Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 21 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأربعاء 21--11 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
كفى حديثا عن النووي الإيراني
ويليام أركين
واشنطن بوست

إن ما يقلق مخططي وزارة الدفاع الأمريكية وعلماء استراتيجية الأمن القومي كثيرا هو ليس حقيقة أن إيران سوف تحصل على قدرة نووية، لكنه سلسلة الأحداث التي تقع في العراق أو كردستان أو الخليج. إذا كان هناك صراع عسكري، فإنني أعتقد أنه سوف يحدث لأن إيران سوف تقدم على عمل عدواني، وليس لأن ديك تشيني سوف يقرر الضغط على الزناد.
سعى مرشحو الرئاسة الأمريكية الديمقراطيون من اجل الإطاحة بالمرشحة هيلاري كلينتون خلال مناظرة في فيلادلفيا مؤخرا، معترضين على تصويتها الذي ناشدت من خلاله الإدارة الأمريكية وصف الحرس الجمهوري الإيراني بأنه منظمة إرهابية. قال المرشحون الديمقراطيون إن السيناتورة هيلاري كلينتون تمهد الطريق للرئيس بوش لخوض الحرب ضد إيران. قال جون ادواردز إن هيلاري كلينتون تقول إنها ستقف في مواجهة الرئيس بوش فيما يتعلق بإيران. وفي الواقع نجدها من ناحية أخرى تصوت لإعطاء بوش الخطوة الأولى على طريق القيام بعمل عسكري ضد إيران - وقد اتخذ بوش تلك الخطوة بالفعل.
دافعت هيلاري عن موقفها بالقول بأنها المرشحة الوحيدة من الحزب الديمقراطي التي أيدت القرار المعني بالحرس الثوري الإيراني، الذي تم استحضاره عندما أعلن الرئيس بوش سلسلة من العقوبات الأحادية الجديدة ضد إيران خلال الأسبوع الماضي. قالت هيلاري، أنا لا أؤيد هذا الاندفاع نحو الحرب، لكني لا أؤيد السلبية وعدم القيام بأي شيء على الإطلاق. أنا أفضل الدبلوماسية النشطة. وأعتقد أن العقوبات الاقتصادية تمثل جزءا من الدبلوماسية النشطة«.
وفي ضوء حقيقة أن أجهزة المخابرات ووزارة الدفاع الأمريكية يتفقون على أن إيران ما زالت بعيدة لسنوات عديدة عن تطوير أي قدرة للأسلحة النووية بفضل العقوبات واليقظة الدولية فإن السلاح النووي الإيراني هو القضية المحورية الأساسية في هذه الحملة. يمكن للديمقراطيين شجب تهور الإدارة الأمريكية واستغلال القلق بشأن نية الجمهوريين الواضحة فيما يتعلق بالدخول في حرب مع طهران. وفي الوقت نفسه، وحيث إنهم متأكدون من أن الإطار الزمني الحقيقي لامتلاك إيران قدرة نووية ما زال بعيدا وبالتالي فهو لا يتطلب القيام بعمل عسكري عاجل، لا يجد الجمهوريون أنفسهم مضطرين لاقتراح أي شيء محدد. لكنهم في الوقت نفسه يفتقدون نقطة هامة وهي الخطر الحالي.
ما تفعله إيران حاليا هو أنها تتمتع بصفتها العدو الجديد للشيطان الأكبر. إن إيران تقوم علنا بتمويل حزب الله وتزويده بالأسلحة في لبنان وفي أماكن أخرى. كما أنها متهمة بأنها وراء كافة التفجيرات والقنابل والصورايخ التي تقتل الأمريكيين في العراق. علاوة على ذلك، تقوم إيران بحشد صواريخها الباليستية، وتجهيز قوة هجومية من القوارب الصغيرة في الخليج. ويمكن لمسؤولي المخابرات الحديث عن الأموال التي يتم تحويلها إلى الساسة العراقيين.
مما لا شك فيه أن هناك تساؤلات عديدة حول مدى تورط إيران في العراق، ومدى مسؤولية طهران عن العنف الدائر هناك. لكن مبالغة إدارة الرئيس بوش في ذلك، لا تلغي حقيقة أن إيران تدعم أولئك المسلحين الذين يعتدون على القوات الأمريكية.
إن ما يقلق مخططي وزارة الدفاع الأمريكية وعلماء استراتيجية الأمن القومي كثيرا هو ليس حقيقة أن إيران سوف تحصل على قدرة نووية، لكنه سلسلة الأحداث التي تقع في العراق أو كردستان أو الخليج. إذا كان هناك صراع عسكري، فإنني أعتقد أنه سوف يحدث لأن إيران سوف تقدم على عمل عدواني، وليس لأن ديك تشيني سوف يقرر الضغط على الزناد.
إذن ماذا نفعل؟ إن الانسحاب من العراق سوف يساعد في تضخيم نفوذ إيران. كما أن التخلي عن سياستنا الاستباقية المفضلة سوف يعزز الجهود الدبلوماسية. لكن والأهم من هذا وذاك، هو أن ما ينبغي علينا أن نفعله هو أن نتوقف عن الحديث عن جماعة الصقور الديمقراطيين باعتبارهم متواطئين مع حملة الإدارة الأمريكية الساعية إلى شن الحرب، ولأنهم بدأوا يتحدثون عن ما يحدث في إيران الآن.
إن السيناتورة هيلاري كلينتون على صواب في هذه النقطة، ويبدو أن المرشحين الآخرين مترهلين ولديهم خلط فيما يتعلق بمسؤولياتهم الرئاسية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوش تحدث خلال مؤتمر صحفي مؤخرا عن ضرورة تجنب قيام حرب عالمية ثالثة، وتجنب ظهور إيران نووية »برئاسة زعيم أعلن أنه يريد أن يدمر إسرائيل، ويمكن أن يشكل تهديدا خطيرا على السلام العالمي«. حيث إن إيران ما زالت بعيدة عن امتلاك قدرة نووية، فإن هناك خطورة أكبر تتمثل في حدوث صراع عالمي في منطقة أخرى. لقد وافق البرلمان التركي مؤخرا على السماح للقوات المسلحة التركية بعبور الحدود إلى شمال العراق لملاحقة المتمردين الانفصاليين الأكراد. يقول الأتراك إن هذا التحرك كان ضروريا لأن الولايات المتحدة والعراق فشلا في وقف أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق ملاذا آمنا لمقاتليه، ومقرا لشن حرب عصابات على تركيا وقد تسببت عمليات مقاتلي حزب العمال الكردستاي في مقتل 31 شخصا في تركيا.
كان الرئيس بوش واحدا من عدد كبير من قادة العالم الذين ناشدوا تركيا بعدم شن الهجوم. قال بوش »إن القوات التركية متمركزة في العراق منذ فترة طويلة، ونحن لا نعتقد إن من مصلحة تركيا إرسال المزيد من القوات إلى هناك«.
ما مصدر القلق الكبير؟ ألا تأتي هذه الأعمال في إطار الحرب على الإرهاب؟ علاوة على ذلك، لقد قامت القوات التركية بعشرات التوغلات داخل شمال العراق على مدى العقدين الماضيين.
لنفكر في هذا السيناريو: تركيا تعبر الحدود العراقية لملاحقة عدوها الكردي ولحماية حدودها. سوريا وإيران لديهما مجموعة كردية ساخطة تسعى من أجل الحصول على الاستقلال، وبالتالي سوف يتشجعان على شن هجمات على تلك المجموعات، وسوف يعلن الجيش الأمريكي في العراق حالة التأهب، وسوف يستيقظ حلف شمال الأطلنطي. وستشعر دول الخليج بالقلق.
يبدو أن التوغل التركي في شمال العراق غير محتمل في الوقت الحالي، حيث قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يأمر بشن هجوم فوري. لكن ما زال هناك خطر من أن الأحداث يمكن أن تتطور لتوجد وضعا يدفع كل طرف على الإقدام على خيارات سيئة في وقت واحد.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
الإنزلاق الاستراتيجي ... ومستنقع العراق!

جون بوديستا ولورانس كورب
وبرايان كاتوليس
واشنطن بوست

في تجاهل واضح لرأي الشعب الأميركي، توقفت المناقشات التي دارت مؤخراً حول ما إذا كان الوجود العسكري الأميركي المكثف في العراق يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة. وتبدو كل الأحزاب السياسية وكأنها قد أذعنت بالسماح لإدارة الرئيس بوش بالسير عكس عقارب الساعة في استراتيجيته تجاه العراق وتوريث هذا المستنقع للرئيس القادم. وكان أفضل وصف لهذه النتيجة هو الإنزلاق الإستراتيجي. ولن يكون وقف هذا الإنزلاق بالعملية السهلة.
ويزعم الرئيس بوش أن استراتيجيته قد حققت بعض النجاح، ولكنه تجاه ماذا؟ وكان بوش قد ذكر بأن زيادة عدد القوات سوف يوفر مساحة للجهود السياسية المطلوبة لتحقيق السلام والوحدة في العراق. ولكن نجاحات هذه العملية التي ذكرها بوش جاءت من انخفاض عدد الضحايا في بعض المناطق، والتي صاحبها عمليات واسعة من التطهير العرقي. ولم تسهم خطوة زيادة عدد القوات الأميركية المنتشرة في العراق في تحقيق المصالحة الوطنية العراقية.
وقد حصل الإنزلاق الإستراتيجي على دعم من عدد كبير من الأشخاص في الأفرع التشريعية والتنفيذية في كل من الحزبين السياسيين الرئيسيين في الولايات المتحدة، معظم النخبة السياسية في وزارة الخارجية والعديد من معاهد الأبحاث السياسية. ويستمر المحافظون في ربط أنفسهم مع إستراتيجية الرئيس بوش، وقد عبر البعض منهم عن انتقادات مكتومة إزاء التعامل مع قضية حرب العراق، ولكن لم يكن هناك أي دعوة لتغيير الاتجاه بشأن هذه القضية.
ويجب على التقدميين أن يكونوا أكثر حرصاً إزاء عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في عامي 2002، 2004 عندما فشلوا في تقديم تحد واضح أو اختيار في العراق. وقد ساعدت مواقفهم غير الحاسمة في انزلاق الولايات المتحدة إلى هوة المستنقع العراقي. ولكن خلال المناظرة الرئاسية الديمقراطية التي جرت في ولاية فيلادلفيا خلال شهر أكتوبر الماضي، سيطرت القضية الإيرانية وليست العراقية على محاور النقاش. وتعتبر القضية العراقية أكثر قضية تهم الناخبين. ويجب أن يقدم المرشحون التقدميون مواقف واضحة عن العراق وأن يدفعوا في اتجاه إحداث تغيير في المسار.
وتشمل المخاطر العديدة التي تنطوي على السماح لسياستنا تجاه العراق بالانزلاق إلى هوة سحيقة تقويض قدرتنا على الاستجابة بفعالية إلى القضايا الأخرى الطارئة مثل القتال الجاري حالياً في أفغانستان. وقد أصبحنا لا نمتلك قوات احتياط برية استراتيجية فحسب، ولكن الجيش الأميركي أجبر على تخفيض معايير التجنيد والتعبئة لمستويات غير مسبوقة. وتستمر التكاليف الإنسانية والمالية للحرب في الزيادة: وقد قتل عدد كبير في العراق خلال عام 2007 بشكل يفوق كثيراً قتلى القوات الأميركية هناك خلال العام الماضي 2006، وذلك فضلاً عن أن التكلفة المالية المباشرة للحرب قد تجاوزت مبلغ 600 مليار دولار.
ويرى مؤيدو المسار الحالي أنه بعد أربع سنوات من الإستراتيجيات الفاشلة، كان هناك حاجة لزيادة عدد القوات الأميركية في العراق من أجل إعادة الأوضاع في بلاد الرافدين إلى المسار الصحيح. وأشار هؤلاء الأشخاص إلى الانخفاضات الأخيرة في المستوى الإجمالي للعنف والتعاون على المستوى المحلي بين بعض الجماعات السنية المسلحة والقوات الأميركية. ولكن التقدم الذي تحقق على المستوى المحلي غالباً ما يقوض تحقيق الهدف المحدد والمعلن وهو إنشاء عراق موحد، مستقر وديمقراطي.
وبدلاً من الدفع في سبيل تحقيق نهاية واقعية للمشاركة الأميركية، تزعم إدارة الرئيس بوش بأن السيناريوهات الكارثية يمكن أن تصبح حقيقة ملموسة إذا بدأت عملية انسحاب أميركية ممنهجة. وتقول الإدارة الأميركية بأن العراق سوف تصبح ملاذاً للإرهابيين، وقد تتسبب في إثارة حرب إقليمية أو قد تكون مسرحاً لإبادة جماعية طائفية. وهذه الأقوال زائفة ومغلوطة مثلها في ذلك مثل الأقوال التي قادتنا إلى شن الحرب على العراق، ويتعين على القادة التقدميين أن يتخذوا إجراءات معاكسة. ويحبط الإنزلاق الإستراتيجي العمل الجدي المطلوب لتجنب هذه المخاطر.
والمشكلة الأمنية الحقيقية في العراق هي صراع القوة الشرير الدائر بين الميليشيات والطوائف المتناحرة هناك. ويساهم وجود القوات الأميركية المقاتلة داخل العراق في زيادة الفوضى الإقليمية. ومنذ بداية زيادة القوات الأميركية، تضاعف عدد المشردين العراقيين في شتى أنحاء العالم. وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن أكثر من 2 مليون عراقي قد فروا من العراق، وأن عشرات الآلاف من العراقيين يفرون يومياً من هناك إلى مخيمات غير مؤهلة على الحدود العراقية مع سوريا والأردن.
وطالما بقيت القوات الأميركية داخل العراق بأعداد كبيرة، سوف تجد القوى الإقليمية مبرراً للتدخل في الشئون العراقية لمعرفتها بأن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل نتائج الإحتلال. وإذا أعلنا بوضوح عن نيتنا في الرحيل، سوف تشعر هذه الدول بالرغبة في التدخل بشكل بناء، لأن أمن هذه البلدان سوف يتهدد إذا تحولت العراق إلى دولة مارقة أو قاعدة إنطلاق للإرهاب الدولي. وحتى إيران التي أصبحت أكبر قوة في المنطقة بسبب الحرب، لن ترغب في أن تتحول العراق إلى ملاذ للإرهابيين من أعضاء تنظيم القاعدة.
وهناك طريقة واحدة أكيدة لوقف هذا الإنزلاق. ويجب أن تحدد الولايات المتحدة تاريخ إنسحاب ثابت، وهي الطريقة الوحيدة التي تمكن القادة العراقيين والإقليميين من القيام بعمليات المصالحة الضرورية والتسويات اللازمة للحفاظ على إستقرار العراق ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. ويمكن أن يتم الإنتهاء من هذا الإنسحاب بأمان خلال فترة تتراوح ما بين 12 : 18 شهراً، ويجب أن تبدأ عملية الانسحاب في الحال.
ويبدو الرئيس بوش راضياً باستمرار هذا الإنزلاق إلى أن يحين موعد تركه للسلطة، ولكن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتحمل هذه السياسة الفاسدة أو الاستمرار في الإنزلاق حتى عام 2013.

جون بوديستا رئيس مركز صندوق العمل التقدمي الأميركي، شغل منصب رئيس أركان الجيش الأميركي خلال الفترة بين عامي 1998 : 2001.



لورانس كورب مساعد وزير الدفاع الأميركي خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 1985.

برايان كاتوليس زميل بارز بفريق الأمن القومي التابع لمركز صندوق العمل التقدمي الأميركي

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
فيدرالية كردستان بشعارين لرمز واحد
جرجيس كوليزادة
اخبر العرب


من الرموز الأساسية للتعبير عن أي بلد أو إقليم ضمن سيادة الدولة الواحدة، وجود علم وشعار واحد كتعبير رمزي عن السيادة والكيان السياسي للأمة والشعب، وضمن هذا السياق نجد أن للدول والأقاليم الفيدرالية أعلام ورموز موحدة ومعبرة بشكل وتصميم واحد، ونعلم جميعا ان أعلام الدول أخذت معاني سيادية سياسية كتعبير رمزي موحد عن نفسها وعن كيانها، وساحات الرياضة والمعارض والفعاليات الثقافية وغيرها تشهد هذا الواقع بمساحة كبيرة للتعرف على الدول المشاركة أو الفائزة بالمسابقات، ولكن الذي يعنينا هو الشعار الرسمي الذي يتخذ تعبيرا عن السلطة ان كانت الدولة المعنية ديمقراطيا أو غير ديمقراطي، ومثالنا على هذا شعار نسر صلاح الدين الذي أتخذ منه شعارا لكثير من الدول العربية تعبيرا عن سلطة النظام ان كان النظام جمهوريا أو غير جمهوري، كما هو الحال في العراق ومصر واليمن وسوريا وليبيا، وشعارات بأشكال أخرى لكل الدول والأقاليم في العالم معبرة عن رمز معين ممثل للشعب أو الأمة. والمعلوم أن شعار العراق الاتحادي هو نسر بلون أسود للتعبير عن جمهورية سلطة النظام في البلاد، ولا زال العلم والشعار على حالهما بالرغم من تغيير النظام وتحوله الى دولة دستورية ديمقراطية برلمانية اتحادية كما هو مقرر في الدستور العراقي الدائم، وبرغم من محاولة تغيير العلم القديم في فترة مجلس الحكم العراقي ألا أنه لم يفلح في الإقرار بعلم جديد كما نص عليه الدستور العراقي الجديد، ولكن فيما يخص الشعار فلم يطرأ عليه أي تغيير لحد الاَن وهو المعمول به على نطاق المؤسسات الرسمية للسلطة العراقية. ولكن ما يهمنا في هذا الجانب هو الشعار المقرر رسميا في إقليم كردستان العراق، حيث نجد شعارين رسميين أحدهما يمثل الرئاسة والاَخر يمثل حكومة الإقليم، وللبرلمان شعاره الخاص بالمجلس الوطني الكردستاني، والشعارين فيهما نسرين بشكلين مختلفين للتعبير عن رمز واحد للكيان الكردستاني، ولا شك أن هذا الأمر فيه لبس وفيه تعددية غير مقبولة من الناحية السياسية ومن ناحية توثيق الأوراق الرسمية للرئاسة والحكومة والوزارات بشعار واحد، لهذا لابد أن نقر أنه من الغرابة أن نجد شعارين لتمثيل الكيان الفيدرالي الرسمي للإقليم ضمن سيادة الدولة العراقية، فلا يعقل وجود شعارين مختلفين لرمز واحد للتعبير عن دولة الإقليم الفيدرالي ضمن السيادة الدستورية، ولا شك أن وجود هذا الأمر إن دل على شي فهو يدل على انقسام السلطة في إدارة الإقليم باستقلالية تامة وهي الرئاسة والحكومة عن بعضهما وهما يمثلان السلطة التنفيذية في كردستان، وهذا غير مسموح دستوريا لأنهما مصدرين رئيسين لسلطة واحدة فلا يعقل استقلال أحدهما عن الاَخر الا ضمن صلاحيات مقرة بها تشريعيا بقوانين صادرة من البرلمان استنادا الى بنود في الدستور الدائم للعراق الاتحادي، لهذا نجد ان وجود شعارين للإقليم أمر لا يمكن القبول به لأنه مسألة قد تكون غير دستورية وغير قانونية، فالشعار يجب أن يكون واحدا للتعبير عن رمز واحد وهو فيدرالية الإقليم ضمن السيادة العراقية، ولا أعتقد ان هذا الأمر موجود في الدول التي تتمتع بالنظام الفيدرالي كاندونيسيا والفلبين والهند وفي غيرها من الدول الديمقراطية الاتحادية في العالم، ولا ندري كيف أتخذ هذا الأمر على مستوى الرئاسة والحكومة في الإقليم، لأنه لا يمكن الفصل بين الاثنين فكل واحد منهما مكمل للاَخر لتمثيل السلطة التنفيذية ضمن إطار دستوري مقرر به على مستوى البرلمان وعلى مستوى الدولة العراقية الاتحادية، ولا يعقل أن تكون القادة والسياسيين والمستشارين والخبراء في رئاسة وحكومة الإقليم بهذا الفهم القصير لتمثيل الرمز الرسمي الواحد بشعارين مختلفين للتعبير عن فيدرالية الإقليم. لهذا نجد ضرورة التأكيد على الرئاسة والحكومة في كردستان العراق، بان هذه الإشكالية في اتخاذ شعارين كتعبير رمزي عن الإقليم لا بد من تصحيحها وتبديلها بشعار واحد للتعبير عن الكيان الكردستاني الفيدرالي، لكي يكون التعبير صادقا في التعبير والتمثيل الواحد عن شعب ناضل بكفاح مرير لنيل الحقوق السياسية والقومية والإنسانية والمواطنة الصحيحة للعراقيين والكردستانيين، ومن هذا الباب نقترح أن لا يدخل العلم الكردستاني ضمن تصميم الشعار الجديد إذا أخذ بمضمون هذا المقال من قبل المسؤولين في الرئاسة والحكومة، لان العلم متفق عليه وهو يمثل ويرمز بألوان زاهية هادئة عن كيان إقليم كردستان ولا حاجة لإدخاله في الشعار كما هو موجود في تصميم الشعار الممثل للرئاسة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
التحالف مع واشنطن في مأزق

ناهض حتر

العرب اليوم

المملكة حليف تقليدي للولايات المتحدة منذ .1958 لكن, في الوقائع التاريخية, كانت السياسة الأمريكية, دائما, معادية للمصالح الاستراتيجية للدولة الأردنية.

في الـ ,67 وقف الأمريكيون مع الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. وكانت هذه ضربة موجعة للدولة الأردنية ما زلنا نعيش آثارها حتى اليوم, من حيث أنها فككت وحدة المملكة, وحولت قسمها الغربي إلى ميدان استيطاني توسعي للإسرائيليين.

وفي السبعين, كان على عمان أن تواجه الأزمة الكيانية, وهي من توابع زلزال الـ ,67 مع حليف أمريكي متواطئ ضدها.

وفي الـ ,79 اطاح اتفاق كامب ديفيد مع مصر السادات, بالجهود الدبلوماسية والسياسية الأردنية لعقد كامل, من أجل الحفاظ على وحدة المملكة, واسترداد الضفة الغربية التي رُسم مصيرها في ذلك الاتفاق على أساس الحكم الذاتي.

وفي الـ ,91 خربت واشنطن جهود الملك حسين لحل مشكلة الكويت سلميا, وألحقت بالحليف العربي الأوثق و الأهم للأردن, الخسائر, ووضعته في دائرة حصار اجرامي أفاد منه التجار طبعا, لكن الدولة الأردنية منيت بخسائر فادحة على كل صعيد. ثم جاء الاحتلال الأمريكي للعراق, ليحرم الأردن, كليا, من الدعم السياسي والنفطي العراقي.

وفي الـ ,93 صبت واشنطن كل ثقلها وراء اتفاقيات اوسلو, المؤجلة من اتفاقيات كامب ديفيد. وهو ما وضع عمان في مأزق إضطرها إلى عقد معاهدة سلام مستعجلة ومرتبكة وظالمة للمملكة, مع إسرائيل التي لم تغير استراتيجيتها الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وتدعم الولايات المتحدة الآن, وسوف تدعم إطارا " واقعيا" لصفقة إسرائيلية فلسطينية, من شأنها ليس فقط شطب حق العودة, ولكن, ايضا, تمزيق الضفة الغربية إلى كانتونات غير قابلة للحياة من دون الارتباط بالأردن, في جملة من الحقائق الميدانية التي سوف تقود إلى هجرة ما تبقى من الطبقة الوسطى.

وبينما تحول الولايات المتحدة بيننا وبين النفط الرخيص من دول الجوار, فهي تفرض علينا التزامات ليبرالية السوق المفتوحة من دون أية حماية جمركية أو اجتماعية, وتلزنا إلى خيارات مضادة لمصالح بلدنا في الخصخصة ووقف الدعم الاجتماعي وحرية التجارة من جانب واحد.

لم تقم واشنطن بأي مبادرة لشطب أو معالجة دولية للمديونية الأردنية, مع أن هذه المديونية لا تزيد على نفقات اسبوع واحد لجيشها المهزوم في العراق.

فماذا بقي؟ هل يحتاج النظام السياسي الأردني إلى دعم الولايات المتحدة؟ كلا. فقوة النظام نابعة من المعادلة الأردنية الداخلية التي يلح الأمريكيون على تخريبها. ثم أنه لم يحدث ابدا أن قدمت واشنطن الدعم للنظام الاردني في أوقات الشدة.

هل لدى واشنطن الان القوة الكافية لإيذائنا؟ كلا. فهي تغرق في المأزق العراقي والإقليمي. بالعكس: نحن أقدر على إيذائها.

لا أعرف ما هي دوافع استمرارنا في هذا التحالف؟ ولماذا لا نستطيع أن نقول لا صريحة في مواجهة إجهاض "فرصة السلام" على أيدي الحلف الأمريكي الإسرائيلي؟ ولماذا علينا الذهاب إلى مؤتمر "أنا بوليس", أو السكوت على مطلب "الدولة اليهودية", تلك التي لا تسقط حق العودة فقط, بل تهدد بطرد عرب الـ 48؟

لقد كان المسؤولون الأردنيون, يبررون التحالف مع الولايات المتحدة من زاوية واحدة, هي أولوية المصالح الأردنية. حسنا.. لقد اتضح الآن أن أولوية المصالح الأردنية تستوجب وقفة مراجعة من ذلك التحالف العجيب.




ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الضرر المتبادل للحرب على العراق
آن آبلباوم
القبس الكويت
التفاؤل يعم واشنطن بخصوص تراجع معدلات العنف وأعداد القتلى والمصابين في صفوف الجنود الأميركيين في العراق، وبات يتردد أن 'الأمور ستسير في طريقها الصحيح'، وأن 'استراتيجية القوات الإضافية تؤتي ثمارها'. كما أن المسؤولين الأميركيين باتوا يتذمرون من وسائل الإعلام في هذا الخصوص ويتساءلون 'لماذا لا تتطرق وسائل الإعلام إلى ذكر الحقيقية حول نجاحاتنا في العراق'؟
إن هذا التفاؤل لا يزال غير مضمون، ليس لكون الأمور لا تتحسن في العراق، وإنما لأن الضرر المتبادل الذي ألحقته الحرب العراقية بالعلاقات بين واشنطن وبقية العالم أكثر عمقا واتساعا مما يعتقد الأميركيون.
فالأمر لا يقتصر على أن الحرب العراقية أشعلت جذوة مشاعر الكراهية للولايات المتحدة، التي كانت كامنة دوما في كل مكان. الأمر أسوأ من ذلك، فبالرغم مما ستسفر عنه هذه الحرب في نهاية المطاف، وبصرف النظر عن مدى نجاح الديموقراطية العراقية بعد عقد من الزمن، فإنه من المؤكد أن المسلك الأميركي في الحرب خيب ظن الأصدقاء والحلفاء وألقى بظله الدائم على القدرات العسكرية والسياسية الأميركية.
ومهما تكن النتيجة، فسيكون الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة باهظا للغاية. وهنا نذكر بما كتبه فريد زكريا مرارا حول الضعف المطرد للنفوذ الأميركي في آسيا بسبب انشغالها بالعراق، وأن أحد أكثر هذه الانعكاسات إثارة للقلق تتكشف الآن، في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لجولة أخرى من الاجتماعات بشأن البرنامج النووي الإيراني. ويذكر في هذا الصدد أن كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحاول إقناع الجمهورية الإسلامية بالتخلي عن خطط تخصيب اليورانيوم والقبول بالمساعدة في بناء برنامج للطاقة النووية للأغراض المدنية.
إن جميع هذه المفاوضات منذ بدايتها كنت متأثرة إلى حد بعيد بما يجري في العراق، التي ظلت على الدوام تبعث الذكريات بالإدعاءات حول وجود أسلحة دمار شامل، ومن ثم خلقت جوا غائما من التشكيك حول أي تقارير تصدر حول البرنامج النووي، حتى وإن حمل ذلك التقرير توقيع الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، بل حتى وإن استعرض الإيرانيون الرؤوس النووية في شوارع طهران! ومن ثم بات أي تحليل يصدر عن الإدارة الأميركية يوصف بالملفق ولا يلقى أي اهتمام.
بالنظر إلى العجز الأميركي الراهن بسبب العراق، فانه من غير المضمون أن توقف إيران برنامجها النووي، أو أن تتصرف بطريقة مسؤولة إذا ما نجحت في امتلاك الأسلحة النووية، وأن تنحل الأزمات الأخرى، في باكستان والشرق الأوسط الكبير، من تلقاء نفسها بعدما أعاقتها أو أضرت بها مسألة العراق.
كل هذا سيأتي إلى نهايته الصحيحة بعد عقدين أو أكثر من الزمن، تماما مثلما يجري اليوم في العراق!



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
منحة كويتية جديدة للعراق

حميد المالكي /
الراي الكويت
بتواضع الديبلوماسي ومصداقيته وشفافيته، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح «بأن اتفاقية منح العراق 60 مليون دولار لتحسين الخدمات الإنسانية هناك والتي وقعتها الكويت مع الجانب العراقي ماهي إلا تنفيذ لهذا البرنامج وليس هناك جديد في الأمر» ويقصد بالبرنامج برنامج المساعدات التي أعلنت عنه الكويت في مؤتمر المانحين الذي عقد في مدريد. وتلك المنحة هي حلقة من سلسلة متصلة من المنح والمساعدات الكويتية للعراق على الصعيد الحكومي، أو على صعيد مؤسسات إنسانية أخرى كجمعية الهلال الأحمر الكويتي والمركز الإنساني الكويتي برئاسة الفريق علي المؤمن، اضافة إلى المساعدات الكويتية الأهلية، مؤسسات وهيئات وأفراداً، وعلى الصعيد الثقافي كانت استضافة دولة الكويت للمهرجان الشعري العربي في العراق الذي نظمته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري أبلغ الاثر لدى الوسط الثقافي العراقي. وأعتقد ان توقيع اتفاقية المنحة المذكورة وتزامنها مع زيارة الرئيس جلال الطالباني، وهي وان عبَّرت عن حرص الكويت على الوفاء بالتزاماتها في مؤتمر المانحين في مدريد إلا انها أنعشت المباحثات في القضايا كافة ذات الاهتمام المشترك وعبَّرت عن حسن النية وتعزيز الثقة وعمق العلاقات القائمة ودفعها نحو آفاق أوسع وأشمل وأكثر اشراقاً حتى نهاياتها السعيدة المنشودة بالتطبيع الكامل بين البلدين الصديقين على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المتبادلة والمتكافئة وحل القضايا كافة بالحوار الأخوي البناء.
وكان للرياضة دور أيضاً حينما تزامنت زيارة الوفد العراقي مع مباراة خاضها منتخبا الشباب لكلا البلدين بروح رياضية راقية من التسامح والود والألفة والاحترام وبشكل يندر حدوثه في أي مباريات رياضية أخرى في أي مكان آخر. بل إن هناك قضايا كثيرة تم بحثها والتوصل في شأنها إلى نتائج لا بأس بها، ولكن بعيدا عن وسائل الإعلام وهذا ما صرح به رئيس ديوان الرئاسة العراقية، اضافة إلى نوعية تشكيلة الوفد العراقي التي لم تخل من وجود ثقافي بارز تمثل في شخصية ثقافية وسياسية بارزة ومرموقة. وذلك كله وغيره أضفى على الزيارة والمباحثات طابعاً أكثر عمقاً وأكثر فائدة في استشراف آفاق المستقبل على أسس جديدة أكثر فعالية من الحوار والتفاهم وافتتاح مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين الصديقين أكثر جدية وأكثر تفاؤلاً.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العلاقات الكويتية - العراقية.. إلى أين؟

فيصل المسعود
القبس
العلاقات العراقية - الكويتية ليست جديدة، بل ان امتدادها في التاريخ القديم والحديث له حكايات وقضايا بعضها مشع وواضح كالشمس، وبعضها مظلم، كنوايا بعض نوائيبنا الذين يتوعدون الحكومة بعدم مناقشة جدولة او اسقاط التعويضات الكويتية عن العراق التي اقرتها الامم المتحدة نتيجة الغزو عام ،1990 والحكومة - مع الاسف - مستسلمة لهذه التوجهات غير الواعية والتي ما زالت تغلفها وتعميها العواطف غير المدركة لعبر التاريخ.
اننا يجب ان ندرك ان العلاقات العراقية - الكويتية لعبت في التاريخ القديم والحديث ادوارا مختلفة، ولو اختصرنا ذلك، واخذنا مرحلة انقلاب عبدالكريم قاسم عام 1958 ضد الشرعية العراقية المتمثلة بالملكية، كمنطلق لمناقشة هذه العلاقة، لاستطعنا ان نسجل المراحل التالية:
-1 لقد مثل انقلاب عبدالكريم قاسم 1958، شبه احتفالية ليس في الكويت، بل استطيع ان اقول في معظم العالم العربي (لا شك ان البعض يندم عليها الآن - وانا من ضمنهم) نتيجة هوجة التيار القومي الوحدوي الذي تمثل في انقلاب جمال عبدالناصر عام ،1952 على الشرعية المصرية التي يتذكرها الكثيرون، خصوصا هذه الفترة بعد عرض مسلسل الملك فاروق خلال شهر رمضان المبارك الماضي، ولا شك ان الكثير يترحم على تلك العصور والانظمة التي كانت تتمتع بجزء من الديموقراطية، والتي اختفت مع موجة الانقلابات العسكرية. لقد كانت اول ازمة عراقية - كويتية بعد اعلان استقلال الكويت في 1961/6/19 من الحماية البريطانية، وبعد اقل من اسبوع، حيث اذاع النظام العراقي وفي خطاب لرئيسه عبدالكريم قاسم بتاريخ 1961/6/25 مطالبه الخنفشارية 'ان الكويت تعتبر جزءا من محافظة البصرة'، وارجع ذلك الى العصر العثماني، ولا شك ان في ذلك تعديا على التاريخ الصحيح المعتمد، ولقد توترت العلاقات بعد ذلك، ولكن الاطاحة السريعة بنظام عبدالكريم قاسم انهى هذه المرحلة الملتهبة من تاريخ العلاقات العراقية - الكويتية.
-2 استمرت العلاقات الكويتية - العراقية، بعد استيلاء حزب البعث على الحكم في حالتي شد وجذب واصبحت الكويت احد مراكز التمويل الاساسية لهذا الحزب خلال تلك الفترة نتيجة الترهيب والترغيب اللذين اتبعهما ذلك النظام، والذي مع الاسف خضع لها النظام والحكومات المتعاقبة بالكويت بما فيهم مجالس الامة خلال تلك الفترة الممتدة حتى قيام الحرب العراقية-الايرانية عام 1980 والتي امتدت حتى عام ،1988 ولقد ساعدت انظمة الحكم في معظم اقليم الخليج القوات العراقية بالمال والتسهيلات العسكرية، بل وحتى الاستخبارات والاقمار العسكرية الاميركية ساعدت في ذلك، سواء بشكل واضح او مستتر ضد القوات الايرانية، ولا شك ان الكويت دفعت نتيجة ذلك عداء ايرانيا واضحا ومستترا من امنها طال صاحب السمو الامير الرمز المرحوم الشيخ جابر الاحمد في محاولة اغتياله بتاريخ ،1985/3/15 كما طال ارواح بعض المواطنين وكانت مرحلة مرعبة، ولقد كانت كلها ضد ارادات شعوب المنطقة بما فيها الشعب العراقي والايراني وشعوب اقليم الخليج، ولكنها مرحلة اختلطت فيها المشاعر والاحاسيس بالرعب والقتل المبرمج من بعض اطراف الصراع سواء النظام الصدامي الدموي او شعارات تصدير الثورة من النظام الايراني.
-3 ثم مرحلة الغزو العراقي اغسطس ،1990 ولا شك انها مرحلة من نظام جائر قتل وسطا فيه على الكويت الآمنة، ولا اريد ان اعيد او ازيد، فهي مرحلة حالكة السواد في التاريخ العربي بل والدولي في العصر الحديث.
-4 ثم كان تحرير العراق في 9 ابريل ،2003 وهو لا شك فرحة كانت للشعب العراقي والكويتي لأنهما اكثر من عانى من ذلك النظام البشع، والآن والعراق مر ويمر بمراحل متعددة نتيجة سوء ادارة الاحتلال الاميركي التي لم تستطع بعد التحرير والاستبشار الذي تفاءل به العراقيون ان تحقق الامن والاعمار، وتمر السنوات سريعا وتستلم الادارات العراقية ادارة هذا البلد المكلوم، ولكن ماذا تستلم انها تستلم وطنا اشبه برجل مريض وبالانعاش. حيث كل الخدمات مدمرة وحيث الفراغ الامني تملأه عصابات الارهاب وتحدث المجازر اليومية ويتفنن الارهاب في تقطيع الرؤوس وزرع السيارات المفخخة في الاسواق الشعبية من اجل التخويف وزرع الفتنة الطائفية لجر العراق الى الحرب الاهلية وتقترب جدا من اهدافها، ولكن يظل في العراق من يتمتع بالوعي ويعي هذه المرحلة الخطرة، وتستطيع بعض الفئات وبالتعاون وبعد الوعي والادراك الاميركي مسك بعض خيوط الامل ويقل القتل ويتوقف الى حد ما التدمير، ويسطع على استحياء بعض الضوء والامل، الذي يجب ان يساهم به كل من يحب العراق، وكانت الزيارة الاخيرة لرئيس جمهورية العراق الرئيس الطالباني والوفد المرافق الى الكويت، وفي الاحاديث الجانبية يتم الحديث عن الديون الكويتية على العراق، وفي حديث وزير المالية العراقي السيد باقر جبر الزبيدي يقول 'ان العراق لا يطلب من الكويت الغاء التعويضات المترتبة بسبب الغزو بل يدعو الى جدولتها كما يطالب بتخفيض الخصم من 5% - الى 1% او 2%'، واعتقد ان الكويت يجب ان تتبنى ذلك لسبب بسيط ان استقرار العراق سوف يشكل ضمانة اساسية لاستقرار الكويت.. انني لا اتصور ان بلدا يعيش آمنا وفي بحبوحة من العيش، وان جاره لديه آلاف العاطلين عن العمل، ان مساهمة الكويت في رفع المعاناة عن الشعب العراقي واجب كويتي قبل ان يكون واجبا وطنيا وقوميا واسلاميا، وان جهابذة مجلس الامة وتصريحاتهم التي لا تعبر عن فهم وادراك للمستقبل، وكذلك فهم وادراك علم الجغرافيا والتاريخ في حياة الشعوب.
ان اسقاط او جدولة الديون والتعويضات العراقية للكويت هي لمصلحة الكويت، ان العراق الآن يملك مئات الجرائد والمجلات والمحطات التلفزيونية التي تبث ويطلع عليها كل مواطن في العراق وخارج العراق، وخلق التوجه الشعبي ضد الكويت وضد الشعب الكويتي ليس لمصلحة الكويت لا حاضرا ولا مستقبلا، خصوصا عندما يرى المواطن العراقي، ان بلدانا اجنبية حول العالم ألغت او جدولت مديونيتها، وان الكويت البلد اللصيق والشقيق ترفض ذلك، يجب ان نعي المسؤولية التاريخية لهذا الوطن، ويجب ان نحميه بالوعي والادراك والفهم الصحيح، حتى نضمن مستقبلا آمنا لنا، ولأجيالنا من بعدنا، ولنعلم ان لديهم برلمانا وبه البعض الذي لا يكن للكويت الود، ولديه القدرة والحجة للتحريض ضد الكويت وشعب الكويت.
فرجاء قليلا من الفهم، او التفهم والادراك، حتى لا تتكرر اخطاء الماضي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
أعداؤه أعداء العرب
جهاد الخازن
الحياة
أرجح ان أكثر القراء لم يسمـــعوا اسم اللورد مارك مالوك براون، الوزير في وزارة الخارجية البريطانية المسؤول عن أفريقيا وآسيا وأفغانستان، إلا انني أعتقد بأنه يستحق ان يقدم إلى القراء العرب، فأعداؤه أعداء العرب، ما يجعله صديقاً من منطلق المثل «عدو عدوي صديقي».

مالوك براون تقلب في مناصب عدة، وكان مراسلاً سياسياً لمجلة «الايكونومست»، كما عــمل في منصــب رفيع في البنك الدولي، قبل ان ينتقل إلى الأمم المتـــحدة نائباً للأمين الـــعام كوفي أنان، حيث كنت أراه ولم أهتم به إلا عندما تحدث عن جـــهل الأميركيين في وســط البلاد بالشؤون الخارجية، ورد عليه جون بولتـــون، السفير الأميركي في حينه، مطالباً باعتذار لم يقدمه مالوك براون لأنه عنيد ومشاكس، وقد أحرج الحكومة البريطانية، مرة بعد مرة بتصريحاته، حتى اعتبر «مدفعاً فلتاناً».

إذا كان كذلك فرئيس الوزراء غوردون براون كان يعرف سمعته جيداً عندما ضمه إلى حكومته التي وصفت بأنها تجمع «كل المواهب»، ومالوك براون بين أهمها. ولعل رئيس الوزراء أراد بتعيين الرجل إثبات رغبته في الابتعاد عن التزام سلفه توني بلير بالسياسة الأميركية، خصوصاً بحرب العراق المدمرة، إلا ان الأرجح ان براون لم يرد البعد إلى المسافة التي يريدها الوزير. وقد عاد براون بعد كثرة الانتقادات للتشديد على أهمية التحالف الأميركي – البريطاني واستمراره.

مالوك براون يؤمن بسياسة من نوع ما يروّج له البليونير جورج سوروس الذي استضاف الأول في دارة فخمة له خلال عمله مع الأمم المتحدة في نيويورك. والرجلان على علاقة بمنظمة اللاجئين الدولية التي يمولها سوروس، وتعارض الحرب الآن. ومن الكبار فيها الملكة نور والليدي تريش مالوك براون، زوجة مارك، وهي أميركية الأصل. وقد حمل مالوك براون دائماً على المحافظين الجدد وسياستهم، وكان خصماً لدوداً لجون بولتون، وركز على الحاجة إلى مساعدة أفريقيا، واقترح ان تسلّم بريطانيا مقعدها في مجلس الأمن إلى الاتحاد الأوروبي، وله موقف معتدل من إيران وحماس اللتين يفضل التفاوض معهما، كما انه حضر عشاء استضافه السفير السوري في لندن سامي الخيمي، وزعم انه طلب فيه ان يعتبر ممثل سورية في حكومة براون.

من يهاجم مارك مالوك براون؟

يهاجمه بعض أشهر أعداء العرب والمسلمين، مثل جون بولتون الذي زعم في كتاب له أخيراً ان الرئيس جورج بوش طلب من الأمين العام الجديد بان كي مون عزله لأنه معاد لأميركا. وأرى ان بولتون بولائه لإسرائيل على حساب المصالح الأميركية، هو عدو أميركا الحقيقي، وأعد القراء ألا أقرأ كتابه الذي سيحتوي على كذب كثير وتطرف.

يندر ان يجتمع المتطرفون على رجل واحد كما اجتمعوا، أو أجمعوا، على مهاجمة مالوك براون.

صفحة الرأي المتطرفة جداً في «وول ستريت جورنال» شنت عليه حملة لئيمة واعتبرته من «محور سوروس» كأن ذلك تهمة. و«نيويورك صن» المتطرفة اعتبرت إقامته في بيت يملكه سوروس خارج نيويورك فضيحة. وأكملت الصحف اليمينية في لندن، خصوصاً تلك التي يملكها روبرت ميردوخ، وغيرها الحملة، وانتقلت من بيته في نيويورك إلى بيت قدمته له الحكومة البريطانية للسكن بعد عودته إلى بلاده. وكان واضحاً ان الرجل لا يملك مالاً، ويحتاج إلى مساعدة، أي انه ليس مرتشياً أو فاسداً، إلا ان الميديا اليمينية تجاوزت ذلك لتنتقد الرجل بدل ان تنتقد أثرياء الحرب والمجرمين الذين أيدتهم.

ونشرت «الديلي تلغراف» اليمينية مقابلة معه، يبدو انها ندمت عليها فهاجمته في مقالين تاليين أحدهما أخذ شكل نبذة عن حياته كررت حملات الأميركيين عليه.

ونشرت «الصنداي تايمز» بعد ذلك خبراً في صفحتها الأولى يقول إن وزير الخارجية ديفيد ميليباند ضده، وانه «عالة» على الوزارة، ونسبت معلوماتها إلى مصادر، من غير أسماء طبعاً. وعادت بعد أسبوع لتنشر نبذة عن حياته كررت تهم «التلغراف»، ثم توكأت على حملة من نوع ما قرأنا سابقاً في «وول ستريت جورنال» شنتها هذه المرة مجلة «سبكتيتور»، وهي مثل «الصنداي تايمز» و «وول ستريت جورنال» من مجموعة الناشر اليميني ميردوخ.

ليست صدفة البتة ان تلتقي مطبوعات اليمين على جانبي المحيط الأطلسي لتهاجم وزيراً صغيراً في الخارجية البريطانية، فما يجمع هذه الميديا هو أجندة متطرفة، بعضها يعمل لإمبراطورية أميركية، وبعضها يخدم مصالح إسرائيل.

وفي حين ان مارك مالوك براون «مشكلجي»، ويستطيع ان يدافع عن نفسه، فقد رأيت ان أقدمه إلى القراء العرب وهو لا يزال في الحكم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العقلاء لايرفعون سلاحا، والمجانين لايخفضون سلاحا رفعوه
عوني القلمجي و علي الصراف
دورية العراق

لسنا سوى مجنونين ينطلقان من شعور وطني مجرد، واحساس عميق بالتفاؤل. الشعور الوطني تسنده تضحيات أربع سنوات، دفع فيها هذا الشعب العظيم ثمنا لم يدفعه أي شعب على وجه الأرض من اجل حريته(والمقارنات الحسابية قد تشهد)، والتفاؤل تسنده كل تجارب التاريخ التي تقول ان الغزاة لا ينتصرون، وان جرائم الإبادة التي يرتكبها العملاء تنقلب عليهم.

انطلاقا من هذين المعطيين اللذين لا يحتاجان الى الكثير من الجدل، نطلب من كل عاقل ان يحاكم الوضع الراهن انطلاقا من معطيات موضوعية، وعقلانية، ليخرج بالإستنتاج الذي يراه متوافقا مع المنطق.

لن نقول من جانبنا ماذا تعني مجافاة المنطق. لن نقول أيضا ان أولئك الذين قد يختارون انعدام المنطق "خونة" او "يبيعون دم الضحايا بثمن بخس" او "متخاذلين". وسنظل نعتبر أنفسنا مجانين على طول الخط. وسنترك التقدير الأخير لأصحاب الضمير الحي من مناضلي هذا الشعب، لحملة سلاح المقاومة، ولأسر الضحايا، ليقولوا كلمتهم.

نحن الآن في وضع نجد فيه أطرافا من الصف الوطني تتفاوض، على إستيحاء وخفر (خشية من ان يلحقها العار)، مع بعض عملاء الاحتلال والمستفيدين من عمليته السياسية، بحثا عن سبيل لـ"المصالحة".

وقد جرى فصل من فصول هذه "المصالحة" في القاهرة، قبل عامين وفشل، وتبعه فصل آخر في اسطنبول وبقيت نتائجه سرا، ويجري الآن فصل ثالث على شواطئ البحر الميت ولم يعلن عن نجاحه او فشله، ويُنتظر ان يجري فصل رابع، ربما في بيروت او اسبانيا في وقت لاحق، لكي يكون "ناجحا" هذه المرة.

وتعني الجهود التي تُبذل في هذا الإتجاه، اننا سنجد أنفسنا أمام معطيات على الأرض تبرر وضع ما يسمى بـ"المصالحة الوطنية" من جهة، والمقاومة المسلحة من جهة أخرى، على كفتي ميزان.

وبطبيعة الحال، فان الذين سيختارون "المصالحة" سينقلبون كليا على المقاومة (حتى ليصبحوا أدلاء ومرشدين لأعدائها)، في حين ان الذين سيختارون المقاومة سيواصلون موقفهم ذاته من حكومة الاحتلال، ولكنهم سيجدون أنفسهم تحت ضغط ميداني أشد، وستبدو مقاومتهم عملا أكثر انتحارية مما كان في أي وقت.

هذا الشرخ سيتم، بطبيعة الحال، بينما ما تزال قوات الاحتلال تملك اليد العليا. وسواء تم وضع بدعة "الجدول الزمني" للانسحاب، أم لا، فان اليد التي تحرك قرقوزات مسرح الدمى ("العملية السياسية") ستظل طويلة الى حد أنها تقدر ان تضع رأس أي أحد تحت الحذاء (لا تتذكروا محسن عبد الحميد).
السؤال الأول: هذا الشرخ، لمصلحة من سيكون؟

لن نجيب.

فنحن نسأل ليس من اجل أن نحكم على أحد. ولكن من اجل ان نحتكم للمنطق، ونعيد تدقيق الحساب، ونضع بين أيدي الجميع ما نعتبره حقائق موضوعية وأسئلة تتطلب اجابات نزيهة وخالية من الافتراضات العشوائية والأوهام والوعود الهلامية وخداع النفس.

فمن سيكون المستفيد من جر أطراف وشخصيات وطنية الى خارج خندق المقاومة؟
وما هي عواقب الشرخ ومتوالياته الهندسية؟

إذا قررت أطراف في المقاومة مواصلة القتال، ورفضت مزعوم "المصالحة"، فما الذي سيفعله أولئك "الوطنيون" (عفوا، صارت الأقواس ضرورية)؟ هل سيحملون السكاكين ليذبحوا البقية الباقية؟ هل سيقولون عنهم انهم "ارهابيون"؟ أم هل سيذبحونهم على إعتبار انهم "مقاومة غير شريفة"؟

لا تناور. ولا تبحث عن حجج واهية. ضع ضميرك أمامك، وجاوب: هل سترفع السلاح ضد رفاقك القدامى أم لا ترفعه؟ نعم؟ أم لا؟

جواب بسيط، لسؤال بسيط.

أ"جحوش" ستكونون، تعملون في خدمة "المقاومة الشريفة" (أي مقاومة "فرق الموت" التي يقودها "الشريف" مقتدى الصدر قدس الله سره بالقرب من حبل المشنقة)؟

ثم، ..

بين "الإرهاب" و"المقاومة الشريفة"، أليس ملفتا ان تبنّي مصطلحات الخصم تعني تبنّي مفاهيمه أيضا، وبالتالي ارتداء جبته وعمامته وخوذته؟

نزع الاصطلاح واستبداله ألا يساوي، عمليا، نزع الملابس واستبدالها؟ ألا يعني إنتقالاً الى الخندق الآخر مباشرة؟

إذا فكر البعض، بانه ربما سيفوز من الغنيمة بالإياب، فهل يستطيع ان يُمنع أي أحد من التطلع الى الفوز بريشة ابو ريشة؟

ما نعنيه هو: إذا تراجعتَ خطوةً، فهل تستطيع ان تُجبر غيرك على ألا يتراجع خطوتين؟ وغيره ثلاثاً؟

المقاومات المسلحة لا تتنازل قيد شعرة. ولكن هل تعرف لماذا؟

تجارب التاريخ تقول انها إذا فعلت، فانها تنهار كلياً. تلك هي المسألة. القاسم المشترك الوحيد الذي يجعل المقاومات المسلحة تندفع الى الأمام، هو انها لا تستطيع التراجع خطوة واحدة الى الخلف. لأن أي خطوة الى الوراء، مهما كانت صغيرة، تؤدي الى هزيمة شاملة ومنكرة. يتراجع الأول، فيتراجع الثاني، فالثالث، وتكون النهاية.

المقاومون عندما يختارون رفع السلاح فانهم يختارون العيش في ظرف عصيب. وهم بذلك، يدفعون مجتمعهم الى مشاركتهم كل المحنة، بأقسى معانيها، وأكثرها دموية.

هذا الظرف لا يسمح بتقديم تنازلات. الانهاك موجود دائما. ولكن أي تنازل انما يعني الإعتراف بالإنهاك. وهذا يعني رفعا للعلم الأبيض. ويعني ان كل الدم ذهب هدرا.

في المقابل، فان الموقف الصلب، بل "المتطرف"، يتحول الى قاطرة. العربة القوية تجر العربة الضعيفة، والكل يمضي قدما.

وبالمناسبة. الأمريكيون يفكرون على النحو التالي: "الرابح يكسب كل شيء. المهزوم يخسر كل شيء". وهم يحاربون في العراق، ويرتكبون المجزرة تلو الأخرى، على هذا الأساس. انهم يصورون هزيمتهم في العراق على انها ستكون هزيمة لهم في العالم بأسره. وما لم يرون تلك الهزيمة مقبلة، فانهم لن يتراجعوا. بل سيفرضون على الطرف الآخر ان يتراجع، إغراءً بالفتات أحيانا، وبالمزيد من العنف والقسوة أحيانا أخرى.

الآن،..

إذا كنت قررت ان تقاتل قوة كهذه، فان الشيء الوحيد الذي تستطيع ان تفعله هو ان تمضي قُدماً؛ هو أن تعتبر الجحيم نعيماً، لكي تزيد عليه جحيماً؛ هو ان تضرب وتظل تضرب بكل ما لديك من أسلحة، من دون توقف، ومن دون رحمة.

مجنون فقط، هو الذي يجرؤ على ان يقاوم الولايات المتحدة. لهذا السبب لا تستطيع ان تتعقل. المنطق يقتضي ان تمضي بالجنون الى أقصاه، وتزيده جنونا. وإلا فمن حق كل الضحايا الذين سقطوا في الطريق ان يسألوك: لماذا لم تكن عاقلا من الأول؟

الفيتناميون لم يقاوموا الامريكيين بالعقل. لقد كانوا شعب مجانين.

وكذلك فعل الجزائريون.

العاقلون لا يرفعون سلاحا.

والمجانين لا يخفضون أسلحتهم إذا رفعوها.

ولقد أثبت الشعب العراقي العظيم، بالتضحيات الجسيمة التي قدمها على مذبح المقاومة، انه شعب مجانين.. ولكن أحرار، لا ينامون على ضيم، ولا يموت لهم ثأر. لا يهابون الموت من اجل الحرية، وكرامتهم لا تُهان ولا تُذل، والموت دونها أرحم.

ولا ندري من أوكل الى أي أحد الحق بهدر كرامة كل أولئك الذين سقطوا على الطريق من اجل "تسوية" مع الاحتلال و"مصالحة" مع عملائه؟

× × ×

السؤال الثاني: هل يمكن للمصالحة "الوطنية" ان تكون مصالحة مع عميل؟
الآن،..

إذا ابتدأت أي كلام مع عملاء الاحتلال تحت شعار المصالحة "الوطنية"، فانك تكون بذلك قد خلعت عليهم ثوبا غير ثوبهم، وتكون قد بدأت "الحوار" خاسرا.

قبولهم كـ"وطنيين" يعني انك تخلع عليهم الشرعية. وانك تحوّل كل جرائمهم، وأعمال نصبهم، من خيانة الى "سوء تفاهم" يمكن مسحه بجرة قلم.

العملاء والخونة من كلاب الاحتلال، الذين قادوا فرق الموت، والذين نهبوا المليارات ليقيموا عصابات وليحولوها الى أحزاب تشتري ضمائر الرعاع، والذين يتواطأون على مستقبل ومصير بلادهم مع طهران وواشنطن، والذين مزقوا البنية الاجتماعية على أسس طائفية، لكي يتخذوا منها مطية لنفوذهم، والذين وقفوا وراء كل الأعمال الوحشية للاحتلال، والذين تسببوا، بعمالتهم ونذالتهم وانحطاطهم، بقتل أكثر من مليون ضحية وتهجير خمسة ملايين آخرين، وتجويع ثمانية ملايين.... هؤلاء ليسوا "وطنيين"، ولا يمكن عقد "مصالحة وطنية" معهم. انهم كلاب فحسب. كلاب ومجرمين بالمعنى الحرفي والمجرد للكلمة.

إذا أًصبح عملاء الاحتلال والمتورطون في "عمليته السياسية" وكل الكلاب من أمثالهم، وطنيون، فنحن براء، الى يوم الدين، من هذه "الوطنية".

ثم مصالحة على ماذا؟

أمصالحة على 1200000 شهيد؟

أمصالحة على دماء خيرة المقاتلين الذين إفتدوا حرية وطنهم وشرف أمهاتهم وأخواتهم بزهرة شبابهم؟

أمصالحة على كل الخراب الذي ساقوه لبلد لم يعتبروه أصلا وطنا لهم إلا من اجل ان يخونوه ويدمروه ويعيثوا بمقدراته فسادا؟

أمصالحة على شرف الرجال والنساء الذين تحول إغتصابهم الى مناسبة لتوزيع الأوسمة؟

أمصالحة على القبور التي لم تعد تتسع جثثا؟

أم مصالحة من اجل ان يجد بعض "المُنهكين" ظلالا يستريحون تحتها في المنطقة الخضراء؟

ثم، تعال هنا. قل لنا، ما الذي سيعطونه لك؟

حصة طائفية بين حصص اقتسموها قبلك؟

تعال، إحسب. لو أخذت حصة كهذه، أفلا تكون قد خرجت من ملعب الوطنية الجامعة لتلعب لعبة الطائفية في ملعبهم؟

وكم ستكسب؟

ثلث المقاعد في برلمان يتحكم به طائفيون من الداخل، وصفويون وصهاينة من الخارج؟

وهل سيسمح العملاء من قادة المليشيات الكردية بالتخلي عن مكاسبهم في نظام الحصص العنصرية؟

وهل ستجدهم يصوتون الى جانبك عندما يناقشون تقسيم ثروات الشعب العراقي حصصا على مليشياتهم؟

أم هل تعتقد انك "شاطر" بحيث "تلعب" عليهم بـ"تكتيكاتك" العبقرية، لتنقلب بهذا على ذاك؟

هل تعتقد انك وحدك "مفتّح باللبن"؟

إذا توصلتم لقناعة بان المحتل يبحث عن مخرج (وهو ما لم يتم بعد) فلماذا لا تكون مفاوضات مع الاحتلال نفسه؟ أليس الاحتلال هو المشكلة؟ هل يمكن حل مشكلة فرعية (السلطة) قبل حل المشكلة الرئيسية (السيادة)؟ وما معنى أي سلطة، او أي شراكة في سلطة، تكون خاضعة لإملآت ومصالح الإحتلال؟

الفيتناميون تفاوضوا على هزيمة امريكا مع هنري كيسنجر. والجزائريون تفاوضوا مع شارل ديغول.

وبصراحة، فان التفاوض مع زبانية الاحتلال، فيه قدر من الوضاعة، لا تليق حتى بالعربنجية.

الدنيا مستويات أيضا.

"عوفك" من العراق ومصيره. السؤال الاكثر مصيرية هو: كيف يضع أي إنسان قويم وجهه في وجه هؤلاء اللصوص والقتلة، ولا تنتابه رغبة بالتقيؤ؟

مع ذلك، في حدود اللعبة الطائفية التي صممها الاحتلال لحساب مليشيات عملائه، ما هو أقصى مكسب يمكن الحصول عليه؟

هل أكثر من الثلث في كل شيء؟

ونحن سنتبرع لك بالباقي (الذي لا نملكه) لعلك تصل الى النصف.

ثم؟ ماذا بعد؟

هل هذا عراق؟

أمن أجل هذا، ضحى الذين ضحوا بحياتهم؟

نحن هنا، بالأحرى، أمام عراقين إثنين، مختلفين كليا وجذريا. الأول، عراق سيد حر يعود مجتمعه ليبني نفسه على أسس وطنية جامعة؛ أحزابه وطنية؛ وقيادته وطنية؛ وكل شيء فيه عراقي الهوى والهوية. والثاني، عراقٌ مغلول (حتى ولو من دون قوات أجنبية) اليد والعنق والقدم، تنهش المليشيات عظامه وتتكالب على نظامه، ممزقٌ على أسس طائفية، وكل شيء يسبح في مستنقعها، ويُسبّح بحمد عمائمها الهمجية.

الأول، هو عراق المقاومة الوطنية. والثاني هو عراق العملاء. فمن هو ذلك البهلوان الذي يستطيع أن يجمع بين الإثنين او "يُصالح" بينهما؟ ووفقا لأي فلسفة؟ وما هي الرؤية النظرية لهذه الخلطة الجهنمية؟

وانتم مثقفون، والحمد لله، ولا بد إن لديكم نظرية. فما هي؟

× × ×

السؤال الثالث: وهل هُزمت المقاومة، لكي نبحث عن مخرج منها يؤدي الى تسوية، فنقول عفا الله عما سلف؟

على مدى أربع سنوات متواليات خاضت العشرات من فصائل المقاومة قتالا ضاريا أنهك الاحتلال حتى صارت صرخات الهزيمة تتعالى في الكونغرس.

وبينما بلغ مجموع قتلى الاحتلال (المعلن) نحو 3800 قتيل و 25000 الف جريح (ومثلهم، منطقيا، من مليشيات المرتزقة)، فان الخوف ومستوى الجرائم التي يرتكبها الغزاة صار يدفع جنودهم الى الانتحار بما وصل الى اكثر من 6200 جندي في عام 2005 لوحده. أي أربعة أضعاف الرقم المعلن لقتلى الجيش الامريكي في ذلك العام. اما كلفة الغزو فانها تفوق 200 مليون دولار يوميا، بالنسبة لدولة "عظمى" بالديون، وتموّل الحرب بخفض قيمة الدولار والمزيد من القروض ونهب النفط العراقي.

فهل هذا وقت التراجع؟

هل هذا هو الوقت المناسب لكي يبدو ان الاحتلال يحصل على فرصة للتنفس، ليزعم ان هناك "نجاحات سياسية" تتكدس فوق "النجاحات الأمنية"؟

هل يجوز أصلا منح الاحتلال مجرد الإيحاء بهذا المعنى؟

هل هناك من خدع أي أحد ببدعة الدخول في "العملية السياسية" لكي "لا تبتلع ايران العراق"؟ وهل تستطيع ايران ان تبقى شهرين في العراق إذا انسحب الامريكيون؟

فلينسحب الغزاة، ولنرى كم سيبقى من عملائه ومليشياته الصفوية بعده.
ثم، ألا يستحق العراقيون مقدرا اكبر من الثقة بوطنيتهم ومشاعرهم القومية وتاريخهم، حيال نموذج ديني تافه لسلطة "ولاية الفقيه"؟

أم ان الخدعة هي مجرد توريط تحت يافطة اوهام "الضربة المحتملة" للمنشآت النووية الإيرانية؟

"نارهم تاكل حطبهم"، إذا حصلت. ولكن ماذا لو لم تحصل؟ فما الذي سنخرج به من التوريط غير الورطة؟

المقاومة لن تُهزم حتى ولو بقي فيها مقاتل واحد. فكيف وهي تعد اليوم ما يُعتقد انه 200000 مسلح (حسب تقديرات الامريكيين)؟

الإنهاك الذي يصيب قوات الإحتلال، الأحرى به أن يتعزز. والأحرى بكل أطراف الصف الوطني يتحدثوا بصوت واحد: مقاومة، ولا شيء سوى المقاومة حتى تعلن الولايات المتحدة هزيمتها من دون قيد او شرط.

المقاومة هي التي يجب ان تفرض الشروط. ودماء الضحايا يجب ألا تذهب هدرا. ولا قطرة واحدة.

والآن،..

أنظر الى كفتي الميزان. "المصالحة"، في كفة. و"المقاومة" في كفة. في كفة المصالحة (وهي غير وطنية بالمرة) سيكسب المتصالحون حطامَ بلد ليظل ممزقا وعاجزاً وخاضعاً للهيمنة. هذا هو أفضل سيناريو ممكن.

في المقابل، فان أسوأ سيناريو تقترحه المقاومة هو ان يتواصل النزيف والاستنزاف أربع سنوات أخرى او أكثر. وإذا عادت المقاومة لتستهدف شريان النهب واللصوصية الذي يغذي آلة الإحتلال، فان آلية الاستنزاف ستظل تميل لصالح المقاومة، كما هو حالها اليوم.

أما السيناريو الأفضل للمقاومة، فانه عالم بأسره. حتى المخيلة لا تستطيع ان تستوعب كل تداعياته الإقليمية والدولية. ومنها ان أول شيء سيفعله الإسرائيليون، بعد الانسحاب الامريكي الى الكويت، هو ان ينسحبوا... الى نيويورك. وسيجد وكلاء الامبريالية ومؤجري قواعدها، ان وقتهم قد أزف.

لهذا السبب أصبح التفاوض مع الفلسطينيين، بالنسبة لإسرائيل، قضية تستحق الحصول على توقيعات مبكرة.

ولهذا السبب يتسابق وكلاء الولايات المتحدة في تسويق المخاوف من تحويل إيران بعبع، لانهم يريدون ان تبقى الولايات المتحدة لتعيد ترتيب تحالفاتها بين "الشيعة" و"السنة".

ولكن بهزيمة الولايات المتحدة، ستنهزم عصاباتها الطائفية، ولن تجرؤ إيران على التقدم خطوة داخل العراق. وإن فعلت فانها ستغرق بالوحل الذي غرقت فيه الامبراطورية الامريكية.

دروس الاستراتيجيا تقول انه ما من قوة فرعية نجحت في الحلول محل قوة عظمى مهزومة.

ولذلك، لا شيء يبرر بيع مصير العراق على أساس مخاوف زائفة. فإيران لن تكسب ما خسرته أمريكا. وهي غير قادرة على تمويل او الغرق في حرب على أسس طائفية، لانها ستهزم فيها ليس في بغداد فحسب، وانما في طهران أيضا. فالفرس لا يشكلون سوى أغلبية محدودة، في مجتمع تناحرات قومية وعرقية ولغوية ودينية صامتة. "الفوضى الخلاقة" ستكون خلاقة أكثر بين الفرس (45%) والأذريين (35%) والأكراد (11%) والعرب (4%) والبلوش (3%) واللر (2%)، مما هي بين "السنة" و"الشيعة" (وهم عرب في النهاية) والأكراد في العراق.

عدونا هو الإحتلال الأمريكي أولا، وثانيا، وثالثا، وإيران رابعا.

المقاومة في العراق تعني ان مجرى التاريخ سيتغير. أمم عظمى ستصعد، وأخرى ستنزل.

وبينما يلعب المقاومون بمصائر أمم ودول، في الإتجاه الصحيح للتاريخ لإزالة آخر الوحشيات الامبريالية في عمر الانسانية، فهناك بيننا من يجرؤ على النظر الى التاريخ على انه حارة وشارع وحصة. وكأن المسألة هي مسألة فلوجة او رمادي او الأعظمية فقط.

"عرب وين، طنبورة وين".

كم مرة، في التاريخ، يطرق التاريخ عليك بابك؟

وفي مقابل هذا التاريخ، بالله على ماذا كان يجري النقاش على شواطئ البحر الميت؟ على أي حصة؟ على أي دربونة؟

العراق الذي قدم نفسه كقوة إقليمية عظمى، عراق المشروع التحرري التاريخي، عراق التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل، عراق التأميم وثورة الإعمار ومحو الأمية والتعليم الجامعي المجاني والانجاز العلمي الباهر، هو ما كان على طاولة الغزاة. فدمروه. واحلوا محله خرابا وفوضى. وهم لا يريدون لهذا العراق ان يعود ليقف على قدميه مجددا.

أعلى هذا العراق نتفاوض، أم على حصة في وزارة عصابات طائفية؟

قبل هذا وذاك، ربما كان يجدر التساؤل: ألم يكن بوسع الشهداء ان يتفاوضوا على مصالحة؟ ألم يروا الموت حاضرا، فلم يقدموا له تنازلا بقيد شعرة؟
لقد رسم هؤلاء الشهداء بدمائهم خطاً للمبادئ والأهداف والقيم.
فليتجاوزه من يجرؤ.

وهل كان ذاك الموتُ موتاً؟

المقاومة، في حدها الأدنى، إنما تعرض مجداً. وحتى ولو بقيت له قلة قليلة، فانها هي التي ستغلب في آخر المطاف.

يقول المثل الانجليزي:
If you cannot stand the heat, get out of the kitchen
بكلام آخر: "إذا لم تكن قادرا على تحمل الحرارة، إطلع من المطبخ".

لقد جاء الغزاة وعملاؤهم على باطل. والباطل لن يدوم.

إن للباطل جولة.

وعندما يكون الباطل هستيريا وحشية تامة، فان الجنون المطلق هو الرد العاقل الوحيد عليه.

وفي الأقل، فليكن الموت مجدا.

العقلاء لا يرفعون سلاحا أصلا. والمجانين لا يخفضوه.

وبدلا من المصالحة، فان إعلان الجهاد على الانحطاط الطائفي أولى.

وبدلا من استذلال الرغبة بالتفاوض، فان تصعيد العمليات ضد الاحتلال أجدى.

وبدلا من قميئي العمالة، فان البحث عن ديغول أفضل.

وبدلا من الفوز بحصة في عراق طائفيين، فان عدم الفوز بأي حصة في عراق وطنيين أكرم.

لقد غسلنا بالدم العزيز أرضاً عزيزةً. وحرةً يجب ان تكون. ذلك هو الثمن الوحيد المقبول. وليس من اللائق بأي أحد ان تتحول المسألة الى مسألة "سوء تفاهم" ومسح طاولة.

وإذا كان هناك من يريد ان يكفّر ذنباً، فليلتحق بالمقاومة، وليشارك الوطنيين في الحرب ضد الاحتلال وعملائه. هذا هو المهر الوحيد للوطنية.

العملاء ليسوا وطنيين لكي تمكن مصالحتهم. لم نكن زعلانين معهم من قبل، ولكنهم جاؤا مع الغزاة وليضربوا بمعوله هدما بالوطن، وليقوموا عراقا على شاكلتهم. وقد هدموا عراقنا بما يكفي لكي تقوى الدوافع لكنسهم، لا لمصالحتهم. أما الغزاة فقد اثبتوا في كل ما فعلوه انهم مجرمون، كائنة ما كانت الذرائع التي ساقوها لتبرير وحشية مصالحهم.

ومع المجرمين يجوز العقاب وتجوز المقاومة ويجوز الجنون، ولكن لا يجوز العقل ولا تجوز "المصالحة". أحدنا يجب أن يُهزم، كلياً ونهائياً. هذه هي المعركة.

لا توجد منطقة وسطى بين الوطنية والعمالة، ولا تستقيم بينهما أية "مصالحة".
وسواء طال الوقت أم قصر، فان مقاومة كالتي خاضها العراقيون، لن تُهزم.
شيء من الشعور الوطني المجرد هو الذي يقترح هذه الثقة، وشيء من تفاؤل التاريخ أيضا.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
تريليون هنا.. تريليون هناك


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
شبكة البصرة

قلّما أكتب عن التفاصيل الاقتصادية لأني لست متخصصاً في الرياضيات ولا الاقتصاد. لكن الأخبار التي نُتشرتْ مؤخراً دفعتني أن أدلو بدلوي في الكتابة عن النقود.

قبل بضعة أيام صدر تقرير يتضمن بأن الولايات المتحدة سوف تنفق أربعة تريليون دولار تقريباً على حروبها في العراق وأفغانستان لغاية العام 2017. بينما التقديرات بشأن الأموال التي صُرفتْ أصلاً على حربها في العراق تجاوزت التريليون دولار.

كم هو التريليون دولار؟ سأستخدم المعيار الأمريكي في هذه المناقشة. تستخدم بريطانيا معياراً مختلفاً بشأن التريليون، عليه أُريد توضيح المعيار الذي استخدمه هنا.

لا زال المليون دولار يُشكل علامة بارزة على الشخص الثري في الغرب. خذ ألف مليون ويصبح عندك بليون. ثم خذ ألف بليون فتملك تريليون. وهذا يتضمن رقم واحد وإلى يمينه 12 صفراً. وهذا كم ضخم جداً من النقود.

دعونا نعود إلى الوراء- قبل أيام "تحرير" العراق- مارس 2003. بول وولفتز- أحد المحافظين الجدد في إدارة بوش وقتئذ- أخبر الناس في الولايات المتحدة: أن غزو العراق لن يُكلف دافعي الضرائب الأمريكان بنساً واحداً. تنبأ بأن أي صراع في العراق سيكون قصيراً، ومهما بلغت تكاليف الحرب على الولايات المتحدة، فسوف تتراوح بحدود 20 بليون دولار ويمكن تعويضها من إيرادات نفط العراق ثمناً لـ "الديمقراطية" التي تجلبها أمريكا للعراق. وهذه صفقة جيدة. لم تتحرك الأمور وفق هذه الخطة.

إنفاق تريليون دولار لاحقاً (وموت أكثر من مليون عراقي، علاوة على مقتل آلاف الأمريكان وعدد من قوات الجنسيات الأخرى...)، مؤشرات تبين أن هناك ثقباً غير قابل للإغلاق ويشكل عنق الزجاجة باتجاه استمرار المزيد من الإنفاق. وكل بضعة أشهر، أو ما يماثلها، يقوم الكونغرس بالمصادقة على صرف عشرات بلايين الدولارات بُغية استمرار الصراع. لكن هذا مجرد إجراء أبله إذا ما نظرتَ إلى الصورة بشكل شامل.

دعونا نعود إلى وولفتز وتنبؤه. هناك فرق ضخم بين صفر دولار وبين 1000000000000 دولار (تريليون دولار). وهكذا كان وولفتز بعيداً عن تنبؤه بشأن ميزانية الحرب. ومن الاعتيادي أن أي شخص يتخبط هكذا يصبح موضع عدم ثقة. لكن ليس وولفتز، حيث كافئه بوش بجعله رئيساً للبنك الدولي.

وفي منصبه الجديد ارتكب وولفتز خطيئة كبرى. وبطريقة كلاسيكية عندما يسمح المرء لقضيبه أن يتحمل مسؤولية اتخاذ القرار بدلاً من عقله، منح وولفتز صديقته وظيفة رفيعة ذات مرتب كبير ودون تحميلها مسؤولية العمل. انفجرت الأزمة وأُجبر وولفتز على الاستقالة. آمل، في هذا السياق، أن تكون هذه الخليلة قد أعطت هذه الطبقة "الراقية" درساً عاصفاً.

وعموماً، لم يتحمل أحد مسؤولية خسارة صرف هذه الأموال الضخمة في تدمير العراق. وكل ما حصل هو اعتبار هذا الأمر الجلل خطئاً بسيطاً وفق منطق القضاء المالي.

بالعلاقة مع الاستخدام الحاصل لمصطلح تريليون، تصبح كلمة بليون قديمة وستعني في ذهن الناس مبلغاً ضئيلاً بالمقارنة. قريباً سوف تقود مصروفاتنا هذه إلى الصفر/ الإفلاس. ماذا سيكون التالي؟ إصدار كميات أضخم من الدولارات jillion dollars (دولارات متضخمة) وكميات أضخم وغير محدودة من الدولارات zillion dollars (دولارات متضخمة جداً)؟ وسيأتي يوم نتحدث فيه عن النقود الحقيقية!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الدورية تفضح اكاذيب البنتاغون: حول القذائف "الايرانية" الخارقة للدروع !

دورية العراق

كان هذا التقرير قد نشر في الدورية اواخر 2003، ونعيد نشره الان لدحض اكاذيب العدو الامريكي الذي يزعم ان لايران الفضل في تزويد المقاومة العراقية بقذائف خارقة للدروع. حيث يتكلم في اعلامه المزيف وكأن هذا سلاح طاريء على المقاومة التي اعجزت اكبر جيش في العالم، ولم يدخل ترسانتها الا هذا العام عبر ايران، في حين انه مستخدم منذ شهر أب 2003.

**
السر الذي يحير البنتاغون

جون روس - ترجمة دورية العراق
نشر في دورية العراق 11/12/2003

مازال خبراء الجيش الامريكي في حيرة من (الشيء)الذي اصاب دبابة ابرامز موديل M1A1 في يوم 28 آب/اغسطس 2003، وهي تجوب شوارع بغداد فأفقدها الحركة!

وطبقا لتقرير عسكري سري لم يكشف عنه بعد، فإن الاطلاقة الغامضة اخترقت الدبابة محدثة ثقبا بحجم قطر قلم رصاص. ويقول كاتب التقرير (الثقب كان من الصغر بحيث لم يدخل فيه اصبعي الصغير)

وقد اخترق هذا (الشيء) غرفة ركاب الدبابة ثم مر من خلال ظهر مقعد جندي المدفع وسحج منطقة الكبد من سترته الواقية واخيرا استقر في الجانب الاخر من الدبابة محدثا ثقبا بحجم 5ر1 – 2 انج .

وبمرور (الشيء) في الداخل اصاب مكونات حساسة في الدبابة مما تسبب في شل حركتها. وهذه ثاني دبابة من هذا النوع تصيبها النيران العراقية ومثال واحد من بضعة امثلة على (قتل الحركة) منذ ان دخلت هذه الدبابة ذات 69 طن الخدمة العسكرية قبل عشرين عاما.

والدبابة الابرامز الاخرى التي عطلت اثناء غزو العراق كانت قد اصيبت باطلاقة RPG-7 ويعتقد خبراء الاسلحة انه أي ماكان السلاح الذي اصاب الابرامز هذه المرة فهو ليس ار بي جي 7 بأي حال من الاحوال وهذا مايسبب قلق سائقي الدبابات.

وقد كتب تقرير الاصابة تيني هيوز وهو خبير تقني قام بفحص الدبابة في بغداد وكتب تقريره بلغة حماسية قلقة نادرا ما تكتب بها التقارير الفنية العسكرية. كتب يقول ( ان الوحدة متعطشة لمعرفة ماهية هذا (الشيء). ومن الواضح ان الجسم المخترق كان مصنوعا من معدن اصفر ولكن أي سلاح اطلق هذا الجسم وماهية هذه الاطلاقة؟

ان الاشرار يستخدمون شيئا مجهولا ورجالنا يريدون ان يعرفوا ماهو هذا الشيء وكيف يحمون انفسهم منه.)

وعلى اية حال فإن الركاب الاربعة في الدبابة لم يصابوا الا بجروح طفيفة كما اصيب قائد الدبابة بشظايا في ساقيه وذراعيه واصيب جندي المدفع في ذراعه. وقد تسبب السلاح المجهول في ارتفاع الحرارة داخل الدبابة الى درجة حفزت جهاز مكافحة النيران للعمل وهذا ربما منع المزيد من الاصابات بين الركاب.

وقد ناشد الخبير بيأس المسؤولين في البنتاغون ( هل يمكن ان يخبرنا احد ماهية هذا السلاح؟ واذا كان ذلك ليس ممكنا، هل يمكن ان يأتي خبير في الذخائر الاجنبية الى هنا ليفحص الدبابة قبل ان تبدأ التصليحات ؟ ارجوكم الاستجابة السريعة).

وفي حين انه من المستحيل تحديد ماالذي اصاب الدبابة دون فحصها ولكن الصور المصاحبة للتقرير توضح ان هناك ثقبا بقطر قلم الرصاص ولكن لايصاحبه الاضرار المميزة للاسلحة المخترقة للدبابات من آثار حريق حول فتحات دخول الاطلاقة جسم الدبابة.

وقال مصدر خبير في تصميمات الدبابة ومهندس اسلحة مضادة للدبابات ( هذا شيء غريب حقا. هذا شيء جديد. انه رأس حربية من نوع ما ولكنه ليس ار بي جي 7)

ولشدة حساسية الموضوع فقد كان خبراء الاسلحة يوافقون على ابداء الرأي بشرط عدم الكشف عن اسمائهم.

قال احدهم وهو يعمل في قاعدة فورت نوكس ان السلاح ربما يكون ار بي جي مطور فمنذ 15 عاما عمل الخبراء الروس على تطوير نوع منه وهو مااطلقوا عليه PG-7VR.

اما الشركة المصنعة للدبابة ابرامز فقد وافق مهندسوها على هذا الرأي ولكنهم اضافوا ان الاطلاقة قد تكون مصنوعة من (الذهب الاصفر).

ولكن هذه كلها تخمينات ولا احد يعرف الحقيقة بالضبط .

ويقول قائد الوحدة التي اصيبت دبابتها (نرجو الا نكون هدفا حيا لتجريب اسلحة جديدة فلا احد يحب ان يكون كذلك ).

ليست هناك تعليقات: