Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 15 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الإثنين 15/10/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
القائد السابق يعترف بفشل بوش
افتتاحية
الجمهورية مصر
قدم الجنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق دليلا جديداً علي فشل المغامرة التي قامت بها إدارة الرئيس بوش في العراق تحت شعار منح الحرية للشعب العراقي ونشر الديمقراطية في ربوع الشرق الأوسط.
وصف سانشيز الموقف الأمريكي الراهن في العراق بأنه كابوس لا نهاية له تسببت فيه الادارة الأمريكية معدداً الأخطاء التي ارتكبتها وفي مقدمتها حل الجيش وتدمير الادارة المدنية في العراق فور وقوع الاحتلال. متهما رجال السياسة الذين اعتمد عليهم بوش بالفساد والإهمال.
لم تستطيع الادارة الأمريكية التي تنكر حتي الآن تعرضها للهزيمة في العراق مواجهة الحقيقة التي اعلنها قائدها السابق في العراق إلا بإدعاء أن الخطط الجديدة التي يجري تنفيذها في العراق الآن سوف تدخل تحسينات علي الموقف الذي يراه سانشيز ميئوسا منه.
لم يتطرق الجانبان الادارة والقائد إلي ما أصاب العراق من دمار وشعبه من قتل وتشريد بالملايين!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
السيادة العربية وقرارات الكونجرس
محمود شكري
الاهرام مصر
ألم يحن الأوان ليواجه العرب الواقع بشجاعة وإقدام؟ فلم يعد هناك وقت للخطابة وقرارات الشجب والإدانة والرفض‏,‏ كما وليس هناك مساحة للمزيد من الخطابات النارية التي تهز أركان المعبد السياسي‏..‏ فالعالم العربي قد دخل غرفة العمليات لتجري له عملية فصل واستئصال وتمزيق لكيانه‏.‏ والمؤسف في الأمر أن هذه العمليات تتم في الجسد العربي بدون تخدير ولا حتي موضعي‏,‏ فهو يري بعينيه وأحاسيسه كل مراحل عملية تقطيع أوصال الجسد العربي‏,‏ ويتصور أن هذه العملية تتم في جسد غيره‏.‏
والأمر لا يحتاج من الكاتب أو المحلل السياسي استخدام البلاغة وفن الصياغة ليعبر عن موقفه‏,‏ وإنما عليه فقط أن يسرد الواقع بكل حيدة وجدية‏,‏ فليس هناك أبلغ ولا أقوي من الحقيقة‏.‏
فلقد فاجأتنا وسائل الاعلام بقرار صدر من الكونجرس الأمريكي ـ نعم الكونجرس الأمريكي ـ بتقسيم العراق ـ نعم العراق ـ الي ثلاث دويلات ـ أو ولايات أو أقاليم ـ لتكريس تقسيم الشعب والهوية والارادة العراقية الي أكراد وشيعة وسنة‏.‏ وفاز هذا القرار بأغلبية تفوق ثلثي الأصوات‏,‏ والجديد في الأمر أنه قد ذكر أن هذا القرار غير ملزم‏.‏ ونتساءل‏:‏ ما معني صدور قرار من الكونجرس الأمريكي‏,‏ يفوز بأغلبية ساحقة‏,‏ ليصبح غير ملزم‏.‏
ودعونا ندخل الي الوقائع لكي نتلمس نبض الحدث‏:‏
‏*‏ فقد نشر كل من‏:‏ جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الحالي‏,‏ وليزلي جليب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس سابقا‏,‏ مقالا في مايو‏2006‏ بصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية‏,‏ ينادي ببلقنة العراق‏,‏ أي الاحتذاء بما تم في البوسنة‏,‏ أي بالعربي الصريح‏,‏ تقطيع أوصال العراق‏,‏ وتقسيمه الي دويلات ثلاث‏,‏ ومراضاة الفصيل السني ليقبل بالدخول في هذه اللعبة السياسية‏,‏ التي ستمكن الولايات المتحدة من سحب قواتها من العراق‏,‏ بعد تقطيع أوصاله‏,‏ وفرض أوضاع دفاعية امريكية تحول دون صعود نجم العراق في الأفق السياسي في المستقبل‏.‏

*‏ إلي هنا والموضوع لم يتعد حدود طرح وجهة نظر في كيفية إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من المستنقع الذي غرقت فيه‏,‏ وهو حق مشروع لكل أمريكي يفكر في مستقبل وطنه‏.‏

*‏ ثم قام جوزيف بايدن باستمزاج الرأي مع الأعضاء الفاعلين في الكونجرس‏,‏ ونصحوه بأن التوقيت ـ آنذاك ـ لا يسمح بتحريك هذا الموضوع‏.‏

*‏ وجاء تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون ليدق الناقوس الي ضرورة اتخاذ الخطوات الحتمية لخروج الولايات المتحدة من مأزق العراق‏,‏ وأن خيار التقسيم ورتق الثياب الممزقة مع دول الجوار العراقي‏,‏ حلول مطلوبة بإلحاح‏.‏

*‏ ثم تبع ذلك شهادة الجنرال دافيد بيترايوس القائد العام للقوات المتعددة الجنسيات بالعراق ورايان كروكر السفير الأمريكي ببغداد أمام الكونجرس‏,‏ واتفقا علي ضرورة تقليص التواجد الأمريكي في العراق‏.‏

*‏ وعليه فقد قام جوزيف بايدن باستطلاع رأي العديد من السياسيين في المنطقة‏,‏ كما قام بزيارة العراق لبحث مشروعه مع أطراف الموقف ـ حسب ما تواردته وسائل الإعلام‏.‏ واستطاع جوزيف بايدن أن يخضع مقاله في النيويورك تايمز‏,‏ الي مشروع سياسي متكامل‏,‏ يستند إلي محاور تتناسب مع الوضع المتأزم الموجود في الساحة السياسية والاستراتيجية الأمريكية حول كيفية الخروج من الأزمة والمستنقع الأمريكي‏.‏

*‏ وفجر جوزيف بايدن قنبلته بطرحه لمشروع قراره الذي عرضه علي الكونجرس ـ بعدما مهد له بسلسلة من الاتصالات التي يطلق عليها لفظ‏lobbying‏ أي حشد التأييد للقرار ـ وتم التصويت علي القرار وفاز بأغلبية تفوق ثلثي الأصوات‏.‏

*‏ وهنا بدأت مرحلة تتبع النتائج‏,‏ والتي رصدناها من وسائل الاعلام الأمريكية والعربية والاسرائيلية والأوروبية‏.‏ وكان من نتيجتها أننا قد خرجنا بقراءات غير مطمئنة‏.‏

*‏ فالموقف العربي في غالبة قد قام علي مبدأ الانتظار والترقب‏,‏ طالما أن قرار الكونجرس غير ملزم‏.‏ ولم يتعد الموقف العربي ـ كما درج عليه الحال ـ الرفض أو الشجب أو الادانة والويل والثبور وعظائم الأمور بالحناجر والاقلام فحسب‏.‏

*‏ أما في داخل العراق‏,‏ فقد عكس هذا الموقع واقعا نعلمه جميعا كمحللين سياسيين‏:‏ فالأكراد قد رحبوا بالمشروع‏,‏ والشيعة انقسموا علي أنفسهم‏,‏ والسنة قد بدأوا يشعرون بأن نصل السيف قد شحذ‏,‏ وأن عليهم أن يترقبوا واقعا جديدا سوف يتم فرضه عليهم‏.‏
واشتعلت أقلام العديد من المفكرين السياسيين مع ما حدث‏,‏ فمنهم من اعتبرها بلفرة ـ نسبة الي وعد بلفور ـ ومنهم من رأي أن ما يحدث الآن يعيدنا الي ازمان اتفاق سايكس ـ بيكو والذي قسم العالم العربي كغنائم‏,‏ ومنهم من اعتبر أن ما يتم في العراق الآن يحاكي ما قامت به بريطانيا العظمي عندما اضطرت للانسحاب من الهند فقسمتها الي الهند وباكستان‏,‏ وغيرها من التحليلات التي انحصرت في مرحلة عصف الفكر‏.‏
وتأجج ضمير الكثيرين من المحللين السياسيين ـ ويشاركهم كاتب هذا المقال ـ وقدروا أن الموقف الراهن يستوجب وقفة عربية حقيقية‏,‏ ذلك أن ما نراه علي الساحة السياسية يثير الفزع الحقيقي للعديد من الاعتبارات أهمها‏:‏
‏1‏ ـ أن هذا القرار ـ في واقعه ـ يجسد موقف الكثير من صناع القرار في الولايات المتحدة‏.‏
‏2‏ ـ أن من صوتوا علي هذا القرار يضمون نخبة من القيادات السياسية الأمريكية ومن المرشحين لتولي الرئاسة المقبلة وعلي رأسهم هيلاري كلينتون وجوزيف بايدن‏.‏
‏3‏ ـ أن كل الدلائل تقطع بأن الابواب مفتوحة أمام الديمقراطيين لتولي الرئاسة القادمة‏,‏ وليس بخاف أن العلاقات بين الديمقراطيين والصهيونية وطيدة‏.‏
بعد استقراء كل هذه الكلمات‏,‏ ألا يلزم أن يستفز الوضع القائم حاليا‏,‏ الموقف العربي ليفيق من مواقفه السلبية‏,‏ ويحدد مساره المستقبلي‏..‏ والتي يجب أن يبدأ فيها بتحديد موقفه من مؤتمر خريف السلام القادم‏,‏ ويضع شروطه لحضور هذا المؤتمر‏..‏ فالأمل في تحريك ما يسمي بمسار السلام الفلسطيني ـ بالملابسات والظروف الراهنة ـ يكاد أن يكون ضئيل‏,‏ ومن ثم فإن تقوية الموقف العربي ـ ولو لمرة ـ بوضع شروطه لحضور هذا المؤتمر‏,‏ هي أول نقطة في كوب تنشيط وتقوية الارادة العربية المشتركة لمواجهة المستقبل المظلم‏,‏ وإلا فلنترك شأننا للكونجرس ليرسم خطوط سيادتنا‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
أتراك وأكراد وأرمن وأميركان... والعراق الضحية
افتتاحية
البيان الامارات
شمال العراق فوق برميل بارود. حدوده مع تركيا على وشك الانفجار. أرضه مرشحة لتكون ميدان حرب كردية ـ تركية. في اللحظة ذاتها تنكأ إحدى لجان الكونغرس الأميركي جرحاً تركيا ـ أرمنياً قديماً. آثار ذلك غضب أنقرة، التي رأت في نبش هذا الملف إهانة لها؛ وأنه لا مبرر له سوى النزول عند رغبة الجالية الأرمنية في أميركا. كانت النتيجة أن حكومة اردوغان أدارت الظهر لمناشدات واشنطن، بعدم القيام بأي عمل عسكري واسع في الشمال العراقي. على العكس باتت الآن، حسب التصريحات الرسمية، أشد إصراراً على تنفيذ الضربة العسكرية. ولو من باب رد الاعتبار. صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني التركي، مزمن. عملية الكر والفر بينهما، عبر الحدود، ليست جديدة. في الأيام الأخيرة أخذت شحنة كبيرة من التصعيد. مقاتلو الحزب قاموا بعملية أدت إلى سقوط 13 جندياً تركياً. ردت أنقرة بحشد قوات عسكرية كبيرة على الحدود؛ مع التهديد باجتياح واسع للشمال؛ لمطاردة المقاتلين المتوارين في المنطقة الكردية العراقية. سارعت بغداد إلى التحذير من عواقب مثل هذا التوغل، في الداخل العراقي. نواب عراقيون دعوا إلى إلغاء الاتفاق الأمني الذي عقدته بغداد، أواخر الشهر الماضي، مع أنقرة ـ وهو يجيز لتركيا ملاحقة حزب العمال في شمال العراق، شرط أخذ موافقة بغداد ـ. الأوروبيون كذلك رفعوا الصوت وحذروا من العمل العسكري. كذلك فعلت الأمم المتحدة وواشنطن. لكن التعزيزات التركية لا تزال تتجه نحو المنطقة الحدودية؛ والتحركات العسكرية جارية على قدم وساق، حسب آخر التقارير. من جهته بادر حزب العمال إلى إعلان انتهاء الهدنة التي كان سبق أن التزم بها من طرف واحد، مع أنقرة، اتهم هذه الأخيرة بـ «اغتيال قيادات الحزب وتسميمها، من خلال جواسيسها». وفيما كانت غيوم الحرب تتجمع بسرعة فوق شمال العراق، صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، على مشروع قرار غير ملزم، يعترف بتعرض الأرمن للإبادة في عهد السلطنة العثمانية عام 1915. لوبي الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة يعمل من زمان لتمرير هذا القرار. تركيا أنكرت باستمرار، وكررت أمس نكرانها حصول مجازر ضد الأرمن. تقول فقط مجموعة منهم تعرضت للقمع بسبب تمردها وتعاملها مع العدو الروسي؛ آنذاك. القيادة التركية صدمها التصويت، لم تخف حنقها. الرئيس عبدالله غول رأى فيه إهانة للأتراك. رئيس الحكومة أردوغان جاء رده بصيغة لا تخلو من التحدي عندما قال إنه لا يستبعد اجتياح شمال العراق وإن بلاده مستعدة لمواجهة أي انتقاد دولي». والكلام موجه إلى واشنطن بصورة مبطنة. وإلى موضوع التصويت بالتحديد. الإدارة الأميركية تنصلت من القرار. الوزيرة رايس سارعت إلى إرسال اثنين من مساعديها ـ وهي في موسكو ـ إلى أنقرة؛ لتطويق ردود الفعل التركية وتبريد الأجواء مع حكومة أردوغان. لكن على الأرض الأمور لا تزال في حالة غليان؛ وخطر الانفجار على حاله. وشمال العراق صار على ما يبدو مرشحاً ليكون كغيره من أجزاء هذا البلد، أرض قتال ومعارك وحروب تتناسل من حروب، تتجمع السحب خارج حدوده وتمطر فوق أرضه طوفانات وأعاصير. يشتبك الأتراك والأكراد والأرمن والأميركيون، في ساحات لا علاقة له بها، وينقلون جولات تصفية حساباتهم إلى أرضه؛ التي تحولت إلى مسرح مستباح، برسم النهش والقضم. أما سيادته المخترقة فلم تعد بالحسبان، باتت كالرزق السائب المباح. فهل يصحو العراقيون؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
البحث عن نجاح
افتتاحية
الخليج الامارات
لا يمكن للبلدان أن تتحمل الانتقال من إخفاق إلى آخر، لأن ذلك يضعف مصالحها وقد يغري الآخرين بها. والدول الكبرى أكثرها حساسية من توالي الإخفاقات لأن قدرتها على إدارة العالم أو تعظيم مصالحها فيه تكون موضع خطر.
الولايات المتحدة تواجه سنوات عجافاً منذ أن تسنمت السلطة فيها الإدارة الحالية، تبدو مظاهرها في انعزالها، وتضعضع تأثيرها. فهي تؤثر بمقدار ما تهدد، وليس بمقدار ما تحظى به من تفهم لسياساتها. وها هو غباء سياساتها بدأ يشجع البلدان الأخرى على تحديها، أو على تجاهل طلباتها، أو على التحالف ضدها.
وقد شهدت هذه الإدارة في الفترة الأخيرة تعمقاً في إخفاقاتها، أو ضروباً جديدة منها. فهي تعاني في العراق على حد قول أحد قادتها العسكريين السابقين فيه “من كابوس لا نهاية له”. أما في أفغانستان فقد بدأت تظهر على حد تقرير لل”بي بي سي” معالم دولة “طالبان” جديدة. وتلقت لطمة في روسيا إزاء مشروعها لاحتواء ذلك البلد قد تكون نتائجه ليس عرقلة خططها في مناطق أخرى في العالم، وإنما قد تعمق فجوة الاختلاف مع حلفائها الأوروبيين. ودخل على مشروعها التقسيمي في العراق معارض قوي حليف لها قد يجعل استمرار احتلالها أكثر تكلفة سياسياً، فتركيا بدأت ترى في السياسة الأمريكية في العراق خطراً وجودياً مستقبلياً ينبغي أن يقابل بكل الحزم مهما كانت نتائجه.
هذه خريطة سياسية مرصعة بالإخفاقات السياسية تتعثر فيها الإدارة الأمريكية ولا تعرف مخرجاً منها إلى أخرى أفضل. لكن الدولة الأعظم يسهل عليها إيجاد الفرص الصورية للنجاح. ويبدو أن كوندوليزا رايس بعد ما واجهته في روسيا، ومن تركيا، ترى في المنطقة العربية ملاذاً قد تجد في حضنه دفء النجاح الصوري. فهي قادمة من أجل أن تعزز فرص انعقاد لقاء بوش الخريفي اللقاء الدولي، وفرص نجاحه الصوري. وهي في هرولتها نحو هذا النجاح تضرب بمعول سوء سياستها أسس نجاحه.
الدعوة إلى هذا اللقاء لم تصدر بعد، لأن الإدارة لا تعرف على وجه اليقين من تريد أن يحضره أو من سيحضره. لقد جعلت من اللقاء عقوبة أو ثواباً بدل أن يكون أساساً للتسوية. إنها تريد معاقبة سوريا، مثلاً، لكنها تخشى أن تكون العقوبة سبباً في إخفاق اللقاء لأن ذلك قد يؤدي إلى تردد بعض البلدان في الحضور.
أمريكا تريد من العرب التطبيع من دون أن تعطيهم مقابلاً له، بل تتغاضى عن كل ما تفعله “إسرائيل” من أعمال إرهابية تقوض الثقة باللقاء ونتائجه. بل أصبح حضور اللقاء في ظل الممارسات “الإسرائيلية” والسياسة الأمريكية تجاه المنطقة عبئاً على الذين يرغبون في الحضور.
ثم كيف يمكن لمثل هذا اللقاء أن يكون ناجحاً إذا كان غرض عقده القول إن الولايات المتحدة تفعل شيئاً لتحقيق السلام في المنطقة، بينما أسباب نجاحه تقع خارج جدول أعماله؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
أخيراً.. قال بوش الحقيقة...!
بهاء الدين أبوشقة
الوفد مصر
مستر بوش عايز يفهمنا ويقول لنا إن أمريكا دافعت عن المسلمين ونتمني أن يكون.. صادقاً.. لأن في عهده السعيد استغل أن بلاده تتربع علي عرش العالم دون منازع أو منافس يقف حجر عثرة في طريق شطحاتها الاستعمارية وأذاق المسلمين عذاب الدنيا والآخرة، وقام بتشتيتهم وغزا بلادهم وتسبب في نزوح الملايين من ديارهم هرباً من القتل والاغتيال والتدمير
... لقد أكد بوش الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة دافعت في أوقات كثيرة عن المسلمين وغالبية المواطنين في دول الشرق الأوسط، مشيراً إلي أن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام.. وجاءت تصريحات بوش خلال حفل الإفطار السنوي الذي أقامه البيت الأبيض وشارك فيه الرئيس الأمريكي ونائبه ديك تشيني وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية ومايكل تشيريتوف وزير الداخلية ولورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية.. ودافع بوش أمام تسعين مدعواً عما اعتبره دعماً أمريكياً للمسلمين الباحثين عن الحرية في العراق وأفغانستان ولبنان، كما شدد علي أن المتطرفين لا يمثلون حقيقة الإسلام، وقال ندرك أنهم بنشرهم الفوضي والعنف يعتقدون أنهم يمكنهم إحباط رغبة المسلمين في العيش بحرية.
وأضاف، نقول لهم أنتم لا تمثلون المسلمين ولن تنجحوا في مسعاكم واختتم الرئيس الأمريكي خطابه بكلمات احتفالية قائلاً لنحيي ملايين المسلمين الذين يعتزون بكونهم مواطنين أمريكيين ونحيي الأمم الإسلامية التي تفتخر أمريكا باعتبارها صديقة لها.. والجزء الأخير من خطاب بوش كلام جميل »ما أقدرش أقول حاجة عنه« لأن الإسلام فعلاً لا يعرف التطرف والقتل وترويع الناس.. لكن ما يستوقف النظر طويلاً في كلام بوش هو ادعاؤه بأن بلاده دافعت عن المسلمين.. ولا ندري أي مسلمين يقصد السيد بوش.. وهل يحدثنا عن مسلمين في كوكب آخر غير كوكب الأرض، فالقاصي والداني والجنين في بطن أمه يعرف أن أمريكا نكلت بالمسلمين في العراق وفتحت للأبرياء معتقلات أبوغريب التي رأي فيها المدنيون ما لم يروه من قبل من أبشع صور العذاب.. كما أن أمريكا بلاد السيد بوش احتلت أرض العراق وأظن أنها أرض مسلمين وراحت تمتص خيراتها وتستولي علي النفط فيها دون رحمة أو هوادة.. كما أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين مواطن مسلم أي والله العظيم مسلم أو أكثر نزحوا وتركوا »الجمل« خيرات بلادهم بما حمل من أمتعتهم.. لأمريكا وفضلوا أن يعيشوا بعيداً عن بلادهم هرباً من القتل والتدمير وعمليات الاغتيال.. أليسوا هؤلاء مسلمين يا سيد بوش.. سيبك من دي يا سيد بوش وانظر إلي أفغانستان وما يحدث لأهلها كذلك معتقلات جوانتانامو أليسوا من بداخلها مسلمين.. ثم تعال هنا وقل لنا ماذا جري في فلسطين من مذابح راح ضحيتها الآلاف علي يد إسرائيل التي وصفتها بالبلد الطيبة ياعيني وناقص تقول المسكينة.. ولم تفكر ولو مرة واحدة أن تشد أذنها وتقول لها عيب اختشي علي دمك.. انت تقتلين أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة فيما يرتكبه غيرهم من أعمال وصفتيها بالإرهاب.. وأساساً أنت أم الإرهاب.. أليس الفلسطينيون المجني عليهم مسلمين يا سيد بوش.. وقل بالله عليك ماذا فعلت حينما قامت إسرائيل ببناء الجدار العازل علي حساب الأرض الفلسطينية.. ألم تقم بلادك بتوبيخ محكمة العدل الدولية والتهكم عليها وهي محكمة دولية ارتضتها الشعوب للفصل في منازعاتها، حينما رفضت المحكمة بناء الجدار العازل.. أليست هذه أرضاً إسلامية يا سيد بوش.. لقد قامت بلادك برعاية الإرهاب فـ »بن لادن« و»صدام«.. وغيرهما.. صناعة أمريكية مائة في المائة.. وحينما بدأت في حربه بعد أن اشتد عوده.. راحت تعاقب شعوباً إسلامية علي أخطاء أفراد قامت بلادك باحتضانهم إذن يا سيد بوش.. أين الحقيقة وأنت لم تدافع عن المسلمين كما تدعي وأن سياستك وسياسة إدارتك كانت وبالا علي المسلمين.. وبصراحة كده وعلي بلاطة لقد خسر المسلمون في عهد سيادتك.. ما لم يخسروه من قبل.. خسروا بلاد الرافدين وتم إغلاق البوابة الشرقية التي كانت تسبب صداعاً مزمناً لإسرائيل.. كما خسر المسلمون أنفسهم وهو أهم شيء.. حينما عمدت إدارتك إلي بث الفرقة والخلاف بينهم عموماً نذكرك بالماضي القريب.. يا سيد بوش.. فقد سبق أن فعلتها أكثر من مرة.. حينما قلت إن »صدام« طاغية العراق الراحل كانت له اليد الطولي في أحداث سبتمبر التي حولت أراضي بلادك إلي عهن منفوش وأنه يمتلك أسلحة دمار شامل ويهدد الأمن الأمريكي قبل الأمن العالمي.. وتبين فيما بعد أن صدام لا يهش ولا ينش.. وأنه بكاش ولا يملك شراً ونفير من أسلحة دمار شامل ولا حتي أسلحة تقليدية.. ثم أعلنت أمام العالم وقلت إن العراق يعيش أزهي عصور الديمقراطية بعد احتلال أراضيه وأن النموذج الديمقراطي العراقي سوف يحتذي به بقية دول المنطقة.. قلت ذلك والعراق يحترق من عمليات القتل والتدمير.. ولم يعد المواطن هناك آمناً علي حاضره ومستقبله.. ثم هل نسيت ـ وإن كنت ناسي أفكرك ـ حينما أمرت قواتك بفتح أبواب السجون ليخرج منها قطاع الطرق واللصوص لينتشروا في شوارع بغداد والبصرة ليسرقوا الكحل من العين وعدسات وكاميرات التليفزيون تنقل علي الهواء كل ما يحدث حتي تصور للعالم الشعب العراقي المسلم بأنه قطيع من المجرمين.. عموماً يا سيد بوش أقول لك: إنه رغم أن مصالح بلادك الاستراتيجية وروحها في يد بلاد المسلمين وأنهم لم يتوانوا لحظة في تقديم الدعم والعون لك ولبلادك إلا أنهم نالوا جزاء سنمار ودعني أقولها بالصوت الحياني نتمني أن تكون تصريحات بوش الأخيرة صادقة وأن تأتي الأفعال.. مطابقة للأقوال وإلا فدعني أقولها.. يا نحلة أمريكا لا عايز عسلك ولا عايزك تقرصيني.. مش كده أحسن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
مأساة الدولة العراقية
زهير المخ
الراية القطرية
يعرف العراق، منذ 2003، أزمة دامية، ربما كانت الكبري في تاريخ الكيان المعاصر الحافل بالأزمات والحروب. ولئن عبّرت الأزمة الحالية عن نفسها بطرح التعاقد بين الدولة وبين الهويات القاتلة علي بساط البحث بشكل شامل وحاد، فإنه بعد مرور ما يقارب أربعة أعوام علي تخبّط العراقيين في مسالك هذه الأزمة الدموية، لا يبدو أنهم وجدوا المدخل الصحيح إلي حلها، بالرغم من تعدد الصيغ والبرامج والمشاريع المقترحة إن في السر أو في العلن، كالمريض الذي تتعدد أدويته لأنه لم يزل دون فقه حقيقة مرضه.
هل بالإمكان بناء الدولة العصرية إلي جانب الهويات القاتلة المعادية لشرعية مؤسسة الدولة؟ ربما نجد بعض عناصر الإجابة عند ابن خلدون الذي يؤكد أن الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قلّ أن تستحكم فيها دولة والسبب في ذلك اختلاف الآراء والأهواء وأن وراء كل رأي منها وهوي عصبية تمانع دونها فيكثر الانتفاض علي الدولة والخروج عليها في كل وقت .
في هذا النص المقتضب، يضع ابن خلدون إصبعه علي الجرح فيما نطلق علي تسميته في حاضرنا ب أزمة الهوية العراقية . ولم يكن نشوء الدولة الجامعة في عشرينات القرن الماضي سوي تحدّ حقيقي للفرد العراقي الذي تطلب عليه نقل الولاء من الهوية التقليدية إلي هوية الدولة الجامعة، وهو الأمر الذي عالجه أريك فروم بعمق حين شدّد علي إن التماهي مع الطبيعة، مع العشيرة، مع الدين يعطي الفرد شعوراً بالأمان، فهو ينتمي إلي كلّ منظم، ويشعر بجذوره فيه، ويعرف أن له فيه مكاناَ أكيداً. قد يشعر بالجوع أو الحرمان، لكن لن يبتلي بأسوأ الأوجاع وهي العزلة الكلّية والشك .
وبالفعل، فقد كانت ولادة الدولة العراقية الحديثة تحدياّ ثلاثياً الأضلاع للفرد الذي توجّب عليه الآن أن يغادر هويته المحلية إلي هوية الدولة الحديثة التي كان ربّانها الحجازي الأمير فيصل، هو الغريب عن البيئة العراقية، وكانت اليد البريطانية ضالعة في إقامتها، إضافة إلي الهيمنة السنيّة الواضحة علي مفاصل مؤسساتها الرئيسة.
وبصورة غير متوقعة، جري منح المواطن العراقي بطاقة هوية جديدة، فيما لا يزال يحتفظ بهوية الجوانية التي تظل تمنحه الشعور بالانتماء إلي جماعة وبالاطمئنان إلي مكانه فيها. من جهتها، كان علي الدولة حديثة التكوين أن تعيد تنظيم بناء المدن وتستبدل الأشكال التقليدية للولاء (الطوائف والعشائر والإثنيات) بتقسيمات عقلانية مرتكزة علي الفعالية الوظيفية للمؤسسات، وكان علي المواطن العراقي أن يخضع لسلطة ما هو أعلي منه في السلم البيروقراطي بدلاً من الخضوع لشيخ العشيرة أو رجل الدين. لكن افتقاد الهوية الأساسية الذي بات أمراً لا مفر منه بات يؤرق الفرد المنخرط في المجتمع الجديد. في هذا الصدد يقول فروم: إن فقدان الذات وإحلال ذات أخري محلها، يدفع الفرد إلي حالة من انعدام الاطمئنان.
فالشك يلاحقه إذ أنه أساساً مرآة لتوقعات الآخرين منه، بينما هو فقد هويته إلي حد كبير. وفي سبيل تجاوز الهلع الناتج عن خسارة الهوية هذه، نراه مضطراً للبحث عن هوية ما من خلال قبول واعتراف مستمرين به من قبل الآخرين .
ويمكن طبعاً لفت الانتباه إلي قرب هذه النظرة من مقولة هيغل حول رغبة الفرد في اعتراف الآخرين به. فالنزوع إلي شحن الذات بهوية معينة وإلي طلب الاعتراف بها يتوافق مع ما يطلق علي تسميته ب احترام الذات ، وهي، بالأحري، عند هيغل إحدي محركات السيرورة التاريخية برمتها.
هذه الملاحظة هي مفتاح ما نود التشديد عليه هنا، حيث تقع مأساة الدولة العراقية وسط مزيج من المشاعر كهذه التي يصفها هيغل. من هنا لجوء الفرد إلي البحث عن حماية يستند إليها في وجه أعداء حقيقيين أو وهميين، وبالتالي تشكل الجماعة ملاذا مطمئنا وتقوم بوظيفة دفاعية بامتياز. كما أنها تساهم في تدعيم هويته عبر اعتراف الآخرين بها.
وبما أن الفرد يحتاج إلي مؤسسة تحفز طاقاته الكامنة لإشباع حاجاته ويعطي لحياته معني، فإن الجماعة تمثّل، ولا شك، هذا الإطار الجامع الذي يدعم الفرد في سبيل تحقيق غاياته.
والفرد يبحث أيضا عن القوة، لأنه يشعر نفسه مهددا، ويغذي هذا الشعور بالقوة من خلال الانضمام إلي جماعة تبدو له قوية ويحصل تالياً علي الشعور بالقدرة الكلية . إن الفرد يطمئن نفسه عبر الالتحام بهذه الجماعة مستمدا قوته منها. وباعتماده علي هذه الجماعة، يصبح قادراً أن يقوم بأفعال "يقر بعجزه عن القيام بها منفرداً".
وبما أن الفرد يجد الأمن ويطمئن في حضن هذه المنظومة يتعصب لها وتدعم هي توظيف تعصبه هذا في إعادة إنتاج معتقداتها الثابتة وبثها روح الحياة. إن فكرة الانتماء إلي الجماعة تشبه لجوء الطفل الخائف إلي حضن أمه الدافيء يتماهي معه ليحمي نفسه من الأعداء المفترضين. كما أن الانتماء إلي الجماعة يساعد في الحصول علي هوية داخل الجماعة.
وفي هذه الحالة يذوب كيان الفرد وتختفي معالم شخصيته لمصلحة اندماجه فيها، ويغدو المدافع الأول عن مصالحها والرافض لأي رأي قد ينتقدها. وفي هذا الإطار، لن يعود ممكناً الحديث عن دور فعال للفرد الحر المستقل.
وحدها ممارسة حقوق المواطنة، بما هي علاقة بين الفرد والدولة، تكفل كامل العضوية السياسية له في هذه الدولة وتتطلب ولاءه التام لها. ربما حان الوقت لإنجاز التطور المطلوب من القدرة علي المواءمة بين الانتماء للاشكال التقليدية العشائرية أو العائلية أو الدينية والمذهبية أو العرقية إلي الشكل الجديد للانتماء للوطن باعتباره المكان الملائم لتحقيق آمال مواطنيه بشكل عادل.
وهذا، بالضبط، ما حاوله عالم الاجتماع العراقي علي الوردي باكرا حين دعا إلي الإقرار بوجود جماعات ثانوية وسيطة بين الدولة والمواطنين. وأهمية هذا القول إنه يشير بوضوح إلي اعتبار أشكال الانتماء التقليدية مؤسسات اجتماعية بالمعني الذي صاغه ماكس فيبر، أي أنها شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي الحديث.
أما ما يحصل أمام أعيننا في عراق اليوم فهو تعصب وانتماءات عضوية غالبة وولاء للطائفة وليس للوطن. وينتج عن هذا كله تعبئة وشحن مذهبيان يؤسسان لتنشئة جيل بكامله يتعايش مع هذا الجو الذي سوف ينعكس علي مستقبل البلاد لعقود قادمة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
نجاح أمريكا في العراق
د. عبدالله السويجي
الخليج الامارات
يقولون إن أمريكا غارقة في المستنقع العراقي، ويقول مسؤولون في إدارتها إن الجيش الأمريكي يعاني من عدم توازن، نظراً لتورطه في العراق وأفغانستان، وإنها مرتبكة بحيث لا تدري بأي طريقة ستنسحب من العراق، وإنها قاب قوسين أو أدنى من إعلان فشلها أو هزيمتها، وإن الحرب تكلفها 700 مليون دولار يوميا، وسياستها فشلت فشلاً ذريعاً، وخسرت ماء وجهها. ويستند أصحاب هذا الرأي إلى معطيات من أهمها:
* أولاً: إن أمريكا فشلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل، واعترفت بذلك في أكثر من مناسبة.
* ثانياً: فشلت في إرساء الديمقراطية التي تتحدث عنها منذ سنوات، بل على العكس فقد أثارت النعرات الطائفية بحيث لا تستوي معها أي ديمقراطية.
* ثالثاً: فشلت في إعادة إعمار العراق، من حيث البنية التحتية وإعادة تكوين جيش له ولاء صاف للوطن دون غيره، وعملت بدلاً من ذلك على دعم ميليشيات بعينها، بل إن الواقع الأمني العام لا يساعد على بدء إعمار من أي نوع.
* رابعاً: زادت من مأساة الشعب العراقي قتلاً وتهجيراً، فهناك مئات الآلاف من القتلى إلى جانب عدد مماثل من الجرحى، ناهيك عن المعاقين جسدياً وذهنياً ونفسياً، إضافة إلى انعدام الشعور بالطمأنينة، وترك الأمور بيد المسلحين من شتى الاتجاهات.
* خامساً: فشلت في توحيد الصف العراقي، ومزقته إرباً، وتعمل حالياً على تقسيمه إلى ثلاث دويلات صغيرة.
* سادساً: فشلت في تحقيق الأمن للمواطن العراقي، الذي لا يأمن على بيته وشرفه وأمواله وممتلكاته، وبالتالي يسعى للخروج من العراق إلى بلاد الله الواسعة.
* سابعاً: فشلت في اجتثاث البعث من الخريطة العراقية، وتفكر بالاستعانة به في ضبط الأمور، يساعدها في ذلك سياسيون يطالبون بتجسيد الديمقراطية التي لا يمكن لها أن تترجم عن طريق إقصاء حزب والسماح لآخر.
ولكن، هل هذه هي الأسباب الحقيقية التي دفعت أمريكا إلى احتلال العراق؟
قد تكون هذه الأسباب ولكنها ظاهرية، وليست الأسباب الجوهرية، أي بمعنى أدق، هذه هي الأسباب الإعلامية التي يتداولها المسؤولون والخطباء والسياسيون في العلن، أما أسباب غزو العراق فمسألة أخرى وهي حسب اعتقادنا كالتالي:
* أولاً: خلق تواجد استعماري آخر في قلب الوطن العربي، يشكل إضافة أخرى إلى التواجد الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، يعمل على مزيد من الشرذمة وتقطيع أوصال الوطن العربي ثقافياً وديمغرافياً وجغرافياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً.
* ثانياً: الاقتراب من منابع النفط في الخليج والإطلالة على ينابيع النفط في إيران وبحر قزوين، سعياً للتحكم باقتصادات العالم، فهم ينظرون إلى أن هذه الثروة شاءت لها الأقدار أن يديرها جهلة متخلفون لا يفقهون معنى الحضارة والتقدم والديمقراطية.
ثالثاً: تعزيز الفتن الطائفية في الوطن العربي، وتتجلى أكثر ما تتجلى الآن في العراق، ثم في لبنان وبعدها في الجزائر والسودان وإيران، ويعملون على نشرها وإثارتها في أكثر من مكان.
* رابعاً: الاقتراب من عدوة أمريكا التاريخية، روسيا، التي كانت ممثلة بالاتحاد السوفييتي، حيث كان حلم جنرالات الحرب الباردة الوصول إلى حدود المعسكر الاشتراكي والمرابطة على تخوم الصين وروسيا وأن تكون للولايات المتحدة يد في إدارة الثروات الطبيعية، وتحويل المعسكر الاشتراكي إلى رأسمالي.
* خامساً: أن يرابط جنودها على حدود سوريا والأردن لاستنزاف القدرات وجعل المنطقة واقفة على ساق واحدة، ويبقى مشوار التنمية مؤجلاً إلى إشعار آخر، وفي الوقت نفسه لتنفيذ فكرة شارون بأن يكون الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، كما تهدف أن تكون على الحدود التركية، إلا أن تركيا بلد مسلم ويجب أن تخشاها أمريكا، مهما طال حكم العسكر ودفاعهم عن نظام العولمة. فالشعب التركي شعب مسلم، وقد يأتي اليوم الذي تتفجر فيه الأصولية والإسلامية والأحزاب التي ستنادي برحيل أمريكا ومحاربتها.
* سادساً: إن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو إطالة عمر الكيان وإبقاؤه قوياً متفوقاً على المحيط العربي الذي تعوق تقدمه وتزرع فيه الفتن والقلاقل والاضطرابات والتفرقة والحروب. فالكيان هو رأس الحربة الأمريكية وخط الدفاع الأول عن مصالحها في المنطقة، هذه المصالح التي لا نبالغ إذا قلنا بأنها تطال تخريب الإسلام ومحاربته، وها هي تهمة الإرهاب تلتصق به في الأدبيات الإعلامية والسياسية الرسمية الغربية، ولدى الجهلة الكثيرين.
فهل نجحت أمريكا في تحقيق أهدافها؟
إن نظرة سريعة على الواقع المزري والبائس، ترينا بوضوح أنها حققت كل أهدافها، ونجحت نجاحاً باهراً في بناء قواعد لها في العراق والمنطقة، تكون جاهزة للتدخل السريع ضد أي تحرك مناوئ لها، وتكون جاهزة لمواجهة أي خطر قد يظهر من دول المعسكر الاشتراكي السابق، الذي لا تطمئن له أمريكا، ولا تزال تخشاه، فهناك حرب باردة خفية، تظهر سخونتها في التحالفات العديدة في المنطقة، بل إن أمريكا تعلم أن روسيا وهي تحاول تزويد إيران بالتكنولوجيا النووية إنما تفعل ذلك لمواجهة المد الأمريكي وبعثرة جهودها وقواتها هنا وهناك.
أما بالنسبة للعراق، فإن أمريكا نجحت نجاحاً مذهلاً في تخريبه وإعادته إلى عصور الظلام والتخلف والفتن والحروب الداخلية، حتى بات العراق الذي عرف بحضارته وفنونه وقوته الاقتصادية يحيا على الدول المانحة والمساعدات التي تأتي من دول الجوار ومن أوروبا (الخيرة)، وبات الإنسان العراقي مهزوماً بعد أن كان علامة للثقافة والعلم والبناء.
إن مواجهة الولايات المتحدة تبدأ من القناعة بأنها نجحت في تفتيت اللحمة الوطنية لأبناء الوطن العربي، وعليهم استعادتها، وإنها تخطط لتفريغ العراق من سكانه، ولذلك على العرب أن يتذكروا أن هناك أكثر من ستة ملايين مهاجر ولاجئ عراقي نجحت أمريكا في طردهم من بلادهم.
إن أي نظرة للتعاطي مع الواقع المعتم تنطلق من إضاءة المصباح ليكشف ما تمكنت أمريكا من فعله، وهنا نقطة البداية، أما أن نعيش حلماً وردياً بأن أمريكا فشلت في تحقيق مآربها، فهذا لن يزيد الوضع إلا سوءاً والله المستعان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
القيادات الكردية ووحدة العراق ...
د. عبدالإله بلقزيز
الخليج الامارات
سارع كثير من القيادات الكردية في “إقليم كردستان” الى الترحيب بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يقترح تقسيم العراق، فيما كان يفترض أن بعض الحكمة كان مطلوباً منها اليوم حتى لا تؤخذ بجريرة الرغبة في الانفصال (هي التي كانت دائما عرضة للاتهام بسعيها الى الانفصال)، فتقيم الحجة على نفسها أمام العراقيين كافة وأمام الأتراك والإيرانيين وسائر دول الجوار المتحسسة جداً من دعوات التقسيم! بل إن الحكمة كانت مطلوبة أكثر بالنظر الى أن صدور القرار المشؤوم ليس كافياً - على ما فيه من شؤم - للاعتقاد بأن التقسيم قضي أمره وبات أمراً واقعاً لا ينتظر غير التنفيذ، ثم بالنظر الى حساسية موضوع الأكراد في العراق والمنطقة كلها وما يمكن أن ينجم عن أية محاولة من قياداتهم للانفصال حتى لو وقفت وراءه أمريكا، حتى لو دعمه سراً بعض العراقيين من غير الكرد.
من الخطأ وسوء التقدير أن يرتب المرء أحكاماً على كرد العراق كافة من وراء تصريحات سياسيين في “إقليم كردستان”، فهؤلاء مواطنون عراقيون لم يتنصلوا من عراقيتهم على الرغم من كل محاولات إدخالهم في منطق الغيتو الإثني وأقفاصه المحروسة من بعض القوى المتنفذة المدعومة من الاحتلال، لنتذكر فقط كيف استقبلوا في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية حدث انتصار الفريق الوطني العراقي لكرة القدم في مشاهد احتفالية تفجرت فيها المشاعر الوطنية واستمطرت دموعنا. لا يفعل ذلك من يتنكر لعراقيته وتأخذه لحظة الاحتلال - وهي زائلة - الى الاعتقاد بأن مستقبله خارج كيان العراق وليس داخله. أما أن يكون قد نطق بعض قليل العدد بما يفيد الرغبة في التقسيم، فتلك مشكلة من نطق لا مشكلة من يدعي النطق باسمهم من أبناء كردستان العراق.
والحق أن الترحيب بالتقسيم لدى بعض السياسيين الكرد أتى يحرك مواجع كثيرة عند العراقيين والعرب ومخاوف مزمنة لدى بعض دول الجوار، ويعيد فتح صفحات العلاقة المضطربة بين الحزبين الكرديين (“الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني”)، وبين وحدة العراق. وهي علاقة ترددت بين الإيحاء بعراقية المطالب الكردية وبين عدم إخفاء الرغبة في تصور مستقبل كردي خارج الرابطة الوطنية العراقية الجامعة. وما كانت المراوحة السياسية بين الحدين والموقفين لتمر من دون أن تترك آثارها السياسية في داخل العراق وفي الجوار. فبمقدار ما كانت الشكوك في طوية القيادات الكردية ونياتها الانفصالية لدى العراقيين وحكوماتهم المتعاقبة تتزايد، وتترجم نفسها توجساً تركيّاً وإيرانياً من شبح الانفصال، بمقدار ما كانت تتهيأ المناخات السياسية لكف خطر الانشقاق الكردي باستعمال كل الوسائل التي تستعملها الدولة الوطنية في العالم المعاصر للدفاع عن وحدة كيانها (مثلما فعلت بريطانيا وإسبانيا مع حركات الانفصال الإيرلندي والباسكي)، وهو ما تحول الى سياسة إقليمية بتدخل تركيا وإيران في موضوع نيات الانفصال الكردي في العراق.
غير أنه بمقدار ما كان يتراجع منسوب الدعوة الى الانفصال، معطوفا على اهتجاس متزايد بتقرير مصير الكرد داخل وطنهم العراق، بمقدار ما كان باب الحوار بين السلطة المركزية في بغداد وبين القيادات الحزبية والعشائرية الكردية ينفتح ويفرج عن ممكنات سياسية ما حصل لغير كرد العراق ان حلموا بها يوماً: مثل الحكم الذاتي. ومع أن مثل ذلك الحوار، ومثل تلك الممكنات، ما كان يلقى الترحيب من بعض دول الجوار ممن توجد كتلة سكانية كردية داخل كيانها الإقليمي، بل غالبا من كان يلقى الرفض الصامت او الجهير منها حذر أن تنتقل عدوى الامتياز الكردي العراقي (الحكم الذاتي) الى جدول أعمال الحركة الكردية خارج العراق، إلا أن مجرد رؤية المطالب الانفصالية تنكفئ أو تتراجع، كان عَسِيّاً بطمأنة هواجس دول الجوار الى حد أو التخفيف من غلواء تحريض العراق على كرده.
ومن يلقي اليوم نظرة تقويمية على أداء القيادات الحزبية الكردية في العراق خلال الخمسين عاما الأخيرة (منذ الثورة العراقية عام 1958) سيلحظ أنها أهدرت الكثير من الفرص التاريخية لتحقيق مطالب الشعب الكردي داخل وطنه العراق بكثير من المكاسب وبقليل من الخسائر. وما أهدرتها إلا من وراء غليل الفكرة الانفصالية في نفس تلك القيادات التي منعتها من الاستقرار على مطالب وطنية وديمقراطية واقعية وممكنة التحصيل، بل ومقبولة - في الكثير من الأحيان -من النخب الحاكمة في بغداد ومن الأعم الأغلب من الأحزاب العراقية. لقد كان يمكن لشعار “الديمقراطية لكل العراق والحكم الذاتي للأكراد” أن يقدم الكثير للمطالب الكردية، ويسحب التحفظ والتوجس من أية سياسة رسمية عراقية، بل وأن يوفر لتلك المطالب حاضنة شعبية عراقية ودعما سياسيا من الحركة الوطنية. وقد حدث فعلا شيء من ذلك في بعض الفترات وأتى إعلان قانون الحكم الذاتي، ثم إقرار الاتفاق الخاص به يتوج تلك الدينامية التي أطلقتها المقاربة الوطنية والواقعية لتلك المطالب على قاعدة الشعار إياه، لكن ذلك حدث في زمن يتيم من تاريخ الملف المطلبي الكردي ممتد بين نهايات الستينات ونهايات النصف الأول من السبعينات، ثم لم تلبث الشكوك أن عادت وعادت معها الأوهام، والصدام.
من السهل تماماً أن تنحي القيادات الحزبية الكردية باللائمة على حكومات العراق منذ عبدالكريم قاسم حتى صدام حسين، فتحملها مسؤولية المأزق والمواجهات. ولكن هل تساءلت هذه القيادات يوماً عن السبب وراء صدامها المستمر مع كافة قوى الحركة الوطنية العراقية (من شيوعيين وقوميين وبعثيين) أو صدام تلك القوى معها؟ هل كان العراقيون جميعاً على خطأ ما عداها وحدها؟ هل كان موقفهم منها موقفاً من مطلب الحكم الذاتي أو من الحقوق القومية داخل إطار الكيان العراقي الواحد أم موقفاً من فكرة الانفصال التي لا تكاد تبارح مخيالها؟ هل جربت مرة أن تعيد النظر في سياسة محالفة الخارج (إيران الشاه، الولايات المتحدة)، قصد تحقيق مطالب لم تكن تعني للعراق غير تمزيق كيانه، ولم تكن تستجر غير المآسي للمواطنين الكرد الذين يدفعون ثمن طموحات غير واقعية تنوء بحملها أوضاع العراق والأوضاع الإقليمية برمتها.
لا يبدو أن هذه القيادات تتعظ بدروس التاريخ، ها هي تكرر اليوم الخطأ نفسه على الرغم من أن أحداً لم يستفد من “كعكة الوطن” بعد احتلاله ودماره أكثر من استفادتها هي منه، لكن الوطن باق والاحتلال الى زوال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
هل جاء دور تركيا
افتتاحية
الوفاق الايرانية
تبني الأمريكيين قرارات بشأن اتهام تركيا بابادة الأرمن في العهد العثماني لا يغير شيئاً من التاريخ، لكن الأمر سيؤدي الى خلق أزمات جديدة في العلاقات التركية - الغربية خاصة وان الأمريكيين المتهمين في أكثر من عملية ابادة وفي أكثر من بلد خلال الأعوام الأخيرة أرادوا بهذا القرار تبرئة أنفسهم من الجرائم التي يمارسونها كل يوم.
ان الحديث عن رفض ابادة الشعوب في الماضي والمستقبل أمر مقبول، أما أن تأتي المبادرة من جانب الولايات المتحدة، فهذا يثير أكثر من سؤال:
أولاً، أين هذا الحديث من الابادة المتواصلة في العراق وأفغانستان بأدوات وقرارات أمريكية مباشرة، ومَن الذي سيحاكم الصهاينة على عمليات الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وجرائمهم في لبنان وتهديدهم لبلدان عربية واسلامية أخرى؟!
ثم أين يقف الكونغرس الأمريكي الحريص على ضحايا القرون الماضية، من الجرائم والمجازر اليومية لحليفته اسرائيل المدعومة منه بمليارات الدولارات سنوياً ويصب جهده للحيلولة دون اصدار حتى عبارة تنديد بهذه الجرائم؟!
يبدو انه نصبت مصيدة لتركيا بعد انتصار التيار الاسلامي فيها، وكأن الحرب على تركيا بدأت أمريكياً لمعاقبة شعبها على قراره الحر.
وقد يكون لتركيا مبرراتها في خوض الحرب على حزب العمال الكردستاني وأيضاً للعراق مبرراته الذي يتخوف من تبعات هذا الصراع على حدوده وأراضيه. ولكن الأمر أبعد من مطاردة مجموعة مناوئة لدولة أو هجوم ارهابي على المناطق الآمنة لبلد، حيث الظرف الزمني والوقائع الميدانية تتحدث عن سيناريوهات خطيرة ذات أهداف مخيفة على مستوى المنطقة.
ولا ننسى بأن أطروحة إضعاف البلدان الاسلامية أو إشغالها في أزمات داخلية وفي المحيط، أطروحة ينفذها الغرب بكل قواه، وبما أن تركيا هي احدى البلدان الاسلامية الكبيرة والمؤثرة، فانها مرشحة لاغراقها في هكذا أزمات لأن مثل هذه الانشغالات من شأنها أن تمرر مشروع الشرق الأوسط الجديد ومؤتمره الخريفي حسب أجندة اسرائيلية وبرعاية أمريكية.
انها الأخطر من الحروب التي قضيناها في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان. فادخال العالم الاسلامي في الفراغ يسهل عليهم تمرير خطة القضاء على الهوية عربياً واسلامياً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
هل أنت متأخر حقاً الى هذا الحد يا سيد بيترايوس?
عبد الكريم عبد
الله
السياسة الكويت
منذ ان سقط نظام بغداد السابق, ونحن ننبه الى خطورة الدور الايراني في الساحة العراقية الذي بدأ تسللاً ثم توغلاً وانتهى اكتساحاً واجتياحاً واحتلالاً آخر, ولا ندري ماذا بعد ايضاً في الصفحة الايرانية للعراق?, وننبه الى ان كل المؤسسات الايرانية الرسمية وغير الرسمية في العراق ذات الواجهات الثقافية والخيرية وما اليها, بمن فيهم الاطباء والممرضون والممرضات والديبلوماسيون والديبلوماسيات, ورجال الدين والمتدينات والتوابون والتوابات والمتظاهرون والمتظاهرات بالدين وحسن السيرة والصوم والصلاة, بل واولهم رجال الدين ومن جر جرهم, انما هم عناصر مخابراتية تلبس لكل حالة لبوسها وتتقنع في كل مجلس وناد ومحفل بقناع, فالحرباء الايرانية, اوضح واجلى واشهر من ان نوضحها ونجلو صدأها, وقد بدأت مع بداية تسلق العمائم الملونة المتلونة, سلم السلطة والحكم واعتلاء سدة القتل وقيادة افاع وفرق الموت لتصفية الاخر في طهران عام 1979, وهي اشهر من نار على علم كما يقول المثل العربي, وللعرب كلهم بلا استثناء تجاربهم معها, واذا كان العراقيون اول من اكتوى بنيران الجارة الضالة, او العامدة المتعمدة الضلال والضلالة, فثمة اوراق مدمية, في ملفات كل دول وشعوب العالم العربي والاسلامي وبقية دول وشعوب الارض من اقصاها الى اقصاها ,تتحدث عن العمامة والخنجر, وعن السم في العسل الايراني.
اما انت ايها السيد بيترايوس, فنحن نتساءل اثر تصريحاتك الاخيرة حول سفير - جمهورية ايران الاسلامية في بغداد- المدعو كاظمي قمي- انه عضو في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني, هل انت متأخر الى هذا الحد ياسيد بيترايوس? اكنت نائما طوال سنوات? وانت اليوم قائد قوات اميركا العظمى في العراق, فلا تعرف ان الديبلوماسيين الايرانيين في العراق في الاقل, ولا نريد الحديث عن البلدان الاخرى, هم عناصر من اجهزة المخابرات الايرانية? وليس من الحرس الثوري الايراني وحسب? ايها السيد.. ان مبنى السفارة الايرانية لا يبعد عن بوابة المنطقة الخضراء التي تحتمي بها كل عناصر قيادتك ومنها قيادة المخابرات الاميركية - محطة العراق- الا امتارا, فهل تريد ان نصدق انك او ان المخابرات الاميركية على هذا البعد الشاسع من السنوات لتكتشف اليوم واليوم فقط - ان - قمي - مخابراتي ايراني - من - قوة القدس - او الحرس الثوري او مكتب المرشد او نائب الامام الثاني او الاول او الامام نفسه او .. حدث العاقل بما لا يصدق فان صدق فلا عقل له, ومع ذلك سنفترض انك لا تدري او انك ومجموعاتك الاميركان كلكم غافلون, او انك تدري ولكنك ساكت لسبب ما, الست في كل الاحوال مذنبا ليس بحق الاميركان الذين قتلتهم عناصر الحرس الثوري كما قلت بنفسك وعوائلهم, والشعب الاميركي, ولكن بالدرجة الاولى بحق الضحايا العراقيين الذين اخذتهم عبوات الحرس الثوري الايراني الناسفة والمتفجرات والمفخخات ذات الاشكال والالوان والاسلحة الفتاكة التي يستخدمها ضدهم عناصر قوة القدس وكلاب الحرس الثوري الايراني الارهابي بحسب توصيف حكومتك? وقد اكدت السفارة الاميركية في بغداد اقوالك بشأن قمي كما اكد جنرالات الجيش الاميركي الاخرون اقوالك بشأن الاسلحة الايرانية التي استولى عليها الجيش الاميركي من ايدي فرق الموت -الثورية- من قوة القدس اوطهران او كرمانشاه حيث يتسيد محمود فرهادي ويتمدد دمويا مرة نحو السليمانية واخرى نحو اربيل وثالثة نحوكركوك, اما نحن فقد سبقناك بسنوات عديدة, بل اشرنا إلى اسم حسن كاظمي قمي كمخابراتي ايراني, وذكرنا بعض فقرات من صفحات تاريخه الدموي في لبنان, منذ سنوات, واذا لم تكن تقرأ بالعربية فلا لوم عليك ولكن اين هم مترجموك? واذا كنت تحتج بانه ديبلوماسي, فلماذا فضحته اليوم وانتظرت عليه كل تلك المدة? ولماذا جلستم اليه على مائدة مفاوضات واحدة وهو باعترافكم واعلانكم, مجرم ويداه ملوثتان بدماء الاميركان والعراقيين معا? لن نعتب عليك كثيرا ايها السيد بيترايوس, فان لكم اجندتكم واوامركم ولنا اجندتنا ومبادئنا, ولهذا نركن -على جنب- كما يقول العربي, والى حين تساؤلاتنا الموجهة اليكم جميعا ايها الاميركان, ونضمها الى قائمة الاسئلة الاخرى المتعلقة بدماء العراقيين كلهم وثرواتهم وكرامتهم وسيادتهم ووحدتهم حين يأتي دور الحساب ويتولاه العراقيون العراقيون لا اشباههم.
ونتوجه بالسؤال الى حكومتنا -العراقية-!! ترى .. ما الذي سيقوله السيد رئيس وزراء العراق عن السفير الدموي لايران في بغداد? بعد تصريحات السيد بيترايوس الواضحة والمحددة? وما هو التبرير الذي سيطلع به الناطق باسم الحكومة? وما هي الاجراءات التي ستتخذها الحكومة كما تفرض مسؤوليتها الدستورية للتحقق مما قاله بيترايوس? واذا ما تأكدت لها الحقيقة ما الذي ستفعله بحق السفير الايراني او بحق بيترايوس? باعترافه وحسب قوله وتأكيداته حول سفير -جمهورية ايران الاسلامية في العراق? وقد ترجمت اقواله واعترافاته وتأكيداته التي اكدتها السفارة الاميركية في بغداد ايضا الى العربية, ولا يمكن القول ان الحكومة العراقية او من يمثلها وينطق عنها لا يقرأون? كما ادعى (بعض الاخوة الاعداء) من السياسيين العراقيين حين ذكرناهم بما كتبنا عن قمي في اللحظة الاولى التي عبر بها عتبة مبنى السفارة الايرانية في بغداد وقلنا انه قاتل ويداه ملوثتان بدم الاخوة اللبنانيين, فلا تدعوه يقتل العراقيين وهو مغطى بغطاء ديبلوماسي, وهل تريدون ان نصدقكم يارموز حكومتنا انتم ومن يمثلكم انكم لم تقرأوا ما كتبنا وما قلنا على رؤوس الاشهاد من قبل? وقد كتبنا وقلنا ما قلنا بالعربية وفي العراق وخارج العراق وقد ترجمت كتاباتنا واقوالنا حتى الى الفارسية, لغة بعضكم الام او الرئيسة او الاولى لاتنزعجوا فنحن لا نقصد شيئا (ومن ينكر اصله...) كما يقول العراقي, وحيث انتم اوصلنا لكم رسائلنا بكل اللغات التي تعرفون? نعم سنصدقكم فقط اذا قلتم انكم لا تقرأون ولا تكتبون ولا تتحدثون باية لغة وانكم صم بكم عمي فانتم لا تفقهون وانما يفقه من يفقه لكم, ويقرأ ويكتب ويتحدث من يتحدث نيابة عنكم, سنصدقكم لكننا سنجد حلا لذلك.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
في الأهواز .. الغترة العربية تهدد عرش طاووس الولي الفقيه ?
داود البصري
السياسة الكويت
ما يجري في إقليم الأهواز العربي المحتل من قبل الأنظمة الإيرانية المتعاقبة من فظائع بحق الإنسان العربي وحقه الطبيعي في التمتع بثروته ونيل حريته المقدسة واحد من أهم الملفات السوداء التي تدمي قلوب الأحرار من الحريصين على نضال الشعوب وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال , كما أن ملف الكفاح الأهوازي الشعبي الحافل بصور التحدي الخالدة ضد أبشع استعمار استيطاني عنصري تمت تغطيته بالشعارات الدينية وعمائم الضلالة وعملاء الطائفية المريضة , هومن الملفات التي تلقى تجاهلا مؤسفا من الأحزاب والمنظمات العربية والدولية ولا تلقي لها بالا الأحزاب الدينية والطائفية في العالم الإسلامي والعربي المعتمدة على دعم النظام الإيراني الذي يمارس أبشع عملية تزييف واستغلال بشعة ضد القضايا الإنسانية في المنطقة , فالرئيس الإيراني ( محمود أحمدي نجاد ) الذي يحاول خداع العالم العربي بنضاله وصراعه ضد الصهيونية والإمبريالية وصل الحد فيه وبنظامه الجائر لإعتبار الملابس العربية التقليدية ( الغترة والعقال ) بمثابة تابوهات محظورة وأداة جرمية يعاقب عليها الإنسان العربي الأهوازي المتعرض والخاضع لأكبر عملية سلب هوية وغسيل مخ ومحوثقافي لشعب من الشعوب في تاريخ القرنين العشرين والحادي والعشرين , فمنذ قيام المقبور ( رضا خان ) وتحت قيادة فضل الله زاهدي باحتلال المحمرة وإنهاء حكم الشيخ خزعل الكعبي العربي هناك عام 1925 والشعب الأهوازي العربي يعاني الأمرين من سياسة القمع والتهجير وغسيل المخ ومصادرة ثروات الإقليم وتطفيش أهله العرب الكرام نحو دول الجوار الخليجي ليعملوا في مهن بسيطة ومتواضعة كغسيل السيارات وباعة في الأسواق لتوفير لقمة العيش لعوائلهم بينما إقليم الأهواز يعوم على بحيرات هائلة من النفط والثروات الزراعية والموقع الستراتيجي المهم الذي يكون الفاصل الطبيعي بين العالم العربي والهضبة الإيرانية , ولقد مر نضال وكفاح الشعب الأهوازي بمراحل تاريخية صعبة ومعقدة حاول النظام الإيراني البائد السابق خلالها محو الهوية العربية بالكامل والتجاوز على حقائق التاريخ والجغرافيا والستراتيجيا وبذل جهودا جبارة من أجل تغيير الواقع الديموغرافي والتاريخي وحتى الشعوري لعرب المنطقة دون جدوى , فأبدلت أسماء المدن العربية التاريخية بأخرى أعجمية لا تعبر لا عن طبيعة ولا عن هوية ولا عن واقع المنطقة , ومارس النظام الشاهاني البائد أقصى درجات القمع والإبادة ضد الشعوب الإيرانية أوتلك الخاضعة للإحتلال وفي طليعتها الشعب العربي الأهوازي فلم يجد ذلك نفعا أمام إصرار الأجيال العربية الناشئة على تعلم واستنساخ روح الحرية بنفسها العربي السليم جيلا بعد جيل , فلما سقط نظام الشاه تحت أقدام الشعوب الإيرانية الثائرة تصور عرب الأهواز بأن المحنة التاريخية قد شارفت على نهايتها , وأن طريق الحرية المقدسة قد أضحى معبدا بالورود في ظل شعارات المؤسسة الدينية المتطرفة التي استولت على السلطة في إيران لتحيلها لكهنوتية سوداء مريضة تتلاعب بالشعارات وتتحوقل وتتبسمل زيفا وتمارس سياسات عنصرية بغيضة تحت ظلال وصهيل الشعارات البراقة الخالدة وتدعولتصدير الثورة لدول الجوار بينما تمارس أقسى درجات العنف الممنهج ضد إرادة الشعوب الحرة وفي طليعتها الشعب العربي المسلم ( الشيعي ) في الأهواز , وجميعنا يتذكر جريمة الأدميرال أحمد مدني الحاكم الإيراني السابق في أول أيام النظام الكهنوتي الجديد في المحمرة ومدن الأهواز الأخرى , وهي جريمة نكراء تمت تغطيتها عبر حماقات النظام العراقي البائد الذي حاول تحقيق أغراضه ومطامعه في المنطقة من خلال استغلال مأساة الشعب الأهوازي وحيث تحولت عربستان لساحة حرب مؤلمة وشرسة استفاد منها النظام الإيراني في تهجير عرب المنطقة وإسكانهم بعيدا في المدن والقصبات الإيرانية البعيدة ظنا منه بأن مارد الحرية سيتم التغلب عليه وإسكاته عبر سياسة الإبتزاز والخديعة وسياسة الوجهين المنافقة ? فالنظام الإيراني يدعي دعمه للمقاومة الفلسطينية والمقاومات العربية الأخرى في لبنان وغيرها ولكنه لا يخجل من إعلان سياسة نصب المشانق لعرب الأهواز بالجملة والمفرق ومن تخطيط السياسات التهجيرية والتدميرية الخاصة بتشتيت عرب المنطقة وممارسة عمليات التطهير القومي وبشكل متسارع مع دخول أفواج وفيالق عملاء النظام الإيراني التي غزت العراق المدمر والمنطقة الخليجية , ففي العراق يعول نظام الكهنوت الإيراني على الهيمنة الكاملة على مقدرات ذلك البلد عبر سياسة تسلل خبيثة وزرع للعملاء الذين وصلوا لأعلى مفاصل السلطة في العراق المريض الراهن, وفي المنطقة يحاول النظام التسلل بعيدا في مشاريعه وخططه التدليسية رغم أن عرب الأهواز قد كشفوا اللعبة منذ البداية, فكان الرد القاسي عبر الإصرار على سياسة التضييق والمطاردة وحملة الإعدامات العشوائية والتي كان آخرها الحكم بالإعدام على مناضل عربي من مدينة معشور ( ماه شهر ) العربية وتنفيذه لأحكام الإعدام العلنية بحق أحرار عرب آخرين, لقد كشف الأهوازيون بدمائهم حقيقة نظام الدجل الإيراني , وتحولت الدشداشة والغترة والعقال العربي لخناجر مسددة في قلب النظام المتخلف الكهنوتي الذي ستسحقه أقدام الشعوب الإيرانية الحرة لا محالة قبل أن يحاول تدمير شعوب المنطقة... في حرية شعب الأهواز العربي سيكون التحول الستراتيجي الخطير في الشرق الأوسط, وتستمر مقاومة الأحرار , ولن تنتكس راية الكفاح العربي الأهوازي حتى دحر ثعابين التخلف والطائفية والإرهاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
واشنطن ورثت عن لندن سياسة تمزيق الدول والشعوب
سلامة عكور
الراي الاردن
الذي نراه على ارض العراق ،يبين لنا ان اميركا لم ترث النفوذ الاستعماري البريطاني فحسب ،بل ورثت السياسة البريطانية في التعامل مع المستعمرات او الدول التي غزتها واحتلتها ، وبسطت سيطرتها الكولونيالية او فرضت نفوذها عليها..وهي سياسة تقوم على قاعدة فرق تسد حتى لو اقتضى الامر تقسيم وتجزئة وتمزيق البلدان المحتلة او الخاضعة للاستعمار المباشر او لنفوذه السياسي والاقتصادي..
لذلك لم يفاجئنا قرار الكونغرس الاميركي في الشهر الماضي بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات طائفية وعرقية..ولم تفاجئنا سياسة الاحتلال الاميركي -البريطاني في اثارة النزاعات والحروب الطائفية والمذهبية والعرقية في العراق ،ولا سياسة المحاصصة التي فرضها بريمر في تشكيل المجلس الاعلى او في تشكيل الحكومة المؤقتة او الحكومة التي اعتبرها دائمة.. وحتى الدستور الذي يحكم العراق على اساسه في الظاهر قامت صياغته علياساس طائفي وعرقي.. والمناداة بالدولة الفدرالية تقوم على اساس طائفي وعرقي ايضا..
اي ان السياسة الاميركية التي اتبعت في العراق منذ احتلاله حتى اليوم نشأت واستمرت مستهدفة وحدة العراق وطنا وشعبا وعازمة على تقسيمه وتجزئته وطنا وشعبا على اساس طائفي وعرقي..
واذا لم تسر الامور في العراق كما ارادت الادارة الاميركية بسبب تعاظم اشكال التدخل والنفوذ الايراني في العراق جراء السياسة الاميركية في تغليب الطائفة الشيعية وتمكينها من اختطاف الحكم بالتعاون مع الاكراد أو المتنفذة فيه قد مهدت لايران التدخل وبسط نفوذها في العراق على مرأى ومسمع قوات الاحتلال الاميركي -البريطاني هناك..
عندما احتلت قوات الحلف البريطاني -الفرنسي الاراضي العربية من قبضة الحكم العثماني في الربع الاول من القرن الماضي مارست لندن وبموافقة باريس سياسة التقسيم والتجزئة في الوطن العربي الذي خضع لها..فكانت معاهدة سايكس- بيكو التي جزأت هذا الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج إلى الدويلات العربية الحالية..
وعندما احتلت بريطانيا العظمى الهند في ذلك الزمن عملت على اثارة النزاع الطائفي في صفوف ابنائها إلى ان انتهى ذلك النزاع بتقسيم الهند ايضا إلى دويلات..ولولا الزعيم الوطني باتل الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء آنذاك لا نقسم هذا الوطن الكبير إلى مئات الدول..ولما كانت الهند على ما هي عليه اليوم..
فلماذا لا تترك ادارة بوش الشعب العراقي ليقرر مصيره بنفسه ،وتتخلى في العراق عما فعلته لتقسيم كوريا الى اثنتين وفيتنام الى اثنتين؟!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
العراق والتقسيم العرقي
خيري منصور
الدستور الاردن
حاول عمار الحكيم النجل الاكبر لزعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أن يدرأ عن نفسه وعن عائلته ايضا تهمة تقسيم العراق فمن المعروف ان عبدالعزيز الحكيم كان قد طرح مشروع الفيدرالية التي يتحول من خلالها جنوب العراق الى اقليم منفصل ، ويبدو أن الحكيم وجد في مشروع الكونغرس لتقسيم العراق على أسس عرقية فرصة لتبرئة الذات من هذا الهدف ، وذلك على طريقة الأقل سوءا هو الأفضل عندما تنقلب المعايير وتتدنى الأوضاع السياسية الى الحدّ الذي ينذر بعاصفة تذهب بالبلاد والعباد..
فيدرالية الحكيم تبدو بالفعل أقل سوءا من مشروع الكونغرس العرقي ، لكن الأمور لا تقاس بهذا الشكل ، اللهم الا اذا كان المريض الميئوس من شفائه يبحث عن اسابيع اضافية ، وحقيقة الأمر ان الفيدرالية بالنسبة للعراق وعلى النحو الذي عالجته اطروحة الحكيم ليست السّخونة أو الحمى التي يرضى بها العراقيون بدلا من الموت.. كلاهما ، الفيدرالية والمشروع الامريكي القائم على أسس عرقية ، يعرضان العراق وشعبه وأرضه وكيانه كله الى ضياع محتم ، لأن التشطير الذي يبدأ كمسودات بقلم الرصاص ينتهي الى أخاديد زلزالية ، وبالتالي تتعمق حالة الانفصال والتآكل بدلا من الاتصال والتكامل ، خصوصا في عصر كالذي نعيشه حيث لم تعد خصخصة الأوطان في ضوء غايات طائفية واثنية ممكنة ، الا لمن قرروا القبول بالتهميش والتهشيم ، واخيرا الخروج من التاريخ حتى لو مكثوا كلاجئين في عقر وطنهم ،
ان اللحظة العراقية الراهنة اكثر من حرجة ، ويتحمل مسؤولية صياغة مستقبل العراق كل من يصنّفون ضمن الطبقة السياسية التي طفت على سطح الحراك العراقي منذ اربعة اعوام على الأقل، وقد يكون من قبيل التكرار التذكير بأن كل من يقبل بتقسيم العراق الى خطوط طول وعرض طائفية أو عرقية فهو ليس أم الصبّي المتنازع عليه وليس أباه ايضا أو حتى من سلالته لأن العراق الذي انغرز سكين الاحتلال في لحمه ، لن يستجيب كما يتفاءل المستفيدون من تشطير جسده لاستراتيجية هي في الصميم من اجندة الغزو ، والعراقيون يدركون حجم خسائرهم حاضرا ومستقبلا اذا قبلوا بعدة أقاليم هي في حقيقتها دويلات طوائف وأعراق ، محكوم عليها أن تبقى عالة على سواها كاشجار اللبلاب.
ويبدو أن أحد أهم اسباب احتلال العراق اضافة الى النفط هو تحويله من سنديانة الى سلسلة من اللبلاب الذي يبحث عما يسنده ، لأنه بلا عمود فقري وبلا مقومات ذاتية تتيح له البقاء.
لقد وصف أحد المراقبين ذات يوم التضاريس الطائفية والعرقية للعراق بأنها أشبه ببطيخة أو برتقالة ، تستدرج حزوزها الظاهرة على السّطح السكين ، لكن مثل هذا التوصيف يبقى سلاحا ذا حدّين.
فالعراق كأي بلد آخر يماثله في الموازييك الاثني ، يستطيع أن يحول التنوع الى ثراء وطني وتكامل ، كما يستطيع ايضا ان يحوله الى تآكل وافقار وقضم متواصل للذات ،
وحين يرفض السيد عمار الحكيم مشروع الكونغرس العرقي لتقسيم العراق فان عليه وحسب بدهيات المنطق السياسي أن لا يفاضل بين سيناريو سيء وآخر أقل سوءا أو أسوأ لان أي عبث بوحدة العراق وترابه وشعبه لا بد أن ينتهي الى ما هو أسوأ من مشروع الكونغرس
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
"بلاك ووتر" ومفهوم الدولة الجديد
احمد غلوم
السياسة الكويت
أعادت حوادث شركة بلاك ووتر الأمنية والمتعاقدة مع الإدارة الاميركية في العراق الضوء لتأثير العولمة على مفهوم الدولة, فالشركة تعتبر واحدة من منظومة وترسانة من الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات والتي تشكل مفهوم السوق المفتوح الواحد, وهذه العولمة (السوق) باتت اليوم تشاطر الدولة وظائفها لاسيما تلك الوظائف التي تشكل السيادة والقوة كالجيش والدفاع... (وزارات السيادة).
شركة »بلاك ووتر« من ضمن ما يقارب مئة شركة أمنية تعمل في العراق متعاقدة مع إدارات الاحتلال (قوات التحالف) تقدم خدماتها الأمنية التي لا تقتصر على حراسة الشخصيات الديبلوماسية والسياسية وإنما تتعداها لتصبح بمثابة جيش مرادف للقوات الاميركية, حيث يصل عددها الى قرابة مئة وثلاثين ألفا بجانب القوات الاميركية الرسمية (مئة وسبعون ألفا) مدججين بأحدث الأسلحة والطائرات والمدرعات, وهي ظاهرة لم تبدأ في العراق فهناك اليوم مئات الشركات الأمنية في العالم تعمل في أكثر من 50 دولة وموظفوها (أو جنودها) يفوقون ملايين الأشخاص (عدد موظفي بلاك ووتر أكثر من مليوني موظف), لكن هذه الظاهرة بدت مهمة اليوم لأنها المرة الأولى التي تعتمد فيها الدولة العظمى على موظفي ومرتزقة هذه الشركات بعدد يضاهي ويقارب قواتها العسكرية الرسمية.
لهذا بدأ الحديث اليوم عن إمكانية تبدل وتغير في مفهوم الدولة, فقد احتل السوق مكانة أساسية في هوية الدولة, وبات منافسا أو مشاركا للأمة التي تأسست الدولة من أجلها, فالسوق أصبح يقوم بأدوار وواجبات الأمة من دون الاعتماد على خواصها (الدين, اللغة, العرق....) لأنها ببساطة شركات متعددة الجنسيات.
الأمر لايعد ضربا من الخيال أو فيلما من أفلام هوليوود فهو واقع بتنا نشهد بداياته لاسيما بعد تحطم مفهوم السيادة التقليدية على صخرة المؤسسات العابرة للدول والقارات (الاقتصادية منها والاجتماعية), فلم تعد نظم دول العالم الثالث تعني ماتقوله عندما تتحدث عن السيادة وهي تعلم أن الشركات العالمية المستثمرة في دولها من الممكن أن تدفع اقتصاداتها للانهيار كما انه من الممكن أن تغير سياسات ومواقف بفعل قوتها الاقتصادية!.
ولعل دراسة تطور مفهوم الدولة التاريخي يجعلنا أكثر تقبلا لإمكانية تغييرات جديدة لمفهومها ودورها, فمع تجاوز مرحلة القرون الوسطى و(دولة) الاقطاع والكنيسة وغيرها, نجد أنه منذ تأسيس الدولة القومية في العصر الحديث (منذ القرن الرابع عشر) الى ماقبل النصف الثاني من القرن المنصرم شهدت الدولة تغيرات عدة, ولعل التغيرات الأكثر تأثيرا على مفهوم الدولة كان منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الذي شهد تغير الدولة من دولة الأمن والتمثيل والبنك الى دولة الضمان الاجتماعي والاقتصادي ويعود السبب في ذلك الى الثورة الصناعية والحرب العالمية الاولى والازمات الاقتصادية التي اجتاحت اميركا (1929م) وأوروبا (1932م) والتي دفعت المجتمعات لمطالبة الدولة بتأمينها معيشيا فساهمت الدولة على إثر هذه المطالبات في سن قوانين في الضمان الاجتماعي والاقتصادي, ثم بعد ذلك تراجعت عن كثير من تلك الأدوار بعد تضخم الرأسمال العالمي وفتح الاسواق العالمية وبداية ظاهرة العولمة.
ويبدو أن هذه الظاهرة لم تتوقف عند تقليل وظائف الدولة وإنما زاحمت دور الأمة بالمفهوم التقليدي, وهو ما دفع الدكتور فليب بوبيت مستشار الرئيس الأميركي السابق كلينتون لشؤون الأمن القومي الى الحديث في دراسة مطولة له عن البدء في قيام دولة السوق التي تحل تدريجيا مكان دولة الأمة, فكما هو معلوم أن الأمة أحد الأركان الاربعة للدولة (الاقليم, الحكومة, السيادة), وهو الركن الذي لطالما شكل هوية الدولة والتي على أساسها قام العديد من الدول أي سبقت تشكل الأمة على الدولة (كالولايات المتحدة الاميركية).
عندئذ يشكل السوق وشركاته المتعددة الجنسية أمة بلا روابط مشتركة تقليدية وإنما بروابط اقتصادية بحتة وتكون مهمة الدولة الحفاظ على هذه الشركات وايجاد المناخ الاقتصادي المناسب لها دون كثير من الاعتناء بمواطنيها التقليديين (الأمة), وعندها لن تسعى الدولة لرفاهية الامة وضمانها بقدر ما تعمل على ايجاد فرص اقتصادية لمواطنيها. وللحديث بقية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
جمرة بايدن
جاسم الرصيف
الخليج الامارات
“شحاذ أعمى على باب جامع السليمانية” مقولة للمرحوم مصطفى البرزاني قالها في وصف القضية الكردية في شمال العراق عندما تحوّلت الى لعبة مصالح دولية بين العراق والدول المعنية بشأنه. كان، وربما مازال، الخاسر الوحيد فيها أكراد العراق الذين مازالوا يصدّرون للعالم مهاجرين اقل اعذارهم ثقلا للدول المضيفة (اقتصادية) وأثقلها يصب في ميزان السياسة التي تتبناها الأحزاب الكردية التي ما انفكت، ولا انفك تعاملها المباشر وغير المباشر مع الدول ذات النهج المعادي للعرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام.
ولا شك ان الخلفية التاريخية لأكراد شمال العراق معروفة على مطالبتها بحكم ذاتي منحته الحكومة العراقية قبل الاحتلال، وواقعة عودة الجيش العراقي لإنقاذ مسعود البرزاني من خصمه اللدود سابقا وحليفه الحالي جلال الطالباني المدعوم إيرانياً سنة 1996 معروفة ايضا، وكانت تلك جمرة طمستها الأيام السريعة المتنوعة للعراق في يد طرف كردي لحساب طرف كردي آخر وضعتها أمريكا وبريطانيا في آن في سلّة المكاسب والأرباح الكردية، في ذات المنطقة التي فرضتا عليها حظراً جوياً وحماية من طرف دولي واحد.
والجمرة الأولى التي وضعتها الأحزاب الكردية طائعة راغبة في سلّة حصاد مكاسبها الأجنبية سنة (2003) هي مؤازرتها المعلنة وغير المعلنة لاحتلال العراق من قبل (متعددة الجنسيات) التي اضمحلّ عديد جنسياتها وما عاد يقتصر على غير قلّة تتزعمها أمريكا، بعد ان اعلنت بريطانيا برمجتها للانسحاب. وجاءت هذه الجمرة عربية بامتياز، على حقيقة وجود (85 %) من العرب من مجمل سكان العراق، اعلنوا رفضهم للاحتلال قبل وبعد حصوله، عدا المتعاقدين من (العرب العراقيين) متعددي الجنسيات الذين جاؤوا مع دبابات الاحتلال.
لا أحد ينكر ان سلّة المكاسب الكردية قد امتلأت (بالمكاسب) التي منحها الاحتلال، وأهمّها قانون (بريمر) الذي مهّد لتجزئة العراق على مواصفات عرقية وطائفية، فضلا عن عطايا مالية بمليارات الدولارات ومن الأموال العراقية المجمّدة سابقا في المصارف الأمريكية وأموال لاحقة من خلال حكومة احتلال معدلّة وفق المواصفات الأمريكية، ولكن سلّة المكاسب الكردية فرغت تماما من اي وجود عربي حقيقي على مضمار رهان كردي اثبتت الأيام خطأه ان قوات الاحتلال باقية وعرب العراق سيغيبون، ومازالت الجمرة العربية مشتعلة في محافظات التماس العربي مع المناطق التي تسيطر عليها (البيش مركة) الكردية.
والجمرة الثانية التي وضعتها الأحزاب الكردية طائعة راغبة في يديها هي استضافة الميليشيات الكردية التركية والإيرانية على ذات الرهان الخاسر على بقاء قوات الاحتلال حليفها المصيري في العراق، وكلما لاحت في أفق المنطقة بوادر انسحاب للقوات الأمريكية كلما اشتد ضغط تركيا وإيران على الكف القابض على جمرة الضيوف الأكراد المستوردين، وبات من شبه المعروف الواضح ان تركيا في الأقل ستجتاح شمال العراق حال مغادرة القوات الأمريكية لتصفية حسابات عالقة كثيرة مع الأحزاب الكردية هناك، والتي بات من المعروف تماما انها فقدت سندها وظهيرها الحقيقي في الوطنية الحقيقية: عرب العراق.
وفي هذه الأيام العاصفة بالأفكار والتنظيرات (لتقسيم العراق) عرقيا وطائفيا في حال رحيل قوات الاحتلال، والذي (رفضته) حتى الأحزاب التي لطّخت نفسها بتعاطي التعامل مع المحتل، كان الطرف (العراقي) الوحيد الذي رضي بالقبض على (جمرة التقسيم)، وهي أكبر وأخطر الجمرات على الاطلاق، هو الطرف الكردي الموالي للاحتلال الذي اتّضح أنه أكثر الأطراف ألمعية في الدفاع عن فكرة تقسيم العراق، ويبدو الطرف الكردي كمن يرى زلزالاً يهز بيت جاره الذي بادره بالعداوة دون أن يفطن الى ان بيته قد امتلأ بالذئاب الجائعة التي اجتذبها لحمه الدسم.
في يد القادة الأكراد الآن ثلاث جمرات مشتعلة غير قابلة للانطفاء، ولا آثارها اذا ما انطفأت قابلة للامّحاء: ربط مصيرهم بمصير قوات الاحتلال، واستضافتهم لقوات مسلّحة تعمل ضد دول الجوار، وأجندة تقسيم العراق، وأي من هذه الجمرات يمكن تحمل مواجهتها، وأي (جرد يرقعون من ثوب) القضية الكردية التي أساءوا لها طوعاً؟jarraseef@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
في تصريحات سانشيز عظة
د. حسن مدن
الخليج الامارات
لا يستطيع الجنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق أن يبرئ نفسه من الأخطاء الفاحشة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية هناك.
بل إن سجله الشخصي خلال فترة توليه المهمة مملوء بالنقاط السود، ومنها فضيحة التعذيب الوحشي والمهين للسجناء العراقيين في سجن أبو غريب، وهي فضيحة ليس بوسعه التنصل من المسؤولية الأخلاقية والمعنوية عنها، خاصة أن المتورطين فيها أكدوا أمام المحكمة التي نظرت في تجاوزاتهم أنهم تلقوا أوامر من جهات عليا بإساءة التعامل مع السجناء.
أكثر من ذلك فإن الجنرال سانشيز كان مقرباً من دونالد رامسفيلد وزير الحرب الأمريكي السابق ومحط ثقته، ويعرف القاصي والداني أن رامسفيلد بالذات هو مهندس غزو العراق واحتلاله وهو أيضا من هندس طريقة إدارته بعد سقوط النظام السابق، وكان وراء القرار الأحمق بحل الجيش العراقي، وهي الخطوة التي انتقدها سانشيز في إطار التصريحات التي أدلى بها مؤخراً، واعتبر فيها المهمة الأمريكية في العراق “كابوسا لا نهاية واضحة له”.
مع ذلك، وربما بسبب ذلك، فإن شهادة سانشيز تكتسب أهمية خاصة، فهي لم تأت من غرماء الرئيس بوش وإدارته في الحزب الديمقراطي، ولا من قبل حكومات أو قوى مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، مما يجعل أقواله أقرب ما تكون للتوصيف الشهير والدال الذي يندرج تحت عنوان: “شهد شاهد من أهلها”.
نحن إزاء تصريح رجل قاد القوات الأمريكية في العراق في الفترة الحرجة الأولى التي أعقبت الاحتلال، يؤكد أن الأوضاع هناك في منتهى القتامة، وانه ما من استراتيجية واضحة لواشنطن، معتبراً القادة السياسيين الأمريكيين الذين أشرفوا على إدارة الحرب وما تلاها يتسمون “بضعف الكفاءة والفساد”.
هذه الشهادة تصلح، في المقام الأول، لأن تكون حجة دامغة بوجه بعض العرب الذين هللوا للاحتلال، لا بل ومجدوه، وكانوا في ذلك أمريكان أكثر من الأمريكان أنفسهم، في تعويلهم على أن الاحتلال سيفتح أبواب الديمقراطية على مصارعيها في الشرق الأوسط، وفق ما حسبوه خطة أمريكية محكمة لاستئصال أنظمة الاستبداد في المنطقة.
ترى، هل تحملهم هذه التصريحات على أن يتعظوا؟ drhmadan@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الأغلبية الأميركية الصامتة.. والحرب على العراق
هارولد ميرسون
واشنطن بوست
نحن مدانون، كما يقول لنا الرجال الأذكياء، في أن نبقى في العراق. وأي من المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين البارزين الثلاثة سيتعهد بسحب كل القوات الأميركية بحلول عام 2013. وبعقلية وفكر رجال واشنطن، يدفع مفكرو الدفاع في كلا الحزبين ( الجمهوري والديمقراطي ) بأن رهانات سحب القوات ليست خيارا.
فقد أورد الكاتب الصحفي في صحيفة " واشنطن بوست " توماس ريكس في الشهر الماضي أن " بعض الناس الذين ذُكروا كوزراء دفاع في ظل بيت أبيض ديمقراطي يقدمون رؤية للوجود الأميركي في العراق لا تختلف بشكل ملحوظ عن رؤية إدارة بوش". وحتى الفكرة الخيالية التي طرحها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس - وهي مفادها أن القوات الأميركية ينبغي أن تستقر وتبقى في حالة وجود دائم في العراق كما فعلت في كوريا الجنوبية - تبدو أنها قد فازت بقبول ضمني على الأقل بين كثير من المفكرين المتعمقين في مجال الدفاع.
عندما قام مركز " بيو " للأبحاث باستطلاع آراء الأميركيين في شهر سبتمبر الماضي، وجد أن 54% منهم يؤيدون إرجاع القوات الأميركية من العراق إلى الوطن ( أميركا ) فورا أو على مدى السنتين المقبلتين. وقال 13 % منهم إننا يجب أن نبقي القوات في العراق ولكن نحدد جدولا زمنيا للانسحاب، بينما حبذ 25 % منهم الإبقاء على القوات هناك وعدم تحديد جدول زمني. ومركز " بيو " للأبحاث لم يسأل ما إذا كنا يجب أن نمركز القوات هناك لنصف قرن، كما فعلنا في كوريا.
وفي السنوات العديدة الماضية كان هناك اهتمام وقلق كبير بشأن تآكل الحقوق الفردية كنتيجة لحرب إدارة بوش على الإرهاب في العراق. وأنا أشارك في هذا الاهتمام وهذا القلق. ولكن منتقدي الإدارة الأميركية، بمن فيهم أنا، كانوا مهملين في ملاحظة تطور حتى أكثر تآكلا في الديمقراطية الأميركية - وهو تآكل حكم الأغلبية.
إن المقدمة المنطقية الأساسية للديمقراطية هو أن الانتخابات تهم. وذلك المعتقد يتم اختباره اليوم كما لم يُختبر من قبل. وفي عام 2006، تم إزاحة الجمهوريين من السلطة في الكونجرس لأن جمهور الناخبين الأميركيين ربطوا بينهم وبين الحرب وقبول الكونجرس الذي بلا تساؤل لاعتقاد الرئيس بوش الأعمى والمعاند في النجاح النهائي للمهمة الأميركية. وفي الاستجابة للانتخابات بإرسال مزيد من القوات إلى العراق والإبقاء على هذه القوات هناك حتى تدفع حدود قوتنا البشرية بعودتهم العام القادم، إنما خفف بوش من رهانه غير القابل للفوز على حرب غير قابلة للفوز.
وقد حاول الديمقراطيون في الكونجرس بشرف وفشلوا في التراجع عن الحرب؛ ومطلب مجلس الشيوخ أغلبية تصويت 60 صوتا لتغيير السياسة يتطلب دعما من أغلبية من الجماهير من أجل مجلس شيوخ متغير. وبالبحث في الفرص الانتخابية لعام 2008، فإن مجلس شيوخ مهيما عليه من الديمقراطيين ورئيسا ديمقراطيا يمكن أن يعتليان السلطة.
على أنهم لن يكون لهم ذلك، إذا يئس الناخبون الديمقراطيون من فعالية الانتخابات وقدرتها على التأثير. إن قاتل احتمالات وتوقعات الديمقراطيين سيكون إذا اعتقد ملايين الديمقراطيين في أن الرئيس الأميركي المستقبلي هيلاري كلينتون أو أوباما أو إدواردز سيحتفظون بعدد كبير من الجنود في العراق، أيضا.
وفي هذه الحالة، فإن الناخبين الديمقراطيين لديهم بعض الخيارات.
وكثير من مستشاري هيلاري كلينتون للسياسة الخارجية والعسكرية، مثل كينيث بولاك من معهد " بروكينجز " أيدوا الحرب في البداية، ثم انتقدوا التصرف والسلوك الأميركي فيها، ثم أيدوا زيادة القوات الأميركية. وحول الحرب، على الأقل، لا يمكنهم أن يقدموا بسهولة النصيحة. ونفس الشيء لا يمكن أن يُقال عن غالبية مستشاري السياسة الخارجية والعسكرية المرتبطين بمنافسيها الاثنين الرئيسيين.
وقد أحيت هيلاري كلينتون بنفسها مؤخرا الشكوك القديمة بشأن تقديرها للسياسة الخارجية وحكمها عليها والذي كانت قد أخفته على مدى نصف السنة الماضية بتحبيذ جدول زمني لانسحاب معظم القوات الأميركية من العراق. وبالتصويت لصالح تشريع " ليبرمان-كيل " الذي اعتبر الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، فتحت هيلاري كلينتون الباب لبوش ونائبه ديك تشيني بان يحملا على إيران، أو باختراق مجالها الجوي، بما سيزعمان أنه إذن من الكونجرس.
وتصر هيلاري كلينتون على أن القرار لا يوفر تصريحا وإذنا كبيرا، ولكنها يجب أن تعلم الآن أن هذه الإدارة ستأخذ كحة شاردة على أنها إذن وسماح.
وإذا كان مقدرا للديمقراطيين أن يكسبوا في انتخابات عام 2008، فذلك سيكون لأنهم يمثلون فترة انتقالية فاصلة حاسمة، وليس استمرارا مبطنا جزئيا، فيما يتعلق بسياسات جورج بوش، وفيما يتعلق بسياساته الحربية على الأغلب. ويحتاج المرشحون الديمقراطيون ـ ولا سيما هيلاري كلينتون - إلى طمأنة الناخبين بأن صوتهم يهم أكثر من أصوات المنظرين الذين أيدوا الحرب في البداية ومازالوا لا يمكنهم التفكير في إنهاء الاحتلال. وهم يحتاجون إلى طمأنة الناخبين - باختصار - بأنهم يأخذون الديمقراطية في أميركا مأخذ الجد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
: الجرائم الأميركية .. جزء من المشهد اليومي العراقي
علي الطعيمات
الوطن قطر
جرائم القتل التي يتعرض لها العراقيون على أيدي قوات الاحتلال الأميركي ليست بالامر الجديد فقد اصبحت واحدة من سمات المشهد اليومي العراقي فان لم يكن ابطال الجريمة من قوات الاحتلال الرسمية الأميركية فهم من المرتزقة الاميركيين وغيرهم من مجرمي العالم ومرتزقته الذين يقترفون كل المحرمات تحت عباءة الاحتلال الاميركي الذي استباح كل شيء في العراق باسم «حرية العراق» و تحت مسميات وشعارات اخرى خادعة وزائفة تتناقض مع ابسط درجات الصدق والاخلاق والانسانية والتعاملات الدولية.
وجرائم القتل الأميركية المتعددة الاشكال والاحجام واكبرها واهمها على الاطلاق جريمة الاحتلال التي تصغر امامها كل الجرائم الاخرى وان كان القانون الدولي يعاقب عليها ، اصبحت كثيرة بصورة لافتة ولاترحم صبية ولا عجوزا ولا معاقا ولا حامل ولا جريحا، ولا غيرهم بمن في ذلك الأطفال، كما حدث في منطقة بحيرة الثرثار بمحافظة الانبار العراقية الثائرة على الاحتلال والرافضة الخضوع لارادة الاجنبي مهما كانت التضحيات ومهما كانت وحشية المحتل وآلته العسكرية المتوحشة التي تقف على اعتاب الهزيمة الكاملة، وباعتراف صريح من الجنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأميركية في العراق لوقت قريب جدا الذي اكد « ان المهمة الاميركية في العراق تعتبر كابوسا لانهاية له، وان افضل ما تستطيع القوات الاميركية القيام به في الوقت الراهن هو ان تتجنب الهزيمة»، وهو اعتراف لايحتاج الى تأويل او تفسير وصادم للواهمين بنصر الاحتلال على إرادة المقاومة العراقية ومذهل للذين يحزمون حقائبهم من الان استعدادا للهرب وانقاذ انفسهم من غضبة الجماهير العراقية التي سيكون حسابها عسيرا، واعترف جيش الاحتلال الاميركي بان قواته المدعومة بالطائرات ارتكبت مجزرة دامية ذهب ضحيتها خمسة عشر مواطنا عراقيا مدنيا بينهم نساء واطفال في منطقة بحيرة الثرثار بمحافظة الانبار العراقية،حيث أن دم المجزرة التي سبقتها لم يجف بعد والتي ذهب ضحيتها ايضا مدنيون ابرياء لاذنب لهم سوى ان حظهم العاثر اوقعهم في طريق الة الموت الاميركية ومرتزقتها الحاقدة ، والذاكرة يقظة باستمرار وتستعيد مع كل جريمة ومجزرة اميركية جديدة والتي كثرت في الفترة الاخيرة المناظر وتجمد المشاعر الإنسانية لدى الجندي الأميركي ورديفه المرتزق ووحشيته في تعامله مع المواطن العراقي الذي يرى فيه عدوا وجبت معاقبته، وزعمه ان الامر يتعلق بعملية استهدفت قياديين كبارا في تنظيم «القاعدة» ، ذريعة لاتبرر المجزرة بل هو استهتار بارواح المدنيين العراقيين الذين لا قيمة لهم ولاثمن عند المحتل الامريكي الذي يتمنى ان ينام ويصحو فلا يجد عراقيا واحدا من الممانعين الرافضين الخضوع لارادته وزيفه في الحرية والديمقراطية والعدالة .
وليس من تفسير لكثرة الجرائم الأميركية في العراق وسقوط العشرات من الابرياء ضحايا « الاخطاء» او «وسوء التقدير» من قيادة الاحتلال الكبار او الصغار فالنتيجة واحدة حصد ارواح ابرياء، سوى ان القوات الأميركية المحتلة في حالة عدم توازن واصيبت بالاحباط من الفشل المتراكم في تحقيق اي انجاز عسكري على الارض او القدرة على تثبيت الاقدام في اي بقعة فوق الارض العراقية التي تواصل الاهتزاز والتهام الجنود بصورة يومية ترعب زملاءهم وتجعلهم في حالة ارتباك دائم وهي واحدة من علامات اقتراب الهزيمة التي يقول سانشيز انها افضل ما تستطيع القو ات الأميركية بها في « الوقت الحاضر»، ولكن وكما يبدو فإن قوات الاحتلال لن تتمكن من خلال افعالها واخطائها المتكررة فلن تكون قادرة على تحاشي الهزيمة على ايدي المقاومة التي اذهلت العالم بإحراج جيش الدولة الاعظم الذي يمتلك الترسانة الاكثر وحشية وتطورا في العالم والتي تقبض على قرار العالم في الحرب والسلم بل انها تدق المسامير في نعش الاحتلال وتدق ابواب هزيمته على الطريقة الفيتنامية .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
..الحقائق الأمريكية بالعراق تنكشف
افتتاحية
الراية القطرية
مما لا شك فيه أن تصريحات الجنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأمريكية بالعراق حول الوضع الراهن الامني بالعراق ووضع القوات الاجنبية ووصفه قرار الرئيس بوش بغزو العراق بأنه ورطة وكابوس يمثلان ضربة قوية للإدارة الأمريكية ومصداقيتها باعتبار أن هذه التصريحات جاءت من خبير عسكري ويعرف تماما الوضع بالعراق في كل كبيرة وصغيرة في كل المجالات خاصة العسكرية والامنية.
فهذه التصريحات والتي أقر فيها سانشيز بفشل الاستراتجيية الامريكية اعتراف صريح بفشل المهمة الامريكية بالعراق وأنه مهما سعت ادارة بوش لتعديل استراتيجيتها فإن الوضع قد خرج من اليد ولذلك فإن القوات الامريكية تعيش كابوسا لا نهاية له إلا الانسحاب العاجل لأن زيادة القوات كما أكد سانشيز تمثل محاولة يائسة لا تقبل الوقائع السياسية والاقتصادية لهذه الحرب التي ورطت فيها ادارة بوش امريكا.
ان اعتراف الجنرال سانشيز بالفشل يجب أن يمثل خط رجعة مهماً للادارة الأمريكية لتغيير سياستها تجاه العراق خاصة أن جميع الاستراتيجيات والخطط العسكرية والسياسية التي وضعتها منذ سقوط نظام صدام حسين لم تقد الا لمزيد من الفشل ومزيد من الدمار للعراق، فمثلما فشل الأمريكان في تحقيق اهدافهم نجحوا في تدمير العراق وتفتيته سياسيا واجتماعيا.
فمن الواضح أن الادارة الامريكية باتت عاجزة عن اتخاذ قرار ايجابي تجاه العراق وأن الأمر داخلها تحول الي صراع وسجال سياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين ولذلك لم يجد العسكريون الخبراء امثال سانشيز الا الجهر بالقول الصريح والواضح عن حقيقة الوضع بالعراق وأنه بهذه التصريحات المثيرة قد كشف عورة السياسيين وعدم كفاءتهم لمواجهة استحقاقات العراق ما بعد صدام حسين.
فرغم أن تصريحات سانشيز لم تأت بجديد حول فشل الاسراتيجية الامريكية بالعراق والذي يعلمه الجميع امريكيين وعراقيين والمجتمع الدولي إلا أن مجرد صدور مثل هذا القول من خبير عسكري عمل علي وزن سانشيز الذي عمل علي رأس المؤسسة العسكرية الامريكية في فترة مهمة بالعراق يؤكد حقيقة الوضع القاتم للوجود الامريكي بالعراق ويؤكد ايضا مدي الورطة التي ادخل فيها بوش جيشه وشعبه والعراق والعالم أجمع.
ان الفشل الامريكي بالعراق كما اكد سانشيز تتحمله جميع الادارات الامريكية السياسية منها والعسكرية والأمنية والدبلوماسية والتي وضح أنها غير مؤهلة للتعامل مع مستنقع العراق ولذلك تسببوا في هذه الكارثة التي فشلوا في الخروج منها بأقل الخسائر بعد تدمير العراق وهو أمر وضح أنه لا يهم الامريكان في شيء.
من الواضح أن ادارة بوش رغم فشلها البين الا أنها لا تزال تخوض صراعا يائسا دون تحقيق أي نصر علي من تسميهم بالإرهابيين ولذلك فهي تعيش كابوسا لا تظهر له نهاية في الافق ولن تنفع معه زيادة عدد القوات او تغيير الاستراتيجيات إلا الانسحاب الفوري بالكامل وهو قرار مغيب حتي الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
بعضهم كان هو المسؤول عن العراق ويطلق انتقادات حادة
ما سر التناقض في مواقف القادة العسكريين الأميركيين؟
الجنرال وفيق السامرائي
القبس الكويت
لم يكن تصريح الجنرال سانشيز غريبا، عندما وصف الوضع العسكري في العراق بالكابوس، مقرنا ذلك بمثل ياباني يربط بين وقع الكابوس وعدم وجود رؤية واضحة للافق. لكن الغريب أن لا احد من كبار القادة العسكريين قد تحدث عندما كان على رأس قواته بمثل هذا الوضوح او حتى بعشره. والجنرال سانشيز كان القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق عامي 2003 و0042، اي ان النشاطات المسلحة قد تشكلت نواتها في زمن ولايته العسكرية وتنامت خلالها، ولم يظهر اي معاكسات او تحفظات علنية على مجمل القرارات السياسية التي اتخذها بول بريمر، وبعضها كان خطأ فادحا وكارثيا في بعض الجوانب. وهذا يعني انه قد تأثر بالبيئة فأصبح قائدا شرق اوسطيا ليس له الولوج في القرارات السياسية، ولم يغتنم نعمة الديموقراطية التي تقدم له فسحة واسعة من حرية التغيير قد لا تؤدي الا الى ترك منصبه، وهو ثمن بخس مقابل تسجيل موقف في زمنه.
بين الماعز والكابوس
قبل خوض حرب العراق الاخيرة وصف الجنرال انتوني زيني الحرب المخطط لها للعراق بحرب الماعز، مستذكرا معركة خليج الخنازير الكوبية الفاشلة (مطلع الستينات من القرن الماضي)، وهو ما حفزنا الى كتابة مقال في حينه تحت عنوان 'العراق بين حربي الخليج والماعز'. وربما كان هذا التصريح الاكثر وضوحا من قائد كان قد تولى قيادة المنطقة الوسطى التي يقع الخليج تحت مسؤوليتها. اما تصريح الجنرال كيسي الذي قال ان الانتشار العسكري في العراق وافغانستان افقد الجيش الاميركي توازنه، او احدث خللا في التوازن، فهو التصريح الاقوى من قائد لا يزال في موقع المسؤولية، وان كان قد ترك قيادة القوات الاميركية في العراق الى موقع قيادي اداري كرئيس لأركان الجيش في واشنطن، بعيدا عن التعامل الميداني اليومي المباشر.
وقد اقر وزير الدفاع الاميركي بالخلل في التوازن واعترف بالاجهاد، رافضا الذهاب الى اكثر من ذلك. وبالطبع فان لسان حال العسكريين في الخدمة يقول انهم حملوا ما لا طاقة لهم بهم في ظروف اتخذت فيها قرارات ساسية من قبل بريمر وغيره من المسؤولين الاميركيين حملتهم ذلك الحمل. لكنهم لم يشيروا الا بإشارات طفيفة الى التصرفات والسياقات الميدانية العسكرية التي اسهمت هي الاخرى في تنامي النشاطات المسلحة.
أسباب التناقض
العسكريون اينما كانوا هم في واقع الحال جنود منفذون وكثير ممن يصلون الى مستوى القيادات الميدانية العليا، يسعى الى تحقيق مكتسبات وتثبيت سياقات تسجل له في علميات صوغ العقائد العسكرية، وبعضهم يريد ان يسجل له مجدا في تاريخ الحروب، فهكذا يذكر التاريخ اسماء قادة عسكريين خاضوا غمار الحربين العالميتين مثلما سجل اسماء واداء قادة عسكريين منذ اكثر من الف عام، وهو تسجيل وتوثيق يفتن به العسكريون. وطبقا لذلك فان اسباب التناقض تتعدد، ومنها:
تجنب القادة العسكريين (والمقصود هنا الاميركيون تحديدا عندما يكونون على رأس قواتهم) الخوض في صراع مع المسؤولين السياسيين، لان صراعا كهذا يقود الى حرمانهم من فرص تسجيل حالة كانت حلم حياتهم العسكرية، لان العسكرية لم تكن في جوهرها حالة ارتزاقية بقدر ما هي مزيج من فوران الشباب في مطلع العمر. وهو ما يمكن لمسه ميدانيا من الضجر لدى المقاتلين العاديين الذين غالبا ما ينظرون الى قادتهم بهذا المنظار.
القصور او الفشل في قراءة احتمالات المستقبل، فمعظم الناس كانوا يتوقعون ان ما كان يحصل في العراق عامي 2003 و2004 وحتى عام 2005 كان ممكنا ان يصل الى نهايته بسرعة. ومثل هذه الرؤية لم تكن تفهم عمق المشكلة الاقليمية العويصة، التي حولت العراق الى ساحة مجابهة مفتوحة، ولا هواجس الوضع الداخلي المستعد في بعض جوانبه للتعاطي مع التدخلات الاقليمية، خصوصا في السنوات الثلاث الاولى. وهذا يعني ان القادة العسكريين الذين عملوا قبل تفجر الاوضاع كانوا يعملون وفق قواعد وحسابات كمبيوترية جامدة. فكل ما يجري اليوم من تعاط، خصوصا مع العشائر كان ممنوعا ومحرما، لكن انزلاق الامور قاد اليه، وربما هناك من يقول: لا، فما يجري مخطط له. وما علينا الا ان نترك الفصل للمستقبل.
الهجمة التي شنها سانشيز قوية للغاية، وبصرف النظر عنها، لأن الحقائق باتت واضحة، فانها قد تكون ذات صلة بالترويج لكتابه الذي وعد بأن يتضمن سردا لوقائع مهمة وتحديدا واضحا لأسماء مسؤولين سياسيين اتهمهم بالتقصير. فمن مزايا القيادات العسكرية الميدانية والاستراتيجية العليا، شغف الناس في قراءة كتاباتهم عندما ترتبط بحقبة تاريخية حاسمة، تزداد قيمتها اضعافا عندما تقع ضمن الحيز الزمني لاهتمام ومعاناة الناس والشعوب. ووفقا لهذه القواعد فان حماسة الناس قد ألهبت فضولها عروض سانشيز الذي يبقى في حاجة الى ذكر الدروس والاخطاء العسكرية ايضا.
على خلاف معظم القادة العسكريين الشرق اوسطيين فان كبار القادة العسكريين الاميركيين يسعون الى عدم الانقطاع عن حياة الاضواء، فيؤسسون او يشاركون في مراكز الدراسات وفرق البحوث وغيرها، فالقادة العسكريون من ذوي التجارب ثروة حقيقية في تحديد فلسفة الصراع، عندما يكتبون بحيادية. وهو ما يقود الى ان يقول العسكريون في تقاعدهم ما تجنبوه في زمن الخدمة. ومهما قال السياسيون، عدا الخطوط العليا، يبقى تأثيره محدودا.
الشعور بالمسؤولية التاريخية يشكل حافزا، ولو بعد حين، للخوض في الجدال، لا سيما انه جدال لا يقود كمثيله في الشرق الاوسط.
انها اذا حزمة من الاسباب وكل يدلو بدلوه الى بركة التحليل لحقبة دونها معظم الحقب. وفي صراع لا يزال مفتوحا على مستوى الاقليم، فحرب العراق الاخيرة ليست آخر حروب المنطقة.
لقد كتب كولن باول ويكتب سانشيز وسيكتب غيرهما من كبار القادة العسكريين الاميركيين تباعا، وستجر الحال الى كتابات اخرى، كما سيكتب السياسيون العراقيون ايضا. لكن العجب العجاب أنه سيأتي من اصحاب الحرب الخفية، اذا قدر لهم ان يكتبوا، خصوصا عن النشاطات المسلحة والعمليات بما فيها الانتحارية، فذلك هو المستور الذي لا يريد احد الكشف عنه الآن، وربما ستكتب حلقات حاسمة بأسماء مستعارة. وربما ينبري عسكريون سابقون من الشباب ويسبرون اغوار الشرق الاوسط وليس العراق وحده، ويكتبون على طريقة ما تنشر 'القبس' حاليا من كتابات للقائد الميداني السابق ناصر الدويلة.
فما احوج المكتبات الشرق اوسطية الى كتابات محايدة عن الحقب العصيبة!
وهكذا سمعنا مثلا عن اجدادنا يقول: 'جيب ليل وخذ عتابه'.

ليست هناك تعليقات: