Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 30 أغسطس 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الخميس 30-8-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
المتهم الأول.. في المستنقع العراقي
افتتاحية
الجمهورية مصر
يتجاهل الرئيس الأمريكي بوش حقيقة أن الوضع في العراق قد خرج عن نطاق السيطرة الأمريكية. وان اعتماده علي زيادة عدد قواته وقوة نيرانه المنصبة علي أبناء الشعب العراقي. ودعمه المتأرجح لحكومة المالكي. قد فشلا في تخفيف ضراوة المقاومة الوطنية العراقية الصلبة.
ان بوش يحاول الصاق تهمة التسبب في المستنقع العراقي بايران تارة ثم سوريا تارة أخري. مضيفا في تصريحاته أمس من أسماهم المتطرفين من السنة. والمتطرفين من الشيعة. في حين أن المتهم الأول فيما يجري بالعراق هو من أطلق الرصاصة الأولي في معركة الغزو دون مبررات مشروعة أو قرارات دولية. وأخذ علي عاتقه تدمير دولة عربية كبري وقتل وتشريد الملايين من أبنائها.
لم يتعلم الرئيس الأمريكي جيدا دروس التاريخ عن جيوش الاحتلال المدحورة. وهي تولي الأدبار عن أراضي الشعوب المناضلة المدافعة عن حريتها. ولن يكون الشعب العراقي الا في طليعتها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
بين رفض بوش ورفض المالكي
* د. مخلد الفاعوري
الدستور الاردن

آخر الأخبار الواردة من العراق الشقيق فيما يتعلق بسير المعارك هناك أن عدد القتلى الأمريكان قد وصل إلى حوالي أربعة الاف جندي أمريكي بالإضافة إلى عدد غير قليل من آلاف الجرحى الذين تضج بهم المستشفيات الأمريكية وغيرها ، هذا على صعيد المحتل الغازي أما بالنسبة للوضع الأمني فهناك مئات القتلى والجرحى تعج بهم المستشفيات العراقية وبدأ فائض الدم العراقي النازف يغطي العراق من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وبدأت الانهيارات فيما يسمى بالحكومة العراقية وإعادة ترتيبها.
أتوقف اليوم عند تصريحات بوش قبل يومين بخصوص عدم رضاه عن حكومة المالكي وأدائها وإنها لم تكن بالمستوى المطلوب هذا ما قاله بوش حرفيا أما اليوم وفي تصريحات بوش الأخيرة والتي يتخبط فيها فهو يعلن صراحة انه لا ولن يتم الانسحاب من العراق طالما هو في موقع الرئاسة الأمريكية وانه اليوم يجدد دعمه وثقته بحكومة المالكي بينما يرد رئيس الوزراء العراقي نور المالكي أن من يقرر بقاءه قي السلطة هم العراقيين وليس الإدارة الأمريكية وهذا اغرب من غريب فمنذ متى كان المالكي ينفذ رغبات الشعب العراقي؟، ومتى كان حريصا عليها؟، وهو الذي كان ولا يزال وليد حكومة طائفية ذات لون اسود.
وأعود إلى ما قاله الرئيس جورج بوش حول رفضه الانسحاب من العراق طالما هو في سدة الرئاسة الأمريكية المهم لديه أن يرضي غروره ونزوته القائمة على الحقد والكراهية فقط وليس مهما لدية أولئك الجنود الذين يموتون كل يوم ويغرقون في وحل الهزيمة ويعيشون كوابيس تلك الحرب المجنونة التي قادها ودفع الشعب الأمريكي لخوضها نيابة عن تجار وسماسرة النفط وذوي الأطماع والأحقاد الشخصية والمريضة من المحافظين الجدد وغيرهم.
لقد آن الأوان كي يصغي بوش لرغبة الشعب الأمريكي وقيادته الجديدة من الديمقراطيين وغيرهم ممن يرفضون الحرب ويعارضونها جملة وتفصيلا وان يفكر بطريقة أكثر عقلانية ومنطقية ليكفر بها عما أصاب العراق والمنطقة لا بل وأصاب العالم من ويلات حروبه وأفكاره المريضة ليصبح العالم أكثر أمننا وأكثر انسجاما. لقد أصبح سعر برميل النفط اليوم حوالي ثمانين دولارا وهذا أعلى سعر يصل إليه النفط في تاريخه الطويل ومنذ اكتشافه إلى يومنا الحاضر وقد أصبحت فاتورة النفط عبئا على البشرية جمعاء لا بل أن هناك شعوبا لم تعد قادرة على دفعها مما قد يؤدي إلى انهيار دولها وشعوبها وهي تئن تحت ثقل المديونية الداخلية والخارجية.
لقد آن الأوان أن يرفع الشعب الأمريكي بمثقفيه وكتابه وفنانيه وسياسييه ونقاباته وجميع مراكز القوى الاجتماعية والسياسية صوتهم عاليا من اجل مزيد من الضغط لعل بوش يسمع ولو قليلا من الصدى والضجيج.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تراشقات على شط دجلة*
حسين الرواشدة
الدستور الاردن
انتهى - على ما يبدو - موسم الحوارات بين واشنطن وطهران ، وبدأت عقارب ساعة المواجهة تتحرك أكثر مما هو متوقع ، ولم تكن مصادفة بالطبع أن تتزامن تراشقات بوش - نجاد النارية مع احداث كربلاء ولا مع اعتقال الايرانيين السبعة على يد المارينز في احد فنادق بغداد ، انهما يتناطحان على شط دجلة ، تماما كما يحصل في مباريات صراع الثيران ، والعراقيون - ومعهم الاشقاء - بين منحاز لهذا الفريق او ذاك ، أو متفرج افزعته النتيجة ..أو معارض لا يملك الاّ حيلة الهروب..أو الموت في خنادق المقاومة.
قوة امريكا في العراق تنهار - كما قال احمدي نجاد - وطهران مستعدة تماما (ومعها بعض الاصدقاء : قالها مجاملة) لملء الفراغ السياسي ، وربما العسكري هناك ، اما احتمال قيام واشنطن بمغامرة حربية ضد بلاده فقد استبعدها نهائيا ، ولو حصلت فان (الحرس الثوري) سيرد.. وبقوة.
في المقابل لم يتردد بوش عن تحذير ايران من اللعب في الساحة العراقية ، و اصدر اوامره لقادته العسكريين في الميدان لمعاقبة من يشتبه بهم هناك ، ومتوعدا بمواجهة قادمة تعيد ترتيب اوراق المنطقة التي قال انها تواجه (محرقة) نووية فيما لو تمكنت طهران من امتلاك الاسلحة المدمرة.
لا جديد في المناظرة - بالطبع - لكن ثمة ما يشير الى نوع من (المكاسرة ) بين ابرز طرفين يمسكان باوراق اعادة تشكيل المنطقة ، لكي لا نقول العراق وحده ، والمكاسرة هنا تستدعي استعراضا للقوى ، وتبادلا للاتهامات ، واستنفارا عاما للذات والمتحالفين ، وجسّا لمناطق الضعف واستعانة ببعض التجارب في الميدان... ، وقد حصل ، لكن الملفت أن المنطقة كلها ما تزال تتفرج ، أو على الاقل ، تحاول أن تضبط ايقاع خطواتها الوئيدة المرتبكة على عزف اللاعبين السياسيين ، وتحولاتها وانتقالتها من وتر الى آخر.
من يحكم العراق ، الان وغدا؟ هذا هو السؤال الذي عجزت واشنطن عن الاجابة عنه بعد ان انتهى التحالف الشيعي الى حروب كربلائية ، واصبح (المالكي) رجلا غير مرغوب به ، واكتشف الحزب الاسلامي أن المركب بدأ يغرق ، فقرر الانسحاب منه بحثا عن مركب آخر ، أما طهران فلديها الاجابة الحاسمة عن السؤال :ان أكثر من اربع سنوات ، وقبلها عشر منذ انتهت الحرب ، كانت كافية للاستعداد لمواجهة هذا اليوم الذي طال انتظاره... ، وهي تدرك - الان - أن الفراغ الذي تلوح بملئه لم يعد فراغا ، لانها - ببساطة - ملأته منذ زمن.
العرب جميعا غائبون عن التراشقات بين بوش واحمدي نجاد ، والحاضر المخيف هو مستقبل منطقتنا المهدد بحرب جديدة.. والعراق المذبوح الذي سيظل دمه ينزف الى ان تستعيد العروية مروءتها ، أو أن تحسم الانفجارات نهاية اللعبة باستواء الجميع في ميزان (المحنة) الشاملة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
المصلحة والمصالحة
وليد الزبيدي
الوطن عمان
يتردد كثيرا موضوع المصالحة في العراق، ويمكن القول ان اكثر مفردة تم استهلاكها في زمن حكومة المالكي بعد الجثث المشوهة ومجهولة الهوية هي مفردة المصالحة، لكن لم يتحقق على ارض الواقع ما يشير الى وجود فعلي لدلالات المفردة، ولا بد من التوقف عند هذا الامر لان الكثيرين عولوا عليه، وتفاءل البعض حد التخمة ورسم آخرون صورة وردية للعراق منطلقين من كثرة الحديث عن المصالحة، لكن بعد اكثر من عام من اللهاث وراء هذا الامر لماذا لم تتحقق خطوة واحد بالاتجاه الذي تحدثوا عنه وتفاءلوا به، ولماذا يصر البعض على طرح القضية من جديد وتحديثها وتزويق الالفاظ الخاصة بها، ان الاجابة على ذلك تستدعي مناقشة مسألة المصلحة وعلاقتها بالمصلحة، لنكتشف الحدود التي قصدها اصحاب المشروع، واين وضعوا المصلحة الشخصية والحزبية قبل المصالحة.
ان الخارطة التي رسموها لمشروع المصالحة تقول ان الامر يتعلق بالجميع، أي الاطراف متعددة التوجهات في العراق، لكن الذي وصل إليه اصحاب المشروع، واقصد الذين اشتركوا في العملية السياسية، لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، علما بأنهم ينطلقون من ارضية واحدة وتتوزعهم مشتركات قوية، اهمها حرصهم على انجاح العملية السياسية التي صاغتها ادارة الاحتلال الاميركي منذ بداية الغزو في ربيع عام 2003، وتجد الآن الكثير من التنافر بين اصحاب المشتركات القوية، فكيف بالمصالحة مع الجهات والاطراف التي لم تقتنع ولو بنسبة واحد بالمئة بما وصفوه بمشروع المصالحة.
لا يخفى على احد ان ما اراده اصحاب مشروع المصالحة هو ذاتي صرف ولا علاقة له بمصلحة العراق العليا على الاطلاق، لان هؤلاء اضطروا إلى اللجوء الى طرح المصالحة بعد ان اقتنعوا ان حدود المساحة الجغرافية التي يستطيعون التحرك فيها لا تتجاوز ابواب مكاتبهم المحصنة داخل المنطقة الخضراء، واذا اضطر احدهم للتنقل داخل المنطقة فإن الرعب يتملكهم بسبب كثرة الهجمات الصاروخية التي تستهدف تلك البقعة الجغرافية الساخنة، ولان اصحاب مشروع المصالحة تأكد لهم انهم غير قادرين على مد أي نوع من الجسور اليومية مع العراقيين، الذين قدموا تقييمهم لهؤلاء بطرق متعددة الاشكال والالوان، تؤكد جميعها على ان لا قناعة بهم وان مصلحتهم الشخصية والحزبية هي التي تحركهم لموضوع المصالحة، ومثل هكذا دوافع لا يمكن ان تحقق الاهداف الكبرى ان توفرت مثل هذه الاهداف، وان كانت ثمة ارضية موضوعية لتحقيقها وبيئة ناضجة وسليمة.
ان الاساس الذي انطلق منه مشروع المصالحة لم يكن مقنعا على الاطلاق، لان السؤال الاساس يقول بين من تجري المصالحة، وما هي الاطراف المتخاصمة، وما هي اسباب الخصومة ان وجدت، ان الاجابة على ذلك ليس بالامر الصعب، لان الخلاف بين من يسعى الى تحقيق مصلحة شخصية ومن يسعى تحقيق مصلحة العراق بأسره، لا يلتقي بأي مشترك فأصحاب المصلحة يتمسكون ببقاء الاحتلال ويريدون تحقيق ذلك تحت غطاء المصالحة، اما القوى الوطنية الرافضة والمقاومة للاحتلال فلا ترى أي نوع من الخلاف بين العراقيين، وان كل ما يجري من دمار وقتل وخراب في العراق سببه الاحتلال، وان لا حل بدون ازاحته والتخلص من شروره، وهنا يمكن التعرف على اصحاب المصلحة الخاصة وكيف يتصرفون، واصحاب المشروع الوطني وكيف يعملون.
كاتب عراقيwzbidy@yahoo.com.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
المزيد من التضليل والغرق!
شارل كاملة
صحيفة تشرين سوريا
بالمطلق لم يبق أمام الرئيس الأميركي جورج بوش إلا الاستمرار في حرب التضليل الشاملة كسلاح إعلامي شامل للتعمية على الحقائق والخسائر في آن معاً. طبعاً لم يبق من الوقت ما يستحق التوبة!.

لكن بقي ما يمكن عمله للاستمرار في الخراب والفوضى والقتل والتدمير واشعال الحرائق، وتلفيق الاتهامات والاضاليل لتحميل اطراف مانعت مشروعه الجهنمي في الداخل والخارج مسؤولية العرقلة واخفاق كل ما أقدم عليه سياسياً وعسكرياً، ما سجل نقاط قوة لممانعيه وزادت خسارته خسائر ضيعت صوابه، وزادته بشائر الهزيمة الحقيقية طيشاً على طيش وحماقة فوق اخرى، وضياعاً في عقلانية القرار، وصوابية الرؤية!. ‏

هذا ما يمكن لحظه كاملاً في مشاهد العصبية من خطاب بوش بالامس أمام محاربيه القدامى، الذين يعرفون البير وغطاءه، وحنكتهم وتجربتهم العسكرية والسياسية دفعتهم للسخرية مما يدعيه رئيسهم بقوله الشوفيني ان سعي إيران النشيط لامتلاك تكنولوجيا تؤدي الى انتاج اسلحة نووية سيجعل المنطقة التي تتسم بعدم الاستقرار حسب زعمه عرضة لمحرقة نووية مؤكداً ان بلاده تحشد حلفاءها لعزل ايران ولمواجهة ما سماه الخطر قبل فوات الاوان متناسياً ان ما أقدم عليه من غزو العراق قارب في خسائره إن لم يكن تجاوز اي محرقة كانت والنووية ضمنها: المدقق في خلفيات ما قفز عليه بوش في خطاب التعمية والمناورة لم يشكل مفاجأة لمن يعرف الحقيقة. فقد اثبتت الوقائع زيف معظم ما يدعيه وبطلان ما يقوله ومن اعلى مرجعية دولية مختصة خاصة حيال ملف ايران النووي. ومع ذلك يصر بوش عليه ويدفعه الى الواجهة متجاوزاً الحقائق وهارباً الى الاوهام والضلالة، وهذا ما حصل في خطاب الامس وقبله وما سيلحقه. إنه مشهد متداول مكرر دفع الداخل مراراً للانتفاض عليه. ونفسه ما دافع الديمقراطيين الى لحظة توقف والقول: إن بوش يمعن تضليلاً على تضليل حين رسم صوراً وردية لما يجري في العراق ويبغي حين يلقي الاتهامات شمالاً ويميناً دون تدقيق لتحريف واقع مأساوي تمهيداً لفتح جبهة جديدة لتعم الكارثة. ‏

الكل في اميركا وخارجها بات يدرك ان سياسة بوش الخاطئة، واساءة ادارته للحرب والسياسة والاستراتيجيا هي التي صنعت وغذّت التطرف في العراق وافغانستان وقابلة للتنامي اكثر من كل اصرار اميركي على الاستمرار في سياسة كهذه! وبات في مقدور الاميركيين المجاهرة فوق ما جاهروا والقول ان استراتيجية بوش لم تخدم بلادهم بل شوهتها واغرقتها في ظلمة انعدام الاخلاق والقانون ما شكل نواة لوقت حان فيه احداث التغيير المطلوب، او الانقلاب الذي لابد منه لوقف هذه المهزلة السياسية التي وضعت العالم على حافة الانهيار!. ‏

خطاب الامس كان فيصلاً بين من كان يأمل بمبادرة عقلانية وبين الذين راهنوا على ان لا مجال للانتظار واي تأخير أو مماطلة في احداث التغيير هو مشاركة في استمرار الباطل وزيادة في التضليل!. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الفشل في العراق مسؤولية بوش.. وليس المالكي
د. جيمس زغبي *
القبس الكويت
تنتظر واشنطن بفارغ الصبر، مثول الجنرال ديفيد بتراوس والسفير رايان كروكر امام الكونغرس، حيث سيقدمان شهادتيهما في الحادي عشر من سبتمبر حول التقدم (او غياب التقدم) الذي تم احرازه في العراق منذ بدء تطبيق خطة بوش لزيادة عدد القوات على صعيد الاستقرار السياسي والامن العسكري، ويمكن استقراء معظم محتويات هذا التقرير من التسريبات الاخيرة ومن تقرير الهيئة العامة للتقييم الاستخباراتي الذي صدر الاسبوع الماضي.
ففي حين كان لزيادة عدد القوات في العراق تأثيره المحدود على الارض، فانه هز الاجواء السياسية في واشنطن. فبصرف النظر عن مزاعم ادارة بوش لتأثير زيادة عدد القوات، فلاتزال عمليات القتل مستمرة ويسقط الجنود الاميركيون والمواطنون العراقيون بشكل متزايد.
وفي هذه الاثناء، لايزال عدد كبير من المواطنين العراقيين يعيشون من دون ماء او كهرباء او امن، ووصل عدد المهجرين داخل العراق او خارج الحدود الى اكثر من اربعة ملايين شخص، كما ان الدينامية السياسية الداخلية لاتزال قابلة للانفجار اكثر من اي وقت مضى.
ومع ذلك، فان نشر ثلاثين الف جندي اضافي في العراق واللجوء الى بعض التكتيكات مثل التعاون مع القبائل السنية، كان له بعض الاثر، لكن التقدم هنا حمل معه مخاطر اضعاف الحكومة المركزية.
صحيح ان ثلثي الاميركيين يعتقدون ان الحرب خطأ ويطالبون بالانسحاب، لكن هناك عددا متزايدا منهم يعتقد ان زيادة عدد القوات ادى الى تحسين الاوضاع في العراق.
جبهة أخرى
وهناك نقطتان تصبان في مصلحة ادارة بوش: الاولى، احجام الاميركيين عن انتقاد القوات المسلحة وقت الحرب، والثانية، انه مهما بلغ الوضع في العراق من السوء، فمن الواضح ان الانسحاب سيكون اسوأ.
في ضوء ذلك، تجد قليلا من السياسيين الاميركيين، حتى من الحزب الجمهوري، يطالبون بالانسحاب من العراق، وهذا عكسه عضو الكونغرس الديموقراطي برايان بيرد لدى عودته من العراق اخيرا، حين قال 'انني اعتقد ان الانسحاب سيكون كارثيا على الشعب العراقي الذي علينا مسؤولية تجاهه، وعلى المنطقة كلها في المدى الطويل'.
وبينما يتعالى الدعم للقوات الاميركية ويمنح الخوف من الانسحاب، ادارة بوش بعض الوقت لمواصلة نهجها، فان المتاعب بدأت تبرز على جبهة اخرى.
وفي الوقت الذي تبدو القوات الاميركية محصنة من اي انتقاد، يصب الكونغرس والبيت الابيض جام غضبهما على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. فقد دعا عضو الكونغرس القوي الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في المجلس، وبعد عودته من زيارة قام بها للعراق الاسبوع الماضي، الى عزل المالكي. وانضمت اليه في هذه المطالبة عضو الكونغرس هيلاري كلينتون.
ان جعل المالكي كبش فداء قد يمنح حكومة بوش مزيدا من الوقت من خلال تحويل الانظار عن اخفاقات السياسة الاميركية، ولكن هذا التكتيك ينطوي على مخاطر كبيرة، كما انه يفتقر الى الانصاف. فعلى الرغم من ان المالكي شخصية طائفية، فانه يفتقر الى قاعدة قوة مستقلة، وليست هناك قوات مسلحة حقيقية تحت امرته. وهو يترأس حكومة ائتلافية مشرذمة تتألف من عدة فصائل وايديولوجيات وميليشيات متناحرة، ويسعى كل منها من اجل مصالحه، وما زيارته الى ايران وسوريا اخيرا، سوى محاولة لتقوية وضعه الداخلي الضعيف.
ان القاء اللوم على المالكي في فشل المصالحة الوطنية قد يسجل نقاطا سياسية في واشنطن، لكنه لا يجدي نفعا، اذ لا يستطيع المالكي اجبار المجموعات الكردية القوية على التخلي عن تصميمها توسيع المناطق الخاضعة لها جنوبا والسعي نحو الاستقلال. كما انه عاجز عن فرض سيطرته على الفصائل الشيعية المسلحة.
وفي الحقيقة، فان المسؤولية عن الاخفاقات التي سوف يشير اليها كل من بتراوس وكروكر، لا تقع على عاتق المالكي، بل على الرئيس بوش شخصيا، نتيجة لعدم اخذ ادارة بوش عن الاخذ بتوصيات لجنة بيكر - هاملتون من اجل اطلاق مبادرة سياسية شاملة في المنطقة.
ان خلق اطار امني اقليمي يشمل كل جيران العراق وتسليم الملف السياسي، ومن ثم الامني في العراق، للامم المتحدة هو سبيل للحوار الوطني وللخروج من المأزق الراهن. وهذا ما لن يناقش في الحادي عشر من سبتمبر المقبل، بل ستسعى ادارة بوش لمزيد من المناورات لكسب الوقت لسياسة فاشلة في حرب يبدو انها سوف تستمر طويلا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العراق من التحرير إلى الانقلاب
افتتاحية
الشرق قطر

لم تنته مآسي العراقيين حتى تسري إشاعات تتحدث عن وجود خطة انقلاب عسكري تنفذها جهات متنفذة في الحكم. مصدر هذا الإشاعات ليس جريدة مغمورة تسعى لرفع سقف مبيعاتها، بل خبراء أمريكيون منشغلون بالملف العراقي.

ربما تكون هذه الإشاعة وسيلة ضغط أمريكي غير مباشرة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وربما تكون من إصدار جهات أمريكية تسعى للضغط على الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه، أو هي للضغط على الطرفين معا وخلط حساباتهما.
مثل هذه الأوضاع تكشف غياب الخطط الواضحة للتعامل مع الأزمات، فعندما تغيب الرؤية السليمة الناتجة عن معطيات حقيقية لتقود إلى استراتيجية آمنة وفاعلة، تظهر الاحتمالات والتكهنات والرجم بالغيب.

وهكذا يتضح عمليا أن البيت الأبيض لا يملك أية خطة واضحة للتعامل مع الوضع في العراق، إذ لا بديل يمكن للأمريكيين الاعتماد عليه، فحكومة المالكي التي وضع عليها بوش كل آماله تقريبا انتهت مشلولة بعدما بدأ أعضاؤها يتخلون عنها، بل إن الأمور تزداد سوءا، فبعدما كانت متهمة بإذكاء الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة، حدث الأسوأ في كربلاء أمس باشتباكات بين أفراد الطائفة الواحدة، وما حدث قبل ذلك من مقتل محافظي الديوانية والمثنى مؤخرا، في صراع داخل الجنوب الذي لا يعرف وجودا لجهات متهمة بالإرهاب والعلاقة بالقاعدة. أي أن الأمور تنفلت من بين يدي حكومة المالكي بتجزئة الصراع وجعله متعددا، مما يفتح المجال لفوضى شاملة.

فإذا عجزت أمريكا والحكومة العراقية عن وقف مستوى العنف عند حده المعروف، كيف ستتصرفان إذن مع انفلات الأوضاع في الجنوب بين فصائل مختلفة أعطت مظهرا موحدا؟
هذا الوضع المسدود الذي وصل إليه البيت الأبيض وحكومة المالكي يؤدي إلى التفكير في أي حل ولو كان الانقلاب، رغم أنه ليس سوى هروب إلى الأمام ولإلهاء العراقيين وتأزيم وضعهم أكثر مما هو عليه، فالانقلابات لم تجلب شيئا للعراق ومن المؤكد أن أي سير في هذا الاتجاه، لن يكون سوى تعبير عن الإفلاس الشامل، فالولايات المتحدة جاءت بذريعة أسلحة الدمار الشامل، ولما لم تجدها حولت مهمتها إلى نشر الديمقراطية ومكافحة الإرهاب، لينتهي بها الأمر إلى تجربة الحلول الفاشلة واحدا بعد الآخر، ولو حتى بأسوئها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
بريطانيا ومراجعة سياستها في العراق

عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
أعلنت قوات الاحتلال البريطانية، أخيراً، أنها بدأت انسحابها الشامل من جنوب العراق، فيما كشفت صحيفة بريطانية عن عزم القوات الأمريكية ملء الفراغ الذي سيتركه البريطانيون في الجنوب بلواء من 3500 جندي أمريكي، وقالت قوات الاحتلال البريطانية، إنها انسحبت من مقر قيادة مشترك مع الشرطة العراقية في البصرة، في إطار خطط الانسحاب الشامل من المدينة، ويذكر أن القوات البريطانية انكفأت في تواجدها ولم يعد لديها تواجد سوي في مطار البصرة.

ومن هذا، فقد توقع المراقبون والمتابعون للسياسة البريطانية في وجهتها الخارجية أن تكون هذه السياسة في حقبة رئيس الحكومة الجديد غوردون براون متمايزة عن السياسة الأمريكية أو علي الأقل ألا يكون براون علي خطي سلفه بلير الذي أنهك السياسة الخارجية البريطانية من جراء سيره خلف الرئيس الأمريكي بوش من دون تحفظ، في أمر الحرب علي العراق، ولو أخذنا هذه الحقبة في بدايتها من المفيد القول إن حكومة براون ليس في نيتها القيام بعملية إنقلابية في سياسة بريطانيا الخارجية بقدر ما هي ستعمد ببطء الي تصحيح هذه السياسة بشيء من التمايز عن السياسة الأمريكية، وهناك إشارات مبكرة عن هذا التصحيح بدت تتضح عندما أوكل براون مناصب وزارية رفيعة الي شخصيات عُرفت بانتقادها للسياسة الأمريكية مثل السير مارك مالوك براون كوزير ثان بالخارجية (وزير آسيا وأفريقيا والأمم المتحدة) له الحق في حضور اجتماعات مجلس الوزراء، وبالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون سجل السير مارك كنائب للأمين العام للأمم المتحدة , فإن الاهتمام الوحيد حول تعيينه قد انصب علي الدرجة العالية من التحذلق التي يتصف بها هذا الرجل، كما أن أمر تعيينه له مغزي كبير لاسيما أن عدوه القديم جون بولتون السفير الأمريكي السابق بالأمم المتحدة عقب علي هذا التعيين بالقول : إذا كان غوردون براون يعرف ما كان يفعل عندما عين السير مارك , فإن ذلك مؤشر رئيسي علي أنه يريد علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة، وإذا لم يعرف ما كان يفعل , فإن ذلك أيضا ليس بالمؤشر الجيد.

لا شك أن إدارة بوش لم تغفل عن مثل هذا التعيين، حيث رأته أكثر من مجرد إشارة صادرة من براون الي الرأي العام البريطاني، بإبعاد حكومته عن السياسات الأمريكية، وفي تأكيد من براون بعكس سلفه بلير، علي جماعية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء، وعدم الارتياح الأمريكي من هذا التعيين متأت من أن السير مارك عندما كان مساعداً للسكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، شن هجوماً مستمراً علي السياسة الأمريكية، واتهمها بتضخيم الفضيحة المالية المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء للعراق وتورط ابن أنان فيها.

وهناك عدم ارتياح أمريكي ثان من تعيين جون دينهام وزيراً للدولة في شؤون الجامعات والاختراعات والمهارات، من واقع أن دينهام استقال من حكومة بلير احتجاجاً علي سياسة الأخير في التماهي مع السياسة الأمريكية في الحرب علي العراق، ومن هذا فإن الأوساط الأمريكية تتوقع أن ينضم دينهام الي زميله مارك في المطالبة بإنسحاب القوات البريطانية من العراق، الأمر الذي بات يقلق حلفاء أمريكا الذين شعروا أن هناك مؤشرات حقيقية علي تعديل في السياسة البريطانية، خصوصاً وأن حكومة براون لم تعد تستخدم عبارة الحرب علي الإرهاب في خطابها السياسي والإعلامي.

هذا وقد وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية الخطوات التي يقوم بها براون علي طريق الابتعاد عن السياسة الأمريكية علي أنها قفزة براون قائلة، إن مظهر الفترة الحالية التي عرفت باسم قفزة براون هو كما يلي: سئم الإعلام والرأي العام اللذان يقودان بعضهما البعض إلي الأمام , توني بلير لدرجة أنه مهما فعل براون فلن يكون ذلك سوي تغيير للأفضل، وأضافت الصحيفة إننا في واحدة من تلك الفترات التي تبدو فيها جميع أفعال براون صائبة، المهم الآن أن براون ليس هو بلير وهذا يكفي، وحملة براون في واشنطن تبدو شديدة الإختلاف عن بلير في واشنطن , حتي إن كان ما يقولانه هو الشيء نفسه.

لذلك، إن ما ظهر من إشارات قوية في سياسة براون الخارجية علي صعيد التعامل مع أمريكا فاجأ المراقبين الذين توقعوا لأول وهلة أن يعمد براون الي إحداث تغييرات جزئية وشكلية لا تمس مستوي التعامل الجوهري وبإيقاع بطيء، من اعتبار انه سيمضي في مقدار من الاستمرارية في التعامل السابق لأسباب أقلها، أنه شارك في تلك السياسة السابقة سياسة بلير ولم يبد اعتراضاً معلناً عليها هذا من جانب، ومن جانب آخر لا يريد أن يظهر بمظهر إنقلابي حيال العلاقة التحالفية التي تجمع بريطانيا بأمريكا، لكن براون مثلما يبدو قد حسم الكثير من الخطوط التي لها علاقة بالتعامل مع أمريكا، وهو من هذا الحسم سيبرهن علي النتائج تدريجياً وعلي نحو هاديء ومن دون ضجة، بل أنه سيجعل من الأمر عادياً وعلي صفحتين، الصفحة الأولي أن يكسب ثقة الرأي العام البريطاني بدون استعراض وتظاهر، والصفحة الأخري هي عدم تحمل تبعات وراثة السياسة السابقة التي اتبعها بلير، أي أنه بهذه النتائج سيكون في حل من هذه الوراثة التي جعلت رئيس الوزراء البريطاني السابق بلير يفارق منصبه بشيء من المرارة والامتعاض، حتي لو تظاهر بروح رياضية عند وداع منصبه الذي أدي من خلاله دوراً تبعياً للسياسة الأمريكية.

لا شك أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في هذا الوقت يتعرض الي ضغوط عدة بشأن سحب القوات البريطانية من العراق، وفي هذا الإطار حذر مجلس العموم البريطاني في تقرير للجنته الخارجية من أن استراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق مصيرها الفشل، وجاء في هذا التقرير أن الاستراتيجية الأمريكية التي قام الرئيس جورج بوش بمراجعتها في يناير مع إرسال تعزيزات قوامها 30 ألف عسكري، مصيرها الفشل كما يبدو.

ودعت اللجنة الحكومة البريطانية الي عرض الاجراءات التي تنوي اتخاذها لتسهيل مصالحة سياسية بين مختلف الفئات في العراق وتقديم الأدلة علي الدعم الإقليمي الذي يتلقاه المتمردون في جنوب العراق.

كما حذر قادة الجيش البريطاني رئيس الوزراء غوردون براون من أن تأخير سحب قواته من البلد المحتل سيؤدي إلي زيادة عدد قتلاها، إذ نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن ضباط بارزين في الجيش البريطاني اعتقادهم بأن حشداً وشيكاً للقوات في قاعدة واحدة في مطار البصرة الدولي من المؤكد أنه سيسفر عن تشديد الميليشيات العراقية لهجماتها.

وقالت الصحيفة إن هذا التحذير يأتي في وقت ظهرت فيه أرقام جديدة تفيد بأن المطار وقاعدة ثانية في البصرة قد تعرضت للقصف بأكثر من 300 صاروخ وقذيفة هاون علي مدي الشهرين الماضيين وهو رقم يتجاوز ما وقع خلال السنوات الأربع الماضية، وأشارت التايمز الي أن وزارة الدفاع البريطانية كشفت عن أن 50 ضابطاً قد أصيبوا بجروح خطيرة في العراق في الفترة ما بين يناير الي منتصف يوليو الماضي، وهو العدد الذي يتجاوز الأعداد التي سجلت علي مدي أي عام من الأعوام السابقة بما في ذلك عام 2003 عندما بدأ غزو وإحتلال العراق.

وعلي كل حال، إن الاختبار الحقيقي الذي سيخضع له براون في معرفة المدي الذي يستطيع من خلاله استخدام هذا الحسم في العلاقة مع الرئيس الأمريكي بوش في الأشهر السبعة عشر القادمة من أجل تعزيز السلام في المنطقة والعالم، وهو في هذا الحال لا يمكنه التغافل عن المحاولات السابقة لتوجيه إدارة بوش في الاتجاه الصحيح والتي لم تنته نهاية سعيدة، مع تسليمنا من أن الفترة القصيرة التي استلم فيها براون منصبه الجديد لم تشهد خللاً كبيراً في العلاقة، من واقع أن الطرفين حرصا علي الإشادة بالتحالف التأريخي من دون الإشارة الي التفاصيل التي لا تخلو بطبيعة الحال من الاختلافات، لكن هذا الأمر لا يمنعنا من القول إن سياسة التبعية التي سادت علاقة بلير ببوش ليس في وسعها الامتداد الي براون الذي ينظر الي الحقبة التي ستأتي برئيس أمريكي جديد، عندها سيكون الأمر مختلفاً في التوجه العام وفي التفاصيل التي سوف تظهر من خلالها السياسة البريطانية المتمايزة عن السياسة الأمريكية، وحتي تلك الحقبة فإن براون ليس بمقدوره القفز من فوق أسوار الحلف البريطاني الأمريكي الثابت وخطوطه الاستراتيجية، لكنه بلاشك سوف يعمد الي ترشيد السياسات الخاطئة التي اتبعها بوش وبلير علي السواء، مع تأكيد منه علي عدم الاستمرار فيها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
من ينقذ العراق؟!
محمد خلفان الصوافي
الاتحاد الامارات
من يتابع التصريحات والبيانات التي تبرزها وسائل الإعلام وتلك الأخبار التي تتصدر الصحف العالمية مؤخراً، يجدْ الحديث فيها عن المستقبل السياسي والأمني للعراق هو الأكثر بروزاً وشيوعاً مقارنة بغيره من الأحداث. ويجد المتابع أيضاً في ذلك الحديث أن معظم دول العالم بما فيها الكثير من الدول العربية، بدأت تتخلى عن دعم العراق، وأن الاهتمامات الداخلية لكل دولة من تلك الدول طغت على الاهتمام بالوضع العراقي. والمحزن في كل ذلك أن العراقيين أنفسهم، كقادة سياسيين، بدأوا بالتنصل من مسؤولية إنقاذ العراق، أو هكذا أرى بعد أن طغت المصالح الطائفية على مصالح الشعب العراقي، فالكل يتهم الكل، والكل يقتل في الكل، والكل يصارع الكل سياسياً وعسكرياً ودينياً!
التخلي عن العراق، بدأ يزداد وينمو بأكثر مما كان عليه الحال في كل الأوقات والفترات السابقة منذ احتلاله قبل أربع سنوات، ففي الولايات المتحدة هناك مطالب وضغوط بالانسحاب التدريجي، وفي العراق هناك صراع بين السياسيين واختلافات مصلحية وطائفية أكثر منها سياسية، وفي الجوار إما سكوت عما يحدث وإما تدخل سافر في الشؤون الداخلية في العراق، كما يحدث من جانب إيران. وحيث يكون الحديث بمثل هذه الكثافة وهذا الزخم وعلى مثل هذه المستويات السياسية ومن قبل دول معروف موقفها من العراق، يمكننا الجزم بأن الوضع بات خطيراً أو أنه أقرب إلى حافة هاوية يعلم الله وحده مداها، وبالتالي لا بد للمتابع أن يتخوف من حدوث ورطة حقيقية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها. الأخبار والتحليلات الآتية من داخل العراق وخارجه، تشير إلى أن الأوضاع داخله تسير من سيئ إلى أسوأ، رغم كل هذه الفترة من رحيل النظام البائد، فمعدلات القتل اليومي في ازدياد بحسب الإحصاءات المنشورة. استنتاج فرضية التخلي عن العراق يمكن التوصل إليها من خلال الضغوط التي تواجهها إدارة بوش للانسحاب من العراق، فرغم أن البيت الأبيض لم يزل يتشبث بآخر أمل له في البقاء، لكن من الواضح أن تنامي هذه الضغوط قد يدفع بوش إلى التراجع خصوصاً في ظل الانسحابات المتوالية والهروب المتواصل من سفينته الرئاسية التي لم يتبق له فيها من صديق مخلص سوى وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ونائبه ديك تشيني الذي فقد كثيراً من مصداقيته وبدأ يختفي تدريجياً في مواجهة طوفان منتقدي الحرب من "جمهوريين" و"ديمقراطيين".المؤلم حقاً، هو أن نقرأ كل تلك البيانات والتصريحات عن خطر انتقال عدوى الحرب الطائفية في العراق وعن التكلفة التي يمكن أن يدفعها الجميع، وفي مقدمتهم العراقيون والعرب إن نشبت -لا سمح الله- حرب أهلية في العراق، ومع ذلك لا نجد من يحرك ساكناً لتفادي هذا الخطر الجسيم ولا نجد من يطرح بديلاً عربياً أو مخرجاً إقليمياً جدياً يساعد العراقيين في الخروج من محنة ألمت بهم وفشل في إنقاذهم منها ساسة غرقوا حتى النخاع في الولاءات الإقليمية والدولية وفي الدفاع عن ولاءات طائفية وعرقية دون حرص على مصلحة أسمى وأشمل هي مصلحة الشعب العراقي بأكمله.



السؤال الذي يتداوله الجميع الآن هو: من المسؤول عن تردي الأوضاع أمنياً وسياسياً؟ بغض النظر عن المأزق الأميركي في العراق الذي يتحدث عنه الكثيرون وبغض النظر عن البحث في الإجابة على ذلك التساؤل وعن جسامة الأخطاء التي وقع فيها نور المالكي، فإن استمرار تبادل الاتهامات وإلقاء كل طرف اللومَ على الآخر، بأنه السبب في المأساة العراقية أو إطاحة حكومة المالكي... قد لا يحل المشكلة ولن يحمي العراقيين من الكارثة. ولمن يعتقدون في المنطقة بأنهم سيكونون بمنأى عما سيحدث في العراق باعتبار أن الأمر حرباً داخلية، فإنهم يتجاهلون تأثيرات الصراع العراقي على الجوار الجغرافي العربي وغيره. المطلوب هو اعتبار العراق ملفاً عربياً ساخناً بالفعل لا بالكلام، وأن يتحرك القادة العرب كي لا يضيف التاريخ كارثة عربية جديدة إلى واقعنا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
.. غرق العراق في العرق 2-2

إبراهيم بخيت
الراية قطر
هزمت أمريكا من قبل في اليابان حتي ضربتها بالقنابل النووية. وتوحلت أمريكا من قبل في فيتنام حتي هربت مثخنة بالجراح الجسدية والنفسية. ولكنها لم تتعظ.

حاولت أن تتجمل عندما اختارت غزو العراق مدفوعة بمناصريها أعداء البعث الدامي فلم تجد السند الدولي. وشجعها علي الغزو الصمت العربي. كان صدام دكتاتورا، وظن في نفسه الظنون حتي قادته نفسه الأمارة بالسوء إلي سوء الخاتمة. وصمت العرب عشما في التخلص منه.

إلا أن الصمت العربي أغري الغزو الأمريكي بالغلو في البلاهة. فكانت القرارات البريمرية العمياء بمحاولة طمس الواقع العراقي بقوة البندقية وإصدار القرارات بتحريض من الانتهازيين الذين جاءوا معه علي ظهر الدبابات. نعم كان للأمريكان العديد من الأهداف الخاصة والدوافع الدافعة لفعل ما فعل. ولكن هل نيل المطالب بالقوة العمياء؟.

فلقد فشلت كل منظومته الفكرية والاستراتيجية وقوة بطشة العسكرية. أما ما لم يكن يحسب حسابه، فهو الواقع العراقي ومراكز القوي الإقليمية وضعف الطالب والمطلوب الداخلي.

لقد كشف سقوط النظام الصدامي عن أسوأ ما تستبطنه الأرض العراقية من تباينات طائفية وجهوية وعرقية. التقت في ضعف الحافز الوطني والابتعاد عن الحس القومي والارتماء في ضيق الأفق السياسي. تفاعلت كل هذه المعطيات لتنتج عراق اليوم. الذي لن يكون خلاصه في خروج الأمريكان ولن يكون في تقسيمه جهويا أوطائفيا،.

نعم لقد فتح الاحتلال كل هذه الاحتمالات معا. وصار لها منظروها ودعاتها ومساندوها دوليا وإقليميا. ذلك ان من يتركهم الاحتلال وراءه أتيحت لهم فرص الثراء الحلال منه واغلبه غير ذلك، وأصبحت لهم سطوة ترعرعت علي المفاسد المالية والاقتصادية السياسية مسنود بدافع عقائدي إستفرادي.

كما أن الاحتلال أيضا قد هدم الصالح والطالح من الأحزاب التي كانت قبل غزوه للبلد لها وجودها المؤيد أوالمعارضة لحزب البعث العراقي الحاكم والتي وجدت نفسها الآن في عراق اليوم لا تستطيع التنفس بعيدا عن مناخ الانشطار الطائفي، فتلاشت شعاراتها وتضاءلت مطالبها في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.

هذا هو عراق اليوم المتعرق. فهل يستطيع الاحتلال البقاء في هذا الجحيم؟ وهل يستطيع الاستمرار في مخططه الرامي لنشر الديموقراطية في هذه الأرض الخراب كما يدعي. وهل يستطيع العراقيون وأصدقاؤهم المخلصون التوحد علي قلب رجل لا عقائدي ولا جهوي ولا طائفي ولا تحكمه النفس الأمارة بالسوء ولا المصالح الشخصية الضيقة؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بوش حاد عن الصواب في مقارنته بين حربي العراق وفيتنام!
أندرو باسيفيتش

الوطن عمان

يتطلب العثور على سبب منطقي في كارثة حرب فيتنام للإبقاء على وجود القوات الأميركية في العراق خيالاً كبيراً. وإن لم يكن هناك أي شيء آخر، فإن خطاب الرئيس بوش الذي ألقاه أمام جمعية المحاربين القدامى خلال الأسبوع الماضي كشف حتى الآن عن عدم قدرته على الفهم والإبداع. أجل، فإن ملاحظات بوش من منظور الخبرة في مجال التحليل التاريخي أثبتت أنها ملاحظات ذاتية وانتقائية.
ولسنوات طويلة، رفضت ادارة الرئيس بوش كل المقارنات التي جرت بين حرب العراق وحرب فيتنام. ولكن الرئيس بوش استشهد مؤخراً بحرب فيتنام ليؤكد إصراره على رغبته في رؤية "العراقيين سعداء وهم يبنون ديمقراطيتهم بأنفسهم". وقال بوش إن القيام بشيء آخر سوف يترتب عليه وقوع سلسلة من الأحداث الشبيهة بالأحداث التي تلت سقوط مدينة سايغون، جنوب فيتنام عندما تعرض "الملايين من المواطنين الأبرياء" للقتل أو الاعتقال أو الإجبار على مغادرة المدينة.
ويرى الرئيس بوش أن التخلي عن "العراق" حليفنا في جنوب شرق تمثل فضيحة كبرى، وتأسف بوش بشدة على المصير الذي تعرض له ضحايا منظمة الخمير الحمر في كمبوديا. وذكر الرئيس بوش أن الانسحاب من العراق يمثل تخلياً عن ذلك البلد في ظروف صعبة. وبالإضافة إلى ذلك، وجد بوش علاقة محدودة بين حرب العراق وحرب فيتنام. وهذا شيء مشؤوم وغير ملائم؛ لأن الحروب السابقة كانت تقدم دروساً وثيقة الصلة بالمأزق الذي يحيق بنا في العراق حالياً. وكما أوضح الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش أمام جمعية المحاربين القدامى، فإن بوش لا يزال غافلاً بالفعل عن الكثير من الأمور التاريخية الهامة. وإليكم قليلاً من الدروس الهامة التي تجاهلها.
في الحروب غير التقليدية، لا تهم الإحصائيات عن عدد ضحايا الحرب. وفي حرب فيتنام، مكنت قوة المدفعية الأميركية المتقدمة القوات الأميركية من الانتشار وتحقيق الغلبة في معظم الاشتباكات التكتيكية. وقد قتلنا الكثير من سكان فيتنام الشمالية، ولكن القتل لا يحقق الانتصار. وأثبتت جهود القوات الأميركية كلها أنها كانت غير مجدية وذات تأثيرات عكسية على الدوام.
والأمر يبدو شبيهاً في العراق، على الرغم من أن الرئيس بوش يصر على التظاهر بخلاف ذلك. وقد أظهر خطاب بوش أنه يبدو مثل الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون، عندما تفاخر بأن القوات الأميركية في العراق قتلت، في المتوسط، منذ شهر يناير الماضي أكثر من 1500 عضو من أعضاء تنظيم القاعدة وبعض التنظيمات الإرهابية الأخرى. وإذا كان بوش يعتقد بأنه من خلال ذكر هذه الاحصائيات الضخمة عن عدد القتلى أو المعتقلين في صفوف الجماعات الإرهابية، فإن خطوة زيادة عدد القوات الأميركية الأخيرة في العراق سوف تتسبب في ظهور آثار عكسية لمسار الحرب، وبذلك يكون بوش يخدع نفسه. والسؤال الحقيقي لا يكمن في عدد الإرهابيين الذين نقتلهم، ولكنه يكمن في عدد الإرهابيين الذين يظهرون نتيجة استمرار بقائنا في العراق.
وليس هناك بديل للشرعية. ولم تحسم حروب مثل فيتنام والعراق بشكل عسكري؛ ولكن من الممكن أن تحسم هذه الحروب بشكل سياسي. ولكن الحلول السياسية تحتم وجود مؤسسات سياسية شرعية قادرة على الحكم بشكل مؤثر وقدرتها تأمين إخلاص الشعوب.
وفي دولة فيتنام التي أوجدتها الولايات المتحدة بعد تقسيم شبه جزيرة إندوشينا الفرنسية، لم تتواجد مثل هذه المؤسسات. وعلى الرغم من الاستثمار الأميركي الهائل في بناء الدول، فإن هذه الخطوات لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. وفي النهاية، نتج عن هذه الحرب تقسيم فيتنام الجنوبية.
والأمر كذلك بالنسبة للعراق الذي تعرض للاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى في أعقاب سقوط الامبراطورية العثمانية. ومن منطلق المجاملة، فقد نتظاهر بأن العراق مؤهل لأن يكون دولة مؤسساتية فاعلة. وفي الحقيقة، بالنظر إلى الانقسامات الطائفية والقبلية العميقة الموجودة في العراق، فإن أي مقارنة بين العراق وفيتنام الجنوبية سوف تذهب بالضرورة لمصلحة فيتنام الجنوبية.
وفي خطابه الذي ألقاه أمام جمعية المحاربين القدامى، وصف الرئيس بوش رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه "رجل طيب". وسواء أكان المالكي رجل طيب أو سيء، فإن هذا الأمر لا يهمنا كثيراً. والسؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو: "هل يرأس المالكي حكومة قادرة على الحكم؟". وتؤكد الدلائل المتصاعدة أن الإجابة على هذا السؤال سوف تكون حتماً بالنفي.
وفي ظل التحليلات الاستراتيجية، فإن الفكرة العقائدية تسبب تشوشاً بقدر أكبر من قدرتها على التوضيح. ومن حقبة الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور إلى الرئيس ريتشارد نيكسون، أقنع عدد كبير من الرؤساء الأميركيين السابقين أنفسهم بأن الدفاع عن فيتنام الجنوبية كان يصب في مصلحة الولايات المتحدة. وبالنسبة للعالم الحر، فإن التحول الشيوعي لهذه الدولة كان يمثل هزيمة غير مقبولة.
ولكن عندما سقطت فيتنام الجنوبية، ظهر أن التأثير الاستراتيجي لهذه الخطوة كان محدوداً جداً. ولا يمثل سقوط الدومينو أي تهديد للأراضي الأميركية لسبب واحد وهو أن الشيوعيين في فيتنام الشمالية كانوا غير مهتمين بتعزيز الثورة الدولية، وكانوا يركزون على توحيد دولتهم تحت راية الحكم الاشتراكي. وقد خدعنا أنفسنا عندما فكرنا بأننا كنا ندافع عن الحرية في مواجهة الحكم الشمولي الاستبدادي. وفي الحقيقة، يجب القول بأننا تسببنا في سقوط فيتنام في هوة الحرب الأهلية.
وفيما يتعلق بالعراق، يصر بوش على ارتكاب خطأ مشابه. وفي تعليقاته التي ألقاها في ثنايا خطابه أمام جمعية المحاربين القدامى، وصف الرئيس بوش الأوضاع الجارية حالياً في العراق على أنها "صراع عقائدي". وقال إن "أعداءنا هناك يهدفون لسحق معايير الحرية والتسامح من أجل فرض أفكار المغالاة والتشدد في منطقة حيوية من العالم. وأضاف بوش بقوله: "إذا لم نقاتلهم "هناك"، فسوف يتعين علينا بالتأكيد أن نقاتلهم "هنا".
وبالفعل فإن الجماعات الإسلامية المتشددة مثل تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن يمتلكون أفكارا وعقيدة تعتمد على الكراهية. ولكن القول بأن أسامة بن لادن والآخرين ممن هم على شاكلته يمتلكون القدرة على التحكم في منطقة الشرق الأوسط، وإعادة دولة الخلافة حسب تسميتهم هو مجرد كلام سخيف، والأمر نفسه ينطبق على نظرية الدومينو الغبية التي ظهرت في العقد الخامس والسادس من القرن الماضي.
وسوف تحدد السياسة، وليست الأفكار والعقائد مستقبل منطقة الشرق الأوسط. وينطوي هذا القول على أخبار جيدة وأخرى سيئة في الوقت نفسه. والأمر الجيد في هذا القول هو أن مصالح وتطلعات العرب، غير العرب، السنة، الشيعة، أنصار الحداثة ودعاة الحفاظ على التقاليد سوف تتوحد لتمنع أي طرف من فرض سيطرته ونفوذه على الأطراف الأخرى. والأخبار السيئة تكمن في أن نفس هذه العوامل كفيلة باستمرار الفوضى وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط خلال المستقبل القريب.
وفي بعض الأحيان، يمكن للشعوب أن تدير أمورها الخاصة. ولكن هل تحتاج الولايات المتحدة إلى المشاركة في مثل هذه الفوضى. ربما تكون الإجابة بالنفي. وهنا فإن تجربة فيتنام في أعقاب هزيمة الولايات المتحدة تحمل العديد من الدروس الهامة؛ حيث إنه بمجرد مغادرة الأميركيين لفيتنام، بدأ الفيتناميون في التوحد والعمل مع بعضهم البعض. وعلى الرغم من أن فيتنام لم تصبح مدينة فاضلة، فإنها تحولت إلى دولة مستقرة ومزدهرة بشكل مستمر، وأصبحت في الوقت الحالي دولة مسئولة في المجتمع الدولي. وفي هانوي، ظل الشيوعيون في السلطة. ولكن من يهتم برؤية النظر الأميركية؟
ولم يشر بوش إلى حالة فيتنام في الوقت الحالي. ولكن السؤال ما زال يطرح نفسه وهو: أليس من الممكن أن تصبح شعوب منطقة الشرق الأوسط مؤهلة بشكل أفضل لتحديد مستقبلها بدلاً من فرق القوات الأميركية المروعة؟ والإجابة على هذا السؤال قد تكون بالإيجاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
المالكي.. استغراب الأصدقاء والخصوم على السواء

ماريانا بيلينكايا
اليوم السعودية

أقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خطوة جريئة على طريق الوفاق الوطني في تلك اللحظة بالذات التي تعرض فيها لانتقاد لاذع من جانب باريس وواشنطن.
أعلن المالكي في 26 أغسطس الجاري في مؤتمر صحفي عقده في بغداد أن الاجتماع الموحد لممثلي الشيعة والسنة والأكراد في العراق توصل إلى اتفاق على عدد من المسائل المحورية بالنسبة لإعادة الاستقرار السياسي إلى البلد. وأفاد رئيس الوزراء أن الاجتماع تبنى قرارات بشأن العفو عن المعتقلين السياسيين، وإجراء انتخابات في أجهزة السلطة المحلية في المحافظات. وتمكن المشاركون في الاجتماع من تنسيق نص قانون إعادة توزيع عائدات النفط ومن التوصل إلى اتفاق على إعادة النظر في تشغيل أعضاء حزب البعث السابقين. وكانت المجادلات حول هذه المسائل تعطل جهود حكومة المالكي منذ عدة شهور، وأدت إلى مقاطعتها من جانب ستة وزراء يمثلون جبهة التوافق (السنية). وتلوح في الأفق الآن فرصة لخروج العراقيين من المأزق الحالي. وعلى الرغم من أن الوزراء الذين يقاطعون العمل الحكومي لا يسارعون إلى العودة إلى مكاتبهم إلا أن الطائفة السنية عامة لا ترفض الحوار مع ممثلي سائر الجماعات الاثنية والدينية.
وقد حدث كل هذا بعد مرور بضعة أيام فقط على إعلان سفير الولايات المتحدة في بغداد ريان كروكر عن خيبة آماله الشديدة في تطور العملية السياسية في العراق، وعلى مطالبة عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين كارل ليفين وهيلاري كلينتون باستقالة نوري المالكي.
وتوصل إلى نفس هذا الاستنتاج وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في أثناء زيارته لبغداد. وكان الرئيس جورج بوش هو الوحيد الذي أيد رئيس الوزراء العراقي مع أنه نوه بأن الحكومة برئاسة المالكي ملزمة بأن تحقق نتائج أكبر من تلك التي حققتها إلى حد الآن. ويأتي الاتفاق بين السنة والشيعة والأكراد ليبرر ثقة الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء العراقي.
ونلاحظ بالمناسبة أن نوري المالكي بعيد كل البعد عن أن يكون ربيبا أمريكيا بل على العكس من ذلك تتعرض جولته في طهران ودمشق للانتقاد من جانب واشنطن. أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة فقدت إلى حد بعيد إشرافها المباشر على زمام المسيرة السياسية في العراق بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في هذا البلد في ديسمبر 2005.
وقد كان ترشيح المالكي نفسه ثمرة لمناقشات استغرقت شهورا عديدة بين القوى السياسية في العراق والتي لم تتمكن في نهاية المطاف من العثور على أي مرشح آخر سواه يرضي معظم نواب البرلمان. وهي حقيقة لا يمكن أن تتجاهلها واشنطن. وفضلا عن ذلك فإن أي شخصية سياسية أخرى في هذا المنصب سوف تواجه نفس تلك المشاكل التي يصطدم بها المالكي. وعلاوة على ذلك لن تساعد عملية إعادة توزيع الحقائب في الحكومة على التسوية السياسية في العراق بل ستجمدها لفترة لا تعرف حدودها. ومما لا شك فيه أن الرئيس الأمريكي في غنى اليوم عن مثل هذه التطورات لأنه خلافا لكارل ليفين وهيلاري كلينتون لا يملك متسعا من الوقت للقيام بالتجارب السياسية الجديدة. ولكل هذه الاعتبارات - على ما يبدو - أقدم الرئيس بوش على دعم رئيس الوزراء العراقي.
وفيما يتعلق برأي كارل ليفين وهيلاري كلينتون في عدم أهلية حكومة المالكي فلن يؤثر على تطور الوضع في العراق إلى أدنى حد على الرغم من أنه استند إلى معطيات المخابرات الأمريكية وتصريحات الوزير الفرنسي. ولا بد من القول : إن قرار الثقة بالمالكي أو حجبها عنه يعود للشعب العراقي لأن الأوروبيين ظلوا بمنأى عن مجريات الأحداث في هذا البلد في الوقت الذي ارتكب فيه الأمريكان أخطاء كثيرة لدرجة لا تطاق.
وتجدر الإشارة إلى أن العراق أصبح ساحة تتصادم فيها مصالح القوى العالمية المختلفة، وما زال بعيدا عن الاستقرار السياسي والأمني، ولكنه قد استعاد سيادته شكليا. (لقد تم ذلك من الناحية القانونية في عام 2004 أما من الناحية العملية فلم يتم ذلك حتى الآن). وعلى ضوء هذا الواقع بالذات ينبغي تقييم رد نوري المالكي على السيناتورين الأمريكيين اللذين يتحدثان عن العراق - على حد قوله - بلهجة يعوزها احترام سيادته وكأنهما يتحدثان عن أحدى القرى الأمريكية. وطالب المالكي وزير الخارجية الفرنسي بالاعتذار للعراق.
وسوف يبين الزمن مدى نجاح عمل حكومة المالكي خاصة ان تحقيق الوفاق الوطني يعتبر مهمة غير يسيرة. وهناك حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن ثقة العراقيين بأنفسهم تتعزز من يوم إلى آخر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
المساعدات إلى العراق.. أزمة لاجئين متصاعدة
جون هولمز
(عن هيرالد تريبيون)
إن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية الكبيرة والسريعة النمو، هي أيضاً من بينها المعروفة على نحو أقل: العراق. لقد هرب أكثر من أربعة ملايين شخص من بيوتهم، أي واحد من بين كل سبعة عراقيين، في أكبر عملية نزوح للسكان في التاريخ الحديث للشرق الأوسط.
إن العنف المستمر لا يسبب فقط العديد من الوفيات بين المدنيين (قرابة 100 حالة وفاة يومياً)، إنما أيضاً يقيد الحركة بشكل شديد، بمن فيهم عمال الإغاثة، ويحد من إمكانية الوصول إلى الخدمات العامة، ويعني التدهور المستمر في الظروف المعيشية. كما أن المياه النظيفة، والنظافة العامة، والخدمات الصحية، والغذاء، والكهرباء غير متوافرة بشكل متزايد.
يعني كل ذلك أن نحو ثمانية ملايين عراقي بحاجة الآن إلى المساعدات الإنسانية والحماية، بمن فيهم أكثر من مليوني لاجئ يعيشون خارج حدود البلاد، ونحو 2.2 مليون شخص نزحوا إلى تلك الحدود. والغالبية العظمى من هؤلاء هم من النساء والأطفال.
أما العراقيون الذين فروا إلى الأردن وسوريا، وبأعداد أقل إلى مصر وإيران ولبنان، فهم يعيشون وضعاً متزعزعاً. حيث يصارعون من أجل الحصول على وظائف، ومدارس، والعناية الصحية - وفوق كل ذلك، الأمل.
ويقع على كاهل الدول المجاورة للعراق مسؤولية ثقيلة. حتمياً، فإن حصيرة الترحيب بأولئك اللاجئين ربما تكون مهترئة بعض الشيء في المجتمعات المضيفة المثقلة بشكل مفرط فعلياً. فالأردن على سبيل المثال، بسكانه البالغ عددهم ستة ملايين شخص فقط، يؤوي نحو 750 ألف عراقي، وقياساً بالفرد، فهو يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم. تخيل لو أن الولايات المتحدة اضطرت فجأة للتأقلم مع 37.5 مليون لاجئ؟
إن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية تعمل جاهدة الآن مع الحكومات المضيفة للمساعدة على تخفيف الضغوطات. وقد ساهم مؤتمر عالي المستوى عقد في جنيف في نيسان (أبريل) في زيادة الوعي، وأدى إلى القيام بجهد لجمع تمويل مبدئي بلغ 60 مليون دولار، تمت زيادته لاحقاً إلى مبلغ 120 مليون دولار. ويطالب المؤتمر ووكالات الأمم المتحدة الأخرى بمبلغ إضافي مقداره 130 مليون دولار لتعزيز مرافق التعليم لكي تتأقلم مع دخول العدد الضخم من الأطفال العراقيين إلى المدارس – الفكرة الأساسية هي عدم خلق مخيمات منفصلة أو مؤسسات للعراقيين ولكن لتمكينهم من استخدام ما هو قائم على أساس غير تمييزي.
لا شيء مما ذكر هو مباشر وواضح. فالحساسيات السياسية واضحة، غير أن مساعدة أولئك الذين مازالوا في العراق هو أمر أكثر صعوبة للأسباب الواضحة المتمثلة في غياب الأمن. لقد استمرت الأمم المتحدة إلى جانب المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية بالعمل في هدوء، على سبيل المثال في حملات التطعيم ومخزون الطوارئ من المياه والغذاء والإمدادات الأخرى إلى بعض المجتمعات العراقية الأكثر هشاشة. غير أن هذه الجهود تصبح قطرة فقط في بحر الحاجة المتضخم.
بناء عليه، ما الذي يجب فعله، بحسب الافتراض الواقعي بأن العنف والدمار من غير المحتمل أن ينتهيا في المستقبل القريب؟
إن الإجابة المختصرة هي أننا في حاجة إلى زيادة جهودنا الإنسانية بسرعة. وبالطبع، فإن الحكومة العراقية أمامها المسؤوليات والموارد المهمة. فقد عرضت على سبيل المثال تقديم مبلغ 25 مليون دولار لمساعدة اللاجئين، وعليها أن تفعل المزيد. وعلى أية حال، لا يمكنها أن تتأقلم مع المشكلات المتفاقمة بسرعة وحدها. ولهذا السبب نضع معاً خطة تشغيلية جديدة وملحة، مع وكالات الأمم المتحدة الرئيسية والمنظمات غير الحكومية، والتي سيرافقها التماس جديد لمزيد من الموارد للمساعدة داخل العراق.
ليس من مجال لتقديم وعود لحدوث معجزات. إن أحداث العنف الحالية في البلاد تجعل العراق الحلبة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم. ومنذ عام 2003، قتل نحو 84 من العاملين في المساعدات في العراق، وأعداد كبيرة غيرهم أصيبت أو تم اختطافها. إن أولئك المشتركين في العمل الإنساني، العراقيون بشكل أساسي، يجازفون حرفياً بحياتهم لإنقاذ الآخرين. نريد زيادة أعدادهم، ولكن يمكننا أن نفعل ذلك بحكمة وحذر كبيرين. فلا يمكننا أن ننسى أنه في هذا الشهر قبل أربعة أعوام، قتل واحد ممن كان يسبقني إلى جانب 21 زميلاً آخر في تفجير شاحنة في مقر الأمم المتحدة في بغداد.
ورغم الأخطار، فإن المجتمع الإنساني سيقوم بما هو أكثر من ذلك. وفي الوقت نفسه، سنصر على أن تكون أنشطتنا منفصلة عن – وينظر إليها على أنها منفصلة عن - أية أجندة سياسية أو أمنية أو اقتصادية. وبسبب الطابع الإنساني لعملنا، فأمامنا هدف واحد: تقديم المساعدة إلى الذين يعانون بطريقة حيادية وغير منحازة، تستند إلى الحاجة وليس العقيدة. إن هذه القيم متجذرة في التعاليم الأخلاقية للإسلام وجميع الديانات الرئيسية. وبناء عليه أدعو جميع الأطراف المهتمة – الحكومة والسلطات المحلية والقوات المسلحة والمليشيات المسلحة، والمجموعات السياسية والدينية - للقيام بكل ما يمكنها القيام به لتعزيز وحماية المساعدات الإنسانية. بإمكان فرق المساعدة الإنسانية أن تضع الضمادة على الجرح، ومن الواضح أنه جرح سيظل العراق يعاني منه إلى أن يتم إيجاد حلول سياسية للصراعات. وفي غضون ذلك، علينا أن نواصل وضع الضمادات بحذر وتعاطف وشجاعة.

** نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أمريكا بلا حلفاء!!
افتتاحية
الرياض العودية
كل الإمبراطوريات العظمى بدأت ببناء نفسها ثم اتجهت للتوسع على العالم الخارجي، وقد كانت بريطانيا الأذكى والأكثر هيمنة على عالم فاق حجم جزرها آلاف المرات، ولعل نجاحها لا يُعزى فقط لقوتها العسكرية أو المادية، وإنما لقدرتها على إدارة تلك المستعمرات بكفاءات نادرة حيث لا تفترق مؤهلات مخطط وصانع القرار عن الآخرين الذين يحكمون بلداناً صغيرة، أو يديرون مؤسسات الطرق أو السكك الحديدية، أو بلداناً هائلة مثل الصين والهند ودول العالم الجديد..
أمريكا إمبراطورية عظمى اعتمدت على تأهيلها الداخلي عندما انفجرت كأكبر قوة اقتصادية ثم عسكرية بدءاً من إطلالتها على العالم في الحرب الكونية الأولى، لكن نجاحها العسكري في الحربين ثم إعادة بناء أوروبا في مشروع "مارشال" وسيطرتها على القوتين الحربيتين اليابان وألمانيا جعلها تنفرد بالمعسكر الغربي، وتكون المثال المطلوب في ديموقراطيتها وتقدمها التقني في المعسكر الشرقي، والذي ساعد على نهاية غير سعيدة للاتحاد السوفياتي..

وبسبب تحقيق هذه النتائج الهائلة، جاء من يروّج داخل الكونغرس والبيت الأبيض وبعض الفلاسفة الجدد، أن أمريكا وحدها في العالم من يستطيع ملء الفراغ السياسي والاقتصادي، وإعادة هيكلة النظم والدول، والاتجاه بالحضارة البشرية ضمن القاطرة الأمريكية، وهنا جاء مبدأ فرض الهيمنة بالقوة، وكانت الضحية أفغانستان والعراق، وفي الأخيرة جاء التصرف الأمريكي أكثر تطرفاً مدفوعاً بهاجس العقيدة الجديدة بأن أمريكا هي الدولة الأولى التي لها حق التصرف بدون العودة إلى أي منظومة دولية، أو حتى الحلفاء الغربيين..

نجحت أمريكا في احتلال العراق والتشفي من أوروبا التي رفضت هذه السياسة، ولم تقبل أي نصيحة أو تقويم لسلوكها، ومن داخل العراق بدأت اللعبة الخطرة، حلّت الجيش وقوى الأمن وتحالفت مع الشيعة ضد السنة الذين رفضوا الإذعان وأعلنوا المقاومة، وتحالفوا مع البعث وفلول نظام صدام، وجلبوا القاعدة، لكنها شعرت أن الشيعة هم أكثر ذكاء في تحالفهم مع إيران وهنا جاء الدور الإيراني أكثر قوة في الجنوب، حتى بريطانيا التي احتلته وأدارته بعقليتها التقليدية للاستعمار القديم فوجئت بأنها عدو لم يكتسب ثقة المواطنين ولا القيادات هناك، مما اضطر أمريكا لأن تعلن الحرب على الشيعة أسوة بالسنة، وهنا فقدت وزنها، أي أنها في داخل العراق كله بدون حلفاء، وحتى الأكراد يشعرون أنهم احتياطي سياسي قابل للتغيير لأن تركيا لا ترغب بأي تطور يجعل للأكراد دولة في الشمال دون سلطة مركزية عراقية، وأن أمريكا من المستحيل أن تقايض الأكراد بحجم دولة استراتيجية مهمة مثل تركيا..

على النطاق الدولي دفعت السياسة الأمريكية إلى شبه انعزال بينها وبين أوروبا، وحفزت روسيا التي شعرت بانتشار الصواريخ على حدودها على إعادة بناء ترسانتها العسكرية من خلال فوائض النفط والغاز، وفي آسيا نهض العملاقان الهند والصين، وبقي العالم ينظر بعداء إلى كل السياسات الأمريكية وهو تطور جعلها بلا أصدقاء، ولا حلفاء لهم رغبة بالانقياد إلى مغامراتها التي أدت إلى هزات اجتماعية واقتصادية..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
التخطيط لتقسيم العراق
رضا محمد لاري
الرياض السعودية
إن تقسيم العراق الذي تدعو إليه أمريكا اليوم لا يخص العراق وحده وإنما هو بداية طريق طويل سيصيب العديد من دول الشرق الأوسط وفقاً لترتيب زمني ربما لم تنظمه حتى الآن أمريكا،

تسربت معلومات من البيت الأبيض تؤكد بأن قراراً على وشك الصدور يقضي بتجزئة العراق إلى ثلاث دويلات من رؤية سياسية تؤمن بأن الخلاص من المستنقع القتالي بالعراق الذي وقعت فيه أمريكا والحرب الأهلية الدائرة بين المواطنين العراقيين على أساس الخلاف المذهبي والعرقي يتطلبان مثل هذه التجزئة للعراق اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، حتى يتحقق الاستقرار بصورة تدريجية بالعراق ومن ثم تتمكن قوات أمريكا والقوات البريطانية وغيرهما من قوات التحالف الدولي الانسحاب على مراحل زمنية من العراق.

إن تقسيم العراق ليست مجرد رؤية سياسية مفاجئة توصلت إليها واشنطن بسبب الأوضاع القتالية الدائرة في داخل الأراضي العراقية، وإنما هي استراتيجية موضوعة قام بصياغتها الدكتور هنري كيسنجر ليس فقط للعراق وحده وإنما أيضاً لكل الدول العربية باقليم الشرق الأوسط بهدف تغزيم هذه الدول وعملقة إسرائيل لتصبح الدولة العظمى في داخل الاقليم يدور في فلكها السياسي والاقتصادي الدول الأقزام المختلفة باقليم الشرق الأوسط.

جاء هذا التخطيط الاستراتيجي من وجهة نظر الدكتور هنري كيسنجر بهدف ملء الفراغ السياسي في الشرق الأوسط الذي تعذر ملئه في مراحل زمنية ماضية متعاقبة بمحاولات متعددة، تبدأ من مشروع ايزنهاور، وحلف بغداد، وصولاً إلى بنك الشرق الأوسط الذي أريد له أن يكون تحت سيطرة إسرائيل ويتولى منفرداً عمليات تسويق البترول المنتج في إقليم الشرق الأوسط، فلما صدم هذا التوجه بالواقع العملي وضعت استراتيجية تجزئة "تقزيم" دول الشرق الأوسط لتصبح دويلات صغيرة لتقابل إسرائيل التي يخطط لها أن تصبح عملاقة من خلال تحويل الأراضي التي تحتلها في فلسطين لتصبح مجالاً اقليمياً لها، وهو تصرف يفتقد إلى المنطق القانوني لأنه يحول الاستعمار الاستيطاني للأرض إلى امتلاك هذه الأرض، وكل احكام القانون الدولي العام في الماضي والحاضر وفي المستقبل تحرم تماماً هذا المسلك والتصرف باعتبارهما اجراء خارجاً على أحكام القانون الدولي العام.

إن تقسيم العراق الذي تدعو إليه أمريكا اليوم لا يخص العراق وحده وإنما هو بداية طريق طويل سيصيب العديد من دول الشرق الأوسط وفقاً لترتيب زمني ربما لم تنظمه حتى الآن أمريكا، ولكنها ماضية في هذا الطريق إلى نهايته ولا يوجد ما يوقفها عند حدها إلا التحام الشعوب بالقيادات السياسية فيتعذر على أمريكا تماماً لوحدها أو لو جاءت بتحالف دولي أن تنفذ إلى هذه الدول طالما أن الشعب والقيادات السياسية يمثلان كتلة واحدة في داخل الدولة الواحدة وهي قوة لا تماثلها قوة على الأرض، لأن الشعوب في كل زمان ومكان لا تهزم حتى إذا اجتمع عليها دول الأرض جميعها، لأن طبيعة الأرض تحارب إلى جانب الشعب الذي يقطنها وينتمي إليها.

إذا صدر القرار بتقسيم العراق الذي تتحدث عنه المعلومات المتسربة من البيت الأبيض فإن هذا التقسيم سيجعل بالعراق ثلاث دول أو دويلات بالمعنى الأدق. دولة في الجنوب باقليم البصرة، وهي دولة شيعية، دولة في الوسط في بغداد وما حولها وهي دولة سنية، دولة في الشمال باقليم كردستان وهي دولة كردية قد يتبادر إلى الذهن أن إيران ستبارك هذا التقسيم، لأنه سيقيم إلى جوارها دولة شيعية، وهو توقع خاطئ لأن ايران تستطيع التعامل مع الشيعة بدون حاجة إلى شكل سياسي معين يتخذ معالم الدولة مثل تعاملها مع شيعة العراق وشيعة لبنان، المسألة هنا لا ترتكز على العاطفة وإنما تستند إلى تخطيط موضوعي يستهدف نتائج مؤثرة على واقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المستقبل، فإن قامت الدولة الشيعية في البصرة، ولم تقم ستكون هناك علاقات حميمة بين إيران من ناحية وبين الشيعة في البصرة، فالمذهب الديني الواحد يقرب بين المنتمين إليه ومع ذلك ظلت إيران الشيعية جارة متوازنة مع العرب السنة لقرون طويلة دون أن يتصاعد بينهما أي اختلافات مذهبية وحكم العلاقة بينهما المصالح المشتركة وظل أهل السنة السلفيون العرب على ما هم عليه، وأهل الشيعة الايرانيين على ما هم عليه دون أي صور من صور الصدام بينهما.

الدولة السنية في وسط العراق ستكون دولة ضعيفة لأن معظم الثروات المعادن والبترول وغيرهما إما في الجنوب الشيعي بالبصرة وإما في الشمال الكردي في كردستان، وهذا يجعل من الأفضل أن يقام شكل فيدرالي يتخذ من الوسط مركزاً للحكم ويعطي الجنوب والشمال حق التمثيل في هذا الشكل الحاكم وفقاً لوزن الثقل السكاني الذي يتمتع به أهل الجنوب من ناحية، وأهل الشمال من ناحية أخرى، ويحتفظ بوحدة العراق كاملة، ولم يؤخذ بهذا الحل العملي والمنطقي لأن المسألة لا تستهدف حلاً عملياً ومنطقياً للقتال الدائر في العراق كما تتعمد أن تعلن واشنطن وإنما القضية هي تجزئة العراق إلى ثلاث دويلات حتى ولو كانت تنعم بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والتوازن الاجتماعي والتكامل الثقافي، ثم إن التجزئة لن توقف قتالاً بل ستزيد من معدلات الحرب الأهلية التي لن تتوقف ما لم ينسحب المستعمر الأجنبي من البلاد، ومن الخطأ التصور بأن بقاء أمريكا وبريطانيا وغيرهما في العراق يخفف من علواء الحرب الأهلية الدائرة، فخروج الاستعمار من كل أرض استعمرها أدى إلى الاستقرار السياسي التدريجي في الوطن المحرر من ذلك الاستعمار.

الدولة الثالثة في الشمال باقليم كردستان وهي دولة كردية ويطوف حول هذه الدولة رغم غناها كثير من المشاكل الاقليمية لأن اقليم كردستان "كالنهر الدولي" يمتد في خمس دول هي تركيا وسوريا والعراق وايران وروسيا وكل دولة من هذه الدول لها تحفظات على الجزء الذي يخصها من اقليم كردستان ولا تقبل بأي حال من الأحوال التنازل عنه، فلو قامت دولة كردستان بالعراق لرفعت المطالبة بضم كل اقليم كردستان إليها وهي قضية تكاد تكون مستحيلة، وإن كانت تغازل بجهل الخيال الأمريكي لأنها لو حدثت لتحقق تفتيت العديد من الدول التي يحتوي مجالها الاقليمي على جزء من اقليم كردستان، غير أن واشنطن ناسية أو متناسية أن تركيا الحليفة معها في حلف شمال الاطلنطي "الناتو" ترفض التنازل عن شبر واحد من اقليم كردستان في داخل أراضيها، وان روسيا التي عادت اليوم مرة أخرى لتلعب دوراً في الحرب الباردة ضد أمريكا لن تستطيع واشنطن انتزاع اقليم كرستان منها، وان محاولة انتزاع اقليم كردستان من سوريا وايران سيؤدي إلى اندلاع حرب في داخل اقليم الشرق الأوسط لن تستطيع التحكم فيها أمريكا ومن ثم لن تقدم عليها بعد تجربتها المريرة في العراق.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق بعد الانسحاب الأمريكي
د. محمد القويز
الرياص السعودية
الانسحاب الأمريكي من العراق أصبح حقيقة وضرورة لاخلاف عليها. الخلاف هو على موعد الانسحاب فقط.

قد يبقى هناك منطقة أومناطق عراقية صغيرة تحت السيطرة الأمريكية محاطة بأحزمة من قوى الأمن العراقية التي تمزقها الطائفية والولاءات، وقد لايبقى للأمريكيين أي وجود في العراق.

هنا يبرز إلى السطح سؤال مهم: ماذا سيكون مصير العراق بعد الانسحاب الأمريكي؟

الكثير يقول: ستكون هناك حرب أهلية!

ولكن هذا الجواب متناقض مع الواقع، فالعراق يعيش حربا أهلية منذ سنوات. ولهذا فمجرد القول بحرب أهلية فيه تجاهل للواقع العراقي.

كما أن القول بأن العراق سيتحول إلى دويلات بمجرد الانسحاب الأمريكي ليس دقيقا لأن هذا الاستنتاج يوحي بأن أمريكا حريصة على وحدة العراق. أمريكا أهم عوامل تقسيم العراق إن حصل وقد تفعل ذلك قبل خروجها. ولكنها ليست القوة الوحيدة في الشأن العراقي.

إذاً الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى معرفة القوى المتواجدة في الساحة العراقية.

الحكومة الحالية أعجز من أن تدير دولة فأكرادها يعملون على تحقيق حكم ذاتي وشيعتها تحركهم المصالح الإيرانية أما القاعدة وأنصارها فهم أعجز الجميع عن إقامة دولة فمن لايحسن إلا الموت لايصنع الحياة.

هل الساحة العراقية خالية من قوة ذات برنامج سياسي تستطيع أن من خلاله أن تعيد النظام والأمن إلى العراق؟

ابداً!

هناك قوة سياسية لديها برنامج تجمع سنة وشيعة وأكراداً ومسيحيين وأعراقاً وديانات أخرى!

هذه القوة هي حزب البعث العربي الذي يقود المقاومة ضد المحتل ويقاتل القاعدة.

هو القوة الوحيدة التي لديها أجندة وطنية تتجاوز المذاهب والمصالح الخارجية.

وهو القوة الوحيدة التي تملك الخبرة السياسية التي ستساعدها على إخراج العراق من نفق العنف والحرب الأهلية.

ولعل هذا مايبرر خوف أعضاء الحكومة الحاليين من عواقب الانسحاب الأمريكي.

هذه الحقائق لاتخفى على الأمريكيين والبريطانيين وأتوقع في حالة فوز الديموقراطيين أن تكون هناك اتصالات سرية مع قادة بعثيين لكي يتولوا إدارة البلاد بعد انسحاب أمريكا. ولا أستبعد دعما بريطانيا سريا للقوى البعثية إن لم يكن بدأ بالفعل.

كما لا أستبعد في المستقبل القريب أن نرى بعثا جديدا للبعث ولكنه هذه المرة لن يكون عربيا بالمعنى الشمولي الثوري ولكنه سيكون عراقيا إنقاذيا خالصا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
«دفع الثمن« من بركات «هدية الله«
جاسم الرصيف *
اخبار الخليج البحرين
قرانا تتشاءم، كما القرى العربية في كل مكان، من الغراب الذي ارسله سيدنا نوح (عليه السلام) لجلب شارة امان فذهب ولم يعد قط، فخلّدت الوقيعة على مثل شعبي يقول: (يا ما جاب الغراب لأمّه!). بمعنى انه لم يجلب لأمّه ولأمته في آن شارة امان، فكيف يجلب لغيرها امانا؟ وقد تعزز المثل بحقيقة يومية تؤكّد ان الغراب لا يجلب لعشه غير الأفاعي والعقارب الميتة وبقايا الفطائس. ***

جال وصال (نوري او جواد المالكي ـ حسب الطلب)، رئيس ما تبقى من وزراء في حكومته الطائفية بامتيازين امريكي وايراني، و(أهدى ما لا يملك) في تركيا، وتخلّى عن آخر اوراق التوت التي يمتلكها في ايران مرجعيته الأصلية، إذ تعهد للأولى (باجتثاث حزب العمال الكردستاني التركي)، وللثانية (باجتثاث العرب من العراق)، على خلاف ما (تفدرل) عليه مع تجار الحروب الأكراد من حاضرة (مملكة كردستان العظمى من جنوب بغداد الى جنوب ارمينيا)، وعلى (ائتلاف) مع ما يضمره لمرجعية (امارة الحكيم) في الجنوب، و(تطهّر) في (طهران) من كل وعوده لولي نعمته (عميد الأغبياء في العالم) الذي ظهر مغتاظا غاضبا من (تقيّة) صاحبه، وراح يهدد بقبضتيه بتدفيع مملوكه الثمن عن (خيانته العظمى) لأمريكا . من جهته (اتحفنا) النائب الكردي (محمود عثمان) بمحمودية اخرى من محمودياته الكثيرة فقال تعقيبا على ما وعد به (المالكي) تركيا: (نحن في حكومة اقليم كردستان نرفض بشكل قاطع شن أي عملية عسكرية تستهدف حزب العمال الكردستاني داخل اراضي الاقليم، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع السيد المالكي قبيل سفره الى تركيا). ولأن (عثمان) هذا ادرى من غيره بأن: (من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام) فقد كشف للعالم النفاق المتبادل وراثيا بين تجار الحروب في محابس المراعي الخضراء، ومن دون تردد. واضاف (عثمان) محمودا لصراحته: (العمليات العسكرية التركية تشكل خرقا كبيرا للسيادة العراقية)، فأثبت الرجل انه مصاب بمرض العبور في شباك هواء منسوجة على عنوان (السيادة العراقية) في زمن الاحتلال، التي يستظلها تجار الحروب الأكراد كلّما تململت تركيا على الحدود الشمالية من العراق، ثم يزنون بها كلما اتاحت لهم الفرص سرقة مليارات أخرى من الدولارات من ثروات العراقيين المثقلين بحروب الفوضى الخلاقة بقيادة نبي الحمقى (هدية الله) لتجار الحروب تحت علم (مملكة كردستان العظمى) الذي يبدو انه يفقد (سيادته) امام كل تهديد تركي، ولكنه يستعيدها في المراعي الخضراء وحدها . وشن (عثمان) في محموديته الجديدة هجوما حادا ضد تركيا واصفا اياها بـ (الارهابية)، مع انه وغيره من تجار الحروب كانوا يمرّون على اراضيها مرور المسترحم الذليل حتى نالتهم (بركات) الاحتلال ووفرت لهم جوازات سفر غير عراقية وطرق هروب آمن قد لا تتوافر حتى لجنود (هدية الله) لحمقاه، متناسيا في ظل غضبه على نفاق رفاقه في سلاح الاحتلال، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، حقيقة ان الولايات المتحدة الأمريكية : (تمارس ضغطا مباشرا على جنودها العراقيين في الحكومة) لإقرار اتفاقية : (اجتثاث حزب العمال التركي) من شمال العراق، ولسبب طالما غاب، وغيّب عمدا وطوعا، عن عقلية تجار الحروب الأكراد في شمال العراق، هو ان امريكا: ليست مستعدة للتخلي استراتيجيا عن تركيا من اجل عيون تجار حروب اكراد عراقيين او اتراك . *** وفي هذا الإطار المطّاطي الثقيل من تعاطي تجارة حروب الغربان، اطلق رئيس وزراء (حكومة كردستان العظمى من القطب الجنوبي الى القطب الشمالي)، حزورة سياسية فريدة في طرافتها، وفريدة في بهلوانيتها في آن تعقيبا على دخول قوة (كوماندوز) تركية الى ضواحي مدينة (زاخو) العراقية الحدودية قائلا: (الوجود التركي في اقليم كردستان هو بالتنسيق مع حكومة الاقليم). من يكذب ومن يصدق هناك؟ ما عاد كردي واحد يعرف، فكيف يعرف عرب العراق؟ واضاف (مشكورا)، في مؤتمر صحفي، لتوضيح ابعاد الحزورة الكردية على الحدود بين العراق وتركيا قائلا : (الحشود التركية قرب الحدود تهديد للسيادة العراقية). يعرف تجار الحروب الأكراد كيف يحشدون (بيش مركتهم) ضد العرب (الارهابيين) في محافظات الشمال العراقية مستظلين بطائرات ودبابات الاحتلال، ولكن عندما تحشد تركيا جيشها على الحدود يستظلون بذل واضح (السيادة العراقية)، ذاتها التي يزنون بها يوميا لعل احمق من عرب العراق يدافع عمّن اعلنوا ان (مصيرهم واحد ومشترك مع قوات الغزو الأمريكي). لا احد يعرف لحد الآن كيف تستقيم مفردة مثل (التنسيق) مع (حكومة)، ومفردة (تهديدها) على انتهاك استقلال لا وجود له. واضح ان مضحكات تجار الحروب صارت اكثر من مبكياتهم وهم يهددون بعضهم (بدفع الثمن) قبل الرحيل الأكيد عن العراق. ويبدو المثل الشعبي العراقي: (يا ما جاب الغراب لأمّه) افضل وصف موجز لما يجري.

ليست هناك تعليقات: