Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 29 أغسطس 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الثلاثاء 28-8-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الاطاحة بالمالكي ليست هي الحل
ويليام أركين
واشنطن بوست
مما لا شك فيه إن المشكلة الحقيقية في العراق تتمثل في العنف وانعدام الأمن. فلا يشعر المواطنون بالأمن وبالتالي لا يستطيعون النظر بعيدا عن أماكن إقامتهم وأسرهم وقبيلتهم ومصالحهم الطائفية. لذلك فهم لا يهتمون بالدولة ككل.
لقد أصبح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولا عن الحالة المزرية والمتردية والمؤسفة في العراق، جاء هذا على لسان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور كارل ليفين الذي طالب بالإطاحة بالمالكي، قائلا إن الحكومة في بغداد «لا تعمل».
هل نطيح بالمالكي؟ إن واشنطن عندما تعمد إلى توجيه الانتقادات لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجعل منه شخصية محبوبة أكثر من ذي قبل.
كان رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور كارل ليفين قد عاد مؤخرا بعد زيارة قصيرة إلى العراق وناشد البرلمان العراقي بالتصويت لإخراج حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي من السلطة مالم يفعل المالكي خلال أيام معدودة ما لم يستطع أن يفعله خلال أشهر وهو إيجاد حل للمأزق السياسي الذي تعيشه العراق حاليا. وحسب كلام ليفين، من السذاجة بمكان أن يكون لدى البرلمان العراقي الحكمة الكافية التي تجعله يقرر استبدال حكومة المالكي بحكومة جديدة وبرئيس وزراء أقل طائفية وأكثر توحيدا للعراق.
قد يتسم البرلمان العراقي بأشياء وأوصاف كثيرة، لكن الحكمة ليست واحدة منها. فبسبب الأسلوب الغريب الذي بنيت عليه الانتخابات، ومع دخول العشرات من الفصائل والأحزاب المتنافسة التي تمثل الطوائف الدينية والعرقية إلى الحكومة، فإن احتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية باتت بعيدة المنال.
إن أعضاء البرلمان العراقي لا يمثلون كافة مواطني مدينة او منطقة، إن هويتهم وولاءهم الأساسيين هما للطائفة. هناك أحزاب شيعية متحالفة مع القبائل والميليشيات العراقية، وهناك أحزاب وطوائف تميل إلى إيران، والبعض منها من الأصوليين والبعض الآخر من العصرانيين. وهناك أحزاب تمثل فصائل سنية وأحزاب أخرى تمثل الأكراد.
بمعنى آخر، إن البرلمان نفسه يبرز الانقسامات الطائفية ويساعد في تفاقمها.
مما لا شك فيه إن المشكلة الحقيقية في العراق تتمثل في العنف وانعدام الأمن. فلا يشعر المواطنون بالأمن وبالتالي لا يستطيعون النظر بعيدا عن أماكن إقامتهم وأسرهم وقبيلتهم ومصالحهم الطائفية. لذلك فهم لا يهتمون بالدولة ككل.
إذا كان في العراق شخص لا يرتبط بجذور طائفية، ويتمتع با«لكاريزما» اللازمة لوضع نهاية للمصالح الطائفية والعشائرية، ويستطيع توحيد الدولة، فإنني في واقع الأمر لم اسمع باسم هذا الشخص حتى الآن. لهذا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد الذي جعل الرئيس بوش يؤيد المالكي.
إن الهجوم الجديد على الحكومة العراقية هو بمثابة فرحة زائفة من جانب مؤيدي زيادة عدد القوات الأمريكية المعروفة باسم التجييش في العراق. فهم يرون إن عملية التجييش حققت نجاحا كبيرا وأنها وفرت حيزا سياسيا للمالكي.
بيد أن زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق أدت في معظمها إلى إعطاء الفرصة للجيش والشرطة العراقيين لكي يتنفسوا، ويعملوا سويا. ولا شك في أن النجاح العسكري الأمريكي لم يسفر عن زيادة واضحة في القدرة على توفير الكهرباء والمياه والنقل والخدمات الأساسية الأخرى للعراقيين.
هل أي شخص ممن يطالبون بالإطاحة بالمالكي يعتقد بحق إن الولايات المتحدة تستطيع أن تختار الزعيم العراقي الجديد. بل والأهم من ذلك أنه إذا تمت فعلا الإطاحة بالمالكي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صب المزيد من الزيت على النار، ويوضح للجميع أن الحكومة العراقية في بغداد عبارة عن دمية في أيدي الولايات المتحدة؟
تقول مصادر المخابرات والجيش إن عملية المصالحة السياسية في العراق تبدأ من أسفل إلى أعلى، وهذه الملاحظة في حد ذاتها تؤكد على النزاع الطائفي على مستوى الأحزاب البرلمانية. كما أننا نجد أن محافظي الولايات العراقية وعمد المدن على المستوى المحلي يشعرون بقدر من المسؤولية تجاه دوائرهم الجماهيرية. ربما يكون هذا بمثابة نذير خير للعراق بعد خروج الولايات المتحدة. لكن الشيء المهم مع ذلك هو ان توقعات واشنطن من كل من الفصائل المعادية للحرب وتلك المؤيدة لها بعيدة جدا عن حقائق الأمر في العراق.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
نصيحة للحكومة الفرنسية
وليد الزبيدي
الوطن عمان


تظهر فرنسا في المشهد العراقي بطريقة مرتبكة، وبأسلوب مشوش، وتفسير ذلك لا يخرج عن محاولة فرنسا ترقيع المأزق الاميركي، ضمن خطوات التقارب والتعاون الذي تبرز ملامحه بين الدولتين بعد صعود ساركوزي وتسلمه سدة الحكم في قصر الاليزيه، لكن على فرنسا ان تسمع بدقة النصائح التي توجه إليها خاصة ما يتعلق بالشأن العراقي وعلاقاتها التقاربية مع قادة البيت الابيضن، ويمكن تلخيص تلك النصائح بالآتي:
اولا: قبل ان توغل الحكومة الفرنسية كثيرا في عملية دعم حكومة جورج دبليو بوش، عليها ان تدرس بعناية فائقة مصير الحكومات والشخصيات الذين دعموا اميركا في مشروع احتلال العراق، وتتوقف عند النتائج التي جنتها تلك الدول من عملية اسنادها ومساعدتها للولايات المتحدة، واقرب الامثلة على ذلك ما آل إليه مصير توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، وكيف سقط بصورة مخزية بسبب انقياده الاعمى وراء جورج بوش وفريق البيت الابيض، ومن ثم التدقيق في المكاسب، التي تحققت لتلك الدول من جراء وقوفها مع اميركا ودعم مشروع غزو واحتلال العراق، والمشاركة الفاعلة في تدمير ذلك البلد وقتل اهله وتعذيب مئات الآلاف من رجاله، هنا سيجد الفرنسيون ان ما حصلت عليه تلك الدول لا يتجاوز حدود فقدان جنودهم بين قتلى ومعوقين والخسائر المالية الباهظة، وقبل كل ذلك وهو الاخطر صناعة العداء العراقي والعربي والاسلامي ضد تلك الدول لدعمها الاحتلال الاميركي للعراق، وبسبب بشاعة ممارسات جنود دول الاحتلال، فإن هذا الحقد العراقي خرج من اطار الحقد على الحكومات الى مساحة اوسع وهو ما يؤسف له، ليصل الى الحقد على شعوب تلك الدول التي تدعم الاحتلال الاميركي، ومثل هكذا احقاد لن تزول بسهولة ما يضع الكثير من الاخطار امام العلاقات الاجتماعية والاقتصادية معها، وان فرنسا قد تخسر الكثير اذا تبنت المشروع الاميركي في الاطر التي اشرنا إليها، خاصة اذا حاولت بصيغة او بأخرى ارضاء الغرور الاميركي .
ثانيا: امام فرنسا فرصة تاريخية لتكمل مشروعها الذي تبنته قبل غزو العراق، ومن خلال التقارب الحالي تستطيع الحكومة الفرنسية ان تصارح الادارة الاميركية بالحقائق وتقول لها ما لم تقله الكثير من الدول والشخصيات، وترسم امامها خارطة هزيمتها في العراق، وتوضح لها حال جيشها المنهار المأزوم في ميدان الحرب بالعراق، وكيف تمكنت المقاومة العراقية من تحقيق الانتصارات الكبيرة، وان تقول لقادة البيت الابيض ان الحل يكمن بالاسراع بالخروج من العراق، لان جميع المؤشرات تلوح بما هو مرعب للجيش الاميركي، ثم تقول ما هو دقيق بالنسبة للعملية السياسية التي صنعتها اميركا في العراق، وترسم لها حقيقة هذه الخريطة التي انتهت الى فشل مريع، ليس هذا وحده بل ان نتائج هذه العملية التي اسسوها طائفية وعرقية بدأت شهبها الحارقة تتطاير الى المحيط الاقليمي للعراق، اضافة الى الحجم الهائل من الويلات التي جاءت بها للعراقيين.
انا اعتقد ان كشف الامور بهذه الطريقة من قبل فرنسا وغيرها وافهام قادة البيت الابيض بأن العالم يعرف التفاصيل، يفيد في مسألتين الاولى ليدرك الاميركيون ان الكذب على الآخرين لم يحقق اهدافه والثانية لتتخلى دول العالم من أي دعم واسناد لاحتلال يأتي بالويلات والدمار للجنود الاميركيين وللعراقيين ولمن يساند هذا الاحتلال، اما ركض فرنسا لدعم اميركا في احتلالها للعراق سيضعها في خانة الخاسرين.
كاتب عراقيwzbidy@yahoo.com.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
التحضير للحرب القادمة
مجد محمد
الهيئة نت
هل ادراك الأمريكيون خطأهم في العراق من خلال الخسائر المادية والبشرية التي يتكبدوها يومياً في العراق فقط أم من خلال تأملهم للورطة التي زجوا أنفسهم بها باحتلالهم للعراق وما تلى ذلك من سياسات خاطئة يبدو أن نتائجها أتسعت وقد تخرج عن السيطرة ... وقد يتحول مستنقع العراق الى جهنم حمراء تبتلع 200 ألف مقاتل مع الحلم الأمريكي ... ليس على صعيد العراق فحسب بل على الصعيد العالمي وستصاب أمريكا باحباط كبير يؤدي الى انهيار الكثير من معطياتها الفكرية وقد يؤدي الى نشوء فلسفة سياسية أمريكية جديدة أكبر بكثير مما اسفر عنه زلزال 11 سبتمبر ، ان لم يتجنبوا " الكارثة " التي بداوا يستشعرونها ويلتمسون بوادرها في العراق ... ! أنهم في انتظار " حرب قادمة أخرى في العراق "
باديتها بعد احتلال العراق واحتلال بغداد في 9/4 من قبل امريكا وتطوير هذا الاحتلال العسكري ليتحول الى استيطان وغزو سياسي وانفردت أمريكا بالقرار في كل شئ وعزلت الأمم المتحدة وقلصت دورها الى أن انسحبت تماماً من العراق بعد تفجير مقرها في منتصف الشهر الثامن من عام 2003 ، ثم قادت أمريكا عملية سياسية قامت بتصميمها وتنفيذها بتعجل كبير مستندة على معلومات وتحليلات جزء كبير منها خاطئ . اضافة الى أنها لجأت الى حلول متخلفة أو غير قابلة للتطبيق في المجتمع العراقي .
وأخطر خطأ ارتكبته الادارة الأمريكية في العراق هي اعتمادها على الصراع الطائفي والعرقي للسيطرة عليه والقضاء على المقاومة المسلحة فيه كون الادارة الأمريكية كانت تدرك تماماً ان اتفاق المرجعيات الدينية في العراق يعني انهاء الوجود الفعلي للأمريكان فيه وأنه سيؤدي الى وحدة الموقف الشعبي الوطني تجاه الاحتلال وبالتالي سيسحب البساط من تحت أقدامهم على غرار ما جرى عام 1920 " ثورة العشرين " الذي كان من نتائجها فرض الحكم الوطني واخراج الانجليز من العراق .
لذلك سعت أمريكا وقبل احتلال العراق الى اعتماد العنصر الطائفي في ادارة الصراع ثم تأمينه وتأصيله بعد احتلال العراق .
وفي المراحل الأولى من الصراع جهدت أمريكا الى استغلال فتوى دينية تشير الى تأجيل جهاد الأمريكان كونهم جاءوا لتخليص العراق من ظالم مستبد ثم قدمت الأحزاب الدينية على رأس العملية السياسية واستغلتها في : -
طمأنة المراجع الدينية .
ايجاد نوع من الطائفية السياسية ( التي استغلت فيما بعد بطرق ذكية وخبيثة في ايجاد وتعميق " الطائفية الاجتماعية ") .
الايحاء بالمشاركة السياسية لدى طائفة من العراقيين مما جعلهم " يبدون وكأنهم متعاونون مع الاحتلال " الذي بدأوا يطلقون عليه اسم " القوات الحليفة ثم الصديقة " وستكتشف تلك الأحزاب " بدأت تكتشف " عمق ذلك الخطأ التاريخي ولكن بعد فوات الأوان .
ثم سعت الادارة الأمريكية بكل جهدها بـــ :
ربط المقاومة للاحتلال بمفهوم الارهاب وبأساليب شتى ولقد نجحت بذلك في البداية نجاحاً كبيراً .
ربط المقاومة للاحتلال بطائفة معينة " السنة " مما سحب مفهوم المقاومة الوطنية الى المقاومة الطائفية .
ربط المقاومة للاحتلال بمفهوم التكفير وبمفهوم طائفي متشدد ساعدها في ذلك بعض الفصائل المتطرفة والدخيلة على المقاومة .
وفي ذات الوقت أصلت الطائفية بكل أشكالها في العملية السياسية منذ بدايتها وكذلك في ما رافقها من مجلس الحكم والحكومة المؤقتة ثم الانتخابات وأشاعت وشجعت كل ما يعزز التوجه الطائفي والتقسيم ويثير الصراعات الداخلية في العراق معتبرة ذلك صمام أمان للوجود الأمريكي في العراق .
ومن ذلك مصطلحات الطائفية والعنصرية وثقافة المظلومية كالمحاصصة والاجتثاث والتكفيرين والشيعة والسنة والعرب السنة والعرب الشيعة والمظلومية والاستحقاق التاريخي والحقوق التاريخية والمثلث السني والأكثرية الشيعية والأقلية السنية منها لم يعد يذكر شخص أو مدينة أو رأي سياسي أو حزبي الا وذكر معه توصيفة المذهبي ... حتى أصبح ذلك مثار للسخرية في بعض الأحيان ثم تعمدت وتحت شعارات الحرية والديمقراطية الى ترويج الكثير من المفاهيم الخاطئة من الفدرالية وركزت على نوع من الفدرالية التي تجاوزها الزمن وكذلك الحكم اللامركزي والحكم المركزي بطريقة متخلفة تماماً .ثم انها تعمدت توريط الحكومات المتلاحقة بجرائم مختلفة من الفساد الاداري الى الخيانات الوطنية وأطلقت العنان " بتشجيع غير مباشر منهم " لكن أنواع الأخطاء مقابل تحقيق مصالحهم التكتيكية وفرض سيطرتهم على الأرض والاستعانة المطلقة بهم في القضاء على " الارهاب " .
وكانت تدرك في كل مرحلة من المراحل :
فشل الحكومة السياسي والادراري والمالي .
زيادة المخاصمة والتمزق الوطني .
فشل المشروع الطائفي بل لعل أمريكا كانت تريد اثبات فشل الحل الديني أو الاسلامي من خلال توريط الأحزاب الدينية في ممارسات فاشلة وجرائم ضد الانسانية وفشلهم الذريع في إدارة الدولة .
وكان جل همهم القضاء على المقاومة المسلحة وتنظيم القاعدة في العراق الذي دخل العراق في أول لحظة دخولهم .
ونجحوا في ذلك الى حد كبير ... ولكن وبعد أكثر من أربع سنوات اكتشفوا أمراً خطيراً ... ان هناك طرف آخر " أخطر بكثير من المقاومة االمسلحة " استفاد من كل هذه الممارسات والأخطاء الكبيرة والصغيرة والجهود الجبارة والتضحيات التي قدمها الأمريكيون ... الا وهي الجارة ايران ... !
فما الذي استفادته ايران من الممارسات والخطط الأمريكية في العراق ؟
ومن هو الذي كان يتمتع ببعد نظر أكبر ...؟
وما هو هدفه الاستراتيجي الكبير ..؟
" الحرب القادمة "
الأمريكيون الآن متورطون في :
حرب استراتيجية ضد تنظيم القاعدة الذي دخل العراق ونمى فيه بظل الاحتلال الأمريكي والذي لازال الغموض يحيط بمصادر دعمه في العراق وهناك الكثيرين الذين يرجعونه الى ايران ... ( وهذه الحرب هي جزءمن الصراع بين القاعدة والأمريكان في العالم ) .
حرب تكتيكية ضد المقاومة المسلحة وهي مرهونة بالانسحاب من العراق أو جدولة ذلك الانسحاب ويمكن التفاوض معهم والتأثير عليهم بشتى الوسائل السياسية وهي حرب محدودة زمنياً ومكانياً .
حرب مناورة مع المليشيات وفرق الموت الارهابية التي زعزعت العملية السياسية واثرت عليها والتي تحرص أمريكا على نجاحها ودعمها وأمريكا تعرف أن السيطرة على كل تلك المليشيات ممكن ومرتهن بأطراف سياسية صديقة ومما لاشك فيه أن كل تلك الحروب تدفع أمريكا ثمنها ولكنها عجزت " لحد الآن " في حسم أي منها " وقد لاتستطيع " ولكن يبدو أن هناك عنصر خفي آخر بدأ يظهر في الصراع بشكل أكثر وضوحاً وأكثر تأثيراً من قبل وان لم يتدخل بكامل ثقله بل لعله ولحد الآن لم يتدخل بصورة مباشرة .
ألا وهو الجارة ... إيران ....!!
ايران استفادت من كل الخطط والعمليات السياسية الأمريكية واستطاعت أن توظفها لمصلحتها فهي لم تحتاج الى التناقض مع شركاء أمريكا طيلة هذه المدة بل دعمتهم بشكل كبير واختارات الظل تاركة الساحة الى الأمريكان .
وقصرت عملها طيلة المدة السابقة على :
تهيئة الأجواء لخدمة أهدافها لاحقاً ومن ذلك :
1. تصفية المعتدلين من العراقيين ( الشيعة وغير الشيعة ) الذين يدعون الى التقريب والتوحد ويدعون الى مشروع وطني .
2. تصفية كبار ضباط الجيش العراقي الذين يمكن أن يكونوا نواة الجيش العراقي حقيقي قد تستفاد منه امريكا لاحقاً في حربها القادمة مع ايران .
3. دعم الأحزاب والكتل والمليشيات الحليفة والصديقة لها وتقويتها .
4. التغلغل السريع في مختلف مفاصل الدولة في المركز والمحافظات ومن ذلك البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات والأحزاب والهيئات والمنظمات .
5. التغلغل العميق والسيطرة على بعض المفاصل المهمة في أجهزة الدولة الأمنية والحكومة الحالية وتصفيتها من العناصر الغير موالية .
6. التخلص من كافة الكفاءات والقيادات والشخصيات المعادية لايران والتي يمكن ان تخدم وجود دولة مستقرة وقوية .
7. التشجيع على التهجير الطائفي والعزل المناطقي الذي يهدف في النهاية الى الوصول الى تقسيم العراق وتجزئته و ابتلاع ما يمكن ابتلاعه منه وعلى الخصوص رأس الخليج العربي ...
وكانت طيلة هذه المدة تعمل على تجنب الاحتكاك المباشر مع الأمريكان ومن المؤكد وجود صلات ونقاط تفاهم مشتركة كثيرة وعلى رأسها دعم العملية السياسية الحالية في العراق وتمريرها بأي شكل كان ولكن أخطر ما فعلته ايران طيلة هذه المدة عدا ما تم ذكره هو التحضير الحرفي " التعبوي " للحرب القادمة التي التي ستكون مع عدوين مختلفين هما :
1. المقاومون للوجود أو الاحتلال الايراني للعراق .
2. الأمريكيون اذا لم ينسحبوا بطريقة تؤمن المصالح الايرانية في العراق على الأقل .
وهي تحضر لتهيئة كافة الاستحضارات اللازمة لادارة المعركة وأضعاف الوجود الأمريكي في العراق وتهديد قواته المنتشرة في العراق وبالخصوص بغداد وديالي وواسط والمحافظات الجنوبية " العمارة والناصرية ، والبصرة " فضلاً عن بقية محافظات الفرات الأوسط ... ثم ايقاع أكبر خسائر بشرية ممكنة فيه اذا هو لم ينسحب من العراق بموجب اتفاق سياسي مع ايران والحكومة الموالية لايران في بغداد وأعتقد أن عقيدتها العسكرية ستنصب على ( حرب العصابات ) والحرب الغير مباشرة وتجنب نقل الحرب الى داخل ايران وكذلك تجنب ( الحرب الكتلوية ) ومن تلك الاستحضارات :
دعم اللوجيستي لكثير من المليشيات المنتشرة في الكثير من محافظات العراق .
الحفاظ على فيلق بدر وتهيئة كافة الاستحضارات اللازمة لتشغيله وتفعيله واعادة نشاطه ومنها اعادة تجهيز معسكراته القديمة في ايران واقامة الدورات العسكرية المتطورة فيه والتي تعتمد على قراءة عسكرية خاصة لامكانيات الجيش الأمريكي في العراق .
فتح الكثير من معسكرات التدريب داخل العراق وعلى الحدود الايرانية لتدريب المقاتلين العراقيين وتهيئتهم للدخول في معارك مقاومة وحرب الشوارع .
نشرالكثير من ترسانات ومخازن العتاد والذخيرة داخل العراق وعلى الحدود الايرانية العراقية .
تهيئة وتأمين خطوة اتصال ومواصلات تمتد من الحدود الايرانية لغاية الحدود السعودية .
نشر أكبر شبكة مخابرات معقدة داخل العراق وفي مختلف الأماكن والمؤسسات واخترقت معسكرات القوات الأمريكية المحتلة وداخل مؤسساتها المدنية وتمكنت من اختراق كافة مفاصل الدولة العراقية والحكومة الحالية .
التأمين المناطقي لكثير من المناطق في العراق وفي بغداد تحديداً عن طريق التهجير والعزل الطائفي الذي يمكنها لاحقاً من السيطرة على بغداد .
نشر بعض طلائع " جيش القدس" داخل العراق بمختلف الأشكال والصور .
العمل الحقيقي على اخراج ( مجاهدي خلق ) من العراق أو العمل على عزلهم وتحديد حركتهم وامكانياتهم .
كل تلك الاستحضارات العسكرية تمت بمعزل عن " الجهد العسكري الايراني" المباشر وتحمل الجانب المخابراتي والعمليات الخاصة الجهد الأكبر فيه وسيحرص الايرانيون بشدة على تجنب الحرب " الكتلوية " المباشرة مع الأمريكان .
بينما يزداد الضغط على الجيش الأمريكي ليس فقط من جانب المقاومة العراقية المسلحة ولكن بفعل دخول الأسلحة الايرانية الخاصة بمكافحة الدروع الى الساحة وتنشيط عمليات المخابرات داخل العراق اضافة الى دخول بعض المليشيات المسلحة الشيعة في بعض العمليات ضد الجيش الأمريكي والبريطاني ونستطيع أن نلمس " الارهاق الكبير الذي أصاب الجيش البريطاني في الجنوب "
[ قبل نحو سنتين بدأ الأمريكيون لاسيما الذين يقاتلون المتمردين الشيعة يرون التأثيرات الفتاكة لنوع جديد محسن من المتفجرات اليدوية الصنع وهي عبارة عن عبوة بامكانها اختراق المركبات المصفحة وحتى الدبابات ... ادعى الأمريكيون ان ايران مصدر هذه العبوات .. ] نيوزويك العدد " 374 " في 21 أغسطس / آب .
... وهكذا استطاعت ايران بطريقة وأخرى أن توظف الموقف الذي ساهم الأمريكيون بصنعه لصالحها وبقت هي مرتاحة لكل ما جرى ويجري وقواتها وامكانياتها تقوى وتزداد كل يوم بل هي الجانب الوحيد الذي لم يقدم أي خسائر تذكر ولم يرتكب أي خطأ استراتيجي لحد الآن ... فهو من الناحية التعبوية العسكرية الأقوى بين كل فرقاء الصراع نعم استطاعت ايران ان :
توظف الحرب الطائفية الى مصلحتها فهي الأقرب الى نجدة الطائفة الشيعة في حالة نشوب حرب طائفية أو في حالة تعرض الشيعة الى مخاطر كبيرة تستوجب تدخل ايران للدفاع عنهم أو على الأقل دعمهم وحمايتهم .
وظفت العملية السياسية الى مصلحتها الى درجة أن يتم الاعلان عن كون أحد " نواب البرلمان " ايراني قلباً وقالباً وجنسيةً ...!! فيمكن لنا ان نتصور مدى التغلغل الايراني في أجهزة الدولة .
كما انها وظفت العملية السياسية الى ابعد مراحلها لمصالحة أصدقائها وحلفائها الأستراتيجين الذين يرتبطون معها ليس في مصالح سياسية فحسب بل في انتماء ايدلوجي واحد .
اتعبت الجيش الأمريكي وأرهقته ليس من خلال المواجهات المسلحة مع المقاومة بل ورطته في الكثير من العمليات الكبير الغير مبررة عسكرياً والتي وظفت طائفياً بشكل أو بآخر .
عمقت الكراهية للجيش الأمريكي في العراق من خلال دفعه الى اقتحام المدن وتدميرها بشكل وحشي ومبالغ فيه تحت أي تبرير علمي يمكن تصوره حتى على صعيد استراتيجية الصدمة والرعب ولقد ارتكبت قيادة الجيش الأمريكي الكثير من تلك الأخطاء الذي صبت باطار عزل الجيش الأمريكي وزيادة المقاومين وكل هذا سيصب في المصلحة الايرانية لاحقاً
" في الوقت الذي يزعم الأمريكيون أنهم خاضوا حرباً ذكية أو حرباً نظيفة عند احتلالهم للعراق نراهم يتخلون عنها ويعجزون عن تطبيقها في مدينة صغيرة ( كالفلوجة ) أو زقاق صغير ( كشارع حيفا في بغداد ) ، فيلجأون الى اسلوب " الصدمة والرعب " باستهتار وبدون أي تفكير مستقبلي ! والموقف الآن بالنسبة للادارة الأمريكية شديد الحرج فعلاً للأسباب :
فشل المشروع الأمريكي في العراق وانهيار حكومة المالكي الحالية وزعزعت العملية السياسية في العراق برمتها .
فشل الحلول السياسية المدعومة من الادارة الأمريكية الموجودة على الساحة العراقية سواء في طرح مشروع وطني يتجاوز الخيارات العرقية والطائفية " ومن ضمنها التجمع الرباعي الأخير " وفشل المصالحة الوطنية بل وانتحارها على يد وممارسات الحكومة الحالية والأطراف الفعالة في الساحة .
فشل الحكومة الحالية والمدعومة من الادارة الأمريكية في تقديم أي منجز حقيقي ملموس للشعب العراقي وزيادة الفساد الاداري والمالي وتردي مستوى الخدمات وعجز الدولة عن استيعاب الشعب العراقي ... وزيادة العنف الطائفي بل وزيادة الصراعات الحزبية والسياسية ... وزيادة عدد المهجرين حتى أصبحت ظاهرة دولية .
الضغط الكبير على الادارة الأمريكية من قبل الكونجرس الأمريكي بطرفيه الديمقراطي والجمهوري وذلك بالتهديد برفع الدعم عن الحكومة الحالية وتقليص الانفاق على الجيش الأمريكي في العراق ووضع خطة زمنية محددة للانسحاب السريع من العراق .
زيادة الضغط على " بروان " رئيس الوزراء البريطاني لسحب الجيش البريطاني من العراق أو تقليصه أو سحبه الى معسكرات آمنة ونفس الشئ بالنسبة للاستراليين .
تعاظم الحاجة الى دور أكبر للأمم المتحدة والدول الأوربية في العراق على حساب الدور الأمريكي .
زيادة الخسائر الأمريكية في العراق " المادية والبشرية " .
الخوف من اتساع المقاومة المسلحة في الجنوب والفرات الأوسط .
الا ان التهديدات الايرانية المباشرة الأخيرة للأمريكان وعلى لسان كبار المسؤولين والقادة الايرانيين من جعل الخليج جهنم يحرق الأخضر واليابس اذا تعرضت المصالح الايرانية للخطر وتوعد الأمريكان بأيام سود في العراق ... جعلت الأمريكيون يعيدون حساباتهم وأعتقد أنهم لابد أن يحزموا أمرهم ويتخذوا قرارهم الخطير والصعب في نفس الوقت ...
والموقف الأولي الذي يظهر على الساحة أن :
ايران تخطط بذكاء وصبر لحرب قادمة غير مباشرة ستدخلها في العراق بالنيابة يقاتل عنها العراقيون بشكل رئيسي .
ان ايران تمسك الآن بالكثير من مفاتيح وزمام المبادرة والاستباق العسكري والتعبوي وتبدو وكانها ستكون قائدة الحرب القادمة .
ان الموقف الأمريكي ضعيف وستكون أمريكا " في ضوء المعطيات الحالية أحد الفرقاء الخسرانين في الحرب العراقية القادمة " حيث ستشمل على أكثر من طرفين على الأقل "
وسبب ضعفها الأساسي أنها ساهمت " بغفلة " في استكمال الاستحضارات الايرانية للحرب وبذلك قدمت خدمة لايران على حساب موقفها التعبوي وان استفادت تكتيكياً من ايران في بداية الاحتلال .
ايران هو الطرف الوحيد الذي سيدخل الصراع القادم وهو مستريح وليس عنده خسائر تذكر بينما ستكون كل الأطراف الأخرى " ومن ضمنها القوات الأمريكية " متعبة ومنهكة وتعرضت لخسائر لا يستهان بها .
فأمام كل هذا ليس أمام الأمريكيون سوى :
تجنب الحرب مع ايران بشكل مباشر أو تأجيلها وتغيير المعطيات على ميدان المعركة في " العراق " واعادة ترتيب موازين القوى قبل الدخول في معركة مباشرة خاسرة .
وبهذا فليس امام الامريكان سوى الخيارات العملية التالية:-
1. ترتيب انسحاب مبكر بالتنسيق مع الإيرانيين بشكل يحفظ ماء الوجه لأمريكا ويحقق بعض المصالح الايرانية في العراق .
2. تأجيل المعركة المباشرة بمختلف الطرق لحين تغيير بعض الترتيبات والاستحضارات الميدانية ومنها:
أ‌. السيطرة على المليشيات المتحالفة مع ايران بمختلف الوسائل ( تحيدها شرائها القضاء عليها ) .
ب‌. السيطرة على ترسانات ومخازن الاسلحة الايرانية داخل العراق وقطع مصادر تموينها .
ت‌. السيطرة المطلقة على الحدود الايرانية وقطع التسلل ومصادر التموين الايراني داخل العراق .
ث‌. كشف والسيطرة على فرق المخابرات الايرانية ومراكزها داخل العراق .
ج‌. اعادة ترتيب موازين القوى وتحجيم دور القوى المسلحة الحليفة لايران ودعم كافة القوى المسلحة المعادية لها .
ح‌. تنشيط ودعم المقاومة المسلحة داخل ايران ومنها ( مجاهدي خلق وثوار الأحواز والأكراد في الشمال ) .
خ‌. استحضارات اخرى .
وكل تلك الاستحضارات العسكرية الميدانية لاتغني عن الاستحضارات السياسية واعادة النظر بمجمل العملية السياسية ... ودراسة الاخطاء السياسية القاتلة التي ارتكبتها الادارة الامريكية في العراق ومحاولة الاسراع في أصلاح تلك الأخطاء وإزالة نتائجها الخطيرة وعلى رأسها القضاء على الطائفية التي تخدم ايران أكثر من أي طرف آخر والعمل على اعادة الوحدة السياسية والاجتماعية للعراقيين .
3. ايجاد ( مركز قوة ثالث ) يمكن ان تستفاد منه امريكا في صراعها مع ايران في حالة خروج الموقف عن السيطرة ومبادرة ايران بتحرك غير محسوب كما يمكن ان تستفاد من ذلك المركز في الصفحات اللاحقة من الصراع مع ايران او في تغطية الانسحاب من العراق .
ويمكن أن تكون ( القوة الثالثة ) في الصراع الامريكي الايراني في العراق :
أ‌. قوة اممية ب. قوة عربية او اسلامية
ويمكن ان تكون تلك القوة الثالثة ( قوة وطنية عراقية ) تستطيع الصمود امام المشروع الايراني مقابل نيل العراق وحدته واستقلاله والحقيقة أن أمريكا تخطأ خطأً استراتيجياً قاتلاً أن تركت العراق بهذا الضعف الكارثي المروع أمام جارة قوية متماسكة لها طموحها الإقليمي الكبير ولايمكن مقارنة خطر ( القاعدة ) المحدود أمام " الخطر الايراني " المتنامي الطموح .
مما لاشك فيه ان طريقة البحث هذه تعمدت ان تكون علمية وحيادية وواقعية قدر الإمكان
ولم اتبنى وجهة نظر محدودة " ولاحتى وجهة النظر الوطنية " بل انها دراسة للوضع الامريكي الايراني في العراق ... وتحديدا للصراع الايراني فيه من وجهة النظر الامريكية الايرانية ونظرة وموقف كل منهما في ادارة هذا الصراع الواضح للعيان والذي يزداد سخونة يوما بعد يوم والذي يتخذ ( مع الأسف ) من العراق ميداناً له ومن العراقيين وقوداً له .
ولقد تعمدت اغفال " الجانب الوطني " والقوى السياسية الوطنية والعشائر العربية والعنصر العربي وكذلك القوى الكردية والعنصر الكردي في الصراع ليس لعدم اهميتهم في ادارة الصراع بل ان تأثير النتائج النهائية لاي صراع بين الطرفين سينصب على العراقيين في النهاية ولو توحدوا عبر موقف وطني موحد قوي لغيروا موازين القوى ولذلك بحث مستقل .
وقد يدفعون التضحيات الكثيرة والفعالة في رحلة استقلال واستقرار العراق ومسح مخلفات الاحتلال البغيضة وامراضه الخطيرة ... ولعل اخطرها بعد الاحتلال داء الطائفية والتخلف البغيض.
وقد يكون ماورد في قصة الحرب القادمة مجرد تأثير من ( نظرية المؤامرة ) وعندها سأكون سعيدا جدا انني كنت مخطئا ولكن قرع طبول الحرب بدء يصم الاذان ...
ومعذرة لمن توقع مني ان اكمل الفصل الاخير منها وخاب ظنه فِيّ ولكنني اقول .... مهما كانت الايام المقبلة سوداء او بيضاء فأن المستقبل في الاخير سيكون للعراق مهما طال الطريق وزادت التضحيات ..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الحدث رغد والحكام
مصطفى بكري
الاسبوع مصر
بعد إعدام الشهيد البطل صدام حسين وبعد قتل الملايين ونهب الثروات وتخريب البلاد وإشاعة الفتنة فيها، جاء الدور علي بنات العرب وماجدات العراق.. لقد طلب الإنتربول الدولي القبض علي السيدة رغد صدام حسين ابنة الشهيد الراحل بناء علي المذكرة التي تقدمت بها الحكومة العراقية العميلة التي تتهم فيها السيدة رغد بأنها تدعم وتمول الإرهاب في العراق.
والحقيقة أنه كان يتوجب علي 'الإنتربول' الذي أصيب بحالة من الحول أن يبحث عن صناع الإرهاب والقتلة الذين مزقوا العراق ودمروا بنيته وقتلوا أهله، وأظن أن أسماء هؤلاء معروفة داخل العراق وخارجه.
إن المطلوب يا سادة هو هتك عرض السيدة رغد علي يد هؤلاء المجرمين والتشفي فيها وتقديمها للمحاكمة الظالمة لتلقي مصير والدها الذي لا يزال يؤرق الخونة الجبناء عملاء المحتلين.
إنهم يوجهون إلي السيدة رغد تهمة الإرهاب، ويحٌملونها مسئولية المقاومة في العراق، ولم يقولوا لنا ما هو دليلهم علي ذلك اللهم إلا بعض الأكاذيب التي يرددونها هنا وهناك.
إن رغد صدام حسين ترفض الحديث في وسائل الإعلام ولا تمارس أي عمل سياسي وهي منكبة علي أحزانها بعد أن قسا عليها الزمان هي وأسرتها المشردة في أقاصي الأرض تعيش علي القليل بعد أن مضي الشهيد دون أن يترك لهم ثروة في الخارج اللهم سوي الشرف والكرامة والتضحية بلا حدود.
لقد كنت أتمني أن يكون هناك موقف قوي وفاعل من كافة حكام الأمة باعتبار أن هذه قضية تمس كرامة العرب جميعا، غير أنهم التزموا الصمت كالعادة ودون أن يحرك ما جري فيهم ساكنا.
لقد أبدي قائد الثورة الليبية معمر القذافي والرئيس اليمني علي عبدالله صالح استعدادهما لاستضافة السيدة رغد صدام حسين، هذا موقف إنساني يستحق التقدير، بل هو ليس بجديد عليهما ..وكنا نتمني أن تكون مصر القيادة في مقدمة هذه الدول.
إن صدام حسين رعي المصريين وفتح أبواب العراق أمامهم واسعة وكان دوما يعبر عن حبه لمصر والوقوف إلي جوارها ..غير أننا لم نطلق كلمة واحدة نحذر فيها من خطورة تسليم امرأة لا حول لها ولا قوة إلي مصاصي الدماء في العراق.
إنني أناشد الرئيس مبارك وأناشد كل الشرفاء في العالم أن يتصدوا لهذا المخطط الآثم وأن يحتضنوا أسرة الشهيد الراحل الذي اغتيل غدرا ومات بطلا يهتف للأمة وللعراق ولفلسطين.
لقد أصبح العراقيون من بعد صدام حسين يتامي، مشردين في بلاد العالم، يعانون شظف العيش، محرومين من حق الحياة والاستقرار، عاد الجهل إلي العراق وأصبحت الدماء تغرق شوارعها.. فلماذا لا يحتضن حكام الأمة وشعوبها ملايين العراقيين الذين قصدوا بلدان العرب فإذا بها تضع أمامهم العراقيل وتعاملهم كمجرمين؟!.
إن الشعب العراقي البطل قدم الكثير لهذه الأمة، قدم مليون شهيد للدفاع عن الحدود العراقية في مواجهة الخطر الإيراني، وشارك في كل معارك الأمة ودافع عن فلسطين، فلماذا هذا النكران الذي يواجه به في كل مكان؟!
يا أيها السادة: العالم كله يموج بالتظاهرات والاحتجاجات مطالبا الأمريكيين وحلفاءهم بالانسحاب من أرض العراق الأبي، ونحن نظل صامتين وكأننا راضون عما يجري علي أرض العراق!!
أين دور مصر؟! أين تحركاتها؟! أين صوتها؟! أين قدراتها وتأثيرها؟! كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وترك الدور لإيران وتركيا والأمريكان.
إن ما يجري علي أرض العراق لهو جريمة سيتوقف أمامها التاريخ طويلا وسيحاسبنا جميعا علي أننا صمتنا بل وتواطأنا ولو بالسكوت عما يجري.
بقي أن أقول: إذا سلمت رغد صدام حسين إلي القتلة في العراق فعلينا جميعا أن نرتدي 'الطرح' وأن يحلق الرجال شواربهم وأن نلغي من قاموسنا معاني الشهامة والعزة والرجولة.
لقد تحمل الأردن الكثير من الضغوط لتسليم رغد وغيرها من الشرفاء الذين يقيمون علي أرضه، وعلينا جميعا أن نساند موقف الأردن أو أن نفتح الباب للمطلوبين ونحميهم بدمائنا، لأن التفريط فيهم يعني التفريط في الشرف والعرض.
أما الأمريكان وأتباعهم فعليهم أن يدركوا أن إقدامهم علي هذه الخطوة سوف يزيد من حدة العنف السياسي في المنطقة، وسوف يقلب الأوضاع رأسا علي عقب!!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
اللي استحوا ماتوا!

زياد المنجد

صحيفة العراق – العراق
مثل دارج كنا نسمعه من كبارنا يقال على الأشخاص الذين يتطاولون في غيهم دون اعتبار للقيم والتقاليد, ناسين مكانتهم الحقيقية في المجتمع, تذكرت هذا المثل وأنا أشاهد على شاشة التلفزيون, وزير الداخلية العراقي يصلي وراء الشيخ حارث الضاري صلاة الجنازة على روح المرحوم الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف.

ضحكت من كل قلبي وأنا أرى (سيادة الوزير) الذي اصدر في وقت سابق مذكرة اعتقال مازالت سارية المفعول بحق الشيخ الضاري , وهو يقف وراء شيخنا الجليل يؤدي الصلاة, وتساءلت كم هم صغار من يتطاولون على رموز الشعب العراقي ,وكم هي سخيفة السلطة التي يمتلكونها ويسخرونها ضد أبناء الوطن الغيارى على استقلاله وعزته خدمة لأسيادهم ومشاريعهم الفئوية والطائفية.

وتساءلت لوكان السيد الوزير مقتنعا بمذكرة الاعتقال, لرفض على الأقل أن يقف في صفوف الصلاة وراء الشيخ الضاري, ولكنه يعرف قبل غيره ,أن المسوغات التي بنيت عليها مذكرة الاعتقال لا أساس لها من الصحة, وان السبب الرئيس هو موقف الشيخ الضاري الصلب ضد الخطط التي تنفذها الحكومة الحالية, وحكومات الاحتلال السابقة لوضع مقدرات العراق في خدمة المحتل, والعمل على تقسيمه خدمة لمشاريع دولية وإقليمية وفئوية.
لقد آن الأوان ليعرف الجميع أن كل ماتقوم به حكومة الاحتلال الرابعة مسخرة ضد الوطن وأبنائه, وقراراتها ومذكرات الاعتقال التي أصدرتها, ليست سوى أوراق ضغط على الشرفاء الغيارى لاعتقالهم وتشريدهم خارج الوطن, لتمرير أجندة متفق عليها مع الاحتلال.
ويبقى السؤال المطروح إلى متى يستمر هؤلاء بغيهم , وهم يعرفون أن سيدهم على وشك سحب السلطة منهم بعد أن عجزوا عن تحقيق الأمن لأنفسهم, فكيف يجلبون الأمن للوطن؟.
وعندما نتكلم عن امن الوطن فهو ليس مطلوبا من اجل المواطن, بل لأنه حاجة ماسة لسيدهم القابع في البيت الأبيض, ليكون مسوغا أمام العالم للبدء بسحب قواته من العراق, والخروج من المستنقع العراقي الذي مرّغ هيبة الولايات المتحدة وسمعتها بالوحل.
لقد آن الأوان ليعود هؤلاء إلى رشدهم, وان يضعوا مصلحة الوطن فوق مصلحة المحتل ومصالحهم الفئوية, وإلا فان التاريخ لايرحم, وان أمهل الشعب فانه لايهمل, وسيبقى الشرفاء من العراقيين منارة لوحدة العراق واستقلاله ليعود عربيا أصيلا مستقلا.
أما الآخرون فسيلعنهم التاريخ وسيردد الشعب عند استذكار أفعالهم المثل القائل (اللي استحوا ماتوا).


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
وجه آخر لفكر القاعدة التكفيري بلباس شيعي انتحاريو جند السماء يستعدون لتنفيذ هجمات انتحارية في الزيارة الشعبانية

الملف برس
ذكرت تقارير استخبارية في وسط وجنوب العراق إن جماعة ( السلوكيين ) أو ما يطلق عليهم في وسائل الأعلام بجند السماء قد تحولوا من الاعتقاد الفكري المجرد إلى جماعات تكفيرية شيعية متطرفة تكفر كل من له صلة بالعملية السياسية الجارية في العراق من أحزاب وحركات دينية وعلمانية والأجهزة الأمنية فضلا عن تكفير جميع أتباع المذهب الأمامي الجعفري الذي يعدونهم أهل انحراف وظلال . وأوضحت معلومات استخبارية تم التأكد منها من قبل الأجهزة الأمنية العراقية إن جند السماء أو السلوكيين يستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية في الزيارة الشعبانية خلال الأسبوع الجاري بإرسال انتحاريين ينفذون هجمات انتحارية وسط جمهور الزوار المليوني الذين يؤدون زيارة 15 شعبان احياءا لمناسبة مولد المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر للشيعة الأمامية .. وأشارت هذه المعلومات الاستخبارية الى إن جماعات من تنظيمات السلوكيين المتطرفة قد تدربوا لتنفيذ عمليات انتحارية في شهر رمضان لاسيما باستهداف مراكز الشرطة وميليشيا جيش المهدي بالإضافة إلى المرافق العامة التي يتجمهر فيها المواطنون . وقالت مصادر استخبارية لوكالة الملف برس إن تنظيمات السلوكيين المتطرفة قد امتدت بشكل مخيف من محافظة الحلة إلى أقصى جنوب العراق في محافظة البصرة مرورا بمحافظات الديوانية والناصرية والسماوه والعمارة خصوصا وان هذه التنظيمات قد اتسعت في القرى والأرياف الممتدة بين محافظتي ذي قار والعمارة , مؤكدة أن أعدادهم في تزايد مستمر نتيجة الدعم المالي الذي يأتي من بعض القنوات الاستخبارية لدول الجوار ؛ واستلام كل من ينتمي لتنظيمات جند السماء راتب قدره ( 450 ) ألف دينار شهريا . يشار الى ان جماعة جند السماء ظهرت في المشهد العراقي مطلع العام الحالي، عندما اشتبكت مع القوات العراقية والاميركية في معركة الزركة في النجف، اذ اتهمت السلطات "جند السماء" بالتخطيط لاغتيال المراجع الدينية في النجف أثناء إحياء ذكرى عاشوراء. وحسب المعلومات التي قدمها المسؤولون العراقيون في حينها فان الجماعة تضم المئات من العناصر، بينهم عدد من السنة، وان زعيمهم الذي لقي مصرعه اثناء المعركة هو شيعي في الـ37 من عمره من أبناء مدينة الحلة، ويدعى ضياء عبد الزهرة كاظم.

وتقول التقارير انه كان ينوي تمهيد الارضية المناسبة لظهور الامام المهدي، الذي اختفى في القرن التاسع الميلادي، فيما تورد تقارير اخرى انه كان يؤكد لمريديه انه هو المهدي المنتظر. والامام المهدي لدى الشيعة الامامية هو الامام الثاني عشر الذي سيعود مرة اخرى في آخر الزمان ليملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
دراسة دبلوماسية تظهر انماط الصراع الداخلي في العراق واسبابه

وكالة الانباء الكويتية
اظهرت دراسة دبلوماسية ان اسباب الصراع الطائفي في العراق تتمثل في ثلاثة عوامل هي السعي وراء السلطة والرغبة في تجييش صفوف الطائفة لدعم المشروع السياسي واختلاف الرؤى والعقيدة السياسية بين التيارات العراقية .

وبينت الدراسة التي اعدها السكرتير الثاني في وزارة الخارجية الكويتية الدبلوماسي عزام العصفور ان حالات الصراع في العراق تندرج ضمن خمسة انماط صراع رئيسية هي اهلية طائفية واهلية تغييرية تهدف الى اسقاط نظام الحكم الحالي ومقاومة داخلية ضد الاحتلال وعصابات ارهابية واخيرا المليشيات الموالية للسلطة واجنحة السلطة .

وكانت الدراسة فازت بالمركز الاول في مسابقة أجرتها اخيرا ادارة البحوث والاعلام بالوزارة وكانت بعنوان (الصراع في العراق - مدخل لتفسير الوضع في العراق انطلاقا من الادبيات السياسية للصراع الداخلي واتساقها مع واقع الحالة العراقية) .

وسلطت الدراسة الضوء على مختلف جوانب الصراع في العراق بهدف الوصول الى طبيعته وادبياته الداخلية الذي يعد احد الفروع العلمية الحديثة للعلوم السياسية .

وتطرقت الدراسة الى خصوصية الوضع والتكوين العراقي الداخلي في التاريخ الحديث والمعاصر وملامح البيئة الداخلية العراقية في الوقت الحاضر والاطراف الضالعة في الصراع واسقاطات البيئة الاقليمية والدولية - التي تشهد بدورها متغيرات ونزاعات متعددة - على الوضع في العراق .

وشملت الدراسة اهم مظاهر العنف الدائرة في العراق ودرجة حدتها وأماكن انطلاقها وانتشارها حيث توصلت الى ان نمطية الصراع فيه غير مقصورة على نمط بعينه من انماط الصراع الداخلي وانما تتعدى ذلك لتشكل سلسلة من الصراعات تتنوع وتتشابك بشكل كبير في اكثر من مظهر من مظاهر العنف الداخلي .

وأكدت ان الاسباب الحقيقية وراء الصراع الطائفي في العراق وتطوره لاتكمن بالتنافر السني -الشيعي - الكردي بالمفهوم الطائفي الضيق "وان وجد تاريخيا" وانما وراء ثلاثة عوامل اساسية هي السعي وراء السلطة والرغبة في تجييش صفوف الطائفة لدعم المشروع السياسي واختلاف الرؤى والعقيدة السياسية.

وقالت ان حالة الصراع في العراق تلقي بكم كبير من الهواجس والتخوفات المنطقية في البيئة الداخلية والخارجية للبلاد فعلى الصعيد الداخلي هناك مخاوف من تزايد حدته وانتقاله الى السيناريوهات الاكثر سوءا في حال فشل المساعي الداعية الى احتوائه وحله .



الكويت - واضافت ان هناك مخاوف من الانقسام او الانفصال الجزئي لاحد اقاليم العراق لاسيما الاقليم الشمالي الذي يتمتع فيه الاكراد بنفوذ واسع ضمن العملية السياسية وهو خارج عن اطار السيادة العراقية على الارض فعليا .

واوضحت ان هناك مخاوف من تزايد نفوذ الاطراف الاثنية الاخرى في السلطة وتهميش دورها في الحياة السياسية في العراق نتيجة تضارب الاجندات الوطنية والسلوك الداخلي والتبعية الخارجية .

وعلى الصعيد الخارجي أوضحت الدراسة ان هناك عدة مخاوف اقليمية ايرانية وسورية من تنفيذ سيناريو العراق مجددا في بلادهم او ضد انظمتهم اضافة الى مخاوف خليجية واردنية من انتقال الصراع الطائفي وتداعياته واسقاطاته على بلدانهم ما يؤثر على الامن العام او النظم السياسية فيها .

واشارت الى ان هناك مخاوف تركية من انفصال اقليم كردستان العراقي او تعاظم استقلاليته وحكمه الذاتي لما يمثله من تهديد كبير لوضعها الداخلي وهو ما تشاركها فيه معظم الدول العربية المتخوفة من انفصال اي جزء من ارض العراق او تقسيم وحدته الوطنية اضافة الى تعاظم اي دور اقليمي لاسيما الدور الايراني على الساحة العراقية .

وقالت ان العراق يعيش حالة مركبة في التوجهات الداعية الى حل وتسوية الصراع تتسم بقصر النظر والبعد عن واقع المسألة العراقية المعقدة وان " خصت بعض المظاهر التي تشهدها الساحة العراقية الا انها تغفل مظاهر اخرى مهمة وان جهود المصالحة الداخلية التي اطلقتها الحكومة العراقية اخيرا لا تشمل كل اطراف النزاع وبالتالي فان هذه الجهود لا ترقى الى ان تكون حلا شاملا".

وحذرت من ان العراق مقبل على مرحلة مظلمة من الصراع تقترب بشكل اكبر الى السيناريوهات الاكثر سوءا من ذي قبل اضافة الى ان زيادة تراكماته في ظل هذه الاوضاع ستجر اطرافا داخلية اخرى لم تدخل ساحة الصراع بشكل جدي بعد .

واوضحت ان الاوضاع ستجر كذلك اطرافا اقليمية ودولية لاسيما دول الجوار الاخرى للدخول بقوة في الشان العراقي الداخلي وحيثيات هذا الصراع ولن ينتهي الا بمزيد من التعقيد لحالته .

وخلصت الدراسة الى ان حالة الصراع في العراق تحتاج الى جهود تسوية شاملة وبيئة اقليمية أقل توترا وأكثر هدوءا وضبط نفس كبير تجاه محاولات الجر الى مزيد من التصعيد في الصراع الداخلي او في اشكال التدخل الاقليمي الخارجي في شؤون العراق .

ان حالة الصراع تلك بحاجة الى دور فاعل من قبل المجتمع الدولي والاقليمي والاقطاب الاخرى الفاعلة في هذا المجال .



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
عبدالرحمن عارف : أنموذج لوطني كبير وقائد حكيم
صلاح المختار
شبكة البصرة
واخيرا رحل الرئيس عبدالرحمن عارف، بعد تاريخ طويل زاخر بالمواقف الوطنية الناضجة التي سجلت له مأثرة تاريخية لن تنسى على مر الاجيال اثناء وجوده رئيسا للعراق وبعد تركه الرئاسة. لقد كان عبدالرحمن عارف وطنيا عراقيا اصيلا وانسانا طيبا احبه الجميع، سواء من اتفق معه او اختلف. وسوف لن انسى ابدا احدى اهم مآثره الوطنية حينما شارك في اول استفتاء على رئاسة سيد شهداء العصر صدام حسين،، ومارس دوره الوطني كمواطن عراقي شريف واصيل، وضع العراق فوق أي مصلحة شخصية. واسمحوا لي ان اسجل للتاريخ تلك الحادثة الفريدة في الوطن العربي. حينما كنت رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وقبل يوم من الاستفتاء هاتفني المرحوم مصطفى توفيق المختار، ابن عمي، واخبرني بان السيد رئيس الجمهورية الاسبق عبدالرحمن عارف سيحضر للادلاء بصوته في الاستفتاء في مركز الاستفتاء في حي المنصور، واقترح علي ان ارسل محررا ومصورا لتوثيق تلك الحادثة الفريدة. وبالفعل فقد ارسلت محررة، يتميز اسلوبها بنكهة قصصية وشعرية، ومصورا ممتازا، وانتظرا الرئيس عارف حتى وصل، محاطا بالاجلال والاحترام، ومارس حقه الديمقراطي، بحرية تامة، بانتخاب صدام حسين، الذي اسقط حكمه واخرجه من رئاسة الجمهورية، رئيسا للعراق.
ولم يكن هذا الموقف غريبا على العراقي الاصيل وابن الكرخ، وابن سوق حمادة بالذات التي خرجت الكثير من قادة العراق، عبدالرحمن عارف، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، فابناء الكرخ ولدوا وهم مشبعون بثقافة الفروسية والايثار والتسامح، لذلك لم يكن المرحوم عبدالرحمن عارف يحمل أي ضغينة على من اخرجه من الحكم، لانه بحكمته وايثاره عرف ان المهم هو خدمة العراق وليس من يخدمه. وفي اليوم التالي خرجت الجمهورية وهي تحمل عنوانا بارزا : عبدالرحمن عارف ينتخب صدام حسين رئيسا، ومع هذا العنوان نشرت صور عديدة للرئيس عارف وهو يدلي بصوته، محاطا بحب أبناءه العراقيين في مركز الاستفتاء. وفي عصر نفس اليوم تواردت البرقيات والتقارير الصحفية من الغرب تقول بدهشة : في واحدة من اندر الحوادث في (العالم) العربي رئيس سابق ينتخب من اطاح بحكمه واخرجه من الرئاسة، عبدالرحمن عارف يشارك في الاستفتاء على رئاسة الجمهورية ويختار صدام حسين رئيسا.
وفي اليوم التالي كتبت مقالة علقت فيها على مشاركة الرئيس المرحوم عارف في الاستفتاء، وقلت انه العراقي الاصيل الذي اختار العراق ووضعه فوق الاعتبارات الاخرى، واقترحت تشكيل مجلس شيوخ يضم كل الوطنيين العراقيين من ذوي الخبرة، ومن كافة الاحزاب والتيارات، خصوصا قادة الاحزاب وكوادرها والوزراء السابقون وكبار الضباط المتمرسون وكبار الفنانين والادباء...الخ، ليكون سلطة تشريعية الى جانب مجلس قيادة الثورة، في خطوة اساسية نحو تحقيق اوسع مشاركة ديمقراطية في الحكم. وكان في ذهني ان يكون عبدالرحمن عارف رئيسا لمجلس الشيوخ لو اسس، لانه الوحيد، من بين كل قادة القوى العراقية المختلفة، الذي تجنب القوة لحسم موضوع السلطة، بحكمة نادرة، ووطنية عالية، وشعور كامل بالمسئولية، ووعي عميق لادوار القوى العراقية. وحينما كان الشهيد القائد صدام حسين يردد قسم الرئاسة رأيت، من شاشة التلفاز، بفرح غامر عبدالرحمن عارف يجلس متصدرا الخط الاول من قادة العراق الذين حضروا مراسيم القسم، الى جانب الشهيد طه ياسين رمضان وغيره، فأحيت تلك الصورة في نفسي الرغبة في رؤية عراق عظيم يشارك كل أبناءه البررة في الحكم والمسئولية الوطنية.
اليوم نودع القائد الطيب والعم الفاضل عبدالرحمن عارف (وكان الفقيد، وشقيقه المرحوم عبدالسلام عارف البطل الفعلي ثورة تموز الوطنية عام 1958، صديقان لابناء اعمامي الاكبر سنا مني، خصوصا للمرحوم هاشم توفيق المختار، ولاعمامي قبل ان يصبحا رئيسين للعراق)، نشعر بأننا بامس الحاجة لروح الايثار التي تميز بها فقيدنا الغالي، فمن دون وضع العراق فوق المصالح الحزبية والتطلعات الشخصية، ومن دون التخلص من تأثيرات الماضي السلبي للصراعات القديمة لن يتحرر العراق من الاستعمارين الامريكي والايراني.
ان مناسبة رحيل القائد الوطني عبدالرحمن عارف فرصة لنا جميعا لاعادة النظر في مواقفنا واساليب عملنا من اجل الارتقاء الى مستوى ايثارية عبدالرحمن عارف.
الرحمة للفقيد الكبير والقائد الوطني عبدالرحمن عارف، واخلص تعازينا لعائلة الفقيد فردا فردا، ودعاء صادق منا ان يسكنه الله جنات الخلد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
هولوكوست أغتصاب المرأة العراقية في معتقلات حكومة حزب الدعوة الإسلامي !!!
صباح البغدادي
العراق
تشكل المرأة العراقية تقريبآ نسبة 55 إلى 65% من سكان العراق , ونتيجة ظروف الحروب المدمرة التي مر بها العراق خلال السنوات العشرين الماضية , أضطرت المرأة العراقية القيام بواجبات الأب والأم , إضافة إلى عملها بسبب غياب الزوج أو الأب أو الأخ في ميادين الحروب وجبهات القتال , مما تسبب في فراغ كبير بالبيت العائلي ملأته المرأة المبدعة بكل تفاني من حب ومحبة ورعاية إجتماعية إستثنائية لكي تكون على قدر المسؤولية التي ألقت على عاتقها فجأة وفي غفلة من هذا الزمن الغادر . بعد أن كان هناك تميز واضح لها منذ بدايات القرن العشرين ودخولها إلى معترك السياسة و ميادين العمل المختلفة . ففي فترة بداية السبعينات أقر الدستور العراقي مساواة المرأة والرجل أمام القضاء , وبهذه الخطوة كانت السباقة في الإحتفاظ بحقوقها المشروعة الكاملة غير المنقوصة , وتمتعت كذلك بواجباتها كأم , بعكس مثيلاتها في المنطقة العربية ودول الجوار . حيث تم منحها خمس سنوات إجازة أمومة مما سهل عليها رعاية الأطفال لغاية سن متقدمة للمراحل الأولى للدراسة , وفي سنة 1980 أصبح لها الحق في التصويت والترشيح في الانتخابات البرلمانية , حيث احتلت ما يقارب 20% من مجموع مقاعد المجلس الوطني العراقي , وفي مقال للكاتب مرتضى الشحتور يذكر فيه (( في منتصف عام 1999 أصدرت الحكومة العراقية مرسومآ جمهوريآ منعت بموجبه توقيف المرأة المتهمة بأية جريمة كانت في مراكز الشرطة والتحقيق لحين صدور قرار بالإدانة , عدا عن حالات التلبس بالجرم المشهود أثناء عملية ألقاء القبض )) . ومن الشيء الذي يثير السخرية في هذا السياق كانت المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الكونغرس الأمريكي بالتحديد لا يتجاوز معدل التمثيل لها بأكثر من 14% . لكن النكسة التي حدثت أكبر وأعمق للمرأة العراقية بدخول العراق حرب الخليج الثانية عام 1991 مما ساعد على تدهور أوضاعها المعشية والحياتية بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ العراقي الحديث , وما تخللها من فرض حصار إقتصادي وحشي جائر على الشعب العراقي الذي تضرر بصورة كبيرة جدا وكان هو المستهدف بصورة مباشرة ومنظمة جدآ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وذيولها في مجلس الأمن الدولي , وخصوصا في مجال الرعاية الصحية الذي خلف الكثير من ولادات الأطفال المشوهين والمعاقين نتيجة إشعاعات اليورانيوم المنضب الذي تم رمي العراق بها في حرب الخليج الثانية , وكذلك عدم توفر الراعية الصحية للمرأة الحامل وسوء التغذية والأمراض المعدية التي تصيب الأم والطفل على حد سواء نتيجة ظروف الحصار الاقتصادي المبرمجة ضد الشعب العراقي . فبعد سقوط بغداد من قبل قوات الاحتلال وتنصيب عصابة حاكمة تنفذ أجندة خاصة بالمحتل ودول أخرى آوتهم وسهرت على تربيتهم وتثقيفهم لغرض هذا اليوم الموعود , وكلنا نتذكر عندما أستلم رئيس قائمة عصابة إئتلاف الشر الموحد منصب الدورة الشهرية لمجلس الحكم المقبور القرار الذي أصدره بالرقم 137 في 1 أذر 2004 سيء الصيت والسمعة والذي أستهدف المرأة العراقية بالصميم وبحقوقها الشرعية و الاجتماعية المكتسبة والذي كان يريد من خلالها إلى إرجاعها إلى عصور التخلف ونظام الجواري والحريم والمتعة , بعد أن خلف وراءه الإحتلال حقبة سوداء وقاتمة على حياة المرأة والتي وجدت نفسها غير محمية من قبل أجهزة ( الدولة العراقية !!! ) بعد سقوط بغداد , وتركتها فريسة سهلة المنال أمام المليشيات وفرق الموت والجماعات التي تدعي الإسلام ونصرة الطائفة والعرف العشائري البالي المتخلف , وفرض الحجاب ألقسري عليها بقوة السلاح والتهديد بالقتل , والتي تقف كلها ضد نيل المرأة حقوقها المغتصبة وتخليصها من العبودية والإضطهاد والأتجار بها من قبل رقيق عمائم ملالي السوء , وإبعادها عن دورها المتميز الحيوي الفعال في المجتمع وتطوره الحضاري والمدني .... تشير التقارير التي صدرت عن منظمة حقوق المرأة في العراق ، وهى منظمة غير حكومية تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة العراقية وتصدر تقارير شهرية بشكل دوري بهذا الشأن ، إلى إن مابين 90 - 100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة إعمال العنف والتفجيرات والقتل الطائفي المنتشر الآن في العراق والعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الإحتلال الأمريكية , كما يشير التقرير إلى إن هناك (300) ألف أرملة في بغداد وحدها إلى جانب 8 ملايين أرملة في مختلف إنحاء العراق ، وهذا يعني أن نسبة الأرامل تشكل 35% من عدد نفوس العراق و65% من عدد نساء العراق و80% من عدد النساء المتزوجات . أما الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الدكتورة هدى العنبكي , فتقول (( أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها النساء الأرامل هي مشكلة الفقر المتردي والعوز المالي , وعلى خلفية هذا الواقع المعاشي الصعب أضطرت معظم الأسر لبيع أثاث بيوتهم من أجل تدبير أمور المعيشة الصعبة وإلى أخراج أولادهن من المدارس للعمل من أجل أعالة الأسرة )) وأنتقدت الدكتور العنبكي الممارسات الوحشية التي تتعرض لها المرأة العراقية بقولها (( تتعمد مفارز قوات الإحتلال وحتى الأجهزة الأمنية العراقية المختلفة إلى إعتقال المرأة في محاولة منهم للضغط على الأب أو الزوج أو الأخ وكذلك أعتقال أقارب ــ المتهم ــ وخاصة الزوجة للضغط عليه وإجباره لتسليم نفسه أو التعاون مع التحقيق , واصفة هذا السلوك بالأمر المعيب والمخجل ويقع خارج السلوك المدني والإنساني المتحضر , حتى وصل الأمر إلى أجبار المرأة العراقية على الحضور للتحقيق عارية بدون أي ملابس تستر جسدها , وهنا تكون عرضة للسخرية والإذلال من قبل الضباط المحققين وحراس السجن والمترجمين على حد سواء )) وناشدت بدورها أن تقوم المنظمات الإنسانية العالمية المعنية بالأمر وبحقوق المرأة بالتدخل الحاسم والفوري للضغط على أصحاب القرار في الحكومة ( العراقية !!! ) على الكف كذلك عن إعتقال الأطفال الرضع مع أمهاتهم في السجون والمعتقلات العراقية ... فقد كشفت مبعوثة منظمة حقوق الإنسان البريطانية إلى العراق السيدة ( أنني كليويد ) مؤخرآ ـــ !!!! بإعتقال وتعذيب امرأة عراقية في عامها السبعين من العمر !!! , حيث قام المحققين بإجبارها على فعل مشين ولجموها وركبوا على ظهرها تشبهآ بالحمار !!! أثناء عملية التحقيق للكشف عن أماكن تواجد أبنائها المسلحين المناهضين للإحتلال .... وأكد موظفون يعملون في سجن الكاظمية للنساء لمنظمات حقوق المرأة العاملة في الساحة العراقية (( بأن حوادث أغتصاب وتعذيب مورست ضد المعتقلات في هذا السجن إضافة إلى إصابة العديد منهم بإمراض خطيرة ك الأمراض الجلدية بكافة أنواعها , ومشكلات صحية خاصة بإرتفاع درجات الحرارة والتي تصل بحدود خمسون درجة مئوية في فصل الصيف ببغداد وحدها . وناشدت شبكة رصد حقوق المرأة في العراق بتاريخ الخميس 15 شباط 2007 ببيان وزع على وسائل الإعلام (( من أجل وقف حكم الإعدام الصادر بحق ثلاث من النساء العراقيات المتهمات بمقاومة الإحتلال دون دليل يذكر وتم أخذ أقولهن تحت التعذيب والتهديد وهن كل من وسن طالب , و زينب فاضل , و السيدة لقاء عمر محمد علمآ أن السيدة لقاء كانت حاملآ وقت الإعتقال ووضعت مولودتها في المعتقل وتبلغ من العمر سنة واحدة وإن المعتقلات محتجزات في سجن الكاظمية للنساء )) . وفي تقرير أخر أعدته الجمعية العراقية لحقوق الإنسان , وهي أحدى المنظمات الغير حكومية الأخرى , حيث أشارة بوجود إنتهاكات خطيرة في مراكز ومواقف مختلفة تابعة لوزارة الداخلية العراقية , حيث أكد عصام الجلبي رئيس الجمعية (( أن هناك اغتصاب منظم يمارس في كافة المعتقلات والسجون التابعة لوزارة الداخلية ومنها على سبيل المثال سجن الكاظمية للنساء حيث جرى التثبت من وقوع إنتهاكات مدنية طالت نزيلات السجن شملت الاغتصاب المنظم من قبل القائمين بالتحقيق إلى جانب التعذيب البدني والجسدي وإكراه النساء على الأعتراف بالقوة متهماً قضاة التحقيق بتخطي صلاحياتهم فضلاً على مغادرتهم معايير الأداء المهني العادل المطلوب لوظيفتهم وتوظيف الأدلة التي يتم الحصول عليها لمنافع شخصية تخدم أطراف عديدة ولصالح جهات معينة خاصة فيما يتعلق بتقارير الطب العدلي )) . وكان تقرير قد أصدره مركز البحوث والدراسات في نفس المنظمة (( قد كشف عن حصول إساءات جنسية وبدنية ونفسية أثناء عمليات الأستجواب : شملت عصب الأعين والضرب المبرح بالهراوات والأنابيب البلاستيكية والمعدنية ولي الأعضاء الجسدية والركل والتقييد لساعات طويلة والتعذيب بالكهرباء والإغتصاب طالت الموقوفات بمراكز الشرطة العراقية تمت من قبل عناصر الشرطة الحكومية والحراس )) وأكدت على هذه الخروقات كذلك السيدة هناء علي فياض المعاونة القضائية في هيئة الإدعاء العام العراقية بورود الكثير من التقارير التي تؤكد وجود مثل هذه الإنتهاكات بحق النساء المعتقلات وفي وحدة الجرائم الكبرى التابعة لوزارة الداخلية , وأتهمت السيدة الفياض دائرة المفتش العام بوزارة الداخلية بالإصرار على تجاهل الحقائق والدعاوى المقدمة وإصرارهم على عدم وجود أنتهاكات من هذا النوع !!! . ومن جانب وزارة العدل كذلك , حيث ذكر وكيل الوزارة السيد بوشو إبراهيم علي مؤكدآ أن (( الإنتهاكات تحدث دائمآ في المواقف والمراكز التابعة لوزارة الداخلية ونحن على علم بها من خلال المعتقلات التي يتم تحويلهن إلينا , وقمنا بدورنا بمفاتحة الجهات المختصة ليتم إيقاف مثل تلك التجاوزات ومعاقبة المسؤولين عليها , ولكن لا يحدث أي تقدم في هذا المجال إلى الآن مع الأسف )) . طبعآ هذا نموذج مختصر لكثير من التقارير التي تشير لوجود هولوكوست منظم ومبرمج يجري العمل به وعلى مسمع ومرأى من حكومة محفل عصابة السيد نوري المالكي أحد زعماء حزب الدعوة الإسلامي الذي يتغنى في كل مناسبة بالإسلام وفضائل المنتمين لحزب الدعوة الإرهابي ذلك الحزب المجرم الماسوني الذي تأسس بقرار صريح وواضح لا لبس فيه وتم ذكره في كثير من المصادر الوثائقية التاريخية , حيث تم رعايته ودعمه من قبل جهاز السافاك المخابراتي الإيراني في عهد حكم نظام الشاه المقبور , والذين يعتاشون اليوم على ترديدهم ترنيمة العهد الماضي في زمن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين , والتي هي بلا شك مدانة من قبل الجميع , ولكن السؤال المطروح الآن ما الذي تغير بين العهدين بخصوص وضع المرأة العراقية ؟؟؟ , وكأن المرأة العراقية كتب عليها الذل والهوان والإغتصاب في جميع مراحل حياتها لا لشيء سوى رغبتهم في الأنتقام المنظم من حرائر العراق , والجميع يتذكر القرار الشهير الذي أصدره القيادي في حزب الدعوة إبراهيم الأشيقر ( الجعفري ) عندما تسلم وفي أول يوم منصبه وكرسي الحكم والذي باع من أجله الحزب وشعاراته بحفنة من الدولارات من أجل الحفاظ على كرسي الحكم بتاريخ 22 أيار 2005 القرار رقم واحد والخاص بأخلاء سبيل جميع المسجونين والموقوفين الإيرانيين في زمن حكومة إياد علاوي في حينها , والمتهمين بإرتكاب جرائم تهريب السلاح والمتفجرات والمخدرات والآثار العراقية وقيامهم بعمليات الإغتيالات والمدانين بالجرم المشهود . حيث تم وقف جميع الإجراءات القانونية بحقهم وإطلاق سراحهم فورآ , وذلك بمناسبة زيارة وزير خارجية إيران منو شهر متكي . ولم يلتفت ولو للحظة واحدة إلى المرأة العراقية المعتقلة في سجون الإحتلال , بعد أن أخذ صك الغفران من قبل المرجعية الإيرانية في النجف , والتصريح الذي أدلى به يوم 5 أب 2005 أثناء زيارته للمدينة , الناطق الرسمي للمرجع الإيراني الأبرز في محافظة النجف (( عن رضا وأمتنان المرجعية في عمل أجهزة الأمن المختلفة والشرطة العراقية والتي أختلف أدائها كليآ عن الحكومة السابقة ـــ وكان يقصد بها حكومة إياد علاوي أثناء التصريح ــ الكاتب )) وهي نفس الحالة المخزية التي كان ينطق بها في بعض مناطق أوروبا , ومواقف رجال الدين المسيحيين الطائفيين في حروب القرون الوسطى في أوروبا , حين كان رجال الدين في ذلك الوقت يتهللون ويفرحون بإغتصاب وفعل الفاحشة من قبل الجنود بالنساء المسيحيات المنتميات إلى الطوائف المسيحية الأخرى . أما عن الطفولة العراقية اليوم في العراق الجديد الديمقراطي !!!!! فحدث ولا حرج حيث كشفت مؤخرآ رئيسة لجنة المرأة والطفولة في مجلس محافظة بغداد الدكتورة زينب الغربان بأن هناك في محافظة بغداد فقط حوالي 900 ألف يتيم أغلبهم لا يوجد لديهم معيل أو من الذين تيتم نتيجة موت الأب أوالأم من خلال العمليات العسكرية لقوات الإحتلال أو من خلال التفجيرات والقتل , مع العلم أن هناك ما يقارب من ثمانية ألاف طفل أعمارهم بين تسعة سنوات وأربعة عشر عام في سجون قوات الإحتلال الأمريكية تم ألقاء القبض عليهم أثناء المداهمات أو من خلال وجودهم في منطقة العمليات العسكرية والتي غالبآ ما تكون المنازل الأمنة ودور سكن المواطنين , حيث يعتبر العراق اليوم بجميع مدنه ومحافظاته منطقة عمليات عسكرية مفتوحة للجميع , ولا توجد منطقة أسمها أو قد نطلق عليها جزافآ بالمناطق الأمنة , فهذه محافظات الجنوب العراقي المختلفة والتي يسيطر عليها فئة معينة من الأحزاب ما زلنا نسمع عن التفجيرات والقتل المتبادل والإغتيالات بين مختلف الفصائل والأحزاب المتناحرة على الغنائم والمكاسب الحزبية الضيقة , والتي تأتي جميع هذه الإعمال التخريبية على الضد من مصالح المواطن العراقي الجنوبي والوقوف ضد تنمية وتطور هذه المحافظات والمدن . أما أذا أخذنا الحالة الإجتماعية الخطرة الأخرى والتي بدأت تنتشر على نطاق واسع في دول الجوار العراقي من أمتهان المرأة العراقية وبيعها والأتجار بها في سوق النخاسة الدولية , لغرض توفير لقمة العيش الكريم لأطفالها ولعائلتها بعد فقد المعيل الوحيد ووقوف حكومة محفل حزب الدعوة الماسوني بوضع المتفرج الفرح المبتهج لهذا الوضع المزري , بأن يأتي يوم على المرأة العراقية (( أن تأكل بثديها ))لغرض أطعام أفواه صغارها الجياع في حكومة معظم القائمين عليها من الإسلاميين المعممين !!! الذين دائمآ كانوا يرددون مساوئ النظام السابق ويتاجرون بالشعارات . تحت عنوان رئيسي بصحيفة نيويورك تايمز ليوم الثلاثاء 29 أيار 2007 ــ لاجئات عراقيات يبعن أجسادهن بسوريا ــ حيث تنشر الصحيفة الخبر عن هذه الحالة المزرية تقول ما نصه (( أصبح واقع قيام اللاجئات العراقيات في سوريا ببيع أجسادهن لقاء لقمة العيش أمر يصعب تجاهله بالنسبة لسكان العاصمة دمشق وضواحيها , وأجبر أنتشار الظاهرة مسؤولي مكتب الأمم المتحدة للاجئين بسوريا على فتح هذا الملف الشائك والمعقد مع الحكومة السورية , ساردة قصة هرب أم هبة مع أبنتها ذات الستة عشر ربيعآ من جحيم القتل والفوضى في العراق إلى سوريا , ونقل التقرير عن الأم العراقية ــ لقد فقدنا كل شيء في العراق ولم يبقى لنا أي شيء هناك ... حتى شرفنا فقدناه هناك ؟؟؟ والدولة عاجزة عن حمايتنا من المليشيات والعصابات , وحسب ما ينقله مراسل صحيفة نيويورك تايمز فأمام الملهى الليلي حيث تعمل هبة , كان أكثر من نصف السيارات المتوقفة تحمل اللوحات الخليجية , أما عن متوسط المبلغ التي تتقاضاه الفتاة أو المرأة العراقية فيتراوح بين 50 إلى 70 دولار لليلة الواحدة , وقد شجعت الدعارة الرخيصة وسط العراقيات , على تزايد السائحين الباحثين عن المتعة الجنسية الرخيصة من بلدان الشرق الأوسط الأكثر غنى وخصوصآ الدول الخليجية . وقالت الراهبة ماري كلود نداف التي تعمل في دير (( الراعي الصالح )) في دمشق للصحيفة الأمريكية (( كثير من العراقيات اللاتي يصلن سوريا يعشن بمفردهن أو مع أطفالهن لأن رب الأسرة إما قتل أو اختطف بالعراق , وأضافت أن الدير قام بعمل بحث ميداني عن اللاجئين العراقيين المقيمين بمساكن برزة في أحد ضواحي دمشق وأضافت الراهبة للصحيفة , أكتشفنا وجود 119 أسرة تتولى أمرها أمرأة في حي واحد صغير وبعضهن يخرجن بحثآ عن عمل لأول مرة في حياتهن ولا يجدن سوى بيع أجسادهن لتوفير لقمة العيش . وتذكر الراهبة كذلك , أنا قابلت ثلاث زوجات فقدن أزواجهن الذين كانو ثلاثة أخوة . ثلاثتهن يعملن بالدعارة ويتناوبن في العمل ثم يقتسمن النقود فيما بينهم لإطعام أولادهن )) .

مع العلم أن منطقة السيدة زينب في ضواحي العاصمة دمشق توجد فيها العشرات من مكاتب المرجعية وآيات الله الكبار حيث تصرف الملايين من الأموال لغرض تقديم تقاليد التشبيهات البالية التي عفى عليها الزمن والغرض منها خلق حالة من التفريق الطائفي وبث روح التنافر بين أبناء البلد الواحد من خلال الإحتفالات الطائفية بمناسبة وبدون مناسبة , ألم يكن من المفروض على المرجعية وأخص بالذكر الشيوخ الأربعة المتواجدين في محافظة النجف وهم الذين يتربعون على مليارات من الدولارات مخزنة في بنوك إيران والدول ( الكافرة ) مثل بريطانيا وأمريكا , بأن تصرف جزء من هذه الأموال المكدسة في البنوك على هؤلاء النساء العراقيات , بأن تفتح لهن معامل للخياطة أو التطريز أو أي حرفة مهنية أخرى تجيدها المرأة العراقية تستطيع من خلالها أن تطعم أفواه الجياع بشرف وعفة بدلآ من أن تبيع جسدها بهذه الصورة المزرية والتي أصبح الغرب يتكلم عنها في صحفه علنآ ؟؟؟ , أليس من المفروض أن تكون هناك صحوة للضمير من قبل هؤلاء الذين يتاجرون بأسم إل البيت ( ع ) . حقيقة هناك هدف منظم ومبرمج لغرض إذلال المرأة العراقية والأنتقام منها بشتى الوسائل والأساليب حتى وصل الأمر أن يتم بيع أطفالهن الذين يولد البعض منهم في السجون والمعتقلات من خلال عصابات المافيا الدولية والجريمة المنظمة , والتي لها صلات وثيقة مع ضباط وزارة الداخلية العراقية حاليآ وكذلك المشرفين على المعتقلات والسجون السرية المنتشرة في أغلب مناطق العراق , وبعلم بعض المسؤولين الآن في محفل عصابة حكومة نوري المالكي , بل يصل الأمر إلى أخراج أوراق رسمية ثبوتية صادرة من دوائر الدولة العراقية بأسم أب وأم الذين تم بيع الطفل أو الطفلة لهم ويتقاضون عليها مبالغ طائلة تتراوح ما بين 10000 إلى 15000 دولار أمريكي , ومن الأزواج ( الأجانب ) الذين يعانون من مشاكل الأسرة ومنها عدم القدرة على الإنجاب أو إصابة أحدهم بالعقم , وهي التجارة التي مازلت تمارس في طور الخفاء إلى الآن , لحين ظهور جريدة أو صحيفة أو وسيلة إعلامية أجنبية !!! تتحدث في هذا الغرض ومن ثم يتم تصديق الخبر المنقول عنها ونشره بجميع وسائل الإعلام !!!!! , أما أن ينقل الخبر بواسطة العراقيون فهذا يعتبر خبر ملفق وضد العملية الديمقراطية التي يزخر بها العراق الآن في ظل حكومة محفل حزب الدعوة الماسوني بقيادة القوي الأمين السابق الذي تم أزاحته وهو القائل ((( إن الله قد إنتخبني لذا لا يمكن لنا أن نكسر إرادة الله ونستقيل ))) .... واللاحق الآن العزيز الأمين سماحة السيد المجاهد نوري المالكي أبو أسراء ( حفظه الله ورعاه ) وأدامه على كرسي الحكم والذي يتشبث بها بكل قوة وإصرار ... إما المرأة العراقية فلها الله عز وجل في هذا العالم الموحش الذي نعيش لحظاته كل يوم .....

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الدوافع الحقيقية للغزو الأميركي للعراق
عصام الجلبي
شبكة اخبار العراق
سأبدأ من الحقبة الأخيرة فترة الاحتلال ثم أعود إلى الوراء عبر التاريخ في قراءة سريعة لمجريات ماحدث خلال أكثر من قرن.
فيما يتعلق بموضوع النفط في الشرق الأوسط عموما والعراق خاصة وربط ذلك بما حدث بعد الغزو وما يحدث في أيامنا هذه.
كما هو معروف انه بشكل خاص بعد سقوط ورقتي أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع الإرهاب وباعتراف صريح من الإدارة الأمريكية والكونكرس الأميركي من خلال العديد من التقارير التي أعدت من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية

ولجان التفتيش وغيرها.لم يبقى سوى النفط لكي يكون عذرا فيما يتعلق بأسباب الغزو. وكذلك ما مطروح من اقتراحات لغرض ديمومة هذا الاحتلال بشكل اقتصادي ناهيك عن العسكري.
في عام 2003 بعد شهر من الاحتلال الأميركي كان المدعو(اولفورس) في جولة بالقواعد العسكرية الأمريكية في جنوب شرق آسيا وسؤل وهذا منشور في كثير من الأدبيات .عندما سؤل أن كوريا الشمالية تعترف بوجود أسلحة نووية لديها الم يكن الشئ السليم هو مهاجمة كوريا الشمالية وليس العراق.كانت إجابته واضحة وبكلمات كما أقولها الآن..مابالكم ألا تعلمون أن العراق يطفوا على بحيرة من النفط.
أنا شخص مهندس ولكن أرى في التاريخ الكثير من العبر .وسوف تستغربون متى قيلت مثل هذه العبارات(أن العراق يطفوا على بحيرة من النفط) فدعوني وإياكم نسير لفترة زمنية ربما بعيدة ولكن باختصار.
أول التقارير التي ظهرت بوجود النفط في منطقة الشرق الأوسط كانت من خلال بعثات جيولوجية ألمانية أصدرت تقريرها عام 1871 وبسبب ذلك كان مشروع إنشاء سكة الحديد حيث لم يكن إنشائه شيئا عفويا.
في الفترة من 1891-1894 (كلبنشان) كان لديه مجموعة من الجيولوجيين والمهندسين وكان له حدس بوجود النفط في المنطقة. قدموا له تقارير في تلك
الفترة تثبت وجود النفط في هذه المناطق. ولهذا دخل تحت أبط السلطان العثماني.
في عام 1901 شخص بريطاني اسمه (داس) كان يركز في عمله على بلاد فارس وستحصل حقوق الامتياز بالتنقيب عن النفط. واكتشف النفط وبدا بإنتاج النفط عام 1907 وكان في مسجد سليمان أي قريبا من الحدود العراقية.
وقام في عام 1913 بتأسيس شركة النفط الانكلوفارسية .
في عام 1902 الألمان استمروا بإرسال بعثات جيولوجية لمعرفة ماموجود في منطقة الشرق الأوسط. ووصلوا إلى تقرير يقول (أن العراق يطفوا على بحيرة من النفط).
في عام 1912 قدم (تشرشل) كان آنذاك وزيرا للحربية لبريطانيا قرار باستبدال استخدام الفحم للأسطول البحري واستبداله بالنفط. هذه الفترة ماقبل الحرب العالمية الأولى.
نأتي إلى فترة الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
عام 1914 حصل (كولمبنكيان) على امتياز للتنقيب عن النفط وقام بتأسيس شركة النفط التركية. وكانت موزعة على أساس 74,5% لشركة الانكلوفارسية و 25% الى الالماني (دولشفانك) و 22,5% الى هولندا من خلال شركة شول و 5% إلى (كولمنكيان).
1916 سايكس بيكو. هذه الاتفاقية أعطيت من خلالها الموصل إلى فرنسا. والسبب في ذلك أن بريطانيا كانت ترغب في أن يكون هناك حاجز بينها وبين روسيا القيصرية.
وبعد سقوط روسيا القيصرية عام 1917 بدأت بريطانيا تعيد النظر بحساباتها واقترحت على فرنسا التي احتلت سوريا أن يتم استبدال سوريا بولاية الموصل وجاء ذلك من خلال اتفاقية بينهما.
في عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى المندوب الفرنسي ذهب إلى بريطانيا للاحتفال بالنصر وفي السيارة مع تشرشل طرح موضوع استبدال اتفاق نهائي مابين مندوبي الموصل وسوريا على أن تخضع الموصل تحت الانتداب البريطاني وسوريا تذهب للانتداب الفرنسي ووافق المندوب الفرنسي على ذلك بشرط أن تحصل فرنسا على 25% من النفط الموجود في تلك المنطقة .
وبعد سنتين صرح المندوب الفرنسي بأنه قد غلب وندم على فعلته آنذاك
يلاحظ انه لحد تلك الفترة أميركا لم تكن موجودة في اللعبة كون لديها النفط منذ عام 1805 وكانت تتصور أن لديها مايكفيها ولا تلجا إلى خارج حدودها .ولكن بعد الأزمات التي مرت بها وبشكل خاص بعد الحرب العالمية الأولى وجدت انه لابد لها أن تحصل على جزء من نفط منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال شركة (استاندد) وتحولت بعد ذلك إلى (اكسل) وهي التي كانت تقود المفاوضات مع شركات النفط البريطانية والفرنسية والهولندية وكولبنكيان.
وفي ذلك الوقت صرح الفرنسيين نقلا عن الشخص المسئول عن النفط آنذاك قال. أن النفط قاد الحلفاء إلى النصر وكما قادنا إلى النصر فان النفط هو الشريان الحيوي لحضارة المستقبل.

عام 1919 تم حسم حصة فرنسا البالغة 25% والتي أخذتها بدلا من الحصة التي أعطيت لها من تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية.
في 15 نيسان ثبتت كل هذه الأشياء في اتفاقية ( سان ريمو) وأخر تنفيذ ما ورد في هذه الاتفاقية ما بين بريطانيا والحكومة العراقية المؤقتة في 23/8/1921 إلى أن وافقت الحكومة العراقية على منح الامتياز لشركات النفط ومنح ذلك في 14/3/1925 حيث بدأت عمليات الحفر في منطقة كركوك في نيسان 1927 وتدفق النفط من بئر ( بابا كركر) في كركوك وكان ينتج في البداية "100" ألف برميل يوميا, وهي كمية كبيرة لم تستطيع دول كثيرة ان تصل الى هذا الإنتاج في حينها.

تدفق النفط لمساحة امتدت الى اكثر من "3" كم, ولو لا عشائر الجبور المتواجدة في تلك المنطقة ما كان بالاستطاعة السيطرة على تدفق النفط الذي اندفع بشكل قوي جدا.
قسمت الحصص كما ذكرنا, وبسبب دخول أمريكا على الخط تعطل تنفيذ الاتفاقيات النفطية, واستمر هذا التأخير لسنتان لحين تأسيس شركة نفط العراق "الآي بي سي" ومنحت بريطانيا 23.75% ومنحت فرنسا كذلك هولندا و البقية 5% منحت الى " كولبنكيان".
ونتيجة للمفاوضات اللاحقة مع أمريكا تم التوصل الى اتفاقية ما سمي " اتفاقية الخط الأحمر" التي شملت منطقة الشرق الأوسط والتي اعتبرت حكرا للشركات الداخلة ضمن شركة " الآي بي سي" وقد استثنيت من اتفاقية الخط الأحمر بلاد فارس والكويت كونها كانت تحت السيطرة البريطانية الكاملة, ووافقت أمريكا على ذلك لأنه كان لديها اهتمامات في مناطق اخرى, فكما هو معروف بالنسبة لشركة نفط العراق انبثقت عنها شركة " نفط الموصل" عام 1932 وشركة نفط البصرة عام 1938 لحد الآن النفط موجود في العراق وايران وكان في السابق موجود في البحرين ولكن بكميات محدودة.
وفي الحرب العالمية الثانية كما كان للنفط الدور الكبير في السنين الأخيرتين في تحقيق النصر للحلفاء وكان له الدور الأكبر بالانتصار على ألمانيا خاصة بعد ان لم تستطع اليابان بالاحتفاظ بالنفط الذي كان يستخرج من " جزر سومطرة" وكذلك بالنسبة لـ ألمانيا عندما حزمتن في اذربيجان وفي ذلك الوقت كان 90% من النفط الذي ينتج تحت سيطرة الشركات البريطانية والأمريكية .
بدأت التنقيبات في الجزيرة العربية وكانت المحاولات تبوء بالفشل لسنوات عديدة واستمر بالتنقيب الى ان تم اكتشاف النفط في تلك المنطقة فتحول الصراع الى صراع اوربي أمريكي.
تخلت أمريكا عن اتفاقية الخط الأحمر لأنها حققت امتياز في المملكة العربية السعودية لوحدها, وحدث ذلك في 12/3/1947 بالاجتماع على الباخرة ما بين " وزرفولت" وعبد العزيز الـ سعود وفي 26/7/1956 موضوع قناة السويس وكان هناك صراع أمريكي أوربي حيث كانت هناك مخاوف أمريكية من سيطرة أوربا على قناة السويس والتي كانت تمثل الشريان الاكبر بالنسبة لحركة النفط.
لم تكن هنالك ناقلات عملاقة وإنما كانت هناك الناقلات التي تعبر قناة السويس لهذا تدخلت أمريكا.
نعود لما حدث عام 1927 اكتشاف النفط في العراق الى عام 1958 لم يحدث الشيء الكثير..
بدأت مشكلة مد أنابيب النفط العراقي والى اين يذهب؟ كان يجب ان يذهب الى البحر كان مطروحا في ذلك الوقت البديل التركي فطرح البديل غربا عبر سويرا ولبنان وفلسطين.
كان الفرنسيين يرغبون ان يمتد الأنبوب عبر الأراضي السورية باعتبارها الدولة صاحبة الانتداب, وكانت بريطانية ترغب ان يكون الامتداد عبر حيفا.
وأخيرا استقر الموضع الى ان يذهب النفط عبر بانياس وطرابلس ولكن مشاكل العراق السياسية عام 1936 وانقلاب مصدق وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وصولا الى حرب فلسطين حال الى تاخير ذلك, وكان الأنبوب الى حيفا على وشك الانجاز , وفي عام 1948 كان على وشك ان يبدأ الضخ ولكن تأخر بسبب المشاكل السياسية والعسكرية والخلافات البريطانية الفرنسية.
في عام 1952 تغير الوضع بسبب انقلاب مصدق وتأميم النفط في إيران فكان الإنتاج لصالح إيران, وبدا الإنتاج يفوق عن إنتاج النفط في العراق.
بعد عام 1952 بدا الإنتاج يزيد من حقول النفط العراقية وتعتبر الفترة 1952- 1958 فترة ذهبية حيث تم إنشاء مجلس الأعمار ونفذت الكثير من المشاريع منها مشاريع الري والسكك وغيرها.
وفي عام 1958 ثورة 14 تموز حصلت خلال هذه الفترة نقطتين جوهريتين النقطة الأولى هي قانون رقم 80 لسنة 1961 حيث بدا الصراع مع شركات النفط الاحتكارية التي كانت في ذلك الوقت تنتج النفط فقط من " كركوك – عين زالة- الموصل" وكانت الأراضي الخاضعة للاستثمار لا تمثل اكثر من 0.5% الى ان جاء قانون رقم 80 وسحب المتبقي 99.5% فاعتبر اكبر ضربة لشركات النفط الاحتكارية.
وفي عام 1963 حدثت ثورة 8 شباط وبدأت فكرة تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية ولقصر فترة الحكم لم يتم الإعلان عن تأسيس شركة النفط الوطنية الى 8 شباط 1964 أعلن قانون تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية لكي تتولى مسؤولية ادارة واستخرج النفط من 99.5% من الأراضي العراقية, وبدأت بعليات تقويم للدراسات الموجودة والتي تشمل احتياطات النفط, ولكنها لم تتقدم على الأرض واختصر عملها على الإعداد المكتبي والدراسات.
بعد ذلك استمر العمل في التفاوض والإعداد للعقود وهي عبارة عن عقود مقاولات لا تعني الشراكة أو الحصول على أي امتياز وإنما انجاز عمل واستلام تكاليفه فقط . فتم التعاقد مع شركات هنغارية لحفر مجموعة من الآبار بالتعاون مع شركة النفط الوطنية العراقية من أجهزتها وكوادرها إضافة إلى شركات فرنسية . وكان الاتحاد السوفيتي الشريك الأول في هذا المجال من حيث تجهيز المعدات لغرض تطوير حقل شمال الرميلة ثم الانتقال إلى حقول أخرى مثل تطوير حقل شمال الرميلة المرحلة الثانية وكذلك حقول أخرى.

في تلك الفترة كانت عمليات التفاوض مع الشركات مستمرة وكان واضح أن الجانب العراقي كان يفرض شروط يعرف مسبقا انه ليس بمقدور الشركات الاحتكارية القبول بها لان الشركات الاحتكارية عندما تتفاوض مع العراق هي عينها على شركات أخرى . وتعتقد بان ما سيحصل في العراق سيحصل في دول أخرى فأي تنازل تعطيه للعراق سيؤثر على موقعها في بقية الدول .
وفي 1/6/1972 صدر قانون عمليات تأميم نفط العراق .
وحوصر النفط العراقي ولم يكن من السهل تسويقه . فتم تهيئة مستلزمات العملية الإنتاجية والتصديرية بما في ذلك شراء ناقلات النفط حيث وصلت إلى العراق وتم تحميل أول ناقلة في 7 نيسان 1972 .
رضخت الشركات الاحتكارية إلى قرار التأميم وتم التوقيع على الاتفاقيات والتي تم بموجبها اعتراف الشركات الاحتكارية بحق العراق .حيث كانت مسبقا تلاحق ناقلات النفط وتقوم بتقديم الدعاوي القضائية ضد العراق على أساس أن هذا النفط مسروق ويعود لشركات النفط وان العراق سرقه..وكانت الحصيلة النهائية بالطبع لصالح الشركات الاحتكارية . وتم تعويضهم بشئ محدود تتعلق بممتلكات الشركات الاحتكارية . وفي نفس الاتفاق تنازلوا عن شركة نفط الموصل لان الإنتاج كان فيها محدود جدا يقل عن عشرة آلاف برميل باليوم .
في عام 1973 حدثت طفرة في أسعار النفط حيث كان سعر البرميل لا يتجاوز الدولار ونصف وكان السعر تحدده شركات النفط الاحتكارية ولا دخل للدول المنتجة فيه . ونتيجة للمفاوضات مع منظمة الأوبك ارتفع سعر البرميل إلى خمس دولارات وسبع دولارات . وتعتبر هذه الفترة من 73 – 80 بالنسبة لصناعة النفط هي الفترة الذهبية حيث تم خلالها بناء جزء كبير من المشاريع والتي تدعم صناعة النفط الاستخراجية وهي استخراج النفط الخام وتسويقه أو التمويلية المتعلقة بإنشاء المصافي ومصانع الغاز ومستودعات الخزن .
كان في العراق مصفى الدورة ومصافي صغيرة أخرى غلقت فيما بعد وبطاقات محدودة تصل إلى 70 ألف برميل يوميا .
في عام 2003 سيطر الاحتلال الأمريكي على النفط وكان العراق البلد الوحيد في المنطقة الذي لديه شبكة كاملة لنقل وتوزيع الغاز والمشتقات النفطية بكل أنواعها بما في ذلك النفط الأسود لبعض محطات الكهرباء الرئيسية.
نعود إلى فترة ما قبل الاحتلال . تم الإعداد لرفع الاحتياطات من قبل شركة النفط الوطنية العراقية وتضمنت ثلاث محاور . (محور وطني ومحور مع فرنسا ومحور مع الاتحاد السوفيتي) يتضمن إعداد الكادر النفطي والمسح الجيولوجي وإعمال الحفر . وكان أكثر من 50% ينفذ من قبل كوادر عراقية والقسم المتبقي كان على شكل مقاولات ( استدعاء مقاول يقوم بحفر بئرين أو ثلاثة ويأخذ ثمنها ويخرج).
في بداية السبعينات كان الاحتياطي (31) مليار برميل وفي عام 1990 في شهر حزيران تم الإعلان عن الاحتياطي المتحفظ وهو 112 مليار برميل . إضافة إلى الاحتياطيات المتوقعة تفوق هذا الرقم بكثير.
في العراق يوجد 525 تركيبة جيولوجية تم حفر ( ) منها وكانت نسبة النجاح لا مثيل لها في العالم من 120 حقل اكتشف منها 85 حقل . النسبة الأكبر اكتشفت في زمن شركة النفط الوطنية العراقية. نسبة النجاح تفوق 74% هذا حديث جيولوجيين عالميين ومنهم معهد الجيولوجي الأمريكي.
في عام 1979 بلغ طاقة إنتاج النفط في العراق 4 مليون برميل يوميا أنتج فعليا بحدود 3,5 مليون برميل يوميا . ومنذ ذلك التاريخ لم يتم التوصل إلى هذا الرقم فقط في عام 1990 استطاع العراق أن يصدر 3,2 مليون برميل يوميا.
في عام 69- 70 وقعت اتفاقية مع فرنسا والبرازيل بالتنقيب على النقط في حقل مجنون كانت تسمى (عقد خدمات).
وفي عام 79 تم توقيع عقد تسوية (وهو اخذ تكاليف الإنتاج وعدم إعطاء أي حصة من النفط). نجاح عملية التأميم أعطت الثقة الكاملة .ومنذ ذلك الوقت لم يعطى للشركات أي عقد للاستحواذ على النفط العراقي وفقدت شركات النفط الاحتكارية احتياطياتها وقدراتها.
أثناء الحرب العراقية الإيرانية من 1980- 1988 تعرضت المنشاة النفطية إلى القصف والتدمير وبعد انتهاء الحرب في 8/8/1988 كان العالم يتوقع أن العراق يحتاج إلى أكثر من سنتين لتأهيل صناعته النفطية.ولكن لعراق استطاع بعد إيقاف القتال مباشرة من تصدير ناقلة نفط صغيرة تحمل النفط إلى الأسواق العالمية . هكذا كانت قدرات العراقيين وهكذا كانت الإرادة السياسية والاقتصادية.


وفي سنة 1990 كانت هنالك محاولة لزيادة الإنتاج إلى 6 مليون برميل يوميا. وكانت هنالك في ذلك الوقت مشكلة هبوط الأسعار حيث وصل إلى 10 دولار للبرميل الواحد. وطلب من الشركات التباحث لزيادة الطاقة . رفضنا اللجوء إلى عقود المشاركة وأعلنا خطة في آذار 1990 لزيادة الإنتاج.
1991 تعرضت المنشاة النفطية للدمار والتخريب نتيجة للقصف الأميركي عليها وتم تأهيل المصافي مرة أخرى . بعدها الحصار الاقتصادي والذي استمر لغاية 2003 والواقع أن ذلك كان جزء من المخطط الذي أوصلنا للحرب . أي أن عملية الحصار ماكانت هي الهدف بحد ذاتها وإنما كانت وسيلة للوصول إلى احتلال العراق (تدمير البنا التحتية وتدمير الاقتصاد العراقي بشكل كامل . مع ذلك ورغم الحصار وصل إنتاج النفط إلى 3 مليار برميل يوميا.


العراق خلال فترة النفط مقابل الغذاء كان مسموح له أن يصدر نفط خام فقط. لكن العراق استطاع بوسائل أخرى أن يقوم بتصدير مشتقات نفطية ..يصدر السولر والكاز والبنزين والغاز السائل عبر تركيا والأردن.
بعد ثلاث أشهر من الاحتلال يبدأ العراق العراق باستيراد المشتقات النفطية بحدود 5 مليار دولار سنويا وأعلن ذلك وزير التخطيط في حكومة الاحتلال الرابعة. وكان باستطاعة العراق ان يبني اكبر مصفى بهذا المبلغ.
لم يوضع لحد الآن أي مشروع لمصافي النفط في العراق . ومن الأشياء التي تفتخر بها الإدارة الأمريكية إن الحكومة أصدرت ثلاث أوراق تسمح للقطاع الخاص لبناء المصافي . متى يقوم القطاع بإنشاء المصافي (الله اعلم).
موضوع خصخصة النفط العراقي والسيطرة عليه بدأت قبل الحرب ومثبته بدراسات الكونغرس الأميركي واعدت بذلك ورقة عمل شارك فيها بعض العراقيين مع الأسف قبل الغزو الأميركي بثلاثة أشهر ونشر تقريرها .
ادارة النفط العراقي سلمت إلى أميركا بعد الاحتلال واستمر الحديث حول كيفية فتح المجال لشركات النفط الأجنبية للعودة إلى العراق . وبدأت على مختلف مسيرة الحكومات التي تعاقبت على العراق بعد الاحتلال من خلال قانون النفط الجديد والذي يتضمن توزيع الثروة النفطية مابين الحكومة المركزية (المهلهلة) بموجب مايسمى بالدستور العراقي والتي لا سلطة لها نهائيا ومابين سلطة الأقاليم.
حصلت خلافات جذرية والشباب العراقي الذي أفنى حياته في صناعة النفط في العراق الغالبية العظمى منهم بالخارج والكثير قتل أو بلغ به العمرعتيا وتقاعد. لكن الموجودين في الخارج كان لهم المبادرة بالإضافة إلى نقابات عمال النفط في الجنوب قاموا بفضح هذا القانون ولم تستطيع أميركا ولا حكومتها في بغداد من السير بهذا القانون . وبدأت تتخبط بإصدار عدد من المسودات (ثلاث مسودات لحد الآن) قدمت مسودة في 26 شباط ومسودة في 3 تموز ومسودة في 10 تموز ولحد ألان لا توجد مسودة نهائية . أما الإخوة في إقليم كردستان صدروا قانونهم الخاص لتطوير صناعة النفط والغاز خلال 3-4 سنوات ووقعوا عقودهم مع خمس جهات (عقود مشاركة) وصودق عليه من قبل البرلمان.
بموجب الدستور الجديد أي إقليم يصدرقانون غير حصري وهم يسمون النفط غير حصري . وقانون الإقليم يطغي على القانون الاتحادي (يعني الحكومة الاتحادية في بغداد خلي تنكع ورقنها وتشرب مائها) هذا القانون له إبعاده السياسية وهو يعني اعادة الاحتلال لشركات النفط الاحتكارية بحكم الموقع وبحجم الاحتياطي الكبير للنفط في العراق. كون العراق يمتلك لحد الان اكبر حقول نفط غير متطورة في العالم .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
العراق بين (التقسيم) و(التقاسم الإقليمي)!
جواد البشيتي

اخبار العرب الامارات
مع كل يوم يَنْقُص من الزمن القليل المتبقي لإجراء انتخابات الرئاسة الأميركية يزداد ويتّسع الانفصال في المصالح بين الرئيس بوش وكبار المتورطين معه (والمورطين له) في حرب العراق وبين حزبه (الحزب الجمهوري) وكبار الطامحين إلى الفوز بترشيح الحزب لهم لتلك الانتخابات، والذين، في يأس متزايد، ينتظرون أوّلا أن تنجح إدارة الرئيس بوش الجمهورية في أن تُحقق، قبل بدء واحتدام المعركة الانتخابية، إنجازا يُعتدّ به، ويمكن أن يُتَرْجَم سريعا بتغيير في ميزان القوى الانتخابي لمصلحة الجمهوريين ومرشّحهم الرئاسي، فرياح الحرب في العراق ما زالت حتى الاَن تجري بما تشتهي سفينة الحزب الديمقراطي، وتُكْسبه قوّة شعبية وانتخابية وسياسية يبدو عاجزا عن الحصول عليها بقواه الذاتية فحسب. الرئيس بوش مع بقايا فريقه الحاكم لا يملك الاَن، وليس في مقدوره أن يملك من الاَن وصاعدا، في ما يخص ّ أزمته وأزمة إدارته وحزبه وبلاده في العراق، من سياسة إلا تلك التي تجتمع فيها المكابرة مع الحسابات الشخصية والفئوية الضيقة، فليس من ولاية رئاسية ثالثة يمكن أن تُوْجد له من المصالح ما يَحْمله على أن يجنح لبرغماتية، أو واقعية، أو عقلانية، يمكنها أن تؤسس لسياسة جديدة، جيدة بحسب المعيار الانتخابي. ومع ذلك لا يستطيع الرئيس بوش مع بقايا فريقه الحاكم تجاهل المصلحة الانتخابية لحزبه التي تقضي بأن يفعل شيئا، في ما بقي من وقت، يمكن أن يُغير في ميزان القوى الانتخابي لمصلحة الجمهوريين، وكأنّ الأمر الذي يحضّونه عليه هو ’’الاستثمار القصير الأجل والجزيل الربح’’، فما بقي لديه من قوّة يمكن ويجب، بحسب دعوة الجمهوريين لرئيسهم، أن يسرع في توظيفه في العراق أوّلا، وعلى وجه الخصوص ، وما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإذا تأكّد وثَبُت عجزه عن جَعْل العراق موضعا لاستثمار كهذا فإنّ عليه أن يَجد موضعا اَخر; ولكن من غير إبطاء. القضية المثيرة للجدل والخلاف والانقسام في داخل الولايات المتحدة، بين المواطنين والناخبين، بين الجمهوريين والديمقراطيين، بين الجمهوريين أنفسهم، وبين الديمقراطيين أنفسهم، إنّما هي، على ما تَظْهَر لنا، أو على ما يُظْهرونها لنا، ’’قضية الانسحاب’’، بأبعادها وجوانبها المختلفة، فثمة من يدعو إلى انسحاب تام وعاجل، وثمة من يدعو إلى انسحاب جزئي، أو على مراحل، وثمة من يدعو إلى وضع برنامج زمني للانسحاب، وثمة من يعترض ويعارض ، وثمة من يدعو إلى انسحاب ينتهي إلى احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري استراتيجي بعيد الأجل في العراق على غرار وجودها في اليابان، أو كوريا الجنوبية، أو ألمانيا. ولكن الحقيقة الأساسية والجوهرية الكامنة في تلك القضية، وفي ما تثيره من جدل وخلاف وانقسام، والتي يحاولون منع ظهورها أو إظهارها، وجَعْلها بعيدة عن الأبصار والبصائر، إنّما هي ’’الخسائر’’ العظيمة والمتعاظمة التي تُمنى بها الولايات المتحدة في العراق، أو بسبب غزوها واحتلالها له، فلولا خسائرها التي تَنْفُد قدرتها على احتمالها لَمَا ظَهَرت تلك القضية، ولَمَا أثارت، لو ظَهَرَت، ما أثارته وتثيره من جدل وخلاف وانقسام. هنا، وهنا فحسب، يكمن التحدي الأوّل والأعظم الذي ينبغي لإدارة الرئيس بوش أن تواجهه، وأن تعرف كيف تواجه. وهنا، وهنا فحسب، يكمن مأزقها الكبير. إنّ السؤال الكبير الذي يتوفّر الرئيس بوش مع بقايا فريقه الحاكم على إجابته إجابة عملية مُقْنعة، والذي يُظْهره في استمرار على أنّه أعجز من أن ينجح في ذلك، هو الاَتي: كيف يمكن أن تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري استراتيجي طويل الأجل في العراق على أن تغدو الخسائر الأميركية قليلة ويمكن احتمالها، والأرباح الأميركية (النفطية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية) كبيرة، ويمكنها بالتالي أن تجتذب إلى ’’سياسة البقاء’’ تأييدا شعبيا؟ إذا كان ’’البقاء (العسكري الاستراتيجي طويل الأجل)’’ هو الغاية التي تكمن فيها مصلحة حيوية للولايات المتحدة فإنّ إدارة الرئيس بوش نجحت في أن تخوض الصراع في العراق في طريقة أفْقَدَت الولايات المتحدة كل ما كان لديها، أو كل ما كان يمكن أن يكون بين يديها، من وسائل لبلوغ تلك الغاية. حتى الوقت المتبقي ما عاد كافيا، وما عاد يسمح بالتالي إلا لخيارات سياسية استراتيجية يرتفع فيها منسوب التهوّر والمغامرة. . والحماقة. في سبيل تحويلها العراق إلى ما يشبه اليابان، أو كوريا الجنوبية، أو ألمانيا، لجهة الوجود الاستراتيجي الأميركي فيه، اتّبَعت إدارة الرئيس بوش سياسة ’’فَرق تَسُد’’، معتقدةً، أو متوهمةً، أنّ ’’العراق المركزي الفدرالي’’ يمكن أن ينجو من السياسة. لقد تصوّرت ’’الأقاليمعواقب تلك الثلاثة’’ التي بها وفيها يَظْهَر ويتأكّد ويترسّخ الانقسام العرقي (أو القومي) والطائفي (أو المذهبي) مع ’’الدولة المركزية الفدرالية’’ التي تنبثق منها على أنها الطريق إلى هيمنتها على هذا البلد هيمنة استراتيجية طويلة الأجل لا تلقى مقاومة تُذْكَر. هنا وقع الفشل الأكبر، وكانت العاقبة الكبرى هي هذا الخليط الرهيب من ’’المقاومة’’ و’’الإرهاب’’ و’’الحرب (أو الحروب) الأهلية’’، فهل من بديل يُمْكنه أن يُنْقذ ما يمكن إنقاذه من ’’سياسة البقاء’’ مع أهدافها الأساسية؟ لَمْ يبقَ من بديل سوى الذي ترتضيه سياسة فَقَدَت كل ما يجعلها منتمية إلى السياسة بوصفها بنت العلْم والفن. وهذا ’’البديل’’ إنّما هو ’’بديلان’’ أحلاهما مرّ، ويشتركان في أمر جَعْل الانقسام العراقي الذي غذّته الولايات المتحدة وأظْهَرته وعمّقته ووسّعته وأنشأت له ما يحتاج إليه من تشريعات ومؤسسات وأحزاب وقيادات وميليشيات. . ويقوم هذا البديل، أو البديلان، على تقويض ما بقي حتى الاَن في الحفظ والصون من مقومات وأسس ’’الحكم المركزي الفدرالي’’، وكأنّ القضاء على البقية الباقية من ’’الدولة العراقية’’ هو مهمة الساعة التي يُعْمَل من أجلها في السر والعلن. أمّا ما بعد ذلك فهو ما يجعل البديل بديلين، فبعد القضاء على ’’الدولة’’ يمكن أن يتحوّل الانقسام والتقسيم إلى دُوَلٍ لن تقل عن ثلاث، أو يمكن أن نرى امتزاجا بين ’’التقسيم العراقي’’ و’’التقاسم الإقليمي’’، فشمال العراق الكردي يمكن على سبيل المثال أن ينفصل نهائيا عن العراق ليصبح جزءاً من تركيا التي في هذه الحال يمكن أن تمنح أكرادها وأكراد العراق معاً حكما ذاتيا مع احتفاظها بالسيطرة على نفط كركوك. وفي هذا المنطقة التي يُفْتَرَض أن تكون اَمنة مستقرة بعد ذلك، وبفضل ذلك، يمكن أن تركز الولايات المتحدة جزءا كبيرا من وجودها العسكري الاستراتيجي، فالاحتفاظ بالسيطرة على جزء، أو أجزاء، أفضل كثيرا من التفريط في السيطرة على الكل. أمّا الجنوب الشيعي فمصيره النهائي لن يرى في وضوح إلا بعد، وفي ضوء، النهاية التي سيصل إليها النزاع بين الولايات المتحدة وإيران.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
انهيار الاستراتيجية الأمريكية في العراق وصراع الأفكار
معقل زهور عدي
اخبار العرب الامارات
إذا كان من المبكر اليوم الحديث عن هزيمة أمريكية تامة في العراق، فمن غير المبكر - ربما - الحديث عن هزيمة الاستراتيجية الأمريكية للمحافظين الجدد في العراق والمنطقة العربية، وفي حين تغرق مراكز البحوث الأمريكية في البحث عن بدائل للاستراتيجية المنهارة، أشعر أن من المناسب التفكير في تداعيات هذا السقوط على صعيد صراع الأفكار في المنطقة العربية. في هذا السياق ترافق صعود الاستراتيجية الأمريكية البالغ ذروته لحظة احتلال بغداد ببزوغ فكرة ديمقراطية المكونات باعتبارها حلقة وسيطة بين الديمقراطية الغربية والاستبداد العربي، وتم تقديم ديمقراطية المكونات بأسماء وعناوين شتى، وأنجزت فيها الأبحاث باسم الديمقراطية التوافقية على سبيل المثال، لقد كان أول شيء فعله الاحتلال الأمريكي بعد تدمير الدولة العراقية هو إرساء مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية الذي يشكل جوهر فكرة ديمقراطية المكونات. للحظة من اللحظات بدا وكأن ذلك المبدأ قدر لابد منه، تماما مثل قدر خضوع العراق والمنطقة العربية إلى حقبة جديدة من الهيمنة الأمريكية المباشرة، يمكن لنا اليوم القول بشيء من الثقة أن ذلك القدر قد تغير، فبفضل المقاومة العراقية التي لا يريد كثيرون الاعتراف بقوتها وتأثيرها البالغين تم تحطيم القدر الأمريكي القادم، وأصبحنا نرى بجلاء كيف تتراجع الأفكار التي جاءت مع الغزو الأمريكي للعراق، فأياد علاوي القادم على الدبابات الأمريكية يقول اليوم بوضوح ما بعده وضوح أن الخلل في النظام السياسي العراقي الحالي يرجع أساسا لفكرة المحاصصة الطائفية، وان لا مخرج للعراق بغير مراجعة الأساس الذي يقوم عليه ذلك النظام واستبداله بنظام ديمقراطي وطني، وحين يكون أياد علاوي ذاته هو من يقول بذلك، فذلك يعني الكثير على صعيد صراع الأفكار. في سوريا تأثر بعض المثقفين من العرب والأكراد بمقولة ’’ديمقراطية المكونات’’، وللأسف فقد مر وقت أصبح ينظر فيه البعض إلى التجربة العراقية التعيسة كمثال يحتذى، وربما يتمنى بعض هؤلاء اليوم لو ينسى الناس كتاباتهم، لكن المؤسف أن البعض الاَخر مازال يردد فكرة ديمقراطية المكونات كمن فقد الإحساس بالزمن وفهم المتغيرات. منذ البداية وقفت ضد فكرة ديمقراطية المكونات على طول الخط، وحاولت أن أبين خطأها وخطرها على مستقبل سورية السياسي، كما حاولت فضح كل الأقنعة التي تختفي وراءها تلك الفكرة، لكن الفضل الحقيقي في سقوط تلك الفكرة يعود في الحقيقة لسقوط الاستراتيجية الأمريكية في العراق والمنطقة بفضل المقاومة. تبين تجربة لبنان - وليس العراق فقط - عقم الديمقراطية الطائفية، وفداحة القيود التي تكبل بها انعة قواه الحية من التقدم، ومستعيدة كلالمجتمع م فترة لدورات من العنف والتعصب لا تنتهي. لقد كانت كارثة بالفعل أن يقتنع بعض المثقفين العرب والأكراد بذلك النموذج السياسي الرجعي، وأن يبذلوا ما في وسعهم لتسويقه تحت دعوى الديمقراطية والخلاص من الاستبداد، لكن ذلك التبني لديمقراطية المكونات لم يكن بريئا بقدر ما كان محاولة للتكيف مع متطلبات الاستراتيجية الأمريكية للهيمنة على المنطقة العربية. يذكر الجميع كيف خرج إعلان دمشق بفكرة المكونات، وكيف نالت تلك الفكرة الكثير من النقد، وكيف اضطر الإعلان للتراجع عنها في توضيحاته الشهيرة، لكن الغريب أن البعض ضمن الإعلان مازال متمسكا بها بغض النظر عما اَلت إليه في العراق حيث أوضحت التجربة الواقعية مدى فساد تلك الفكرة ومساهمتها في إدخال البلاد في فوضى لانهاية لها. العملية الديمقراطية الوطنية لا يمكن تأسيسها سوى على الأحزاب السياسية ذات البرامج الاجتماعية والسياسية الواضحة والبعيدة كل البعد عن أية مؤثرات عنصرية أو طائفية، فالمواطنة وحدها هي المرجعية المفترضة لممارسة الديمقراطية، ومثل تلك العملية الديمقراطية ليست بدعة من البدع ولا أمرا معجزا فقد مارسها الشعب السوري بنجاح لفترة طويلة من الزمن خلال الخمسينات من القرن الماضي. لقد حاول الذين بشروا بديمقراطية المكونات جر الشعب السوري نحو الوراء ونحو وصفة مضمونة للفوضى والانقسام. في صراع الأفكار يمكن القول إن فكرة ديمقراطية المكونات قد سقطت اليوم مع سقوط الاستراتيجية الأمريكية للمنطقة العربية، لكن بين سقوط الفكرة وتقدم نقيضها تقع مسافة لابد أن تملأها الشعوب وقواها الحية بالنضال والألم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
المالكي يستجيب للضغوط
حسن البراري
الغد الاردن
أحيانا تتملك المراقب الحيرة وهو يرصد تصريحات المالكي وأعضاء في حزبه، بخاصة وهم يرددون ترنيمة أن حكومة المالكي هي منتخبة ولا يملك أحد الحق في التعرض لها ولو حتى بانتقاد.

ومن خلال سلسلة من الحوارات، كنت قد دخلت بها مع مسؤولين عراقيين عبر شبكات التلفزة، تبين لي أنهم لا يتحملون النقد وينتهي النقاش أحيانا بجمل تحمل في ثناياها اللمز الى "مؤامرة" لدول عربية سنية ضد العراق.

ومثلما تحاول إدارة بوش إلقاء اللوم على حكومة المالكي بسبب فشل العملية السياسية، يحاول الناطقون الكثر باسم تيار المالكي إلقاء اللوم على الدول العربية التي تسمح بمرور"الارهابيين" وافشال حكومة المالكي المنتخبة ديموقراطيا.

هذا الخطاب لا يعبر عن حالة قوةٍ بل عن قلق.وهنا يجب التمييز بين مستويين؛ المستوى الأول يعبر عن خطاب سياسي على صيغة الظهور بمظهر من يمتلك القرار والسيادة والاستقلال.فيأتي الخطاب دعائيا مثلما صرح به المالكي ضد هيلاري كلنتون وجون ورنر محاولا إعطاءهم دروسا في المعنى الحقيقي للديموقراطية! وآخر تلك التصريحات مطالبة المالكي الحكومة الفرنسية الاعتذار عن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي كوشنير التي قال فيها بأنه يجب استبدال المالكي.

المستوى الآخر هو ما يجري حقيقية على أرض الواقع. فبالرغم من"الصلابة الخطابية" التي أظهرتها حكومة المالكي الا أنه رضخ في نهاية الأمر واستجاب للمطالب الاميركية فيما يتعلق بالانتخابات الاقيليمية وعودة البعثيين الى الدولة واطلاق سراح الكثير من المعتقلين العراقيين السنة.

ولم تنفع مناورات المالكي الكثيرة ولا الاستقواء بإيران ودمشق واخافة الاميركيين بأن هنالك بديلاً في إعفائه من ضرورة الاستجابة الى مطالب الاميركيين.

إلاّ أن هذه الاستجابة غير كافية لإحداث مصالحة وطنية عراقية؛ فالشروط الموضوعية للمصالحة السياسية غير متوفرة. والسبب الرئيس هو ان الديناميكية السياسية العراقية الحالية الناتجة عن وجود فصيلين شيعيين نافذين بالاضافة للأكراد لا تسمح الا بالمحاصصة الطائفية، وتعمل لغير صالح عرب السنة، وبالتالي لا يمكن دمج السنة في العملية السياسية بشكل يضمن الاستقرار.

تبقى مسألة تغيير شخصية المالكي بشخص آخر هي شكلية طالما بقيت بنية النظام كما هي. ولا يمكن لمصالحة وطنية حقيقية أن تحدث دون تغيير ديناميكيات القوة السياسية الحالية.ومع الاقرار بأن تغيير ديناميكيات القوة هي صعبة في ظل تواجد توافق أو تحالف كردي- شيعي يضمن أغلبية ويعمل على تحقيق مكتسبات طائفية، فإن أميركا تسعى وبطرق مختلفة إلى إجبار الحكومة على المساهمة في خلق الشروط الموضوعية للمصالحة.

من هنا نفهم الضغوطات الاميركية سواء التي صدرت عن بوش وتراجع عنها أو تلك التي تصدر عن الديموقراطيين في سياق التنافس الانتخابي.

الاجماع الاميركي مفاده أن التقدم الامني الكبير(كما سيبين تقرير ديفيد بترايس في منتصف سبتمبر) لا يمكن أن يساعد على رحيل القوات الاميركية إذا لم يرافق ذلك مصالحة سياسية تعمل على احداث استقرار في العراق.

ويعتقد كثير من المحللين الأميركيين أن الحكومة الحالية لم تساعد على ذلك ومن غير المنتظر ان تغير من مسيرتها.وقد بين ذلك بوضوح التقييم الاستخباري الوطني والذي يلقي اللوم على حكومة المالكي. بناء على هذه القراءة جاءت مطالبة بعض الجمهوريين مثل السناتور الأميركي جون ورنر وغيره بالبدء بسحب القوات الأميركية من العراق.

فالتقدير، بعد ان قامت أكثر من50 شخصية من الكونغرس بزيارة العراق في هذا الصيف، هو أن الخطة الامنية كانت تهدف إلى اعطاء المالكي الوقت الكافي لاجراء مصالحة وطنية وهو ما اخفق في عملة.

من هنا تكتسب الضغوطات الاميركية قيمتها. فحكومة المالكي"الطائفية" لا تقوى على تحدي ادارة بوش لأسباب كثيرة أهمها اعتماد الحكومة على الدعم الأميركي وبروز بعض الأفكار في واشنطن وبين القادة العسكريين في العراق تتحدث عن امكانية وجود بدائل غير ديموقراطية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
من اقوالهم

الدستور الاردن
"مع زيادة عملياتنا ، استخدمت القاعدة وغيرها المزيد من الفتية القاصرين ضدنا ، وفي اطار العملية اعتقلنا المزيد من هؤلاء الفتيان".
الميجر جنرال دوغلاس ستون مدير عمليات الاعتقال في العراق مبررا وجود أكثر من 800 فتى قاصر في المعتقلات الاميركية ، مؤكدا ان الفتيان يلعبون دورا متناميا في عمليات الخطف والقتل وزرع القنابل على جوانب الطرق. (لوس انجليس تايمز)
- "عندما يشتد عليهم المرض ويعجز الناس عن رعايتهم ، فانهم يدفنونهم".
مارغريت مارابي ، الناشطة والعاملة في مجال الصحة في بابوا غينيا الجديدة ، تصف كيف ان المصابين بمرض الايدز ـ نقص المناعة المكتسبة يجري دفنهم احياء على يد اقاربهم. (بي بي سي)
- "نحتاج لشخص يضع حكم القانون في المرتبة الاولى".
السيناتور الديمقراطي شارلز شومر ، مرحبا باستقالة وزير العدل الاميركي البرتو غونزاليس أمس (الاثنين) ، الذي واجه اتهامات بطرد عدد من المدعين العامين الاميركيين لاسباب سياسية خدمة لادارة الرئيس بوش. (سي ان ان)
- "إن بوش كان على صواب في القول ان أسامة بن لادن وغيره من الجهاديين سينسبون فضل الانسحاب الأميركي لأنفسهم... رغم أن المسلحين الشيعة والسنة هم الذين قد يتسببون في هذا الانسحاب".
مايكل ليند ، في مقال له عن احتمالات انسحاب قوات التحالف من العراق وامكانية ان ينسب الجهاديون الفضل لانفسهم خاصة بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ، والانسحاب السوفياتي من أفغانستان. (الغارديان)


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
لائحة موفق الربيعي ... واتحاد أدباء وكتاب العراق
داود البصري
السياسة الكويت
يبدو أن السيد فاضل ثامر رئيس ما يسمى باتحاد أدباء وكتاب العراق واتحاده العتيد أيضا يعيش في إجازة مفتوحة ورجلاه تحت الشمس! حاله كحال أعضاء البرلمان العراقي المحروس الذين يقضون إجازاتهم السعيدة في ربوع الدنيا من طهران وقم شرقاً حتى لندن شمالا بعيدا عن المفخخات والخطط الأمنية وانقطاع الكهرباء وندرة الوقود وبقية المنغصات التي تعرقل عمل (الديمقراطية العراقية الفريدة والنادرة)! أو التي في طريقها للانقراض, ورغم التناقض المعروف بين السياسي والثقافي, ورغم سنوات العذاب والرصاص والدم في العراق التي جعلت من المثقف العراقي مجرد ترس في ماكينة الأنظمة الفاشية و العشائرية التي تعاقبت على حكم العراق خلال العقود الخمس الأخيرة من تاريخه إلا أن صمت اتحاد أدباء و كتاب العراق حول فضيحة المستشار الفلتة (موفق آغا الربيعي) والتي أدرجت اسم أحد أدباء و كتاب العراق و هو الأستاذ علي السوداني تحت بند وتصنيف أهل الإرهاب اضافة لاسم السيد الصحافي والإعلامي المعروف (سعد البزاز) والذي يلعب اليوم دوراً إعلامياً بالغ الأهمية في الواقع الإعلامي والثقافي العراقي! والطريف أن تهمة الإرهاب قد جمعت المفلس التاريخي والمشرد البارز السيد علي السوداني مع (مردوخ) الإعلام العراقي سعد البزاز والتهمة واحدة وهي دعم وتشجيع الإرهاب السلفي الطائفي, رغم أن السلفيين والطائفيين وجيوش المهدي والصحابة لو وقع بأيديهم أخونا علي السوداني لمصمصوا عظامه قبل سلخ لحمه, للتناقض التاريخي في الأفكار و الممارسات والأيديولوجيات, و بعيدا عن المقارنات غير المنطقية فإن موقف اتحاد أدباء وكتاب العراق تميز بالصمت المقرون بنكهة جبن تاريخية عرفت عن مثقفي السلطة وأدبائها و تغلغلت في خلايا وجينات أهل المناصب الأدبية الوثيرة في العراق, فلائحة (الربيعي) المشبوهة قد تعدى اطارها الشأن الأمني لتدخل في مساحات ومناطق ملتبسة وقف أمامها اتحاد أدباء العراق موقف الصمت المخزي, ولم يبادروا لفك عقدة ذلك الصمت أو تبين الموقف أو التضامن مع واحد من فصيلتهم وهو علي السوداني الذي وقع عليه ظلم كبير وتجن تاريخي من قبل أحد بهلوانات وأراجوزات السياسة الطائفية العراقية الحالية الذين تحركهم و أجنداتهم أطراف معروفة مللنا من الحديث عنها?, إلا أن اتحاد أدباء العراق في عهد ديمقراطية (حزب الدعوة) والأحزاب المتحالفة معه قد بات يدعو للسلامة وتوخي الحذر وملازمة الحائط خوفا من الميليشيات المعروفة وأساليب خطفها ثم رمي الجثث المجهولة التي تلتقطها الشرطة كل يوم من مزابل بغداد التي تحولت مع جماعة الربيعي لمزبلة كبرى, ولتتحول الثقافة العراقية بأسرها اليوم لسرادق عزاء و مأتم كبير يلطم فيه الجميع على الوهم, فحينما يصمت اتحاد الأدباء عن معاناة أحد من الأدباء الذين توجه ضدهم اتهامات خطيرة من دون دليل و لا إثبات حقيقي فإن ذلك السلوك يعيدنا أوتوماتيكيا لأيام البعث البائد حينما كان أدباء العراق زمراً مخصية لا تسبح سوى بحمد القائد الملهم وسيف العروبة البتار وقد قال فيه رئيسهم السابق شفيق الكمالي شعرا إلهيا ممجوجاً يقول:
تبارك وجهك الوضاء فينا كوجه الله ينضح بالجلال !
ثم بعد أن غاب الكمالي عن المسرح فجأة لغضبه آله البعث عليه وحل محله شاعر المسدس حميد سعيد, لم نسمع رأيا لأدباء العراق ولم نلمس موقفا, والحالة نفسها تتكرر اليوم مع أساليب حكومة (سماحة السيد) و(فضيلة الشيخ) و(مولانا الإمام) وغيرهم من شخصيات الدجل الطائفي والديني الذي يعصف بالعراق المريض بقوة حاليا قائمة الربيعي ومن أصدرها هي تحت أقدام علي السوداني الذي سيتبول عليها كما تبولت الثعالب على النظام الفاشي, وعلى كل الطغاة في التاريخ, ولا نقول لاتحاد أدباء وكتاب العراق سوى (صح النوم) فعبيد الفاشية مهما كانت خلفياتهم لا مكان لهم سوى مزبلة التاريخ فقضية علي السوداني قد فضحت الجبناء و لرب ضارة نافعة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
كلهم ينتقدون المالكي ويحملونه المسؤولية *
ياسر الزعاترة
الدستور الاردن
يبدو أن الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة قد وجدوا ما يتفقون عليه في العراق. إنه انتقاد رئيس الوزراء نوري المالكي ، فقد تابعنا خلال الأيام الماضية سيلاً من الهجمات على الرجل من قبل قادة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ، بمن فيهم هيلاري كلينتون ، سيدة البيت الأبيض القادمة كما تقول مؤشرات كثيرة.
لم يتوقف الأمر عند هؤلاء ، فقد انضم إليهم وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير ، الذي سيلتحق تبعاً لمعلمه ساركوزي بقافلة المحافظين الجدد ، مديراً الظهر لسياسات سلفه شيراك ، الأمر الذي أثار حفيظة المالكي على نحو خاص ، مع العلم أن ردود هذا الأخير على منتقديه غالباً ما تتسم بالحدة ، وهو أمر طبيعي في واقع الحال ، إذ لا أقل من أن يعمل الرجل على كسب مشاعر أبناء طائفته ما دام يخسر على مختلف الجبهات ، لا سيما أن انحيازاً شيعياً واسعاً إليه سيجعل أمر الإطاحة به بالغ الصعوبة ، لأن من سيتعاون ضده من داخل البيت الشيعي سيتهم بالتحالف مع واشنطن المتهمة بدورها بالانحياز إلى العرب السنة ضد الشيعة ، بحسب الاعتقاد السائد.
لولا الأكراد الذين يستثمرون ضعفه من أجل ابتزازه لحساب برنامجهم الخاص (كركوك وقضايا أخرى) ، لكان سقوط المالكي أسرع بكثير ، لكن موقف التحالف الكردي قد يتغير في حال حسم الأمريكان موقفهم في اتجاه تغيير الرجل ووفروا البديل الأفضل. يحدث ذلك كله قبل قليل من الوقت على صدور تقرير (بتريوس - كروكر) الذي يتوقع أن يلقي هو الآخر باللائمة على حكومة المالكي التي فشلت في تحقيق المصالحة أو تحسين المستوى الأمني ، إضافة إلى الكثير من الإنشاء الذي توفر في التقارير السابقة حول جهود القوات الأمريكية في تحقيق الأمن.
يتوقع بالطبع أن يشيد التقرير بالتقدم الذي تحقق على صعيد تعاون بعض العرب السنة في الحرب على القاعدة ، وهو أمر صحيح كما يبدو ، وإن لم يأت منسجماً مع مصالح هذه الفئة تبعاً للأهداف الكامنة خلفه ممثلة في وقف مسار المقاومة برمته مقابل وعود بائسة.
ما يلفت الانتباه في هذا البعد هو تركيزه النظر على البعد الأمني المتعلق بتطبيع الأوضاع في مناطق العرب السنة من أجل التفرغ للجم أية ردود عسكرية شيعية على ضربة عسكرية أمريكية متوقعة لإيران ، ويبدو أن هذا البعد هو ذاته الذي يحرك السلوك السياسي لبعض القوى السنية ومن يقدمون لها الدعم عربياً ، لأن مخاوف واشنطن من خسائر فادحة في صفوف قواتها في العراق قد يؤخر الضربة.
من أجل مزيد من تشجيع العرب السنة على الانخراط في هذه اللعبة جاءت القرارات الجديدة التي وافق عليها المالكي على أمل البقاء في الحكومة ، والتي خرجت عن اللقاء الخماسي أول أمس ، ومنها إعادة النظر في طريقة التعامل مع البعثيين لجهة السماح لهم بالانخراط في العمل الحكومي والعسكري ، فضلاً عن إعلان الإفراج عن آلاف المعتقلين الذين يحضر ملفهم بقوة في السياق العربي السني ، هم الذين يزيد عددهم عن عشرين ألفاً بحسب أقل التقديرات. لذلك كله ليس من السهل القول إن ولاية المالكي قد وصلت نهايتها حتى لو تواصلت الانتقادات التي يصبّها على رأسه فريق بوش من سياسيين وعسكريين ، لا سيما أن الفريق المذكور لا يملك إجابات مقنعة عن سؤال الخروج من المأزق ، فيما لا يبدو جميع المعنيين بالملف مدركين لأهداف بوش المتعلقة بضرب إيران.
بدوره سيتشبث المالكي بمنصبه حتى الرمق الأخير ، وسيستمر في تقمص دور الصقر الذي يرفض الابتزاز ويحرص على مصالح طائفته التي تشعر أن فرصتها "التاريخية" ما تزال مهددة ، بينما يتواصل نزيف الدم العراقي والأمريكي في آن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الذين يرتدون بزة الاعتدال، وخوذة الاحتلال
نصوح المجالي

الراي الاردن
أينما ذهبت في العراق ستجد الطائفيين أمامك، فهم الحكومة، وهم الأحزاب، وهم الميليشيات وهم فرق الموت وهم الأغلبية في البرلمان، وهم حلفاء إيران وهم حلفاء الأميركان، وهم حكومة الوحدة الوطنية، وهم التقسيميون وهم النادي السياسي الذي ينفض عنه اليوم من تحالفوا معه بالأمس، وهم الفريق الذي ضاق بهم الناس، وضاق بهم الاحتلال نفسه، الذي اكتشف انهم عبء عليه وعلى سياساته، بعد أن فشلوا في تحقيق أي من الأهداف المرسومة والمتوخاة، وهم تحالف المعتدلين أيضاً.

لقد تحول الوضع في العراق، إلى كابوس للأميركيين وحلفائهم، وتحول الكابوس العراقي، إلى عامل ضعف للادارة الأميركية والحزب الجمهوري؛ بعد أن فقد الرأي العام الأميركي الثقة بالسياسات الأميركية، ومن يطبقونها في الساحة العراقية.

لقد حاولت واشنطن، دفع حكومة المالكي لاتخاذ خطوات عملية، تسهل المصالحة والوفاق مع السُنّة كمخرج من المأزق الراهن في العراق ودعت إلى اشراك المعارضين السُنّة وقوى المعارضة الأخرى في الحكم.

واعلنت واشنطن ان صبرها اخذ ينفد وأن حمايتها للحاكمين في العراق لن تستمر إلى الأبد، ومع ذلك ظلت حكومة المالكي، ملتزمة بالخط الطائفي الذي يعمق الانقسام على الساحة العراقية ويمنع المصالحة، والذي يرى ان السُنّة أنصار النظام السابق والأولوية لتطويعهم بالقوة.

بعد تقرير بيكر - هاملتون، قررت الحكومة الأميركية قطع الطريق على الذين يطالبون بانسحاب مبكر من العراق، واتجهت لحسم معركة العراق بمزيد من الجنود والسلاح قبل ان يفرض عليها الانسحاب من الكونغرس، لكن النتيجة ايضا جاءت مخيبة للآمال فالعنف في العراق تصاعد، وحكومة المالكي بدأت تتفسخ وينفض عنها شركاؤها في الحكم، والمقاومة ازدادت ضراوة. تلك هي الخلفية الحقيقية لما يجري في المشهد السياسي العراقي، الكل يتصرف تحت ثقل قرب الانسحاب وحتميته على خلفية فشل السياسات التي تبنتها واشنطن في العراق.

فالقوى الثانوية التي شاركت في الحكم، من خارج تشكيلة الاحزاب الطائفية الشيعية التي تدير الحكم، ادركت خطورة استفحال الاستقطاب الطائفي الذي يقوم على تحالف احزاب شيعية واخرى كردية تسير وفق مخطط تقسيمي للعراق وشعبه وبتبعية واضحة لايران، كما ادركت ضآلة دورها في القرار العراقي.

وقد دعت هذه القوى وعلى رأسها جبهة التحالف السنية المشاركة في الحكم، والقائمة العراقية بقيادة اياد علاوي الى اقصاء الطائفية، والعودة لمبدأ المواطنة والمساواة والوفاق الوطني كأساس للحكم، ورفض مشروع فدرالية الطوائف وفدرالية تقاسم النفط، وهددت بالانسحاب من الحكومة.

لقد ادت الاخفاقات في سياسة المالكي الى انفضاض معظم القوى عن حكومته والولايات المتحدة ما زالت حائرة بشأنه ولا تخفي رغبتها في تغييره، بعد ان ثبت ان سياساته خدمت ايران على حساب الولايات المتحدة والشعب العراقي، لقد فشلت حكومة المالكي في الوصول الى أي خطوة حقيقية للمصالحة وغرقت في اجراءات الامن والمطاردة ضد السنة، واحجمت عن الغاء الميليشيات الطائفية بل تبنتها، وعجزت عن حماية الشعب العراقي، فما زال العراقيون يقتلون بالمئات يومياً في اقبية فرق الموت التي تعمل تحت حماية رسمية، والفرز الطائفي على الارض، يكاد يحول بغداد العاصمة الى مدينة شيعية.

وبغداد تفرز طائفياً وتقسم بالجدران، وحواجز الاسمنت وهناك معابر وحواجز اخذت تفصل السنة والشيعة، والهجرة من العراق وداخل المناطق العراقية بسبب العنف الطائفي طالت اكثر من ربع الشعب العراقي.

حزبان من الشيعة، حزب الحكيم، وحزب المالكي، وحزبان من الاكراد، حزب مسعود البارزاني، وحزب جلال الطالباني تشكل نادي الحكم في العراق.

وخوفاً من تغيير هذه التشكيلة السياسية الطائفية او الخروج عن نمطها الطائفي قررت هذه الاحزاب استباق الاحداث والاعلان عن نفسها كجبهة لتحالف المعتدلين، ودعت العراقيين الذين انفضوا عنها للالتحاق بها.

انهم يقطعون الطريق على الشعب العراقي وعلى العراق حتى لا يخرج من قبضتهم وحتى لا يدخل في بيت الحكم أي طيف جديد غير طائفي ينادي ببناء العراق على اساس المساواة ونبذ الطائفية، والمواطنة التي لا تفرق بين ابناء العراق.

مشكلة العراق ليست فقط المحتلين ولكن في هؤلاء الذين جعلوا طوائفهم ومصالحها وارتباطاتها الخارجية فوق الوطن العراقي.

لقد بات في حكم المؤكد ان الانسحاب الاميركي لن يتأخر عن صيف العام القادم، رغم مكابرة الادارة الاميركية، وليس امام العراق الا خياران، اما ان تتغير الصيغة الطائفية الحالية وتعدل نحو صيغة سياسية اوسع تقوم على المواطنة والمساواة والوفاق على اساس التعدد السياسي والديمقراطي وليس الطائفي، والحفاظ على وحدة العراق وشعبه ولن ينجح ذلك الا تحت مظلة الامم المتحدة وبمشاركة دولية.

او ان يدخل العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب في جولة اشد واخطر من الحرب الاهلية الطاحنة التي لن تنتهي لصالح احد في العراق، والتي قد تؤدي الى تفكيك العراق والغاء دوره ووزنه في المنطقة.

جبهة تحالف المعتدلين، التي اعلنت مؤخرا، هي نفسها جبهة تحالف الطائفيين والميليشيات التي تعيث فسادا ونهبا وتدميرا في العراق ولهذا بقي تيار قوى السنة وقوى المقاومة وتحالف الليبراليين والعلمانيين والمثقفين العراقيين، والاطياف الاخرى المتضررة من حكومة المالكي وسياساتها خارج هذا التحالف المزيف الذي يستبق الاحداث لقطع الطريق على أي تغيير او تشكيل او تحالف جديد يطيح بالمعادلة الطائفية الفاشلة التي تحكم العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
فوضى خلافة أم فوضى عملاقة؟!
مصطفى الدباغ
الراي الاردن
في تدهور سريع وواسع للأوضاع في العراق تمت مجابهته بتطبيق خطة (فرض القانون) العراقية منذ شباط، و بعقد مؤتمر بغداد الدولي في اذار حيث ضم سوريا و ايران استجابة لتوصيات (بيكرهاملتون) و بعقد مؤتمري شرم الشيخ حيث اقرت بالاول في ايار(وثيقة العهد الدولي)،ثم بعقد اجتماعات دول الجوار المتتالية، كما سعت امريكا للتعاون مع ايران عبر لقاءات أسفرت عن تشكيل لجنة امنية ثلاثية و نجحت بتوسيع دور الامم المتحدة باستصدار القرار 1770، الا ان كل ذلك لم يثمر المطلوب و لم يات بنتيجة ملموسة كما يؤكده الواقع و كما تؤكده التقارير الامريكية نفسها التي اعترفت على لسان رئيس الاستخبارات في اذار بان العراق (يعيش حربا اهلية ) ما يضعه ذلك على شفير هاوية التقسيم و لم تجد التعزيزات الاخيرة (21 الف جندي) حيث اكد تقرير للجيش انه لا يسيطر الا على اقل من ثلث احياء العاصمة (4/6)، و اعترف اخر تقرير رسمي في تموز بان القوات العراقية تعمل على اسس طائفية و تعيينات كبار المسؤولين في الجيش و الشرطة تخضع لذلك. وجاء تشكيل الائتلاف الشيعي الكردي الجديد (16/8) ليؤكد ذلك معمقا حالة الاستقطاب و مكرسا تهميش السنة و مثبتا الخلل في اصول العملية السياسية المبنية اصلا على المحاصصة.

و في صدد تشكيل الائتلاف رأى المراقبون ان زيارة المالكي لطهران (8/8) انما جاءت في سياق الرد على السنة بعد انسحاب (جبهة التوافق العراقية) من الحكومة كما جاءت الزيارة لتنبه مجددا على مدى التنسيق (العراقي الشيعي -الايراني) و تبرر مخاوف بوش التي تتحول الى كوابيس حول ضلوع ايران في (توريطه) بحرب العراق و اغراق قواته في مستنقعها المميت منذ زين له الشيعة من امثال الجلبي سهولة الانتصار و السيطرة ثم عادت و زينت له حل الجيش العراقي و ملاحقة اعضاء حزب البعث التي تحولت الى تنظيمات مسلحة تمتهن مقاومة الاحتلال.

استفحلت الامور بعد ذلك و بدا يتكشف مدى التغلغل الايراني المبرمج و وبخاصة في تشكيل قوات الامن و الجيش و برمجة الانتخابات التي همشت السنة الى ابعد الحدود و تم استكمال ذلك بتشكيل و تسليح مليشيات شيعية عديدة بذريعة محاربة المليشيات السنية المشكلة من فلول الجيش و انصار حزب البعث المنحل و محاربة القاعدة مما رسخ السيطرة الايرانية على الوضع تماما . و مع بروز الحكومات الشيعية و ارتباطها بالمرجعية الايرانية و تكشف حقيقة الاوضاع لامريكا فقد اضرت للتعامل مباشرة او عبر وسطاء و حلفاء بالداخل و بالجوار لدعم المليشيات و القوى السنية في محاولة لايجاد نوع من توازن القوى التي رجحت لصالح ايران.

و في القراءة الاخيرة فلا تعزيز القوات الامريكية اصلح الاوضاع و لا قرار توسيع دور الامم المتحدة اصلحها و لا جميع اللقاءات و المؤتمرات و القرارات للدرجة التي دفعت بوش للاعتراف بتردي الاوضاع (وان التقدم في العراق مخيب جدا للامال). و يظل المعيار الحقيقي لقياس (درجة التوريط الايراني) سواء اكان عن قصد و تخطيط ام عن استغلال للاوضاع و توظيفها بالعمق هو مدى تحقيق الاهداف من الحرب نفسها و هي اقامة قاعدة سياسية و عسكرية استراتيجية كبرى في العراق و السيطرة على منابع النفط و تحقيق امن اسرائيل و حمايتها، و هو ما يتراجع بحدة في المشهد الواقعي اليومي للدرجة التي تتكشف فيه لامريكا كل يوم انه و في ظل (الفوضى العملاقة) الراهنة لم و لن تتحقق تلك الاهداف مما يؤكد نظرية التوريط اياها و ما يزيد من الغضب الامريكي ضد ايران و يزيد معه احتمال توسيع الدائرة و ضرب ايران و حلفائها في محاولة اخيرة للخروج من المستنقع العراقي!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
الفصل الاخير
سامي الزبيدي
الراي الاردن
المنتصرون يكتبون التاريخ بدماء المهزومين ودموعهم ، هذه حقيقة يسلم بها الجميع فلو قيض لنابليون ان ينتصر في ''واترلو'' لكانت اللغة الفرنسية هي اللغة الوحيدة الحية الان في اوروبا ولو انتصر العرب في ''بلاط الشهداء'' لما كانت ''بواتيه'' المناسبة الاغلى لانقاذ الغرب الاوروبي من '' الغزاة'' العرب ولاضحى ذلك اليوم مناسبة تحتفل فيه اوروبا ''المسلمة'' بمناسبة اعتناقها الدين الجديد.

لن نعدم امثلة فالحقيقة اكثر سطوعا من ان تحشد لها الادلة، ولان هذه حقيقة ساطعة فان من يكتب التاريخ العراقي هو بالضبط من سينتصر في المعركة الجارية الان : يمكن ان يكون التاسع من نيسان عام 2003 يوم الانعتاق الكبير للعراقيين، ويمكن ان يكون اليوم الاكثر سوادا في تاريخ المنطقة ومن يقرر ذلك ليس نحن الذين نرقب المشهد كمن يرقب مباراة بين فريقين بل الذي يقرر ذلك هو الذي يطلق اخر طلقة في الحرب الدائرة الان ويملي شروطه على الآخر.

مؤرخو اميركا وبعض العراقيين وكل الايرانيين يستخدمون الان ذات المفردات مع بعض التقديم والتأخير للفاعل ونائبه لكن مؤرخا اخر بالمقابل يعيد صياغة المفردات لتشكل جملة نقيضة لكل ما هو سائد الان في بلاد الرافدين ، هذا المؤرخ لا يسهب في الوصف ولا يسترسل في الشرح بل يقتضب ما امكنه الاقتضاب إذ ليس لديه الوقت الكافي للاستطراد، وبالنسبة له ارسال قذيفة الى المنطقة الخضراء ربما تكون اكثر قدرة على التأثير من كل مفردات الارض.

لقد استوردت اميركا خلال غزوها البغيض للعراق ارث المنتصرين في الحرب العالمية الثانية بكل مفرداته من ''اجتثاث'' واعادة صياغة للمناهج وتغيير الوان العلم وانشاء محاكم لتحقق عدالة المنتصر تماما كالتي حدثت في نورمبيرغ لكن المشروع برمته يترنح الان وتجري الان العودة عن ذلك خطوة اثر اخرى : لقد تم صرف النظر عن تغيير العلم العراقي وجرى التبرؤ من رجس المحاكم الصورية البشعة المليئة بالروح الثأرية بعد ان ظهرت قامات الحكام الجدد على حقيقتها وها هم يلحسون مفردة الاجتثاث ويحاولون التوصل الى تفاهم مع البعث الذي يبدو انه كان عصيا على الاجتثاث، ببساطة لان النازية شيء والبعثية شيء آخر، ورغم التحفظ الكبيرعلى سلوك قادة هذا التيار الحزبي لكن ليست واشنطن من يقرر للعراقيين كيف يفكرون وبماذا يؤمنون.

لم ينتصر الامريكان في العراق والمقاومة لم تهزم والحرب سجال لكن العلامات الكبرى بدأت بالظهور إذ لم يتبق من المشروع الاميركي سوى حفنة من المتورطين في عملية سياسية تلفظ انفاسها الاخيرة ولو ان بعض التيارات الانتهازية المعروفة بانتهازيتها في المشرق العربي كله لكانت هذه العملية قد تم تأبينها منذ أمد.

سيكون العتب العراقي كبير لكنهم بالمقابل يعلمون علم اليقين ايضا ان الامة برمتها كانت تراهن على صلابتهم وقدرتهم على تجاوز المحنة.

بصراحة من سيقرر مآل المشهد الدامي الان من هم تحت النار، فهم فقط من سيكتب الفصل الاخير من الرواية الدامية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
أمريكا في العراق:لا وقت للحلول الوسط !
تينا سوسمان
لوس انجلس تايمز
أطلقت القوات الأمريكية على المتمرد المشتبه به اسم (جورج كلوني).. وكان أفراد عشيرة هذا المتمرد السنية قد أطلقوا عليه الرصاص وأصابوه وسلموه بعد ذلك إلى الأمريكان وتقول القوات الأمريكية ان قانون العشيرة كان مثالاً واضحاً على مردود تطبيق استراتيجية مقاومة الارهاب التي انتهجها الجنرال ديفيد باتريوس لتعزيز خطة بوش بزيادة أعداد القوات.
وخبرة الجنود الأمريكان في تدجين الجيوب المتمردة جنوب بغداد، في المنطقة التي تسمى (مثلث الموت) تذكرنا بالمدى الذي قد يستغرقه الأمر لإعادة تشكيل وصياغة المدينة.
لقد شهد الجنود الأمريكان انتصارات لكنهم أيضاً عانوا من خسائر فادحة ومعظمهم يقول ان التحسن في المنحنى الأمني لم يبدأ إلا في شهر مايو يقول مايكل انفانتي قائد الكتيبة الرابعة الفوج 31 مشاة : " لتأخذ بعض الجنود الذين وصلوا مؤخراً إلى العراق وتقوم بنشرهم في بغداد وتقول ان الخطة نجحت أو لم تنجح فهذا ليس تقييما من اساسه ان الخطة تحتاج لوقت كاف لتنجح في أي مكان".
وما قاله مايكل هو رسالة يرسلها قادة العسكرية الأمريكية في العراق منذ وصول القوات الاضافية في فبراير الماضي.
لكنها رسالة لا يرغب الكثير من سياسي واشنطن في سماعها فهم ينتظرون تقرير سبتمبر والذي إذا جاء سلبياً سيضع مزيداً من الضغط على بوش لبدء عملية الانسحاب وميدانياً، شهدت منطقة اليوسفية وما حولها تغييراً مؤلماً وانحدارا أمنيا رهيبا حيث لقي على الأقل 21 من القوات الأمريكية وثلاثة من الجنود العراقيين مصرعهم منذ 17 سبتمبر الماضي. وشملت قائمة القتلى أربعة أمريكان وعراقيا في شهر مايو عندما تعرض متمرد لهم جنوب اليوسفية. وتعرض ثلاثة جنود من القوات الأمريكية لكمين حوصروا فيه لمدة أيام قتل بعدها أحدهم وظل الآخران مفقودين وفي سبتمبر انتقل جنود الكتيبة الرابعة بقيادة انفانتي إلى اليوسفية وعسكروا في احدى المصانع المغلقة.
وفي الأسبوع الأول تحركت أول دفعة من الجنود إلى وسط اليوسفية وانتشروا فيها وأسسوا محطة وقود جديدة وبعد أسبوعين أسسوا محطة وقود ثانية في أحدى الفيلات المهجورة.
والآن يعيش سبعون بالمائة من أفراد الكتيبة الرابعة في نقاط أمنية معزولة ويقولون إن مدخلهم حقق نجاحاً معقولاً فالطرقات التي طالما كانت مزروعة بالمتفجرات غالباً هي الآن طرقات آمنة وهادئة والسكان المحليون الآن بالتعاون مع الجنود الأمريكان يطاردون الخارجين عن القانون والجنودالقائمن على الحراسة الليلة قد يقضون الليل كله دون أن يسمعوا صوت طلق ناري واحد.
ويأخذ السكان حالياً الأدوية المجانية بعدماجلبت الكتيبة الرابعة وحدات رعاية طبية متنقلة إلى قرى اليوسفية. وفي الأيام التي تلت الكمين الذي تعرض له ثلاثة أمريكان واحد قتل واثنان إختفيا تدفقت القوات الأمريكية من كل انحاء العراق.
وقامت باستجواب كل رجل وفتى في المنطقة وأطلقت سراح معظمهم لأنهم كانوا متعاونيين ودلوا القوات الأمريكية على مخابئ الأسلحة والمتمردين المشتبه بهم. وعلى الرغم من أن عمليات البحث الأضافي هذه كانت مؤقتة إلا أنها مكنت انفانتي قائد الكتيبة الرابعة من نشر جنوده وموضعتهم في مناطق بعيدة عن مدى المتمردين وهذا بدوره جعل السكان يشعرون بالامان ويتعاونون مع الجنود استخباراتياً.
يقول انفانتي: " فلنواجه الأمر، 95 بالمائة من الناس ليسوا إرهابيين. انهم بالفعل مرضى وتعبوا من العيش في خوف دائم. ولهذه المنطقة اليوسفية تاريخ قديم من التمرد ولطالما كانت جيباً من جيوب المتمردين. خلال فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين كانت اليوسفية المكان المفضل لأبرياء حرب البعث المخلصين له انتشرت قصورهم الفخمة على امتداد الطريق.
وبعد سقوط صدام انم العديد من البعثيين السابقين إلى المتمردين في اليوسفية.
وفي أحد مواقع القتال على بعد ميلين كان الرقيب كيفين ليتريل يقوم بنوبة الحراسة وردية سبع ساعات عادة تمر دون وقوع شيء وأخذ ليتريل يراقب السماء وهي تتحول للون البرتقالي مع مغيب الشمس ويقول ليتريل: " هذا العام لدينا عدد أكبر من العناصر الاستخبارية ولقد قمنا بخطوة ضخمة خاصة بعد اختفاء الجنديين الأمريكيين في كمين نصب لها ولا تعلم أين هما حتى الآن".
ويقول الجنود ان السكان يتقربون لهم باعطائهم المعلومات الضرورية عن الاسلحة والمتمردين وأحيانا بضع الجنود مكافأة مالية تترواح من 30 الى 200 دولار امريكي عندما يتعلق الامر بمعلومة حيوية، وبناء على طلب السكان قطع الجنود الجسر الذي يعبر فوق احدى القنوات المائية لانه بذلك – كما يقول السكان – يقطع الجنود طريقا مهما على المتمردين.
وبنى الجنود جسرا جديدا بالقرب من مكان تموقع لهم وبهذا يكون هذا الجسر المعبر الوحيد المتاح في المنطقة.
لكن الجنود الامريكان يقولون ايضا ان المسائل الطائفية تتقدم ببطء حيث يؤثر الانقسام الطائفي على الثقة في قوات الامن العراقية والتي في أغلبها شيعية، ويتذكر الرقيب كلادك ميرلين لعبة كرة القدم مع الاطفال مع افراد قوات العسكرية الامريكيين، وبعدما جاء بعض افراد الجيش العراقي للانضمام للمباراة اسرعت النساء بأخذ أطفالهن الى المنازل بسرعة، يقول مارلين: هناك قطعا عدم ثقة هائل بين السكان وافراد قوات الامن العراقية، وفي النقطة الامنية المشتركة في اليوسفية حيث تتجاور العسكرية الامريكية مع القوة العراقية تخشى القوات الامريكية ان يتبدد شمل الهدوء الذي يسود المكان حاليا، ويقول جوناثان بليفينز، الملازم في لواء الشرطة العسكرية رقم 23 ان قائد الشرطة العراقية في اليوسفية سني المذهب واحيانا تضطر القوات الامريكية للتدخل لاجبار الضباط الشيعة تحت إمرته على طاعته.
ويأمل بليفز ان ينتهي كل ذلك بعد استقدام اكثر من ألف فرد أمني جديد من المنطقة للعمل في الشرطة العراقية في اليوسفية ويظل انفانتي قائد الكتيبة الرابعة أكثر الاشخاص تفاؤلا وهو يقول إن كتيبة الجيش العراقي في اليوسفية واحدة من أفضل قوات الجيش العراقي على الاطلاق وهو يأمل أن يسلم اثنين من المواقع القتالية الستة التي تديرها القوات الامريكية الى القوات العراقية بأسرع ما يمكن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
واشنطن تريد الاحتواء وطهران تريد الاستقواء
د. صالح لافـي المعايطة
الراي الاردن
توقف معظم المحللين عند ما صرح به الرئيس بوش مؤخراً حول التوجه الأميركي إلى احتواء إيران لسنوات أطول وما هي الظروف والمتغيرات التي دعت بوش إلى هذا التصريح رغم أن الولايات قد فرضت نفسها قائداً للنظام العالمي الجديد وتمتلك أقوى اقتصاد وأطول ذراع عسكرية واكبر تحالف دولي، بالمقابل اعتقد أن الإدارة الأميركية ما زالت غير قادرة على إقناع الكونجرس والشعب الأميركي ولو بأغلبية محدودة لضرب إيران كما تفكر الولايات المتحدة أن تضمن امن الموارد (البترول) في منطقة الخليج بحيث لا تتأثر كثيراً بنتائج الضربة المتوقعة وأن إيران لا تمتلك حرية الرد أو القيام بالضربة الثانية وسبب هذا التردد أو التوجه إلى الاحتواء يعود إلى الحقائق التالية أضعها أمام المحللين والقراء: أ. تعتبر منطقة الخليج أهم المناطق الاستراتيجية في العالم حيث تحتوي على 65% من الاحتياط العالمي للنفط و 31% من الاحتياط العالمي للغاز.

ب. تشكل منطقة الخليج عامل ضغط على استراتيجية الدول الصناعية مما يجعل الدول الصناعية غير راغبة في ضرب إيران بسبب أن الحروب الثلاث التي حصلت في منطقة الخليج ما زالت تشكل عوامل تراجع وإحباط ويأس وفقر وظهور اثنيات وايديولوجيات وتطرف فكري وإرهاب.

جـ. إيران تشكل قوة اقتصاديه وقدرة عسكرية إقليمية مؤثرة لان إيران غنية بإمكانياتها (70 مليونا من البشر) وحوالي 11% من احتياطي البترول العالمي و15% من الغاز العالمي ووفرة في المياه والأراضي الصالحة للزراعة وشواطئ طويلة ممتدة مما جعلها تفرض نفسها كقوة إقليمية كبرى ولها توجهاتها نحو الخليج العربي تأسيساً على انه يمثل ركيزاً لأمنها وبالتالي ترفض أي تواجد أجنبي على شواطئها الغربية.

د. إيران تعتبر نفسها الحاضنة والمدافعة عن المذهب الشيعي وهو مذهب يعترف به السنة ويُمثل المنتمين له حوالي 12% من إجمالي مسلمي العالم إذا أخذنا أن عدد مسلمي العالم يصل مليارا ونصف المليار .

هـ. اعتقد أن إيران تستخدم تسييس المذهب الشيعي لكي تحقق من خلاله أهدافها الاستراتيجية ثم تقوم بالتسارع في بناء قوتها العسكرية سواء على المستوى التقليدي أو فوق التقليدي كآلية رئيسية لمحاولات الهيمنة على المنطقة ليس على مستوى منطقة الخليج بما فيه العراق كامتداد لمنطقة الخليج.

و. إذا كان هذا يحدث في منطقة الخليج فإن أحداثاً أخرى لا تقل خطورة تمولها وتشرف عليها إيران في لبنان وفلسطين وهناك جهد إيراني مكثف للتبشير بالمذهب الشيعي في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي وهذا ما ظهر في مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية في دورته العشرين في قطر 20 كانون الثاني 2007.

ز. إذا أردنا أن نعرف أهداف إيران الحقيقية علينا أن نعود إلى التاريخ حيث شكلت إيران تهديداً لجيرانها في معظم الأوقات وتعاونت في القليل منها واعتلت وظيفة شرطي المنطقة لتنفيذ أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل حتى جاءت الثورة الإيرانية كأول ثورة في التاريخ الحديث تقوم على خلط السياسة بالدين.

ح. قد يُطرح سؤال حول التوجهات الإيرانية هل تتعارض أم تلتقي مع التوجهات الأميركية أعتقد أن الولايات المتحدة تستفيد من الإجراءات الإيرانية في تعميق الهاجس الأمني في المنطقة خاصة دول الخليج فإنها تضمن استمرار تواجدها في الخليج العربي دون معارضة وقد تحاول الولايات المتحدة احتواء إيران تمهيداً لدعم المعارضة الإيرانية تمهيداً لإسقاطها من الداخل وهنا التوجه مدعوم من الأمم المتحدة وروسيا والصين وبعض دول المنطقة.

اجمالاً إيران ستحاول الابتعاد عن مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً ولكنها ستستخدم بعض المناطق الساخنة للحرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة وهو ما يربك خطط الولايات المتحدة ويثير الرأي العام الأميركي ضد حكومته وأهم هذه المسارح العراق من خلال التوسع في ظاهرة عدم الاستقرار وكذلك لبنان وفلسطين حيث أصبح حزب الله قوة ليس بمستوى الدولة وكذلك حماس وبعض دول المنطقة والصومال وإفريقيا وغيرها وبما يصعد مطالبة الكونجرس والرأي العام بسحب القوات الأميركية في العراق مما يضمن تأجيل الضربة ويقود إلى الاحتواء لحين الانتهاء من الوضع في العراق وإكمال بناء القيادة العسكرية في إفريقيا وزيادة التطمينات لإسرائيل من المساعدات التي وصلت إلى 30 مليارا وطائرات مقاتلة وقاذفة ومعترضة وتزويدها بأحدث الصواريخ العابرة للقارات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
اخرجونا من العراق

الوفاق الايرانية


الحمد لله الذي انطق الجنود البريطانيين ليقولوا لحكومتهم الجديدة «أخرجونا من العراق».
وقبلهم قال الجنود الامريكان ذلك، كما قاله الاستراليون والايطاليون، وأغلب الظن أننا لو استطلعنا آراء كل من يقاتل في العراق قادة وجنوداً لقالوا الشيء نفسه، فهم جميعاً في ورطة، وهم في الجحيم، وهم لا يعلمون متى سيكون الخلاص، وقد بات في خلد بعضهم انه لن يعود لأحبائه ووطنه. نعم، قتلى البريطانيين نسبياً أقل من الامريكان، ولعل الخطر المحيط بهم في منطقة البصرة أقل من الامريكان الاكثر عدداً وانتشاراً والتصاقاً بهم في الجيش والأمن العراقيين، ولكنهم أصابهم قدر كبير من القتل والأذى، وهم يجدون انفسهم محاصرين في البصرة. والبريطانيون اكثر قدرة على القتال، واكثر دراية هم وأجدادهم بأرض العراق وشعب العراق، فقد استعمروا العراق ذات يوم، وقامت في وجوههم ثورة اخرجتهم من العراق.
والسياسة البريطانية اكثر اتزانا وفهما للاشياء، وان كانوا قد تورطوا في الحرب، كما تورطوا في كثير من السلوكيات الاجرامية في حق العراقيين. وهم على صبرهم واحتمالهم وعنادهم فانهم يرفعون عقيرتهم للقادة العسكريين والسياسيين ان «أخرجونا من العراق».
الكل يجأر بالشكوى، من طول المقام وسوء المآل في العراق، ومجيء براون للحكم بعد بلير التبيع لبوش، ساعد تلك الاصوات على ان ترتفع وتطلب الخروج من العراق، وقد يكون تغيير الحكم مخرجاً لطيفاً لهم.
أما في الولايات المتحدة، أما الجيش الامريكي في العراق فانه باق ما بقي بوش في الحكم، على أقل تقدير، على الرغم من الرفض الشعبي والحزبي لسياسة بوش الخرقاء في العراق.
البريطانيون خاطبوا حكومتهم مباشرة، وأعلنوا سخطهم ونفاد صبرهم، وليس مستهجناً ان تكون استجابة حكومة براون قريبة، وبخاصة ان المشاركة البريطانية في حرب العراق أصبحت من مخلفات عهد بلير، ولا بد لبراون من ان يستغل الموقف، ويتقرب للشعب البريطاني بهذا الانسحاب.
أما بوش فانه يكابر، ويبحث عن مخرج من العراق، مع حفظ ماء الوجه، وكأنه - وادارته - وجدوا ذلك في مجلس الامن، فطلبوا من مجلس الامن ان يأخذ موقعه من القضية العراقية، وان يكون طرفا في الحل.
ولقد كانت القضية العراقية في مجلس الامن، ولكن الامريكان سحبوها، ولما لم تجر الرياح كما يشاؤون أرادوا ان يعيدوها لمجلس الامن. هكذا تتسارع العساكر الاحتلالية المرابطة في العراق شمالا وجنوبا ووسطا لمحاولة الخروج من الجحيم، من المأزق، من الورطة. انها حرب تستنزف المال والرجال والوقت وسمعة تلك الدول وعلى رأسها امريكا ثم بريطانيا.
وما كان لهؤلاء الغزاة ان يخرجوا او ان يطلبوا الخروج لولا ما أنزلت بهم المقاومة العراقية من فتك وايذاء نكالا ودفاعا عن النفس والوطن. لولا المقاومة ما فكر اولئك بالخروج من بلاد فيها البترول بكميات مغرية، ولها الموقع الاستراتيجي المؤثر، ولها ارادة شعب أبي مشاكس يجب تأديبه.
فالمقاومة الوطنية الشعبية لأي وطن محتل، ليست نزوة، ولا تجربة فاشلة، ولا مزاج مجموعة او فئة او حزب، ولكنها السلاح الوحيد الكفيل بحرمان المحتل من الاستقرار والاطمئنان واطالة البقاء. وكما يشكو الجنود البريطانيون في العراق ويطلبون الخلاص، فكذلك الحال في افغانستان، ولقد خسروا في افغانستان اكثر من العراق، ولكنهم قد يؤمنون بجدوى وجودهم في افغانستان اكثر من العراق.
يبقى ان يستجيب براون لمطالب قادة الجيش البريطاني، وهو بذلك يخدم مرحلة حكمه، ويحقق مطالبة شعبه، ويخفف عن بلاده عار المشاركة في هذه الحرب غير الأخلاقية.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
خطوات نحو الهزيمة


الوفاق الايرانية
ليس هناك خلاف في الولايات المتحدة حول مبدأ الانسحاب من العراق، لكن الخلاف يدور حول حجم الانسحاب وموعد بدئه ومدى استمراره.
ومع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع على تقديم الجنرال ديفيد بتراوس قائد القوات الاميركية في العراق والسفير ريان كروكر تقريرهما إلى الكونغرس في «۱۵» سبتمبر، يحتدم الجدل في واشنطن وبغداد بين من يدعون إلى انسحاب جذري وسريع، ومن يدعون إلى انسحاب تدريجي وبطيء.
وفيما تفكر إدارة جورج بوش بالخيارات المطروحة، دبت الخلافات بين الجنرالات الذين يقودون القوات الأميركية في العراق ويطالبون بانسحابات متواضعة تنفذ العام المقبل، وجنرالات البنتاغون الذين يريدون انسحابات تشمل نصف القوات الأميركية.
فها هما الجنرال الأكبر بيتر بيس القائد العام للقوات الاميركية والجنرال جورج كيسي رئيس الأركان ينصحان البيت الأبيض بإعادة ثمانين ألف جندي إلى أرض الوطن الأميركي خلال سنة من الآن، غير أن بتراوس الذي يترقب العالم تقريره يرفض الانسحابات الجذرية والسريعة ويدافع عن انسحابات طفيفة لا تبدأ هذا العام وإنما العام المقبل.
ودخل على خط النقاش رأيان مؤيدان لرؤية جورج بوش أولهما تقرير مشترك لوكالات الاستخبارات الأميركية الست عشرة أكد تحقيق تقدم في كبح أعمال العنف في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وثانيهما تحذير الجنرال ريك لينش قائد القوات الأميركية في بغداد من أن أي انسحابات سريعة ستبدد النجاحات الأمنية التي حققتها قواته، وان الإصغاء إلى أصوات كالسناتور جون وارنر الذي يطالب بسحب خمسة آلاف جندي على الأقل ابتداء من هذه السنة، من شأنه أن يؤدي إلى فقدان ما تحقق حتى الآن من إنجازات على الصعيد الأمني.
يدرك جورج بوش أن عليه أن يقر بعض الانسحابات ابتداء من الربيع المقبل وأن عليه أن يجهز بعد تقرير بتراوس وكروكر خطة بشأن الانسحابات التدريجية. ومع توقع ان يستمر الوضع الأمني على تدهوره أو ربما أشد في العام «۲۰۰۸»، فمن المستحيل ان تستجيب الإدارة الأميركية إلى النصائح الداعية لسحب نصف القوات الاميركية خاصة وأن القوات العراقية ليست جاهزة لتعبئة الفراغ الذي سينجم عن رحيل عدد كبير من الأميركيين.
الأرجح أن يأخذ بوش بآراء القادة الميدانيين مثل بتراوس ولينش وليس بآراء قادة البنتاغون العسكريين مثل بيس وكيسي، مع التذكير بخشية بوش من تفسير أي انسحاب، مهما بدا صغيراً، على أنه بداية الهروب من العراق وما يقوده ذلك من اعتقاد بأن الولايات المتحدة باتت على اعتاب أكبر هزيمة منذ فيتنام

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
وكيف لا..؟
أيمن عبوشي
الراية قطر
ألا يعرف رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أن بلاده صارت مرتعا للجميع، حتي يحتج أو يعترض علي من يتدخلون في شؤون العراق..؟. وحتي محاولاته في إضفاء السيادة علي البلد، ستكون أشبه بخربشة علي الماء، طالما يستمدها من المحتل، ومن دول الجوار..

فلماذا إذن يمتعض السيد المالكي مما يقوله أعضاء بالكونغرس الأمريكي أمثال هيلاري كلينتون أو كارل ليفن.. أو حتي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أو قبله الرئيس الأمريكي جورج بوش.

فلم يعد العراق ذلك الرقم الصعب، الذي تهادنه إيران، أو تلاطفه تركيا، ويستجديه الآخرون، ويجامله الكثيرون، بل صار أتونا يحترق فيه أبناؤه الذي غادر معظمهم إلي دول الجوار هربا من الجحيم والموت علي ضفاف دجلة والفرات.

وكيف يغضب المالكي لهيبته طالما يتحصن في المنطقة الخضراء.. التي توفر له الحماية والأمن، وتضمن له استمرارية عمله كرئيس للوزراء..؟.

ولا يستطيع المالكي أن يوجه انتقاده إلي المسؤولين الأمريكيين، وبخاصة في الكونغرس الذي يناقش حتي اللحظة قرارات الانسحاب أو البقاء في العراق، لأن القضية صارت وفق المعادلة الحالية، شأنا أمريكيا داخليا، يتصل بتداعيات التنافس الرئاسي في واشنطن.

نعم.. ليس هناك ما يبرر أن يتدخل مسؤول في دولة أخري، في أكثر المكونات دقة في أعلي قمة الهرم العراقي.. لكن العلاقة الداخلية في بغداد تؤكد عكس ذلك، خاصة وأن حكومة المالكي نفسها لا تستعجل خروج القوات الأمريكية من العراق، خشية نشوب الحرب الأهلية بصورة لا يمكن السيطرة عليها..

وشاءت القيادة العراقية الحالية أم أبت، فإن شأنها صار وقفا دوليا، طالما استسهلت أن تكون أداة لأكثر من طرف، وتنفذ من حيث تدري أو لا تدري، سيناريوهات الآخرين في الوطن، وتستبعد أصحاب الكفاءات، وتجند كادرها بغربال طائفي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
تعقيدات الأزمة العراقية تتفاقم علي نحو خطير
افتتاحية
الاهرام مصر
تكشف التطورات الراهنة في كل من بغداد وواشنطن أن تعقيدات الأزمة العراقية تتفاقم علي نحو خطير‏,‏ وغير مسبوق منذ كارثة الاحتلال الأمريكي عام‏2003.‏ ويبدو هذا بوضوح من خلال رصد الأحداث والوقائع الآتية‏:‏

أولا‏:‏ ان المشهد السياسي العراقي يعاني من حالة عدم استقرار نظرا لتباين مواقف القوي الحزبية والطائفية حول مسألة تحقيق المصالحة الوطنية‏,‏ وانسحاب قوات الاحتلال‏.‏ وهذا ماأدي إلي مسلسل الانسحاب من حكومة نوري المالكي‏.‏ وكان انسحاب جبهة التوافق السنية من الحكومة احتجاجا علي فشل الحكومة في تحقيق المصالحة مؤثرا ومهما‏..‏ ولايزال‏..‏ خاصة وأن جبهة التوافق لم تبد ارتياحها لاجراءات المالكي الأخيرة الخاصة بالمصالحة والتي تقضي بالسماح لاعضاء حزب البعث المنحل بالعودة إلي العمل في أجهزة الحكومة‏,‏ واجراء انتخابات اقليمية في المحافظات‏,‏ والافراج عن المحتجزين من دون تهمة‏.‏

وكانت هذه هي النقاط التي طالبت واشنطن بغداد بتنفيذها في اطار امكان التوصل إلي مصالحة وطنية من شأنها احتواء الخلافات الداخلية‏,‏ وصولا إلي احتواء العنف‏.‏

ثانيا‏:‏ في سياق عدم الاتفاق مع سياسات حكومة المالكي‏..‏ جاء انسحاب وزراء القائمة الوطنية بزعامة اياد علاوي من الحكومة الجمعة الماضي‏,‏ احتجاجا علي ماوصفته بفشل الحكومة في تنفيذ برنامجها‏.‏

واللافت للانتباه حول انسحاب القائمة الوطنية من الحكومة أن هذا الانسحاب سرعان ما اقترن بتطور مهم‏.‏ فقد كشفت مصادر صحفية أمريكية أن ثمة تيارا قويا في الحزب الجمهوري الأمريكي‏(‏ حزب الرئيس بوش‏)‏ يتبني حملة منظمة تستهدف اعادة اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق لمنصب رئيس الحكومة‏.‏ وأوضحت هذه المصادر أن مؤسسة يار جريفيث أند روجرز للعلاقات العامة والضغط السياسي التابعة للجمهوريين تدير الحملة السياسية الجديدة لدعم اياد علاوي‏.‏

وتأتي أنباء هذه الحملة‏,‏ في وقت تتصاعد فيه الاتهامات المتبادلة بين المالكي ومسئولين سياسيين وعسكريين أمريكيين‏.‏ ذلك أن نوابا بارزين في الكونجرس الأمريكي يطالبون علنا هذه الأيام بضرورة اقالة المالكي‏,‏ وتشكيل حكومة جديدة أقل طائفية‏.‏

ثالثا‏:‏ أن المشهد العسكري في العراق يبدو عاصفا وخطيرا‏..‏ فالتفجيرات تتصاعد‏,‏ والاشتباكات تزداد‏..‏ وتؤكد تقارير أمريكية أن فكرة التعزيزات العسكرية الأمريكية في العراق التي يدافع عنها بوش فشلت في تحقيق انجاز ملموس‏,‏ فلم تفلح في تحجيم الميلشيات المسلحة‏.‏ وإن أكثر من‏60‏ عراقيا يسقطون قتلي كل يوم‏.‏

ومن ثم‏,‏ فإن كبار العسكريين الأمريكيين تتباين مواقفهم إلي حد الانقسام حول مسألة امكان سحب القوات الأمريكية من العراق‏.‏ وليس أدل علي ذلك من أن الجنرال بيتر بيسي رئيس الأركان المشتركة والجنرال جورج كيسي رئيس هيئة أركان الجيش‏,‏ يريان القيام بخفض سريع للقوات بنهاية عام‏2008..‏ في حين أن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق يؤيد فكرة اجراء خفض متواضع في القوات بحلول الربيع القادم‏.‏ ويتمثل الخفض المقترح في سحب الألوية الخمسة التي تمت اضافتها في اطار قرار بوش الخاص بتعزيز القوات‏..‏ وتشير تقارير أمريكية إلي أن هذا ماسوف يوصي به الجنرال في الشهادة التي يدلي بها أمام الكونجرس في منتصف الشهر المقبل حول تطورات الحرب في العراق‏.‏

وأيا مايكن الأمر‏,‏ فإن العراق في ظل الاحتلال العسكري الأمريكي مقبل علي أيام عصيبة للغاية‏..‏ فليس ثمة شك في أن المشروع الأمريكي في العراق قد تعثر إلي حد الفشل الذريع‏..‏ وأن المخرج الوحيد للعراق من محنة الاحتلال وتوابعها المدمرة‏..‏ هو السعي الجاد للقوي العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية‏,‏ واقتران ذلك بالتوصل لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
العقدة الفيتنامية
سجيني دولرماني
الاهرام مصر

كان من المفترض أن تنهي الحرب علي العراق الجدل الأمريكي حول أسباب الفشل في الحرب الفيتنامية لكن العقدة الفيتنامية أطلت برأسها من جديد وبقوة عندما استعاد بوش النتائج الكارثية لهذه الحرب لاحباط الديمقراطيين في الكونجرس اجباره علي البدء في وضع خطط الانسحاب من العراق‏.‏ فقد استعاد بوش من الذاكرة مشاهدة لاجئي القوارب وعسكرات الاعتقال الفيتنامية وحقول قتل المدنيين تحت نظام بول بوت في كمبوديا لترهيب الأمريكيين من أي عملية انسحاب سريع من العراق‏.‏

لكنه تجاهل أن لاجئي القوارب يقابلهم بالفعل الآن وفي ظل الوجود العسكري الأمريكي لاجئو السيارات من العراقيين الذين يفوق عددهم مليوني لاجيء تدفقوا علي الدول المجاورة‏,‏ وأن معسكرات الاعتقال يقابلها الفظائع في سجن أبو غريب‏.‏ أما حقول القتل في كمبوديا فقد كانت نتاجا للقوي المظلمة للارهاب التي أطلقتها الحرب الفيتنامية والتي بدونها ماكان بإمكان الخمير الحمر أن يصلوا الي الحكم ويقابلها في العراق عمليات الاقتتال الطائفي والديني والكراهية المتبادلة التي فجرتها الأخطاء السياسية الأمريكية‏.‏

بوش أيضا استدعي نظرية الدومينو للتحذير من عواقب انتشار خطر القاعدة إلي الدول المجاورة متجاهلا حقيقة أن فيتنام بعد الانسحاب الأمريكي أصبحت دولة مستقرة موحدة منفتحة لا يشكل نظامها الشيوعي تهديدا للجيران‏.‏

المقارنات بالحروب الأسيوية لم تتوقف عند هذا الحد فقد ارتكن بوش إلي ماحققه استمرار الوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين من نجاحات في إرساء نظم ديمقراطية في هذه الدول متجاهلا أنها مجتمعات متسقة عرقيا وطائفيا علي عكس حالة الفسيفاء الطائقية في العراق وماتعرضت له من عمليات قهر في ظل النظم السابق تجعل عملية المصالحة السياسية أكثر تعقيدا‏.‏

إذا كانت المقارنات بين العراق والحروب الآسيوية معيبة فلماذا غامر بوش بفتح الجروح القديمة ؟ الاجابة هي أن بوش قد اقتنع أخيرا بأن الدفعة العسكرية الأخيرة لن تحقق المصالحة السياسية في العراق‏,‏ وأن الوجود العسكري الأمريكي لن يوقف وحده نزيف الدم هناك وأنه يبحث حاليا عن كبش فداء لفشله بالهجوم علي المالكي تارة وباستعادة الدروس الخاطئة للحرب الفيتنامية تارة أخري لتحميل الديمقراطيين اللوم علي عواقب الانسحاب الأمريكي الحتمي من العراق‏.‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
دور الأمم المتحدة في العراق

كارلوس باسكوال*
بريان كولين
الوطن عمان


عندما يقدم الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر تقريرهما الشهر القادم عن نتائج الزيادة العددية للقوات الأميركية في العراق فإن اهم النقاط التي ينتظر أن يغطيها التقرير هي التقدم السياسي الحاصل وبالطبع فإن التقييم سيضع أدنى درجة ممكنة وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات الأميركية فإن التضحيات التي قدمت كانت كحصاد الهشيم وذلك لأن استراتيجيتنا الدبلوماسية ظلت متفككة ومفتقدة للجدوى والفعالية.
وتتجذر أهمية الدبلوماسية في الحرب الأهلية الطائفية في العراق، فالحرب الدائرة في العراق ليست بين الولايات المتحدة وعدو واحد ولكن أميركا أقحمت نفسها بين أعداء كثيرين يقاتل بعضهم البعض. ومثل تلك الحرب لا يمكن حسمها عسكريا حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من قمع العنف خلال فترة وجيزة فسرعان ما سيندلع مجددا بمجرد انسحاب القوات الأميركية. والى أن يوجد تآلف ووفاق بين الأحزاب العراقية تتبناه وتؤازره الدول المجاورة والمجتمع الدولي فلن يكون هناك أمل في احلال السلام في العراق.
ولم تثمر الاجتماعات الإقليمية سواء في بغداد او شرم الشيخ عن وضع جدول أعمال حقيقي. كما ان الزيارات الإقليمية التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية ووزير الدفاع لن يكون لها نتائج ملموسة طالما أن الدعم المقدم ينظر إليه على أنه تعزيز للهيمنة الشيعية. وتؤكد إشارة الرئيس بوش الأربعاء الماضي على افتقاد الإدارة الأميركية للواقعية في تصورها للتعقيدات المحيطة بعملية المصالحة السياسية وما هو مطلوب لإنجازها. ويأتي تمرير مجلس الأمن للقرار رقم 1770 الشهر الجاري ليقدم فرصة لإحداث تغيير جذري. فالقرار أعاد ضخ الدماء مجددا في عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق ودعا الأمم المتحدة الى تعزيز عملية المصالحة التي تمثل محورا جوهريا لتحقيق استقرار مستمر.
ولتحقيق هذا الهدف نجد ان الأمم المتحدة بحاجة الى فريق تحت قيادة شخصية بارزة تحظى بالاحترام ولا يمكن أن تأتي تلك القيادة من قطاع نشاط الأعمال كما جرت العادة. فكبير المفاوضين ينبغي أن يرسل تقاريره الى أمين عام الأمم المتحدة كما يجب أن يمنح سلطة اشراك شخصيات مؤثرة على الصعيدين الدولي والإقليمي بشكل مباشر. بيد انه يجب ألا يكون هناك ذلك الاعتقاد الواهم أن الامم المتحدة ستحل بدلا من الجيش الأميركي في العراق فدورها يجب أن يكون سياسيا.
وهناك اعتبارات استراتيجية جوهرية لمثل تلك العملية يجب أخذها في الحسبان وتشمل أولا العناصر الأساسية: فأي اتفاق من المحتمل أن يدور حول مخطط "خمسة + واحد" وهي العلاقات الفيدرالية الإقليمية وتقسيم عوائد النفط والاندماج السياسي (مع انصاف البعثيين) ونزع السلاح وتفكيك الميليشيات المسلحة واعادة دمجها وحقوق الأقلية. اضافة الى تحديد موعد لإجراء استفتاء حول كركوك وهو ما يكفله الدستور إلا أنه قد يثير ضغوطات نحو استقلال الأكراد وهو ما يعني إدخال تركيا الى حلقة الصراع. ومثل تلك القضايا يمكن التفاوض عليها كحزمة واحدة من اجل توسيع آفاق الخيارات والوصول الى اتفاقات يمكن تطبيقها.
ثانيا هدنة مدتها خمس سنوات ويجب أن يكون التركيز على الشروط التي يمكن ان تكفل الثقة الكافية لوقف القتال مع خيار تمديد الإطار الزمني سنويا. فحدة العداوات الموجودة اليوم تصل الى درجة تحول دون توقع إمكانية إجراء تفاوض بين الأحزاب للوصول الى حلول دائمة حول نقاط جدول الأعمال الأساسي.
ثالثا المواقف العراقية. وكشرط للمشاركة في المفاوضات يجب على جميع الأحزاب العراقية وقادة الميليشيات ان يدينوا دور القاعدة في العراق وان يتفقوا على التعاون ضدها. ويجب ان يجري المفاوض الرئيسي لقاءات منفصلة مع كبار الشخصيات المؤثرة على الساحة العراقية وأن يتم تحديد أدوارهم فيما يتعلق بجدول الأعمال الأساسي لتحديد الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها.
رابعا اللاعبون الإقليميون. فالدول المجاورة يجب أن تنخرط أيضا في جدول الأعمال الاساسي وسيكون المفاوض الرئيسي بحاجة الى تحديد أي من هذه الدول لها فعاليتها وتأثيرها ومع من وما هي القضايا التي يجب عزل الأطراف التي يعتقد أنها تفسد ولا تصلح.
خامسا الدعم. فيجب على الأمم المتحدة أن تعد فريقا من الخبراء المحيطين بقضايا مثل النفط والقانون الدستوري لدعم المفاوضات. وسيكون من الضروري تفعيل استراتيجيات لنشر المعلومات العامة عن طريق استخدام محطات التلفزيون والإذاعة المحلية والدولية لتوضيح دور الأمم المتحدة وكذا للتصدي لمحاولات بث معلومات مضللة من القاعدة وغيرها.
وفي النهاية يجب ان يصدر الحكم ما إذا كانت هناك حاجة لعقد اجتماع موسع للتوصل الى اتفاق يشبه اتفاق دايتون للبوسنة. ومثل هذا الاجتماع ينبغي أن ينظم عملية التفاوض في نطاق الدائرة الداخلية لأهم اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية وفي الوقت نفسه المشاركة بقدر محدود مع مجموعة اتصال اوسع من الدول المجاورة. وخلال تلك العملية ستكون الولايات المتحدة بحاجة الى دعم دبلوماسي وتنسيق في كل خطوة مع مفاوض الأمم المتحدة.
بيد ان الرغبة والتوق الى تحقيق اتفاق سياسي يجب ألا تسفر عن القبول بأي حل. ففريق التفاوض بحاجة الى تحديد ما إذا كانت الالتزامات العراقية والإقليمية صادقة ومناسبة وتجمع بشكل مناسب اللاعبين الأساسيين كي تكون قابلة للتطبيق.
كما أن الأمم المتحدة عليها أن تكف عن خداع نفسها بالقول بتحقيق تقدم عسكري كبير وسط حالة الانهيار التي يعيشها العراق. وعليها أيضا أن توضح للعراقيين أنهم إذا لم ينتهزوا فرصة عملية ذات مصداقية تشارك بها أطراف دولية عديدة من اجل التوصل الى اتفاق سياسي عندئذ لن تتمكن القوات الأميركية من عمل انجاز فارق ودائم ومن ثم سيتم سحب تلك القوات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
جدل حول العراق
افتتاحية
الجزيرة مصر

بدا المشهد العراقي في الأيام الأخيرة مثل وقائع مباراة حامية تشهدها جماهير متحمسة، مرسلة بين الحين والآخر صيحات الارتياح وفي أحيان أخرى أصوات الاستهجان، فقد استثارت سياسات داخلية وتحركات دولية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي واشنطن التي أطلقت موجة من الانتقادات له، ورد هو بالقول إنه يمكن البحث عن أصدقاء آخرين في المنطقة، حيث وضع أصبعه على الموضع الذي يؤلم واشنطن بتلميحه مباشرة إلى إيران التي زارها مؤخراً..

وكان التكتل الذي تشكل بقيادة المالكي من حزبين للشيعة وآخرين للأكراد، محفزاً لإطلاق تكتلات أخرى تتصدى لهذا التحالف، وتعرضت الخطوة لانتقادات كثيرة باعتبار أنها تدق مسماراً جديداً في نعش الوحدة الوطنية المتداعي، كما أن انفراد رئيس الوزراء العراقي بالكثير من شؤون تسيير الدولة وتهميشه لوزراء عديدين والاعتماد بدلاً من ذلك على مستشارين مقربين من حزبه تم النظر إليه على أنه عمل مناوئ لجهود التوحد ولم الشمل في الساحة العراقية، ومن هنا فقد تواصل سجال عنيف بين واشنطن وبغداد، وامتد الجدال إلى باريس التي رأت بغداد في تحركاتها الأخيرة تدخلاً في شؤونها..

ومع مطلع الأسبوع الحالي بدا أن هناك تطورات تستوجب الثناء والشكر من قِبل واشنطن على بغداد بسبب الإعلان عن اتفاق عراقي اعتبره مراقبون اختراقاً مقدراً للأزمة السياسية التي يشهدها العراق، حيث يسمح الاتفاق للبعثيين بالعودة إلى العمل في أجهزة الحكومة وإجراء انتخابات إقليمية والإفراج عن المحتجزين من دون تهمة، وتقدر أعداد هؤلاء بحوالي 60 ألفاً معظمهم من السنة..

وفي واشنطن هناك من رأى، أن المالكي لا يتحرك إلا تحت الضغط الشديد، وأن التطور الجديد تحقق بفضل ضغوط دولية متعددة.

وفي كل الأحوال فإن المحك هو في تحويل الاتفاق الأخير الجدال عمل محسوس على أرض الواقع، فقد ثبت طوال هذه الأزمة أن الانحياز إلى طرف وإهمال الأطراف الأخرى يعني مباشرة تعميق الجرح العراقي، وان ذلك من شأنه فقط تعقيد الأوضاع من خلال خلق المزيد من المرارات التي تجد التنفيس عنها في الوسيلة الأقرب للاستخدام وهي البندقية، في ساحة مهيأة أصلاً للصراعات المسلحة، وتكاد تنعدم فيها مقومات النقاش الهادئ..

وتبرز بصفة خاصة أهمية توفير أسباب الوحدة الوطنية وتمكينها بحيث تكون ملاذاً لكل العراقيين بدلاً من استعانة جانب منهم بالخارج كلما ظهرت في الأفق ملامح أزمة سياسية جديدة، فالاستقواء بالخارج حيناً بعد الآخر يكرس نمطاً من التبعية لذلك الخارج يستحيل معه إيجاد نوعٍ من التواصل الداخلي بين الجماعات والأحزاب العراقية، كما أن مثل هذا التوجه يعلي في الكثير من الأحيان أهداف ومرامي الآخرين على الشأن الوطني الداخلي..



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
بوش يخيب آمال الخبراء الأمريكان

ماريانا بيلينكايا
اليوم السعودية

ينتظر الكونغرس الأمريكي في أواسط سبتمبر المقبل استلام تقرير عن الوضع في العراق يعده سفير الولايات المتحدة في بغداد ريان كروكر وقائد القوة الأمريكية في العراق الجنرال دايفد بتريوس . وقبل ثلاثة أسابيع من هذا التاريخ عبر كروكر عن خيبة أمله الشديدة في كيفية تطور العملية السياسية في بغداد . وتلاه الرئيس الأمريكي جورج بوش بإعلانه عن عدم رضاه عن أداء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
لا يندرج الواقع العراقي في الإطار الذي حددته له واشنطن، ولا يستجيب لمتطلبات الحملة الانتخابية المتصاعدة في الولايات المتحدة . ولكن المشكلة لا تقتصر على العراق وحده حيث تدل نتائج استطلاع آراء 108 من أبرز الخبراء الأمريكان الذين عملوا خلال العقود الأخيرة في هيئات السلطة الرسمية الأمريكية (وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وإدارة الرئيس) على فشل كل سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط الكبير.
ونذكر بهذا الصدد إن إدارة بوش صورت الحملتين العسكريتين في أفغانستان والعراق كحرب ضد الإرهاب بهدف ضمان أمن المواطنين الأمريكان داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء . كما أعلنت إن هذا الأمن مستحيل بدون نشر الديمقراطية في بلدان الشرق الأوسط . واشارت إلى أن أفغانستان والعراق سوف يحملان نور الديمقراطية إلى المنطقة.
ماذا يقول الخبراء الأمريكان بعد مرور حوالي 6 سنوات على انطلاقة الحملة الأفغانية و5ر4 سنة على بدء الحملة العراقية؟
إذا كنا نقيم سياسة واشنطن الخارجية خلال السنوات الأخيرة على ضوء نتائج هذا الاستطلاع فسنرى أنها منيت بفشل ذريع، إذ يعتقد 91 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أن العالم بات أكثر خطورة بالنسبة للولايات المتحدة . وفضلا عن ذلك لا تؤمن 84 بالمائة منهم بأن الولايات المتحدة تربح المعركة ضد الإرهاب.
وينتقد الخبراء كل خطوات الولايات المتحدة عمليا على صعيد السياسة الخارجية.
ويقيم 53 بالمائة من الخبراء (وهذا أكثر بنحو 22 بالمائة مما في فبراير الماضي) سلبا خطة بوش لتعزيز القوة الأمريكية في بغداد . ويرى 68 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع ضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق خلال عام ونصف العام . ولا يثق سوى 3 بالمائة منهم في أن هذا البلد سيكون منارة للديمقراطية في الشرق الأوسط.
ولا تقل سوءا صورة سياسة الولايات المتحدة على المحاور الأخرى حيث تتصدر باكستان التي راهنت عليها واشنطن في السنوات الأخيرة، اليوم قائمة الدول المشتبه بأنها تأوي تنظيم «القاعدة».
كما تحتل باكستان المرتبة الأولى (74 بالمائة) بين البلدان التي يمكن أن يحصل الإرهابيون من خلالها على التكنولوجيات النووية خلال السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة.
ويمكن أن تفسر تقييمات الخبراء تفسيرا مختلفا، ولكن نتائج الاستطلاع تبين بجلاء خيبة أمل واشنطن في سياستها الفاشلة في العراق وباكستان ولم تأت بحلول واضحة لمعضلة التعامل مع إيران (يغلب الظن عامة أنه ينبغي مواجهة مطامح طهران النووية بأساليب دبلوماسية وعقوبات اقتصادية).
وبعبارة أخرى لابد من إعادة النظر في كامل النهج السياسي تجاه الشرق الأوسط.
ويعتبر معظم المشاركين في استطلاع الرأي أن من الضروري التفاعل بهذا الشكل أو ذاك مع الجماعات التي تصفها واشنطن بأنها إرهابية فيما إذا كانت تحظى بشعبية وسط السكان في بلدانها . ويدور الحديث بالدرجة الأولى حول تلك الحركات مثل حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني . ولا يفوتنا أن نذكر إن هذه الخطوة ستتطلب انعطافا في سياسة واشنطن الشرق أوسطية بـ180درجة.
ويتولد انطباع من تحليل أجوبة الخبراء وكأن النخبة الأمريكية فقدت كليا معالم الطريق. فقد أثبتت الاستراتيجية القديمة بطلانها التام بينما لم تخترع أي استراتيجية جديدة.
ويلفت الانتباه أيضا بند آخر في استطلاع الرأي يتضمن السؤال عن الحليف الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة أقل من غيره. وأشار معظم الخبراء (34 بالمائة) إلى روسيا ثم باكستان (22 بالمائة) والعربية السعودية (17 بالمائة) وإسرائيل (14 بالمائة) والمكسيك ومصر (5 بالمائة لكل منهما).
فما السبب وراء ارتقاء روسيا إلى هذه المكانة «المشرفة»؟ ليس، بالطبع، أنها تعترض على مخططات الولايات المتحدة لنشر منظومتها الدفاعية الصاروخية في أوروبا مما أثار ضجة حملت وسائل الإعلام على تذكّر أيام الحرب الباردة، وليس انتهاكات الحقوق الديمقراطية في روسيا التي تحب واشنطن أن تلوم موسكو عليها.
إن عدم الثقة في موسكو يأتي من كونها «تحتج في تصريحاتها الكثيرة على الحرب في العراق، وتدين هيمنة الولايات المتحدة العالمية وترفض تأييد العقوبات القاسية ضد إيران».
من جانب آخر ألا يعتبر معظم المواطنين الأمريكان حرب العراق خطأ؟ أفلا تدل على ذلك أجوبة الخبراء أثناء الاستطلاع؟
وفيما يتعلق بمطامح إيران النووية فإن موسكو تحتج بالدرجة الرئيسة على الحل العسكري لهذه المشكلة . أما العقوبات فما هي إلا تكتيك وليس خطوة استراتيجية . وفضلا عن ذلك ليس من شأن العقوبات ضد إيران أن تساعد على إقامة اتصالات مع حماس وحزب الله وهي الاتصالات التي يشير الخبراء إلى ضرورة إقامتها.
وأخيرا، ليست روسيا هي التي تنازع الولايات المتحدة على الهيمنة العالمية، بل إن الحياة نفسها تؤكد إن الانهيار طال صرح العالم أحادي القطب، وهي حقيقة تؤكد عليها أيضا أجوبة الخبراء.




ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
إحترام المالكي وإخوانه وأشباهه
حازم صاغيّة
الحياة
في الفترة الأخيرة بدأ نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقيّة، يصرف جهداً ووقتاً ملحوظين وهو يطالب بالاحترام: الاحترام لشخصه وحكومته، وتالياً للعراق في حدود تمثيل هذين الشخص والحكومة له. مسؤولو الإدارة الأميركيّة، وكذلك هيلاري كلينتون وبرنار كوشنير، مطالَبون جميعاً بتحسين تهذيبهم ولياقتهم.

بيد ان الاحترام، على ما تقول البديهيّات، مما لا يُطلب ولا يُستجدى، فإما ان يُحترم المرء من جرّاء ما يفعل أو ألاّ يُحترم. وفي مجرّد ان يُستجدى الاحترام استجداءً، فالمعنى ان هناك مشكلة تستدعي الالتفات اليها والتعامل، بجدّيّة، معها.

فما يمثّله المالكي، للأسف، خلاصة لعراق ما بعد صدّام، وهي خلاصة لا يستوفيها الوضع الحكوميّ الراهن الأعرج والمعوجّ. ذاك ان الأخير، بدوره، تعبير عن أزمة بناء البلد بما يجعله يستحقّ الوصف هذا. فبعد «بنائه» بالقسر والاستبداد في العهود السابقة، لا سيّما عهد صدّام حسين، إذا بتفكيكه على يد «الديموقراطيّة» يتصدّر الواجهة والمقاصد.

وربما قيل، بكثير من الصحّة، ان التركيب العراقيّ نفسه يعاند شروط الحياة. بيد ان النخبة السياسيّة التي يُعدّ المالكي، ومن قبله الجعفري، بعض نجومها، لم تفعل غير دفع الصعوبات الى سويّة تتاخم الاستحالات.

وهنا إن كان من ذنب يتحمّله الاحتلال، فالمؤكّد ان ذنب النخبة المذكورة أكبر وأشدّ تأثيراً. ذاك ان الاحتلال، على كلّ ما قد يقال فيه، وفّر لها فرصة حرّة، وغير مسبوقة في التاريخ العراقيّ الحديث، لإنتاج حياة سياسيّة وبرلمان ودستور... فإذا بالنتيجة ما نرى ونعلم.

وتركيب النخبة هذه يشي بالكثير، وهي بديل النخبة البعثيّة، وشبيهها على نحو ضدّيّ. ذاك أنها لم تنبثق فحسب عن أحزاب طائفيّة ودينيّة، سنيّة وشيعيّة على السواء، بل صدرت أيضاً عن تجارب راديكاليّة لم تعبأ مرّة بوعي دستوريّ ولم تمتلك مرّة ثقافة ديموقراطيّة. وليس من غير دلالة أن بعض رموز تلك النخبة بلغت إلى مصاف وعيها الراهن بعد المرور بأحزاب وتنظيمات ماويّة ويساريّة تربّت فيها على احتقار السياسة و «لعبتها البورجوازيّة الحقيرة». وفي موازاة المسار هذا، لم تحظ منها إلاّ بالإعجاب أنظمة دينيّة واستبداديّة كالنظام الإيرانيّ، أو عسكريّة واستبداديّة كالنظام السوريّ.

وما يفعله هؤلاء بوطنهم إذ يحيلونه استحالة، لا يستحقّون عليه الاحترام، كائنة ما كانت هويّتهم المذهبيّة أو الإثنيّة، شأنهم في ذلك شأن النخبة السياسيّة اللبنانيّة ونُخب عدة أخرى في العالم العربيّ تمارس كلّ بطريقتها تفريغ بلدها من المعنى.

وإنما للسبب هذا يغدو نقد الاحتلال ونقضه أقرب إلى التهرّب من مواجهة المسؤوليّة الذاتيّة. وهذا ليس نابعاً، بالطبع، من رغبة في تجميل الاحتلال، بل هو ناشئ عن وضع الأمور في نصابها: فإذا كان مصدر رفض الاحتلال أنه يمنع الأوطان، سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً، من أن تصير أوطاناً، فإن مهمّة كتلك إنما تتولاّها اليوم النخبة السياسيّة العراقيّة. وفي هذا المعنى، يلزمنا الكثير، من الزمن ومن التحوّلات تطرأ على تكوين النخبة، كيما نرتقي إلى سويّة مقارعة الاحتلال. أما الاحترام فالشفقة وحدها ما قد يبعث عليه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
نحو تنسيق أمريكي - فرنسي في العراق
د. غسان العزي
الحليج الامارات
كان الرئيس العراقي جلال طالباني محقاً عندما وصف زيارة صديقه القديم الدكتور برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي إلى بغداد ب “التاريخية”، فهي الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي رفيع المستوى ليس منذ الاحتلال الأمريكي لبغداد في أبريل/ نيسان 3002ؤ ولكن منذ زيارة وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما لها في العام 1988. عدا ذلك إلى اليوم لم يذهب إلى العراق المحتل أي من المسؤولين الكبار في “معسكر السلام الأوروبي” الذي ضم فرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا.

زيارة كوشنير التي رحبت بها الصحافة الخليجية والعراقية وانتقدتها وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية عموماً تم التحضير لها بسرية تامة وإن أتت على شكل عملية “كومندوس” مباغتة. وهي تنسجم مع وعد ساركوزي بالقطيعة مع سياسات شيراك دوفيلبان السابقة، في الشكل على الأقل. وقتها كانت باريس، المعارضة بقوة للاحتلال الأمريكي للعراق، تصر على عدم المشاركة في إدارة الكوارث الناجمة عنه ولا تترك مناسبة من دون تكرار المطالبة ب “أجندة” واضحة لانسحاب القوات المحتلة. والمفارقة أنه، اليوم، في وقت أضحى الكونجرس الأمريكي نفسه يطالب الإدارة بمثل هذه “الأجندة” تدخل باريس على الخط في حراك يبدو داعماً لهذه الإدارة. وربما يخف وقع هذه المفارقة إذا علمنا أن كوشنير كان من الفرنسيين القلائل الذين أيدوا علناً القضاء على نظام صدام حسين في العام 2003.

والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تمت هذه الزيارة بطلب أو أقله ضوء أخضر من واشنطن؟ وهل من قبيل المصادفة أنها أتت بعد لقاء كوشنير بكوندوليزا رايس واللقاء الحميمي الذي جمع ساركوزي وبوش في منتجع هذا الأخير في كنبنكبورت؟

تقول صحيفة “لوكانار انشينيه” الفرنسية الساخرة، في عددها الصادر في الرابع من يوليو/ تموز الماضي إن كوشنير سأل رايس خلال زيارتها لباريس في بداية الشهر المذكور: “ماذا يمكننا أن نفعل لمساعدتكم في العراق؟” وفي هذا اللقاء تمت مناقشة الزيارة التي كان يخطط لها كوشنير منذ وصوله إلى “الكي دورسيه”. وتذكر الصحيفة أن الطبيب الناشط في الشؤون الإنسانية كوشنير كان يرى إلى الأمريكيين في العام 2003 أنهم “يودون تسليم العراقيين مفاتيح منزلهم الديمقراطي” بعد الإطاحة بصدام، كما أعلن وقتها. والمشكلة أنه اليوم يختار توقيتاً سيئاً لدبلوماسية لم تعد تطالب بانسحاب المحتل من العراق كما كانت تفعل إبان العهد الشيراكي لأن “هذه الصفحة باتت خلفنا” كما قال أمام الرئيس طالباني، مضيفاً “أن فرنسا جاهزة للمساهمة في مكافحة العنف غير المقبول في العراق”.

لكن كيف إذا كانت كل قوات التحالف عاجزة عن ذلك؟ “عبر الاستماع إلى كل العراقيين” كما قال وفعل كوشنير في الأيام الثلاثة التي قضاها في بغداد حيث “صعق من حالة عدم التسامح السائدة نتيجة رفض الآخر حتى في داخل الطائفة نفسها (... ) ومن هذا السعي المحموم لفرض جماعة واحدة على كل الآخرين (... ) وجدران الباطون التي نراها في بغداد المخيفة والمنكوبة هي أيضاً في رؤوس قادة تجعلهم عاجزين عن التفكير بأن آخرين غيرهم قد يكونون على حق”. ويضيف كوشنير أن “الأمريكيين لا يريدون أن يروا ماذا يحيط بهم”. رغم ذلك يؤكد أن ما من حلول سحرية للمأزق العراقي وما من منهج يقود إلى نتائج مضمونة “ولكن خطة عمل تقوم على ثلاثة أقطاب هم: الأمريكيون لأنهم موجودون هنا، وحكومة عراقية ربما أكثر حذاقة من تلك القائمة الآن والأمم المتحدة مع وجود أوسع وأفعل (... ) ثم ينبغي بعدئذ اجتراح مفهوم جديد في مضمار إعادة البناء ينخرط فيه العراقيون بشكل أفضل ولا يسمح لأحد بأن يظن أن بإمكانه إعطاء الدروس للآخرين”، مضيفاً: “أظن أن تنظيم مكان هادئ حيث يمكن للعراقيين أن يتكلموا مع بعضهم بعضاً لا يمكن إلا أن يكون مفيداً”. وكأن لقاء سان-كلو اللبناني قد حقق نجاحاً يجعله نموذجاً يحتذى في العراق.

أكثر من ذلك، من دارفور في السودان إلى العراق مروراً بلبنان وليبيا تبدو دبلوماسية كوشنير-ساركوزي اليوم كأنها تسعى فقط، ومن دون الاهتمام بتحقيق نتائج ملموسة، إلى تقديم الدليل للأمريكيين على أن ساركوزي هو البديل الملائم للحليف البريطاني بلير الذي يبدو أن خلفه براون قليل الحماس للاستمرار في الدور نفسه: “كلب بوش”، كما يصفه مراقبون لندنيون. هذا ما قالته المعارضة الفرنسية التي ترى أن الوقت غير ملائم على الإطلاق لهذا التقارب مع بوش المتخبط في والساحة العالمية بطولها وعرضها.

جان-بيار شيفينمان الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع الفرنسي إبان حرب الخليج الثانية في العام 1991 احتجاجاً عليها، اتهم ساركوزي بالمخاطرة بالمكانة التي بنتها الدبلوماسية الفرنسية لدى العرب طيلة العقود المنصرمة والتي يمكن أن تذهب أدراج الرياح بفعل الانسياق وراء السياسات البوشية الكارثية. لكن كوشنير يعتبر أن فرنسا يمكن من الآن فصاعداً أن تقدم مساهمة فعالة في إخراج الولايات المتحدة من المستنقع العراقي، وهذا هدف فرنسي وأوروبي وعربي وأمم-متحدي أيضاً. لكن هذه السياسة الفرنسية الجديدة تضع الماء في طاحونة الرئيس بوش الذي بات بإمكانه القول إنه ليس معزولاً على الساحة العالمية وإن دولاً عظمى كفرنسا المعارضة له في السابق أمست مقتنعة، مثله، بأن النجاح في العراق لايزال ممكناً.

خلف العبارات الإنشائية التي تلفظ بها كوشنير في بغداد، ولقيت ترحيباً من كثيرين، هناك مصالح اقتصادية ونفطية بالتحديد في بلد يضم في جوفه ثاني أو ثالث احتياطي من النفط في العالم. الصفقة بين الرئيسين بوش وساركوزي واضحة: مشاركة فرنسا في المصالح النفطية في العراق في مقابل دعمها للسياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط. ومن المعروف أن عملاقي النفط الفرنسي “توتال” والأمريكي “شيفرون” كانا قد قررا العمل معاً في حقول “مجنون” الواعدة في الجنوب الشرقي قرب الحدود الإيرانية. هذا المشروع المتفق عليه في العام 2006 والذي كشف عنه النقاب في العاشر من أغسطس/ آب الفائت، يمكن أن ينتقل إلى الحيز العملي بعد إبرام البرلمان العراقي قانون توزيع الثروة النفطية وذلك في الخريف المقبل إذا سمح الوضع الأمني بذلك. والمعروف أن مسألة إعطاء امتيازات للتنقيب عن النفط وإنتاجه لشركات أجنبية لاتزال محل جدل واسع وعنيف في العراق الذي يمعن المحتل الأمريكي في نهب ثرواته. وإذا ما تم إقرار هذا القانون فإن روسيا وفرنسا تتأهبان للإفادة من خبرتهما القديمة في حقول النفط العراقية المستغل منها وغير المعروف من الأمريكيين حتى الآن.

تداخل السياسة بالاقتصاد على خلفية عجز أمريكي في العراق يفتح مجالاً للفرنسيين للعودة إلى بلد يعرفونه تماماً وبالتأكيد أكثر من الأمريكيين. ولكن ماذا بإمكان فرنسا أن تفعل وهي لا خيل تملكه ولا مال تعطيه؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
تطور مطلوب تحويله إلى نقلة نوعية
افتتاحية
البيان الامارات

الكلام ـ الإعلان الذي صدر أمس عن الرئيسين جلال طالباني ونوري المالكي؛ والإطار الذي جاء ضمنه، يؤشران إلى تطور إيجابي جديد قيد التبلور؛ في الساحة العراقية.


على الأقل لأن ذلك غير مسبوق، ولأن مفرداته، في الشكل والمضمون، تعكس بوادر صحوة مرشحة ـ أو هكذا توحي ـ لإطلاق مسيرة المصالحة الوطنية الشاملة؛ التي تمثل مفتاح الخلاص والتي طال انتظارها، فعندما يقول الرئيس العراقي، جلال طالباني، خلال مؤتمر صحافي وبحضور عضوي مجلس الرئاسة ورئيس الحكومة مع رئيس إقليم كردستان إنه «حصل التوصل إلى اتفاق» وصفه بأنه «يعالج الأزمة السياسية في البلاد.


ويحدد ثوابت العمل للمستقبل»؛ عند ذاك لا يعود من قبيل التفاؤل المفرط، الاعتقاد بأن ثمة جديداً قد طرأ على المشهد العراقي خاصة عندما يفصح الرئيس عن حصول «توقيع على وثيقة تتضمن رؤية سياسية مشتركة لمعظم القضايا العالقة»، ويأخذ هذا الإفصاح أهمية إضافية عندما يعلن رئيس الحكومة أن الحزب الإسلامي ـ أكبر الأحزاب السنية ـ وافق على الانضمام إلى التحالف الرباعي الشيعي الكردي، ويزيد من الأهمية تأكيده أن «بياناً مشتركاً ستصدره الأحزاب الأربعة مع الحزب الإسلامي» بعد انضمامه إلى التجمع، «سيشمل تلخيصاً لكل نقاط الاتفاق».


موضوع الانضمام بقي على قدر من الضبابية، مسؤول في الحزب الإسلامي نفى حصوله، لكنه سارع إلى الاستدراك قائلاً إن حزبه «بارك تشكيل هذا التحالف» ولو أنه يرى من غير المناسب الانضمام إليه». النفي ليس قاطعاً. إذاً الباب مفتوح والاحتمال وارد لإقامة تركيبة تضم كافة مكونات الساحة العراقية. هذا إذا أخذنا الكلام على ظاهره.


المحك الآن هو في تطويره إلى نقلة نوعية، على أرض الواقع، حينذاك فقط تكون اللبنة الأولى قد وضعت لبناء الوحدة الوطنية، الكفيلة ـ ولا شيء غيرها ـ بإخراج العراق من محنته.


ومع أن الخلفية والسوابق وتعقيدات الوضع العراقي المعروفة، تفرض التحفظ الشديد في التفاؤل وفي قراءة هذا التطور؛ إلا أنه في التوقيت وفي ظروف اللحظة العراقية الراهنة؛ ما يبرر التوقف عنده والنظر إليه بعين مختلفة، فالجدل الأميركي المحتدم حول موضوع الانسحاب وجدولته والضغوطات الكبيرة في هذا الاتجاه؛ ربما تكون قد لعبت دوراً في حفز القوى العراقية على إعادة حساباتها ومراجعة أولوياتها واصطفافاتها؛ استعداداً لمرحلة قادمة مختلفة؛ لم تعد بعيدة. أو ربما يكون هذا التقارب على رخاوته وسرعة عطبه، قد جاء وليد بداية صحوة قبل فوات الأوان.


في كل حال، لقد وضعت هذه القوى، الكرة في ملعبها. قامت بما يبدو وكأنه تأسيس للخطوة الأولى في مسيرة المصالحة الوطنية المطلوبة. ولا عذر لها على التراجع فهي الآن أمام الامتحان الذي مهما بدا صعباً فإنه يبقى بالغ السهولة إذا ما قورن بالويلات التي يعاني منها العراق والتي تهدد وجوده في الصميم.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
مراجعات أمريكية صعبة .
د. محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
عندما صرح الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الأب) في أعقاب انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 بأن “عقدة فيتنام قد دفنت نهائياً في الصحراء العربية” كان يعني نجاح التحول الأمريكي عن الاستراتيجية الأمريكية التي ولّدتها هذه العقدة الفيتنامية للأمريكيين عقب هزيمتهم في فيتنام، وهي “استراتيجية توازن القوى في الخليج” كتعبير عن “مبدأ نيكسون” الذي قضى بمنع إرسال جنود أمريكيين مرة أخرى إلى خارج الأراضي الأمريكية إلا في حالات الضرورة القصوى، وهي الاضطرار الى الدفاع عمّا يمكن تسميته “مصالح حيوية” فقط للأمريكيين، أي مصالح تمس الحياة الأمريكية والوجود الأمريكي.

ترجمة مبدأ نيكسون إلى فكر استراتيجي، انتهت بصياغة تقول باختيار قوة إقليمية حليفة تنوب عن الولايات المتحدة في الدفاع عن مصالحها، تقوم واشنطن بتسليحها والإشراف على تدريب قواتها، وتقديم الدعم اللازم لها للقيام بدور “الشرطي الإقليمي” القادر على الدفاع عن مصالح أمريكا. وبالفعل صاغت واشنطن ما سمي ب “استراتيجية الركيزتين المتساندتين”، وكانت إيران إحدى هاتين الركيزتين للدفاع عن المصالح الأمريكية في الخليج عقب الانسحاب البريطاني مباشرة من الخليج في أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1971.

كان التركيز بصفة أساسية على إيران (الشاه) كحليف استراتيجي في مواجهة التهديدات الدولية والإقليمية للمصالح الأمريكية. وقتها كانت مصادر التهديد تلك هي: الاتحاد السوفييتي، والشيوعية العالمية، والعراق والحركات اليسارية والقومية الراديكالية. وبعد سقوط نظام الشاه سعى الأمريكيون إلى احتواء وإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجاء التحول من التحالف مع إيران إلى التحالف مع العراق كبديل وترجمة مباشرة لسياسة “توازن القوى”. فقد وازنت واشنطن القوة العراقية كمصدر للتهديد في عقد السبعينات بالقوة الإيرانية، ثم اتجهت إلى موازنة القوة الإيرانية (كمصدر للتهديد) في عقد الثمانينات بالقوة العراقية.

هذه الاستراتيجية ظهرت لها تحديات جديدة دفعت إلى المراجعة التدريجية، وبالذات بعد وقف تصدير النفط العربي إلى الولايات المتحدة في حرب اكتوبر/ تشرين الأول عام ،1973 وجاء ما عرف ب “مبدأ كارتر” ثم “مبدأ ريجان” ليمثلا مراجعة لسياسة توازن القوى وتأسيس القوة المركزية الأمريكية للدفاع المباشر عن المصالح الأمريكية في الخليج. لكن التخلي النهائي والعملي عن هذه الاستراتيجية عبّر عنه الرئيس جورج بوش (الأب) في مقولته الشهيرة التي أشرنا إليها عقب ما اعتبره انتصاراً أمريكياً مميزاً في حرب تحرير الكويت.

كانت مقولة بوش الأب أن “عقدة فيتنام دفنت نهائياً في صحراء الجزيرة العربية”، تعبر عن تحرر الأمريكيين من عقدة إرسال قواتهم الى الخارج، خاصة أنه قال بعد ذلك إن الولايات المتحدة باتت قادرة على الانتصار ضد أي عدو. أما الآن فإن ابنه الرئيس جورج بوش (الابن) فيبرر إصراره على عدم الانسحاب من العراق بحرصه على حماية الأمريكيين من مخاطر “عقدة فيتنام أخرى”. معنى هذا أن “عقدة فيتنام” عادت من جديد، وأن الرئيس الأمريكي يقاوم بضراوة الاستسلام لها بعدم الانسحاب من العراق، لأنه يدرك أن هذا الانسحاب لن يكون مجرد انسحاب من العراق وحده بل من دور القوة العظمى الأحادية في العالم، وهذا يعني أيضاً فشل “استراتيجية الضربات الوقائية” التي بسببها قامت القوات الأمريكية بغزو العراق، ثم استراتيجية بوش الجديدة بعدها في العراق “استراتيجية اقتل أو اعتقل” التي فرضها الرئيس الأمريكي كبديل لوصايا “لجنة دراسة العراق” التي دعت إلى الانسحاب من العراق وفق جدول زمني، والتفاوض مع إيران وسوريا لتوفير انسحاب آمن للقوات الأمريكية وتأمين الاستقرار في العراق.

تجديد الحديث عن عقدة فيتنام يعني أن واشنطن باتت مضطرة الى مراجعة هذه الاستراتيجية واتباع استراتيجية انكماشية جديدة، والبحث عن حلفاء إقليميين يقومون بالدفاع عن المصالح الأمريكية على غرار ما حدث في عقدي السبعينات والثمانينات، أو البحث عن بدائل استراتيجية أخرى. هذا التطور الخطير يعتبر أهم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة وتواجه مكانتها باعتبارها القوة العظمى الأحادية في العالم، لكن هناك تهديدات أخرى لا تقل خطورة.

المنطقة تموج الآن بالتفاعلات الدولية والإقليمية والداخلية، وهي قد تكون حبلى بتطورات درامية، لكنها أيضاً “مراوغة”، الأمر الذي يزيد من قلق الأمريكيين ويفرض عليهم إجراء “مراجعات صعبة” للسياسات والاستراتيجيات.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34
ربما كان فاشلا
جهاد الخازن
الحياة
إذا كان لنا أن نصدق الأميركيين فسبب خسارتهم الحرب في العراق هو رئيس الوزراء نوري المالكي، أو نشاط الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً 50 عنصراً من قوة القدس.

الرئيس جورج بوش وسفيره في بغداد ريان كروكر اتهما المالكي بالتقصير، وجعلا مصيره في أيدي البرلمان العراقي لا قوات الاحتلال. وكان مسؤول الأمن القومي ستيفن هادلي سبقهما قرب نهاية السنة الماضية بتقرير الى البيت الأبيض يشكّك في قدرة رئيس الوزراء العراقي. وانضم أخيراً الى الجوقة أعضاء في مجلس الشيوخ، من جمهوريين وديموقراطيين، يطالبون بعزل المالكي.

المالكي مقصر، وربما كان فاشلاً، إلا أن المسؤولية عن خسارة الحرب والسلام تقع كلها على عاتق الأميركيين، ويشمل ذلك اختيار المالكي نفسه رئيساً للوزراء، فالأميركيون يتصرفون الآن كما لو انهم لم يكونوا يعرفون قبل سنة ونصف سنة ان المالكي رئيس حزب طائفي، قضى سنوات تشريده في إيران وسورية، وعلاقاته بهما أقدم من كل علاقة أميركية وأعمق.

المالكي رد على منتقديه الأميركيين بحدة يُهنأ عليها، وقال صراحة ان بلاده تستطيع ان تجد أصدقاء آخرين، وهو قطعاً يقصد إيران وسورية اللتين تقتصر خبرته السياسية وعلاقاته عليهما، وهو استطاع أمس أن يرد بأفضل من الكلام فالاتفاق على تعديل قانون اجتثاث البعث خطوة أساسية نحو المصالحة الوطنية، وبما ان الاتفاق يحظى بموافقة شخصيات سياسية أساسية فإننا نرجو له النجاح.

هل يوجد إنسان في العالم لا يعرف ان الانضمام الى حزب البعث أيام صدام حسين كان شرطاً لدخول الجامعة أو التخرج فيها، وللعمل في الحكومة، أو للحصول على عمل منها، من نوع عقود أو ما شابه ذلك.

قانون اجتثاث البعث صنعه جهلة موتورون تآمروا مع أعداء العرب والمسلمين في إدارة ديك تشيني، لا جورج بوش، والنتيجة كانت تدمير الإدارة المدنية للبلاد ونسف البنية التحتية على رؤوس الأبرياء.

إذا كان نوري المالكي لم يخسر الحرب نيابة عن الأميركيين، فهناك إيران ووجودها المعلن والسري في العراق.

لا بد أن النظام الإيراني ينشط في العراق، ويزود الميليشيات الشيعية متفجرات محسّنة قال الأميركيون انها تخترق المدرعات الأميركية، ولكن كيف يمكن أن نتوقع وضعاً آخر، وإدارة بوش تعلن ان سياستها قلب النظام في ايران، ثم تبدو وكأنها فوجئت بعداء هذا النظام لها.

الحملة على المالكي وإيران هدفها إعداد الأميركيين لسماع تقرير سلبي في منتصف الشهر المقبل عن نتائج زيادة القوات الأميركية في العراق، بتحميل الآخرين مسؤولية الإدارة الأميركية عن الخسارة الكاملة.

هي كاملة لأنها ليست مجرد قتل وتدمير، فمنذ زيادة القوات قرأنا التالي (كل مصادري أميركية وأكثرها رسمي):

- تقرير عسكري أميركي يقول إن نسبة الانتحار بين الجنود الأميركيين هي الأعلى منذ 26 سنة، وتمثل 17.3 لكل مئة ألف جندي، في مقابل 9.1 لكل مئة الف سنة 1991. وقد انتحر 99 جندياً أميركياً السنة الماضية في مقابل 88 في السنة السابقة، وفشل كثيرون آخرون في الانتحار.

- تقرير آخر عن هبوط معنويات الجنود الأميركيين الى الأرض لإطالة مدة الخدمة، وإعادتهم الى العراق، ووضعهم في مناطق خطره.

- الأمم المتحدة تقول ان 50 ألف عراقي يلجأون الى الخارج كل سنة، وهناك الآن 2.5 مليون لاجئ عراقي في الأردن وسورية ومصر ولبنان وغيرها، ومليونا لاجئ، أو مهجّر، داخل العراق.

- الهلال الأحمر العراقي يقول ان 600 ألف عراقي آخر شردوا منذ زيادة القوات.

- وكالة أسوشييتد برس نشرت أرقاماً تعتمد على تغطيتها اليومية لأحداث العراق تظهر ان عدد القتلى العراقيين هذه السنة، وحتى هذا الشهر زاد على جميع قتلى الســـنة الماضية. وأقول على مسؤوليتي ان كل غارة جوية أميركية تقتل مدنيين أبرياء مع المستهدفين من إرهابيين.

- زاد المعتقلون العراقيون عند الأميركيين من 16 ألفاً في شباط (فبراير) الى 24.500 الآن، و85 في المئة منهم من السنّة.

وأهم من كل ما سبق ان مليون عراقي قتلوا في الحرب أو بسببها حسب تقدير مجلة «لانست» الطبية البريطانية وجامعة جونز هوبكنز الأميركية.

المالكي مسؤول، وإيران مسؤولة، غير أن المسؤولية الأولى والأخيرة عن تدمير العراق وقتل أهله هي مسؤولية الإدارة الأميركية الحالية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
35
العراق والتحالفات الجديدة
د. صالح النملة
الرياض السعودية
؟ وقعت الولايات المتحدة الأمريكية في الفخ السياسي ثلاث مرات على التوالي، ونتيجة لذلك مازالت تسير من تهور إلى تهور، ومن هزيمة إلى أخرى.
الأولى: عندما دفعها العديد من الدول والشخصيات إلى التطرف والدخول الأحادي والمنفرد في العراق وإزالة نظام صدام حسين؛ حيث دفعت العديد من الطوائف الشيعية في العراق الولايات المتحدة الأمريكية للدخول إلى العراق والإطاحة بنظام صدام حسين وضرب القوى السياسية والاجتماعية القريبة منه، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية في حينها تعتقد أنها تلعب بورقة الشيعة مؤقتاً من أجل إسقاط نظام صدام حسين والقضاء عليه ثم التحكم بالعراق ونفطه، ولم تدرك وقتها أن زمن مكائد السياسة البريطانية في بداية القرن الماضي قد ولى إلى غير رجعة.

الثانية: عند تعيين الحكومة الطائفية في العراق، حيث دفعت هذه الحكومة الطائفية القوة الأمريكية لمزيد من تدمير منافسيها من السنة وغيرهم من القوى الاجتماعية العراقية الوطنية، فأخذت القوة الأمريكية تدمر القوى السنية في العراق مخلة بالتوازن السياسي والاجتماعي فيه فاتحة الباب للتغلغل الإيراني عبر بوابة الحكومة العراقية الطائفية، أي أن الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت التي تضرب فيه القوى السنية وتكسب كره وعداء العالم السني حول العالم كانت تمكن في الوقت نفسه لإيران عدوها الحقيقي كل أسباب القوة والتمكين في العراق، وكانت الحكومة العراقية الطائفية في الوقت الذي توجه القوة العراقية لضرب السنة تقوم بتوجيه ميليشياتها الشيعية إلى مناطق السنة للتنكيل بها؛ لإضعاف الموقف الأمريكي عبر تأجيج الصراع ضد الاحتلال الأمريكي من خلال تهريب السلاح ضد الدروع الأمريكية.

الثالثة: بعدما أدركت الحكومة العراقية الطائفية ضعف الموقف الأمريكي أصبحت تلعب على المكشوف من خلال التحالف الإيراني السوري العراقي، وهو تحالف ضد الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها في المنطقة، وقد أكد هذا التحالف الزيارة التي قام بها المالكي لكل من طهران ودمشق، عندما وجه الرئيس الأمريكي انتقاداً علنياً للمالكي الذي رد بدوره بشكل قوي على التصريحات الأمريكية ووصفها بأنها غير مسؤولة وغير لائقة معلناً قدرته واستعداده التخلي عن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية مقابل الحلف الجديد بين بغداد وطهران ودمشق، وكان ذلك دليلاً واضحاً على ضعف الموقف الأمريكي الذي تراجع عنه الرئيس الأمريكي بعد يوم واحد فقط من إطلاقه.

إن من الواضح أن التحالف الجديد ومواقف طهران وبغداد ودمشق المتصلبة دليل على أن التقارب الطائفي واضح المعالم، وبدت تتشكل قواه بشكل أكثر وضوحاً إلى الدرجة التي يمنع الساسة الأمريكيين الكشف عن ضعف الموقف الأمريكي في العراق امام الجماهير الأمريكية، وأن التصريحات التي يطلقها الرئيس الأمريكي أو حتى مرشحو الرئاسة الأمريكية هي شعارات جوفاء تخفي الموقف الضعيف والمتردي للقوة الأمريكية في العراق.

إن سياسة الاندفاع وشن الحرب في حالة الغضب هي من عوامل ارتباك الموقف السياسي الأمريكي، ولا ننسى اعتماد السياسة الأمريكية على عناصر يتملكهم الحقد والكراهية على كل ماهو إسلامي وكل ماهو عربي من الساسة الأمريكيين السابقين أمثال وزير الدفاع الأمريكي السابق ونائبه، وكذلك نائب الرئيس الأمريكي.

إن من يقد السياسة الأمريكية يحكمه الحقد وتتملكه الكراهية والعنصرية أكثر مما يحكمه التعقل والمصلحة، وإذا ما استمرت السياسة الأمريكية بهذا التوجه فمن الطبيعي أن يستمر هذا الضعف وهذا الفشل.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
36
المالكي وواشنطن: من زرع الشوك؟ .
سعد محيو

الخليج الامارات
الاتهامات المتبادلة مؤخراً بين واشنطن والمالكي حول مسؤولية الفشل في تحقيق المصالحة الوطنية، تتضمن بالفعل الكثير من “السياسات الخبيثة” التي أشارت إليها “نيويورك تايمز”. فواشنطن كانت تعلم أن المالكي لن يستطيع، حتى لو أراد، تغيير جلده السياسي. إذ هو، وبسبب عدم امتلاكه أية قاعدة شعبية، كان عليه من البداية الاعتماد على التشكيلات الطائفية في البلاد. والمالكي كان يدرك أن واشنطن لا تعني كثيراً ما تقول حين تتحدث عن الوحدة الوطنية، وأن جل ما تريده هو تجنيب جنودها المزيد من الخسائر في العاصمة ووسط العراق. ولو كان الأمر غير ذلك، لما قامت القوات الأمريكية بتسليح القبائل السنية (تحت شعار مكافحة “القاعدة”)، ولما عمدت “السي. آي. ايه” إلى تشكيل جهاز الاستخبارات العراقية على شاكلتها وصورتها.

الخبث، إذاً، متبادل. وكلا الطرفين يستخدمه لأغراضه السياسية الخاصة. لكن السياسات الخبيثة، مهما بلغت درجة خبثها أو كذبها، لا تستطيع أن تلغي أو تقفز فوق الحقائق التي تلمع تحت ضوء الشمس.

أهم هذه الحقائق أن الطائفية التي رعتها وغذتها إدارة بوش منذ سقوط بغداد عام 2003 وحتى الآن، لم تنجح لا في توطيد ركائز الاحتلال، ولا في حماية الجنود الأمريكيين من ضربات المقاومة. صحيح أنها شطرت العراق إلى شطرين أو ثلاثة، لكن هذا (وهنا المفاجأة الكبرى) لم يشغل بال بعض العراقيين عن كل الأمريكيين، ولم يوجّه كل البنادق العراقية نحو صدور العراقيين.

الطائفية الآن باتت خطراً على واشنطن كما على بغداد. والسبب هو أن القوى الأصولية المتطرفة التي تترعرع في الحضن الطائفي، تمتلك برامج عمل مزدوجة ضد كل من خصومها المذهبيين وأعدائها الأمريكيين.

كذلك، فإن احتمال انتشار الحريق الطائفي العراقي إلى بقية أنحاء المنطقة، لن يكون مضمون النتائج بالنسبة لواشنطن. فهو يمكن أن يقود إلى النتائج نفسها التي أدى إليها في العراق: ازدواجية الصراع مع الداخل (الطائفي) وضد الخارج (الأمريكي).

ماذا تنوي إدارة بوش أن تفعل الآن إزاء هذه المعضلة؟

يمكنها بالطبع تغيير المالكي وحكومته. لكن هذا لن يغيّر من الأمر شيئاً عدا كسب بعض الوقت، بعد أن عملت هي بدأب طيلة السنوات الأربع الماضية على تفكيك كل من بنى المجتمع المدني ومؤسسات الدولة العراقية. وهذا ما ترك فراغاً كان بديهياً أن تملأه التشكيلات ما قبل الوطنية الطائفية والمذهبية والعصابات والمافيات.

أو يمكنها تنفيذ توصية وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز ب “ترك النيران تضطرم” قبل البحث عن حلول تفاوضية ممكنة. لكن، سيكون عليها حينها تحمّل فكرة أن تبتلع الحرب الطائفية كل منطقة الشرق الأوسط، بكل ما سيعنيه ذلك من تجاوز أسعار النفط لحاجز ال 100 دولار، واستنساخ عشرات أو حتى مئات التنظيمات المتطرفة من رحم التنظيم الأم (القاعدة) ومن مآسي ملايين اللاجئين.

كما هو واضح، كلا هذين الخيارين غير جذابين ومحفوفين بالمخاطر. ولذا، قد لا يبقى أمام واشنطن سوى تطبيق توصية شولتز مع بعض التعديلات: بدلاً من انتظار انطفاء النيران، تركها تشتعل والعمل على الابتعاد عنها ومنع تمددها، إلى حين بروز فرص أفضل لمعاودة محاولة السيطرة على العراق. وهذا يمكن أن يتم عبر سحب الجسم الأساسي من القوات الأمريكية إلى الشمال والسفن، وأيضاً إلى الحدود العراقية لمنع الأطراف الإقليمية من التدخل في النزاع.

قد يبدو هذا الحل خيار اليائسين. لكن من يزرع الشوك يجب ألا ينتظر جني الورد. وشوك الطائفية الذي رعت أمريكا نموه وترعرعه في العراق، لم يعد ينتج الآن سوى أسوأ الحلول، برغم كل “السياسات الخبيثة” التي تمارس الآن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
37
العراق: الاستعداد للأسوأ.. أم الأمل في الأفضل ؟

ديفيد اعناتيوس
الشرق الاوسط


تجري إدارة بوش حاليا تغييرا جذريا في استراتيجيتها المتعلقة بالشرق الأوسط حيث أصبح احتواء إيران في المنطقة له الأسبقية الأولى.

ولعل هذه المقاربة عودة إلى الماضي خلال الثمانينات بعد الثورة الإيرانية حينما بنت أميركا تحالفا مع الدول العربية السنية لنفس الغرض. وسيكون ضمن الأجندة هنا بيع الأسلحة الجديدة إلى إسرائيل والسعودية ومصر، أما الجانب السياسي فسيكون إعادة العملية السلمية لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وقال مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية: «الرسالة لإيران كالتالي: نحن ما زلنا أقوياء ونحن نحمي أصدقاءنا ونحن لن نخرج من المنطقة».

لكن العراق لن يكون قلعة ضد التوسع الإيراني مثلما كان الحال خلال حكم صدام حسين، بل سيكون ساحة قتال مع تزعم قادة الأحزاب الشيعية للحكم هناك. وهذا ما يجعل ضروريا السعي لاحتواء النفوذ الإيراني المتطرف هناك أيضا.

وعلى الرغم من أن الإيرانيين يبدون أقوياء ضمن هذا الاصطفاف الجديد فإنهم أضاعوا فرصة ذهبية لتعزيز قواهم. ونجدهم في السابق كانوا حريصين على الحصول على قبول ضمني من الأميركيين لتحقيق هيمنتهم على المنطقة، ولكنهم أصبحوا الآن في حالة صدام مع مقاومة أميركية متزايدة. إنها غلطة إيرانية ستكون لها نتائج طويلة الأمد، وهذا شبيه بفشل الجمهورية الإسلامية في تعزيز مكاسبها التي حققتها في أول سنوات الحرب مع العراق خلال الثمانينات.

وفي أوائل هذا الصيف كان مسؤولو إدارة بوش ما زالوا يأملون في احتمال تعاون إيران مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في العراق، فللبلدين مصلحة مشتركة بنجاح رئيس الوزراء الشيعي العراقي نوري المالكي من الناحية النظرية. لذلك وافقت الولايات المتحدة على إجراء محادثات ثنائية مع الإيرانيين في بغداد لاستكشاف إمكانية وضع إطار عمل مشترك لأمن العراق.

كان الثمن المتواضع الذي طلبته الولايات المتحدة من إيران ـ حسبما طرحه السفير الأميركي في العراق رايان كروكر ـ هو إيقاف الحرس الثوري لإيران شحن الأسلحة المهلكة للميليشيات الشيعية في العراق، والتي أدت إلى زعزعة الأمن فيه وقتلت عددا كبيرا من الجنود الأميركيين. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية قبل فترة قليلة: «نحن لا نرى تحقيق ذلك».

كما أن الإحباط مع إيران يساعد على تفسير خيبة أمل الإدارة المتزايدة بالمالكي، الذي كان بوسع حكومته، التي يقودها الشيعة، أن تكون مشروعا أميركيا إيرانيا مشتركا. فقد أثبت انه سياسي ضعيف وطائفي، وعاجز عن إيقاف العنف، وتوفير الخدمات، أو إيقاف الفساد المستشري في البلاد، فيما كان مبرر زيادة القوات الأميركية لجهة أنها يمكن أن توفر مناخا سياسيا لهذه الحكومة للقيام بتسويات، ولكن ذلك لم يحدث.

ويشار هنا إلى أن التقدم المتواضع، الذي حققته الولايات المتحدة أخيرا، كان إلى حد كبير، في المناطق السنية، مثل محافظة الأنبار. وهو تحالف مناسب. فالسنة يرون القوات الأميركية، بصورة متزايدة، باعتبارها أفضل حليف لهم لاحتواء نفوذ إيران ووكلائها في العراق، مثلما يشار أيضا الى أن هناك اهتماما متزايدا بتحالف لتغيير المالكي الضعيف أمام نمو نفوذ أصدقاء أميركا السنة الجدد.

أما الجديد في هذه القضية فتشكله صيغة اسمها صيغة «العودة إلى المستقبل»، أما الاسم الذي يتردد هذه الأيام فهو اياد علاوي، البعثي السابق الذي كان رئيس وزراء مؤقتا، ويتمتع بدعم قوي في أوساط السنة، على الرغم من انه شيعي علماني. ولدى علاوي الأموال للمساعدة في شراء الدعم السياسي، ولكنها تأتي من دول عربية مجاورة وليس من الولايات المتحدة.

وستواصل الإدارة الضغط على إيران، وفقا لما يقوله المسؤول في وزارة الخارجية. وستضغط الولايات المتحدة لإصدار قرار ثالث من الأمم المتحدة الشهر المقبل لفرض عقوبات على برنامج إيران النووي. وتعد اميركا سلاحا جديدا في التوجه لاعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية. وسيشكل ذلك ضغطا على الحرس والمشاريع التي يمتلكها، مثل البنوك والشركات التجارية وشركات التكنولوجيا التي هي جزء من البرنامج النووي، وفي المقابل السعي إلى فصل الرئيس محمود أحمدي نجاد، وهو نفسه من الحرس، عن الأغلبية الإيرانية الأقل تعصبا.

والمشكلة مع صيغة «العودة إلى المستقبل»، بالطبع، هي أننا كنا هناك في السابق. فصفقات الأسلحة لن توفر أمنا دائما للدول الصديقة لواشنطن، فيما لن يؤدي دعم الأنظمة السنية الاستبدادية إلى إيقاف جاذبية التطرف الإسلامي. وأخيرا ، فالعراق المتمزق سيقود إلى إبقاء المنطقة في حالة توتر دائم. ولكن الطريقة الجديدة تتمتع بمزية الواقعية، حيث تستعد للأسوأ في العراق بدلا من الأمل في الأفضل.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
38
العراق: رؤية أخرى لبقاء القوات الأمريكية

علي سالم
الشرق الاوسط

بعيدا عن المفاهيم السياسية الجاهزة، أفكر في أن السياسة هي فن حكم الأغلبية المختلفة والمتنوعة بواسطة الأقلية الموحدة. ربما كانت هذه الأقلية هي الخليفة ووزراؤه وقادة جيوشه، أو البابا ورجال كنيسته أو الأمير أو الدوق أو الملك أو رئيس الجمهورية الذي رشحه حزبه ودعا بقية الناس لتأييده. وهذه الأقلية الموحدة ليست ممثلة للأغلبية كما هو شائع؛ إذ لا توجد طريقة على الأرض للتحقق من صحة هذا التمثيل، بل هي أقلية تجيد بصنعة رجل الدولة إشباع حاجات الأغلبية التي هي الشعب بكل طوائفه ومذاهبه وفئاته، هي إذن الأقلية التي ترى نفسها مسؤولة عن تسيير شؤون حياة الناس جميعا وحمايتهم من الأخطار الداخلية والخارجية.

وبذلك يكون الحكم هو الوصول إلى السلطة والاضطلاع بها، قد تصل إليها بالوراثة أو بالانتخابات أو بانقلاب عسكري يطيح بالحاكم السابق، أو بمؤامرة قصر سريعة وهادئة لا تنتج عنها الفوضى أو بتدخل عسكري من دولة جارة أو دولة بعيدة، غير أن هذا كله لا يصنع شرعية الحكم. ما يصنع شرعية الحكم حقا هو الاضطلاع بالسلطة، بغير الاضطلاع بالسلطة يصبح الحكم مهما كانت مظاهر قوته، ريشة في مهب الريح أو مركبا مثقوبا يغوص في البحر بوصة واحدة في كل لحظة.

هنا سنتوقف قليلا وربما كثيرا عند هذه الكلمة «الاضطلاع» لنتأمل ملامحها ونستمع جيدا للأنغام الصادرة عنها لفك شفرتها ومعرفة ما فيها من أسرار ومعان، فالكلمات مخلوقات حية من الصعب فهمها واكتساب صداقتها بغير الاستماع إليها، يخطئ من يقرأ الكلمات بعينيه فقط، على الإنسان أن يستمع في ود إلى الكلمات، هي ليست مجرد حروف، إنها رسالة اللاوعي الجمعي أرسلها الأجداد للأحفاد عبر آلاف السنين من أجل فهم أفضل للحياة.. الاضطلاع.. استمع جيدا لحروفها والأنغام الصادرة عنها، فيها طلع ( أشرق ـ صعد ـ ظهر) إطلاع واطّلع (تعلم ـ فهم ـ أدرك) ثم تأمل الكلمة الأخرى التي امتزجت بها في كاونتر بوينت وهارمونية جميلة، كلمة ضلع وضلوع وأضلاع، تنبه لقوة النطق، لكل جسم ولكل زاوية لكل شكل هندسي، أضلاع تساعده على التماسك وتصنع وجوده وقوته وثباته، كل المعاني التي حصلنا عليها بعد تفكيك كلمة اضطلاع، تفيد معنى القوة والتماسك والصعود والاشراق والفهم، أليست هذه العناصر جميعا هي ما يشكل الحكم كما نتمناه جميعا؟

هذا هو ما أراه وأعترف أن ما أراه ليس له عصمة وليست له الحجية التي تلزم الآخرين بقبوله كقاعدة لا يأتيها الباطل من خلف أو أمام، ان القادر على الاضطلاع بالسلطة هو الأقلية القادرة على العمل من أجل الأغلبية، أخرج من ذلك إلى هدفي مباشرة وهو أن الحكومات الائتلافية هي وهم عظيم من أوهام السياسة، لأنها بما تحويه من عناصر الفرقة تمنع الحاكم والحكومة حتما من الاضطلاع بالسلطة حتى مع توفر الرغبة فيها.

ينطبق هذا أيضا على ما نسميه حكومة الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة التي تم الاتفاق عليها في مكة بين فرحة سكان المنطقة والعالم كله، وكأنه من السهل على الإنسان أن يتخلى عما يفكر فيه ويلتزم به من أفكار وأن يتخلص من أهدافه من أجل أن يذوب مع الآخرين فى كيان واحد منسجم، كيف لأفكار هي بطبيعتها تأبى الانسجام مع الآخرين، أن تنسجم معهم بمجرد توقيع اتفاقية؟.. حكومة وحدة وطنية؟! وبقية حكومات الأرض، أليست حكومات وحدة وطنية؟ من أسوأ الأمور في السياسة أن نعتدي على الكلمات بتوظيفها بعيدا عن معانيها لخدمة أهدافنا الفئوية أو المذهبية أو السياسية، العدوان على الكلمات لا ينتج عنه خير لأن الكلمات قادرة على الانتقام لنفسها، والحقيقة التي يعرفها الجميع والتي كشفت عن نفسها بعد أيام هي أن الحكومة الفلسطينية كانت حكومة فرقة وطنية.

الأصل فى الأمور هو وحدة الهدف عند العاملين فى الحكومة، والالتزام بتنفيذ ما تصدره الحكومة من قرارات بعد التأكد أنها فى صالح الأغلبية، ليس لعضو فى الحكومة أن ينشغل بفئة أو طائفة أو مذهب، يخدع نفسه من يتصور أن الحكم يعرف الحكومات الائتلافية، هي في أفضل الأحوال ليست أكثر من وسيلة لتقسيم صينية البقلاوة على زعماء طوائف ومذاهب شعب ما، وهذه عملية مكتوب عليها الفشل، فحتى لو كانت صينية البقلاوة باتساع الأرض، وكانت تكفي الجميع وتفيض، إلا أن كلا من أعضاء الائتلاف سوف يرى أنه مظلوم و أن الآخرين حصلوا على نصيب من البقلاوة أكثر مما يستحقون أو أكثر مما أخذه هو، أو أن هناك صينية أخرى بها بقلاوة أكثر امتيازا تمت تخبئتها تحت الترابيزة، هكذا تنفك التحالفات والائتلافات لتتشكل تحالفان وائتلافات أخرى ما تلبث أن تتحول إلى تحالفات وائتلافات جديدة، إنه ببساطة العجز عن الاضطلاع بالسلطة.. العجز عن الحكم.

ومع كل ذلك، أقول بكل وضوح.. الأمريكان هم السبب في ضعف الحكومة العراقية، الأمريكان يريدون ويعملون على أن تكون الحكومة العراقية قوية لصنع الاستقرار في المنطقة، هذه هي الاستراتيجية الأمريكية، والآن ليسمح لى جنرالات الغرب أن أحدثهم عن قاعدة في الحرب تعلموها جميعا على يد كلاوزفتز أبي الاستراتيجية، إنني أذكرهم جميعا بمقولته «تستطيع أن تضع استراتيجية سليمة غير أنك عندما تحاول الوصول إليها بتكتيك خاطئ تصل إلى عكس الهدف»، هذا هو بالضبط ما وصل إليه الأمريكان وما وصلنا إليه جميعا.. تحقيق عكس الهدف.

الحكم بطبيعته يشكل خطرا على كل الحكام والحكومات، وعلى الحكومات أن تفكر ليل نهار في الوسائل التي تحمى بها نفسها من هجمات أعدائها، وفى اللحظة التي تشعر فيها الحكومة ـ أية حكومة ـ بأن هناك من يحميها فلا بد أن تتآكل مناعتها الطبيعية على الفور، وأن تفقد القدرة على حماية نفسها، إذا لم تشعر الحكومة بأنها مسؤولة عن حماية نفسها، إذا استكانت إلى وجود من سيخف إلى نجدتها فى كل لحظة ومع كل مشكلة فمن المؤكد أنها لن تجد الحافز الذي يجعلها تبدع في حماية نفسها فتفقد على الفور كل قدراتها الدفاعية، وفي هذه الحالة من الصعب أن نسميها حكومة في الفكر السياسي.

تستطيع القوات الأمريكية أن تبقى في العراق إلى الأبد، وإلى الأبد أيضا، لن يحصل العراق على حكومة قادرة على الاضطلاع بالسلطة، فالعضلة التي لا تعمل تضعف وتضمر وتموت. هذا يحدث أيضا للحكومات التي تعتمد على حماية الآخرين. في غياب حكومة موحدة تشعر بالخطر يزدهر الخبث والشر والتآمر والوحشية، فتستطيع أن ترشي ضابطا أو عريفا بخمسين دولارا لكي تمر بشاحنة مفخخة أرسلها وغد لكي يمزق بها أجساد العراقيين التعساء بهدف استراتيجي هو إخلاء العراق من أهله بعد تحويله إلى منطقة قتل، كما تستطيع أن ترسل ترسانة من الأسلحة تكلفك مئات ملايين الدولارات لكى تباع للآخرين بالأطنان لكي تعود لتقتل جنودك، يحدث ذلك فى العراق كما حدث من قبل فى أفغانستان.

إننى أذكر الجنرالات بقاعدة أراها أهم قواعد الحرب وهي أن الجنرال مسؤول عن حماية أرواح جنوده، لو أنني كنت جنرالا مع اعترافي بأنني لا أصلح لذلك، لما سمحت بقتل جنودي في غير معركة بدافع من الكبرياء الذاتي، جنودكم لا يموتون في معركة يا سادة بل يقتلون فى منطقة القتلة فيها لهم اليد العليا، أنتم مقاتلون ممتازون وهم قتلة أكثر امتيازا، هذه هي للأسف الحقيقة وعليكم الاعتراف بها.

على أمريكا أن تنسحب الآن من العراق حماية لها وحماية للعراق وشعبه قبل أن نصل إلى محطة نفقده فيها إلى الأبد، دعوا الحكام يتناحرون، إلى أن تظهر حكومة قادرة على حماية نفسها وقادرة على فرض النظام على الشارع.

ليست هناك تعليقات: