Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 23 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاحد 23-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
بلاك ووتر
(كيم سينكبتا
الإندبندنت
كان تفجـّر إطلاق النار مفاجئاً وشرساً، وعلى شكل نوبات محمومة لقتل من كانوا حول المكان من الأطفال والنساء والرجال. كانت السيارات المتوقفة نتيجة الزحام تصطدم ببعضها فيما يحاول سائقوها الهرب بشكل مسعور تخلصا من النيران التي غطت مشهد الحادث. بعض المركبات احترقت نتيجة تفجر حوض الوقود فيها. وكانت أم وطفلها الرضيع قد حوصرتا بهذه النيران حتى الموت.
يقول مراسل الصحيفة البريطانية في بغداد: إن عملية الرمي العشوائي يوم الاحد الدامي من قبل الحراس الخاصين العاملين في الشركة الأميركية بلاك ووتر، أثارت أحد اكبر المشاكل بين الحكومة العراقية و"راعيتها الحكومة الأميركية" حسب تعبير صحيفة الإندبندنت، ولفتت الانتباه الى العنف الذي تمارسه الجيوش الخاصة التي تعمل في العراق منذ الغزو سنة 2003 من دون أي تدقيق في ممارساتهم او أعمالهم.
إن رجال شركة بلاك ووتر يتـّهمون باستمرار في عمليات قتل يمارسونها كما لو كانوا في "نزهة قتالية". يقول المحامي (حسن جبار سلمان) الذي تعرّض لإطلاق الرصاص أربع مرات في ظهره من اصل ثماني رصاصات وجهت الى سيارته بينما كان يحاول الابتعاد عن موقع القافلة. وكان امس الخميس يستذكر مشاهد الرعب التي عاشها في مذبحة الأحد كما يروي بعض تفاصيلها لمراسل الصحيفة البريطانية في بغداد (كيم سينكبتا).
يقول المحامي: "شاهدت النساء والأطفال يتقافزون الى خارج سياراتهم ويبدأون بالزحف على إسفلت الشارع للهرب من رصاص الحراس الخاصين". وأضاف: "لكن إطلاق النار استمر بكثافة مستهدفاً المدنيين ولهذا قتل الكثيرون منهم. ولقد رأيت طفلاً بعمر 10 سنوات يقفز بخوف شديد من سيارة باص صغيرة، فتعرّض لإطلاقة رصاص في رأسه. وأمه التي كانت تصرخ فيه قافزة وراءه لحمايته قتلت هي الأخرى. جميع الناس كانوا في خوف عظيم.
وفي نهاية وابل الرصاص الذي استغرق فترة طويلة في ساحة النسور ببغداد كانت الأجساد تتناثر في مشهد المذبحة بين عدد كبير من السيارات المحترقة أو المحطمة. وحاولت سيارات الإسعاف إنقاذ بعض الجرحى الذين تمكنوا من الهرب من مكان الجريمة.
وحتى يوم امس يقول مراسل صحيفة الإندنبندنت، بلغ عدد القتلى -طبقاً لمصادر طبية حكومية- 28 قتيلاً، ويمكن ان يرتفع العدد بسبب تعرض العديد من الجرحى لإصابات شديدة وعميقة، ولا يحتمل الأطباء بقاءهم احياء.
وفي مناخ غضب شعبي عارم في بغداد، علقت الإدارة الأميركية أية حركة لمسؤوليها خارج المنطقة الخضراء. وكانت الحكومة العراقية قد أبطلت رخصة عمل شركة بلاك ووتر، لكنها ما تزال تستخدم من قبل الحكومة الأميركية. وقد وعدت وزيرة الخارجية (كونداليزا رايز) بإجراء تحقيق "شفاف" للتأكد مما حدث حسب زعمها.
وتزعم شركة بلاك ووتر ومسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن الحراس أطلقوا النار دفاعاً عن النفس، بعد انفجار قنبلة وإطلاق نار من قناصين. ووسط اتهامات واتهامات مضادة حاول "المحايدون" كما تقول صحيفة الإندبندنت تجميع أوصال الحقيقة التي جرت في ذلك اليوم الدامي.
يقول مراسل الإندبندنت: "إن التقارير التي حصلنا عليها من مواطنين عراقيين أو من عاملين في القوات الأمنية العراقية أو المسؤولين في الحكومة، وكذلك من خلال طرق البحث الخاصة بنا، قادتنا الى سيناريو مختلف بشكل كبير عن الرواية الأميركية للحادث. فقد كان هناك انفجار قنبلة لكنه بعيد جدا، بحيث لا يمكن أن يشكل أي خطر على موضع حراس شركة البلاك ووتر، وسيارات قافلة الخارجية الأميركية. ولم نجد أي عراقي سمع أو شاهد رمياً لقناصين".
يقول شهود العيان إن أولى ضحايا عملية الرمي القاسي كان أب وام وطفلهما الرضيع، الذين كان مشهد مقتلهم مرعباً وسط تناثر العديد من الأجساد المحترقة داخل سياراتهم التي تعرّضت لزخات من رصاص الحراس الخاصين، فاشتعلت فيها النيران من جراء ذلك. وطبقاً لشهود العيان فإن حراس الشركة الأميركية الخاصة قاموا أيضا بتوجيه رصاصهم الى الجنود العراقيين ورجال الشرطة، ثم شاركت طائرة هليكوبتر هجومية تابعة للشركة الخاصة التي أوقعت المزيد من الإصابات.
وتعارض شركة بلاك ووتر اغلب هذه المعلومات. وقالت الشركة في بيان لها بهذا الصدد: "إنّ جميع من قتلوا كانوا متمردين مسلحين وأن حراسنا تصرفوا بشكل قانوني وبشكل يتناسب مع منطقة حرب لحماية أرواح الأميركان".
وبعد يوم واحد من المذبحة قال (مايرانب مانتونكو) الناطق باسم السفارة الأميركية في بغداد إن فريق شركة بلاك ووتر تصرف برد فعل على انفجار سيارة. وشدد ضابط معلومات في السفارة (يوهان سيكمانسيز) على قوله: "إن السيارة التي انفجرت كانت على مقربة من مكان اجتماع موظفي الخارجية الأميركية ولذلك ردوا على الحادث".
لكن أولئك الذين شاهدوا كل شيء يروون قصة اخرى لما جرى. فالمحامي (حسن جبار سلمان) الذي انعطف الى ساحة النسور خلف القافلة التي كانت محمية من قبل حراس شركة بلاك ووتر، عندما اندلع ازيز الرصاص. واستعاد المحامي الأحداث قائلاً: "كان هناك ثمانية أجانب في سياراتهم، وسمعت انفجاراً في منطقة بعيدة وبعدها بدأ الأجانب اطلاق الرصاص وإعطاء الأوامر لنا بالتراجع الى الخلف. وادرت سيارتي وحاولت الابتعاد بمسافة مائة قدم عن اطلاق الرصاص.
وأوضح ان سيارته تعرضت لـ 12 إطلاقة بندقية، فانقلبت. وقال: "إن 4 رصاصات أصابتني في ظهري وفي اماكن أخرى من ذراعي. لماذا فتحوا النار؟. أنا لا أعرف. لا أحد وأكرر لا أحد صوّب اليهم النار. لقد طلبوا منا التراجع الى الخلف وانا من الناس كنت أتراجع بسيارتي، ولهذا فليس هناك أي سبب أو مبرر لهم كي يطلقوا الرصاص".
وقال (محمد حسين) الذي قتل اخوه في المذبحة: "كان اخي يقود سيارته، ورأينا قافلة سوداء امامنا. ثم رأيت أخي فجأة قد سقط عن مقود السيارة فسحبته وعرفت انه مصاب في صدره. وحاولت أن اتخفى مع أخي عن الرصاص المندلع، لكني أدركت فيما بعد ان أخي قد فارق الحياة".
وكان (جواد كريم علي) في طريقه لإخراج عمته من مستشفى اليرموك، فيما بدأ إطلاق الرصاص الذي أدى الى تحطيم زجاج سيارته الأمامية الذي عرّضه لجراح عديدة في وجهه. وقال: "وفيما بعد تعرّضت لإطلاقة في كتفي الأيسر، وأخرى مرت من على وجهي. والآن عمتي خرجت من المستشفى التي أرقد فيها أنا. كان هناك انفجار بعيد جدا لكن لم يطلق أحد رصاصة واحدة قبل أن يبدأ الحراس الخاصون التابعون لشركة بلاك ووتر اطلاق رصاصهم الجنوني".
وتعتقد صحيفة الإندبندنت البريطانية ان هذه المجزرة باتت اختبار سيادة بالنسبة للحكومة العراقية ازاء الاحتلال الأميركي ونقلت عن رئيس الوزارء العراقي (نوري المالكي) قوله: "إننا لن نسمح بقتل مواطنينا بدم بارد". وأشار الى أن هذه الجريمة هي السابعة من نوعها التي يرتكبها حراس الشركة نفسها.
وكان نقيب الشرطة (علي ابراهيم) في الواجب بالقرب من ساحة النسور وشاهد بعض التفاصيل التي يرويها بقوله: سمعنا انفجاراً، كان من النوع الثقيل جداً. ولكن لم يكن في ساحة النسور. وكان رجال الشرطة في الحقيقة يحاولون فك الازدحام وتسهيل مرور القافلة التي كانت محروسة من قبل الحراس الأمنيين الخاصين. وفجأة أطلقوا نيرانهم على السيارات مع أن أي شخص لم يطلق عليهم رصاصة واحدة.
وشركة بلاك ووتر استفادت كثيراً من الغزو بتوفير الحماية الأمنية لكبار المسؤولين الأميركان، وأفرادها لهم سمعة مختلف عليها وغالباً ما تثير زوابع من النقاشات. وكانوا سنة 2004 سبباً في عملية مجابهة دامية في فالفلوجة، حيث قبض متمردون على عدد من الحراس وأحرقوا أجسادهم في الشارع ثم علقوا الجثث من على الجسر. وأفراد الشركة معروفون بنظاراتهم السوداء ودروع صدروهم والخوذات الداكنة التي يستعملونها. ويقال إن كل واحد من الحراس يربح يومياً من 300 الى 600 دولار

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
الوجه الأسود
وليد الزبيدي
الوطن عمان

إن تسمية ( black face ) أي الوجه الاسود هي الأنسب لشركة(black water)، التي يجري الحديث على نطاق واسع في الأوساط الإعلامية عن آخر جريمة ارتكبتها ضد العراقيين وسط العاصمة العراقية، وراح ضحية إطلاق النار الكثيف من قبل عناصرها العشرات من القتلى والجرحى .
أما سبب إثارة هذه القضية ضد عناصر بلاك ووتر، فإن ذلك لم يأت مصادفة ، لأن هؤلاء القتلة ارتكبوا مئات الجرائم بحق العراقيين منذ بداية الاحتلال وحتى الان، وان توجيه الانظار الى هذه الحادثة ، يبغي الوصول الى هدفين رئيسيين هما:
الاول: تكثيف الحديث عن عناصر شركة (بلاك ووتر) بالطريقة الإعلامية ، التي نشاهدها، عبارة عن محاولة لرمي جميع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاميركي ضد العراقيين على ما أسموه بمتعاقدين من شركة أمنية اسمها(بلاك ووتر)، ولأن هؤلاء يرتدون نفس ملابس الجيش الاميركي ويحيطون كبار قادة الجيش والدبلوماسيين ورجال المخابرات وقيادات الشركات الاميركية العاملة في العراق، فان المواطن في بغداد والمدن العراقية الاخرى ، لا يميز بين العاملين في شركة امنية هي ( بلاك ووتر) او غيرها من القوات الاميركية ، التي تجتاح المدن والقرى وتقتل الناس في الشوارع والبيوت ومحال عملهم وهم في فراش النوم ، وتعتقل الالاف وتمارس معهم ابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي، ومن شأن مثل هذا الضخ الإعلامي من قبل حكومة المالكي والاميركيين ، وهذا الاهتمام المفاجئ والمبالغ فيه بواحدة من ممارسات بلاك ووتر ، أن يعطي انطباعا لدى الرأي العام ، يبرئ في خلاصته الجيش الاميركي من الاف الجرائم التي ارتكبوها ضد العراقيين ، ويقولوا : إن هذا السلوك الشائن ، لا يمارسه الجيش الأميركي وإنما أفراد الشركات الأمنية، وهذه لعبة إعلامية، قد تنطلي على البعض ، لكن الغالبية العظمى من العراقيين ، يعرفون جيدا السلوك الحقيقي للجيش الأميركي .
الثاني: أنا أعتقد أن هناك حملة مبرمجة لتقليص(دكاكين) الاحتلال الأميركي، على طريق المغادرة النهائية من العراق، بعد أن أدركت إدارة البيت الأبيض أن خيارين أمامها لا ثالث لهما ، إما الانسحاب او الهزيمة الشنيعة ، وإن اثارة قضية ( بلاك ووتر) على هذا المستوى في هذا الوقت بالذات ، إنما يهدف إلى تقليص وجودها على طريق إنهاء خدماتها، لتلحق بالشركات الكبرى ، التي أجبرت على غلق مكاتبها ومغادرة العراق مثل (هاليبرتون) و(بكتل) ومئات الشركات الأخرى ، وهو مؤشر آخر على فشل المشروع الأميركي في العراق واقترابه من الهاوية النهائية.
إن تاريخ بلاك ووتر أسود في العراق ، وقد ارتكبت الاف الجرائم في العراق ، الى جانب قوات الاحتلال الاميركي ، ولن ينسى العراقيون هذه الجرائم البشعة التي تعرض لها الرجال والنساء والاطفال .
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
أكاذيب "خلاّقة"
عبد اللطيف مهنا
الوطن عمان


سيأتي اليوم الذي يعترف فيه العالم للأميركان بالريادة ، فيسجل التاريخ لهم بأنهم قد تمكّنوا من إرساء الأسس التي يريدونها لمدرسة جديدة في السياسة الدولية ... لقد أصبحت هذه المدرسة الأميركية اليوم تشاد بنياناً وتترسّخ نهجاً أمام ناظرينا ، بعد أن وضعت لبناتها عبر بدايات العقدين الأخيرين ، وأصبحت من ثم واقعاً بفضل مآثر الحقبة البوشية ومجهودات المحافظين الجدد ... ها هي الآن تحل رويداً رويداً محل ركام ما عرف العالم قبلها من تقاليد وأعراف وقيم ومواثيق تعودنا أنها كانت تحكم هذه السياسة وتشكل منطلقاتها وحدودها ... إنها، أو من سماتها، الانقلاب على ما قلنا : إنها بدأت تحل محله ... في سبيل خلق الذريعة اللازمة يتم اختراع الكذبة، ثم يبدأ العمل على تضخيمها عبر تمريرها باحتراف في مصانع آلتهم الإعلامية الهائلة، وبعد إطلاقها يتوقعون من العالم ، بل هم يفرضون عليه ، أن يشاركهم في البحث عن براهين تسهم في تحويل هذه الأكذوبة إلى حقيقة ... هم هنا لا يحسبون لشكوك المتلقّي أو عقله حساباً ، ولا يبدو أنه يضيرهم ما إذا كانت البراهين زائفة أو واهية أو متهافتة بل ، ودون أن يرف لهم جفن ، يطلبون من هذا المتلقي تصديقهم ... وإلا فهو "إما معي أو ضدي"! يساعدهم في مثل هذه البلطجة، اقتدار القوي الذي من شأن قوته أن تغطّي على انعدام منطقه ، وتستر عيوب اعوجاجه ، وتخفف من وقع فجاجته !
مرجع هذا الاقتدار هو كونهم القوّة الأعظم بلا منازع في هذه الحقبة من تاريخ العالم، وأنهم القطب الأوحد فيه راهناً، المتحكّم المتفرّد بقراره... وأن العالم أو أطرافه المختلفة حتام تنقسم جراء قدر هذه البلطجة بين حليف ، إن لم يستسغ أسلوبها أو يؤيد أهدافها فعلى الأقل سوف يصمت كاستجابة منطقية لدواعي التحالف أو منافعه أو حرصاً عليه، وانتهازي يلتحق بركب الرابح القادر طمعاَ في فتات غنائم الاقتدار أو خائف وأسير قلّة حيلة يؤثر السلامة على الندامة أو من يتقي شر تهمة الإرهاب ، وعواقب وصمة المروق ، أو يخشى أن ينسب إلى محور الشر... أو، على الأقل، يتفادى أن يتم إدراجه في قوائم الخارجية الأميركية الدوريّة التي تعنى بمراقبة المعمورة ، وتصنيف ساكنيها ، وكمختصة بإعطاء الشهادات ، أو علامات النجاح أو الرسوب ، لمن تشاء من قاطنيها في قضايا تتبدل مقاييسها لديهم بتبدل نوعية الزبائن ووفق أهداف استخداماتها ، مثل حقوق الإنسان ، والديمقراطية ، والحريات .. إلخ !
المهم يظل هنا هو سياق توظيف الكذبة ، وما تبقى لا يهم ، نعني انكشافها لاحقاً، أو الفشل في إثباتها ، أو عدم القدرة على فرضها كحقيقة ... أي الذرائع أولاً ، هذه التي تساق في خدمة الاستهدافات الإمبراطورية ، أو برسم الإستراتيجية الاستباقية الجامحة التي تريد الإبقاء على أحادية القطبية ، وحقبة التفرد وامتياز الهيمنة،
ولأطول وقت ممكن، في ظل ما يلوح من تهديد لها مصدره تعدد المراكز الكونية الصاعدة الطامحة التي تطل اليوم برأسها تتوعدها بأفول هذه الأحادية وتؤشر على إرهاصات خسارتها لهذا التفرد .
كان هذا من الولايات المتحدة آن الشروع في غزو أفغانستان ، وإبان التحضير لغزو العراق وقبلها حصاره فالإنسانية كلها قد شهدت حينها سيلاً من الأكاذيب والذرائع التي ضخّت تمهيداً لذلك العدوان، عندما تم جرّ العالم راضياً أو مرغماً إما لمباركته أو للسكوت عليه .
وما همّ أبداً فيما بعد أن تهاوت تلك الأكاذيب وسقطت تلك الذرائع ، وفي المقدمة منها أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع القاعدة .. إلخ وكلنا نذكر كولن باول يتسنم منبر مجلس الأمن مع أكداس خرائطه ووثائقه وصور أقماره الاصطناعية مفسراً وموضحاً ومبرهناً أو مثبتاً ما استطاع لتلك الأكاذيب والذرائع ، هذه التي لم تلبث أن تهاوت عقب إنجاز الغزو ، ولم يعد الغزاة اليوم يلتفتون إليها أو يذكرونها.
اليوم التاريخ يعيد نفسه ، بالنسبة للحملة المقترنة بعملية الاختراق الجوي الإسرائيلي للمجال الجوي السوري مؤخراً الاختراق حدث فعلاً ، وأول من كشف عنه معلناً عن هذا الحدوث هم السوريون الإسرائيليون صمتوا وعتّموا إعلامياًَ، والأميركان من بعدهم اتخذوا مواقف ضبابية بداية ، ثم جنحوا ومعهم الأوروبيون للتبرير... بعدها أطلقت الحملة الإعلامية من اتجاهاتها الثلاث هذه متكئة على هذا الحدث العدواني الغامض في ضخ تفسيرات لا أول لها ولا آخر ، لا تصر عليها وتبدلها الواحدة تلو الأخرى، وكلها تزف في سياق توظيفي .
لا أحد هنا، يهتم برأي المتلقي لهذه الترهات المتلاحقة ، التي تنسخ واحدتها الأخرى، أو لا تلبث أن تحل بديلة عنها ، والتي هبطت إلى مستوى وصل دركاً من اللامعقولية هي الأقرب إلى الكوميديا السوداء ... لعلها نوع من الأكاذيب "الخلاّقة"، إذا ما استعرنا مصطلحهم الشهير "الفوضى الخلاّقة"... وهي وفق التسلسل في إطلاقها، كانت كالتالي :
إنها كانت محاولة إسرائيلية للتعرض لقافلة أسلحة مرسلة لحزب الله في لبنان ... وما همّ هنا أن هذه القافلة المزعومة كانت تسير على مقربة من مثلث الحدود العراقي التركي السوري ، أي في أقصى شمال شرق سوريا، أي في أبعد نقطة سورية عن لبنان، أو ما الذي أخذها أو استوجب وجودها المزعوم هناك؟!
ثم استبدلت هذه الأكذوبة بأخرى، هي البحث عن، أو اختبار إمكانيات، دفاعية سورية جديدة يشكون في احتمالات وجودها... وصولاً للكلام عن قاعدة صاروخية إيرانية سورية مشتركة... لتتطور الحكاية فيما بعد لتغدو تعاوناً سورياً كورياً في المجال النووي... وما همّ هنا التساؤل المنطقي، إذ لا مكان لمنطق هنا يقول: وبدون مفاعلات نووية، المعروف أن سوريا لا تمتلكها، كيف يمكن الكلام عن أسلحة نووية أو عن المسعى لإنتاجها هذا إذا ما أهملنا، أن الكوريين يتخلون اليوم، أو هم بصدد، التخلي عن برنامجهم النووي وأن الإيرانيين يحول بينهم وبين الأسلحة النووية فتوى مرشد الثورة بتحريم امتلاكها ؟!!
قد نتعب ونحن نلاحق التعديلات المستمرة التي تترى على هذه المزاعم إذا ما تتبعنا الصحافة الأميركية والأوروبية لاسيما البريطانية، وطبعاً معها الإسرائيلية، هذه التي انشغلت منذ كان الاختراق الجوي بتبرير العدوان وزف مبتكرات سيناريوهاته واكتشافات أهدافه... لكن الأطرف هو ما تذكره بعض الصحف الأميركية، من مثل مزاعم استخراج السوريين لليورانيوم من الفوسفات!
هذه الترهات التي تجري محاولة تصويرها كحقائق، أو صناعة الأكاذيب واختلاق المبررات، لا تطلق جزافاً بل لها كما هو الحال دائماً وظيفة ، لعل أول ما تذكرنا به هو السيناريو العراقي وحيث هي تعني فيما تعنيه البحث عن وسائل إضافية للضغط على سوريا، فهي تحاول دفعها، من الآن فصاعداً، إلى الاستحقاق المطلوب فرضه عليها، وهو أن تثبت عكس هذه المزاعم... أي عليها أن تثبت، وفق المنطق إياه، أنها ليست بصدد وحتى لا تنوي، السير باتجاه أن تغدو يوماً دولة نووية !!!
لكنها تطرح الأسئلة التالية:
هل هي بالإٌضافة إلى تبرير الغارة، والضغوط المعتادة على سوريا، جراء مواقفها المعروفة من احتلال العراق ، ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين ، واقتراب الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ومحاولة فك التحالف أو التضامن الإيراني- السوري، أو احتواء الدورين السوري والإيراني في المنطقة وتحجيمهما ... هل هي تمهيد وتهيئة لأجواء عدوان قادم أو حرب أميركية جديدة أو ثالثة يتم التحضير لها في المنطقة ؟!
التصعيد الإعلامي المتواتر ، وحملة التلفيق المتعاظمة فيها ما يشي بذلك ، بيد أن عواقب ذلك، أو ما يترتب عليه لا ترجح الإقدام على مثل هذه المغامرة الإمبراطورية ، إلا إذا أخذنا في الاعتبار ما وجب علينا عدم استبعاده وهو الجنون الاستباقي ومغريات بدعة الفوضى الخلاقة ، أو ما قد تقود إليه سمة الحماقة الملازمة للمنطق البوشي السائد ، الملازم لذات المدرسة المستجدة في السياسة الدولية الراهنة .
ومن ذلك، أن أي حرب جديدة في المنطقة سوف تصطدم لا محالة بحقيقة أميركية محلية، وهي انخفاض شعبية بوش إلى أدنى مستوى بلغته شعبية رئيس في الولايات المتحدة ، ناهيك عن القلق الأوروبي من تداعيات هذه المغامرة الهوجاء ، والرعب الذي يستشعره ما يفترض أنهم أصدقاء أميركا في المنطقة من آثارها المدمرة عليهم ، لأن رب شرارة غير محسوبة تؤدي إلى نشوب حريق هائل سيعم بلا ريب المنطقة كلها ... ما الذي سيحدث للنفط وأسعاره ، وما الذي سيلحق بالاقتصاد العالمي ... ثم أليس هناك في البيت الأبيض من تعلم من الدرسين الأفغاني- العراقي ؟!
قد يكون تيار تشيني ، وحليفه الجديد في فرنسا ساركوزي ، غير معني بالتوقف أمام هكذا أمور ... وعلينا التوقف أمام آخر ما تفتقت عنه عبقرية كوشنير، وزير خارجيته، وانعكس في تصريحاته "الحربية" الأخيرة، هذا الذي دشّن التحول في السياسة الفرنسية التقليدية حيال أميركا ، من مناكفة فالتحاق إلى التحاق بلا مناكفة ... قال كوشنير فيما نحن بصدده ، لاسيما الملف الإيراني :
"لابد أن نتوقع الأسوأ... الذي هو الحرب"!!!
... وقال الجنرال عاموس يادين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في شهادة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست : إن إسرائيل استعادت قدرتها الردعية التي تضرّرت في حرب لبنان الثانية ، ولهذا أثره على سوريا وإيران !
ونتنياهو أكد العملية بعد يومين من القيام بها... ونقلت صحيفة "يدعوت أحرنوت" عن مدير سابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله : إن رايس التي قدّمت لاحقاً إلى فلسطين المحتلّة ، إنما لم تأت إلا لشكر إسرائيل على قيامها بهذه الغارة ... لماذا ؟
أجاب : "قمنا بعمل لهم، كما تعلمون هم يدفعون كثيراً لذلك نحن نعمل لهم ، ويبدو أنهم راضون هذا ساعدهم على إرباك السورييّن ودفعهم عميقاً في محور الشر" !
نخلص إلى أن التساؤلات السابقة جميعاَ هي في حكم المشروعة ، وهي تظل المتوقّعة الحدوث ، لاسيما من قبل طرفين مأزومين ... أميركا بحروبها الدونكيشوتية ضد عدوّها الكوني اللامرئي ، الذي تطارده في أربع أرجاء المعمورة ، المسمّى الإرهاب ، ورطتيها الراهنتين في أفغانستان والعراق ... بمحافظيها الجدد وجموحهم الاستباقي ... وإسرائيل أميركا الذي طرح انكفاؤها عن لبنان عام ألفين، وخسارتها أو، عدم انتصارها، على المقاومة اللبنانية في حربها الأخيرة على لبنان قبل عام، سؤالاً يقضّ مضجعها ويطرح مسألة وجودها برمّته قيد البحث، هو : هل وصل المشروع الصهيوني حدود قدرته على التوسّع وبدأ العدّ العكسي له بالتراجع الذي يؤشر على احتمالات الاندثار ؟!!
السؤال الإسرائيلي، معطوفاً على القلق الأميركي الناجم عن الخط البياني المتراجع للهيبة والمصداقية والقدرة الأميركية على إخضاع الكون ، وتعذّر سبل الحسم العسكري في كافّة حروب بوش ، وإدراك الاستباقييّن كسواهم لحتميّة الصيرورة التاريخيّة للإمبراطوريّات التي لابدّ أن تصل قمّة مجد قوّتها غير العاقلة لتبدأ من ثمّ في الانحدار ، يجعل كافّة الاحتمالات مفتوحة ... نحن إزاء طرفين مأزومين ... وبالمقابل نحن ، للأسف ، نعيش واقعاً عربياً مأزوماً أيضاً ، لقد تكسّرت فيه النصال على النصال ... ولا ندري ماذا يخبّئ لنا الغد ... لعلّ في مقدّمة هذا الآتي سيكون المزيد مما سيتحفوننا به من تلك الأكاذيب "الخلاّقة" وطبعاً ما يتبعها !!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العراقيون يظهرون شجاعة غير مسبوقة
جيف إيمانويل
واشنطن تايمز
إن عملية زيادة القوات الأمريكية المعروفة باسم «التجييش»، واستراتيجية مكافحة المسلحين التي تشكل الهدف الرئيسي لعملية التجييش، حققتا مكاسب كبيرة في وقت أقل مما كان يتوقعه معظم الأشخاص الذين يعرفون الوضع في العراق. السبب الأول بل والأهم وراء ذلك هو شعب العراق، الذين أبدوا ذلك المستوى المرتفع من الشجاعة والإقدام بصور مختلفة. هذا المستوى المرتفع من البسالة لا يمكن لنا كأمريكيين إلا أن نتمنى أن نظهره إذا تعرضنا لمواقف مماثلة لكننا لا نحلم به حقيقة.
وبدلا من الإذعان لوجود الإرهابيين في بلدهم، أظهر العراقيون في شجاعة مذهلة في العديد من المواقع، ليس بتقديم قدر كبير من المعلومات عن أنشطة المسلحين والمتمردين الى قوات التحالف فحسب بل أيضا من خلال العمل في بناء ما دمره المسلحون، وبوضع حياتهم في الخطر على خط المواجهة مع المسلحين لإخراجهم من قراهم. يفعل العراقيون ذلك على الرغم من حقيقة أنهم لا يعرفون ما إذا كان يمكن أن يستيقظوا صباح اليوم التالي ليجدوا أن قوات التحالف - الذين يشكلون حاليا أفضل مصدر لحمايتهم - قد أذعنوا لنداءات من دولهم بمغادرة العراق والتخلي عن الشعب العراقي. هذه النداءات يسمعها المواطنون العراقيون والإرهابيون على السواء.
عملت في ابريل ومايو من العام الحالي، واعتبارا من أوائل أغسطس حتى وقتنا هذا في عدد من مناطق القتال النشطة في العراق، حيث إنني أراقب استراتيجية قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال بترايوس من الطابق الأرضي في مختلف المواقع، وشاهدت الدليل الواضح على أثر تلك الاستراتيجية على الوضع في العراق.
شاهدت شخصيا عيادات قدم فيها رجال الإسعاف والإطباء التابعون لقوات التحالف مستوى مرتفعا من الرعاية الصحية للقرويين العراقيين لم نسمع عنه منذ زمن طويل في هذه الدولة. كما انني تجولت في مواقع إعادة البناء التي يعمل فيها المقاولون العراقيون، فضلا عن انني شاهدت سيارات المدافع التي تحمي هؤلاء الرجال وهم يعيدون بناء دولتهم، بينما يحاول الإرهابيون قتلهم وتدمير أية تحسينات وتطورات استطاعوا القيام بها لأهلهم.
شاركت في اجتماعات (علنية وسرية) مع الشيوخ وقادة القبائل الذين يريدون الحصول على ضمانات بدعم قوات التحالف لمحاولاتهم توفير حياة أفضل وأكثر أمنا للمواطنين على الرغم من حقيقة أن مشاهدة هؤلاء الشيوخ وقادة القبائل وهم يتعاونون مع الأمريكيين يشكل خطرا داهما على حياتهم. وبالمثل، سمعت الكثير عن القلق من أن قوات التحالف الذي ما برحت تشكل حتى الآن المصدر الرئيسي للاستقرار والأمن لهذه الدولة سوف تذعن للصيحات والصرخات القادمة من الدول المشاركة للتخلي عن أبناء الشعب العراقي، وتركهم يموتون لحالهم.
لقد شاركت في عمليات قتالية لا تعد ولا تحصى كان يتم ترتيبها بناء على معلومات استخبارية يقدمها مواطنون عراقيون عن الإرهابيين الذين يعيشون في مناطقهم. كان العراقيون يتصلون بالأمريكيين لإبلاغهم بأماكن أولئك الإرهابيين علاوة على ذلك، فإن العراقيين أنقذوا حياتي أنا وعدد من الجنود الامريكيين الذين كنت أعمل معهم في مناسبات عديدة حيث أعطونا معلومات عن المتفجرات والكمائن التي نصبت لقتلنا. ينبغي أن تحدث أشياء كثيرة كهذه إذا كان للعراق أن يحصل على فرصة لمستقبل أكثر إشراقا - لكن على الرغم من ذلك تبقى العراق حتى هذه اللحظة دولة غير مستقرة ومفتتة. لكن هناك حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها وهي أن تقدما ملحوظا حدث في الواقع هناك.
أما ما تبقى من الجهد في العراق فهو صراع طويل وصعب، ومن المرجح تماما أن تتم إعادة النظر في أهداف قوات التحالف وفي تعريفهم للانتصار. إن عملية إعادة بناء الدولة الناجحة والمستقرة تختلف عن مجرد القيام بحملة ضد المسلحين بل وهي أصعب بكثير من ذلك. ووسط المكاسب الحقيقية التي تتسم بالهشاشة التي حققتها عملية زيادة القوات الأمريكية في العراق والاستراتيجية المصاحبة لها، ليست هناك أية ضمانات حول الاستقرار والفاعلية في المستقبل. إن وجود قوات التحالف في هذه المرحلة مازال يعتبر العنصر الوحيد الذي يمكنه أن يلم شمل هذه الدولة الضعيفة للغاية.
إن نجاح عملية مكافحة المسلحين شيء حيث أن لها جدولها الزمني المتفق عليه والذي يقاس ليس بالأشهر ولكن بالسنين. لكن شن حرب ناجحة ضد الإرهابيين، ثم بناء دولة مستقرة ومستقلة وآمنة يمكننا أن نتركها بدون إمكانية حدوث انهيار وشيك هي عملية مختلفة تماما. هذه ليست عملية مضمونة على الإطلاق- ناهيك عن إمكانية حدوثها في غضون أشهر.
لكن، بين التقدم الحقيقي الذي تحقق ويتحقق حاليا، والعواقب الكارثية (التي يمكن أن يتعرض لها الأمن القومي الامريكي وسمعة الولايات المتحدة، والشعب العراقي أيضا) لترك الدولة العراقية للإرهابيين، ينبغي أن يكون الطريق الى الأمام واضحا، وهو مواصلة الثقة بالرجل الذي قرر مجلس الشيوخ اعتماد موقفه وخطته بالإجماع في يناير، والذي تمخضت استراتيجيته عن أفضل النتائج في العراق حتى الآن. إن عدم منح الثقة لهذا الرجل سوف يشكل تخليا عن الشعب العراقي الذي قدمنا له أنفسنا كمحررين، والذي نقدم له الآن الفرصة الوحيدة لحياة أفضل - إن لم تكن فرصة للحياة ذاتها.

كاتب المقال جيف إيمانويل، أحد محاربي العمليات الخاصة في عملية الحرية العراقية وهو يعمل حاليا كمراسل مع الجيش في الخطوط الأمامية في العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الأمم المتحدة وحفظ ماء الوجه في العراق
هووارد لا فرانش
كريستيان ساينس -

ترغب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة أن تلعب دورا أكبر في العراق، والأمم المتحدة بدورها – مع تصاعد المطالبات داخلها بأن يكون لها وجود أقوى وأن تتناول المسائل السياسية والاجتماعية على نطاق أوسع – يبدو أنها راغبة في المحاولة حتى مع قيام السكرتير العام بان كي مون برئاسة مشاركة لاجتماع رفيع مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق فالخبراء متحذرون من مدى ما يمكن للامم المتحدة ان تفعله حتى لو كان مسؤولو الأمم المتحدة يقولون ان التقدم الآن في مسار الاوضاع في العراق يعتمد اكثر على العراقيين انفسهم – التحرك نحو المصالحة السياسية القومية، يقول لين باسكو نائب السكرتير العام للشؤون السياسية: (إن آخر شيء سأفعله هو أن أتظاهر بأننا (الأمم المتحدة) لدينا حل سحري لهذه المعضلة) وهو يقول أن الامم المتحدة تتوق للمساعدة في العراق لو أن الظروف هناك حسنة وكأنه يقول: سنذهب للعمل في العراق لو تم دعوتنا، لكن باسكوى يحذر من أن نتوقع من الأمم المتحدة (اصلاح سريع) للوضع فهو يقول: من خلال قوانين العلاقات بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية نتوقع ان تستمر عملية الاصلاح طويلا والمسألة ليست سنذهب (الامم المتحدة) ونحل ما فشل في حله الامريكان طوال السنوات الماضية، ومن الملاحظ ان أمريكا الآن – وهي التي لم تكن متحمسة أبدا لدور امم أكبر في العراق – قد بدأت تغير موقفها ونغمة خطابها للأمم المتحدة فيما يتعلق بالمسألة العراقية، وكانت هذه الرسالة واضحة جدا في خطاب الرئيس بوش عن العراق في الأسبوع الماضي، ويقول مسؤولو الادارة الامريكية حاليا: نحن نطلب من الأمم المتحدة أن تنشط قليلا وأن تفعل أشياء مختلفة قليلا بخصوص ثلاث مسائل: دور سياسي أكبر وأن تزيد من أعداد ممثلها في العراق من خميسين الى تسعين وأن تحث هناك على الحوار الداخلي بين الفصائل السياسية ومن المقرر أن يركز لقاء السبت على الميثاق الدولي بخصوص العراق وهو ما تم التوقيع عليه في منتدى دولي عقد في مصر في مايو الماضي وهو يطالب بزيادة المشاركة الدولية في الشأن العراقي وبزيادة المساعدات المالية للعراق والذي سيسهم جيران العراق بالجزء الأكبر فيها وفي المقابل سيتحرك العراق لمواجهة التحديات الاقتصادية مثل كيفية توزيع عائد النفط بشكل عادل، أيضا الأضواء الآن مسلطة على المالكي والذي لا يثق فيه السنة وعلى ما سيفعله في الأيام القليلة القادمة.
بالاضافة الى هذا تحمل الأمم المتحدة تصورا جديدا وافق عليه مجلس الأمن التابع لها وهو يطالب بزيادة أعداد ممثلي الأمم المتحدة في العراق من المسؤولين والمتخصيين وبتوسيع برنامج عملها ليشمل نطاقات جديدة مثل تعزيز الحوار القومي والاصلاحات الاقتصادية ولا يزال السؤال الكبير المتعلق بتوسيع الامم المتحدة لحضورها الميداني في العراق هو الأمن، فبعد انفجار مبنى تابع للأمم المتحدة اثر اقتحام شاحنة مليئة بالمتفجرات في أغسطس 2003 والذي اسفر عن مصرع 22 شخصا من بينهم مدير البعثة سيرجيو فييرا دي ميلو اصبح موضوع الامن هاجسا يقلق الامم المتحدة بشدة، يتساءل أحد مسؤولي الامم المتحدة والذي على معرفة تامة بتصرفات وافعال مجلس الامن في العراق: من الذي سيذهب ليؤمن اشخاصا ارسلناهم اصلا لدعم الامن؟ إنها مشكلة معقدة قادرة على قتل كل جهودنا، وقد لاحظ هذا المسؤول على سبيل المثال، أن بعثة الامم المتحدة الصغيرة الآن في العراق يحرسها قوات جورجية وجورجيا أعلنت انها ستخفض من قواتها في العراق والبالغ قوامها 2000 شخص الى 300 فقط قبل الصيف المقبل، وينهي المسؤول الامني كلامه: نحن لا نرى العدد الكافي من القوات متعددة الجنسيات القادرة على حماية بعثة الامم المتحدة الكبيرة التي يطالبوننا بارسالها للعراق، ويقول بعض الخبراء إن الذي تحتاجه امريكا فعلا في العراق هو اسم ضخم ومؤثر قادر على رفع التزام المجتمع الدولي وعلى اجبار القادة العراقيين على التركيز على المصالحة السياسية التي من المفروض عليهم ان ينجزوها، يقول كارلوس باسكوال، مدير دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينجز في واشنطن: السؤال هو، هل يمكن أن يكون في العراق عملية سياسية؟ إن هذا الموضوع هو الذي أقول عنه بأن على الامم المتحدة أن تكون قادرة على لعب دور أكبر بخصوصه وليس على مستوى مهام الامم المتحدة العادية بل على مستوى استثنائي والشخص الذي يراه باسكوال مناسبا لهذه المهمة هو وزير خارجية فرنسا الجديد، ذلك الولد العنيف كما يقول هو، بيرناردكوشنر، وقد لاحظ باسكوال أن كوشنر صاحب الخبرات المذهلة سابقا في كوسوفو وصاحب ومخترع (حق التدخل) الشهير قادر على تحقيق بعض التقدم السياسي الاساسي لباقي عملية الاصلاح، لكن ليس كل شخص يحبذ هذه الفكرة، فكرة (الاسم الضخم المؤثر) يقول جرينيل، أمريكي في بعثة الامم المتحدة في العراق: ليست المسألة هي ما الذي يحتاجه العراق فقط، لو أن هناك حاجة الى وجود الاسماء الكبيرة فنحن نستطيع ان نوجد هذا الاسم الكبير وما طلبه العراقيون كان مطلبا اقل من وجود اسم كبير، هم يريدون شخصا يعمل ويعيش في العراق، في الميدان ويتفاعل مع العراقيين وينسق معهم يوما بيوم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
إلى متى «بلاك ووتر» وأمثالها في العراق
افتتاحية
الشرق قطر
واشنطن على الحكومة العراقية التي طلبت وقف أنشطة عصابات «بلاك ووتر» في العراق بتوجيه اتهامات للحكومة العراقية باستخدام عصابات وميليشيات إجرامية متخصصة بالقتل لاستخدامها في تنفيذ مصالح خاصة، وقالت إن «العديد من الوزارات العراقية تسيطر عليها العصابات الإجرامية والمليشيات» و«الاستقطاب الطائفي الواضح» منذ تولي تحالف نوري المالكي المسيطر على الحكومة...؟؟؟

كل ذلك يحدث في العراق بين المحتل الأمريكي والحكومة العراقية التي تحكم في ظل هذا الاحتلال ليكون ذلك مؤشرا قويا على فداحة ما يتم في العراق من تبادل للمصالح ومن قتل وتدمير للشعب الذي بلغ نزوحه عن بلده قرابة ثلاثة ملايين نازح وللمقدرات الاقتصادية التي حرم منها هذا الشعب الذي يعاني الفقر والعوز حيث يؤدي تناقض المصالح بين الطرفين - في كثير من الاحيان -الى مثل هذه الثغرات النادرة التي «تكشف» فضائح الطرفين على الملأ وبذلك لابد من عقد مباحثات على مستوى القمة بين رئيس الدولة المحتلة الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء الدولة المحتلة نوري المالكي لتسوية ما أفرزته الاشهر الماضية من فضائح ووضع حد لتبادل الاتهامات بالفساد واستخدام العصابات والميليشيات من كلا الطرفين ولاغلاق هذا الملف الذي تفوح منه المزيد من الروائح الكريهة التي تؤكد ان الاحتلال يمارس القتل والتدمير بحق الشعب العراقي البريء والاعزل تماما كما تمارسه ميليشيات الحكومة - كما يقول التقرير الأمريكي - وما كان التسريب الإعلامي للتقرير الأمريكي عن الفساد الذي ترتكبه حكومة المالكي الا نوعا من الضغوط عليه قبيل هذه القمة لوضعه أمام تنازلات أكبر وتراجعات عن موقفه بشأن عصابات «بلاك ووتر» وغيرها من العصابات والميليشيات التي تأتمر بأوامر قوات الاحتلال وتنفذ عمليات سوداء في صفوف هذا الطرف أو ذاك، ليبدو ذلك وكأنه من فعل المقاومة العراقية بقصد تشويه سمعتها والتأثير على شعبيتها؟؟ فمنذ بول بريمر الحاكم المدني للعراق - سيء الذكر- حيث زرع في العراق ميليشيات مهمتها القتل والتدمير مع توفير غطاء قانوني لحمايتها وحصانتها «دون ان تمكن اي حكومة من الغاء هذه الحصانة» تجاه اي إجراء أو أي عملية تقوم بها هذه العصابات والتي كان آخرها قتل العشرات من العراقيين الأبرياء مما أحرج حكومة المالكي وأجبرها على طلب استبدال هذه العصابات في العراق ولكن هذا الطلب لم يوافق عليه في واشنطن التي ساءها ان تتلقى أوامر من المالكي فكالت له الصاع صاعين وردت عليه بأن فتحت أوراق حكومته وتحدثت عن فضائح وفساد وميليشيات أخرى تابعة للحكومة مهمتها القتل ايضا كل ذلك لتحول الانظار عن عصابات «بلاك ووتر» ولتقول ان الحكومة والمحتل سواء في عملية القتل التي عادت منذ أمس - بعد توقف لاربعة ايام فقط- إلى ممارسة دورها القذر في العراق كعصابات تقوم بتوفير الأمن للشخصيات الدبلوماسية الأمريكية في العراق لتتحرك بحرية أكبر دون ان تتمكن المقاومة من اصطيادها؟؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بلاكووتر الأميركية ...الفشل الذريع
روبرت شير
ذي نيشن
قلت لنفسي... أرجوكم ، أرجوكم دعوا أورويل بعيدا عن الوضع. حاولوا العثور على طريقة أفضل واكثر حيوية لتشرحوا لنا لماذا تعتمد "عملية حرية العراق" على مجموعة من المرتزقة القتلة. أو لماذا لا تملك "الحكومة المنتخبة ديمقراطيا" للعراق "المحرر" الحق القانوني الصريح في طرد بلاكووتر الأميركية من أراضيها ، أو تقديم أي من المتعاقدين الخاصين البالغ عددهم خمسون ألفا ، والذين أحضرتهم حكومة الولايات المتحدة ، إلى المحاكمة لتصرفاتهم القاتلة.
لو أن هناك أقل القليل من الاستقلال العراقي نهض من رماد هذه المغامرة الإمبريالية الأميركية الفاشلة ، لكانت بلاكووتر طوت خيامها ورحلت ، حتى لو كان ذلك لمجرد الحفاظ على الشكليات. لقد ادعت وزارة الداخلية العراقية أن سفاحي بلاكووتر ، الذين كانوا يحرسون قافلة أميركية عبر شوارع بغداد أطلقوا النار "بصورة عشوائية على المواطنين" في ساحة مزدحمة يوم الأحد الماضي ، وقتلوا 11 شخصا وجرحوا 13 ، وتبعا لذلك أمرت الحكومة العراقية بلاكووتر بمغادرة البلد بعد ما دعاه الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية "اعتداء فاضحا على المواطنين العراقيين".
لكن من قال أن هؤلاء المسؤولين العراقيين لديهم القوة للسيطرة على أي شيء يتعلق بالمتعاقدين الأمنيين البالغ عددهم 182 ألف شخص ويعملون مع الولايات المتحدة في العراق؟ ألا يعرفون عن الامر رقم 17 ، الذي وضعه بول بريمر ، الحاكم الإداري السابق للعراق لضمان الحصانة للمتعاقدين ، بمن فيهم حراسه الشخصيون ، من المحاكم العراقية؟ لم يتغير شيء منذ ذلك الانتقال المفترض للسلطة من يد سلطة التحالف المؤقتة ، التي كان يرؤسها بريمر ذات يوم ، إلى الحكومة العراقية المختبئة في المنطقة الخضراء ، والتي يحرسها أفراد من بلاكووتر وغيرها من الجنود "الخاصين".
أنهم يوصفون بالقوات "الخاصة" بالمعنى الوهمي نفسه الذي توصف فيه قواتنا التي تلبس الزي العسكري باعتبارها قوات من "المتطوعين" ، بما أن كلاهما يعملان بإغراء الدولارات التي يقدمها صراف الرواتب نفسه ، أي حكومة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من العلاوات التي تتراوح ما بين 20 ألف إلى 150 ألف دولار ، وتكلفة سنوية تصل إلى 100 ألف دولار سنويا للشخص الواحد إلا أن المتعاقدين يكسبون أكثر بكثير. كل هذا صمم على يد الصقور من المحافظين الجدد في البنتاغون سعيا وراء تحقيق أحلامهم في إمبراطورية وفي الوقت نفسه تجنب التجنيد الإجباري ، الذي كان يمكن أن يجعل الملايين يصرخون احتجاجا في الشوارع الآن.
بدلا من ذلك ، لدينا استعمار دفتر الشيكات. حكومة الولايات المتحدة تشتري الجيش الذي هي بحاجة إليه ، وهو ما أدى إلى الاعتماد على شركات التعاقد الخاص مثل بلاكووتر ، التي تقوم بحماية العاملين في وزارة الخارجية في العراق بموجب عقود تزيد قيمتها على 300 مليون دولار. وهذا هو السبب في أن التعامل مع آخر حادث لبلاكووتر كان صعبا جدا ، والذي صنفه رئيس الوزراء نوري المالكي باعتباره جريمة. العراقيون يطالبون بوضوح أن تتخلص بلدهم من بلاكووتر وغيرها من المتعاقدين ، ويوم الخميس قالت الحكومة العراقية أنها سوف تقوم بالتدقيق في وضع المؤسسات الأمنية الخاصة العاملة على أراضيها.
لكن البيت الأبيض يأمل مرة اخرى في أن يهدأ الغضب. وكما ذكرت وكالة الأسوشييتد برس يوم الإثنين: "الولايات المتحدة ، وبكل وضوح ، تأمل أن يكتفي العراقيون بالتحقيق ، وتحديد المسؤولية وتعويض عائلات الضحايا... وألا تصر على طرد الشركة التي لا يستطيع الأميركيون أداء مهامهم بدونها". أو ، كما قال السفير رايان كروكر في شهادته أمام مجلس النواب الأميركي في الأسبوع الماضي "ببساطة ، ليس هناك طريقة على الإطلاق يمكن فيها لمكتب وزارة الخارجية للأمن الدبلوماسي الحصول على عدد كاف من الموظفين الذين يعملون بدوام كامل لملء الوظائف الأمنية في العراق. ليس أمامنا بديل سوى عبر المتعاقدين".
لاحظوا مدى السخرية في العبارة الأخيرة - أن تجربة الولايات المتحدة لبناء الديمقراطية في العراق تعتمد على جحافل من المرتزقة الأجانب ممن دفعوا الاباء المؤسسين لدولتنا للقيام بالثورة الأميركية. وكما حذر جورج واشنطن في خطابه الوداعي ، من أن الحكومة الأميركية إذا ما دخلت في هذه "التعقيدات الخارجية" فإننا سوف نفقد الجمهورية ، لأن محاسبة الجماهير سوف تتم التضحية بها لضرورات الحرب من أجل الإمبراطورية.
بغض النظر عن حقيقة أن بلاكووتر حصلت على كل عائداتها من الحكومة الأميركية - معظمها من عقود جرت دون منافسة ، ودون شك لمساهماتها الكبيرة للحزب الجمهوري التي كان يقدمها مؤسس الشركة إيريك برنس وشركائه من أصحاب المليارات - فإن عملياتها تظل إلى حد بكبير بعيدة عن التدقيق العام. بلاكووتر ، وغيرها في هذه المعمعة الأمنية الدولية ، تتحرك على هواها باعتبارها دولة مستقلة ، ولا تخضع لا لقانون العراق ولا للقوانين التي تفرضها حكومة الولايات المتحدة على قواتها العسكرية. على موقعها على الإنترنت تتبجح بلاكووتر بالقول "ببساطة نحن لسنا مجرد شركة أمنية خاصة. نحن جيش محترف ، نقوم بفرض القانون والأمن والحفاظ على السلام ، كما أننا مؤسسة للحفاظ على الاستقرار... لقد اصبحنا الشركة التي تمتلك أفضل الوسائل لتلبية الحاجات للتأثير على التوازن الاستراتيجي لدعم الأمن والسلام والحرية والديمقراطية في كل مكان".
ترى ...من الذي انتخبكم أيها الشباب لإدارة شؤون العالم؟.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
«بلاك ووتر» أو شركة المياه السوداء 1/4
عبيدلي العبيدلي
الوسط البحرين

عادت قوات شركة «بلاك ووتر» الأميركية الخاصة للأمن إلى استئناف عملياتها الأمنية في العاصمة (بغداد) بعد إنهاء الحظر الذي فرض على عملها عقب مقتل عراقيين مدنيين في عملية لها يوم الاحد 16 سبتمبر/أيلول 2007، وقالت السفارة الأميركية في بغداد إنها استأنفت تنقلات موظفيها في الطرقات خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين وإن عناصر «بلاك ووتر» ستوفر الحراسة لبعض هذه التنقلات.

يذكر أن 11 عراقيّاً مدنيا قتلوا في ذلك الأحد عندما أطلق حراس أمن تابعون إلى الشركة النار في مفترق طرق مزدحم في بغداد. وقالت الشركة ان رجالها اطلقوا النار على 11 شخصا في ساحة النسور وسط العاصمة العراقية الأحد الماضي «دفاعاً عن النفس»، لكن شهودا عراقيين نفوا ذلك، وعلقت الحكومة العراقية عمل الشركة وفتحت تحقيقاً مشتركاً مع الجيش الأميركي. وقالت السفارة إن استئناف العمليات المحدودة لشركة الأمن جاء بموافقة الحكومة العراقية. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال ان «بلاك ووتر» تورطت في سبعة حوادث من هذا القبيل، بحسب بيانات وزارة الداخلية، مندداً بما أسماه «استخفافاً بأرواح المدنيين العراقيين».

ولتقدير الحيز الذي تحتله شركة مثل «بلاك ووتر» وغيرها من الشركات المماثلة التي تنشط في المجالات الأمنية والعسكرية، نستذكر هنا خطابا ألقاه دونالد رامسفيلد - وزير الدفاع الأميركي السابق- قبل ساعات من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول وتحديداً يوم العاشر من سبتمبر 2001.

حينها اعتلى رامسفيلد منصة البنتاغون ليلقي واحداً من أهم خطاباته بصفته وزيراً للدفاع. وقتها لم يكن معظم الشعب الأميركي سمع عن تنظيم القاعدة أو تخيل أنه يمكن أن يحدث له ما حدث من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والغريب، وحسبما يشير الكاتب الصحافي الأميركي جيرمي سكيل في كتابه «بلاك ووتر» أن رامسفيلد تحدث في خطابه عن أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً حقيقيّاً. وينقل سكيل ما ورد على لسان رامسفيلد من قول بأن «العدو أصبح قريباً من الوطن، وهو ما يتطلب إحداث نقلة شاملة في أسلوب إدارة البنتاغون واستحداث نموذج جديد يقوم على القطاع الخاص».

أما في العراق فقد أميط اللثام عن نشاط «بلاك ووتر» (الماء الأسود) لأول مرة عندما أعلن في 31 مارس/آذار 2004 قتل المتمردين أربعة من جنود هذه الشركة كانوا يقومون بنقل الطعام. وفي إبريل/ نيسان 2005 قتل خمسة منهم بإسقاط مروحيتهم، وفي مطلع 2007 قتل خمسة منهم أيضا بتحطم مروحيتهم.

وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» في العام 2004 أن فرقا عسكرية (مغاوير) من النخبة استأجرتهم حكومة الولايات المتحدة لحماية الموظفين والجنود وضباط الاستخبارات في العراق. وقالت إن وصفهم بالمتعاقدين العسكريين مع الحكومة ليس دقيقاً والوصف الصحيح هو «جنود مرتزقة» وتحدثت عن إرسال الآلاف منهم إلى العراق. وفي ديسمبر/كانون الأول 2006 كتب مارك همنغواي في مجلة «ويكلي ستاندرد» واصفا موظفي هذه الشركة بأنهم «محاربون بالأجرة». ويشار هنا إلى أن الفيلم الوثائقي المعروض في العام 2006، العراق معروض للبيع: الرابحون من وراء الحرب (Profiteers Iraq for Sale: The War ) اتهم الشركة بالمسئولية عما جرى في أبو غريب جزئيّاً.

وفي مارس2006 قال نائب رئيس الشركة، كوفر بلاك، في خطاب له في مؤتمر في العاصمة الأردنية (عمان)، إن «بلاك ووتر» مستعدة لإعادة السلام في أية منطقة صراع في العالم. كما صرح كريس تايلور احد مديري هذه الشركة بأنه يمكن إرسال قوات من الشركة لاستعادة الأمن والسلام إلى دارفور بغطاء من الناتو والأمم المتحدة.

لكن لابد هنا من تأكيد أن «بلاك ووتر» ليست الشركة الوحيدة التي تزود العراق بالمرتزقة، هذا ما تؤكده تصريحات رئيس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة لشئون المرتزقة خوسيه برادو، الذي كشف في التقرير الذي أعده في فبراير / شباط 2007 أن المرتزقة الذين يعملون في العراق يشكلون اليوم القوة العسكرية الثانية بعد الجنود الأميركيين وأن عددهم أكبر من عناصر القوات البريطانية.

ويضيف خوسيه في تقريره أن «هناك 160 شركة على الأقل تعمل في العراق، وهي تستخدم على الأرجح 35 ألفاً إلى أربعين ألف مرتزق غالبيتهم عناصر شرطة سابقون وعسكريون يتم تجنيدهم من الفيليبين والبيرو والإكوادور وجنوب إفريقيا».

لكن تقارير أخرى تذهب إلى القول بوجود أكثر من 180 شركة أمن عاملة في العراق، غالبيتها أميركية وأوروبية، ويعمل فيها بين 25 ألفاً و48 ألف شخص، على شكل متعاقدين.

ويبدو أن العراق ليست الدولة العربية المسلمة التي تستفيد من خدمات «بلاك ووتر»، ففي حديث صحافي نادر أكد رئيس الشركة، إيريك برينس أن الشركة توقع عقودا مع حكومات أجنبية منها حكومات دول مسلمة لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الولايات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العراق بانتظار التغيير
أنور صالح الخطيب
الراية قطر
يبدو المشهد السياسي العراقي مقبلا هذا الشهر علي تغيير سياسي حاد مرتبط بموعد صدور تقريري قائد قوات الاحتلال الأمريكي والسفير الأمريكي في بغداد حول الأوضاع في العراق من وجهة النظر الأمريكية ومقدرة حكومة المالكي علي التعامل معها.

التشكيك في قدرة المالكي علي ضبط الأمور بدأ منذ الشهر الماضي بتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش والتي تراجع عنها فيما بعد ثم تقرير ل 16 جهازاً استخباراتياً أمريكياً يتهم المالكي بالضعف فضلا عن اتهامات وجهت للحكومة من قبل معارضيها بالطائفية.

ثمة ثلاثة لاعبين أساسيين في المشهد العراقي اليوم هم علي الترتيب واشنطن وطهران وتحالف جبهة المعتدلين الذي يضم الحزبين الكرديين والمجلس الأعلي للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الذي ينحدر منه رئيس الوزراء الحالي إلي جانب لاعبين آخرين كجماعة مقتدي الصدر وجبهة التوافق العراقية وهنا نتحدث حصرا عن المشهد السياسي لا المشهد العراقي كاملا.

الأزمات السياسية وحالة عدم الاستقرار الحكومي التي واجهت المالكي ستواجه من يخلفه أيضا كما واجهت سلفه سابقا لان ثمة تبايناً بين اللاعبين في عدد كبير من القضايا المفصلية كالدستور والفيدرالية وتقاسم الثروات.

بعد أكثر من أربع سنوات علي احتلال العراق وبعد فشل أكثر من حكومة عراقية في بسط الأمن وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد والفشل أيضا في تحقيق ابسط مطالب المواطن العراقي في الماء النظيف والكهرباء والرعاية الصحية ووقف الهجرة غير المسبوقة إلي خارج العراق بات علي حكومة المالكي والحكومة التي ستخلفها اخذ العبر والدروس والعودة إلي الشارع العراقي الذي نؤمن انه يعرف إن بداية تخلص العراق والعراقيين من مسلسل الموت اليومي الذي حصد مئات الآلاف من أبناء العراق يبدأ من لحظة رحيل الاحتلال الذي جلب الموت والخراب والضياع لهذا البلد.

في اللحظة التي تقوم فيها حكومة عراقية لا تعتمد المحاصصة ولا الطائفية وتضع برنامجا لرحيل الاحتلال وتدعو لمصالحة وطنية لا تستثني أحدا من أبناء الشعب العراقي في تلك اللحظة سيبدأ العراق بالتعافي والخروج من الدائرة المغلقة التي يدور فيها منذ أمد بعيد.

سيبقي المشهد في العراق لا يسر صديقا ما دام أن هناك من يعتقد أن خلاص العراق يكمن في بقاء الاحتلال ويربط مصيره به.

الموت العراقي العبثي ليس قدرا والحزن العراقي اليومي وبكاء ولطم الأمهات وحزنهن الذي يذيب الصخر ليس ماركة عراقية لقد آن الأوان لهذا العبث في مصير العراق أن يتوقف.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
بلاك واتر مرة أخري
العزب الطيب الطاهر
الراية قطر
بعد كل هذه الجرائم تقر حكومة نوري المالكي بحق شركة بلاك واتر في الاستمرار في ارجاء مهامها القذرة التي لا تتوقف عن حد الحماية لمصالح الاحتلال الأمريكي ورجاله والمتعاونين معه لقد اقدمت الحكومة علي موقف ينطوي علي قدر من الاحترام عندما قررت فور تورط الشركة في مقتل عراقيين مدنيين وقف انشطتها وإحالتها للتحقيق الي الدرجة الي دفعت السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الي تقديم اسف لم يرق الي مستوي الاعتذار عن تصرف الشركة تجاه العراقيين.

لكن ما لفت انتباهي وتوقفت لديه كثيرا طالبا تفسيرا هوالموافقة الحكومية علي قرار قاطع لسلطة الاحتلال الامريكي وهي بالمناسبة السلطة الوحيدة التي تصر علي استئناف بلاك واتر لمهامها في حماية المنطقة الخضراء والدبلوماسيين والمسؤولين العراقيين التابعين للاحتلال دون ان يبلغنا طرف بنتائج التحقيق الذي قامت به السلطات القضائية العراقية وتكشف هذه الواقعة وغيرها من الوقائع مدي الهشاشة التي تتمتع بها حكومة المالكي التي كثيرا ما تطلق تصريحات ليست في موضعها بل هي للاستهلاك المحلي وذلك حسب ما اكده قاض عراقي هو رحيم العكيلي الذي اكد ان تصريحات مسؤولي حكومة المالكي باحالة بلاك واتر للتحقيق كانت موجهة للداخل من زاوية الاستهلاك المحلي لأن القوانين السارية تمنع محاكمة عناصر الشركة امام القضاء العراقي ولو كانت الحكومة جادة - الكلام لنفس القاضي - في مقاضاة الشركة فليس امامها إلا طريق واحد هو اقناع الحكومة الامريكية بالتنازل عن الحصانة الممنوحة لهذه العناصر.

ويذكرني هذا الموقف بالتصريحات العنترية للمالكي عندما اعلن قبل اشهر انه اعطي أوامره بهدم الجدار العازل في منطقة الاعظمية وبالطبع الجدار مازال قائما وشاهدا علي حالة ضمور سلطة حكومته.

ان بلاك واتر ليست إلا واحدة من أدوات وآليات الاحتلال في القتل والتدمير وهي مسؤولة عن الكثير من حوداث الاضطراب الامني والاختراق لبنية المجتمع العراقي وستكشف الوثائق حقيقة الدور الشديد السلبية الذي لعبته هذه الشركة في تكريس الاحتلال وتخريب بلاد الرافدين.


السطر الأخير: اللهم إني أعوذ بك من أن أظلم أو أُظلم أو أبغي أو يبغي عليَّ أو أطغي أو يُطغي عليَّ.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
.. المرتزقة!
أحمد ذيبان
الراية قطر
لم أصدق أن الحكومة العراقية قادرة علي المضي بجدية في تنفيذ القرار الذي روجت له، بانهاء عمل شركة المرتزقة "بلاك ووتر"، المتعاقدة مع الجيش الأمريكي، بعد حادثة" ساحة النسور" في بغداد الاسبوع الماضي التي قتل وجرح فيها اكثر من عشرين عراقيا برصاص مرتزقة الشركة! فبعد ثلاثة ايام من قرار رئيس الوزراء نوري المالكي، انهاء عمل " بلاك ووتر " في العراق، اعلنت السفارة الأمريكية في بغداد عن تراجع الحكومة العراقية عن قرارها، فسمحت لشركة المرتزقة باستئناف عملها، ويبدو انه لم يكن بالامكان التغطية علي جريمة ساحة النسور، التي انطوت علي قدر كبير من الاستفزاز، وكان ثمة حاجة لقرار صوري يوحي ب حفظ ماء وجه الحكومة العراقية، فكان اتصال وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس مع المالكي واعتذارها عن الحادث، واعلان الرئيس بوش ومسؤولين اخرين، عن الاسف لكن الموقف الاميركي انطوي علي رسالة اخري، وهي عدم تحميل الشركة صراحة مسؤولية جريمة "النسور" وان القضية بحاجة الي تحقيق شفاف، وقبل ان ينتهي التحقيق، استأنفت بلاك ووتر" عملها!.

والمسألة لا تقف عند حادثة النسور، ومحاولة حكومة المالكي "تحمير عينها" واثبات قدرتها علي ممارسة السيادة! فسيادة البلد منتهكة حتي العظم،فما تفعله بلاك ووتر" وغيرها من شركات المرتزقة، في العراق هو افراز ونتيجة منطقية للجريمة الكبري، وهي احتلال البلد وتدمير مقوماته وادخاله في نفق الحرب الاهلية، وكان من بين افرازات الاحتلال، وجود الحكومة العراقية الحالية، ذلك ان العراق تحول الي حقل تجارب في كل شيء، فهو البلد الاول في العالم، الذي تنتشر فيه شركات المرتزقة، بلا حدود، وتحصل لقاء ما ترتكبه من جرائم علي مليارات الدولارات، وهي تتصرف بوحشية وخارج القوانين، والمفارقة ان قوة الاحتلال غير قادرة علي حماية قوافلها ودبلوماسييها، فتستعين بالمرتزقة، الذين يعتبرون كل شيء امامهم عدوا! والعراق تحول ايضا الي مقبرة جماعية كبري، ومسرح مفتوح لمختلف أجهزة الاستخبارات في المنطقة والعالم، والي مختبر للفوضي والأمن والاقتتال العرقي والطائفي، والنهب والفساد والجريمة، وفي عمليات التطهير والتهجير، لكن قضية بلاك ووتر اثارت لديّ حافزا للمقارنة بين ما ارتكبته شركات المرتزقة من جرائم بحق العراقيين، وبين ما ترتكبه الميليشيات الطائفية، من مجازر وعمليات قتل وتعذيب واختطاف منهجي غير مسبوق، وهي ميليشيات مرتبطة بحكومة المالكي والاحزاب التي تشكلها، وبالنتيجة كانت حصيلة ما تفعله قوات الاحتلال وشركات المرتزقة والميليشيات، نحو مليون قتيل، وغير ذلك من الضحايا والخسائر التي يصعب حصرها!.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
أميركا أمام مفترق طرق
جيسي جاكسون
لوس أنجلوس تايمز»

تقف الأمة الأميركية أمام خيار واضح في سبتمبر الجاري. فالرئيس جورج بوش سيصر على أن يواصل الكونغرس الحرب في العراق وسيطلب 50 مليار دولار إضافية من أجل مواصلة الاحتلال. وهذه الأموال تضاف إلى الـ 147 مليار دولار التي تمت الموافقة عليها بالفعل من أجل العراق وأفغانستان خلال العام الحالي وذلك بالإضافة إلى الميزانية العسكرية السنوية التي تبلغ 460 مليار دولار.
وهذا يعني أن الإنفاق العسكري لأميركا خلال العام الجاري يعادل الإنفاق العسكري لكل دول العالم مجتمعة. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس يتعهد باستخدام حق الفيتو ضد أي مشروع إنفاق يمس البرامج الداخلية بما يخالف الميزانية التي وضعها في هذا الصدد.
فقد هدد باستخدام حق الفيتو ضد أي زيادة في برامج الرعاية الصحية للأطفال وقروض الجامعات والمنح الدراسية والمدارس العامة والطاقة المتجددة والبنية التحتية. والفارق بين ميزانية الرئيس وميزانية الكونغرس في هذا الصدد يبلغ 20 مليار دولار.
الديمقراطيون في الكونغرس تقريبا كلهم مجمعون على المطالبة بسحب القوات الأميركية من الحرب الأهلية الدائرة في العراق. في حين أن الجمهوريين ينتظرون تقارير الجنرال بترايوس ووكالات الاستخبارات واللجان المستقلة التي يفترض تقديمها كلها بنهاية الشهر الحالي. لا شك أن التقارير لن تأتي بنتيجة واحدة، وذلك في الوقت الذي تدّعي فيه الإدارة الأميركية تحقيق تقدم، فيما تعرب الجهات الأخرى عن شكوكها إزاء الوضع في العراق؛ فالمؤيدون للحرب سينظرون إلى نصف الكوب الممتلئ في حين سينظر المعارضون إلى النصف الفارغ، ولكن في الحقيقة لا يوجد اختلاف كبير بين المعسكرين. فاحتلال دولة هو أمر صعب ومكلف ومميت. لقد قال الجنرال بترايوس من البداية إنه إذا سارت الأمور بشكل جيد فإن الأمر يحتاج من 10 إلى 20 عاما كي يجري تهدئة العراق وإعادة بنائه وتكوين دولة ديمقراطية عاملة هناك، ما يعني أن يرتفع إنفاقنا على العراق إلى تريليوني دولار مع احتمالية أن يقتل ما يزيد على 6 آلاف أميركي. ونحن بالفعل الآن ندفع ثمن حرب العراق. لقد سقط جسر في منييبوليس. وتحطم صمام شبكة صرف صحي في مانهاتن وأُصيب السكان هناك بالهلع. أبناء الطبقة العاملة لا يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة الجامعية. قطاع النقل لدينا يصرخ من أجل التطوير. نظام الشريط العريض لاتصالات الإنترنت هو الأكثر بطءاً بين جميع الدول الصناعية. خدمات صف السيارات لدينا في حالة رثة. الاستثمارات الداخلية في أميركا أكثر من سيئة. أمام أميركا خطة من ثلاث نقاط في العراق: وقف تدفق الأسلحة وتأمين الشوارع، تدعيم الديمقراطية والاستثمار في البنية التحتية الحيوية ودفع العراقيين لسوق العمل. المفارقة تشير إلى أن أميركا أمامها المهمة نفسها هنا داخل أراضيها، غير أن التكلفة هنا ستكون أقل بكثير لأننا لا نعني حربا طائفية.
إن الخيار الذي سيقف أمامه الأميركيون في سبتمبر المقبل لا يتعلق فعليا بالعراق، بل إنه يتعلق بالولايات المتحدة. فمثلما كانت الحال في روما وبريطانيا والاتحاد السوفييتي من قبلنا، فنحن نواجه الخيار التالي: الإمبراطورية أم الجمهورية؟ فنحن إما نحرس شوارع بغداد وبحار العالم وحدود كوريا والبوسنة ونبني جيلا جديدا أكثر فتكا من الأسلحة النووية وأسلحة الفضاء، أو نعمل على الاستثمار هنا في بلادنا في مجالات حيوية لحياتنا. فنحن إما أن نكون شرطي العالم أو المدينة فوق التل، ولكننا لا يمكننا أن نكون الاثنين في آن واحد، فكما قال الدكتور مارتن لوثر كنغ فإن «الدولة التي عاما تلو الآخر ترتفع تكاليفها العسكرية على معدلات إنفاقها على برامجها الاجتماعية تقترب من الموت المعنوي». أميركا الآن تعاني من ارتفاع معدلات الظلم وعدم المساواة بين أفرادها وتعاني انكماش طبقتها الوسطى وتراجع الصناعات التصديرية وارتفاع في حجم الدين الأجنبي والاعتماد على البنوك المركزية الخارجية. جيشنا هو الأقوى في العالم ولكننا نعاني عدم الأمن داخليا. نحن حتى لا نقوم بأي استثمارات في مجالات الطاقة المتجددة من أجل تقليص اعتمادنا على واردات النفط ومعالجة ظاهرة التغير المناخي التي تنذر بكارثة. لقد أدرك الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون أنه من غير الممكن الجمع بين المدافع والزبد. يجب أن نختار بينهما. وخيار بوش واضح للغاية، فهو قد اختار أن يحتل العراق حتى إذا كان الأمر يتطلب حرمان الأطفال من الرعاية الصحية والخدمات التعليمية الجيدة. والآن على أعضاء الكونغرس أن يقرروا ما إذا كانوا يتفقون معه أم لا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
ماذا تعني مؤشرات الانسحاب الأمريكي من العراق؟
نصر طه مصطفى
الحليج الامارات
هل قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش البدء بسحب قوات بلاده من العراق على مراحل ابتداء من هذا العام، هو إعلان عن فشل مهمته الاستراتيجية في هذا البلد، أم تأكيد على نجاحها وبدء استقرار الأوضاع فيه؟ في الحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال ليست صعبة كثيراً، فليس هناك من هو مقتنع بنجاح الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في العراق منذ احتلاله قبل أكثر من أربع سنوات، ومن ثم يصعب الحديث عن نجاح فعلي لها، كما تحدث الرئيس بوش في خطابه المهم يوم الخميس قبل الماضي، والذي أعلن فيه البدء بسحب جزئي لقواته قريباً استناداً للرأي الذي طرحه الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق، والذي يتركز على سحب أكثر من عشرين ألف جندي بحلول صيف العام القادم، الأمر الذي يعني باختصار أن يعود عدد أفراد هذه القوات إلى ما كان عليه تقريباً قبل الشروع في تنفيذ خطته الأمنية بداية هذا العام، والتي واجهت اعتراضاً كبيراً من قبل الأغلبية الديمقراطية في مجلسي الكونجرس.
بحسبة بسيطة، فإن سحب مجرد عشرين ألف جندي قبل ستة شهور من نهاية الولاية الأخيرة للرئيس بوش سيعني أن مسألة الوجود الأمريكي في العراق ستعود إلى النقطة التي بدأت منها قبل أربع سنوات ونيف، وعلى الرئيس الجديد القادم إلى البيت الأبيض معالجة الأمر جذرياً إذ إنه سيجد نفسه أمام تركة صعبة ليس من السهل اتخاذ قرار بصددها سواء كان رئيساً جمهورياً أو ديمقراطياً.. وفي الوقت ذاته فإن كل ما نسمعه عن تحسن في الأوضاع الأمنية لايزال مجرد حديث لا يمكن التعاطي معه بجدية، فالميليشيات بشقيها الطائفيين لاتزال تمارس نشاطها الإرهابي في صفوف الأبرياء العزل، ناهيك عن عملياتها المستمرة التي لم تتوقف مستهدفة الجنود الأمريكيين والسياسيين العراقيين، الذين كان آخرهم أحد زعماء القبائل في منطقة الأنبار السنية، التي تباهى الرئيس بوش بنجاح استراتيجيته الأمنية فيها وأرادت القاعدة أن تثبت له عكس ذلك. ربما تحسنت الأوضاع الأمنية بنسبة بسيطة في بعض مناطق العراق ومنها بغداد، لكنها لاتزال تقع على مسافة بعيدة جداً عن الاستقرار الأمني بمعناه المعروف ومقاييسه الدولية المتعارف عليها، فطالما استمر التوتر السياسي المرتكز على الاعتبارات الطائفية بين مختلف القوى المكونة للخريطة العراقية الوليدة بعد التاسع من إبريل/نيسان ،2003 فإن الحديث عن تحسن حقيقي وجاد في الأوضاع الأمنية يظل مجرد أحلام يقظة وليس أكثر من ذلك. والغريب أن يشيد الرئيس بوش بتحسن أداء الحكومة، في وقت تعاني فيه من أكبر أزماتها منذ تشكيلها قبل عامين، سواء بانسحاب ممثلي السنة منها أو بانسحاب ممثلي حزب الفضيلة الشيعي يتبعهم ممثلو التيار الصدري، الأمر الذي وضع الحكومة، ورئيسها نوري المالكي في أكثر مواقفه السياسية حرجاً أمام الرأي العام الدولي.

يحاول المالكي بلاشك تحسين أداء حكومته السياسي، لكنه في النهاية يجد أنها لاتزال تعاني من عزلة إقليمية ودولية كبيرة، فعلاقاتها الاستراتيجية تكاد تكون محصورة فقط في دولتين نقيضتين هما الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، فيما لا تزيد علاقاتها عن مستوى المجاملات مع أغلبية الدول الغربية ودول المحيط الإقليمي، ذلك أن البعد الأيديولوجي الذي طبع هذه الحكومة وأصبح لصيقاً بها خلق مستوى من القلق لدى كل أولئك، لا يمكن التقليل من شأنه.

لا شك في أن صورة المستقبل في العراق قاتمة وأن أي تفاؤل هو ليس أكثر من مغالطة للنفس، حتى برغم الإجراءات التي قامت بها الحكومة مؤخراً من حيث إعادة عشرات الآلاف من البعثيين إلى أعمالهم أو إعادة صرف رواتبهم في محاولة لاستيعابهم والتخفيف من حدة التوتر الأمني، باعتبار أن هناك اعتقاداً بأن معظم المشكلات الأمنية خلال السنوات السابقة كان وراءها العسكريون والأمنيون والمدنيون المنتمون للنظام العراقي السابق، وهو اعتقاد ليس هناك ما يؤكده في الحقيقة، إلا أن الرئيس الأمريكي بوش يعتقد أن هذه الخطوة واحدة من النجاحات التي حققتها إدارته مع الحكومة العراقية في الآونة الأخيرة، وأنها أحد تسعة أهداف تم تحقيقها من بين ثمانية عشر هدفاً أمنياً وسياسياً حددها له الكونجرس، وهي الأهداف التي أقرتها الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس وفرضتها على الرئيس بوش بعد فشلها في التوصل إلى فرض جدول زمني للانسحاب الأمريكي من العراق، ومع ذلك فإن كل المؤشرات على مزيد من التحسن السياسي والأمني تبدو غير مبشرة، لأن بلداً كالعراق لا يمكن أن يحكم ويستقر بأداة طائفية، فالعراقيون تعايشوا بلا حساسيات من هذا النوع طوال عقود، بل قرون ماضية كثيرة وهم يجدون أنفسهم اليوم في أجواء غريبة عليهم لم يعهدوها من قبل، وفيما يجري تسويق الفيدرالية كأحد الحلول للأزمة القائمة فإنها لا يمكن أن تلغي حالة الاندماج الاجتماعي الذي ميز حياة العراقيين. فهل يدرك الأمريكيون هذه الحقيقة التاريخية، ويسعون لإعادتها كواقع من جديد، أم أن الأوان قد فات على مثل هذا الأمر؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
تأشيرة دخول بين المشخاب والدواية
د.حميد عبد الله
الدار العراقية
تتحدثُ وسائل الإعلام عن إجراءات جديدة ومشددة على انتقال العراقيين النازحين من مدنهم إلى مدن أخرى! أصيبَ العراقيون بالحيرة والدوار،فهم مشردون داخل ديارهم، مطاردون في بلاد الغربة، متهمون حتى يثبت العكس الذي لن يثبت، وضعوا بين خيارين أحلاهما مر، الهجرة أو النزوح، فمن نزح من بيته فهو آمن، ومن هاجر من دياره فهو مطمئن، اما من أخذته العزة ببيته، وأبناء محلته وجيرانه ومسرح طفولته فإنَّ دمه غير مكفول، فقد اختلط الحبال بالنابل وتشابك الرصاص وتطايرت الشظايا،وليس ثمة من يستمع لدعوة نبي السماء (صلى الله عليه وسلم)التي تقول: كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه. وحريٌ بنا أن نردد ذلك الحديث الشريف، ولكن بشيء من التعريق، فنقول: كل العراقي على العراقي حرام: دمه وماله وعرضه وبيته وأبناؤه وإخوته. والفارق هنا ان الدعوة لاتقتصر على المسلمين بل على عباد الله كلهم في ارض السواد التي لم يبق منها سوى سواد الأرض التي تفحمت بالقنابل والصواريخ والمفخخات والراجمات والهاونات والحرائق من اجل أن تكون أرضاً يباباً لازرع فيها ولا ضرع! صار العراقي ممنوعاً من التنقل بين مدن العراق، وعليه أن يثبت انه ليس من سلالة الإرهاب والإرهابيين، وليس لديه ملاحظات أو موقف مسبق من العملية السياسية ولم يسبق له ان انتمى إلى حزب سياسي قبل زمن التغيير الذي شهده العراق، فتغير فيه كل شيء حتى صارت أعالي الأمور في اسافلها واسافلها في أعاليها! مطلوب من العراقي تأشيرة دخول إلى دول الجوار جميعاً،بل حتى الصومال ترفض دخول العراقيين إلى أراضيها من دون تأشيرة وكذلك السلطات المحلية في دارفور خوفاً من يكون العراقي المهاجر حاملاً لفايروس الطائفية أو نقص المناعة الوطنية، المكتسب من المحاصصة الذي تفشى بعد طغيان الولاءات الضيقة والأضيق على الولاء للعراق الواحد الموحد! ربما يأتي يوم يصبح التنقل بين مدن العراق وقراه يستلزم تأشيرة دخول من السلطات المحلية في تلك المدن، فليس هناك من يضمن القادمين إليها إن كانوا نازحين أم منزحين، ارهاربيين أم من ضحايا الإرهاب، متحصحصين أم ضحايا للمحاصصة، طائفيين ام قرابين للطائفية، وربما يأتي يوم تفرض فيه قائممقامية المشخاب تأشيرة دخول على أهالي الدواية وبالعكس ......ربما..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
..شركة بلاك ووتر لاتزال في العراق..
سميرة رجب

اخبار الخليج البحرينية عدد امس لانهم يتاخرون بانزال العدد على النت
ابعد انتشار خبر القتل العشوائي على يد قوات شركة بلاك ووتر في ساحة النسور بوسط بغداد، الذي راح ضحيته أكثر من عشرين قتيل وخمسين جريحا من العراقيين المدنيين، تم إعلان سحب جواد المالكي (بصفته رئيس وزراء العراق) رخصة هذه الشركة الأمريكية التي تعمل على حمايته وحماية الاحتلال، أفراداً ومؤسسات، في بلاده.. استمر الإعلام في بث هذا الخبر على مدى يومين متواصلين..

ولتأكيد المعلومة في الأذهان رافق الخبر في الفضائيات صور آليات عسكرية وهي تسير عكس اتجاه سير السيارات، كإيحاء ببدء انسحاب قوات هذه الشركة من العراق.. وبذات الإخراج الهوليوودي اُنزل الستار على الخبر في اليوم الثالث باعتذار بعثته كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى السيد المالكي على هذا «الخطأ الذي وقعت فيه بلاك ووتر«.. وسكت الإعلام عن الكلام المباح.. فجأة حل الصمت على أخبار شركة بلاك ووتر، رغم انها مازالت تعمل في العراق وان السيد المالكي لا سلطة له عليها، وليس لهذه الشركة، أو غيرها من شركات المرتزقة، أي ترخيص من أي طرف عراقي.. وإنها تعمل في العراق برخصة رسمية من الخارجية الأمريكية وبعقود مع البنتاجون.. ومازالت الرخصة والعقود سارية المفعول، ومازال بطش بلاك ووتر مستمراً في تدمير العراق وقتل شعبه.. تعد شركة بلاك ووتر واحدة من عدة شركات مرتزقة عاملة في العراق، إلا انها تعد الأشهر لسمعتها السيئة وبطشها في فتح النار من دون تمييز على كل شيء يتحرك أمام قوافلها.. تمت تسميتها بـ«شركات أمنية«، وقياداتها بـ«مقاولين أمنيين«.. فأصبح المرتزقة هم من يحمي الأمن في العراق، ولكن في حدود حماية أرواح الأمريكيين وكل من أتى معهم.. يعرفهم العراقيون ويكرهونهم بشدة، منذ بداية الاحتلال، حينها كانوا يعملون في الظل، إلا انهم باتوا معروفين للعالم في 31 مارس 2004، بعد وقوع أربعة منهم في قبضة أهالي الفلوجة، الذين قتلوهم وعلقوا جثثهم على أحد الجسور.. فانتقمت قوات المارينز الأمريكية للأربعة بقتل 100 ألف من سكان الفلوجة في حرب مفتوحة على هذه المدينة حوّلتها إلى رماد في نوفمبر .2004 ومنذ تلك المعركة صارت «بلاك ووتر« تعمل علانية وبمستوى آخر، لإيجاد غطاء شرعي لها في منظومة الحرب على الإرهاب. فمن هم هؤلاء المرتزقة، الذين باتوا يعملون علناً وبتراخيص دولية ورعاية أمريكية مباشرة؟.. شركة بلاك ووتر للمرتزقة هي الأكبر بين مثيلاتها: 1- أسسها إيريك برينس، مليونير مسيحي من المحافظين الجدد، بعد أن عمل بثروته على صعود اليمين الديني منذ .1994 2- بدأت الشركة عملها على مساحة 5000 هكتار من أراضي السيد برينس في ولاية كارولينا الشمالية وأصبحت 7000 هكتار بما ربحته من حربها في العراق، لتتحول إلى أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم. 3- كانت الفكرة من تأسيسها «الالتزام بتوفير طلبات الحكومة المتوقعة من حيث الأسلحة والتدريب على النواحي الأمنية«. 4- بدأت شهرة الشركة مع بداية إعلان «الحرب على الإرهاب« حيث تحولت خلال فترة أسبوعين تقريباً، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إلى اللاعب الرئيسي في الحرب الشاملة في افغانستان وفي العراق فيما بعد. 5- خلال 10 سنوات منذ تأسيسها، ربحت حوالي مليار دولار أمريكي في عقودها السرية مع الحكومة أغلبها بالتكليف المباشر وبدون الدخول في أي عطاء أو منافسة. 6- يعمل في هذه الشركة حالياً 23 مليون فرد متوزعين في كل أنحاء العالم، أسطولها الجوي يقدّر بحوالي 20 طائرة بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة، ولديها جهاز خاص للاستخبارات، وتملك صناعة مناطيد المراقبة وتحديد الأهداف. 7- استعانت بها الإدارة الأمريكية في كارثة إعصار ولاية نيوأورليانز في عام 2005، وكان أجر الفرد في هذه العملية 950 دولارا في اليوم. 8- أكبر عقد حصلت عليه الشركة هو الذي تم إبرامه مع الحكومة الأمريكية لحماية رجالها في العراق، فكان عقد حماية بول بريمر فقط 21 مليون دولار في عام .2003 9- حققت الشركة أرباحاً خيالية في العراق، وخصوصاً انها كانت المكلفة بحماية السفيرين الأمريكيين، جون نيجروبونتي وزلماي خليل زاد، إضافة إلى الدبلوماسيين الآخرين وسفارتهم والمكاتب التابعة لهم، وحماية أكثر من 90 عضوا في الكونجرس بالعراق. 10- حالياً تسعى للحصول على عقود في إقليم دارفور بالسودان لتعمل كقوة سلام، ولتمهيد الطريق أمام هذه الشركة للبدء في مهمة تدريبية هناك قام جورج بوش برفع العقوبات عن الجزء المسيحي من جنوب السودان، حيث من المتوقع أن تقوم بأعمال تدريب قوات الأمن. 11- لا تذكر الإدارة الأمريكية أعداد القتلى والإصابات التي تحدث بين أفراد هذه الشركات، كما لا يتم توثيق جرائمهم ومخالفاتهم لأنهم معفون من المحاسبة والمعاقبة تحت طائلة القانون أو اتفاقيات جنيف أو حتى مبدأ الأخلاق والفضيلة.. فهم يتصرفون كالرعاع ويستبيحون كل مكان يحلون فيه. 12- وأخيراً، يقول العراقيون إن وجود هؤلاء المرتزقة بات جزءاً من المشهد العام في بغداد حيث بالإضافة لعملها في حماية الأفراد والمؤسسات الأمريكية هناك فإنها تؤمن التغطية الأمنية لكل قوافل الإمدادات الأمريكية بجنودها وطائراتها التي تجوب أجواء العراق ليلاً نهاراً (هْ.لفوهٌف-فىْ). بجانب بلاك ووترز، هناك عشرات الشركات الغربية التي تضم مئات الآلاف من المرتزقة كثاني قوة أجنبية في العراق بعد الجيش الأمريكي.. وتتعرض قواتها لعشرات الهجمات القاتلة في اليوم ولكن تبقى عمليا طي الكتمان.. المهم، ان إعلان المالكي بإلغاء ترخيص هؤلاء المرتزقة مجرد كذبة إعلامية لامتصاص نقمة الرأي العام العالمي.. والأهم ان كل الحكومة العراقية تعتمد عليها لحماية أمن وسلامة أفرادها في العراق وخارجه، وإلا لما بقي أحدهم على قيد الحياة أمام نيران المقاومة العراقية..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
هل من الممكن ان يتحول أطفال العراق المسلمين الى يسوعيين ؟؟!!
ريم بغدادي
واع
أرسل لي أحد الأخوة الأعزاء بريداً ألكترونياً أشار فيه الى أن هناك حركة تتم داخل العراق لتحويل أطفالنا من الأسلام الى المسيحية ,وقد تبنت هذه الحركة منظمة أمريكية أسمها ( مجمع الصليبيية الدوليه من أجل المسيح ( وهذه ترجمتها بموقع كوكل)) ومقرها بولاية فلوريدا , , ومن يريد التعرف على موقع هذه المنظمة الصليبية الأصلي والذي يشرح عمل هذه المنظمة فهو على هذا اللنك, وبه لنكات الصور,: https://give2.ccci.org/featured/middleeast-cw/index.php وأنا وعدت الأخ بأني سأنظر بأقرب فرصة الى الموضوع لكي أنشره للقراء وخصوصاً نحن في شهر رمضان الكريم وبالتالي سيكون الحسنة بعشرة أمثالها , والحمد لله سنحت لي الفرصة قبل الأفطار لكي أكتب هذه الكلمات علها تنفع ,وبالمناسبة أنا لا أريد أن أوجه نقدي للمسيحيين فهم أخواننا في الوطن وعبادة الله , ولكن أريد أن أوجه النظر الى المنظمات الصليبية التي لا تهتم للدين بقدر أهتمامها للأحتلال الفكري والمادة بأسم المسيح عليه السلام . هذه النقاط التي لفتت نظري في الموضوع بعد ترجمة اللنك الأصلي ,ومن يجد فيها نقصاً فليعذرني وأكون شاكرة أن أرسل لي وجهة نظره: · موقع هذه المنظمة كما يظهر ليس لديه أية نشاطات فعليه سوى توزيع كتب الأنجيل وكتب تبشيرية وأعطاء هدايا عينية لأطفال المسلمين في العراق ,ويبو أنه توجه الى مدرستين فقط ( ويجوز مدرسة واحدة ) منذ نشوءه في 2004 والآن نحن في 2007 ,ولم يستطع سوى الوصول الى مدرسة عراقية واحدة لأعطاءها الهدايا ويبشرها بالدين الجديد ( على حد تعبير عادل أمام ), ومن قراءة الصفحة الوحيدة في الموقع الخاصة بالشرق الأوسط نجد صورة فتاة محجبه بالتايتل الرئيسي وهي تضحك ببراءة ,ويجوز يريدون يقشمرونا أنه هاي البنيه الحلوة صارت صليبية ,زين السؤال اللي يطرح نفسه ,أذا هي صارت صليبية, ليش بعدها لابسة الحجاب ؟؟!! المفروض نشوفها لابسة ميني جوب لو بكيني بعد ما هدوها للدين الجديد , وأعتقد أيضاً المفروض يخلون صورتين ألها صورة قبل الهداية وهي لابسة الحجاب ,وبجانبها صورة بعد الهداية وهي تلبس البكيني والميني جوب والله أعلم ما المفروض أن تلبسه بعد تلبيتها لنداء الدعوة. · ويطالعك أيضاً في الصفحة تحت صورة الفتاة المهدية اعلان مكتوب به ( أعطنا الآن , بالأنكليزي Give Now ) وقد وضع تحته سهم حتى أنت تقرر أشكد تتبرع لهذه المنظمة , وهم يتركون أجرك على المسيح عليه السلام . · طبعاً أقل أجر تتبرع بيه هو 60 دولار ,هم حددوك بهذا السعر ,راح تكولون ليش؟؟!! اللي يقرأ متن هذه الصفحه يرى أنه يشرح لك أن طباعة كتاب واحد من الأنجيل يكلفهم سعر 3 دولار ,وبالتالي 60 دولار راح تطبع 20 كتاب وعندما تتوزع راح تجيك عشرين حسنة ,( يعني مو مثلكم يا مسلمين الحسنة عشرة أمثالها ,ترة أكو ناس دتوزع الحسنات بعشرين مثلها .....ههههههه ) وأكيد من يجي شخص مثلي ساذج وعلى نيته ويقرة الحسنة بعشرين مثل ,يكول : جا آني شنو اللي مصخم وجهي واسوي الحسنة بعشرة أمثالها أذا أكو ناس يكولون الحسنة بعشرين مثل !!!


· واللي يقره هذه الصفحة المشار الها يجد أنه هذي الصفحة فقط تتكلم عن التبرعات ,يعني خصم الحجي يريدون بس يلمون فلوس من القشامر ,لأن هم من سنة 2004 الى 2007 وخالين 18 صور فقط لمدرستين فقط ,وبعض هذه الصور للكتب قبل الطبع ,يعني صار ألهم ثلاث سنين يجمعون فلوس من الغشمه وبالتالي هم زايرين مدرستين ويجوز صفين في مدرسة واحدة ,وموزعين يمكن عشرين كتاب بس !!!!لأن العلاليك اللي ماخذين صورها موجودة بس ويه الصور اللي بيها الصف مال الأطفال ,وصور صف البنات الكبار يمكن ما أخذوا شي , لو هم ما قبلوا يأخذون شي ,وأكو صورة لصف البنات الكبار وهم كاعدين ماكو يمهم ولا علاكه من علاليك الهدايا ولا كتاب من الكتب التبشيريه . يعني برايي المتواضع هذوله ناس كلاوجيه يقشمرون الناس باسم الصليب والمسيح عليه السلام حتى يجمعون جم فلس ,يدفعون واحد بالمية منها للتبشير وتسعه وتسعين بالمية بالجيب , والله هاي ذكرتني بشغلة الأعمار اللي دتسويها أمريكا بالعراق , أشو يكولون حصلنا 10 مليار , ومرة 15 مليار , ومرة 23 مليار لأعمار العراق وبالكوة قدروا يقنعون الكونغرس حتى يوافق عليها ,ورغم هذا مدا نشوف اي أعمار بس صبغ الأرصفه ببغداد!!!وين التسعه وتسعين بالميه يا كلاوجيه !!
· نرجع للصور ...... نشوف بالصور أطفال عراقيين أبرياء ..... أيباااااه أشكد أطفالنا ابرياء , وهم يبتسمون للمصور وهو يلتقط لهم صورة مرة مع الأنجيل والكتاب التبشيري والسي دي ومرة معه علاكة الهدايا .....طبعاً المصور كلش فرحان لأن يعتقد أنه هو قشمر الطفل العراقي المسلم حتى ياخذله هيج صورة, وهاي راح تصير لزمه عالمسلمين ,بس بشرفي أني دا أتخيل الطفل بينه وبين نفسه فرحــــــــــــاااااااااان لأن طلع علاكه ملاعيب من ذولة الصليبيين ويكول بينه وبين نفسه ( يلله .... شعره من جلد خنزير ) , ويكول عالكتب ( والله بعد ما أدوخ أبيش ألف لفة الفلافل من أجيبها للمدرسة .... هاي الكتب خوش ورق بيها وخوش لفة فلافل ولفات حب شمسي قمر تصير , وبعد ما عندي مشكله أبيش اسوي صواريخ وفرارات , هاي الكتب بيها كل الخير ) وبالنسبة للسي دي ,طفلنا البريء شيكول عليه ؟؟!! ايكول والله اذا هذا السي دي ما طلع بيه توم أند جيري مثل ما كالو النا ,والله لا ألعب بيه لعبة كرندايزر والصحن الدوار ,وأذا أنكسر منه شي ,كبل لسلة الزبالة. · وبنفس الصور شنشوف ... جامعين المعلمات والفراشين والمديرة والمعاونات , وحتى بالمعلمات أكو ثلاثة محجبات , زين بربكم بلله الطفل قشمرتوه وأنطيتوه هديه ,المعلمه شنو أنطيتوها ,حجاب البرنسيسة هدية ؟؟!! لو جُّّّبة صليبية ؟؟؟!!! واللي يركز بالصور راح يحس أنه المعلمات واكفات ماخذات صور تذكارية ويه الوفد وما بيها اي شغلات ألها علاقه بالصليبية والتبشير , بس جماعة التبشير معلكين صورهم على اساس هم هدوهم للدين الجديد (على حجاية عادل أمام ) ومجرد ألتقاط صورة تدل على أنهم اصبحوا يسوعيون,..... جا شلون يلمون فلوسهم اذا ميسوون هيج شغلات مال كلاوات .
· زين أكو شغلة لخ , الصور هاي قديمه ..... كلش قديمة ......من جانت الكهرباء الوطنية تجي ساعتين وتنكطع ست ساعات ..... وتدرون الدليل شنو ...... أكو صورة لبنية واكفه عالسبورة دتكتب شي عالمسيح عليه السلام , وبالجهة اليسرى مكتوب التاريخ , 8-11-2004 ....... يعني هاي الصور من 2004 مو حديثة !!!!!! بس لو جانت الصور حديثة وبزمن الكهرباء الوطنية تجي ساعة كل أربع ايام , جان لكيتوا التاريخ مكتوب عليه 11-8- 2007 ...... مو لو مومو ؟؟؟· زين شغلة أخيرة بما أنه حجينا عالكهرباء ...... الصليبين الجدد ما يعرفون أنه الطفل العراقي المسلم بيه ميزة جداً فريدة من نوعها , ومكتوبه يمكن بكل المعاجم العراقية وكتب الأجتماع ,بل يُعتقد أنه هاي الميزة متوارثة , تتوارث عبر الجينات وليس عبر الطبع والتطبع كما يقول استاذنا علي الوردي ...... شنو هي ؟؟؟؟!!!!! هاي الميزة تكول .... الطفل العراقي بمجرد أنطفاء الكهرباء أو حضورها .....يتصرف الطفل العراقي ببديهيه بحته ويصيح ( اللهم صلي على محمد وآل محمد ) .......... طبعاً هاي الميزة موجودة فقط بأطفال العراق , سنة وشيعة , ويجوز حتى اللي أهله ما يصلون هم تلكة طفلهم بيه هذه الصفة ,وهاي الصفة متفرد بيها الطفل العراقي وما تلكاها عند الطفل المصري أو السوري أو الخليجي أو غيره ....... وطبعا بسبب أنه الطفل العراقي مدا يشوف كهرباء مستمرة , وبسبب أنه هي هالأيام تجي الكهرباء ترمش وتروح ......تلكه الطفل العراقي كاعد ويجر صلوات على محمد وآل محمد .......... يعني مستحيل ينسى هذه الكلمات .....لأن صارت ضمن حياته اليومية , وبالتالي ننوه الى الجماعة الصليبية اللي تريد تهدي للمسيح أنه المفروض من يجون مرة أخرى الى أطفالنا العراقيين أن يتكلموا الهم كالتالي لكي يهدوهم الى دينهم الجديد ......... أطفالنا الأعزاء ...... الأب يسوع يحبكم .... وهو الآن ديشوفكم من مكانه بالجنه ...ودينتظر يشوف أعمالكم الزينة ..... وتدرون أطفالي حبايبي شكو موجود بالجنه ..... بالجنة أحبابي ما تسمع أحد يكول ( اللهم صلي على محمد وآل محمد ) تدرون ليش اطفالي حبايبي ؟؟؟!!!! لأن الكهرباء متوفرة أربع وعشرين ساعة , ومن أكو كهرباء محد يحتاج محمد وآل محمد ولا صحبه ولا سّلم .... ومن ماكو كهرباء الكل يتذكرهم. يعني....... يمكن أخوان الحكومة العراقية بسبب كونها حكومه مسلمه وأكثر من نص نوابنا هم ملتحين ومعممين ومنقبين ومحنكين .......يكطعون عنا الكهرباء حتى نبقى نتذكر محمد وآل محمد ونبقى نتذكر أنه أحنا مسلمين وبالتالي نمنع الهجمات الصليبية التبشيريه على أطفالنا ...... يعني طلعت كطعة الكهرباء بيها حكمة جداً جبيرة جانت غايبة عن عقولنا البسيطة ..... وأحنا نواقيص العقول والدين نعتقد أنه الحكومة تكطع الكهرباء لأجل أنه تشلع قلبنا لو تريد تعذبنا .... وآني من مكاني أشكر الحكومة المسلمة الرشيدة , وأطلب منها أن تّبقي الكهرباء مكطوعة للأبد حتى يبقون أطفالنا بأمان من كل الحملات التبشيريه. وشكرا للحكومة والنواب مسبقاً.
تنويه : موقع هيئة علماء المسلمين في العراق تشر هذا الخبر (موقع الهيئة نت ينشر بالصور محاولات تنصير اطفال مسلمين في العراق بالمؤسسة التعليمية ) الخبر بتاريخ 17-9-2007 وهو اللنك الذي أرسله لي الصديق المومأ اليه , وهذا اللنك التالي الخاص به ,ومنه بدأنا البحث والتحليل :
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
سوء تقدير
سلوي حبيب
الاهرام مصر

لم يكن العالم في حاجة الي اعترافات رئيس البنك المركزي الأمريكي‏,‏ لكي يعرف السبب الحقيقي وراء غزو العراق‏..‏ مع ذلك جاءت اعترافاته الأسبوع الماضي لتجدد الاحساس بالغضب‏,‏ وتكشف الحقيقة عارية تماما أمام الأمريكيين الذين خدعتهم ادارة الرئيس بوش طويلا‏.‏

قال آلان جرينسبان في أحاديث صحفية وتليفزيونية‏:‏ يحزنني أنه من غير اللائق سياسيا الاقرار بما يعلمه الجميع‏,‏ وهو أن أمريكا خاضت حرب العراق من أجل البترول أساسا‏..‏ ولم يتوقف الرجل عند هدا التصريح المدوي الذي صدم الرأي العام الأمريكي‏..‏ بل اعترف بأنه هو الذي أبلغ البيت الأبيض قبل غزو العراق‏(2003)‏ بأن ازاحة صدام ضرورية للاقتصاد العالمي ولضمان موارد العالم البترولية‏...‏ ويعني ذلك أن هذا الرجل شجع وخلق مبررا اقتصاديا فاتحا لشهية الغزو‏,‏ والسيطرة علي آبار البترول العراقية‏.‏

ولمن لايعرف جرينسبان‏,‏ أو أبو الهول كما يلقبونه لصمته وتحفظه‏,‏ فهو واحد من أكثر الشخصيات الأمريكية مصداقية واحتراما‏..‏ تولي لعقدين رئاسة الاحتياطي الفيدرالي‏..(‏ البنك المركزي‏,‏ أحد أكثر المؤسسات المالية نفوذا بالعالم‏)..‏ تقاعد العام الماضي ليؤلف كتابا بعنوانزمن الاضطراب‏:‏ مغامرات في عالم جديد ذكر فيه مالم يذكره من قبل عن حرب العراق‏..‏ وهو يعلم جيدا أن ماذكره يعلمه الجميع‏,‏ وإن كانت أمريكا تنكره باستمرار‏,‏ ونفاه علي الفور وزير دفاعها روبرت جيتس‏..‏ والجميع يعلم أنه لولا البترول لما غزت أمريكا العراق‏,‏ وحسب صحيفة واشنطن بوست هناك توجيه رئاسي سري للغاية بعنوانالعراق‏..‏ الأهداف والأغراض والاستراتيجية وقعه بوش في‏(2002)‏ قبل سبعة أشهر من الغزو‏,‏ يضع في قائمة أهدافه الكثيرة تجنب تعطيل اسواق البترول العالمية‏.‏

وربما نتيجة الاحساس بالذنب‏,‏ اضطر جرينسبان للخروج عن صمته ليسهب في تفسير مباركته للحرب‏..‏ وكانت فرصة للترويج لكتابه‏..‏ لكنه حرص علي عدم الإساءة للحكومة‏..‏ قال‏:‏ ان البترول لم يكن هدفها الأساسي من الغزو‏..‏ولكني أنا الذي أوضحت لها أهميته وأنه كان مثل بوش‏,‏ يعتقد أن صدام كان يسعي للسيطرة علي مضيق هرمز حيث يمر نحو‏19‏ مليون برميل بترول يوميا‏..‏ وأن أي تعطيل قد يدفع اسعاره الي‏120‏ دولارا‏,‏ ويؤدي الي فوضي‏.‏

ولكن الآن‏,‏ وبعد أكثر من أربع سنوات علي غزو العراق‏,‏ هل يشعر جرينسبان بالندم علي سوء تقديره لحرب سببت انتكاسة كبري للاقتصاد الأمريكي والعالمي؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
»بلاك ووتر« والدّفاع عن النّفس
عبد اله الهدلق
الوطن الكويت
تصرف حراس شركة بلاك ووتر ـ وهي احدى شركات الأمن المكلفة حماية موظفي الخارجية الأمريكية في العراق ـ تصرفوا بشكل قانوني ومناسب رداً على هجوم من أعداء السلام، واطلقوا النار على المهاجمين في حالة دفاع عن النفس، مؤكدين أن موظفي الخارجية الأمريكية ومندوبيها ودبلوماسييها يحتاجون الى حماية في العراق مهما كلف الأمر، وأن الوضع الأمني خطير جدا في العراق، لذا فان المدنيين الذين يعملون لحساب الخارجية الأمريكية او غيرها يحتاجون الى حماية وبلاك ووتر هي احدى الشركات التي توفر الحماية، وتفاديا لردود الأفعال الإرهابية قررت السفارة الأمريكية تعليق تنقلات موظفيها في بغداد وكل المدن العراقية خوفاً من تزايد مخاطر الهجمات بعد مقتل عشرة ارهابيين عراقيين على يد عناصر شركة بلاك ووتر الذين كانوا في حالة دفاع عن النفس اثناء قيامهم بحماية موكب تابع لوزارة الخارجية الأمريكية في بغداد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
من يقف وراء اغتيال وكلاء ألسيد السيستاني؟؟؟؟
حسن ألسوداني
شبكة البصرة

حملة شرسه شعواء كبيره بدات فصولها قبل اشهر وتصاعدت بشكل متسارع وخطير هي اغتيال وكلاء ومعتمدي السيد السيستاني في محافظات الفرات ألأوسط والجنوب العراقي... فمن يقف وراء هذه الحمله؟؟ وماهي أهدافها؟؟ وماهي ألأسباب ألتي تحركها؟؟؟.. اسئله كثيره محيره تلف هذه ألقضية ألكبيره... فالسيد ألسيستاني كمرجع ديني كبير يفترض ان يحترم مقامه وأن يكون محبوبآ ومقبولآ بين الناس عامة ومن يشاركه ألدين وألمذهب والمعتقدات كما هو حال رجال ألدين ألكبار على مستوى ألعالم اجمع... اذن لماذا يستهدف وكلاء ألسيد ألسيستاني في منطقة الظاهر فيها اقتناعها به كرجل دين ومرجع كبير له مريدوه واتباعه الكثر بل هم ألسواد ألأعظم فيها؟؟؟

وللأجابة على هذه ألاسئله وألاستفسارات لابد من ألعودة ألى خلفية ألوضع السياسي في ألعراق في ظل الغزو وألاحتلال ألامريكي ألبغيض لقطرنا ألعراقي ألعزيز في 9/4/2003 وما رافق ذلك وتبعه من أحداث ومواقف وتداعيات... ولعلها هي السبب ألأساسي وألرئيس لأستهداف ألسيد ألسيستاني نفسه أبتداء من استهداف وكلاؤه ومعتمديه في ألعراق.... وندرج هنا اهم هذه العوامل وألتداعيات وعلاقة كل منها واثرها البالغ في ألأستهداف ألمذكور....

1- لقد أتخذ ألسيد ألسيستاني مبدأ ألحياد ألظاهري بين دفاع ألشعب وقواته ألمسلحه وقيادته ألوطنيه عن ألعراق ألعظيم وبين قوات وجيوش األغزو وألأحتلال ألأمريكي . بدلآ من اصدار فتوى ألجهاد تجاه عدو خارجي وجيوش ألغزو وألاحتلال.. وعلى عكس ألمراجع ألدينيه ألتي سبقته خلال ألعقود والقرون ألسابقه خاصة المرجعيات ألدينيه في النجف ألأشرف ألتي كان لها ألشرف ألرفيع وألعظيم في أصدار ألفتوى وقيادة فصائل ألجهاد أبان ألأحتلال ألبريطاني للعراق وبفتوى وجهاد ألمرجعية اندلعت ثوة ألعشرين ألوطنيه ألتحرريه والتي شملت كل أرجاء ألعراق لاحقآ عام 1920.. وربما وبسبب الحنق ألكبير من غالبية ابناء ألشعب العراقي ألمجاهد ألأصيل على هذا ألموقف الذي كان من أهم أسباب ألأحتلال وما نتج عنه من مأسي وويلات عمت العراق من أقصاه الى أقصاه واعتبار عامة ألشعب بان هذا ألحياد ما هو ألا أنحياز كامل للأحتلال بألنتيجة. فقد يكون هذا ألموقف سببآ في الموقف ألعدائي ألجديد من السيد ألسيستاني ووكلاؤه ومعتمديه...

2- تغلغل أيران ونفوذها ألكبير ألذي رافق واعقب ألأحتلال ألأمريكي ألبغيض وتدخلها في شؤون ألمرجعيه ألدينيه في ألنجف ألأشرف ومحاولة حرف هذه ألمرجعيه عن اهدافها وثوابتها ألتي يفترض أن تكون وطنيه عراقيه تعالج هموم ومشاكل ومعاناة الشعب الحياتيه أليوميه ألأمر ألذي وجه ألمرجعية بشكل عام الى تحقيق أهداف وشعارات ومطامح وتطلعات أيران مما اوجد هوه وفاصله كبيره بين ألمرجعية وجمهورها في ألعراق من جهه ومن جهة أخرى قد تكون أيران وبعد ان استنفذت أغراضها من هذه ألمرجعية فانها تسعى ألى نقل مقرها من ألنجف ألاشرف ألى قم ألأيرانيه للسيطرة بشكل أوسع وأكبر على مستوى ألعراق وألعالم وبذلك قد تكون أيران وهذا أحتمال كبير وراء هذه ألحملة وموجة ألأغتيالات لهذا ألسبب بحيث توحي للعالم بألخطر ألذي يتهدد ألمرجعيه في ألعراق مما يتيح لها نقلها ألى قم وقطع ألطريق على أية مرجعيه دينيه عربيه قد تأتي لاحقآ لقيادة دفة ألمرجعية في ألعراق وتصحيح ألمسار ورفض ألتدخلات ألأيراينه في شؤون ألمرجعيه...

3- لعبت ألأحزاب ألدينيه العميلة الى أيران دورآ واسعآ وكبيرآ في أستغلال ألمرجعية أسمآ ودورآ ومواقف لصالح توجهاتها ألطائفية ألبغيضه وألفوز في ألأنتخابات ألبرلمانيه ألسابقه في ألعراق.... فقد لجأ عبد ألعزيز ألحكيم الى حيلة وخبث ووسائل فارسيه أستغل من خلالها تسخير أسم ألمرجعية في ألترويج لقائمة ألأئتلاف ألموحد ألطائفيه حينما اعلن في أكثر من محفل ومناسبه بأن ألمرجعية تدعم ألقائمه وأنها باركتها وأنها تعتمدها كمخلص للشعب ألعراقي.. وقد قام هو واعضاء وانصار تلك ألقائمه بألعديد من ألممارسات وأساليب ألغش وألخداع وألدجل من أجل أستخدام وأستغلال أسم ألمرجعية.. حتى وصل ألأمر ألى تجنيد ألأف ألمعممون من مايسمى ألمجلس ألأعلى وألدعوه وألأحزاب ألطائفية ألعميله ألأخرى ليجوبوا ألمدن وألقرى وألأرياف وتقديمهم على أساس أنهم ممثلوا ألسيد ألسيستاني للحث على أنتخاب أعضاء ألقائمه وأستخدام مبدأ ألثواب وألعقاب على الطريقه ألفارسيه ألمال وألسلطه في ألدنيا والجنة في ألأخره وألترهيب وألعقاب في ألدنيا وألخرة أيضآ حتى وصل ألأمر بألفتوى بتحريم الزوجة لمن لاينتخب هذه ألقائمه وكأنما هي أمر ألهي لا يقبل ألنقاش او ألتقاعس وألتأخير... وهكذا أساء هؤلاء ألى اسم ألمرجعية ودورها وتأريخها ألوطني ألديني ألمشرف.... وهكذا أنعكس هذا ألدور وهذا ألأجراء سلبآ على ألمرجعية ألأمر ألذي أدى ألى ألشك وألريبه في دورها وواجباتها وأجراءاتها وتدابيرها امام عامة ألناس وخاصة الواعون ألمثقفون منهم.... وبألتأكيد لن يكتفي أقطاب ألأحزاب ألدينيه ألطائفيه بهذا ألدور فقط بل لازالوا يخططون ويهدفون الى زج ألمرجعية في أدوار وقرارات وأجراءات قد تخدم أهدافهم ومطامعهم ونواياهم ألخبيثه ولعل أهم أجراء يفكر به اقطاب هذه ألاحزاب ألعميله وخاصة عائلة ألحكيم هو نقل ألمرجعية الى شخص محمد سعيد ألحكيم ولهذا ضخموا دور ألمرجعية لكي تؤول أليهم فيما بعد وتحقيق مالم يستطيعوا تحقيقه سابقآ ولذلك فأن أصابع ألأتهام تشير أليهم بشكل بارز وكبير في موضوع أغتيال وكلاء ألسيد السيستاني.....

4- أساء سياسيو ألعراق ألجدد عملاء ألأحتلال للمرجعية ألدينيه (مرجعية ألسيستاني) فعلى أثر أية مشكله ومأزق سياسي واي أختلاف كبير مع خصومهم ألأخرون من أقطاب سلطة ألأحتلال ولغرض ألأختباء تحت عباءة ألمرجعية وألتمترس بخنادقها.. وعند ألرغبه في أتخاذ اي قرار أو أجراء خياني كبير.. أو لغرض ألحصول على مناصب او مكاسب اخرى أضافيه فأن أقطاب ألأحتلال يقومون بزيارة ألسيد ألسيستاني وعند ألخروج من مقر ألمرجعية يصرحون لوسائل ألأعلام ألمختلفه بتصريحات تخدم أهدافهم ومشاريعم ونواياهم ألخبيثه فيقولون (قال السيد ألسيستاني - وبارك ألسيد - واعلن ألسيد كذا وكذا) دون أن يصدر أي تصريح من مكتب ألسيستاني نفسه بألتأييد أو ألنفي. في سابقه لم تحدث قط في تأريخ ألمرجعيات وألدول والحكومات وألأحزاب وألجهات ألتي تحترم نفسها ودورها وتأريخها وخطورة وأهمية موقعها ألديني والدنيوي.. فكيف يسمح ألسيد ألسيستاني لسياسيون فاسدون ومنحرفون كما وصفهم ألشيخ محمد أليعقوبي ليصرحوا ويتحدثوا ويقرروا باسمه دون أن يعلن هو ذلك بنفسه أو عن طريق وكلاؤه وألناطقون باسمه أو معاونوه؟؟؟... لقد أساء هؤلاء ألساسه ألفاسدون لدور ألمرجعية وبذلك قد يكون خصومهم ألذين تضرروا من جراء هذه ألمواقف وراء عمليات اغتيال معاونوا ألسيد السيستاني في أستهداف مباشر له من خلالهم أو غير مباشر ردآ على مواقف شخصيه أخرى لهؤلاء ألوكلاء ألمستهدفون وهذا أحتمال ممكن وجائز....

5- التيار ألصدري له خصومة واضحه ومعلنه مع مرجعية ألسيد السيستاني منذ ألأيام ألأولى للاحتلال ألأمريكي فمقتدى ألصدر ألذي يتطلع ألى لعب دور ديني كبير لم يخفي أختلافه بل عداؤه لمرجعية ألسيد السيستاني وقد بات ذلك واضحآ منذ اغتيال عبد المجيد ألخوئي ولحد ألأن فألصراع على السيطرة على ألموارد ألماليه ألتي توفرها ألمراقد ألدينيه ألمطهره في كربلاء والنجف تعد ألمسأله ألأساسيه ألمحركة لهذا ألصراع وهذا ألعداء ألمعلن وألمستتر... وما تسمية جريدة الصدريون بأسم (ألحوزة ألناطقه) ألا نكاية بمرجعية ألسيستاني ألتي أعتبرها ألصدريون حوزة صامته... ثم جاءت معركة ألنجف لتعبر عن هذا ألصراع ألذي لا زال محتدمآ وان بقى مستترآ بعض الشيء ولذلك فاحتمالية ان يكون ألتيار ألصدري وراء هذه ألاغتيالات وارد جدآ وفرضية قويه وشبه مؤكده...

هذه بعض أحتمالات وأسباب أستهداف ألسيد ألسيستاني ووكلاؤه ومعاونوه... وربما تقف جهات أخرى وراء عمليات ألأستهداف وألأغتيال فكل شيء في بلد محتل كألعراق أليوم تتقاذفه رياح ألأحتلال ألأمريكي ألبغيض وأحتلال أيران ألفعلي له وتدخلاتها ألسافرة فيه ووجود أحزاب عميله متعددة ألأتجاهات وألميول وألتمويل وألأهواء... وسيبقى مسلسل ألأستهداف وألقتل وألأغتيالات مستمرآ يحصد ألأخضر وأليابس وستستمر عمليات ألثأر وألأنتقام مادام ألأحتلال وأذنابه ومطاياه يتسيدون الساحه في ألعراق حتى يأذن ألله بنصره ألمبين ألأكيد لأبناء ألعراق ألنجباء ألأصلاء شعب ألعراق ألحر ألمجاهد ألأصيل ألمبدئي ألشجاع ألذي سيعيد ألأمور ألى نصابها ألصحيح حتمآ وذلك أليوم ليس ببعيد بأذن ألله ناصر ألمجاهدون ألأصلاء وألحمد لله وألله أكبر.......


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
الامبراطورية تلجأ إلى المقارنات التاريخية!
السيد يسين

الحياة


هناك إجماع بين المفكرين الاستراتيجيين على أن الامبراطورية الأميركية التي بسطت رواق نفوذها على العالم، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تمر بأزمة بالغة الحدة. وترد هذه الأزمة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ظنت وهماً - بحكم انفرادها بالقوة العسكرية العظمى - أنها يمكن أن تحكم العالم بإرادتها المنفردة.

ومظاهر هذه الهيمنة الدولية متعددة. ولعل أهمها تجاهلها للأمم المتحدة، وانسحابها من معاهدة كيوتو لضبط المناخ العالمي، وانسحابها من معاهدة عدم انتشار الصواريخ، ورفضها الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية.

وهذا الاتجاه أدى حتى بحلفائها إلى اتخاذ مواقف سلبية إزاءها. ولعل رفض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا والصين وروسيا، للخطة الأميركية لغزو العراق دليل على ذلك.

ومع كل هذا غامرت الولايات المتحدة الأميركية بالغزو العسكري للعراق من دون تخطيط استراتيجي شامل، مما أدى بها في النهاية إلى أن تلقى هزيمة مهينة حقاً على يد المقاومة العراقية، والجماعات الإرهابية المتعددة.

ونعرف جميعاً أن الانتقادات الحادة وجهت الى الرئيس جورج بوش، ليس من قبل الحزب الديموقراطي فقط، ولكن من قبل بعض أجنحة الحزب الجمهوري ذاته، وذلك لفشل استراتيجيته في العراق، وارتفاع معدل الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية، بالإضافة إلى تضخم ميزانيات الحرب التي تمثل استنزافاً حقيقياً للخزانة الأميركية.

كيف يخرج الرئيس بوش من مأزق الاستجواب الذي سيجريه الكونغرس حول فشل السياسة الأميركية في العراق؟ لم يجد سوى اللجوء إلى المشابهة التاريخية Historical analogy بكل أنواعها، ابتداء من تشبيه الموقف في العراق بموقف كل من اليابان وألمانيا بعد هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية لإظهار مدى صعوبة التحول الديموقراطي في العراق، إلى المقارنة بين العراق وفيتنام من ناحية، والعراق وكوريا الجنوبية من ناحية أخرى.

والمقارنة التاريخية - وفق المراجع العلمية الموثوقة - وسيلة يتم اللجوء إليها للمساعدة على فهم المواقف الجديدة والمجهولة، في ضوء ما تم قبل ذلك في مواقف مماثلة.

وهكذا يمكن القول ان المقارنات التاريخية أداة فعالة للتعلم، غير أنها يمكن أن يستخدمها السياسيون للدفع في اتجاه اتخاذ قرار معين، أو للهيمنة على المناخ السياسي. والمشابهات تستخدم في كل مجالات الحياة، غير أنها تستخدم أساساً بواسطة السياسيين والدبلوماسيين، وذلك لتفسير موقف معين، أو التنبؤ باتجاه مستقبلي ستأخذه الأحداث. ويرى بعض الباحثين الثقات أن المشابهات التاريخية جزء أساسي من أي خطاب قومي، ومن بين وظائفها تدعيم الهوية القومية. فالأمم في العادة تعتمد على ذاكرتها التاريخية لتدعيم مواقفها السياسية، ولذلك فإحدى وظائف المقارنة التاريخية الحفاظ على الهوية، بالإضافة إلى إمدادها للقادة السياسيين بتوجه معرفي فى الشؤون الدولية. وقد تقوم أخيراً بوظيفة بث الأمل في الخروج من المآزق التاريخية، عن طريق الاستفادة من دروس التاريخ.

وقد اعتمد الرئيس بوش على أسلوب المقارنة التاريخية اعتماداً رئيسياً لتفسير قراره بعدم الانسحاب من العراق، وذلك في الخطاب الذى ألقاه فى الثاني والعشرين من آب (أغسطس) الماضي أمام مجموعة من المحاربين القدماء. وقد بدأ خطابه بمهاجمة الكونغرس الذي يريد - كما قال - سحب البساط من تحت أقدام القوات الأميركية في العراق بالدعوة إلى سحبها.

وقرر تشبيهاً للعراق بفيتنام أن الانسحاب الأميركي من فيتنام منذ أكثر من اثنين وثلاثين عاماً كان خطأ، لأنه ترتب عليه ملايين الضحايا في كمبوديا وفيتنام، ممن قضت عليهم حملات الانتقام بعد الانتصار الفيتنامي الشيوعي. وقد أدى هذا - كما قال - إلى أن تفقد الولايات المتحدة الأميركية مصداقيتها، والتي تعاني من ذلك حتى الآن.

وأضاف الرئيس بوش أن من يظنون أن الانسحاب الأميركي من العراق سينهي عمليات العنف والقتل واهمون.

وقد أدى استخدام بوش للمقارنة التاريخية بين العراق وفيتنام إلى قيام جدل حاد وصاخب بين النخبة السياسية الأميركية، لأنه فتح موضوع فيتنام الذي تم التعتيم عليه عقوداً من السنين، من زاوية هل التدخل الأميركي في فيتنام من ناحية المبدأ كان خطأ أو صواباً؟ وهو موضوع ظل كالجرح الغائر فى الذاكرة الأميركية.

لذلك لم يكن غريباً أن يتصدى عضو الكونغرس إدوارد كينيدي للمقارنة التاريخية التي قام بها الرئيس بوش مقرراً أن «الرئيس قد استخلص الدرس الخاطئ من التاريخ»، وأضاف أن «أميركا خسرت الحرب في فيتنام لأن قواتنا ارسلت الى بلاد بعيدة لم تكن تفهمها، لتأييد حكومة كانت تفتقر إلى الشرعية فى نظر شعبها» ويقصد بذلك فيتنام الجنوبية.

وكان قد سبق للرئيس بوش أن قام بالمقارنة التاريخية بين جهوده لتأسيس الديموقراطية في العراق، والمحاولات الأميركية الناجحة التي أدت إلى تأسيس الديموقراطية في كل من ألمانيا واليابان، بعد هزيمتهما فى الحرب العالمية الثانية.

ويقول عدد من النقاد الأميركيين أن هذه مقارنة تاريخية خاطئة تماماً. ذلك أنه بالنسبة لكل من ألمانيا واليابان قبل الحرب، فقد شهدتا ممارسات ديموقراطية مختلفة ما زالت آثارها باقية في الذاكرة التاريخية الألمانية واليابانية. ومن ثم تمت الاستجابة بسهولة نسبية للمحاولات الأميركية في صياغة دساتير ديموقراطية ألمانية ويابانية.

والموقف مختلف تماماً بالنسبة للعراق. ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية قامت بالغزو العسكري للعراق من دون خطة استراتيجية واضحة عما ستفعله بعد سقوط النظام العراقي. بل إنها ارتكبت خطأ قاتلاً - كما تعترف الإدارة الأميركية الآن - بحلها للجيش العراقي دفعة واحدة، وبسياسة اجتثاث البعثيين، التي أدت بكل بساطة إلى انهيار الإدارة العراقية.

ولذلك تحاول الولايات المتحدة الأميركية الآن تعديل هذه السياسة بدعوة الضباط العراقيين السابقين - ماعدا اصحاب الرتب الكبيرة - للعودة للجيش، ودعوة الموظفين البعثيين السابقين للعودة إلى وظائفهم السابقة.

غير أن الخطأ القاتل الذي ارتكبته الإدارة الأميركية هو أنها قامت بالغزو العسكري لبلد تجهل الكثير عن خصوصياته الثقافية، وعن تركيبه الاجتماعي.

ولم يكتف الرئيس جورج بوش دفاعاً عن سياسته الفاشلة في العراق باستعادة الدروس التاريخية من حالات سابقة في مجال الديموقراطية مثل ألمانيا واليابان، والتي زعم أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تنجح في تأسيس الديموقراطية فى العراق كما نجحت من قبل، وفي مجال عدم الانسحاب من العراق استفادت من خطأ الانسحاب من فيتنام، ولكنه أضاف مقارنة تاريخية أخرى مثيرة، تتعلق بكوريا الجنوبية.

فقد قرر أنه يمكن الاستفادة من الخبرة الأميركية السابقة في كوريا الجنوبية حيث احتفظت بخمسين ألف جندي وضابط من قواتها المسلحة لمدة خمسين عاماً متصلة حتى اليوم دفاعاً عنها، وردعاً لكوريا الشمالية. وبناء على ذلك فإنه قرر أنه يمكن تطبيق الاستراتيجية نفسها، وذلك بانسحاب جزئي لبعض القوات الأميركية من العراق، وفي الوقت نفسه إبقاء عدد لم يحدده بعد لقوات عسكرية أميركية في العراق، تبقى فيه لسنوات طويلة مقبلة سعياً وراء ضمان الاستقرار السياسي في العراق، وضماناً لتحقيق المصالح الأميركية.

وهذه الاستراتيجية الجديدة المقترحة - كما يقول عدد من النقاد الأميركيين - ليس الهدف منها سوى حراسة آبار النفط العراقية حتى تنفد، وقد يستغرق ذلك عشرات السنين.

وهكذا تتضح السياسة الأميركية التى وضعت بناء على مقارنات تاريخية خاطئة، انسحاب جزئي للقوات العسكرية الأميركية، وبقاء كلي للجيش الأميركي في المواقع الاستراتيجية العراقية!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
لماذا تطالب ايران بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة؟
صلاح المختار
شبكة البصرة

في تكرار ببغاوي لما قاله سيده خامنئي دعا احمدي نجاد رئيس ايران (21 – 9 -2007) الى انسحاب القوات الاجنبية من المنطقة، واعتبرها هي سبب كل مشاكلها! هل هذا صحيح؟ ولماذا تريد ايران الان انسحاب القوات الامريكية من المنطقة؟ للجواب بدقة ينبغي ملاحظة ما يلي :

1 - من غير الممكن فهم تضليل هذه الدعوة من دون تذكر ان ايران قد شجعت وساعدت امريكا على غزو العراق وأفغانستان، وهذا ليس اجتهادا او تحليلا بل هو اعتراف صدر رسميا عن محمد خاتمي ونائبه محمد علي ابطحي، حينما كانا رئيس ونائب رئيس لايران، بقول الثاني في مطلع عام 2004 بانه لولا الدعم الإيراني لما نجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان. وكرر خاتمي ذلك في نهاية نفس العام بدقة تامة، ثم اعاد هذا الاعتراف هاشمي رفسنجاني وغيره. اذن من الناحية الرسمية والفعلية فان ايران هي الطرف الثاني الاهم، بعد امريكا، في غزو العراق وتدميره وفي دعم الاحتلال وترسيخه وديمومته، من خلال اصدار اوامر للتنظيمات الصفوية في العراق وللحوزة الطائفية في النجف بالتعاون مع الاحتلال الاستعماري للعراق. هذه إحدى اهم الحقائق الاساسية الخاصة بوضع العراق والدور الإيراني فيه ومن المستحيل امتلاك فهم صحيح لما يجري بدون تذكرها دوما.



2 – لم تطالب ايران بسحب القوات المحتلة من العراق في السنوات الاولى للغزو، لانها (أي قوات الاحتلال) كانت تنفذ نيابة عن ايران، وبالتعاون مع ايران، خطة تفتيت العراق والقضاء على مصادر قوته المادية والبشرية.



3 – بعد ان تمت عمليات إبادة الاف القادة والضباط العراقيين، بواسطة فرق الموت الايرانية والامريكية والاسرائيلية، وبعد ان حطمت اغلب مصادر القوة العراقية وأعيد العراق الى العصر الحجري، كما هدد جيمس بيكر، وزيرخارجية امريكا، القائد العراقي المجاهد طارق عزيز فك الله اسره في عام 1991، وبعد ان تولت تنظيمات تكفيرية معينة قدح نار الفتنة بين المقاومين العراقيين لاجل شقهم، اصبح العراق ساحة مخترقة على نحو يمكّن ايران من استخدام احتياطياتها في العراق للسيطرة على جنوبه وربما قسم من وسطه.



4 – الان لدى ايران ادوات تستخدمها في محاولة شق صفوف المقاومة، او على الاقل لاثارة الفتن الطائفية، من خلال دعم تكفيريين سنة معادين طائفيا لايران ولشيعة العراق، الامر الذي يجعلها قادرة على التاثير في مجرى الصراع، اذا انسحبت القوات الامريكية، بواسطتين، بواسطة تنظيماتها الصفوية، وبواسطة تكفيريين سنة تدعمهم بالمال والسلاح، والذين يتولون واجب محاولات شق المقاومة وتكفير وقتل الشيعة لاجبارهم على طلب الحماية الايرانية.



5 – بعد ان لاحظت ايران ان امريكا قد وصلت حدا من الاعياء قربها من الانهيار او الانسحاب، وهو خيار يعني ان المقاومة العراقية ستكون الطرف القادر على استثمار ذلك، بالضغط على قوات الاحتلال عسكريا لاجل اجبارها على التفاوض، وقبول شروط المقاومة والانسحاب وفقا لها بطريقة منظمة تمنع حصول بعض الفوضى او الاضطرابات، بعد ملاحظة هذا ماذا تفعل ايران التي تريد ان تحل الفوضى التامة عند الهزيمة او الانسحاب كشرط مسبق لتقسيم العراق والسيطرة على اجزاء اساسية منه؟



6 – تريد ايران اعطاء انطباع مضلل هو انها كانت ضد الاحتلال ومازالت كذلك، لاجل منح اذرعها العربية، خصوصا اهمها حزب الله اللبناني، دعما معنويا ليواصل خدمة المخطط الاستعماري الإقليمي الإيراني، بعد ان استنزف هذا الحزب، الإيراني الولاء والهوية السياسية كما اكدت تجارب لبنان بشكل خاص، كل ما في جعبته من العاب اثارة ازمات مع اسرائيل لتجميل وجه ايران البالغ البشاعة، فتبددت هالته لدى اغلبية العرب، الذين تيقنوا انه حزب تابع بشكل رسمي وتام لايران، وانه يخدم اولا وقبل كل شيء مصالح ايران القومية، لدرجة ان رئيسه حسن نصرالله يمارس احد اهم طقوس العبودية الزرداشتية وهو تقبيل يد خامنئي الذي عينه وكيلا له في لبنان، كلما (تشرف) باللقاء به!

لقد اشتكى حسن نصر الله وكوادر في حزبه، مرارا امام بعض الوطنيين العرب، من تراجع شعبيته عربيا وحراجة موقفه الداعم لايران نتيجة افتضاح التوافق التام الامريكي - الايراني في العراق، لذلك كان في حاجة لموقف ايراني ناقد لامريكا يقدم له حجة للدفاع عن ايران بقوة وفاعلية، فاتهم خامنئي، اولا، قوات الاحتلال الامريكية بانها سبب مشاكل المنطقة كلها، ثم تبعه خادمه احمدي، والذي اعتاد هو الاخر كنصر الله ان يقبل يد خامنئي كلما التقاه، في تكرار نفس القول، وهو تحميل امريكا مسئولية الازمات وكأن ايران لم تكن الطرف الاساسي الثاني في خلق كل مشاكل الاقليم واهمها غزو العراق!



7 – تشير المعلومات المتواترة الى ان ايران، اضافة لوجود ما يسمى ب (قوات الحرس الثوري الإيراني) داخل العراق منذ الغزو وبعشرات الالاف من الافراد، حشدت على الحدود مع العراق، خصوصا في الجنوب والوسط العراقيين، قوات ايرانية مسلحة للتدخل فور انسحاب القوات الامريكية لضمان تسليم السلطة في الجنوب، وربما في قسم من الوسط، لعملاءها لانهم عاجزون عن الصمود بوجه المقاومة العراقية. وهذا الحشد تم بناء على طلب رسمي من حكومة الجعفري السابقة واكدت على ذلك الطلب حكومة المالكي الحالية.

في ضوء هذه الملاحظات يبدو بوضوح بان الدعوة لانسحاب القوات الاجنبية من المنطقة ما هي الا مقدمة لاستثمار الوضع، وهو وضع فراغ كما تتصوره ايران طبقا لقول احمدي نجاد، عن طريق تقسيم وتقاسم العراق، باحتلال الجنوب وربما قسم من الوسط، وترك الشمال للتمرد الكردي، طبقا لاتفاق الاحزاب العميلة الاربعة الاخير، واستلام الوسط وغرب العراق من قبل التكفيريين السنة، فيقسم العراق الى ثلاثة دويلات، وهكذا تتم عملية التخلص من اكبر واخطر عقبة امام الغزو الاستعماري الإيراني لبقية الاقطار العربية. لقد حققت ايران عدة اهداف بفضل ذكاء قياداتها واهمها :

1 – تدمير ايران للعراق بواسطة امريكا، تنفيذا لمثل ايراني يقول (اقتل الافعى بيد عدوك)

2 – تعزيز نفوذ ايران العسكري والاستخباري والمالي والتنظيمي في العراق لاجل تحويل جنوبه، وربما قسم من وسطه، الى مراكز انطلاق ايرانية لغزو الخليج العربي وبقية الاقطار العربية.

3 – التلويح لامريكا، على لسان خاتمي ورفسنجاني مثلا، بان ايران يمكن ان تكون اكثر تعاونا مع امريكا واسرائيل في مجال تفتيت الاقطار العربية والتعاون لاقامة نظام شرق اوسطي جديد، تكون ايران طرفا رئيسيا فيه، اذا اعترفت امريكا لايران بدور اساسي في تقرير خارطة المنطقة كلها، وفي الحصول على مكاسب ستراتيجية لا تتناقض مع مصالح امريكا واسرائيل بل تخدمها، مثل عدم السماح ببروز عراق قوي مرة اخرى، وهو كما هو معروف هدف مشترك لهذه الاطراف الثلاثة.

4 – القيام باستنزاف امريكا، عبر تكفيريين سنة وتنظيمات صفوية صغيرة في العراق، لاجل اجبارها على قبول المساومة مع ايران والتعجيل بانسحابها في الوقت الذي تصبح فيه ايران قادرة لوحدها على استثمار الانسحاب من العراق.

اذن مطلب الانسحاب الامريكي، الذي ترفعه ايران، ليس سوى محاولة لاستبدال استعمار دولي باستعمار اقليمي اشد وحشية وعداء وتدميرا من الاستعمار الدولي، كما اثبتت تجربة العراق المحتل. ان خطورة مطالبة ايران هذه لا تتضح كاملة الا اذا لاحظنا ان الارهاق الامريكي قد بلغ مستوى يسمح بتحقيق انسحاب مفاجئ ودون ترتيبات امنية او اتفاقات تفاوضية، وهذا ما تعرفه ايران وتتوقعه، وكان ردها هو الاستعداد الكامل لملأ الفراغ الامريكي!

كيف نرد؟ ان الرد الحاسم هو مبادرة المقاومة الوطنية العراقية بتحقيق افضل انواع الوحدة فيما بين فصائلها، وتصعيد حرب تحرير العراق بعمليات نوعية تجبر الادارة الامريكية على التفاوض بعد قبول شروط المقاومة. ان الارهاق الامريكي الشديد في العراق قد وصل ذروته، وهو نتاج تضحيات المقاومة وشعب العراق البطل ويجب ان لا يستثمره الاستعمار ايراني لصالحه. وهذه الشروط يعتمد تحقيقها على مدى وعي وجدية بعض الفصائل المقاتلة في العراق، والتي يجب ان تنتبه الى ان محاولة الانفراد بالسيطرة على العراق الان، وبعد التحرير، ما هي الا الوصفة الاخطر التي تخدم امريكا وايران لكونها تؤدي حتما لشق المقاومة، وذلك اهم اهداف امريكا وايران.

ان الخيار الوحيد لضمان الانتصار الكامل والسريع على الاحتلالين الامريكي والايراني هو الذي يقوم على وحدة فصائل المقاومة المسلحة بغض النظر عن الهويات الايديولولجية، وتجنب محاولات السيطرة المنفردة.

كما يجب ان يكون واضحا للجميع ان الخطة الامريكية لمواجهة احتمال غزو ايران للعراق تقوم على تعمد اشعال حرب ايرانية - عراقية تدوم لسنوات، دون حسم سريع، من اجل تحويل دول المنطقة كلها الى مراكز اضطراب وفوضى مسيطر عليها، بواسطة التحكم بتوريد السلاح وتوزيعه على الاطراف المختلفة اساسا. وهذا هو المعنى الحقيقي لما اسمته كونداليزا رايس ب (الفوضى الخلاقة). وبواسطة هذه الفوضى الخلاقة تريد امريكا ان تفتت المقاومة العراقية وتستنزفها فتتمكن من العودة الى العراق براحة واضحة من جهة، وتحجم ايران بعد ان تكمل دورها التدميري في العراق والوطن العربي، وتهيأ لوصول زعامة ايرانية جديدة اكثر توافقا مع امريكا من جهة ثانية.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
أميركا في العراق التزاماً بالنظام الدولي... لا بالعراق

هنري كيسنجر
"الهيرالد تريبيون
يحدّد واقعان نطاق النقاش المفيد حول السياسة في العراق: لا يمكن إنهاء الحرب بالوسائل العسكرية فقط. لكن لا يمكن أيضاً "إنهاء" الحرب بالتخلّي عن ساحة المعركة، فالتحدّي الجهادي الراديكالي لا يعرف حدوداً.
لن يضع انسحاب مفاجئ من العراق حداً للحرب، بل سيعيد توجيهها في اتجاه آخر. داخل العراق، يمكن أن يكتسب الصراع المذهبي أحجاماً إبادية، ويمكن أن تبرز من جديد مناطق تشكّل قواعد للإرهابيين.
ونتيجة التنازل الأميركي، قد يقع لبنان تحت سيطرة "حزب الله" المتحالف مع إيران؛ ويزيد احتمال وقوع حرب سورية-إسرائيلية أو هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية بينما تحاول إسرائيل كسر الطوق الراديكالي؛ وقد تنتزع تركيا وإيران من الأكراد استقلالهم الذاتي؛ وسيكتسب "طالبان" في أفغانستان زخماً جديداً.
هذا ما يُقصَد بالانسحاب "المعجَّل" – حيث تخسر الولايات المتحدة قدرتها على رسم الأحداث إما داخل العراق أو في ساحة المعركة المناهضة للجهادية أو في العالم ككل.
لا يمكن تحديد عدد الجنود المناسب في العراق من خلال تسوية سياسية في الداخل [الأميركي]. إذا تحوّل خفض عديد الجنود محكّ الاختبار للسياسة الأميركية، فسوف يولّد كل انسحاب مطالبات بمزيد من الانسحابات، إلى أن ينهار إطار العمل السياسي والعسكري والبسيكولوجي.
تتطّلب الاستراتيجيا الملائمة للعراق اتّجاهاً سياسياً. لكنّ البعد السياسي يجب أن يكون حليف الاستراتيجيا العسكرية وليس استقالة منها.
يجب أن تهدّئ الانسحابات الرمزية التي ينادي بها رجال دولة حكماء مثل السناتورَين الجمهوريين، جون وارنر من فرجينيا، وريتشارد لوغار من إنديانا القلق المباشر للجمهور. لكن يجب أن تُعتبَر مجرّد مسكّنات.
والحجّة التي تقول إنّه يجب أن تقتصر مهمّة القوّات الأميركية على هزم الإرهاب وحماية الحدود والحؤول دون بروز هيكليات على طريقة "طالبان" والابتعاد عن مظاهر الحرب الأهلية، مغرية أيضاً. في الممارسة، سيكون من الصعب جداً التمييز بين الجوانب المختلفة للنزاع بدقّة.
يجيب البعض أنّ النتيجة السياسية الفضلى تتحقّق على الأرجح من خلال الانسحاب الكامل. في النهاية، سيُحمَّل القادة السياسيون المسؤولية – من شعوبهم في معظم الأحيان، ومن التاريخ بالتأكيد – ليس فقط عمّا أمِلوا في تحقيقه إنما أيضاً عمّا كان عليهم أن يخشوا منه.
لا شيء في تاريخ الشرق الأوسط يشير إلى أنّ التنازل يمنح نفوذاً. ينبغي على من يدعون إلى اتّباع هذا المسار أن يقترحوا توصيات في حال تحقّقت العواقب الوخيمة للانسحاب المفاجئ التي تتوقّعها غالبيّة الخبراء والديبلوماسيين.
ليس العنصر المفقود جدولاً للانسحاب بل مخطط سياسي وديبلوماسي مرتبط باستراتيجيا عسكرية. ليست المسألة إذا كانت المجتمعات العربية أو المسلمة قادرة على أن تصبح ديموقراطية، بل إذا كان بإمكانها أن تصبح كذلك في ظل توجيه عسكري أميركي في إطار زمني تدعمه العملية السياسية الأميركية.
في المجتمعات المتجانسة، تستطيع الأقلّية أن تطمح إلى أن تصبح غالبيّة نتيجة الانتخابات. لكنّ هذه النتيجة مستبعدة في المجتمعات التي تسود فيها المظالم التاريخية انطلاقاً من أسس إتنية أو مذهبية.
العراق متعدّد الإتنية والمذهب. وقد سيطر المذهب السنّي على الغالبية الشيعية وأخضع الأقلّية الكردية طوال نحو مئة عام من التاريخ التركي.
تستند المناشدات الأميركية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية إلى مبادئ دستورية مستمدّة من التجربة الغربية. لكن يستحيل تحقيق المصالحة في فترة ستّة أشهر تُحدّدها زيادة عدد الجنود الأميركيين في دولة أُنشئت بطريقة مصطنعة ودمّرها إرث ألف عام من النزاعات الإتنية والمذهبية.
يجب أن تعلّمنا التجربة أنّ محاولة التلاعب بهيكلية سياسية هشّة – لا سيّما هيكلية ناجمة عن انتخابات برعاية الأميركيين – تصبّ على الأرجح في مصلحة الراديكاليين. كما أنّ الإحباطات الحالية من أداء بغداد ليست عذراً كافياً لفرض كارثة استراتيجية على أنفسنا.
على الرغم من أن العديد من الأميركيين لم يوافقوا على قرار التدخّل في الأصل أو السياسة التي أعقبته، الولايات المتحدة موجودة الآن في العراق لتخدم في الجزء الأكبر الالتزام الأميركي بالنظام العالمي وليس لتقديم خدمة إلى حكومة بغداد.
ربّما كانت الهيكلية الحالية في بغداد عاجزة عن تحقيق المصالحة الوطنية لأنّ أعضاءها انتُخِبوا على أساس مذهبي. يقتضي مسار أكثر حكمة التركيز على المناطق الثلاث الأساسية وتعزيز الإدارة التكنوقراطية والفعّالة والإنسانية في كلّ منها. من شأن حكومات إقليمية أكثر فاعلية تساهم في تراجع مهم في مستوى العنف وفي التقدّم في اتجاه دولة القانون والأسواق الناشطة، أن تمنح الشعب العراقي مع مرور الوقت فرصة لتحقيق المصالحة الوطنية – لا سيّما إذا لم يكن أيّ إقليم قوياً بما يكفي لفرض إرادته على الآخرين بالقوّة.
وإلاّ سوف تنجرف البلاد نحو تقسيم يفرضه الأمر الواقع ويُصنَّف في خانة الاستقلال الذاتي، كما هي الحال في إقليم كردستان. وهذا الاحتمال في ذاته قد يشجّع القوى السياسية في بغداد على التقدّم في اتّجاه المصالحة.
الطريق الثاني والحاسم في نهاية المطاف لتخطّي الأزمة العراقية هو من خلال الديبلوماسية الدولية. تتحمّل الولايات المتّحدة الآن العبء الأكبر للأمن الإقليمي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
غير أنّ عدداً كبيراً من الدول الأخرى يدرك أنّ أمنه الداخلي، وفي بعض الحالات بقاءه سيتأثّران بالنتيجة في العراق، ويساوره القلق من مواجهة عواقب غير متوقّعة إذا خرج الوضع عن السيطرة.
لا يمكن أن تدوم تلك السلبيّة. والطريقة الفضلى كي تواجه البلدان الأخرى مخاوفها هي في المشاركة في بناء المجتمع الأهلي. وأفضل ما يمكننا القيام به لتحفيز هذه المشاركة هو تحويل إعادة الإعمار خطوةً خطوة مجهوداً دولياً تعاونياً في ظلّ إدارة متعدّدة الطرف.
لن يكون بالإمكان تحقيق هذه الأهداف في خطوة واحدة دراماتيكية. في نهاية المطاف يجب أن تنعكس النتيجة العسكرية في العراق في اعتراف دولي بها وتطبيق دولي لأحكامها. ويشكّل المؤتمر الدولي لجيران العراق، بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، محفلاً محتملاً لتحقيق ذلك. من المفيد أن تضطلع الأمم المتحدة بدور لتعزيز هذه النتيجة السياسية.
هذه الاستراتيجيا هي السبيل الأفضل لخفض الوجود العسكري الأميركي في المدى الطويل.
لكن لا يمكن تحقيق أيّ من هذه الأهداف إلا بعد تلبية شرطَين اثنين: يجب أن تبقي الولايات المتّحدة على وجود في المنطقة يعتمد عليه مؤيّدوها ويأخذه أخصامها على محمل الجد. وقبل كل شيء، يجب أن تقرّ أن الثنائية الحزبية أصبحت ضرورة وليس تكتيكاً.



ليست هناك تعليقات: