Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الاثنين 8-10-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
من هو فرهادي المرحلة القادمة ؟
نزار السامرائي
باحث في المركز العراقي للدراسات الستتراتيجية
بحركة انفعالية و استعراضية معا ، أغلقت الحكومة الإيرانية الحدود البرية ، مع المنطقة الكردية في شمال العراق الإيراني ، في الرابع و العشرين من أيلول / سبتمبر الماضي ، بعد اعتقال القوات الأمريكية للعميد محمود فرهادي ، أحد القادة الكبار في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني ، في محاولة لممارسة أقصى درجات الضغط على إدارة المنطقة الكردية في العراق ، وبشكل خاص على جلال الطالباني ، ليتحرك بقوة وسرعة من أجل إطلاق سراح فرهادي ، وامتعض الطالباني من السلوك الأمريكي ، أو هكذا تظاهر على الأقل ، لإرضاء أصدقائه الإيرانيين ، ولكن الجانب الأمريكي تعامل مع ردود الفعل تلك باستخفاف وتجاهل تام ، أكد أن فرهادي أضيف إلى معتقلي القنصلية الإيرانية في أربيل ، ذلك أن الولايات المتحدة تتحرك على هدي إستراتيجيتها الكونية ، غير مكترثة بما يصدر من أصدقائها وعملائها ، من توسلات أو انفعالات .
وبعد مضي اسبوعين على القرار سالف الذكر ، ودون مقدمات ، أعلنت الحكومة الإيرانية ، إعادة فتح الحدود ، دون أن تحقق شيئا من الأهداف المعلنة التي تم إغلاقها من أجلها ، وكي تأخذ العملية شيئا من الوجاهة ، التي تحفظ لطهران قليلا من ماء الوجه ، فقد دفعت بأصدقائها من الإتحاد الوطني الكردستاني ، الذي يتزعمه جلال الطالباني ، إلى تقديم الرجاء لها لإعادة فتح الحدود ، بسبب الأزمة الاقتصادية والمعاشية التي شهدها ( إقليم كردستان ) ، مما أثار تساؤلات حزينة عن قدرة المنطقة الكردية في العراق لإعلان ( الاستقلال ) عن الوطن الأم ، إذا كانت عجزت عن مواجهة أزمة عابرة لم تستغرق إلا بضعة أيام ، فكيف يكون بمقدورها مواجهة ظروف العيش كجزيرة وسط محيط من أجواء العزلة والكراهية من أطراف ترى في أية خطوة لتغيير الخارطة السياسية لدول المنطقة إيذانا بوضع دول المنطقة جمعاء على سكة التفتيت ، ولهذا فإنها ستجد نفسها في نهاية المطاف ، مضطرة لتنسيق جهودها لمواجهة الأخطار المشتركة التي تهدد وحدة أراضيها ، حتى وإن قدمت الدعم لحركات انفصالية في بعض الوقت .
فلماذا فتحت إيران حدودها مع المنطقة الشمالية من العراق ؟ وماذا حققت إيران من وراء ذلك ؟
لقد تعرضت المنظومة الإستخبارية الإيرانية ، إلى ضربة مؤكدة و كبيرة ، و لم تكن متوقعة ، نتيجة اعتقال محمود فرهادي ، تركت لدى طهران شكوكا عن سلامة جدارها الأمني ، ولهذا كان الانكفاء المؤقت ، مطلوبا وبإلحاح من أجل إعادة تقييم كفاءة أجهزة استخباراتها ، وفعالية منظومتها الأمنية ، كي لا يسقط المزيد من الضحايا ، وخاصة من نوع الصيد السمين الذي فقدته في أربيل في الحادي عشر من كانون الثاني / يناير الماضي ، وبعده وقوع فرهادي في فخ محكم الإعداد ، فالأمر كان إذن لإجراء مراجعات شاملة ، ولكن ظرف العراق لا يسمح بمرور وقت طويل قبل إنجاز المهمة في أسرع وقت متاح ، ويبدو أنها قد رتبت أوضاع أجهزتها في العراق عموما ، وفي المنطقة الشمالية بشكل خاص ، بما يؤمن لها أقل قدر من الخسائر ، إن فرض عليها ذلك ، و مع أوسع قدر من المكاسب .
ولما كنت إيران دولة متعددة الأهداف ، فإن البعد الاقتصادي يأخذ حيزا حيويا من برامجها الخارجية ، فقد توصلت طهران إلى استنتاج مؤكد ، بأن العراق الذي دمرت الحرب العدوانية ركائزه الاقتصادية ، وما أعقبها من صفحات معروفة الجهات المنفذة ، أصبح بحاجة إلى كل شيء من الخارج ، بدء من الغذاء والدواء وانتهاء بإبرة الخياطة وخيطها ، ولما كان نفطه يتدفق دون قيود أو حساب ، فالفرصة متاحة لكل من يستطيع ملأ فراغ الحاجات الإنسانية فيه ، ليحصد الأرباح دون حدود ، والنفوذ دون قيود ، ولأن هناك أطراف إقليمية ودولية يمكن أن تستحوذ على أسواق تعتقد إيران أنها خالصة لها ، فقد وجدت إيران نفسها مقبلة على تنافس غير متكافئ إن تأخرت بإعادة فتح الحدود ، ولذا أقدمت على خطوة قالت إنها لن تقدم عليها ما لم يطلق سراح فرهادي .
ويذهب بعض المراقبين إلى أن اعتقال فرهادي ، ألحق أذى كبيرا بالمصالح الإيرانية ، وكشف الكثير من أوراقها أمام أصدقائها وخصومها وأعدائها على حد سواء ، ففقدت عنصر المفاجئة في خطواتها ، وفي نفس اليوم الذي أعلنت طهران عن فتح الحدود مع شمال العراق ، جاءت تصريحات بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق ، والتي اتهم فيها حسن كاظمي قمي ، السفير الإيراني في بغداد ، بتهريب السلاح للمليشيات مستغلا الحصانة الدبلوماسية التي يوفرها له منصبه ، للقيام بأعمال لا تنسجم مع تلك الوظيفة ، وأكد بترايوس أن قمي من أعضاء فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ، وقد تكون هذه المعلومات مستقاة من فرهادي شخصيا ، وقد تكون من مصادر أوسع مما يمتلكه فرهادي ، ولما كانت الإدارة الأمريكية قد صنفت الحرس الإيراني كقوة إرهابية ، فقد تعرض معلومات بترايوس ، السفير الإيراني إلى أخطار غير محسوبة ، رغم حصانته الدبلوماسية ، وفي أحسن الأحوال قد تضطر حكومة المالكي ونزولا عند املاءات الأمريكيين ، إلى اعتباره شخصا غير مرغوب فيه ، وحينها ستكون طهران مضطرة لنقله من منصبه ، وبعدها سيتم تدقيق المعلومات عن البديل من قبل جهات لا ترغب إيران في دخولها على الخط .
وعلى العموم فإن طهران ستجد نفسها لبلع الإهانة ، والانحناء أمام العاصفة ، انتظارا لفرص أفضل قد يأتي بها مستقبل الأيام
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
قرار تقسيم العراق سهل مهمة تحرير العراق
عوني القلمجي
صحيفة العراق
هؤلاء اما اغبياء او ان الله ختم على سمعهم وابصارهم غشاوة. انهم خمسة وسبعون شيخا امريكيا من اصل مئة هم مجموع اعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس الامريكي ، اجتمعوا في وضح النهار واتخذوا قرارا بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات هزيلة ، كردية وشيعية وسنية ،وكأن العراق ولاية ورثوها عن اجدادهم. وقد ظنوا ان مثل هذه الوصفة البالية تنقذ امريكا المريضة من طعنة المقاومة العراقية المميتة . بينما هم زادوا الطين اكثر من بلة. حيث كشفوا علنا عن اهداف الاحتلال الغادرة دون اي ضغط او اكراه ، وفضحوا بانفسهم جميع الاكاذيب حول التحرير والديمقراطية وبناء العراق الجديد ، ليصبح نموذجا تمتد اشعاعاته الى دول المنطقة. واذا بقى في العراق غير العملاء والتابعين ممن يؤيد امريكا فانه سيصمت او يولي هاربا.
لقد جرب بول بريمر الحاكم المدني السابق في بغداد مشروع تقسيم العراق وشرعنه بقرارات وقوانين ابتكرها ودساتير سنها ولم يفلح ، ونجد نموذجا عنها في المادة 118 من الدستور الدائم التي منحت حق الاستقلال لكل محافظة او اكثر ، اي تقسيم العراق ليس الى ثلاث دول فحسب وانما تمزيقه وتفتيته الى اشلاء متناثرة. العراق غير قابل للقسمة وما حدث في شمال الوطن وجنوبه هي واحدة من تداعيات الاحتلال وستقبر بعد دحره ورحيله عاجلا ام اجلا.
لقد قدم قرار مجلس الشيوخ الامريكي خدمات جليلة للمقاومة العراقية ، من شانها تسهيل مهمة تحرير العراق. فقرار التقسيم عزز وحدة الشعب العراقي ضد الاحتلال وزاد من تلاحمه مع مقاومته الباسلة ، واثبت تمسكه بوحدة العراق وحرصه الشديد على ترسيخ التآلف والعيش المشترك بين جميع مكوناته ، باعتباره السمة الاكثر تميزا في تاريخ هذا الشعب العظيم . في حين وضع القرارعملاء الاحتلال واتباعه ومريديه في موقف حرج ، لم يعد بامكانهم من الان فصاعدا ترويج كذبة ان الامريكيين جاءوا الى العراق محررين وليسوا مستعمرين. وحتى الحكومة التي نصبها الاحتلال اضطرت الى استنكار هذا القرار ، تحسبا من تحول غضب العراقيين الى انتفاضة شعبية شاملة. اما شركاء الاحتلال في العملية السياسية والذين تذرعوا بالدخول في مستنقعها ، لدرء مخاطر تقسيم العراق والحفاظ على عروبته ، فقد اصبح وضعهم شبيها بالمريب الذي يكاد يقول خذوني.
على الجانب الاخر ، فان حكام الردة العرب وجامعتهم الممسوخة ، فقد خرجوا بسواد الوجه. فهم تنافخوا شرفا وحرصا على وحدة العراق وسلامة اراضيه، وتحت هذه الدعاوى الفارغة ، قدموا لامريكا ما يلزم لانجاح مشروع الاحتلال وساندوا ودعموا حكومته العميلة ، وبالتالي فقد رفعوا عن كاهل المقاومة العراقية اي لوم او مسؤولية اذا جرى استهدافهم بتهمة الخيانة القومية بحق العراق. كما ان معظم بلدان العالم ابدت استيائها من هذا القرار واعتبرته خرقا لكل القوانين والشرائع الدولية التي اقرتها الامم المتحدة. وحتى نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا والذي كان من المفترض ان يعوض خسارة جورج بوش لـ توني بلير قد رفض القرار. وهذا اكد شرعية المقاومة ضد الاحتلال ومخططاته الغادرة. وسكوت الامم المتحدة المشين امام هذه الجريمة ، هو دليل قاطع على شراكتها للامريكيين في احتلال العراق وتدميره. وبالتالي فان التعامل معها كطرف محايد من قبل بعض القوى والاحزاب المناهضة للاحتلال يعد سذاجة سياسية في احسن الاحوال..ترى هل هناك خدمات يمكن انتظارها من قبل العدو اكثر من هذه الخدمات؟
ولكن ليس هذا كل شيء ، فبعد ان تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من مشروع الاحتلال ، سقطت جميع المراهنات حول امكانية انسحاب القوات الامريكية المحتلة من العراق ، عن طريق ما سمي زورا بالمقاومة السياسية او اجراء مفاوضات مع المحتل واقناعه بالانسحاب المشرف. مثلما تبخرت الامال المعقودة على الحزب الديمقراطي ونيته على سحب القوات الامريكية بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية ، فهذا الحزب العتيد هو من تبنى هذا القرار بالاجماع واعلن مرشحوه الثلاثة للرئاسة رفضهم لاي انسحاب قبل 2013. وهذا سيوفر على المقاومة الجهود التي كانت تبذلها لاقناع هذه القوى بخطا توجهاتها السياسية والعودة الى جادة الصواب.
لكن التاريخ ليس كريما مثل حاتم الطائي ، ليقدم لنا مثل هذه الفرصة في كل مرة. والوقوف عند هذه المكاسب التي تحققت وعدم توظيفها في مجرى الصراع الشامل بين المقاومة وقوات الاحتلال يعد خطا فادحا. فنحن امام مرحلة متقدمة من الصراع الدائر على ارض العراق. ولقد اصبح انجاز المهام التي تاخر انجازها فعلا ، ضرورة ملحة . والمقصود توحيد فصائل المقاومة وقيام الجبهة الوطنية الشاملة واعلان برنامجها السياسي ، وليس قيام جبهات مفتعلة خارج ارض الوطن وفقا لاجندة هذه الدولة او تلك، او لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة. لقد سهل قرار تقسيم العراق الوصول للهدف المنشود . حيث المفترض ان ينتهي الخلاف حول وحدانية المقاومة وشرعيتها ، وحول وحدة اشكال المقاومة وان ارقى هذه الاشكال هو الكفاح المسلح.
حسبنا ان نذكر في هذا المضمار ولو من باب الاشارة ، الدور الذي يقع على عاتق المقاومة المسلحة في هذا الصدد. فهي المؤهلة اكثر من غيرها لتوجيه دعوة مفتوحة الى جميع القوى المناهضة للاحتلال ، لعقد مؤتمر على ارض العراق لانهاء جميع التعارضات والخلافات التي بينها والاتفاق على قاسم مشترك اعظم لدحر الاحتلال ، ينتهي باعلان وحدتها عسكريا وسياسيا ، لتفضي الى انبثاق المرجعية الوطنية العليا المعبرة عن ارادة شعبنا ووحدة قواه المناهضة للاحتلال ومشاريعه العدوانية. ويمكن اعتيار ما انجزته فصائل المقاومة المسلحة بعد قرار تقسيم العراق المدخل المناسب لتحقيق الهدف المنشود. فقبل ايام معدودات اعلنت من داخل العراق جبهة الجهاد والتحرير ، والتي ضمت 22 فصيلا جهاديا واصدرت الجبهة المباركة بيانا سياسيا هاما واعتبرت ابوابها مشرعة امام بقية فصائل المقاومة المسلحة ، وكان قبلها قد جرى توحيد 8 فصائل جهادية وبنفس التوجه . ان انجاز عمل كهذا وتطويره ليشمل كل القوى والاحزاب المناهضة للاحتلال ، هو الطريق الوحيد لتحرير العراق وباقل التضحيات. وهو بالمقابل ، سيقطع الطريق على المتربصين من المنافقين والسماسرة ، الذين يسعون للألتفاف على المقاومة والنيل من مشروعيتها في تمثيل شعبنا والتعبير عن ارادته ، خاصة وان السيد خيري الدين حسيب عراب المبادرات التي تصب في خدمة المحتل بصرف النظر عن النوايا ، عاد ليسوق من جديد من خلال فضائية المستقلة مبادرته القديمة والتي رفضتها كل فصائل المقاومة واعتبرتها مبادرة لخدمة الاحتلال.
ان مطالبة السيد حسيب للادارة الامريكية الحالية أو القادمة ، لتسليم ملف العراق الى مجلس الأمن ، ليقوم بتشكيل حكومة انتقالية لمدة سنتين واستقدام قوات عربية لحين أن تستكمل الحكومة الانتقالية اعادة تشكيل جيش عراقي ، ودعوته لعقد مؤتمر بعد عيد الفطر للمصادقة على هذه المبادرة ، يستدعي فضح وتعرية هذه المبادرات وتوضيح مخاطرها على قضية شعبنا ومقاومته الوطنية. ان التصدي لهؤلاء يعد مهمة لا تقل شانا عن مهمة توحيد المقاومة خاصة وان هؤلاء المتربصين يعدون العدة لالغاء دور المقاومة وليس الالتفاف عليها فحسب ، وهنا اتوجه بالدعوة الى قيادة هيئة علماء المسلمين وبقية القوى والاحزاب الوطنية من اجل مقاطعة مؤتمر خيري الدين حسيب وان ينأوا بانفسهم عن الوقوع في شراك العدو.
ان وحدة فصائل المقاومة جميعها وتشكيل الجبهة الوطنية الواسعة الشاملة لتتحقق المرجعية الوطنية العليا لشعبنا ، وتصعيد وتوسيع العمليات الجهادية ضد المحتلين والحاق الهزيمة بهم ، هو الرد المناسب على قرار التقسيم الجائر ، وليس الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار. لقد جاوز الظالمون المدى ، فاحتلوا بلدنا ودمروا دولتنا وحلوا الجيش العراقي وارسوا نظام المحاصصة الطائفية وشجعوا الانتماء اليها بدل الانتماء للواطن الواحد وسمحوا لنظام الملالي في طهران وللموساد الاسرائيلي ان يعبثوا بجنوب العراق وشماله وشكلوا المليشيات المسلحة وفرق الموت لتقتل خيرة ابنائنا وعلمائنا ومفكرينا ومن مختلف الطوائف والاديان والقوميات ، واليوم يسعون الى تقسيم العراق على مراى ومسمع من العالم . وبالتالي فان لا خيار امام كل من يدعي مناهضة الاحتلال ، سوى خيار الجهاد وبكل الوسائل. التاريخ لن يرحم المقصرين والمتهاونين عن اداء مهامهم الوطنية وخاصة في ظل الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي تواجه عراقنا الجريح ، مثلما لا يتهاون التاريخ في معاقبة العملاء والخونة. ترى هل ستضيع هذه الفرصة من ايدينا؟ ام ان الواجب الوطني يقضي بان نتمسك بها باسناننا واظافرنا ونوظفها لخدمة مهمة تحرير العراق ونطهر ارضه من رجس المحتلين ايا كانت جنسياتهم ؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الكونجرس يحكم العالم..
بهاء الدين أبوشقة
الوفد مصر
إيه الحكاية فهمونا؟؟ قبل أن نخرج من جلودنا قبل هدومنا وهل أصبح الكونجرس الأمريكي يحكم العالم وما دخله بالعراق وإصدار قرار بتقسيمه وهل أصبحت بلاد الرافدين ضيعة أمريكية، وإذا كان ذلك كذلك وهو ليس كذلك.. فهل يطالب العراقيون بأن تمنحهم أمريكا حق اختيار ممثليهم في الكونجرس حتي يدافعوا عن مصالحهم أليست هذه خيبة كبري ياعرب وإذا لم تستيقظوا الآن فمتي تستيقظون، إنها مصيبة سوداء وزرقاء وحمراء أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 75 صوتاً مقابل 23 لصالح قرار بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات سنية وشيعية وكردية في خطوة شهدت اتفاقاً نادراً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي علي إجراء واحد وحاسم لحل المشكلة العراقية من وجهة النظر الأمريكية برغم أن القرار ليس ملزماً ومن غير المرجح أن يؤثر علي السياسة العنيدة التي يتبناها الرئيس بوش في هذه الحرب إلا أنه يعد »بالون« اختبار لفكرة طالما راودت الكثيرين علي الساحة الأمريكية لكن كانت تنقصها الأسباب التي تمنحها قوة الدفع لتتبلور في شكل قرار وتحولها إلي فعل ملزم وينص القرار علي تحويل العراق إلي ثلاثة كيانات مستقلة مع وجود حكومة فيدرالية مقرها بغداد تتولي مسئولية أمن الحدود وتقسيم عائدات البترول ويهدف القرار إلي نزع فتيل العنف الطائفي بتخصيص نصيب من هذه العائدات للسنة وتعزيز المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار وتخفيض الديون وحشد الدعم الدولي من قبل الدول الكبري والإقليمية لفكرة الفيدرالية.. وإذا تم تنفيذ قرار الكونجرس فقل العوض علي الله في العراق وأهله.. وعلينا أن نمسحه »بأستيكة« من الخريطة العربية.. لأن العراق »مش ناقص مصائب تضاف إلي سلسلة مصائبه« لأن هذا التقسيم لو تم فسيزيد »أوار« وفتيل الفتنة اشتعالاً.. لكن السؤال المحير ما هو دخل الكونجرس بشأن داخلي لدولة هي عضو في الأمم المتحدة.. وهل أصبح الكونجرس يملك مقدرات الفصل في المنازعات الدولية.. وهل كان هذا الكونجرس يستطيع أن يصدر مثل هذا الفرمان أو القرار الجائر.. لو أن الاتحاد السوفيتي غريم بلاده مازال علي قيد الحياة.. ثم أين موقف الدول الكبري من تحركات أمريكا وتغلغلها وتدخلها في شئون كل دول العالم.. هل أصاب تلك الدول »الخرس«.. ولم تعد تقول »بم« للقوة الأحادية التي تربعت علي عرش العالم.. لقد أراد الكونجرس بقرار تقسيم العراق أن يحفظ ماء وجه بلاده ويحافظ علي البقية الباقية من هيبتها التي ضاعت وتبعثرت في المستنقع العراقي.. إذا ما خرجت قواته من بلاد الرافدين.. وحتي لا تبدو أنها انهزمت.. ليس مهماً أن يحترق العراق وليذهب أهله إلي الجحيم المهم ألا تهتز صورة أمريكا في المنطقة.. انظروا ماذا فعلت أمريكا بالعراق الذي كان يعيش هادئاً مطمئناً رغم ما كان يعانيه تحت »نير« وحكم طاغيته صدام وكيف يعيش الآن بعد احتلاله علي يد القوات الأجنبية.. انظروا إلي الملايين التي نزحت وفضلت الهجرة من بلادها لتقيم في الخارج هرباً من القتل والتدمير اليومي.. لقد أراد الكونجرس أن يظهر عين الغول الحمراء للرئيس »بوش« ويقول له نحن هنا وذلك علي حساب العراق.. وطبعاً تحرك البيت الأبيض وأعلن رفضه لقرار الكونجرس بتقسيم العراق و»الكونجرس« بصراحة كدة وعلي بلاطة نافش ريشه.. بعد أن أصبحت بلاده تتحكم في مصائر العباد.. والبلاد وهل ننسي حينما خرج كوفي عنان عن الخط الأمريكي وتجاوز ما هو مرسوم له.. وانتقد احتلال أمريكا للعراق.. وهنا هاج أعضاء الكونجرس.. واعتبروه رجساً من عمل الشيطان وطالبوا بمحاكمته وإغلاق الأمم المتحدة بالضبة والمفتاح واعتبروها غير ذات قيمة.. ولم تعد لها فائدة وحرام أن يتم إنفاق الأموال عليها.. وأن يحل بدلاً منها الكونجرس ويختص في الفصل في المنازعات الدولية وأن تكون له اليد الطولي في كل المشاكل الدولية.. عموماً فإن قرار الكونجرس بتقسيم العراق هو خطوة غير مسبوقة ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الاعتداء علي البقية الباقية من الشرعية الدولية.. التي ماتت وشبعت موتاً علي يد القوة الأحادية التي احتلت العراق دون أن تلتفت للمنظمة الدولية أو تعمل لها أي حساب وكأنها لا وجود لها.. لكن أين العرب من كل ما يحدث لهم.. وهل يكفي الاستنكار والشجب والعبارات الطنانة برفض التقسيم.. وهل هذا يكفي.. لمواجهة تدخل الكونجرس السافر في شئون بلد عربي مغلوب علي أمره ويعاني من وطأة الاحتلال.. دعونا نقلها بصراحة.. الطوفان قادم.. قادم.. إن لم تتحركوا وتثبتوا وجودكم.. وربنا يستر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تخريب التعليم في العراق -2-
وليد الزبيدي
الوطن عمان
قد يتفاجأ الكثيرون بقصص ووقائع الغش الجماعي، التي تجري في العديد من المناطق والأحياء في العاصمة العراقية ومدن آخرى وبالأخص في الامتحانات النهائية التي تؤهل الطلبة لدخول الجامعات، وقد يتصور البعض أن هذا الكلام فيه مبالغة، بل قد لا يمكن تصور حصول مثل هكذا أمر في أخطر مفاصل بناء المجتمع والدولة وهو التعليم، لكن أقول إن هذا يحصل على أرض الواقع، وبكل أسف شهد العام الدراسي الحالي 2007 ما هو فظيع ومرعب على هذا الصعيد.
مهما حاول المراقبون والمتخصصون إيجاد تفسير لما يحصل لا يمكن الخروج عن الإطار العام ، الذي يقول إن الأمر يهدف إلى تخريب التعليم في العراق، ومثل هكذا وقائع تعني الآتي:
أولا: تهيئة مجاميع كبيرة من الطلبة الفاشلين دراسيا، ورفع درجات التقييم في الامتحانات النهائية، ليدخل هؤلاء الكليات العليا وأهمها كلية الطب والهندسة والصيدلة والحقوق والإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية وبقية التخصصات، التي تهيمن على مفاصل الدولة، وفي الواقع يجب أن لا ننسى أن غالبية هؤلاء إن لم يكونوا جميعا من الفاشلين دراسيا واجتماعيا، ولو كانوا قادرين على تحقيق درجات نجاح معقولة، لما أقدمت الجهات والأحزاب التي تقف خلف مثل هكذا ، إلى هذه الطريقة وفرض نجاح هؤلاء في الامتحانات النهائية عن طريق الغش الجماعي، وعلى مرآى ومسمع الأجهزة الأمنية الحكومية.
ثانيا: لقد حصل ذلك بمعرفة الوزارات المعنية بالتعليم في العراق، وهما وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبعد أن انتشرت أخبار الفضيحة في الأوساط التربوية والعلمية والاجتماعية، نشرت وزارة التربية خبرا مقتضبا عن إلغاء نتائج الامتحانات في عدد من المراكز الامتحانية، ولم تتم تسمية تلك المراكز، ما جعل القضية عبارة عن عملية ذر للرماد في العيون، ومحاولة تغطية واحدة من أخطر عمليات استهداف التعليم في العراق وتخريبه بطريقة منهجية، والاستمرار في هذا المشروع، الذي ستكون له تداعياته الخطيرة على مستقبل العراق والعراقيين.
ثالثا: إن عملية الغش الجماعي، التي جرت في مناطق عديدة في العراق خلال العام الدراسي الحالي2007، تعني زرع الاحباط والياس في قلوب الطلبة الجادين والحريصين والمثابرين على التعلم، لانهم وجدوا ان الفاشلين قد تقدموا عليهم، وان مقاعد الفاشلين الجامعية اصبحت في المقدمة، ما يؤكد أن المثابرة في المستقبل لا تعني شيئا، وهذا الأمر، يرمي في نفوس طلبة العلم الحقيقيين حالة من اليأس والأحباط، ما يدفع بالكثير من الطلبة إلى عدم الاهتمام بالدراسة، والنظر إليها على أن المثابر فيها سرعان ما يتساوى مع الفاشل، بل أن الثاني قد يتقدم عليه في الدرجات الجامعية بعد تكريس ظاهرة الغش العلني الجماعي.
هل هناك عملية تخريب أوسع وأكبر من الذي حصل الآن في مدارس العراق.wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تقسيم العراق والانسحاب الأميركي
د. رضوان السيد
الاتحاد الامارات
أقرَّ الكونجرس الأميركي خطة غير مُلزمة لإدارة بوش، قوامها تقسيم العراق باعتباره السبيل الباقية المتاحة للخروج الأميركي منه من دون هزيمة. وكما اختلف على المشروع أو القرار الأميركيون بداخل الولايات المتحدة، كذلك اختلف العراقيون: السنة رفضوه رفضاً قاطعاً، كما رفضت كثرة منهم الفيدرالية من قبل. والأطراف الشيعية الرئيسية كرهت العنوان من دون المضمون، والذي تعتبره غير متنافٍ مع الفيدرالية ومع الدستور، والأكراد رحبوا به باعتباره يعطيهم دولة سبق للأميركيين، على أي حال، أن وعدوهم بها قبل الغزو عام 2003. فلندرس حسابات الأطراف جميعاً لندرك دلالات هذا القرار في السياقات الحالية. حسابات الكُرد أن المشروع يُدنيهم من هدفهم النهائي المتمثل في الدولة القومية المستقلة أو شبه المستقلة، لكنهم يعرفون (ولا يَعُون) أن الأتراك لن يعجبهم ذلك قطعاً، وكذلك الإيرانيين.
ووسط الاضطراب الذي سيحصل في أجزاء العراق خارج المنطقة الكردية، ستكون كل الآفاق مغقلة في وجوههم: الحدود الإيرانية، والحدود التركية، والحدود السنية- الشيعية. المناطق السنية ستكون مهمة لهم جداً وسط الإقفالين التركي والإيراني، ولذلك سيختنقون ولاشك. من هنا فإن مصلحتهم تكمن في الوضع الحالي حيث هم مستقلون، بينما تسترهم حكومة بغداد باعتبارها الحكومة المركزية، بدلاً من مقاساة أهوال الانفصال والاستقلال أو الانكشاف. ومن هنا لست أدري ماذا يأملون من وراء الانقسام والتقسيم؟! تُغري الأكراد ولا شك المسألة القومية، وتغريهم الراحة التي تمتعوا بها طوال أكثر العقدين الماضيين. ولذا لا يسألون كثيراً عن المصائر وعما ما هو أبعد من زعامة البارزاني والبشمركة، ما دام المعروض يعطيهم بترول كركوك إضافة للجمهورية!
الهم الأميركي صار ثلاثة هموم: الوفاء للمواريث البريطانية، وأمن إسرائيل، ومنابع النفط وممراته... وهي أمور يهددها تقسيم العراق وضعف نظامه المركزي!
أما الزعامات الشيعية الحاكمة (المجلس الأعلى وحزب الدعوة) فقد تطورت بها الأمور في السنوات الثلاث الأخيرة، بحيث ما عادت تحسب حساباً كبيراً لغير السيطرة على مناطق الجنوب الغني بالنفط. فالحزبان ما اكتفيا باحتكار السلطة وتنحية حتى الأطراف الشيعية الأخرى (تيار مقتدى الصدر وحزب الفضيلة)، بل اقتسما بالفعل وإلى حد كبير، النفط ومنتجاته وثرواته. وقد كان ذلك في أذهانهم من قبل عندما أصروا على تضمين الفيدرالية في الدستور. ومن المؤكد أن ذلك لن يُعجب التيار الصدري، ولن يُعجب عامة الشيعة الذين يريدون العراق موحداً لأنهم الأكثرية وهم يستطيعون إذا بقوا موحدين أن يحكموا البلد كله وليس مناطق الكثرة الشيعية فقط. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا قبول الحاكمين الخفي وغير المباشر؟ وما هو موقف إيران الحقيقي وهي الداعمة من قبل للفيدرالية؟ إيران ما قبلت الدولة العراقية المستقلة الموحدة إلا بعد لأي وتردد وبسبب الضعف في العشرينيات عندما جمع البريطانيون الولايات الثلاث (بغداد والموصل والبصرة) في دولة، وقتها كانت إيران تدعي الحق في بعض العراق، ووقتها كانت تخشى القوة العراقية على أمنها ومصائرها، وقد ثبتت الاضطرابات الثورية بالعراق ذلك الانطباع، وانحسم هذا الإدراك في الحرب التي شنها صدام حسين عليها طوال ثماني سنوات. ما عادت إيران تقبل بدولة عراقية "موحدة" وقوية حتى لو كانت للشيعة كفة راجحة فيها. أما إذا قامت دويلة شيعية أو شبه دويلة في مناطق جنوب العراق فإنها لن تشكل خطراً، وستقع تحت جناح إيران على كل حال. لذلك لن تخرج إيران من العراق بعد أن تغلغلت فيه، فهو مصلحة دينية واستراتيجية ويتيح مجالاً للنفوذ وهامشاً للمناورة مع الأطراف العربية ومع الأميركيين، وهو يصحح ما سبق للعراقيين والعرب والبريطانيين أن ارتكبوه بحق إيران! ولا شك أن الأميركيين والشيعة العراقيين، سبق أن سألوا إيران عام 2005 عندما كان المشروع الفيدرالي ما يزال قيد التفكير، وحيث إيران ما تزال تُقنع مقتدى الصدر وغيره بعدم مقاتلة الأميركيين. ومع ذلك لن يكون سهلاً على الجمهور الشيعي القبول بالتقسيم للعوامل والاعتبارات الطائفية فقط. فهناك وطنية عراقية عميقة الجذور، لا فرق فيها بين الشيعي والسني، وأكاد أقول إنها ليست بعيدة ولا غريبة على الأكراد، رغم ما فعله صدام بهم، ورغم الإغراءات القومية والإثنية والأحلام العريضة منذ مائة عام. أما السنة العرب فلا يستطيعون القبول، لأنهم يعتبرون العراق الموحد مشروعهم التاريخي، بغض النظر عن النفط ومناطقه. فها هي تركيا إلى جوارهم لا بترول فيها، لكنها دولة قوية ومزدهرة. وها هي سوريا التي تحفل بالطوائف والإثنيات لكنها تملك نزعة اندماجية ما تخلخلت رغم كل شيء. وكذلك الأمر مع السعودية والأردن والكويت، وذلك للاعتبارات العربية وللاعتبارات المصلحية. فعندهم اليوم مليون عراقي لاجئ، وهم يخشون تقدم إيران باتجاه حدودهم. لكن من جهة أخرى لا يملك العراقيون الوحدويون، ولا العرب المجاورون خيارات كثيرة. فقد أمكن لهم إعاقة الأميركيين ومنعهم من الانتصار، لكن الأحقاد الهائلة والعميقة جعلت كل طرف مشغولاً بنفسه وبحساباته الخاصة، وعلاقاتهم بالأميركيين لا تقل اضطراباً الآن عن علاقاتهم بالإيرانيين، ولا يعرف أحد كيف ستتطور الأمور مع تركيا ومع الولايات المتحدة بعد إيران! أما العجب الأعجب فهو ما وقع فيه الأميركيون، إذ اختفت مطامح وأهواء وجبروت الأوحدية القطبية، وما عاد هناك غير همٍّ واحد هو الخروج من المأزق، ولو كان الأمر هو النزاع الداخلي العراقي وحده لخرجوا من العراق ومنذ سنة على الأقل. لكن المشكلة تفاقمت بعد الاختلاف والتصارع مع إيران بحيث ما عاد المطروح فقط الملف النووي، بل والاستيلاء على العراق، وعلى سوريا ولبنان، وتهديد أمن إسرائيل والتجبر من جديد على الخليج، مثلما كان عليه الأمر عندما غادر البريطانيون عام 1969. فالهم الأميركي الآن ثلاثة هموم: الوفاء للمواريث التي تركها البريطانيون وتسلم زمامها الأميركيون متعهدين بحفظ الحدود (سايكس- بيكو) والتوازنات. والهم الآخر وجود إسرائيل وأمنها. والهم الثالث هو منابع النفط والغاز وممراتهما. وكل هذه الأمور يهددها تقسيم العراق أو حتى ضعف السلطة المركزية فيه. ثم إن تغيير الحدود في العراق، سيغير الحدود في المنطقة كلها، وهذا الأمر لا يهدد الدول العربية المشرقية وحسب، بل هو سيهدد تركيا، ويهدد المصالح الأميركية والغربية. وعلينا أن لا ننسى الأصولية الإسلامية السنية المشتعلة، والتي لا تنحصر بـ"القاعدة" و"حماس"، بل هي مؤثرة في المزاج العام وهو فائر وانقسامي. ولاشك أن المنظر الأميركي الودود جزء من جاذبية الولايات المتحدة. لكن الود زال منذ زمن، والفضل في ذلك لهجومية الرئيس بوش وعشوائية "المحافظين الجدد". وبذلك لا تبقى غير الهيبة. والخروج الأميركي بهذه الطريقة (أي على أنقاض الدولة العراقية) يزيل ما تبقى من هيبة لتلك القوة العسكرية الجبارة، خاصة أن القوى الأخرى في المسرح الدولي عادت للحضور وبقوة. كل تلك الاعتبارات تجعل من "استراتيجية الخروج" الأميركي أو شكلها أساسية وحاسمة.
والبريطانيون هم أخبر الخبراء بمعنى الانحسار ونتائجه بعيدة المدى. فقد ارتبكوا لأكثر من ثلاثين عاماً، بعد الخروج من شرق السويس، وإن تعزوا باستنقاذ الولايات المتحدة للمشهد، وبعودتهم إليه من الحديقة الخلفية وتحت مظلة الأميركيين، لكن مغامرة بلير مع بوش بدلاً من كبح جماحه، كشفتهم بحيث ما عاد لهم غير النجاة بأنفسهم فيما يبدو! وفي النهاية، لن يكون الإنقاذ لهيبة الولايات المتحدة ومصالحها بالخروج من العراق، أياً يكن شكله. بل المأزق يكمن في أنها إن خرجت من دون ضربة لإيران فستتحقق الخطة الإيرانية في الهيمنة، وستدخل في صراع مع إسرائيل ومع تركيا، وإن خرجت بعد ضربة لإيران فستخرج والمنطقة حافلة بالملاحم والنيران التي تذكر بنشوريات أو إمارات القيامة. وهكذا كان على الولايات المتحدة -وصوناً لمصالحها وهيبتها- أن لا تغزو العراق، بل أن تقطف ثمرات تدجينها لصدام بعد أن دمرت جيشه وحاصرته، لكن الذي حصل عكس ذلك تماماً، ولات ساعة مندم!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
مستقبل العراق.. مهمة عربية
عمر جفتلي
صحيفة تشرين سوريا
هل يُفرض التقسيم على الواحد؟ قد يبدو التساؤل مستغرباً أو مستبعداً الآن وفي المدى المنظور ولكن أليس قلقاً أن تبدو المؤشرات الأميركية دالة على نية مبيتة هي الهدف المستقبلي للاحتلال بعدما فشل فشلاً ذريعاً بتحقيق أي من وعوده المعسولة للعراقيين إبان الغزو وبعده؟
ويبقى السؤال المهم.. هل يعرف العرب ما يدبر لهم، وهل ستكون الخطة الأميركية في العراق هي بداية التقسيم للمنطقة التي طرحها علناً مشروع الشرق الأوسط الكبير الصهيو ـ أميركي؟ ‏
لقد بدأ التقسيم قبل ثلاثة عشر عاماً عندما رسمت خطوط العرض التي حصرت النظام العراقي السابق في المنطقة الوسطى من العراق وتركت شماله وجنوبه دون سيادة مركزية وتهيأ في هاتين المنطقتين ما يشبه الاستقلالية الإدارية بعد الغزو الأميركي ـ البريطاني في العام 2003 كانت المنطقة الوسطى هي المستهدفة عملياً بالقصف والتدمير والتشتيت إلى أن استكملت قوات الاحتلال مهمتها بالإطباق على كل العراق وشرعت بنهبه وتقويض أركانه ومقوماته بشكل كامل ومارست لهذه الغاية كل ما يمكن من عمليات الإرهاب والقتل والتشريد وافتعال الفتن الطائفية والعرقية واستجلبت لهذه الغاية شركات المرتزقة وشركات الاحتكارات الكبرى التي بدأت سرقة النفط العراقي، حتى بات عراق اليوم فوضى شاملة في كل شيء وبات التقسيم المجتمعي قبل السياسي حقائق على أرض الواقع وهنا مكمن الخطر على دلالات تنفيذ تقسيم العراق رغم الشعارات التي ترفع بين الفينة والأخرى حول الانسجام والتوافق والوحدة الوطنية.. وهي شعارات باتت لا تسندها وقائع يومية تدفع باتجاه التقسيم رغم موقف الحكومة العراقية الرافض والموقف الشعبي بشكل عام وكذلك الموقف العربي الذي لم يبد حتى الآن غير النصائح للعراقيين. ‏
هل هذا يكفي لدرء الكارثة؟ والجواب لا بالطبع.. إذ يفترض بالجامعة العربية أن تنشط في تعزيز المصالحة العراقية وأن تأخذ دعماً عربياً حقيقياً لتحقيق الوفاق العراقي ومساعدة العراقيين في الحفاظ على وحدة بلدهم كما كانت منذ تسعين عاماً. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الصليبيون الجدد
إبراهيم الإبراهيم
القبس الكويت
يوما بعد آخر يتكشف ان 'المسألة العراقية' تخفي تحت سطحها اكثر بكثير مما يطفو عليه من نزاعات طائفية وعرقية ومن تخلف ومرض وفوضى السلاح. كما يتأكد ان الطريقة التي تولت بها الادارة الاميركية الحالية هذه المسألة وتداعياتها، فيها من الغوامض والاخطاء والفضائح وعقلية التآمر السياسي والديني ما يثير الرعب من قادم الايام في هذه المنطقة. فضيحة سجن ابو غريب التي كانوا يضربون بها المثل في الحقد الدفين وفي الاستهانة بكرامات وارواح وانسانية البشر، قد لا تكون شيئا بجانب الاجرام المبرمج الذي بدأت تتكشف تفاصيل منه بالقتل الجماعي الذي تمارسه شركات الامن الخاصة التي اصبحت تعرف بالجيش السري للرئيس جورج بوش وادارته التي يسيطر عليها المحافظون الجدد من ذوي الاجندات الصليبية - الصهيونية المتطرفة. فهذه الشركات الامنية توظف مئات الآلاف من المرتزقة الشرسين، المدربين باحتراف والمحصنين قانونيا ضد المراقبة والملاحقة. يكلف الواحد منهم الدولة حوالي 450 الف دولار سنويا اي عشرة اضعاف ما يكلفها الجندي الاميركي العادي. ثم يطلقون ايديهم في القتل الجماعي العشوائي الذي يكشف عن ضغائن عميقة ويستهدف الاذلال وتمزيق البنى الاجتماعية. فقد تأكد رسميا ان هذه الميليشيات هي التي اطلقت النار في النجف الشريف. كما يؤمن الكثيرون انها لعبت دورا غامضا في حوادث الاغتيالات السياسية والدينية وهي ضرب بيوت الله والمراقد المقدسة، خصوصا وان بين مرتزقتها عددا لا يستهان به من اميركا اللاتينية اصحاب الفكر الصليبي ذوي الملامح السمراء التي تشبه العرب. اكبر واشرس هذه الشركات الامنية الخاصة واكثرها غموضا، شركة بلاك ووتر التي أسسها عام 1997 المليونير ذو الفكر الصليبي المتطرف من مجموعة المحافظين الجدد ايريك برنس المتسلسل من عائلة غنية لها تاريخ معروف في دعم الحزب الجمهوري وفي توصيل جورج بوش الاب والابن للرئاسة، وفي انشاء المعاهد والمراكز الدينية الصليبية التي تروج للفكر الاصولي الذي يرى في الاسلام عدوا رئيسيا.
خلال اسبوعين فقط عقب حوادث سبتمبر 2001 قفزت شركة بلاك ووتر لتصبح عنصرا اساسيا في برنامج حروب المحافظين الجدد التي بدأت في افغانستان وانتقلت الى العراق وبعدها الى دارفور في السودان. كانت في ذلك تنفذ خطة 'خصخصة الحرب' التي اطلق فكرتها ديك تشيني نائب الرئيس الحالي، يوم كان وزيرا للدفاع في عهد بوش الاب، ثم طورها وتوسع فيها دونالد رامسفيلد وزير دفاع بوش الابن. الهدف الظاهري لفكرة 'مقاولي الحرب' وفي مقدمتهم بلاك وونر هو التقليل من خسائر الجنود الاميركان. لكن تأكد الآن وجود مصالح مالية هائلة واهداف سياسية ودينية اخرى وراء جيوش المرتزقة الذين اطلقوا عليهم في الكونغرس قبل ايام اسم حماة الامبراطورية. فمجموع العقود التي حصلت عليها بلاك ووتر في العراق لوحده من اجل حماية امن السفارة والموظفين الاميركان وللقيام بأعمال التجسس واخضاع المناطق الملتهبة زاد على مليار دولار. اما الاسلحة التي لديهم فحدث ولا حرج، طائرات واعتدة ثقيلة تكفي - كما قال احد اعضاء مجلس النواب الاميركي - لاسقاط عدة دول وقلب عدة حكومات في الشرق الاوسط. كان يمكن لشركة بلاك ووتر ان تبقى في الظل لولا حادث حي المنصور الذي قتل فيه مجندوها عددا كبيرا عشوائيا من الابرياء منتصف الشهر الماضي واثار ضجة استدعت فتح تحقيق على مستوى مجلس النواب الاميركي والكونغرس ثم مكتب التحقيق الفدرالي F.B.I وقد كشفت هذه التحقيقات وتداعياتها الصحفية عن جانب آخر اكثر سوادا في ملفات هذه الشركة لم يكن يعرفه الا القلة. فهي في حقيقتها محفل في اخوية 'فرسان مالطة' التي تؤمن بأن الحروب الصليبية لم تنته باستعادة صلاح الدين الايوبي للقدس الشريف. ايامها في القرن الحادي عشر الميلادي شكل 'فرسان مالطة' ميليشيات مسلحة اخذت على عاتقها تجديد الحرب الصليبية على المسلمين وظلت تنشط وتتوسع الى ان انتهت عند المحافظين الجدد الاميركان ممن استثمروا او بالاحرى استخدموا احداث 11 سبتمبر لاستئناف الحروب الصليبية بمعطيات وادوات جديدة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
العراق في العقد القادم
محمد بن إبراهيم الشيباني
القبس الكويت
عندما كنت أتلقى العلاج في اوهايو عام 1994 وبعدها مررت بأخي د. بدر الشيباني في نيويورك عندما كان يعمل ملحقا ثقافيا، فعرفني بجاره في العمل والسكن د. علي الطراح عندما كان ملحقا اعلاميا في السفارة الكويتية هناك، حيث اعطاني ملفا من الملفات السياسية التي يختصر العاملون في الملحقية الاعلامية ما يكتب هناك عن حاضر العالم ومستقبله ويهمهم طبعا ما يخص الكويت ومنطقتنا، هذا الملف ما زلت محتفظا به منذ ذلك التاريخ، وكيف لا يكون ذلك كذلك والتوثيق والتأريخ والبحث عن القديم ديدني وفي دمي، وها انا الآن استفيد منه اليوم بل ما كتب في تلك الايام وهو تحليل في مكانه يجري الآن في الساحة العراقية وما جاورها من بلدان بل انها الساحة الاكثر التهابا في العالم.
ذكر التقرير في بعض بنوده واختصر ما ورد والكلام في التقرير لمؤسسة رندا وعنوانه: 'العراق في العقد القادم': 'وإذا تزايدت سيطرة الشيعة على السياسات العراقية في المستقبل، فمن المحتم ان يتزايد تأثير العراق في السياسات الكويتية،ولذا، فإن العلاقات لا ينبغي ان تكون عدائية تماما، وفي الواقع، إذا انشأت الكويت بالتدريج حكومة اكثر ديموقراطية وتمثيلا يمكن ان تصبح مثلا يحتذى للتغيير والاصلاح على اعتاب العراق، مما ينفي الاتهامات العراقية التقليدية بأن الكويت كانت دائما 'اقطاعية' في طبيعتها، ومن الناحية الأخرى، إذا انزلقت الكويت في صراع داخلي بغيض او بين المواطنين الكويتيين وغير الكويتيين، أو إذا ظلت نموذجا طاغيا لطبقة العاطلين التي لا تشارك ثروتها مع الآخرين في المنطقة، وبقيت الايدي العاملة مستوردة بأكملها فسوف تصبح الكويت أكثر عرضة للهجمات العقائدية من جانب الايديولوجية اليسارية العراقية لحزب البعث او القومية العربية الشاملة او للضربات الاجتماعية، الى جانب الأقاويل الإسلامية عن قضايا الملكية والعدالة الاجتماعية،
وأخيرا، فإن التغيرات (أو حتى مقاومة التغيير) في الكويت تجعل البلاد عرضة للتنافس على بسط النفوذ من جانب جهات أخرى في الخليج، كما ان عملية التطوير نحو مزيد من السياسات الديموقراطية او احتمالات حدوث انقلاب في الكويت سوف تجتذب الجهود العراقية والإيرانية والسعودية للتأثير فيها، كل منها بجدول أعماله المميز والمختلف عن الآخرين. فإن السعوديين يرغبون في استمرار النظام الملكي وتقليص التعددية في سياسات البلاد. وستسعى إيران ـ على العكس ـ نحو إضعاف الملكية وبروز قوى دينية أكثر راديكالية، سواء سنية أو شيعية. هذا ملخص حساس من التقرير، والتقرير مليء بالأمور الحساسة والمعقدة وأكثره قد لمس في الساحة ومازلنا نتلمسه من صراعات تقع من دون ان تسعى دول المنطقة، لا سيما وتحديدا الكويت، الى عمل شيء، وهو ما ذكر في التقرير ان تنشئ الكويت وبالتدريج حكومة أكثر ديموقراطية وتمثيلا، فتصبح بذلك مثالا يحتذى للتغيير والإصلاح. و الله المستعان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
"نهاية اللعبة" في العراق... اخرجوا من دون مماطلة
جولز ويتكفر
تريبيون ميديا سيرفيس"
في المناقشات الأخيرة التي جرت بين المرشحين "الديمقراطيين" لخوض انتخابات 2008 الرئاسية في" دراتماوث" لم يتمكن واحد من المرشحين الذين يتصدرون استطلاعات الرأي، من أن يقول صراحة إنه لو انتخب رئيساً فسوف يعمل على إخراج القوات الأميركية من العراق قبل عام 2013، وهو ما مثل إحباطاً للأميركيين الذين اعتقدوا أنهم قد صوتوا من أجل هذا الهدف تحديداً عندما اقترعوا لـ"الديمقراطيين" ومكنوهم من السيطرة على الكونجرس في نوفمبر الماضي. بدلاً من ذلك رأينا هيلاري كلينتون، وباراك أوباما، والسيناتور السابق جون إدواردز يماطلون جميعاً، ويستخدمون عذراً خادعاً مؤداه أن أياً منهم لا يعرف الوضع الذي سيواجهه في العراق، إذا ما قدر له -أو لها- الدخول إلى المكتب البيضاوي في يناير 2009.
لقد بدا هؤلاء المرشحون جميعاً وكأنهم قد اشتروا ما يقال هذه الأيام عن سحب القوات الأميركية، وكيف أنه إذا ما تم قبل الأوان فإنه سيؤدي إلى حالة من الفوضى ليس فقط في العراق ولكن في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، كما سيؤدي أيضاً إلى عواقب وخيمة بالنسبة للولايات المتحدة. اختفاء الزي العسكري الأميركي من العراق سيحرم المتمردين والجماعات الإرهابية من الذريعة والهدف اللذين يوجهون إليهما عنفهم. وهذا الرأي يستحق الاهتمام.
وفي الحقيقة أن هذا يستدعي إلى الذاكرة شيئاً كان الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون -الذي كان كثيراً ما يُمتدح باعتباره مفكراً لامعاً في شؤون السياسة الخارجية- معتاداً على قوله -مستخدماً في ذلك موهبته الفذة في اختزال أعقد المسائل في صورة ملاحظات بسيطة. فبدلاً من أن يقول لمساعديه "إنكم تسيرون في الطريق الخطأ"، كان يقول لهم بكل هدوء: "يجب أن تخرجوا من الطريق الخطأ وتسيروا على الطريق الصحيح". لم يكن ما يقوله نيكسون في مثل هذه الحالات يقارن بتلك العبارات المأثورة عن القادة التاريخيين مثل فرانكلين روزفلت ووينستون تشرشل، ولكنه كان يتميز على رغم ذلك بنوع من المباشرة والبساطة الآسرة، بحيث لو أن مرشحاً "ديمقراطيا" من مرشحي اليوم نطق بإحدى تلك العبارات لكان ذلك سبباً في كسر قوالب الشلل والجمود التي تقيد حركتهم حالياً. فلو نظرنا بداية إلى الأسباب التي أدت إلى تورط الولايات المتحدة في السير على الطريق الخطأ في حرب العراق، فسنجد أنه كان هناك ميل إلى التغاضي عن تلك الأسباب، ليس من قبل الذين ارتكبوا الخطأ فحسب، ولكن من قبل كثيرين آخرين يذهبون إلى أنه ليس من المهم على الإطلاق أن نبحث عن تلك الأسباب الآن، أو أن الوقت قد تأخر كثيراً على القيام بذلك، في حين أن الحقيقة أن القيام بذلك أمر مهم، وأن الوقت لم يتأخر كما يقولون. لقد غدا من الواضح الآن أن شن تلك الحرب منذ البداية قد مثل خطأ فادحاً، وأنها قد قامت على مبررات زائفة، كما مثلت انحرافاً قاتلاً عن الحرب على الإرهاب التي كانت الولايات المتحدة قد بدأتها. وليس هذا فحسب، بل إنه عندما اكتشف فيما بعد خطأ شن الحرب، استمرت الإدارة فيها بدعوى أن ذلك الاستمرار مهم من أجل أهداف لم تحظ أبداً بموافقة الكونجرس والشعب الأميركي.
وفي الوقت الذي يعكس فيه ساسة آخرون منافسون على الترشيح للرئاسة، ذات القدر من عدم الحسم الذي يتصف به زعماء الحزب "الديمقراطي" في الكونجرس، بشأن استراتيجية الخروج، فإنه قد يكون من المفيد هنا أن نستعيد المقولة التي ترددت كثيراً في المراحل الأخيرة من التورط الأميركي في الحرب الفيتنامية، وهي أن القوات الأميركية لو انسحبت من فيتنام، فإن ذلك لن يؤدي إلى سقوط فيتنام وحدها في هاوية الفوضى، ولكن كل منطقة جنوب شرق آسيا أيضاً، وهو الشيء الذي لم يتحقق عندما انسحبت تلك القوات. وعندما سقطت فيتنام في النهاية في أيدي الشيوعيين لم يقوموا بتحويل جنوب شرق آسيا كله إلى خط متهاوٍ من قطع "الدومينو" التي كان يمكن أن تعرض الولايات المتحدة وباقي دول الغرب للخطر. وبعد ذلك وفي الوقت الملائم تمت إقامة علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة والنظام الفيتنامي، دون أن يؤدي ذلك إلى أي ضرر للغرب. واليوم أيضاً نجد أن الافتراض السائد بين الزعماء "الديمقراطيين" هو أن الانسحاب من العراق سيؤدي إلى تداعيات لا يمكن تصورها لهذا البلد، وللغرب بأسره. هذا مع أنه لا يوجد في الوقت الراهن من الأدلة الدامغة ما يؤكد تبلور هذا الافتراض، على رغم إصرار مؤيدي سياسة بوش الخاصة بالبقاء في العراق على الاستمرار في السير على الدرب حتى يتم استكمال "المهمة".
من بين "الديمقراطيين" الثمانية الذين يتنافسون من أجل الفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة هناك ثلاثة فقط من الساسة البارزين هم حاكم ولاية نيو مكسيكو "بيل ريتشاردسون" والنائب "دينيس كيوسينيتش" والسيناتور السابق "مايكل جرافل"، كانوا قد أبدوا رغبة واضحة في الدعوة إلى انسحاب مبكر وكامل تقريباً للقوات المسلحة الأميركية من العراق العام المقبل. ففي معرض تحديهم للمقولة التي ترددت كثيراً وهي أن هناك كارثة مؤكدة ستحدث في العراق عقب اتخاذ هذه الخطوة، يرى هؤلاء الساسة الثلاثة أن اختفاء الزي العسكري الأميركي من العراق سيحرم المتمردين والجماعات الإرهابية من الذريعة والهدف اللذين يوجهون إليهما عنفهم. وهذا الرأي إذا ما نظرنا إليه على ضوء المذبحة المستمرة فصولاً في العراق، فإنه سيتبين لنا أنه يستحق اهتماماً بدل ذلك الإهمال والسخرية اللذين قوبل بهما حتى الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الكوليرا والحج
جمال زويد
اخبار الخليج البحرين
مسكينة هي العراق، فمازالت الديمقراطية التي بشّرهم بها الاحتلال الأمريكي في عام 2003م ولاّدة بالمفاجآت، فمن طائفية أكلت الأخضر واليابس، إلى مذابح يومية وقتل على الهوية، إلى تفشي ظاهرة الجثث المجهولة، إلى هجرة الملايين من خيرة أبنائها وتشرذمهم في أنحاء المعمورة، إلى ارتفاع نسبة الفقر والعوز إلى أسوأ معدّلاتها؛ ويأتي اليوم نتاج آخر من نتائج هذه (الديمقراطية) لتواجه العراق مرض الكوليرا ويصعب عليها - في ظل هذه الديمقراطية - مواجهته حتى أن بعض الأنباء تشير إلى إصابة ما يقارب (100)
شخص يوميا بهذا المرض الذي بسبب خطورته وسرعة انتشاره تسميه منظمة الصحة العالمية (فاشية الكوليرا) وهي تسمية تحتمل تفسيرين، الانتشار الوبائي أو التسمية التي أطلقت على المجازر والقتل الذي حصل في أحد الحروب العالمية بالقرن الماضي. في آخر تقارير منظمة الصحة العالمية حول فاشية الكوليرا التي تم اكتشافها لأوّل مرّة في كركوك بشمال العراق في 14 أغسطس 2007 تقول ان الكوليرا تمكن من الانتشار في (9) محافظات من أصل محافظات العراق البالغ عددها (18) محافظة. وتشير التقديرات إلى أنّ أكثر من (30000) نسمة أُصيبوا بإسهال مائي حاد وتم الكشف عن الضمة الكوليرية فيهم، وهي الجرثومة المسبّبة للكوليرا، لدى (3315) نسمة منهم. وثبت أنّ هذا المرض أودى حتى الآن بحياة (14) شخصاً. فيما أعلنت وزارة الصحة العراقية تخوفها من وصول المرض إلى بغداد لأن ذلك يعني كارثة. وفي ظل تنامي انتشاره فقد أصدرت المنظمة العالمية تحذيراً إلى الدول المجاورة - البحرين ضمن قائمتها - من هذا المرض الوبائي السريع الانتشار خاصة بعد تأكد أنباء من وصوله إلى بعض مناطق في الجمهورية الإيرانية. ونحن إذ نقدّر لوزارة الصحة عندنا تصريحها الصحفي المنشور يوم أمس في الصحافة المحلية فإن المطلوب هو تفعيل ما ورد في تلك التصريحات - وعلى الأخص الحملة الوقائية - على أرض الواقع بأسرع ما يمكن عبر استخدام مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة حتى لو استدعى الأمر عرض برامج توعوية تلفزيونية عن (فاشية) الكوليرا عوضاً عن بعض المسلسلات الفاشلة الموجودة على خريطة برامج فضائيتنا هذه الأيام. على أن الجهود ينبغي أن تتداعى لتنصب على محاصرة الكوليرا ومقاومته ومنع انتشاره في موسم الحج الذي بات قريباً على الأبواب وبدأ التسجيل له. فهذا المرض الذي ينتشر عن طريق الأطعمة والمياه الملّوثة قد يجد في موسم الحج بيئة مواتية لتفشيه على نطاق واسع إن لم تبدأ الدول الإسلامية وبالذات المجاورة للعراق وإيران إجراءات واحتياطات حقيقية وجادة، وأحسب أن لقاح الكوليرا لابد أن يكون ضمن التطعيمات المطلوبة من الحجاج في هذا الموسم. ونأمل أن تكون وزارة الصحة قد اتخذت خطوات بخصوص توفير هذا اللقاح.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
العراق‮ ‬يُقسّم‮.. ‬والخليج‮ ‬يُندد؟
مهنا الجبيل
الوطن البحرين
يجب ربط تزامن إعلان مشروع التقسيم للعراق بإعدادات الحرب القائمة فمن‮ ‬غير الممكن أن‮ ‬يتم تصويت الكونغرس بالموافقة على هذا التقسيم بالغالبية من دون علاقته بالأحداث العسكرية الكبرى التي‮ ‬تعيشها المنطقة إعداداً‮ ‬أو تنفيذاً‮.‬
وهذا التحليل‮ ‬ينطلق من موقفين استراتيجيين للحراك الأمريكي‮ ‬يؤكدان على أن تعاطي‮ ‬الأمريكيين على الساحة الإقليمية للخليج لم‮ ‬يعد خطاباً‮ ‬إعلاميّاً‮ ‬وتحريضاً‮ ‬سياسيّاً‮ ‬استراتيجيّاً‮ ‬ولكنه البدء بممارسة الجيواستراتيجيا الجديدة على الأرض وما هي‮ ‬هذه الأرض إلا الخليج طبعاً‮.‬
المحور الأول هو مواجهة تداعيات الحرب أو التطورات الكبرى على الساحة العراقية والتي‮ ‬بات الأمريكيون الآن على قناعة كبرى بأن الحل الأمثل هو تقسيم الدولة العراقية المنقسمة إلى الشمال أصلاَ‮ ‬بواقع كردستان والمهيأة لذلك في‮ ‬الجنوب بواقع النفوذ الإيراني‮ ‬والمليشيات الطائفية التي‮ ‬أمّنت للأمريكيين الوصول لهذا السيناريو وتبقى بغداد والمنطقة الغربية هي‮ ‬التي‮ ‬تواجه هذا المشروع التقسيمي‮ ‬للعراق بحكم مواجهتها للاحتلال‮.‬
نود أن نُذّكر فقط بنفي‮ ‬الأمريكيين المتكرر عن نية التقسيم سابقاً‮ ‬وها نحن الآن نعيشه واقعاً‮ ‬لقرارهم الاستراتيجي‮ ‬وعملهم الميداني‮ ‬في‮ ‬العراق وهو ما‮ ‬يُعطي‮ ‬رسالة حتمية بأن كل الضمانات التي‮ ‬تقدمها الولايات المتحدة للأطراف السياسية العراقية أو حكومات الخليج بالإمكان تبديلها كليّاً‮ ‬وهذا ما حصل فمن‮ ‬يكون الضحية التالية؟ سؤال حيوي‮ ‬مشروع‮.‬
على كل حال قدّم تصويت الكونغرس على القرار الوجه الحقيقي‮ ‬لصُناع القرار الأمريكي‮ ‬أكانوا في‮ ‬الحكومة أو في‮ ‬المجلس التشريعي‮ ‬الكونغرس وهو اتفاقهم حين تدلهمّ‮ ‬الأمور رغم كل الجعجعة المعارضة التي‮ ‬نسمعها على رؤية استراتيجية واحدة وليست القضية نزعة جنون للرئيس أو فساد في‮ ‬هيلبرتون وطاقمها إنما الحقيقة بأن القضية استراتيجية عميقة تقوم مبادرتها على روح استعمارية عالية جدّاً‮ ‬في‮ ‬أخلاقيات ومبادئ السياسة الأمريكية والتي‮ ‬لا ترى في‮ ‬الخليج سوى بقرة حلوب المهم أن‮ ‬يجلب موحدا أو‮ ‬يوزع أو حماية مصادره حسب رؤيتهم وحدهم فهم من‮ ‬يحددون الرؤية النهائية‮.‬
المحور الثاني‮ ‬هو دلالات هذا المشروع مباشرة على منطقة الخليج ليس في‮ ‬تكرار قضية التقسيم وحسب على دول أخرى ولكن بمجرد قيام هذا الواقع السياسي‮ ‬الجديد فهو سيدفع مباشرة إلى اضطراب الساحة الداخلية لدول مجلس التعاون احتقانها سياسياً‮ ‬وطائفياً‮ ‬واضطراب في‮ ‬البنية الاجتماعية في‮ ‬وقت حرج للغاية مع وجود طرف آخر أيضاً‮ ‬معادي‮ ‬لوحدة الخليج وانتمائه العربي‮ ‬سوف‮ ‬يدفع حسب مصلحته هو ورؤيته وهو هنا النظام الإيراني‮ ‬إلى تحقيق المعادلة التي‮ ‬تحفظ توازنه ونفوذه من خلال هذا التقسيم وتأثيراته على الخليج خاصة بعد الرسائل التي‮ ‬يسعى القادة الإيرانيون إلى توجيهها لحكومات المنطقة وبنائها الديموغرافي‮ ‬الموالي‮ ‬اوالمعادي‮ ‬للنظام الإيراني‮ ‬بلباسه الطائفي‮ ‬والأخلاقي‮.‬
مسارات معقدة ومُتفجرة في‮ ‬نفس اللحظة وتطمينات واشنطن لدول الخليج لا تزال هي‮ ‬الرد الوحيد الذي‮ ‬يحمله بريد واشنطن بأنهم سوف‮ ‬يُسوّون المسألة مع إيران ومع العراق ولن تفلت الأمور من أيديهم والجواب ماذا كان بريدهم‮ ‬يقول عن العراق وماذا‮ ‬يقول حال العراق الآ
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الخداع الفاشل.. إخفاء كارثة كبري بأخري!
عبدالحليم غزالي
الراية قطر
..إذا كان البعض يري أن ميل المحافظين الجدد الذين يسيطرون علي إدارة الرئيس بوش لإشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط ضد إيران قد يكون تعبيراً عن رغبتهم في الهروب من تحمل عواقب الكارثة الرهيبة التي نجمت عن غزو العراق في عام 2003، فهذا التفكير منطقي، وهناك ما يثبته في الوقت الراهن وهو العمل علي إخفاء كارثة أخري شديدة الخطورة هي الحرب علي أفغانستان بإبداء الإنشغال بما يجري في المستنقع العراقي، وإن كان هذا التفكير لا يعني أن هذا المنهج هو العامل الوحيد أو الرئيسي الدافع لتحرك عسكري محتمل ضد إيران، فتعقيدات السياسة الخارجية وتفاعلاتها مع السياسة الخارجية وعملية صنع القرار في الولايات المتحدة ليست بهذه البساطة، ولكننا نتحدث عن أنماط تفكير وسلوك تستحق الرصد والتحليل.
ورغم التلازم في الحديث عن العراق وأفغانستان في الخطاب السياسي لبوش وإدارته منذ بدء التهيئة لغزو العراق في صيف عام 2002 وما استتبع ذلك من وضع الحربين في البلدين تحت لافتة كبري هي الحرب العالمية علي ما يسمي بالإرهاب، فإن الشهور الأخيرة شهدت اهتماماً كبيراً بمأزق العراق الخانق علي حساب التدهور الخطير للأوضاع في أفغانستان، وليس مستبعداً أن يكون هناك تعمد للتجاهل والتجهيل من جانب إدارة بوش في التعامل مع هذه الأوضاع علي الأقل إعلامياً إن لم يكن سياسياً، من باب أن كارثة أخف من اثنيين، وأنه من الضروري تجنب تعميم نظرية تراكم الفشل في السياسة الخارجية الأمريكية الذي أطاح برؤوس في حجم رامسفيلد وولفويتز وفيث وبولتون وبيرل رموز المحافظين الجدد ومخططي الحربين، هرباً من تسطير تاريخ حالك السواد لعهد بوش، وربما هذا ما دفع إدارته لدخول رقصة الذئاب مع كوريا الشمالية من أجل تحقيق انجاز تحفظه ذاكرة الزمن لرئيس دمغ بأنه واحد من أسوأ رؤساء الولايات المتحدة في تاريخها، بشهادة الكثير من مفكريها، والرأي العام الأمريكي أيضاً.
وتمتليء قصة الحرب في أفغانستان بالكثير من الشجون والآلام بالنسبة لرجال بوش رغم حالة التركيز الشديدة علي العراق التي يبدو أن الديمقراطيين يجارونهم فيها، لكون العراق مطعناً سهلاً بالنسبة لسوء تخطيط وأداء إدارته في التعامل مع تطوراته المتفجرة والفشل في الوصول إلي مقاربة منطقية لمستقبله المحير، وربما لأن الديمقراطيين يخشون المساس بجراح حدث الحادي عشر من سبتمبر الأكثر إيلاماً وترويعاً في التاريخ الأمريكي بعد الهجوم الياباني علي ميناء بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية، خاصة أنه يصعب تجنب الربط المباشر بين أفغانستان وهذا الحدث حتي في ظل المعطيات الراهنة، بما في ذلك استمرار اختفاء بن لادن ونائبه في قيادة القاعدة أيمن الظواهري والعديد من أفراد الحلقة المقربة منهما، والحديث المتكرر عن وجودهما في أفغانستان أو في المناطق الحدودية الباكستانية معها، رغم أن هذا الاختفاء وعدم التمكن من قتلهما أو اعتقالهما، من دلائل الفشل الأمريكي في المستنقع الأفغاني الذي يحمل الملامح الآتية:
أولاً: أن النصر الذي بدا أنه تحقق في عام 2001 بإسقاط حركة طالبان والتخلص بشكل أو آخر من عشرات الآلاف من مقاتلي الحركة أصبح وهما كبيراً بشهادة الكاتبين ديفيد رود وديفيد سانجر في تقرير نشراه في النيويورك تايمز قبل أيام تحت عنوان أفغانستان.. النصر المستحيل حيث أعادت طالبان بناء وتجميع صفوفها خلال السنوات الماضية، وشهد العام الجاري تحديداً تصاعد قوتها وأنشطتها المسلحة، في ظل تنوع تكتيكاتها وأساليبها واجتذابها المزيد من التأييد الشعبي في البلاد خاصة بين الغالبية الباشتونية مقابل تصاعد الكراهية.
والرفض للوجود العسكري للناتو ونظر غالبية الأفغان له علي أنه احتلال يجب إزالته. وحسب احصائية للأمم المتحدة فإن أعمال العنف في أفغانستان قد زادت بنسبة 30% هذا العام بالقياس للعام الماضي، و وصف العام الجاري بأنه الأكثر عنفاً منذ بدء الحرب في 2001م.
ثانياً: وجود نظام ضعيف في كابول غير قادر في المستقبل المنظور علي مواجهة حركة طالبان، لدرجة أن سحب قوات الناتو وفي القلب منها العسكريون الأمريكيون أمر غير قابل للنقاش في المستقبل المنظور بالنسبة لواشنطن، في حين الخلاف بين بوش والديمقراطيين حول العراق هو بشأن الجدول الزمني لانسحاب يبدو شبه حتمي في غضون عامين أو ثلاثة علي الأكثر، فضلاً عن تمحوره حول شكل وحجم الوجود الأمريكي حالياً ومستقبلاً، وحسب شهادات كبار المسؤولين العسكريين للحلف في أفغانستان فقوات الجيش والأمن الحكومية الأفغانية غير قادرة تماماً علي التصدي بمفردها لمقاتلي طالبان، وقد قاد الاختلال في التوازن بين طالبان والنظام لأن يقترح الرئيس حامد كرزاي أخيراً التفاوض مع قيادة طالبان من أجل تقاسم السلطة وهو ما رفضته الحركة مبدية اصرارها علي انسحاب القوات الأجنبية قبل بدء أي حوار بين الجانبين.
وفي تقديرنا أن حركة طالبان ذات المرجعية الجهادية الدينية ستواصل الحرب ضد النظام وقوات الناتو ربما إلي ما لا نهاية ولن يوقف القتال إلا القضاء علي أحد الطرفين وكلا الاحتمالين يبدو مستحيلاً.. والمعني أننا أمام حرب مزمنة، تعيد إنتاج الرفض لكل ما هو أمريكي في أفغانستان وخارجها.
ثالثاً: افتقار حلفاء واشنطن الأوروبيين للحماس فيما يتصل بزيادة قواتهم ودعمهم العسكري لعملية الناتو في أفغانستان خشية التورط أكثر في منحدر لا قرار له خاصة مع تزايد هجمات طلبان علي قوات الحلف واظهارها دقة التخطيط والتنفيذ في هذه الهجمات، وفي الفترة الأخيرة أبدت واشنطن غضباً متصاعداً تجاه تقاعس الأوروبيين عن الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها في اجتماعات سابقة للحلف بإرسال آلاف الجنود إلي أفغانستان.
رابعاً: تردي الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان وبقاء غالبية السكان تحت خط الفقر، بعد تبخر وعود الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة في إعادة البناء، لدرجة أن بوش الذي تعهد بمنح افغانستان مليارات الدولارات لم يستطع تقديم حتي عشرات الملايين منها، مما دمر مصداقية واشنطن بين الأفغان، وكشف عدم صدق خطابها بشأن مساعدته.
خامساً: تضاعف انتاج المخدرات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة، وحسب احصاءات الأمم المتحدة فإنها تنتج حالياً حوالي 93% من الهيروين والمورفين والمواد المخدرة الأخري المستهلكة في العالم، وهناك تقديرات غربية تشير لحصول طالبان علي ثلاثة مليارات دولار نتيجة زراعة الخشخاش في المناطق التي تسيطر عليها أو تتمتع بنفوذ فيها رغم أن هذه التقديرات يجب أن تؤخذ بحذر لأنها ربما تكون في سياق دعائي ضد الحركة التي سبق أن قضت تقريباً علي إنتاج الأفيون ومشتقاته من الخشخاش خلال توليها السلطة.
مجمل القول أن ما يجري في أفغانستان يتسم بفداحة الخسائر بالنسبة للولايات المتحدة، وإذا كان بوش قد نفي مراراً أن تكون الحرب في العراق قد أثرت سلباً علي العملية الدائرة في أفغانستان، فالواقع يشير إلي أن الرجل يحمل في سجله كارثتين هائلتين، لا يمكن أن تخفي إحداهما الأخري، والأرجح أن كلتيهما تذكر بالأخري!. ghazaly1@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
إش ولا كلمة
نورة الخاطر
الراية قطر
..بالأمس الأول تحدث الرئيس بوش لقناة العربية بكلمات حنونة مصاحبة بحزم ومترفقة بشدة، وبدا الرئيس هادئاً واثقاً متمنطقاً بالحب والاحترام للإسلام وأهله وحرص علي التودد للمذيع حتي ظهر كالوالد المترفق مع ابنه المحب فأخذه في جزئية من اللقاء متهاديا ببشاشة التواضع متمتماً ببعض من الحوار الأبوي!
في حديقة البيت الأبيض الغناء ، ويبدو أن الرئيس بوش يري العالم من خلال تلك الحديقة التي تبعث علي الاسترخاء أضف لذلك عامل جماليات ردهات وحجرات القصر الداخلي البالغة الرفاهية والذوق وفي جو كهذا وما يسانده من استقرار سياسي يحدد له فترة حكمه بلا منازعة - وحتي وإن ورد تنغيص فهو مجرد تغيير للروتين ليس اكثر فهو علي علم بنهاية مدة رئاسته ولن يسعي لتغيير الدستور أو التلاعب من خلاله ولكن سعيه منصب علي إتمام ما بدأه من خلال إكمال مشروعه الذي تبناه مع شلة المحافظين - يتبدي للمتابع ذاك الهدوء البوشي المصحوب بالطمانينة فالحديث سلس والكلمات وردية وعصافير الحنو والعطف علي الشعب العربي تدفعنا للتكبير فأفعال الأمريكيين إنما كانت بهدف حماية تلك الشعوب فقط!! فتحرير الكويت من العراق تبعه تحليل العراق وبوادر تفكيكه أُُُُُُُُقرت بمجلس الشيوخ الأمريكي في قرار غير ملزم وتتبناه في الأغلبية الجهة المرشحة لتولي دفة الحكم الأمريكي للسنوات القادمة ونقصد الحزب الديمقراطي فالمسألة تبادل أدوار ترتكز علي هدف أسمي ألا وهو حماية بني اسرائيل ودولتهم علي أرض فلسطين ولن يضير ما يحدث لمن عداهم فالخطة لها أساس والوسيلة ديناميكية متبدلة متحركة إنما لها مصب واحد...
وخطر غزو النظام العراقي للكويت لن يقل عن خطورة تقسيم العراق علي الكويت وما جاورها بل ان معالجة الغزو من قبل الأنظمة العربية كان أخطر من الغزو ذاته ونتائجه علي الأرض تنذر بالخطر ولنعد لمقابلة الحاكم الأكبر بوش حيث ردد مقولاته المنشدة علي وتر الحريات للشعب العربي وهو يتحدث بمعزل عن المخطط المنفذ وبالرغم من صراحة الأسئلة التي ربما يظن البعض بقدرة العرب علي توجيهها بمباشرة وعفوية توقع بوش في الحرج أوالارتباك!! إلاّّّ أنه وبلا شك بل من المؤكد كون هذه المقابلة تُُُعد ضمن خطة التلميع للسياسة الأمريكية في الوطن العربي وإظهارها بمظهر الحريصة علي العرب وحرياتهم فهل من الممكن أن تنطلي مثل هذه الحيل علي من يري واقعا فعليا يكذب أقوالا أعدت للاستهلاك الشعبي؟!...
ولاننكر أن هناك من يأخذ بالقول ولا ينظر للعمل ولكن بالمقابل علي بوش أن يعلم أن القاعدة الشعبية التي يخاطبها في الغالب لا تتابع أحاديثه ولا تتقبلها بل تتابع فعله وغاراته المتوحشة التي تقتل المدنيين والعذرالمقدم للعامة اشتباه بوجود إرهابيين أو إعلان كاذب عن مقتل قائد إرهابي هنا وآخر هناك بينما أعداد الموتي توحي بأن الجرائم إنما تقع علي أسر كاملة رجال وأطفال ونساء ولكن هي حرب بوش فالشركات المتعاقد معها تقتل والميليشيات المعتمد عليها في نظام الحكم تذبح وتروع والسياسة المعمول بها تستند لمبدأ - فرق تسد- والوعيد لمن ينطق بكلمة حق تخالف التوجه الأمريكي وها هي السياسة الأمريكية بتقاريرها السرية والعلنية تنذر بويلات وحسرات للناطقين، فأين هي الحرية المنشودة إذاً؟! ولنأخذ مثلا بعيدا عن العمليات العسكرية الموجعة لجيش الحرية الأمريكية فقد ورد تقرير للخارجية الأمريكية خلال الشهر الماضي يختص بدولة قطر نوه فيه بحرية الأديان في دولتنا الغالية مع العلم أن الشعب القطري مسلم بكامل عدده، وأشاد التقرير بمؤتمر حوار الأديان والذي يعقد سنويا وتحدث التقرير ذاته عن إنشاء دائرة في المحاكم تختص بالمذهب الجعفري وعرج علي قانون الأسرة الجديد لافتاً النظر إلي أنه لا يستند بالكامل علي الشريعة الإسلامية وأكد أنه يتضمن ملامح تتوافق مع التطورات العالمية التي تهدف لحماية حقوق النساء والأطفال مع العلم أن الشريعة الإسلامية هي من أفضل الشرائع في تبني حقوق المرأة والطفل ولا يعني سوء التطبيق من قبل المسلمين الجاهلين بتعاليم دينهم مساسا في التنظيم الإسلامي لمثل هذه الحقوق التي يظن الغرب أن قوانينه قد أقرتها منصفة بذلك مثل هذه الفئات... ولن يضير صف الكلمات في هذا التقرير أومثله ولن نتحدث عن تدخل أمريكا فيما لا يعنيها، فما دخل أمريكا بقوانين قطر الداخلية ولكن...
فالضغوط الممارسة علي العرب بينة واضحة إلاّ أن لب التقرير بل زبدته الصافية الطافية كانت بالإشارة إلي معاداة السامية وهنا مربط الفرس بالنسبة للتقرير الأمريكي فالمطلوب تكميم الأفواه وعلي كتاب الأعمدة في الصحف القطرية أن يحسبوا خطواتهم ويعدوا أنفاسهم عند التحدث عن القادة الإسرائيليين فلا تشبيهات تثير الكراهية فهتلر نازي أوروبي، ولكن الصهاينة من بني إسرائيل ما هم سوي ملائكة الله علي أرضه ولا يجوز التعرض لهم بنقد أوتشبيه جارح أو رسومات تصورهم بطريقة عدائية أما من عداهم فلا لوم ولا تقريع فالحرية في التعدي علي الأنبياء والمرسلين مكفولة وسب النبي محمد صلي الله عليه وسلم في كتب المرتدين والضالين مجرد حرية رأي ولكن الحرية عند التحدث عن اليهود تتوقف وهنا وفي هذه النقطة بالذات فلا مساس...
ولم يطالب التقرير بمنع كتاب الأعمدة أو رسامي الكاركاتير عن التعرض لبوش أو غيره من الحكام بتوصيفات أو تشبيهات مماثلة فجميع صحف العالم تصور بوش وغيره من الرؤساء بما يدلل علي واقع الحال ولكن لا اعتراض أما بالنسبة لقادة بني إسرائيل فالأمر مختلف حيث إن هناك قانوناً أمريكياً وليس إسرائيلياً!
صدر في 2004م باسم مراقبة معاداة السامية وهذا القانون مبني علي أساس متين حيث قال به أول رئيس وزراء صهيوني بن جوريون مؤكدا أنه - إذا لم يوجد هذا العداء فلابد أن يولد ويستثار فإن أدني لمحة لكراهية اليهود ، ينبغي أن تُُُُُُُُُضخم حتي يبدو الأمر وكأن هناك مؤامرة دولية من العداء للسامية في الخارج - وعلي هذا الوتر تُفرض القوانين مع ضرورة التفعيل عاجلا لا آجلا خاصة أن المعنيين بالأمر - ونقصد بهم العرب - في أضعف حالاتهم ، وعلي العرب الالتزام والانقياد الطوعي وإلاّ...
فقانون أمريكا يعني فرضه علي العالم عامة والعالم العربي علي وجه الخصوص لكون إسرائيل مزروعة في قلبه فمن يحكم العالم يا تري؟! هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه ومهما كانت التحذيرات من ضرر هذا القانون ومثله وما له من تأثيرات علي حرية الأفراد بل ومعتقداتهم الدينية فلن يسمع أحد فالقوة تفرض ذاتها بخيلها وعدتها وعتادها والويل لمن يخالف فهو في حزب الضّّّد ومهما صرخ العرب قائلين إننا أبناء سام بن نوح أيضا والكل يعادينا ويساء لنبينا محمد خير خلق الله ونصور كوحوش قتلة ليس بنا رجل رشيد فنحن الإرهابيون القتلة فلا سامع ولا مجيب، وبالمقابل نحن أيضا الخونة والمنافقون ونحن الضالون ولذلك لابد من تسديد دين مستحق بالتنازل والتنازل إلي ما لا نهاية ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم فهل نغير كلمات الله.... نعم هذا هو المطلوب وإش ولا كلمة...
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
حول قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير
الدكتور المهندس مخلد الفاعوري
الدستور الاردن
قرار مجلس الشيوخ الامريكي الاخير الذي يدعو الى تقسيم العراق الشقيق الى ثلاث دويلات ذات محاصصة طائفية وعرقية يثير الغرابة والسخرية والاستهجان ولا يستطيع اي عاقل ان يستوعب تلك الحماقة الامريكية هذه والنابعة عن مجلس يفترض ان يكون مفعما بالحكمة والوعي وعقلانيا في قراراته وتصرفاته ولكنه على العكس من ذلك نراه مراهقا سياسيا احمق ، فهو بدل ان يسعى جاهدا لتكريس وحدة هذا الشعب الذي عاش على امتداد التاريخ شعبا واحدا يحمل ارثا ثقافيا وعاطفيا اقتصاديا وسياسيا ودينا منسجما مع ذاته وبدل محاولات قتل روح الطائفية والعنصرية والمذهبية التي عملت امريكا وساستها على تكريسها في العراق وتغليب روح الانتماء والمواطنة للعراقيين فهي تسعى اليوم لتصب نار حقدها وكراهيتها للعراق ارضا وشعبا وحضارة وذلك من خلال هكذا قرارات مريضة رغم عدم الزاميتها ولكنها تمثل جانبا كبيرا من الرغبة لدى مؤسسات امريكية اخرى واحزاب وقوى سياسية تؤيد الحرب الخبيثة ضد العراق لا بل تسعى لخدمة اجندات صهيونية تسعى لتفكيك العراق لا بل المنطقة وخلق دويلات هزيلة متناحرة فيما بينها كي تبقى ضعيفة متخلفة وفي كافة المجالات كي تبقى اسرائيل وامريكا المهيمنتين على ثروات هذه الامة وان يبقى العالم العربي اسير حالة الضعف والوهن والتراجع وفي شتى المجالات.
صحيح ان الاخوة في الاقاليم الكردية رحبوا ترحيبا حارا ودافئا في القرار الا انهم يدركون ان الف الف قرار من هذا النوع الرديء لا ولكن يقنع احدا بجدواه ولا يمكن ان يتعاطى معة كل ابناء العراق على اختلاف طوائفهم واعرافهم ومذاهبهم فالجميع يؤمن بضرورة وحتمية الوحدة الوطنية العراقية وضرورة الحفاظ على وحدة وقداسة التراب العراقي عزيزا موحدا هذا على الصعيد الداخلي العراقي اما على الصعيد الخارجي والمتمثل في اهم جوانبه بدول الجوار فهذا مرفوض جملة وتفصيلا فهو يفتح الباب على مصراعية امام تدخلات واطماع خارجية ويغير من خريطة وموازين القوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية ويفتح الباب امام صراعات اقليمية وطائفية ومذهبية وعرقية جديدة قد تؤدي الى حروب وحالة من عدم الاستقرار للمنطقة كلها انه بكل مقاييس الوعي السياسي قرار احمق وغبي ومرفوض جملة وتفصيلا.malfaouri@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
بغداد المقسّمة تعيش "غوانتنامو" آخر
طاهر العدوان
العرب اليوم
قبل يومين سار عشرات الالاف من العراقيين (سنة وشيعة) في مظاهرة في قلب بغداد منددين بعزم القوات الامريكية اقامة جدار عازل في احد احياء العاصمة معلنين بصوت عال بأنهم يتعايشون في هذا الحي بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.
هذا مثال من ارض الواقع عن ان قوات الاحتلال الامريكي تقوم بتنفيذ عملية تقطيع اوصال العاصمة العراقية بالجدران الاسمنتية التي استوردت فكرتها من الجدار العازل الاسرائيلي. فمن اجل فرض الامن بكل الوسائل تعمل ادارة الاحتلال على زرع بذور الانقسام المذهبي بين سكان المدينة بالقوة وبالفصل التعسفي داخل الاحياء وعلى ارصفة الشوارع.
لقد شهدت بغداد بالفعل تراجعا في العمليات المناوئة للامريكيين غير ان هذا لا يعود لاسباب سياسية او لتطور في المصالحة الوطنية المعطلة, انما هو اسلوب القمع المنظم الذي تمارسه القوات الامريكية, بالفصل التعسفي بين الاحياء وعمليات حظر التجول شبه المستمرة اضافة الى سلسلة الهجمات الوحشية التي تستهدف البيوت والمنازل والشوارع تحت مزاعم محاربة "المتمردين" والقاعدة.
طوال السنوات الاخيرة كنا نسمع من العراقيين المتواجدين في عمان والقادمين من بغداد والمغادرين اليها عن استحالة اندلاع حرب اهلية بين السنة والشيعة, نظرا للتداخل الاجتماعي العميق واختلاط الاسر والعشائر والاحياء. وكان الجميع يُرجع ما يجري الى مؤامرات في الخفاء من اطراف خارجية واسرائـيلية وامريكية. وكانت تعزز هذه المؤامرات جرائم القاعدة واعلانها قيام دولة اسلامية كما عززها بعض الممارسات المذهبية هنا وهناك. لكن ذلك كله لم يؤثر على قناعة العراقيين بالوحدة الوطنية وبوحدة بلدهم.
الامريكيون, الذين اظهروا نواياهم التقسيمية في قرار الكونغرس المشؤوم حول تقسيم العراق, ينفون على لسان بوش وباقي الادارة تأييدهم لهذا القرار لكن ما يجري فعليا على ارض الواقع هو مشروع تقسيم يجري تنفيذه على قدم وساق بعزل الاحياء على اساس طائفي, واقامة الجدران العازلة التي حولت بغداد الى برلين اخرى كما كانت في عهد الحرب الباردة لكن بألف جدار, والى غوانتانامو آخر.
عندما نقول ان بغداد تعيش حال "غوانتانامو" آخر فالقصد هو هذا التشابه بين المعتقل الامريكي الذي اقيم على جزيرة كوبا تهربا من مساءلة ورقابة ومسؤولية القانون والقضاء داخل الولايات المتحدة, وبين ما يجري في بغداد من عمليات امنية, رسمية وغير رسمية لا تخضع للرقابة والمساءلة من اي طرف.
ان مجزرة شارع المنصور في بغداد التي ارتكبتها عصابة بلاك ووتر الامنية هي مثال على الوضع الشبيه بالغوانتانامو, فبعد ان تحدثت المصادر المختلفة عن وجود اكثر من 50 الف مسلح للشركات الامنية في المدن العراقية, نستطيع ان نتخيل ما يجري. فهذه الشركات لا تُسأل ولا ُتحاسب عن اي جريمة ترتكبها ضد المدنيين لانها ليست جزءا من الجيش الامريكي ولا تخضع لقانونه ولا لأي قانون آخر. وهذا بالضبط هو الوضع القانوني لسجناء غوانتانامو.
لقد تضافر العراقيون في بغداد وسورية والاردن لرفض تقسيم وطنهم, بالمؤتمرات والبيانات في الخارج, ومن خلال المظاهرات في الداخل, لكن الامريكيين ماضون في مؤامرة التقسيم ومحاولة فرضه بالدم والنار. ويبقى هذا الصمت الرسمي العربي المشين, والصمت الاعلامي الذي لم ير في انتفاضة بغداد ضد الجدران العازلة سوى مجرد خبر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
تقسيم بغداد.. وأخواتها أيضا!!
محمد كعوش
العرب اليوم الاردن
الرياح المسمومة التي حملها الاحتلال الى بلاد الرافدين لا تحمل مشروع تقسيم العراق فحسب بل هناك مشروع تقسيم بغداد ايضا..
فعلى العراقيين ان يعرفوا تماما ان الاحتلال يحمل جدران التقسيم ويزرعها في العراق وبغداد, فمنذ اللحظة الاولى بدأت الادارة الامريكية وعصابة الحرب فيها على تنفيذ مخطط التقسيم فمنحتا المنطقة الكردية في الشمال استقلالا كاملا عن الحكم المركزي في بغداد, وبعد انفصال كردستان العراقية, اكمل الاحتلال الحلقة الثانية من المشروع فساعد الاحزاب الطائفية في الجنوب على تشكيل المليشيات الطائفية التي سيطرت وهيمنت على جنوب العراق وتحكمت باهله ونهبت ثرواته وسيطرت على مصادر الطاقة فيه وتقاسمت عائدات النفط واكملت مشوارها الانفصالي في بغداد فمارست شكلا من اشكال التطهير الطائفي في احياء العاصمة ففككت نسيج التعايش في الاحياء وفرزت السكان حسب الانتماء المذهبي والعرقي, ومهدت لقوات الاحتلال لاكمال الفصل الطائفي باقامة سلسلة من الجدران التي مزقت المجتمع البغدادي واكملت مشروع عزل الناس وفصلهم على القاعدة الطائفية!!
والان, يريد الاحتلال اكمال الحلقة الثالثة من مشروعه بضرب عصفورين بحجر واحد, فقد فتح الاحتلال الابواب امام الطامعين بالثروة والجاه لاستلام مناصب في النظام الجديد من ابناء الطائفة السنية لاستلام مناصب في النظام الجديد وتقديم المال والسلاح لبعض المتنفذين وتشجيعهم على تشكيل مليشيات سنية لتحقيق هدفين مرة واحدة:
الاول: تشكيل اقليم الوسط ضمن مشروع التقسيم وتعميق الشرخ الطائفي والعرقي داخل المجتمع العراقي, والثاني; ضرب المقاومة الوطنية في الانبار وديالى وصلاح الدين, تحت عنوان "الحرب على القاعدة"..!!
هذا هو المشروع الامريكي الذي نراه يتحقق على ارض العراق, والذي سيقسم العراق ويمزق شعبه ويقضي على وحدته واستقلاله وعروبته.
كل ذلك يحدث في وقت نرى فيه النظام العربي يعاني من غيبوبة وكأنه يواجه حالة من الموت الدماغي, فهذا الجسد العاجز (النظام العربي) يعيش على آلة التنفس الاصطناعي في غرفة انعاش امريكية, لا ندري متى ترفع الادارة الامريكية اجهزة التنفس عنه او تشطر كل دولة فيه الى شظايا, لان نجاح مشروعها في العراق يعني تشجيعها على تكراره ذات السيناريو اكثر من حالة عربية, بحيث يتم تشيطر الاقطار العربية الى شظايا..اذا لم يتم اعادة الوعي الى الامة واحياء مشروع نهضوي عربي مقاوم يستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه في الوقت الضائع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
فقه التقسيم وفقه التوحيد
ناهض حتر
العرب اليوم
الاقطاعيون الاكراد, ليسوا وحدهم الذين يؤيدون تقسيم العراق. فمن حيث المبدأ, فان جميع السياسيين العراقيين المنخرطين في نظام المحاصصة المذهبية والاثنية الاستعماري, هم في واقع الأمر, أدوات للتقسيم. ولا يبيض صفحة هؤلاء, اصدار بيانات الشجب لقانون "الشيوخ" الامريكي, بل الصادق منهم هو من يتجه الى الانسحاب من العملية السياسية وهيئاتها البرلمانية والحكومية وحل المليشيات المذهبية, والانخراط في مقاومة موحدة.
لكن, مَن من اولئك المتورطين قادر او يريد فعلا, الخروج من مستنقع المنطقة الخضراء؟
هل أتحدث, هنا, عن "السيد" عمار الحكيم, امير النفط المهرّب والعقارات, ووريث "السيد" عبد العزيز, صاحب الفتوى الشهيرة بانفصال "شيعستان" و"المجاهد" في سبيل نصرة الامام في ارض مطهرة من "النواصب"! حيث يمكن اقامة نظام ولاية الفقيه .. بالامريكاني الفصيح؟
ام تراني اتحدث عن مقتدى الصدر الذي ارعبته انتفاضة جماهير تياره, فهرب الى احضان الحكيم؟
كلا! بل اتحدث عن النائب السني للرئيس العراقي, زعيم الاخوان المسلمين العراقيين, طارق الهاشمي! فلقد كشف السناتور الصهيوني جوزيف بايدن, صاحب قانون تقسيم العراق, بانه حصل على موافقة ضمنية على مقترحه ذاك, من الهاشمي شخصيا. وابلغ بايدن, تلفزيون فوكس نيوز, ان الهاشمي ابلغه ان "قلبه ضد التقسيم, لكن عقله يقول له: نعم". ولم يكذب الزعيم الاخواني, طوال الاسبوعين الفائتين, هذا التصريح.
لقد انتظرناه اسبوعين كي يقول: لا! ثم فازت, للأسف شكوكنا حين ادلى بحديث الى صحيفة "عكاظ" السعودية, امس الاول, اعلن فيه الاتي:
1- ان لديه "تحفظات" على مشروع بايدن لتقسيم العراق!؟ "تحفظات"؟ أيعني- مثلا- حول "حدود" الدويلة السنية؟ ام حول توزيع العوائد النفطية؟ ام حول الشؤون الادارية والعلاقة مع بغداد, "العاصمة الفدرالية" وتركيبتها المذهبية؟
الهاشمي يؤكد, على كل حال, ان الية الحكم في العراق هي "شديدة المركزية", وهو يؤيد اللامركزية, اي التقسيم بمواصفات تسمح لحزبه الانفراد بحكم المنطقة السنية, من دون الانفصال الكامل. حسناً حتى هذه "التحفظات" سوف تزول توا اذا ما نبع النفط في "سنستان".
2- والهاشمي هو, بالطبع, مع جدول زمني لانسحاب "القوات الامريكية" من العراق, ولكن, بعد استكمال بناء القوات العراقية, ويساوي هذا الموقف, حرفيا, موقف جورج دبليو بوش!
وليست اتجاهات الهاشمي هذه بغريبة: فبالاحتلال وتقسيم العراق, يستطيع حزبه احتكار السلطة في حدود "سنستان" الانفصالية. هنا, في هذا التقسيم المقتطع من جسد العراق الدامي, يمكن اقامة امارة الشرع المطهرة من "الروافض", فهل هناك انتصار اكبر من هذا للأمة؟
"عقلاني" آخر, اطلاق تصريحات ضد قانون التقسيم, كشفه بايدن, انه النائب الشيعي للرئيس العراقي, القيادي في حزب "الدعوة", عادل عبد المهدي الذي اسرّ للسناتور الامريكي انه يفضل التقسيم, من دون ان يتحدث عما اذا كان قلبه يوجعه لتقطيع العراق بالسكين ام لا!
القوى والشخصيات الاخرى التي تمارس السياسة, بل حتى المقاومة من موقع سلفي طائفي او مذهبي او عشائري او جهوي او سلطوي, هي, بالضرورة قوى انقسامية. فوحدة العراق- متعدد الديانات والمذاهب والاثنيات- مشروطة, حكما, بالدولة المدنية العلمانية. فأي خيار لحزب سني او حزب شيعي للسيطرة سوى التقسيم؟
الآن, اصبحت قضية العراق مرتبطة عضويا بقضية التوحيد, بحيث تغدو كل الممارسات والشعارات المذهبية, والأثنية والحزبية التي تؤدي, عمليا, الى تفتيت قوى الشعب العراقي, في صف الاحتلال, حتى لو حملت البندقية ضده. فلا شرف, ولا مستقبل للبندقية التي لا تخضع لاولوية وحدة العراق. ذلك هو فقه التوحيد, في السماء, كذلك على الارض.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
مرحباً بالفساد .. وداعاً للإصلاح
أمل الشرقي
العرب اليوم
من أجل شراء شراكة تسند حكم مشرف المتضعضع في باكستان, سكتت واشنطن عن الصفقة التي تسقط التهم عن رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو الملاحقة بقضايا فساد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. وبهذا تكون إدارة بوش قد تخلت بشكل فاضح عن آخر دعوة من دعواتها البراقة وهي الدعوة إلى الاصلاح.
عندما تسلمت إدارة بوش مقاليد الأمور قبل سبع سنوات وضعت, لأغراض السيطرة على العالم, مجموعة من المطالب التي ألزمت بها حكومات الدول الأخرى وأقامتها حدوداً تقيس بموجبها صلاحية كل حكومة وتعاقب بموجبها " المارق " من تلك الحكومات.
الاصلاح ومحاربة الفساد كانا مطلبي حق أريد بهما باطل. فالولايات المتحدة, التي كشفت فضائحها في العراق وأفغانستان وغيرهما عن حجم ما تعانيه من فساد مالي وسياسي وأخلاقي, رفعت سيف الاصلاح على رقاب من أرادت ارهابه من الحكومات. وباسم الاصلاح تدخلت في أدق تفاصيل السيادة الوطنية للدول الأخرى حتى وصلت إلى حد المطالبة " باصلاح " ديانة الآخرين وأعراف حياتهم وطريقة قراءتهم لتاريخهم. وباسم الاصلاح موّلت الولايات المتحدة حركات وطوابير وشخصيات أرادت أن تخلق منها "بعبعاً" تسلطه على من لا ترتضيه من الحكام. وباسم الاصلاح شرعنت إدارة بوش التدخل في شؤون الدول الأخرى وخولت نفسها صلاحية " تغيير النظام " في الدول التي لا تتوفر فيها شروط الانتماء إلى النادي الأمريكي.
والاصلاح ليس أول الدعوات التي سقطت في اختبار النوايا. فالسنوات السبع التي انصرمت من عمر ولايتي بوش كانت سنوات التصادم بين المعلن والمخفي من الاهداف الأمريكية. إذ سرعان ما اكتشفت إدارة بوش أن قوى الفساد والاستبداد المحلية أطوع لبنانها من قوى الاصلاح الحقيقية التي تتعارض مبدئياً ووجودياً مع السيطرة الأمريكية. فقامت بالتخلي تباعاً عن أهداف الديمقراطية ومحاربة الفساد والاصلاح والشفافية والمساءلة وما إليها من الدعوات التي توهمت في البداية أنها ستكون مطيتها إلى قرن أمريكي جديد.
العالم بعد سبع سنوات من إدارة بوش لم يصبح أكثر عدلاً وحرية وامناً. والسنوات التي شهدت تخلي واشنطن عن الأهداف الاصلاحية شهدت,بالمقابل, ترسيخ الاهداف العدوانية والاستبدادية للسياسة الامريكية. وإذ لا تجد شعوب العالم مأثرة تتذكرها للادارة المشرفة على الرحيل فإن لها أن تتعزى بما أثبتته هذه الادارة من صدق قناعات الشعوب وكذب ادعاءات واشنطن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
حماة وزارة الخارجية المجرمون
روبرت شير
إنفورميشن كليرنج هاوس
كيف يتفق أن ممثلي الولايات المتحدة في العراق ، الذين يفترض بأنهم الأفضل ثقافة وتهذيبا ، تجري حراستهم على يد مرتزقة مسلحين يقتلون المدنيين الأبرياء؟ الأشد إلحاحا هو لماذا يحتمل موظفو وزارة الخارجية ومدراءهم في واشنطن الجريمة البشعة التي ارتكبت تحت أنظارهم - وأن يدفعوا لإخفائها؟.
هذه هي الفضيحة الحقيقية لمبلغ 832 مليون دولار دفعتها وزارة الخارجية لبلاكووتر ، والتي حققت فيها هذا الأسبوع لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب برئاسة هنري واكسمان.هذه القضية ، ببساطة ، لا تتعلق بالتصرفات المرعبة التي تقوم بها قوات بلاكووتر وحسب ، فالأهم من ذلك هو لماذا توافق إدارة بوش على هذا الأذى المتعمد ضد العراقيين الأبرياء وتتستر عليه؟
على سبيل المثال: لماذا اقترح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية دفع مبلغ 250 ألف دولار ومن أموال دافع الضرائب الأميركي للتغطية على حقيقة لا جدل فيها هي ان "متعاقدا مخمورا من بلاكووتر أطلق النار على حارس نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وأرداه قتيلا" ، تبعا لما ورد في تقرير لجنة مجلس النواب.
لقد مكنت وزارة الخارجية أحد قناصي بلاكووتر من الخروج من العراق خلال 36 ساعة ، رغم طرد شركة بلاكووتر له ، دون توجيه أي اتهام بالجرم. كما لم يوجه الاتهام إلى أي شخص في أي من أحداث إطلاق النار البالغ عددها 195 حادثا ، والتي اقر مسؤولو بلاكووتر بوقوعها خلال العامين الماضيين ، حوادث كان متعاقدو بلاكووتر هم البادئون بإطلاق النار في 84 بالمئة منها.
وتبعا لوثائق بلاكووتر نفسها ، فقد كتبت لجنة الكونغرس أنه "في الغالبية العظمى من الحوادث ، فإن عناصر الشركة المذكورة أطلقوا النار من عربات متحركة ، ولم تنتظر في الموقع لترى ما إذا كانت طلقاتها قد أسفرت عن ضحايا". خلال رحلة قام بها دبلوماسيون اميركيون لوزارة النفط العراقية ، تحطمت 18 سيارة عراقية بسبب السرعة الكبيرة للموكب. هذه الحوادث كانت ترتكب على مرأى مسؤولي وزارة الخارجية دون أن يطالب اي منهم بإجراء تحقيق لاحق.
رغم كل الهراء حول "العراق المحرر" ، إحدى العبارات المفضلة للرئيس بوش ، فإن العراقيين ما زالوا يفتقرون للسلطة التي تتيح لهم محاكمة المرتزقة الأميركيين الذين يحتلون بلدهم بسبب قانون فرضه بول بريمر ، الحاكم الإداري الواسع آنذاك والذي كان يحرسه أفراد من بلاكووتر. لقد منح بريمر العقد الأصلي دون منافسة لبلاكووتر ، التي يديرها إيريك برنس ، وهو مساهم رئيسي في حملة الجمهوريين وقام بالتبرع بمبلغ 225 ألف دولار للحزب الجمهوري. كما أن شقيقته ، بيتسي ديفوس ، كانت رئيسة الحزب في ميتشغان واستطاعت جمع مائة ألف دولار للحزب.
لكن هذه ليست مجرد قصة أخرى عن الرواتب التي دفعت للمخلصين للحزب الجمهوري الذين سيطروا خلال الاحتلال ، رغم أنهم غير مدربين إطلاقا لأداء المهمة التي أوكلت إليهم لإعادة إعمار بلد لا يعرفون شيئا عنه. حراس بلاكووتر يعرفون عملهم جيدا ، وهو حراسة كبار المسؤولين الأميركيين بأي وسيلة ضرورية - بما فيها تصفية العراقيين الأبرياء دون مبالاة.
من الواضح أن المتعاقدين المأجورين هم أفضل لهذه المهمة من افراد الجيش ، بما ان المتعاقدين يعملون خارج إطار الضوابط المفروضة على الجنود العاديين تبعا للقانون ولضمائرهم. لقد جُند العديد من مرتزقة بلاكووتر من الجيش الأميركي برواتب أعلى بكثير من تلك التي كانوا يتقاضونها لقاء الخدمة المباشرة لبلدهم. ففي الوقت الذي يتقاضى فيه الرقيب في الجيش راتبا يتراوح ما بين 51100 إلى 69350 دولار سنويا ، مع السكن وغيرها من الامتيازات ، فإن المتعاقد مع بلاكووتر (الذي غالبا ما يكون رقيبا متقاعدا) يتقاضى ما بين ستة إلى تسعة أضعاف هذا المبلغ.
حكومة الولايات المتحدة تدفع لبلاكووتر مبلغ 1222 دولار يوميا لشخص "متخصص في الأمن الوقائي" ، وهو ما لاحظ تقرير الكونغرس أنه "يصل إلى 445891 لكل متعاقد سنويا". وفي عرض غير معتاد لعدم الموافقة استهدف بلاكووتر من الجناح اليميني في المجلس ، لاحظ النائب الجمهوري جون دانكن أن راتب الجنرال ديفيد بيتريوس السنوي أقل من نصف ما يتقاضاه بعض المسؤولين ذوي الرتب العالية في بلاكووتر من العاملين في العراق.
بالطبع هم يستحقون هذه الرواتب تبعا لعدد القتلى العراقيين الذي يتسببون به ، إذا كانت حياتك على المحك فإن هذا هو ما يهم. هذا هو بوضوح موقف العاملين في وزارة الخارجية في العراق ورؤساءهم في واشنطن ، الذين تستروا على بلاكووتر لسنوات.
وكما قال رئيس لجنة الأغلبية في مجلس النواب "لا يوجد دليل في الوثائق يشير إلى أن اللجنة استعرضت أن وزارة الخارجية تسعى لضبط افعال بلاكووتر ، أو قلقت من حوادث إطلاق النار التي تورطت بها أو النسبة المرتفعة للبدء بإطلاق النار ، أو تقديم المتعاقدين للتحقيق".
ليس هناك دليل أفضل مما سبق على أن العراقيين هم الهنود الحمر ، الذين يحاولون قدر استطاعتهم الحفاظ على أرض أجدادهم. لكن السلطة الاستعمارية للولايات المتحدة ، الممثلة بالسفير الأميركي رايان كروكر ، لم تترسخ هذه المرة على يد قوات الفرسان الاميركية بل على يد عصابة من حملة البنادق المأجورين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
من اقوالهم
الدستور الاردن
"حكومتنا تطلب من جنودنا اتخاذ قرارات مؤلمة اخلاقيا ... وعندما لا تعجبها النتائج تعزل الجندي وتسيء لسمعته بينما تختبئ خلف الاعتبارات الامنية والسرية."
جيمس كولب ، محامي الرقيب ايفان فيلا المتهم مع وحدته بوضع فتائل تفجير ومواد عسكرية اخرى كطعم لاصطياد من يقترب منها ، مؤكدا ان قرار وضع هذه الطعوم قد اتخذه كبار الضباط في الجيش والحكومة.
(لوس انجليس تايمز)
- "قدرة المصانع هنا لا تكفي."
الرئيس العراقي جلال الطالباني مفسرا سبب طلب شراء معدات حربية خفيفة من الصين لقوات الشرطة العراقية بقيمة 100 مليون دولار ، ويذكر ان واحدا من كل خمسة من رجال الشرطة في العراق يحمل سلاحا.
(رويترز)
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
جراحة عراقية قاتلة
خيري منصور
الدستور الاردن
اذا قبل العراق مثل هذه القسمة على عدد طوائفه فان المؤامرة تكون قد أنجزت أهم اهدافها غير المعلنة ، وعندئذ لا يخسر العرب فقط عراقهم بل العراق ايضا يخسر نفسه ، والجراحة التي يجري الحديث عنها لجسد العراق ستشطر القلب والذاكرة وحتى الدماغ ، ومن يقبل بها ليس أبا الصبّي ولا أمّه ، ولو صاحب هذه الجراحة الغليظة تحذير سياسي ، فان النتائج تكون اشد خطورة ، لان الجسد المسجى سيقطع اربا تحت عناوين وشعارات مفرغة من المحتوى التاريخي حتى لو كانت مشبعة حتى النخاع بالجغرافيا وتضاريسها ،
نعرف ان فائض المكبوت الاثني يؤدي الى نتائج كارثية وغير محسوبة بدقة ، لكن تصفية الحسابات المشفوعة بهاجس ثأري لها عمر محدد ، وقد تكون السنوات الاربع الماضية كافية لتحقيق مثل هذه الهواجس ، خصوصا بعد ان شرب العراقيون من البئر المسمومة ذاتها ، وجربوا الخسارة الموزعة بالتساوي من خلال أحدث ابتكار لما يسمى ديمقراطية الشقاء ،
والعودة بأي مجتمع معاصر الى ما قبل الدولة معناها القاؤه في مهب عواصف التاريخ ، اضافة الى تهشيمه وتهميشه ،
ولا ندري للصمت العربي المريب ازاء هذه الجراحة سببا ، غير ان اللامبالاة التي اتسم بها الموقف القومي من المسألة العراقية ، تضاعف من الاحساس بالخطر لأن معنى ذلك ان تكرار الحالة سيؤدي حتما الى تكرار الموقف ، وربما بدرجة أعلى من اللامبالاة ، ولا نظن أن هناك حربا تأخر الكشف عن اسبابها الحقيقية كالحرب على العراق ، فلم تكن رائحة النفط قد زكمت أنوف الجنرالات قبل غزو العراق على هذا النحو الفاضح الذي يحدث الآن ، وبعد ان تحولت زلات اللسان الى اعترافات لا سبيل لتأويلها ، اللهم الا اذا واصل محترفو تهريب الوقائع مهنتهم ومهمتهم القذرة المدفوعة الأجر ،
ان اجراء جراحة كهذه التي يدور السجال حولها للعراق ، ستحول البلاد الى أشلاء والعباد الى رهائن بأيدي زعماء الطوائف لأن الخَصْخصة التي بلغت الذاكرة والضمير الوطني والوجدان يقصد بها حذف العراق من العراق ، لأن الحاسوب الجديد الذي ألقم بمعلومات خاطئة قد ينفجر ما تقول نكتة سياسية عراقية مريرة ، فقد سأل أحدهم ذات يوم الحاسوب: شاكو.. ماكو.. فانفجر الحاسوب والعراق الذي عاش دهرا وهو يشرب ويتوضأ من نهر واحد ، مطلوب منه الآن ان يحول نعمة التعدد الى نقمة ، وبدلا من الاغتناء بهذا التنوع ، يصبح الحال افقارا وقضما وزجا للبلاد بين قبرين بدلا من اقامته الأبدية بين نهرين ،
ولكي تكتمل الدراما العراقية وتصبح المأساة مشوبة بالملهاة ، فان جراحة العراق تناقش خارج حدوده ، وفي عقر الدار التي قررت غزوه والسطو على ثرواته وانتهاك سيادته واحتلال مستقبله ،العراق لن يعيش بربع كلية ، وخمس بنكرياس وشريان واحد.
فعن أية وحدة كان العرب يغنّون؟اذا كان البلد الواحد قد أصبح مهددا بالانشطار الى عشرين بلدا وبلد ،
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
تقسيم العراق سينتشر في المنطقة
د. عبد الإله بلقزيز
الخليج الامارات
فضح مجلس الشيوخ الأمريكي ما جهدت إدارة بوش طويلاً لإخفائه منذ قررت غزو العراق ومحو دولته قبل أربعة أعوام من اليوم. لا قيمة بعد الآن لأي كلام استدراكي من قبيل عدم إلزامية القرار لإدارة بوش (وكأن المسألة هنا!)، لأن مثل هذا الكلام ليس يعني غير تبييض صفحة الرئيس الذي قاد الغزو والاحتلال والاعتصام بحبله لمنع شيوخه في الكونجرس من التقسيم! ومن أدرانا إن كان هناك من سيدعونا الى التحالف مع بوش ضد مجلس الشيوخ وإلى الرهان على اختصاصاته الدستورية كحبل نجاة من قرارهم المشؤوم! ليس الوقت وقت ارتجال سخافات ممجوجة من هذا النوع. لقد ضاق كثيراً ولم يعد يتسع سوى لإبداء الغضب في وجه هذا الاستهتار بوحدة وطن وشعب وأمن واستقرار منطقة ابتليت بأشد أنواع الوباء الكولونيالي فتكاً بالمجتمعات والأمم: الوباء الكولونيالي الأمريكي.
لا يخدعن أحد نفسه بالقول إن التقسيم أمر مستبعد أو إنه ورقة من أوراق السجال الداخلي الأمريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين، بين الكونجرس والبيت الأبيض. فالذين يقفون وراء القرار من الفريقين معاً، والبيت الأبيض ما كان بعيداً يوماً عن فكرة تقسيم العراق منذ ما قبل الغزو حين كان بعض أركان المحافظين الجدد يتناوبون على التصريح بإعادة تشكيل “العراق الجديد” بعد الغزو، وحين كانت مراكز الأبحاث والدراسات المرتبطة بالمؤسسة (بالبنتاغون والمخابرات المركزية والخارجية) تزخ عشرات التصورات المستقبلية لعراق ما بعد صدام حسين تدور جميعها حول سيناريو التقسيم.
ثم ماذا نسمي الفيدرالية والأقاليم ودستور بول بريمر المعتمد اليوم في العراق المحتل غير أنه النواة التأسيسية لبرنامج التقسيم؟! بل ماذا كان يعني إسقاط الدولة العراقية وحل جيشها ومؤسساتها غير تجريد الوطن العراقي مما كان يمثل لديه الكيان السياسي الجامع، وقذف أبنائه الى جحيم الطائفية والعشائرية والمذهبية، وإطلاق بناه العصبوية من كل عقال قصد إيصال العلاقات الداخلية الى حال قصوى من التعفن تسهل معها الجراحة الكولونيالية التقسيمية؟!
كان كل شيء معداً منذ البداية كي تنتهي الأوضاع الى ما أرادته الهندسة السياسية الكولونيالية لمصير العراق. ومن يخطئ قراءة هذه الحقيقة من أبناء المنطقة، سيدفع هو نفسه الثمن غداً من وحدة وطنه وشعبه، لأن الذين قادوا الغزوة الكولونيالية ضد العراق، أتوا محمولين في ركاب حلم بتقسيم سائر دول المنطقة لا العراق حصراً. ولمن لا يصدق، فليعد الى الخرائط المقترحة من “باحثين” ومراكز دراسات استراتيجية على صناع القرار الأمريكي، وليتأمل فيها مشهد التشظي الكياني الذي رسموه لبلدانها الكبرى (السعودية، مصر، إيران، سوريا)، وعليه أن يتأكد أن التقسيم مشروع جدي (مثلما كان تقسيم فلسطين كذلك وتعامل معه العرب بخفة واستهتار، وليس مزحة ولا تهويلاً ولا مزايدة سياسية داخل أمريكا. وعندها فقط سيكون واضحاً للجميع ما الذي عليه أن يفعله حتى يُسقط مشروع التقسيم في العراق والوطن العربي وجواره الإسلامي.
لم يقل قرار مجلس الشيوخ شيئاً خارج مزاج الإدارة الأمريكية. هو بالأحرى أفصح عما تتكتم عليه ولكن تفعله بصمت حتى وإن كان صمتاً ناطقاً تُظهرنا عليه مجريات الأمور وتوجهات السياسة الأمريكية في العراق. والحق أن من يراقب تلك السياسة حتى خارج العراق، يلحظ أنها تعتمد المقاربة التقسيمية نفسها وإن من دون الحاجة الى إعمال أدواتها العسكرية قصد تنفيذها. إن أي مصر من أمصار العرب حلت فيه السياسة الأمريكية أصابه تقسيم سياسي أو جغرافي أو هما معاً. راقبوا حالات التقسيم في فلسطين ولبنان والسودان والصومال. تلك هدية الإدارة الأمريكية الى شعوبنا ولسان حالها: قسموا أنفسكم بأنفسكم، وإن عجزتم أو ترددتم فنحن جاهزون.
التريث والانتظار لن ينفعانا في شيء. ثم ماذا ننتظر؟
أن يتحول قرار مجلس الشيوخ الى سياسة رسمية فقرار رئاسي. والصمت على هذه الجريمة في حق وحدة العراق مشاركة فيها، بل مساهمة في تعبيد طريقها نحو إسقاط وحدة كياناتنا العربية واحدة واحدة. ماذا تفعل جامعة الدول العربية إن لم تنشغل بهذه المسألة على مدار اليوم؟ ما قيمة مؤسسة القمة العربية إن لم تنعقد القمة في هذه الظروف؟ ما نفع الدبلوماسية العربية إن لم تتحرك دفاعاً عن أوطانها؟ ما قيمة الموارد العربية إن لم تجند لإرسال خطاب حازم الى من يهمه الأمر ممن يتربصون بكياناتنا شراً؟ وماذا وماذا...؟
حتى الآن، لا شيء في المواقف العربية من النازلة يبعث على الاطمئنان أو على ما يشبه الاطمئنان. لم ترسل دولة ولا برلمان فيها مذكرة احتجاج رسمية على هذا التجاوز السافر للأصول والقوانين والأعراف. لم يقل أحد لشيوخ الكونجرس إنه يحق لهم أن يشرعوا لتقسيم الولايات المتحدة الأمريكية إذا شاءوا ذلك أو ارتأوه مما فيه مصلحة قومية لها، فذلك في صميم حقوقهم وسلطاتهم الدستورية، لكنهم لا يملكون حق التصرف في كيان العراق الذي تعود ملكيته ومصيره الى شعبه. لم يبعث أحد برسالة احتجاج الى الأمم المتحدة على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي في قرار مجلس الشيوخ. هل هذا كثير على العرب؟ فهمنا أنهم لا يملكون الشجاعة لدعم المقاومة العراقية (كما دعموا المقاومة الافغانية ضد السوفييت والمقاومة البوسنية ضد الصرب والمقاومة الشيشانية ضد الروس)، أو للانضمام الى الحملة الدولية للمطالبة بانسحاب القوات المحتلة من العراق (مثلما طالبوا العراق بالانسحاب من الكويت وشاركوا عسكرياً في إخراجه منها). وفهمنا أنهم يسخرون ممن يطالبهم بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك أو حتى بدعوة وزراء “دفاعهم” الى الاجتماع للبحث في أوضاع الأمن القومي. ثم فهمنا أنهم ينفعلون ويستاؤون جداً ممن يوحى اليهم بأن أرصدتهم سلاح قابل للاستخدام في مثل هذه الأحوال. وفهمنا كثيراً مما يشبه هذا وعنه يعجزون. لكنا لسنا نفهم كيف لا يملكون حتى القدرة على الاحتجاج الدبلوماسي المهذب.
ولكن، هل يكفي احتجاجهم إن احتجوا كي يرد غائلة التطاول على مصائر أوطانهم؟ قطعاً لن يكفي. لكن أحداً في العالم، من روس أو صينيين أو أوروبيين، لن يحفل بمصير العراق ولا بمصير أي بلد عربي إن ركن العرب الى الصمت. وقد تجد من يعتقد أنهم بصمتهم موافقون. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
واقع استراتيجي إقليمي جديد
د. محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
التقرير الخطير الذي نشره الصحافي الأمريكي البارع “سيمور هيرش” في مجلة “نيويوركر” الأمريكية عن خطة أمريكية لتوجيه “ضربات جراحية” ضد إيران، يكشف عن حقائق مهمة يجب الوعي بها لإدراك النتائج المحتملة على صعيد مستقبل التوازن الاستراتيجي الإقليمي في الخليج والشرق الأوسط.
أولى هذه الحقائق هي أن كل ما ظلت تروج له الإدارة الأمريكية من خطر فادح وعاجل لامتلاك إيران مشروعاً نووياً عسكرياً كان محض كذب وادعاء، ولكن الحقيقة بهذا الشأن هي أن هناك برنامجاً نووياً إيرانياً، لكن ليس هناك ما يؤكد إمكانية تحويله إلى برنامج نووي عسكري، وليس هناك من في مقدوره تحديد المدى الزمني لإمكانية حدوث ذلك، وإن كان هذا المدى يمتد من خمس إلى عشر سنوات.
ما يؤكد أن البرنامج النووي الايراني قد يكون خطراً آجلاً محتملاً، لكن ليس بالتأكيد خطراً عاجلاً، أن تفاصيل خطة الهجوم الأمريكية التي كشفها هيرش عن دوائر أمريكية مقربة من نائب الرئيس ديك تشيني تستثني المنشآت النووية الإيرانية تماماً، وتركز فقط على القدرات العسكرية الإيرانية وبالذات منشآت الحرس الثوري والقواعد الصاروخية وغيرها من المنشآت، التي تعتمد عليها ايران في فرض نفسها قوة إقليمية فاعلة وقادرة على مشاركة، ان لم يكن منازعة النفوذ الأمريكي.
ثانية هذه الحقائق هي، وكما قال هيرش “قطع رأس” قيادة الحرس الثوري الإيراني، حسب ما أوضح مسؤول بالبيت الأبيض في رده على تحفظات “إسرائيلية” حول محدودية الهدف، ورغبة “الإسرائيليين” في أن تشمل الضربات المنشآت النووية الإيرانية. فالحرس الثوري، وكما يقول هذا المسؤول، هو الذي يملك الادارة المباشرة على أبحاث البرنامج النووي. إن تركيز الهدف على الحرس الثوري والمنشآت والقدرات العسكرية الايرانية يؤكد هو الآخر أن تقليص وتحجيم الدور والنفوذ الإيراني الاقليمي هو الهدف الأمريكي العاجل، أما البرنامج النووي فسوف يتراجع حتماً ليبقى في الحدود المأمونة غير المزعجة للأمريكيين أو لغيرهم، في ظل رهانات تقول إن مثل هذه “الضربات الجراحية” التي تهدف إلى “استئصال” القدرات الايرانية العسكرية ستمتد حتماً إلى استئصال للقدرات السياسية، حيث سيتراجع نفوذ التيار الأصولي المتشدد ليفسح المجال إلى تيار اصلاحي معتدل، يعيد أولويات الأجندة الوطنية الإيرانية ويعيد مراجعة النظام السياسي الايراني، بما يمنع ظهور النزعات الصدامية في السياسة الخارجية الإيرانية.
ثالثة هذه الحقائق هي أن تلك الضربات الجراحية هي محاولة أمريكية للهروب إلى الأمام من جحيم الهزيمة في العراق.
هذا يعني ان الإدارة الأمريكية تهدف إلى تحقيق انتصار في العراق عبر توجيه ضربات موجعة ضد إيران. هي تريد أن تضرب في ايران كي تنتصر في العراق.
الحرب وحدها هي المجال الحقيقي لاختبار كل هذه الخطط، لكن حتماً سوف ينتج عن هذه الحرب واقع استراتيجي جديد، إما ان يؤدي إلى استئصال النفوذ الإقليمي الإيراني أو يودي إلى استئصال النفوذ الأمريكي، أو يفرض توازن قوة جديداً يفرض على الطرفين دفع أثمان باهظة، لكنه سيدخل المنطقة كلها، وكما قال زبيجينو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، في حروب لا يقل مداها الزمني عن عشرين عاماً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
قبل سقوط الجميع
زهير ماجد
الوطن عمان
الاتفاق بين عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر خطوة من خطوات. هي بالأحرى أقل من نموذج للوحدة بين الأطياف العراقية لأنها تمثيل في المذهب الواحد. وما يجمع الطرفان ينبغي ان تجتمع عليه كل الاطراف المؤثرة في العراق كي تتجنب سوء المصير الذي تسعى لتنفيذه الادارة الاميركية. فالوفاق بين الطرفين الشيعيين القويين هو نقطة وصل ما انقطع لكن المطلوب أن تتحرر كل الأطراف العراقية من موجة الصقيع الذي يلف أطرافها كي تأمن مستقبل بلادها.. الحرارة في مابينها نعمة، وعدم الوفاق نقمة.
باب التفاهم العراقي الداخلي مفتوح على الجميع، هو إخراج للبلاد من ردود الفعل الى الفعل، وانتظام في النهوض الكامل لمجتمع يريد ان تتفتت أمام عينيه كل اشكال الانقسام أو الدعوة اليه، بل هو معول فولاذي يقوم على هدم الجدران التي تقام بين الشوارع والمناطق. أصعب العزل يبدأ بالنفس، فإذا مانجحت الجدران في تحقيق أغراضها النفسية أصبح لها معنى.
ما يزال البغداديون حتى الآن يتظاهرون ضد الجدران التي انتصبت على حين غفلة بين الاشقاء التاريخيين الذين صنعوا تاريخ بلادهم. ليس من عادة المستعمر أن يكون داعيا للوحدة او محترما لها هو من يأباها ويرفضها. ويتفهم العراقي اليوم ان دعوة الكنجرس الاميركي الى تقسيم العراق ليست كلمة قيلت في الهواء الطلق كي تتبخر بعدها، بل هي مسودة تنظيم لحركة المجتمع العراقي كما يراه الاميركي وكما احتل من أجله ذلك البلد الوحدوي الخير .
ولهذا تتوحد الاطياف العراقية بدءا من مذهبها الواحد لتصبح لاحقا وحدة المجتمع كله. الرد على الكونجرس ومن هم وراءه ليس سكوتا عليه بل مجاهرة بخطوات عملاقة تبرهن يوما بعد يوم انها قادرة على تثبيت دعائم المجتمع وعلى المزيد من المصاهرة حتى لو بانت كل التحولات في العراق وكأنها تسير في اتجاه معاكس لتاريخها الوحدوي.
ونأسف للقول: بأن التجربة الاميركية في العراق نوع من الافكار التي يراد لها التعميم في أكثر من مكان عربي ومسلم.. إذ ليس أمام الولايات المتحدة من مهمات الآن سوى التفتيت بغية قيادة العالم العربي بأسلوب التشظي الذي سيصل اليه. ولقد تكرر الكلام عن ان اسرائيل صاحبة الفكرة وهي تعتمد على القوة الاميركية من أجل تحقيقها. وليس من الصدف ان يصبح الفلسطينيون على انقسام وكذلك هي حال اللبنانيين. نجاح الفكرة في العراق سيجعل من المنطقة العربية مادة ملتهبة تقاتل بعضها لتدخل في دوامة عنف لن تقف عند حدود. إن الاميركي بات مؤمنا بأن هذا الحل يساعده على اتمام مهمته التي دخل من اجلها وهو تقويض ماتبقى من قيم مؤسساتية عربية ومن زرع الفتن وغرس الاحقاد.
مطلوب الآن ردا من السنة العراقيين على خطوة الحكيم الصدر.. أن تحريم الاقتتال وإباحة الدم صيانة أولى لعهد يكتب بالدم ، لكنه دم نازف من اجل وحدة العراق ومستقبله ومن أجل مقارعة المستعمر لا الاستسلام له. ولقد أوضح السنة والشيعة في العراق موقفهم الصارم من الكونجرس الاميركي الذي وضع فكرته في تقسيم العراق بين أيدي المنفذين ويلزمها الوقت الكافي لكي تتحقق وهو رهان سيظل بعيدا عن الواقع اذا مالبى العراقيون على الفور نداء التوحد تحت شروط ليس فيها أي تعجيز، ومن يضع شروطا غير قابلة للتحقق يسهم في انتاج فكرة الكونجرس ويسعى اليها مستفيدا من ابعادها.
المطلوب إذن حماية الوحدة في العراق كمقدمة لحماية الوحدات العربية الاخرى التي ترمق من بعيد النتائج الاميركية لتقسيم العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
انسحاب .. هزيمة .. بلا رتوش
كاظم الموسوي
الوطن عمان
وعد رئيس وزراء بريطانيا الجديد غوردون براون بسحب قوات بلاده من العراق حين يتسلم منصبه، وها هو يرتب أوراقه في هذه المسألة، فقد زار واشنطن وتحدث مع الرئيس الأميركي ولم يرشح عن اللقاء بينهما ما يفيد بتغيير الوجهة، وواصل بعد إرسال سلفه مندوبا أميركيا للرباعية الدولية، نهجه المعلن هذا، في خطبه وتصريحات عدد من وزرائه المقربين، خصوصا خلال المؤتمر السنوي لحزبه الحاكم ، قبل أيام ، وإعلان ما يعني بوجود مؤشرات متنامية في تأييد شعبي له في حالة إجراء انتخابات جديدة خلال الأسابيع القريبة القادمة، وانكماش موقعي حزبي المعارضة، الأحرار الليبرالي والمحافظين في المشهد السياسي.
هل يفي براون بوعده ومتى؟.
زار براون بغداد، عاصمة العراق المحتل، يوم 2/10/2007 تسللا كغيره من زعماء دول الغزو والاحتلال، وأجرى مباحثات مع القيادات العسكرية الأميركية والبريطانية، ضمن ما قام به من اعتراف ضمني بواقع الحال في المنطقة الخضراء. قبيل أسبوع من مخاطبته لأعضاء مجلس العموم والوقوف أمامهم من جديد في اختبار آخر لمواجهة الحقيقة. وكان قد التقى أغلبهم في لندن قبل أسابيع، وسمع منهم ما لا يسره في تنفيذ وعوده. واستنتج خططا آخرى بانسحاب متدرج ولأشهر متتالية حتى القرار الذي لا ينتظره طبعا. وكعادة القادة الغربيين استمر في التفنن في إنكار الحقائق والإصرار على التمويه والخداع والتهرب من تحمل المسئولية والاعتراف بالنتائج الواقعية وإقرار الهزيمة قبل كارثيتها عليه وعلى قواته، والاعتذار عما قامت به قواته من خرق للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولكل الأعراف والقواعد البشرية.
لماذا وعد رئيس الحكومة البريطانية ولماذا يواصل العمل عليه؟.
الواقع الذي تعيشه قواته على الأرض ويعرفه تماما، وهو غير الأوهام والمشاريع العسكرية الأميركية وتقارير الإعلام المضللة، والذي تؤكده مناشدات قادته الميدانيين وما يسجله له مراسلوا وسائل الإعلام المرابطين مع القوات وما يتسرب منهم إلى القيادات العسكرية والسياسية، والتي كلها تثبت وقائع تعرض الوحدات العسكرية يوميا إلى مقاومة وطنية عنيدة ورفض شعبي يتزايد ولا مخرج لها إلا بالانسحاب الكامل. وكذلك تسريبات حلفائه الأميركان الإعلامية والمعلنة بخسارة البصرة وهزيمة بريطانيا فيها. ومهما كانت الوعود الجديدة والتسريبات الإعلامية فإن تصريحات القادة العسكريين البريطانيين المتكررة في وسائل الإعلام تسبق كل قول بالهزيمة المحققة.
كانت صحيفة الاندبندنت قد طالبت براون في افتتاحية لها قبل أسابيع (19/8/2007) بالوفاء بوعده وسحب القوات البريطانية من العراق بأسرع وقت. وأشارت إلى أن كبار القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا براون بوجوب سحب القوات من دون أي تأجيل، وأن هذه القوات قد فعلت كل ما تستطيع ولم يعد بوسعها إنجاز أي شيء. وأوضحت الافتتاحية أنه قبل غزو العراق قيل للضباط البريطانيين بأن هدف الحرب هو جلب الديمقراطية للعراق والمنطقة كلها، ولكن الطموحات تراجعت على نحو مؤسف، حسب رأيها، ولذلك من الأولوية الآن انسحاب منظم يحفظ سمعة وقدرة القوات ويحافظ على مصداقية بريطانيا كحليف. هذا رأي محرر الصحيفة البريطانية ومن منطلق بريطاني، بوجهته العامة، وليس فضح الخداع والأكاذيب التي كانت تتذرع فيها قوات الاحتلال، إلا أنه يعبر بشكل ما عن رأي عام غالب يطالب بانسحاب سريع قبل أن تتحول الهزيمة الحالية إلى تاريخية لا تستطيع حكومة براون وحزبه التعامل معها، وبالتالي خسارة كبيرة على مختلف الصعد. وتبهت إنجازاته وما عليه الآن من أوضاع لصالحه داخليا على الأقل. وهناك آراء اخرى تربط هذا الانسحاب بمخططات صهيو أميركية آخرى للمنطقة، تتعلق بالتوتر السائد فيها والتهديدات الصارخة والاستعدادات الكبيرة للحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، وعدم الرغبة في بقاء هذه القوات أكياس رمل أمام ما سيستجد من أوضاع عسكرية، وتحويلها إلى رهينة سهلة ومباشرة. وطرح مثل هذه الآراء ينفي، في حالة صحتها، اصطناع توترات بين واشنطن ولندن الآن، رغم أن ما يسرب أيضا عن مثل تلك التوترات والخلافات بشأن الانسحاب العسكري، لا يعبر عن حقيقة ما بينهما من صلات متشعبة واستراتيجية، لا تؤثر عليها اختلافات وجهات نظر في هذه القضية، رغم أهميتها وخطورتها على طبيعة تلك الارتباطات. كما أن هناك من يقول بأن وجود القوات البريطانية لم يقدم ما كان مطلوبا منها في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة التي احتلتها، بل فاقم من المشكلات المحلية واختصر بحارس لخطوط الإمدادات للقوات الأميركية وليس مشاركة في الأهداف المرسومة للاحتلال، التي أقنع بها الضباط البريطانيين، أو على الأقل القيادات العسكرية العليا منها. وفي كل الأحوال، فكل المؤشرات والآراء تجمع على أن ساعة الرحيل قد أزفت، وما سيتمخض عن زيارته/ تسلله الى العراق لا يغير من أمر الانسحاب/ الهزيمة، بل يزيد من سرعة الأخذ بها وتقبل كل ما يلزمها ويترافق معها. وقد يكون هجوم المحافظين الصهاينة بواشنطن على سياسة غوردون براون وبالاسم دليلا على غضب صهيوني من محاولات براون الابتعاد عن سياسات سلفه توني بلير التابعة والمنفذة لما يتعارض مع توجهات الحكومة وأعضاء الحزب الحاكم ومصالح الشعب البريطاني الفعلية.
وضح وزير الخارجية البريطاني الجديد الذي اختاره براون، في مؤتمر الحزب أن سياسة الحكومة والحزب تنطلق من فهم الوقائع المرة، والتعلم من "الجراح الناتجة عن عشرة أعوام في الحكومة" والتركيز على قضايا جديدة. إذ ذكر "أن الحرب في العراق أثارت انقساما في حزبنا وفي بلادنا. كان ذلك قرارا ضخما وكانت العواطف من كل الجوانب صادقة ويمكن تفهمها.. أيا كان الصواب والخطأ.. وقد كانت هناك أمور تقبل الاحتمالين.. فعلينا ان نركز على المستقبل". واشار الى ان على بريطانيا ان تواصل دعم تطوير قوات الأمن العراقية لتكون فعالة وأن تفي بوعودها للعراقيين بأن يكون لهم نصيبهم في تحديد مستقبل بلادهم.
جلي في هذا الخطاب محاولة للخروج من تبعات سياسات بلير وما جرته من مصائب على بلاده. أضافت له اجراءات براون من بغداد لسحب قواته بجدول غير معلن، شمل ما بقي، حوالي خمسة آلاف عسكري، وغيرهم من غير العسكريين، ليؤكد أن الوقائع فرضت ذلك، وأنه على وعده، كما تتطلب منه، مثلما نشر إعلاميا، أن يفكر بمصير المترجمين والمتعاونين مع قواته (حوالي 15 ألف عراقي، وفق صحيفة التايمز البريطانية) والتفكير أكثر بمشاريع آخرى وسبل أنجع له ولشركاته المتلهفة. وبالتالي فإن تصريحات براون وحكومته وقادة قواته تنتهي بقرار انسحاب وهزيمة بلا رتوش، وهذا هو المطلوب الآن، وبعده الحساب!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
الفيدرالية.. وليس التقسيم للعراق
جوزيف بيدين وليسلي جيلب
واشنطن بوست
وافقت إدرة بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تصويت مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي حول السياسة المتعلقة بالعراق ـ تأسيسا على خطة اقترحناها في عام 2006 ـ مع وجود أفكار خاطئة وحقائق مشوهة غير صحيحة. فقد صوت 75 % من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بمن فيهم 26 عضوا من الجمهوريين، لدعم تسوية سياسية قائمة على مشاركة في سلطة غير مركزية. كانت بمثابة طوق نجاة للسياسة المتعلقة بالعراق والتي تسير بلا هدى.
ولكن بدلا من ذلك، شوه المالكي والإدارة الأميركية - من خلال سفارتنا في بغداد - تعديل " بيدين ـ براونباك " مع الاتهام بأننا نسعى إلى " تجزئة أو تقسيم العراق عن طريق الترهيب أو القوة أو غيرهما من الوسائل".
ونحن نريد أن تتضح الأمور وتستقيم. فإذا لم تستطع الولايات المتحدة أن تضع فكرة الفيرالية هذه على المسار، لن يكون لدينا فرصة من أجل تسوية سياسية في العراق، وبدون ذلك، ليس هناك فرصة لمغادرة العراق بدون أن نخلف فوضى وراءنا.
ودعونا نوضح التالي :
ـ أولا: إن خطتنا ليست التقسيم، بالرغم من أن بعض المؤيدين ووسائل الإعلام يسمونها كذلك بطريق الخطأ. إنها من شأنها أن توحد وتجمع العراق معا باستحضار النظام الفيدرالي الموجود في دستور العراق. إن عراقا فيدراليا هو عراق موحد ولكن عراق تؤول فيه السلطة إلى حكومات إقليمية، مع وجود حكومة مركزية محدودة للقضايا والاهتمامات العامة المشتركة مثل حماية الحدود وتوزيع عوائد النفط.
إن العراقيين لا يألفون الفيدرالية، والتي - في غياب المحتل أو الديكتاتور - كانت تاريخيا هي السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة البلدان الموحدة. ونحن يمكننا أن نشير إلى نظامنا الفيدرالي الأميركي وكيف بدأ بمعظم السلطة في أيدي الولايات. ونحن يمكننا أن نشير إلى حلول مشابهة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسبانيا والبوسنة. ومعظم العراقيين يريدون الحفاظ على وحدة بلدهم. ولكن إذا ظل القادة العراقيون يسمعون من القادة الأميركيين أن الفيدرالية ترقي إلى أو ستفضي إلى التقسيم، فإن ذلك هو ما سيعتقدونه.
كان بديل إدرة بوش الرومانتيكي غير العملي هو دعم حكومة مركزية قوية في بغداد. وهذه الحكومة المركزية لا تقوم بوظيفتها وغير فعالة؛ فهي فاسدة وينظر إليها على نطاق واسع على أنها غير ذات صلة. وهي لم تنتج مصالحة سياسية - وليس هناك دليل على أنها ستفعل.
ـ ثانيا، نحن لا نحاول فرض خطتنا. فإذا كان العراقيون لا يريدونها، فلن يأخذوها ويجب ألا يأخذوها، كما يوضح التعديل الذي أقره مجلس الشيوخ. ولكن العراقيين والبيت الأبيض قد يتأملون ويدرسون الحقائق. فدستور العراق يوفر بالفعل نظاما فيدراليا. وأما بالنسبة للمناطق أو الأقاليم التي تتكون أو تتشكل على أساس تقسيمات طائفية، فإن الدستور يترك الخيار للشعب في محافظات العراق الثماني عشرة.
إن البيت الأبيض لا يكاد يمكنه أن يشتكي من أننا سنفرض حلولا غير مرغوبة على العراقيين. والرئيس بوش لم يتردد لدفع رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري للخروج من السلطة ليمهد السبيل للمالكي، وهو يمكن أن يفعل الشيء نفسه مع المالكي.
الولايات المتحدة لديها مسؤوليات في العراق لا يمكنا أن نهرب منها. وسيحتاج العراقيون إلى مساعدتنا في الشرح والتوضيح وحشد الدعم لحل فيدرالي. ومع وجود 160.000 أميركي في خطر في العراق، ومع إنفاق مئات المليارات من الدولارات، ومع مقتل أكثر من 3.800 وجرح ما يقرب من 28.000 أميركي، لدينا أيضا حق في أن يتم سماعنا.
ـ ثالثا: إن خطتنا لن تسفر عن " معاناة أو إراقة دماء "، كما أشار إلى ذلك بشكل غير مسؤول بيان للسفارة الأميركية في العراق. ومن الصعب تخيل مزيد من المعاناة وإراقة الدماء أكثر مما رأيناه بالفعل من الميليشيات التي تتسامح معها الحكومة، ومن الجهاديين، ومن البعثيين ومن حماقة الإدارة الأميركية. فقد فر أكثر من 4 ملايين عراقي من ديارهم، ومعظمهم خوفا من العنف الطائفي.
إن إدارة بوش يجب أن تساعد العراقيين في جعل الفيدرالية تنفع وتجدي - من خلال اتفاق حول التوزيع العادل لعوائد النفط؛ والعودة الآمنة للاجئين؛ وإدماج أعضاء الميليشيات في قوات الأمن المحلية؛ وزيادة الاهتمام المشترك والمصلحة المشتركة للدول الأخرى في عراق مستقر؛ وإعادة تركيز تعزيز القدرة والمساعدات على المحافظات والأقاليم - وليس من خلال تخويف العراقيين بالمساوة بين الفيدرالية والتقسيم، والطائفية والبلطجة الأجنبية.
ولتشويش الأمور أكثر، استحضرت الإدرة الأميركية استراتيجية تبدو مثل الفيدرالية ولكنها - في الحقيقة - عبارة عن وصفة للفوضى.
وتعني تلك الاستراتيجية أن الولايات المتحدة ستدعم أي مجموعة، في أي مكان، ستقاتل " القاعدة " أو المتشددين الشيعة. والآن، تحاول أن تسعى إلى الحلفاء بين شيوخ العشائر لقتال الأعداء الإرهابيين المشتركين. ولكن ببساطة إن دعم ومساندة هذه المجموعات كما تبدو، بدون أي سياق أو غرض سياسي شامل، هو دعوة للفوضى. لا شيء سيقسم العراق أكثر من اتجاه يؤلب مجموعة ما على الأخرى ويفشل في ضم وتوحيد هذه الأجزاء في كيانات حاكمة موحدة.
إن الفيدرالية هي الصيغة الوحيدة التي تناسب فيما يبدو الرغبات المتناقضة لمعظم العراقيين على البقاء موحدين ورغبات مختلف الجماعات لكي تحكم أنفسها في الوقت الحالي. كما أنها أيضا تعترف وتقر بحقيقة الخيار الذي نواجهه في العراق: تحول مسيس إلى الفيدرالية أو إلى التقسيم الفعلي عبر الحرب الأهلية.
جوزيف بيدين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي. وليسلي جيلب رئيس شرفي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
انتبه: قوّة مخوّلة بالقتل!
طوني صغبيني
الاخبار لبنان
في شهر أيلول الماضي، نقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن دورية للجيش الأميركي في العراق أطلقت النار على سيارة كانت متوقّفة على جانب الطريق بحجة «الاشتباه بها»، وأردَت أباً عراقياً وابنيه الاثنين، ثم تركت الجثث داخل السيارة وتابعت سيرها طبيعياً. وهذا بالطبع غيض من فيض من الأعمال اليومية التي يقوم بها الجيش الأميركي، فضلاً عن المرتزقة الذين شاهدهم العالم أكثر من مرة منذ غزو العراق حتى اليوم.
أنباء أخرى نقلتها وسائل الإعلام في الشهر نفسه، منها طرد الشرطي تشارلز جونز من ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، بعد ظهور شريط يظهر «سوء معاملته» لكلب تابع للشرطة، ومنها حكم لمحكمة أميركية في دالاس قضى بسجن الشاب دبشون براون أربع سنوات بتهمة قتل كلبته، وذلك بعد تخفيف تهمته من القتل العمد لحيوان التي تصل عقوبتها إلى عشر سنوات، إلى تهمة «سوء معاملة
حيوان».
مفارقة حقاً أن يكون للكلب الذي أُفلت لينهش المعتقلين في معتقلات «أبو غريب» حقوق لا يملكها المعتقل نفسه!
لماذا يحاكم المحتلّ مواطنيه على «سوء معاملة حيوان» ولا يحاكم جنوده على ارتكاب المجازر بحق شعب فلسطين والعراق ولبنان؟
المسألة بسيطة جداً، علاقة المحتل مع مواطنيه هي علاقة دولة برعاياها، تهتم بهم وتدافع عنهم، لكن علاقته بنا هي علاقة «قوّة مخوّلة بالقتل» مع أهداف محتملة لها!
والعبارة المذكورة هنا «قوّة مخوّلة بالقتل» ليست عنواناً لفيلم سينمائي أو شعاراً مضاداً للحرب أو مزحة يتناقلها الجنود، بل هي عبارة زيّنت اللوحات الخلفية للآليات العسكرية الأميركية التي تجوب طرقات العراق في الفترة الأولى بعد الغزو، عندما وضع الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر قوانين تسمح للجنود الأميركيين بإطلاق النار على المواطنين العراقيين في حال الاشتباه بكونهم خطراً على العسكريّين، وفي المنطق الأميركي، كلّ عراقي هو مشتبه به دون أن يكون للمحاكم العراقية الحق في النظر في جرائم القتل التي تُرتَكَب بحقّ المدنيّين.
لكن اللوحات الخلفية للجيش الأميركي، لم تصمد طويلاً أمام الدبلوماسية التجميلية لواشنطن، الحاضرة دوماً لإضفاء مظهر «الرسالة السامية» على جرائمها، فقاموا بتغيير العبارة إلى: «ابتعد مسافة 100 متر عن المركبة». لكن العبارتين في الواقع تتكاملان؛ فإذا كانت اللوحة الأولى تعني «إننا مستعدون لقتلك» (وذلك لمصلحتك طبعاً) فالعبارة الثانية تعني: إنك ممنوع أيضاً من فعل أي شيء حيال ذلك ولا تستطيع حتى الاقتراب منّا ولو للكلام فقط.
وبعيداً عن الآليات الأميركية ودورياتها على الطرقات العراقية، فالعبارتان تقدّمان للباحثين تبسيطاً علمياً مثيراً وعنواناً مختصراً لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وذكاء هذه السياسة يتمثل رمزياً بإزالة العبارة التي تستفز المواطن العراقي، واستبدالها بعبارة لا تحمل تهديداً مباشراً له، وهو جزء صغير جداً من المحاولات الأوسع لسياسة واشنطن لخداع الشعوب وإخفاء أهدافها الحقيقية.ولو كان للدبلوماسية الأميركية لوحات خلفية، لحملت اللوحة الأولى عبارة: «انتبه: قوّة مخوّلة بمدّ النفوذ وسرقة الثروات الطبيعية»، وحملت اللوحة المجمّلة عبارة: «نريد إعطاءكم الديموقراطية والحرية!».
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
الصحافة الإلكترونيّة العراقيّة بين التمويل والتهويل
علي السوداني
الاخبار لبنان
لا يوجد حتى اللحظة إحصاء دقيق وموثّق قادر على تغطية المشهد الإعلامي في العراق بعد احتلاله في عام 2003، إذ تشظّى هذا المشهد بطريقة غير مسبوقة، لا على مستوى العراق فحسب، بل على مستوى وقياس المنطقة كلّها، لينتج عشرات الصحف اليومية والأسبوعية التي تفيد إحصاءات متفرّقة بأنها قد تجاوزت حاجز المئة، فضلاً عن عدد كبير من الفضائيات والمحطات الإذاعية، وإضافة إلى ما صار يُعرف لاحقاً بالإعلام الإلكتروني، وهو عبارة عن جرائد إلكترونية ومواقع ومنتديات بعضها يصدر بصورة شخصية وبعضها الآخر عامّ. لقد رافقت هذا الانفجار الكبير في وسائل الاتصال فوضى عارمة وابتعاد شاسع عن المهنية والأمانة الصحافية، إذ لا قانون يحكم هذه الثورة الجديدة التي وجدت نفسها مسحولة إلى اشتراطات طائفية وحزبية بل حتى عشائرية، ما أفقدها مهنيّتها وصدقيتها وحياديتها، وربما كان المشهد في بعض التماعاته لا يخلو من إبداع وخلق ثقافي وإعلامي ملتزم. وهذه قراءة في بعض مواقع الإنترنت
وعملها:
وكالة الأخبار العراقية: (www.iraq4allnews.dk)
تأسّست عام 2006 في الدنمارك، وهي نسخة أخرى من موقع «العراق للجميع»، ويشرف عليها اليوم الصحافي ضياء الكواز وكادر من الصحافيين والكتّاب العراقيين والعرب.
موقع الوكالة على الشبكة الدولية للمعلومات منوّع لا يقتصر على الشأن السياسي بل يتعدّاه إلى معالجات وتقارير في الثقافة والفن والأدب والرياضة، تعتمد في تغطيتها للأخبار العاجلة على شبكة من المراسلين في أوروبا وأميركا وكندا وأوستراليا، وأيضاً في مراكز الحدث في بغداد ودمشق وعمان والقاهرة، وفي منطقة الخليج العربي. انضم الى أسرة الوكالة أخيراً عدد من الكتّاب والإعلاميين الذين كانوا محسوبين ضمن كوادر الإعلام العراقي في زمن صدام حسين، ومنهم مدير دائرة التوجيه السياسي والعسكري حتى سقوط بغداد عبد الجبار محسن، وقد تبدلت رؤاه ولهجته ومعالجته للشأن العراقي، مبتعداً عن معتقداته السابقة إلى حد يرى أنه سيتجنّب من خلاله هجمات المعارضين والموالين معاً، وهذا ما صار إليه حشد من كتّاب النظام السابق الذين رموا بأنفسهم من السفينة قبل غرقها.
موقع الحافة www.iraq-na.com
وهو موقع ثقافي صرف أسّسته مجموعة من الأدباء العراقيين في المنافي، وهو لا يختلف كثيراً عن مواقع الثقافة العراقية الأخرى، فالمشاكل تبقى نفسها، منها ما يتصل بالتمويل ومنها ما يخصّ المواد المنشورة. فقد صار شائعاً أن تقرأ قصيدة لسعدي يوسف أو حواراً مع فؤاد التكرلي أو مقالاً لجمعة اللامي منشوراً في غير موقع وجريدة إلكترونية. والأنكى أن بعض تلك المواقع تقوم بسرقة النصوص والأخبار حتى من دون الإشارة إلى مصدرها الأوّل. وهناك أسباب عديدة لهذه الظاهرة غير الصحية منها عدم وجود قانون نشر ينظّم عمل هذه المطبوعات الإلكترونية. كذلك فإن السواد الأعظم من تلك الوسائل التي تعاني أزمة مادية، لا تكاد تقدر معها حتى على تسديد فاتورة الحجز والنشر والعاملين الذين لا يتجاوز عددهم في بعض المواقع الناشر الشخصي، لذلك فهم على عكس الجرائد والمجلات الورقية لا يقدمون أية مكافأة مادية للكتّاب. ولمعالجة وتأويل تلك المعضلة تحاول مجموعة «الحافة» الفتية والطموحة طرح الأمر مبطّناً وعائماً ورومانسياً، إذ يكتب ناشرها بلغة أدبية على سبيل المثال: «عندما نجلس على الحافة، عندما نعبث بخاتمنا، عندما يقع الخاتم في البئر، عندما نرمي الدلو وننسى الحبل، عندما لا نملك سنّارة ولا أسماكاً، عندما لا نفتح بطن الحوت، عندما لا يونس ولا هم يحزنون، عندما يغرق قراصنة في البئر، عندما نفقد الخاتم والى الأبد، علينا أن لا نغتمّ، فنحن من اختار البقاء على الحافة...».
يحتوي الموقع، الذي يُحدَّث في فترات غير منتظمة، على مواد ثقافية وأدبية في الشعر والقصة القصيرة والفن التشكيلي والغناء والمسرح وفنون جميلة أخرى. وتتم قراءة الموقع وتصفّحه من طريق الرابط التالي: www.alhafh.com/
موقع «المجلس العراقي للثقافة» (www.almajlis.org)
انطلق عمل الموقع في النصف الثاني من عام 2007 بناء على توصية صدرت عن اجتماع «المجلس العراقي للثقافة» الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان، وحضره عدد كبير من الأدباء والفنانين من داخل العراق وخارجه، والسياسيين والإعلاميين. ويبدو أنّ هذا الموقع هو الوحيد حتى اليوم من بين المواقع الإلكترونية العراقية الذي ينام على موازنة ضخمة هي مدفوعات شخصية من مؤسّس المجلس وأمينه العام الإعلامي إبراهيم الزبيدي، الذي تبرّع بأكثر من ربع مليون دولار لفعاليات المجلس واجتماعاته، وكذلك لموقع المجلس الذي استكتب مجموعة من الكتّاب مقابل مكافأة مادية، كما هي الحال مع الصحافة المطبوعة. وفي قراءة لنظام المجلس وأهدافه البعيدة والقريبة، يمكن القول إنّ عمله يقترب من عمل وزارة خاصة في ما يتصل بالمهرجانات والاجتماعات الدورية، ودار النشر التي أعلن تأسيسها، وجائزة المجلس للإبداع، وغيرها من الفعاليات الضخمة، ما أبقى التساؤل عن التمويل والجهة الداعمة له قائماً، ولم تكن مقنعةً إجابة مؤسّسه بالتمويل الذاتي أو
الشخصي.
ولا يخفي عدد من المشتغلين في الموقع وفي إدارة المجلس، الدوافع السياسية التي صاحبت انطلاقه إلى جانب الدافع الثقافي، وإن كان خطاب الموقع أميل إلى الحيادية والهدوء وعدم الخوض في بعض «المحرّمات»، من بينها إبعاد الخطاب الثقافي عن قضية جوهرية ومهمة هي مسألة الاحتلال الأميركي الهمجي للعراق، وكذلك الغياب الواضح لباب «أدب المقاومة» مقابل كتابات وحوارات تتحدث فقط عن الإرهاب وإدانته، وفي ذلك فشل ربما كان مقصوداً في عملية فض الاشتباك بين «ميم» المقاومة و«هاء» الإرهاب، ما جعل المجلس هدفاً لانتقادات مريرة من كتّاب وأدباء عراقيين في الداخل والخارج، بمواجهة أدباء انضووا تحت قبّته مؤجلين طرح الأسئلة الكبرى حتى ينجلي الموقف.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
صدام حسين وغلن غلود في فيلمين وثائقيين ضمن «أسبوع آرتي السينمائي» كيـف يتكـوّن الطاغيـة.. كيـف يعمـل الموسـيقيّ؟
نديم جرجورة
السفير لبنان
في إطار «أسبوع آرتي السينمائي»، الذي يُقام بين الرابع والثاني عشر من تشرين الأول الجاري في صالة سينما «متروبوليس» (مسرح المدينة، الحمرا)، عُرض فيلمان وثائقيان يومي الجمعة والسبت الفائتين: «صدام حسين: قصّة قضية معلنة» للفرنسي جان بيار كرييف و«غلن غولد، ما وراء الزمن» للكندي برونو مونسانجون.
إذا تشابه فيلما جان بيار كرييف وبرونو مونسانجون في اعتمادهما البُعد الوثائقي شكلاً لصنيع بصري يعتمد على مقتطفات من «السيرة الذاتية»، إلاّ أنهما يفترقان كثيراً عن بعضهما بعضاً، على مستوى المادة المختارة: فالأول متوغّل في السياسة والقضاء والعلاقات الدولية وتغييب الجانبين الإنساني والأخلاقي في محاكمة قضائية كان يُمكنها أن تكون سابقة تاريخية في المشهد السياسي العربي (محاكمة صدّام حسين)، في حين أن الثاني مرتكزٌ على المعاني السامية للموسيقى وعلى الجماليات الكامنة في نصّ إبداعي قادر على إعادة رسم ملامح جديدة لموسيقى كلاسيكة قديمة، وضعه عازف موسيقيّ شفّاف يُدعى غلين غلود. تابع الأول مسار الكذب والتلفيقات الأميركية والعراقية التابعة للاحتلال الأميركي للعراق في تشكيل «المحكمة العراقية الخاصّة»، وحلّل بنيتها كاشفاً تلاعباً كبيراً بهدف تصفية صدّام من دون محاكمة عادلة وسوية. وتوغّل الثاني في العلاقات الوطيدة بين الإبداع والحياة وبين العبقرية القديمة والقدرة الذهنية الآنيّة على اختراق الزمن لتشريح عمل موسيقيّ أو لاستعادة لحظات باهرة في التاريخ البشري، تنقيباً في محطّاته المضيئة لجهة النسق الموسيقي والوعي المعرفي.
اكتسب الفيلمان قيمة فنية وبصرية ودرامية، لغوصهما في متاهات عدّة التصقت بالشخص أو بالمرحلة أو بالتفاصيل المتعلّقة باللحظة المختارة للعمل الوثائقي: لقاءات مع أناس مرتبطين مباشرة بالشخصية محور الفيلم، للبحث معهم ومن خلالهم عن وجوه خافية أو روابط مبطّنة، وعن أجوبة ما على أسئلة معلّقة. في السياسة، تعقيدات كثيرة. وفي الموسيقى، جماليات مثيرة. في الفيلم الأول، حاول المخرج تفكيك تلك التعقيدات وإعادة تشكيلها على ضوء المعطيات المتوفّرة أو من خلال ما يتفوّه به المعنيون بالمسألة. وفي الفيلم الثاني، توليف متداخل لأقوال وتحاليل وعلاقات متفرّقة تصبّ كلّها في ذاك الرجل الذي جمع حيوية وتواضعاً وإبداعاً في العزف وجمالاً في قراءة النصّ الموسيقيّ الكلاسيكي.
قدّم «صدّام حسين: قصّة قضية معلنة» معلومات وتحاليل مختلفة أظهرت التلاعب الأميركي، بالتعاون مع فئات عراقية، في تشكيل المحكمة الخاصّة وسير العملية القضائية. غاص في تفاصيل قانونية، مسلّطاً الضوء على ثقوب عدّة في النظام الخاص بالمحكمة. هذه أمور يُتقنها المختصّون، لكنها تسمح للمُشاهد العاديّ بفهم جانب مما جرى، خصوصاً أن جان بيار كرييف جمع آراء أناس متناقضي الانتماءات: ضحايا صدّام حسين ومحامو الدفاع عنهم، محامو الدفاع عن الطاغية العراقي السابق، المحقّقون الذين استجوبوه، القضاة الذين حاكموه، القانونيون المتخصّصون. صور متلاحقة كشفت قوة البطش الذي مارسه صدّام ونظامه، في سياق البحث في المسألة الأساسية للفيلم.
في «غلن غولد، ما وراء الزمن»، هناك تفاصيل عدّة يُتقنها متخصّصون بالموسيقى الكلاسيكية. في حين أن قوة الفيلم وجماليته كامنتان في اللعبة الفنية التي اعتمدها المخرج (أنجز ثلاث حلقات تلفزيونية/ساعة واحدة لكل حلقة عن «غولد يعزف باخ» بين العامين 1977 و,1981 وأربعاً وعشرين حلقة/نصف ساعة الحلقة الواحدة عن غولد بين العامين 1984 و,1987 كما أخرج ساعة واحدة فقط في العام 1988 بعنوان «أجزاء من بورتريه». علماً أنه عازف كمان أنجز أفلاماً وثائقية وحلقات تلفزيونية عدّة تناول فيها أعمال موسيقيين كبار، في حين أنه بدا متخصّصاً أكثر بكل من غلن غولد ويهودا منوحيم لأنه أنجز عن كل واحد منهم أكثر من عمل)، المرتكزة على لقاءات مع أناس عرفوه وآخرين أحبّوه بفضل عزفه من دون أن يعرفوه، وعلى حوارات متفرّقة ومشاهد عن نشاطه الموسيقي في الإذاعة وعن أمسيات موسيقية له. في هذا الإطار، يُمكن القول إن الفيلم انبنى على مقاربتين اثنتين: مقتطفات من عمل غولد وتفكيره وتحليله الموسيقيّ، وأقوال لأناس أحبّوه من دون أن يعرفوه. في الجانب الأول، ظهر الموسيقي غولد في سلوكه اليوميّ وعلاقته بصناعة الموسيقى وبالحفلات وبالثقافة والمعرفة. في الجانب الثاني، تحدّث هؤلاء عن اشتغالهم على ترويج أعماله وعن ارتباطهم الفني والإنساني و«الحميم» به.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
الأحزاب في العراق بين ممارسة السلطة والتسلط
نحو لجنة وطنية إصلاحية لمراقبة الأداء الحكومي
عبد الجبار الموسوي
الزمان العراق
تعد التعددية الحزبية وممارسة الحرية في العمل السياسي في اطار نظام دستوري، حلما يراود الشعوب الرازحة تحت حكم الانظمة الشمولية وسلطة الحزب الواحد. وقد ناضل الشعب العراقي ضد الدكتاتورية من اجل تحقيق هذه الغاية والوصول اليها. ولكن الاحزاب الموجودة حاليا في الحكومة حولت تلك الالية الي وبالا علي الشعب والعراق من خلال تسلطها وسياساتها الخاطئة. وبعد ان كان الشعب يرزح تحت وطأة سياسات الحزب الواحد اصبح اليوم يعاني من وطأة سياسات مجموعة من الاحزاب المتسلطة.
الامن والاحزاب : تشكل مسألة تعدد الولاءات داخل تكوين وقيادة المؤسسات الامنية والعسكرية مع غياب المرجعية المهنية، عائقا كبيرا امام تفعيل عملها وتنامي قدرتها في بسط الامن وفرض القانون. ويعود سبب ذلك بالدرجة الاساس، الي : اولا - تدخل الاحزاب السياسية المشكلة للحكومة في اختيار اعضاء وقيادات ومنتسبي تلك الاجهزة من اعلي رتبها الي ادني مراتبها. ثانيا - عجز الحكومة في الحد من هذه الظاهرة لان تلك الاحزاب هي العمود الفقري المكون لها. وضمن آلية عقيمة، تقوم علي المحاصصة والحزبية تم تشكيل مؤسسات وزارتي الدفاع والداخلية وتعيين قياداتها بعيدا عن مباديء الكفاءة والمهنية والنزاهة وحتي اللياقة الجسمية والبدنية، تقودها احزاب ذات طبيعة وخلفيات طائفية تنكرت لكل اتفاقات المعارضة العراقية في الخارج ومؤتمراتها في صلاح الدين عام 1992 ومؤتمر لندن عام 2002، والتي اقرت شكل الحكم الجديد ونظامه، عن طريق اقامة تحالفات سرية مع جهات اقليمية ودولية بعيدا عن مكونات المعارضة العراقية.
، هذا في الماضي. اما في الحاضر فقد وجدت احزاب السلطة في احياء تحالفاتها القديمة وخصوصا (الحزبين الكرديين، حزب الدعوة، والمجلس الاعلي الاسلامي) آلية وطريقا للخروج من اتفاقاتها اللاحقة وهدفا لممارسة الاستحواذ علي السلطة والبقاء فيها لاطول مدة ممكنة بالقوة والتهميش والاقصاء عن طريق اقامة تحالفات جانبية. وفي الوقت الذي جندت فيه تلك الاحزاب امكانات الدولة الامنية في خدمة حماية قياداتها وزيادة اعداد مقراتها والتي فاقت اعداد وهياكل مؤسسات الدولة ذاتها في مرحلة اولي، عادت الي تحويل تلك المؤسسات خلافا لاتفاقاتها مع الجانب الامريكي وشركائها في الحكم الي مقرات مقفلة تديرها ميليشيات مسلحة لتنفيذ سياساتها وخدمة مصالحها بعيدا عن تلبية حاجات ومتطلبات جماهيرها والشارع العراقي للامن. وبعد تزوير في كتابة تأريخ المعارضة العراقية وممارسة التهديد من قبل احزاب السلطة لنظرائهم من التيارات الاسلامية، وابتعادهم عن جماهيرهم وقواعدهم الشعبية لا لشيء بل لان الصراع والتسابق الي المناصب والرغبة في حيازتها والانتفاع بمزاياها اصبح الشغل الشاغل لسياسي وقيادات هذه الاحزاب الذين اصبحوا بديلا لرموز السلطة السابقة بعد ان كانوا اسماءً لامعة في المعارضة، واصبحت السلطة هدفهم ومن الاولويات، بعد ان كانت مباديء اقامة المجتمع الاسلامي وترسيخ قيمه وخدمة المواطن والنهوض بواقع العراق امنيا، خدماتيا، اقتصاديا وعلي كافة الاصعدة الاخري، تأتي في المقام الاول.
السلطة والتسلط :
المتتبع للشأن العراقي سيجد ان افرازات المحاصصة والجهوية وفشل السياسات المعاكسة في تفتيتها وتكبيل الياتها، ولد تقسيما جديدا للاحزاب في العراق وعزلا يقوم علي احزاب سلطة واحزاب مهمشة خارج السلطة والحكم منعت حتي الحق في ممارسة المعارضة تحت وسائل من التهديد والوعيد، واحزاب فاعلة مقياسها مدي قدرتها علي تنفيذ سياساتها بالقوة واحزاب غير فاعلة لا تمتلك اداة وفاعلية العمل والتنفيذ لانها ببساطة لا تملك القوة والنفوذ والميليشيات المسلحة. اضافة الي ظهور مجاميع ذات ارتباطات خارجية من بنية وتشكيل تلك الاحزاب جيرت القرارات الحكومية لصالح اجندات خارجية اقليمية وحتي دولية، وسلطات قرار ومراكز استقطاب بعيدا عن السلطة المركزية تقوم علي الحزبية تارة والعشائرية والنفعية تارة اخري حتي وان كانت علي حسابات غير متوازنة تضر بالمصلحة الوطنية العامة، ومثالها ما يحدث من تقريب لعناصر بعثية غير نزيهة، علي خلفيات عشائرية وطائفية، الي اعلي المناصب واقربها الي قمة هرم المسؤولية. مع سيطرة تجارية علي قطاعات واسعة من النشاطات الاقتصادية لصالح قيادات ومراكز قوي الاحزاب الحاكمة ، وحالات من الفساد الاداري لم يعهدها المجتمع العراقي من قبل يمثلها الخلاف الحاد بين مفوضية النزاهة ورئاسة مجلس الوزراء، الظاهر الي العلن، وبيانات واحصاءات المنظمات الدولية والامريكية التي تصنف العراق والحكومة الحالية في اعلي مراتب الفساد المالي والاداري عالميا، وانزلاقات وتداعيات امنية واجتماعية خطيرة في مجال الفرز المناطقي والسكاني، كل تلك القت بظلالها علي مجمل الوضع الامني والنسيج الاجتماعي العراقي، وبات الجميع مطالبين بأيقاف هذا التدهور.
قيادة أمنية أم نمطية :
رافق ذاك التدهور تأثيرات سلبية مهنية طبعت سلوك واداء قيادة المؤسسة الامنية والعسكرية وظهورها الاعلامي ب (العسكرتارية النمطية) التي لا تتجاوب او تتفاعل مع الاحداث والتداعيات الامنية الجارية يوميا في العراق بناء علي المصلحة العامة او ضرورات التعامل السريع والمباشر مع الحدث وبشكل جعل من مصلحة تلك الاحزاب وتنفيذ اجندتها اولوية تتجاوز الاهداف الوطنية المنشودة من قبل الشعب والمجتمع في ميدان تحقيق الامن وارساء الاستقرار، ويعود ذلك الي ان بعض تلك القيادات غير مؤهلة اصلا لمناصبها سواء علي المستوي المهني والاكاديمي او حتي مستوي الولاء الوطني. بل والادهي من ذلك ان زمام الامور بدأت تخرج عن دوائر النمطية والتفاعل الي ما هو اخطر علي الصعيد الامني حيث اصبحت تلك الافرازات معاول هدم تقف سدا في مواجهة السياسات والخطط الامنية الرامية الي ترسيخ الامن وتسلم ملفه بالكامل، ومثال ذلك ما يحدث في البصرة حاليا.
تجربة فاشلة :
وبعد قراءة الفشل في تجربة احزاب الحكم للمرحلة الماضية والذي تمثل في الخلط بين السلطات الثلاث، وعلي النحو التالي :
1. علي صعيد ممارسة مهام السلطة التنفيذية وتدخلها السلبي البعيد عن الخبرة والدراسة في بلورة وصياغة القرار السياسي والتنفيذي.
2. العجز عن القيام بمهام وجودها تحت قبة البرلمان، وتعطل الاخير عن اداء مهامه علي الصعيد التشريعي.
3. التأثير والتدخل في قرارات السلطة القضائية وصراعها غير المسوغ مع هيئاتها ولجانها المختلفة.
4. بالاضافة الي انقطاع وسائل اتصالها الجماهيري وابتعادها عن معاناة المواطن (الناخب)، وهموم ومشاكل حياته.
علي كل ما تقدم اصبحت احزاب السلطة مطالبة وطنيا وشعبيا بممارسة دورها البناء في المجال التشريعي والجماهيري بعيدا عن الانغماس في الحكم وتحمل اعبائه ونتائج فشله. ولكن الامور لا تقضي بالتمني مع غياب صوت العقل والمنطق وانتشار القتل والدمار.
آليات الخروج من المأزق :
رافق تسلط احزاب الحكومة وانفرادها في ادارة شؤون البلاد ضمور آليات النظام الديمقراطي وفشله في ايجاد كتل وقوي برلمانية معارضة تقف في وجه احزاب الحكومة وسياساتها الرامية الي البقاء والاستمرار في السلطة لاطول مدة ممكنة، وتسيس الامن لخدمة اهدافها. وفي ضوء الاشكالية القائمة علي ان احزاب السلطة هي الحكومة، والحكومة هي احزاب السلطة. اصبح لزاما علي هذه الاحزاب البحث عن مخرج من دوامة الجمود والشلل السياسي الحالية، وبعيدا عن التحالفات القديمة والجديدة رباعية كانت ام خماسية، ومحاولات طرح حلول عمومية او جزئية بدءا من اقامة حكومة مصغرة من التكنوقراط دون تحديد معايير من يمثلون التكنوقراط او ينتمون اليهم او محاكاة الكتل المنسحبة من الحكومة والسعي الي ارجاع تمثيل وزرائها وصولا الي ابقاء الوضع علي ما هو عليه.
واذا كانت احزاب السلطة تمتلك الاغلبية في البرلمان التي تؤهلها للابقاء علي تركيبة الحكومة الحالية في الوقت الراهن علي الاقل، ولها كامل السلطة والنفوذ علي المؤسسات الامنية والجيش، وتسيطر علي معظم مفاصل الانفاق العام واغلب انشطة القطاع الخاص، وبالتالي هي تمتلك الحل الذي لا يأتي تحديدا مع افكارها ورؤاها في التكنوقراط الانتهازي او الذي يشمل دائرة المقربين والمستشارين، وتلك ليست معاداة لفكرة التكنوقراط او شخوصها بقدر ما هي دعوة ودافعا للانفتاح علي العناصر اليسارية القومية والاسلامية الشيعية المهمشة والشخصيات الوطنية المستقلة وقيادات الجيش العراقي السابق بل وحتي البعثيين من العناصر النظيفة. والمعيار الاهم في تقريب هذه الشرائح واشراكها في الحكم، بالاضافة الي مؤهلات ومستلزمات المنصب، يتمثل ب :
1. الولاء الوطني.
2. الامانة.
3. الشجاعة.
واذا كانت امكانية تفعيل هذه الالية وانجاحها مرهونة بجملة من الصعوبات في التطبيق والتنفيذ علي مستوي التغيير او التعديل الوزاري. فالاحري بالقوي والاحزاب والكتل من داخل وخارج البرلمان اقامة لجنة وطنية اصلاحية تتولي مسؤولية تقويم الاداء الحكومي والحكم وفق مسوغات بقاء التشكيلة الحكومية او تغييرها، وتتسع مهامها ايضا للنظر في ملفات الفساد الاداري والمالي وموضوعة تعيين القيادات الامنية والشخصيات الوزارية، وتكون الحد الفاصل امام التدخلات الحزبية وحالات اساءة ممارسة السلطة والاستئثار بها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
بين عادل عبد المهدي وشاكيراّّّ!!!بقلم
رائد محمد
شبكة اخبار العراق
قد يتبادر إلى أذهان القراء الأعزاء سر هذا الربط بين هذين الاسمين عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي وبين المطربة الشهيرة شاكيرا رغم بُعد المسافات والتوجهات بين الاثنين ولكنني أقول لكل المتسائلين مهلاً سادتي فانا امتلك مفتاح هذا الربط العجيب؟؟؟!!!! .
السيد عادل عبد المهدي ذهب إلى جمهورية مصر العربية وزار جامع الأزهر وجامعته الدينية الشهيرة فإذا به يشعر بأنه يجب أن يتبرع بمبلغ بسيط جدا (من جيب الدولة العراقية وليس من جيبه الخاص) يبلغ (250) ألف دولار لاغير إلى الأزهر وطلابه المترفين أصلا من تبرعات كل بقاع الأرض ليس ألا كون السيد النائب شعر بأنه من الطائفة ألشيعيه وأراد أن يبرئ نفسه من تهمة الصفوية الرافضية الشيعية المتهم بها ويثبت أمام الآخرين بأنه يحترم كل الطوائف!!!! فتبرع إلى جامعة دينية لاتعترف بمذهبة كأحد المذاهب الإسلامية ونسى أو تناسى فقراء العراق من المعوزين والمهجرين نتيجة العنف الطائفي والأرامل واليتامى الذين يعدون بالملايين نتيجة الكرم الحاتمي العربي بزيادة أعداد الحمير المفخخة التي جاءت لتناضل من اجل قتل اكبر عدد ممكن من الرافضة الذي ينتمي أليهم السيد عبد المهدي لتنال شرف لقاء الرسول الأكرم في الجنة ونسى أبناء مدينته الناصرية بان أكثر من 60% منهم يقفون في طوابير العاطلين عن العمل نتيجة الركود الاقتصادي التي تعاني منه هذه المدينة لعدم توفر المال الكافي للأعمار أو بناء المشاريع ألاقتصاديه .
السيدة أو الآنسة شاكيرا على عكس السيد النائب فأنها تبرعت بمبلغ قدرة(45) مليون دولار من جيبها الخاص وليس من جيب أي حكومة من حكومات العالم إلى الفقراء والمعوزين في قارتها أميركا الجنوبية لأنها تشعر بحزن عميق تجاه ما يعانيه سكان القارة الأميركية الجنوبية من فقر وعوز، وهي تسعى جاهدة للملمة جراحهم ومساعدتهم بشتّى الطرق المعنوية منها والمادية وأعلنت شاكيرا الأسبوع الماضي أنّها ستتبرّع بـ 45 مليون دولار، على أن يوزّع أربعون مليوناً منها في نيكاراغوا والبيرو، أمّا الخمسة ملايين الباقية فقرّرت أن تكون في خدمة البرامج التعليمية لأطفال أميركا اللاتينية. كما ساعدت شاكيرا وتساعد على تطوير مدارس بلدها كولومبيا.
أعزتي هذا سر الربط بين عقلية السيد نائب رئيس الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وبين عقلية شاكيرا وهذا هو الربط بين من يفكر بالناس وجروحهم وبين من يريد الناس أن تفكر به وفق مبدءا الغاية تبرر الوسيلة المملؤة رياء ونفاق وان اختلف الناس في النظر إلى شاكيرا وطريقة حياتها.
أذا أحبتي لنشكر الله على تواجد من يعمل خير من اجل الفقراء والمعوزين ونصلي من اجل أن تزداد أعدادهم في عالمنا هذا وان ندعو الله في هذه الأيام المفترجة على أن يكون احد ما في البرلمان العراقي أو مايسمون ممثلي الشعب يملك شيئا من الإحساس بفقراء العراق ليستدعي السيد نائب رئيس الجمهورية أمام البرلمان ليستجوبه حول أسباب تبرمكه الغير ضروري رغم معرفته الكاملة بان العراقيين أولى بهذا المبلغ كما قال الشيخ طنطاوي وان يسالة ؟؟؟ من أين لك هذا؟؟
اشك في ذلك!!!!!! raid1965@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
بلدوزرات تفكيك وتقسيم العراق
نواف الزرو
البيان الامارات
لم يأت «قرار مجلس الشيوخ الأميركي «الخميس 2007/9/27» غير الملزم حول خطة لتقسيم العراق» إلا تتويجا لجملة كبيرة من الوثائق والدعوات الأميركية والإسرائيلية لتقسيم العراق طائفيا مذهبيا وعشائريا، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيد التي قد تمكنهم من إنهاء العراق العربي العروبي والسيطرة عليه وعلى مقدراته وتصفية دوره في المنطقة إلى ابد الآبدين، وتبين ذلك بوضوح حينما اعتبره - اي التقسيم - المدافعون عنه:
الحل الوحيد للخروج الأميركي من المأزق العراقي، وموافقة مجلس الشيوخ بأغلبية 75 صوتاً مقابل 23 على مشروع التقسيم يبين لنا إلى أي حد شبه الإجماع الكونغرسي الأميركي على تقسيم وتدمير وإنهاء العراق، ويبين الى اي حد يتجاوب الكونغرس الأميركي أيضا مع المخططات الإسرائيلية التي في صميمها تدمير وتقسيم العراق. نقول: لم يأت القرار يتيما وأحادي الجانب، فهناك بلدوزرات أميركية ـ إسرائيلية مشتركة تعمل مباضعها على مدار الساعة في الجسم العراقي بغية تقسيم وتفكيك العراق.
كما لم يأت القرار يتيما من قبل الكونغرس الأميركي، اذ ان لذلك الكونغرس سجلا اسود مفتوحا ضد فلسطين والعراق والعرب عموما. فمنذ البدايات، لم يكن العدوان الأميركي - البريطاني على العراق كما ثبت عبر كمٍ هائل من الوثائق إلا مبيتاً ومحضراً له، وتقف وراءه ليس فقط أهداف استراتيجية أميركية، بل وهذا الأبرز أهداف استراتيجية إسرائيلية، وأهداف توراتية تتعلق بـ «أرض إسرائيل الكاملة من النيل إلى الفرات»، وأهداف عسكرية أمنية تتعلق بإزالة التهديدات الاستراتيجية لوجود «الدولة الصهيونية»، وتتعلق بفرض الهيمنة والأجندة السياسية الإسرائيلية على المنطقة. وفي إطار هذه الرؤية تحديداً، تقع تلك النوايا والمخططات الأميركية - الإسرائيلية المشتركة الرامية إلى تقسيم العراق وتحويله إلى دويلات طائفية واثنية وسياسية موالية، وكمْ الوثائق والخطط التي تتحدث عن تقسيم العراق وأهداف التقسيم لا حصر لها. وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة هدى النعيمي مسؤولة مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد أن الكيان الصهيوني يعتقد أن تقسيم العراق سيؤدي إلى تقسيم الدول العربية المجاورة وفي الصدارة سوريا والسعودية. وكانت المصادر الإعلامية الإسرائيلية كشفت حقيقة كبيرة صارخة وهي أن فكرة تقسيم العراق لأربع ولايات مستقلة هي فكرة إسرائيلية، تقدم بها وفد إسرائيلي للإدارة الأميركية من أجل تعزيز الاستقرار في العراق من جانب ومن جانب آخر لإضعافه من ناحية التحرك الخارجي مستقبلاً، اذ كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية النقاب عن «خطة لتقسيم العراق إلى أربع ولايات على أسس جغرافية وعرقية وطائفية».
وقالت الصحيفة «أن اجتماعاً ضم ممثلين عن الإدارة الأميركية للعراق ومدير التخطيط في السفارة الأميركية في بغداد، وعدداً من الخبراء الأميركان عرض فيه على الطرف العراقي تقسيم العراق إلى أربع ولايات وأقاليم لكل واحدة منها برلمانها المحلي الخاص وموازنتها المستقلة وإدارة شؤونها الداخلية، فيما ترتبط جميعاً بالإدارة المركزية في قضايا الدفاع والأمن والخارجية والنفط والإعلام». وأشارت الصحيفة إلى أن الأقاليم المقترحة هي «ولاية وإقليم الشمال ويضم كركوك والموصل وتكريت وأربيل والسليمانية ودهوك وسيكون المركز الإداري لها الموصل، وإقليم الوسط ويضم بغداد والرمادي والكوت وديالي ويكون مركزها بغداد عاصمة الفيدرالية العراقية، وإقليم الفرات، ويضم الحلة والديوانية والنجف وكربلاء ويكون مركزها الإداري النجف، وإقليم الجنوب، ويضم البصرة والعمارة والناصرية والسماوة، ويكون مركزها الإداري البصرة». ولعل الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر لتقسيم العراق إنما تبين لنا كذلك عمق النوايا والمخططات التفتيتية المبيتة ضد العراق والعرب، فقد أعلن كيسنجر في حديث لشبكة سي ان ان: أنه لا مصلحة لأميركا في إبقاء العراق موحداً، ومن الأفضل أن نترك كل مجموعة اثنية متنافسة تشكل حكومتها الخاصة، والأرجح انه كان يقصد أنه لا مصلحة لإسرائيل في بقاء العراق موحدا...! وفي إطار الفكرة التقسيمية كانت مجلة «نيويوركر» الأميركية نشرت من جهتها تقريراً للصحافي الشهير سيمور هيرش أورد فيه معلومات خطيرة عن تعاون كردي- إسرائيلي في شمال العراق يهدف إلى تقسيم العراق، ويكشف هيرش النقاب عن: وجود خطة إسرائيلية لبناء قوة عسكرية كردية قادرة على قهر الميليشيات الشيعية في العراق وإقامة قاعدة في إيران للتجسس على المنشآت النووية الإيرانية، وعلى أن الوجود الإسرائيلي في كردستان من اجل تقسيم العراق والتجسس على إيران، وإثارة الاضطرابات في سوريا وتركيا، وعن أن إسرائيل تدرب الأكراد على اختراق حركات التمرد الشيعية والسنية وجمع المعلومات عنها وقتل قيادييها. وأكدت المصادر التركية من جهتها وجود خطة أميركية - إسرائيلية للسيطرة على شمال العراق وتقسيم العراق، اذ أوضحت صحيفة يني شفق التركية الناطقة بلسان حزب العدالة والتنمية الحاكم مبكرا: أن هناك خطة أميركية إسرائيلية مشتركة لتنفيذ استراتيجية مشتركة للبلدين في المنطقة، وأكدت الصحيفة أن إقدام رجال الأعمال الإسرائيليين على الاستثمار وشراء أراضٍ في منطقة شمال العراق يأتي نظراً لأن واشنطن وتل أبيب تريان أن الأكراد هم الطرف الذي يمكن أن يحقق لهم حماية أهدافهم الاستراتيجية المرسومة في المنطقة. وكشفت مصادر دبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع النقاب من جهتها عن أن أنصار إسرائيل الناشطين في الإدارة الأميركية يسعون سراً لتقسيم العراق. وأضافت المصادر الأوروبية قائلة: يؤيد هذا التيار التقسيمي بصورة غير معلنة مسؤولون مدنيون في وزارة الدفاع الأميركية ودوائر أخرى وأعضاء في الكونجرس من الحزبين وشخصيات سياسية وإعلامية وفكرية مؤثرة تعمل في مؤسسات مهمة ومن بينها المؤرخ برنارد لويس، ويؤيد هذا التيار تحويل العراق إلى اتحاد فيدرالي في مرحلة أولى تمهيداً لتقسيمه وتفكيكه، ويركز في حملته على أن تحقيق ذلك لن يكون أمراً استثنائياً وشاذاً في تاريخ الأمم، إذ أن التاريخ شهد انهيار وتفكك دول عدة كان آخرها الاتحاد السوفييتي وكذلك يوغوسلافيا. وقد تقبل المجتمع الدولي هذا الأمر الواقع الجديد بشكل طبيعي، ويدعو هذا التيار التقسيمي إدارة بوش إلى التخلي تدريجياً عن دعم وحدة العراق والعمل على إيجاد الظروف الملائمة داخلياً وخارجياً لتقسيم البلد إلى ثلاثة كيانات : الكيان الشيعي في الجنوب والكيان السني في بغداد والوسط والكيان الكردي في الشمال الذي سيضم أيضاً الآشوريين والكلدان والتركمان. وكشف المحلل العسكري الإسرائيلي المعروف اليكس فيشمان النقاب عن تقرير خطير يفضح المخططات الأميركية- الإسرائيلية تجاه العراق، يلقي الضوء على النوايا المبيتة لدى الدولتين، وجاء فيه: إن رؤية البنتاغون تعتبر أن العراق يشكل هدفاً تكتيكياً لكنه مجرد البداية، والسعودية هي الهدف الاستراتيجي، بينما مصر هي الجائزة الكبرى، وفلسطين هي إسرائيل، والفلسطينيون- يستطيعون تحقيق طموحهم الوطني في الأردن «الوطن البديل». وفي الجوهر والصميم نوثق ان الرئيس بوش أطلق حتى الآن أكثر من عشر خطط لتقسيم العراق، ولكنها عمقت المأزق الأمني الأميركي هناك.
ان الحقيقة الكبيرة المقروءة في المشهد العراقي ان كل الخطط الاستراتيجية الأميركية - الإسرائيلية تتكامل في الحاصل الاستراتيجي وترمي فيما ترمي اليه الى تقسيم العراق وخلق دويلات طائفية وغير ذلك من خرائط سايكس بيكو الجديدة، عبر تعميق وإذكاء نيران الحرب بين السنة والشيعة وبين المذاهب المختلفة، وتوظيف هذه الكارثة في خدمة المشروع الاستراتيجي الأميركي ـ الإسرائيلي المشترك. وليتبين لنا في الخلاصة المكثفة لهذا الكم النوعي من الوثائق والخطط الأميركية - الإسرائيلية المبيتة ان كل بلدوزرات التآمر والهدم والتدمير تعمل معا وتتكامل في تجريف عروبة ووحدة العراق العربي، ولكن في ظل غياب وتغييب عربي مذهل صاعق لا يصدق في هذا النطاق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
أيّنا المجنون: نحن أم إدارة بوش؟
توماس فيردمان
نويورك تايمز
تأتي بين الحين والحين تصريحات صادرة من إدارة الرئيس بوش لتجعلك تتساءل: هل أنا المجنون أم هذه الإدارة؟ والى ذلك ففي الأسبوع الماضي وجدت نفسي أمام مثل تلك اللحظات، بسبب إجابة جاءت من دانا بيرونو السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، حين سئلت حول المقترح الذي تقدم به ديمقراطيون بالكونغرس لرفع ضرائب لمواجهة الحرب في العراق، فجاءت إجابة داني تقول: ظللنا نعرف على الدوام طرق الديمقراطيين، وهم يرغبون في رفع الضرائب تقريبا تجاه كل شيء.
نعم، أولئك الديمقراطيون السخفاء، سيرفعون الضرائب من أجل أي شيء، حتى للحصول على هذا الهدف، ضرائب من أجل الحرب.
وتضيف دانا قائلة: ولكن حتى إذا فرضنا ورفعنا ضرائب على حربنا من أجل مقياس للديمقراطية في العالم العربي، فهل بوسع أحد أن يعتقد بجدية أن الديمقراطيين سينهون هذه الضرائب الجديدة التي سألوا دافع الضرائب الأميركي أن يدفعها، في وقت لم يكن أصلا من الضروري لها أن تفرض، أنا أعتقد أن فكرة كهذه تفتقد المسؤولية من الناحية المالية.
والآن أصدقائي، نحن أمام قضية تستدعي أن ننظر إليها بنظارة قراءة: فالموقف من الإدارة الأميركيــة يقــول: هنا عدم مسؤولية من الناحية المالية، أي مجرد أن ترغب في أن تدفع لتكلفة حرب بالضرائب. الديمقراطيون إذن لا يفهمون أن هناك مكافأة غير حقيقية للحرب، وفي الحقيقة فسكرتيرة البيت الأبيض الصحافية تعلم أن المكافأة تذهب في النهاية كل شهر لهانك بولسون وزير الخزانة، ويا لها من وسادة مريحة، يا إلهي، فبماذا سيخرج الديمقراطيون علينا بعدها؟ أهي ضرائب لبناء الجسور أو المدارس أو القطارات السريعة أو شبكات السعة العريضة المتخلفة عندنا؟ لا، فالمكافأة غير الحقيقة تغطي كل ذلك، فهي تستدين الفلوس من الصين، وتضعها تحت وسادة بولسون وزير الخزانة.
بالطبع نحن نستطيع أن نمول حرب العراق من دون زيادة في الضرائب. ولكن السؤال هو: هل بوسعنا تمويلها وفي ذات الوقت الإنفاق الاستثماري على البنيات التحتية والعلوم والتعليم بالصورة المطلوبة لوضع بلادنا مع مستحقات القرن الحادي والعشرين؟ في الإجابة، قم بزيارة الى سنغافورة واليابان والصين وكوريا، أو بعض أجزاء أوروبا اليوم، فستكتشف أن البنيات الأساسية لا تواكب منافسينا.
والشاهد أن بوسعنا أن ندفع اليوم أموالا لأي شيء إذا أردنا أن نوقف الاستثمــار في المستقبل، فيما جلد الرئيس سلفا بسياط التخفيض ميزانيات المعاهد القومية للبحوث خلال العامين الماضيين. وتريد ميزانيته لعام 2008 أن تخفض أموال التدريب المهني والبنيات التحتية والكثير من برامج مساعدة الطلاب.
والسؤال: هل يعتقد فريق بوش حقيقة أننا إذا ما فرضنا ضريبة دولار واحد على غالون الغازولين، الذي بوسعه أن يخفض اعتمادنا على نفط طغاة النفط في الشرق الأوسط ويقلل من ضرائب العمال ذوي الدخول المنخفضة، ويسدد العجز في ميزانيتنا، ويمول تطوير الطاقة المتجددة، سنكون أسوأ حالا كبلد؟
أعذريني سيدتي دانا بيرونو، ولكني أرغب في أن يواكب الجمهوريون ويغيروا منهجهم، وأظن أنهم محافظون جدا، أي من نوع الناس الذين يدخرون للأيام الممطرة القادمة، ويستثمرون في المستقبل من أجل أبنائهم، والشعبيين الذين لا يؤمنون بالوجبات المجانية والحروب المجانية.
وأخيرا، فالشاهد أن الأجيال الأميركية السابقة ارتبطت بقواتنا العسكرية من خلال تقديم تضحيات على الجبهة الداخلية هنا. ويقول روبرت هوماتس نائب رئيس غولدمان ساشز العالمية ومؤلف (ثمن الحرية)، وفحواه كيف دفع شعب أميركا لحروبه منذ عام 1776، يقول: لم يحدث أن مررت الأجيال السابقة بأميركا التكلفة الكلية لحرب للأجيال القادمة، ففي كل حرب كبرى خضناها طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، طلب من أميركا أن تدفع ضرائب أعلى، فيما تم تخفيض البرامج غير الضرورية لمساندة المجهود الحربي، فيما وخلال هذه الحرب الأخيرة على العراق، تمّ تخفيض الضرائب، وعلا معدل الإنفاق الداخلي، وذلك على عكس الحال مع الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام، ففيها جميعها اقتضت النزاعات تلك تضحية اقتصادية. والآن، فالوحيدون الذين يضحون من أجل هذه الحرب في العراق هم الجنود وأسرهم. ويخلص هوماتس أخيرا إلى لفت الانتباه إلى تحذير جورج واشنطن الرئيس الأميركي الذي قال فيه: ليس من العدل والإنصاف في شيء أن نرمي على الأجيال القادمة أعباء كان من الواجب علينا أن نتحملها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34
كلاب الحرب.. حاميها حراميها
باسل أبوحمدة
البيان الامارات
لا تخرج خطوة تكليف وكالة التحقيقات الفيدرالية الأميركية بالتحقيق في الجرائم التي ترتكبها الشركات الأمنية الخاصة عموما وشركة «بلاك ووتر» خصوصا في العراق عن إطار المفارقات المضحكة المبكية الجارية على قدم وساق في بلاد الرافدين منذ مقتل أول طفل عراقي جراء الحصار الأميركي الدولي الذي فرض على أبناء هذه الأرض المفعمة بالحضارة والعابقة بالتاريخ منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.
المفارقة تكمن هذه المرة، والتي لن تكون الأخيرة طالما أن الاحتلال الأميركي جاثم على صدر العراق والعراقيين، في أن شركة «بلاك ووتر» الأمنية العملاقة والتي تعتبر القوة الثانية بعد القوات الأميركية النظامية من حيث التعداد (50 ألف مقاتل) هي المكلفة بحماية رجال التحقيقات الفيدراليين أثناء قيامهم بمهمتهم المرتقبة في العراق، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على مسار التحقيق ونزاهته، هذا إذا سلمنا من حيث المبدأ بسلامة الحديث عن أي نوع من النزاهة في مقام من هذا القبيل، إذ ان المشهد برمته بكل هذه العناصر مجتمعة هو من إخراج جهة واحدة هي إدارة بوش، التي تعيث قتلا وفسادا وتخريبا وتقسيما وسلبا ونهبا في عراق لا تنقصه المظالم والمتاعب أصلا.
المشهد كله هو مجرد جزء بسيط من مسرحية تراجيدية ملطخة بلون الذهب الأسود الداكن المدفون في باطن الأرض وبلون الدم الأحمر القاني الذي يسيل بلا هوادة على سطحها، ذلك أن أحدا لا تخفى عليه قصة بلاك ووتر والدور القذر الذي تلعبه منذ بداية الحرب الأخيرة في العراق، فهل كان أمر التحقيق يحتاج إلى جريمة أخرى جديدة شقت طريقها بمحض الصدفة إلى وسائل الإعلام حتى يصار إلى تشكيل لجنة تحقيق؟ لكن ماذا عن آلاف الجرائم الأخرى التي ارتكبت ولا تزال بحق الأبرياء من أبناء الشعب العراقي.
ألم يشهد العالم مشاهد ساخرة من المسرحية ذاتها فيما يتعلق بجريمة عمليات القتل والتعذيب في سجن أبو غريب البغدادي وغيرها من جرائم الحرب تلك التي هزت ضمير الإنسانية جمعاء ولم تتعامل معها السلطات القضائية في الولايات المتحدة إلا على استحياء بحيث لم تتمخض أي محاكمة في تلك الجرائم إلا عن أحكام مخففة خجولة أحيانا أو البراءة في غالب الأحيان.
من يحقق مع من؟ ومن يحاكم من؟ باختصار، لا أحد. فكيف للجلاد أن يكون حاكما وكيف للقاتل أن يكون قاضيا؟
المطلوب واضح وضوح الشمس التي يحجبها الاحتلال الأميركي للعراق ويتمثل في تشكيل لجان تحقيق دولية مهمتها التحقيق في كل ما يمت لهذه الحرب المجنونة بصلة بدءا بمن طرح فكرتها الأولى في رأس الهرم السياسي الأميركي وليس انتهاء بأحد المرتزقة المنتشرين بقرار سياسي في جميع أرجاء العراق.
فالمسألة سياسية أولا وأخيرا والجرائم جرائم حرب بامتياز ولا يمكن تقزيمها والتعامل معها وكأنها جرائم مدنية فردية يرتكبها أشخاص بمفردهم على حسابهم الخاص.
إذا كانت جرائم أخرى أقل أهمية من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال على أرض العراق بكثير مثل جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قد استحوذت على كل هذا الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، أفلا تستحق جريمة اغتيال شعب بأكمله تشكيل لجنة تحقيق دولية محايد ونزيهة وقادرة حقا على رد المظالم والاعتبار لناس لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا وترعرعوا في هذا المكان المنكوب من العالم.
أليس من الوقاحة بمكان أن يخرج رأس الحربة أداة الجريمة إلى العلن ويعرب عن شديد قلقه حيال التأخير في تشكيل محكمة الحريري الدولية والتدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بينما لا يشعر بأي حرج من احتلال بلد آخر وتدميره عن بكرة أبيه؟
ربما كان من الأجدى بالنسبة الإدارة الأميركية أن تقوم بتكليف شركة تحقيق خاصة تضطلع بمهمة التحقيق مع مرتزقة بلاك ووتر، مجرمو الحرب في زمن طالت عمليات الخصخصة فيه كل شيء وفي عالم تتربع على عرشه شركات عملاقة لا جنسية لها لا تعرف الرحمة تتحكم بمقاليد الأمور بأنحاء متفرقة من العالم وتتصدر الصناعات الحربية، التي تبحث لنفسها دائما عن أسواق جديدة وقودها المزيد من الصراعات حول العالم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
35
عدد ضحايا المحرقة والإبادة الجماعية العراقية التي قامت بها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في العراق بلغ 3.9 مليون ضحية
ترجمة:
دجلة وحيد
شبكة البصرة
كتب جيديون (جدعون) بوليا في الثالث من أوكتوبر/تشرين أول 2007 مايلي:
مقياس أدنى لعواقب الفعاليات الإنسانية وفر بزيادة عدد الوفيات (وفيات قابلة للتجنب، الوفيات التي ما كان يجب أن تحدث، فناء مفرط، فناء قابل للتجنب). زيادة الوفيات يمكن أن تكون متعلقة بالعنف (من القنابل والرصاص) أو لم تسبب بواسطة العنف (بسبب الحرمان). لتحليل مفصل حول زيادة الوفيات بسبب العنف والحرمان راجع "وفيات عالمية قابلة للتجنب" على الرابط الأتي: http://globalavoidablemortality.blogspot.com/ و"إحصاء الجثث. وفيات عالمية قابلة للتجنب منذ 1950" على الرابط الأتي: http://globalavoidablemortality.blogspot.com/ وhttp://mwcnews.net/content/view/1375/247/).
تخمينات موثوقة لزيادة عدد الوفيات العراقية التي سببها العنف وغير العنف تظهر الأن بأن مجموع الوفيات الفائضة لفترة ما بعد الإحتلال بلغ مليونين. راجع الرابط الأتي: (http://open.newmatilda.com/crosswire)، العدد الإجمالي لوفيات العنف خلال حرب الخليج عام 1990-1991 بلغ 0.2 مليون. راجع الرابط الأتي: (http://wiki.answers.com/Q/How_many_iraqis_in_Gulf_War)، وإرتبطت حرب العقوبات لـ 1990-2003 بـ 1.7 مليون وفاة فائضة. المجموع الكلي للوفيات المفرطة لـ 1990-2007 (سيبتمبر/أيلول) بلغ الأن 3.9 مليون. راجع الرابط الأتي: (http://mwcnews.net/content/view/17066/42/).
وفيات ما بعد الإحتلال التي لم تحدث بسبب العنف (الأن 0.7 - 0.8 مليون) سببها الحرمان الشديد من قبل المحتلين ضمن التحالف الأمريكي في إنتهاك خطير لإتفاقية جنيف. راجع الرابط الأتي: (http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/92.htm). وفيات العنف ما بعد الإحتلال (0.8 - 1.2مليون) سببها العنف من المحتلين، فشل أمن المحتل، مقاتلين محليين وأنصارهم، من ميليشيات طائفية مولت بصورة مباشرة وغير مباشرة من قبل الولايات المتحدة، ميليشيات حكومية وفرق الموت ومن قبل المرتزقة الأمريكيين.
هذا ما يقوله في الحقيقة بند 55 وبند 56 من إتفاقية جنيف نسبة الى حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب (http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/92.htm) ، إقتباس:
بند 55
لأقصى حد من الوسائل المتوفرة لها، لقوة الإحتلال واجب ضمان الغذاء والإمدادات الطبية للسكان، يجب عليها، بشكل خاص، جلب المواد الغذائية الضرورية، مخازن طبية وأدوات أخرى إذا كانت موارد المنطقة المحتلة ناقصة.
القوة المحتلة قد لا تصادر مواد غذائية، أدوات أو إمدادات طبية متوفرة في المنطقة المحتلة، ما عدا للإستعمال من قبل موظفي الإدارة وقوات الإحتلال، وفي ذلك الوقت فقط إذا أخذت متطلبات السكان المدنيين في الحسبان. خاضعة لبنود الإتفاقيات الدولية الأخرى، ستعمل القوة المحتلة الترتيبات لضمان دفع قيمة عادلة ثمن أي سلعة صودرت.
ستكون القوة الحامية، في أي وقت كان، حرة للتأكد من حالة الغذاء والإمداد الطبية في المناطق المحتلة، ماعدا عندما تكون هناك قيود مؤقتة جعلت ضرورية بسبب إلزامية المتطلبات العسكرية.
بند 56
لأقصى حد من الوسائل المتوفرة لها، لقوة الإحتلال واجب ضمان ورعاية، بالتعاون مع الإدارات الوطنية والمحلية، المؤسسات والخدمات الطبية والمستشفيات، الصحة العامة والنظافة في المنطقة المحتلة، بإشارة خاصة الى تبني وتطبيق الإجراءات الوقائية والوقاية الضرورية لمكافحة إنتشار الأمراض والأوبئة المعدية. سيسمح لموظفون طبيون من كافة الأصناف ممارسة واجباتهم.
إذا أقيمت مستشفيات جديدة في المنطقة المحتلة وإذا لم تعمل هناك الدوائر المؤهلة للدولة المحتلة، ستمنحهم سلطات الإحتلال، إذا كان ذلك ضروريا، الإقرار المزود في بند 18. في الظروف المماثلة، ستمنح سلطات الإحتلال أيضا الإقرار الى موظفي المستشفى وعربات النقل تحت شروط البنود 20 و21.
في حالة تبني إجراءات الصحة والنظافة وفي تطبيقها، ستأخذ قوة الإحتلال بنظر الإعتبار المشاعر الإخلاقية والأدبية لسكان المنطقة المحتلة. نهاية الإقتباس.
مع ذلك إذا إستشرت منظمة الصحة العالمية (دبليو. إتش. أو) تكتشف بأن "مجموع الإنفاق الطبي السنوي لكل فرد" المسموح له في العراق المحتل من قبل قوات التحالف الأمريكي هو 135 دولار (2004) بالمقارنة مع 2560 دولار (المملكة المتحدة)، 3123 دولار (أستراليا) و6096 (الولايات المتحدة) (WHO: http:// www.who.int/countries/en)- وبالمقارنة مع طراز آوسويتش حقيقية، 19 دولار أبادية في أفغانستان المحتلة من قبل المملكة المتحدة وإستراليا والوليات المتحدة (2.5 مليون وفيات فائضة ما بعد الإحتلال ومليونين وفاة لأطفال دون الخمسة سنوات من العمر: http://mwcnews.net/content/view/16802/42).
بلدان الإحتلال ضمن التحالف الأمريكي مشتركة في كلتا الإبادة الجماعية الفعلية والإبادة الجماعية السلبية في الأراضي العراقية والأفغانية المحتلة - راجع الكتاب الذي نشر مؤخرا " لايز، ديب فرايز أند ستاتيستكس/أكاذيب، أعماق مقلية وإحصائيات" (المحرر. روبين ويليامز، أي بي سي بوكس، سيدني 2007: http://nla.gov.au/anbd-an42083982 وخصوصا " تواطئ إسترالي في وفيات العراق الجماعية" أيضا منشور في الإنتيرنيت: http://www.abc.net.au/rn/science/ockham/stories/s1445960.htm).
إن تقرير زبادة عدد الموتي في فترة ما بعد الإحتلال التي لا يعزى أسبابها الى العنف 0.7 مليون حصل عليه من بيانات قسم السكان التابع للأمم المتحدة (http://esa.un.org/unpp) والتخمين 0.8 مليون من بيانات البونيسيف: (http://www.unicef.or/infobycountry/index.html) وأستخدم التخمين بأن وفيات الأطفال تحت السنة الخامسة من العمر في بلدان العالم الثالث الفقيرة تقريبا 0.7 من الوفيات الفائصة الكلية) (راجع "دليل لايبيرسون لحساب وفيات العراق": http:/mwcnews.net/content/view/5872/26).
إن تقرير زيادة عدد الموتي بسبب العنف في فترة ما بعد الإحتلال 1.2 ملون حصل عليه من التقرير الأخير لمنظمة خبراء يو.كاي أورب للإستطلاع (شركة بحث الأراء): (http://www.opinion.co.uk/Newsroom_detail.aspx?NewsId=78) نشر عنه في صحيفة لوس أنجيليس تايمز، صحيفة الغارديان البريطانية والأوبزيرفير وطمر أيضا (مع تقليل كبير من شأنه) من قبل الـ بي.بي.سي اللامبالية لكنه نشر من قبل الـ ويكيبيديا - http://en.wikipedia.org/wiki/ORB_survey_of_casualities_of_the_Iraq_war- - أهمل بشكل كبير من قبل أجهزة الإعلام السائدة) ويأتي التخمين 0.8 مليون من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية البارزة وعلماء أوبئة طبيون من جامعة كولومبيا والذي نشر في المجلة العلمية المشهورة "ذة لانسيت"، 2006 (http://www.countercurrents.org/polya190907.htm).
العدد الكلي لزيادة الوفيات لفترة ما بعد الغزو 2.0 مليون + 0.2 مليون عدد وفيات حرب الخليج العنفية + 1.7 مليون الوفيات الفائضة أثناء العقوبات = 3.9 مليون الوفيات الفائضة لفترة ما بعد 1990، مجموع مفزع متعادل مع وفيات المحرقة اليهودية، الإبادة الجماعية لليهود أبان الحرب العالمية الثانية التي قام بها النازيون (5-6 مليون وفاة) والمحرقة البنغالية "المنسية" التي لم ينشر عنها بشكل واسع التي قام بها البريطانيون (مجاعة البنغال، إبادة جماعية بنغالية) أثناء الحرب العالمية الثانية في الهند البريطانية (4 ملايين وفاة) (راجع "المحرقة المنسية -1943/44 مجاعة البنغال": (http://globalavoidablemortality.blogspot.com/2005/07/forgotten-holocaust-194344-bengal.html)
وجين أوستن والثقب المظلم من التاريخ البريطاني: (http://janeaustenand.blogspot.com)
بلا شك أن الذي يحدث في العراق هو إستمرارية محرقة عقدين (وبمعنى أخر: يتضم عدد ضخم من الوفيات).
طبقا لإتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، البند 2 أو الفقرة الثانية، إقتباس: "البند الثاني. في الفقرة الحالية، إبادة جماعية تعني أي من الأفعال التالية أرتكبت بالنية (تأكيدي) لتحطيم، في الكل أو جزئيا، مجموعة وطنية أو أثنية أو عرقية أو دينية، في حد ذاته: أولا، قتل أعضاء من المجموعة. ثانيا، تسبيب أذى جسماني أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة. ثالثا، الإيقاع بتعمد على حياة المجموعة حالات محسوبة تسبب الدمار الجسدي كاملا أو جزئيا. رابعا، فرض إجراءات تنوي منع الولادة ضمن المجموعة. خامسا، نقل الأطفال بالقوة من مجموعة الى مجموعة أخرى" (http://www.edwebproject.or/sideshow/genocide/convention.html).
المرحلة الأمريكية للمحرقة العراقية والإبادة الجماعية العراقية مستمرة عمدا منذ 1990، التدخل البريطاني كان مستمرا بين فترة واخرى منذ 1914 (راجع كتابي "إحصاء الجثث. الوفيات العالمية القابلة للتجنب منذ 1950": http://globalbodycount.blogspot.com ).
إن العراقيين ساميين من وسط الثقافة السامية التي يرجع تاريخها الى حوالي 7000 سنة.
بينما (على نقيض كذب تقارير أجهزة الإعلام السائدة) رئيس إيران أحمدي نجاد لا ينكر المحرقة (مجرد يريد بحث أكثر علمية) (أنظر الى ما يقوله حقيقة في كلماته الخاصة: http://mwcnews.net/content/16983/42/ )، العنصريين بوش والبوشيين، الصهاينة العنصريين الممتنين، عنصريين، يكذبون، يتجاهلون المحرقة العراقية، ينكرون الإبادة الجماعية العراقية، أجهزة الإعلام الإنكلو - أمريكية السائدة مشتركة بشكل كامل تقريبا في نكران مستمر،متعمد، المحرقة المعادية للسامية على الحقيقة المستمرة للمحرقة العراقية، الإبادة الجماعية العراقية التي فيها أغلب الضحايا هم نساء وأطفال.
النكران المعادي للسامية للمحرقة اليهودية يجذب فترة سجن لمدة عشر سنوات في النمسا وحكم وصائي طويل في مكان آخر في أوربا الغربية. في الحقيقة أن الألمان يقترحون بأن الإتحاد الأوربي يجرم نكران كل المحارق والإبادات الحماعية المعاصرة (http://mwcnews.net/content/view/10528/42). هل تشتري السلع والخدمات من ناكري المحرقة أو النازيين؟
السلام الطريق الوحيد لكن الصمت يقتل والصمت تواطئ، التكاسل يقتل والتكاسل توطئ. عقوبات ومقاطعات، شاملة، - شخصية وجماعية، دولية وداخل الوطن الواحد وبشكل كبير ضد التحالف الإنكلوأمريكي، بوش والبوشيون، قتلة محترفون معادون للسامية، مقترفوا المحرقة وناكروا المحرقة - مطلوبة بسرعة حتى يتوقف القتل، الضحايا يعوضون والجناة يستدعون، يحاكمون ويعاقبون في محاكمات جرائم الحرب أمام محكمة الجزاء الدولية (آي.سي.سي).
7/10/2007
UK-US Iraqi Holocaust And Iraqi Genocide - 3.9 Million Deaths
Gideon Polya. Countercurrents.org
October 3, 2007
A bottom-line measure of the consequences of human actions is provided by excess deaths (avoidable deaths, deaths that should not have happened, excess mortality, avoidable mortality). Excess deaths can be VIOLENCE-related (from bombs and bullets) or NON-VIOLENT (due to deprivation). For a detailed analysis of excess deaths from violence and deprivation see "Global avoidable mortality": http://globalavoidablemortality.blogspot.com/and "Body Count. Global avoidable mortality since 1950": http://globalbodycount.blogspot.com/
and http://mwcnews.net/content/view/1375/247/ ).
Authoritative estimates of violent and non-violent Iraqi excess deaths now show that the post-invasion excess deaths in Occupied Iraq total 2.0 million (see: http://open.newmatilda.com/crosswire/ ), the 1990-1990 Gulf War violent deaths totalled 0.2 million (see: http://wiki.answers.com/Q/How_many_Iraqis_died_in_the_Gulf_War ), and the 1990-2003 Sanctions War was associated with 1.7 million excess deaths.
The total 1990-2007 excess deaths in Iraq now (September 2007) total 3.9 MILLION (see: http://mwcnews.net/content/view/17066/42/ ).
The post-invasion NON-VIOLENT deaths in Iraq (now 0.7-0.8 million) are being caused by grievous deprivation by the US Coalition Occupiers in gross violation of the Geneva Convention (see: http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/92.htm ). The post-invasion VIOLENT deaths (0.8-1.2 million) are being caused by violence from Occupiers, failure of Occupier security, Indigenous fighters and their confrères, from directly or indirectly US-funded sectarian militias, Government militias and death squads and by US mercenaries.
This is what Articles 55 and 56 of the Geneva Convention Relative to the Protection of Civilian Persons in Time of War actually says ) (see: http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/92.htm ), QUOTE:
Article 55
To the fullest extent of the means available to it the Occupying Power has the duty of ensuring the food and medical supplies of the population; it should, in particular, bring in the necessary foodstuffs, medical stores and other articles if the resources of the occupied territory are inadequate.
The Occupying Power may not requisition foodstuffs, articles or medical supplies available in the occupied territory, except for use by the occupation forces and administration personnel, and then only if the requirements of the civilian population have been taken into account. Subject to the provisions of other international Conventions, the Occupying Power shall make arrangements to ensure that fair value is paid for any requisitioned goods.
The Protecting Power shall, at any time, be at liberty to verify the state of the food and medical supplies in occupied territories, except where temporary restrictions are made necessary by imperative military requirements.
Article 56
To the fullest extent of the means available to it, the Occupying Power has the duty of ensuring and maintaining, with the cooperation of national and local authorities, the medical and hospital establishments and services, public health and hygiene in the occupied territory, with particular reference to the adoption and application of the prophylactic and preventive measures necessary to combat the spread of contagious diseases and epidemics. Medical personnel of all categories shall be allowed to carry out their duties.
If new hospitals are set up in occupied territory and if the competent organs of the occupied State are not operating there, the occupying authorities shall, if necessary, grant them the recognition provided for in Article 18. In similar circumstances, the occupying authorities shall also grant recognition to hospital personnel and transport vehicles under the provisions of Articles 20 and 21.
In adopting measures of health and hygiene and in their implementation, the Occupying Power shall take into consideration the moral and ethical susceptibilities of the population of the occupied territory. END QUOTE.
Yet if you consult the World Health Organization (WHO) you discover that the "total annual per capita medical expenditure" permitted in Occupied Iraq by the US Coalition is $135 (2004) as compared to $2,560 (UK), $3,123 (Australia) and $6,096 (the US) (see WHO: http://www.who.int/countries/en/ ) – and as compared to a truly Auschwitz-style, genocidal $19 in UK-US-Australia-occupied Afghanistan (post-invasion excess deaths 2.5 million and post-invasion under-5 infant deaths 2.0 million:
http://mwcnews.net/content/view/16802/42/ ).
The US Alliance Occupier countries are involved in both active genocide and passive genocide in the Occupied Iraqi and Afghan Territories - see the recently published "Lies, Deep Fries & Statistics" (editor. Robyn Williams, ABC Books, Sydney 2007: http://nla.gov.au/anbd.bib-an42083982
and especially "Australian Complicity in Iraq Mass Mortality", also web-published: http://www.abc.net.au/rn/science/ockham/stories/s1445960.htm
).
The NON-VIOLENT post-invasion excess death estimate of 0.7 million is from UN Population Division data (see: http://esa.un.org/unpp/ ) and the 0.8 million estimate is from UNICEF data:
(see: http://www.unicef.org/infobycountry/index.html ) and employing the estimate that for impoverished Third World countries the under-5 infants deaths are approximately 0.7 of the total excess deaths)
(see "Layperson’s Guide to Counting Iraq Deaths": http://mwcnews.net/content/view/5872/26/ ).
The VIOLENT post-invasion excess death estimate of 1.2 million is from the recent report from the expert UK ORB (Opinion Research Business) polling organization (see: http://www.opinion.co.uk/Newsroom_details.aspx?NewsId=78 ;
reported by the Los Angeles Times, the UK Guardian and Observer and even buried (with gross minimization) by the irresponsible BBC but as reported by Wikipedia - see: http://en.wikipedia.org/wiki/ORB_survey_of_casualties_of_the
_Iraq_War - overwhelmingly IGNORED by Mainstream media) and the 0.8 million estimate comes from top US Johns Hopkins University and Columbia University medical epidemiologists published in the top medical journal The Lancet, 2006
(see: http://www.countercurrents.org/polya190907.htm ).
TOTAL post invasion excess deaths of 2.0 million + Gulf War violent deaths of 0.2 million + Sanctions War excess deaths of 1.7 million = 3.9 million post-1990 excess deaths, an horrendous total commensurate with those of the Jewish Holocaust, the WW2 Nazi German-inflicted Jewish Genocide (5-6 million deaths) and of the largely UN-REPORTED, "forgotten", man-made, British-inflicted Bengali Holocaust (Bengal Famine, Bengali Genocide) of WW2 British India (4 million deaths) (see "The Forgotten Holocaust – the 1943/44 Bengal Famine": http://globalavoidablemortality.blogspot.com/2005/07/forgott
en-holocaust-194344-bengal.html
and "Jane Austen and the Black Hole of British History": http://janeaustenand.blogspot.com/ ).
Undoubtedly what is happening in Iraq is a continuing 2-decade HOLOCAUST (i.e. involves a huge number of deaths).
According to the UN Genocide Convention, Article II, QUOTE: "Article II. In the present Convention, genocide means any of the following acts committed with INTENT [my emphasis] to destroy, in whole or in part, a national, ethnic, racial or religious group, as such: a) Killing members of the group; b) Causing serious bodily or mental harm to members of the group; c) Deliberately inflicting on the group conditions of life calculated to bring about its physical destruction in whole or in part; d) Imposing measures intended to prevent births within the group; e) Forcibly transferring children of the group to another group" (see: http://www.edwebproject.org/sideshow/genocide/convention.htm
l ).
The American phase of the Iraqi Holocaust and Iraqi Genocide has been going on INTENTIONALLY since 1990; the British involvement has been ongoing off and on since 1914 (see my book "Body Count. Global avoidable mortality since 1950": http://globalbodycount.blogspot.com/ ).
The Iraqis are SEMITES from the heartland of SEMITIC culture dating back about 7,000 years.
While (contrary to lying Mainstream media reports) Iran's President Ahmadinejad does NOT deny the Holocaust (he merely wants more scholarly research) (see what he ACTUALLY says in his own words: http://mwcnews.net/content/view/16983/42/ ), the racist Bush-ite- and Racist Zionist-beholden, racist, lying, Iraqi Holocaust-ignoring, Iraqi Genocide-denying Anglo-American Mainstream media are almost COMPREHENSIVELY involved in sustained, INTENTIONAL, anti-Semitic Holocaust Denial over the continuing ACTUALITY of the Iraqi Holocaust, the Iraqi Genocide in which most of the victims are Women and Children.
Anti-Semitic Denial of the Jewish Holocaust attracts a 10 year prison term in Austria and lengthy custodial sentences elsewhere in Western Europe. Indeed the Germans are proposing that the EU criminalize denial of all contemporary holocausts and genocides (see: http://mwcnews.net/content/view/10528/42/ ). Would YOU buy goods or services from Nazis or Holocaust Deniers?
Peace is the only way but silence kills and silence is complicity, inaction kills and inaction is complicity. Comprehensive, personal and collective, International and Intra-national Sanctions and Boycotts against the largely Anglo-American, Bush-ite, anti-Semitic mass murderers, Holocaust Committers and Holocaust Deniers are URGENTLY required until the killing stops, the victims are recompensed and the perpetrators arraigned, tried and punished in war crimes trials before the International Criminal Court (ICC).
Dr Gideon Polya published some 130 works in a 4 decade scientific career, most recently a huge pharmacological reference text "Biochemical Targets of Plant Bioactive Compounds" (CRC Press/Taylor & Francis, New York & London, 2003). He has just published "Body Count. Global avoidable mortality since 1950" (G.M. Polya, Melbourne, 2007: http://mwcnews.net/content/view/1375/247/ ).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
36
أشلاء العراق
سعد الدوسري
الرياض السعودية
ماذا سيفعل ذلك الأب العراقي بعد أن يلملم أشلاء ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات والتي تناثرت على أرض الشارع بعد قصف أمريكي عشوائي على الحي؟! ماذا سيفعل يا ترى بعد أن يجمع أشلاء ذلك الجسد الصغير الذي كان يملأ البيت دفئاً وحباً؟! أتراه سيتوجه بعد أن يدفن ابنه الى مقهى مشروبات ساخنة، ليطلب كابتشينو امريكية بالقرفة؟! أم سيدعو زوجته الى مطعم مأكولات سريعة ليتناولا همبرقر بالمايونيز مع أصابع البطاطس المقلية؟! هل سيتوجه الى أقرب صحيفة لينشر مقالة عن التعايش السلمي والديمقراطية والحرية التي نشرتها القوات الأمريكية في بلاده، أم يظهر في قناة بلده المحلية ليشيد بخطاب بوش عن نقل العراق من الموت الى الحياة؟!
أسوق هذه الأسئلة للمختصين العسكريين، لكي يجيبوا عنها، ولكي نفهم من خلال إجاباتهم كيف يفكر الأمريكيون وكيف يخلطون بين شعار تنمية الإنسانية على الكرة الأرضية وبين هذا القتل الأمريكي اليومي المجاني البشع للأطفال العراقيين، وكيف بعد هذه المجازر يدعون أنهم قادرون على وأد الإرهاب ( الذين هم أسياده )؟!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
37
صناعة حل لمأزق مستعصٍ
افتتالحية
اليوم السعودية
الترتيبات المحمومة لمؤتمر السلام المقبل، يبدو أنها تحال الاستفادة من خطايا ما سبقها من محاولات استعراضية للبحث عن حل لأزمة مستعصية، وليس صحيحاً أن النوايا الطيبة وحدها كافية لتحقيق السلام المنشود، والذي أصبحت فيه ما تسمى «رؤية الرئيس بوش» طاغية لدرجة أنها أصبحت شعاراً يسود على لسان كل مسؤول، وكأن هذه الرؤية أصبحت العصا السحرية نحو إقرار السلام، أو بالأحرى، إجبار إسرائيل على الانصياع لمتطلبات العملية السلمية.
رؤية بوش، قد تكون واحدة من النوايا الطيبة إياها، صحيح أنها رؤية فردية، لكنها مسنودة بميزان القوة الأكبر في عالم اليوم، والذي طغى بكثير على الكثير من رؤى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة كمنظومة دولية، ومجلس الأمن كصانع للحرب وللسلام بسياسات العصا والجزرة، والتي بدورها أصبحت في زوايا التجاهل بفعل تفرد القوى الكبرى بالقرارات ذاتها.
الوزيرة رايس ستحط الرحال في الشرق الأوسط من جديد، وما سرّب عن أن المؤتمر المزمع لن يكون إلا محاولة جديدة لتحسين وجه الرئيس الأمريكي في نهاية ولايته بعد أشهر، خاصة عقب فشل كل سياساته العسكرية في العراق أو في أفغانستان، والتي جعلت مصداقية الولايات المتحدة في أسوأ حالاتها منذ حرب فيتنام قبل أربعين عاماً.. وبالتالي كان جديداً ما تم التحذير منه، من أن لقاءات عباس أولمرت، والاتفاقات السرية بينهما، ستكون إطاراً عاماً لما يجري من تفاهمات في المؤتمر، وهو ما يعيد تكريس الحلول الفردية.
مشكلة المؤتمر الجديد أنه ينعقد في ظلال الوضع بالعراق، حيث بعد قرابة خمسة أعوام من حرب العراق يكون الأمل في أن تكون إدارة بوش، تجاوزت أخيراً العبث باعتقادها أنّ بالإمكان حلّ النزاع العربي الإسرائيلي بإسقاط النظام في بغداد. وقد يصبح أيضا من المفيد أن يدرك بوش بأن المؤتمر الذي دعا إليه لن يقدّم شيئاً إذا استمرّ في الاعتماد على ذات السياسات التي لم تحرّك العملية السلمية إلى الأمام.
الأشهر المقبلة ستوضح، ما إذا كان بوش جادّاً فعلاً في الدفع بالسلام العربي الإسرائيلي إلى الأمام أم أن هذا المؤتمر يستخدم فقط لصرف انتباه الرأي العام في أمريكا وفي الشرق الأوسط عن حرب كارثية تلقي بظلال مشئومة على كامل المنطقة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
38
جيش قطاع خاص أفكار المهزومين في قرننا
عبدالعزيز المحمد الذكير
الرايض السعودية
أظن أن الشركات الأمنية مثل شركة بلاك ووتر، ستصبح بذرة لصناعة أو "بزنس" ذاك النوع من تآلف المرتزقة اعلنوا أنفسهم دولة فوق القانون، ومنحوا أنفسهم صلاحيات عسكرية وأمنية، واتخذوا من عملهم في الحراسات ستارا لممارسة التسلط على الناس، ولا يحكمهم قانون أو دستور ولا يخضعون لمحاكمة.
لا عهد للبشر بهذا النوع من الأمن.. فقد كانت الجيوش عماد الوطن، والشرطة قواماً للأمن الداخلي.
بدأ ذاك النوع من "الاستثمارات" ب "خدمة الحمايات الخاصة" (بودي غارد) فاستعذبه الزبائن، ثم تطور الى "جيش قطاع خاص" والله أعلم الى ما سيتطور بعد.. بحرية؟ طيران؟ اراهم ملكوا الطائرات العمودية والرادارات ومعدات تقنية الرصد والمتابعة والتنصت.
يبدو ان مستثمري النقص في التفكير الأمني لدى الأمم وجدوا في بيروقراطية وبطء الجهاز الحكومي عنصر جذب، يستحق خوف الحكومات على سلامة الإجراء العسكري، والذي سينعكس فشله على نتائج الانتخابات (عندما تنامى عدد المفقودين من الجيش النظامي) فكوّنوا هذا النوع من الشركات وأوحوا الى العملاء بأن النواحي الأمنية تتطلب سرعة الاستجابة وهم (أي الشركات) يستطيعون مجابهة الطوارئ بطريقة أكثر كفاءة من الاجراء الحكومي النظامي الذي يتطلب ورقا وموافقات، فوق هذا فالمفقود من المرتزقة لا يحسب من الخسائر.
وقد تصاعدت الحاجة الى الاستعانة بهذا النوع من القوات "المرتزقة" على نحو لم يسبق حدوثه منذ وجود المرتزقة في الكونغو في ستينيات القرن الماضي.. وابتدعت الفكرة الدول الكبرى فاستعانوا بالشركات الخاصة لعمليات الحراسة والنقل والإيواء (اللوجستية) ولم يعد الأمر يقتصر على أفراد القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية، بل انضم اليهم افراد من تشيلي وكولومبيا.
لم يعد "حب الوطن" النشيد الحماسي لدى شركات الأمن الخاصة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
39
العراق... بداية التفتيت؟
د. عبدالله خليفة الشايجي
الاتحاد الامارات
يستمر الأميركيون في تحويل العراق إلى حقل لتجاربهم في الحرب والاحتلال والفشل في بناء الدول، وآخر البدع الأميركية في هذا الاتجاه هي "التفتيت" للكيان العراقي "المُصطنع" من الأقاليم الثلاثة التي وجدت تحت الحكم العثماني: الموصل وبغداد البصرة، حيث جمع تشرشل تلك الكيانات في العراق الحديث في عشرينات القرن الماضي. وما يخشاه كثيرون الآن هو التفكير في تعميم ذلك كنموذج للمنطقة. تحول العراق في العقلية الأميركية من نموذج للحريات والديمقراطية مع بداية الحرب الأميركية، ليصبح اليوم مع تمرير مشروع قرار -غير ملزم- من مجلس الشيوخ الأميركي للسيناتور ومرشح الرئاسة "الديمقراطي" جوزيف بايدن، يقضي بتقسيم العراق، في تدخل مستغرب في شؤون بلد آخر ليتشظَّى إلى ثلاثة كيانات على أسس طائفية وإثنية وعرقية تزيد من توتر المنطقة، وترفع فرص الصراع والخلافات عراقياً وإقليمياً إلى مستويات جديدة. حيث إن مشروع القرار الذي يتصور الكيانات الثلاثة مع حكومة مركزية أضعف من الأقاليم في بغداد، تشرف على الأمن والنفط وتوزيع الثروات، سيكون، في نظر كثيرين، هو شرارة المواجهة المقبلة. إن هذا التصور الأميركي للعراق المجزَّأ يذكِّر بتجربة تطبيق النظام الكونفيدرالي الفاشل الذي اعتُمد في بداية النظام الأميركي قبل 230 عاماً، ليتم تغييره بنظام دستوري فيدرالي بعد 11 عاماً من فشله. والغريب، بل المَعيب، في مشروع تقسيم العراق المقترح، هو أن الأميركيين المُلمِّين بتفاصيل ومرارات فشل كونفيدراليتهم الخاصة، يريدون تكرار تجربة فاشلة مماثلة، ليكون على العراق والمنطقة دفع ثمن ذلك الفشل، ولتصبح فكرة التجزئة والتقسيم رائجة ومقبولة في أماكن أخرى في العالم العربي، خاصة أن المنطقة لا تملك مشروعاً يُحصِّنها من خطر مخططات التفتيت. فيما الهم الأميركي تقزَّم في العراق إلى كيفية تقليص الخسائر وتأمين الحماية للأميركيين عندما ينسحبون من العراق، وكفى. لقد عارضت إدارة الرئيس بوش، والمكونات السياسية العراقية -في توحد نادر باستثناء الأكراد- مشروع التقسيم ذلك. وقد وصفه رئيس الوزراء نوري المالكي بـ"الكارثي". كما عارضته جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي. ووصفه أمير دولة الكويت بـ"الخطر على المنطقة برمتها، ولا أحد يقبل تقسيم العراق".والخشية، كل الخشية، أن نواجه الآن -بعد 90 عاماً من "سايكس- بيكو" و"سان ريمو" مشروعاً جديداً يسعى ليس لتفتيت العراق من أجل إنقاذه -كما يريد الأميركيون إقناعنا، وكما ادعوا من قبل في حرب فيتنام- بل إلى ما هو أخطر، أي تقسيم العراق في كونفيدرالية فاشلة مبنية على خطوط طائفية مذهبية جغرافية باسم فيدرالي يسمح به الدستور العراقي لعام 2005 في "حق يراد به باطل".والخوف أن نواجه عبر العراق تنفيذاً لخطط قديمة أُعلن عنها منذ عقود، مؤداها تفتيت المفتَّت وتجزئة المجزَّأ في طول الدول العربية وعرضها، في تجسد خطير للمشروع الأميركي- الصهيوني الذي دعا منذ عقود لتفتيت وتجزئة المنطقة إلى كيانات وأعراق وأجناس. وقد حاولوا ذلك في لبنان، وهم يعودون اليوم في سعي لخلق "كانتونات" عبر تجزئة العراق والسودان، وهناك خرائط عُرضت للشرق الأوسط قبل تقسيم وتجزئة دوله وبعدهما. أما قائمة الدول المرشحة للتجزئة والتفتيت حسب المخطط، وعلى خطوط مذهبية وإثنية عرقية، ففي المقدمة منها العراق ولبنان وسوريا والسودان ومصر ودول المغرب العربي... والقائمة طويلة. وما نخشاه حقاً أن العراق اليوم بات بمثابة المختبر والشرارة التي ستفتح الكُوَّة لانهيار جدار الوحدة الوطنية، وتعميم النموذج العراقي على المنطقة، بعد أن فشل في أن يكون مثالاً للحريات والديمقراطية بسبب المحاصصة وأخطاء بريمر القاتلة من مجلس الحكم الطائفي إلى إضعاف الدولة العراقية وحل مؤسساتها وجعل الأقاليم أقوى من الدولة المركزية مما كرس روح التجزئة والانفصال والمناطقية في تجزئة باتت أصلاً "أمراً واقعاً" FACTO DEحتى قبل أن يبتدع "بايدن" خطة التقسيم. والخوف، أخيراً،أن تتحول عدوى تفتيت العراق إلى نموذج لما سيتم تعميمه لاحقاً في المنطقة، حيث يقدم التفتيت كحلٍّ لمستقبل منطقة خانعة ضعيفة ليس لديها مشروع ولا برنامج يحميها. والمؤلم أننا نعجز عن تحصين أنفسنا من تداعيات وانعكاسات الحالة العراقية بأبعادها الأمنية والسياسية والاجتماعية. وآخرها مشاريع التقسيم وتفشي الكوليرا ومخاوف من الانسحاب البريطاني على أمن الجنوب العراقي. كم كنا ساذجين عندما خشينا على العراق من "اللَّبْننة". فها نحن اليوم نخشى من عرْقنة المنطقة كلها من خلال تعميم تداعيات حالة العراق المتشظِّي والمنهار. ألم يحن الوقت للتصدِّي الجدي لمخططات التفتيت والتجزئة قبل فوات الأوان؟ وإذا لم نتحرك اليوم... فمتى؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
40
واشنطن .. والمستنقع العراقي
نور الحسيني
السياسة الكويت
رغم التدهور وخيبة الامل التي اصابت الادارة الاميركية وتحديدا المحافظين الجدد وادارة الرئيس بوش في الفشل المخجل بالعراق بعد وصفة الديمقراطية والحرية التي دفعت بها واشنطن في العراق وبعد مضي اربعة اعوام على احتلال العراق نجد ان هناك شبحا اخر جديدا يأتينا من الشمال وهو الكوليرا وتفشيها في العراق. وكذلك جاء الانسحاب البريطاني كضربة اخرى لواشنطن (كالقشة التي قصمت ظهر البعير) الذي اتت بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردن براون الى البصرة وتسليم مسؤولية الامن في الجنوب للقوات العراقية في محاولة ذكية منة لكسب تأييد الرأي العام البريطاني في حال دعي الى انتخابات برلمانية مبكرة. كل ذلك سيؤثر على امن واستقرار الكويت كيف? فنحن في المنطقة الملتهبة وبالكويت تحديدا نرقب تصاعد الحملة العدائية الايرانية - الاميركية وعدم وضوح الرؤية وضبابية الاتهامات بين الطرفين بل وتصاعد الحملة من جانب الطرفين والتي توجت بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس احمدي نجاد للولايات المتحدة وكلنا نعرف الملف النووي الايراني واصرار طهران علية ورفض واشنطن وحلفائها الاوربيين له. ومع احتمالية حدوث حرب في المنطقة المشتعلة اصلا. نجد انه ربما تكون البصرة جزءا من خطة ايرانية كجبهة شمالية لتوسيع الدائرة على الاميركيين وجعل المسرح الحقيقي للحرب العراق بدلا من طهران وتحديدا من العراق الجزء الجنوبي التي تسيطر علية الغالبية الشيعية هذا ما يجعلنا في الكويت تحديدا في قمة المواجهة وفي فوهة البركان.
الواقع يقول ان العراق اصبح مستنقعا حقيقيا في المنطقة, ومن يريد ان يلقن واشنطن درسا لن تنساة يكون في العراق. والغريب انني الاحظ ان البعض يرى ان العراق يجب الا يقسم ولا يجزأ ولكن الواقع الحالي المؤلم يقول ان العراق مجزأ فالاكراد في الشمال والسنة في بغداد والانبار في الوسط والشيعة في الجنوب ومن يقول غير ذلك لا يقرأ الواقع العراقي المؤلم والمحاصصة البغيضة والطائفية التي جرت العراق والمنطقة الى نفق طويل ومظلم.
المستنقع العراقي واقع سقط فيه فكر المحافظين الجدد وسقطت فيه عنجهيتهم وخسروا الرهان في العراق واصبح العراق كعقدة فيتنام وبدلا من ان يكون مثالا للحرية والديمقراطية والعدالة اصبح مثالا للتمرد والقتل والحرب الاهلية مثال للتقسيم والطائفية والمذهبية. لقد اصبح العراق ساحة تختلط فيها الدماء .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
41
أوقفوا هذه المحارضة الطائفية المدمرة‮!‬
عقيل سوار
الوطن البحرين
‬منقول بالحرف‮:(‬ختم سماحته الخطبة بالحديث عن‮ ‬يوم القدس العالمي‮ ‬الذي‮ ‬دعا له الإمام الراحل‮ (‬الخميني‮) ‬رضوان الله تعالى عليه،‮ ‬داعياً‮ ‬إلى إحياء هذا اليوم بمقياسه الحقيقي‮ ‬وبصورته الحقيقية وبجميع أبعاده التي‮ ‬رسمها السيد الإمام‮ ‬،‮ ‬واستهجن سماحته‮ (‬الشيخ الجدحفصي‮) ‬استنزاف الجماهير المشاركة في‮ ‬مسيرة‮ ‬يوم القدس العالمي‮ ‬السنوية بترديد الشعارات المنادية بموت أمريكا وإسرائيل‮ ‬،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن الأولى أن تلامس الشعارات واقع شعب البحرين المستضعف وأن ترفع الشعارات ضد حكم‮ ‬آل خليفة‮ ). ‬
كلام كثير جدير أن‮ ‬يقال في‮ ‬مناسبة هذا التكييف الطائفي‮ ‬المدسوس‮ ‬،‮ ‬لكن المعبر بدقة عن حقيقة‮ ‬يوم القدس،‮ ‬بوصفه وسيلة براجماتية من وسائل السياسات الإيرانية،‮ ‬الطليق عنانها عبر مزاعم،‮ ‬الدفاع عن المستضعفين ومناصرة ظلامات الشيعة،‮ ‬وإنقاذ القدس إلخ‮.. ‬في‮ ‬حين لا‮ ‬يعنيها،‮ ‬لا المستضعفين ولا القدس ولا فلسطين ولا الحرب ضد أمريكا وإسرائيل،‮ ‬إلا من منظور خدمة نزعة التسيد التاريخية الفارسية،‮ ‬في‮ ‬حقبتها الدئراة الآن،‮ ‬على رحى تبادل أدوار الدين والسياسة‮.‬
‮ ‬لكن الإسهاب في‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬سيفضي‮ ‬لتعميم لا‮ ‬يساعد كثيراً‮ ‬على النظر في‮ ‬عيون النزعة التحريضية الطائفية المحلية المتورمة سلفاً،‮ ‬والمضمرة في‮ ‬جوف هذا التكييف‮ ‬غير المسئول سياسياً‮ ‬وأخلاقاً،‮ ‬وغير المعزول عن جملة من مظاهر‮ ‬غير عاقلة،‮ ‬اختصرتها مؤخراً‮ ‬في‮ ‬حاضنة كلامية،‮ ‬مفادها‮ (‬أن دولة/مجتمعاً‮ ‬لا تستطيع محاسبة مشيمع ليست دولة‮).‬
‮ ‬إن هذا التكييف التحريضي‮ ‬المدسوس،‮ ‬ليس معزولاً‮ ‬عن تكييفات سابقة مثل تكييف الأستاذ مشيمع المأساوي،‮ (‬شرعية الحق لا شرعية القانون‮!) ‬أو تكييف الشيخ محمد سند للمسألة الدستورية،‮ ‬تكييفاً‮ ‬فقهياً‮ ‬يفضي‮ ‬للتصويت على شرعية نظام البحرين السياسي،‮ ‬كما أنه ليس معزولاً‮ ‬عن العودة‮ ‬غير البريئة،‮ ‬لحوادث رفع الصور والشعارات المركبة‮ (‬بحرو/فارسية‮) ‬،‮ ‬في‮ ‬يوم القدس وفي‮ ‬بعض المناسبات الدينية مؤخراً،‮ ‬على ألسن لاعبين جدد هم‮ (‬الرواديد‮) ‬الذين بمقاييس الوجد الصوفية‮ ‬،‮ ‬يعدون الأكثر خفة،‮ ‬والأخطر على وعي‮ ‬العامة،‮ ‬لأنهم‮ ‬يلعبون‮ (‬بركني‮ ‬الاستلاب الأمضى‮) ‬أي‮ ‬الكلام واللحن،‮ ‬في‮ ‬المنطقة المحرمة قانوناً‮ ‬والمتعلقة باستغلال المشاعر الدينية‮!‬،‮ ‬وهذا‮ ‬ينذر بتحول حاسم شكلاً‮ ‬ومضموناً،‮ ‬سينسب للمعارضة السياسية الشيعية شاءت أم أبت‮ ‬،‮ ‬ويحيلها من معارضة لها مالها وعليها ما عليها،‮ ‬وطنياً،‮ ...‬إلى محارضة طائفية صريحة‮ ‬،‮ ‬غير مسبوقة،‮ ‬ليست من فعل أي‮ ‬مرجعية دينية رشيدة،‮ ‬وليست من فعل جمعية الوفاق أو‮ ‬غيرها من الجمعيات،‮ ‬وليست من فعل أي‮ ‬اأتلاف رشيد،‮ ‬فقد بات معروفاً‮ ‬ومسلماً‮ ‬به،‮ ‬لدى هؤلاء جميعاً‮ ‬أن الدعوة ضد آل خليفة مقرونة برفع صور‮ (‬السيد القائد الخامنئي‮) ‬،‮ ‬هي‮ ‬من لوازم الخطابة المسيئة بذاتها للوحدة الوطنية،‮ ‬والقاطعة لمساحة التعايش المشترك،‮ ‬لأنها تمثل بالضرورة،‮ ‬دعوة ضد‮ ‬غالبية السنة،‮ ‬إضافة لغالبية شيعية لا أرى حاجة لتقدير حجمها،‮ ‬لكنها حتماً‮ ‬أكبر من جمهور أي‮ ‬مأتم أو مسيرة‮ ‬يهتف فيها بمكبر صوت،‮ ‬وعليه فإن من أحصيت ومن في‮ ‬حكمهم من مرجعيات دينية وسياسية حصيفة‮ ‬،‮ ‬ملزمون أخلاقياً،‮ ‬بالحيلولة دون أن تستخدم هذه المناسبات،‮ ‬ولوازمها الخطابية المدسوسة‮ ‬،‮ ‬استخداماً‮ ‬طروادياً‮ ‬لإشعال الفتنة الطائفية المرتفع‮ (‬دوس‮) ‬التوجس منها هذه الفترة،‮ ‬بارتفاع وتيرة المشروع الطائفي‮ ‬التفتيتي‮ ‬الذي‮ ‬تدعمه إيران وأمريكا وإسرائيل في‮ ‬العراق‮.‬
إن الموقف المطلوب حيال هذه الظاهرة العابثة الخطيرة،‮ ‬يقتضي‮ ‬وقوف كل بحريني‮ ‬شريف وشجاع وعاقل وخائف‮ (!) ‬في‮ ‬وجه هذا الدس،‮ ‬بلا تلويص،‮ ‬ولا ترقيع،‮ ‬ولا تخريف ولا خلط بين الدين والسياسة،‮ ‬ولا بين الفساد المنسوب للسلطة،‮ ‬بحق أو باطل‮ ‬،‮ ‬وبين ما‮ ‬يركبه هؤلاء لتكريس وعي‮ ‬مشوه مدمر‮ ‬يفرغ‮ ‬الدولة من معناها،‮ ‬ويحملهم إلى مقامات،‮ ‬لا تحتمل مثلهم،‮ ‬أية بيئة سوية‮!‬
لا أجهل مقدار التشدد في‮ ‬هذه الدعوة،‮ ‬وما ستكوكه من مكائن السب والتسقيط والتكفير،‮ ‬لكنها دعوة أبعد ما‮ ‬يكون عن ردة الفعل التي‮ ‬يطلبها هؤلاء،‮ ‬فلا أسوقها تلبية لما‮ ‬يسعون له من رغبة في‮ ‬الوصول بجدلنا السياسي‮ ‬إلى درك‮ ‬يناسب تدني‮ ‬مقامهم وملكاتهم ونزوات حرسهم‮ ‬،‮ ‬لكني‮ ‬مع ذلك لن أطلب رجاحة فارغة،‮ ‬ولن أطلب أذناً‮ ‬من أحد،‮ ‬ولا شفاعة من أحد،‮ ‬ولا عذراً‮ ‬من أحد،‮ ‬وإذا كان علي‮ ‬بما في‮ ‬حلقي‮ ‬من ماء البحر،‮ ‬وما في‮ ‬جوفي‮ ‬من قروح السياسة،‮ ‬أن أنحاز بكل هذا لآل خليفة دون أدنى تحفظ،‮ ‬فسأفعل،‮ ‬والله أفعل،‮ ‬لأن مثل هذا الانحياز،‮ ‬هو انحياز لذاكرة الغالبية البحرينية الصحيحة المشتتة،‮ ‬بما تشتمل عليه هذه الذاكرة من صور السماحة،‮ ‬والتواضع،‮ ‬والألفة،‮ ‬والمرونة،‮ ‬التي‮ ‬حفظت تجانس هذا المجتمع حتى في‮ ‬أحلك ما عشنا من ساعاته السياسية‮.‬
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
42
عصابات الغدر الإيرانية في العراق... مهزلة سلطوية
داود البصري
السياسة الكويت
(حاميها حراميها), هذه العبارة يمكنها اختصار الكثير من جوانب واشكاليات الثقوب الامنية الخطيرة في العراق, فالارهاب الاسود الدائر هناك والذي وقوده الناس والحجارة ليس مجرد ساحة نزال بين جماعات القاعدة الارهابية ومخالفيها او حلفائها من بقايا البعث النافق البائد, بل ان جوانب رئيسية منه تقف خلفها اطراف ضالعة في السلطة ومؤسساتها الامنية والعسكرية خصوصا وان تقارير قوات التحالف تؤشر على هذه الحقيقة المرة وعلى كون حقيقة ان اجهزة الشرطة العراقية لا تخضع من ناحية الولاء لراية الوطن العراقي قدر خضوعها لتوجهاتها العرقية والطائفية والدينية والعشائرية, وهذا يعني تفككا حقيقيا لكل معاني الدولة في العراق وعودة مؤسفة لعصور الظلام والتخلف والتسيب رغم كل مظاهر الدولة وهيلمانها الخادع الذي لا يحمي المواطن الامن البريء بل تحول لعبء ثقيل على كاهله, وهذه الحقيقة المؤسفة هي من حقائق مرحلة التيه والضياع العراقية الراهنة وهي افراز لحقب طويلة من التسلط الحكومي الذي فشل في شد وبناء اواصر اللحمة الوطنية ما ادى لحالة فشل عراقية شاملة انعكست على وجود العراق ذاته الذي يصارع اليوم في سوق النخاسة الدولية لتحديد مصيره ومستقبله بعد ان نجحت القوى السياسية والطائفية في العراق في تهشيمه بالكامل في ظل لعبة الامم وحرب الخيارات البديلة او الحروب الدفاعية لانظمة الجوار العراقي وفي طليعتها النظام الايراني المستفيد الاوحد والاكبر من حالة التمزق العراقية, فمن الناحية الستراتيجية الصرفة كسب النظام الايراني الرهان ونجح في تحقيق تطلعاته ونقل حربه الدفاعية ضد خصومه المفترضين للعمق العراقي جاعلا من العراق واهله ورقة للمساومة وملعبا للشد والجذب في ظل سلطة ضعيفة مهمشة الكثير الكثير من عناصرها الفاعلة والتي لها ارتباطات مصيرية وتاريخية وولائية مع النظام الايراني مما سهل المهمة الايرانية التي رفعت اليوم رايات الانتصار المرحلية الموقتة.
الحديث عن ادوار ونشاطات الاجهزة السرية الايرانية وتدخلاتها الفظة في الشؤون العراقية بات من نوافل القول واضحى من الحقائق الثابتة, فجهاز اطلاعات (المخابرات) وفصائل وفيالق الحرس الثوري اجتاحت العراق منذ سنوات واستوطنت فيه وتسربت لكل خلاياه الحية والفاعلة واحاديث الرئيس الايراني نجاد حول قدرة نظامه على ملء الفراغ العراقي لم تكن مجرد تهويمات لفظية هائمة ولا سباحة في عوالم الاوهام, بقدر ما هي واحدة من الحقائق الستراتيجية الكبرى التي نجح النظام الايراني في تاسيسها نجاحا باهرا حتى تحول عملاء ذلك النظام لحكام وقادة يشار لهم بالبنان في العراق الجديد, وهذه واحدة من اكبر مفارقات التاريخ الاقليمي الحادة, فقبل ايام تم تفكيك شبكة اغتيالات في مدينة الحلة العراقية المتازمة اتضح من الاعترافات بانها ترتبط بما يسمى ب¯ (المجلس الاسلامي الاعلى), وهو التسمية الجديدة لما كان يعرف بالمجلس الاعلى للثورة (الايرانية) في العراق اي جماعة عبد العزيز الحكيم وفيلق بدر المعروف, وجماعات المجلس الايراني الاعلى بطبيعة الحال تضم توجهات واحزاب ودكاكين كثيرة مرتبطة جميعا بالاجهزة الايرانية ارتباط الوليد بامه وهؤلاء يتوزعون على احزاب ومسميات معروفة بكونها تقود فرق الموت وعصابات القتل وتصفية الخصوم وارهابهم والتي تنتشر نشاطاتها في مدن العراق الجنوبية التي يراد تحويلها لمحمية ايرانية وهؤلاء من عصابات ما يسمى ب¯(سيد الشهداء) و(تنظيم حزب الله) و(الدعوة/ تنظيم العراق) اضافة لجماعة السيد عبد العزيز الحكيم ووريثه السعيد عمار الحكيم وهؤلاء جميعا داخلون بل منهمكون في حرب تصفية شاملة ضد مخالفيهم من جماعة التيار الصدري ومن الاخرين الذين ترتئي المخابرات الايرانية تصفيتهم ! والغريب ان نشاطات فرق الموت الرسمية لا تزال تمارس سطوتها من خلال اجهزة واليات وزارة الداخلية العراقية التي يهيمن عليها اتباع النظام الايراني وعملائه المعروفين والتاريخيين في الساحة العراقية, فالسيد جواد البولاني وزير الداخلية المنتمي للمجلس الاعلى والذي خلف السيد بيان جبر او باقر الزبيدي او باقر صولاغ, وزير المالية الحالي, لم يات لسدة وزارة الداخلية الا بعد مناورة ارهابية دنيئة قام بها اتباع (السيد) بخطفهم للمرشح القوي للوزارة وقتها وهو الفريق توفيق الياسري المعروف باستقلاليته ومهنيته وتصديه للنظام الايراني وعملائه, فقد خطف المرشح لوزارة الداخلية من منزله في وضح النهار بسيارات حكومية ولم يطلق سراحه الا بعد دفع فدية بعشرات الالاف من الدولارات وكانت رسالة الخطف واضحة وهي ضرورة تخليه عن المنصب الذي كلفه المالكي شخصيا بالتهيؤ له وفعلا ازيح توفيق الياسري وجاء المدعو (جواد البولاني) ذو التاريخ الغامض وغير المعروف ابدا في المعارضة السابقة وتربع على عرش الداخلية وفشل في كل مهماته الامنية وكل مؤهلاته هي الولاء التام لال الحكيم (قدس سرهم الباتع), وكسبت المخابرات الايرانية الجولة ونجحت في زرع العراق بخلاياها الخاملة والكامنة والنشيطة والعلنية ايضا فالداخلية والمالية ومجالس المحافظات ونيابة الرئيس ووكلاء الوزارة وغيرهم الكثير هم من رجال ايران في السلطة العراقية وهي مفارقة اشبه بالمهزلة السياسية, فكيف يرتجى الدواء ممن يصدر الداء ? وكيف نطلب من (الحافي) نعالا, ومن الطريف الاشارة للبيان الاخير الذي اعلنه سماحة الملا موفق الربيعي مستشار ما يسمى بالامن القومي العراقي بعد عودته مؤخرا من جولته الاميركية والذي اكد فيه على مسؤولية النظام الايراني السلبية وتدخلاته في الشؤون العراقية, رغم ان السيد الربيعي هو احد رجال الاجهزة السرية الايرانية ايضا.
لقد تحولت الفوضى العراقية لنمط عجائبي غريب تستحق ان تدخل كتاب غينيس للارقام القياسية بتناقضاتها ومضحكاتها... وماسيها

ليست هناك تعليقات: