشتملت أيضا على تقييم وتحديد مواقع وحدات الشرطة والجيش العراقي في بغداد وعلى الإحداثيات الجغرافية لبعض الوحدات والأهداف الأخرى .
قدم الألمان 25 تقريرا للقيادة المركزية الأميركية التي أشرفت على الحرب في العراق، من بينها ثمانية تقارير وصفت فيها المزاج السائد بين المواطنين العراقيين والمؤن المتوفرة لديهم أثناء الغزو ، بينما وصفت ثمانية تقارير أخرى طبيعة الوجود العسكري ووجود الشرطة في بغداد وأنشطة هذه الوحدات .
وقدم تقريران الإحداثيات الجغرافية لمواقع القوات العسكرية العراقية وقدم الألمان ايضا الإحداثيات بعد هجوم شنته القوات الأميركية على موقع يفترض أن صدام حسين كان متواجدا بداخله في ذلك الوقت ولكن الألمان يصرون على انهم لم يساعدوا ولم يوجهوا الضربات الأميركية نفسها او القصف الجوي .
وعلى الرغم من المعارضة الألمانية القوية للغزو فإن الحكومة الألمانية شعرت بالحاجة المستمرة لمعلومات استخباراتية عما يجري في العراق ، بما في ذلك معلومات لم يكن ممكنا الحصول عليها إلا من الأميركيين انفسهم وبينما كانت الحكومة الألمانية تعارض الحرب على المستوى السياسي ، فإنها قررت مساعدة الأميركيين استخباراتيا في مقابل تبادل المعلومات معهم ولأن الحاجة الى هذه المعلومات كانت تتزايد ولا تنقص بسبب اندلاع الحرب فقد ادركت الحكومة الألمانية ان مواردها الاستخباراتية في العراق يمكن ان تستخدم في مقايضة قيمة مع الولايات المتحدة ، إذ كان الأميركيون في اشد الحاجة الى كل معلومات اضافية عن الأوضاع داخل العراق ، وكانوا يحاولون بناء شبكة من الجواسيس وعملاء الاستخبارات داخل بغداد ومناطق عراقية اخرى وقررت المانيا أنه بمجرد اندلاع الحرب فإنها سوف تغلق سفارتها في العراق وما أن اغلقت السفارة حتى انتقل ضابطا المخابرات الألمانيان للعمل من داخل السفارة الفرنسية في بغداد واستخدما الموارد المتوفرة للسفارة الفرنسية في بغداد في مواصلة تقديم المساعدات الاستخباراتية للأميركيين وفرنسا كانت هي الأخرى إحدى الدول الأوروبية التي عارضت بشدة الغزو الأميركي للعراق .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
ربيع العراق .. وخريف الآخرين
د.خالد عمر بن ققه
الوطن عمان
لم يكن العراق عبر تاريخه الطويل , حتى عندما هاجمته قوى العالم ممتطية ظهور الخيل أو الجمال, مكانا من العالم يمكن أن ينسى, ولن يكون حتى ونحن نراه اليوم بحورا من الدماء وأشلاء متقطعة من البشر, ذلك لأن الحضارة تختصر فيه, ولم يهاجم في كل أزمنته القديمة والحديثة إلاّ من القوى الكبرى , ومع ذلك انتهت تلك القوى إلى النسيان وبقي العراق شامخا أبيًّا .. قد يقسّم اليوم بأيدي بعض أبنائه لاعتقاد مزيّف أن حل المشكلات الكبرى يكون عبر التقسيم على غرار ما يتم تسويقه من قوى الخارج بهدف إغراقه في مزيد من الفتن, لكن سيعود لما كان عليه في زمن قياسي .
ليس ادعاء ولا ترضية لمن يحبونه ولا تعويلا على أفعال جهادية هنا وهناك, إنما هي قصة العراق التي لا تغيب عنّا قبل أن يأخذ هذا الاسم وبعده , ضمن سياق تجاربه الخاصة في الحروب وتجارب الدول العربية الأخرى التي احتلت لعقود ثم عادت إلى المجتمع الدولي مكللّة بالنصر, لهذا لا يثني عزمنا ما يحدث الآن عن القول: إن النصر آت حتى لو طال زمن الفجيعة والمحنة والألم, وعلى القاريء ـ خصوصا إذا كان من أهل العراق ـ ألا يكون في قراءته للأحداث بمعزل عن الفعل اليومي من حيث تصعيده لجهة تحقيق النصر, وألا يكون بعيدا عن التاريخ من حيث استحضاره في المواجهة .
لقد كشفت حرب السنوات الأربع الماضية أن منهجية العراقيين في الرّد على المحتل قد اختلفت منذ الأيام الأولى , مقارنة ببداية القرن الماضي , وإن كانت في سنوات القرن الحالي قد كشفت عن تعدّد المرجعيات السياسية والدينية , التي أقام أصحابها أوطانا عراقية غير الوطن الواحد الذي عرفناه , وتبعا لذلك لم ينزع ما في قلوبهم من غل ورثوه من أنظمة الحكم المتعاقبة ومن الطائفية, فلا منهج الرسول (ص) في مكة الذي جاء تحت شعار" اذهبوا فأنتم الطلقاء" أثّر فيهم, ولا نتائج ثورة التحرير الجزائرية لجهة العفو عن الخونة أجدت معهم , ما يعني عدم الاستفادة من دروس التاريخ , حتى غدت العراق مرتعا خصبا لكل الذين تستهويهم عمليات القتل من مرتزقة ومغتصبين ومدّعين للدفاع عن الجماعة أو الطائفة أو المذهب, وهم في ذلك يقومون بعمل واحد وإن اختلفت النوايا والأهداف .
غير أن ما يحدث في العراق على ما فيه من ظاهر مأساوي , هو طريق لربيع ـ أراه قريبا ـ مهما اجتمعت قوى الشر من أجل اختصاره في صيف حار , ملغية بذلك باقي الفصول الأخرى .. إن النهايات قد قربت , وهي بدايات في دول أخرى , فقد تمكنت قوى الشر من جعل العراق يعود ماديا إلى ما قبل عصر الثورة الصناعية , لكن العقول العراقية التي تجوب العالم , تعيش المسغبة وانعدام الأمان , ستعود صانعة للتاريخ كما كانت منذ قرون, بمجرد أن تورق الأشجار, تماما كما فعلت ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية, خصوصا وان العراق يملك مقوّمات البقاء والاستمرارية ليس فقط لبعده التاريخي وتنوّعه الثقافي والبشري ولكن لأنه مركز للقاء بين حضارات الأمـم, تمّ ذلك بالحوار أحيانا وبالعنف والقوّة أحيانا أخرى كثيرة, وفي الحالتين بقي جامعا لتراث البشريّة, لهذا علينا أن نتفاعل مع الحدث العراقي الرّاهن من باب المُنتظر لغدنا العربي العام, حيث التعامل معنا من منظور كتلة واحدة حربا, وجماعات متفرّقة سلما, وأيضا من ناحية المشاركة الوجدانيـة والعمليّة, وعلى السياسييــن العراقيين أن يدركوا حاجــة العرب لدور عراقي فاعـل, حتى وهم في أزمتهم الراهنة, لأن مصير العراق هو الذي يحددّ تاريخ ومصير الدول العربية جميعها رغم محاولتهم نكران ذلك.
أعرف أنّه في سنوات الحرب لا ينفع المدح والتغني بالبطولات , لأن الفعل الجهادي أقوى, وأعرف أيضا أن الحديث عن العراق هو موضوع السّاعة , لأنه يصنع الحدث ويؤثر في حياة كل سكان كوكبنا بما في ذلك الحيوانات والأشجار والبيئة , لكن ما يجذبنا نحو العراق اليوم هو ذلك الحضن الدفئ والعودة القريبة إلى الموقع , إلى الكرسي الخاوي, فبعد احتلالك يا عراق ما صوت ارتفع, وبعد انشغالك يا عراق بوضعك الداخلي ما عاد للعرب هم مشترك إلاّ أنت , وبعد مصيبتنا فيك بتنا ننظر مصيبتا الواقعة في أنفسنا لا محالة, ومع أنّك عملت جاهدا من أجل أن تبعد عنّا تلك المصيبة, لكن ما قدرنا فعلك الشجاع حق ّقدره , وما دمنا لا نسمع تسابيح أبنائك في السجون والمعتقلات, ولا ننتصر لدماء رجالك ونسائك , ولم نع الدرس من تضحياتك وصبرك , فما عليك أن تسرع الخطى نحو ربيعك القادم , فقد تعب أهلك مما حدث لهم في المنافي , حيث النكران للجميل والتجاهل والمتابعة الأمنية .. اغتنم الفرصة اليوم نحو الوحدة فصُبح الاستقلال بات وشيكا, وأفول نجم بارونات الحرب صار جليّا .. هاهم يرحلون اليوم جماعات , وغدا ـ وهو لناظره قريب ـ يجرون أذيال الخيبة ليعودوا بأعداد أقل مما جاءوا حين شدوا الرحال إليك من كل القارات .
خريف عمر الآخرين في العراق , مرحلة من عمر الصراع الدولي , تدخلها البشريّة اليوم , ونتيجتها معروفة حتى قبل وقوعها , وستدفع ثمن انحيازها للباطل , ولن يطيل من عمرها دعاة الفيدرالية ولو دعمّهم في ذلك شياطين الجن والإنس وكان بعضهم لبعض ظهيرا , هذا لا ينفي الوصول إلى تحقيق رغبة العدو في إنهاء العراق من خريطة التأثير على صناعة القرار دوليا بتأييد من بعض العراقيين , لكن الشعوب والأمم في رحلة عودتها إلى سابق عهدها تأخذ وقتا طويلا .. إنه زمن البناء, والعراق سيبنى وإن أرادوا غير ذلك .. والبداية من هذا الربيع الذي نراه .
benguega@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
أنقرة وواشنطن .. إعادة ترتيب الأوراق
خليل العناني
الوطن عمان
ربما ليست هي المرة الأولي التي تقوم فيها تركيا بقصف مواقع كردية شمال العراق، ولكنها بلا شك الأكثر عنفاً وتأثيراً، ليس فقط عسكرياً وإنما أيضا سياسياً واستراتيجياً. فما قامت به المدفعية التركية قبل أيام من قصف قرى كردية شمال العراق وذلك رداً على قيام عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني بقتل 13 جندياً تركيا جنوب شرق تركيا، يشي بأن الحكومة التركية قد حسمت خيار التصدي العسكري لميليشيات العمال الكردستاني، وذلك بغض النظر عن أية تداعيات سياسية إقليمية ودولية، ومهما كلفها ذلك من توتر في العلاقات مع العراق والولايات المتحدة. وقد كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واضحاً عندما أكد أنه سيطلب موافقة البرلمان التركي على القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد ميليشيات حزب العمال الكردستاني الموجودة داخل الأراضي العراقية، وذلك دون الالتفات إلى أية انتقادات أميركية. ويبرر أردوغان ذلك بأن من حق بلاده وفقاً للقانون الدولي، صد أي هجوم خارجي عليها، كما أنه يمتلك حق معاقبة أي طرف يسعي للتأثير على الأمن والاستقرار داخل تركيا. وتبدو بغداد وواشنطن الأكثر تأثراً بقرار أنقرة مطاردة حزب العمال الكردستاني، الأولى باعتباره انتهاكاً للسيادة العراقية واختراقاً لسيطرة الحكومة العراقية على أراضيها. ولن يفت في ذلك الاتفاق الأمني الذي وقعه الطرفان التركي والعراقي قبل أسابيع قليلة، تعهدت بموجبه الحكومة العراقية بمنع الهجمات المسلحة ضد تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية مقابل امتناع أنقرة عن التوغل في شمال العراق. وحقيقة الأمر فمن الصعوبة بمكان الاعتقاد بقدرة الحكومة العراقية التحكم في تحركات حزب العمال الكردستاني وهجماته ضد تركيا، بل الأكثر من ذلك يصعب القول بقدرة أكراد العراق على تحجيم خطوات العمال الكردستاني الذي ترابض ميليشياته في المناطق الجبلية على الحدود العراقية - التركية. وأقصى ما يمكن أن تقوم به الحكومة العراقية هو محاولة إقناع تركيا بالتروي في شن الهجمات على العمال الكردستاني أملاً في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الراهنة. أما فيما يخص واشنطن فتبدو العلاقات مع أنقرة على محك مغاير، ففضلاً عن توتر العلاقات بين الطرفين بسبب تبني إحدى لجان مجلس النواب الأميركي لقرار يعترف بتعرض الأرمن لإبادة جماعية على يد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، ما دعا تركيا بعد إصدار القرار إلى سحب سفيرها من واشنطن للتشاور، فإن ثمة مخاوف أميركية من أن يؤدي التوغل التركي شمال العراق إلى التأثير على الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، ويفتح باباً جديداً للتوتر في وجه الحكومة العراقية التى تعاني من ملفات عديدة. لذا فقد سعى البيت الأبيض لتلافي تداعيات قرار الكونجرس بهدف تخفيف التوتر مع أنقرة، التي أكدت أنها لن تتوقف عن مطاردة حزب العمال الكردستاني حتى وإن كلفها ذلك توتراً في علاقاتها بواشنطن. كما قامت الإدارة الأميركية بإرسال بعثة مكونة من إريك إلدرمان ـ السفير الأميركي الأسبق في أنقرة ـ ودان فريد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية من أجل وقف التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا الحليفين في منظمة حلف شمال الأطلسي. واقع الأمر فإنه من الصعوبة بمكان الاعتقاد بحدوث قطيعة في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وذلك على رغم التوتر الحادث حالياً بين الطرفين، والذي وصل إلى حد تهديد أنقرة بوقف الدعم اللوجيستي عن القوات الأميركية الموجودة في قاعدة "إنجرليك" شمال تركيا. فالعلاقات بين الطرفين استراتيجية ومهمة لكلا الطرفين، فمن جهة أولى تبدو تركيا طرف مؤثر ومهم لتركيا وحلف الأطلسي، ليس فقط باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة في تفاعلات الشرق الأوسط، وإنما أيضا لكونها تمثل جسراً استراتيجياً وأمنياً للغرب للمرور في المياه الدافئة الروسية والآسيوية بوجه عام. ومن جهة ثانية، تبدو تركيا عنصر مؤثر في دعم استقرار الأوضاع في العراق وذلك من خلال الامتناع عن إثارة المشاكل مع الطرف الكردي سواء فيما يخص قضية كركوك، والتي تمثل خطاً أحمر بالنسبة لتركيا، أو بالنسبة لتقديم الدعم السياسي واللوجيستي للحكومة العراقية باعتبارها إحدى دول الجوار المهمة. ومن جهة أخيرة، تبدو واشنطن في حاجة ماسة للجهود التركية، سواء لتأمين أي خروج أميركي من العراق، أو لجهة تنفيذ أي خطط عسكرية ضد إيران. لذا فعلى الأرجح أن تنتهي الأزمة الراهنة دون حدوث قطيعة حقيقية في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، ومن المتوقع أن تغض واشنطن الطرف عن أي توغل تركي قد يحدث في الأراضي العراقية، مقابل عدم تنفيذ أنقرة لتهديداتها بقطع الدعم اللوجيستي للقوات الأميركية في قاعدة إنجرليك، خاصة وأن حزب العمال الكردستاني يعد بالنسبة لها منظمة إرهابية. kalanani@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تخريب التعليم في العراق -7-
وليد الزبيدي
الوطن عمان
قبل كل شيء ، اتجهت جهود حكومة بول بريمر، وهي حكومة الاحتلال الاولى ، التي انتجها مجلس الحكم، الذي تشكل بأمر السفير الاميركي منتصف يوليو2003، اتجهت الى ميدان التربية والتعليم، وهذا لا يعني، انها وضعت خطة تنموية شاملة، لبناء المدارس وتأسيس المختبرات العلمية وتشييد القاعات الرياضية وتوفير أجهزة الحاسوب للطلبة، ووضع برنامج لإرسال المبعوثين إلى الجامعات العالمية للاستزادة من العلم والمعرفة وآخر التطورات في هذا الميدان .
إن جهود حكومة الاحتلال الاولى انصبت باتجاهين أساسيين، الأول تخصص بإزالة جميع الصور والشروحات ، التي تتحدث عن حقبة ما قبل الاحتلال ، وفي مقدمة ذلك رفع صور الرئيس السابق صدام حسين ، التي تتصدر الكتب المدرسية ، والشعارات التي تتحدث عن مرحلة الحصار القاسي، الذي فرضته الولايات المتحدة ضد العراق واستمر منذ صيف عام1990، وتواصل طيلة عقد التسعينات والسنوات الاولى من الالفية الجديدة ، وانشغلت العديد من اللجان لتنفيذ هذه المهمة ، التي أعطوها الأولوية ، وتم تشكيل فرق عمل كثيرة لانتزاع الصور الخاصة بصدام حسين، واتلاف الملايين من الكتب والقرطاسية ، التي يصعب معالجتها ، رغم أنها كلفت ميزانية العراق مئات الملايين من الدولارات، واستغرق عمل تلك المجاميع عدة اشهر، يقلبون المناهج ويرفعون التوصيات الخاصة بانتزاع الصور وإتلاف الكتب، وهذا كان الإنجاز الأول الذي تحقق في بداية الاحتلال .
اما الاتجاه الثاني، فقد تخصص في جانبين أساسيين ، الأول تم تكليفهم بمراجعة شاملة للمناهج الاسلامية في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات والدراسات العليا، ومهمة هذه اللجان حذف جميع الايات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، التي تحث على بناء الشخصية الاسلامية الوطنية الرافضة للظلم ، والتي تحث على مقاتلة الغزاة ، وجرت عمليات غربلة واسعة وشاملة لجميع المناهج ، ولم يسمح بتداول أي كتاب منهجي خارج هذا الاطار، ومن الواضح ان الهدف من جراء ذلك اعتماد تربية تهادن المحتل وتقبل بطروحاته وأفكاره ، ما يهيئ الأجواء لخلق تربة صالحة لبث مضامين وتفاصيل مشروع الاحتلال الأميركي في نفوس وعقول العراقيين.
أما الجانب الآخر، فقد تخصص في حذف وإلغاء جميع الأناشيد التي تشيد بالدور القومي والعروبي للعراق ولجيشه ، خاصة مشاركات هذا الجيش في الدفاع عن الأراضي العربية في الحروب الشهيرة عام 1948 وحرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973، كما تم حذف جميع الدروس والمحاضرات والاشارات، التي تتحدث عن الروابط والاواصر التاريخية والاخوية القوية بين العراقيين واشقائهم العرب ، بهدف فصم العلاقة ، وهذا ما كشفت عنه لاحقا صياغة الدستور الذي اراد اكمال هذه المهمة .
هل هناك اخطر من هذا المشروع التخريبي في ميدان التربية والتعليم، والذي يؤسس لتخريب روحي واجتماعي أوسع وأشمل .
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الفوضى الوقائية بعد الحرب الاستباقية
فيصل جلول
الخليج الامارات
احتل الجنرال ريكاردو سانشيز، العراق قائداً لما يسمى ب “القوات متعددة الجنسيات”. اعتبر في فترة الاحتلال الاولى بطلاً أمريكياً عظيماً إلى أن باشر الحديث عن النقص في القوات الأمريكية وفي الآليات والدعم اللوجستي. في هذا الوقت اندلعت قضية التعذيب في سجن “ابوغريب”، واعتبر مسؤولا عنها رغم أنه لا يندرج في التراتبية الخاصة بالشرطة العسكرية التي تتولى سجون الاحتلال . قبل تقاعده عوقب سانشيز بحجب الترقية عنه، وبعد تقاعده أطلق تصريحاته المزلزلة: “إدارة مجلس الأمن القومي للحرب كانت رديئة”، و”ارتكبت الادارة الأمريكية أخطاء فادحة بعد الاحتلال: حل الجيش العراقي، والامتناع عن تشكيل حكومة مدنية”، “حرب بوش على العراق كارثة”، “لا ضوء في نهاية نفق هذه الحرب”، “لا يمكن تحقيق انتصار في العراق”، “أقصى ما يمكن التوصل إليه هو تفادي الهزيمة”.
لم يحدد سانشيز الكيفية، والراجح أن أحدا من ذوي الشأن في إدارة الحرب العراقية لن يجرؤ على تحديدها، الأمر الذي يحيلنا إلى علم الحرب ومنه خلاصة كلاوزفيتز الشهيرة: الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى.لقد شنت الحرب من اجل إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط.. أي قهر كل من تعتبرهم واشنطن أعداء وممانعين لها ول “إسرائيل” وفرض نظام شرق أوسطي خاضع لأمريكا ووكلائها حصراً تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد”. فشل المحتل في إخضاع العراقيين، وامتنع حلفاء واشنطن العرب عن دعم مشروع الشرق الأوسط الجديد، بقي “الاستسلام” النووي الليبي محصورا ومحدودا ولم يتحول إلى مثال يحتذى، قاومت الأنظمة الخليجية “الإصلاح من الخارج”، لم يسقط النظام السوداني بعد اتفاقية الجنوب وفيها خيار الانفصال، ثم اندلعت قضية دارفور ومازال قائما. لم يسقط النظام السوري بعد انسحاب قواته العسكرية من لبنان، لم تتمكن “إسرائيل” من القضاء على المقاومة اللبنانية خلال حرب يوليو/تموز عام ،2006 عادت إيران للتمسك بمشروعها النووي بعد أن قبلت بتجميده عام 2003 إثر سقوط بغداد. كفت أخيراً عن دعم الاحتلال عبر حلفائها الجنوبيين. في هذا الوقت كانت روسيا تتحرك بثبات على الساحة الدولية وتسعى لاستعادة مواقعها السابقة وكانت الصين تتمدد اقتصاديا بلا ضجيج وتضخ المزيد من المليارات في الاقتصاد الأمريكي مستفيدة من كلفة الاحتلال الباهظة ومن علامات الوهن التي ما برحت تتجمع على هيئة القوة العظمى، أضف إلى ذلك أن شركاء أمريكا الأوروبيين في الحرب انفضوا عنها سريعا: إسبانيا ثم إيطاليا وأخيرا بريطانيا.
باختصار شديد يمكن القول إن واشنطن لم تتمكن من تحقيق الأهداف السياسية لحربها العراقية داخل العراق وفي الشرق الأوسط الذي ظل قديما بل ربما ازداد “قدما” عن ذي قبل ما يعني صراحة أن تعذر بلوغ أهداف الحرب ناجم عن فشل الحرب.ولا نعرف مثالا واحدا في التاريخ عن حرب فاشلة أفضت إلى إنجازات سياسية ناجحة.
لكن، هل يمكن تفادي الهزيمة في العراق والشرق الأوسط على ما أوحى سانشيز؟ أغلب الظن أن الهزيمة المجلجلة قد لا تبقي حجرا أمريكيا على حجر في الشرق الأوسط ذلك أن أعداء واشنطن وتل أبيب والغرب عموما سيحولون هزيمة العراق إلى انتصار ساحق من الصعب تقدير حجمه وأبعاده مسبقا فما كان قبل الحرب لن يبقى بعدها على حاله. فكما أن الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى، فالسياسة أيضا امتداد للهزيمة العسكرية بوسائل أخرى وحتى لا يستفيد الممانعون والمقاومون والأعداء من الفشل الأمريكي في العراق وحتى يصبح تفادي الهزيمة ممكناً على ما ذكر ريكاردو سانشيز، لابد على سبيل الترجيح من نشر الفوضى “الوقائية” في الشرق الأوسط وبالتالي إشاعة الاضطراب في أو حول البلدان المرشحة لرفع رأسها بعد رحيل “اليانكي” من بلاد الرافدين: تنظيم حرب ميليشيات في البيئة السنية العراقية المناهضة للاحتلال. تقسيم العراق بقرار من الكونجرس يصبح ملزما بالطلب ويفضي بالضرورة إلى تأسيس دولة كردية مستقلة صديقة ل “إسرائيل” وتدين ببقائها للمحتل وحده. التحكم بالصراع السياسي في لبنان عبر تطويق المقاومة بالقوات الدولية جنوبا وبحكومة مناهضة في العاصمة وتدعيم عناصر النزاع اللبناني مع سوريا. عزل دمشق وتطويقها عربيا ودوليا وتعريضها لضغط عسكري “إسرائيلي” متواصل. الحؤول دون المصالحة الوطنية بين فتح وحماس. توسيع إطار الأزمات الداخلية وإشعال بؤر التوتر في القرن الإفريقي وعلى ضفتي البحر الأحمر في مصر والسودان واليمن والصومال. ربط “الديمقراطية” الموريتانية بقاعدة عسكرية أمريكية دائمة وعلاقات وثيقة أكثر مع “إسرائيل”. حمل المغرب والجزائر على الانخراط الصريح في برامج الدفاع الأمريكية وفي الاقتراب أكثر من “إسرائيل”. الضغط المتواصل على الدول الخليجية للتطبيع الصريح مع الكيان. كبح الجموح الإيراني عبر التهديد العسكري وإثارة القوميات (تشجيع مجموعات متمردة في بلوشستان وكردستان الإيرانية وعربستان)، إثارة الأحقاد الفارسية العربية والتلويح بخطر سيطرة الفرس على العرب. إشغال تركيا بالدفاع عن وحدتها الوطنية في مواجهة قضايا الأرمن والأكراد وتركمان العراق وقبرص وربما قضايا أخرى من بعد.
وسط هذه الفوضى “الوقائية” يمكن فعلا البحث في إمكانية تفادي هزيمة أمريكية شنيعة والانسحاب من العراق، شرط أن تبارك الدول العظمى هذه اللعبة. لقد باركت فرنسا وبريطانيا وبعض أوروبا لإستدراك هزيمة غربية محققة في الشرق الأوسط ما خلا روسيا بوتين التي ربما ترى أن عودتها مجددا إلى المسرح الدولي تمر بالشرق الأوسط تماما كما كان غيابها إثر فشل الغزو السوفييتي لأفغانستان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
التوتر التركي - الكردي .. ومستقبل المنطقة؟
عادل بن زيد الطريفي
الرياض السعودية
هذا توتر جديد - قديم أربك حسابات المحللين - ومن بينهم كاتب هذه السطور - ، صحيح أن التوتر التركي - الكردي قديم ويتجدد قرابة كل سبعة أعوام تقريباً كما يقول ماكدوال في كتابه الهام "تاريخ الكرد الحديث" (2004)، إلا أن الهدوء النسبي منذ اعتقال عبدالله أوجلان - زعيم حزب العمال الكردستاني - في كينيا (1999)، وتخلي سوريا وبعض الدول الأوروبية عن دعمهم بعد سقوط حزب البعث العراقي (2003)، قد قادنا إلى الاعتقاد بأن الجبهة - والتي لم تهدأ في الحقيقة - قد تستمر على حالها دون زيادة أو نقصان، لاسيما وأن الحركة كانت على أغلب لوائح الإرهاب العالمية بعد أحداث 11سبتمبر، وأن نظراءها من الكرد العراقيين لم يكونوا في وارد دعمها وتضييع مكاسبهم الجديدة. بيد أن تطورات الأسابيع الماضية قد أعادتنا جميعاً إلى الواقع المرّ. وأظن أن هذه أحد عيوب تحليلنا السياسي في المنطقة، فنحن نغمض أعيننا ونتمنى أن تزول المشكلات، ولكنها تظل هناك جاثمة، وتنفجر خصوصاً في الأوقات المحرجة والتي لا نملك معها إلا الدعاء فقط.
من المؤسف أنه في الوقت الذي تشير فيه المؤشرات إلى التهدئة وضبط النفس في الساحة السياسية التركية يبادر حزب العمال الكردستاني إلى عملية بهذا المستوى سقط فيها ما لا يقل عن 28عسكرياً تركياً خلال الشهور الماضية وثلاثة عشر في الأسبوع الماضي فقط، وبدل أن يستثمر الحزب التقارب الذي بدأ يطرأ بين حزب العدالة والتنمية - الحاكم - والقيادات السياسية الكردية في جنوب - شرق البلاد لاسيما خلال الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، يقوم الحزب بالتصعيد المباشر ضد دوريات الجيش التركي. لقد بات جلياً اليوم أن هذا التصعيد يهدف ضمنياً إلى ضرب التقارب على المستوى الداخلي التركي، وكذلك على مستوى العلاقات ما بين تركيا والعراق خصوصاً مع توقيع الطرفين لاتفاقية مناهضة للإرهاب في سبتمبر الماضي. صحيح أن المليشيات الكردية تشعر بأنها مستهدفة ومهمشة، ولكنها تخاطر بالشيء الكثير بخوض مواجهات مع أكثر من طرف في وقت واحد، فهم يناوشون قوات "البيشمركة" الكرد - العراقيين، وينفذون عمليات داخل الحدود الإيرانية - العراقية ويتلقون في المقابل قصفاً إيرانياً شديداً على مواقعهم، وهم الآن فوق القصف التركي الذي يحاصرهم ينتظرون تبعات التهديد بالغزو الأرضي لمواقعهم.
لا أحد اليوم مرتاح للتحركات الكردية، وحتى أولئك الذين ظلوا لسنوات يتعاطفون مع الشعب الكردي ويؤمنون بحقه في تقرير المصير هم اليوم متشككون في نوايا الكرد بعموم، ومتخوفون من تبعات السياسات المنفردة التي بات الأكراد يتخذونها في السنوات الأربع الماضية. قد يقول البعض، بأن علينا أن لا نأخذ الأكراد بجريرة بعضهم البعض، وأن نميز ما بين الأحزاب الكردية ليس بين كل بلد وآخر أو بين الأحزاب الكردية في البلد الواحد، بل حتى داخل كل حزب كردي لوحده. أنا مؤمن بذلك، ولكن المنطقة - أو بالأصح قيادات وشعوب المنطقة - لا تستطيع أن تجري هذه المقارنات، أو تميز بين فصيل وآخر، لاسيما وأنها لا تكاد ترى تميزاً ظاهراً بين مواقفها.
إقليم كردستان هو واحد من أفضل تجارب المنطقة على الصعيد السياسي والمدني، وكثيرون اليوم يتمنون لو أن العراق كله وطوائفه كانوا على نصف ما عليه أكراد العراق اليوم. بيد أن النموذج الكردي العراقي معرض للتراجع في ظل الظروف الراهنة، ولا أدل على ذلك من كون الأكراد قد تحولوا إلى طرف في أكثر من صراع داخلي وخارجي، فهم على خلاف مع السنة والشيعة تقريباً على كل الملفات العراقية الحساسة (الفيدرالية، النفط، المصالحة مع البعث)، وهم مازالوا غير قادرين على التحكم في المليشيات الكردية التي تهاجم تركيا وإيران من أراضيهم، ولم يتمكنوا من تطوير علاقاتهم مع جيرانهم الآخرين، وعلاقتهم مع الأمريكيين وأوروبا تمر بمرحلة امتحان عسيرة لاسيما بعد توتر الأوضاع وتهديد تركيا باجتياح الإقليم.
على الأكراد أن يدركوا أنه ليس بوسعهم أن يستخدموا الورقة "الكردية" كما استخدمتها أنظمة دول الجوار في السابق. صحيح أنهم حالياً يحاولون احتواء الأزمة بل وحتى التهديد بملاحقة حزب العمال الكردستاني في الشمال، ولكن كان بوسعهم قبل ثلاث سنوات تجاوز هذه الملفات - أو على الأقل توجيهها الوجهة الصحيحة - بدل أن يؤووا المليشيات الكردية المسلحة ويباشروا توفير الدعم والسلاح لها.
هل نطالب الأحزاب الكردية في الشمال أن تقاتل حزب العمال الكردستاني؟ لا، فهذا الخيار ضار جداً، وهم جربوا الاقتتال الداخلي في السابق وكاد يودي بقضيتهم، ولكن هناك خيارات سلمية كان بوسع الأكراد العراقيين الأخذ بها، وكان من الممكن أن تعزز من مكاسبهم السياسية والإقليمية. مشكلة الأكراد - كما هي مشكلة الأصوليين الشيعة في بغداد - أنهم حرموا من السلطة ومن حقوقهم المشروعة لعقود، وحين توفرت لهم الفرصة انطلقوا في ماراثون متعجل لتغيير كل شيء حتى الخرائط والأناشيد الوطنية. أي أنهم يريدون تعويض معاناة ثمانين عاماً في أربعة أعوام، وهو ما يجعل حساباتهم السياسية متأثرة بالتاريخ المرّ بدل أن يخططوا للمستقبل البعيد الذي يحفظ لهم حقوقهم.
أمام الأكراد فرصة تاريخية، وأمامهم تحديات أكبر. لو أنهم سلكوا طريقاً تدريجياً في استعادة حقوقهم وطمأنوا جيرانهم وأطلعوهم على حسن نواياهم لامتلكوا الشرعية الإقليمية التي يحتاجونها، والتي لا يمكن لهم العيش هانئين بدونها. صحيح، أن لا أحد يملك الحق في إعطاء المشروعية لأحد، ولكن الثقة بين البلدان أمر ضروري للاستقرار. تخيلوا معي لو أن القيادات السياسية الكردية تدخلت كوسيط بين المقاتلين الأكراد والحكومة التركية، ولو أنهم أوقفوا استغلال بعض المخابرات الأجنبية للأكراد الإيرانيين، واستخدموا لغة اتحادية بدل خطاب الانقسام الذي تلوح به حكومة الإقليم، ثم كيف لو كانوا هم وسطاء المصالحة بين السنة والشيعة، ولو أنهم اختاروا أن يكونوا هم ممثلي السنة في العراق، إذاً لما كان حال العراق على ما هو عليه الآن.
الآن، الحشود التركية على الحدود الكردية، وبوادر الحرب واضحة، ورغم أننا لا نتمنى أن يتعرض الأكراد إلى حرب، إلا أن لا أحد بوسعه فعل شيء لإيقاف هذه الحرب إلا القيادة الكردية نفسها. وليتذكر السياسيون الأكراد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عارض مشروعاً للتدخل العسكري في الشمال تقدم به قادة الجيش في مايو الماضي، وأن العمليات الأخيرة التي وجهت ضد الجيش التركي ستجبر الأتراك على التدخل في الشؤون الكردية الداخلية. إن اللحظات التي يمر بها الأكراد مهمة، وعليهم أن يقوموا بخيارات صعبة إذا كانوا يرغبون بالمحافظة على مكاسبهم السياسية. علاقتهم بأنقرة من الممكن أن تتحسن، وبإمكانهم توثيق علاقاتهم بمريدي الحل السلمي من الأكراد - الأتراك، وهناك دول في الجوار - من ضمنها السعودية والأردن ودول الخليج - ترحب في تعزيز التعاون مع الأكراد. إن على إقليم كردستان أن يكرس الانطباع الديمقراطي السلمي الذي خلقه، وأن يعمل على جعله نموذجاً لباقي الأكراد في الدول المجاورة لأن هذا هو الخيار السليم، والذي يحفظ للكرد حقوقهم المشروعة. لقد ربح الكرد معركة السلاح، وعليهم اليوم أن يربحوا معركة القلوب والعقول. altoraifi@alriyadh.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
هل هزمت القاعدة؟‏!‏
مكرم محمد أحمد
الاهرام مصر
تتضارب تقارير الأمريكيين حول الوضع الراهن لتنظيم القاعدة علي المستوي المركزي وعلاقته بالتنظيمات الاقليمية وخلاياها النائمة والنشيطة علي المستوي الميداني في العراق وشمال أفريقيا وبقاع أخري في العالم إلي التناقض الذي يشكك في صدق عديد من هذه التقارير‏...,‏ فعلي حين تؤكد بعض هذه التقارير أن التنظيم المركزي للقاعدة قد استعاد قدرته بالكامل بعد أن أعاد بناء نفسه‏,‏ وتمكن بنجاح من إحلال قيادات جديدة من الصف الثاني عوضا عن قيادات الصف الأول الموجود معظمها في سجون باكستان والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخري بينها مصر والسعودية‏,‏ كما نجح في إنشاء مجلس شوري للجماعة يضم عشرات الأعضاء القياديين الذين يجتمعون علي نحو دوري في منطقة الجبال علي الحدود الافغانية الباكستانية ليقرروا خطة العمل الميداني خصوصا في العراق والسعودية وشمال أفريقيا التي تقع تحت الاشراف المباشر لأسامة بن لادن‏,‏ كما تمكن من فتح عدد من مراكز التدريب في منطقة الحدود أقل حجما من مراكزها السابقة في أفغانستان في حكم طالبان‏,‏ لكنها تعمل بكفاءة ونشاط وتملك قدرة تغيير مواقعها في زمن محدود‏.‏
وبرغم حرية الحركة المتاحة لعدد من التنظيمات الاقليمية الفرعية فإن القرارات الكبيرة تصدر عن التنظيم المركزي حيث يوجد أسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري إضافة إلي عدد من قادة التنظيم الجدد أبرزهم مصطفي أبو اليزيد وهو محاسب مصري عمل إلي جوار بن لادن في السودان‏,‏ لكنه يتولي الآن قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان إضافة إلي مسئوليته كضابط إتصال مع طالبان وقبائل البشتون‏,‏ عدد آخر من القادة من ذوي الاصول الليبية أهمهم أبو ليث الليبي وعطية عبد الرحمن ضابط الاتصال مع تنظيم القاعدة في العراق‏,‏ كما تدير هذه المجموعة منظمة علاقات عامة تتبع التنظيم المركزي السحاب تتولي إذاعة البيانات وتسجيل شرائط الفيديو وإرسالها عبر الشبكة الدولية للمعلومات في إطار نظام الكتروني بالغ التحصين يحول دون تتبع مصادر هذه الأشرطة ومعرفة أصولها‏.‏
غير أن التقارير الامريكية تتحدث أيضا عن إخفاق شديد في عمل تنظيم القاعدة الاقليمي في العراق الذي تلقي العديد من الضربات الموجعة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة‏,‏ اثرت علي قدرته علي تفجير السيارات المفخخة التي هبطت من حدود‏60‏ سيارة في الشهر إلي أقل من ثلاثين علي أمتداد الشهرين الأخيرين‏,‏ بل إن هذه التقارير تؤكد أن تنظيم القاعدة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وبغداد قد تلقي ضربات حاسمة يصعب معها أن يستعيد التنظيم بناء نفسه خصوصا بعد أن أصبحت عشائر المنطقة طرفا في الحرب علي القاعدة‏,‏ وأن قيادة القوات الخاصة في العراق المكلفة بمتابعة وقتال تنظيم القاعدة تفكر في إصدار إعلان نصر نهائي علي تنظيم القاعدة في العراق‏,‏ لكن قائد القوات الأمريكية دافيد بتراوس آثر التريث تحت تأثير تقارير مضادة تؤكد أن القاعدة رغم أنها تلقت بعض الضربات الموجعة إلا أنه من السابق لأوانه أن يكون التنظيم قد لفظ أنفاسه‏,‏ خصوصا أن هناك مايشير إلي أن القاعدة قد سحبت جزءا من نشاطها إلي منطقة الموصل شمال العراق‏.‏
وأيا كان تضارب التقارير الامريكية فان الاختبار الحقيقي لمدي قدرة تنظيم القاعدة في العراق علي استعادة قدرته مؤجل إلي مابعد تخفيف الوجود العسكري الامريكي وتسلم العراقيين مسئولية الامن في هذه المناطق‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الشرك الاوسط الجديد
عبدالكريم الرازحي
عكاظ السعودية
تأسيسا على مقالي السابق “ العرب الغاربة والمستغربة “ فإن هؤلاء الذين تحمسوا ويتحمسون دائما للمشاريع الامريكية في المنطقة هم اليوم في حالة استغراب وفي حالة ذهول غير مصدقين بأن امريكا التي وعدت العراقيين بمشروع الديمقراطية والمشروع الحضاري ومشروع التحديث تقدم لهم مشروعاً لتقسيم العراق.
وقد كتب عراقي من العرب الغاربة والمستغربة مقالاً عبر فيه عن استغرابه ودهشته بعد ان صدر عن الكونجرس مشروع قرارالتقسيم قال فيه: أين مشروع الديمقراطيه؟ أين مشروع التحديث؟ وأين هو مشروع الشرق الاوسط الجديد؟ أين المشاريع التي وعدت امريكا شعبنا بها؟ ألم تجد غير مشروع التقسيم تقدمه لاولئك الذين فتحوا لها الطريق الى بغداد!
ومثل كل العرب الغاربة والمستغربة يحاول الكاتب في مقاله المثخن بالاستغراب ان يؤكد على ان ما فعلته امريكا بالعراق وبالعراقيين لم يكن متوقعاً، وانه هو وغيره من العراقيين والعرب المناصرين لامريكا وللديمقراطية فوجئوا بماحدث ويحدث في العراق. هكذا فإن العرب دائما يفاجأون ويندهشون ويستغربون بعد وقوعهم. فبعد ان وقعوا في شرك سايكس بيكو وفوجئوا بالتقسيم بدوا مدهوشين ومستغربين وغير مصدقين ان بريطانيا وفرنسا فعلتا بهم تلك الفعلة. وهم اليوم يقولون بأنهم فوجئوا بمشروع قرار التقسيم مع ان امريكا كانت واضحة منذ البداية فقد طرحت عليهم مشروع الشّـرَك الاوسط الجديد بشكل واضح وقالت بالحرف انها تريد شَــرَكاً اوسطاً جديداً وتريد ان يكون العراق أول من يسقط ويقع في هذا الشرك ليكون نموذجا تتطلع اليه كل شعوب المنطقة.وما مشروع تقسيم العراق إلا حجر الزاوية في بناء شركٍ أوسط ٍجديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الحلاقة في صالون الفوضي الخلاقة!!
محمد أبوكريشة
الجمهورية مصر
إذا أردنا ألا نأثم ونذنب فإن علينا ألا نقول ولا نكتب.. والحل أن نقول مانظن ظناً انه صواب ثم نستغفر الله.. فلابد من الإثم ولابد من الاستغفار.. ولو لم نذنب ونستغفر لذهب الله بنا وجاء بقوم غيرنا يذنبون ويستغفرون ويغفر الله لهم.. فيارب اغفر لي خطأي وعمدي وجهلي وقصدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي.. وتلك وصية صديقي أحمد إبراهيم أعمل بها قبل أن أكتب وبعد أن أكتب.. فإني لا أعلم هل سأعيش حتي أري سطوري هذه منشورة.. أم أنني سأقرأها في كتابي الذي ألقاه منشورا.
وسأظل أصرخ في أمتي واستغفر.. سأظل انفخ في القربة المقطوعة وأطلب الغفران.. واني لعلي يقين بأنني لست بخيركم ولست أحسنكم حالا.. لكني لست مع من يقول: ابدأ بنفسك واهتم باصلاح شأنك ودعك من الآخرين.. فلا بأس من أن ينصح المعيب المعيب.. ويعظ المسئ المسئ.. ويأخذ العاجز بيد العاجز.. ويقود الأعمي الأعمي.. لابأس من ان "أحط خيبتي علي خيبتك".. واضم صوتك المبحوح الي صوتي الهامس.. فليراهن العرب العاجزون علي بعضهم مرة واحدة.. بدلا من رهانهم علي أمريكا وإسرائيل.. فلم يحدث مرة أن راهن أحد علي أمريكا وكسب الرهان.. وكل الذين ضحوا بشعوبهم وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ومساندة أمريكا لهم من السقوط سقطوا في الهاوية.. ولنا في قصصهم عبرة لمن اراد ان يذكر وأراد الاعتبار.. فقد سقط فرديناند ماركوس في الفلبين ورضا بهلوي في ايران وتوني بلير في بريطانيا ونواز شريف في باكستان ويسير برفيز مشرف علي الدرب وسقط بينوشيه في شيلي وصدام حسين في العراق عندما تحالف مع أمريكا.. وتسير حكومة "خيال المآتة" في بغداد علي الدرب نفسه.. والمتغطي بأمريكا عريان "ملط" ولاتستره حتي ورقة توت.
ويقول قائل وعنده ألف حق: كل النماذج التي تحدثت عنها واسقطتها شعوبها ليست عربية.. والنموذج العربي الوحيد هو صدام حسين الذي سمنته أمريكا ثم ذبحته علي العيد كما يقول صديقي المنشاوي.. والرهان علي أمريكا في الأمة العربية يكسب والرهان علي الشعوب يخسر.. فالشعب العراقي لم يسقط صدام حسين حين سقط في الفخ الأمريكي ولم يحمه ويدافع عنه حين ذبحته أمريكا في العيد.. الشعوب العربية لا تخلع حكامها ولاتحميهم.. وأمريكا وحدها هي التي تعطي الشرعية وتمنعها في أمتنا.
العرب نسيج وحدهم ليس فيه خيط واحد عربي.. والأمركة ليست في النظام السياسي العربي وحده ولكنها طالت أيضا الشعوب.. وكل الفئات في أمتنا تستقوي بأمريكا ولاتستقوي بالشعوب.. الحكومة والمعارضة .. والمسيحيون والمسلمون.. والسنة والشيعة والنساء والشواذ .. ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان.. والازهر والكنيسة ورجال الأعمال.. الكل يستقوي بأمريكا ضد الآخر.. الكل يحاول ان يثبت انه متأمرك أكثر.. وأنه خير وكيل لشركة الصهينة والأمركة العالمية.
***
والفتنة ليست فقط طائفية بين المسلمين والمسيحيين.. أو بين السنة والشيعة.. ولكنها فتنة طائفية بين الجميع.. إنها حرب مجتمعية عربية.. أو حرب أهلية عربية لحساب أمريكا وإسرائيل.. تتابعها في لبنان وفي معارك حماس وفتح.. وفي حروب الصحفيين مع بعضهم ومع الحكومة والمعارضة والقضاة وشيخ الأزهر بمصر.. إنها التطبيق الأمين والمتأني والطويل الأجل لنظرية الفوضي الخلاقة.. أو الفوضي الحلاقة التي تحلق للعرب "زيرو".. تحلق لهم قلوبهم وعقولهم وقضاياهم ليبقوا قوما "زلبطة".. بلا رءوس .. إنها فوضي حلاقة "وجز" الشق العربي الأعلي وتسمين "وربربة" الشق الأسفل.. وتلك والله هي الكارثة التي حذر منها الحجاج بن يوسف الثقفي قبلي بألف عام ويزيد حين قال: أيها الناس: ان عقولكم وضمائركم في اعلاكم.. وفروجكم في اسفلكم.. فاطلقوا عقولكم وضمائركم.. واحفظوا وامسكوا فروجكم .. فإن الأنفس عندما تكون في الأسفل تصبح أسوك شيئ إذا أعطيت وأعصي شيئ إذا سئلت "وأسوك شئ" أي أضعف شئ.
وحكاية عالي الأمة الذي أصبح سافلها أقدم مني.. وسيادة الشق الأسفل ليست من اختراعي.. وهذا ماتفعله أمريكا الآن.. حلاقة الشق العربي الأعلي وتسمين الأسفل.. وكل العرب الآن يقولون خيرا ويفعلون شرا.. وقد قال ذلك بالنص عتبة بن أبي سفيان والي مصر للخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان: "ياأهل مصر.. خف علي ألسنتكم مدح الحق ولاتفعلونه وذم الباطل وأنتم تأتونه.. كالحمار يحمل أسفاراً.. أثقله حملها ولم ينفعه علمها".. فالعرب قوالون للحق فعالون للباطل.. يستقوون بالعدو علي الأخ والصديق.. وقد فشا فيهم النفاق كما وصفهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم الحجاج بن يوسف.. وهو وصف علي علم وليس علي جهل أو تجن.. وأهل العراق الذين رماهم الولاة بالشقاق والنفاق هم بعض العرب من المحيط إلي الخليج.. هم الأعراب الذين قال القرآن إنهم اشد كفرا ونفاقا.. هم الذين قال فيهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه "إن العرب قوم فيهم غرة" أي غفلة ورعونة.. ويسهل أخذهم علي غرة وتفريق جمعهم.. لأن نفوسهم في الشق الاسفل اذا أعطيت صعفت وخضعت وإذا سئلت أبت وعصت وبخلت.. فهم قوم إذا قدروا لايعفون.. وإذا قال لهم قائل "بخ" يركعون ويتنازلون.. وإذا خافوا رأيت أعينهم زائغة وإذا أمنوا سلقوك بألسنة حداد.
وقد قلت من قبل وأنا مصمم علي قولي حتي يثبت لي أحد عكسه أو خطأه ان فئة المنافقين لم يظهر لها أثر مع أي نبي سوي محمد صلي الله عليه وسلم.. وكل الأنبياء من قبله كانوا في مواجهة فئتين.. فئة مؤمنة وأخري كافرة صريحة.
***
وقوم موسي عليه السلام قد يقال إنهم كانوا منافقين.. لكن القرآن وصفهم بأنهم فاسقون حين استخفهم فرعون فأطاعوه وحين قالوا: هل انتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين.. هم قوم صرحاء في الفسق وأعلنوا بوضوح أنهم مع من يغلب.. هم مع من غلب وركب وجلس علي الكرسي سواء كان مملوكا أو جارية أو شيطانا.. وكل الأنبياء والرسل أرسلهم الله تعالي الي اقوامهم.. وإلي عاد أخاهم هود.. وإلي ثمود أخاهم صالحا.. والي مدين أخاهم شعيبا إلا موسي عليه السلام إذ قال له ربه: اذهب إلي فرعون انه طغي.. لأن الله تعالي يعلم أن اللجام في يد الفرعون .. فإذا آمن آمن قومه واذا كفر كفروا.
والرب الأمريكي الذي تعبده الأمة العربية يفعل نفس الشئ.. هو غير معني بالشعوب والأقوام ولكنه معني بالحكام وبالنخبة.. معني بالجالس علي الكرسي وملأه.. والملأ هم النخبة أو الحاشية أو علية القوم.. وليس صحيحا أن الملأ هم عامة الناس ودهماؤهم وسوقتهم.. ونحن نقول ان فلانا أعلن علي الملأ أي لعامة الناس وهو قول خاطئ لغويا.. لأن الملأ هم الحاشية أو النخبة المحيطة بالسلطان سواء من الحكومة أو المعارضة أو الاعلام.. وكلمة الملأ وردت في القرآن كثيرا وهي في كل المواضع تعني النخبة أو الحاشية أو البلاط أو النظام الحاكم بكل أركانه..
وقد قالت بلقيس ملكة سبأ: "ياأيها الملأ أفتوني في أمري".. فهي تريد الفتوي والرأي من البلاط أو النخبة أو البرلمان أو الأعيان ورجال الاعمال وليس من عامة الناس.. وأرسل الله موسي إلي فرعون وملأه.. أي النخبة المحيطة به.
وربما يكون المعني اللغوي لكلمة الملأ هو "الناس المليانين".. أو الممالئين للسلطان.. وهناك آية في القرآن الكريم تقطع بأن الملأ هم النخبة وليسوا عامة الناس: "ولقد أرسلنا نوحا إلي قومه.. إني لكم نذير مبين.. أن لاتعبدوا إلا الله.. إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم.. قال الملأ الذين كفروا من قومه مانراك إلا بشرا مثلنا.. ومانراك اتبعك الا الذين هم أراذلنا بادي الرأي.. ومانري لكم علينا من فضل.. بل نظنكم كاذبين".
فالنخبة من قوم نوح هم الذين كفروا.. وكلمة "من" تعني التبعيض بمعني أن الملأ هم بعض قومه وليسوا كلهم.. أي هم النخبة والأعيان وأهل السلطة ورجال الأعمال والإعلام والقضاء.
***
الرب الأمريكي للأمة العربية معني بالملأ ويعلم أن الشعوب لاتحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا.. شعوب ميتة لاتقدم ولاتؤخر "ولاتودي ولاتجيب".. والملأ من الشعوب العربية يراهنون أيضا علي أمريكا.. لذلك يخلعون قضايا الأمة وثوابتها كأنهم يخلعون نعالهم أو جواربهم.. ويحلقون مبادئهم كما يحلقون شواربهم.. والرأي ما تري أمريكا .. والآن.. ماتري إسرائيل أيضا.. وما كان بالامس حلما بعيد المنال أصبح اليوم حقيقة.. والشعوب "ولاهي هنا" .. فلم تعد هناك قضية فلسطينية.. ولم يعد هناك عراق عربي.. ولم يعد هناك سودان ولاصومال.. ولاتوجد في قاموسنا الان قومية عربية وقضايا مصيرية.. وليس في القفة العربية سوي الخيار الاستراتيجي واليد الممدودة بالسلام والسؤال وطلب "الحسنة" من أمريكا وإسرائيل وهي اليد العربية "اللي عايزة قطعها".. وكل الحدود العربية المصونة والمنيعة صارت بوابات غزو.. الخليج بوابة غزو.. والمحيط بوابة غزو .. والمتوسط والأحمر والنيل.. والمدهش في زمن لايندهش فيه أحد أنه غزو واحتلال بطلبنا نحن وهو علي الرحب والسعة.. المشكلة أن المناعة العربية انهارت تماما واصيب العرب بالايدز السياسي والفكري.. واصبحت الامة مقلب قمامة للغرب وإسرائيل ومدفنا لنفايات من كانوا بالأمس اعداء وصاروا اليوم فاتحين ومحررين للأمة من أبنائها.. أمريكا تريد تحرير العراق من العراقيين ومصر من المصريين ولبنان من اللبنانيين وفلسطين من الفلسطينيين.. تريد تحرير كل بلد عربي من ابنائه.. ونحن نصفق لها ونسبح بحمدها ونقدس لها.. وهي تقول لنا: إني أعلم مالا تعلمون.. أمريكا تريد تحريرنا من ديننا ومن عبوديتنا لله وحده باسم حقوق الانسان وحقوق الشيطان أيضا.. والملأ من قومنا دخلوا جحر الضب الأمريكي كما دخلوا من قبل جحر الدب الروسي أيام الاتحاد السوفيتي.. والشعوب الميتة تصفق للعولمة والأمركة كما صفقت وهتفت من قبل للشيوعية والاشتراكية.. لأنها مع من غلب ومن ركب ومن جلس علي الكرسي.. لقد لبسنا الشيوعية حتي كأننا لن نخلعها أبدا.. وهانحن نلبس الأمركة واقتصاد السوء كأننا لن نخلعه أبدا.. والاسلام في يوم ما كان عند دعاة الفتة وعلماء الثريد شيوعيا واشتراكيا.. وهو اليوم عند نفس الدعاة والعلماء دين عولمة وخصخصة يحترم الملكية الخاصة ورجال الاعمال "والحرامية".
***
الإسلام كان يوما في رأي العلماء والدعاة الملوثين دين الجهاد والنضال واليوم هو دين السلام والنسوان وقبول وتقبيل الآخر.. الاسلام عندهم "استك منه فيه".. يمكن مطه وتقصيره وتطويله حسب الحال والمقاس.. حتي الذين يقولون ان الاسلام هو الحل.. كان الحل عندهم بالأمس اشتراكيا.. واليوم هو عندهم مخصخصاتي.. فالعربي منافق ومخادع ومخاتل .. ومشخصاتي ومخصخصاتي.. فنحن لن ننجو إلا إذا كذبنا الجميع وكفرنا بالجميع.. لأنها فتنة وفوضي خلاقة وحلاقة.. القاعد فيها في بيته خير من الساعي.. لاتطع أحدا ولاتأمن لأحد اذا اردت النجاة.. لأن الكل حلاف مهين.. هماز مشاء بنميم.. مناع للخير معتد أثيم .. عتل بعد ذلك زنيم.
العرب فقدوا القدرة تماماً علي التمييز بين الألف "وكوز الدرة" .. العرب لا يعرفون الصح ويحترقون "بالدح" ولايقولون ".........".. ويتزاحمون علي الحلاقة في صالون الفوضي الخلاقة!!
** نظرة
يلتزم العرب دون غيرهم بكل المعاهدات والاتفاقيات العالمية والشروط وعقود الاذعان التي تفرضها المنظمات الدولية.. فهم يلتزمون بمعاهدة منع الانتشار النووي رغم أنهم لايمتلكون أي قدرات نووية.. ويدفعون فاتورة التليفون خوفا من "شيل العدة" رغم أنهم "ماعندهمش خط ولاعدة".. ويلتزمون بالضوابط التي تفرضها منظمة التجارة العالمية "الجات".. ومنظمة الدلنجات وهيئة السرنجات.. ولديهم وحدهم منظمة عظيمة تضع قواعد صارمة ومواصفات قياسية لأصول التخزين هي منظمة "القات"!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
أمريكا وتركيا: كوكتيل متفجر
سعد محيو
الخليج الامارات
ماذا يجري بين تركيا وأمريكا، وبالتالي بين تركيا و”إسرائيل”، هذه الأيام؟الكثير، يردّ سريعاً المحللون الأتراك، خاصة في صحيفة “توداي زمان” ومجلة “تيركيش ويكلي”. فهم يرون نذر عاصفة عاتية وزاحفة تحلق الآن بخطر فوق رأس العلاقات بين هذين الحليفين الاستراتيجيين اللذين يملكان أكبر الجيوش في حلف شمال الأطلسي. السبب: الأرمن والأكراد، على الجانب التركي، والعراق وإيران والاستراتيجيات العليا على الجانب الأمريكي.
لكن، كيف ولماذا هذا التمازج المتفجر بين قضايا تبدو منعزلة عن بعضها بعضاً، كالأرمن والاكراد، أو كموقف أنقرة من التوجهات الأمريكية في العراق وإيران؟
سنأتي إلى هذا السؤال اللغز بعد قليل. قبل ذلك، وقفة أمام العودة القوية للمسألة الأرمنية إلى ساح الفعل الدولي.
يمكن القول بكل ثقة إن القضية الأرمنية لم تكن لتبقى قضية، لولا الدياسبورا الأرمنية في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة. فالمهاجرون الأرمن في اوروبا وأمريكا، هم الذين عملوا بدأب ونشاط، وما زالوا، على إبقاء ما يسمونه “المذابح الأرمنية” أو “حرب الإبادة” في تركيا العثمانية العام 1915 في الذاكرة الحية.
ما حدث في ذلك العام واقعة تاريخية غامضة. فالأرمن يقولون إن العثمانيين قتلوا ما بين مليون ومليون ونصف المليون أرمني ل”تنقية” ما يعتبرونه أراضي تركية من أي مطالب إقليمية فيها. فيما يقول الأتراك أن ما وقع تلك السنة، لم يكن سوى حلقة أخرى من سلسلة حلقات الأزمات التي خلقتها القوى الإمبريالية المتصارعة على تقاسم العالم خلال الحرب العالمية الأولى عبر تحريك ورقة الأقليات. الروس، آنذاك، هم الذين حرّضوا العصابات والميليشيات الأرمنية على التمرد والاعتداء على مواطنيهم العثمانيين الاتراك والأذريين، فردت السلطات العثمانية بقتل بعض الأرمن (أنقرة تضع الرقم بين 30 إلى 50 ألفاً) وإعادة توطين بعضهم الآخر في مناطق وبلدان أخرى.
ما كان يحدث طيلة السنوات الخمسين الماضية أن الملف الأرمني كان يُطوى بسرعة، مباشرة عبر استقرار غبار معركة الانتخابات. لكن هذا العام طرأ تطور جديد: الملف فتح ولم يغلق، بل هو تحوّل إلى قرار أقرّته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، وسيعرض قريباً للتصويت أمام المجلس برمته.
هذا التطور كان كبيراً وجديداً، لكنه لم يكن مفاجئاً. إذ سبقه قبل نحو الشهرين بيان من مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية “إيباك”، يؤكد أن المذابح الأرمنية كانت “حرب إبادة” بالفعل. هذه كانت المرة الاولى التي يدير فيها يهود أمريكا ظهورهم لتركيا التي يعتبرونها أهم حليف استراتيجي ل”إسرائيل” في الشرق الاوسط، وأول دولة إسلامية تعترف بهذه الأخيرة بعد نشوئها. لكن لماذا اتخذ اليهود هذا الموقف؟
حتماً ليس لأن ضميرهم استيقظ فجأة بعد سبات قرن كامل على وقع صراخ أشباح المذابح الأرمنية، ولا بالتأكيد لأنهم باتوا أكثر قرباً من روسيا وجمهورية أرمينيا وجورجيا وإيران في صراعها مع تركيا وأذربيجان حول إقليم نغارنو كاراباخ المتنازع عليه. في المسألة شيء أعمق بكثير وأشمل بكثير. شيء له علاقة مباشرة بالاستراتيجيات العليا وبلعبة الشطرنج الكبرى التي تجري وقائعها هذه الأيام بخطى متسارعة على أرض مناطق الشرق الاوسط آسيا الوسطى القوقاز.
وهذا الذي يجري يعيدنا بخطى متسارعة أيضاً إلى سؤالنا الاولي: لماذا تتمازج قضايا الأرمن والأكراد والإيرانيين والعراقيين في كوب كوكتيل متفجّر واحد؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تقسيم العراق.. هل تتعظ بقية الأمة؟
محمد خليفة
الوطن قطر
الأمة العربية تعاني التفكك والاحتضار على ساحة الحياة الجغرافية، جسد مسجى على طاولة التشريح كالفريسة المغمورة بالدم بعد الذبح والطعن والتنكيل والتدمير، بسبب طغيان البرابرة رعاة البقر الظالمين الذين جاءوا من أقصى الأرض بقصد التسلط واستغلال ونهب اقتصاديات المنطقة، وامتهان مشاعر أبنائها، وتقسيم أرضهم حتى تموت الحياة في وجدانهم.
وكانت خاتمة المطاف قرار مجلس الشيوخ الأميركي القاضي بتقسيم العراق إلى ثلاث دول طائفية كردية وسُنية وشيعية، الذي تقدم به السناتور الديمقراطي جوزيف بيدن المرشح للبيت الأبيض. وجاء هذا القرار المأساوي في حقبة العبث واللامعقول، استناداً إلى منطق اللا منطق واللا قانون، وتعامل مع اللامكان بدلاً من المكان والزمان، وأسقط الحق والعلة والمعلول.
فهذا المشروع المريب عبارة عن مسرحية تنتهي من حيث تبدأ، هدفها تفتيت هذه الأمة، ولا تقدم حلاً للعراق ولا يبررها دافع ولا يفسرها منطق حتى، ولو كان توفير أرضية سياسية لانسحاب القوات الأميركية. والواقع أن هذا القرار يفصح عن جوهر التوجه السياسي الأميركي في المنطقة العربية، وهو توجه قائم على أساس إعادة صياغة هذه المنطقة وتقسيمها على أساس طائفي وعرقي لتوفير الغطاء لتواجد أميركي طويل الأمد فيها، ومن أجل حماية أمن ووجود إسرائيل.
والمشكلة الأدهى والأمرّ أن المشروع العربي بات غائباً بالكلية بعد تنازع الدول العربية حول الأولوية في الصراع. فهل الأولوية هي محاربة إسرائيل، أم الأولوية هي الحرب المذهبية ؟
وتعمل الولايات المتحدة على تعميق الانقسام في وجهات النظر بين العرب لتسهيل تمرير مشروعها التدميري الذي لن تسلم منه ولا دولة عربية واحدة. فمنذ أن غزا العراق الكويت عام 1991، تنبّهت الولايات المتحدة إلى وجود دولة كبيرة وقوية مثل العراق على مشارف منطقة الخليج المهمة جداً بالنسبة للولايات المتحدة، ولذلك قررت تحطيم هذه الدولة. وبعد إخراج القوات العراقية من الكويت بالقوة عام 1991، طبقت الولايات المتحدة خطة لتقسيم العراق حيث فرضت منطقتي حظر طيران في جنوب العراق وشماله، ومنعت الحكومة العراقية من ممارسة سيادتها الكاملة على هاتين المنطقتين من خلال تنفيذ الطائرات الأميركية والبريطانية طلعات وهجمات يومية ضد المؤسسات والمنشآت التابعة للحكومة العراقية في المنطقتين، حتى تم إضعاف سيطرة الحكومة العراقية على شمال العراق وجنوبه، مما أسس لخطة التقسيم القادمة بتهيئة نفوس العراقيين لتقبلها.
وعندما شنّت الولايات المتحدة عدوانها الشامل على العراق عام 2003، بدأ التنفيذ الفعلي لخطة التقسيم. وتجلّى ذلك في القرارات التي اتخذها الحاكم الأميركي بول بريمر والمتعلقة بحلّ الجيش العراقي، وحلّ حزب البعث، وتشكيل ما كان يسمى «مجلس حكم» على أساس طائفي وعرقي. ومن ثم أُطلقت عصابات مجهولة راحت تعيث فساداً، وتقتل الأبرياء من الشيعة والسُنة والأكراد في الأماكن المختلطة، ولاسيما في بغداد ومحيطها، بهدف إحداث الفصل الطائفي والعرقي داخل الأقاليم الثلاثة.
وقد أصبح في العراق اليوم، وبفعل نشاط تلك العصابات المجهولة الهوية، نحو ستة ملايين نازح عن أرضه وبيته. وهؤلاء النازحون من الشيعة والسُنّة والأكراد، يقدمون أوضح مثال على أن خطة التقسيم قد قطعت مرحلة طويلة وأن الراعي الأميركي لها قد أجاد التنفيذ.
وعندما أصبح التقسيم واقعاً يعيشه العراقيون بشكل يومي، كان من المفترض أن تُصدر الولايات المتحدة قراراً بالإعلان عن ولادة الدول الثلاث التي ستقام مكان دولة العراق.
ومن هنا جاء هذا القرار الخاص بالتقسيم عن الكونغرس الأميركي. ولكن طالما أن الذي تقدم بهذا القرار هو السناتور جوزيف بيدن من الحزب الديمقراطي، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستستمر في وجودها العسكري في العراق إلى حين انتهاء حكم الرئيس جورج بوش، ومن ثم سيأتي بعده رئيس من «الديمقراطيين» يتولى تطبيق قرار الكونغرس بالتزامن مع سحب الجيش الأميركي من العراق، كما فعلت بريطانيا مع الهند. فمع إعطائها الاستقلال عام 1947، قامت بريطانيا بشقّ الهند إلى دولتين، واحدة للهندوس، وأخرى للمسلمين بدعوى أن الطائفتين لا تستطيعان العيش معا، مع أنها استعمرت الهند نحو مائتي عام، وخلال هذا الاستعمار الطويل لم تكن تجد مشكلة في التعامل مع الهندوس أو مع المسلمين. وبالتالي، فإن تقسيمها للهند كان بهدف إضعافها وخلق عداء دائم بين الدولتين الوليدتين، وهذا ما حدث ومازال يحدث إلى اليوم.
والآن وتحت مسمى الخوف من الحرب الطائفية والعرقية بين أبناء الشعب العراقي، تقوم الولايات المتحدة بتدمير العراق وإنشاء ثلاث دول طائفية وعرقية فيه. فهل يعتبر العرب مما يجري، أم يصدق عليهم المثل القائل «ما أكثر العبر وما أقلّ الاعتبار».medkhalifa@maktoob.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
مخاض جديد في العراق
جميل النمري
الغد الاردن
شهد يوم السبت الفائت - ثاني أيام العيد- وقوع اربعة قتلى فقط، وهو أدنى عدد من الضحايا في يوم واحد منذ غزو العراق، كما نقلت وسائل الاعلام فرحة أهالي الأنبار بيوم هادئ لم يشهد سقوط ضحايا، حيث أمكن لهم أن يحتفلوا بسلام وينعموا بفرحة العيد لأول مرّة بعد أن تمّ تحرير المنطقة من هيمنة القاعدة، ويعتزّ الأهالي أنهم حفظوا الأمن بأيديهم وليس بيد قوات الأحتلال.
هذه الحقيقة أثبتت أمرا في غاية الخطورة، وهو أن الأحتلال لا يحقق الأمن، وأن القاعدة تهزم على يد أبناء البلد فقط، وتضعف حالما تفقد الحاضنة الأهلية، وقد تحولت المناطق السنّية الى قواعد راسخة للقاعدة عجزت أمامها قوات الاحتلال الى أن عاف الأهالي السلطة القمعية والدموية للقاعدة وممارساتها الاجرامية، فقرروا الانتفاض عليها وأخذ قضيتهم بيدهم، فتمنكوا في فترة قصيرة من ازاحتها وتحولت الى جهة معادية تتسلل بصعوبة لتنفيذ جريمة اغتيال أو تفجير بحق المدنيين.
مرد الاستثناء في يوم السبت الماضي، أنه في اليوم التالي ارتفع عدد القتلى إلى 15 قتيلا، بيد أن المعدّل العام في الأسابيع الأخيرة لعدد القتلى يشهد انخفاضا ملموسا يراوح بين 30% الى 50% مقارنة مع المعدّل الذي كان سائدا وهو بين 60 الى 100 قتيل يوميا. ولا نريد التسرع في الأستنتاج، لكن المذبحة بدأت تستهلك نفسها بفعل عدة عوامل، أحدها على الأرجح استنفاد عملية التطهير والفرز الطائفي، ثمّ تغيّر المعادلات داخل كل معسكر، مع استهلاك المواجهة مع المعسكر الآخر.
هناك تحولات ملموسة داخل المعسكر السنّي، تتمثل بانكفاء القاعدة وتقلص امداداتها الخارجية، وبروز دور العشائر الميداني لتحقيق الأمن الذاتي، ونبذ الاعتداءات الطائفية التي ترمي الشيعة في احضان القوى الايرانية. ولعل نجاح هذه التجربة انعكس ايجابا في الوسط الشيعي، وترافق الضغط على ايران مع مخاوف اطراف الائتلاف الشيعي من تحول في الموقف الأميركي، فقد ذهب الحكيم أول أمس متوددا لشيخ مشايخ الانبار احمد ابو ريشه، وقد لاقت دعوته للتسريع في اقامة الاقليم الشيعي مقاومة شيعية واسعة.
أمّا على الجبهة الكردية فهناك استنفار عام في مواجهة التهديدات التركية التي لا تستهدف حزب العمّال الكردستاني فحسب، بل تهدد ايضا بمخاطر الانفصال الكردي وعودة السلطة الكردية للاحتماء بشرعية الدولة العراقية.
ليس للأميركان حق في التوهم بأن الخطّة الأمنية وزيادة عدد القوات أثمرا في تراجع العنف فقد يكون هذا سببا اضافيا، لكنه مؤقت، وغير فاعل من دون التحول في موقف القوى العراقية التي تغيرت أولوياتها، مع مخاطر النفوذ الايراني وتقسيم البلاد والحرب الأهلية.
أخيرا، يمكن استثمار انخفاض العنف من أجل مسار سياسي جديد يصحح أخطاء الماضي الكارثية، ويضع في الأفق صورة لا لبس فيها لجلاء الاحتلال.jamil.nimri@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
تقسيم العراق ومنطق المحميات
جوزيف قصيفي
الدستور الاردن
اتخذ مجلس الشيوخ الامريكي بتاريخ 26 - 2007 ـ 9 قرارا غير ملزم لحكومة الرئيس جورج بوش بتقسيم العراق وفق صيغة فدرالية تقوم على اساس طائفي وعرقي الى ثلاثة اقاليم. وعلى الرغم من عدم الزامية هذا القرار ورفضه من قبل القائمة العراقية الوطنية ، التيار الصدري ، جبهة التوافق ، حزب الفضيلة ، مجلس الحوار الوطني العراقي الموحد ، الجبهة التركمانية ، الكتلة العربية ، فإن خطر تقسيم ، بل تفتيت العراق ، أصبح واردا على ارض الواقع ويشق طريقه الى مراكز القرار الدولي والاقليمي والعواصم المؤثرة في تحديد الملامح المستقبلية لبلاد الرافدين.
ان الارض مهيأة لتسويق هذه الفكرة في ضوء المجازر التي غطت العراق من اقصاه الى اقصاه باستثناء كردستان التي تعتبر كيانا منفصلا وتتصرف على هذا الاساس ، وهي لا تستحيي من الاعلان جهارا ان ارتباطها بالدولة المركزية هو ارتباط شكلي ، ولو ان رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ينتميان الى الاكراد ، بل الى الحزبين الكبيرين اللذين يقودانهم منذ عقود طويلة من السنين.
ماذا يعني تقسيم العراق الى 3 مناطق؟
ان ذلك يعني بوضوح قيام دولة سنية ذات نفوذ سعودي وشيعية ذات نفوذ ايراني ، وكردية ذات نفوذ امريكي اسرائيلي ، وبطبيعة الامر ، فإن هذه الدول لن تستطيع الائتلاف والتعايش ضمن عراق واحد موحد. وذلك بسبب الصراعات التي ستنشأ حول تقاسم الثروات وفي مقدمها النفط ، ونوعية العلاقة مع دول الجوار ، وتوزيع عائدات الدولة ، عدا النعرات المذهبية والعرقية. وسيؤدي هذا القرار الى افراغ العراق مما تبقى من اقليات قومية وطائفية ، خصوصا المسيحيين الذين يندر وجودهم هذه الايام في بلاد الرافدين ، والازيديين بعدما باتوا عرضة لمجازر معيبة. والتركمان ايضا وايضا على الرغم من وجود الراعي التركي ومثوله في معادلة ما بعد صدام.
وما يثير الشكوك هو عمليات تفكيك الكتل البرلمانية العراقية ، خصوصا تلك التي تتشبث بعروبة بلادها وتقدم الاعتبارات القومية على اي امر آخر بدليل ما اصاب القائمة العراقية. فعلى سبيل المثال قامت النائب المنتمية الى القائمة صفية السهيل بالانسحاب منها تحت عنوان رفض الحوار مع البعثيين الذي كان رئيس القائمة ، رئيس الوزراء الاسبق الدكتور اياد علاوي قد باشر به بتأييد من مرجعيات دولية عربية واقليمية لانه يشكل بداية الطريق الى مصالحة وطنية حقيقية تضع حدا لمأساة العراق. لكن السبب الحقيقي لموقف السهيل هو التأثير المباشر لزوجها الوزير السابق لحقوق الانسان بختيار امين وهو كردي ، عدا ما تعرضت له من اغراءات شتى جعلتها تتنصل من التزاماتها المعلنة والموقعة.
الى ذلك فإن جهات دولية واقليمية تتربص بوحدة العراق لانها تشكل خطرا عليها ومصدر قلق ، لكن في المقابل تقف كل من تركيا وسوريا ضد مخطط تقسيم العراق القديم - المتجدد. ومن هنا يمكن فهم ما تبديه انقرة من مخاوف وما تطلقه من تهديدات باجتياح شمال العراق وتقويض سلطة الحكم الذاتي في كردستان نظرا لما تشكله هذه السلطة وانتشار مراكز القوى الدولية ، والاقليمية التي تحكم قرارها وحركتها من اخطار حقيقية على وحدة تركيا ارضا وشعبا ، أما سوريا فترفض تقسيم العراق خوفا من انتقال التجربة إليها وهي التي تأوي على ارضها اقليات طائفية وقومية تعيش بتناغم ومن دون مشكلات كبيرة ، باستثناء تؤوي كردي نشب منذ عام ونيف وجرى احتواؤه في حينه. وذلك ما يفسر عودة دمشق الى الرد على هذه المحاولة بالسعي لتجميع صفوف المعارضة العراقية الرافضة للاحتلال. على الرغم من ازدياد حجم الضغوط الدولية والعربية عليها.
ان القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي لم يواجه بردة فعل في مستواه من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة التي كان الاجدى بها ان تسارع الى رفضه وشجبه. مع الاشارة الى ان الولايات المتحدة التي تدعو الى احترام دساتير البلدان وعدم النيل من استقلالها اقدمت من خلال خطوة مجلس الشيوخ على ضرب الدستور العراقي وتجاوزه وهو الذي نصت مادته الاولى انه «ضامن لوحدة العراق».
في اي حال ، لن يمر مشروع تقسيم العراق لانه سيفرز دويلات غير قابلة للحياة والتعاون ، ولن يكون امامها سوى التحول الى محميات لدول خارجية. خصوصا ان العراق يرزح تحت وطأة منظومة من المشكلات والمصاعب وابرزها: استمرار التراجع الامني ، تقلص الخدمات العامة ، الخلل في البنى التحتية ، استشراء الفساد. والاخطر من هذا كله الهجرة الواسعة المتمادية فهل ان تقسيم العراق سيعيد إليه من هاجر من ابنائه وهم بالملايين ويتوزعون في مشارق الأرض ومغاربها ولا سيما الاردن وسوريا ولندن والدول الاوروبية؟
وهنا تكمن مسؤولية العراقيين قيادات وشعبا. فإما ان يلجأوا الى المصالحة الحقيقية والوحدة واما ان يستمروا على هذا النحو من التناحر والتخبط الذي يقود الى نجاح مخطط التقسيم.
وبالتالي أين هي المرجعيات الدينية والفتاوى العاصمة عن انزلاق العراقيين بهذه السرعة الصاروخية نحو المجهول؟
انه وقت الصحوة. وأوان التبصر فلماذا الاصرار على عدم اغتنامها؟
اذا قيض لقرار مجلس الشيوخ الامريكي ان يمر ، وقسم العراق وفق المخطط الذي بات معروفا ، سيكتب التاريخ يوما ان صدام حسين الدموي والغارق في ديكتاتوريته استطاع ان يصون بلاد الرافدين من التفكك الجغرافي ، والحرب الاهلية ، وان يحفظ ثرواتها ويوفر الأمن والخبز لشعبها ، وهذا ما عجزت عنه ديمقراطية جورج بوش الابن ، وفذلكاته حول حقوق الانسان والشعوب.
صحيح كان هناك قمع شديد ومدان لمعارضي صدام وطغمته ، لكن ما يحصل اليوم هو ابادة جماعية للعراق بكل مكوناته ، ولا من يندد. فبئس «الفوضى الخلاقة» التي صدرتها واشنطن ومتى كانت الفوضى «خلاقة» ولا تحمل الموت الزؤام. صدق من قال «رب يوم بكيت منه ، فلما صرت في غيره بكيت عليه».
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
قنبلة في وجه الجريمة الأمريكية
عبدالله الأيوبي
اخبار الخليج البحرين
فجر قائد القوات الأمريكية السابق في العراق الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز واحدة من أكثر القنابل دويا في وجه السياسة الإجرامية التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خاصة بعد إتمامها جريمة غزو العريق ووضع هذا البلد على طريق التدمير التجزيئي والتفتيت البطيء على أسس طائفية وعرقية تتصاعد ملامحها بين الفينة والأخرى، بعد أن وصف هذا القائد العسكري الأمريكي الكبير القادة السياسيين الأمريكان بأنهم «غير أكفاء وفاسدون ومهملون في تأدية واجباتهم وبأنهم سيحالون إلى محكمة عسكرية لو
أنهم كانوا يخدمون في صفوف القوات المسلحة الأمريكية« بعد أن وضعوا بلادهم فيما سماه «الكابوس العراقي الذي لا نهاية له«، ولكن هذا العسكري نسي أن يقول إن جريمة قادته السياسيين لم تضع أمريكا وحدها في الكابوس بل وضعت العراق على حافة الهاوية الحقيقية. فقبل دفع العراق نحو الهاوية الحقيقية وضياع مستقبله كوطن موحد ومستقل يتمتع بالسيادة الكاملة على كل أراضيه وحقوقه الطبيعية، وقبل أن تدخل أمريكا الكابوس الذي لا نهاية له، كان كل زعماء العالم تقريبا وفي مقدمتهم بعض زعماء المنطقة قد حذروا الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة الإقدام على حماقة غزو العراق، وكان منبع هذه التحذيرات ليس حرص هؤلاء الزعماء على سلامة نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بل ان بعضهم شارك في حرب تحرير الكويت عام 1991 ضد الرئيس العراقي الراحل، ومع ذلك فقد أصر اليمين المتطرف في الإدارة الأمريكية على المضي قدما في سياسة غزو العراق تارة تحت حجة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية وتارة تحت حجة «إنقاذ« الشعب العراقي من دكتاتورية صدام حسين. كانت النتيجة الحاصلة في العراق الآن هي الإفراز الطبيعي لجريمة الغزو الكبرى التي تمخضت عنها كل الجرائم التي تحصل في العراق الآن ويذهب ضحيتها المواطنون العراقيون الأبرياء حتى انه بات أمرا طبيعيا بل فعلا يوميا سقوط الضحايا المدنيين في مختلف أرجاء الوطن العراقي، صحيح ان هناك شركاء من غير القوات الأمريكية في العراق يرتكبون الجرائم الدموية ضد المواطنين العراقيين الأبرياء، لكن هذه الحقيقة لا تغير ولا تزيح المسئولية الكاملة عن كاهل الإدارة الأمريكية التي نسفت كل مقومات الدولة العراقية بعد نجاح جريمة الغزو. فلم يكن هدف الجريمة التوقف عند إسقاط نظام صدام حسين، فهذا النظام كان بالإمكان تغييره من دون حدوث الدمار الذي حل بالوطن والشعب العراقي بسبب القصف الجنوني الذي نفذته القوات الأمريكية والمتحالفة معها ضد العراق وبنيته التحتية المدنية والعسكرية وفتح أبواب العراق على مصاريعها لدخول مختلف الجماعات الإرهابية التي زادت عملياتها «الطين بلة« في العراق، فلو كان الهدف الحقيقي من جريمة الغزو هو رأس صدام حسين لتحقق ذلك من دون حدوث الكارثة، لكن الهدف أكبر بكثير من ذلك ولم تبلغه أمريكا في العراق حتى الآن لكن عربة تحقيقه قد وضعت على سكتها ويتمثل ذلك في تفتيت الوطن العراقي تدريجيا. فإقدام سلطات الإحتلال الأمريكية على حل الجيش العراقي وتسريح قوات الأمن العراقية كان بمثابة المقدمة التي لابد منها لتحقيق هدف التفتيت حيث بات العراق عاجزا عن حماية أمنه الوطني وسيادته على أرضه، بل بات مشلولا تماما وغير قادر على حماية مواطنيه من الجرائم التي يتعرضون لها يوميا، فجريمة حل الجيش العراقي تأتي تكميلا لجريمة الغزو وما أفرزته من جرائم متواصلة بعد ذلك، فكلها أعمال خطرة وكفيلة بأن يقدم مرتكبوها لمحاكم دولية للقصاص منهم، وليس شرطا أن يكونوا عسكريين، كما صرح بذلك سانشيز، لأن ما اقترفه اليمين الأمريكي في العراق لم يكن جريمة بحق أمريكا فقط وإنما نتائج الجريمة يدفع الشعب العراقي ثمنها الأكبر. تصريحات القائد العسكري الأمريكي المتقاعد وتقييمه لسياسة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق يجب استثمارها لتصعيد الضغط الشعبي وتوسيعه من أجل محاسبة الذين تسببوا في جريمة غزو العراق وتدميره وعدم ترك مصير الشعوب والبلدان بمثابة لعبة يعبث بها المهووسون بالحروب والمتعطشون للسيطرة والتحكم في مصير الآخرين تدفعهم إلى ذلك أيديولوجية عدوانية شوفينية في جوانب كثيرة، وخاصة أن جريمة غزو العراق قد أضرت بالعديد من الشعوب مع أن الشعب العراقي هو ضحيتها في المقام الأول.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حكمة وسط عالم متعب من الصوت الأميركي العالي
دافيد أغناتيوس
دايلي ستار
"نتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويتحدث العراقيون عن العدالة والشرف". هذا التعليق من المقدم ديفيد كيلكولن ، قاله في ندوة الشهر الفائت حول محاربة التمرد ، هو بداية حكمة لأميركا التي تحاول إصلاح الأضرار التي وقعت في السنوات الأخيرة. وهي لا تنطبق ببساطة على العراق وحسب بل على تشكيلة من المشاكل في عالم متعب من الاستماع إلى مكبر الصوت الأميركي.
الكرامة هي القضية التي تزعج بلايين الناس حول العالم ، وليس الديمقراطية. الواقع انه حين يستمع الناس للرئيس بوش يتحدث عن القيم الديمقراطية ، فانهم عادة ما يفهمون أنه تأكيد مقنع لقوة أميركا. والرسالة الضمنية هي أن على الدول الأخرى أن تكون أكثر شبها بنا - استبدال مؤسساتهم وقيمهم عاداتهم بمؤسساتنا وقيمنا وعاداتنا. ربما اننا نقصد خيرا ، لكن الناس يشعرون بالاهانة.
فالملاحظات والتنبيهات هي هجوم إضافي على كرامتهم. تلك هي الصعوبة عندما يضغط مجلس النواب الأميركي على تركيا للاعتراف بأنها ارتكبت مجزرة جماعية ضد الأرمن قبل 92 عاما. ليس ان هذا الطلب خاطئ. أنا اميركي من اصل أرمني ، وقد هلك بعض من أقاربي في تلك المذبحة الجماعية. واتفق مع القرار الصادر عن الكونجرس ، لكني أعلم أن على الأتراك حل هذه المشكلة. فقد حبسوا في ماض لم يتمكنوا من قبوله بعد. صيغة الأمر الموجهة اليهم جعلت من السهل عليهم الانغلاق بشكل أعمق والانكار.
كان المدافع الاكثر وضوحا عما ترغب الإدارة في تسميته "الأجندة الديمقراطية" هو وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. فعندما تتحدث عن عالمية القيم الأميركية ، فانها تردد صدى صوت فتاة أميركية من أصل أفريقي من برمنغهام ، ألاباما ، شهدت النضال من أجل الديمقراطية في أميركا التفرقة العنصرية. لكنها تنقل العجرفة الأميركية ، الرسالة بأنه حين يصل الامر الى الحكم الجيد ، فهو "طريقتنا أو الطريقة الأسمى". لهذا السبب نتشجع حين نسمع أن رايس تأخذ بنصيحة سياسية من كيلكولن ، وهو مسؤول عسكري استرالي ذكي ساعد في إعادة تشكيل الاستراتيجية الأميركية في العراق. وقد علمت من بعض المصادر أن كيلكولن سينضم قريبا لوزارة الخارجية كمستشار غير متفرغ.
عندما نفكر بـ"أجندة الكرامة" ، هناك بعض القراءات المفيدة. نقطة البداية هي كتاب زبيجنيو بريجنسكي الجديد ، "الفرصة الثانية" ، الذي يقول أن أفضل أمل لأميركا هو الانضمام الى ما يدعى "الصحوة السياسية العالمية".
ويوضح مستشار الأمن القومي السابق: "في عالم اليوم المضطرب ، تحتاج أميركا للانسجام مع التوق للكرامة الإنسانية العالمية ، الكرامة التي تجمع بين الحرية والديمقراطية كما تفترض ضمنا احترام التباين الثقافي".
احد القراء أرسل لي مقالا نشر في العام 1961 كتبه الفيلسوف إسايا برلين ، الذي وضح النقطة ذاتها بشكل أساسي. والذي قاوم "مذهبية" الفكر الحزبي ، كان برلين يحاول فهم اسباب النهوض القومي بالرغم من الحربين العالميتين. وكتب "انبثقت القومية ، بشكل لا سابق له ، من احساس بالغضب للكرامة الانسانية المجروحة ، والرغبة في التقدير".
البند الأخير في قائمة القراءات الخاصة بالكرامة التي أعدها هو الكتاب الجديد "السياسات العنيفة" ، بقلم المؤرخ وليام بولك. الذي يشرح 10 حركات تمرد خلال التاريخ - من الثورة الأميركية إلى النضال الإيرلندي من اجل الاستقلال إلى المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفياتي - ليوضح نقطة مهمة بشكل مذهل ، عملنا على نسيانها في العراق: وهي ان الشعب لا يحب أن يقول له الغرباء ما عليه فعله. فمجرد وجود الغرباء يحفز اولا الشعور بالانتماء وفي النهاية التلاحم مع المجموعة".
ويذكرنا بولك أن التدخل الأجنبي يسيء إلى كرامة الشعب. لهذا السبب من الصعب جدا هزيمة المتمردين. سيقاتل الشعب لحماية شرفه - وربما خاصة - اذا لم يتبق له شيء سواه. وكان هذا درساً مؤلماً للاسرائيليين ، الذين أملوا طيلة 30 عاما بأنهم يستطيعون عصر الفلسطينيين واجبارهم على قبول اتفاق سلام منطقي.
ومن المؤلم جدا بالنسبة لاميركيين من أصل أرمني مثلي ، أن يروا تركيا ترفض إجراء محاسبة منطقية لتاريخها. لكن إذا حاولت الحكومات الاجنبية اجبار الشعوب على القيام بالأمور الصحيحة ، فان ذلك لن ينجح. يجب أن تقوم بذلك بأنفسها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
رعب الشـــركات الأمنيـــة فـي‮ ‬العــــــــراق
د. فاضل البدراني
الوطن البحرين
عنوانٌ‮ ‬كثيراً‮ ‬ما‮ ‬يتسم بالدماء وتجاوز قيم السماء ومبادئ الإنسانية‮ (‬عناصر الشركات الأمنية‮) ‬وخلال مرور دورياتها المرعبة في‮ ‬شوارع المدن والطرقات الرئيسة الخارجية بالعراق،‮ ‬والتي‮ ‬غالباً‮ ‬ما تكون عبارة عن مركبات رباعية الدفع،‮ ‬فيكون مصير الإنسان عند عناصرها مثل مصير البعوضة التي‮ ‬تُقتل ولا أحد‮ ‬يسأل عنها لأنها بنت المجهول لا تحمل وطناً‮ ‬ولا هوية،‮ ‬وبالإمكان الجزم بأن أكثر من حادث قتل‮ ‬يصادف أشخاصاً‮ ‬مدنيين عراقيين بسلاح عناصرها خلال تجوالهم بشوارع العراق على امتداد مساحته الممتدة من شماله حتى جنوبه،‮ ‬على عكس ما هو مطلوب منها بتوفير الأمن الداخلي‮ ‬للناس وحمايتهم‮.‬
الناس تختبئ وتبتعد وكأن الموت جاء‮ ‬يطاردهم لمجرد أن تلمح عيونهم دخول دوريات الشركات الأمنية المنطقة أو الشارع،‮ ‬ويجمع الناس بالعراق على تسميتها بـ‮ ''‬العناصر الإسرائيلية‮'' ‬هذه التسمية التصقت بجميع عناصر الشركات الأمنية بينما‮ ‬يطلق عليها بعض المتابعين بدوريات‮ (‬الموت‮) ‬على خلفية ما‮ ‬يقوم به أفرادها من استهداف لأرواح الناس لا لسبب‮ ‬يذكر،‮ ‬ولكن حتى‮ ‬يردعوا المدنيين ويفعلوا عندهم ردة فعل أو كما‮ ‬يطلق عليها بالمفهوم الشعبي‮ ‬العراقي‮ ‬بـ‮ (‬الجفلة‮) ‬من أجل هدف سام عندهم‮ ‬يتجسد في‮ ‬توفير الحماية للمسؤول الأجنبي‮ ‬المكلفين بحمايته،‮ ‬وحين‮ ‬ينتهي‮ ‬الواجب كما‮ ‬يسمونه‮ ‬يحصلون على شكر السيد المسؤول سواء أكان سفير الولايات المتحدة أم بريطانيا أم مسؤولاً‮ ‬أمنياً‮ ‬إسرائيليا أم وزيراً‮ ‬عراقياً‮ ‬أم زعيم حزب سياسي‮ ‬من عراقيي‮ ‬الخارج مثلما‮ ‬يطلق عليه بالعراق‮ ... ‬إلخ من السادة الذين‮ ‬يتمكنون من دفع مرتبات وإكراميات زمر الحماية التي‮ ‬تجلبهم شركات أمنية أجنبية‮ ‬غالبيتهم من جنسية أمريكية‮ ‬يجري‮ ‬التعاقد معهم لهذه المهمات ولا سيما في‮ ‬البلدان التي‮ ‬تشهد احتلالاً‮ ‬مثلما هو حال العراق المحتل‮.‬
ذات مرة من بين آلاف مؤلفة من المرات التي‮ ‬حصلت أمام أعين العراقيين قتل عناصر شركة بلاك ووتر‮ (‬الماء الأسود‮) ‬الأمنية الأمريكية سيئة الصيت بالوسط العراقي‮ ‬طفلاً‮ ‬كان وحيداً‮ ‬لوالديه اسمه قتيبة،‮ ‬وهو طالب إعدادي‮ ‬على الطريق السريع شمال الفلوجة لمجرد أنه كان واقفاً‮ ‬على حافة الطريق ويحمل حقيبة من الكتب المدرسية‮ ‬ينتظر سيارة تقله لمدرسته وجاءت الإطلاقة في‮ ‬الرأس،‮ ‬وفي‮ ‬حالة مماثلة قتل رجل طاعن بالعمر على أيدي‮ ‬نفس أفراد تلك الشركة الأمنية الأمريكية والذنب الذي‮ ‬ارتكبه هذا الرجل أنه كان‮ ‬يمشي‮ ‬بالقرب من طريق اتجهت إليه دورية للشركة وهي‮ ‬ترافق مسؤولاً‮ ‬أجنبياً‮ ‬لا‮ ‬يعلمه إلا الله،‮ ‬وقد‮ ‬يكون خادماً‮ ‬لأحد سفراء الدول لدى بغداد،‮ ‬وجاءت الإصابة في‮ ‬الرأس أيضاً‮.‬
ومن خلال المتابعة المستمرة لمجريات عمل الشركات الأمنية أثبتت الحقائق أن أفرادها‮ ‬يتدربون على دقة تصويب الضربات وخاصة في‮ ‬الرأس لإنهاء حياة الضحية مباشرة‮ ‬لهدفين‮: ‬أولهما توجيه رسالة ترهيب للناس،‮ ‬وثانيهما‮: ‬ضمان حياة الباشا المحروس‮ (‬المسؤول‮).‬
ويستدل من التجربة المريرة للعراقيين مع واقع الاحتلال وظروفه أن أصحاب الشركات‮ ‬يملكون صلاحيات تفوق صلاحية أية جهة تمثل الاحتلال من بينها كبار ضباط الجيش والمسؤولين السياسيين في‮ ‬السفارات الأجنبية ببغداد،‮ ‬فلا أحد‮ ‬يحاسبهم ولا تملك جهة ما عراقية كانت أم أجنبية إمكانية منعهم أو حتى مساءلتهم عن أسباب حالات القتل المتعمد للأبرياء،‮ ‬وكثيرٌ‮ ‬من المسؤولين العراقيين لا‮ ‬يعرفون تحت أي‮ ‬قانون تعمل الشركات الأمنية‮! ‬لكنهم‮ ‬يعرفون مفعول أسلوب الترهيب والردع التي‮ ‬تسببه للمدنيين وبالنتيجة نراهم‮ ‬يصمتون تحت مبررات الضعفاء المغلوب على أمرهم‮ (‬هذا مو شغلي‮).‬
يوجّه اللوم للحكومة العراقية لأن حياة الناس أمانة في‮ ‬رقبتها وهي‮ ‬عاجزة ومقصرة مليون مرة باليوم على صمتها حيال مجازر مرتزقة الشركات الأمنية الأجنبية ضد العراقيين وما سمع منها في‮ ‬الآونة الأخيرة من صيغة احتجاج حين اغتال مرتزقة‮ (‬بلاك ووتر‮) ‬17‮ ‬مدنياً‮ ‬عراقياً‮ ‬فى ساحة النسور فى بغداد فى‮ ‬16‮ ‬أيلول الماضي‮ ‬لا‮ ‬يمثل سوى زوبعة متأخرة لا تنفع ولا تضر بشيء للعراقيين لأنه بالنتيجة ضربت تلك الشركة جميع الاحتجاجات عرض الحائط واستمرت تصول وتجول وتقتل على شاكلة عملها السابق وسكت الآخرون ومنهم الحكومة العراقية‮. ‬
ليس هناك أي‮ ‬شروط أو أنظمة أو إجراءات تنظم عمل للشركات الأمنية فى العراق ولا حتى تقييم أو مراقبة من قبل الحكومة العراقية،‮ ‬إذن من الطبيعي‮ ‬أن تتصرف زمر الشركات الأمنية وفق هذه الشاكلة من دون أن تأبه بأي‮ ‬رادع ضدها‮. ‬تركزت أدبيات الاحتلال على تفويض جنودها حرية القتل بشتى الطرق للعراقيين من دون حساب منطلقة في‮ ‬ذلك من حصولها على موافقات مجلس الأمن الدولي‮ ‬والأمم المتحدة تحت شاكلة الدفاع عن النفس،‮ ‬وإن كان البعض‮ ‬ينفي‮ ‬ذلك ويزعم بأن هذه المؤسسات الدولية لا تسمح لاستصدار مثل هذه القوانين التي‮ ‬تبيح دم البشر بهذه الطريقة،‮ ‬ولكننا في‮ ‬العراق نعطي‮ ‬البراهين والحقائق على موافقة المجلس والأمم المتحدة لجنود الاحتلال والشركات الأمنية وأية جهة صديقة للاحتلال باستباحة الدم العراقي‮ ‬تحت طائلة الدفاع عن النفس بدليل لم نر جهة قضائية تبنتها هذه المؤسسات الدولية للتنديد بتصرفات جنود الاحتلال ومحاسبتهم على أفعال القتل اليومي‮ ‬المتعمد،‮ ‬وإذا سمع صوت ما فإنه لا‮ ‬يرتقي‮ ‬إلى مستوى صوت الحكومة العراقية المهذب حيال شركات الأمن الأجنبية إن لم‮ ‬يكن موازياً‮ ‬له بالنبرة وسرعة التناسي‮.‬
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
هل غرقت اميركا فـي وحل العراق؟
د. سامي محريز
الراي الاردن
بات الكثيرون يؤمنون إيمان الواثق ويرددون بكثرة في جميع وسائل الاعلام ومعظمها عربية وقليل من وسائل الاعلام الغربية بأن امريكا قد غرقت في وحل العراق وليس لها من منقذ إلا الانسحاب، خصوصا وان هناك بعض الاصوات في امريكا باتت تنادي بأنسحاب الجيش الامريكي من العراق.
فهل صحيح ان امريكا قدغرقت في وحل العراق؟ قد يكون الجواب الحقيقي '' لا'' امريكا لم تغرق في وحل العراق لاسباب كثيرة.
منها:
* لقد إحتلت امريكا العراق خلال اربعة ايام وحاربت جيشا قيل ان تعداده يفوق الثمانية ملايين بين جندي نظامي ومليشيات منها تشكيلات كتائب الاقصى التي كانت معدة لمحاربة اسرائيل وخسرت خلال حربها مع العراق مائة وعشرين جنديا سقط بعضهم بنيران صديقة .
*اضحى الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام في امريكا منذ إحتلال العراق بسعر منخفض عن الاسعار المرتفعة الحالية يكفي امريكا بكامل إحتياجاتها لمدة ثلاثين سنة قادمة وكان قبل إحتلال العراق يكفي لمدة ثماني سنوات فمن اين اتى الباقي؟ والخير لقدام.
* بالرغم من معارضة الحزب الديمقراطي لسياسة بوش في العراق والمطالبة بسحب الجيش الامريكي الا ان الكونجرس الامريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد اجازموازنة تمويل الحرب في العراق كما طلبتها ادارة الرئيس بوش فكيف يجيز التمويل ويطالب بالانسحاب؟ الامر بسيط لان الامن القومي الاستراتيجي لا يختلف عليه الحزبان إنما هي مناورات انتخابية لكسب اصوات الناخبين.
*60% من القوات الامريكية الموجودة في العراق هي من الافراد الموجودين بصورة غير شرعية في امريكا وكان شرط امريكا لهم للحصول على الجنسية الامريكية هو خدمة الوطن امريكا عن طريق الخدمة في الجيش ومحاربة اعداء الوطن في كل مكان وبالمناسبة كثيرون منهم من بعض الدول العربية فتم تدريبهم لمدة ستة اشهر تدريبا شاقا في اقصى الظروف المناخية في صحراء نيفادا حيث يعتبر طقس العراق في الصيف معتدلا بالنسبة لطقس صحراء نيفادا اللاهب الذي تبلغ درجة الحرارة فيها احيانا ستين درجة مئوية في الظل.
* خلال اربع سنوات قتل من القوات الامريكية الموجودة في العراق الفان وستماية وخمسون جنديا وجرح حوالي خمسمائة اخرون وهذه النسبة وهي 2% من القوات الموجودة في العراق تعتبر نسبة مدنية جدا ،ففي المناورات العسكرية التي يجريها الجيش بالذخيرة الحية يموت احيانامن نصف الى واحد بالمائة من عدد الجنود المشاركين في هذه المناورات ،وفي امريكا يموت يوميا اكثر من خمسمائة شخص من جراء حوادث السير وحوادث العنف.
* انهت امريكا حكم حزب البعث الذي حكم العراق قرابة ثلاثة عقود ونيف والذي جعل من العراق قوة إقليمية كبرى هدد امن اسرائيل قولا وفعلا وبالتالي كان لا بد من تقوضه وهذه ضربة للقوة العربية وحل الان بدلا منه كيانات طائفية متصارعة فيما بينها لا تعرف منها ما هو مقاومة وما هو تصفية حسابات وبات العراق مسرحا للصراعات الاقليمية ومرتعا لمعظم مخابرات دول العالم، وحكومة هيكل سياسي لا تسمن ولا تغني من جوع.
* استقطبت امريكا جميع الجماعات الاسلامية المتشددة بما فيها القاعدة من جميع انحاء العالم الى العراق وافغانستان وابعدت هذه الجماعات عن امريكا بقدر المسافة ما بين امريكا والعراق.
* باتت الجماعات الاسلامية المتشددة ذات الاجندات المختلفة تتقاتل فيما بينها وتستهدف المدنيين العراقيين لاثبات وجودها مما ادى الى إنقلاب العشائر العراقية ضدها فكونت مليشيات وقوات من بينها وكذلك فعلت مدن عراقية اخرى بتكوين حراس للمدن والاحياء لمقاتلة كل الغرباء مهما كانت مرجعيتهم واخذوا الان يستهدفون الجماعات المدعومة من ايران وهو اخر ما تريده ايران التي بدت وكان لها اليد الطولى في العراق،وطبعا كل ذلك بالتنسيق مع القوات الامريكية التي باتت الان توفر الدعم اللوجستي للمقاتلين ضد الجماعات المعادية.
* اعلنت امريكا بانها تنوي الانسحاب التدريجي من العراق وتسليم زمام الامن للجيش العراقي على مراحل الا ان هناك الكثير من الفعاليات السياسية والعشائرية العراقية ترى ان انسحاب امريكا في الوقت الراهن سيؤدي الى تعاظم الفوضى التي قد تقود العراق الى حرب اهلية.
* لم تجر مظاهرات صاخبة في امريكا تدعو لانسحاب القوات الامريكية الا من بعض الفعاليات التي ليس لها قدرة على استقطاب الراي العام الامريكي او الاستمرار لان المواطن الامريكي يهمه امنه كثيرا.
* ملء الفراغ العسكري الذي كانت ايران تريد ملئه بعد انسحاب القوات الامريكية لم يعد مطلبا ايرانيا الآن وذلك لسخونة الاجواء وتوقع نشوب نزاع مسلح مع ايران فإن احمد نجاتي يرى في وجود القوات الامريكية والتهديد بضربها اكبر ضمانة لعدم نشوب نزاع مسلح الا ان الصورة قد تغيرت الان بعد ان سيطرت مجموعات مسلحة من العشائر وقوات الجيش على الحدود الايرانية العراقية والحدود السورية العراقية بات من الواضح ان العراق بدأ باخذ زمام الامن بجدية مطلقة.
من هنا لا ارى ان امريكا قد وقعت او غرقت في وحل العراق بل وقع العراق في احضان امريكا وان الاشهر القادمة هي اشهر حبلى باحداث قد تغير وجه المنطقة بالكامل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
مرافئ .. استراتيجية رئيس زمن الحرب
العزب الطيب الطاهر
الراية قطر
الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك القائد العسكري الأعلي السابق لحلف شمال الاطلنطي الناتو يكشف في مذكراته التي صدرت هذا الاسبوع بواشنطن عن أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وضعت استراتيجية عسكرية منذ بداية توليها السلطة عام 2000 تتضمن شن حروب ضد سبع دول في الشرق الأوسط ، منها العراق لتغيير نظم الحكم القائمة فيها وقال" إن غزو العراق ليس سوي خطوة علي طريق تنفيذ تلك الاستراتيجية بعيدة المدي التي وضعها المحافظون الجدد بعد سيطرتهم علي الدوائر المهمة لصنع القرار في وزارة الدفاع البنتاجون ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض " وأشار القائد الأمريكي السابق الي أن تلك الاستراتيجية تتضمنها وثيقة سرية أبلغه بمضمونها جنرال أمريكي كبير في البنتاجون عام 2001.
وفي مذكراته التي صدرت بعنوان وقت للقيادة : من أجل الواجب والشرف والوطن ، ذكر كلارك أنه زار البنتاجون مرتين عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 وانه خلال الزيارة الاولي وكانت بعد اسبوعين فقط من الهجمات ، قال له جنرال كبير في الوزارة نحن في سبيلنا الي مهاجمة العراق .. وان القرار اتخذ بصورة أساسية .
وأضاف كلارك أنه بعد ستة أسابيع من الزيارة الاولي توجه الي البنتاجون مرة أخري ، حيث التقي مع نفس الجنرال وسأله عما اذا كانت خطط الحرب ضد العراق مازالت تحت الدراسة وان اجابة الجنرال جاءت مذهلة له ، حيث قال إن الأمر أسوأ من هذا ، ولوح بمذكرة كانت علي مكتبه قائلا انها أوراق من مكتب وزير الدفاع في ذلك الوقت دونالد رامسفيلد ، وهي تحدد الخطوط العريضة للاستراتيجية ، ومضي الجنرال قائلا نحن في سبيلنا للانطلاق الي سبع دول خلال 5 سنوات ، وان تلك الدول تبدأ بالعراق وسوريا وتنتهي بإيران .
ولا شك ان شهادة كلارك تفسر حالة العدوانية الشرسة التي تتميز بها ادارة بوش التي يهيمن عليها المحافظون الجدد بدأ من افغانستان موروا بالعراق ووصولا الي الحملة الشرسة ضد سوريا وايران فهل الامر في حاجة الي المزيد من التحليل ؟ لا اعتقد.
السطر الأخير : أترقب صوتك يأتيني عبر المسافات يشعل بالروح وجدا عشقا أبديا دونما نهايات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
ركضة ( الآغا ) عمار الحكيم نحو بوابة التقسيم ?
داود البصري
السياسة الكويت
يبدو أن مشروع الكونغرس الأميركي (غير الملزم ) ووصيته التاريخية بتقسيم العراق ثلاثة كيانات طائفية مريضة وسقيمة وعميلة و(بايخة ) لم تكن مجرد تمنيات لبعض الديمقراطيين الأميركيين ولم يكن حرثا في الريح بل كان المقدمة الموضوعية التي يتحرك على إيقاعاتها اليوم بعض السياسيين الحاملين للجنسية العراقية لتحقيق آمالهم وطموحاتهم التاريخية في إقامة الولايات الطائفية والدينية المريضة التي تؤسس لمشاريع الولايات المقدسة التي لا يمسها الإثم لا من الخلف ولا من الأمام, والتي تشكل نكوصا وتراجعا فعليا عن كل قيم ومتبنيات وسلوكيات الحداثة والتقدم التي كانت إحدى أهم السمات التي ميزت قيام العراق الراهن في العهد الملكي والذي بنهايته المؤلمة في عام 1958 كانت بداية النهاية للعراق المتطور الناهض وبداية مشاريع التشطير والعدوان وقيام دولة العسكر البوليسية التي سلمت الراية لدولة العشائر البعثية والتي سلمتها بدورها لدويلات الطوائف والملل والنحل وأهل اللطم والتطبير والخرافة والسلفية المتوحشة والجهل المطبق, والطفل المعجزة في عالم السياسة العراقية المضحكة الراهنة وهو( عمار بن عبد العزيز الحكيم ) مد ظله الوارف وقدس سره الباتع! وأيده الباري بجنود الحرس الثوري وفيالق الإطلاعات الإيرانية وتحت شعار : ( يا خامنئي أدركني ), يحاول اليوم ملكا أويموت فيعذرا, وهو يتطلع بكل جدية لبناء اللبنات الأولى لإمبراطوريته العائلية التي سيتربع على عرشها بإعتباره الوريث الأوحد لعرش ولاية ( حكيمستان ) الجنوبية الشيعية المقدسة التي ستكون الممهدة والمعجلة والمحفزة لعودة الإمام المهدي من غيبته الطويلة لكي يتسلم راية القيادة من الأخ عمار الحكيم ويملأها عدلا وأمانا بعد أن ملئت ظلما وجورا, عمار الحكيم والذي ركز في الآونة الأخيرة على ضرورة التعجيل بتقسيم العراق عبر بوابة الطائفية المريضة قد تناسى حقيقة مهمة وهي أن الفاشلين لا يصنعون التاريخ ولا يتمكنون بالتالي من فرض قناعاتهم الفاشلة, فإقليم الجنوب الشيعي الذي يتحدث عنه الحكيم ويعمل ويقاتل من أجله هو اليوم مثال صارخ للفشل الكارثي في إدارة السلطة والنموذج القائم هناك والذي تسيطر عليه الأحزاب الدينية والطائفية والعشائرية التافهة المغرقة في التخلف والرجعية هو واحد من علامات الفترة المظلمة التي يمر بها العراق, فلا أمن ولا أمان ولا بناء ولا تقدم ولا أي شيء إيجابي سوى زيادة جرعات الخرافة وتسليط المتوحشين من بقايا الجيش الشعبي البعثي السابق بعد أن تحولوا لمؤمنين وتقاة على حريات الناس وأفكارهم وزرعوا الخرافة والجهل وفشلوا في تقديم الخدمات الإنسانية وساهموا أبدع مساهمة في نشر الوساخة والكوليرا والتخلف والكآبة, ولا أدري عن أي نموذج مشرف يتحدث الحكيم وهويبشر بإمارته الطائفية ويهرول الخطى نحوالجماعات العشائرية في الضفة الطائفية الأخرى لدعم مشروعه التدميري القاتل والذي يصب في البداية والنهاية في مجرى المصالح الإيرانية الأمنية والستراتيجية وحيث أن الحكيم وفيلقه البدري الإيراني ومجلسه الثوري الإيراني هو واحد من أهم رسل الولي الإيراني الفقيه في العمق العراقي والعربي, والقوى السياسية العراقية طائفية كانت أم عشائرية ليست من السذاجة لكي تستسلم بسهولة لمخططات ( فيلق القدس ) وتتجاوب مع مشروع عمار الحكيم التدميري الفارغ من أية مضامين فعلية وحضارية , فأهل المجلس الإيراني الأعلى لم يكتفوا بنهب النجف وضواحيها, ولم يكتفوا بالغنائم التي حصلوا عليها بفضل المارينز والذين لولاهم ما تجاوزت قوات بدر الإيرانية حدود محافظة إيلام الإيرانية, بل أنهم يريدون التمدد جنوبا ليأكلوا خيرات العراق وليزرعوا الفتنة في الخليج العربي وليكونوا قاعدة إيرانية متقدمة تحمي ظهر النظام الإيراني وتساهم في منع حرية الشعوب الثائرة وفي طليعتها شعب الأهواز العربي الذي يستعد لمعانقة التاريخ وإسترداد هويته العربية وحريته السليبة , لن يفلح ( عمار الحكيم ) من حيث أتى , ووحدة العراق لن تتلاعب بها أو تمس شعرة منها عمائم الدجل والعمالة القادمة من كهوف التاريخ وسنة العراق الأحرار مثل شيعته المجاهدين سيكونون سدا منيعا لحفظ وحدة العراق من أطماع أهل الخرافة والأحقاد التاريخية والنماذج السياسية الفاشلة والبائسة , فلا مشكلة حقيقية بين السنة والشيعة في العراق بل المشكلة الحقيقية مع أهل الولاءات الخارجية التاريخية وهم يركضون ويلهثون خلف سراب التقسيم الطائفي المريض , كلنا ثقة بأن الرد الشعبي العراقي الموحد سيكون مزلزلا وفي النهاية لن يفلح الدجالون... فوحدة العراق أكثر قدسية من عمائمهم الإيرانية المزيفة

ليست هناك تعليقات: