Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 29 أغسطس 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاربعاء 29-8- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
ماذا تريد إيران بالضبط؟‏!‏
افتتاحية
الاهرام مصر
نعم ماذا تريد إيران من مصر ومن القضايا العربية؟ هل تسعي إلي دور ونفوذ وهيمنة من خلال تصريحات مسئوليها عن بعض القضايا العربية‏..‏ وخدمة مصالحها القومية علي حساب القضايا العربية؟

ماذا تريد ايران تحديدا‏..‏؟ لا أحد يعرف إلا مسئولوها‏..‏

وقد كان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية محقا أمس عندما أتهم حكومة طهران بعدم فهم السياسة الخارجية المصرية وثوابتها ومنطلقاتها‏..‏ فقد أعرب المتحدث عن استغراب مصر لما نقل عن مسئول إيراني تعليقا علي تصريحات للسيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية بشأن إيران ودورها في المنطقة‏,‏ حيث تساءل المسئول الايراني عما إذا كانت تصريحات أبوالغيط شخصية أم رسمية؟‏!‏

وكان أبوالغيط قد صرح بأن السياسة الايرانية تسعي إلي لملمة أوراق عربية لاستخدامها بهدف تحقيق مصالحها وخدمة قضاياها‏,‏ خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات حول برنامجها النووي مع القوي الغربية‏.‏

وما قاله محمد علي الحسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية وتساؤله بشأن تصريحات أبو الغيط ينطوي بالفعل علي عدم فهم ــ أو سوء الفهم ــ لسياسة مصر الخارجية وأسلوب عملها بل لثوابت هذه السياسة ومنطلقاتها‏..‏ وإذا كان المسئولون في إيران لايفهمون ولايستوعبون أبعاد السياسة الخارجية لمصر‏,‏ فإن هذا يبعث علي الدهشة والاستغراب بالفعل‏..‏ ولانريد ان نقول إنه ينم عن سوء النية‏..‏ وربما عدم الرغبة في تطوير العلاقات مع مصر‏,‏ وإذا كان المسئول الايراني يريد أو يعرف أو يفهم حقيقة ثوابت السياسة الخارجية المصرية فإن عليه أن يعود إلي مواقف مصر تجاه القضايا العربية والقضايا الاسلامية بل وتجاه مفاوضات إيران ذاتها مع القوي الغربية بشأن برنامجها النووي‏!‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
زلماي خليل زاد
باسم الطويسي
الراي الاردن
عاد زلماي خليل زاد، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وسفيرها السابق لدى كل من بغداد وكابول، إلى تصريحاته العلنية الواضحة والغامضة في نفس الوقت حول مستقبل الشرق الأوسط وما ينتظره من حروب وفواجع، وهي تصريحات تجعل المرء يضع يده على قلبه للوهلة الأولى، لما لهذا الرجل من تاريخ غامض في إدارة ملفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وما يتردد عن دوره فيما وصلت إليه المنطقة من أحوال.

آخر تصريحات زاد ونبوءاته تقول بأن الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية قد يشعلان حرباً عالمية أخرى، واصفاً الأوضاع في المنطقة، في مقابلة مع صحيفة نمساوية نشرت مطلع الأسبوع، بالفوضى التي يمكن أن تشغل العالم بأسره وتقود إلى حرب كبرى مثلما فعلت أوروبا خلال النصف الأول من القرن العشرين معتبراً أن مشاعر الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية لها نفس القدرة على ابتلاع العالم بالفوضى والحروب.

يعود زلماي خليل إلى النقطة المركزية في فهم أحوال الشرق الأوسط في عهد الاحتلال الأميركي للعراق؛ بالقول إن العراق سيحتاج إلى وجود القوات الأجنبية لفترة طويلة قد تستمر إلى عشر أو عشرين سنة، حيث يكمن بيت المكائد الذي أدار نار الحرب الأهلية والاقتتال، ويشيد في هذا الوقت الدولة الدينية البغيضة في العراق في سبيل استمرار الاحتلال واستمرار مبررات وجوده.

لفهم الشرق الأوسط المعاصر، خلال السنوات الخمس الأخيرة، عليك أن تفهم ذهنية وآلية تفكير بعض الرموز والقيادات التي تدير القوة في العالم، ومن بينهم زلماي خليل زاد أحد شهود إعادة تفكيك وتركيب عالم ما بعد الحرب الباردة من أجل استمرارية أحادية النظام العالمي، وأحد طباخي الوصفة السحرية التي تقود عالم اليوم وتجمع بين العقائد اليمينية المتطرفة ونهم شهية الغاز والكاز وحروب الجغرافيا وأمن الطاقة وإرادة الشركات العملاقة التي تقرر مصير الدول والنخب معاً.

زلماي خليل زاد مسلم من أصل أفغاني ولد في مزار شريف، ودرس في الجامعة الأميركية في بيروت وحصل على الدكتوراه من جامعة شيكاغو معقل اليمين ومهد فكر شتراوس والمحافظين الجدد، وعمل في شركة نفط عملاقة، ثم في وظائف هامة في وزارتي الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي، وهو صديق قريب من ديك تشيني ورامسفيلد منذ عهد إدارتي ريغان وبوش الأب، وكان عضواً مؤسساً لمشروع القرن الأميركي الجديد الذي صاغه المحافظون الجدد في نهاية عقد التسعينيات، وهو من مرددي النظرية التي تدعو إلى تقوية إيران واحتواء العراق.

في التسعينات كان خليل زاد يدعو إلى تفريغ العراق من قوته الاستراتيجية على اعتبار أن ما آلت إليه حروب الثمانينات يهدد مصالح الولايات المتحدة في مصادر الطاقة ويهدد أمن أصدقائها وفي مقدمتهم إسرائيل، في المقابل دعت هذه الأطروحات إلى دعم إيران على اعتبار أن الأخيرة تعاني من قصور استراتيجي، وهي مؤهلة للقيام بوظائف تخدم المصالح الأميركية، وفي ضوء ذلك يمكن فهم المواقع الحساسة التي تولاها الرجل خلال حقبة الاحتلالات الأميركية؛ من سفير في أفغانستان إلى سفير أو حاكم في العراق بعد الاحتلال. كما يمكن إماطة اللثام عن الكثير من بؤر الغموض في العلاقات الإيرانية - الأميركية، وحجم المناورة الاستراتيجية في هذه العلاقات.

وفي حقبة السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء أعاد الرجل تدوير رصيد علاقاته مع القيادات والنخب التي جاءت مع قوات الاحتلال، وفتح النافذة الإيرانية على مصراعيها على بغداد، وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم ولازال عن حرب وشيكة بين البلدين بقي خليل زاد يطبخ الغموض الاستراتيجي بين البلدين ويدير واحدة من أكبر معارك التضليل، وفجأة خرج من بغداد إلى نيويورك ليقود مجلس الأمن مغلقاً باب الحلول في العراق.

حينما يتحدث زلماي خليل زاد عن حرب عالمية قادمة وعن شرق أوسط تشتعل به نيران الحروب، لا تنتظروا حربا عالمية جديدة قريباً!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الربط بين حرب العراق وأمن أمريكا

اخبار العرب افتتاحية
ما زالت الإدارة الأمريكية تتشبث برؤيتها القديمة بأن حرب العراق هي خط الدفاع الأول والأمامي لمنع الإرهابيين من شن هجوم جديد على الولايات المتحدة، وهي رؤية متحركة لا تثبت على أي من الدوافع التي جعلت أمريكا تقرر غزو العراق، ثم البقاء فيه لأطول مدة ممكنة على الرغم من الخسائر المادية والبشرية والسياسية والمعنوية التي تكبدتها، وعلى الرغم من الدعوات المتواصلة والمتصاعدة بترك العراق للعراقيين ليقرروا مصيرهم كيفما يشاؤون. ولكن واشنطن لا تريد تركهم في شأنهم، فلها ماَرب كثيرة في العراق من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. فالعراق بلد ثروات طبيعية وموقع استراتيجي مهم في المنطقة، يطل على إيران وتركيا ويقترب من أفغانستان، وله دور أساسي في النظام العربي كدولة ’’ مواجهة ’’ ومساندة، وكان قد دخل في حرب طويلة مع إيران اعتبرها دفاعاً عن ’’ البوابة الشرقية ’’ في عهد صدام حسين، وعمل على دعم القوى المعارضة في المنطقة للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية. والادعاء بأن العراق يشكل مخاطر على الأمن الأمريكي أصبح واحدة من اللازمات السياسية الاستهلالية لأي خطابات وبيانات رسمية. فالهدف هو إقناع الأمريكيين بأن أمنهم من أمن العراق، واستقرارهم من استقرار العراق، وعليه تصبح الحرب ضرورة حياتية للأمريكيين، ويصبح الجندي الأمريكي في العراق مدافعاً عن أمن مواطنيه في الولايات المتحدة.

وقال بوش الذي أخذ يعيد ثقته برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إنه من ’’مصلحتنا أن نساعد العراقيين في النجاح، لأن النجاح في العراق سيشكل ضربة كبيرة للمتطرفين الذين يريدون مهاجمة امريكا مجدداً. ولهذا السبب ستواصل الولايات المتحدة دعم القادة العراقيين وجميع العراقيين’’. والنجاح بالنسبة للرئيس الأمريكي يعني الكثير ليس على مستوى الأداء العسكري الأمريكي وسمعته في العالم، إنما على المستوى الشخصي، فهو لا يرغب في ترك البيت الأبيض وهو القائد المهزوم في العراق، فستبقى هذه الصفة تلازمه وتلازم ربما أبناءه طوال العمر، لأنه لم يترك في عهده موضوعاً اَخر ولا قضية أخرى تشغل العالم والأمريكيين بقدر ما شغلتهم قضية الحرب في العراق.

ولذلك يحرص الرئيس الأمريكي أن يخرج من البيت الأبيض العام المقبل وهو يحمل راية النصر وألوية المجد، جاعلاً معركته الفاصلة هي معركة أمريكا، والهزيمة هي هزيمة أمريكا، والأمن لأمريكا. وعلى ضوء ذلك تختلط المشاعر وتتداخل المواقف بين الموقف الوطني الذي يريد النصر لأمريكا ويرى أن النصر الأمريكي معقود على ساعد الرئيس ، ومرهون بدعم استراتيجيته الأمنية التي طرحها قبل أربعة أشهر.

وبهذا التكتيك تدخل الإدارة الأمريكية إلى شهر سبتمبر وهي تأمل أن يقتنع الأمريكيون بحجة الرئيس بوش . . وربما كانت مرافعة بترايوس مجرد داعم أكثر من أن تكون الأساس للتقييم والتقرير.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
كلمات بوش
وليد الزبيدي
الوطن عمان

في حدود الفهم السياسي لا يمكن قراءة كلمات جورج بوش التي قال فيها انه يهنئ من اسماهم بالقادة السياسيين العراقيين على الاتفاق الذي ابرموه فيما بينهم، إلا من زاوية واحدة تنحصر في اطار الخيبة الاميركية، التي اصبحت عنوانا بارزا في السياسة الدولية الحالية، لان ما جرى من تكتل في العراق يشبه من يعيد طبخة معينة بذات المواصفات والمقادير لكن في قدر آخر، وتجده يتباهى بها ويعيد وصفها بكلمات واصطلاحات اخرى، دون ان يتغير من الجوهر شيء، فإذا ألقينا نظرة سريعة دون الحاجة الى المزيد من التمحيص سنجد ان مكونات الجبهة الجديدة التي يصفها الرئيس الاميركي بالانتصار الكبير، هي ذات المكونات التي قادت العملية السياسية التي صنعها الاميركيون منذ بداية الاحتلال، وهؤلاء هم ذات الحكومة التي قادت العراق الى الهلاك والخراب، وحققت اعلى درجات الشحن الطائفي، وعملت اجهزتها ومؤسساتها المستحيل لاثارة الفتنة بين العراقيين، لتستفيد من قضية الاصطفاف الطائفي والعرقي، وهي ذات الكتل والاحزاب السياسية التي رسمت برنامج ادارة الدولة العراقية فبرزت الظواهر التالية، ونضعها هنا للتذكير ليس إلا، لربما بوش وفريق عمله لا يعرفونها، او لديهم صورة وردية لاوضاع العراق الحالية:
اولا: لقد اوصلت هذه الحكومة واستمرارا لحكومات الاحتلال الثلاث السابقة العراق ليحتل المرتبة الاولى في الفساد المالي والاداري، وتم تصنيف في المرتبة الاولى بين دول العلم من قبل منظمة الشفافية العالمية، وهذه المقارنة تشمل اكثر من مئة وستين دولة، فالسرقات لا شبيه لها في العالم، والمليارات تخرج من العراق الى البنوك العالمية، وليس ثمة من يعترض من اطراف الحكومة والعملية السياسية، لانهم يعتمدون مبدأ الشراكة في كل شيء وإلا لماذا هذا الصمت المطبق وثروات واموال العراقيين تسرق في وضح النهار وبكميات مخيفة.
ثانيا: لقد سجل تدني الخدمات في ظل الحكومات المتلاحقة اعلى درجاته في التردي والسوء، بل اننا نستطيع القول بأن الكثير من الاحتياجات الانسانية الرئيسية اختفت تماما، فالعراق يعيش مطلع القرن الحادي والعشرين بدون طاقة كهربائية، ويعرف الجميع انها تشكل العمود الفقري والمفصل الاساس في ديمومة الحياة للناس، ووصلت اسعار المشتقات النفطية الى اعلى مستوياتها في العالم وعلينا ان لا ننسى ان العراق بلد يطفو على بحار من النفط، ولا يستطيع الكثير من العراقيين الحصول على الادوية الضرورية ولا توجد خدمات طبية، والمستشفيات في اسوأ اوضاعها، والنفايات في الشوارع والازقة حيث الغياب التام للخدمات البلدية.
ثالثا: ان التدهور الخطير في ميدان التعليم في العراق يؤشر حجم الاخطار المحدقة بمستقبل ابناء ذلك البلد، ويزداد هذا التدهور بصورة يومية، ولا توجد دلائل تقول بوجود جهد لايقاف التدهور على الاقل .
رابعا: ان واحدة من اهم الظواهر التي برزت بعد الانتخابات الاخيرة وصعود الحكومة الحالية هي ظاهرة الجثث مجهولة الهوية حيث يتم اختطاف الناس بالجملة ويتم تعذيب اصحابها وترمى جثثهم في الطرقات والمزابل ويحصل ذلك اثناء ساعات حظر التجوال عندما لا يوجد في الشوارع إلا اجهزة الحكومة.
باختصار شديد هذه الانجازات التي حققتها حكومة العملية السياسية في العراق، ولهذا يهنئ الرئيس بوش العراقيين لان الطبخة الحالية ستعاد في قدر آخر، ليزداد الوضع سوءا، وهذا ما تثبته الايام.
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
المحوران المتكاملان الأميركي والشعوبي فـي منطقتنا
بسام الكساسبة
الراي الاردن
يدرك كل من يعمل عقله وفكره أن عدم الاستقرار في منطقتنا العربية، يعود لمحورين الأول الغربي الصهيوني الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والثاني محور الشعوبية والممانعة الشكلية الذي تقوده إيران في منطقتنا عموما وفي العراق خصوصا، وقد يبدو أن هذين المحورين متناقضان ومتضادان مع بعضهما البعض، لكنهما يظهران متجانسين ومتطابقين في الأهداف والاستراتيجيات والسياسات والوسائل، ومتكاملين حيويا بحيث أن ما ينجزه المحور الأول من أهداف متمم ومكمل لما ينجزه المحور الثاني من الأهداف الكلية المشتركة بينهما على صعيد تسويغ احتلال العراق وتحضير مستلزماته العسكرية والدعائية والإعلامية ومن ثم تدميره وتخريبه، مع وجود بعض الاختلافات الطفيفية على مستوى الشعارات والتكتيك وبعض أدوات التنفيذ الفرعية.

فجميع التيارات السياسية المتآلفة مع سلطات الاحتلال الأميركي حاليا في حكم العراق، التي تشارك القوات الأميركية ذبح الشعب العراقي وتدمير منجزاته الحضارية وتشريد أبنائه في أصقاع الأرض ، هي ممن نشأت وتتلمذت وعبأت وجيشت ومولت وسلحت وتخرجت من إيران.

الاتهامات الأميركية لإيران بدعمها لبعض فصائل المعارضة العراقية وللجماعات المعارضة للوجود الأميركي في العراق تستهدف أولا البحث عن أطراف تحملها فشل العمليات السياسية والأمنية والعسكرية في العراق، فالإدارة الأميركية تواجه معارضة شديدة من الجمهور الأميركي الرافض لهذا لاحتلال ومن الحزب الديموقراطي ومن غالبية أعضاء الكونغرس، ومن القيادات العسكرية الأميركية نفسها التي بدأت ترفع صوتها عاليا ضد زجها في أتون معارك ضارية مع المقاومة العراقية.

الإدارة الأميركية تبحث عن مشاجب تعلق عليها فشلها الذريع عسكريا وسياسيا وأمنيا في العراق، في محاولة منها لتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي، بأن توجهاتها في العراق كانت مشروعة وكانت تسير على ما يرام وكانت تحظى بدعم الشعب والأحزاب والتيارات العراقية، وأن احتلالها للعراق كان بمثابة مشروع إنساني وديموقراطي، لكن ما أفشله هو المواقف الإيرانية المعادية لهذا للمشروع الأميركي.

على الجانب الآخر وجدت إيران ضالتها في الاتهامات الأميركية الموجهة لها، فحاولت أن تستثمرها هي واتباعها إلى ابعد الحدود، محاولة بذلك أن ترمم صورتها الرمزية المزيفة في الشارعين العربي والإسلامي، كمتصد ومعاد للشيطان الأكبر وأن تستعيد دورها التمثيلي كموجه للشارع الإسلامي، بينما تأكد للشارع الإسلامي وعلى وجه اليقين بأنها الحليف الاستراتيجي الأكبر للولايات المتحدة الأميركية، ليس في السنوات الأخيرة فحسب بل ومنذ ثلاثة عقود من الزمن، حينما سارعت لاتخاذ كامل الاحتياطيات والترتيبات الإعلامية والعسكرية والسياسية لإنجاح وإنجاز واستفحال المشروع الصهيوني الأميركي في منطقتنا عموما وفي العراق خصوصا، ومن ثم مواصلة تدميره وتخريبه وإعادته إلى مرحلة ما قبل العصور الوسطى.

كما أن السيد حسن نصر الله في لبنان حاول أن لا يفوت على نفسه فرصة ذهبية سانحة، بمحاولته الادعاء والتظاهر بحمله راية مقاومة الاحتلال الأميركي في العراق، حينما أعلنت القوات الأميركية في العراق قبل فترة وجيزة بأنها ألقت القبض على احد عناصر حزب السيد حسن نصرالله في جنوب العراق، فنرجسية السياسة الإيرانية والموالين لها وفي مقدمتهم حسن نصر الله لا تتردد بالتخطيط للتضحية بهذا العنصر وإرساله للعراق، ومن ثم الترتيب لإيقاعه أسيرا في يد القوات الأميركية في العراق، وبالتالي استثمار هذه الحادثة دعائيا وإعلاميا على الساحتين العربية والإسلامية وإبرازها كشاهد إثبات بأن لحزب السيد حسن نصرالله الباع الطويل في مقاومة المشروع الأميركي على الجبهة العراقية، بهدف السطو على دور المقاومة العراقية وسرقة تضحياتها وجهودها في إلحاق الهزيمة بالاحتلال الأميركي في العراق، ومن ثم تجييرها لحساب الحركة الشعوبية ولحساب ملالي قم وطهران.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
التخالف المتلاشي
رياض حمودة ياسين
الراي الاردن
وصفت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن التحالف الذي راهن على تحرير العراق بات يتلاشى شيئا فشيئا فالبلد دخل في نفق مظلم نتيجة التحرر الذي أراده من جاءوا من اقاصي الارض بجيوشهم وعتادهم ليعلنوا حربا ضروسا اسقطت النظام العراقي بكل مكنوناته ومكوناته بعشرات الايام فقط في الوقت الذي مازال فيه جيش الدولة اللبنانية مثلا يحارب عصابة العبسي في شمال لبنان لما يزيد على أشهر سبقت ومازالت المعارك مشتعلة، كل ذلك للتدليل على ان آلة الحرب قد تدمر النظم القائمة وتسقطها، لكنها لا يمكن أن تقضي على الارادة المعاكسة لمشروعها مما يهدد بقاءها ووجودها. فالجنوب في العراق بات على مرمى حجر من سيطرة الميليشيات المسلحة بعد أن انسحب ما يزيد على ألفي جندي من القوات البريطانية البالغ عددها اكثر من سبعة آلاف ضمن مخطط الحكومة البريطانية سحب قواتها العسكرية من هناك، ولعل هذا الانسحاب كما هو معلوم جاء بعد اربع سنوات من الوجود العسكري للقوات البريطانية الذي راهن عليه الاميركيون باحكام السيطرة على جنوب البلاد بحكم الخبرة الاستعمارية التاريخية للامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس.فهل سيحل الجنود الاميركيون لانقاذ الجنوب بعد ان يخليه البريطانيون الذين لم يستطيعوا البقاء لفترة اخرى.

الحملة داخل الكونغرس لا تهدأ بالمطالبة بجدولة الانسحاب للقوات الاميركية من هناك فبعد ان تبين أن ثمة فشلا ذريعا متلاحقا يطال الخطط الاميركية العسكرية يبدو ان ما أطلق عليهم البيت الابيض بـ ''الانهزامقراطيين'' او أعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي يصرون على متابعة معركتهم لدفع الرئيس بوش إلى الانسحاب المبكر من العراق في اطار خطة تنتهي في نيسان من العام 2008.

والمفارقة الكبرى انه في الوقت الذي يتضاعف فيه عدد القتلى والجرحى في صفوف القوات العسكرية الاميركية المسلحة في العراق تشير التقديرات الى انه بنهاية شهر آب الحالي سيرتفع عدد الجنود الاميركيين في العراق إلى 170 ألف جندي ، هذا التعزيز يأتي في اطار الخطة الاميركية الأمنية الهادفة إلى تطهير والسيطرة وبناء المناطق التي سيطر عليها مسلحون.

تحاول ادارة الرئيس بوش المماطلة في هذا الموضوع وشراء الوقت للدفاع عن سياستها في العراق وذلك بانتظار تقرير القائد الاعلى للقوات العسكرية في العراق الجنرال ديفيد بتراوس الذي من المقرر أن يقدم تقريره في أيلول أي بعد ايام وذلك لتقييم الاستراتيجية الاميركية التي بدأ تطبيقها مع بداية العام الحالي والتي تم بموجبها الدفع بمزيد من آلاف القوات العسكرية الاضافية، وسط تكهنات بان التقرير قد يذهب الى تبرير مفاده ان القوات الاميركية التي تم دفعها بالاعداد الكبيرة لم تعط الفرصة الكافية لتنفيذ الخطة الامنية .

ومن المفارقات كذلك أن البيت الابيض الاميركي يستخدم تعبير التقدم المحرز في العراق ، فكل يوم يسقط مئات القتلى من المدنيين وعشرات المسلحين مجهولي الهوية وعشرات العسكريين من القوات الاميركية فعن ماذا يتحدثون لا ندري؟ في الوقت الذي يرمون فيه حمل اخفاقهم الثقيل على الحكومة العراقية التي لم تعد تقوى على فعل شيء امام القوى المسلحة ، وانفراط عقد تحالفها التوافقي وسط تبادل للاتهامات بانقضاض القوى السياسية على أي مشروع قد تستمر فيه الحكومة العراقية.

الحكومة البريطانية تداركت الخطر في وقت متأخر نسبيا واعلنت خطتها للانسحاب مبررة ذلك بقدرة العراقيين على الاضطلاع بامورهم بأنفسهم هذا ماتم الاعلان عنه امام العالم لكن مادفع الحكومة البريطانية هو ذاته ما سيدفع الاميركان الى الخضوع لقرار الانسحاب و أعني هنا الضغوطات الداخلية على الحكومتين من الهيئات التشريعية في كل منهما والضغوطات التي مارستها روابط حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني وربما تهديدات بعض القوى داخل العراق نفسه بالانقلاب على الحكومة الشرعية في حال استمرار الوجود العسكري والتهديد باستخدام القوة ضد الوجود العسكري كما حدث عندما انسحبت الكتلة الصدرية من الحكومة العراقية مؤخرا، كل ذلك من شأنه ان يؤثر بصورة ملحوظة على قرار البقاء الذي يصر الرئيس الاميركي على التمسك به حتى لا يخرج وكأنه مهزوم من هذه المعركة التي أفرزت اكبر كتلة نازحين في العالم العربي في التاريخ الحديث والمعاصر .

هل ستدرك ادارة الرئيس بوش أن الوقت حان لاعلان فشل السياسة الاميركية وانفراط عقد التحالف الذي لم يعد قائما سوى على صعيد التعاطف فقط بعد أن جدولت معظم الدول انسحاب قواتها العسكرية لأن المهمة التي جاءت لأجلها انتهت باعلان سقوط النظام العراقي السابق ،اما ادارة بوش فمازالت ترى ان معركتها في العراق ليست اسقاط النظام فقط بل محاربة ما يسمى الارهاب الذي يبدو أن دوامته لا تنتهي طالما بقيت القوات الاجنبية في العراق،وربما هذا ما لم يدركه فريق الرئيس بوش تما
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
اعتذار‏..‏ أم إنذار فرنسي؟
عماد عريان
الاهرام مصر
الهجوم المضاد الذي شنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل يومين يحمل أكثر من دلالة ومعني‏,‏ وإن كان جميعها يصب في خانة واحدة تعكس بوضوح حجم الضغوط التي يتعرض لها طلبا للرحيل‏,‏ هذا الهجوم شنه المالكي في أكثر من اتجاه‏,‏ وفتح خلاله النار علي الولايات المتحدة وفرنسا وجامعة الدول العربية وأيضا الأمم المتحدة‏,‏ وبذلك لم يستثن المالكي أحدا أو طرفا من الأطراف‏,‏ التي يفترض أن تكون داعما أساسيا له في العملية السياسية المعقدة التي يمر بها العراق‏,‏ بحثا عن خلاص لهذا الكابوس الجاثم علي صدر الجميع‏.‏

وإذا كانت انتقادات تلك الأطراف قد تجمعت في مثل تلك اللحظة الحرجة‏,‏ تزامنا مع الهجوم المضاد للمالكي‏,‏ فإن هذا المشهد يعني شيئا واحدا‏,‏ هو أن خيوط هذا الرجل قد تقطعت أوصالها مع الأطراف التي يجب أن توفر له الحماية‏,‏ ولم ينجح حتي في الحفاظ علي شعرة معاوية‏,‏ وتكاد تكون أسباب هذا المشهد معلنة ومعروفة مسبقا‏,‏ وفي مقدمتها فشل المالكي في تحقيق أي تقدم علي الصعيدين الأمني والسياسي‏,‏ فضلا عن معالجته الشئون الداخلية علي أسس طائفية‏.‏

وأغلب الظن أن هذه المواجهة بين المالكي والأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة العراقية لن تنتهي لمصلحته‏,‏ مثلما حدث في مرات سابقة‏,‏ خاصة مع طرح أسماء جديدة لتولي قيادة البلاد في المرحلة المقبلة‏,‏ بعدما تأكد أن المالكي لا يحظي بالقبول الكافي داخليا وخارجيا‏,‏ وربما لا يكون في الكلام جديد حتي تلك اللحظة‏,‏ ولكن العنصر المستجد علي الساحة الدولية‏,‏ الذي لا يمكن إغفاله‏,‏ هو الموقف الفرنسي المفاجئ‏,‏ والذي دعا خلاله وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير إلي عزل المالكي والبحث عن بديل جديد‏,‏ وبرغم اعتذار كوشنير بعد ذلك للمالكي‏,‏ فإن ذلك لم يغير في حقيقة الموقف‏,‏ فعندما تدخل فرنسا علي خط أزمات الشرق الأوسط‏,‏ فإن ذلك يبشر دائما بحلول غير تقليدية وتطورات غير مألوفة‏,‏ ولنتذكر علي سبيل المثال لا الحصر‏,‏ تدخل فرنسا في أزمة ياسر عرفات في أيامه الأخيرة كعنصر حل صريح‏,‏ واستقراء لمواقف سابقة أخري‏,‏ فإن الاعتذار الفرنسي يحمل في طياته إنذارا واضحا يمهد لخروج المالكي‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
وانكشفت عورة التحالف الرباعي

رياض الحسيني
السياسة الكويت
لم تدم طويلا فرحة الاعلان عن اتفاق »الجنتلمان المعتدلين« في الاوساط الشعبية وبعض النخب المغرر بهم وذلك من خلال الشعارات الحزبية والدعم الاميركي اللامتناهي لهذا التخندق الذي أشيع عنه انه في صف الشعب العراقي ومن أجل دعم العملية السياسية الجارية في العراق.
التكتل الوحيد الذي حذر من هذا الاتفاق علانية وبصراحة ووضوح كان التيار الصدري الذي عبر بشكل اعتبره البعض مزايدة وعهرا سياسيا, حيث اعتبر تجمع المعتدلين الحزبيين موجها »ضد الشعب العراقي« كما جاء في بيان التيار الصدري حينها. بيد انه اذا كان هناك بقية من شجب واستنكار واعتراض لدى التجمعات الشعبية وكل الشرفاء من النخب السياسية فلابد ان يكون بحق القرارات التي اتخذها هذا التخندق الرباعي وعلى وجه الخصوص قانون اعادة حزب البعث الى الحياة السياسية والعسكرية وكافة المرافق بعدما بشرنا قادة الائتلاف الشيعي ان هذا هو الخط الاحمر الذي لايمكن تجاوزه او تخطيه علاوة على ذلك فقد اتفقت كلمة الفرقاء-الاشقاء في التخندق الرباعي على قانون النفط والغاز الذي سيرهن العراق الى ماشاء الله في تبعية للاجنبي بعدما بشرنا هؤلاء القادة بان زمن التبعية قد ولى ولارجعة للهبات الرئاسية على حساب الشعب العراقي وحقوقه وللامانة نقول بأنه كان بوسع صدام حسين ان يوقع على هكذا قانون ويبقى الى ماشاء الله من الدهر, فهل كان صدام اشرف من قادتنا العظام في زمن المحاصصة الحزبية?!
وقع قادة التحالف الرباعي من دون العودة الى رأي الشعب العراقي في قضايا مصيرية من هذا النوع, والحجة طبعا انهم منتخبون واوصياء على هذا الشعب الذي يستغلون فيه الطيبة ويقتلون فيه الوطنية والدين معا. فأين المرجعية الرشيدة من كل ما يحدث? وأين أمناء الامة, أين أبناء الشهداء والامهات الثكلى واليتامى ومن دنس البعث والبعثيين شرفهن في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم والعلماء? ماهذا الصمت الرهيب من قبل المرجعية وما هذا التهاون من قبل الشعب وما هذا اللعب ياقادة الائتلاف الشيعي?
خرج البعثيون منتصرين كما العادة في كل مواجهة مع القادة الجدد وخرج الاسلاميون الحزبيين المنتفعين كما العادة يجرون الخيبة والخذلان ويقدمون التنازل تلو الاخر ويحولون الخطوط الحمر التي اوصلتهم الى البرلمان والحكومة الى خطوط خضر بحجة "المرحلة", بينما الحقيقة هي من اجل المحافظة على مناصبهم وعروشهم على حساب شرف وحق الشعب العراقي, ترى من يأخذ للضحايا بحقهم من ما يسمى كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي ومن على شاكلتهم ممن ملأوا شوارعنا من اشلاء ابنائنا وفلذات الاكباد? من يأخذ لنا بحقنا من هؤلاء يوم نكلوا بخيرة ضباط ومراتب الشرطة الوطنية والحرس الوطني وهم يؤدون واجبهم? من سيأخذ لنا بحق المخطوفين ومجهولي الهوية على حد تعبير الحكومة وهم ممزقون وممثل بهم في كل نهر وحاوية نفايات?
ياحكومة المحاصصة الحزبية ويل لكم من التأريخ ومن الحاضر ومن المستقبل الذي لن يرحمكم فيه الشعب العراقي لما تفعلونه من متاجرة بكرامته وثرواته وامنه. ويل لكم من عذاب الله ومن غضبة الشعب يوم يرحل من تلوذون بحماه اليوم ومن تتخذونه عونا على ابناء جلدتكم. ويل لكم وكل الويل لكل من شايعكم يامن تاجرتم بقضيتنا من قبل ومن بعد فقد انكشفت عورتكم وأصبحتم مفلسين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العودة إلى المستقبل في استراتيجية ما بعد العراق
ديفيد اجناتيوس
واشنطن بوست
بعيدا عن الأخبار والتقارير اليومية حول التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة الأمريكية في عملية زيادة القوات الأمريكية في العراق المعروفة باسم التجييش، بدأت واشنطن في إجراء تحول دقيق ومهم في نفس الوقت في استراتيجيتها في الشرق الأوسط، ووضعت عملية احتواء القوة الإيرانية في المنطقة كأولوية أمريكية أولى.
يمكن القول إن هذا النهج الجديد يعني ببساطة شديدة «عودة إلى المستقبل» لأنه يشبه إلى حد كبيرة الإستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينات وفي أعقاب الثورة الإيرانية. أما حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية الجديدة فهو تحالف سياسي عسكري مع القوى العربية السنية لاسيما الممكلة العربية السعودية. أما أجهزة هذه الإستراتيجية الجديدة فهي مبيعات الأسلحة الجديدة لإسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية. لكن، ماذا عن برامجها أو بالأحرى برمجياتها، إنها عملية سلام فلسطينية إسرائيلية في ثوب جديد.
قال أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، «إن الرسالة الموجهة إلى إيران هي، إننا مازلنا أقوياء ونحمي أصدقاءنا، ولن نذهب بعيدا».
وبينما يبقى موضوع العراق عنصرا هاما في الشرق الأوسط، إلا أن السياسة الأمريكية لا تبنى على النجاح هناك، لكنها تبنى على إمكانية الفشل. ومما لا شك فيه إن العراق سيظل ماثلا على خط الصدع السني الشيعي. لكن الوضع سوف يتغير، فبدلا من كونه حصنا منيعا ضد التوسع الإيراني كما كان في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، سيكون العراق الشيعي الجديد ميدانا للمعركة. وسيتم احتواء العراق أيضا إذا أصبح تحت النفوذ الإيراني الراديكالي.
وعلى الرغم من حقيقة أن الإيرانيين يظهرون أقوياء في هذا الترتيب الجديد، إلا أ ن واقع الامر يقول أنهم فقدوا فرصة ذهبية لتعزيز قوتهم في المنطقة. لقد كان الإيرانيون على وشك اقتناص موافقة ضمنية أمريكية على هيمنتهم الإقليمية، إلا أنهم الآن يواجهون مقاومة أمريكية شرسة. إنها غلطة إيرانية من المرجح أن يكون لها عواقبها الدائمة، فهي تشبه إلى حد كبير فشل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز مكاسبها خلال السنوات الأولى من الحرب العراقية الإيرانية.
ففي أوائل الصيف الحالي، كان كبار المسؤولين الأمريكيين يأملون أن تتعاون إيران مع الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في العراق. وكان لدى الدولتين مصلحة في نجاح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وبالتالي، وافقت الولايات المتحدة على عقد اجتماعات ثنائية مع مسؤولين إيرانيين في بغداد للتوصل إلى إطار مشترك للأمن في العراق. وكانت إمكانية التوصل إلى توافق أمريكي إيراني في العراق سببا لإنزعاج بعض دول المنطقة لكن الولايات المتحدة واصلت السير في ذلك الطريق.
تحدث السفير الأمريكي لدى العراق ريان كروكر عن الثمن المتواضع الذي ستحصل عليه أمريكا من التعاون مع الإيرانيين. قال كروكر، إنه كان يتعين على قوات الحرس الثوري الإيراني أن توقف أعمال نقل الأسلحة الفتاكة إلى القوات الشيعية في العراق، التي كانت تزعزع استقرار العراق وتقتل الجنود الأمريكيين. وكان لدى المسؤولين الأمريكيين المصادر الاستخباراتية التي تساعدهم من التأكد من التزام إيران بهذا المطلب الأساسي. قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية «لم نر ذلك الالتزام مطلقا».
ولا شك أيضا في أن الإحباط من إيران يساعد كثيرا في شرح استياء الإدارة الأمريكية من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي ربما كان يمكن لحكومته أن تشكل مشروعا أمريكيا إيرانيا مشتركا. لقد ثبت أن المالكي لايستطيع وقف العنف، ولا توفير الخدمات ولا منع الفساد المستشري في العراق. هنا تجدر الإشارة إلى أن المنطق وراء زيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق هو توفير حيز سياسي لهذه الحكومة يساعدها في التوصل إلى حلول وسط للمشاكل التي يعاني منها العراق، لكن هذا لا يحدث.
إن التقدم المتواضع الذي أحرزته الولايات المتحدة في العراق يتركز إلى حد كبير في المناطق السنية مثل محافظة الأنبار. إنه تحالف من الراضين حيث أن السنة يعتبرون القوات الأمريكية أفضل حليف لهم في احتواء قوة إيران ووكلائها في العراق. ومع نمو قوة أصدقاء الولايات المتحدة من السنة الجدد، هنالك مصلحة متزايدة في التوصل إلى تحالف لاستبدال المالكي.
أما بالنسبة لسياسة «العودة إلى المستقبل،» يتردد هذه الأيام اسم إياد علاوي البعثي السابق الذي خدم رئيسامؤقتا للوزراء ويحظى بدعم قوي من السنة، على الرغم من أنه شيعي علماني. يمتلك أياد علاوي أموالا كثيرة تساعده لشراء الدعم السياسي، لكن هذا الدعم يأتي من بعض دول المنطقة وليس من الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية «ستواصل الولايات المتحدة ضغوطها على إيران.» وستعمل الولايات المتحدة من أجل استصدار قرار ثالث من الأمم المتحدة خلال الشهر المقبل لفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. كما تعكف الولايات المتحدة على إعداد سلاح جديد وهو اعتبار قوات الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. ومن شأن هذا السلاح الجديد أن يضيق الخناق على الحرس الثوري وعلى كافة الشركات التي يمتلكها- البنوك، الشركات التجارية، شركات التكنولوجيا التي تعتبر جزءا من البرنامج النووي- ويسعى بالتالي إلى محاولة ايجاد مسافة بين الرئيس محمود أحمدي نجاد وبين الأغلبية الأقل تعصبا.
أما مشكلة سياسة «العودة إلى المستقبل» فهي بالطبع تلك الأمور التي كانت موجودة في الماضي. فصفقات الأسلحة لن توفر أمنا دائما لدول المنطقة، كما أن دعم الأنظمة السنية الشمولية لن يوقف التطرف الإسلامي، هذا فضلا عن أن عراقا مقسما سوف يؤدي إلى بقاء المنطقة في حالة توتر دائم.
لكن النهج الجديد يتمتع بميزة الواقعية وهي الاستعداد للاسوأ في العراق وليس الأمل في الأفضل


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
احتلال أميركي أم احتلال إيراني للعراق?!
ناصر العتيبي
السياسة الكويت
برغم معرفة الكثير من الناس, الا اننا نود أن نضع النقاط على الحروف ونكشف اللعبة برمتها, وما يجري في العراق من قتل ودمار وفتنة طائفية ونهب في رابعة النهار.
يقولون ان السبب في كل ما يحصل هو الاحتلال الاميركي للعراق, ولكننا عندما ننظر إلى لغة الارقام يتضح لنا نقيض ذلك تماما, فوجود قوات أميركية ظاهرة للعيان في العراق قوامها 140 ألف جندي . أما القوات الإيرانية فإنها تزيد على مليون شخص من جنود ايرانيين يرتدون الملابس المدنية. كما أن اجهزة المخابرات الايرانية متغلغلة في جميع مناطق وطبقات المجتمع العراقي من جنوبه ووسطه وحتى شماله, أما المهمة او الهدف من ذلك فهو الانتقام من العراقيين على جريمة لم يرتكبوها وانما ارتكبها الطاغية صدام حسين وحزب البعث الفاشستي العفلقي. وتتركز مهمة المخابرات الإيرانية على ملاحقة كل العقول العراقية من علماء ومفكرين وقيادات عسكرية ومعارضين للهيمنة الايرانية من عرب واكراد وتركمان ومن السنة والشيعة وغيرهما من الاقليات الدينية. فلا ينجو أحد من الانتقام الا من يساير النظام الايراني وينصاع اليه ولطروحاته الفارسية الحاقدة على العرب بكل اتجاهاتهم . يضاف الى ذلك جيش المهدي وجيش بدر والتيار الصدري والميليشيات الأخرى التي نظمتها ايران على شكل هرمي من مستوى القرية حتى مستوى المحافظة, انه غزو ايراني غير مباشر للعراق - وتتكرر المأساة في كل محافظة من المحافظات العراقية وبصورة عشوائية ومخزية. يضاف ايضا اسلوب المخابرات الايرانية من خلال سفاراتها وملحقياتها ورجال اعمالها المنتشرين في طول العراق وعرضه, وفوق كل ذلك يتربع على هرم السلطة رئيس الوزراء نوري المالكي بأفكاره السوداء وحقده الدفين على جميع الطوائف غير الشيعية, فقد انكشفت اللعبة الايرانية, ويعرف الجميع ان ايران تخطط لنقل »التجربة العراقية« إلى دول اخرى في منطقة الخليج العربي ودول الجوار ثم إلى منطقة الشرق الاوسط بأكمله.

Up to you
ما تقوم به إيران من أعمال تخريبية وانتقامية وقتل للعراقيين بجميع اطيافهم لم تجرؤ ولم تحلم اسرائيل بالقيام به. ولا نعرف الى أين ستصل هذه السياسة الايرانية الرعناء?
لا نعرف ماذا يريد الايرانيون ان يحققوه من وراء سفك الدم في العراق , ولا نعرف ما سر وجود عدد كبير من العمال الايرانيين بمشيتهم العسكرية في شارع الاستقلال في الصباح الباكر , نشك حتى النخاع ان العمالة الايرانية والعمالة السورية هي عمالة حرة وخصوصا في المطاعم .
لا نرغب بوجود »نشامى« ايران وسورية على ارضنا ولنا عبرة من »نشامى« العراق .
* دعاؤنا للأخ والصديق العزيز الدكتور أحمد الربعي بالشفاء العاجل.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
لو تعلم بوش من ايزنهاور
مايكل كوردا

لوس انجلوس تايمز

قد يبدو من الجائز ان نسامح الرئيس على فشله في فهم الحاضر او استشراف المستقبل لكن من الصعب نغفر له عدم الاهتمام بالماضي والنظر له.
وقد اظهرت ادارة بوش عدم اهتمام كبير بفترات الرئاسة الجمهورية السابقة. لقد كان بوش الأب مثالا جيدا للشخص الذي يعرف متى يتوقف وهو بذلك يجيد اتخاذ الخطوة الحكيمة ويتوقف عن التقدم في الوقت المناسب. وقد أعطانا ريتشار نيكسون درسا موضوعيا في مخاطر مواصلة حرب غير مرغوبة. وقبل الجميع يأتي ايزنهاور والذي يجب ان يستقي جمهوريو اليوم الحكمة السياسية منه حيث نبعت شعبية ايزنهاور العريضة من وعده عام 1952 بأنه – اذا نجح في الانتخابات – سيذهب الى كوريا ويرى بنفسه ما الذي يحدث هناك.
وذلك اغضب هاري ترومان والذي قال انه لو كان لدى ايزنهاور خطة لانهاء الحرب فمن واجبه ان يوضح هذه الخطة للرئيس الامريكي. لكن ايزنهاور تجاهله وذهب إلى كوريا ورأى بنفسه الامور، رأى بعين ايزنهاور الجنرال صاحب الخمسة نجوم ورأى ان هذه حرب خاسرة وقرر، على الاقل دون استخدام اسلحة ذرية، انهاء الحرب. وعاد لامريكا وفي ستة شهور انهى الحرب الكورية.
وباختصار، فهم ايزنهاور بأنه ان لم يستطع المرء الفوز بالحرب، فكلما اسرع بالخروج منها كان افضل له. ورد ايزنهاور على النقد الموجه له من جناح اليمين – جناح حزبه – وقال ببساطة: "الحرب انتهت واتمنى ان يعود ابناؤنا الى الوطن سريعا". لقد كان لايزنهاور تاريخا رائعا في المجال العسكري من آخر مناصبه العسكرية، القائد الأعلى لقوات التحالف في اوروبا والقائد الاعلى لقوات الناتو. وكان دائما يرى انه لا يجب ان تذهب القوات الامريكية الى اي حرب دون استراتيجية عسكرية تحقق بها الانتصار ودون قيادة عليا لها سلطة مطلقة.
ومن وجهة نظر ايزنهاور، لو حصل الجنرال على ما طلبه ولم يحقق النصر، يجب قتله. لكن تحت اي ظروف لا يجب ان نطلب من الجنرالات اتباع استراتيجية تقرها "لجنة" ما او يعدها البنتاجون او البيت الابيض. وكانت اوامر ايزنهاور للجنرال اوفر لورد عندما كان ذاهبا لاوروبا لمحاربة ألمانيا ودول المحور: "ستذهب لقارة اوروبا ومعك قوات اخرى من دول اخرى، فتولى العمليات التي تهدف الى التعامل مع "قلب" ألمانيا ودمر قواتها المسلح".
ومن بين قناعات ايزنهاور كانت رؤيته بوجوب امتلاك القيادة العليا السيطرة على القوات الجوية والبحرية والمتحركة على الارض. على سبيل المثال، خلال الحرب العالمية الثانية حاول جنرالات امريكيون وبريطانيون السيطرة على قاذفات القنابل الثقيلة، وقتها هدد ايزنهاور وينستون تشرشل انه سيستقيل من القيادة فخضع الجميع له واذعنوا باختصار، كان ايزنهاور يفهم استخدام القوة وبالنسبة له فان محاولة السيطرة على دولة في حجم العراق في وسط حرب أهلية باستخدام 160 ألفا من القوات العسكرية، شيء غير معقول ابدا لو يحتاج المرء لاستخدام القوة يجب عليه ان يملك الكثير منها لينهي المهمة بسرعة ودون نقص. بعد ذلك اسحب القوات للوطن واترك الباقي للساسة والدبلوماسيين.
تلك كانت طريقة امريكا في الحروب كما كان يراها ايزنهاور. لقد كان لديه من الدهاء ما يكفي ليتجنب الوقوع في شرك الحرب الفرنسية في الهند الصينية.
قال حينها: "لا يوجد من هو اكثر معارضة مني لدخول الولايات المتحدة في تلك الحرب الشرسة" وبالنسبة للشرق الاوسط قال ايزنهاور: "ليست للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ما يجبرها على ان تصبح قوة محتلة له ولو فعلت امريكا ذلك انا واثق اننا سنندم". وهناك سبب وجيه لحب الشعب الامريكي لايزنهاور كأعظم جنرال امريكي وهو انه على يده تحقق لأمريكا بعض اهم انتصاراتها العسكرية.
وعندما اصبح رئيسا للبلاد، قدم لأمريكا – ضمن المنافع العديدة الاخرى – ثماني سنوات من السلام. ولا اظن ان هناك رئيسا منتخبا لأمريكا عرف كيف يشن الحروب او ينهيها او فهم متى لا يتورط في قتال لن يربحه او متى يدخل في حرب يربحها افضل من ايزنهاور. واعتقد انه الوقت المناسب لأن يقرأ البعض في البيت الابيض وفي البنتاجون مذكرات ايزنهاور قراءة واعية ويتعلموا منها شيئا عن القيادة ووضع الاستراتيجيات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الحزب الديمقراطي الكردستاني على خطى العفالقة
مروان علي
السياسة الكويت
كتب أحدهم مقالة طويلة يعلق فيها على انتخاب السيد مسعود البارزاني ,رئيسا لاقليم كردستان (طبعا الانتخابات تحتاج الى أكثر من مرشح وكان السيد مسعود البارزاني المرشح الوحيد ومن يجرؤ او يفكر مجرد تفكير في ترشيح نفسه)ان انتخاب الرئيس مسعود البارزاني رئيسا لاقليم كردستان هو انجاز تاريخي وعالمي وكردستاني كبير وهو انجاز للشعب الكردي ولكل شعوب المنطقة (ربما نسي ان يضيف ولكل شعوب العالم وشعوب الكواكب الاخرى).
ولان الحزب الديمقراطي الكردستاني يتحكم بالمال والسلطة في الاقليم الكردي فالفرصة مواتية للمطبلين والمزمرين الذين تعودوا على الرقص وهز الخصور والتسول وبيع الكلام والمواقف المجانية القوموية الرخيصة (كل اناء ينضح بما فيه) وهذا ما يفسر تحول القيادي الكردي السوري السابق الى اكبر منظر للبارزانيزم (فكر الملا مصطفى البارزاني .. على ذمته) بعد ان حارب الملا مصطفى البارزاني بضراوة حين كان على قيد الحياة وبأوامر من السفارة العراقية في بيروت خلال فترة السبعينيات وهناك العشرات من الوثائق والادلة الدامغة على تورطه مع مخابرات النظام العراقي البائد والسفارة العراقية في بيروت وهناك أيضا صورة لجواز سفره الديبلوماسي والصادر عن سفارة النظام العراقي البائد ايضا في بيروت ويعمل الآن مستشارا للسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان للشؤون العربية .
وثمة العشرات من الذين يحاولون الان استغلال الفرصة وتحقيق الربح السريع خصوصا بعد ان فشلت مشاريعهم في اوروبا وروسيا واميركا وبعد أن اصبحوا مطلوبين للشرطة الجنائية الدولية (الانتربول) بسبب تورط قسم كبير منهم في جرائم الاتجار بالمخدرات وتهريب البشر وتزوير العملات , واكتشف هؤلاء ان الاتجار بالشعارات القوموية -على سبيل المثال لا الحصر. اسس أحد هؤلاء مركز الدراسات البارزانية - عملية رابحة ومضمونة خصوصا بعد ان فتحت السلطات الكردية التابعة لحكومة أربيل ابواب الاقليم على مصراعيه لهم حيث يجدون الاكل والمرعى وقلة الصنعة والفلل المفروشة ومفرزات الحماية والرواتب الجارية وبالدولار, ولاتجد السلطات التي تختبئ وراء معاناة الشعب الكردي وآلامه التاريخية اي حرج في الزج بالشرفاء في أقبية أجهزة مخابراتها التي تضاهي في فنون التعذيب والاعتقال أقبية النظام العراقي المقبور والتضييق عليهم بشتى الوسائل والسبل وعلى سبيل المثال لا الحصر أيضا اذكر ماحدث لستران عبدالله وشيرزاد شيخاني والدكتور كمال قادر والقائمة طويلة .
بعيدا عن الشعارات الطنانة والرنانة, فإن المصالح الشخصية والعشائرية والحزبية الضيقة والرخيصة هي التي تجعل قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ترحب بكل هؤلاء وتوفر لهم كل مستلزمات حياة البذخ والترف وعلى حساب دماء الشهداء وكرامة الشعب الكردي.
الحزب الديمقراطي الكردستاني وفي هذه المرحلة التاريخية والمصيرية مطالب بمراجعة حساباته الكردية وعلاقاته وتحالفاته إذا أراد ان يكون فعلا حزبا ديمقراطيا وكرديا ومخلصا للملا مصطفى البارزاني واحلامه القومية ولشعاره العظيم (كردستان أو الموت).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
نص التقرير الاستخباراتي الامريكي حول العراق
ترجمة بثينة الناصري
دورية العراق
هذا التقرير الصادر عن اجتماع رأي 16 هيئة استخباراتية امريكية وصادر عن مكتب مدير الاستخبارات القومي، يأتي تحديثا لتقرير سابق صدر في كانون الثاني 2007. ننشره في الدورية لافساح المجال لمناقشة خطأ او صواب الاحكام التي توصل اليها مجتمع الاستخبارات الامريكي.

التغطية

هذا التقييم (نشر في 23 آب 2007) تحديث لتقييم كانون الثاني 2007 حول العراق والذي كان عنوانه (آفاق استقرار العراق: طريق خطر امامنا) . وقد أعد حسب طلب مدير الاستخبارات القومية استجابة لطلب من مجلس الامن القومي . وهو يقدم تحليل اجهزة الاستخبارات لمتابعة العوامل المهمة التي تضمنها تقييم كانون الثاني والتي تعكس الحالة الامنية والسياسية في العراق. وباستخدام تقييم كانون الثاني كأساس، يفحص هذا التحديث آفاق التقدم في جبهات الامن والمصالحة الوطنية في الشهور الستة او ال 12 القادمة.

تنبيه:

بسبب الايقاع السريع لمشاركة العشائر وزيادة عمليات التحالف، فإن التطورات في العراق تتسارع بتعقيد اكبر اليوم مما كانت في فترة تقرير كانون الثاني . والمتغيرات المناطقية في الامن والاوضاع السياسية كبيرة وجلية – مثلا العنف الشيعي-الشيعي في جنوب العراق يختلف تماما في الانماط من العنف في اي مكان آخر. ويركز تقييم الاستخبارات في هذا التقرير على فترة قصيرة فقط من الصراع العراقي وهو الستة اشهر الاخيرة وفي مناطق معينة – هي المحافظات الوسطية على الغالب والتي تشكل مركز الثقل لتوقعات الامن في العراق ولنا فيها حضور كبير ولهذا معلومات اكثر . ان مايبرز من ايقاع وآفاق الوقائع الامنية والسياسية في العراق، مع تركيزنا التحليلي المحدود بالضرورة، كل ذلك يتضمن مخاطر: مازالت شكوكنا اكبر من يقيننا وتوقعاتنا للمستقبل تحتمل اخطاء اكثر. هذه المسائل بالترافق مع تحديات الحصول على بيانات مضبوطة حول اتجاهات العنف والفجوات المستمرة في معلوماتنا حول مستوى العنف والاتجاهات السياسية في مناطق العراق التي لايكون للتحالف فيها حضور كبير وحيث يواجه جامعو المعلومات الاستخباراتية صعوبة في العمل ، تزيد من أهمية هذا التنبيه. على اية حال نحن نلتزم بهذه الاحكام على انها افضل تقييم للاوضاع الامنية والسياسية في العراق ونرى انها ستتحقق على اكثر احتمال ، في فترة 6-12 شهرا القادمة.

احكام رئيسية

منذ تقريرنا في كانون الثاني 2007، حدث تحسن لابأس به ولكنه غير منتظم في الحالة الامنية العراقية . انخفض تصاعد معدلات العنف ، وكذلك الهجمات الاجمالية في انحاء العراق خلال سبعة من الاسابيع التسعة الاخيرة. وقد ساهمت قوات التحالف بالاشتراك مع القوات العراقية والعناصر العشائرية وبعض المتمردين السنة ، على تقليل قدرات القاعدة في العراق، وحدّت من حريتها في الحركة وحرمتها من التعاطف الشعبي في بعض المناطق. ولكن على اية حال ، مستوى العنف العام ، بضمنه الهجمات والاصابات بين المدنيين تبقى مرتفعة . وتبقى الجماعات الطائفية سادرة في غيها. القاعدة تحتفظ بقدرتها على ادارة هجمات نوعية: وحتى كتابة هذاالتقرير ، يظل الزعماء الساسيون العراقيون عاجزين عن ادارة الحكومة بشكل مؤثر . كان هناك تحسن قليل في الوضع الاقتصادي وتنفيذ الميزانية وماليات الحكومة ولكن مازالت المشاكل الاساسية الهيكلية تمنع استمرار التقدم في النمو الاقتصادي والحالة المعيشية.

ونقدر، انه في حدود استمرار قوات التحالف بشن عمليات مكافحة تمرد فاعلة وتدريب ودعم قوات الامن العراقية، فإن الامن في العراق سوف يستمر في التحسن المتواضع خلال فترة 6-12 شهرا القادمة . ولكن سوف يبقى مستوى عنف التمرد والطائفية مستمرا بارتفاع وسوف تستمر الحكومة العراقية في الصراع لتحقيق مصالحة سياسية وطنية وتحسين ادارة الحكم . ويبدو ان التوافقات السياسية المقبولة بشكل عام والضرورية من اجل الحفاظ على الامن وعلى التقدم السياسي على المدى البعيد و النمو الاقتصادي، لن تظهر على اكثر احتمال مالم تحدث نقلة اساسية في العناصر التي تؤدي الى التطور السياسي والامني في العراق.

يعزى استمرار المسارات السياسية والامنية الراهنة في العراق بشكل رئيسي الى انعدام الشعور بالامان لدى الشيعة فيما يتعلق بالحفاظ على الهيمنة السياسية، وانعدام ارادة السنة بشكل عام لقبول وضع سياسي مهمش ، وتنافس الفصائل داخل المجتمعات الطائفية ينتج عن صراع مسلح ، واعمال المتطرفين مثل القاعدة وجيش المهدي التي تحاول ان تغذي العنف الطائفي.

وقد ظهر دافعان جديدان منذ تقييم كانون الثاني: المعارضة السنية الواسعة للقاعدة وتوقع العراقيين انسحاب التحالف. ان توقع انسحاب التحالف سوف يشجع الفصائل على انتظار فراغ سلطة لمحاولة وجود حلول امنية محلية يمكن ان تزيد من حدة العنف الطائفي والمنافسة داخل الطائفة الواحدة. في نفس الوقت ، الخوف من الانسحاب ، سوف يدفع المزيد من العشائر والجماعات السنية على الالتحاق التحالف من اجل تقوية انفسهم لمابعد انسحاب التحالف .

• مقاومة العرب السنة للقاعدة انتشرت خلال فترة 6-9 اشهر الاخيرة ولكنها لم تترجم بعد الى دعم سني واسع للحكومة العراقية او رغبة عامة واسعة للعمل مع الشيعة . زعماء الشيعة في الحكومة العراقية يخشون ان تقف هذه الجماعات مع المعارضين المسلحين للحكومة ، ولكن الحكومة العراقية دعمت بعض مبادرات لاشراك الرافضين للقاعدة في وزارتي الداخلية والدفاع .

• الصراع الشيعي – الشيعي الذي يشمل فصائل تتنافس من اجل السلطة والموارد سوف يزداد حدة حين يتسلم العراقيون السيطرة على امن المحافظات. في البصرة تصاعد العنف مع انسحاب قوات التحالف هناك . ولم تبد الميليشيات المحلية اية اشارات على تراجع التنافس للسيطرة على موارد النفط والمناطق.

• المجتمع السني العربي يظل سياسيا متشظيا، ولا نرى قادة بينهم يمكن ان يدخلوا في حوار مفيد وفي اتفاقات وطنية.

• يظل الزعماء الاكراد مركزين على حماية الحكم الذاتي في المنطقة الكردية ويرفضون التنازل في القضايا الرئيسية.

يقيم مجتمع الاستخبارات بان بروز مبادرات امنية ، خاصة بين العرب السنة تتركز على قتال القاعدة ، تمثل افضل أمل لتحسن الامن في خلال 6-12 شهرا القادمة، ولكننا نرى بأن هذه المبادرات لن تترجم الى مرتكز سياسي واسع واستقرار طويل الا اذا قبلتها الحكومة العراقية ودعمتها .

ان عملية واسعة النطاق تتضمن دعم الحكومة العراقية واضفاء شرعية على هذه المبادرات يمكن ان يسند مصالحة سياسية طويلة المدى بين السنة العرب المشاركين والحكومة . ايضا نقدر بانه تحت ظروف معينة قد تشكل مثل هذه المبادرات خطرا على الحكومة العراقية.

• نرى بان مثل هذه المبادرات يحتمل نجاحها في المناطق السنية حيث يكون وجود عناصر القاعدة كبيرا ، وشبكة العشائر قوية ، والحكومة المحلية ضعيفة ، والصراع الطائفي منخفض ، في مثل هذه الاجواء، ترحب القوات الامنية العراقية بمبادرات السنة كما في محافظة الانبار .

• انتشرت المقاومة العربية السنية للقاعدة وانتشرت مجموعات الامن المحلية التي تتشكل عادة من وحدات شيعية سنية مختلطة ، خلال الاشهر الماضية. هذه الاتجاهات ، مع مايرافقها من زيادة في عمليات التحالف ، قضت على وجود القاعدة العملياتي وقدراتها في بعض المناطق.

• مثل هذه المبادرات ، اذا لم تستغلها الحكومة العراقية الى اقصى حد ، ستفرض نفوذها بمضي الوقت على المناطق ، وتقلل من جهود فرض سلطة مركزية ، وتعيد تنشيط المعارضة المسلحة لحكومة بغداد.

• عمليات التحالف العسكرية التي تركز على فرض امن السكان، داخل وخارج بغداد، ستبقى ضرورية لنجاح الجهود المحلية والمناطقية حتى تنتهي المخاوف الطائفية من اجل تمكين الحكومة الشيعية العراقية من منح الدعم الكامل للمجموعات السنية المحلية .

كان اداء القوات الامنية العراقية المشاركة في العمليات المشتركة مع قوات التحالف، جيدا ، وبعض الوحدات ابدت كفاءة مهنية متزايدة . على اية حال نرى بان القوات الامنية العراقية لم تتحسن بما فيه الكفاية لادارة عمليات كبيرة مستقلة عن التحالف على اساس مستمر في المواقع المتعددة ،وانها تبقى تعتمد على التحالف في النواحي المهمة اللوجستية والدعم القتالي .

• نشر القوات الامنية العراقية من ارجاء العراق الى بغداد لدعم العمليات الامنية المسماة (فرض القانون) تؤشر على تقدم مهم بالمقارنة مع السنة الماضية حين هجرت جماعات كبيرة من الجنود وحداتها لئلا تقاتل خارج مناطقها ، ولكن دعم التحالف والحكومة العراقية يظل مهما.

• مؤخرا الجيش العراقي خطط وادار عمليات امن مشتركة بين الجيش والشرطة على مستوى واسع في بغداد، وقد ابدى خلالها قدرة جيدة على القيادة والسيطرة العملياتية.

• تستمر الميليشيات والتمرد في إضعاف الاعتماد على بعض وحدات القوات الامنية العراقية، والتدخل السياسي في العمليات الامنية يستمر لاضعاف جهود التحالف والقوات العراقية .

• تنفذ حكومة المالكي خططا لتوسيع الجيش العراقي ولزيادة قوته البشرية لمعالجة الفجوات المهمة ونرى بان تحقق الفوائد الامنية المهمة الناتجة عن هذه البرامج سوف يستغرق على الاقل من 6-12 شهرا، وربما اطول .

• يرى مجتمع الاستخبارات بان الحكومة العراقية سوف تكون اكثر تقلقلا خلال الستة الى 12 شهرا القادمة بسبب انتقاد اعضاء التحالف الشيعي الرئيسي الاخرين لها (مثل الائتلاف ) وآية الله السيستاني واحزاب سنية وكردية اخرى. لقد تزايد الانقسام بين المالكي والصدريين، وتبحث الفصائل الشيعية عن تحالفات بديلة تهدف الى مجابهة المالكي.

• ضغوط الحالة الامنية وغياب القادة الرئيسيين عطل الحوار السياسي الداخلي وابطأ عملية اتخاذ القرار وزاد من هشاشة المالكي امام تحالفات بديلة.

• نرى بأن المالكي يستمر في الاستفادة من اقرار الزعماء الشعية بان البحث عن بديل سوف يشل الحكومة .

• تهجير السكان الناتج عن العنف الطائفي يستمر مما يزيد من اعباء الحكومات المحلية وبعض الدول المجاورة ويزيد من خطر انتشار عدم الاستقرار عبر حدود العراق في الاشهر الستة -12 القادمة. ان الاستقطابات الطائفية تتضح جليا في بغداد ، حيث يشكل الشيعة اغلبية في اكثر من نصف الاحياء والمناطق السنية اصبحت محاطة بمناطق شيعية . وحيثما ادت التهجيرات الى مناطق مفصولة طائفيا ، قل الصراع الى حد ما لان المجتمعات المتحاربة تجد صعوبة في التغلغل والنفاذ الى الكانتونات الاخرى.

مجتمع الاستخبارات يرى بان جيران العراق سوف يستمرون في التركيز على تحسين تغلغلهم في العراق توقعا لانسحاب التحالف. مساعدة ايران للجماعات المسلحة يصاعد العنف داخل العراق ، واحجام الدول السنية التي تدعم عادة اهداف امريكا في المنطقة ، من تقديم المساعدة للحكومة العراقية ربما يدعم رفض العرب السنة العراقيين لشرعية الحكومة .

• بحلول السنة القادمة سوف تستمر طهران المتخوفة من صعود السنة مرة اخرى في العراق . كما تستمر جهود امريكا للحد من التأثير الايراني ، في تمويل وتسليح وتدريب الميليشيات الشيعية العراقية. وتستمر ايران في تقوية مجالات دعمها المميت لجماعات مختارة من المسلحين الشيعة العراقيين خاصة جيش المهدي منذ على الاقل بداية 2006. وقد ارتفعت الهجمات بالمتفجرات النافذة EFP زيادة مؤثرة.

• ضربت سوريا بعض الجماعات السنية المتطرفة التي كانت تحاول انفاذ مقاتلين الى العراق عبر الحدود السورية لأنهم يشكلون تهديدا لاستقرار سوريا ولكن مجتمع الاستخبارات يقدر ان دمشق تقدم الان دعما لجماعات من غير القاعدة في العراق من اجل زيادة التأثير السوري.

• تركيا قد تستخدم بعض الاجراءات لحماية ما تراه مصالحها في العراق . يبقى خطر العمليات عابرة الحدود ضد جماعات مؤتمر شعب كردستان (KG) وهي جماعة ارهابية في شمال العراق، قائما .

نقدر ان تغيير مهمة قوات التحالف من دور مكافحة التمرد ودعم الاستقرار الى دور الدعم القتالي للقوات العراقية وعمليات مكافحة الارهاب من اجل منع القاعدة من تأسيس ملاذ آمن، سوف يقضي على المكاسب الامنية التي تحققت حتى الان . ان تأثير تغيير المهمة على البيئة السياسية والامنية في العراق وفي المنطقة سوف يتراوح بالكثافة والمبادرة نسبة الى معدل ودرجة اعادة الانتشار لقوات التحالف. ان التطورات داخل المجتمعات العراقية ذاتها سوف يكون حاسما في تقرير المسارات السياسية والامنية .

* التحسن الامني الراهن في العراق ، بضمنه النجاح ضد القاعدة ، اعتمد بشكل رئيسي على تزامن وثيق بين اساليب مكافحة التمرد التقليدية وعمليات مكافحة الارهاب. ان أي تغيير في المهمة يقاطع ذلك التزامن سوف يعرض التحسن الامني الى الخطر.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أربع لاءات عراقية
د. عوده بطرس عوده
العرب اونلاين
أشهر اللاءات العربية كانت ثلاثية اقترحها فخر أمتنا العربية جمال عبد الناصر العظيم فى قمة الخرطوم التى انعقدت فى مثل هذا الشهر بعد عشرة أسابيع فقط من انتكاسة حزيران/ يونيه عام 1967 وأقرتها بإجماع الذين شاركوا فيها، والتزم أصحاب الأنظمة بها إلى أن توفاه الله يوم 28 سبتمبر/ أيلول عام 1970. وكان السادات الذى خلفه أول الذين تخلوا عن تلك اللاءات الشهيرة بزيارته للكنيست الصهيونى فى أورشليم القدس بعد أن تخلص من الجيش الذى أعاد بناءه عبد الناصر بالعبور التاريخى لقناة السويس وتدمير خط بارليف الأسطوري.

بعدئذ كانت الطامة الكبرى باتفاق أوسلو الذى اتخذته الأنظمة الوراثية ستارا تغطى به استسلامها بذريعة أنه مادام أصحاب القضية الذين انطلقوا من الكويت رافعين شعار التحرير الشامل من النهر إلى البحر، ارتضوا بمذلة أوسلو دون مقابل، فإنه يكفى مبررا للحاق بهم فى الاستسلام وفتح تمثيليات ريثما تستجيب "إسرائيل الصهيونية" البارعة براعة شايلوك فى استغلال المتسولين!
فى أيامنا الراهنة تبرز أربع لاءات عراقية تسبب بها الرئيس الأمريكى العدوانى بوش الابن الذى يقترف جرائمه فى العراق وفق ما تشتهى "إسرائيل" وتأمر بها الصهيونية المتجسدة فى اللوبى الأمريكى الصهيوني، فإنه فى خدمتها وليس فى خدمة أمريكا والذين انتخبوه!

هذه اللاءات هى التى تدفع أبناء العراق إلى التشرد فى أرجاء القارات المأهولة بالسكان حتى وصلت أعدادهم فى جزر نيوزيلندا إلى عشرات الآلاف. وأما أعدادهم فى سوريا بحسب تقديرات المفوضية العليا للاجئين العراقيين فتتجاوز الآن التسعمائة وخمسين ألف لاجئ، والمقدر أن تتجاوز المليون لاجئ قبل نهاية شهر رمضان، حيث أن المتوسط الشهرى للهرب من جحيم العراق يتجاوز الخمسين ألف لاجئ عراقى كل شهر! ويبلغ عدد اللاجئين العراقيين فى الأردن قرابة الثمانمائة ألف يضمون أعدادا كبيرة من الذين وضعوا أنفسهم فى خدمة المحتلين الأمريكان واصطحبوا معهم ملايين الدولارات!
مندوب صحفى لوكالة الأنباء الفرنسية "أ. ف. ب" قام بجولة على الحدود السورية العراقية حيث يوجد مخيم للهاربين من جحيم بوش الابن وعملائه سعيا وراء الأمن والأمان، وأجرى أحاديث منفردة مع رجال ونساء من الواصلين قبل ساعات لذلك المخيم واستخلص منها اللاءات الأربع التى تدفع أبناء العراق إلى الهرب واللجوء وهي: لا أمن ولا ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا نفط بمشتقاته!

ولفت نظر المندوب الصحفى أن الخوف من الحياة المرعبة فى العراق مازالت تصاحب الهاربين اللاجئين بحيث لم يجرؤ واحد أو واحدة التلفظ بأكثر من اسمه المفرد!
سبق للجيل الحالى من العراقيين أن نكبوا بجرائم بوش الأب وحصاره الهمجي، ولكن كان هناك صدام حسين الذى جعل حياتهم آمنة ووفر لهم مشتقات النفط بأنواعها بأسعار زهيدة لا تصدق، بحيث كان ملء خزان نفط الحافلة أو الشاحنة ذهابا وإيابا إلى عمان الأردن بأقل من دولار واحد! وكانت أجرة التاكسى داخل بغداد أربعمائة دينار أيام كان متوسط سعر الدولار 1500 دينار! ثم وفر الغذاء والمنظفات لأبناء العراق عامة بمن فيهم المتظللين بالحظر الأمريكي! ولا شيء من ذلك فى ظل عدوان بوش الابن! إن كل عراقى وعراقية يترحم على أيام الرئيس الشهيد صدام حسين ويصب اللعنات على المحتل وأتباعه.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حضارة العراق ومحنة الايزيديين
رضي السماك
اخبار الخليج البخرين
لئن كان خلود الحجر، من تماثيل ومعابد ومساكن وقصور وقبور وما شاكل ذلك من آثار، هو بمثابة الشاهد الصامت المتكلم على مر العصور عن حضارة أي شعب، ومبعث افتخاره واعتزازه، فان عراقة أي مكون من مكونات نسيج هذا الشعب ارتبط بتلك الحضارة ومازال نسله مستمرا على ارضها، هو بمثابة الشاهد الحي المتكلم على مر الدهور عن حضارة هذا الشعب ذاته ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وهو الأولى بأن يكون مبعث الاعتزاز الأكبر الأسمى لدى الشعب كله بمختلف مكوناته للدلالة على عراقة حضاراته بمجملها.

لكن من يفهم هذه الفرضية العلمية بموضوعية متجردة حينما تمر اوطان هذه الحضارات بالفتن والنزاعات الدينية والطائفية والعرقية وضروبها ويكون التعصب والقتل أو المجازر على الهوية هو المنطق السائد فيغيب العقل ويسود الجنون المشبع بالاحقاد والضغائن، وهذا بالضبط ما يمر به العراق المعروف بواحدة من أعرق حضارات العالم. وهكذا فلئن شكّلت المجزرة الوحشية الابادية التي لحقت بقريتين من قرى الايزيديين واحدة من أحط وابشع المذابح والتي راح ضحيتها سكانهما المدنيون الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا بعير في الصراع الدموي الهمجي الدائر بين الفرقاء السياسيين والدينيين يوميا فإن واحدة من دلالات هذا السلوك تتمثل فيما تعكسه من انحطاط حضاري متخلف لمخططيه ومرتكبيه العنصريين. يعد الايزيديون من أكثر أعراق العراق عراقة في وجودهم على تراب وادي الرافدين حيث تضرب جذورهم في هذا التراب إلى آلاف السنين خلت وهم من المؤمنين بالله، ويعتبرون ان النبي ابراهيم «ع« هو جدهم الأكبر. وجاءت تسميتهم بالايزيديين اشتقاقا من كلمة «ايزيدا« وهي في الأصل جملة من ثلاث كلمات آشورية مؤداها «نذهب لبيت الحق«، وهم على صلة بالتراث والثقافة البابلية والاشورية التي يعتز بها كل العراقيين، كالازياء والملابس واسلوب الرقص في الأعياد. واهم اعيادهم هو عيد رأس السنة الذي يصادف خلال شهر أبريل، وهم مازالوا كذلك حتى اليوم يعتمدون على التقويم البابلي والاشوري. ومع ان الطائفة الايزيدية التي يصل عددها إلى نحو ثلاثة ملايين موزعين على البلدان المجاورة للعراق، مثل سوريا وتركيا، فضلا عن جورجيا وارمينيا وروسيا وعدد من البلدان الاوروبية الا ان مركز الثقل الاساسي السكاني والديني للطائفة هو في العراق وعلى الأخص في المناطق الشمالية، كالموصل ودهوك وبعشيقة وبعزانية وزاخو وسنجار. ولم تكن المذبحة المباغتة الكبيرة التي تعرض لها الايزيديون هي أول مذبحة همجية ترتكب في حقهم على امتداد تاريخ وجودهم العريق في العراق، فقد سبقتها مذابح ارتكبتها الجيوش العثمانية باسم الدين باعتبارهم طائفة «مرتدة« عن الاسلام حسب تنظير مفتي الدولة العثمانية الشيخ أبوالسعود العمادي. وتواصلت فتاوى تكفيرهم العثمانية بعدئذ، ولم يكن السبب الحقيقي وراءها سوى رفضهم التجنيد الاجباري في الجيش العثماني. وفي الهزيع الأخير من الامبراطورية العثمانية جرى التشنيع والتدنيس بقبر أحد ائمتهم ألا هو الشيخ آدي وحرقوا عظامه امام مريديه. وفي عام 1906 حظر عليهم الصلاة في الضريح بعد تحويله الى مدرسة اسلامية. واذ تلحق بهم كل هذه المحن المأساوية والكارثية المتعاقبة بناء على تكفيرهم أو كما يتوهم البعض او يروج ، فإن دعاءهم في الفجر يقول: «يا رب انت الكريم الرحيم الاله، ملك ملك الدنيا، مملكة السماء والعرش العظيم«. وينقل عنهم البحاثة في التراث الديني العراقي رشيد الخيون دعاء آخر شبيها بالأدعية الاسلامية: «يا رب انك انت الموجود وانا المعدوم، انت الغافر للذنوب، انت الاله الحق مالك الكم والكيف، لا قامة لك لكنك رفيع، لا صوت لك، لكن صوتك معروف«. ومع ان اتخاذهم من الجبال والوديان السحيقة ملاذا آمنا لاتقاء شر الهمج، وقد نجحوا في ذلك الى حد بعيد، الا ان هذه المحميات الطبيعية لم تقهم دائما من غزوات البرابرة والوحوش الادميين، هم الذين عرفوا بمسالمتهم وبأسمائهم العربية في معظمها. وهكذا فلئن كانت محميات الهنود الحمر المفروضة عليهم هي الشاهد على حضارة السكان الأصليين لأمريكا، فان محميات الايزيديين هي الشاهد على عراقتهم وارتباطهم بواحدة من أقدم الحضارات العراقية مثلما هو صمود الوجود السكاني لعرب 48 في داخل الكيان الاسرائيلي الشاهد الاكبر على عراقة الفلسطينيين وحضارتهم في ارض فلسطين المغتصبة وزيف وبطلان الوجود اليهودي الصهيوني فيها.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
قائد جديد في العراق!
أحمد ذيبان
الراية قطر
بموازاة حالة الترنح التي تمر بها حكومة نوري المالكي، وتعرضها لقصف سياسي مركز داخلي وخارجي، ثمة من يعمل لخلافته، لكن من غرائب العراق الجديد، ان احد الطامعين بالجلوس علي كرسي رئيس وزراء العراق، بعد اقصاء المالكي، يروج نفسه داخل الولايات المتحدة، علي طريقة الانتخابات الامريكية، وليس القيام بدعاية انتخابية أو اجراء اتصالات داخل بلده! والمقصود هنا اياد علاوي الذي لا شك انه يدرك تماما حقيقة الاوضاع في العراق، وكان علي صلة وثيقة بأجهزة استخبارات امريكية ودولية اخري قبل الغزو، وهو موضع ثقة الادارة الامريكية، وربما يتمتع لديهم بمصداقية اكثر من الجلبي، بعد ان اكتشفت واشنطن انه قدم لها تقارير كاذبة، تتعلق بمزاعم امتلاك اسلحة دمار شامل، وكان علاوي اول رئيس وزراء مؤقت بعد الاحتلال، وعليه فهو يدرك تفاصيل اللعبة السياسية ودور الاحتلال في ادارتها!.

احدث خطوة لجأ لها علاوي، في سياق العمل لازاحة المالكي، انسحاب كتلته القائمة العراقية من الحكومة، لكن ثمة وزيراً شيوعياً خذل كتلته، واصر علي البقاء في الحكومة، ولسان حاله يقول حقيبة في اليد ولا عشرة علي الشجرة !، وللشيوعيين عادة حساباتهم الخاصة! وتحرك علاوي تزامن مع تصاعد الاتهامات الامريكية لحكومة المالكي بالفشل والعجز عن تحقيق تقدم امني وسياسي، وحتي الفرنسيين انضموا إلي هذه الحملة، اذ طالب وزير الخارجية كوشنير باستبدال المالكي، وتحدث حول ذلك هاتفيا مع نظيرته الامريكية رايس!.

ويبدو ان الضغوط استفزت المالكي فرد قائلا: انهم يتحدثون عن العراق وكأنه احدي مدنهم ، ولعله غفل انه جاء إلي الحكم بفضل الاحتلال !لكن يبدو ان علاوي اكثر ذكاء، رغم انه يفتقر إلي قاعدة شعبية، ودعم المرجعية الشيعية، كما هو حال المالكي، ولذلك فإن علاوي توجه إلي الساحة الامريكية، من خلال تعاقده مع شركة BGR وهي احدي شركات العلاقات العامة الموالية للحزب الجمهوري حزب بوش ، وهو ما كشفته شبكة سي ان ان الامريكية قبل ايام، ضمن برنامج شارك فيه علاوي من عمان، الذي اكد انه يخطط للعودة إلي رئاسة الحكومة العراقية، مشيرا إلي وضعه خطة وصفها بانها ستؤدي إلي قلب الاوضاع بالعراق والحد من عمليات القتل الطائفية متهما المالكي بتشكيل حكومة شيعية موالية لايران ، والاتفاق بين الشركة الامريكية مع علاوي ينص علي ان تقوم الشركة بحملة دعاية واسعة لتقويض حكومة المالكي والترويج لعودة علاوي، مقابل أجر يدفعه علاوي يبلغ مائة وخمسين الف دولار امريكي كل ثلاثة اشهر، بالاضافة إلي تكاليف شهرية خاصة بحملة الدعاية! وهذه المفارقة العجيبة احدي انجازات ديمقراطية الاحتلال !.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
التعسف في اجتثاث البعث
عبدالله الأيوبي
اخبار الخليج البحرين

مع أن المأساة العراقية هي من صنع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الذين شاركوا أو أيدوا وبرروا جريمتها المتمثلة في غزوها هذا البلد العربي وإصرارها على تحقيق أهدافها الإجرامية رغم كل الإخفاقات التي وصلت إلى درجة الفشل وباعتراف عدد من كبار المسئولين في الإدارة التي نفذت هذه الجريمة، إلا أن الأطراف العراقية المختلفة هي الأخرى تتحمل مسئولية استمرار هذه المأساة وعدم القدرة على الخروج من المستنقع الذي خلقته الجريمة الأمريكية بسبب تجاهل الكثير من القوى الحاكمة أو المشاركة في الحكم طبيعة مكونات الشعب العراقي واندساس قوى طائفية وأخرى ذات أجندات خارجية أو حزبية ضيقة في مجريات الأحداث ولعبها دور المخرب لأي توجه من شأنه أن يسهم في انتشال الشعب العراقي من المحنة التي آلت إليها حياته بعد جريمة البيت الأبيض.

قد يرى بعض العراقيين الذين أتعبتهم الأوضاع المأساوية التي آلت إليها بلادهم بصيصا من الأمل في اللقاء الأخير الذي جمع أهم أطياف الشعب العراقي المتمثل في طائفتيه الشيعية والسنية إلى جانب ممثلي أكراد العراق والذي أرسل ما يشبه الإشارة الإيجابية بشأن إمكانية تجاوز الكثير من الأخطاء والعراقيل التي وقعت فيها مختلف الأطراف بعد إسقاط النظام الدكتاتوري، وهي أخطاء بمثابة الفخ الذي نصبه المحتل الأمريكي للأطراف العراقية كي تسهل عليه مهمة العبث والتحكم في المصير العراقي ومنها على سبيل المثال حل الجيش العراقي وحظر حزب البعث العربي الاشتراكي تحت ما يسمى قانون اجتثاث البعث. نعم، فقانون اجتثاث البعث هو أحد الفخاخ التي نصبها المحتلون للعراقيين لحرفهم عن المهمة الوطنية الأساسية التي يجب أن تستحوذ وتسيطر على مشاريعهم السياسية بعد سقوط النظام الدكتاتوري، مستغلين، أي قادة الاحتلال، ما تولد لدى الكثير من أبناء الشعب العراقي من حنق وحقد تجاه النظام السابق بسبب ما تعرضوا له من تنكيل وتشريد وتسببه في الكثير من الكوارث التي حلت بالشعب العراقي سواء خلال حربه العبثية ضد إيران أو كارثة غزو الكويت، وقد نجح الاحتلال في ذلك حيث تمثل هذا النجاح في استصدار قانون «اجتثاث البعث«. حزب البعث العراقي ليس صدام حسين، ثم ان الحزب لم يكن هو الحاكم الفعلي للعراق وإنما كان مظلة يحكم من تحتها وباسمها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبالتالي فإن حل الحزب أو اجتثاثه بقوة القانون، إنما هو تعد سافر على جزء مهم من مكونات الشعب العراقي، ثم ان أعضاء حزب البعث ليسوا جميعا شركاء في الجرائم التي نفذها النظام السابق وليس من المقبول البتة أن يوضعوا في الخانة نفسها أو التي وضع فيها من شارك في تلك الجرائم. شيء آخر لا بد من قوله وهو أن هناك أعضاء في حزب البعث دفعوا أرواحهم ثمنا لمجرد إبدائهم الرأي في أمر لم يرق إلى صدام حسين أو أي من خطوط الحكم الأولى التي كانت تسيطر على العراق باسم حزب البعث، ناهيك عن وجود مناضلين بعثيين فروا من العراق خوفا على حياتهم من بطش النظام، ثم علينا ألا ننسى أن هناك من اضطر للانخراط في الحزب لتسيير شئونه اليومية أو حتى الحفاظ على حياته. لست هنا مدافعا عن أيديولوجية حزب البعث ولا توجهاته السياسية، فهي لم تكن في يوم من الأيام ضمن قناعاتي الفكرية والأيديولوجية، لكن أرى نفسي مجبرا على الدفاع عن حق البعثيين العراقيين في أن يكون لهم كيانهم السياسي تحت أي اسم يختارونه بما في ذلك الاحتفاظ بالاسم التاريخي للحزب الذي انخرطوا في صفوفه، فالقانون، يعاقب من ارتكب جرائم بحق أبناء الشعب العراقي أو غيرهم من الناس، ولكن هذا القانون لا يمكن تحويله إلى سيف يسلط على قناعات الناس الفكرية. وحين يتحدث «قادة« العراق الجدد عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحين يفتحون الصفحات السوداء للنظام الدكتاتوري ويشكلون المحاكم للقصاص من المجرمين وإنصاف ضحايا النظام السابق عليهم ألا يقعوا في الشرك الأمريكي وألا يكرروا جزءا من الممارسات التي دأب عليها ذلك النظام، نعم من حقهم أن يرفضوا هيمنة حزب سياسي على الحياة السياسية بقوة السلاح كما فعل صدام حسين باسم حزب البعث، ولكن أن يأتوا بقانون يجتث حزبا (اتفقنا معه أم اختلفنا) يشكل جزءا من المكونات السياسية للعراق، إنما هو قانون تعسفي وغير ديمقراطي ويتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان التي يتحدث عنها هؤلاء القادة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
«المهدي الأمريكي« المنتظر في العالم الرابع

جاسم الرصيف
اخبار الحليج البحرين
حال (فخامة) رئيس وزراء تحالف (المعدلين وراثيا) في حكومة الاحتلال صار مزريا بامتياز، بعد ان اعلنت فرنسا وقبلها شخصيات نافذة في امريكا كما اعلنت بريطانيا (العظمى سابقا) وثاني اكبر حليف (لعميد الحمقى في العالم) انها: راحلة على قدمي الهزيمة الثانية خلال قرنين في العراق، وتحولت الصحف البريطانية والأمريكية في آن من موقف الداعم الحليف المصفق والمطبل للاحتلال الى موقف الناقد اللاذع لنجوم (الديمقراطية الجديدة) اللامعين من العملاء متعددي الجنسيات والولاءات.

صحيفة (الغارديان) البريطانية، ومن دون لف ولا دوران بريطانيين معروفين، وصّفت (المالكي) بأنه: (دمية بيد الأمريكان في المنطقة الخضراء، لا تمتلك غير القليل من السلطة خارج اسوار غرفتها) المحاصرة، المستأجرة من دون بدل ايجار وعلى نفقة (العم سام)، ولم تكن (الدمية) بعيدة عن هذه الحقيقة التي ذكرتها (الغارديان) عندما (شكت)، علنا قبل اشهر وبصراحة، انها: (عاجزة) عن تحريك فصيل من جنود الجيش (الوطني العراقي) الا بموافقة حرّاسه متعددي الجنسيات. (الغارديان) ترى ان دمية الأمريكان: (ستواجه كارثة في الداخل) اذا ما تخلى عنها من نصّبها (رجلا طيّبا) و(فخامة) سجينة في واحدة من غرف المراعي الخضراء، ويبدو ان محلّل (الغارديان) نسي، او تناسى، رهانات (الدمية) وعلاقاتها الشخصية على تحالفاته المتعددة الجنسيات مع دول الجوار العراقي الحسن وغير الحسن وعلى طريقة (الزوج آخر من يعلم) بزوجته التي باعت (كل شيء) لعشّاقها من خلف ظهره، كما نسي الكاتب البريطاني، او تناسى، (كارثة الاحتلال) ذاتها التي دمّرت العراق والحقت بمن احتله عارا تأريخيا واخلاقيا يصعب محوه عقودا كثيرة قادمة، لبريطانيا حصة لا تقل عن حصة ادارة (عميد الأغبياء في العالم). وبعيدا عن ذكر كوارث الاحتلال منذ يومه الأول، قريبا من دكتاتورية المرحوم (صدام حسين)، التي وفرت للعراقيين رغم الحصار الدولي الأبشع في تأريخ الشرق الأوسط ما تيسر من لقمة العيش والأمان في الداخل وعلى الحدود، قريبا مما انجزته (ديمقراطية متعددي الولاءات) من بحيرات وانهار دماء وفساد رسمي موثق، نجد ان (عراق اليوم) قد انتقل بيسر على ايادي رجال ونساء (الفوضى الخلاقة) إلى: ما اسمّيه: العالم الرابع من سلّم تصنيف التقدم في الدول. اذ ما عاد العراقي يشعر بأمان في بيته ، ناهيك عن تحوله الى مشروع جثة متشظية او مجهولة نالت كفايتها من التعذيب خارج البيت . (والمشكلة الأعقد هي الفراغ الذي لم يظهر فيه «زعيم « قادر على تكوين تحالف مختلف بعد ان تخلت عن الدمية كثرة من مناصريها وباتت حكومته تمثل الأقلية)، هكذا ترى (الغارديان)، متناسية مرة اخرى حقيقة تاريخية تكررت لدى اكثر من شعب حول هذا العالم تشير الى ان: هذا هو المصير الحتمي لكل متعاون مع اجنبي على احتلال ما يفترض انه بلده، ونهاية لابد أن يواجهها في يوم آجل او عاجل كل عميل للأجانب ضد بلاده. (قبل الاحتلال) كانت للعراق حدود دولية آمنة، لا مفخخات فيه غير بضعة من حزب الدعوة (الاسلامي) نالت طلاب وطالبات الجامعة المستنصرية في (بغداد) سنة 1979، ومفخخات نضال (علاوي يجرح ويداوي) في مرآب بغدادي، وبضع طلقات غدر ضد الجيش العراقي في الجنوب يطلقها حرس الثورة الايرانية بالتعاون مع منظمة بدر (العراقية) القبعة الفارسية النسب، وثمة امان مطلق لكل مواطن، ايا كانت قوميته وايا صار مذهبه الديني، في كل مكان من العراق، والمقارنة (بعد الاحتلال) اكثر من مؤلمة واكبر من يصفها مقال. وعجيب (الدمية) التي انتهى تأريخ استخدامها (اكسباير) في المراعي الخضراء انها ترى من نوافذ محبسها: (لا أحد يمتلك الحق لوضع جدول مواعيد للحكومة «العراقية« المنتخبة من شعبها). ووصفت (الغارديان) هذه الرؤية بأنها (مهزلة)، ولكن بعد اكثر من اربع سنوات من تجربة النظرية البريطانية في استعمار الشعوب: (فرّق تسد)، لأنها وجدت نفسها مع اعلامها المسيّس الموجّه مهزومة اكثر من مرة في العراق لا محالة. وجاء تصريح (الدمية) اكبر بكثير من (مهزلة)، حسب الوصف البريطاني، من خلال تصريح جديد يقول فيه: (هناك مسؤولون امريكيون يتعاملون مع العراق كأنه قرية تابعة لهم). و(الدمية) لم تسكر وحيدة بعد على طاولة العشاق الايرانيين الجدد الذين وصفوا عذّال العشيقة من عرب العراق (بالفاسدين). تناست (الدمية) ببساطة عجيبة من تبناها لقيطة في أزقة تعدد الجنسيات والولاءات وجاءت بها ( بطّة عرجاء) اصلا الى العراق نالت لقب (فخامة). واستعارت (دمية الأمريكان)، ربما المرة الألف إثارة للقرف، مفردات ما عادت تعني شيئا للعراقيين مثل استعارة وصف (عراقية) لحكومة غير عراقية الا بلهجة اتباع (العم سام) و(ابوناجي) و(ابولؤلؤة)، وسرحت على ملعب مفردة (شعبها) الذي لا تجرؤ على التجوال في شوارعه، كما وثقت غباء او تغابيا عن حقيقة ان: (العراق بلد محتل) وصار (حقّا) غير شرعي وغير اخلاقي لمن احتله بالتعاون مع عملائه مدفوعي الأجر من ثروات العراق نفسها. والتوبيخات العلنية، العابرة للقارات، بين حكومة الدمى ومن استأجرها من قوات الاحتلال لا ترمز الى تناقض بين هذا وذاك اكثر ممّا تعني: خلافات بين رب عمل ومستخدم فاشل، عجزوا جميعا عن (كسب عقول وارواح العراقيين) على ضفتي نهر عربي طوله مليون شهيد وعرضه خيام اكثر من اربعة ملايين مهجّر في (القرية الأمريكية) في العراق، وحيث مازال الحرّاس الأمريكان قادرين على اعتقال ( الدمية المتمردة ) ظاهرا و(الطيبة) المغناج باطنا حسب معرفة نبي الكذابين من تجار الحروب. رب العمل الأمريكي يبحث الآن عن: (مهدي) جديد طال (انتظاره) لحكم خرابات (القرية الأمريكية) - التي كانت تسمّى العراق - بأي طريقة مناسبة حتى لو بتقسيمه الى شركات تجار حروب محليين تحت لافتات (فيدراليات طائفية وعرقية) تضمن نفطا لعجلات (الفوضى الخلاقة) التي اعطبتها المقاومة العراقية في الشرق الأوسط، ولا بأس ان ينال لاحقا وصف (دمية) او(بطّة عرجاء)، مشروطا ومشروما، على تعدد جنسيات وولاءات غير عربية (شوفينية) وغير اسلامية (ارهابية) ضد المحتلّين. ولكن السؤال الذي لم يجب احد عنه لحد الآن في ظلال هذا التخبّط المضحك هو: هل تنجح الدمية الجديدة، او (المهدي الأمريكي المنتظر) من مطابخ البيت (الأبيض على اسود)، في لعب دور (المبشّر) و(الزعيم) (اللي ما شافش حاجة) في مسرح جريمة الاحتلال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
من ينقذ العراق؟!

محمد خلفان الصوافي
التحاد الامارات
من يتابع التصريحات والبيانات التي تبرزها وسائل الإعلام وتلك الأخبار التي تتصدر الصحف العالمية مؤخراً، يجدْ الحديث فيها عن المستقبل السياسي والأمني للعراق هو الأكثر بروزاً وشيوعاً مقارنة بغيره من الأحداث. ويجد المتابع أيضاً في ذلك الحديث أن معظم دول العالم بما فيها الكثير من الدول العربية، بدأت تتخلى عن دعم العراق، وأن الاهتمامات الداخلية لكل دولة من تلك الدول طغت على الاهتمام بالوضع العراقي. والمحزن في كل ذلك أن العراقيين أنفسهم، كقادة سياسيين، بدأوا بالتنصل من مسؤولية إنقاذ العراق، أو هكذا أرى بعد أن طغت المصالح الطائفية على مصالح الشعب العراقي، فالكل يتهم الكل، والكل يقتل في الكل، والكل يصارع الكل سياسياً وعسكرياً ودينياً! التخلي عن العراق، بدأ يزداد وينمو بأكثر مما كان عليه الحال في كل الأوقات والفترات السابقة منذ احتلاله قبل أربع سنوات، ففي الولايات المتحدة هناك مطالب وضغوط بالانسحاب التدريجي، وفي العراق هناك صراع بين السياسيين واختلافات مصلحية وطائفية أكثر منها سياسية، وفي الجوار إما سكوت عما يحدث وإما تدخل سافر في الشؤون الداخلية في العراق، كما يحدث من جانب إيران. وحيث يكون الحديث بمثل هذه الكثافة وهذا الزخم وعلى مثل هذه المستويات السياسية ومن قبل دول معروف موقفها من العراق، يمكننا الجزم بأن الوضع بات خطيراً أو أنه أقرب إلى حافة هاوية يعلم الله وحده مداها، وبالتالي لا بد للمتابع أن يتخوف من حدوث ورطة حقيقية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها.
الأخبار والتحليلات الآتية من داخل العراق وخارجه، تشير إلى أن الأوضاع داخله تسير من سيئ إلى أسوأ، رغم كل هذه الفترة من رحيل النظام البائد، فمعدلات القتل اليومي في ازدياد بحسب الإحصاءات المنشورة. استنتاج فرضية التخلي عن العراق يمكن التوصل إليها من خلال الضغوط التي تواجهها إدارة بوش للانسحاب من العراق، فرغم أن البيت الأبيض لم يزل يتشبث بآخر أمل له في البقاء، لكن من الواضح أن تنامي هذه الضغوط قد يدفع بوش إلى التراجع خصوصاً في ظل الانسحابات المتوالية والهروب المتواصل من سفينته الرئاسية التي لم يتبق له فيها من صديق مخلص سوى وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ونائبه ديك تشيني الذي فقد كثيراً من مصداقيته وبدأ يختفي تدريجياً في مواجهة طوفان منتقدي الحرب من "جمهوريين" و"ديمقراطيين".
المؤلم حقاً، هو أن نقرأ كل تلك البيانات والتصريحات عن خطر انتقال عدوى الحرب الطائفية في العراق وعن التكلفة التي يمكن أن يدفعها الجميع، وفي مقدمتهم العراقيون والعرب إن نشبت -لا سمح الله- حرب أهلية في العراق، ومع ذلك لا نجد من يحرك ساكناً لتفادي هذا الخطر الجسيم ولا نجد من يطرح بديلاً عربياً أو مخرجاً إقليمياً جدياً يساعد العراقيين في الخروج من محنة ألمت بهم وفشل في إنقاذهم منها ساسة غرقوا حتى النخاع في الولاءات الإقليمية والدولية وفي الدفاع عن ولاءات طائفية وعرقية دون حرص على مصلحة أسمى وأشمل هي مصلحة الشعب العراقي بأكمله. السؤال الذي يتداوله الجميع الآن هو: من المسؤول عن تردي الأوضاع أمنياً وسياسياً؟ بغض النظر عن المأزق الأميركي في العراق الذي يتحدث عنه الكثيرون وبغض النظر عن البحث في الإجابة على ذلك التساؤل وعن جسامة الأخطاء التي وقع فيها نور المالكي، فإن استمرار تبادل الاتهامات وإلقاء كل طرف اللومَ على الآخر، بأنه السبب في المأساة العراقية أو إطاحة حكومة المالكي... قد لا يحل المشكلة ولن يحمي العراقيين من الكارثة. ولمن يعتقدون في المنطقة بأنهم سيكونون بمنأى عما سيحدث في العراق باعتبار أن الأمر حرباً داخلية، فإنهم يتجاهلون تأثيرات الصراع العراقي على الجوار الجغرافي العربي وغيره. المطلوب هو اعتبار العراق ملفاً عربياً ساخناً بالفعل لا بالكلام، وأن يتحرك القادة العرب كي لا يضيف التاريخ كارثة عربية جديدة إلى واقعنا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
سقوط الرؤوس.. كل يوم هو 21 سبتمبر
افتتاحية
اليوم السعودية

هل يمكن أن نقول إن ما يعرف بـ»لعنة العراق» قد بدأت تضرب أركان الإدارة الأمريكية في الصميم؟ وبالذات الرئيس بوش ومن حوله؟ ربما تعود «اللعنة» لتكون مؤشراً على ما وصل إليه الوضع الداخلي بالولايات المتحدة، خصوصاً ما يتعلق بالعراق الذي احتل الأضواء منذ فترة طويلة نتيجة الخسائر الهائلة وغير المتوقعة، فيما انزوت جانباً القضية الأخطر في أفغانستان والتي بسببها قامت ما تعرف بالحرب على الإرهاب.
فاستقالة وزير العدل التي قبلها الرئيس بوش على مضض، جاءت نتيجة ما وصفه أعضاء الكونجرس بـ»التضليل وسوء استخدام المنصب» خاصة وأن الرجل عرف بأنه مهندس قوانين حرب بوش على الإرهاب. وتنسب إليه الكثير من المخالفات لدرجة أنه ينفي دائماً أية حقوق لمعتقلي جوانتانامو وإعادة تعريف كلمة تعذيب.
وزير العدل ليس الأول، فقد سبقه كثيرون ساهموا بشكل مباشر في عملية الخداع والتزييف، بدءاً من وزير الخارجية باول، وحتى وولفويتز الذي أطيح به من صندوق النقد الدولي بفضيحة، وغيرهم سقطوا أو ابتعدوا أو أبعدوا.
مشكلة صانعي الحرب، أنهم لا يستطيعون العيش في سلام، وأن السلام يبقى رهينة لذات عقلية إدارة الحرب، وصاغتها من العدم، ومشكلة هؤلاء أنهم سرعان ما يحترقون بنفس النار التي تجرهم كما جروا هم أنفسهم غيرهم إليها.. فالإدارة الأمريكية التي خسرت أحد أهم منظريها، تجد نفسها مضطرة لما هو أقسى، فالجنود الذين يحترقون في ساحات الحرب، في حاجة لمبرر تكتيكي على الأقل، يقنع هؤلاء بأن ثمن صكوك الموت يوازي الضريبة الدموية المدفوعة في توابيت تضيف أرقاماً جديدة، وأن التقدم على الأرض ليس إلا زحفا فوق أسلاك شائكة، ومنظرو الحرب الأيديولوجيين يتراجعون، وتخلو الساحة رويداً رويداً، ويبدو أنها بمرور الوقت لن يكون فيها سوى الرئيس ونفر قليل، سرعان ما يغادرون خافضي الرأس أمام نتائج انتخابات جديدة
كل يوم هو 12 سبتمبر (في إشارة إلى اليوم التالي لأحداث سبتمبر) هكذا قال وزير العدل لتبرير قوانينه.. لكن ما عسى غيره أن يقولوا، حسناً.. فلننتظر التاريخ!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
ارتباك المشروع الأمريكي في العراق: الهجمة على المالكي نموذجا
يوسف مكي

اليوم السعودية
لعراق دائما في واجهة الأحداث.. فقد مثلت مقاومة أهله للاحتلال الأمريكي ضربة موجعة للمشروع الإمبراطوري الذي حاول اليمينيون الجدد فرضه، لجعل القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا، من نوع آخر. ولم يكن المستغرب في المعادلة العراقية، تصدي أسود ما بين النهرين للغزو، ولكن السرعة غير المعهودة، في تاريخ الحركات الوطنية، في انطلاق المقاومة، ونوعية وحجم أدائها، والنتائج التي فرضتها كأمر واقع لا يمكن تخطيه، أو التغاضي عنه بالنسبة لصانع القرار الأمريكي.
كانت جريمة الاحتلال، من نمط مختلف، لم تشهده الاحتلالات الاستعمارية الأخرى، من حيث قوة التخريب والتدمير، وإلحاق الأذى بالشعب المراد إخضاعه، ومصادرة بلده كيانا وتاريخا وهوية، وكانت ردة الفعل قد جاءت منسجمة مع قانون نيوتن الفيزيائي: "لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار، ومعاكسة له في الاتجاه".
لم يكن الصمود الأسطوري، طيلة الأربع سنوات المنصرمة، مفاجئا لمن يقرأ تاريخ المقاومات الوطنية، وبالمثل لم يكن سلوك وردة فعل إدارة الاحتلال مفاجأة. هنالك دائما أسباب "وجيهة" من وجهة نظر المحتل، تقف خلف فشله في القضاء على مقاومة السكان المحليين.. والأسباب ذاتها تتكرر، بنفس اللكنة وذات الإيقاع. فشل الفرنسيون في إخضاع شعب الجزائر، فوجهوا أصابع الاتهام لتونس والمغرب ومصر، بأنهم يمنحون المقاومين المأوى ويسهلون عمليات تسللهم إلى الداخل. وفي حرب فيتنام، أقدمت الإدارة الأمريكية على احتلال لاوس وكمبوديا، تحت ذريعة أنهما تؤويان الثوار، وتسهلان تسللهم إلى سايجون. وقد جاء الاحتلال الإسرائيلي لبيروت في صيف عام 1981 تحت ذريعة منع الفلسطينيين من شن الهجمات ضد الكيان الغاصب من جنوب لبنان.
في هذا السياق أيضا، تقوم الإدارة الاستعمارية بتغيير طواقم عملها، من ضباط منتدبين، ومندوبين سامين، وعملاء محليين. وليس هناك بلد محتل، يمكن اعتباره مستثنى من هذا القانون. حدث تغيير حكومات من قبل البريطانيين، تحت ضغط الأزمة في جنوب اليمن، وحدث تغيير لإدارات الاحتلال الفرنسية بالجزائر، وغير الأمريكيون فان ديام في فيتنام، وعينوا فان ثيو مكانه.. وهكذا.
في الحالة العراقية، وجهت اتهامات لمعظم الدول المجاورة، بأنها تسهل عملية انتقال "المخربين" والمقاومين من وإلى الأراضي العراقية. ووجهت اتهامات أيضا للقوى التي جاء بها الاحتلال مردوفة على ظهور دباباته بالفشل في إنجاح العملية السياسية. وكلما تضاعف الفشل، وتصاعدت أزمة الاحتلال، ارتفعت وتيرة الشكوى من فشل القادة المحليين المعينين من إدارة الاحتلال، في أداء المهام التي أنيطت لهم من قبله.
ضمن هذه الرؤية، يمكن فهم ما جرى خلال الأسبوعين المنصرمين، من تصاعد وتيرة المطالبة بإقالة رئيس الوزراء المعين من قبل الأمريكيين، السيد نوري المالكي. الغريب في هذه القضية هو قوة الضجيج الذي أثير من حولها، وقد شارك فيها عدد كبير من صناع القرار والمقربين لهم في الإدارة الأمريكية.
كان في مقدمة الذين هاجموا المالكي الرئيس جورج بوش نفسه، الذي أعرب عن خيبة أمله في أداء حكومة المالكي تاركا للعراقيين أمر تغييره. وكان سفيره ريان كروكر، الذي كان في رحلة داخل العراق برفقة القائد العسكري الأمريكي ديفيد بيتريوس قد قال بما يشبه الاعتراف "إنّ إحباط العراقيين من حكومة المالكي مسألة تلفت الانتباه جدا". وقال بوجوب "إزالة" رئيس الحكومة من موقعه. إن ذلك، من وجهة نظره، قرار عراقي، لكن على العراقيين أن يتخذوه. وتناغمت صحيفة النيويورك تايمز مع هذا الطرح، فأشارت إلى "أن نوري المالكي دعم مختلف الأطراف بالبرلمان". وأوضحت أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون في المالكي "فاشلا مذعورا" وأنه لم يتقدم بأي مساومة باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية. وقد تماهى هذا التصريح، مع تصريح آخر أدلى به رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي كارل ليفين، الذي زار العراق مؤخرا، حيث طالب بعزل حكومة المالكي، مشيرا إلى أنها لم تتمكن من التوصل لحلول وسط لمشاكل سياسية رئيسية. وأكد ليفين والعضو الجمهوري بمجلس الشيوخ جون وارنر في بيان مشترك أنه إذا فشلت مباحثات المالكي مع القوى السياسية للخروج بنتائج في غضون أسابيع،" فعلى البرلمان العراقي أن يصوت على إقصاء حكومة المالكي ويكون على درجة من الحكمة لتعيين رئيس وزراء وحكومة يتسمان بطابع أقل طائفية وأكثر ميلا إلى الوحدة". وفي نفس الاتجاه، عبرت هيلاري كلينتون -المرشحة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الأمريكي للانتخابات الرئاسية- عن رغبتها في أن يسحب البرلمان العراقي الثقة من حكومة نوري المالكي. وأكدت السيدة كلينتون أنها لا ترى فرصة قائمة لحل عسكري في العراق، وأشارت إلى أن النجاح لن يظهر إلا بعد حصول مصالحة سياسية وتسوية بين العراقيين أنفسهم.
وحتى وزير الخارجية الفرنسي، كوشنير الذي قام بأول زيارة له إلى العراق، بعد تعيينه إثر فوز الرئيس ساركوزي بالوصول إلى قصر الإليزيه، أدلى بدلوه في هذا الموضوع فقال بوضوح المالكي يجب أن يغير.
من جهة أخرى، حذر تقرير للاستخبارات الأمريكية من أن حكومة المالكي ستكون أكثر ضعفا في الشهور المقبلة. وقال التقرير الذي صدر عن مكتب الأمن القومي الأمريكي إن الأمن سيتحسن بصورة "متواضعة في ظل الزيادة في القوات الأمريكية التي أمر بها الرئيس بوش هذا العام، لكن معدل العنف الطائفي سيبقى مرتفعا". وأشار التقرير إلى عدم وجود تحسن على أداء القوات العراقية إلا في حالات مساندة القوات الأمريكية لها. كما قال إنه "يرجح ألا تظهر حلول مقبولة لتحقيق أمن مستدام، ولا تقدم سياسي طويل الأمد ولا نمو اقتصادي ما لم يحدث تغير جوهري في العناصر التي تحرك التطورات السياسية والأمنية بالعراق".
ما يهمنا في هذا السياق، ليس هو المطالبة بإقالة المالكي من رئاسة الحكومة أو عدمها، وإنما أسباب الضجيج الذي أحاط بموضوعها. فالكل يعلم أن العراق الآن ليس بلدا مستقلا يملك إرادته الحرة، ويتخذ قراراته وفقا لمصالحه الوطنية والقومية العليا. لماذا إذا تلجأ الإدارة الأمريكية، وحلفاؤها إلى عملية التصعيد؟ أليس بإمكان الإدارة الأمريكية، بجرة قلم إقالة المالكي، وتعيين بديل عنه، من غير الحاجة إلى كل هذا الضجيج، خاصة أن من شارك فيه هو الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه، وبعض معاونيه؟.
الأسباب في نظرنا تعزى إلى طبيعة المشروع الأمريكي في العراق. فهذا المشروع قام استنادا على قوى بشرية مؤيدة لإيران، عمادها حزب الدعوة، الذي يقوده إبراهيم الجعفري، والمجلس الإسلامي الأعلى الذي يقوده عبد العزيز الحكيم. ومن هذين الفصيلين، تأسست الشرطة والجيش، والميليشيات التي نسقت مع قوى الاحتلال. وكان مشروعا الدستور والفدرالية، قد جرى تفصيلهما ليتطابقا مع التوجهات الطائفية للدعوة والمجلس، وأيضا مع المطالب الإثنية للفصيلين الكرديين اللذين يتزعمهما مسعود البرزاني وجلال الطالباني. وهنا تكمن حالة الارتباك بالنسبة للمشروع الأمريكي. عزل المالكي، في هذه الحالة، يعني توفر بدائل سياسية، وعناصر أخرى موالية لمشروع الاحتلال.
بالتأكيد سيبرز هناك من يجادلنا في هذا القول، مستندا على وجود قوى وكتل سياسية أخرى، موالية للاحتلال، ككتلة إياد علاوي، وكتلة التوافق، والحزب الإسلامي، وكتلة أحمد الجلبي.. وهو جدل مشروع، لكننا هنا نتحدث عن حضور نسبي حقيقي في الشارع العراقي، فرضته مواريث سحيقة، ومرجعيات دينية، وعن إسناد من دولة الجوار في الشرق، وهو ما لا تحظى به الفصائل الأخرى المؤيدة للاحتلال.
إن وعي هذه الحقيقة، من قبل الأطراف الرئيسية الأربعة المساندة للاحتلال، وخشيتها من بروز معادلات سياسية جديدة، تفرض قلب الطاولة، وإعادة صياغة خارطة التحالفات مع المحتل هي التي فرضت عليهم الالتقاء في الشمال العراقي، والخروج ببيان يعلنون فيه قيام حلف بينهم. إنها محاولة من المالكي لإنقاذ رقبته من الحبل، وهي محاولة ربما تسهم في إطالة أمد بقائه على الكرسي إلى حين، لكن كل المؤشرات، تؤكد أنها لن تكون طوق نجاته. إن الكتل الأخرى، تتحشد الآن، مقدمة يمين الولاء والطاعة للعم سام، وقد بدأت مؤشرات ذلك في انسحاب مجموعة من الكتل من الحكومة والبرلمان، تهيؤاً للحظة الانقضاض.
لكن ذلك بالتأكيد لن يكون هو الحل، فالأزمة كامنة في الاحتلال، وفي مشروعه، وأيضا في العملية السياسية التي تم فرضها على العراق، والتي هدفت إلى سلخه عن محيطه العربي والإسلامي. هل ستتراجع الإدارة الأمريكية عن العملية السياسية المتمثلة في الدستور والفدرالية، وتترك لشعب العراق الحرية في تقرير مصيره؟ وكيف ستتعامل مع تصاعد الخط البياني لعمليات المقاومة العراقية؟ وهل توصلت الإدارة الأمريكية إلى حتمية التفاوض مع القوى المناهضة للاحتلال، وفي مقدمتها المقاومة الوطنية، بالشروط التي تعيد العراق، بلدا عربيا حرا مستقلا، دون قيد أو شرط؟
لن تحسم حالة الارتباك في المشروع الأمريكي قبل الإجابة على هذه الأسئلة، وسوف تتضاعف أزمة الاحتلال مستقبلا، ولن تكون قضية المالكي سوى أحد النماذج، المرشحة للتكرار مرات ومرات، تعبيرا عن حالة الارتباك، وفشل المشروع الإمبراطوري الأمريكي للقرن الواحد والعشرين


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الهاشمي والمكيال المزدوج ...
المستشار خالد عيسى طه
وكالة الاخبار العراقية
دردشتي هذا اليوم حول الازدواجية لموقف نائب رئيس الجمهورية د الهاشمي فقد وضع الدكتور مصيره ومصير الحزب الاسلامي في احرج موقف في تاريخ سياسيي العراق لفترة الاحتلال ,ان الدكتور هو سليل العائلة الهاشمية العريقة في التعاطي السياسي يمتد الى العهد الملكي الدستوري ومنهم ياسين الهاشمي السياسي العراقي الذكي في ذلك العهد

ان خطوات دكتورنا طارق يجب ان تكون مدروسة فرديا وحزبيا اذ ان اي قرار يحيد عن صدق الوطنية وحب الشعب العراقي وتغليب سياسته على الطائفية والعنصرية وحب السلطة والجاه والا سيكون جسرا لبقاء الاحتلال وزيادة ارهابه .

اصرار الهاشمي على عدم الرجوع عن مسؤولية

الاشتراك في النضال وتمسكه بنقاطه الوطنية العشرة الا بعد تحقيق مطالب الشعب التي نتبناها والشعب والجماهير لا تقبل المساومة ولا المهادنة او اللجوء الى صيغة اخرى تمكن السيد المالكي ومن يدعمه ارجاع ثوب الشرعية في استمرار التحالف الرباعي حتى لا يصل الى تعاون خماسي بانضمام الهاشمي اليه .برايي وراي الجماهير ومن مطالب الحزب الاسلامي بان التوقيع على ذلك هو توقيع خاطيئ ومحاولة فلسفة الخروج

عن اتفاق بقية الاحزاب التي اوشكت على اعلان جبهة وطنية بعيدة عن الطائفية والعنصرية ونتيجة اجتماعات في عمان بين الوفاق والحوار والفضيلة والعراقية وهذا الاتفاق هو اسفين هدم هذه الفكرة التي تريدها الاكثرية وتسعى من اجلها –ان الاستمرار في تسييس الدين والاخذ بالطائفية والتعكز على العنصرية هي ثلاث أفات قاتلة ,ونتائجها كارثية اسال ويسال معي الملايين ماذا بقي للهاشمي بعد ان اتفق على تحقيق بعض النقاط الملحة وكيف يستطيع الاصرار على الادعاء بانه علق تعاونه وانسحب من النظام حتى لا يضفي الشرعية على حكومة فاشلة مثل حكومة نوري المالكي ؟

ان ضغط المقاومة المسلحة امتد الى القرار الامريكي

وانعكس على اجبار الطالباني والمالكي لكي يتحاوروا مع الهاشمي ليضعوه تحت جناحهم

جناح تدمير العراق وتفكيك بنيته التحتية ,ولكن دون المساس بالخطوط الحمراء ومنها انسحاب القوات الامريكية او تعديل الدستور او نبذ المحاصصة والطائفية ناهيك عن عدم اعلان خطر وجود الميليشيات الطائفية بل انهم اخذوا يراوغون في اعطاء القرار ,فاحالوا هذه المطاليب المهمة الى لجان لصياغتها من جديد وهذه هي سياسة التمييع التي اشتهر بها جلال الطالباني وزميله المالكي واخيرا سيرى الهاشمي وحزب الهاشمي انهم دخلوا في دوامة التسويف الذي يؤدي الى ذوبان التاثير السياسي للهاشمي واعطاء الفرصة للحكومة لتحقيق الاحتقان وتحجيم الراي العام المضاد الذي بدا يتفاقم في كل انحاء العالم وفي اميركا بالذات ,لا ادري كيف يستطيع الهاشمي ان يفصل بين منصبه الرئاسي وبين رئاسة الحزب الاسلامي ,وبانه يدعي بانه يمثل اهل السنة والشيعة العرب المهمشين واستمد قوته على هذا الاساس لا غير ,لا اريد ان يفشل د طارق الهاشمي في رحلة الانصاف وسياسة الاعتدال والانتصار للاغلبية الشعبية المهمشة من العراقيين الذين وضعوا ثقتهم فيه ,حتى طارق بن زياد عندما احرق سفنه امام الساحل الاسباني كان قد تهيأ للمعركة ولا اريد للدكتور الهاشمي ان يفقد اكثر مما يحصل عليه لابناء الشعب العراقي الذي يترقب كل حركاته كاتما انفاسه في انتظار صمود الدكتور على ما اتفق عليه

وان لا يترك فرصة للمتربصين ولا ينقذ السفينة الغارقة ما دامت قد اعتمدت على الطائفية والعنصرية ,كان عليه ان يحدد سقفا زمنيا مع دخول في دوامة المساومة وابتعاده عن مطالب الشعب الاساسية وفق البيان الذي وقعه مع الطالباني والمالكي هذا اليوم والا ان عملية الهاشمي هي عملية نفخ في جثة الحكومة المالكية الهامدة

ليست هناك تعليقات: