Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الثلاثاء 11-9- 2007

نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل وصلت رسالة الرئيس بوش إلى الكونجرس؟
جمال إمام

عمان اليوم عمان
«الزيارة كانت نقطة اختبار لمستقبل العلاقة بين الإدارة الأمريكية والمؤسسة التشريعية..
الرئيس بوش حاول تقديم أوراق اعتماد جديدة لإستراتيجيته في العراق والنتيجة متوقفة على مدى درجة الشفافية التي سيتم بها التقرير المقدم للكونجرس كما يقول الجمهوريون أنفسهم.»
بعيدا عن المفاجأة التي صنعتها زيارة الساعات القليلة للرئيس بوش لمحافظة الأنبار وتحديدا لقاعدة جوية تخضع لحراسة مشددة في الصحراء وكذلك شكل الزيارة والطريقة التي تمت بها والإجراءات شديدة الصرامة التي أحاطت الزيارة بسياج من السرية منذ لحظة اتخاذ القرار مرورا بمناورة مسار الطائرة الحلزوني في انحدار سريع لتجنب أي صورايخ قد يطلقها مسلحون وحتى إقلاع طائرة الرئاسة في طريقها إلى سيدني لحضور قمة زعماء آسيا والمحيط الهادئ.
فإن الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام ترتبط بهذه الزيارة الخاطفة لعل في مقدمتها ما يرتبط بتوقيت الزيارة والنتائج التي يعول عليها الرئيس بوش ليس في صراع التوازن مع الكونجرس ولكن حتى بالنسبة لبعض الجمهوريين الذين بدوا بمواقفهم المغايرة لسياسة الرئيس يؤثرون على حظوظ الحزب في سباق الرئاسة الذي يحشد له الديمقراطيون كل أسلحتهم للوصول إلى البيت الأبيض..
والأهم هل نجحت الزيارة في تحقيق المطلوب ووصلت الرسالة إلى من يهمه وهم بالدرجة الأولى أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين الذين يصرون على سحب القوات الأمريكية بأسرع وقت ممكن..
أننا أمام أكثر من مغزى لزيارة الرئيس بوش سواء من حيث التوقيت أو دلالة المكان وكذلك في طريقة وأسلوب إدارة الرئيس بوش لمعركته في الكونجرس..
والواقع أنه من الأهمية بمكان أن نلفت إلى براعة صانع القرار في اختياره لتوقيت الزيارة التي تمت في لحظة بات فيها العالم يتحدث عن انسحاب القوات البريطانية من محيط البصرة كحدث مهم له أبعاده ودلالاته - ولا نستبعد على كل الأحوال أن تكون الزيارة هي محاولة ناجحة جدا لإجهاض الحدث وتحويل وجهة الاهتمام والتركيز على زيارة الرئيس بوش بدلا من الاهتمام بانسحاب القوات البريطانية.
والواقع أننا نضع هذه الفرضية في إطار الخلافات الأمريكية البريطانية التي دفع بها الانسحاب البريطاني إلى السطح وفجر سلسلة من الاتهامات على نحو متزايد بين الجانبين وقد يثير قضايا أخرى ترتبط بالدعوة لسحب القوات الأمريكية من العراق.
وكأن لسان حال الزيارة يرفض الانسحاب البريطاني ويؤكد على بقاء الولايات المتحدة حتى ولو انفض التحالف فإن المصالح والأولويات الأمريكية لها حساباتها التي جاء الرئيس بوش ليعيد التأكيد عليها..
هل ثمة مخاوف من انهيار التحالف.. نعم هناك مخاوف حقيقية عكستها هذه الزيارة الخاطفة التي أرادت التأكيد على أن معركة الولايات المتحدة مستمرة ضد ما تسميه بالإرهاب الدولي ومن هنا جاء المكان شديد الدلالة على إصرار الولايات المتحدة على المضي قدما في تحقيق أهدافها.
محافظة الأنبار كان اختيارها بعناية لتوصيل رسائل وإشارات كثيرة وإلى أطراف كثر في مقدمتهم الكونجرس.
أولى هذه الرسائل التي أظن أنها كانت الهدف الأهم في زيارة الساعات القليلة هي أننا نجحنا بدليل أننا في الأنبار أحد أخطر مواقع المواجهة في العراق وبالتالي فلتنتظروا علينا بعض الوقت ولا تستعجلوا في مسألة سحب القوات من العراق !.
ولكن هل وصلت هذه الرسالة بالتحديد إلى الكونجرس.
لنرى تداعيات الزيارة على مواقف وتوازن القوى في معركة الكونجرس التي تنذر بتصعيد خطير ومواجهة صعبة للرئيس بعد تقرير ينتظر أن يقدمه مسؤولوه السياسيون والعسكريون إلى الكونجرس خلال أيام.
فديك دوربن مساعد زعيم الأغلبية الذي عارض دائما الحرب لكنه كان يصوت حتى الآن لصالح تمويلها يعلن بوضوح أن الكونجرس لا يمكنه منح الرئيس شيكا آخر على بياض بشأن العراق وهو ما يعني أن جبهة الرفض تتسع حيث يرفض ثاني أبرز الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي التصويت لصالح تمويل الحرب في العراق ما لم ترفق به قيود تسمح ببدء خفض تدريجي للوجود الأمريكي.
هذا الموقف يستند إلى قناعة ديمقراطية بأن الرئيس بوش يحاول إظهار منطقة واحدة من الانجازات متجاهلا أوجه التعثر العديدة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للترويج للمصالحة الوطنية وكبح الاقتتال الطائفي بدليل أن موقف الرئيس نفسه تأرجح بين توجيه الانتقادات للمالكي بسبب عجزه عن تحقيق الأجندة السياسية الخاصة بالمصالحة وتجاوز الطائفية وبين العودة إلى الإشادة به ودعمه.
النقطة الأخرى على عكس التيار الذي حاولت الزيارة السباحة ضده ارتبط بتسريبات جديدة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز تتناول معلومات جديدة كشفت عن رغبة قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس - أبلغ بها الرئيس بوش في الإبقاء على مستويات مرتفعة من القوات في العراق لفترة كبيرة من العام القادم وقبول سحب نحو 4000 جندي ابتداء من يناير من العام 2009 وهو ما يعني الوقوف ضد خطة الكونجرس الذي يريد هذا الخريف مناقشة تشريع يتعلق بسياسة وزارة الدفاع والإنفاق إضافة إلى مشروع قانون منفصل لتمويل الحرب حيث من المنتظر أن يطلب البيت الأبيض حوالي 200 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر القادم.
فهل سيلجأ الرئيس إلى حق النقض للمرة الثانية إزاء مشروع الموازنة وما هي شكل العلاقة بين الجانبين خلال الخريف القادم؟.
الضربة الأخرى الموجعة التي يمكن أن تقوض من نتائج الزيارة وأهدافها في حمل الكونجرس على تغيير موقفه من الموازنة والحرب وسحب القوات وجدولة الانسحاب جاءت مع الكشف عن أن الرئيس بوش أخفى معلومات عن خلو العراق من أسلحة الدمار لتبرير غزو العراق - حيث كشف ضابطان كبيران عملا سابقا في السي. آي إيه أن تلك المعلومات اختفت بعد ذلك من كل التقارير الرسمية، ولم تعرض على الكونجرس - أو كبار قادة الجيش الأمريكي - أو الحكومة البريطانية والأخطر أن مصدر المعلومات كما أعلن الضابطان اللذان رفضا الكشف عن شخصيتيهما كان ناجي صبري وزير الخارجية العراقية في ذلك الوقت، وأحد أفراد الدائرة الصغيرة المحيطة بصدام.
فهل ستتفجر مرة أخرى قضية حجب المعلومات عن الكونجرس خاصة في ضوء تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن خسائر القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات الأربع الماضية. أشارت فيه إلى مقتل -3742 - جنديا أمريكيا منذ بدء الغزو، وإصابة ،27776 فيما بلغت تكلفة الحرب450 مليار دولار - أي بمعدل 12 مليار دولار في الشهر الواحد تقريبا..
والواقع أن هناك ثمة إشارة مهمة جدا بعثت بها الزيارة ترتبط بالتحول في شكل وأسلوب إدارة البيت الأبيض للعلاقة مع الأغلبية الديمقراطية داخل الكونجرس فالمغزى وراء تصريحات الرئيس بوش بشأن ما وصفه بعلامات على تحسن الأمن وانه قد يتم سحب بعض القوات الأمريكية اذا استمر هذا الاتجاه يعكس المرونة ويكشف عن تنازل نادر على الرغم من أنه لم يقدم وعودا بذلك وهو ما دفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن الرئيس بوش ربما يحاول تبديد بعض الضغوط المتنامية التي يواجهها وهو يتجه إلى مواجهة مع الكونجرس الذي يتزعمه الديمقراطيون بشأن استراتيجيته في العراق..
والواقع أيضا أنه لا خلاف على صعوبة الموقف إزاء مستقبل هذه الاستراتيجية التي فرضت هذه الزيارة والتي تأتي في وقت شديد الأهمية حيث يستعد الكونجرس لمناقشة سلسلة من التقارير والجلسات من المتوقع ان تضع البيت الأبيض الرئيس بوش في مواجهة مع الديمقراطيين خاصة في ضوء الترقب لمدى تقييم الجنرال بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير كروكر اللذين سيدليان بشهادتهما أمام الكونجرس أمس العاشر من سبتمبر وكذلك التقرير الذي سيقدم بحلول 15 سبتمبر بشأن التقدم السياسي والأمني في العراق ويأمل الديمقراطيون في الكونجرس استخدامه كأداة ضغط لفرض تغيير في هذه الاستراتيجية بشأن الحرب والتي انضم إليها بعض الأعضاء من داخل الحزب الجمهوري بما يؤكد تزايد وتيرة التمرد بين الجمهوريين ضد هذه الاستراتيجية..
الزيارة كانت نقطة اختبار لمستقبل العلاقة بين الإدارة الأمريكية والمؤسسة التشريعية..
الرئيس بوش حاول تقديم أوراق اعتماد جديدة لاستراتيجيته في العراق والنتيجة متوقفة على مدى درجة الشفافية التي سيتم بها التقرير المقدم للكونجرس كما يقول الجمهوريون أنفسهم..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
انسحاب بريطانيا وزيارة بوش

وليد الزبيدي

الوطن عمان

رغم جميع الخطوات التي مهدت لانسحاب القوات البريطانية من القصور الرئاسية إلى مطار البصرة ، الا ان الحدث اثار ضجة كبيرة ، واهتمت به الكثير من الدول وتابعت ذلك وسائل الإعلام ، واثار نقاشات داخل الاوساط السياسية والعسكرية ، واذا اعطى ذلك الانسحاب طمانينة بدرجة جيدة لأفراد القوات البريطانية ، ومثل ذلك لعوائلهم التي تعيش في حال من الترقب والخوف والقلق على حياة ابنائهم،خشية التحاقهم بركب من سبقهم من قتلى وجرحى ومعاقين ، الذين سقطوا في العراق،منذ عام 2003،عندما دفعت بريطانيا بقواتها للمشاركة بفاعلية في غزو واحتلال العراق ، فإن انعكاسات هذا الانسحاب النفسية على معنويات الجنود والضباط الاميركيين لم تكن سهلة ، وذلك للأسباب الثلاثة التالية:
1-ان القوات الأميركية ، تجد ان البريطانيين يسيرون خلف قيادتهم في البيت الابيض ، ولايمكن مخالفة ماتريده هذه القيادة ، قبل الغزو وبعد الاحتلال ، ولكن عندما يصل الامر إلى انسحاب القوات البريطانية من أهم مقراتها وبهذه الطريقة ، فإن ذلك يعطي مؤشرا على ان التبعية البريطانية العمياء للادارة الأميركية ، لم تكن كما كانت عليه ، ولاشك ان الجيش الاميركي في العراق ، يفسر ذلك ، على انه خروج جزئي بريطاني عن تلك الطاعة ، وهذا لم يحصل دون قناعة تامة من القيادة البريطانية بضعف الادارة الاميركية بسبب تردي اوضاع قواتها في العراق.
2-ان خروج القوات البريطانية من ساحة الحرب في العراق ، يؤكد ان المشروع الاميركي الذي تقاتل القوات الاميركية من اجله قد اوشك على الهلاك ، لانه يفقد احد اهم مرتكزاته وهي القوات البريطانية ،التي تأتي في الترتيب الثاني بعد القوات الاميركية من حيث العدد والسلاح والأهمية ، وعندما يدرك الجيش الاميركي ان المشروع على وشك الهلاك والانهيار، فانهم يتجهون الى التفكير بحياتهم والمحافظة عليها ، وترقب لحظة خروجهم من الجحيم العراقي الذي يزداد سعيرا في كل يوم.
3-ان خلاصة الانسحاب وهلاك المشروع ، تزيد من حالة اليأس التي تهيمن على الجيش الاميركي،خاصة ان الاميركيين يعيشون في اكثر مناطق العراق سخونة،حيث تشن المقاومة العراقية هجماتها الشرسة واليومية ضد هذه القوات،وان انسحاب القوات البريطانية،يؤكد الشائعات التي تدور حول قرب انسحاب القوات الاميركية او انهيارها،وهذا مايزيد من حالة اليأس والإحباط لدى الجنود والضباط الاميركيين.
من هذه القناعة،سارع بوش إلى زيارة قاعدة عين الاسد غرب العراق،في محالة لبث شئ من الامل،عسى أن يخفف من اليأس والرعب الذي يمتلك جنوده وضباطه،لكن الموج القادم من الجحيم العراقي أكبر وأشرس.
كاتب عراقيwzbidy@yahoo.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الحرب على "العنصرية" بدلاً من الحرب على الإرهاب

د. بثينة شعبان

الوطن عمان


في محاولة للخروج من هذا الواقع المرير الذي تعيشه منطقتنا، يعود الإنسان بذاكرته إلى اليوم الذي سبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ويستحضر حالة العالم في ذلك الوقت ليدرك فوراً أنّ العالم حينذاك كان حلماً جميلاً إذا ما قورن بعالمنا اليوم، وبهذا فإنّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد تجاوزت نتائجها كلّ الحسابات والتقديرات والتوقعات مع أنّ الغموض ما زال يلفّ الجهة التي تقف وراء ذلك الحدث والأطراف التي قامت برسم خططه وصنعت آليات تنفيذه. وإذا كان الدخول في متاهة من قام بتلك الجريمة النكراء ولماذا صعباً، فإنّ مراجعة ما طرأ بسبب ذلك اليوم على منطقتنا والعالم، واكتشاف المتضررين فعلاً من عواقبه والمستفيدين قد يقودنا إلى قراءة أقرب إلى الدقّة لذلك الحدث الذي تمّ استخدامه فعلاً لتغيير توجّهات أساسية في عالم القرن الواحد والعشرين.
وإذا بدأنا من البداية، فإنّ ردّة الفعل على تلك الجريمة النكراء لم تكن مشابهة لأيّ ردة فعل أميركية نعرفها في التاريخ الحديث. فقد سبق وأن عانت الولايات المتحدة من ضربات مختلفة لمن يحملون جنسيتها سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، ولكنّ ردود الفعل هذه المرّة فاقت كلّ التصورات ليس فقط في حدّتها وإنما في خروجها عن موضوع الحدث وتوجيه انتقامها لدول وأطراف ثبت بالدليل القاطع أنّ لا علاقة لهم بالحدث، وأهمّ هؤلاء هو بلد اسمه: العراق مع السماح بإطلالات موسمية لزعيم القاعدة على أهمّ الفضائيات كلما دعت الحاجة لإقناع الشعب الأميركي بزيادة التمويل للقوات أو استمرار الاحتلال. لقد نُشرَت منذ ذلك التاريخ تقارير مختلفة توحي بأنّه كان من الممكن اتخاذ إجراءات لتفادي حدث كهذا، ولكنّ أهمّ ما نُشر هو ما توصّل إليه اتحاد الطيارين العالميين، ألا وهو إثباتهم بالدليل القاطع أنّه من المستحيل أن تكون رواية ضرب طائرة للبنتاغون رواية صحيحة. وبغضّ النظر عن صحة أو عدم صحة الروايات التي تمّ بثّها، فإنّ إعلان الحرب على "الإرهاب"، بالشكل والطريقة التي اختارتها الإدارة الأميركية، قاد، إلى حدّ اليوم، إلى نتائج مختلفة تماماً عمّا وعدت به تلك الإدارة.
فعلى صعيد الولايات المتحدة، وبعد التعاطف الدولي الكبير الذي حظيت به الولايات المتحدة بعد ذلك الحادث المؤلم، نجد اليوم أنّ الولايات المتحدة قد فقدت بالفعل مصداقيتها ومكانتها في العالم كبلد يرمز إلى الحرية واحترام حقوق الإنسان وأصبح رئيسها يُواجَهُ بالمظاهرات حيثما حلّ، ويطالب المتظاهرون بمحاكمته على الجرائم التي ارتكبت في العراق، وهذه ليست ظاهرة يمكن الاستخفاف بها إذا ما تذكرنا أنّ الولايات المتحدة كانت تشكّل حلم وقبلة الشباب الطامح إلى مستقبل أفضل. كما خسرت الولايات المتحدة آلاف الجنود الذين قدِموا إلى العراق بمهمة كانوا يأملون أن تكون سريعة، فإذا بالجيش الأميركي يغوص في رمال العراق، هذا فضلاً عن المشاكل النفسية التي يعاني منها من يعودون أصحّاء جسدياً أو معوَّقين، حيث تثبت الدراسات اليوم ارتفاع نسبة الميل إلى الانتحار ضمن أفراد الجيش الأميركي. كما أنّ صورة أميركا اليوم قد اقترنت بلون غوانتانامو البرتقالي، وكلاب سجن أبو غريب، وتعرية السجناء، وعصب أعينهم، وشدّ أيديهم خلف ظهورهم، هذه الصور التي كانت محرجة حتى لأعتى الدكتاتوريات في العالم وأسوئها سمعة، وهذا إرث سوف يخجل الأميركيون منه لعقود قادمة، وسيضطر من يقيم وزناً للأخلاق والمواثيق الدولية الاعتذار عنه. وفي داخل الولايات المتحدة أيضاً تمّ سنّ قوانين التنصّت والاعتقال والتي تتعارض مع دستور الولايات المتحدة وقوانينها السمحة، بحيث تحوّلت "الحرية من الخوف"، التي هي أحد أهمّ بنود دستور الولايات المتحدة، إلى "تصنيع للخوف" من أجل أهداف سياسية مشبوهة.
أما على مستوى العرب المسلمين، فقد تمّ تثبيت التهمة في أذهان العالم بأنّ من قام بهذه العملية هم رجال عرب مسلمون علماً أنّ التحقيقات لم تثبت ذلك ولا توجد براهين قاطعة بهذا الصدد، وحتى وإن كان من نفّذ العملية من المسلمين، فالأهمّ من ذلك هو من يقف وراء هذه العملية ومن خطّط لها ولماذا؟ لقد أثبتت جميع الدراسات أنّ العراق لا علاقة له بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ولا علاقة له بالقاعدة، ولا يمتلك أسلحة دمار شامل، ومع ذلك تمّ غزو العراق، واحتلاله، وتدميره دولةً وشعباً ومؤسسات بحيث لا يمكن أن نتوقع كيف يمكن إعادة هذا البلد إلى المستوى الذي كان عليه قبل هذه الكارثة التي حلّت باسم الديمقراطية التي لوّثها بوش بالمجازر والمقابر الجماعية والتعذيب والطائفية والتهجير! وتزامن مع هذا طبعاً تسويق الانطباع الزائف بأنّ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين هي "إرهاب" وتمّ نتيجة ذلك إطلاق اليدّ الدموية لإسرائيل لتعيث قتلاً وتشريداً واعتقالاً واحتلالاً واستيطاناً وعقوبات جماعية ضدّ ملايين الفلسطينيين العُزّل وحصارهم، وقطع الغذاء والدواء والماء والكهرباء والوقود عنهم، وبناء جدار الفصل العنصري، ومصادرة أراضيهم، وممارسة أبشع أنواع التمييز العنصري ضدّهم تحت مسمع ورؤية وعلم ودعم "الديمقراطيات" الغربية "المتحضّرة".
كما تزامن مع هذا خلال السنوات هذه إطلاق يد إسرائيل في شنّ هجوم عسكري وحشي على لبنان وقتل أبنائه وأطفاله وهم نيام، وتدمير مؤسساته ومدارسه ومشافيه وقراه ومدنه، كلّ هذا باسم محاربة "الإرهاب"، هذه الحملة التي انطلقت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتتحول إلى فرانكشتاين القرن الواحد والعشرين. أما مجلس الأمن والمنظمات التي من المفترض أن تكون مستقلة وتعنى بحقوق الإنسان فقد تحولت إلى ذراع لهذه الحرب، تحارب الضعفاء والمقهورين لصالح من يشنّ ويساند هذه الحرب، بحيث أخذنا نقرأ عن اجتماع مصغّر لمجلس وزراء إسرائيل يطلب من الجيش إعداد "خطة متكاملة بشأن العقوبات الجماعية التي يمكن فرضها على غزة، ومنها قطع الماء والكهرباء والوقود عن مليون ونصف مليون فلسطيني"، وبحيث تطالعنا الصحف كلّ يوم بصور أطفال فلسطين في سنّ التاسعة والعاشرة وأحياناً الثالثة تقتلهم إسرائيل باسم "محاربة الإرهاب"، وكلّ ذلك بدعم من إدارة بوش، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن، واللجنة الرباعية!
بعد ستّ سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبحنا نقرأ خبراً يقول "إلقاء القبض على ثلاثة مشتبه بهم بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية" في ألمانيا أو أميركا علماً أن الذين كان مشتبهاً بهم في سويسرا وأستراليا وغلاسكو قد أطلق سراحهم بعد إذلال وتشهير ودون أن يتمكنوا من اتخاذ إجراءات تعوّض عليهم ما فقدوه نتيجة موقف عنصري منهم. أصبحنا نشاهد الفلسطينيين وقد جرّدتهم قوات الاحتلال من ألبستهم على الحواجز وكشفوا عن بطونهم الخاوية ليثبتوا أنهم ليسوا "إرهابيين"، كما نقرأ خبراً من عاصمة أوروبية مفاده أنّ كلّ زائر أو سائح أو مواطن "مشبوه حتى يثبت العكس". كما أصبحت الإساءة للرسول العربي صلى الله عليه وسلم موضوعاً مفضلاً لدى العنصريين الحاقدين في الغرب، وأصبح الحاقدون على الإسلام والعنصريون ضدّ العرب أفضل المرشحين لملأ المقاعد البرلمانية الأميركية ويتصدّرون مراكز الأبحاث الأميركية والأوروبية. كما تمّ اعتبار المواطنين المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا، وحتى ممن ولدوا في تلك البلدان، مسلمين أولاً وليسوا مواطنين، ويتمّ التعامل معهم في الكثير من الأحيان على أنهم مشتبه بهم لمجرد كونهم مسلمين أو يتحدثون اللغة العربية أو لهم سحنة سمراء. وإلا كيف نفسّر الحملة المغرضة على أكاديمية جبران خليل جبران في نيويورك، المدينة التي تضمّ أكثر من ستين برنامجاً متعدد اللغات، حيث اضطرت مديرتها ديبي المنتصر من أصل عربي للاستقالة وحلّت محلها دانيال سالزبيرغ المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، والتي لا تتكلم العربية!
في الذكرى السادسة لأحداث سبتمبر ، تنسحب القوات البريطانية من العراق ويعترف تيم كروز، الجنرال البريطاني الذي تولى عمليات ما بعد غزو العراق، بأنّ الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء قاتلة في العراق. ذلك بعد أن انتهى عهد شركاء بوش في تلك الحرب من أزنار إلى بيرلسكوني وتوني بلير. ولكن المسألة اليوم لا تقف عند حدّ الانسحاب أو عدمه من العراق، بل تتجاوز ذلك إلى الجرائم ضدّ البشرية التي ارتكبت بحقّ الشعب العراقي بالإضافة إلى تدمير صورة الإعلام الحرّ المستقل، بحيث فقد ذلك الإعلام الذي كان يسمّى حرّاً مصداقيته وألقه، ودفع مئات الإعلاميين حياتهم ثمناً لنقل المعلومة الصحيحة والصورة الحقيقية. ولكن وفي الوقت نفسه الذي كانت القوات البريطانية تنزل علمها من البصرة، كان الرئيس بوش في زيارة مفاجئة للعراق، لا يرى من العراق شيئاً طبعاً سوى القادة العسكريين والجنود، ويلتقط الصور معهم، بينما لم يرَ شارعاً في العراق رغم كلّ جهوده العسكرية لإيجاد بلد يكون نموذجاً للديمقراطية! بعد ستّ سنوات قوّضت "الحرب على الإرهاب" مجموعة من القيم الإنسانية المتعارف عليها والمحترمة على مرّ العصور، ولا بدّ من إنهاء التعامل مع هذه "الحرب" بالصيغة التي طرحتها هذه الإدارة وإعادة العالم ليقف على رجليه ويفكّر بعقل وقلب متوازنين بدلاً من الوقوف على رأسه.
لقد عملت هذه الحرب على سبغ كلّ من يقاوم الاحتلال والإذلال في العالم العربي بصفة الإرهابي، كما أصبحت هذه الصفة جاهزة لتحلّ على أيّ مسلم لا يروق لبعض الدوائر والقوى. كما أنّ هذه الحرب قد سببت امتهاناً كبيراً للكرامة الإنسانية في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وأطلقت يد الظلم والعدوان على الأبرياء والآمنين من الناس، واستخدمت الصيغ المتلبسة بلبوس القانون المحليّ أو الدولي لتبرير كلّ هذا. واستخدمت من أجل كلّ هذا آلة إعلامية حجبت الأخبار حيناً، واعتمدت التزوير والتشويه والكذب حيناً آخر. ولكن ومع حلول الذكرى السادسة لأحداث الحادي عشر من أيلول، بدأت الغشاوة تنقشع عن أعين معظم الناس، وبدأ الحريصون على كرامة وأخلاق وأمن هذا العالم يدركون العواقب الوخيمة لهذا التوجّه الخطير. إذا كان مجلس العموم البريطاني قد كشف الستار عن تمثال نيلسون مانديلا، كزعيم أجنبي وحيد في مجلس العموم، فذلك لأن الزعيم نيلسون مانديلا قد قاوم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا على مدى ثلاثين عاماً. من المهمّ استحضار هذه القيمة اليوم لأنّ "الحرب على الإرهاب" بدأت تُترجم إلى إجراءات عنصرية مقيتة ضدّ العرب والمسلمين، وقد يكون أفضل إحياء لذكرى من قضوا في أحداث الحادي عشر من أيلول هو الوقوف صفاً واحداً، عرباً وأميركيين وأوروبيين، مسلمين ويهود ومسيحيين، ضدّ الاحتلال والاستيطان والعنصرية في العراق وفلسطين ولبنان والجولان وأفغانستان والسودان، ومن أجل العدالة والكرامة الإنسانية العزيزة لجميع البشر وفي كلّ مكان. الحرب على العنصرية بدلاً من الحرب على الإرهاب يجب أن يكون العنوان الجديد?

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
لماذا يجب أن نخرج من العراق الآن؟

بيل ريتشاردسون
حاكم ولاية نيو مكسيكو، ومرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة عن الحزب الديمقراطي
واشنطن بوست


أشارت هيلاري كلينتون،و باراك أوباما وجون إدواردز إلى وجود اختلاف بسيط بين المرشحين الديمقراطيين إزاء قضية حرب العراق. وهذا ليس صحيحاً: لأنني أنا المرشح الديمقراطي الوحيد البارز الذي التزم بإعادة كل القوات الأميركية من العراق وتنفيذ هذه الخطوة بسرعة.
وفي معظم المناقشات الأخيرة، سألت المرشحين الآخرين عن عدد القوات الذين سوف يتركونهم في العراق ولأي سبب سوف يتركونهم. ولم أتلق أي اجابات. ويحتاج الشعب الأميركي إلى الحصول على اجابات من مرشحي الرئاسة. وإذا انتخبنا رئيساً يعتقد بأن القوات يجب أن تبقى في العراق لسنوات، فسوف تبقى هناك لسنوات طويلة ... وهذا خطأ مأساوي كبير.
وتعكس كلينتون، أوباما وإدواردز التفكير الداخلي بأن الإنسحاب الكامل لكافة القوات الأميركية من العراق سوف تكون "خطوة غير مسئولة". وعلى العكس، فإن الحقائق تؤكد على أن الانسحاب السريع والكامل، وليس الانسحاب البطئ على غرار الانسحاب الذي تم في حرب فيتنام، سوف تكون خطوة مسئولة بشكل أكبر وطريقة فعالة للعمل.
وهؤلاء الذين يعتقدون بأننا نحتاج إلى ابقاء القوات في العراق لا يفهمون حقيقة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وقد التقيت وتفاوضت بنجاح من العديد من زعماء المنطقة السابقين والحاليين بمن فيهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأنا مقتنع بأن الانسحاب الكامل وحده يمكن أن يحول السياسات العراقية وسياسات الدول المجاورة بشكل كاف لإنهاء المأزق والورطة التي تسببت في مقتل عدد كبير من الناس لفترة طويلة.
وقد فعلت قواتنا كل شئ طلب منها أن تفعله بشجاعة واحترافية كبيرة، ولكن هذه القوات لا يمكنها أن تكسب الحرب الأهلية لدولة أخرى. وطالما بقت القوات الأميركية في العراق، فسوف يتم تأجيل جهود المصالحة بين الفصائل العراقية. إن إبقاء القوات الأميركية هناك يمكن العراقيين من تأخير اتخاذ الخطوات الضرورية لإنهاء العنف. وهذا يمنعنا من استخدام الجهود الدبلوماسية في التعامل مع الدول الأخرى من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة إعمار العراق.
وقد أدى الوجود الأميركي في العراق إلى إضعاف الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم القاعدة. وساهمت هذه الخطوة في منح الحملة الدعائية المناوئة للولايات المتحدة التي تصورنا على أننا محتلون نرغب في نهب النفط العراقي وقمع المسلمين قوة هائلة. وفي اليوم الذي سوف تغادر فيه القوات الاميركية الأراضي العراقية سوف تتداعى هذه الخرافة، وسوف يبدأ العراقيون في محاولة طرد المجاهدين الأجانب من بلادهم. وسوف تساهم مغادرة قواتنا العسكرية للعراق في تمكيننا من التركيز على هزيمة الإرهابيين الذين هاجموننا في 11 سبتمبر، هؤلاء الذين يتخذون من منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية مقراً لهم وليس في العراق.
ومن الناحية اللوجيستية، سوف يكون من الممكن إنهاء عملية الإنسحاب خلال ستة إلى ثمانية أشهر. وقد حركنا ما يقرب من 240 ألف جندي إلى ومن العراق عبر الكويت خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر خلال عمليات الإنتشار في العمليات القتالية الكبرى. وبعد انتهاء حرب الخليج، أعدنا انتشار ما يقرب من نصف مليون جندي خلال شهور قليلة. وبإمكاننا اعادة انتشار القوات الأميركية في العراق إذا تفاوضنا مع الأتراك لفتح طريق لخروج هذه القوات عبر تركيا.
ومع بدء انسحابنا من العراق، سوف نحصل على قوة دفع وفعالية هائلة. وسوف يبدأ العراقيون في النظر إلينا على أننا وسطاء ولسنا محتلين. وسوف يواجه جيران العراق حقائق الأمر الواقع إذا لم يساعدوا في تحقيق الاستقرار هناك، ومن بينها تدفق أكبر عدد من اللاجئين إلى حدودهم وإمكانية إندلاع حرب اقليمية.
ويمكن أن تسهل الولايات المتحدة جهود المصالحة العراقية والتعاون الاقليمي من خلال عقد مؤتمر مشابه للمؤتمر الدولي الذي ساهم في تحقيق السلام في البوسنة. وسوف نحتاج إلى عقد مفاوضات أمن اقليمية بين كل الدول المجاورة للعراق والدخول في مناقشات من أجل تحصيل تبرعات من الدول الغنية ومن بينها الدول الإسلامية الغنية بالنفط للمساعدة في اعادة اعمار العراق. ولا يمكن لأي من هذه الإجراءات أن تحدث قبل أن نزيل أكبر العقبات أمام الدبلوماسية: وهي وجود القوات الأميركية في العراق.
وخطتي حقيقية لأنها:
* أقل خطورة. لأن ترك القوات في ساحات القتال داخل الأراضي العراقية يجعلها معرضة للخطر. فهل نحتاج إلى زيادة أخرى لحماية هذه القوات؟
* لأنها تخرج قواتنا من مستنقع الحرب في العراق وتساهم في تقويتنا في مواجهة التحديات الحقيقية. ومن الحماقة أن نعتقد أيضاً بأن 20 : 75 ألف جندي قد يساهمون في تحقيق السلام بالعراق في الوقت الذي فشل فيه 160 ألف جندي في تحقيق السلام هناك. ونحن نحتاج إلى سحب قواتنا من مناطق الاشتباكات في العراق لكي نتمكن من هزيمة الارهابيين الذين هاجمونا في 11 سبتمبر.
* من خلال تسريع عملية السلام، سوف تقل إحتمالات استمرار نزيف الدماء. وقد سحب الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون القوات الأميركية ببطء من فيتنام، وهو ما أدى إلى حدوث نتائج مدمرة. وعلى مدار السنوات السبع التي استغرقتها عملية سحب القوات الأميركية من فينتنام، قتل أكثر من 21 ألف جندي أميركي اضافي وربما الملايين من الفيتناميين، معظمهم من المدنيين. ولم يحقق كل هذا الموت والدمار أي شئ، لأن الشيوعيين بسطوا قبضتهم على زمام السلطة بعد مغادرتنا لفيتنام.
وموقفي واضح منذ بداية دخولي في هذا السباق هو: سحب كل القوات من العراق وشن جهود دبلوماسية دولية فعالة في العراق لتحقيق الاستقرار هناك. وإذا أخفق الكونجرس في وضع نهاية لهذه الحرب، فسوف أسحب جميع القوات بدون أي تأخير أو تردد، بداية من اليوم الأول في منصبي.
دعونا نكف عن التظاهر بأن كل خطط مرشحي الحزب الديمقراطي متشابهة. ويستحق الشعب الأميركي الحصول على إجابات دقيقة من أي شخص يمكن أن
يكون قائداً لأركان الجيش الأميركي مثل: ما هي عدد القوات التي سوف تتركها في العراق؟ وإلى متى سوف تتركها هناك؟ ولكي تفعل ماذا، بالضبط؟ ويجب على وسائل الإعلام أن تطرح هذه الأسئلة على المرشحين، بدلاً من أن تسمح لهم بمواصلة القول: "نحن نعارض الحرب .... ولكن من فضلكم لا تقرأوا الورقة الصغيرة".


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
العراق وجيرانه . . توتر وعدم ثقة

اخبار العرب
لم يتوقف العراق منذ الغزو الأمريكي عن الجأر بالشكوى والتظلم من تدخل جيرانه في شؤونه الداخلية، ولعب دور في عدم استقراره وزرع الفوضى في محافظاته ومدنه وأحيائه. ولم تخف تلك الشكوى في أي وقت خلال السنوات الأربع الماضية، ولم تنجح الدبلوماسية العراقية في تخفيف حدة هذه التدخلات، ولم تفلح الاتفاقيات الثنائية والإقليمية الجماعية في منع تلك التدخلات.

ولم يسأل العراقيون الرسميون بصورة جادة لماذا فشلت المساعي الدبلوماسية في وقف تلك التدخلات. . ؟ لأن السؤأل الجاد سيلقى إجابة جادة. فالعراقيون يعلمون أن الدول المجاورة لم تعد تطمئن للعراق منذ الغزو، فلا إيران تستطيع أن تأمن وجود قوات أمريكية على خاصرتها ولا سورية تستسيغ وجود قاعدة عسكرية ضخمة بمحاذاة حدودها أو تحت أقدامها في الجنوب. كما لا يهدأ للمملكة العربية السعودية بال وهي ترى حجم التأثير الإرهابي على بعد مئات الأميال من حدودها الشمالية، وهذا أيضاً حال الأردن والكويت وغيرها من دول المنطقة، حتى تركيا بدأت تخشى من عدوى (الدولة الكردية المصغرة) التي يمكن أن تقام في شمال العراق وتكون بذلك دعوة صريحة ونموذجاً جنينياً لدولة الكرد الكبرى.

إذاً كل دول الجوار لها مبررات الخوف مما يحدث في العراق، وأكبر مبرر هو الفشل العسكري الأمريكي وحدوث فراغ تحدث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأن إيران مستعدة لملئه فوراً بعد الانسحاب الأمريكي من العراق. وحديث نجاد يثير القلق والخوف ويحرّك الدول الأخرى، ليس للتدخل فقط، إنما لتحويل العراق إلى ساحة صراع لا ينتهي إلا بتراجع الأجندات المختلفة وانحسار النفوذ الأجنبي أياً كان.

وهنا لا يقع اللوم على دول الجوار التي لابد لها من رعاية مصالحها وأمنها القومي واستقرارها. فإذا كان العراق يعيش وضعا طبيعيا كان من الممكن استهجان التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، ولكن ما يجري في العراق لا يسمح بنوع من البراءة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية. فكما قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن الجميع يتحدث عن دعمه استقرار العراق وأمنه، لكنه في الوقت ذاته يتدخل بطرق مختلفة في شؤون البلاد الداخلية’’، وهذا صحيح لأن الجميع لا يستطيع إلا أن يتدخل وذلك حماية لأمنه، أو لاعتقاده أن التدخل يفيد الاستقرار في الدولة المتدخلة. فإذا كانت الولايات المتحدة ترى أن غزوها العراق يشكل حماية لأمنها فإنه أجدر أن تعتقد سورية وتركيا والسعودية والأردن والكويت وإيران أن أمنها مرتبط بالعراق.

فمسألة الأمن التي تعطي واشنطن مبرر التدخل في العراق هي نفسها التي تعطي الدول المجاورة مبرر التدخل في شؤون العراق الداخلية. فإذا تم الاتفاق على انسحاب جميع الأطراف، وجوداً ونفوذاً وهيمنة، فإن العراق سيعود إلى طبيعته كدولة ذات سيادة تستطيع أن تطلب ب ’’الفم المليان’’ منع أي تدخل ولو كان من الأشقاء والأصدقاء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
المأساة العراقية... والخروج من الأبواب الأربعة
د. أحمد يوسف أحمد
الاتحاد الامارات
حمل إليَّ صديق عزيز يعرف ولعي بهذه الطريقة من طرق التحليل السياسي مجموعة من رسوم الكاريكاتير التي أبدعها رسامون أميركيون عن ورطة بلادهم في العراق. يحارُ المرء أحياناً في فهم ظاهرة سياسية مُعقدة أو تحليلها وإعادة تركيب عناصرها، ثم يقع بصره على رسم كاريكاتيري لفنان مبدع فإذا به يسلمه مفاتيح الفهم والاستيعاب لكل ما يجري. يجد آخرون ضالتهم في تحليل الروايات الأدبية عن حدث معين أو مجتمع ما ويصلون إلى نتائج بالغة الدلالة، ويجيد فريق ثالث قراءة المواقف السياسية من خلال الصور التي تلتقط عن حدث ما، وهكذا.



ولقد قدمت لي مجموعة الرسوم الكاريكاتيرية الأميركية التي حملها لي صديقي العزيز رؤية ثاقبة للمسألة، صحيح أنها قد لا تضيف للقارئ العربي المهتم جديداً لما يعلمه عما حلَّ بالعراق على أيدي قوات الاحتلال الأميركي، ولكنها بالغة الدلالة على رأي النخبة الأميركية، ومن المؤكد أيضاً أنها شديدة التأثير -أو على الأقل ذات تأثير- على الرأي العام الأميركي.



تشير مجموعة من الرسوم إلى ما فعله الاحتلال الأميركي بالعراق على صعيد تفتيته داخلياً وبالذات إذكاء الفتنة الطائفية فيه. يظهر الرسم الأول علم العراق ذا النجوم الثلاثة التي تحتضن فيما بينها عبارة "الله أكبر" وقد كتب على كل نجمة منها اسم طائفة أو جماعة قومية رئيسية في العراق: السُنَّة والأكراد والشيعة. لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد الذي تنقسم فيه نجوم العراق على هذا النحو الطائفي العرقي وإنما يظهر الرسم أن النجمة السُنِّية قد سقطت من العلم مخلفة وراءها ظلاً باهتاً في إشارة إلى السياسات الأولى للاحتلال الأميركي التي سعت إلى إعادة بناء ميزان القوى الداخلي في العراق لصالح الشيعة على حساب السُّنة مرتكبة بذلك خطأً فادحاً في حق العراق. وفي رسم آخر يظهر علَم العراق مرفرفاً لكن ساريته قد تحطمت إلى أجزاء ثلاثة شيعية وسُنية وكردية، وثمة محاولة لا تبدو ناجحة لإعادة ربطها كي تشكل سارية واحدة.


اسم العراق بالإنجليزية IRAQ لكن الحرف الأخير من الاسم في طريقه إلى التغيير، وثمة حرف جديد يوشك أن يحل محله وهو حرف الـN.


تلخص مجموعة أخرى من الرسوم ببراعة "التغيير الداخلي" الذي أحدثه الاحتلال الأميركي في العراق، فقد كان أحد مزاعم القيادة الأميركية أنها سوف تحتل العراق لتخليصه من الديكتاتورية لكن الواقع أثبت أنها استبدلت ديكتاتورية بأخرى. يبدو أحد الرسوم المزدوجة شديد الدلالة في هذا الصدد فهو يتضمن على جانب تحت عنوان "العراق القديم" مواطناً عراقياً معلقاً من يديه على جدار وجلاده يقف أمامه حاملاً سلاحه، أما على الجانب الآخر وعنوانه "العراق الجديد" فإننا نجد الأدوار قد تبدلت، فالجلاد أصبح معلقاً من يديه على الجدار نفسه وتحول المواطن العراقي السجين المعذب في الرسم الأول إلى جلاد يمسك بالسلاح ذاته. وفي رسم ثانٍ يُمَثَّل العراق بطائر صغير كان محبوساً في قفص كُتبت عليه كلمة الديمقراطية، وأبواب القفص مفتوحة، لكن القفص نفسه موضوع داخل قفص أكبر موصد الأبواب يشير إلى "الثيوقراطية". يصور رسم ثالث عملية إعادة بناء العراق، وفيه مجموعة من العمال النشطين في بناء كوخ يمثل العراق الجديد لكن منشاراً يمسك به أحدهم داخل الكوخ يحاول أن يقسمه إلى نصفين ويكاد يكون قد أتم نصف مهمته. وهكذا يبدو العراق -في الرسم الكاريكاتيري الأخير الخاص بالتداعيات الداخلية للاحتلال الأميركي- آنية فخارية أثرية من الواضح أنها كانت شديدة الجمال عالية القيمة، غير أنه من الواضح أيضاً أنها تحطمت إلى أجزاء كثيرة يبدو بعضها شظايا، وأن ثمة من حاول أن يعيد لصق هذه الأشياء لكن محاولاته كما يظهرها الرسم لم تتم من ناحية، وما أنجز منها لا يتسم بالدقة أو البراعة من ناحية أخرى.



ربما يفتح رسم آخر الطريق للإشارة إلى التداعيات الإقليمية للاحتلال الأميركي للعراق، وإن كان من الممكن أن يُفسَر على أي مستوى من مستويات تحليل العلاقات الدولية داخلياً أو إقليمياً أو عالمياً. يظهر الرسم صياداً نجح في اصطياد سمكة مكتوب عليها "صدام" لكن خمسة أسماك أخرى تعضه عضاً شديداً في أنحاء متفرقة من جسده. قد تشير هذه الأسماك على الصعيد الوطني إلى قوى المقاومة التي تشكلت كرد فعل فوري، وقد تكون قوى إقليمية وفر لها الاحتلال فرصة ذهبية كي تنهش اللحم الأميركي كما في الحالة الإيرانية، وقد تكون قوى عالمية كحالة تنظيم "القاعدة" الذي امتد بنشاطه إلى العراق بعد الاحتلال ليصفي حساباته مع الولايات المتحدة.



وإذا كانت القوى التي أطلقها الاحتلال من عقالها غير محددة في الرسم السابق فإن ثمة رسماً آخر يشير إلى أحدها بكل وضوح. يتكون الرسم من أربع خانات كتلك التي تظهر في بيانات رحلات الطيران وقد كتب في كل خانة حرف من حروف اسم العراق باللغة الإنجليزية IRAQ لكن الخانة الأخيرة في أقصى اليمين تشير إلى أن الحرف الأخير من الاسم في طريقه إلى التغيير وأن ثمة حرفاً جديداً يوشك أن يحل محله وهو حرف الـN لكي يصبح الاسم الموجود في اللوحة هو إيران وليس العراق. وتلك إشارة لا تخطئها العين للخسارة الإستراتيجية الكبرى التي لقيها الاحتلال الأميركي في العراق والمتمثلة في نمو نفوذ إيران داخل العراق إلى الحد الذي يظهر الرسم أنه يكاد يكون محواً لكيان العراق لحساب إيران، والواقع أن المرء ليعجب من الكيفية التي تمت بها الحسابات الأميركية بشأن تداعيات احتلال العراق على موازين القوى الإقليمية، وكيف غفل صانعو القرار الأميركي في هذا الصدد عن الآثار الإيجابية المحتملة لاحتلالهم العراق على تنامي النفوذ الإقليمي الإيراني.



في ظل هذه الكوارث التي تظهرها الرسوم السابقة يظهر الرسم قبل الأخير أنه لم يعد ثمة مفر أمام السياسة الأميركية سوى أن تخرج من العراق، فهناك أربعة أبواب في هذا الرسم يحمل كل منها حرفاً من حروف اسم العراق باللغة الإنجليزية، ومكتوب على الأبواب كلها -التي يبدو "العم سام" مرتبكاً وهو يفتحها واحداً بعد الآخر- كلمة واحدة هي كلمة "خروج"، ومع ذلك يبدو الرئيس الأميركي الذي يتنقل في خفة ورشاقة باديتين من مكان لآخر، ويزور العراق خفية، ويتحدث عن إنجازات يمكن البناء عليها وكأنه يعيش في عالم خيالي من صنعه هو أو من صنع أحد مستشاريه أو عدد محدود منهم، إذ ليس من المعقول أنه لا يفهم بعد كل العثرات التي صادفته في العراق والتكلفة المادية والبشرية الهائلة التي تحمل بها وطنه من جراء سياساته الفاشلة هناك، والتحولات التي طرأت في الساحة الأميركية- لم يفهم أنه قد وصل إلى منتهى الفشل وأنه لم يعد أمامه من بديل سوى الرحيل. لكن الطريف -أو الخطير- وهذا ما يظهره الرسم الأخير أن الرغبة في الرحيل ليست رغبة أبناء العراق وحدهم، أو من يؤيدونهم من العرب في نضالهم التحرري، أو من يشاركونهم المطلب نفسه في الساحة الأميركية، ولكنها رغبة أيضاً لقواته العاملة في العراق، ففي هذا الرسم الأخير يبدو شعار "لتخرج الولايات المتحدة من العراق" مكتوباً باللغة الإنجليزية وثمة جنديان أميركيان يقفان يقول أحدهما للآخر الذي يبدو في حالة من الخجل "ألا يشبه هذا الخط خطك؟".

يبقى شيء أخير مؤلم. في مثل هذه الأنواع من التحليلات السياسية نحاول أن نتحدث عن المسكوت عنه، وهنا أعتقد أنه من السهولة بمكان أن يكتشف المرء أن الغائب عن هذه الرسوم هم العرب، فهناك حضور لقوى عراقية وإيرانية وربما قوى أخرى، لكن العرب لا وجود لهم. ألا يشكل هذا في حد ذاته حجة قوية لصالح هذا الأسلوب من أساليب التحليل السياسي؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العراق... "التقسيم الليِّن" و"اليقظة السنية"

جاكسون ديل
الاتحاد الامارات
التقارير التي تتركز على المعايير الموضوعة لقياس مدى التقدم في العراق، على أن سياسة "زيادة عدد القوات" قد فشلت في تحقيق هدف يعتبر من أهم أهدافها الجوهرية، وهو أن تكون تلك السياسة بمثابة عامل مُحفِّز على تحقيق المصالحة الوطنية بين العراقيين. ومع ذلك، يمكن استخلاص العديد من الأدلة من بين ذلك الدفق من المعلومات المتعلقة بالعراق التي تفيد بأن ذلك البلد يتحرك ببطء نحو نظام سياسي جديد يختلف عن ذلك الذي يتخيله الرئيس بوش، ولن يتم حسب الجداول الزمنية التي يحبذها الكونجرس.



ويتوقع أن يكون الجنرال "ديفيد بيترايوس" والسفير "رايان كروكر" قد أقرا بأن الحكومة التي يقودها الشيعة، قد أخفقت في تمرير بعض القوانين الرئيسية مثل قانون النفط، ولم تفعل سوى القليل من أجل المصالحة مع الأقلية السُّنية. والجدير بالذكر أن المعايير الأميركية لقياس التقدم تفترض وجود عراق مركزي نسبياً، محكوم من قبل حكومة "وحدة وطنية" يتقاسم السُّنة والشيعة والأكراد السلطة فيها. كما تفترض أيضاً أن هناك اختراقاً حاسماً نحو تحقيق هذه النتيجة سيتم خلال هذا العام.



بيد أن ما يحدث على أرض الواقع في العراق هو أن العراقيين يتحركون ببطء نحو ذلك الحل الذي كان ساستهم قد أبرزوه في الدستور منذ عامين، على رغم المعارضة الأميركية الشديدة له، وهو الحل الذي يقوم على اتحاد كونفدرالي فضفاض، يتكون من ثلاث مناطق لكل منطقة حكومتها المستقلة، ومحاكمها، وقواتها الأمنية، مع وجود حكومة فيدرالية ضعيفة وظيفتها الرئيسية إعادة توزيع عوائد النفط على المناطق بحيث تحصل كل منطقة على حصة تتناسب مع نسبة عدد سكانها إلى العدد الإجمالي لسكان العراق.


السكان العراقيون الأكثر معارضة للتقسيم في الأحياء المختلطة في بغداد، يتناقص عددهم بشكل حثيث، ووحشي في الآن ذاته، بسبب عمليات التطهير العرقي.


وهذه المحصلة ليست هي المحصلة الأفضل من المنظور الأميركي حيث يمكن لأي منطقة من المناطق، أو الدويلات، الموجودة في الجنوب الشيعي الغني بالنفط أن تتحول إلى كيان عميل لإيران.. كما يمكن أن ينتهي الأمر بالسُّنة في الغرب إلى أن يحكموا عن طريق ذلك النوع الضار من القومية العربية الذي كان يتبناه صدام حسين.



ولكننا لو نظرنا إلى ما تحقق خلال الشهور الثمانية الماضية، فإننا سنتوصل إلى أن هناك العديد من الأدلة على وجود "تقدم" عراقي نحو التسوية السلمية. فلو بدأنا بتقرير مكتب محاسبة الحكومة الأميركية بشأن "معايير التقدم"، الذي ينسب للبرلمان العراقي إنجازاً نسبياً لتمكنه من تمرير تشريع واحد فقط، وهو مشروع القانون الذي تم تمريره الشهر الماضي، ويتضمن الإجراءات التي يتعين اتباعها في تشكيل المناطق المتمتعة بالاستقلال الذاتي.



وعلى رغم أن القانون يحظر اتخاذ أي خطوات رسمية لإقامة تلك المناطق قبل شهر إبريل المقبل، إلا أن الأكراد في الشمال، والشيعة في الجنوب، يتسابقون بالفعل من أجل اتخاذ تلك الإجراءات. فالحزب الشيعي الأقوى وهو "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" قام بالفعل بحملة قوية من أجل بلورة هذا المشروع. ففي الشهر الماضي، اجتمعت مجموعة مكونة من 45 زعيماً من زعماء القبائل في النجف، لتدشين حركة جديدة يطلق عليها "حكومة الحكم الذاتي لجنوب العراق"، وانتخبت رئيساً وأعلنت عن خطط لتكوين برلمان يضم 130 عضواً.



من ناحية أخرى نجد أن حكومة إقليم كردستان القائمة بالفعل في شمال العراق، قد بادرت بعد تعطل مشروع قانون النفط الوطني العراقي بتمرير "قانون النفط والغاز لإقليم كردستان" في السادس من أغسطس الماضي.



وإذا ما جئنا إلى الطائفية فسنجد أنها لا تزال باقية على حالها ولم تنقص، أما المشاعر تجاه عملية التقسيم فقد تعرضت للتغيير كما يتبين من الاستفتاء الذي رعته وسائل إعلام غربية، والذي أظهر أن نسبة الدعم الشعبي لخيار "الدويلات الإقليمية" أو "الدويلات المستقلة" كحل سياسي، قد ارتفعت من 18 في المئة عام 2004 إلى 42 في المئة في مارس الماضي. أما السكان العراقيون الأكثر معارضة للتقسيم في الأحياء المختلطة في بغداد، فيتناقص عددهم بشكل حثيث -ووحشي في الآن ذاته- وذلك بسبب عمليات التطهير العرقي المستمرة التي تمارسها المليشيات الشيعية، وفرار عشرات الآلاف من العائلات السُّنية إلى الأردن وسوريا.



والخطوة الأكبر التي تم اتخاذها نحو تحقيق الفيدرالية هي تلك التي سعى الرئيس بوش إلى تركيز الأنظار عليها الأسبوع الماضي والتي أطلق عليها مسمى"اليقظة السُّنية"، والتي تخلت في إطارها العشرات من القبائل، وعشرات الألوف من الرجال، فعلياً عن التمرد ضد القوات الأميركية، وانضمت إلى هذه القوات في القتال التي تخوضه ضد "القاعدة".



والحلف السُّني الجديد يمكن أن يقدم مصدراً جديداً لتحقيق النظام في المناطق السُّنية، يعمل كبديل عن "القاعدة" أو قوات الأمن التابعة للحكومة ذات الأغلبية الشيعية، كما يمكن أن يشكل أساساً لإدارة إقليمية في المحافظات الغربية ذات الأغلبية السُّنية، وفي الأحياء الغربية من بغداد التي لا يزال السُّنة يشكلون أغلبية فيها.



وعلى رغم أن كل ذلك يمثل أنباء سارة للسيناتور "جون بايدن" وغيره من "الديمقراطيين" الذين كانوا يدفعون باتجاه خيار "التقسيم الليِّن" في العراق، إلا أن أحداث العام الماضي أظهرت مرة أخرى، أن العراقيين لن يستجيبوا للخطوط العامة، والجداول الزمنية، التي يتم وضعها في واشنطن أو الأمم المتحدة، وأنهم سيتحركون بدلاً من ذلك ببطء، وبصعوبة بالغة باتجاه بلورة نظام سياسي جديد وفقاً لجدولهم الزمني الخاص. وأعتقد أنهم سيتمكنون من ذلك.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
كركوك بين التكريد والتدويل
د. عيدة المطلق قناة
الخليج الامارات

تقف المطامع الإقليمية والدولية وراء ما تتعرض له مدينة كركوك من هجوم كاسح منظم ومنسق تشنه القوى المحلية والإقليمية والدولية لتقرير مصير هذه المدينة العراقية بامتياز في بورصة جيوسياسية معقدة ظالمة. فمع تناقض المصالح تتناقض الحلول وتتصادم حتى الخروج عن السياق الكلي لشروط الصيرورة العراقية.

منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في عام 2003 ومسألة كركوك تتصاعد باتجاه خطير حيث هناك ممالأة ونفاق أمريكي، إذ أطلق الاحتلال يد أمراء الحرب الأكراد في المدينة فاستقدموا الآلاف من الأكراد وهجروا الآلاف من العرب والتركمان والأشوريين والكلدان تمهيداً لإعلانها مدينة كردية خالصة وفصلها بالنتيجة عن الوطن العراقي الأم.

استغلت الأحزاب الكردية نفوذها ووضعها التفضيلي لدى قوات الاحتلال ففرضت في الدستور المادة (140) التي حددت حلاً لمدينة كركوك من ثلاث مراحل: التطبيع، فالاحصاء، فالاستفتاء لمعرفة رغبة السكان في الانضمام الى الخريطة الإدارية لكردستان العراق في مدة اقصاها (31/12/2007)، وبذلك تكون تلك المادة قد شكلت سابقة خطيرة تباينت حولها المواقف وتصادمت..

ومع انتهاء مسرحية الاستفتاء على ما يسمى بالدستور ( نهاية عام 2005 ) بدأت حكومة نوري المالكي باستشعار الخطر، فأعلن بأن هناك ظروفاً استثنائية تمنعه من تطبيق الحل الذي قدّمه الدستور بينها المخاطر الإقليمية، والتركية على الخصوص. وأعلن أن الأولوية هي لما أسماه “المصالحة الوطنية”. شكلت حكومة المالكي لجنة عليا حكومية تناوب على رئاستها كل من (حميد مجيد موسى - رئيس الحزب الشيوعي العراقي فهاشم الشبلي وزير العدل العراقي السابق.. ثم موفق الربيعي رئيس ما يسمى بمجلس الأمن القومي). مهمة هذه اللجنة تطبيع الأوضاع في كركوك، وعودة جميع المرحلين، ووضعت اللجنة توصياتها للتطبيق فكان من بينها التوصية ب “تعويض العائلات العربية العراقية الوافدة التي تريد العودة طوعاً الى مواطنها الأصلية وسط العراق وجنوبه” لكن المالكي لم يصادق -حتى تاريخه- على توصيات تلك اللجنة وارتأى تأجيلها.

الأكراد من جانبهم رفضوا تأجيل المادة 140 على اعتبار أن هذا التأجيل سيخلق ظروفا معقدة وقد يؤدي إلى نتائج كارثية، بل إن أوساطاً كردية لم تعد تخفي تذمرها، وأخذوا يهددون بخوض حرب من أجل كركوك وإنشاء حالة فوضى فيها كدليل على استحالة التعايش العربي الكردي في عراق موحد. فالأكراد يريدون كركوك مدينة كردية خالصة، وأن إجراء أي تعديل على المادة 140 أمر محال وأي مس بالمصالح الكردية سيرفض. لأنه يهدف إلى “التقليل من مكتسبات الشعب الكردي” (بحسب مسعود البرزاني )

التركمان من جانبهم لهم موقف مختلف، فهم يرون بأن السياسة التي يتبعها أكراد العراق في مدينة كركوك إنما تهدف إلى طردهم منها.. وحذروا التحالف الرباعي الحاكم من المساومة على مصير كركوك أو المساس بهوية كركوك العراقية؛ أو جعلها ورقة للمساومات.. واتهموا السلطات الكردية “بشن حملات تكريد” واسعة تمهيدا لزج الآلاف في الاستفتاء المقرر نهاية العام الحالي.

أما تركيا الدولة الإقليمية ذات الأجندة الخاصة في ما يتعلق بكركوك فإنها تخشى من استحواذ أكراد العراق على نفط كركوك، كما تخشى من استثارة النوازع الانفصالية لدى الأكراد الأتراك، فحذرت من مغبة بسط سيطرة الأكراد على “كركوك” وطالبت بتأجيل الاستفتاء على مصيرها، بل وهددت بأنه في حال فصل كركوك عن العراق فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي.

الأمريكيون من جانبهم يرون -على لسان سفيرهم في العراق “رايان كروكر” - بأنه من الصعب اجراء الاستفتاء حول كركوك في موعده المحدد، فالحال الأمريكي في العراق لا يسر وغير مطمئن، من هنا اقترح الأمريكيون عرض المسألة على الأمم المتحدة تمهيداً لتدويل الحل في كركوك.. فاتخذ مجلس الأمن قراره رقم (1770) القاضي بتوسيع دور الامم المتحدة في العراق ؛ وهو القرار الذي رفضه الأكراد وأيده التركمان..

على أن أخطر ما في الجدل القائم حول كركوك يتمثل في المناداة بفصلها عن الوطن الأم وضمها إلى إقليم مرشح للانفصال بدوره، وهو طرح يعتبر سابقة خطيرة، وتتفق جميع الأطياف العراقية المعنية بشأن كركوك على عراقيتها وتحذر من مغبة الاستفتاء على مصيرها فالاستفتاءات خاصة تلك التي تجري في ظل الاحتلال غالباً ما تكون فاقدة للمصداقية..

أما بالنسبة للاستفتاء المقترح على مصير كركوك فإنه ينطلق أصلاً من منطلقات غير علمية وغير وطنية وبالتالي فهو محكوم بالفشل والفساد. فقضية كركوك شأن عراقي بامتياز، ويجب أن يكون الحل عراقياً بامتياز كذلك، إذ من دون اتفاق الأكراد مع التركمان والعرب على الحل ستبقى الأمور على حالها بل ستكون مرشحة لمزيد من التوتر والتصادم..

أما ترك الأمور لأمراء الحرب والقطيعة لاستغلال المأساة العراقية فتلك خطيئة بل خيانة بحق الوطن العراقي ومستقبله. فالوطني الحقيقي لا يرضى لوطنه التجزئة، والعراقيون الأحرار لن يقبلوا بحال أن يكونوا شهود زور على أكبر عملية سطو في التاريخ، وعليهم أن يجسدوا عبر كركوك الوحدة والتآلف والاندماج والتآخي، لا أن يدعوها تتحول بأيدي باغية إلى بؤرة لتدمير ما تبقى من العراق الوطن والإنسان والحضارة والثروة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
«مستر هايد» لا يزال تحت ستار الظلام (1 ـ 2)

ليندا هيرد
اليوم السعودية
لم يسبق ليوم من أيام التاريخ أن كان له هذا الوقع الشخصي والسياسي على العالم كله, ومع ذلك لا يزال 11 سبتمبر 2001 لغزاً. ألم يأت الوقت إذاً لنثير الأسئلة الصحيحة ونطالب بإجابات عليها؟ أسئلة من مثل: لماذا ألغى كبار مسؤولي البنتاجون أسفارهم جواً المخططة مسبقاً قبل يوم واحد من 11 سبتمبر؟ من الذي أرسل رسائل تحذير لشركة إسرائيلية؟ لماذا أطلق سراح الجواسيس الإسرائيليين وهم يصورون بالفيديو انفجاري برجي مركز التجارة العالمي؟ لماذا لا يصرخ أحد مطالباً: نريد الحقيقة؟
يمثل 11 سبتمبر بالنسبة للأمريكيين اليوم الذي هوجمت فيه بلادهم داخل أراضيها. أما بالنسبة لنا نحن باقي العالم فقد أتى نذيراً, إن لم يكن بحدوث الحمل, فبميلاد نظام عالمي جديد مضطرب تضع الولايات المتحدة الأمريكية صيغته.
على مدى الشهور التي تلت سيطرة 19 خاطفاً على تلك الطائرات المدنية وتوجيهها نحو رموز القوة الأمريكية, وسَّعت إدارة بوش وجودها العسكري عبر آسيا وغزت دولتين مستقلتين صاحبتي سيادة هما أفغانستان والعراق.
الحرب على أفغانستان أعلنت تحت شعار القبض على أسامة بن لادن وتفكيك شبكة القاعدة التي يتزعمها. لكن ابن لادن لم يقبض عليه وتعطش أمريكا للثأر أشبع جزئياً.
«عملية الحرية على العراق» قد سهلها أيضاً يوم 11 سبتمبر. فقد بذلت الإدارة الأمريكية كل ما بوسعها لإيجاد صلة بين الزعيم العراقي السابق صدام حسين والقاعدة, لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. غير أن هذا لم يمنع جندياً من مشاة البحرية الأمريكية من أن يغطي وجه التمثال البرونزي للزعيم العراقي في ساحة الفردوس ببغداد بالعلم ذاته الذي كان يرفرف فوق البنتاجون يوم 11 سبتمبر.
لقد زعمت الولايات المتحدة أن أحد الخاطفين وهو محمد عطا التقى عميل للمخابرات العراقية في العاصمة التشيكية براغ وأن الهجمات بالجمرة الخبيثة التي وقعت في أراضيها قد دبرها العراقيون. غير أن هاتين التهمتين ثبت أنهما ملفقتان. فالرجل الذي جرى تصويره مع العميل العراقي في براغ تبين أنه ليس محمد عطا, كما أن جراثيم الجمرة الخبيثة تلك كانت قد بدأت حياتها في مختبرات فورت ديتريك العسكرية التابعة للجيش الأمريكي والمشتبه الأول في هذه الهجمات هو لفتنانت كولونيل فيليب زاك الضابط العسكري السابق فيها.
في مواجهة هذه الورطة, لم يعد أمام الولايات المتحدة سوى اتهام الحكومة العراقية بتطوير أسلحة دمار شامل, والتأكيد على أن صدام حسين يشكل خطراً على أمنها.
ولا زلنا ننتظر أن تقدم الولايات المتحدة لنا تفسيراً معقولاً لعدم لجوء الرجل «الخطير» لاستخدام أسلحته الجرثومية الكيماوية حينما وجد أعداءه على الأبواب بكل معنى الكلمة, مع وجود هذه الأسلحة لديه.
جعل 11 سبتمبر 2001 دكتور جيكيل الأمريكي يتحول إلى المستر هايد الشرس دون أن يلحظ أحد ذلك. فقد تشربت أمريكا فكرة الحرب الاستباقية ونفضت عنها عباءة الدولة المسالمة نسبياً لتحطم كل تلك القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تقف في وجه أجندة «مشروع القرن الأمريكي الجديد» الذي وضعته عام 1998- إعادة صياغة العالم العربي وفق الصورة التي تريدها.
لقد خسرت الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر حوالي 3 آلاف من مواطنيها وبعض الممتلكات العقارية المهمة, لكنها منذ ذلك اليوم المأساوي حققت مكاسب سياسية واستراتيجية ومادية كبيرة. فإلى جانب وجودها العسكري الجديد حول العالم, أصبحت الآن في موقع يمكنها من التحكم بالإمكانيات النووية الباكستانية واكتسبت قواتها موقعاً استراتيجياً بين سوريا وإيران. كما حققت سيطرة على معابر النفط من بحر قزوين حتى البحر الأحمر عبر أفغانستان إضافة للسيطرة على ثاني أكبر احتياطيات نفط في العالم وهي تلك الموجودة تحت أرض العراق.
اليوم وبعد أن أصبح النفط العراقي داخل مجال نفوذها, تستطيع أمريكا عملياً إضعاف منظمة أوبك ببيعها نفط العراق بأسعار أقل وإغراقها للأسواق به. كما أن موقعها المهيمن في المنطقة والتهديد الضمني الذي يمثله سيضمن استعادة دولار النفط لسيطرته بعيداً عن أي تحدٍ من اليورو. أضف لذلك أن الشركات الأمريكية أخذت تحصل الآن على مليارات الدولارات من عقود إعمار العراق دون الحاجة لخوض أي مناقصة, وبعض هذه الشركات على صلات بأشخاص بارزين من الحكومة الأمريكية.. كما أن إسرائيل مستفيدة من هذا التطور بعد أن خرج عدوها الأول وهو العراق من الميدان,
هل كان لكل هذا أن يحدث لولا ما فعله الخاطفون التسعة عشر يوم 11 سبتمبر؟ أشك في ذلك. فبدون ذريعة معقولة ما كان للولايات المتحدة أن تنجح في الزج بوجودها العسكري إلى هذه المنطقة وغيرها عبر الشروخ التي تعانيها أبواب الأمن في الدول الأخرى.
وقد كان ليوم 11 سبتمبر وقعه داخل أمريكا أيضاً. فالأمريكيون الذين انتابتهم مشاعر الاستعداء أصبحوا مستعدين للتخلي عن حرياتهم. قانون الوطنية أعطى الحكومة صلاحيات أوسع في مراقبة الاتصالات الهاتفية والبريد الإلكتروني وتفتيش مساكن الناس بل وحتى التحقيق سراً في الكتب التي يستعيرونها من المكتبات. وإذا ما نجحت الحكومة في تمرير قانون الوطنية الثاني فإن المواطنين المنشقين سيفقدون جنسيتهم الأمريكية نتيجة «توفيرهم المساعدة للعدو».
إن ثورة وقعت داخل وخارج الأراضي الأمريكية منذ 11سبتمبر, غير أن الأمر تطلب ضغوطاً مكثفة من جانب عائلات الضحايا قبل تشكيل «هيئة مستقلة» للتحقيق بعد سنة من ذلك اليوم الذي غير العالم.
هناك أسئلة كبيرة كثيرة في مواجهة إرادة سياسية ضعيفة جداً لاكتشاف الحقيقة في هذا المناخ الأمريكي الوطني القائم على الخوف.. على سبيل المثال, لماذا قوبلت تحذيرات روسيا ومصر وإسرائيل من هجمات إرهابية وشيكة بالتجاهل قبيل صباح ذلك اليوم المأساوي في سبتمبر؟
يوم 16 سبتمبر 2001, نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مايلي: «أرسل خبيران رفيعا المستوى في المخابرات العسكرية الإسرائيلية, والموساد, إلى واشنطن في أغسطس لتحذير الإف بي آي والسي آي أيه من وجود خلية كبيرة يصل عدد أفرادها إلى 200 إرهابي يقال إنهم يخططون لعملية كبيرة.»
لماذا جرى تحذير الشخصيات المهمة مسبقاً من الخطر المتوقع فيما لم يحذر أحد العامة؟
في يوم 12 سبتمبر, قالت صحيفة سان فرانسيسكو كرونكل إن ويلي براون عمدة سان فرانسيسكو قد نصح بعدم السفر جواً قبل ثماني ساعات من هجمات 11 سبتمبر.
وكشفت مجلة نيوزويك يوم 24 سبتمير 2001 أن «مجموعة من كبار مسؤولي البنتاجون يوم 10 سبتمبر ألغت على نحو مفاجئ حجوزات السفر جواً صباح اليوم التالي, بسبب مخاوف أمنية على ما هو واضح.»
كما كشفت صحيفة واشنطن بوست يوم 27 سبتمبر 2001 أن موظفي شركة أوديغو الإسرائيلية التي كان لها مكاتب في نيويورك تلقوا رسائل تحذير على هواتفهم النقالة قبل ساعتين فقط من الهجمات على مركز التجارة العالمي. لماذا سمحت القيادة الأمريكية الشمالية للدفاع الفضائي لأربع طائرات ركاب أن تنحرف عن مسارات رحلاتها المعروفة والمحددة مسبقاً طوال هذه المدة الطويلة؟ فقد اكتشف مراقبو الحركة الجوية انحراف مسارات هذه الطائرات وتابعوها ومع ذلك لم تبدأ المقاتلات بالخروج إلى الأجواء لاعتراضها إلا بعد وقوع الهجمات مع أن قاعدة أندروز الجوية لا تبعد سوى 10 أميال عن البنتاجون.
لماذا قال الناطق الرئاسي الأمريكي آري فلايشر بعد الهجمات إن أوساط الاستخبارات الأمريكية قد أخذت على حين غرة إذ أنها لم يسبق أن فكرت باحتمال استخدام طائرات ركاب مدنية للهجوم على المباني؟ وبدورهما عكس روبرت مولر مدير الإف بي آي وكوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي أيضاً هذا التصريح.
إن تقريراً منشوراً على الموقع الإلكتروني لشبكة سي إن إن يناقض هذا التأكيدات المذكورة أعلاه حيث يقول إن الإف بي آي تلقت تحذيراً «قبل ست سنوات من خطة إرهابية لاختطاف طائرات مدنية وإسقاطها فوق البنتاجون والمقر العام للسي آي أيه ومبان أخرى». وكانت حكومة الفليبين هي من تقدم بهذا التحذير بعد غارة قامت بها قواتها الأمنية على مخبأ إرهابي في مانيلا، كما أن البنتاجون قد أجرى في أكتوبر 2000 سلسلة من عمليات المحاكاة الكمبيوترية المصممة لاختبار خطط الرد على عملية هجوم بطائرة مدنية على مبناه, وهو عمل يزيد من دحض مصداقية وصدقية بيانات الحكومة الأمريكية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق
عبدالهادي راجي المجالي
الراي الاردن



... هناك برنامج تبثه احدى الاذاعات اسمه: ''وانت مروّح''.. في البداية بحكم ان المذيع من قطر شقيق ظننت انها اذاعة شقيقة ايضا، ولكن تبين فيما بعد ان الاذاعة اردنية.

... ما هي فحوى البرنامج؟ لا ادري! ولكن المذيع قال امس وهو يتحدث عن اصدقائه سأستعيض عن الاسماء الحقيقية بأسماء وهمية ''في النا اصحاب كتير مهزومين اتنين اتعرفوا ع بعض.. وحبوا بعض كتير.. اسماؤهم سالي واحمد.. وهلء مفكرين يخطبوا بنئولن مبروك.. بس هن لساتن ما خطبوا..''.

... بعد ان انهى هذه الجملة (فرط الزلمة من الضحك'' ما الذي اضحكه لا اعرف وغير الموضوع لشيء آخر وتحدث عن (كازم الساهر) وقال: ''انا حكيت مع حسين دعيبس وألي بدن يعملوا (ئريه) الاصل (قرية) ويصوروا اغنية عن الحرب.. رح اتكون كتير مهزومه).. وددت لو معي هاتف واتحدث مع هذا المذيع واقول له الوطن الذي تحدثت عنه اسمه (العراق) وليس (العراء) لا يوجد في قواميس اللغة شيء اسمه (العراء).. من الممكن ان (تطعج) او تغنج.. في كل الاسماء الا اسماء الاوطان.. ذلك ان الوطن مقدس في اللفظ والثرى والعراق.. هو الذي علمنا ابجديات الحب والوجع.. والقصيدة.. هو الذي انطق البندقية والكفاح والصبر.. فكيف يحرّف اسمه، وبدر شاكر السياب بكل جبروته لم يستطع ان يلغي السكون الموجود على القاف في كلمة (العراق).

... المشكلة اني كنت مع (فايز الشوابكة) في سيارته ونحن نستمع لهذا المذيع كنا على مرمى حجر من (الخشافية) ونظرنا لبعضنا وضحكنا.. وسألنا أليس الاعلام هدفه التوعية؟ اليس بالضرورة ان يكون الخطاب الاعلامي جامعاً بحيث تفترض انك لا تخاطب طبقة واحدة وانما تخاطب الفقراء والاغنياء وبالتالي تقول على (كازم) (كاظم) وعن (العراء) (العراق).

... الاخطر من كل ذلك، ان اسم البرنامج (وانت مروح).. وانا كنت مروح من مأدبا وذاهب الى الخشافية.. وكنا نتحدث وانا (وفايز الشوابكه) عن قصيدة ''نبطية'' كتبها الشاعر (السديري) وانتشرت في ارجاء الجنوب ووصلت حد مأدبا.. وفي لجة الحديث كان الاخ يمطرنا (بمهزوم، والعراء، ونبئلك حكيك نايس كتير..) والاخطر انه كان يطمئن على (هايدي) ويقول لها.. ''ناطرينك ليه ما عم تحكي''.. تخيلوا (فايز الشوابكة) يقول لاحد ابناء عمومته: ''كنت ناطرك فوء).

... لكل شعب لهجته الخاصة ونحن نحترم تلك اللهجات، وللعلم انا احب اللهجة اللبنانية، ولكن حتى في محطاتهن لا يقولون عن (العراق).. (العراء).

... كل الحق.. يقع على هيئة المرئي والمسموع فهي تعطي تصاريح لتلك الاذاعات ولكنها لا تحدد شروط العاملين.. انا اقترح ان يضيفوا شرطا اسمه ''منع الغنج على الاثير الوطني''.. على الاقل حتى لا نخجل من بعضنا ونحن نستمع للصوت التي يلوث به اسم (العراق).. ويصبح (العراء).

... كان بودي ان اعرف شيئا واحداً لماذا (فرط الزلمه من الضحك'' حين تحدث عن اصدقائه الذين (حبوا بعض كتير كتير كتير) فايز الشوابكة فسر الامر على الشكل التالي: ''ممكن حدا نئزوا من ايدوا'' ركزوا فيما قاله فايز (نئزو من إيدوا).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
حرب بوش الفاشلة
أيمن الصفدي
الغد الاردن
يتذكر العالم اليوم الهجومين الإرهابيين اللذين قتلا الألوف من الأبرياء في نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001. الذكرى محطة لتأكيد إدانة الإرهاب العبثي الذي بات بلاءً دولياً ضحاياه من كل دين وعرق. وهي وقفة تستوجب تقويماً معمقاً لردة الفعل الأميركية التي جعلت العالم، بكل المقاييس، مكاناً أكثر خطراً تسوده النزاعات والصراعات الدموية والحضارية.

هجوما الحادي عشر من أيلول جريمة تكاد تكون غيّرت مجرى التاريخ الحديث. أطلقت هذه العمليات سياسة أميركية مبنية على استباق "الخطر" ومهاجمة الإرهاب في منابته. وتبنى هذه السياسة قائد بدا أكثر عطشاً للانتقام منه زعيماً يريد معالجة المشكلة.

وهكذا بدأت حرب أميركا على الإرهاب. سعي محموم وراء أهداف بعضها وهمي ومن دون الالتفات الى جوانب فكرية سياسية تشكل تفاصيلها أساس الانتصار على الإرهاب والإرهابيين.

الذين نفذوا عمليات نيويورك وواشنطن عرب ومسلمون. هذه حقيقة اعترف بها تنظيم القاعدة وتبجح بها شيخ الإرهابيين اسامة بن لادن. لكن ما أغفلته واشنطن هو أن هؤلاء أعداء للعرب والمسلمين بقدر ما هم أعداء لها. وما جهلته أيضا هو أن الانتصار على هؤلاء يستوجب مواجهة فكرية عقائدية لا يمكن أن يحسمها الا عرب مسلمون.

قزّمت الإدارة الأميركية الحرب على الإرهاب الى منازلة عسكرية. ظنت أن قتل بعض الإرهابيين يمكن أن يحسم المعركة. وفي ظمئها الى تقديم نتائج، حتى ولو خادعة، لجهدها، ضحت إدارة جورج بوش باستقرار دول، بل حتى بوجودها كما هي الحال في العراق، من أجل الادعاء بأنها تدمر البنية التحتية للارهاب.

لكن الفشل كان ذريعاً. العراق صار ساحة من الفوضى يجول فيها الارهابيون ويصولون. أسامة بن لادن ما يزال حياً يبث الكفر والحقد والكراهية. والفكر الارهابي ما يزال يتمدد في غير مكان. لكن بدلاً من ان تستدرك واشنطن خطاياها، أوغلت في الخطأ. ووظف الإرهابيون دمارية سياساتها في حملاتهم تسميم عقول المحبطين وجرهم إلى عالم الضلالة الذي يعيشون.

الحرب على الإرهاب لن تحسم في ميادين المعارك وحدها. الانتصار على الإرهابيين يتطلب جهداً دوليا يتعاون فيه كل ضحايا الإرهاب لتعرية الفكر الإرهابي وتبيان عبثيته وعدميته. وبما أن الإرهابيين يستغلون إحباطات العرب ويزيفون عقيدة الإسلام، فإن إزالة أسباب الإحباط وتقدم العرب والمسلمين جهود محاربته هي الطريق الأنجع لدحره.

في الذكرى السادسة لذكرى إرهاب الحادي عشر من أيلول تبرز مشروعية السؤال عن سبب فشل الحرب عليه. والإجابة واضحة. الكل يراها الا جورج بوش، الذي يحتاج الى أن يسمع بدلاً من أن يملي. الإرهاب لا يبرر. من يبرره شريك فيه. ومن لا يدينه بوضوح لا لبس فيه يشجعه. الا أن فهم البيئة التي ينمو فيها الإرهاب شرط لمواجهته. الإرهاب بيئته اليأس والإحباط وغياب العدالة. تغيير هذه البيئة يعزل الإرهابيين ويحد من انتشارهم. من هنا تأتي أولوية رفع الظلم في فلسطين وبناء الدولة الآمنة في العراق واحترام حقوق الإنسان ومنح الناس الأمل بأن الغد، سياسيا واقتصاديا وإنسانياً، أفضل. هذا ما تحتاج أن تفهمه الإدارة الأميركية إذا أرادت ان تُسهم فعليا في مكافحة الإرهاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
شهادة بترايوس - كروكر
افتتاحية
الشرق قطر
لم تكن الشهادة التي قدمها قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير راين كروكر في جلسة الاستماع امام الكونجرس أمس تستحق مانالته من ضجيج إعلامي وترقب سياسي في ضوء ماكان منتظرا منها على صعيد الاستراتيجية الأمريكية المقبلة في العراق، وهي الاستراتيجية التي كان من المتوقع أن تثير مواجهة عاصفة بين بوش والكونجرس، وتعيد حسابات الإدارة الأمريكية مع التصاعد المقلق لأعمال العنف في العراق، وتزايد عمليات القتل والتصفية الطائفية، ودرجة الاحتقان السياسي داخل حكومة المالكي التي أدت إلى انسحاب وزراء كتلة التوافق السنية، وتعليق مشاركة مجموعة اياد علاوي كذلك. مما أدي، ولأول مرة لأن يلوح بوش بسحب ثقته من تلك الحكومة. إلا أن شهادة الرجلين المشرفين على تنفيذ الخطط الأمريكية في العراق بشقيها السياسي والعسكري، لم تكن الا شهادة تجميل و"بروباغاندا" للدفاع عن استراتيجية بوش الأخيرة. والدعاية لها في الكونجرس حيث موقع ضعف الجمهوريين وقوة الديمقراطيين.

بالأمس فقط، وبالتزامن مع جلسة الشهادة في الكونجرس سقط تسعة جنود أمريكيين قتلى في العراق، في حين كان السفير كروكر يعلن انه من الممكن تحقيق الأهداف الأمريكية في العراق واحلال السلام فيه. مشيرا إلى ان "قيام عراق آمن ومستقر وديمقراطي يعيش بسلام مع جيرانه هدف يمكن تحقيقه". رغم اعترافه بالصعوبات علي صعيد "مسار التطورات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية" التي قال إنها تسير قدما.

أما مسألة الانسحاب الأمريكي من العراق، والتي كانت محك رهانات المراقبين من هذه الشهادة، فلم تشهد مفاجأة هي الاخري، فالجنرال كروكر اوصى في جلسة الاستماع بعملية تخفيض أولي للقوات تشمل اربعة آلاف جندي في ديسمبر تليها عمليات تخفيض تدريجية لتصل الصيف المقبل الى المستوى الذي كانت عليه القوات مطلع 2007 اي 130 الف عنصر. مما يعني أن الخفض المنتظر هو فقط بالعدد الذي تمت به الزيادة الأخيرة، وكروكر بهذه التصوية يريد ايصال رسالة بوش وفريقه لأعضاء الكونجرس والرأي العام الأمريكي الناقم على سياساته، مفادها "نجاح المهمة" التي من أجلها تمت صياغة الاستراتيجية الأخيرة.

مسألة أخرى مهمة أثارتها هذه الشهادة، وهي محاولة الهروب من لب المأساة العراقية، وهي المسألة المتعلقة بالحرب الاهلية، وكأن العنف الطائفي شأن داخلي بسيط يتعلق بالعراقيين، وليس شأنا أمريكيا تتحمل إدارة بوش وزره، بقدر ماتتحمل مسؤولية إعادة الأمن والاعمار لهذا البلد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
تقريرا بترايوس - كروكر

افتتاحية
الراية ..قطر
رغم تعويل جميع المراقبين علي تقريري الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية بالعراق وريان كروكر السفير الامريكي ببغداد بشأن امكانية تغيير السياسة الامريكية بالعراق من حيث خفض القوات أو سحبها إلا انه من الواضح ان الرجلين لم يقدما شيئا جديدا بل أكدا ان الاستراتيجية الأمريكية بالعراق حققت أهدافها وهو أمر يخالفه الواقع من خلال عمليات القتل والدمار اليومي ومن خلال تزايد حدة الأزمة السياسية بالعراق حتي باتت الحكومة مشلولة تماما عن أداء واجبها.

التقريران اللذان قدمهما كل من بترايوس وكروكر لم يحملا جديدا بل أكد بترايوس ان أي انسحاب مبكر للقوات الامريكية ستكون له نتائج كارثية ومعني هذا انه لا نية للقيادة العسكرية للانسحاب من العراق رغم اقتراح قائد القوات الامريكية بسحب أربعة آلاف جندي فقط. وسيعزز التقريران من المواقف الشعبية الداعية لسحب القوات الأمريكية من العراق ويشكل محور صراع جديد بين الديمقراطيين وادارة بوش خاصة وان الديمقراطيين اعلنوا مسبقا رفضهم للتقرير وتمسكوا بفشل بوش في العراق.

فالواقع ان قائد القوات الامريكية يتمسك باستراتيجية بوش والتي وضح انها فشلت تماما في تحقيق اهدافها رغم وجود اكثر من 168 ألف جندي أمريكي وان اقتراحه بخفض القوات الي العدد الموجود قبل تطبيق الاستراتيجية بحلول العام المقبل لا يمثل موقفا جديدا لان المطلوب شعبيا تغيير هذه الاستراتيجية برمتها وليس خفض القوات لان الوضع العسكري والسياسي بالعراق يتطلب اعادة النظر في الاستراتيجية لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

مما لاشك فيه ان تقريري بترايوس وكروكر لن يختلفا عن الخطاب الذي سيوجهه الرئيس بوش يوم الخميس المقبل للشعب الامريكي حول الوضع بالعراق بل انه يشكل مقدمة للخطاب الذي لا يتوقع ان يعلن فيه بوش أي تغيير كبير في سياسته بعد أربع سنوات من غزو العراق والاطاحة بصدام حسين.

ان ادارة بوش وجدت نفسها في مستنقع العراق وهي، رغم الخطط والاستراتيجيات الامنية والعسكرية والسياسية المتعددة، فشلت في مواجهة الواقع العراقي وأثر فشلها بالعراق في حلفائها حيث تعاني حكومة المالكي المدعومة أمريكيا من تصدع بعد انسحاب كتل رئيسية سنية وشيعية منها الامر الذي شكل ضغطا كبيرا علي واشنطن لاعادة النظر في مجمل الاستراتيجيات والخطط المتعلقة بالعراق باعتبار ان التقدم الامني مقرون بالاستقرار السياسي وهذا ما يفتقده العراق حاليا.

يبدو ان الادارة الامريكية لا تريد الاعتراف بفشل استراتيجيتها العسكرية والسياسية بالعراق وانها تتمسك بعدم الانسحاب وتربط الامور بإيران التي تعتبر الرابحة من أي انسحاب مبكر وهذا التوجه يؤكد ان القضية ليس قضية انسحاب أو عدم الانسحاب وانما هو صراع نفوذ اقليمي ليس للعراقيين علاقة به لأن كل ما يطلبونه هو توفير الامن والاستقرار السياسي وهذا ما فشلت واشنطن في تحقيقه بالعراق لأن احتلالها حول الاوضاع الي كارثة غير محتملة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
زيارة بوش إلى الأنبار

رسمي حمزة
الدستور الاردن
الزيارة المفاجئة والسرية التي قام بها الرئيس بوش إلى العراق قبل أيام تحمل دلالات كثيرة ، أهمها أن البيت الأبيض لا ينوي الاستسلام أو الضعف أمام الكونغرس بأغلبيته الديمقراطية ، لا سيما أن إدارته تستعد للمواجهة الكبرى مع الديمقراطيين في منتصف هذا الشهر ، عند تقديم تقرير حالة العراق ، ولتحديد فيما اذا تم إحراز اي تقدم على الأرض بسبب زيادة عدد القوات قبل تسعة اشهر.
طائرة الرئيس بوش هبطت في قاعدة "الأسد" الجوية في محافظة الأنبار ، وهي المحافظة السنية التي تشكل نقطة محورية أو قصة نجاح في التقدم البسيط الذي حصل على الأرض ، وقرار الرئيس تخصيص زيارته لهذه المدينة دون غيرها ، جاء بهدف تسليط الضوء على الجهد "الناجح" الذي قام به الجيش الأمريكي من خلال تعاونه مباشرة مع عشائر الأنبار السنية وتسليحهم ودعمهم بالمال لمقاتلة القاعدة وإخراج عناصرها من المحافظة ، وهي التجربة التي يرغب الجيش الأمريكي في تطبيقها في محافظات سنية أخرى في المنطقة السنية المعروفة "بمثلث الموت".
المعلومات تشير إلى أن هنالك قصة ناجحة بالفعل في الأنبار ليس لحكومة المالكي يد فيها ، حيث أصبحت محافظة الأنبار من أكثر المحافظات أمناً واستقراراً بعد أن كانت معقلاً محصناً للقاعدة ، والبيت الأبيض يقدمها كدليل على أن هنالك أملا في تحقيق المصالحة وقيام كل طرف من السنة والشيعة بدوره في محاربة الإرهابيين ، وخاصة القاعدة . لهذا اجتمع الرئيس بوش مع الشيخ "ستار أبو ريشة" رئيس مجلس إنقاذ الأنبار ، ووصفه "بالبطل" ، وبحسب الرجل ، فإن الرئيس بوش وافق على مطالبه المتمثلة في "إطلاق المعتقلين الأبرياء السنة من السجون الأمريكية والعراقية ، وتعويض المتضررين من السنة".
وبينما يعترف الجميع بمن فيهم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال "بترايوس" بفشل الجهد العسكري على الأرض ، سواء في تقليل عدد هجمات القاعدة وعملياتها الانتحارية ، أو في وقف العنف الطائفي ومسلسل الجثث المجهولة ، أو حتى في تقليص الخسائر من الجنود الأمريكيين على أرض المعركة ، إلا أن إدارة الرئيس بوش لا ترغب الإستناد في تقريرها إلى الكونغرس على الأرقام العسكرية من حيث الخسائر وعدد الهجمات وحالة الأمن في بغداد تحديداً فقط ، بل ترغب في إستثمار النجاح الذي حققته العشائر السنية في المحافظات في سبيل استقرار مدنهم ، وتقديمه كتقدم مهم تم إحرازه على الأرض ، ويمكن البناء عليه في المحافظات الأخرى.
عملياً ، الرئيس بوش ومجلس دفاعه المكون من الوزيرة السمراء رايس ، ووزير الدفاع ، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ، إضافة إلى الجنرال بترايوس: عقد مجلس حرب في الأنبار ، وأجبر الرئيس العراقي طالباني ورئيس وزرائه المالكي على القدوم إلى الأنبار السنية التي عارضوا بشدة إستراتيجية الجيش الأمريكي في تسليح عشائرها ، ويعارضون أيضاً تسليح عشائر سنية أخرى ، لكن يبدو أن قرارات مهمه قد أتخذت في هذا الاجتماع ، أهمها الاستمرار بنفس الإستراتيجية المتمثلة بالبقاء في العراق دون تحديد وقت للانسحاب على رغم من التصريح بإمكانية تخفيض عدد القوات ، وممارسة المزيد من الضغط على حكومة المالكي لكي تعمل كحكومة عراقية لا طائفية ، إلى جانب متابعة إستراتيجية الجيش الأمريكي التي نجحت في الأنبار ، والمتمثلة في التعاون مع العشائر والفصائل السنية ودعمها لمحاربة عناصر القاعدة ، ويتماشى ذلك مع سفر وفد سني يمثل "جبهة التوافق العراقية" برئاسة المطلك إلى واشنطن لتقديم ورقة عمل إلى الكونغرس بناء على دعوة رسمية منه ، تمثل رؤيتهم عن الأوضاع الراهنة وآفاق المصالحة.
نتمنى أن تنجح الإستراتيجية الأمنية التي أعلنتها الحكومة العراقية بهدف توفير الأمن ، والتي تحمل شعار "العراق أولاً" ، وتتضمن بند المصالحة بين طوائف الشعب العراقي ، عل هذا النزيف يتوقف ، بنفس الوقت الذي تبدو لنا فيه بدائل إنسحاب القوات الأمريكية أكثر سوءاً ، وخاصة الخوف من هيمنة فصائل شيعية - إيرانية تامه وغير عقلانية تؤجج الحرب الطائفية ، فما يشير الواقع أن الوضع العراقي ما يزال بحاجة إلى يد طولى يمكن لها أن تضبط مسار الأمل في إحراز أي تقدم.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
لا معنى للتقارير في خضم حرب أهلية
ستيفن سايمون وراي تاكيه
لوس انجيلس تايمز



التركيز المكثف على الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الاميركي في العراق ريان كروكر يخفي اللاعلاقة الاساسية للتقرير الذي قدماه الى الكونغرس الاثنين ، وبمعنى اوسع ، اللاعلاقة للقوات الاميركية بالامور السياسية العراقية.
من الصعب ان تؤدي تهدئة جيوب قليلة للمقاومة الى مصالحة بين الاحزاب المتصارعة في العراق او إنقاذ المغامرة الاميركية. مستقبل العراق معلق على نتيجة الحرب الاهلية المستعرة فيه ، وليس على اي إعادة تقويم للاستراتيجية العسكرية الاميركية.
تقرير البيت الابيض ودراسة مكتب المسؤولية الحكومي اللذان نشرا الاسبوع الماضي يكشفان حجم الهوة التي تفصل بين مفاهيم المصالحة الاميركية والعراقية.
بالنسبة للاميركيين ، المصالحة هي نتاج عملية مساومة يشارك من خلالها اعضاء من الاقلية السنية في الحكم يحصلون على حصتهم من مصادر الثروة.
المؤيدون لزيادة القوات اعربوا عن الامل بأن يعطي تواجد اميركي متزايد العناصر المسؤولة في الاحزاب الدينية والعرقية العراقية المجال السياسي لصياغة ميثاق وطني.
التعريف الاميركي للمصالحة هي انها مجرد نتاج ثقافي آخر حاولت واشنطن حشوه في حنجرة العراق بالقوة. لكن العراقيين وعبر التقسيم الطائفي ينظرون الى المصالحة بطريقة مختلفة.
الشيعة يميلون الى تأكيد مفهومهم الشخصي للعدالة ويطالبون بالتعويض عن معاناتهم في ظل انظمة الحكم السابقة - ليس تحت حكم صدام حسين وحده.
لهذا السبب ، لا يطالبون بتولي السلطة فقط ولكن بإخضاع السنة لسلطتهم.
بالنسبة لحكومة يديرها الشيعة ، يشترط هؤلاء بأن تسبق العدالة عملية المصالحة.
حلفاء الولايات المتحدة الجدد من السنة لهم ايضا رأي في المصالحة يتعارض مع اوهام واشنطن النبيلة.
بعيدا عن المصلحة الشخصية ، تحولت العديد من العشائر السنية لتصبح ضد عناصر القاعدة الذين يحاولون فرض نظام اسلامي والاستيلاء على مصادر الثروة في قلب المناطق السنية من اجل قضيتهم التي تتخطى الحدود القومية. لكن ثورة العشائر السنية لم تغير وجهات نظرهم.
بالنسبة للسنة ، المصالحة ما زالت تعني استعادة ما فقدوه. فهم لا يريدون ان يكونوا طرفا في اتفاقيات تقاسم السلطة ، انهم يريدون استعادة السيطرة على مقدرات الدولة.
النخبة التي تم اقصاؤها لا تتخلى بسهولة عن احلامها بأن الحظ سينقلب لصالحها.
الذين يرفرفون فوق تلك الارض المتنازع عليها هم الاكراد ، الذين يعني تعريفهم الخاص للمصالحة الاعتراف بالحكم الذاتي لهم والانفتاح امام ضم المزيد من الارض للاقليم.
ورغم اعتبار الكيان الكردي في احيان كثيرة نموذجا للنجاح ، الا ان طموحات الاكراد ما زالت تنص على وجوب تطهير الشمال العراقي من بقايا العرب السنة فيه واستخدام ثروته النفطية لخدمة مصالحهم الخاصة.
من غير المحتمل ان يقبل الاكراد بأي مخطط يعيد الامتيازات للطائفة السنية.
ومع ان ادارة بوش تطلق ادعاءات براقة حول النتائج المتواضعة لسياسة زيادة القوات ، الا ان التواجد الكبير للقوات البرية الاميركية ليس له سوى تأثير ضئيل على الاراء والميول السياسية العراقية ، او حتى على التمرد المسلح. الزيادة عملت على اعادة توزيع النشاط المسلح ولكن ليس اخماده.
ما يبعث على السخرية ، هو ان العنف يضرب اماكن في البلاد اكثر من قبل يقابله تآكل في الاستقرار المجتمعي ومصداقية الحكومة.
الواقع ، ان استمرارالالتزام باستراتيجية الزيادة التي اشتمل جزء منها على احتضان السنة كحلفاء ، قد يثبت بأنه ليس عديم الصلة بالموضوع وحسب ولكنه يشكل خطرا كامنا على وحدة اراضي العراق.
رؤية الرئيس بوش وهو يهبط بطائرته في محافظة الانبار ، قلب التمرد السني المسلح المعادي للشيعة ، ودعوات الادارة الاخيرة لتحويل الموارد المالية الاميركية الى المناطق السنية لن يؤدي سوى الى تآكل ما تبقى من حسن النية لدى الطائفة الشيعية تجاه الاميركيين.
وطالما ان القوات الاميركية تستهف الميليشيات الشيعية ، وتعكس برنامج اجتثاث البعث وتصر على التعاون مع النخبة السنية في سلك الجيش والشرطة ، فإنها ستؤدي على الارجح الى ابعاد الغالبية الشيعية عنها.
ربما تؤدي الزيادة الى اخماد القاعدة في المدى القصير بينما تؤكد فشل مهمة اميركا في انتاج نظام حكم شامل قادر على ادارة شؤونه ، على المدى الطويل.
الحقيقة هي ان الولايات المتحدة اقحمت نفسها في وضع لا فوز فيه. واشنطن لا يمكنها اللعب على جانبي السياج ، يتعين عليها تأييد طرف ضد آخر. ولكن اختيار أي من الطريقين ، يعني ان المصالح الاميركية سوف تعاني بسببها. وفي الوقت الذي تناقش الاصوات المتنافرة في واشنطن النجاح ومواطن الضعف لزيادة القوات ، يواصل العراق سيره في طريقه الخاص وعلى مساره الخاص. وربما يظهر عراق جديد تتكيف فيه جميع الطوائف الدينية والاعراق المتنوعة ، لكن التوتر والحرب الاهلية سوف تسبق قدوم مثل هذه الدولة. وليس هناك سوى القليل جدا مما تستطيع الولايات المتحدة فعله لرسم تلك الطريق.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
ابتسامات بوش المخادعة
روبرت شير
ذي نيشن
حسنا ، يمكنكم أن تلقوا بخمسين مليارا إضافية من الدولارات من أجل احتلال العراق.
إذا ما تجاهلتم الأرواح التي تزهق ، فهي مجرد نقود.
هذا ما يطالب به البيت الأبيض ، بالإضافة إلى 147 مليار دولار طلبت أصلا كدعم إضافي سيقوم الكونغرس بالموافقة عليها ، بعد تقرير الجنرال ديفيد بتريوس والسفير رايان كروكر الذي سيلي الاستعراض الذي قام به الرئيس بوش في محافظة الأنبار في العراق.
في هذه الأثناء ، يبدو أن الديموقراطيين متشائمين تماما بشأن هذا التبديد المتواصل لدولارات دافع الضرائب الأميركي ولأرواح الأميركيين والعراقيين ، ولأنهم يريدون أن يروا بوش يغرق في مزيد من الفشل ، سوف لن يرفضوا طلبه.
في مساعيها للانتقام من الإرهابيين الذين خطفوا الطائرات منذ ست سنوات "بترسانة" من السكاكين لا يزيد ثمنها على ثلاثة دولارات ، بلغت التكلفة الكلية لميزانية الدفاع هذا العام 657 مليار دولار.
ونحن ننفق الان ثلاثة مليارات أسبوعيا في العراق وحده ، ونحتل بلدا ليس له علاقة بالمأساة التي أدت لكل هذه العربدة العسكرية.
وهذا التبديد هائل جدا وليس له علاقة بامننا الوطني. بوضوح ، الحكومة الفدرالية لم تعد تهتم بالصحة والتعليم وإعادة إعمار ما دمرته الأعاصير ، ولا حتى بسلامة الجسور ، بعد أن قزمت ميزانية الجيش الآن كل النفقات ، رغم عدم وجود عدو حقيقي في المشهد.
الأرقام تبعث على الملل ، والإعلام يتصرف كما لو أنه ليس هناك فرق بين المليون دولار والمليار التي ترمى على الجيش - هذا إذا وضعنا جانبا البليون دولار تكلفة حرب العراق.
الرقم الأخير جرى توثيقه في دراسة لجامعة هارفارد بمشاركة جوزيف ستايجلتز ، الحائز على جائزة نوبل ، هذه الدراسة تجاهلتها وسائل الإعلام ، وهو ما حدث أيضا لتقرير رسمي صدر مؤخرا من مكتب المحاسبة الحكومي غير الحزبي ، يقول التقرير أنه بالرغم من إنفاق 44,5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب على إعادة الإعمار ، فإن تقدما بالكاد يلحظ طرأ على نظام الكهرباء والنفط في العراق.
هل تذكرون ولفوويتز ، عبقري المحافظين الجدد الذي كان موظفا في البنتاغون ، عندما أكد أمام الكونغرس بأن أموال النفط العراقي يمكن لها بسهولة تغطية كامل تكلفة مغامرة أميركا العراقية؟ الآن ، يقول لنا مكتب المحاسبة الحكومي أنه حتى بعد إنفاق 57 مليار دولار إضافية على البنية التحتية للنفط والكهرباء ، وعلى فرض أن السلام قد حل ، فإن العراق سيظل غير قادر على إنتاج ما يكفي من النفط والكهرباء لتلبية الطلب المحلي حتى العام 2015.
بعيدا عن الفساد والافتقاد للأمن ، فإن أكبر مشكلة في تزويد العراق بالكهرباء هي أن شبكة الكهرباء الوطنية قد دمرت ، وأن العديد من الفرقاء من اتجاهات دينية وعرقية مختلفة ، ينتزعون كل ما تصل إليه أيديهم. وهذا النوع من الفوضى هو العلامة الفارقة للعراق الجديد.
النقطة الأخيرة جرى تأكيدها بزيارة بوش بوجهه الباسم إلى مواقع أميركية معزولة وشديدة التحصين في محافظة الأنبار.
وبعد أن تظاهر بالشجاعة في صوره مع القوات في قاعدة الأسد ، احتفل بوش بعودة المناطق السنية إلى المليشيات التي سلحتها الولايات المتحدة - والمؤلفة إلى حد كبير من متمردين سابقين قرروا مؤقتا أن منافسيهم من الشيعة هم عدو أخطر من المحتلين الأميركيين.
الحديث يدور على مجموعة من السنة تدربوا على أيدي الأميركيين ومنحوا رتبة "متطوعين" ، جندي أميركي قال للواشنطن بوست "أعتقد أن هناك جطر في أن يكونوا متطوعين في النهار وارهابيين في الليل".
هذا هو بالضبط ما حدث على الجانب الشيعي ، حيث قامت الجماعات الدينية المناهضة للأميركيين بالتغلغل في الجيش والشرطة العراقية التي يدربها الأميركيون.
في جنوب العراق تأكدت هيمنة الجيش والشرطة بواسطة جيش المهدي وغيره من المليشيات بالانسحاب النهائي للقوات البريطانية من البصرة ، ثاني أكبر المدن العراقية والمركز الحيوي لإنتاج النفط.
بدلا من العراق المحرر والموحد والديمقراطي الذي وعد به هذا الاجتياح ، ها نحن مع دولة تحكمها إقطاعيات دينية ستدوم لفترة طويلة في المستقبل بواسطة دافع الضرائب الأميركي.
الفرنسيون والألمان ، المحاربون القدامى في مغامرات استعمارية عديدة فاشلة ، حذرونا من هذه النتيجة بالضبط.
في الوقت الذي تريق فيه قوات الولايات المتحدة الدم لحراسة أنبوب نفط مكسور ، يذهب الصينيون وغيرهم لشراء الذهب الأسود من الأسواق المفتوحة.
لكن مهلا ، لا تقلقوا على دولارات الضرائب التي تدفعونها وإزهاق الأرواح ، كلوا بعض "مقالي الحرية" ومثل رئيسنا ، تعلموا كيف تواصلون الابتسام.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
اعلان جديد للاهرام
سعد المعطش
الراي العام الكويت

كلنا نعرف أن مجلة «العربي» هي من أشهر المجلات العربية التي توزع في غالبية البلدان العربية، وهي مجلة مشرفة للكويت وفيها من الثقافة التي تنير عقل القارئ العربي، وكنت أعتقد أن اخواننا العرب لا يعرفون من الاصدارات الادبية الكويتية غير هذه المجلة. ولكن اعتقادي تلاشى وأنا أتابع مداخلة نائب رئيس تحرير جريدة «الأهرام» المصرية سيد علي في برنامج 90 دقيقة على قناة «المحور» يوم الاثنين الماضي، فقد أثبت نائب الرئيس أن كتاب «الأمثال الكويتية»، هو أحد مطالعاته، والذي استعار منه في تلك المداخلة المثل الكويتي «الطوفة الهبيطة»، فمن ضمن كلامه ان سبب الغزو العراقي الغاشم هو الصحافة الكويتية والبرلمان الكويتي!
وأجزم ان هذا الكلام لن يتجرأ إعلامي بقوله إلا حين يتأكد ان طوفة من يتكلم عنهم هابطة جدا، فقد أعطى الاستاذ سيد الفرصة لكل من يكره الكويت ليدوس طوفتنا الهابطة حتى جعلها «أوطى من الشفرة على الأرض»، ولا نعلم ان كان نائب رئيس تحرير أقدم جريدة عربية تناسى أن البرلمان الكويتي لم يكن موجودا قبل تاريخ الغزو بأربع سنوات، وان الصحافة كانت تحت الرقابة طوال تلك الفترة. نتمنى انه تناسى المعلومة التي لا تغيب عن اعلامي كبير، وألا تكون مداخلته من ضمن شروط الاعلان المشؤوم في جريدة «الأهرام»، لقد هاجم زميلنا السيد صحافة الكويت، ونسى دورها بنشر وقائع قضية أشقائنا المصريين.
وبما أننا نتكلم عن أمثالنا الكويتية فان المثل الذي يقول «خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه»، هو واقع حقيقي ولكننا لا نعلم لمن نقوله، هل نقوله لحكومتنا التي جرأت «عوير وزوير» علينا أو لتلك الأقلام التي تنادي للحل غير الدستوري وتنقيح الدستور؟ أدام الله طوفتنا عالية جدا، ولا أدام الله من يريد ان يوطيها لتقفز عليها الفئران وسيد بيه قشطة...
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
اشقاء وجيران ولكن...!

د. خالد عايد الجنفاوي

السياسة الكويت
"قلت له ان اشجاري لن تتجاوز سوره وانها لن تمنعه من حصاد حقله ولكنه يذكرني دائما ان الاسوار المشيدة بشكل جيد تبقي على الجيرة الطيبة"! (روبرت فروست).

احتمال وجود فراغ امني في جنوب العراق امر وارد في ظل انسحاب القوات البريطانية الى قواعدها وربما مغادرتها كليا في القريب العاجل وفي ظل التحديات الامنية التي لا تزال تواجهها الحكومة العراقية وهذا بالطبع وضع امني حساس جدا اذا تم النظر اليه في نطاق ما يجري حاليا داخل العراق او حتى اذا تم قياسه مع الفترة الحرجة التي يمر بها اقليم الشرق الاوسط بشكل عام وهو لهذا يستوجب الحرص على مراقبة الحدود الكويتية مع جارتنا الشمالية واتخاذ كل ما يتطلب لمنع اي اختراقات امنية في المستقبل.
الاسوار الجيدة الصنع ستُبقي على الجيرة الطيبة! بمعنى اننا اذا اردنا المحافظة على علاقات الجوار متماسكة واذا رغبنا في ابقاء التعاون الامني مع جيراننا مثمرا ليخدم مصالح الطرفين فيجب ان توفر وزارة الداخلية اجهزة المراقبة الضرورية بدءا من الكاميرات الحرارية او اجهزة الالتقاط الالكترونية واسوار الوقاية والاسلاك الشائكة وتضعها على الحدود الكويتية العراقية لتسهل عمل رجال امن الحدود اولئك الجنود المجهولين الذين يعملون ليلا نهارا على حمايتنا ولقد اقترحنا سابقا حول هذا الموضوع استخدام اجهزة الكترونية وكهربائية تستطيع ايقاف محركات العربات عن طريق اطلاق شحنات كهربائية مكثفة تعطل عمل مكائن تلك العربات وهي اجهزة متوفرة في السوق العالمية وتستخدمها على ما نتذكر السلطات الاميركية في بعض مراكزها الحدودية. ولماذا ايضا لا يتم الاستعانة كذلك بشركات عالمية متخصصة بامن الحدود فهي ربما تستطيع ان تقدم وسائل مبتكرة للمراقبة...الخ.
انت جاري وشقيقي وتجمعنا المحبة والاحترام المتبادل وربما نتبادل الزيارات في المستقبل ولكن علينا جميعا ان نحافظ على خصوصياتنا الشخصية وعلى امننا الشخصي محصنا ضد اي نوع من التجاوزات غير المرغوب بها من كلا الطرفين فلن اسمح لك مثلا ان تدخل باب منزلي دون ان تطرق وتستاذن اولا ولن اسمح لك ايضا ان "تبصبص" من فوق الجدار الذي يفرق بين منازلنا من دون ان اتخذ الاجراءات المناسبة لمنعك من عمل ذلك مرة اخرى فربما اضطر ان اعمي احدى عينيك في المرة القادمة.

ليست هناك تعليقات: