Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 3 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاثنين 3-9- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
ركزوا انتباهكم على القبائل السنية
توماس فريدمان
نيويورك تايمز
عندما يحاول ضباط الجيش الاميركي أن يفسروا تحديات إعادة إعمار العراق ، فإنهم كثيرا ما يتحدثون عن ساعات لثلاث فترات توقيت مختلفة يتعاملون معها: ساعة واشنطن هي ساعة توقيت ، حيث كل ثانية إضافية نقضيها في العراق تعتبر مشكلة: ساعة الحكومة العراقية بقيادة الشيعة ، تبدو معظم الأحيان معطلة ، وعليك أن تنقر عليها بانتظام كي تعمل: وساعة العراقيين السنة التي تريد دائما العمل بصورة عكسية - العودة الى زمن صدام ، عندما كان السنة في السلطة.
لقد تنقلت بين بعقوبة وبلد والمناطق السنية والشيعية في بغداد كمندوب صحافي مع الجنرال وليام فالون ، رئيس القيادة المركزية ، الذي كان في زيارة لبغداد. ولا اعرف ما اذا كانت "الزيادة" فاعلة حقا - من المبكر جدا الحكم ، والزيارة قصيرة للغاية ، لكني رأيت شيئا جديدا هنا ، شيء ، اذا تعاملنا معه بطريقة صحيحة ، يمكن ان يساعد على استقرار العراق وعلى تحقيق توافق افضل بين هذه الساعات. وهذا الشيء هو: رغبة القبائل السنية ، وقادة الأحياء السنية الرئيسية في بغداد ، في العمل جنبا الى جنب مع الجنود الاميركيين ، الذين كانوا هدفا لنيران تلك القبائل لمدة اربع سنوات ، من اجل استرداد المدن والأحياء السنية من السنة العراقيين الذين يشبهون طالبان ويؤيدون القاعدة ، والذين سيطروا عام 2006 ، عندما انسحبت القوات الاميركية بسبب نقص القوات ، من عديد من المناطق وسلمت مسؤولية الأمن الى وحدات الجيش العراقي غير المهيأة لذلك. ومما يبعث على السخرية ، ان السبب الرئيسي الذي يقف وراء انخفاض العنف هو ان "زيادة" القاعدة عام 2006 أرعبت قادة القبائل السنة المعتدلين ، الذين يشربون الويسكي احيانا - وهم العمود الفقري للتجمع السني هنا - إلى حد أنهم اصبحوا مستعدين للعمل مع الاميركيين بمجرد ان بدأت زيادة القوات الاميركية.
تحذير، هذا التغير المهم من جانب عشائر السنة ربما لا يعطي نتائج جيدة اذا لم تبدأ الحكومة التي يقودها الشيعة بتقديم خدمات حكومية - المياه والوقود والكهرباء - للمناطق السنية التي سيطرت عليها العشائر مجددا. من المحتمل ايضا ان يتداعى ، والسبب هو.. حسنا هذا هو العراق ، كما قال لي جنرال أميركي شارحا أمرا يتعلق بالعشائر السنية: "إنهم ما زالوا يكرهوننا. هم فقط يكرهون القاعدة أكثر الآن ، ويكرهون الإيرانيين اكثر من القاعدة. لكن يمكن لهم أن يحولوا بنادقهم نحونا في أي وقت".
بعقوبة ، التي تقع في قلب محافظة ديالى ، شمال بغداد ، هي صورة مصغرة لما حدث. ففي آذار الماضي ، وفيما كان الجيش الأميركي يحاول استعادة هذه المنطقة من الجهاديين العراقيين - الذين أعلنوها عاصمة "دولة العراق الاسلامية" وفرضوا الارهاب على المنطقة ، بما في ذلك قطع الرؤوس بسبب السلوكيات غير الاسلامية وفرض قيود على ملابس النساء وحظر التدخين والكحول - رصدت الاستخبارات الأميركية قتالا بين فصيلين عراقيين داخل المدينة.
في اليوم التالي ، قام أحد الفصيلين ، وكان يمثل عشائر سنية محلية ، بطلب الساعدة من ضابط اميركي لطرد المتطرفين الإسلاميين. وهكذا بدأت محاولات التعاون ، والتي تتضم الآن خمسا وعشرين من العشائر السنية والشيعية في المنطقة ، كما أخذت الولايات المتحدة تدفع لأبناء هذه العشائر للقيام بدوريات في أحيائهم وبلداتهم. نتيجة لذلك ، فإن سوق بعقوبة ، الذي اغلق تماما قبل ثلاثة أشهر ، كان مكتظا يوم الأحد بالنساء اللواتي كن يتسوقن الخيار والبندورة والتين من الأكشاك المختلفة ، والرجال الذين كانوا يصورون وثائق على آلة تصوير على جانب الطريق.
في هذه الأثناء ، أعادت القوات الأميركية أيضا الجيش العراقي الرسمي الى بعقوبة - مع فارق واحد هو أن قائد الفرقة الجديد هو اللواء سالم كريم صالح ، الضابط السني المتقاعد ، الذي كان واحدا من كبار جنرالات صدام في الحرب العراقية الايرانية والذي يقع بيته في الجوار. وكان هو أيضا مستعدا للعمل مع الأميركيين للتخلص من العراقيين المؤيدين للقاعدة.
"لقد طلب مني المواطنون العودة" ، قال لي ، "نحن بحاجة الى حل سياسي ، لكن السياسات يجب أن تكون محايدة وألا تكون في مصلحة طرف واحد. ونحن بحاجة للعمل لا للمزيد من الكلام". إنها رسالة موجهة الى الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة لإرسال أموال للمساعدة في اصلاح المدينة ، وهو ما بدأت القيام به. رعد التميمي ، محافظ ديالى ، قال "نحن نعاني من حالة كارثية الآن. ونأمل أن تتفاعل الحكومة المركزية معنا صورة أفضل". أفهم تحفظ الشيعة. لقد قاوم السنة كل شيء على مدى أربع سنوات ويريدون الآن خدمات حكومية.
ولكن ذلك من مصلحتنا ، لأنه يزيد من فرص الحل الوحيد المتاح هنا ، وهذا الحل هو فيدرالية فضفاضة يمكن في ظلها أن تسيطر كل طائفة على مناطقها ، فيما تقوم بغداد بمهمة التمويل من ايرادات النفط ، وتوزيع الاموال بنظام الحصص. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نخرج بها دون ان ينفجر العراق. أو ، كما قال لي مسؤول كردي: "لو أنكم كنتم تريدون عراقا موحدا ، ما كان يجب عليكم التخلص من صدام ، لأنه كان الوحيد الذي يمكن أن يبقي هذا المكان موحدا".

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
حقق المالكي ثلاثة أهداف‏..‏ فكم حقق بوش؟
محمود شكري
الاهرام مصر
أعلنت وكالات الأنباء أن مكتب الرقابة التابع للكونجرس الأمريكي‏,‏ سوف يصدر يوم الثلاثاء المقبل‏,‏ تقريرا يوضح أن حكومة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي‏,‏ لم تحقق سوي ثلاثة فقط من بين ثمانية عشر هدفا حددها الكونجرس لتقويم سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق‏,‏ وأن هذه الأهداف تنحصر في خفض الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق ـ باستثناء الهجمات ضد المدنيين والتي لاتزال مرتفعة ـ علاوة علي تمكن حكومة المالكي من تشكيل مناطق إدارية تابعة لها‏,‏ وأخيرا تخصيصها عشرة مليارات دولار لإعادة إعمار العراق‏.‏مترادفا مع ما سلف‏,‏ فقد أقر مكتب الاستخبارات الوطنية المشكل من‏16‏ وكالة استخبارات ويراسه مدير الاستخبارات الوطنية ـ في السابع من شهر أغسطس‏2007,‏ تقريرا يوضح أن المستوي الاجمالي للعنف بما في ذلك الخسائر علي المدنيين‏,‏ لاتزال مرتفعة‏,‏ والجماعات الطائفية العراقية مستمرة في نهج عدم المصالحة‏,‏ كما ويستمر نفوذ الميليشيات والمتمردين في تفويض مصداقية وحدات وقوات الأمن اعراقية فضلا عن أن التدخل السياسي في العمليات الأمنية‏,‏ قد أدي لتفويض قوات الائتلاف وقوات الأمن العراقية معا‏.‏وخرج التقرير ببعض النتائج منها أن دول الجوار ستستمر في التركيز علي تحسين مواقعها داخل العراق تحسبا لانسحاب قوات الائتلاف‏,‏ وأن تقديم إيران للمساعدات العسكرية للجماعات العراقية المسلحة‏,‏ وتزويدها بالمتفجرات المخترقة للدروع بشكل كبير‏,‏ وبالذات جيش المهدي الذي تدعمه ايران منذ‏2006‏ كحد أدني ـ يؤدي إلي تكريس وتغذية العنف في العراق‏.‏كما أوضح التقرير أن مقاومة السنة العرب لتنظيم القاعدة ـ ويقصد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ـ قد توسعت في الشهور الماضية‏,‏ ولكنها لم تتحول بعد لتشكل دعما سنيا واسع النطاق للحكومة العراقية‏,‏ أو رغبة واسعة النطاق من جانب السنة للعمل المشترك مع الشيعة‏..‏ وأشار التقرير إلي أن الدول العربية السنية لاتدعم الحكومة العراقية‏,‏ وهو ما يعزز رفض السنة العراقيين العرب لفرضية شرعية الحكومة العراقية الراهنة‏.‏في ذات الوقت‏,‏ وردا علي طلب الرئيس بوش بتعزيز القوات الأمريكية في العراق بعدد ثلاثين الف فرد‏,‏ فقد أشارت جريدة لوس انجليس تايمز الأمريكية‏,‏ أنه من المتوقع أن يدعو الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة‏,‏ الرئيس جورج دبليو بوش‏,‏ إلي خفض مستويات القوات الأمريكية في العراق في العام المقبل‏,‏ هذا في الوقت الذي قررت فيه بريطانيا سحب قواتها من قطاع البصرة‏,‏ علاوة علي ما تقدم‏,‏ فان الكونجرس سوف يستمع لشهادة كل من ديفيد بيتراوس قائد القوات الأمريكية في العراق‏,‏ ورايان كروكر السفير الأمريكي في بغداد‏,,‏ فضلا عن ان الكونجرس‏.‏وبعد استعراض هذه الرزمة من المعلومات‏,‏ يحق لنا أن نستقرئ خفايا ما ورد في هذه الوريقات‏,‏ ونتساءل عما حققه جورج دبليو بوش من وراء غزوه للعراق‏,‏ سواء للشعب العراقي‏,‏ أو للولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ أو للمنطقة العربية‏,‏ أو لمنطقة الشرق الأوسط؟ أو حتي للرئيس جورج دبليو بوش‏,‏ أو للحزب الجمهوري؟ ولا نملك بعد استقراء مجمل الصورة‏,‏ إلا أن نقر بأن جورج بوش قد أخفق اخفاقا كبيرا فيما كان يهدف لتحقيقه من وراء غزوة العراق علي كل هذه المستويات والأصعدة‏.‏ فقد وعد الشعب العراقي بنظام ديمقراطي‏,‏ وعراق موحد قوي‏,‏ ورخاء وتعاون إقليمي واسع‏,‏ وسلام ووفاق اجتماعي‏,‏ ونزعم أنه لم يتحقق من هذه الوعود شئ‏:‏ فلا يمكن أن نقطع بأن هناك ديمقراطية في العراق‏,‏ فالدستور الذي طرح للاستفتاء وتم تمريره‏,‏ مطعون في دستورية ومطلوب تعديل بعض فقراته‏,‏ والنظام السياسي يقوم علي الطائفية والمحاصصة‏,‏ وليس علي أساس وجود أحزاب سياسية وطنية‏,‏ تتنافس سياسيا للوصول للحكم علي أساس برامج وطنية حقيقية وصادقة‏,‏ كما أن نسبة المشاركة الشعبية في النظام السياسي محدودة للغاية‏..‏ وبناء عليه فان مكونات قيام أي بنيان ديمقراطي حقيقي غير متوافرة ـ بل معدومة‏,‏ فضلا عما سبق‏,‏ فقد أصبح التدخل في شئون العراق من الخارج عملا مشروعا من جانب بعض الدول الأخري وعلي رأسها إيران‏,‏ علاوة علي أنه لم يعد هناك ما يسمي بالشعب العراقي الموحد القادر علي تحقيق السلم والأمن الاجتماعي العراقي‏..‏ وأخيرا فهل يعقل ان يسود الرخاء في دولة متمزقة الاطراف‏,‏ تحولت لتصبح وليمة لكل طامع من كل فج وطيف ـ سواء من الداخل أو من الخارج ـ فالواقع الدامغ يقطع بأن العراق قد تمزق من احشائه‏,‏ ولا يمكن انقاذه إلا بمعجزة سماوية‏.‏أما علي مستوي المنطقة العربية‏,‏ فقناعتنا أن ما تم في العراق‏,‏ قد فتح الباب أمام احتمالات ارساء صيغة جيواستراتيجية جديدة‏,‏ قد تغير من طبيعة هذه المنطقة السياسية‏,‏ وقد تعتمد علي محاور جديدة تقوم علي بزوغ ايران كقوة اقليمية‏,‏ وتشرذم الواقع السياسي العربي أكثر مما هو عليه الآن‏,‏ بما يقطع بزيادة ضعف الكيان والنظام العربي الحالي‏.‏فضلا عما تقدم‏,‏ فقد تولد عن الحملة الأمريكية لما سمي بالحرب علي الإرهاب الدولي‏,‏ وليس مواجهته أو محاصرته أو حتي احتوائه ـ بزوع اشكال وانماط جديدة من الارهاب‏,‏ تجذرت فيها فيروسات وجينات مستحدثة لأشكال جديدة للإرهاب الحقيقي والمقيت‏.‏ ولن يتسع المجال هنا للحديث عما حاق بالرئيس جورج دبليو بوش أو بالولايات المتحدة الأمريكية من جراء الغزو الأمريكي للعراق‏..‏ ولكن سوف نترك ذلك إلي الداخل الأمريكي المحتقن والمتربص‏!!‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
اختراق (إسرائيلي) لعمق العراق

افتتاحية
اخبار العرب الامارات
العراق تحوّل إلى لعبة يعبث بها كل من يرى أن له مصلحة أو غنيمة يغتنمها من لحم العراقيين ودمهم وعظمهم وتاريخهم وتراثهم وكرامتهم ودينهم. فبعد الغزو تم نهب واسع لمتاحف بغداد وسرقت مقتنياته من الاَثار القيمة، واستبيحت مساجده وقبابه ودور علمه، فقتل المحتلون برشاشاتهم عراقيين داخل المساجد، لم تمنعهم حرمة ولا احترام لعقائد الاَخرين،، وتواصلت العدوى إلى الغوغاء والدهماء من العراقيين ليستهدفوا المقدسات، ويدمروا بيوت الله ويفجروا المقامات.ثم التفت الاحتلال إلى العقول ليقتل ما شاء له من العلماء الذين يرى في عقولهم النووية خطراً قائماً ومستمراً على أمن العالم والولايات المتحدة،. فجرت حملة اغتيالات طالت علماء في الجامعات ومراكز البحوث العلمية البعيدة من مستنقع السياسة. ثم التفت الاحتلال إلى نفوس العراقيين وراح يفسدها بالمال والتفرقة والتمييز بين هذا المتعامل وذاك الرافض ، بين المتعاون والوطني، فيعطي المتعاون ويمنع الوطني بل يحاربه حتى الموت. ولكن قبل العقول والنفوس والتاريخ والاَثارات كان الاهتمام الأمريكي نحو النفط، الذي هو هدف الاحتلال ومقصده ومبتغاه وجائزته. فوضعت القوانين وأرسيت الصفقات والعطاءات للشركات المقربة لقلب واشنطن، والمملوكة للدائرة الضيقة التي تخدم المسؤولين. ولم تنس الإدارة الأمريكية أن تشوه الموقف العراقي المستمد من تاريخه الطويل المناهض للصهيونية، ففُتح الطريق إلى بغداد لكل من الصهاينة المحتالين الذين يريدون امتصاص ما تبقى من دم العراقيين. وقد كشفت صحيفة (هاَرتس ) العبرية أن نحو 250 إسرائيلياً يقومون كل سنة بزيارة العراق غالبيتهم رجال أعمال يعملون خصوصاً لحساب شركات أسلحة. وأضافت الصحيفة استناداً إلى أرقام (سرية) حصلت عليها الصحيفة من خطوط جوية يستخدمها معظم هؤلاء الذين هم في عداد الفئة القادمة إلى العراق لنهب ثرواته وتفكيك بنيانه وتدمير نسيجه الاجتماعي وخلخلة أسسه الثقافية. وليست هذه مبالغة أو تضخيماً، لأن الواقع المشهود يدل على ذلك، بل يدل على أثر الأسلحة التي تدخل العراق ولم يستطع أحد أن يضبط مصادرها ومسالك عبورها والأيدي التي تتسلمها في نهاية الصفقة. فالعراق متخم بالسلاح الذي يتدفق إلى الساحة العراقية بعلم القائمين على الاحتلال، وأحياناً بإشرافهم. فإذا كانت الصحيفة العبرية المعروفة قد نشرت عدد تجار الأسلحة الصهاينة الذين يبرمون الصفقات مع المسلحين والميليشيات فكيف يخفى هذا الأمر عن الاحتلال الذي يملك أجهزة استخبارات عالية الفعالية قادرة على اقتفاء أثر النمل على الصخر الأملس . . ؟ العراق مخترق حتى العظم، أمنه مخترق وثقافته مخترقة وتاريخه منهوب ومستقبله يدمر كل لحظة بقوة السلاح وحيلة النهابين ومكر المحتلين.وإذا كان العراق مخترقاً بهذا العمق فكيف يمكنه بلوغ العافية الوطنية. ؟ لا مخرج من هذا المستنقع إلا بعودة السلطة الحقيقية والسيادة الوطنية إلى العراقيين.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
أمريكا وتحدي اختلال التوازن بين القدرات والالتزامات

‏د.محمد السعيد إدريس
اليوم السعودية
في مؤلفه المهم بعنوان صعود وانهيار الامبراطوريات الكبرى في العالم‏,‏ صاغ عالم التاريخ الأمريكي الشهير بول كيندي ما يمكن وصفه بأنه قانون سياسي حاكم للتوازن بين القدرات والالتزامات بما يضمن استمرار الدولة قوية ومتماسكة وقادرة على مواصلة الصعود‏,‏ ولكن عندما تتجاوز الالتزامات ومستويات الانفاق العام ‏(‏داخليا وخارجيا‏)‏ القدرات‏ (‏المادية والعسكرية والمعنوية‏),‏ فإن الدولة أو الامبراطورية في تلك اللحظة تضع قدميها على طريق التراجع وهذه الصيغة يعبر عنها المفكرون الاقتصاديون بصيغة أو معادلة التكلفة‏/‏ العائد‏,‏ وقدم والتر ليبمان في عام‏1943‏ صيغة كلاسيكية لهذا المفهوم مفادها أن العلاقات الدولية‏,‏ شأنها شأن كافة العلاقات‏,‏ تتشكل فيها السياسة عندما ينشأ التوازن بين القوة والا التعهدات فالدولة يجب أن توازن دائما بين أهدافها ووسائلها‏,‏ لكن الأهم أن توازن بين الأهداف والقدرات‏,‏ فعندما يغيب التوازن بحيث تفوق الأهداف وما تفرضه من التزامات ووسائل مختلفة ما تملكه الدولة من قدرات فعلية ومصادر للقوة المتنوعة يبدأ الخلل الذي يقود إلى التراجع ثم الانهيار‏. الأمريكيون يعرفون هذا كله‏,‏ ورغم ذلك‏,‏ يبدو أن هناك فجوة واسعة بين المعرفة بالشيء وإدراكه والوعي به‏,‏ أو فلنقل انه مكر التاريخ وإغراءاته‏,‏ فالأمريكيون افتقدوا بأسرع مما كان متصورا درس التاريخ في الاتحاد السوفيتي‏,‏ وبأسرع ما يمكن أيضا قفزوا باختيارهم متجاوزين أيضا درسا شديد القسوة تعلموه في حربهم ضد فيتنام‏,‏ حيث صاغ الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون المبدأ السياسي الحاكم للسياسة الخارجية الأمريكية في عهده والذي حمل اسمه أي مبدأ نيكسو‏ن.‏ان هذا المبدأ يقضي بمنع الولايات المتحدة من التورط في أية حروب خارج الأراضي الأمريكية‏,‏ وعدم إرسال أي قوات أمريكية إلى الخارج إلا في حالات الضرورة القصوى التي عرفها نيكسون في كتابه الفرص السانحة بالمصالح الحيوية‏,‏ ودعا وقتها هذا المبدأ إلى الاعتماد على قوة إقليمية صديقة يجري تسليحها وتدريب قواتها لتقوم بمهمة الدفاع عن المصالح الأمريكية في الإقليم الذي تنتمي إليه هذه القوة‏,‏ وقد حدث هذا مع إيران في الخليج عندما تحولت في عهد الشاه‏,‏ وابتداء من عام ‏1971‏ أي بعد الانسحاب البريطاني الرسمي من الخليج ما عرف بشرطي الخليج الذي يملأ فراغ الانسحاب البريطاني ويدافع عن المصالح الأمريكية ضد كل مصادر التهديد حينذاك خاصة الاتحاد السوفيتي والحركة الشيوعية العالمية والقوى القومية الراديكالية ‏(‏الناصرية والبعثية‏).‏ هذا الدرس سقط هو الآخر من الذاكرة الوطنية الأمريكية كما سقط درس السقوط السوفيتي في لحظة نشوة تاريخية‏,‏ فعل فيها مكر التاريخ أفاعيله‏,‏ بعد النجاح الأمريكي في حرب عاصفة الصحراء التي عرفت بحرب الخليج الثانية وما أعقبها من انهيار للاتحاد السوفيتي‏,‏ وقتها وجدت الولايات المتحدة أنها القوة العظمى في العالم القادرة على أن تفعل كل شيء‏,‏ أو تفعل ما تريد‏,‏ وقتما تريد وكيفما ترى إنها لحظة النشوة التي تطيح بالرؤوس والعقول والتي بسببها وقف الرئيس الأمريكي جورج بوش ‏(‏الأب‏)‏ ليس من أجل استخلاص الدروس ولكن من أجل الاستعلاء عليها وتجاهلها والوقوع أسيرا لنشوة القوة والنصر‏,‏ وليجعل من حرب الخليج الثانية‏ (حرب تحرير الكويت فاصلة في التاريخ الأمريكي وفي الدور الأمريكي العالمي حسب تصوره‏,‏ عندما عبر عن ذلك بقوله‏ :‏ إن عقدة فيتنام قد دفنت في صحراء الجزيرة العربية‏,‏ وليقول بعدها في احتفال عيد الاستقلال الأمريكي ان حرب الخليج الثانية قد أثبتت للعالم أن الولايات المتحدة هدفها التغلب على أي عدو‏,‏ ولا يمكن لأحد أن يوقف هذا الغرور بالحالة البائسة الراهنة للرئيس جورج بوش ‏(‏الابن‏)‏ في العراق نقول ان الولايات المتحدة سقطت في فخ التاريخ ومكره‏,‏ وها هي في طريقها لدفع فاتورة الوقوع في خطأ الإخلال بالتوازن بين الأهداف والقدرات وبين الالتزامات والقدرات بمفهومها العسكري والاقتصادي والمعنوي أيضا. غرور القوة الأمريكي هو الذي دفع بالإدارة الأمريكية إلى عدم الاكتفاء بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الأحادية في العالم بل وأن تصبح قوة إمبراطورية‏,‏ اعتقادا بأن كل الإمبراطوريات التي عرفها العالم لم تصل من القوة إلى ما وصلت إليه الولايات المتحدة‏,‏ وكان التوجه الأمريكي نحو العراق بهدف وضع أسس شرق أوسط كبير يمكن من خلاله السيطرة على العالم والتحكم في مستقبل القوى العالمية المنافسة من خلال السيطرة على كل مصادر الطاقة العالمية الكامنة في باطن الأرض في هذا الشرق الأوسط الكبير الممتد من غرب الن شرقا إلى حدود موريتانيا على المحيط الأطلسي غربا‏.‏ وقتها‏,‏ أي وقت الغزو الأمريكي للعراق‏,‏ لم يكن المشروع مجرد هاجس عند تيار المحافظين الجدد‏,‏ بل إن اليمين المحافظ في الحزب الجمهوري وعلى رأسه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر كان مشار وقتها قال كيسنجر ان المشروع الأمريكي في العراق غير قابل للهزيمة‏.الآن الأمر يبدو مختلفا تماما‏,‏ وشتان بين حال الجنود الأمريكيين وقت دخولهم العراق‏,‏ وهم في انتظار الورود التي سوف تتناثر فوق رؤوسهم‏,‏ وبين حالهم الآن بكل مأساويته التي يعبر عنها قادتهم أنفسهم‏,‏ وبالذات بعد فشل آخر أوراق الرئيس الأمريكي جورج بو‏ش)‏ في العراق وعلى الأخص استراتيجيته العسكرية التي دخل بسببها حربا مع الكونجرس لاقناعه بتمويل تكاليف زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق‏,‏ وهي استراتيجية عسكرية بحتة تعطي الأولوية للقتل أو الاعتقال وفق شعار اقتل أو اعتقل وترفض الاستجابة لتوصيات لجنة مستقبل العراق التي كان قد شكلها الكونجرس برئاسة كل من جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق ولي هاميلتون عضو مجلس النواب السابق وفي مقدمتها وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق‏,‏ وإجراء حوارات مع كل من ايران وسوريا لتأمين انسحاب آمن للقوات الأمريكية مع ضمان الاستقرار في العراق‏.‏ الآن اضطرت مراكز البحوث والدراسات الأمريكية إلى الانهماك في البحث عن خيارات بديلة افضل من الوضع الراهن‏,‏ خصوصا أن هناك مسئولين امريكيين في مجلس الاستخبارات القومي يتوقعون أن تقوم الجماعات المسلحة السنية والشيعية بشن هجمات مؤثرة قبيل التقرير الذي سيقدمه الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر للكونجرس في منتصف سبتمبر الجاري‏,‏ تكون على غرار هجوم تيت الذي قام به مقاتلو فيتكونج ضد القوات الأمريكية في فيتنام ‏(ربيع‏1968 الذي أسفر عن انتصار معنوي كبير لجبهة التحرير الوطنية الفيتنامية‏). هذه التوقعات تزداد خطورة مع تفاقم الخسائر العسكرية الأمريكية والانهيارات التي تجتاح الروح المعنوية للعسكريين الأمريكيين في العراق‏,‏ وازدياد اعداد القتلى من المدنيين العراقيين إلى اعداد مسبوقة‏,‏ واقتراب اعداد القتلى الأمريكيين ‏‏ حسب الاحصائيات الرسمية‏ من الآلاف الأربعة‏.
التقرير الذي نشرته صحيفة أوبزرفر البريطانية نقلا عن عسكريين عاملين في العراق يقول على لسان مسئولة التوجيه المعنوي‏:‏ جيشنا منهك ونحن نحتفظ في مسرح العمليات بجنود فعل فيهم الإعياء أفاعيله‏.‏ لكن يبدو أن الإعياء لم يفعل أفاعيله فقط في العسكريين بل وايضا لسياسيين والعقول الاستراتيجية الأمريكية‏.مؤسسة راند كوربوريشن‏,‏ وهي من أهم مراكز الفكر الأمريكية‏,‏ أعدت دراسة تحت عنوان خيارات العراق‏:‏ إعادة تقويم‏,‏ قدمت خلالها ثلاثة حلول للأزمة الأمريكية في العراق من أجل تجنب الحل الأهم وهو الانسحاب الكامل وتمكين العراق من استقلاله الوطني‏.‏ هذه:‏ استعمال المزيد من القوة العسكرية‏,‏ أو الحل التقسيمي أو اختيار منتصر في حرب أهلية باتت تفرض نفسها ودعمه‏,‏ أي الانسحاب من خارج المدن وانتظار من يخرج منتصرا من الحرب الأهلية ثم الانحياز إليه ودعمه‏,‏ ومواصلة السيطرة على العراق من وعلى نفس السياق من فكر اللاوعي أعد مركز الشئون الدولية في جامعة نيويورك دراسة تحت عنوان العراق بعد‏2010‏ طرح خلالها ثلاثة سيناريوهات رأى إنها محتملة في العراق‏:‏ أولها‏,‏ سيناريو إيجاد ديكتاتور قوي يمتلك القدرة على توحيد العراق ويفرض الاستقرار فكرة انقلاب عسكري ضد حكومة نوري المالكي بتدبير أمريكي لتمكين قائد عسكري من السيطرة على البلاد باسم الأمريكيين بغض النظر عن أخلاقية أو عدم أخلاقية مثل هذا الحل الذي يتعارض تماما مع المزاعم الأمريكية التي بررت غزو العراق بالقضاء على الديكتاتور وإقامة حكم ديمقراطي بعد الفشل في إثبات امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.‏ وثانيها‏,‏ العمل على احتواء الفوضى في العراق عبر أدوار تقوم بها دول الجوار العراقي بدافع من مخاوفها من انتشار الفوضى العراقية إلى بلادها‏.‏ وثالثها‏,‏ سيناريو عرقي يرى أن الفوضى والانهيار والحرب الأهلية هي التي ستفرض نفسها على العراق وستمتد حتما إلى دول الجوار‏. هذا العجز عن إيجاد حل هو الذي يدفع الرئيس الأمريكي إلى المكابرة ورفض الانسحاب‏,‏ ليس فقط بغرض تجنيب الأمريكيين ما حدث لهم عقب انسحابهم من فيتنام حسب ما أوضح منذ أيام‏,‏ ولكن أيضا لإدراكه أن الانسحاب من العراق سيكون انسحابا من المشروع الأمريكي الإمبراطوري كله‏,‏ وهو ما عبر عنه بصراحة شديدة توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي عندما قال ردا على مطالب الكونجرس والرأي العام الضاغطة بالانسحاب من العراق بالحرف الواحد ‏:‏ إن انسحاب قواتنا من العراق سيعني أمرا واحدا‏ :‏ لن نكون بعدها القوة الأكبر في العالم، وفسر ما يعنيه بقوله ‏:‏ إن ذلك مرتبط بقرار اتخذه الأمريكيون خلال القرن الماضي بتحويل الولايات المتحدة من بلد يقع خلف المحيطات لا قيمة سياسية له إلى قائد للعالم ولكن يبدو أن هذا هو المصير أو هي الحقيقة التي لا مفر منها‏,‏ أي أن تفقد الولايات المتحدة مكانتها التي كانت عليها قبل سنوات أي القوة الأكبر في العالم‏,‏ وها هي المؤشرات التي تؤكد ذلك أخذت تفرض نفسها‏,‏ ابتداء من الدعوة الأمريكية إلى تدويل أزمة العراق بل لخيارات العجز الراهن‏,‏ ولكن التدويل الذي تريده واشنطن هو التدويل المحكوم عبر الأمم المتحدة للحيلولة دون قفز قوى دولية طامحة إلى داخل العراق لاقتسام ما تبقى من الكعكة العراقية وخاصة روسيا والصين وفرنسا وغيرها من القوى الدولية روسيا وفرنسا مع التدويل ولكن بشروط تعطي كلا منهما الوزن الملائم‏,‏ ومن هنا جاء التوافق الروسي ـ الفرنسي على دعوة عقد مؤتمر دولي حول العراق‏,‏ وجاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاستثنائية إلى بغداد منذ عشرة أيام لتعطي مزيدا من التأكيدات على الطموحات الفرنسية‏.أما التحدي الأهم فيأتي من إيران التي باتت تدرك اختلال موازين القوى داخل العراق لصالحها وفي غير صالح الأمريكيين على نحو ما عبر عنه الجنرال رحيم صفوي القائد العام لقوات الحرس الثوري‏,‏ الذي لم يقف عند حدود الدفاع في مواجهة الاتهامات الأمريكية للحرس الثوري الإرهاب,‏ لكنه اختار الهجوم وإعلان التحدي العلني للأمريكيين ليس فقط في العراق بل وفي لبنان أيضا عندما أعلن أن الأمريكيين مجبرون على دفع الثمن وقبول الثقل الإيراني في العراق ولبنان‏,‏ وكشف أن القوات الأمريكية وصلت في العراق إلى طريق مسدود من الناحية الاستراتيجية‏,‏ وأن على الأمريكيين قبول دفع الثمن لإيران لكي يتمكنوا من تلقي مساعدات إيرانية لإحلال الأمن في العراق استمرار المأزق الأمريكي في العراق دون قدرة على اتخاذ القرار الاستراتيجي بالانسحاب ربما يجبر الأمريكيين على دفع الثمن ليس فقط لإيران‏,‏ ولكن لأطراف كثيرة عندما تفقد الولايات المتحدة صفة الدولة الأكبر في العالم وفقا لتوقعات توني سنو وإعمالا لقانون اختلال التوازن بين القدرات والالتزامات‏.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
قدرة أمريكا على المراوغة في العراق تتضاءل

يفجيني بريماكوف
اليوم السعودية
باتت واشنطن تعبر عن عدم رضاها عن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي. فقد بادر الرئيس بوش لأول مرة إلى توجيه انتقاد إلى المالكي، فيما قال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ إنه ينبغي له أن يترك منصبه والا فإن الوضع في العراق سيتفاقم أكثر.
ومن الواضح أن واشنطن أدركت أخيرا ضرورة التركيز على تحقيق المصالحة بين القوى السياسية العراقية المتنازعة. ولكن كما يقال «ما فات مات»، فلا أظن أن الوضع في العراق سيتحسن تحسنا جذريا حتى بعد أن يعلن قادة الشيعة والسنة والأكراد العراقيين في ختام الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء المالكي عن توصلهم إلى اتفاق في عدد من المسائل، خصوصا الاتفاق على السماح لأنصار صدام حسين السابقين من حزب البعث بالعودة إلى مؤسسات الدولة. ومن الواضح أن واشنطن اضطرت إلى الموافقة على ذلك إزاء تدهور الوضع، علما بأن الإطاحة «بنظام صدام حسين المقيت المناوئ للديمقراطية» كانت أحد الأهداف المعلنة لتوجيه الضربة العسكرية للعراق.
وبدا من الواضح أن المجال لمراوغة الولايات المتحدة في العراق ينكمش أكثر فأكثر.. ترى، هل ستستطيع واشنطن أن تجد مخرجا من المأزق العراقي دون مساعدة المؤتمر الدولي الذي دعت روسيا إلى عقده والذي يجب أن تشارك فيه جميع القوى السياسية العراقية وإيران وسوريا وغيرهما من البلدان العربية وأعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمون؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العراق ..سر الاكراد
توماس فريدمان
نيويورك تايمز
العراق اليوم بلد تناقضات، سوداء وأكثر سوادا في الغالب. حينما كنت أتجول في وسط بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، لم ار الكثير مما يعطيني أملا بأن الطوائف العراقية المختلفة يمكن ان تصوغ عقدا اجتماعيا للعيش معا. والشيء الوحيد الذي يبعث على التفاؤل الذي وجدته هنا هو المنطقة الوحيدة التي لا يعيش فيها العراقيون معا: كردستان.

تخيلوا للحظة لو ان حصيلة الغزو الأميركي للعراق كانت تأسيس جامعة اميركية في العراق. تخيلوا لو أننا اثرنا فيضا من الاستثمار الجديد في العراق في مجال اقامة فنادق جديدة ومركز مؤتمرات جديد وبنايات مكاتب ومقاهي انترنت ومطارين دوليين جديدين وأسواق تجارية عراقية. تخيلوا لو أننا مهدنا الطريق لفيض من الصحف، بل وميثاق لمنظمة هيومان رايتس ووتش محلية ومدارس جديدة. تخيلوا لو اننا خلقنا جزيرة وفيها حدائق عامة، حيث يمكن للنساء ان يسرن بدون حجاب وحيث لا يقتل جندي اميركي واحد، وحيث تجري ممارسة الاسلام بطريقته المنفتحة الاكثر تسامحا. كل ذلك يحدث في كردستان التي تضم أربعة ملايين كردي. رأيت كل ما اشرت اليه اعلاه في أكبر مدينتين في كردستان، هما أربيل والسليمانية. ولم يبلغ فريق بوش أي شخص عن ذلك.

كلا ان كردستان ليست نظاما ديمقراطيا. لديها انتخابات برلمانية حقيقية، ولكن السلطة التنفيذية في المنطقة ما تزال اقرب الى سنغافورة منها الى سويسرا، تحكمها عائلتان هما الطالبانيون والبرزانيون. وفيها صحافة حرة نشيطة ما دامت لا تهين الزعامة، والكثير من الفساد. ولكنها تمارس عملية الدمقرطة والإقامة التدريجية للمجتمع المدني والطبقة الوسطى الضرورية للديمقراطية الحقيقية.

وفي 17 اكتوبر ستفتح الجامعة الأميركية الجديدة صفوفها في السليمانية. وقال أوين كارغول مستشار المعهد، ان «مجلس الادارة اراد ثلاثة جامعات واحدة في كردستان وواحدة في بغداد وواحدة في البصرة، ولكن هذا هو الجزء الوحيد من البلاد الذي يمكن ان تفتح فيه الجامعة الأميركية وتعمل بأمان». ان العراق كارثة بطرق كثيرة، غير أن الغزو الأميركي اوجد على الأقل شيئا ما مؤثرا حقا في كردستان.

ونحن تمكنا بأحسن طريقة ممكنة من القيام بالخطوة الافتتاحية، ثم قام الأكراد بالبقية. لكن بينما حرر الأكراد منطقتهم من جيش صدام خلال التسعينات مع الحماية الجوية الأميركية، فإن انبثاقهم الحالي ما كان ممكنا تحققه من دون الإطاحة بصدام عدوهم المهلك.

وقال نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء اقليم كردستان «كانت عينا صدام دائما على هذه المنطقة. وحالما أطيح به أصبح لدينا أمل نفسي للمستقبل. وأولئك الذين كانوا يمتلكون أموالا محدودة بدأوا بالاستثمار وبدأ العمل الحر الصغير أو شراء سيارة لأنهم رأوا امكانية للتفكير بالمستقبل. تمت إزاحة القلق ونحن نشكر الشعب الأميركي وحكومته لكننا محبين من طرف واحد. نحن نحب أميركا لكن ليس هناك أي استجابة. إنهم لا يريدون اعطاء الانطباع أنهم يساعدوننا».

لماذا بقي نجاح الولايات المتحدة الأفضل في كردستان سرا؟

لأن فريق بوش خائف من انفصال الاكراد. لكن الأكراد لا يمتلكون أي مصلحة في الانفصال عن العراق الآن. فحدود العراق تحميهم من تركيا وإيران وسوريا. ويجب أن تكون منطقة الحكم الذاتي في كردستان نموذجنا للعراق. هل لدى بوش أو رايس فكرة أفضل؟ أمل العراق الوحيد هو في بناء فيدرالية متطرفة مع السنة والشيعة والأكراد، كل منهم يدير أموره الخاصة، وبغداد تعمل ممولا للثلاثة. لنضع هذا على طاولة المفاوضات الآن.

بعد أشهر على اعتقال صدام انتشرت قصة مفادها أنه سئل «إذا أطلق سراحك كم تحتاج من الوقت لتحقيق استقرار العراق ثانية؟ فكان جوابه: ساعة وعشر دقائق. ساعة للذهاب إلى بيته واخذ حمام وعشر دقائق لتوحيد العراق». ربما ذلك ما يستطيع القيام به ديكتاتور ذو قبضة حديدية لكن أميركا لا تستطيع القيام بذلك.

قال لي كوسرت علي نائب رئيس إقليم كردستان «لا أحد هناك يتوقع أن يحكم مرة أخرى من طرف آخر. وإذا وضعتم جميع القوات الأميركية التي بحوزتكم لاحتلال كل مدن العراق ربما تتمكنون من مركزة العراق مرة أخرى» لكن الحكم المركزي انتهى في العراق

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
وأخيراً أدركت الولايات المتحدة تغلغل إيران في العراق

عبدالله بن راشد السنيدي
الجزيرة السعودية
لم يدر في خلد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن العراق سيُقدم لها في يومٍ من الأيام على طبق من ذهب وعلى يد من؟ على يد الشيطان الأكبر الولايات المتحدة كما تسميها إيران التي تعيش علاقاتها مع إيران منذ تسلم الإمام الخميني الحكم في إيران سنة 1979م.......

حالة تأزم واضطراب، وذلك بعد أن يأست إيران من احتواء العراق في ظل حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعلى مدى حرب استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق.

ربما أن هدف غزو العراق وإسقاط نظام صدام بالقوة ومن أكبر قوة عالمية هو حماية أمن إسرائيل أو الاستئثار بالنفط أو لسبب آخر الله أعلم به، ولكن من المؤكد أن الولايات المتحدة لم تفكر يوماً بأن إيران سوف تكون المستفيد الأول من غزو العراق وإسقاط نظام حكمه.

لقد كانت الولايات المتحدة تنظر لعملية الغزو ببساطة، وذلك بحكم تفوقها العسكري كان في مخيلتها أنها سوف تسقط النظام، وبعد ذلك يكون العراق مثلاً يُحتذى به في التعايش والديمقراطية، هذا هو ما كانت تتصوره الولايات المتحدة ولكن غاب عنها أشياء كثيرة ومنها:

- ان نسبة من معارضي صدام الذين هيأوا للولايات المتحدة غزو العراق كانوا مقيمين في إيران وموالين لها.

- ان المنطقة العربية المجاورة للعراق لم تتصور العراق إلا وطناً مستقلاً.

- ان إيران حتى وقت حكم الشاه كانت على خلاف مع العراق بسبب جزيرة الفاو، وإقليم عربستان، ولما تغير حكم الشاه العلماني إلى حكم ديني تغير مجرى الخلاف بين البلدين إلى خلاف عقائدي، فالعراق يدار بحكم سني وإيران أصبحت بحكم شيعي إضافة إلى أن إيران في ظل الحكم الجديد لم تنس قيام صدام بإبعاد الخميني من العراق حيث كان يعيش في مدينة النجف حوالي (15) سنة قبل تسلمه السلطة في إيران، كما أن الحكم الجديد باعتبار أنه يقوم على أساس عقائدي، ولأن العراق هو منطلق المذهب الشيعي ويوجد به أماكن مقدسة للشيعة كالنجف حيث يوجد قبر الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكربلاء حيث قتل ابنه الحسين رضي الله عنه وغيرهما، فقد كان العراق من المغريات للحكم الإيراني الجديد الذي بادر بعد تسلمه الحكم سنة 1979م بالحديث عن تصدير الثورة للعراق ودول الخليج وهيأ لذلك بقيام الموالين له بتصرفات استفزازية في العراق وهو ما دعا صدام إلى اللجوء إلى الحرب مع إيران.

ولأن هدف إيران في العراق لم يتحقق في عهد صدام الذي كان نداً قوياً لها وصخرة تكسرت أمامها كل محاولات إيران في الوصول للعراق فقد جاء غزو العراق وإسقاط حكم صدام من قِبل الولايات المتحدة فرصة ذهبية للحكم الإيراني لتحقيق أهدافه في العراق والتغلغل فيه وهو أمر ليس بالمستغرب

مادام أن أغلبية من تسلم الحكم في العراق موالون لإيران ومدينون لها، فقد وصل تغلغل إيران في العراق حسب قول المراقبين والمعارضين لإيران في العراق إلى حد توجيه الانتخابات التشريعية وتعيين الوزراء.

لقد حذرت الدول المجاورة للعراق منذ البداية من هذا التغلغل الإيراني في العراق لأن ذلك ليس في مصلحة دول المنطقة كلها وليس في مصلحة التعايش بين شعب العراق بل إنه ليس في مصلحة أمن الخليج ولا في مصلحة الولايات المتحدة نفسها، إلا أن الولايات المتحدة نفسها لم تبالِ بذلك تحت تأثير الزعماء العراقيين الموالين لإيران أمثال الشيخ عبدالعزيز الحكيم والسيد أحمد الجلبي على الرغم من أن الولايات المتحدة قد اكتشفت في وقتٍ مبكر تجسس الجلبي عليها لصالح إيران، وهو الأمر الذي دعا إلى إبعاده عن الواجهة السياسية على الرغم من دوره الكبير في إقناع الولايات المتحدة بغزو العراق باعتبار أن الولايات المتحدة لا يهمها في النهاية إلا مصالحها.

وهذه المصالح هي التي دعت الولايات المتحدة أخيراً للإدراك بأن إيران متغلغلة في العراق وأن هذا التغلغل وصل إلى حد تزويد الشرائح الموالية لها بالسلاح وأن هذا السلاح قد استخدم ضد القوات الأمريكية في العراق كما استخدم من الميليشيات التي تؤيدها إيران ضد أهل السنة، حسب قول زعماء السنة العرب في العراق الذين أفادوا بأن السنة العرب في العراق يتعرضون لحملة إبادة تقوم بها الميليشيات وفرق الموت بتخطيط ودعم وسلاح إيراني.

لقد جاءت هذه الصحوة الأمريكية على لسان الرئيس الأمريكي السيد بوش الابن نفسه في الوقت الذي كان رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي يزور إيران عندما حذر بوش المالكي من عدم الذهاب بعيداً في الثقة مع إيران.

فهل هذه الصحوة الأمريكية جاءت في الوقت الضائع بعد أن فقدت الولايات المتحدة حوالي (3500) من جنودها في العراق والوضع المتأزم في العراق لا يزال يراوح مكانه من فوضى وعدم استقرار، أم أن بإمكان الولايات المتحدة ان تعمل شيئاً يغير مجرى الأحداث.

نعم ان الولايات المتحدة لا تزال تمسك بأوراق اللعبة في العراق وان بإمكانها تغيير الوضع فيه ربما بما يتناسب مع أهدافها المعلنة لو أنها أعادت خلط الأوراق من جديد وأعادت النظر في موقفها المضلل من السنة العرب في العراق باعتبارهم جزءاً من السنة العرب والمسلمين بصورة عامة.

لقد ضُلِّلت الولايات المتحدة بأن السنة متشددون دينياً وأنهم راعون للإرهاب وأن ما حدث في الولايات المتحدة سنة 2001م هو بسببهم، وهو ادعاء غير صحيح، فالذين شاركوا في أحداث سبتمبر وإن كانوا ينتمون إلى السنة إلا أنهم غلاة متطرفون وخارجون عن السماحة والأسس التي تحكم مذهب السنة وقد أنكر السنة في مختلف أنحاء العالم هذا التصرف وأنه لا ينسجم مع تعاليم الدين الحنيف بدليل تعاونهم مع الولايات المتحدة في إسقاط حكومة طالبان وتعاونهم معها في مكافحة الإرهاب.

أنه عبر تاريخ العراق الحديث لم يعرف عن سنة العراق العرب التطرف في الدين أو الغلو فيه بل إن هناك تبايناً تاماً بين فكر حكم السنة العرب بما فيهم صدام حسين وفكر الغلو والتطرف الذي تسير عليه الجماعات المتطرفة ومنها القاعدة بدليل أن القاعدة كانت تُكفّر صدام، فوجود القاعدة في العراق ليس لنصرة ما تبقى من نظام صدام بل لمواجهة الولايات المتحدة رداً على ما فعلته بطالبان.

ولذا فإن الأمر يتطلب من الولايات المتحدة استيعاب السنة العرب لأنهم أهل حكم وسياسة حتى لا يكونوا فريسة للقاعدة أو غيرها ثم ان السنة العرب هم الذين سيؤيدون الولايات المتحدة في معارضتها لتوجهات إيران النووية، وذلك لعدم وجود ولاء أو تقارب لهم مع إيران، كما أن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تأخذ في الحسبان أن العراق دولة عربية إسلامية مجاورة وأن تدخلها في العراق ليس في مصلحة التعايش والاستقرار في المنطقة وليس في مصلحة إيران نفسها.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
من الدولة التي خططت لنسف قبر الإمام الحسين?

داود البصري
السياسة الكويت
الفوضى السياسية والإدارية والعسكرية الشاملة في العراق أفرزت اتجاهات وتشعبات وإفرازات ضارة تمس أمن ومستقبل العراق على كافة المستويات, والصراع بين الأحزاب الدينية والطائفية العاجزة الذي تبلورت كل محاوره في الآونة الأخيرة بات يطرح سيناريوهات رعب إرهابية تداخلت فيها كل الأوراق وأضحت لغة الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب والعصابات الطائفية هي السياسة السائدة في عراق فقد البوصلة, وفي وطن أجهز عليه أهله, وفي تجربة ديمقراطية فاشلة بامتياز كان من نتيجتها تقسيم العراق وإحياء الخلافات الطائفية العقيمة الميتة, ونفض الغبار عن كل قذارات التاريخ وأساطيره وخرافاته لتصبح مستوطنة بشكل دائم في ظل قيادة أحزاب فاشلة وقيادات عاجزة كانت تمارس المعارضة بعقلية القرون الوسطى وقد تعرت تماما أمام السلطة والحكم ودروبه المتعبة ومسؤولياته الكبيرة, وتراجع الهم الوطني لصالح المصالح الطائفية والعشائرية الضيقة التي أفرزت بدورها أحزابا وتيارات سياسية وطائفية فاشلة ليست لها أي برامج حقيقية للتنمية والتطور والخلاص سوى الاعتماد على عواطف البسطاء واستغلال الشعائر والطقوس المذهبية في تصفية خلافات سياسية وشخصية في تسييس فظيع للدين وإهانة كبيرة لكل المقدسات التي حولوها لمادة خصبة للصراع والسرقة واللصوصية, وضمن مناقشة ومتابعة ما حصل أخيراً من أحداث دموية في مدينة كربلاء خلال (الزيارة الشعبانية) فقد تطايرت الاتهامات بين الجماعات الطائفية بعد تطور الموقف ليشعل حريقا وحربا حقيقية بين قوى الائتلاف الشيعي بفعل المنافسة على الغنيمة ومحاولات الهيمنة على قيادة شيعة العراق الذين باتوا اليوم مشروعا للتدمير الذاتي والممنهج, لقد كان الصراع في كربلاء كما هو معروف ومشخص منذ البداية صراعا بين عصابات مقتدى الصدر المعروفة بجيش المهدي وبين جماعة منافسه الحكيم (فيلق بدر) الذي انخرط في الجيش والمؤسسات الأمنية, وكلتا الجماعتين خاضتا حروباً دموية عدة في جنوب العراق كان من نتائجها الأخيرة اغتيال محافظي الديوانية والسماوة وهما من جماعة المجلس الإيراني الأعلى (الحكيم), وقد كان متوقعا بشكل لا لبس فيه من أن المعركة لا بد أن تندلع بين الطرفين ومناسبة الزيارات هي الفرصة الملائمة لذلك كما حصل قبل شهور في مدينة النجف حينما اندلع القتال مع جماعة غامضة تسمى (جند السماء) كان من نتيجته مقتل المئات من المدنيين في مجزرة مروعة لم تنشر السلطة أي معلومات حقيقية أو نتائج تحقيقية حولها? بل كانت لغة الاتهامات والإشاعات هي السائدة مع تشويش وضباب إعلامي رسمي زاد من خلط الأوراق, ومجزرة كربلاء الأخيرة جاءت بعد سلسلة من الاتهامات الحكومية أو من الأحزاب الطائفية لدول مجاورة بالتسبب في تعكير الحالة الأمنية في العراق, وهذه الدول طبعا ليست إيران ولا سورية بل إن الأحزاب الطائفية تقصد في حملاتها الإعلامية المملكة العربية السعودية! لذلك فقد جيشت التظاهرات المعادية للسعودية ضد السفارات السعودية في العالم! وتحركت الأحزاب الطائفية الفاشلة في الداخل والعاجزة حد القرف لتجند جماهيرها من اللاجئين في دول الغرب (الكافر)! خصوصا كما يقولون للاحتجاج على الدور السعودي من دون أي ذكر لأدوار نظامي دمشق وطهران الفضائحية والإجرامية في العراق!! وفي مخطط واضح يبدأ من طهران ويمر من بغداد ودمشق وجماعة (حزب الله) في بيروت لشن حملة موجهة ومركزة ضد السعودية على أساس أنها تدعم الإرهاب السلفي وتمول العصابات الانتحارية وتمارس فعلا إرهابيا وبما من شأنه تدمير العراق? رغم أن السعودية ذاتها تخوض حرب صراع وموت ضد الجماعات نفسها التي تنتحر في العراق? والاتهام والادعاء سهل للغاية ولا يتطلب جهدا كبيرا خصوصا إذا كان الخصم يتميز بالخبث والدهاء وبرودة الدم كالنظام الإيراني الذي نعرف عقليته جيداً!, لذلك لم تفوت الأطراف الطائفية الحاكمة في العراق الفرصة واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي علنا دولة مجاورة للعراق بالتورط في أحداث كربلاء بهدف (نسف ضريح الإمام الحسين رضي الله عنه)! في تغطية واضحة على الفشل الحكومي في منع الأحداث وفي طريقة معالجتها! وطبعا المراقب لا يحتاج لذكاء خارق ليدرك أن الدولة المجاورة المقصودة ليست إيران ولا سورية ولا تركيا, بل إنها تحديدا المملكة العربية السعودية والتي لسخرية الأقدار تحركت أخيرا لتفتح سفارتها في بغداد في خطوة دبلوماسية وسياسية مهمة للغاية, وطبعا المالكي لا يستطيع أو يتجرأ أساسا على انتقاد نظام طهران نظرا للدور الإيراني التاريخي في نشوء واحتضان حزبه الحاكم (حزب الدعوة)!! كما أنه لن يستطيع أن يفتح فمه بكلمة ضد النظام السوري للعلاقات الخاصة والملفات الشديدة الخصوصية التي تمتلكها المخابرات السورية المتعلقة بحزب الدعوة وبجماعة الحكيم وكل القوى الدينية واليسارية العراقية التي عاشت في الشام طويلا تحت أنظار ورعاية ومراقبة المخابرات السورية الضليعة بالشأن العراقي والمطلعة على أدق التفاصيل الفنية والخاصة والشديدة السرية في العراق, إذن ليس هنالك حائط »واطي« تتصوره السلطة الطائفية العاجزة غير السعودية والتي صدرت بعض الآراء الخاصة من بعض المجموعات الدينية المتطرفة دعت لهدم قبة الضريح الحسيني في كربلاء وهو موقف لا تتحمل السلطة السعودية رسميا مسؤوليته والسياسة السعودية الهادئة والرصينة لا يمكن لها أبدا أن تصل لهذا المستوى من التفكير أو التخطيط فضلاً عن التنفيذ? أنا لست في موقف الدفاع عن السعودية فليست لي مصلحة أو علاقة, ولكن العقل ينبغي أن يحترم, والعدو الذي يصارعه النظام السعودي هو نفسه الذي يقوم بالأعمال الانتحارية في العراق والتي حدثت أمثالها في السعودية قبل العراق بسنوات? إنها محاولة يائسة من النظام العراقي الطائفي العاجز الفاشل في تغطية فشله في حماية الشعب العراقي أو في إدارة ملف الأزمة إدارة مسؤولة وواقعية, ونتحدى المالكي وحكومته أن يعلن صراحة اسم الدولة التي خططت لهدم ضريح الحسين? بكل تأكيد لن يفعل أبداً لأنها مناورات سياسية لامتصاص النقمة ومن ثم نسيان الملف بالكامل كما نسيت ملفات عدة لحالات فشل تاريخية ودموية, النظام الطائفي الفاشل العاجز بات اليوم هو الخطر الحقيقي على وحدة العراق وعلى علاقاته التاريخية مع محيطه العربي, إنهم العاجزون حين يمتشقون سيوف البطولة فيتحولون لمهزلة عظمى?

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
بركاتك ياسيدنا
عبده خال
عكاظ السعودية

السيد بوش دائما ما يصرح أنه يحقق مشيئة الرب، هذه المشيئة التي دمرت بلدانا وسفكت دماء الم تكن حاضرة حينما تناقلت منتديات النت (في وطيس الانتخابات الرئاسية) ان الرئيس بوش حصل على مساعدة خارجية أثناء مناظرته مع خصمه الديمقراطي كيري من خلال جهاز الكتروني ثبت على أحد أذنيه بطريقة فنية يوجه فيما يجب أن يقول للشعب الامريكي وهي عملية غش صغيرة – إن صحت نميمة الانترنتيين - تسامح معها الامريكيون كما سبق أن تسامحوا مع رئيسهم بل كلنتون في فضيحة مونيكا .
والكبار عندما يغشون فغشهم محمود الذكر بعكس أولئك الشرذمة من عباد الله حينما يحدث منهم هذا الفعل يتحول الى أسلوب حياتي مشين ويؤدي الى مطالبات قانونية .
ويبدو أن بعض الرؤساء يلقون خطاباتهم على مسامع الناس من غير دراية بما كتب لهم ،وتصبح مهمة الرئيس أن يدلق الكلمات المكتوبة له وليس معنيا بتدبر مايقوله أثناء خطبته المهم أن يقول كلاما وعلى السامعين تفهمه ومنحه أبعادا تضفي على الرئيس كل الالقاب التي من شأنها إبقاء صورة الزعيم ناصعة .
وكل الخطابات السياسية تتبخر في الهواء كتبخر مقولات بعض العرب الذين داوموا على حضور اجتماعات الجامعة العربية،والفروق بين خطابات رؤساء العالم المتقدم والمتأخر تبدو في طريقة الصياغة والمدة الزمنية لاجتذاب اهتمام الجمهور بعكس الخطابات المطولة التي انتهجها الزعيم الكوبي كاسترو حين ظل يخطب في شعبه لمدة عشر ساعات متواصلة وكأن له عرقا عربيا .!!
وقد تنبه الرؤساء ان الخطب الطويلة تجلب الملل للسامعين ويبدو أن أحد الرؤساء فطن لذلك واراد ان يتمشى مع هذا النهج فأمر كاتبه الخاص ان يكتب له خطبة لاتتجاوز زمنيا الدقائق العشر وبعد هذا الطلب حضر الرئيس مناسبة وأخرج خطابه واخذ يقرأ وبدل أن يكون الزمن عشر دقائق فإن الرئيس ظل يقرأ خطابه لعشرين دقيقة،وبعد انتهاء المناسبة التفت الرئيس الى كاتبه غاضبا ومعنفا اياه :
-ألم أقل لك اكتب خطابا لا يتجاوز الدقائق العشر
فارتبك الكاتب معتذرا: سيدي لقد كتب الخطاب في حدود الدقائق العشر ولكنك قرأت الاصل والصورة .!!
ولأن السياسة هي فن الكلام فليس ضروريا أن يفهم السياسي مايقوله بقدر أهمية ان يفهم السامع لما يقال حتى وإن كان معادا، وبوش في خطاباته يعيد الخطاب الامريكي القديم، خطاب ينص أنه ليس هناك تاريخ بل هناك مصلحة يجب أن تحقق بغض النظر عن الاخلاقيات أو الادعاء بتنفيذ مشيئة الرب، ألم يقل شاعرنا العربي : (تؤخذ الدنيا غلابا).



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الجنود الأمريكان في العراق ينتقدون الحرب
براد نيكربوكر
كريستيان ساينس مونتر


اتهمت مقالات حول الحرب في العراق التقارير الرسمية المستبشرة بأنها خطب تضليلية وقالت مقالة: إن أكثر الجبهات أهمية في الحرب المضادة للتمرد فشلت بصورة مذرية. وحذرت أخرى من مواصلة السياسات غير المتوافقة التي تقود للنتائج العبثية
بعد خمس سنوات من هذه الحرب المثيرة للجدل, فقد لا تبدو مثل هذه الأحكام القاسية التي جاءت في صفحة الرأي في صحيفة بيويورك تايمز, قد لا تبدو مثيرة للدهشة, إلا إذا عرفنا أن كتابها هم سبع من الجنود الأمريكان الذين يكتبون من العراق بعد بقائهم وسط القتال العنيف لمدة خمسة عشر شهرا.
في الكتب وفي الصحف المتخصصة, في شبكة الإنترنت وفي الصحف العامة, يتحدث الجنود الذين لا يزالون في الخدمة, علنا وبطريقة إنتقادية لم يسبق لها مثيل عن حرب لا تزال مستمرة.وبكل احترام, لكن بمباشرة وشجاعة مكتسبتين من الخبرة القتالية, وتقدم هذه المقالات التي تكتب أحيانا من ميدان القتال, وجهة نظر حول الإستراتيجية الراهنة والقيادة العسكرية والأوضاع على الأرض, أكثر شمولية من تصريحات البيت الابيض والبنتاغون.
ويقول الخبراء أن هذه الظاهرة تعكس جزئيا, التعب من الحرب. لكنها ايضا تمثل تحولا في الثقافة العسكرية حيث صار التحدث علنا أمرا عاديا ومقبولا أكثر مما كان في الحروب السابقة, وذلك بفضل التغييرات في التكنولوجيا والمجتمع.
يقول يوجين فيديل, القاضي العسكري السابق رئيس المعهد القومي للقضاء العسكري بجامعة ييل: هذه أول حرب لما بعد الإنترنت, لما بعد الكاميرا الرقمية. وفيها ان محى الخط الفاصل ما بين الحياة الخاصة والحياة العامة
وقال فيديل أنه وبموجب قانون الزي العسكري, وما لم يستخدم المنتقدون من لابسي الزي العسكري, قولا أوكتابة, كلمات نابية بحق الرئيس أو كبار المسئولين الآخرين, قإنهم أحرار في التعبير عن آرائهم. واضاف: نحن دولة بنيت على حرية التعبير ويمكن أن تتعالى الضجة فيها
يعكس جزء من هذا النقد التعب من الحرب, خاصة وسط أولئك الذين يخدمون مددا مضاعفة في جبهة القتال. وفي ذلك يقول المحلل العسكري لورين تومبسون, من معهد ليكسينغتون الأمريكي: يمكنك ان تصمم معادلة تتنبأ بواسطتها بالمعدل الذي تصل فيه الخلافات وسط الجيش إلى الجمهور كجزء من الإمتعاض العام من الحرب
واضاف: بصفتي شخصا يتعامل كثيرا مع الجيش, يجب أن اقول لك أنه ظلت هناك الكثير من الخلافات ولمدة طويلة حول هذه الحرب. إنها فقط تحولت للتعبير على المستوى العلني والخاص.
وأوضحت العديد من الإستطلاعات التي أجريت على جنود الجيش الأمريكي في العراق, أن 45 % منهم في حالة من تدني الروح المعنوية مقارنة مع 19 % فقط قالوا أن روحهم المعنوية مرتفعة. ومنذ بدء حرب العراق في عام 2003 , تضاعفت أعداد خريجي الأكاديمية العسكرية الأمريكية (ويست بوينت) الذين يتركون الخدمة في الجيش بعد قضاء مدة السنوات الخمس الإلزامية.
وصارت الاقلية المتحدثة علنا من العسكريين تزداد يوما بعد آخر وهذا امر مختلف جدا عما كان يحدث في زمن الحرب العالمية الثانية, حيث رفض الجنرال سي. مارشال مجرد الإدلاء بصوته في الإنتخابات حتى يبقى على نقاء ضميره السياسي أثناء الحرب. ففي بداية هذا العام, تحدي الكولونيل بالجيش الامريكي, بول يينغلينغ, رؤساءه علنا في مقالة في مجلة القوات المسلحة.
فقد كتب هذا المدرب السابق بويست بوينت والمحارب السابق بالعراق الذي تولى مؤخرا قيادة كتيبة, يقول, إن كارثتي فيتنام والعراق لا تعودان لفشل فردي, وإنما تعودان لأزمة في المؤسسة برمتها أي في سلك الضباط العام. ويمضى قائلا: في كلا الحربين فإن سلك الضباط العام المنوط به تقديم المشورة لصانعي السياسات وتجهيز القوات ومباشرة العمليات, قد فشل في المهام المنوطة به ..... وكما هي حال الأمور الآن, فإن الجندي الذي يفقد بندقيته يواجه نتائج أخطر بكثير مما يواجه جنرال خسر الحرب.
ويعلق الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي, دان اسميث الذي يعمل محللا عسكريا بلجنة (فريندس) للتشريع القومي, والذي حارب في فيتنام ثم درّس الفلسفة بعد ذلك في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في (ويست بوينت), يعلق على مقالة الكولونيل بول يينغلينغ بقوله: إنه يسعى وراء النظام, أي التدريب والخبرة ونظام الترقيات الذي يفرخ الجنرالات الضعاف لأن جميع المبدعين يسأمون ويتركون الجيش.
بل أن المصادر العسكرية في كل من العراق وواشنطون أيضا عبرت عن إنتقاداتها للمغامرة العسكرية الأمريكية في العراق. وتمتلئ المواقع الاسفيرية في الإنترنت بالجنود الذين يتذمرون ليس حول مدد الخدمة الطويلة والمتكررة فحسب, ولكن أيضا حول الحكمة من غزو العراق في المقام الأول.
غير ان القلق ينتاب بعض المراقبين من ان تحدث الجنود الذين على رأس الخدمة بهذه العلنية قد بدأ يناقض السيطرة المدنية على الجيش والتي يضمنها الدستور الأمريكي.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
حزب التيار الصدري
محمدعبد الجبار الشبوط
الصباح العراق
ستة اشهر استعارها السيد مقتدى الصدر من دورة الصراع الدموي-السياسي-الفئوي الدائر في العراق، من اجل ان يعيد هيكلية جيش المهدي. وحسنا فعل. والمفروض ان يتم استثمار هذه الفترة الزمنية باقصى درجة من اجل تحقيق هدف نوعي جديد في نهايتها. ترتبط اعادة الهيكلة ببوصلة الاتجاه، بالهدف المراد تحقيقه. وتشخيص الهدف عملية ارادية، لكنها ايضا انعكاس لوعي الضرورات والحاجات الفعلية. تشخيص الهدف هو تجسيد للوعي بالحاجة التاريخية للمجتمع. والمجتمع العراقي بحاجة الى دولة مدنية ديمقراطية حديثة. فقد توقف العراق عن ان يكون دولة بهذا المعنى منذ استولى صدام على مقاليد "الحزب والثورة والدولة" كما كان اعلامه يقول. ولم يكن صدام، وقد بنى "دولة" على شاكلته، قادرا على ان يقدم للعراق دولة مدنية حديثة، فقد كان مستواه الادراكي دون هذا الهدف بدرجات كثيرة. التيار الصدري، وقد وَصَفْتُ قوتَه البشرية على الارض في مقال يوم امس، يملك، كغيره من القوى العراقية الراغبة، القدرة على ان يكون جزءاً من العمل على اقامة الدولة الحديثة في العراق. لكن هذه القدرة ليست مرتبطة فقط بالثروة البشرية التي يملكها التيار، وانما مرتبطة بنحو اعمق باعادة الهيكلة التي تحدث عنها السيد مقتدى الصدر.
الخطوة الاولى في هذا الطريق، تبدأ من انبثاق حزب سياسي من قلب التيار الصدري. لا يعني هذا الغاء التيار، او التخلي عنه، فالتيار امتداد مجتمعي شعبي لا يمكن ان نتخلى عنه، لكن يمكن ان ينبثق من بين صفوفه الحزب السياسي، فيما يبقى التيار بوصفه المجتمعي القاعدة الشعبية -الانتخابية للحزب الجديد.
انبثاق حزب سياسي من اجل المساهمة في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، يعني ان الحزب جعل "السياسة" خياره الاول والاخير. والسياسة تعني التخلي عن العنف وعن السلاح، كما تعني الحوار والاعتراف بالاخر والتسويات الوسط، والواقعية، والنزعة الانتخابية. بمعنى انه اذا اراد "الحزب الصدري" ان يكون جزءاً من عملية بناء الدولة الحديثة، فعليه ان يكون حزبا سياسيا مدنيا ديمقراطيا وطنيا. مع التشديد هنا انني استخدم كلمة "الوطني" بمعناها الاجرائي والمعياري، وليس بمعناها القيمي، وتكمن المعيارية هنا باربعة مؤشرات هي: العضوية،والقاعدة الانتخابية، والبرنامج السياسي، والتحالفات السياسية.
يتكون الحزب من اربعة عناصر او مكونات:
المكون الاول، العنصر البشري، بما فيه القيادة العليا، والقيادات الوسيطة، والكوادر، والاعضاء، وصولا الى القاعدة الشعبية والانتخابية التي يمثلها التيار بصورة عامة. وهذا المكون متوافر لدى التيار الصدري، لكنه بالتأكيد بحاجة الى غربلة، للتخلص من المندسين والمارقين والنفعيين الذين لا يخلو منهم تيار شعبي في أي مكان في العالم.
المكون الثاني، القدرات المادية، بما فيها المال، ولكن ليس السلاح.
المكون الثالث، الادارة والهيكل التنظيمي القادر على توظيف الموارد في مشروع بناء الدولة الحديثة، وضبط ايقاع الحزب مع هذا المشروع، وتحقيق الانضباط التنظيمي والسياسي والعملي لدى الاعضاء.
المكون الرابع، النظرية السياسية. ويمثل هذا المكون اهم ما لدى الحزب السياسي، وهنا يفترض ان تنصب جهود اعادة الهيكلة خلال الاشهر الستة المقبلة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
انسحاب البريطانيين من العراق بين الهزيمة والحكمة
د. عبدالله السويجي
الخليج الامارات
يتزايد الحديث عن انسحاب القوات البريطانية من العراق خلال فترة وجيزة، كما تتوالى التصريحات عن المضاعفات والآثار السلبية لهذا الانسحاب على الأمن في العراق واحتمال اندلاع قتال طائفي بين الفئات المتناحرة على السلطة خاصة في مدينة البصرة وجنوب العراق بشكل عام.
صحيفة “الصنداي تايمز” نقلت في تقرير لمراسلتها من واشنطن سارة باكستر بتاريخ 19 أغسطس/آب الماضي أن ستيفن بيدل، أحد المستشارين العسكريين لدى الرئيس الأمريكي جورج بوش حذر الأخير من أن القوات البريطانية في العراق سوف تجبر على الانسحاب “بطريقة بشعة ومحرجة”.بينما نقلت الصحيفة ذاتها تصريحاً لأحد القادة العسكريين البريطانيين بأن “القيادة الميدانية أعلمت رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون بضرورة سحب الجنود ال5500 من جنوب شرقي العراق “لأنهم لن يستطيعوا تحقيق أكثر مما قاموا به حتى الآن”. ووصفت الصحيفة الحالة في جنوب العراق بأنها سيئة بالنسبة للجنود البريطانيين، وخاصة بعد أن تم الكشف عن رسائل وجهها جنود إلى عائلاتهم يقولون فيها إن قصر صدام الذي يتواجد فيه أكثر من 500 جندي يتعرض لأكثر من 60 قذيفة هاون كل يوم ما يجعل نوم الجنود في الخيم غير آمن. وكانت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية قد ذكرت بتاريخ العاشر من أغسطس/آب الماضي أن نسبة القتلى في صفوف القوات البريطانية أعلى من نسبة القتلى في صفوف القوات الأمريكية إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عدد القوات الأمريكية في العراق يتجاوز ال160 ألف جندي وينتشرون في مناطق أكثر خطورة. أما صحيفة “التايمز” فقالت إنه مع سقوط كل قتيل جديد في صفوف البريطانيين تنخفض الروح المعنوية بين الجنود، فكل الجنود يدخنون وأغلبهم لا يتذكرون الشهر أو الأسبوع ويشعرون أن الحكومة والشعب البريطاني تناسياهم. وتقول الصحيفة انه مع ارتفاع درجات الحرارة في البصرة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، ومع ارتداء الجنود لباسهم الميداني الكامل مثل الخوذة المعدنية والصدرية الواقية من الرصاص يصبح القتال ليس سهلاً. كما أن نقل الإمدادات أصبح كابوساً للقوات البريطانية حيث يقدم العديد من سائقي شاحنات التموين على شرب كميات كبيرة من المشروبات الكحولية قبل القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر رغم قصر المسافة.

إن انسحاب القوات البريطانية من العراق ليس وليد الساعة، فقد قال رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني ،2005 إن كلام الرئيس العراقي جلال طالباني حول احتمال انسحاب القوات البريطانية من العراق في غضون عام “عقلاني وواقعي، لكن الجيش البريطاني لن ينسحب قبل أن يتم مهمته”، علماً بأن وزير الدفاع البريطاني جون ريد قد سبق بلير بالتعليق على كلام طالباني قائلا إن “بدء انسحاب القوات البريطانية من العراق في غضون عام احتمال وارد”.

انسحاب القوات البريطانية من العراق ليس بالحدث السهل، لأن بريطانيا هي حليفة الولايات المتحدة الرئيسية في العراق، وانسحابها سيكون ضربة عنيفة للإدارة الأمريكية التي تتهم القوات البريطانية بأنهم لا يسيطرون على الأوضاع في جنوب العراق. وفي الوقت الذي تنقل فيه الصحف البريطانية تفاصيل المأساة التي يعيشها الجنود البريطانيون إلا أنها تقول أن الانسحاب من العراق “سيؤدي إلى العديد من العواقب”، وستنشط الميليشيات وتهدد سلطة الحكومة العراقية هناك وستتدفق الأسلحة الإيرانية وهذه الأمر سوف يشجع حركة طالبان التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي على تكثيف هجماتها لإرغامها على الانسحاب من أفغانستان كما حدث في العراق)، وتبدي مخاوفها من حدوث حمام دم في شوارع مدينة البصرة بمجرد انسحاب القوات البريطانية حيث ستتصارع الميليشيات الشيعية للسيطرة على حقول وموارد النفط الكبيرة في جنوب العراق، وهو ما كرره هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي في تصريحات لصحيفة “التايمز” في عددها يوم الخميس الماضي حيث حذّر الولايات المتحدة وبريطانيا من أن سحب قواتهما من العراق في وقت مبكر سيقود إلى وقوع كارثة حقيقية على مستوى العالم، ويؤدي إلى تفكك البلاد إلى أقسام، واندلاع حمامات دم بين السنة والشيعة والأكراد، وتحويل العراق إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة وغيره من الشبكات الإرهابية، كما أن التدخل المحتمل لإيران سيدفع الدول العربية السنية المجاورة وتركيا إلى أزمة إقليمية. إلا أن الوزير العراقي أبدى تفهمه للانسحاب المتوقع هذا الأسبوع لنحو600 جندي بريطاني من قاعدة قصر البصرة للالتحاق بزملائهم البالغ عددهم 5000 جندي في قاعدة مطار المدينة. واللافت للانتباه أن زيباري أشار إلى أن الخطوة “يمكن أن يُنظر إليها كهزيمة في العالم العربي”. وطالب القوات البريطانية والأمريكية بالبقاء في العراق وقال بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تتحملان مسؤولية أخلاقية للبقاء لإنهاء الفوضى التي أسهمتا في إحداثها في العراق، ولعبتا دوراً محورياً في الحرب وتغيير النظام السابق، غير أنهما بعد ذلك لم تستمعا إلى “أصدقائهما العراقيين” في جميع القضايا.

من السهل جداً اكتشاف الارتباك في التصريحات، ومن الأسهل اكتشاف أن الحكومة العراقية وقوات الاحتلال عجزت، حتى الآن، عن توفير الأمن والسيطرة على الأوضاع وبناء الدولة الديمقراطية التي وعدوا بها، بل ان الأمور تزداد سوءاً، ومساحة الفوضى تزداد اتساعاً، وبات المسؤولون العراقيون يوجهون انتقادات لقوات الاحتلال، كما فعل زيباري، الذي اتهمهم بخلق الفوضى في البلاد وطالبهم بتصحيح ما ارتكبوا من أخطاء.

وفي الحقيقة، فإن بريطانيا أو الولايات المتحدة لا تضع الأمن في العراق على رأس أولوياتها، ولا تضع إعادة الإعمار أيضا ضمن اهتماماتها، بل إن بناء دولة عراقية ديمقراطية عصرية هو آخر ما تفكر به الولايات المتحدة، وإنما تريد امتداد الفوضى إلى الدول المجاورة للعراق، إلى سوريا والخليج والأردن وإيران، ظناً منها أن هذه الفوضى (الخلاقة) هي التي ستعيد ترتيب الأوراق من جديد، بينما هي في الواقع تسعى إلى تدمير بلاد بالكامل والقضاء على حضارتها وإمكاناتها وسحق نسبة التنمية الضئيلة التي حققتها، لتعيدها، كما أعادت العراق، إلى القرون الوسطى، وبما أن المنطقة تعاني من طائفية كبيرة، وأقليات كثيرة، فإن المسؤولين الذين أتى وسيأتي بهم الاحتلال سيطالبون ببقائه، شأنهم شأن الوزير زيباري الذي كشف أن بلاده “ستوقع على اتفاقية أمنية بعيدة المدى مع الولايات المتحدة خلال العام المقبل، بعد الانتهاء من التفويض الموقع عليه من الأمم المتحدة حول وجود الاحتلال في العراق”. وهو ما سيجعل الأمن في العراق بتصرف الأمريكيين، وعندها سيتحول العراق إلى قاعدة عسكرية “شرعية” في المنطقة، وسيساند الدور الصهيوني، أو سيقومان معا في إدارة الفوضى عن طريق إشاعتها في المنطقة العربية، ناهيك عن اعتمادها الكلي على الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستسحب كل خيراتها ومقوماتها الطبيعية والحضارية.

إن الانسحاب البريطاني من البصرة وجنوب العراق سيتم قريباً، وهو حركة اختبارية لما سيحدث لو انسحبت قوات الاحتلال من العراق، وليس غريبا أن تسكت قوات الاحتلال على إقامة كيان سياسي مستقل في الجنوب تمهيدا للتقسيم، وستبدأ بناء عليه الانسحاب من بغداد ثم شمال العراق. وتعلم الولايات المتحدة تمام العلم، أن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، ولن تستقر الأوضاع ويتم التقسيم بالضغط على الزر، بل سيسبقه حمام دم تبدو معه التفجيرات الحالية والسابقة بسيطة وقليلة. ولكن، ماذا لو تسلم العراقيون السلطة بهدوء، ولم تحدث حرب أهلية كما يتوقعون؟ هل سيعيدون احتلال الأماكن التي انسحبوا منها؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
المتساقطون من رجال بوش
أحمد منصور

الشبيبة عمان
رغم دفاعه المستميت عن صديقه البرتو جونزاليس الذي كان مجرد محام في تكساس ثم عينه في أحد أرفع المناصب في الأدارة الأمريكية وهي وزارة العدل، فإن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يجد مفرا في النهاية من القبول باستقالة جونزاليس التي ستدخل حيز التنفيذ في 17 سبتمبر القادم بعد معركة بينه وبين الديمقراطيين في الكونجرس استمرت عدة أشهر، اتهموه فيها بارتكاب فضائح لوثت وزارة العدل وأوجدت أزمة قيادة بها حيث تفجرت القضية بعدما أقال جونزاليس تسعة من المدعين العامين الذين يختلفون مع إدارة بوش، ورغم تفرد بوش كعادته بالدفاع عن أصدقائه فإن جونزاليس لم يكن أول المتساقطين من رجال بوش ولن يكون آخرهم فقد سبقه كثيرون كان من أبرزهم، كارل روف كبير المستشارين وأحد أبرز المخططين السياسيين في إدارة بوش وقد استقال في يونيو الماضي 2007، وسبقه دان بارتليت أحد المستشارين البارزين أيضا في البيت الأبيض وفي شهر يونيو من العام 2007 أيضا استقال هاريت مايرس أحد المستشارين البارزين في البيت الأبيض وبالتالي فقد كان شهر يونيو الماضي بمثابة شهر الاستقالات الكبرى لمستشاري بوش، وقد عكست استقالة هؤلاء المستشارين الثلاثة في شهر واحد حجم الأزمة الداخلية التي يعيشها بوش والتخبط في سياسته سواء الداخلية أم الخارجية، وفي شهر ديسمبر من العام 2006 استقال جون بولوتون الذي فرضه بوش سفيرا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة رغم اعتراضات الكثيرين في مجلسي الكونجرس الشيوخ والنواب، إلا أن بوش أمام ضربات الديمقراطيين لم يجد بدا من قبول استقالة بولوتون المعروف بسلاطة لسانه وتطرفه بعدما تعهد الديمقراطيون بالأطاحة به، أما أول ضحايا هيمنة الديمقراطيين على الكونجرس فقد كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع والكذاب الأشر، الذي غطت أكاذيبه على كل من سبقه من محترفي الكذب من السياسيين، ورغم أن بوش نفي مرارا أن يستقيل رامسفيلد أو يقال طالما أنه بقي رئيسا في البيت الأبيض إلا أن رامسفيلد كان أول من ضحي بهم بوش بعد الهجوم الأول للديمقراطيين، وأجبر رامسفيلد على الاستقالة في نوفمبر من العام 2006، غير أن سلسلة المتساقطين من رجال بوش لم تبدأ بعد حصول الديمقراطيين على الأغلبية وإنما سبقت ذلك، حيث استقال في مارس من العام 2006 أندرو كارد رئيس العاملين في البيت الأبيض، وسبقه لويس ليبي رئيس فريق العاملين في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني الذي أجبر على الاستقالة في أكتوبر من العام 2005 بعد فضيحة تسريب إسم عميلة لـ(سي.آي.إيه)، واتهم بالكذب وتضليل العدالة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف في شهر يونيو من العام 2007، وفي مارس من العام 2007 استقال بول ولفويتز نائب وزير الدفاع وأحد المحرضين الرئيسيين للحرب على العراق، وقد كافأه بوش بمنصب مدير البنك الدولي إلا أنه أجبر على الاستقالة في يونيو الماضي بعد فضيحة محاباته لعشيقته الموظفة في البنك، وفي نوفمبر من العام 2004 استقال جون أشكوروفت وزير العدل السابق وأحد حلفاء بوش الرئيسيين فيما يسمى بالحرب على الأرهاب حيث سنت في عهد ه أسوأ قوانين التنصت والملاحقة لملايين الأبرياء، وكان أشكوروفت من الصهاينة المتشددين حيث كان يقيم قداسا كل صباح في مكتبه قبل بداية العمل.
أما في نوفمبر من العام 2004 فقد كانت الاستقالة المدوية لوزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الذي استخدمه بوش في أكبر عملية تضليل لتبرير الحرب على العراق حيث كان باول هو الذي قدم للأمم المتحدة الشرح الوافي لأكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي كانت الغطاء والمبرر لكل ما قامت به أمريكا في العراق بعد ذلك، وكانت استقالة رامسفيلد قد جاءت في أعقاب استقالة مدير وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) جورج تينيت على خلفية اتهامات للوكالة بالأخفاق ورغم أن تينت أعلن في حينها أن الاستقالة تعود لأسباب شخصية إلا أنه في كتابه في عين العاصفة الذي نشر في العام 2007 شن هجوما على بوش وإدارته واتهمهم هم بالاخفاق بعدما حملوه نتائج الفشل في العراق، أما في يوليو من العام 2003 فقد استقال آري فلايشر السكرتير الصحفي للرئيس الأمريكي بوش.
إذا تأملنا في أهم هؤلاء الرجال المتساقطين حول الرئيس بوش نجد أن قاسما مشتركا يجمع بينهم هو أن عملية تساقطهم بدأت بعد احتلال العراق في إبريل من العام 2003، وأن العراق كانت سببا بشكل مباشر أو غير مباشر في استقالتهم، وأنهم جميعا كانوا من المقربين جدا إلي الرئيس بوش وأن معظهم خرج من منصبه بفضيحة أو لاحقته الفضيحة بعد ذلك مثل وولفويتز، وقد عبرت صحيفة (التايمز) البريطانية برسم كاريكاتوري نشر في أعقاب استقالة جونزالس عن ذلك صورت فيه الرئيس بوش يركب طائره وقد تركه وقفز منها الجميع حتى الطيار وبقى وحده في الطائرة.
إن أصعب ما يواجهه الرئيس بوش الآن هو عدم قدرته على حماية رجاله الذين يتساقطون من حوله الواحد تلو الآخر، وسيظلون يتساقطون حتى نهاية ولايته، ويرجع كثير من المراقبين هذا إلى لعنة العراق، التي ستظل تطارد بوش ليس داخل الولايات المتحدة وخارجها فقط وإنما ستظل تطارده على صفحات التاريخ.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
مدينة الثورة -
د. حسن مدن
الخليج الامارات
يروي صديقنا الباحث العراقي رشيد خيوني أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو يطعن في “صحة” الوثائق المقدمة ضده من المدعي العام حول ما نسب إليه من تهم، قال إن هذه الوثائق مزورة، مستشهداً بذلك بالسوق الشعبي الشهير في عمق مدينة الثورة، والمعروف باسم سوق “مُرَيدي”، الذي يجري فيه تزوير كل وثائق الدولة من الهوية المدرسية إلى الجواز الدبلوماسي.

وبدا صدام، بهذا التوصيف، بمظهر العارف بكل تفاصيل المدينة التي خلع عليها اسمه على نحو ما ذكرنا أمس، هو الذي عهد إلى رجله سمير الشيخلي أن يهتم بالمدينة، فقام برصف شوارعها بالإسفلت، ولكن خصوم النظام يقولون إن ذلك كان ضرورياً لتسهيل نقل المجندين من أبناء “الثورة” إلى جبهات القتال مع إيران، ويقولون إن العمر الافتراضي لهذه الشوارع انتهى بنهاية الحرب، ولم يعد رصفها ثانية حتى اليوم.

وتسمية “مُرَيدي” التي ذكر بها صدام المحكمة ليست سوى واحدة من التسميات الساخرة نسبة لرجل بسيط، أصبحت له شهرة توازي شهرة صدام نفسه بالمنطقة.

لكن ليس هذا هو أهم ما تعرف به “الثورة”، فبيئتها الثورية المتمردة أعطت بغداد إلى جانب الصُناع والزراع وصغار الموظفين، أجيالاً من الفنانين والأدباء والشعراء.

ما أن سقط نظام صدام حتى استحوذ مقتدى الصدر وقوته الضاربة ميليشيا جيش المهدي على “الثورة”، وأقام فيها مبكراً دويلة، سرعان ما استنسخ الآخرون أمثالاً لها في مناطق أخرى من العراق. وللصدر هناك محاكمه الشرعية، وأدوات حكم: فروع مخابرات وقوى أمنية.

وإزاء “دولة” الصدر التي تتخذ من “الثورة” عاصمة لها تبدو الحكومة ضعيفة الحيلة إما خوفاً أو مهادنة لاعتبارات وتكتيكات سياسية، لدرجة أن التلفزيون الرسمي هو من أذاع خطاب مقتدى كزعيم ل “دولة” “الصدر”.

ومن المضحكات المبكيات التي نقلها خيوني أن “الثورة” صارت تعرف ب”مدينة الصدر المنورة” على سبيل السخرية، لكن بعض خطباء الجمعة أخذ التسمية على محمل الجد، وأشاعوها من على أعواد المنابر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
مقتدى الصدر السيف والوردة
ماضي الخميس
الراي العام الكويت

ساعتان أتأمل صورة الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر... أنظر في عينيه بشدة... حاولت أن أغوص في أعماق أعماقه لأعرف وأتصور وأتخيل... بماذا وكيف يفكر... صورته الشهيرة وهو يتشح بالسواد، ويرتدي عمامة سوداء... وينظر الى الأعلى نظرة قاسية حازمة تحمل الكثير من المعاني... لا أعلم من اي برج مقتدى الصدر، لكنني أكاد أجزم انه من برج الأسد فهو يتسم بالحدة والصرامة والقسوة والحزم... والأهم القيادة، كما انه يحب ان يتباهى بقدراته، وأن يكون رمزاً... ويصفون رجل برج الأسد بأنه متسلط ويحب المفاخرة والغطرسة، يتدخل في شؤون الغير، متشدد وغير صبور... هكذا هو مقتدى الصدر.
ويقولون ان الرجل الاسد لا يخاف وذو قوة وطاقة ويسعى لأن يصل الى درجة القائد العظيم. ورغم ان مولود الاسد قد يبدو محباً للسيطرة ومستبداً في بعض الأوقات الا ان هدفه هو ضمان ان تكون الأمور على ما يرام فيما يخص أولئك المحيطين به والموجودين في مملكته (هذه صفة صحيحة خصوصاً بعد أن أعلن مقتدى الصدر تجميد كل أنشطة جيش المهدي لستة أشهر غداة اشتباكات كربلاء الأخيرة).
لقد نشأ الصدر مقتدى الصدر ليكون زعيماً، خصوصاً وانه شرب الزعامة من والده السيد محمد صادق الصدر الذي اغتيل في عهد صدام حسين ومعه ابناه الآخران.
يتهم مقتدى الصدر بأنه وراء غالبية التفجيرات والكوارث الإنسانية التي تقع يومياً في العراق بسبب تطلعاته للاستحواذ على الحكم، خصوصاً وان ميليشيا «جيش المهدي» التي أنشأها الصدر بعد احتلال العراق تعتبر من أكبر القوى في العراق، ولديها مصادر عديدة للحصول على الدعم والمال والسلاح.
ويعتبر مقتدى الصدر من أشد الزعماء العراقيين على الساحة السياسية، ويملك الآلاف من الاتباع والمؤيدين الذين يأتمرون بأمره وينفذون ما يطلب من دون نقاش او تردد حتى ولو كان ثمن ذلك الموت.
ماذا تريد... سألت مقتدى الصدر من خلال الصورة الشهيرة التي أمامي؟ هل تعلم يا سيدي ان برج الاسد انا وأنت يعتبر انسانا في حالة عشق دائم يحب الحياة ويمتاز برقة مشاعره ورجاحة عقله... أين ذلك يا مقتدى؟ آمل ان تستعيد ذلك.
كان مقتدى الصدر يضع وشاحاً أبيض على كتفيه، يقال انه كان يضع كفنه، أتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً، ففكرة الموت يجب ألا تكون رغبة لدى الإنسان، بل هي خاتمة يقررها الله عز وجل وحده، حتى أن أحد مشايخ الدين المحترمين عندما سألته عن الاستشهاد قال ان الشهادة هي مكافأة يمنحها الله لمن ذهب يقاتل في سبيله، والأولى بالمؤمن وهو يقاتل أن يحافظ على حياته وينتصر في معركته لا أن يذهب للقتال وهو راغب في الشهادة، فالنصر أولى من الشهادة، ولكن المقاتل اذا قتل فالله يمنحه تلك المكافأة الجميلة... الشهادة.
ثمة شيء غريب في صورة هذا الرجل... ثمة قصص وحكايا... وروايات... ثمة ألم ورغبة تنضحان من عينيه الشابتين.
بمن يقتدي مقتدى الصدر... هل يقتدي بالرسول الكريم حيث يقول: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، أم يقتدي بالإمام علي بن أبي طالب الذي يقول «حب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره لغيرك ما تكره لنفسك»، بمن يقتدي مقتدى والدين والأخلاق والمواثيق كلها تنهانا عن القتل وسفك الدماء.
ماذا يحب مقتدى الصدر.... هل يحب الجمال ام الطبيعة ام الرياضة ام يعشق رائحة الرصاص ولون الدم؟
أعود الى الصورة أتأملها... ثمة أشياء... وأشياء... وراء مقتدى الصدر الأصل لا تكشفها الصورة... لكن الصورة الكبرى قاتمة... صورة العراق يحترق... والعراقيون إما منتحرون وإما قتلى لمن انتحر بهم.
هل يمكن أن ينزع مقتدى الصدر السيف من صدر العراق، ويخرج وردة من جيبه يغرسها في قلب الوطن لتشع عبقاً وعبيراً وحباً ومودة، بدلاً من الموت والقهر والخوف المزروعين في ثنايا العراق... اللهم اشف عراقنا الغالي... وارحم من ماتوا على أرضه... ودمتم سالمين.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
المالكي وكوشنر
حميد المالكي
الراي العام الكويت

أصيبت الديبلوماسية الفرنسية بنكسة بسبب الخرق السافر الذي ارتكبه وزير خارجيتها برنارد كوشنير وعدم احترامه للتراث الديبلوماسي العالمي، ابتداء من مؤتمر فيينا لعام 1815 ومؤتمر الاتحاد المقدس لعام 1818 المسمى ايضا بمؤتمر (اكس لاشبيل) حتى قيام معاهدة فيينا لعام 1961 وتعديلاتها، وذلك حينما زار بغداد وطالب بإقالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتعيين الدكتور عادل عبدالمهدي بديلا عنه في خرق فاضح للمعاهدات والقواعد والاعراف الديبلوماسية.
ولم يكتف الوزير بهذا، بل قام بحركة تنم عن خفة الوزير عندما استقبله الرئيس الطالباني، اذ قام بحركة راقصة (تشبه الروك) شاهدها الملايين عبر شاشات التلفاز، بل زاد من استفزازه للحكومة العراقية حينما طالب بمؤتمر دولي وهو يعرف مسبقا ان هذا الموضوع سبق وان رفضته معظم القوى العراقية ما دعا المالكي إلى مطالبة فرنسا باعتذار رسمي، وقد ايده في ذلك اصدقاؤه وخصومه على حد سواء ونجح المالكي في استقطاب القوى كافة إلى جانبه في انتقاد الوزير الفرنسي وعلى عدم اهليته لقيادة الديبلوماسية الفرنسية، والادهى من ذلك ان الرئيس ساركوزي جدد ثقته بوزيره الذي جدد مطالبته برحيل المالكي!
الديبلوماسي حسب المنظِّر ليون نويل: «هو في جوهره وزير للسلم وواجبه الاول كممثل لبلاده ان يكون وسيط تفاهم ورجل وئام ومهدئ خواطر».
والديبلوماسي يستطيع لعب دور خطير كما لعبه الديبلوماسي الشهير من بريطانيا ستريد فورد كانين، وادى إلى اندلاع حرب القرم التي جرت بين اعوام 1854-1856 وكان قيصر روسيا نيقولاي الاول عام 1832 قد رفض تعيين السفير كانين كسفير لبريطانيا في بطرسبورغ، وذلك بسبب نشاطاته ودسائسه ضد الدولة الروسية عندما كان سفيرا لبلاده في القسطنطينية واليونان.
والطريف ان البلاط الملكي البريطاني كان ارسل بإفادة إلى القيصر الروسي جاء فيها: «هل من الممكن ان يوافق على قبول ستريد فورد كانين بحيث انه وبعد وصوله إلى بطرسبورغ ومثوله امام جلالة القيصر يقفل عائدا من غير رجعة»! وكان رد القيصر نيقولاي الاول: «انه يعد بمنح ستريد فورد كانين واحدا من ارفع الاوسمة في روسيا في حالة عدم مجيئه اطلاقا إلى بطرسبورغ».
واعتبر المؤرخون ان هذا الديبلوماسي الذي اعتمد فيما بعد سفيرا لبريطانيا في تركيا، لعب دورا كبيرا في اندلاع حرب القرم.
وهكذا نجح المالكي وبالادلة الملموسة على ادانة الوزير الفرنسي بعبارات راقية، رقي الكاتب الصحافي الملتزم وجرأة السياسي، اذ كان المالكي كاتبا صحافيا ومحللا سياسيا في جريدة «الموقف» التي اصدرها في دمشق ومديرا لمكتب حزب سياسي قبل سقوط النظام السابق، ولا غرابة في ذلك فالعراقيون هم الذين اوضحوا للعالم الديبلوماسية والديموقراطية والدستور والانتخابات والمجالس التشريعية منذ صدور قانون «أور - نامو» قبل سبعة آلاف سنة من صدور قانون حمورابي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
هواجس كردية
زهير المخ
الراية قطر
شهد إقليم كردستان العراقي، في الآونة الأخيرة، حركات بدت، في شكل وقوعها علامات علي رغبة في الذهاب نحو الاستقلال وامتلاك دولة منفصلة عن الكيان العراقي: رفع العلم الكردي وتثبيت دستور إقليم كردستان الذي يؤكد حق الأكراد في تقرير مصيرهم، وإقرار مشروع خاص بالنفط في البرلمان المحلي. هكذا ظهر الأكراد داخل المشهد السياسي العراقي وكأن علاقتهم بالدولة المركزية واهية إلي حد بعيد، وأنهم إنما يتحينون الفرصة المناسبة للإسراع في إعلان دولتهم المستقلة.

وإذا كان الاصطناع في نشوء الكيانات ليس نوعاً من "الخطيئة الأصلية"، يبقي بالضرورة عائقاً في وجه نمو هذه الكيانات واستقرارها واكتسابها شرعية لاحقة في نظر مواطنيها. ويبدو أن الفكر السياسي الكردي مازال في الإجمال أسير فكرة مفادها أن إثبات رفض حالة الانفتاح علي الفضاء الوطني والانكفاء علي الذات القومية كاف من الناحية العملية للابتعاد تدريجياً عن الدولة المركزية الجامعة.

غير أن الأمور علي أرض الواقع غير ذلك. فالقادة الأكراد يصرون، أكثر من أي طرف آخر، علي الرغبة في البقاء داخل الدولة المركزية العراقية بشرط أن تتخلي هذه الأخيرة المقولة القومية المبسطة التي تري أن الأمة العربية كانت موحدة وجاء الاستعمار وقطع أوصالها، وهي مقولة، ولو أنها غير خاطئة تماماً، إلا أنها تصطدم بعقبة أساسية تتعلق بصحتها المتساوية بين بلد وآخر. ففي دولة كهذه تتحول القومية الكردية إلي مجموعة مهمشة، بل منبوذة، لا يحق لأبنائها ما يحق لأبناء القومية العربية إلا إذا تخلوا عن انتمائهم القومي وفضلوا الذوبان في بوتقة القومية الحاكمة. والأرجح أنه بناء علي هذا الواقع، دأب القادة الأكراد في الإلحاح علي ترسيخ مطلب الاتحاد الفيدرالي، الذي يجمع الإقليم الكردي إلي الكيان العراقي، بصفته الشكل الأفضل للبقاء في دولة واحدة. كما تحول قادة الحركة السياسية الكردية من متمردين لائذين في الجبال إلي رجال دولة في الحكومة المركزية، ولعبت الأحزاب الكردية دوراً لا يستهان به في التقريب بين وجهات النظر العراقية المختلفة لتوطيد دعامات الدولة الجديدة.

علي هذا الأساس، لعب القادة الأكراد دوراً مؤثراً في تجسير الفجوات بين الأطياف السياسية العراقية المختلفة وإقناعها بالاندماج في العملية السياسية، لكنهم علي ما يبدو أخفقوا في تحقيق معظم مساعيهم. فالكيان العراقي لم ينهض، حتي يومنا هذا علي الأقل، من واقعته الدموية، وأطيافه من الشيعة والسنة التي لم تتجاوز أحقادها الكامنة وأدارت ظهرها لمفهوم المصالحة الوطنية.

صحيح أن عدداً من القادة الأكراد ظل يشغل مواقع متقدمة في جهاز الدولة، لعل من بينهم رئيس الجمهورية جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري، لكن الصحيح أيضاً أن الدور الكردي في المعادلة العراقية سرعان ما شهد تراجعاً صامتاً. فبعد أن ظلت العاصمة الإقليمية الكردية أربيل موئلاً لاجتماعات ممثلي الأطياف العراقية، تحولت إلي مدينة ذات هوية كردية بامتياز، سواء في رفع علمها القومي أو في الشروع بكتابة دستورها الإقليمي الخاص، فيما باتت تتثاءب في عراقيتها ونشاطها السياسي إزاء المركز. أما ممثلو "التحالف الكردستاني" في البرلمان العراقي وفي المؤسسات الحكومية علي حد سواء، فإنهم واصلوا أداء وظائفهم بحماس أقل ونشاط أضيق.

هناك تفسيرات متباينة لهذه الظاهرة، من بينها أن الأكراد تعتريهم الرجفة والانكفاء والعزلة كلما انفجرت في أطرافهم المصائب والأهوال، تعبيراً عن حالة تاريخية، فيما يفسرها آخرون بأنها علامة من علامات الملل السياسي انتاب الأكراد نتيجة استمرار دوامة العنف في العراق، وفريق ثالث يري أن الظاهرة مرتبطة بصورة وثيقة باشتداد النزعة الانفصالية لدي الأكراد.

لكن للانكفاء الكردي عوامل أخري ربما تتعلق بالتسويف الحكومي من تطبيق البنود الخاصة المتعلقة بالحقوق الكردية في الدستور العراقي، سواء تلك المتعلقة منها بالتأخير الحاصل في التنفيذ الحكومي لبرامج التطبيع الخاصة بمدينة كركوك، أو في التلاعب الحاصل في الموازنة المالية المخصصة للمنطقة الكردية من العائدات النفطية، إضافة إلي التشكيك المتعلق في الفيدرالية التي باتت تتمتع بها المناطق الكردية.

في هذا السياق، يمكن للأكراد، إذن، أن يتنفسوا الصعداء ففي المناخ السائد في باقي المناطق العراقية، التي تفتقد ثقافة سياسية متسامحة، يجبر الأكراد علي التلعثم حين الحديث عن الرغبة في الاستقلال. وعلي ما يبدو فإن هذه الأمور تحضر في بال المسؤولين في إقليم كردستان العراق حين يذهبون إلي المهمة التي أخذوها علي عاتقهم، أي إدارة الإقليم. إنهم يرددون علي مسامع الجميع أن للأكراد، ككل الشعوب، الحق في تقرير المصير ولكنهم سرعان ما يستدركون أنهم إنما يريدون البقاء في إطار دولة عراقية موحدة تحترم هويتهم وتصون حقوقهم. ولا تنبع هذه الازدواجية من تعففهم عن السعي إلي الاستقلال، بل من خشيتهم من تلاطم أمواج الصراعات الدموية من حولهم.

ففي الإقليم الكردي نفسه وضعت القيادة الكردية السلاح جانباً وباشرت بناء مجتمع جديد في كنف السلم الأهلي. وكرست مفهوم التسامح والعفو عن الجهات التي كانت تواطأت مع النظام السابق وألحقت الأذي بالحركة السياسية الكردية في الماضي. كما انصرفت إلي إعمار المنطقة وإقامة بنيتها التحتية وفتح المجال أمام الاستثمار الخارجي وإطلاق الحريات العامة وإزالة العوائق من وجه الصحافة وحرية التعبير والترويج التدريجي لآليات السلوك الديموقراطي.

يمكن للأكراد طبعاً أن يجدوا الأمثلة الكثيرة علي جنينية فكرة قيام كيان كردي مستقل، لكنهم لا يستطيعون أن يستولوا علي هذه الظواهر فيعتبرونها مؤشراً حصرياً بفكرتهم؛ إذ هي تشير طبعاً إلي نمو الهوية الكردية، ولكنها تشير أيضاً إلي تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية لا علاقة لها مباشرة بفكرة الانفصال.

إلا أن الأكراد يجدون أنفسهم في موضع يتحتم عليهم فيه أن يناضلوا علي جبهتين: الجبهة العراقية لتوطيد أسس الاتحاد الاختياري القائم علي التفاهم المتبادل، والجبهة الكردية باتجاه تثبيت الهوية الكردية في الفضاء العراقي وضمان الحقوق الكردية سياسياً وثقافياً واجتماعياً.

إنهم يعملون علي مبدأ اعمل للعراق كأنك لن تنفصل أبداً واعمل لكردستان كأنك ستنفصل غداً.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
ما وراء الأخبار.. أرقام الإخفاق

عز الدين الدرويش

تشرين سوريا
الأرقام والتطورات والشهادات المحايدة، وعلى رأسها الأميركية، تؤكد أنه لم يعد باستطاعة أحد من منظري الحرب على العراق في الإدارة الأميركية إقناع أحد بأن الأوضاع في العراق تتحسن، أو يمكن أن تتحسن في المدى القصير القادم، والعكس هو الصحيح، وفق ما تشير إليه الوقائع على الأرض العراقية.

الأوضاع تسير بتسارع نحو الأسوأ عراقياً وأميركياً، وازداد سوءها بعيد إطلاق بوش استراتيجيته العراقية، التي رفع بموجبها عدد الجنود الأميركيين في العراق أوائل هذا العام، ولعل شهر آب الماضي يمكن أن يكون مثالاً واضحاً على ذلك، وفق وكالة الأسوشيتدبرس الأميركية، التي أكدت أنه بالاستناد إلى مصادر أمنية عراقية قتل خلال شهر آب 1809 مدنيين عراقيين مقابل 1760 في تموز، أي بزيادة نسبتها 7%. ‏

وبلغ عدد القتلى من الجنود الأميركيين في الشهر المذكور 79 جندياً، ليصل العدد الكلي للجنود القتلى منذ بداية الغزو عام 2003 إلى 3737 وفق الأرقام الأميركية. ‏

وبالتأكيد فإن تزايد عدد القتلى العراقيين والأميركيين يشكل أحد أهم مقاييس الإخفاق الأميركي في العراق، مع التوقف هنا عند العدد الكبير للضحايا العراقيين الذين قد يتجاوزون الخمسة والعشرين ألفاً في العام الحالي بالاستناد إلى إحصاءات آب الماضي. ‏

في ضوء ذلك كيف يمكن التحدث عن تقدم في العراق؟ وما الحجج المتبقية أمام منظري الحرب الأميركيين كي يسوقونها لإيهام العالم بهذا التقدم المزعوم؟ ‏

وإذا كان الجميع بانتظار تقرير بتريوس وكروكر المرتقب في منتصف أيلول الحالي فإن المقدمات تدلّ على النتائج، بمعنى أنه ليس من المنتظر أن يكون هذا التقرير إلى جانب بوش وصقوره في الإدارة. ‏

العراق ابتلي بالغزو الأميركي، ودُمر بشكل شبه كامل من جراء هذا الغزو، وخسر أكثر من مليون من أبنائه كضحايا مباشرين، واضطر أكثر من أربعة ملايين عراقي إلى اللجوء الداخلي والخارجي، ولايزال القتل والتدمير العنوان الأبرز للعراق بعد أكثر من أربعة أعوام من احتلاله، فماذا تريد إدارة بوش أكثر من ذلك حتى تنهي احتلالها، وتترك للعراقيين أن يقرروا مصيرهم؟! ‏

وما لم يتم تحقيقه خلال أربع سنوات لن يتحقق في شهور، ما يعني أن إنهاء هذه المأساة يبدأ بإزالة الاحتلال، وبإطلاق عملية سياسية عراقية حقيقية توحّد كل فئات الشعب العراقي، وترسخ وحدة البلاد، وتوفّر الأمن والاستقرار الشاملين، هذا ما يفترض أن تقر به إدارة بوش اليوم قبل الغد. ‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
بوش وزيـــادة الإرهـــاب فـــي العالــــم

د. فيصل الفهد

الوطن البحرين
تشير أحدث الإحصائيات التي أعدتها وكالة الأسوشيتد برس إلى تضاعف أعداد القتل المتصلة بالحرب في كافة أنحاء العراق خلال العام الحالي حيث بلغ متوسط القتل اليومي 62 حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ33 العام الماضي. كما زاد قتلى الثمانية أشهر الماضية بحوالي ألف قتيل عن إجمالي قتلى العام الماضي، فقد قتل نحو 14800 شخص حتى أغسطس/آب الجاري، مقارنة بـ13811 شخصاً قضوا خلال عام ,2006 بالرغم من إشارة الأمم المتحدة إلى معدلات أعلى.
كذلك ارتفع عدد المهجرين من 447,337 في /كانون الثاني إلى 14,1 مليون في يوليو/تموز الماضي، وفق إحصائية الهلال الأحمر العراقي، وتأتي هذه الإحصائية مناقضة لتصريح نائب قائد تخطيط العمليات في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، العميد ريتشارد شيرلوك التي جاء فيه ''يتواصل تراجع العنف في العراق وهو عند أدنى معدلاته منذ يونيو/حزيران عام 2006ولم يقدم شيرلوك خلال موجز صحفي في البنتاغون الجمعة إحصائية لدعم مزاعمه إلا أن القائد العسكري حذر من تكثيف العناصر المسلحة لهجماتها في العراق للتزامن مع الذكرى السادسة لهجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة كما أعرب ثاني أعلى مسئول عسكري أمريكي في العراق، الجنرال ري أوديرنو، عن مخاوفه من هجمات كبرى في الأيام التي ستستبق تقريركروكر وبتريوس إلى الكونكرس خلال الأسبوعين القادمين.
وفي هذه الأجواء الساخنة تزداد فيه الضغوط على حكومة المالكي المنهارة في العراق وتستمر معها محاولات مناصريه لإبقائه أطول فترة ممكنة لاسيما وأن الضربات الموجعة هذه المرة لم تأتِ فقط من الديمقراطيين والجمهوريين بل من طرف غير متوقع وهو وزير خارجية فرنسا الذي لم يطالب بإقالة المالكي بل ذهب بعيدًا عندما حدد البديل. كل هذه التوترات تجري متوازية مع تمديد حدود المعاهدات التي تجريها الأطراف المرتبطة بإيران والحزبين الكرديين العميلين وأضيف إليهم الحزب الإسلامي المعروف بقدرته على التلون والمناورة ولكن هل تصلح هذه الاتفاقيات ما أفسدته العملية السياسية وخربه الاحتلال؟ علما أن المشكل في العراق ليس المالكي أو حكومته الألعوبة بل في الاحتلال.
مرت سبع سنوات والرئيس بوش يشن حربه على ما أسماه بالإرهاب وكان من بين أهم إنجازاته احتلاله للعراق وأفغانستان وتدميرهما بالكامل وقتل الملايين من أبنائهما وتشريد ملايين أخرى وخلق الفوضى وزيادتها في أسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية فهل زاد الإرهاب كما يسمونه أم تم القضاء عليه لاسيما بعد احتلال العراق؟ ورغم كل أكاذيب الإدارة الأمريكية وحكومة المالكي العميلة في العراق وادعائهما أن تحسنًا أمنيًّا قد تحقق بعد تنفيذ خطة بوش بزيادة عديد القوات الأمريكية ولكن ما هي الحقيقة؟
الحقيقة جاءت من خلال تضاعف محصلة ضحايا الهجمات الطائفية الدموية التي تجتاح أنحاء العراق، والعمليات العسكرية لقوات الاحتلال لم تنجح في تحجيم المليشيات المتشددة.
إن استمرار السياسات العدوانية الأمريكية ضد الدول الأخرى وفر المناخ المناسب لخصوم أمريكا لتجنيد أعداد كبيرة من الشباب من مختلف أنحاء العالم من الذين يرون في أمريكا دولة تمارس العداء غير المبرر ضد الشعوب الأخرى، بالدعوات إلى الجهاد مستشهدين بما يرتكبه الجنود الأمريكيون من جرائم في العراق، كما اتضح ذلك في سجن ''أبو غريب'' سيِّئ السمعة. وليست تلك الدعوات إلى العنف التي تبثها المواقع الإلكترونية سوى غيض من فيض، وتشير إحصائيات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن عدد الهجمات (الإرهابية) حول العالم ازداد في العام 2003 إلى أكثر من 175 عملية، وهو الرقم الأعلى منذ 21 عاماً. وتصاعد أعداد الهجمات إلى ثلاث مرات في 2004 لتصل إلى 655 هجوماً. وفي عام 2005 ارتفع العدد إلى ''أحد عشر ألف'' هجوم وزادت الهجمات عدداً ونوعاً عام 2006 لتتجاوز ''أربعة عشر ألف'' هجوم، أي بمعدل أربعين هجومًا في اليوم، وهذه الأرقام لا تشمل عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكي والتي بلغت أرقاما كبيرة زادت على مائة ألف حسب التقديرات الأمريكية وهو رقم أقل بكثير من الحقيقة.
وتشير الدلائل أن ما يسميه الأمريكان بالإرهاب يتوسع ويزداد أفقياً وعمودياً وبدل أن يكون العراق بؤرة لاستقطاب المقاتلين المناهضين لأمريكا نتج العكس، حيث أصبح العراق مصدر إنتاج وتصدير لهم وبكفاءة قتالية عالية، حيث انتشرت الهجمات الاستشهادية التي لم تكن مستخدمة في أفغانستان. وأبدت دول كثيرة في المنطقة وخارجها تخوفاً متصاعداً من عودة المقاتلين إلى بلادها بعد أن خضعوا للتدريب في العراق. ومع ذلك مازال بعض المسؤولين الأمريكيين يصرون على تغليب الاعتبارات الأمنية على سيادة القانون دون أن يدركوا أن العنف يزداد في ظل غياب العدالة والقانون. فالعدالة والقانون يحققان الأمن والاستقرار في أي بلد.
ويتساءل كثير من العقلاء عن المغزى الأخلاقي لاحتلال العراق وهو بلد لم يهاجم أمريكا، ولم يشكل أي تهديد استراتيجي عليها، ولم يكن أكثر شراً من كثير من الأنظمة التي تعبث بالسلام وتشكل تهديداً مستمراً للآخرين.
وقد تم تبرير غزو العراق بمزاعم زائفة أن صدام حسين ينسق سراً مع ''القاعدة''، ويمتلك أسلحة الدمار الشامل، ولما ثبت بطلان هذه الأكاذيب أدخلوا العراق في نفق مظلم عندما راحوا يتحدثون عن رغبتهم بخلق الحرية والديمقراطية، إلا أن الاحتلال أدى إلى فوضى عارمة مقصودة وصراعات مريرة وأصبحت لغة الموت والإقصاء هي البديل لشعب لم يعرف من قبل شيئًا اسمه العرقية والطائفية، بل إن ما يحصل في العراق بات كارثة تهدد كل المنطقة حتى للذين ضلعوا في احتلاله من جيرانه أو من أشقائه.
ومع بداية مسلسل المأساة في العراق تبقى أمريكا تتحمل المسؤولية الأخلاقية عما يحدث من الفوضى والمجازر، وليس هناك أي خيار يمكن للإدارة الأمريكية القيام به لإزالة هذه الجريمة النكراء إلا من خلال التصرف بعقل وبمسؤولية، وأولها إخراج القوات المحتلة لأن بقاءها هناك سيزيد الدمار والخراب والقتل ليس للعراقيين بل للأمريكيين.
إن السؤال الأهم بالنسبة للأمريكيين هل الخروج من العراق الآن أم البقاء إلى أن يتحقق الاستقرار فيه؟
وهذا السؤال مطروح في كل أنحاء العالم على مستوى الحكومات ودور العبادة والبيوت والجامعات، والمشكلة والصعوبة تكمن في تحديد الرؤية الأخلاقية في كلا الخيارين لكثير من الناس الذين لم يتلمسوا لحد الآن أبعاد ما يمكن أن يرتبه استمرار احتلال العراق لفترات قادمة من كوارث على الجميع، إن لسان حال الأمريكيين يقول دعونا نخرج من العراق الآن قبل أن نقوم بدمار أكبر، ويجب على المسؤولين عن شن هذه الحرب وهم الثلاثي ''بوش وتشيني ورامسفيلد'' تحمل حكم التاريخ أن غرورهم أدى إلى خداع أنفسهم، وإلى اتخاذ قرارات سيئة ومأساة غير محسوبة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
وجهة نظر.. خاتمة الأقوال وخفايا الأفعال!
شارل كاملة

تشرين سوريا
استبعد السفير الاميركي في العراق رايان كروكر اي اجتهاد او تأويل او حتى اي أمل تظهره مشاهد صور خادعة ووضع النقاط على كل الحروف اللازمة وغير اللازمة حين دفع بالحقيقة ولا غيرها في وجه كل من راوده الرهان على ان وجهة اميركية اخرى في انتظار العراق، وقال:

لا تغيير جوهرياً في سياسة بلاده تجاه العراق، ما يعني ان كل حراك اصحاب الشأن في البيت الابيض في غضون اليومين الماضيين كان للمراوغة والتعمية عن الاهداف بدليل انها لم تفض الى تعارض مع رغبة الرئيس بوش بالبقاء دولة احتلالية الى ما لا نهاية قياساً على ذلك، والى كل الذين راهنوا على تقرير المؤسسة العسكرية وتوصياتها المنتظرة والتي لن تخرج عن سياق تطلعات بوش نقول: إن الاخير يعيش اليوم هاجس التعاطي مع تقارير مقلقة، وهذا صحيح، لكن الاصح ان اي تقرير منتظر لن يقدم حلاً يستند الى اعتراف بضرورة الانسحاب حتى لو كان لمصلحة اميركا، بالمطلق ستكون التوصيات مجرد صدى مخيلة بوش. ‏

قرينة ذلك، ما أعرب عنه قادة المعسكر من مخاوف من انعكاسات تركيز القوات على خوض حرب عصابات وتأثيرها السلبي على استعدادات وقدرات الجيش القتالية لخوض نزاعات اخرى، ما يعني ان هذه التوصيات ستكون لبّ التقرير المنتظر بدلالة افتقاد او انعدام المؤشرات المطالبة بانهاء الحرب والانسحاب. وهنا نعرض السؤال التالي: إذا كان قادة الجيش الاميركي يعارضون استراتيجية بوش التي تركز على البقاء مع ضرورة تغيير التكتيك، ويفضلون انسحاباً خلاصياً مهما كانت توصيفاته هزيمة او انتصاراً مقلوباً او بين البينين؟ فما معنى تركيزهم على اولويات ادارة المعركة بدل التأكيد على اوجه وضرورات ودواعي الانسحاب؟ دلالة خروج بوش من اجتماع البيت الابيض محافظاً على مواقفه ومناشداً الديمقراطيين طرح خلافاتهم الحزبية والسياسية جانباً والعمل مع ادارته لضمان حصول القوات على ما تحتاجه لضمان استمرار مهمتها لا تخفى على مراقبي الساحة وقارئيها. فدلالتها تؤشر الى ان تلك المهمة لن تنتهي في العراق. فالحرب على الارهاب لا تزال في بدايتها لأن ذاك الارهاب لا يزال في حال قوة، في عودة الى نغمة البدايات التي لاقت جاذبية شعبية معروفة بعد احداث 11 ايلول ولا يزال يعزف عليها ويتغذى على بحر من المخاوف التي زرعها في نفوس واعماق الشعب الاميركي، ويعود اليها في كل مرة تصل فيها الازمة مع الممانعين لاستراتيجيته الى عنق الزجاجة حتى لو كانت الصورة الحقيقية تفضح كامل قصة الاخفاق المشهود. ‏

كروكر يعرف خفايا سياسة بوش واطماعه في حين لا يعرف العسكر سوى التنفيذ ولا اعتراض، ولن يكون تقريرهم المنتظر سوى مواكبة للصورة الوردية التي يتغزل بها بوش والباقي صورة من مشهد التعامي المشهود!. ‏

ليست هناك تعليقات: