Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 14 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الجمعة 14-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
انسحاب القوات الأميركية من العراق أمر حتمي!
جراهام أليسون و
كيفين رايان
لوش انجلس تايمز

في شهادته أمام الكونجرس يوم الاثنين الماضي، أعلن الجنرال ديفيد بترايوس أنه يفكر في سحب الزيادة الأخيرة للقوات الأميركية من العراق خلال فترة قريبة، وأوصى بعودة أول فرقة مقاتلة إلى الولايات المتحدة في شهر ديسمبر القادم، على أن تتبعها عودة 4 فرق اضافية خلال الثمانية أشهر المقبلة. ولكنه أجل اتخاذ أي قرار بشأن القوة الأساسية البالغ قوامها 130 ألف جندي حتى شهر مارس المقبل.
وعند تبريره لأسباب التفكير في سحب القوات الاضافية، استشهد بترايوس بالتطورات التي تحققت في مجال تدريب قوات الأمن العراقية، وتعاون شيوخ العشائر السنية في محافظة الأنبار مع قوات التحالف وقوات الأمن العراقية، والنجاحات التي تحققت في مكافحة الجماعات المتشددة وأعضاء تنظيم القاعدة في العراق. وقد ركز المشرعون الذين تحدوا تعليقات بترايوس، إضافة إلى المشرعين الذين أيدوه، على المتغيرات السياسية في العراق.
ولكن الشيء الذي لم تتناوله كل موجات الجدل الدائرة حول انسحاب القوات الأميركية من العراق هو أن المحرك الذي يجب أن يحدد اتخاذ هذه الخطوة ليس الظروف الموجودة حالياً في العراق أو التطورات السياسية في الولايات المتحدة ولكن الحقائق الصعبة التي تتعلق بمدى استعداد الجيش الأميركي وقوات المارينز على وجه الخصوص للبقاء في العراق. ومع انتهاء تمديد خدمة القوات الأميركية في العراق لمدة 15 شهرا اضافية، فإن الجيش الأميركي وقوات المارينز لن يمتلكا قوات اضافية لكي تحل محل القوات التي أنهت خدمتها بالفعل في العراق. وسوف يكون الانسحاب، بدوره، الجانب الآخر لزيادة القوات الأميركية في بلاد الرافدين.
ويجب ألا يتم النظر إلى هذا الانسحاب المنتظر على أنه مفاجأة. وكان الجنرال جون أبي زيد، قائد القيادة المركزية الوسطى السابق والذي كان مسئولاً عن القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط قد هيأنا لهذه الخطوة بذكاء عندما سأل عن رأيه في مسألة زيادة عدد القوات الأميركية في العراق خلال جلسة استماع بلجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ في فصل الخريف الماضي عندما قال: "يمكن أن نرسل 20 ألف جندي أميركي اضافي إلى العراق غداً لكي نحقق تأثيراً مؤقتاً، ولكن عندما تنظر إلى إجمالي مجموع القوات الأميركية المتوفرة في الوقت الحالي، فإن القدرة على الوفاء بهذا الالتزام هو ببساطة الشيء الذي لا نمتلكه في الوقت الراهن بالنظر إلى حجم الجيش الأميركي وقوات المارينز الحالي".
ولكن كيف لدولة يبلغ تعداد سكانها 300 مليون نسمة، وتمتلك إجمالي ناتج محلي يقدر بنحو 13 تريليون دولار وميزانية دفاع تزيد على 600 مليار دولار أن تكون غير قادرة على تجميع 30 ألف جندي اضافي والحفاظ على هذه الزيادة لمدة عام كامل فقط؟ والواقع يقول إن السبب الأساسي لهذا الفشل هو أن القادة المسئولين عن الجيش الأميركي، الرئيس، وزير الدفاع والكونجرس رفضوا على مدار السنوات الست الماضية (كما فعل أسلافهم من قبل) تجنيد، تدريب وتجهيز المزيد من القوات. وحتى بعد اتخاذ قرار شن الحرب على العراق، أهملت هذه القيادة مهمتها في زيادة عدد القوات المطلوبة إلى ان تأخرت تماماً في تنفيذ هذا الهدف.
وأسباب هذا الفشل متنوعة ومعقدة. وقد أعمت أوهام خوض حرب قصيرة لتحرير العراق، التصميم العنيد على الاعتراف بتزايد الجماعات المسلحة الكثير من القادة السياسيين. وقد أسفر نظام القيادة الذي يفصل مسئولية عمليات التخطيط عن مسئولية تجنيد القوات عن ظهور خطط لا يمكن الدفاع عنها وقللت بشكل خطير من مواردنا. وبعد امتناعه عن الإعلان الرسمي لشن الحرب، كان يتعين على الرئيس الإعلان عن خوض حرب جزئية بدلاً من خوض حرب شاملة، وانتشار قواتنا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وقد تم اتخاذ بعض الخطوات للتعامل مع هذه المشاكل مثل الدراسة التي أقرها الكونجرس حول دور قوات الاحتياط والحرس الوطني وكيف يتم نشرها في مناطق القتال. وقد أقر الرئيس بوش والكونجرس أيضاً زيادة قوات الجيش الفعلية وقوات المارينز بنحو 57 ألف جندي، ولكن هذه الخطوة سوف تستغرق بعض الوقت.
ويتعين علينا أيضاً أن نلقي نظرة جادة على العلاقة بين أفرع الخدمات المسلحة والقيادات المقاتلة وهيئة الأركان المشتركة. وعندما كانت الحروب صغيرة ومحدودة المجال، كان من السهل العثور على قيادة مقاتلة ورؤساء خدمات يقدمون تقاريرهم بشكل مباشر ومنفصل إلى وزير الدفاع. ولكن عندما نكون في حرب عالمية، سوف يكون من الأكثر فعالية أن نمتلك رئيساً لهيئة الأركان المشتركة يعزز أوجه الصراع في الحروب ويتخذ القرارات العملية في الميدان، لكي يتوافق التخطيط في أرض المعركة واستراتيجيات الحرب بشكل أكبر مع القرارات والموارد والعكس صحيح.
ومهما كانت نجاحات واخفاقات قرار زيادة عدد القوات الأميركية من العراق، فإن قرار الانسحاب من هناك يبدو حتمياً في الوقت الحالي. ومع سعي القوات والقادة الأميركيين الموجودين في العراق للعثور على طريقة فعالة لتحقيق أهدافهم في خضم هذه الحقيقة، يمكننا أن ندعمهم بشكل أفضل من خلال توسيع وإعادة هيكلة قوات الجيش الأميركي لكي نتمكن من اتخاذ القرارات المستقبلية بشأن الحروب المطولة والمعقدة اعتماداً على مزايا استراتيجية دون حدوث أي ارتباكات متقلبة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تصاعد تكلفة الحرب تحد جديد لأمريكا !

عمرو عبد العاطي
الشبيبة عمان


في كلمته أمام جمعية المحاربين القدامى في مدينة "رينو" بولاية "نيفادا" دافع الرئيس الأمريكي عن استراتيجيته في العراق، فقال: "إن العراق يُشكل خط جبهة مشتركة لمواجهة القاعدة والجماعات المنضوية تحت لوائه، وأيضا راديكالية النظام الإيرانية التي تظهر من خلال دعم الميلشيات المسلحة". وخلال الأسبوعين الماضيين، استغل بوش خطابه الإذاعي الأسبوعي للترويج لفكرة النجاح الأمريكي في العراق، بعد أيام حافلة من الأخبار السيئة والمناقشات بشأن استراتيجيته في الحرب حتى في داخل وزارة الدفاع (البنتاجون). ومع بدء العد التنازلي لموعد تقديم تقارير مهمة إلى الكونجرس، ولاسيما تقرير كل من "ديفيد بترايوس" قائد القوات الأمريكية في العراق، و"رايان كروكر" السفير الأمريكي في العراق، بشأن الوضع في العراق، يعرض تقرير واشنطن لآخر الخسائر الأمريكية في العراق.
الخسائر الأمريكية في العراق
يتأزم التورط الأمريكي في العراق مع صدور العديد من التقارير والدراسات، التي تظهر فداحة الخسائر المادية والبشرية الأمريكية في العراق عقب حربها على نظام صدام حسين. فبإعلان الجيش الأمريكي مقتل جندي أمريكي، وإصابة أربعة بانفجار في محافظة صلاح الدين يوم الجمعة (24/8/2007)، ارتفع عدد القتلى الأمريكيين خلال أغسطس 2007 إلى 67 قتيلا. وبهذا الانفجار ارتفعت الخسائر بين صفوف القوات الأمريكية منذ حربها في العراق إلى 3726 قتيلا. وتُرجع تقارير أمريكية على درجة عالية من المصداقية ارتفاع عدد القتلى؛ إلى نجاح الجماعات المسلحة العراقية إلى استخدام العبوات المتفجرة البدائية الصنع، التي أصبحت الخيار المفضل لهم.
فمنذ سقوط أول ضحايا العبوات الناسفة البدائية الصنع، الجندي "جويل بيرتولدي" بـ "الفلوجة" في يوليو 2003 لقي نحو 1512 جنديا مصرعهم من إجمالي الخسائر البشرية التي مُنيت بها القوات الأمريكية، وتضاعف استخدام المسلحين في العراق للعبوات الناسفة منذ عام 2003 بواقع ستة أضعاف ووفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). فبلغ عدد انفجار العبوات الناسفة البدائية في يوم واحد خلال مايو الماضي (2007) 101 انفجار مع إجمالي 139 هجوما ضد القوات الأمريكية. ويُذكر أن تلك العبوات الناسفة البدائية أوقعت خلال الفترة من مايو إلي يوليو الماضيين حوالي 203 جندي من أفراد القوات الأمريكية في العراق، أي ما يعادل 60% من إجمالي القتلى خلال الفترة المشار إليها. وعلي الرغم من التقنيات العالية التي تمتلكها وزارة الدفاع الأمريكية، إلا أنه ظهر تعثرها في احتواء الخطر المتنامي لتلك العبوات الناسفة الذي يصيب أفراد قواتها التي تخدم في المحافظات العراقية.
وتعد الفترة الممتدة من شهر ابريل إلي يونيو من العام الجاري من أكثر الأشهر دموية بالنسبة للجيش الأمريكي في العراق، حيث سجلت التقارير الأمريكية سقوط 104 قتيل خلال ابريل الماضي، و126 قتيلا في مايو، فيما سجل شهر يونيو سقوط 101 قتيلا، ليصل بهذا إجمالي القتلى خلال الأشهر الثلاثة المشار إليها فقط 331 قتيلا.
فيما تعتبر العديد من المصادر الأمريكية أن شهر نوفمبر من عام 2004 كان أكثر الأشهر التي سقط فيها جنود أمريكيين في مواجهات عنيفة مع مسلحين في الفلوجة، حيث سجل مقتل 137 جنديا، يليه شهر ابريل من العام نفسه حيث سجل مقتل 135 جنديا. ويعد يوم السادس والعشرين من يناير 2005 أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية، حيث شهد مقتل 137 جنديا بينهم 27 من المارينز لقي حتفهم في تحطم مروحيه كانت تقلهم، في حين يعد يوم الثالث والعشرين من مارس 2003 أي بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب الأمريكية، سُجل مقتل 31 من المارينز، حيث يعد ثاني أسوأ يوم للجيش الأمريكي. ويمثل يوم العشرين من يناير الماضي ثالث أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية بالعراق، إذ سُجل مقتل 25 جنديا، بينهم 12 في تحطم مروحيه عسكريه شمالي شرق بغداد.
وبمقتل 14 جنديا أمريكيا في حادثة تحطم طائرة مروحيه أمريكية في محافظة "الـتأميم" شمالي العراق (يوم الأربعاء الموافق 22/08/2007)، ارتفع عدد قتلى حوادث سقوط وتحطم الطائرات المروحية في العراق إلى 202 قتيل، وفقا لإحصائيات شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية مستقاة من معلومات من البنتاجون.
وجاء في تقرير أعده معهد بروكنجر(Brookings Institution) حول حقائق الشأن العراقي، أن عدد حوادث تحطم الطائرات المروحية في العراق بلغ 67 حادثة، وذلك منذ شهر يوليو 2003، وإن بلغ عدد الطائرات التي أسقطت نتيجة نيران معادية من إجمالي الحوادث السبعة والستون ستة وعشرون طائرة.
ومن جهة أخرى بلغ عدد القتلى من المجندات في الجيش الأمريكي بالعراق 82 قتيلة منذ بدأ العمليات العسكرية في العراق، قبل نحو أربعة أعوام ونصف العام. وفقا للأرقام التي حصلت عليها شبكة (CNN) الإخبارية من (البنتاجون)، منهم أربعة مجندات في شهر أغسطس الحالي. وحسب الأرقام فقد قتلت 5 مجندات في شهر يوليو 2005، وأربعة في اكتوبر2003، ومثلهم في نوفمبر 2003، سبتمبر 2006 ويناير 2007. وينقسمن إلي 68 قتيلة من عناصر المشاة, و6 من مشاة البحرية (المارينز)، 5 من سلاح البحرية و3 من سلاح الجو.
وقد شهدت الخسائر الأمريكية في الأرواح انخفاضا تدريجيا خلال الأسابيع الأخيرة، رغم أنها كانت قد ارتفعت خلال فصل الربيع. وأرجع القادة العسكريين الأمريكيين السبب إلي أن القوات الأمريكية والعراقية تعمل علي فرض حالة الأمن والاستقرار في مناطق التوتر والصراع. وهو ما أشار إليه مايكل أوهالون (Michael O'Hanlon) وكينيث بولاك (Kenneth Pollack)، استنادا علي زيارتهما الميدانية إلى العراق في الفترة الممتدة من 17-25 يوليو الماضي، ولقائهما بالعديد من المسئولين العراقيين والأمريكيين الذين يخدمون هناك. فيريان أن القوات الأمنية العراقية أضحت على درجة عالية من القدرة على التصدي للتحديات الأمنية التي تواجهها هناك بموازة التأييد الأمريكي الأمني لتلك القوات.
ونشرا ملاحظاتهما ورؤيتهما للوضع في العراق في تقرير تحت عنوان "تقرير الرحلة العراقية" Iraq Trip Report))، وهو منشور على موقع المعهد. ولحض أوهالون ما جاء في التقرير المشار إليه في مقال له بـ "الواشنطن بوست" (25/8/2007) والمعنونة بـ "العمل خلف رؤيتنا بشأن العراق (The work behind our Iraq)، والتي جاء فيها أن انخفاض عدد العمليات المسلحة خلال تلك الفترة وعلى وجه الخصوص منذ يناير هذا العام، والتي انخفضت بمعدل الثلث عن العام الماضي، علي عكس تلك الفترة الممتدة من 2003 إلى 2005، والتي ظهر فيها الإخفاق العراقي في مواجهة التحديات الأمنية هناك، بحيث أصبحت الاستراتيجيات والخطط الأمنية الهادفة لمواجهة التمرد أكثر فاعلية عن ذي قبل. هذا، بجانب التطرق إلى الإنجازات علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
نهاية العراق
ابراهين غرابية
الغد الاردن
بيترو غالبريث في كتابه "نهاية العراق" السياسات الأميركية في العراق منذ احتلاله عام 2003، ويلاحظ أنها تقود من فشل إلى فشل، وأنها بنيت على أفكار ومبررات غير واضحة، ولم يكن لدى الإدارة الأميركية خطط لما بعد الاحتلال، ولم تحشد القوات الكافية لتحقيق الاستقرار وحفظ النظام، وأنها بسبب ذلك وضعت العراق في حالة صعبة لم يعد يصلح الخروج منها بالعودة إلى ما كان عليه الحال من قبل فقد أصبح ذلك مستحيلا.

فمع الحرب الأهلية التي اندلعت وحالة الفوضى والسلب وعدم الاستقرار والنفوذ الإيراني وتزايد النزعة الاستقلالية الكردية لم يعد ثمة مخرج برأيه سوى تقسيم العراق إلى ثلاث دول مستقلة، لأنه لم يعد ممكنا الحفاظ على وحدة العراق إلا بالقوة وبتكاليف باهظة ومرهقة، ولكن التقسيم برأيه سيؤدي إلى نهاية النزاع وتحقيق الاستقرار وضمان المصالح الأميركية.

تقسيم العراق أصبح أمرا واقعا، فقد قسم العراق بالفعل إلى ثلاثة كيانات واضحة المعالم، فلقد انفصلت عنه كردستان في العام1991 ولن تعود، كما أسفرت الثورة الشيعية والحرب الأهلية التي بادر إليها السنة عن تجزئة العراق وفق خطوط طائفية، وقد أتاح الدستور الجديد لكل من شيعة العراق وسنته العرب تكوين مؤسسات حكم ذاتي خاصة بهم.

وبرأي غالبريث فإن التقسيم سيكون حلا للأزمة القائمة اليوم، فسوف يساعد ذلك برأيه على تطوير التنمية الاقتصادية في الجنوب، والإسهام في وضع حد للفوضى السائدة في الوسط العربي السني، وأما كردستان فلديها بالفعل حكومة إقليمية عاملة وقوة أمن، ويتضمن الدستور كذلك معادلة من شأنها حل القضايا المسببة للخلاف والكفيلة بتوسيع حرب العراق الأهلية، وهي الأراضي وتقاسم إيرادات النفط، والسيطرة على الحكومة الوطنية في بغداد.

وقد أكد الاستفتاء على دستور العراق في15 تشرين الأول من العام 2005 وانتخابات مجلس النواب على مدى الانقسامات في العراق، ومع اندلاع الحرب الأهلية باتت الهوة بين شيعة العراق وسنته تزداد اتساعا، وبدا واضحا برأي غالبريث أن الفيدرالية هي المخرج.

ولكنه تقسيم سيؤدي على الأغلب إلى كيان شيعي(دولة أو حكومة محلية ضمن فيدرالية) في الجنوب على النمط الإيراني، ودولة سنية يتنافس فيها البعثيون الجدد والإسلاميون، وأخرى كردية بقيادة الحزبين الرئيسيين المعروفين باسمي قائديهما، جلال الطالباني، ومسعود البرزاني.

وهكذا فإن المشروع الأميركي لغزو العراق واحتلاله سيؤول إلى تسليم نصف البلاد إلى حكومة دينية تابعة لإيران أو متحالفة معها، وتسعى إلى فرض حكم ديني شيعي على العراق كله، وليس هناك من ضمانات بأن حكومة إقليمية سنية ستكون قادرة على بسط سيطرتها على منطقتها، أو أنها ستكون قادرة على مجابهة المتمردين.



الموقف الأميركي مازال متمسكا بوحدة العراق، ولكنها وحدة برأيه لن تستمر إلا بالقوة، وتتناقض مع التطلعات المشروعة للطوائف والأقاليم العراقية، ويبدو مؤكدا أن استقلال كردستان هي مسألة وقت فقط، وليس ثمة ما يمنع الشيعة أيضا من إعلان دولتهم المستقلة، أو جعلها مستقلة أمرا واقعا دون أن يتم ذلك رسميا ودستوريا أي كما هو الحال في كردستان منذ عام1991.

وتبرر الإدارة الأميركية معارضتها للتقسيم بأنه سوف يهدد الاستقرار في العراق والمنطقة، ولكن غالبريث يعتقد بخطأ هذه الرؤية، فالحفاظ على وحدة العراق بالقوة هو الذي يزعزع استقراره، لأن ذلك يستلزم جيشا كبيرا وحكومة مستبدة، ويبدد النفط والموارد على النفقات العسكرية والأمنية، وكما فشلت الولايات المتحدة في إقامة عراق ديمقراطي فسوف تفشل في إقامة عراق موحد، ولذلك فإن المؤلف يقترح بدلا من ذلك أن تساعد الولايات المتحدة الأميركية الأقاليم العراقية على تطوير حكوماتها وقواتها الأمنية ومؤسسات العسكرية وإدارة مواردها، وباستقرار هذه الأقاليم فإن الولايات المتحدة سيكون بمقدورها الانسحاب وضمان مصالحها، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العراق والحزب الديمقراطي الأميركي *
نزيه القسوس
الدستور الاردن



عندما جرت الانتخابات الأميركية قبل عدة أشهر وفاز الحزب الديمقراطي بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ اعتقد الكثيرون من الأميركيين والمحللين السياسيين بأن هذا الحزب سيقف بالمرصاد للرئيس بوش وسيعمل على إنسحاب القوات الأميركية من العراق. وقد حاول هذا الحزب ذلك في البداية إلا أن الرئيس بوش استعمل حق الفيتو في نقض القانون الخاص بتمويل القوات الأميركية في العراق .
الحزب الديمقراطي لن يستطيع الآن فعل أي شيء لأن الرئيس يستطيع استعمال حق النقض لأي قانون يقره الديمقراطيون. وبعد استعمال هذا الحق يعود القانون إلى الكونغرس وحتى يسري مفعول هذا القانون يجب أن يحوز على ثلثي الأصوات في مجلسي الكونغرس وهذه مسألة مستحيلة لأن الحزب الديمقراطي لا يملك أغلبية الثلثين .
إذن ما دام الرئيس بوش على كرسي الرئاسة فلن يستطيع الديمقراطيون عمل أي شيء يذكر إزاء الحرب في العراق ، وسيستمر الرئيس بوش في خططه الرامية إلى إكمال تدمير العراق ونهب خيراته .
خلال هذا الأسبوع قدم قائد القوات الأميركية في العراق والسفير الأميركي في بغداد تقارير إلى الكونغرس الأميركي عن الأوضاع الأمنية في العراق وتقييمهما للخطة الأمنية الأخيرة. وقد ادعيا بأن هذه الخطة قد نجحت في الحد من حركة المسلحين في مناطق الأنبار وديالة. كما قدما اقتراحات متعددة بالنسبة لمستقبل القوات الأميركية في العراق .
هذه التقارير ليست هي الأولى التي تقدم للكونغرس الأميركي وستقدم في المستقبل تقارير أخرى ، لكن هذه التقارير لن تغير شيئا من الوضع على الأرض في العراق لأن هناك حقائق لا يستطيع أي إنسان إنكارها ، ومن أهم هذه الحقائق أن الأميركيين شنوا عدوانا على بلد آمن وعضو في هيئة الأمم المتحدة ولم يكن يشكل أي خطر على السلام العالمي أو يملك أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل ، وهذا الاحتلال يقابله أن الشعب العراقي لن يستكين للإحتلال أبدا ، وسيظل يقاوم قوات الاحتلال مهما كانت التضحيات لأنه لا يوجد شعب في هذا العالم يقبل الاحتلال مهما كانت الأسباب والمبررات ، وها هم رجال المقاومة العراقيون يسطرون كل يوم اسطورة جديدة من أساطير المقاومة وينزلون ضربات موجعة بالقوات المحتلة وستبقى المقاومة مستعرة حتى ينسحب آخر جندي أجنبي من العراق .
الحقيقة الأخرى المهمة في موضوع الاحتلال الأميركي للعراق هي أن الاحتلال أوجد وعمق مسألة الطائفية وغذاها بكل الأساليب المعروفة وغير المعروفة للتخفيف عن قواته ، لكن في النهاية فإن العراقيين سيعرفون جميعا بأنهم أخوة وأنهم جميعا يقفون في صف واحد في مواجهة الاحتلال الذي سيزول إن عاجلا أو آجلا تحت ضربات رجال المقاومة الأبطال مهما كانت التضحيات ، وسيعرف الأميركيون بأن الثمن الذي سيدفعوه في العراق سيكون كبيرا وكبيرا جدا وأن الخسائر البشرية والمادية ستحتاج لسنوات وسنوات طويلة لتعويضها ، وسيكون احتلال العراق درسا لن ينساه الأميركيون لفترات طويلة قادمة .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الانسحابات الأميركية... هل تغير سياسة بوش؟!
وليام رو
الاتحاد الامارات
توقع الرئيس بوش أن غزو العراق واحتلاله، سينجح نجاحاً كبيراً ويحول العراق إلى دولة مستقرة ومزدهرة، تقيم علاقات صداقة ودية مع جيرانها، ومع الولايات المتحدة، وتتحول إلى نبراس ونموذج يحتذى للإصلاح في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلثي الشعب الأميركي يعتقدون أن بوش قد ضللهم عن عمد بشأن العراق، وأن شعبية الرئيس قد تدنت إلى 26% بسبب سياسته في ذلك البلد. وعندما وجه سؤال إلى الأفراد الذين تم استطلاع آرائهم عن من يعتقدون أنه الأكثر قدرة على حل المشكلة العراقية؟ كان رأي 21% أنه الكونجرس، و56% أنه المؤسسة العسكرية، في حين رأى 5% فقط أن وش هو الذي يمكنه حل تلك المشكلة. ويرجع السبب الرئيسي لفوز "الحزب الديمقراطي" المعارض بأغلبية المقاعد في انتخابات الكونجرس التي جرت العام الماضي، إلى النقد الذي يوجهه الجمهور الأميركي إلى سياسة بوش بشأن العراق. فمعظم الساسة المعارضين يطالبون إدارتهم بالعمل على سحب القوات الأميركية فوراً من العراق، في حين يريد بعضهم أن يتم هذا الانسحاب بشكل كامل ولكن على مراحل وخلال مدة تستغرق عدة شهور. المشكلة أن الرئيس بوش لا يوافق على ذلك... فحتى أيام قليلة خلت، وقبل زيارته المفاجئة الأخيرة إلى العراق، كان الرئيس يرفض الحديث عن الانسحاب ويصر على القول بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنسحب من العراق قبل أن تضمن تحقيق "النصر" أو "النجاح" في مهمتها. وكان بوش يكرر دائماً عبارة "مواصلة السير على الدرب" حتى استكمال المهمة التي من أجلها جاءت قوات بلاده إلى هذا البلد. ولم يكتف بوش بالثبات على موقفه الرافض لسحب أي قوات أميركية من هناك، ولكنه أقدم على زيادة أعداد تلك القوات بحجة أن ذلك ضروري لتحقيق النصر. التكتيك الذي يتبعه بوش هو إجراء أقل انسحاب ممكن للحفاظ على دعم الجمهوريين، من دون إحداث تغيير كبير في السياسة العامة!
وبعدئذ، وتحديداً خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، قال بوش إن السياسة الأميركية في بلاد الرافدين قد بدأت تُظهر علامات مهمة للنصر، خصوصاً في محافظة الأنبار، وأنه لهذا السبب تحديدا قد يكون قادراً على البدء في سحب بعض تلك القوات من العراق.

ما الذي يحدث؟ هل معنى ذلك أن الرئيس بوش قد بدأ يغير سياسته بشأن العراق، كما يريد الجمهور الأميركي، وكما يطالب "الحزب الديمقراطي"؟ الإجابة البسيطة على ذلك هي: لا!.. كل ما هناك أنه يجري بعض التعديلات المحدودة على سياسته، لا تغييراً رئيسياً. لكن ما هو النهج الذي يتبعه في ذلك؟ إنه يدرك بالطبع أنه قد فقد الدعم الشعبي الذي كان يمكنه الاستناد إليه "لمواصلة المهمة حتى نهايتها" وعدم الإقدام على سحب أي جندي أميركي! لكن مشكلة بوش هي أنه لا يريد الاعتراف بأن سياسته خاطئة، وأنه لم يعد هناك أمل في تحقيق النصر في نهاية المطاف، وهو ما يرجع إلى أن شخصيته من ذلك النوع الذي يرفض الاعتراف بأي خطأ. وهناك سبب آخر هو أنه يؤمن بأن الرئيس يجب أن يعطي دائماً أحساساً بالتفاؤل والأمل، ولا يظهر أي نوع من الشك تجاه سياسته، لأنه لو اعترف بالفشل فسيقوض سلطته.
وبوش على ما يبدو وجد طريقة جديدة للتعامل مع تلك المشكلة. فعندما زار العراق قال إن الموقف في محافظة الأنبار التي كانت تتميز بعنفها وعدائها للأميركيين والحكومة في بغداد، قد أصبحت الآن مستقرة وآمنة ويسودها السلام. وأعلن أن ما تحقق في الأنبار يعد نجاحاً عظيماً، وأن ذلك -كما قال- دليل واضح على أن سياسته في العراق تحقق نجاحاً، وأن ذلك النجاح قد يتيح له الفرصة للبدء في سحب بعض قواته من العراق. وبعد ذلك عبر الجنرال "ديفيد بيترايوس"، قائد القوات الأميركية في العراق، عن هذه السياسة بمزيد من التفصيل أثناء الشهادة التي أدلى بها أمام الكونجرس، وذلك عندما أكد أن الموقف في الأنبار قد تحسن بصورة جذرية، وأن ذلك التحسن هو الذي دفعه للتوصية بالبدء في سحب القوات الأميركية.



لكن، لماذا لا يعتبر ذلك تغيراً رئيسياً في السياسة؟
أولاً، لو ألقينا نظرة مقربة على تفاصيل خطة الانسحاب التي أبرز الجنرال يبترايوس تفاصيلها، فسوف يتبين لنا أن الانسحابات التي تنوي القوات المسلحة الأميركية القيام بها متواضعة للغاية علاوة على أنها بطيئة. فخلال النصف الأول من العام الحالي تمت زيادة عدد القوات الأميركية في العراق من 130 ألفا إلى 160 ألفا، والجدول العام الموضوع للانسحاب سوف يعيد هذا العدد إلى مستواه السابق أي 130 ألف جندي فقط بحلول شهر يوليو 2008، أي أننا سنعود إلى نفس المستوى الذي كان عليه هذا العدد في ديسمبر 2006. ثانياً، ليس سراً أن المخططين العسكريين المحترفين في الولايات المتحدة، كانوا يؤكدون أن العدد الحالي المرتفع من القوات الموجودة في العراق، لا يمكن إدامته أو الاحتفاظ به إلى ما بعد الربيع القادم، لأن تلك القوات يجب أن يتم تدويرها حتى يتاح لها الحصول على الراحة، في نفس الوقت الذي لا توجد فيه هناك قوات جاهزة في أميركا لتبديلها والحلول محلها. يتضح لنا من خلال ذلك أن الرئيس بوش كان سيسمح على أي حال بإجراء تخفيضات في قواته بالعراق خلال العام المقبل، وأنه قد قرر أن يدعي أن قيامه بذلك يمثل سياسة مقصودة تعتمد على النجاح الذي تحقق في العراق.
ثالثاً، إن بوش يشعر بقلق من احتمال أن يجبره الكونجرس على سحب القوات، إذا لم يبادر هو إلى ذلك. وحتى الآن نجد أن هناك عددا من أعضاء حزبه الجمهوري في الكونجرس يدعم سياسته ويكفي في حد ذاته للحيلولة دون تمرير قوانين قد تجبره على استدعاء القوات، وإن كان ذلك لا ينفي أن "الجمهوريين" بشكل عام يتعرضون لضغط من قبل الجمهور يطالبهم بالتغيير. والتكتيك الذي يتبعه بوش هو إجراء أقل حد ممكن من الانسحابات للمحافظة على دعم الجمهوريين دون أن يؤدي ذلك إلى إجراء تغيير كبير في السياسة. إن صراع بوش مع نقاده سيستمر... والتكتيك الذي يتبعه في ذلك الصراع هو الاحتفاظ بـ"شعرة معاوية"، أي الشعرة التي إذا ما شدوها أرخاها وإذا ما أرخوها شدها، بحيث يبقى في كل الأحوال مسيطراً على الوضع. والأرجح أن ينجح هذا الأسلوب في الحفاظ على دعم الجمهوريين بدرجة تكفي للحيلولة دون تعرض سياسته "للهزيمة" على أيدي معارضيه الديمقراطيين، لكن ليس من المؤكد أن ذلك التكتيك سيؤدي إلى تحقيق "النصر" في العراق!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
هزيمة أميركا في العراق.. يمكن صنعها في واشنطن
امير طاهري
الشرق الاوسط بريطانيا


بينما يزعم بعض السياسيين الأميركيين، أن واشنطن خسرت الحرب، فإن تحليلا أوسع للصراع القائم بين رؤيتين الى العالم قد يقدم صورة مختلفة.

والخدعة التي يستخدمها طرف الهزيمة بسيطة: قلصوا المقاومة الأكبر للحرب في العراق، ومن ثم قلصوها بصورة اكبر الى نجاح أو فشل في ما يسمى «زيادة القوات». ثم تقدموا لإظهار ان الارهابيين، على الرغم من وجود 22 ألفا من القوات الأميركية الاضافية، ما زالوا قادرين على القيام بهجمات انتحارية. والنتيجة: خسرنا الحرب، وعلينا الهرب بأسرع ما يمكن!

غير أن «الزيادة» بحد ذاتها ليست هي القضية.

لا ريب في أن وصول القوات الأميركية الاضافية ساعد على تحسين الأمن في أجزاء من العراق.

ومع ذلك فإن أي نجاح ربما تكون «الزيادة» قد حققته فإنه يعود الى التأثير السايكولوجي للرئيس جورج دبليو بوش لزيادة عدد القوات الأميركية أكثر مما الى طريقة قلص واهرب.

والمسألة الحقيقية في العراق، كما هو الحال في معظم مسارح الحرب في العالم ضد الارهابيين، ظلت على الدوام مسألة التزام وتصميم، خصوصا من جانب اولئك القادرين على التأثير والتغيير. وبدلا من الدخول في جدل حول العدد الفعلي للتفجيرات الانتحارية دعونا نشير إلى بعض التطورات الإيجابية التي لا يمكن لأحد نكرانها:

* قرر شيوخ العشائر العربية السنية في محافظة الأنبار التي كان يصعب السيطرة عليها التحول في موقفهم ورفع السلاح ضد «القاعدة» حتى اذا كان هذا يعني التعاون مع الأميركيين.

* غيرت الجماعات المسلحة السنية العربية الرئيسية، بما فيها كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي في العراق، موقفها عبر الموافقة على العمل مع الحكومة العراقية ضد الارهابيين الأجانب.

* على الجانب الشيعي امر مقتدى الصدر جيش المهدي التابع له بإلقاء السلاح خلال الاشهر الستة المقبلة. واتخذ الصدر القرار بعد ان قرر العشرات من قادته، وهم أعضاء سابقون في الحرس الجمهوري لصدام حسين، التحول الى جانب الحكومة.

* كما أن جماعة شيعية أخرى يسيطر عليها الايرانيون تدعى «ثأر الله» عانت من نكسات كبيرة حيث قتل العشرات وألقي القبض على كثيرين من افرادها من جانب الجيش العراقي الجديد.

* لم يؤد الانسحاب البريطاني من البصرة الى استيلاء وكلاء إيران على الوضع، على الرغم من ان الصدر و«ثأر الله» قد حاولا جس النبض. وبدلا من ذلك فإن الجيش والشرطة العراقية، بدعم من بعض الجماعات الشيعية الوطنية مثل حزب الفضيلة والمجلس الاسلامي في العراق، يسيطران على ثاني اكبر مدينة في العراق. ولم تحصل إراقة الدماء في البصرة التي تكهن بها البعض.

* أنهت الكتل السياسية المختلفة، السنية والشيعية، التي كانت قد انسحبت من البرلمان خلال عطلته الصيفية الطويلة، مقاطعتها وعادت الى البرلمان.

* نالت حكومة التحالف التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي تفويضا جديدا عبر اعادة تأكيد الدعم من جانب ثلاث كتل تشكل 85 في المائة من مقاعد البرلمان.

* وبينما يستعد البرلمان لدورة جديدة يجري الكشف عن برنامج تشريعي كامل لمعالجة قضايا اساسية مثل المشاركة في ايرادات النفط والانتخابات البلدية والفيدرالية.

* انهت معظم الدول العربية مقاطعتها للعراق الجديد وأرسلت بعثات دبلوماسية الى بغداد لفتح سفارات. كما أنهت فرنسا مقاطعتها وأرسلت وزير خارجيتها برنار كوشنير الى بغداد مع رسالة دعم.

* تأمل الأمم المتحدة في زيادة حضورها ومن المتوقع أن تعين ممثلا جديدا لها في بغداد، لإحياء البرامج المجمدة.

* يستطيع أي شخص يقوم بزيارة العراق الآن، أن يتجول في المناطق التي تم استرجاعها من يد الإرهابيين بما فيها مناطق مثل البصرة، حيث ليس هناك أي وحدات أميركية. كذلك بدأ الذين تركوا بيوتهم بالعودة إلى المناطق التي أصبحت أرضا يبابا بسبب المعارك التي دارت بين الجماعات الطائفية.

* استنكر الزعماء الدينيون من الشيعة والسنة العرب والذين حضروا مؤتمر المصالحة الوطنية في الرضوانية الطائفية، ووعدوا بدعم العراق الجديد.

* كان على «القاعدة» ان تلغي وعدها بالإعلان عن تأسيس ما سمته «الإمارة الإسلامية في العراق» في ثلاث مناسبات. ففي أكتوبر الماضي وعدت القاعدة بأنها ستصدر عملة خاصة بـ«امارتها الإسلامية» وتسمى «مجلسها الحاكم». لكن تلك الأوهام وضعت في الرفوف مع فقدان «القاعدة» لمناطقها الآمنة في محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين.

* من خلال رصد النشاطات الطنانة السائدة في مواقع القاعدة الانترنتية، يبدو أن الأخيرة تواجه مشكلة تجنيد للحرب في العراق. وكان أحد زعماء «القاعدة» الذي أطلق على نفسه اسم الشيخ باسم النجدي قد حذر بأن المنظمة غير قادرة على التعويض عن «الشهداء المفقودين» في العراق. ولا أحد يعرف كم عدد الجهاديين الذين قتلوا في العراق. لكن خدمات الدفن في تلك البلدان العربية التي يأتي الجهاديون منها قد شهدت ازدهارا.

* والأكثر أهمية هو أن عدد المنشقين عن «القاعدة» في حالة ازدياد. ففي السعودية وحدها هناك عدد كبير من الجهاديين السابقين في العراق قد سلموا انفسهم إلى السلطات، وشاركوا في برامج إعادة تأهيل. وظهر بعضهم على شاشات التلفزيون ليعبروا عن ندمهم للجرائم التي ارتكبوها في العراق وحث «المؤمنين» لمحاربة «القاعدة».

* وفي العراق لم تعد «القاعدة» قادرة على التعويض عن خمسة قادة ميدانيين على الأقل بعد مقتلهم أو اعتقالهم خلال الأشهر الستة الأخيرة. والشيء الأكيد هو أن المد السياسي تحول باتجاه العراق الجديد.

ومثلما هو الحال في أي حرب، فإن الوضع يعتمد على الحالة الذهنية للأشخاص المسؤولين عنها فليست هناك حرب تم الانتصار فيها مع خطاب انهزامي.

كانت زيادة عدد القوات الأميركية الأخيرة، إشارة سياسية تقول إن الولايات المتحدة غير عازمة على الاستسلام، وان الإشارة اقنعت اولئك الجالسين على خط الحياد في العراق وخارجه لتحديد موقف ما. وأغلب هؤلاء وقفوا مع العراق الجديد ضد الخصوم الداخليين والخارجيين.

لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يهزموا في العراق. مع ذلك فإن الهزيمة يمكن صنعها في واشنطن، حيث تفكر النخبة السياسية الأميركية حاليا بالكيفية التي يمكن وفقها الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وفي كل مرة يلقي زعيم سياسي أميركي خطابا يتكلم عن الهزيمة، فهو يشجع الإرهابيين ويحبط من عزيمة الحلفاء ويعطي إشارة للجالسين على الحياد كي يبحثوا عن دول أخرى وإطالة عمر الحرب.

إنها ليست مسألة زيادة أو تخفيض عدد الجنود بـ22 ألف شخص الحاسمة في نتيجة الحرب ببلد مساحته تقترب من مساحة فرنسا. فما الذي يقنع الإرهابيين والعصابات الطائفية بأن قضيتهم خاسرة غير الإدراك بأن الـ22 الف جندي هم يمثلون قوة عظمى مصممة على عدم الاستسلام للإرهاب.

يمكن لأميركا متحدة أن تنتصر في حربها بعدد أقل من الجنود. لكن أميركا منقسمة على نفسها ستخسر الحرب حتى لو ضاعفت عدد قواتها في العراق، والأميركيون بحاجة إلى إنهاء انقسامهم على اساس حزبي فيما يخص هذه القضية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العراق.. ما هي نهاية هذا الوضع؟
ديفيد اغناتيوس
الشرق الاوسط بريطانيا

«أخبرني ما هي نهاية هذا الوضع؟».

هذا هو السؤال الشهير الذي طرحه الجنرال ديفيد بترايوس على الصحفي ريك اتيكنسون في مارس 2003 مع تقدم القوات الاميركية لإسقاط حكم صدام حسين. وما زال هذا السؤال مناسبا بعد تقديم بترايوس لتقريره أمام الكونغرس حول زيادة القوات الأميركية في العراق.

ويبدو أنه ليس هناك جواب حسن لهذا السؤال. وفي شهادته التي قدمها هذا الأسبوع قدم بترايوس بعض النقاط المشجعة حول التقدم المتحقق على مستوى محلي في العراق لكنه لم يستطع أن يقدم أي تقدم على مستوى المصالحة الوطنية التي ظلت هدفا اساسيا للولايات المتحدة، كذلك لم يستطع السفير رايان كروكر أن يقدم جوابا. وحينما سئل الاثنين الماضي عن مستقبل العراق كان جوابه: «هذه الأمور يجب العمل عليها بشكل مستمر».

ما تفكر به حول العراق هو إجراء جزئي لما فكرت به في الماضي. أستطيع أن اقول إن بترايوس وكروكر قدما دفاعا محترما لوجهة النظر القائلة بضرورة الاستمرار لفترة أطول مع مسعى الولايات المتحدة عبر اختبار الخطأ والصواب في إعادة بناء البلد الذي دمرناه عام 2003. كذلك لوحا ببدء انتهاء هذه المهمة غير المؤكد نجاحها عن طريق التوصية بالشروع بسحب القوات الأميركية منذ هذه السنة.

لكن مسؤولين كبار من البيت الأبيض اعترفوا بأن النجاحات الأخيرة في العراق هي ليست ما كانوا يتوقعون فلا أحد توقع انخفاضا كبيرا في العنف في محافظة الأنبار أو التحالف مع زعماء العشائر السنية المعادين للقاعدة، لكن هذا ما حدث ويظن مسؤولون كبار أن الولايات المتحدة في طريقها لهزيمة القاعدة في العراق.

المشكلة التي يعترف بها هؤلاء المسؤولون هي أن العراق ليس في طريقه للالتحام كأمة، لذلك فهم يحاولون مقاربة مختلفة أكثر ـ لا مركزية أكبر وأكثر محلية وأكثر من القاعدة إلى القمة، وهم يرفضون تعبير «التقسيم اللين» لكنهم اعترفوا بأن العراق سيكون كونفيدرالية ضعيفة الأواصر.

وعلى عكس القادة العسكريين الجامدين يسعى بترايوس للتعامل مع رؤساء الميليشيات التي تمتلك حماسة شديدة للقتال أكثر من القوات العادية، وهو على استعداد لتكييف استراتيجيته وفق معطيات الواقع الجديدة أكثر من جعل الأشياء تتكيف مع الصورة الكبيرة التي تدور في ذهنه عما يجب أن يكون. وهذا عنصر من عناصر قوته وهو يستخدمه في العراق ـ استكشاف ما هو قابل على العمل ثم التحرك معه.

وهذه السياسة التي تنطلق من القاعدة حتى القمة تعارض تماما اسلوب البنتاغون المعاكس في وقت دونالد رامسفيلد والمتمثل بالتحرك من القمة إلى القاعدة ـ مع اقتناع الكثير من الضباط الكبار بفكرة رامسفيلد القائلة إن التكنولوجيا حولت طبيعة الحرب نفسها. لكن مستشاري بترايوس العسكريين يقولون إن تلك الفكرة كانت هراء، والكثير منهم تعلموا بطريقة صعبة داخل العراق ضرورة التشكك بالأفكار.

كذلك فهم بترايوس وفريقه أن هذه الحرب هي حول الناس ـ ومساعدتهم الواحد بعد الآخر لكسر دائرة التخويف والإكراه. وحينما سألت الكولونيل أتس أر ماكماستر احد مستشاري بترايوس الأساسيين لتسمية نقطة الانقلاب في الانبار قال إنه يوم في فبراير الماضي حينما وضعت القاعدة بمستشفى الرمادي صندوقا ثلجيا مملوءا برؤوس أطفال عدة شيوخ عشائر يتعاونون مع الولايات المتحدة. وبدلا من الاستسلام لهذا الفعل البربري عمق الشيوخ الساخطون من تحالفهم مع القوات الأميركية.

علينا أن نكون صادقين عما يجري الان في العراق: الحلول المحلية أفضل من عدم وجود حلول؛ قوة العشائر أفضل من ترهيب الإرهابيين؛ يمكن أن تكون الميليشيات أفضل من الناحية القتالية من النماذج التقليدية. لكن جهود بترايوس الأمنية لا تعني تحقيق استقرار البلد. فضمن الوقت المتبقي عليه أن يربط عدة عناصر معا ـ ربط النجاحات المحلية بالمؤسسات المحلية والوطنية؛ توسيع التمرد السني ضد المتطرفين إلى المناطق الشيعية؛ كسر سيطرة الميليشيات الشيعية على وزارة الداخلية والشرطة.

نحن نعرف كيف ستنتهي الأمور: عودة القوات الأميركية إلى الوطن. والسؤال هو ما الذي سيتركونه وراءهم، على الاكثر سيتركون لحافا ممزقا ومرقعا، ولن يكون هناك وقت كاف أمامهم لخياطته معا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
خطوة للوراء بالعراق
افتتاحية
الراية قطر
مما لا شك فيه أن مقتل رئيس مجلس صحوة الأنبار الشيخ عبد الستار أبوريشة والذي تم امس بتفجير انتحاري يعد خطوة للوراء ويهدف الي اعادة الأوضاع الي ما كانت عليه من السوء والتدهور الأمني بمحافظة الأنبار باعتبار ان الشيخ أبوريشة قد لعب دوراً فعالاً في تطبيع الوضع واعادة السكون والهدوء والاستقرار للمحافظة من خلال قيادته لمجلس الصحوة.

ولذلك هذا الحادث غير المبرر هو رسالة واضحة لكل العراقيين بأن هناك من يرفض استقرار العراق ويعمل علي اعادته لمستنقع القتل والدمار والخراب. وبما ان مثل هذه التوجهات لن تتم في ظل وجود شخصيات قوية ونافذة مثل ابوريشة فكان لابد من تصفيته وتخويف الآخرين بأن الطريق غير سالك.

من المؤسف حقا ان يتحول الصراع بالعراق الي تصفية حسابات خاصة لا علاقة لها بالمواطنة ولا بالوطن ومصالحه العليا، فقد تحول العراق بسبب الاحتلال الي بؤرة صراع لكل الجهات لتصفية حساباتهم الخاصة ..هذه الجهات التي تتكاثر أعدادها وتتنوع مسمياتها واضح انها لا تعمل من اجل العراق ولا محاربة الاحتلال خاصة في محافظة الأنبار.

لقد لعب الشيخ أبوريشة من خلال قيادته لمجلس الصحوة دورا سياسياً وأمنياً مهماً واستطاع ان يعيد الاستقرار المفقود لعدة سنوات لمحافظة الأنبار حتي بات الجميع يشيرون اليه بالبنان لأنه حقق ما عجز عن تحقيقه الأمريكان والحكومة العراقية وبالتالي فان مقتله وبالطريقة التي تمت يعد خسارة كبيرة وفادحة ليس لمحافظة الانبار وحدها وانما للعراق كوطن.

ان مقتل الشيخ ابوريشة يجب ألا يمر مرور الكرام بل يجب ان يكون البداية لوضع خريطة طريق محلي جاد بإشراك جميع زعماء العشائر والقبائل في الأمور السياسية والامنية خاصة في المناطق السنية باعتبار انهم الأقدر علي مواجهة الارهاب والجماعات المسلحة والتي بات من الواضح انها ليس لها صلة بالعشائر السنية هناك وغيرها من المناطق بوسط العراق رغم محاولات بعض الجهات ربطها بها.

الجميع مطالب بمحاربة الإرهاب والقتل الذي تقوم به جماعات مسلحة بعضها تدعي المقاومة واخري مرتبطة بجهات نافذة لها صلة باجهزة حكومية وان ابوريشة قد استطاع من خلال مجلسه مواجهة كل هذه الجماعات خاصة تنظيم القاعدة بيد من حديد ولذلك فإن المطلوب من جميع العراقيين خاصة في محافظة الانبار السير علي طريقه في محاربة هذه الجماعات حتي لا تعود المحافظة مرتعا خصبا لعملياتهم غير المقبولة.

ان ادانة ادارة بوش لمقتل الشيخ أبوريشة وحدها ليست كافية خاصة وانه نجح فيما فشل فيه الأمريكان ولذلك فان المطلوب تغيير السياسة الامريكية برمتها تجاه العراق باعتبار ان هذه السياسة هي التي ادت لمقتله لانه استطاع ان يغيرها علي الأرض في محافظة الانبار نحو الاحسن باعتبار ان الامريكان كانوا ينظرون اليها بشك وريبة، الأمر الذي جعل الرئيس بوش يحل ضيفا فيها نهارا جهارا ويشيد به وبتجربته الناجحة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
أي أسرار باعها وزير خارجية صدام؟
: طه خليفة
الراية قطر
..أنا ضحكت ساخراً من هذه الأسرار الخطيرة جداً التي باعها صبري للأمريكيين مقابل تلك الأموال. فإما أن الأمريكان مغفلون حقاً واشتروا التروماي من الوزير العراقي السابق أو أن هذا الوزير باع أسراراً فعلاً لكنها أهم وأخطر بكثير من حكاية عدم وجود أسلحة محظورة ولم يتم كشفها للآن.

فقبل الحرب بأشهر طويلة جداً والعراق يؤكد بكل وسيلة أنه خال من أي أسلحة محظورة ولجان التفتيش الدولية لم تترك حجراً علي حجر في البلد إلا وفتشت تحته وحتي قصور صدام تم تفتيشها، وبالتالي لم يكن هناك أسرار في العراق ولا يحزنون، فأي أسرار إذاً سيكون باعها ناجي صبري، بل إنني أتصور أنه لو كان صحيحاً أن ناجي التقي سراً بالاستخبارات الأمريكية والفرنسية ليفشي لهم معلومات عن بلده فربما كان ذلك بإيعاز من صدام شخصياً ليؤكد لهم أن العراق خال من الأسلحة المحظورة وليتجنب الضغوط الهائلة التي كان يتعرض لها والتلويح بالحرب والعقوبات والحصار القاتل. المعلومات التي وردت في مانشيت الأهرام كشفها ضابطان امريكيان كانا يعملان في سي.آي.إيه ولم يعلنا عن هويتهما وأشارت الجريدة الي أن كلامهما جاء في سياق تصريحات صحفية لهما.

ولما قرأت تفاصيل الخبر لم أجد فيه جديدا مثيرا سواء ما يتعلق بإخفاء بوش معلومات خلو العراق من أسلحة الدمار أو بيع صبري أسرار العراق للأمريكان. لكن رغم ذلك فمن الضروري جداً هنا أن يخرج وزير خارجية العراق السابق عن صمته الذي طال ليكشف الحقيقة فيما ادعاه الضابطان الأمريكيان عليه حتي لو كانت الأسرار التي باعها فشنك وكانت من قبيل المعلومات التي يعرفها كل صغير وكبير.

وقبل حكاية الأسرار، فإن هناك سؤالا مهماً لا بد أن يجيب عليه ناجي صبري هل هو جلس بالفعل مع المخابرات الأمريكية والفرنسية؟ قد يكون جلس معهم كما قلنا بتوجيه من صدام لتأكيد براءة النظام من الاتهامات الأمريكية وللمراوغة في نفس الوقت لإطالة عمر النظام وربما لتمرير رسائل من صدام الي الأمريكان تتعلق بتقديم تنازلات لواشنطن مقابل بقائه في السلطة، أو حتي لتنصيب أحد ولديه علي رأس العراق وتنحيه هو مقابل عدم التعرض للعراق وتخفيف الحصار عليه ثم رفعه، ولا ننسي أن صدام كان قد حاول إغراء الأمريكان بالنفط العراقي كوسيلة للتهدئة ورفع سيف الضغوط وبقاء النظام المهم أنه سواء كانت المخابرات الأمريكية والفرنسية حصلت علي معلومات مهمة من صبري نظير مئات الآلاف من الدولارات أم لا، وسواء كان صبري ذهب من نفسه إلي تلك الأجهزة المعادية لبلده حسب الأوضاع آنذاك أم كانت هي التي ذهبت إليه أم كان هو الذي سقط في شباكها، فإنه لا بد أن يخرج عن سكوته الذي لم يعد من ذهب ليتحدث ويقول ما لديه عن تلك الفترة المعقدة والخطيرة والصعبة التي ترأس فيها الدبلوماسية العراقية في مواجهة أمريكا وبريطانيا والتحالف الدولي معهما حيث خاض صبري حروباً سياسية ودبلوماسية في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية في مواجهة عتاولة الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية في هذه الفترة العصيبة.

كنت قد شاهدت ناجي صبري هنا في الدوحة في أحد الفنادق حيث كنا نتناول الشاي أنا والزميلين العزب الطيب وعبدالكريم حشيش مع المهندس ممدوح رضوان، وكان ناجي صبري يجلس مع أسرته في بهو الفندق وأثناء المغادرة لمحناه فذهبنا إليه وسلمنا عليه.

وقلت للعزب لماذا لا تجري معه حواراً مطولاً يجيب فيه عن أسئلة مهمة كثيرة ويحكي فصول المرحلة الأخيرة من حياة العراق قبل الحرب وسقوط النظام؟ فرد عليّ بأن الوزير السابق رافض تماماً للكلام في هذا الشأن. للعلم ناجي صبري لم يكن ضمن قائمة ال 55 مثل محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام، أي أنه لم يكن مطلوباً أمريكياً كما لم يطلبه الحكام الجدد للعراق فهل لذلك علاقة ما بما ادعاه الضابطان الأمريكيان مؤخراً بأنه باع أسراراً للاستخبارات الأمريكية؟ ألم أقل إنه يجب أن يخرج عن صمته ليتحدث ويكشف جانباً من الحقيقة نحن أحوج إليه الآن من أي وقت مضي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
حقيقة الحرب بقلم جنود أمريكا

: أحمد عز العرب
الوفد مصر ل
جريدة الهيرالدتريبيون الأمريكية مقالا غاية في الأهمية يوم 19 أغسطس الماضي تحت عنوان: »سبعة جنود أمريكيين يتكلمون«. والمقال هو رسالة من سبعة من جنود أمريكا المشتركين حاليا في حرب العراق يعرضون الحقائق العارية التي تدور هناك بما يفضح تماما الأكاذيب التي ترددها العصابة الحاكمة في واشنطن عن تقدم ميداني ونصر قريب. والجنود السبعة ستة منهم برتبة جاويش والسابع خبير في الجيش وكلهم مشتركون حالياً في الحرب. يقول الجنود:

عندماننظر للأمر من العراق بعد 15 شهراً من وجودنا في الحرب يبدو النقاش السياسي الدائر في واشنطن سيرياليا. فمقاومة التمرد تعني المنافسة بين المتمردين وقوات قمع التمرد علي السيطرة علي المواطنين وكسب تأييدهم. وكذا فمن يعتقد أن الأمريكيين الذين لديهم قوات احتلال ظلت بالعراق أطول كثيراً من فترة الحفاوة المترددة التي قابلتهم عند الغزو يستطيعون كسب الشعب والفوز في معركة القضاء علي التمرد هو شخص واهم.

وبصفتنا جنود مشاه مسئولين في الفرقة 82 المحمولة جوا فإننا منزعجون من التغطية الإعلامية للحرب مؤخرا والتي تبشر بالسيطرة علي الوضع فهي تهمل الاضطراب السياسي والاجتماعي المتصاعد الذي نراه يوميا. فالادعاء أننا نزداد سيطرة علي الأوضاع هو ادعاء مكذوب. نعم نحن الأقوي عسكرياً ولكن نجاحاتنا في جهة يقابلها الفشل في جهة أخري وتبقي مساحة المعركة كما هي. فهي مزدحمة بلاعبين يصعب تصنيفهم مثل متطرفين سنيين وإرهابيين من القاعدة وميليشيات شيعية ومجرمين وقبائل مسلحة. ويزيد في اضطراب الوضع الولاء المشكوك فيه من رجال البوليس والجيش العراقي الذين تدربوا وتسلحوا علي نفقة دافع الضرائب الأمريكي.

فمنذ عدة ليالٍ علي سبيل المثال شاهدنا مقتل جندي أمريكي وإصابة خطرة لجنديين آخرين عندما تفجر فيهم لغم مضاد للدروع في المسافة بين نقطة تفتيش عراقية عسكرية ونقطة شرطة. وقد شهد المواطنون المحليون للمحققين الأمريكيين ان رجال الشرطة والجيش العراقي رافقوا واضع اللغم وساعدوه في زرعه وقالوا صراحة إن المواطنين المدنيين لو جرؤوا علي إبلاغ الأمريكيين بزرع اللغم قبل تفجيره فإن الجيش العراقي أو البوليس أو الميليشيا الشيعية كانت ستذبح أسرهم. وسيؤكد لك الكثيرون أن هذه الحادثة روتينية. ولذا فالتقارير القائلة إن القادة العراقيين العسكريين موثوق بهم كشركاء لنا هي تقارير مكذوبة. فالحقيقة ن قادة الكتائب العراقية لا سيطرة لهم علي الآلاف من رجالهم الذين لا يدينون بالولاء إلا لميلشياتهم. وبالمثل فإن السنيين الذين لهم تواجد محدود في الجيش العراقي الجديد يكونون مليشياتهم الخاصة بموافقتنا الضمنية أحيانا. ويشعر السنيون أن أفضل ضمان لهم ضد المليشيات الشيعية والحكومة التي يسيطر عليها الشيعة هو تشكيل عصاباتهم المسلحة الخاصة بهم، ونحن نسلحهم ليساعدوا في قتالنا ضد القاعدة. ومع ذلك فبينما يكون ضروريا خلق قوات موالية لنا لكسب الحرب ضد التمرد فإنه يسلتزم أن تكون هذه القوات موالية للمركز الذي نؤيده. وقد أصبحت القبائل السنية المسلحة عنصرا فعالا ولكن السؤال هو أين سيكون ولاؤهم عندما نغيب عن المسرح. فالحكومة العراقية تتعارض مصالحها معنا تماما في ذلك لخوفها المشروع من تحول القوات السنية ضدها عندما نرحل.

وباختصار فإننا نعمل في إطار من أعداء متشددين وحلفاء مشكوك في ولائهم. وبينما لدينا العزيمة والسلاح للقتال في هذا الإطار فإن الحقائق علي الأرض تستدعي إجراءات لن نقبلها وهي استعمال القوة الوحشية علي نطاق واسع.

ولذلك ففي هذا الوضع من المهم ألا نقيم الأمن من وجهة نظر أمريكية. فقدرة المراقبين الأمريكيين علي التجول بسلام في مناطق لم تكن آمنة ليست دليلاً علي الأمن، فالعبرة بقدرة العراقيين علي ذلك وبمصير حربنا ضد التمرد التي يرون فشلها في بسط الأمن رغم أربع سنوات من الحرب. وعندما نصر علي قيام العراقيين باستيفاء شروط توافق سياسي فإننا نطلب المستحيل لأن الحل السياسي الدائم لا يمكن أن يتم في غيبة الوضع العسكري المستقر.

إن الحكومة العراقية يقودها تحالف شيعي كردي يمثل فيه الأكراد أقلية. وقد كون رجال الدين الشيعة هذا التحالف للتأكد أنهم لن يخضعوا لما حدث 1920 من خطأ عندما ثاروا ضد بريطانيا وفقدوا ما اعتقدوا أنه حقهم المشروع في حكم العراق باعتبارهم أغلبية السكان. ويجب علينا نحن الأمريكيين أن نري الحفاوة المترددة والمشروطة التي قابل بها الشيعة قوات الغزو الأمريكي في ضوء هذه الحقيقة فقد وجدوا فينا وسيلة مفيدة بصفة وقتية.

والآن قد مضت هذه اللحظة. فقد حقق الشيعة ما يعتقدون أنه حقهم المشروع. وهدفهم التالي هو التفكير في أفضل وسيلة لتدعيم مكاسبهم لأن التوافق السياسي دون تدعيم المكاسب قد يعرضهم لخسارة كل شيء. ولذلك فإن اصرار واشنطن علي ان يصلح العراقيون أكبر ثلاثة أخطاء ارتكبناها وهي طرد كل البعثيين من وظائفهم وحل الجيش العراقي وخلق نظام حكم فيدرالي متفكك يضعنا في مواجهة مع الحكومة التي تعهدنا بمساندتها.

سيحدث التوافق السياسي في العراق ولكن ليس نتيجة إصرارنا أو طبقا لما يتفق مع الضوابط التي وضعناها. سيتم هذا التوافق بشروط عراقية عندما تكون الحقائق علي أرض المعركة متفقة مع الإطار السياسي. لن تكون هناك حلول مثلي ترضي كل الأطراف وسيكون هناك فائزون وخاسرون. والخيار الباقي أمامنا هو ان نحدد إلي أي طرف ننضم. فمحاولة إرضاء كل الأطراف كما نفعل الآن ستضمن آن تكرهنا كل الأطراف في المدي الطويل.

إن أهم جبهة في حربنا ضد التمرد وهي إصلاح الظروف الاجتماعية والاقتصادية هي الجبهة التي فشلنا فيها تماما. فمليونان من العراقيين أصحبوا لاجئين في دول الجوار وحوالي مليونين آخرين تم تشتيتهم إلي مناطق أخري بالعراق. ولا توجد بالمدن كهرباء منظمة أو خدمة تلفونية أو صرف صحي. ويعيش »المحظوظون« العراقيون في تجمعات تحيطها حوائط أسمنتية تسبب لهم نوعا من الاختناق الاجتماعي وليس الشعور بالأمن. وفي بيئة يسود فيها الشارع رجال يحملون السلاح فإن ممارسة الحياة الطبيعية تصبح نوعا من عمليات تحدي الموت.

بعد أربع سنوات من احتلالنا فشلنا في تحقيق كل ودعودنا واستبدلنا الدكتاتورية البعثية بدكتاتورية إسلاميين وعنف مليشيات ومجرمين. وعندما يكون أول ما يشغل العراقي هو متي وكيف سيلاقي حتفه فلا يمكن لنا أن نشعر بالرضا عن أنفسنا ونحن نوزع علب المأكولات علي العراقيين.

وفي النهاية علينا ان ندرك ان وجودنا ربما يكون قد حرر العراقيين من قبضة طاغية ولكنه حرمهم من احترام النفس. وسيدركون قريبا ان أفضل وسيلة لاستعادة احترام النفس هي ان يسمونا باسمنا الحقيقي وهو أننا جيش احتلال وسيجبرونا علي الانسحاب. وحتي يحدث ذلك علينا ترك العراقيين يسيطرون علي شئونهم والوصول لسياسة نساعدهم في تطبيقها. وليس اقتراحنا هذا انهزاميا ولكننا فقط نلقي الضوء علي سياسات متناقضة لا نهاية لها. إننا لن نتكلم عن روحنا المعنوية. فنحن جنود منضبطون سننفذ هذه المهمة حتي نهايتها.

وإلي هنا ينتهي خطاب جنود أمريكا الذي يصفعون به مجرم الحرب في واشنطن وعصابته ويعرون به كل أكاذيبهم.

ليست هناك تعليقات: