Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الثلاثاء 30 - 10 -2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
تظاهروا ما شئتم فالجلد سميك!
غازي الدادا
صحيفة تشرين سوريا
قبيل بدء الحرب على العراق أي في مرحلة إنضاج الطبخة، وتلفيق أكاذيب التغطية، وتهيئة الخطط العسكرية ومستلزمات التنفيذ، انطلقت التظاهرات الحاشدة في معظم عواصم العالم ومدنه مروراً بالمدن الأميركية ذاتها، وصرخت الملايين «لا للحرب» وكذلك قال العقلاء، لكن الرئيس بوش أدار ظهره لكل هؤلاء كمن لا يريد أن يسمع ولا يرى، وقال: «نعم الحرب ستقع» وتوجهت جحافل الجيوش الأميركية لتكتب صفحة حمراء في تاريخ العراق مدادها دماء أبنائه.

وبعد الاجتياح وطوال سنوات الاحتلال وما فيه من تدمير وتقتيل وتشريد، استمرت التظاهرات متصاعدة وأحدثها منذ أيام قليلة في مدن أميركية، إذ خرج الملايين الرافضين للحرب في الولايات المتحدة والعالم، ولا تزال هذه الملايين تصرخ: «أوقفوا الحرب على العراق واتركوه لأهله» لكن الرئيس بوش وجميع أركان إدارته لا يزالون يديرون ظهورهم حتى لأبناء شعبهم ويقولون هذه المرة «لا لن تخرج القوات من العراق قبل إتمام المهمة!» وهذه المهمة بالطبع قد تعني أي شيء إلاّ أكذوبة «الديمقراطية» التي كانت الغطاء لاجتياح العراق. ‏

وكلما تصاعدت التظاهرات نحو الذروة تهاوت شعبية الرئيس بوش نحو الحضيض، وهو ما توثقه استطلاعات الرأي التي تؤكد أن شعبية بوش بلغت مستوى من التدني لم يسبق أن سجله رئيس أميركي سابق، لكن يبدو أن كل ذلك لا يؤرق «السيد الرئيس» بعدما اعتادت أذناه على عبارات التنديد، وألفت عيناه حشود المتظاهرين، حتى قال يوماً دون مواربة: «إن جلده سميك يتحمل النقد» وهذا ليس مؤشر قوة بقدر ما هو مؤشر على نزعة تدميرية لا يحد منها أدنى شعور أخلاقي. ‏

إذاً فالرئيس بوش ليس مضطراً لإخفاء غيظه من تلك التظاهرات ليس فقط لأنها لم تعد تسبب له الغيظ بعد اعتياده عليها، بل لأنه لا يريد لشيء أن يشغله عن الأهم وهو تحقيق الأهداف الأساسية الحقيقية التي دفعته لاجتياح العراق واحتلاله، وهي أهداف ليس للعراقيين فيها أي نصيب على الرغم من كل الأكاذيب والأضاليل التي غلفتها. ‏

وليس مجازفة القول: إن تلك الأهداف أميركية بحتة ولكنها متقاطعة إلى حد التماهي المطلق مع الأهداف الصهيونية، فتدمير العراق وتمزيقه إلى دويلات متناحرة ونهب ثرواته ومحو تاريخه العربي العريق هي أهداف صهيونية بقدر ما هي أهداف تندرج ضمن المخططات الأميركية التي تستهدف المنطقة بأكملها، وقد يكون بوش وأركان إدارته مدفوعين لتنفيذ هذه الأهداف بقوة الفكر والعقيدة الصهيونية، دون إسقاط الأهداف الشخصية التي يمكن فهمها من خلال ملكية الشركات الاحتكارية. ‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
نهاية العصر الذهبي للأكراد
عيسى الشعيبي
الدستور الاردن
شأنهم شأن شعوب وأقوام عديدة ، كان الأكراد ضحية لتقاطع مصالح دولية وتوازنات قوى تجاوزت عليهم بقسوة وأسقطت من حساب معادلاتها حقهم في الحرية والاستقلال. وكان هذا الشعب الجبلي العنيد على وجه الخصوص ضحية الجغرافيا التي أوقعته بين ثلاث قوميات آسيوية لا تعرف التسامح أو التصالح (العرب والفرس والأتراك). وفوق ذلك كله كان هذا الشعب الشجاع ضحية قياداته المتعاقبة ، التي كثيراً ما أضاعت البوصلة ، واغتنمت كل فرصة لتبديد أي فرصة متاحة على طريق الخروج من أحبولة التحالفات الخاطئة والرهانات العشوائية ، والإنجراف نحو أهداف قصوى ومشروعة ، غير أنها مستحيلة التحقق في المدى المنظور.
ولعل أسوأ ما أُبتلي به الأكراد في العقد الأخير ، هو هذه الزعامات الانتهازية المتعجرفة ، التي افتقرت إلى بُعد النظر كثيراً ، وأخطأت الحسابات طويلاً ، ولم تُحسن التعامل مع المتغيرات المواتية ، إن لم نقل أنها انتهجت المغامرات القاتلة ، وارتكبت الأخطاء الفادحة ، وسجلت في رصيدها الكثير من الخسارات التاريخية لصالح مراكمة مكاسب جزئية مؤقتة ، وتوجت هذا السجل الطافح بالتقلبات السريعة بتحالفها الكارثي مع قوى الغزو والإحتلال الأميركي ، ثم راحت تستقوي به على العراق وتسعى إلى تقويض بنيانه ، حيث أكثر مواطن الأكراد تقبلاً وفهماً واستجابة لطموحات هذا الشعب الذي يستحق الحياة.
ومع أنني ترددت طويلاً في اختيار العنوان أعلاه ، لما قد ينطوي عليه من سوء فهم أو يشي به من تشفْ ، أو يخلقه من انطباعات خاطئة لدى قوم عندهم حساسية مفرطة تجاه العرب كافة ، إلا أن المرء وهو يتابع عن بعد أداء الزعامات الكردية إزاء مخاضات أزمة توشك على أن تعصف بكل ما تحقق لأكراد العراق ، على وجه الخصوص ، من مكتسبات لا ينبغي تعريضها لأي استهداف خارجي ، لا يجد عنده حكماً أكثر انطباقاً على تعاطي هذه الزعامات مع الأزمة الراهنة ، من القول إنها بداية نهاية العصر الذهبي للأكراد ، وهو عصر سطعت شمسه بقوة غداة احتلال عاصمة الرشيد ، ثم مالت إلى الأفول التدريجي مع كل إخفاق في تهدئة مخاوف المحيط الإقليمي ، وذلك قبل أن توشك على حجبها سحب الرماد التركي المنبعثة من الشمال.
فبعد أن شرعت الزعامات الكردية في العراق الأبواب على مصاريعها أمام جحافل الغزاة من وراء البحار ، وأمعنت في سعيها لتقسيم جمجمة العرب وإضعاف مركزية الدولة فيه ، ونهبت مقدرات البلد المحتل ، وباعت اعتدته ومصانعه الحربية كحديد خردة بأبخس الأثمان لإيران ، وراحت تمد سطوتها إلى ما وراء حدود الإقليم الكردي نحو كركوك وبعض مناطق وسط أرض السواد حتى بغداد ، وأنزلت العلم العراقي من سماء ذلك الإقليم ، ومنعت العرب العراقيين من اللجوء إلى مناطق نفوذها إلا بموجب تصريح إقامة يشبه فيزا الدخول ، وطلب كفيل لكل فار من الجحيم ، نقول بعد ذلك وغيره الكثير ، ها هي هذه الزعامات المصابة بعمى الألوان والإتجاهات وعقم التحالفات ، تعتصم اليوم بالعراق المشظى ، وتتذرع بسيادته المنتهكة ، وتعقد الرهان على غزاته بكل صراحة ، من أجل تفادي ما تعتقد بحق أنه أبعد من مجرد حملة عسكرية تركية تستهدف قواعد حزب العمال الكردستاني المقيم على الرحب والسعة تخوم في كردستان.
وهكذا ، فإن من تأمل مواقف هذه الزعامات المبتلاة بقدر غير قليل من الغرور الممجوج ، والإستعلاء القومي بلا طعم ، وأمعن مليّاً في تهديداتها العنترية ، ووعيدها ذات مرة بنقل المعركة تارة إلى تركيا وطوراً إلى سوريا ، ناهيك عن معركتها التقسيمية الدائرة على أشدها في مختلف أرجاء العراق ، لهاله هذا الإستقواء بالحليف الأميركي المقدر له أن ينسحب إلى حيث أتى مهما طال به الزمان ، ولروّعه كل هذا التمادي في استعداء الجيران والكيد لهم واستثارة هواجسهم غير الدفينة أبداً إزاء المشروع الكردي ، الذي لم يتورع في الماضي عن الإستعانة بإسرائيل ، ولا يخشى على نفسه اليوم من استضافة أوكار تجسس لها على دول المحيط المجاور ، وذلك دون أن يحسب هؤلاء القادة الحساب اللازم لدكتاتورية الجغرافيا وثوابت التاريخ ، أو يلتفتوا إلى التبدلات السياسية المحتملة للدولة العظمى في يوم قد لا يكون بعيداً.
والحق ، أن زعماء الأكراد الذين اعتمدوا سياسة ثأر وانتقام منهجية ، وعضوا كل يد امتدت إليهم بإحسان ، وارتدوا على كل عاصمة سبق أن احتضنتهم ، كانوا في طليعة المستفيدين من تدمير العراق وفي مقدمة الساعين إلى إضعافه طوال نحو أربع سنوات ونيف ، حيث بدت هذه الأثنية المسكونة بحلم الإستقلال المديد ، طوال هذه الفترة الذهبية القصيرة ، صاحبة اليد العليا في بلاد الرافدين ، أحكمت قبضتها على المشهد السياسي الرتيب ، وغدت صاحبة حق النقض في إقامة الإئتلافات وتشكيل الحكومات ، وبذلك آلت إليها فرصة نادرة لإقامة نوع من التوازن الدقيق بين المذاهب والأعراق ، يحمي أرض الرافدين من التفكك ، ويحول دون غرق شعبها في أتون فتنة يطال أوارها كل من في العراق وخارج العراق ، إلا أن هذه الزعامات المتطاحنة على المؤقت والعابر وسقط المتاع ، عملت عوضاً عن ذلك على اهتبال الفرصة المريضة لتمزيق البلد طوائف متناحرة ، وأقاليم متبارية على الفوز بالنفوذ والمال والقصور الرئاسية والنفط والوظائف العليا والامتيازات ، وكل ما لا يخطر على البال ، مع أنه كان في مقدور الأكراد هؤلاء أن يلعبوا دور الحكم ، إن لم يكن دور المنقذ ، وأن يحققوا لأنفسهم وللعراق كسباً تاريخياً كان سيسجل في رصيد الشعب الكردي باحترام كبير وتحفظه ذاكرة الأجيال العراقية والعربية بامتنان عظيم.
غير أن الرعونة السياسية ، والرغبة الجامحة في التفرد والتسيّد والاستئثار ، والتمادي في استغلال لحظة ضعف عابرة في تاريخ العرب والعراق ، استنفدت بسرعة قياسية الطاقة الكردية المحدودة على المناورة أمام جبهة عريضة من الخصوم والأعداء ، ووضعت مصير الإقليم المتمتع بحد رفيع من السيادة والأمن والإستقلال ، أمام حيطان عالية ، أهمها الآن حائط تركي مسدود ، قد تتدفق مياه أنهار المخاوف الدفينة والشكوك العميقة المتجمعة خلفه ، لتكتسح بدفقة واحدة تلك التجربة الكردية الفريدة ، أو تزعزع أركانها على أقل تقدير ، دون أن يجد القوم من حولهم عيناً باكية على مآل راكمه التطرف الممجوج ، ورده إلى أرذل المراحل استعداء كل الجيران دون استثناء ، فضلاً عن إلحاق إهانة قاسية بدولة إقليمية كبيرة مثل تركيا ، لن تجد معها بداً من تسوية الحساب المؤجل مع الإقليم الذي بات يشكل قاعدة خلفية وحاضنة آمنة لمختطفي ثمانية جنود أتراك.
إزاء ذلك كله ، فإن المرء يعز عليه أن يرى الشعب الكردي المضيع وهو يذهب مرة جديدة ، ضحية سوء تقديرات وعبط تحالفات وهشاشة رهانات زعماء يتعجلون حرق المراحل وقطف المغانم وابتزاز المحيط المجاور. كما يسوء أغلب العرب الذين يحتفظون مع الأكراد بذكريات تاريخية مجيدة ، ومصالح حقيقية كثيرة ، ألا يجدوا لديهم ما يكفي من مشاعر دافئة لإبداء مظاهر التعاطف والتضامن مع هذه الضحية الأبدية لزعاماتها ، وهم يتابعون هذا المنحنى الذي علا فيه الأكراد علواً لم يعلوه من قبل ، قبل أن يهبط القوس بحدة ، مستعيداً فصلاً آخر من سجل تاريخي حافل بتحطم الآمال وانكسار الأمنيات وانسداد الآفاق الكردية ، على مرأى ومسمع عالم قلما يحسن الإصغاء لصوت الضحية ، مهما كانت قضيتها عادلة ، محقة ومشروعة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
فتش عن بلاك ووتر وأخواتها
حسني عايش
الراي الاردن

كلما تابعت أخبار العراق الدامية او نكبة العراق الكبرى:الأميركية البريطانية الإسرائيلية، استرجع أخبار نكبة فلسطين: البريطانية الصهيونية الاميركية، وأقول في نفسي: لقد ضاع العراق يوم ضاعت فلسطين لأنه كان أحد أصدق واقوى البلدان العربية في دعم قضية فلسطين والقضايا العربية، وأرجو أن لا يضيع السودان يوم ضاع العراق.

لولا السعي الخبيث الذي لم يتوقف لتوفير الأمن )المطلق( لإسرائيل بإزالة العراق الذي ضرب إسرائيل بالصواريخ وأصاب الهدف وكان يدفع تعويضات فورية لأسر الشهداء وأصحاب البيوت التي تهدمها اسرائيل في فلسطين، لما فبرك المحافظون (اليهود) الجدد الادعاءات المعروفة لاحتلال العراق وازالته: جغرافياً، ومجتمعياً، وذاكرة، وحضارة هي الأقدم والأطول في التاريخ. ولذلك تفوق عدوان بوش وديك تشيني وبلير والمحافظين (اليهود) الجدد عليه على عدوان هولاكو عليه الذي لم يستطع إزالته. إن عدوان أميركا وبريطانيا الأخير على العراق لا يقارن بآثاره وتداعياته:العراقية والعربية والإقليمية والدولية بأي عدوان سبقه، وبخاصة لوقوعه في القرن الحادي والعشرين أي أمام سمع وبصر هيئة الأمم المتحدة ودول العالم (المستقلة؟!) وسكوتها او تفرجها عليه وكأنه مسلسل تلفزيوني ترويحي.

ان ما يحدث في العراق على يد المعتدين (المحتلين) عار على العالم أجمع، وخزي لجميع الدول والشعوب والامم أن لا يساق مرتكبوه الى محكمة الجرائم الدولية لينالوا جزاءهم العادل. في أميركا نفسها يدعو عدد غير قليل من اصحاب الضمائر الحية الى سوق ديك تشيني نائب الرئيس - قبل بوش- الى المحكمة حتى لا يصبح رئيساً لو بُدئ به ، لأن ديك تشيني هو الشيطان الاكبر او إبليس الذي ظل يدفع باتجاه العدوان والاحتلال والابادة الشاملة. بل إن أحد القراء كتب الى مجلة(ضةسسزادزذ بشعدد تشرين سنة(2007 محتجاً على كاتب في العدد السابق لأنه شبهه بسمك القرش لما الحقه التشبيه من اهانة لهذا السمك الذي لا يفترس الا إذا جاع.

كما احتجت الطائفة الوثنية في اميركا على كاريكاتير - في العدد نفسه - يمثله كشيطان او إبليس بالنجمة الخماسية المعلقة في رقبته وبإشارات الشيطان الدالة عليه قائلين: نحن فخورون بتعليق النجمة الخماسية في رقابنا لانها لا تمثل الشيطان او ابليس بل عناصر الارض الخمسة كالتراب والماء والهواء والنار والحياة. إن الشيطان أو إبليس اختراع مسيحي مضاد للمسيح. إننا لا نؤمن بالشيطان او بإبليس ولا نضحي بأولادنا (كما يفعل تشيني من اجله) ولا نؤذي كائناً حياً. إننا منزعجون من وضعنا في سلة أو طبقة واحدة مع ديك تشيني. إن هذا مقلق لنا وغير مقبول''.

لقد ادعى تشيني (المرسوم في الكاريكاتير وهو يربط بوش بجنزير في رقبته ويلعب به...) وعصابة المحافظين (اليهود) الجدد ان نظام صدام (هسين) دموي وأنهم سيخلصون شعب العراق منه، لكنهم لم يأتوا بأفضل منه بل بأسوأ لدرجة جعلت أعداء نظامه يترحمون على أيامه ويتوقون اليها. .

ومما زاد في البلية ودمر في العراق كل بقية استخدام المرتزقة او ما يسمى بالشركات الأمنية مثل بلاك ووتر الآسنة وأخواتها لتوفير الأمن (أمن المحتلين) في العراق، وبتعويضات لا نظير لها في العالم في أي ميدان او قطاع: من ألف وخمسماية إلى أربعة آلاف دولار في اليوم للمرتزق الأزعر الذي يقتل العراقيين بصورة عمياء وخبط عشوائي تحقيقاً لمتعتين: متعة القتل ومتعة الفلوس، ولا يخضع لقانون عراقي او اميركي او دولي.

وعليه فإنني اعتقد بقوة أن العدو الأكبر لاستتباب الأمن في العراق والمتسبب الأول للفوضى الأمنية فيه ليس الاحتلال الغاشم فقط، وليس المليشيات الطائفية والعنصرية فقط، وليس عملاء المخابرات الأجنبية فقط، بل شركات المرتزقة نفسها لانها المستفيد الأول من انعدام الأمن، لان استتباب الأمن يعني قطع رزقها ورحيلها قبل أن يلوح في الأفق ميدان فوضى خلاقة آخر تنتقل للعمل فيه، ومن ثم فإنني أعتقد أيضاً بأنها وراء كثير من السيارات المفخخة والتفجيرات والاغتيالات والعبوات الناسفة... عن بعد في المدنيين والعسكريين العراقيين وإذكاء سعار الحرب الأهلية بينهم، وإن ادعى بوش أن الوضع الأمني تحسن بتراجع عدد القتلى والجرحى الاميركيين وليس العراقيين، وذلك دعماً منه لها في وجه النقد العراقي والأميركي والعالمي لأن مؤسس شركة بلاك ووتر ومديرها (اريك برنس) الأصولي المحافظ أحد أكبر الممولين لحملات الرئيس والجمهوريين الانتخابية، ولا بد من رد الجميل إليه والمحافظة عليه.

وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يجدر بالعراقيين التفكير في هذا الامر ميدانياً وسياسياً، للخروج من هذه الورطة الدموية العمياء والشاملة التي وضعه الاحتلال والمرتزقة فيها واستعادة وحدة العراق أرضاً وشعباً قبل فوات الأوان لأنه لا عراق بدون العراقيين.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
ليتوقف استهداف الشيعة !!
صالح القلاب
الراي الاردن
هناك معلومات، يبدو أنها صحيحة ودقيقة أيضاً، تصل من العراق على ألسنة رجال دين شيعة ثقات وعلى ألسنة شخصيات وطنية عراقية مستقلة وأيضاً على ألسنة دبلوماسيين يتابعون الأمور هناك عن كثب تشير كلها إلى أن الفرز المستمر في أوساط الطائفة الشيعية على مدى السنوات الأخيرة قد انتهى إلى اصطفاف عروبي واسع النطاق بالنسبة لهذه الطائفة الكريمة.

وحسب هذه المعلومات فإن بروز النـزعة العروبية في مواجهة الطغيان الإيراني أمناً وسياسة وممارسات يومية ترافقها ''شوفينية فارسية''، الذي اجتاح جنوب العراق ووصل إلى بغداد نفسها ، قد شمل كل التنظيمات والميليشيات الشيعية باستثناء جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر الذي بات يصفه حتى رفاق السلاح كـ''منظمة بدر'' بأنه ذراع فيلق القدس وأنه أحد تجليات حراس الثورة الإيرانية على الساحة العراقية.

لم يعد شيعة العراق، الذين كلهم عرب وكلهم ينتمون لقبائل عربية عريقة تعتز بعروبتها، يطيقون تزايد النفوذ الإيراني في مناطقهم وهم أصبحوا غير قادرين على تحمل الاستعلاء الفارسي عليهم والاستهانة بهم كعرب وهذا يعتبر تحولاً إستراتيجياً على جانب كبير من الأهمية إن كان الذين يعتبرون أنفسهم مقاومة وطنية يغفلونه ولا يريدونه فإنه على الدول العربية، وفي مقدمتها الأردن، أن تأخذه بعين الاعتبار وأنه عليها أن تتبناه وتحتضنه.

لا يمكن الوقوف في وجه المد القومي الإيراني الذي يُقنِّعُ نفسه بالرايات المذهبية بدون العرب الشيعة الذين لا مجال للحديث عن عراق عروبي ولا عن عروبة في العراق بدونهم وهنا فإنه على الذين أساءوا لهذه الطائفة العروبية الكريمة، إن عن قصد أو عن غير قصد، أن يدركوا أن هذا هو ما تريده إيران التي تريد ألا يشعر أي شيعي بأي أمان أو اطمئنان وبأي حماية إلا في كنف جمهورية ''الولي الفقيه'' الإسلامية.

إن هذا يجب أن تتوقف عنده بعض التنظيمات العراقية السنية المتطرفة التي تخبط خبط عشواء والتي لا تجد ما تبرر وجودها به إلا معاداة الشيعة ومحاربة الطائفة الشيعية وأن هذا ما يجب أن تدركه الدول العربية التي استناداً إلى نصائح ومعلومات هذه التنظيمات العراقية السنية المتطرفة تتعامل مع أبناء هذه الطائفة العروبية الكريمة بطريقة ينقصها الاحترام وتنقصها اللياقة والكياسة.

لا يجوز أن يبقى بعض أهل السنة في العراق يصبون الحب في الطاحونة الإيرانية من خلال الاستمرار باستهداف إخوتهم وشركائهم في الوطن والعروبة أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ولا يجوز أن تبقى بعض الدول واقعة في الفخ ذاته وتبقى تسيء إلى أبناء هذه الطائفة ومعاملتهم بخشونة وتمييز في المطارات وعلى الحدود.. إن هذا ما يريده الإيرانيون وإن هذا ما تجأر بالشكوى منه بعض المرجعيات الشيعية العروبية التي ترفع شعار : ''أيها العرب نرجوكم ألا تجعلوا الخيار الإيراني خيارنا الذي لا خيار غيره''!!.

يجب أن تتوقف كل هذه التصرفات، الرسمية وغير الرسمية، المسيئة للطائفة الشيعية ويجب أن يفهم سنة العراق الذين لم يفهم بعضهم هذه الحقيقة بعد إنهم غير قادرين وحدهم وبدون أن يضعوا أيديهم في أيدي أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، شركاؤهم في الوطن والعروبة وإخوتهم في الانتماء العشائري والقبلي، على مواجهة هذا الطوفان الإيراني - الفارسي الذي أخذ يبتلع العراق والذي بات يهدد المنطقة كلها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تركيا والمكيدة الكردية
دانييل فيرنييه
لوموند فرنسا
تواجه الحكومة التركية ، بقيادة حزب العدالة والتنمية ، اختبار جدارة غير مسبوق على المستوى السياسي. كل الشعارات والمواقف حول التطورات والتحولات الديمقراطية التي أعلنت خلال وبعد الانتخابات تمر بموقف سيغربل الجدي منها ويبقيه على السطح.
المكيدة التي حيكت لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تهدد بتغير سياسته بالكامل على المستويين الداخلي والخارجي.
البرلمان التركي صوت ، وبأغلبية ساحقة ، لصالح قرار يخول الجيش التركي التدخل عسكريا لملاحقة عناصر حزب العمال الكردي الانفصالي الذي يتخذ من شمال العراق مقرا له. الحزب يستفيد من الأجواء التي يتمتع بها إقليم كردستان العراق من حكم ذاتي منذ عهد الرئيس العراقي السابق ، عام 1991.
الإقليم بات يتمتع بحرية سياسية أكبر بعد سقوط النظام ، وصار يمثل كتلة مستقلة ذات قرار شبه منفصل عن الحكومة المركزية في بغداد. سقوط أكثر من أربعين قتيل حتى الآن من الجانبين يعني وجود خطر كبير وراء عملية التصويت التي مررها البرلمان التركي في أنقرة.
الأميركيون ، الحلفاء الأبرز للأتراك ، يؤمنون حتى اللحظة بالحلول الدبلوماسية ، وكذلك الأوروبيون ، الذين تربطهم بتركيا مفاوضات طويلة حول الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي.
أردوغان ، يفكر قطعا بما يفضله الأميركيون والأوروبيون. وذلك يعني استبعاد احتمالية القيام بهجوم عسكري لدولة جارة. وفي الوقت نفسه ، من غير الممكن أن يظهر أردوغان أيا من مظاهر الضعف تجاه الملف الكردي ليعطي الفرصة لقيادات الجيش ، ذات النفوذ السياسي القوي في تركيا ، لتوجيه الانتقادات.
المكيدة الكردية هي عسكرية قبل كل شيء. وبالإضافة إلى الخسارة الدبلوماسية التي تمثلها الحرب ، فإن القيام بخطوة مماثلة سيوقع بلا شك عددا كبيرا من الضحايا من الطرفين دون وجود ضمانة أكيدة لاجتثاث نحو 3500 مقاتل كردي من جبال كردستان العراق.
زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء التركي تمتع حتى الساعة بملف سياسي جيد نسبيا. فقد نجح في تدشين مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي بشكل جدي ، وحرر اقتصاد البلد وساعد ولو بشكل غير مباشر في التقليل من خطورة شبح التضخم الذي أرق تركيا لعقود.
أردوغان ساهم أيضا في إعادة هيكلة أغلب المؤسسات الحكومية بما يضمن حقوق أفضل للمواطن ، والأهم من ذلك كله ، ساعد بشكل فعال في تقليل سيطرة الجيش على الدولة كما أنه أحدث نقلة تقنية ورقمية في عالم الاتصالات في تركيا.
لكن كل تلك الإنجازات لم تشفع له ولمواقفه السياسية التي تأثرت بالمعطيات الداخلية والخارجية خلال الشهور الست الأخيرة ، وهي الفرصة الأهم بالنسبة لقادة الجيش الذين لم يعد بمقدورهم الاعتماد على شخصية مماثلة لاستعادة مجدهم المفقود.
المغامرة العسكرية في العراق ستكون سببا في أن يعود الجيش التركي إلى واجهة القرار السياسي في تركيا ، لأن قادة الجيش وحدهم هم من يقرر كيف ومتى تنتهي هذه الحرب.
في الوقت ذاته ، ستكون الحرب بمثابة رصاصة الرحمة بوجه المفاوضات التي استمرت سنوات طويلة للانضمام تحت لواء الاتحاد الأوروبي. لذا فإن المسألة برمتها هي صراع بين نفوذ قادة الجيش وبين الطموح التركي لأن تكون الدولة العثمانية دولة أوروبية نموذجية وعنصر قوة في الاتحاد الأوروبي.
أردوغان ، الذي يعول كثيرا على "أصدقاء تركيا في أوروبا" لتحويلها إلى نموذج ديمقراطي متطور ومتحضر ، يعرف جيدا بأن المغامرة العسكرية في العراق ستكون مكلفة جدا. المشكلة تبدأ من داخل تركيا وبين قادتها السياسيين قبل الوصول إلى الحدود العراقية.
إن كان خيار الحرب هو الحل الوحيد ، فسيكون بمثابة الخيار الأخير بالنسبة لأردوغان ، لكن استنادا إلى حقيقتين: الأولى هي كلفة بقاءه دون تحرك لملاحقة المتمردين الأكراد على الصعيد الداخلي ، والثانية تتعلق بحقيقة دور الجيش التركي قبل وخلال وبعد الحرب المحتملة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الموقف من إيران
موفق محادين
العرب اليوم

من حق اي عراقي وعربي ان يأخذ الموقف الذي يريد من ايران وان يدين تدخلها في العراق, سواء كان هذا التدخل بالتواطؤ مع الاحتلال الامريكي - البريطاني او كان ضمن مشروع ايراني لتحويل العراق الى مجال حيوي ومنطقة نفوذ ايرانية.

اما السؤال الغريب والمثير للشبهة حقا, هو ان يقوم احد ما بقراءة الموقف الايراني على قاعدة التواطؤ مع العدو اليهودي والغزاة الاجانب الامبرياليين من الامريكيين والانجليز.

ومن الامثلة على ذلك ما جاء في دراسة عراقية حول النفوذ الايراني في البصرة (نشرتها "العرب اليوم" على حلقتين) فقد ربطت الدراسة بين هذا النفوذ وبين الصراع العربي - الاسرائـيلي بطريقة غريبة, وكذلك مع القرار البريطاني بالانسحاب من البصرة.

ودعت الدول العربية ودول الخليج للتخلي عما سمته مقولة التنويم السياسي التي تعتبر (الصراع مع اسرائـيل صراع وجود والصراع مع ايران صراع حدود) وقلب هذا الشعار بحيث يصبح الصراع مع "اسرائـيل" صراع حدود ومع ايران صراع وجود..

كما حذرت الدراسة في الوقت نفسه من الانسحاب البريطاني لانه يعني تسليم البصرة للايرانيين..

ولو كانت الدراسة موضوعية ونزيهة لقامت بالدعوة الى انسحاب الانجليز والايرانيين معا..

كما ان من شروط الدراسة الموضوعية والنزيهة هو رؤىة اية قضية من مختلف جوانبها.. فمع التحذير المشروع والوطني والقومي من التدخل الايراني في العراق وعدم المساومة على شبر عراقي واحد ايا كانت طبيعة المخاطر التي تواجهه ايرانية او امريكية او بريطانية او تقسيمية او مذهبية.. الخ لا يجوز تجاهل الاطراف والقوى الدولية والعربية والاقليمية الاخرى التي اعتدت او سهلت او مولت العدوان على العراق, وراحت تتحدث اليوم عن الخطر الايراني او الشيعي وتحاول تحشيد القوى ضد هذا الخطر من موقع الحرص على اهل السنة او العشائر وكأنها لم تشارك في الحلف الثلاثيني الذي كان نقطة البداية في كل ما تعرض له العراق ولا يزال.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
استدراج تركيا إلى مستنقع العراق
نصوح المجالي
الراي الاردن



ها هي الأزمات، تترى وتتوالى على المنطقة، تنتقل من دولة إسلامية، إلى أخرى، وهي عادة تبدأ بمشكلة محلية، أو حدودية، أو قضية معقدة، مما تركه الاستعمار الغربي في ساحتنا؛ كلغم كامن، يُمكن تفجيره في ظرف معين، هكذا بدأت الحرب الإيرانية العراقية، بمناوشات حدودية، وتفجيرات في بغداد، أتهم بها الإيرانيون آنذاك؛ ومواقف دولية مشبوهة، ساعدت في تأجيج النار بين الجيران، حتى يحرق أحدهم الآخر، ويضعف أحدهم الآخر ويستنزفه.

نفس النذر، تتجدد اليوم، من خلال سيناريو آخر، يلعب فيه، حزب العمال الكردي، دور الصاعق الذي يفجر الأزمة، بدون أي حساب حقيقي للنتائج؛ ونوعية الأسلحة التي حصل عليها الحزب تشير إلى مصادر الدعم التي تسعى إلى توريط تركيا في مواجهة مفتوحة مع شمال العراق؛ من السهل أن تبدأ، تماماً كغزو العراق، ولكن يصعب ضبط تداعياتها ونتائجها؛ فتركيا التي يقودها حزب إسلامي، معتدل، وملتزم بشروط الديمقراطية، يشكل خطراً رمزياً على أبواب أوروبا؛ وحالة يسعى الغرب، لتفريغها من مضمونها، أو توريطها بما يكسر شوكتها، ويؤلب عليها الساحة السياسية والشعبية في الداخل؛ وفي العالم.

لقد سبق لحزب العمال الكردستاني أن ساهم يوم كانت سورية أحد حواضنه، بأحداث أزمة مشابهة بين سورية وتركيا، كادت تصل إلى حد المواجهة العسكرية لولا أن تداركها الرئيس حافظ الأسد آنذاك، بحكمة نزعت فتيل الأزمة، وأدت إلى تغيير مناخ العلاقات بصورة إيجابية بين البلدين، وأدت فيما أدت إلى اعتقال زعيم حزب العمال أوجلان، الذي لا زال حزبه يعتبره زعيم الأمة الكردية وقائد حركة التحرير فيها.

تركيا تدرك حجم ونوعية المخاطر التي تنتظرها في شمال العراق؛ فالصراع لن يكون محصوراً، مع بضعة آلاف من مسلحي حزب العمال، المتمركزين في جبال كردستان الوعرة، وإذا ما اشتعلت الحرب، فستصبح حرباً مفتوحة مع جميع الأكراد سواء في شمال العراق، أو في تركيا، أو العالم؛ كما سيقود ذلك إلى صراع مع دولة العراق؛ كما أن الولايات المتحدة المكلفة بحماية العراق، وشمال العراق، والتي يبدو موقفها غامضاً حتى الآن، قد تصبح طرفاً في تغذية الصراع، فاضعاف الدول الإسلامية الكبرى في الشرق الأوسط، العراق وإيران وتركيا، وسورية ومصر تبدو أهدافاً واضحة في سياسة القطب الأوحد في العالم، فالهدف واحد، والسيناريوهات مختلفة، وكذلك التكتيك والتوقيت.

فمن الخطأ، التفكير بأن تركيا قادرة على حسم الموقف في كردستان بضربة خاطفة، فالولايات المتحدة، الأكثر قوة وجبروتاً، توهمت ذلك عندما غزت العراق واطاحت بنظامه في عشرين يوماً، لكنها ادخلت نفسها وجيشها في ما لم تحسب حسابه، فبدء الحروب سهل، لكن التخلص من تبعاتها ونتائجها هو المعضلة الحقيقية والمكلفة.

وحسناً فعلت تركيا، التي لها كل الحق في الدفاع عن أمنها، بالاقتراب الحذر من هذه الأزمة، فبالرغم من الدعم السياسي والعسكري التركي الذي تلقاه الحكومة التركية لمعالجة الأزمة بالقوة إذا لزم الأمر ورغم التعبئة الإعلامية، والحشد العسكري الكثيف على شمال العراق، إلا أنها لا زالت تعطي فرصة كبيرة للجهود الدبلوماسية؛ وقد اصطدمت تركيا مؤخراً بضعف الدولة المركزية في العراق، وعدم قدرتها على اتخاذ ما يلزم لانهاء الأزمة، وقد يكون ذلك هو الدرس المهم الذي لا بد ان ينتبه إليه العراقيون؛ أن خيار الدولة المركزية الضعيفة الذي يفرضه الاحتلال عليهم، سيجعل العراق عاجزاً عن الدفاع عن أطرافه وأقاليمه، وسيجعل أطرافه لقمة سائغة، للقوى الطامعة في العراق، مما يسهل انفصال الأطراف عن الدولة المركزية تحت ضغط الأزمات وعجز الدولة العراقية عن تقديم العون لأطرافها.

تركيا تتحرك بحزم، ولكنها تتحرك بحذر وساستها يدركون أن الحرب قد تكون مصيدة نُصبت للحركة الإسلامية المعتدلة في تركيا؛ لتدخل تركيا المسلمة في حرب مع دولة إسلامية أخرى مما يذهب مصداقيتها، ولتدخل تركيا في استنزاف عسكري طويل الأمد، دون تحقيق الهدف المرجو، فالحرب ستعقد الوضع السياسي الداخلي في تركيا، وستعقد الوضع السياسي المعقد أصلاً في العراق، وقد تحدث خللاً في العلاقات مع دول أوروبا والولايات المتحدة، خاصة وان موقفها غير واضح من الأزمة وتحدث خراباً كبيراً في كردستان يتحول مع الزمن إلى خدمة مجانية لحزب العمال الكردستاني، الذي لا زال يعيش منافسة شديدة مع الأحزاب الكردية الأخرى، على زعامة الأكراد، فردود الفعل التي ستنشأ في أوساط الأكراد، داخل العراق وداخل تركيا والعالم، قد تكون أخطر من الأعمال العسكرية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني على طرفي الحدود، نشتم رائحة خصوم حزب العدالة التركي، سواء في تركيا أو الغرب في هذه الأزمة ومحاولة جر الدولة التركية إلى مواجهة خارجية واستنزاف طويل الأمد لاحداث تغيير داخلي جوهري في تركيا فالحرب ستؤدي الى استنزاف دول إسلامية، تحاك المؤامرات من حولها؛ لاضعافها وشل قدراتها لاحكام السيطرة عليها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الأميركيون يضحون وأصدقاؤهم يسرقون
وليد الزبيدي
الوطن عمان


ما تم طرحه داخل الكونجرس الاميركي في الجلسة التي استضاف خلالها راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة العراقية في الرابع من اكتوبر2007، وجلسة محاكمة كوندوليزا رايس في السادس والعشرين من الشهر ذاته، ليس بالامر العابر، بل انه يثبت بأدلة قاطعة الحقائق الثلاث التالية:
1ـ ان العراق يحتل المرتبة الاولى في الفساد المالي، أي سرقات المال العام، وهذه حقيقة معروفة، وقبل اكثر من عام اعلنت منظمة الشفافية الدولية ذلك، ووضعت العراق في المرتبة الاولى بالفساد المالي والاداري من بين اكثر من مائة وستين دولة، وحذرت المنظمة العالمية من ازدياد هذا المرض وتفشيه بطريقة لا مثيل لها في العالم، وان ذلك يشبه البركان، واذا لم يكن هناك تحرك حقيقي لاستئصاله، فان تداعياته ستصل الجميع، وتخرب كل شيء.
2ـ ان السرقات الهائلة والخطيرة تجري تحت اشراف الحكومة، وهذا ما اعلنه الكونجرس الاميركي عندما قدم الوثائق التي تؤكد اصدار اوامر من رئيس الحكومة نوري المالكي وبتوقيعه يمنع بموجبها هيئة النزاهة من التحقيق باي شكوى تتعلق بسرقات الاموال في الوزارات العراقية، وهذا يؤكد طبيعة هذه الحكومة وتوجهاتها، فاذا كانت السرقات تحصل بهذه الطريقة العلنية والمكشوفة، فماذا يجري تحت الغطاء، واين تريد هذه الحكومة واجهزتها الذهاب بالعراق واهله.
3ـ السؤال المطروح عن مؤسسات الحكومة الاخرى، وماذا يجري في اروقتها وفي مقدمة ذلك الاجهزة الامنية، وعندما نعيد قراءة المشهد اليومي للقتل والاختطاف والتعذيب وتهجير الناس ورمي الجثث المشوهة والمجهولة في المزابل والطرقات اثناء ساعات حظر التجوال، تتأكد القناعة عن الجهة التي تعبث وتقتل وتهجر وتعمل على تخريب هذا البلد وبطريقة منهجية ودقيقة.
اما الامور الاخرى، فانها تتعلق بالاسئلة، التي طرحها اعضاء الكونجرس ويتحدث بها الاميركيون في مختلف القطاعات، والتي تركز على جدوى الدعم الاميركي لحكومة المالكي، التي تضع كل امكاناتها لسرقة اموال العراقيين، وان الاميركيين يقدمون ازاء ذلك الالاف من شبابهم وفتياتهم قتلى في العراق، وهناك عشرات الالاف من الجرحى والمعاقين والمجانين، وان دافع الضرائب الاميركي دفع لحماية وتقوية ودعم العملية السياسية والحكومة في العراق مئات المليارات من الدولارات، وبينما تزداد خسائر الاميركيين بالارواح والاموال، فان اقطاب الحكومة في المنطقة الخضراء يزيدون من ارصدتهم ويحتمون بالدبابات الاميركية، ويعملون لمصالحهم الذاتية، ولا بارقة امل تلوح في الافق، والظلام يلف مستقبل اميركا في العراق وينعكس ذلك بصورة خطيرة على مكانتها في العالم. صzbidy@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الأكراد بين تركيا وإيران (2ـ2)

عاطف عبدالجواد
الوطن عمان

الولايات المتحدة تتعاطف مع تركيا في المواجهة بين انقرة وميليشيات حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية التركية. ولكن واشنطن لا تعبر ولو بكلمة واحدة عن تعاطف مع ايران في المواجهة بين طهران وحزب الحياة الحرة الكردستاني على الحدود العراقية الإيرانية. بل إن طهران وبعض زعامات الحياة الحرة يقولون إن هناك تعاونا بين الحزب والقيادة العسكرية الأميركية في العراق. كما أن زعيم الحزب رحمن حاج احمدي زار واشنطن في الصيف الماضي. الولايات المتحدة تدرج حزب العمال الكردستاني على قائمة الجماعات الإرهابية، كما أن تركيا حليف للولايات المتحدة. ولكن حزب الحياة الحرة هو في واقع الأمر جزء من حزب العمال، ولهذا السبب لا تعلن اميركا صراحة عن اي تعاون بينها وبين الحزب في العمليات العسكرية المحدودة التي يقوم بها عبر الحدود داخل ايران. وافراد الميليشيات على الحدود مع ايران يعيشون في قواعد صغيرة لهم داخل العراق لفترة سنة متصلة ثم يحل محلهم آخرون من بين اجمالي الفين من رجال الميليشيات. هذه القواعد تقام على الجبال ويزرعون فيها الباذنجان والرمان ويقيمون فيها المقابر لموتاهم في الاشتباكات مع القوات الايرانية. وهم يعتمدون في معركتهم على الكمائن التي يقتلون فيها الجنود الإيرانيين ثم يفرون للاختباء في الجبال. الحكومة الأميركية تحث الحكومة العراقية على عمل حاسم للتعامل مع الميليشيات على الحدود التركية ولكنها تغض النظر عن نشاط الميليشيات على الحدود الإيرانية. في هذه الكمائن والهجمات اسر الأكراد جنديا ايرانيا واحدا على الأقل هذا العام واسقطوا هليكوبتر ايرانية وقتلوا حوالي مائة جندي ايراني. الجندي الإيراني الأسير اسمه اكبر طالبي وهو من جنود الحرس الثوري الإيراني.
الهجمات المتزايدة هذا العام على الإيرانيين وضعت ضغوطا على الاتحاد الوطني الكردستاني وهو الحزب المهيمن في الجزء الشرقي من القطاع الكردستاني في العراق. هذا الحزب، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، يرى ايران كشريك تجاري هام ويعتقد ان من المهم تعزيز الروابط مع كل من ايران وتركيا، التي يحصل الأكراد منهما على البنزين والإمدادات الهامة الأخرى، بالنظر الى ان القطاع الكردستاني في العراق هو ارض مسدودة لا تطل على بحر. واشتد التوتر بين الميليشيا وحزب الرئيس طالباني في اغسطس الماضي عندما عاد فريق من الميلشيا الى العراق بعد غارة داخل ايران فتصدت لهم قوات البيش ميرغا الكردستانية الرسمية. وعلى اثر هذا الاشتباك طالب الرئيس طالباني الميلشيا بنزع سلاحها او بمغادرة منطقة الحدود مع ايران وقال زعماء حزب الاتحاد الوطني إنهم يتعرضون لضغوط قوية من ايران، على الرغم من انهم يسلمون ايضا بأن الميليشيا على الحدود الإيرانية والتركية، على حد سواء، تتمتع بشعبية واسعة بين جمهور الأكراد في العراق. وهناك شيء غريب آخر في موقف اميركا من ميليشيا الحياة الحرة على الحدود الإيرانية. هذه الميلشيا تتألف من مسلمين من السنة ولكنهم يرفضون التطرف. وهم يعودون بجذورهم الى الماركسية حتى بعد 16 عاما من سقوط الشيوعية في العالم. إنهم يعتنقون مبادئ الاشتراكية العلمية التي دعا اليها ماركس. وهذا يضفي عاملا غريبا آخر في التعاون الأميركي معهم ضد ايران. واشنطن تتعاون خفية مع جماعة تدرجها وزارة الخارجية الأميركية على قائمة الإرهاب، وهي جماعة في الوقت نفسه تعتنق الماركسية التي حاربتها ولا تزال تحاربها واشنطن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
فرصة مفقودة في العراق!
هنري باركي
واشنطن بوست


يجب ألا تلوم إدارة الرئيس بوش إلا نفسها بسبب المأزق الذي تواجهه حالياً مع القوات التركية المصممة على التدخل في شمال العراق. ويرغب الأتراك في شن هجمات انتقامية على مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين قتلوا 12 جندياً تركياً مؤخراً. وسوف يمثل الإنتقام الواسع محنة لكل من تركيا، العراق والولايات المتحدة.
أولاً، سوف تقوض هذه الخطوة من الاستقرار ليس فقط في هذا الجزء من العراق الذي استقبلت فيه الولايات المتحدة بترحاب شديد. وثانياً، يمكن أن تقحم هذه الخطوة تركيا في مستنقع العراق. ومن المحزن أن هذه الأزمة كانت متوقعة. وقد عرف المسؤولون الأميركيون منذ فترة طويلة أن الغارات الكردية كانت فقط مجرد حدث إرهابي بعيد. ومع تصاعد التوترات، امتلكت الإدارة الأميركية فرصاً عديدة للمشاركة في دبلوماسية وقائية. وقد تسبب غياب الإبداع، عدم الكفاءة والافتقاد التام للمعلومات داخل وزارة الدفاع الأميركية في حدوث هذا المأزق. ولكي تزيد الطين بلة، حاولت الإدارة الأميركية يوم الخميس الماضي توجيه اللوم إلى العراقيين الأكراد عندما عبرت عن عدم رضاها عن كسل هذه الجماعات وعدم اتخاذها لخطوات حيوية على سبيل حل الأزمة الموجودة حالياً على الحدود التركية العراقية.
ومن المسلم به أن التوترات بين الأتراك والأكراد العراقيين لا يسهل إدارتها. وبالنسبة للأتراك تمتد المشكلة لأبعد من حزب العمال الكردستاني. ويتخذ الأتراك موقفاً متصلباً يرى أن كردستان المستقلة سوف تنشأ من أحداث الفوضى في العراق وتصبح قبلة للأقلية الكردية. وكان حزب العمال الكردستاني، الذي دخل في عصيان مسلح ضد الأتراك لأكثر من 20 سنة، يستخدم شمال العراق كملجأ وساحة تدريب ومقراً له. ويرتكز أعضاء حزب العمال الكردستاني على طول الحدود التركية التي تعد في معظمها أولية ومنعزلة. ويقع مقر الحزب في مرتفعات القنديل بالقرب من الحدود الإيرانية في مأمن من المدفعية التركية.
ويلوم الأتراك الولايات المتحدة والعراقيين الأكراد بسبب توجههم الفاتر تجاه البنية الأساسية الإرهابية لحزب العمال الكردستاني في المناطق التي يسيطرون عليها. وبالنظر إلى أن واشنطن تشارك في (الحرب على الإرهاب) فإن شكاوي الأتراك تضرب على الوتر الحساس. ولا تبدو المسألة الكردية جديدة بالنسبة لتركيا والأكراد الذين يبحثون عن حقوقهم الثقافية والسياسية، والذين شاركوا في نوع من العصيان أو الإثارة السياسية منذ تأسيس الدولة التركية في العقد الثاني من القرن الماضي. ويعتبر حزب العمال الكردستاني والحزب السياسي الشرعي آخر مظاهر هذه الظاهرة.
وكان حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم قد اقترب كثيراً من بدء عملية المصالحة بين الأتراك والأكراد. ويواجه هذا الحزب عقبتين كبيرتين. الأولى هي المؤسسة العسكرية التركية التي دخلت في خلافات مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل والتي تنظر إلى الحزب على أنه يمثل تهديداً للمبادئ العلمانية المتشددة. وقد أعاق الخلاف المدني العسكري التقارب السياسي التركي مع العراق. وقد وجدت حكومة حزب العدالة والتنمية، التي تلقت مكافأة مؤخراً في استطلاعات الرأي على حكمها الناجح، نفسها في موقع الدفاع ضد هجمات حزب العمال الكردستاني التي تنطلق من شمال العراق، وهي المنطقة التي تعتبر كعب أخيل بالنسبة لتركيا. ولشعورها بإمتناع حزب العدالة والتنمية الحاكم عن التدخل في هذه القضية الهامة، فرضت المؤسسة العسكرية العلمانية ضغطاً هائلاً على الحزب.
والعقبة الثانية التي تواجه حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم هي حزب العمال الكردستاني نفسه. وبعد سجن زعيم الحزب عبد الله أوجلان، أصبح الحزب لا يعدو كونه مجرد منظمة مصممة على استغلال عواطف الأكراد في تركيا من أجل الوصول إلى طريقة للإفراج عنه. وتكمن المفارقة في أن كلا من أكراد العراق وحكومة حزب العمال الكردستاني كانوا قد أرسلوا إشارات مباشرة وغير مباشرة إلى إدارة الرئيس بوش تفيد بأنهم كانوا مهتمين بهذه الصفقة. وأنا أعرف أن شخصيات بارزة بين صفوف الأكراد العراقيين كانوا قد مرروا هذه الأفكار إلى المسئولين الأميركيين. وعلى الجانب الآخر، سعى حزب العدالة والتنمية إلى اختبار الأجواء أولاً من خلال إرسال رئيس جهاز المخابرات التركية للتحدث مع الأكراد منذ عامين، وهو الأمر الذي تتعفف الحكومة التركية عن فعله بشكل رسمي، ومن خلال تنظيم لقاء خاص جرى خلال العام الحالي بين رئيس وزراء حكومة المنطقة الكردية نشيروان برزاني، وزير الخارجية التركي وقتها عبد الله جول. حينها، حذر الجنرال يسار بويوكانيت، رئيس أركان الجيش التركي في خطاب حاد الحكومة من مغبة الحديث مع حكومة إقليم كردستان وانتقد بشدة اجتماع جول مع المسئولين الأركراد.
وقد فوتت إدارة الرئيس بوش الفرصة عندما فشلت في رؤية ودعم الرغبة في إجراء مثل هذا الحوار واستخدام قوتها وثقلها في توقيع (صفقة ضخمة) بين العراقيين الأكراد وأنقرة. وعلى أقل تقدير، كانت هذه الصفقة ستطالب العراقيين الأكراد بطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني من العراق، وكانت ستطالب الأتراك بتقديم ضمانات تجارية وأمنية للعراقيين الأكراد.
وبالنسبة للولايات المتحدة، كان هذا الأمر سيعني تعزيز الأمن في شمال العراق؛ والمفارقة هي أن دخول الأكراد في سلام مع تركيا هو الحل الأمثل لانفصال الأكراد عن العراق. وباختصار، كان هذا الأمر سيمثل انتصاراً لكل الأطراف.
وأفضل شيء يمكن أن تأمل إدارة الرئيس بوش فيه خلال الوقت الحالي هو اقناع الأتراك بالمشاركة في عملية عسكرية محدودة عبر الحدود. وقد يحتوي هذا الأمر غضب الشعب التركي ويهدئ الصحف التركية التي قدمت انتقادات قاسية لحكومة حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة.
والشيء الوحيد المتبقي الذي يمكن أن نأمل فيه هو تدهور الأحوال المناخية. ومع قدوم الشتاء وتضاءل الأنشطة العسكرية، ربما تمتلك واشنطن فرصة أكبر لفتح نافذة دبلوماسية كانت قد أغلقتها. وبعد ثلاث سنوات من الآن، سوف يكون من الصعب جداً النجاح في حل هذه المشكلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
مقولات قراقوش الصفوية!
ناصر العتيبي
السياسة الكويت
تخطى رئيس الملالي في طهران جميع الخطوط الحمراء من خلال تصريحاته القراقوشية الطفولية الساذجة... تصوروا يا اخوة تلك التصريحات للمسؤولين الايرانيين بين حين واخر جميعها موجه الى دول الخليج العربي, وكأن الحرب او الضربة المتوقعة لهؤلاء الملالي قادمة من دول المنطقة وليس من المجتمع الدولي او الولايات المتحدة حيث لاقدرة ولا قوة للمسؤولين الصفويين سوى على هذه الدول المسالمة التي تحطمت على اسوارها وجبالها جميع الاطماع الفارسية منذ الازل بفعل ايمان شعوب دول منطقة الخليج العربي وقياداتها بالحق والعدل والايمان الخالص والمطلق بانهم اصحاب حق واهل مبادئ راسخة كرسوخ جبال مكة في وجه الطامعين... القراقوشيون الصفويون هددوا بإبادة منطقة الخليج العربي عن بكرة ابيها ب¯ 11 ألف صاروخ تحمل شتى المتفجرات التقليدية وغير التقليدية بما في ذلك اسلحة الدمار الشامل التي اشتراها من السوق النووية السوداء.
وتلك لعمري مقولة ساذجة اصبحت تسمى بمقام قراقوش ومقولة الجهلاء فرئيس الملالي وصلت به السذاجة لدرجة انه يعتقد ان الدول الخليجية عاجزة عن التعامل معه بعد سقوط الطاغية صدام, وما تقوم به الدولة الصفوية من لعبة طائفية وانتقامية قذرة يندى لها الجبين الانساني وهي ترفع شعارات الاسلام, نقول لهؤلاء, اعقلوا واصحوا من سبات خزعبلات نومكم اليائس وغير المريح فنحن نعرف اصلا سبب الاضطرابات الداخلية من قبل شعبكم الذي لن يرحم عمامة فوق رؤوسكم...فنحن لسنا بحاجة للولايات المتحدة الاميركية او غيرها لان لدينا الارادة ولدينا من القوة والعزيمة ما يكفي للقضاء على هذه العنجهية المجوسية الصفوية.
ولاينبغي على احد ان يستهتر بعقولنا المبدعة التي اعطت الكثير للتاريخ الانساني والحضاري... ان ما يزعمه المسؤولون المجوسيون في الدولة الصفوية بأنهم سيفرضون هيمنتهم على المنطقة هو مجرد مزاعم جهلاء واحلام نهار ستظل احلاما في عقولهم. ونتذكر القول المأثور:ألا لا يجهلن احد علينافنجهل فوق جهل الجاهليناup to youنقول للحمقى في طهران ان ينظروا الى المرآة ليتعرفوا على انفسهم فلن يخيفنا الاقزام مطلقا بمقولاتهم وتهديداتهم ولن نخاف من (...) التي تحرسهم. فليس شأننا ما كان يقال.الشاعر جرير يقول:زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول سلامة يا مربع!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
حقيقة المشردين في العراق

شروق لعبياشي وروبرت لاو
الشبيبة عمان
يصرح المسؤولون الأمريكيون بأن عدد حوادث القتل الطائفي وغيرها في العراق تقلص منذ بداية الحملة العسكرية "سيرج" ولكن وعلى الرغم من احتمال صحة هذا الكلام، هل يعني هذا الأمر بأن العراق أصبح أكثر أمناً وسلامة؟
إن انعدام الأمن في العراق تعكسه وبشكل مذهل أرقام الناس المشردين من منازلهم. وتقدر الأمم المتحدة ـ منذ تموز ـ ازدياد أعداد الفارين من منازلهم بمقدار 60000 شهرياً. ويقول أفضل تقدير بأن ما يقارب الـ 16% من تعداد العراقيين أو على الأقل واحد من كل ستة أشخاص لا يعيشون في منازلهم.
غادر ما يقارب نصف الفارين البلاد، الأمر الذي يشير إلى مليوني لاجئ في الخارج تاركاً المليونين الباقيين في غياهب الهجرة الداخلية وهم يمثلون مأساة إنسانية طارئة.
كتبت العديد من التقارير الدولية عن حملات التبرعات الداعمة للاجئين العراقيين في سورية والأردن، ولكن المهاجرين الداخليين كانوا مغيبين عن مثل هذا الاهتمام، على الرغم من أن أوضاعهم أكثر هشاشة وخطراً لقربهم من الصراعات والمعايير المنخفضة للخدمات الرئيسية في العراق. وبالتالي يكونون أقل ظهوراً ويكون وصول المتبرعين والوكالات الداعمة إليهم أكثر صعوبة.
ولكن التشريد لم يبدأ بعد غزو عام 2003 ولكنه سبقه. فقد شردت أعداد كبيرة من السكان أثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين سواءً بسبب الصراعات أو بسبب السياسات الحكومية. ولكن ومنذ العام 2003 أثر التشرد على كل سكان العراق والسبب الرئيسي واحد: استخدام العنف لتهجير الناس من مناطق معينة وذلك سعياً لتوطيد النفوذ السياسي والاقتصادي.
استهدفت الأحياء المختلطة عبر العراق من كل الجوانب المتصارعة عند تصاعد العنف الطائفي واستلام المليشيات المسلحة لزمام القوى. وضمن هذا الواقع، يعكس انعدام قدرة الحكومة أو القوى متعددة الجنسيات على ضبط هذه الفوضى الترهيبية غياب دور القانون. وهناك الكثير من العوامل الأخرى التي تؤثر على الهجرة الداخلية ومنها العمليات التي تقوم بها القوى متعددة الجنسيات نفسها، وانتشار الجريمة وانعدام الخدمات الأساسية والفقر المدقع. حتم التعقيد في المجتمع العراقي وتاريخه إلى إجبار العديد من الناس على الهجرة لأكثر من مرة، ومنهم من عاد من المنفى ليجد نفسه رهين التشريد الداخلي.
تبعاً لتقارير الأمم المتحدة، يشكل المهاجرون من العاصمة بغداد 69% من العدد الإجمالي للمهاجرين منذ شهر شباط/فبراير 2006، الأمر الذي يعكس المدى الذي وصلت إليه "الطائفية" في العاصمة. وبالتالي، نجد بأن أحد أسباب النجاح الذي ادعاه مؤيدو الحملة العسكرية "سيرج" يمكن أن يترجم بأن التطهير الطائفي في العاصمة كان فعالاً جداً لدرجة قارب فيها على التمام.
يتحرك المشردون العراقيون الذين يبقون في البلاد إلى المناطق التي تكون فيها مجتمعاتهم العرقية أو الطائفية قوية. وبالتالي يتوجه المشردون الشيعة من مركز البلاد إلى جنوبها، أما السنة فيتوجهون من جنوبها إلى مركزها، ويتوجه المسيحيون إلى مقاطعة نينوى. وفي المدن المختلطة مثل بغداد وبعقوبة يُجذب المشردون بشكل طبيعي إلى مناطق تمت مجانستها حديثاً.
يستأجر معظم المشردون أماكن إقامتهم أو يقيمون مع عوائلهم وأصدقائهم أو يحتلون ما يستطيعون احتلاله، ويلجأ القليل منهم إلى المخيمات. توجد مخيمات كبيرة في كربلاء والواسط وديالا ونينوى ولكن يستقر معظم المشردين في المدن بدلاً من المخيمات، إذا تسكن آلاف العوائل المشردة في المدن الرئيسية مثل بغداد والموصل. يشكل هؤلاء غالبية الملايين الثمانية من الشعب العراقي التي تعيش في فقر مدقع وبحاجة ماسة للمساعدة الإسعافية.
التعليم في حدوده الدنيا، والرعاية الصحية غير كافية والكثير من الناس يموتون دون أن يحسب لهم حساباً، وفي حين امكانية حاجة 25% إلى 40% من الشعب العراقي إلى المساعدات الغذائية في أي وقت من الأوقات، تصبح هذه الأرقام أكثر ارتفاعاً عندما نتكلم عن المشردين وذلك لصعوبة دخولهم في نظم التوزيع العامة والأهلية. استطاع ثلث المشردين فقط الدخول في نظام التوزيع السنة الفائتة، وصرح نصفهم بأنه يتلقى هذه المساعدات أحياناً.
تعتبر مشاهدة الناس في العراق ـ وخاصة النساء والأطفال ـ ينقبون في القمامة يومياً بحثاً عن قوت يومهم من الظواهر الجديدة. وضمن هذه الظروف يجد الكثير من الشباب أنفسهم مجبرين على الانضمام إلى المجموعات التي تتخذ العنف منهجاً، وحتى لو كان انضمامهم لضمان بعض الدخل وبعض الحماية فقط.
تواجه البيوت التي ترأسها النساء خاصة مصاعب جمة في حماية ودعم عوائلها. وتتزايد أعداد التقارير التي تشير إلى لجوء نساء عراقيات إلى الدعارة والدخول في شبكات تهريب الأطفال والنساء إلى الدول المجاورة. لقد أعلنت الحكومة مؤخراً عن برنامج يقدم مصروفاً إسعافياً للأرامل. وعلى كل حال، يبقى هذا البرنامج غير كافياً لتلبية ثلاثة ملايين أرملة في الوقت الذي يزيد الفساد والبيروقراطية من الطين بلة.
وتكمن مأساة أخرى سبّبها الصراع القائم في الأثر الذي تركه على الأقليات في البلاد والتي تشكل 10% من سكانها وهم أحد أهداف الإبادة. أشعلت الحملات العنيفة فتيل هجرات عظيمة لهذه الأقليات، الأمر الذي هدد الوجود المسيحي واليزيدي والمندائي في العراق البلد الذي وجدوا فيه لمئات من السنين.
وعلى الرغم من هشاشة الأقليات يعكس التوزيع الطائفي للمشردين التوزيع الطائفي للبلاد: 64% من الشيعة، 32% من السنة و4% من المسيحيين. فيما تعطينا الخلفية العرقية للمشردين الأرقام التالية: 93% من العرب، 4% من الآشوريين و1% من الأكراد ـ الأمر الذي يعكس عظم الأزمة الأمنية في مركز العراق والأمن النسبي في كردستان.
مع انحسار أعداد العائدين، تبدو فرص تحول الهجرة المؤقتة إلى هجرة وتشرد دائمين كبيرة جداً. وفي حال بقيت أرقام ومستويات التشريد على حالها ـ وهو الاحتمال الغالب ظاهرياً ـ ستتعمق المأساة الإنسانية بشكل أكبر، وخصوصاً عندما أجبرت الموارد المحلية القليلة العديد من المحافظات إلى رفض قبول مشردين جدد. يجب أن يحسب حساب ورطة هذه المحافظات ضمن أي خطة توضع في سبيل تحقيق شروط جديدة لأمن العراق.
*هي رئيسة المركز العراقي للدراسات في بغداد، وروبرت لاو: هو مدير برنامج الشرق الأوسط في دار شاثام “Chatham House”
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
حرب إنهاء وتصفية "جيش المهدي"
السيطرة على البصرة!
داود البصري
السياسة الكويت
ازدياد وتيرة العمليات العسكرية المتنقلة من بغداد (مدينة الثورة) وكربلاء وحتى الديوانية في جنوب العراق الموجهة ضد قيادات وقواعد وبنية (جيش المهدي) التابع لمقتدى الصدر هي اليوم واحدة من اكثر العمليات العسكرية في العراق الهادفة لاستئصال القوة العسكرية للميليشيات المسلحة ومحاولة انهاء العنف في الشارع العراقي في ظل تسارعات وتطورات متواصلة على صعيد تنامي ظاهرة الاغتيالات السياسية المتبادلة بين الاحزاب والتجمعات الدينية في كلتي الضفتين الطائفيتين والتي تقف خلفها التنظيمات السرية المسلحة التي ما فتات تفرض هيمنتها وسطوتها على الشارع العراقي الممزق , ورغم ان جيش مقتدى الصدر المسمى بجيش المهدي ليس هو الطرف المسلح الوحيد , بل انه واحد من ابرز التنظيمات الظاهرة للعيان واخطرها على صعيد اشعال الموقف في مدن الجنوب العراقي تحديدا من خلال خلافاته المعلنة والشديدة مع التيارات الشيعية الاخرى وابرزها جماعة المجلس الاعلى (السيد الحكيم) وذراعها العسكرية القوية المتسللة للبنية العسكرية والامنية السائدة في العراق وهي قوات (فيلق بدر) المدربة جيدا في المعسكرات الايرانية والمعدة اعدادا لوجستيا فاعلا للقوادم من الايام , وليس سرا ان الهدف الرئيس من العمليات العسكرية الساخنة في الجنوب هو فرض الهيمنة المطلقة على المزارات الدينية او على شؤون المحافظات اي ان اصل النزاع بين جيش المهدي وجيش الحكيم هو صراع سلطوي محض لا علاقة له لا بالمبادىء ولا بالايديولوجيا ولا باي متبنيات خلافية اخرى , وهوصراع دموي حاد دخلت فيه الدولة العراقية باسرها وخلفها قوات التحالف الدولي , كما تقاطعت فيه كل الخطوط والتحالفات السياسية والطائفية , فالوضع العام المتدهور في مدينة الديوانية هو بارومتر للوضع الطائفي العام الاكثر تدهورا من خلال صراع الطائفة الواحدة مع نفسها!! والطريف ان بعض السياسيين العراقيين من المتصيدين للمواقف والتحولات يصورون صراع جيش المهدي مع فيلق بدر بكونه صراع بين ما يسمونه تجنيا بالاتجاه العروبي في جماعة الصدر وبين الاتجاه الشعوبي في جماعة الحكيم!! وهو تصور اعرج ومثير للرثاء والسخرية, فالمنطلقات والقواعد الفكرية والسياسية لكلا الفريقين لا علاقة لهما اطلاقا باي تصورات او متبنيات فكرية ومنهجية قدر علاقتها بحالة الفوضى الكاملة السائدة في العراق والفراغ الامني والسياسي الذي يحاول كل فريق سده بطريقته ومن خلال منهجه الخاص المعبر عن رؤية طائفية ضيقة ووفق ابعاد وافاق موغلة في التخلف والجهل والعدمية وتبني الخرافة , الفرق الوحيد في الموضوع هو ان جماعة الحكيم (بدر) يستندون لقاعدة دعم ايرانية ضخمة ومؤدلجة ومعززة بتحالف تكويني وتاريخي يعود لجذور الايام الاولى لتاسيس المجلس الاعلى العام 1981 والذي هوفي بدايته ومنتهاه مؤسسة ايرانية مرتبطة بمجلس الوزراء الايراني وذراع مهم من اذرع الولي الايراني الفقيه في العمق العراقي, بينما جماعة الصدر وجيشه المهدوي الذي يستلم ايضا مساعدات لوجستية وتدريبية مهمة من الجانب الايراني يحقق الكثير من الاهداف التكتيكية للسياسة الايرانية على صعيد ارباك قوات التحالف واشغالها بشكل يومي في مواجهات الشوارع وبما يشكل حالة استنزافية مرهقة لقوات التحالف ولجماعة مقتدى بينما يمارس البدريون العملية السياسية ويتمتعون بالسلطة وامتيازاتها ويتسللون للهيمنة التدريجية على الشان العام في ظل العمل الحثيث من اجل اقرار مشروع الفيدرالية الطائفية في الجنوب الذي يعتبره الصدريون موجها اساسا ضدهم وضد وجودهم ومحاولة انهائه من الشارع, البدريون يلعبون لعبة سياسية ماهرة تتخفى خلف الدولة العراقية ومؤسساتها الامنية والعسكرية والصدريون كعادتهم يلعبون لعبة مغامرة تستنزفهم في البداية والنهاية من دون ان تحقق اهدافهم بعد ان جمدوا نشاطهم وخرجوا من شرنقة الائتلاف الشيعي ومن الحكومة رغم وجودهم البرلماني الذي لا يعني شيئا امام عملية القضم التدريجي لقوتهم العسكرية, فعملية انهاء وتدمير جيش المهدي هي واحدة من اكبر الخطوات الممهدة لقيام (اقليم الجنوب الشيعي) الخاضع لهيمنة جماعة الحكيم, وهو مشروع طموح سيكون العنوان الواسع للمجازر الشعبية القادمة في مدن الجنوب العراقي المدمر, فجيش المهدي هو الهدف الاكبر في حرب تقرير الارادة بين الطوائف والملل والنحل العراقية المتصارعة, وهي حرب ضروس لن تطوى صفحاتها بين عشية وضحاها وحرب السيطرة على البصرة ومحاولة جيش المهدي السيطرة عليها هي واحدة من اخطر حروب التفتيت والتشطير الطائفي وهي اعلان مخز عن وفاة الدولة العراقية وفشل التجربة السياسية التي قامت على انقاض الفاشية البعثية لتفرز فاشيات دينية وطائفية خطرة ومتخلفة ,فحروب الطوائف المخزية هي الواقع الميداني للعراق المريض.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
ضعف القاعدة في العراق
دان مورفي
كريستيان ساينس مونتر
خرج العرب السنة في الأنبار بالعراق في الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى اغتيال الشيخ عبدالستار أبو ريشة الذي يعتقد أنه اغتيل بسبب مساعدته للولايات المتحدة لطرد تنظيم القاعدة من تلك المحافظة وقد كرم الشيخ أبو ريشة بصفته شهيدا.
وفي لبنان سحقت في الشهر الماضي محاولة مقاتلين يعتقد في علاقتهم بالقاعدة لاستيلاء على مخيم للاجئين الفلسطينيين وفي شريطه المسموع الأخير تبنى أسامة بن لادن نغمة نادمة معترفا بوقوع أخطاء من قبل بعض مقاتلي القاعدة في العراق.
وفي كل إنحاء العالم العربي وحيثما سعت القاعدة أن تبني لها نفوذا وقواعد للعمليات مستغلة الغضب المنتشر ضد الولايات المتحدة لحربها على العراق وما يسمى بالحرب على الإرهاب في كل هذه الجهات تبدي القاعدة الآن علامات تدل على توقف مساعيها إن لم تكن في حالة تراجع.
ويقول الخبراء أن الفشل الذي واجهته القاعدة يعود في جزء كبير منه الى وسائلها القاسية العنيفة التي تسببت في فقدانها لتعاطف اعداد كبيرة من العرب إنهم يقولون ان المسلمين من العراق وحتى مصر يريدون ان تلتزم بلدانهم بالاسلام والقوانين الاسلامية ولكن لا يريدون ان يكون ثمن ذلك هو التفجيرات الانتحارية.
ولا يعني ذلك أن هذه الجماعة في طريقها للإختفاء أو عدم القدرة على شن هجمات لكن حتى الولايات المتحدة التي ظلت تحذر من أن الانسحاب من العراق سيؤدي لسيطرة القاعدة على محافظة الانبار السنية حيث تستطيع من هناك تهديد أمن ومصالح الولايات المتحدة حتى هذه الأخيرة تعلن الآن ان القاعدة داخل العراق تعتبر قوة منتهية.
وقال السفير الامريكي لدى العراق ريان كروكر امام المراسلين الصحفيين في بغداد إن القاعدة قد ذهبت ببساطة من الفلوجة والرمادي وأجزاء أخرى من محافظة الانبار وقال ان القاعدة تضعف في بغداد لكنها لا تزال حاضرة وأن الميليشيات السنية في تحول متزايد عن الاعمال السابقة للميليشيات حيث يأتون ويقولون بأنهم يريدون الالتحاق بالتحالف وبالحكومة العراقية.
ويبدو ان مؤشر معهد بروكنجز عن الاوضاع في العراق والذي يراقب المؤشرات الأمنية هناك يدعم تقييم السفير كروكر ففي آخر تقاريره اوضح المؤشر ان تدفق المقاتلين الاجانب الى العراق تناقص من حوالي 85 الى حوالي 50 في الشهر ويقول المسؤولون الامريكان ان عدد التفجيرات الانتحارية في العراق انخفض عن ما يزيد على 60 تفجيرا في شهر يناير الماضي إلى حوالي 30 في الشهر منذ يوليو الماضي.
ويقول مارك لنش استاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن والمختص بشؤون الشرق الاوسط: أعتقد ان الأفكار المتطرفة العامة لا تزال تتردد لكن التنظيم يواجه صعوبات في الحصول على مأوى آمن في أي مكان.
لكن من المؤكد مع ذلك أن التهديد بهجمات خطيرة لايزال ماثلا ويقول ايفان كولمان الباحث والمستشار في الحركات الجهادية: كان العراق هو أكبر بيئة صالحة للقاعدة فصار هو فشلها الأكبر ففي بعض الأوقات كانت القاعدة تستفيد كثيرا مما كان يجري في العراق وكان الناس يتحدثون عن حركات مشابهة للقاعدة بدأت تظهر في الأردن ومصر وسوريا لكن ذلك زمن ولى وذهب لقد تحولت القاعدة في عقول العديد من المسلمين من كونها ذلك التنظيم الفروسي الذي يديره فرسان مسلمون يسعون للدفاع عن أصالة العالم الاسلامي الى ما هي عليه في الحقيقة وهي التي جنت على نفسها.
لكن وبحسب تقديرات حديثة للاستخبارات الامريكية فإن القاعدة وحلفاءها لا يزالون أقوياء كما كانوا في اجزاء كبيرة من افغانستان وباكستان هذان البلدان اللذان ظلا موقعين اساسيين لتدريبات وتخطيطات القاعدة منذ اليوم الذي تأسست فيه ويمكن للمؤامرات الرئيسية ان تنبثق من هذه المنطقة التي رسمت فيها هجمات الحادي عشر من سبتمبر وفي العراق وعلى الرغم مما يبدو على هذه الجماعة من ضعف فإن التفجيريين الانتحاريين سوف يستمرون بالتأكيد في شن الهجمات.
لم يذهب أي محلل او اكاديمي او مسؤول استخباراتي لحد التنبؤ بعدم قيام القاعدة بتنفيذ هجمات كبيرة في اوروبا او امريكا او العالم العربي الذي يسعى التنظيم لإسقاط حكوماته منذ زمن بعيد.
ونظرا للقلة النسبية في تكلفة الهجوم الارهابي وقلة عدد الناشطين المطلوبين لمثل هذا العمل فإن وقوع ضربة ناجحة في يوما ما في مكان ما هو أمر مؤكد.
ويشير بروس رايديل المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية والذي يعمل الآن بمعهد بروكينجز في واشنطن في مقالة جديدة له إلى ان القاعدة قد نجحت في تعويض خسائرها السابقة الناتجة عن غزو أفغانستان وأن لها الآن قاعدة عمليات قوية داخل باكستان وهو بقوله انه مع ما حققته القاعدة من تقدم ومع العمليات الدعائية القوية التي نفذتها ومع استمرار الدعم الذي يلقاه ما أسماه (الهيكل الجهادي العالمي) فإن هذه الجماعة في وضع جيد الان لتهدد الأمن العالمي في المستقبل القريب ولكنه يقول ايضا ان تنظيم القاعدة عانى من خسائر رئيسية في كل من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن وقد تضاءل خطرها في إسقاط أي نظام عربي وأنها في حاجة لدولة فاشلة تزدهر على أرضها.
إن ما بدا قبل سنوات قليلة كلحظة خصبة للقاعدة وهي تنتقل من الهزيمة الأولية في افغانستان الى النجاح من خلال التمرد في العراق والاستخدام الجيد للانترنت والمحطات التليفزيونية الفضائية من اجل إنشاء قاعدة للعمليات في قلب العالمين العربي والاسلامي هذه اللحظة الخصبة اختفت الآن تماما.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حرب لا يريدها أحد
افتتاحية
الشرق قطر
لا تزال تركيا تتوعد باجتياح شمال العراق، رغم الجهود الدبلوماسية الاقليمية والدولية والوعود والتعهدات التي قطعتها بغداد وواشنطن بالتعاون مع أنقرة للقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من المناطق الجبلية النائية والشديدة الوعورة في شمال العراق قواعد له.

ومع التأكيد على حق تركيا الثابت في محاربة الإرهاب، فإن اللجوء إلى الخيار العسكري وفتح جبهة حرب جديدة هو امر بالغ الخطورة وينذر بإشعال النار في المنطقة الغارقة اصلا في حروب وأعمال عنف. ان التجارب السابقة التي خاضتها تركيا عندما شنت عمليات عسكرية كبيرة مماثلة لعمليتها المحتملة حالياً، اثبتت فشل الحل الامني للمشكلة، حيث لم تنجح كل العمليات العسكرية السابقة في القضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني.

وتركيا تستطيع ـ بما لديها من جيش يصنف بأنه ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي ـ اجتياح شمال العراق، لكنها ستجد نفسها عاجزة عن القضاء على المتمردين الاكراد وغارقة في مستنقع يصعب الخروج منه بدون خسائر. ومع ذلك يبدو ان تركيا، باصرارها على الخيار العسكري، لم تستفد من تجارب الحربين اللتين تخوضهما أمريكا حالياً في العراق وافغانستان، فقد هزت الحرب صورة الولايات المتحدة في العالم، كما اضعفت الإدارة الأمريكية داخليا، بعد ان فقدت الحرب شعبيتها، في حين تبحث إدارة بوش المحاصرة، ليس عن النصر، بل عن مجرد خروج مشرف من المأزق الذي وجدت نفسها غارقة فيه.

لقد ارتفعت الأصوات والنداءات من دول الجوار الاقليمي للعراق وتركيا ومن الدول الكبرى تناشد الطرفين ضبط النفس وسلوك طريق الحوار والدبلوماسية لمعالجة الازمة. ومن المؤكد أن طريق الحوار والمفاوضات مهما كان طويلا وبطيئا وشاقا، فإنه السبيل الامثل لحل المشكلة وتجنيب المنطقة خطر الدخول في دوامة أخرى من العنف.

إن النتائج الكارثية للحروب في المنطقة، تجعل من البحث عن حلول سلمية للازمات، اولوية قصوى مهما كلف ذلك من ثمن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
شوكة في الخاصرة التركية
عبد الله الهدلق
الوطن الكويت

تعهد القادة الاتراك بالحاق الهزيمة بالارهاب بعد الهجوم الذي نفذه متمردو حزب العمال الكردستاني والذي اودى بحياة عشرات الجنود الأتراك، كما طلبت تركيا من المجتمع الدولي التحرك الفعلي لاجتثاث مقاتلي حزب العمال من معاقلهم الجبلية في شمال العراق، وكان نواب البرلمان التركي قد صوتوا بأغلبية كاسحة لمصلحة القيام بهجوم عسكري عبر الحدود ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق عقب قيام مسلحي الحزب بتصعيد هجماتهم في اطار الحملة التي يشنونها للحصول على حكم ذاتي للاقليم، ويتمركز اكثر من 3 آلاف من مسلحي الحزب في شمال العراق قرب الحدود التركية وقد قتل اكثر من »30« الف شخص منذ ان بدأ حزب العمال الكردستاني حملته للحصول على قدر اكبر من الحكم الذاتي للمنطقة التي تسكنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا.
ظل حزب العمال الكردستاني منذ نشأتها في اواخر السبعينيات من القرن الماضي شوكة في خاصرة الحكومات التركية المتعاقبة منذ عقود من الزمن، وكان ذلك الحزب ومازال وسيبقى مصدر تهديد لتركيا فقد شن الحزب الذي يتبنى الايديولوجية الماركسية اللينينية صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وذلك في اطار مساعيه للحصول على استقلال الاكراد عن تركيا كما لقي اكثر من 37 الف شخص حتفهم منذ اندلاع الصراع الذي وصل الي ذروته اواسط تسعينيات القرن الماضي ودمرت آلاف القرى الكردية في جنوب شرق وشرق تركيا، وتلقى الحزب ضربة قاصمة عام 1999 باعتقال زعيمه عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة ايمرالي التركية بعد ادانته بجريمة الخيانة العظمى وبعد سجن عبدالله اوجلان تخلى المقاتلون الاكراد في تركيا عن مطالبهم باقامة دولة كردية في تركيا وصاروا يدعون الى حصول الاكراد الاتراك على الحكم الذاتي غير ان حزب العمال استأنف حملته المسلحة عام 2004 التي تصاعدت بصورة مطردة خلال السنوات الاخيرة على الرغم من اعلان الحزب مبادرات احادية لوقف اطلاق النار دامت مددا قصيرة جدا واعلن الحزب مسؤوليته عن عدد من التفجيرات في اسطنبول والمنتجعات السياحية التركية على ضفاف البحر الابيض المتوسط.
يدين حزب العمال الكردستاني بالولاء للكيان الفارسي في طهران ويتلقى دعما ماليا ولوجستيا منه، الا ان السنوات الاخيرة شهدت بروز منظمة كردية على غرار حزب العمال الكردستاني تسمى (بيجاك) نفذت هجمات ضد الكيان الفارسي في طهران، ويتمركز حاليا آلاف المقاتلين في جبال كانديل بشمال العراق تابعين لحزب العمال الكردستاني ولمنظمة (بيجاك)، وفي ظل تصاعد العنف في منطقة جنوب شرق تركيا، وعدم جدية الولايات المتحدة الامريكية، وعجز اكراد العراق عن اتخاذ اجراءات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في الاراضي العراقية فقد بدأت الادارة التركية بمعالجة الوضع بطريقتها الخاصة.

اقطعوا رأس الأفعى لا ذنبها!

»لا يمكنني الحكم على نواياهم ولكن ايران تعتزم تصنيع قنبلة نووية، وتحتاج الى ما بين (8ـ3) اعوام لكي تنجح في ذلك، وتتفق كل اجهزة المخابرات على ذلك«.
بهذه العبارات الواضحة اكد محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع صحيفة (لوموند) الفرنسية، الخطر الداهم، والشر المستطير، والبلاء المرتقب، والكارثة المتوقعة للكيان الفارسي في طهران وما يحيكه للمنطقة وللعالم من مؤمرات وتهديدات لم يدع السكوت عنها مقبولا او محتملا في ظل تصاعد الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي يقدمه النظام الحاكم في الكيان الفارسي للارهاب الدولي والتنظيمات الارهابية المختلفة.
لابد من اللجوء الى القوة العسكرية لتأديب منبع الارهاب العالمي (الكيان الفارسي في طهران) وارغامه على الرضوخ والانصياع لمطالب المجتمع العالمي والاسرة الدولية التي لا تطالبه بالتوقف الفوري عن سباقه المحموم لانتاج وحيازة السلاح النووي، لاسيما بعد ان فشلت كل الخيارات الدبلوماسية، والعقوبات، والحوار، والحوافز ان تأتي بثمارها المرجوة، وبعد استقالة كبير مفاوضي الكيان الفارسي علي لاريجاني المفاجئة وتعيين جليلي ـ الذي يعتمد نهجا متشددا للغاية في المفاوضات الدولية بشأن الملف النووي الفارسي خلفا له.
ها هو فحيح الافعى الفارسية ينذر بالخطر، ويهدد بما هو اعظم ويؤكد ان الكيان الفارسي في طهران هو العدو الحقيقي للعالم وهو الداعم والمؤيد لكل التنظيمات الارهابية العالمية، فمتى يقطع الاجماع العالمي رأس تلك الافعى بدلا من ذنبها؟!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
العراق في خضم حسابات الربح والخسارة

: د. مفيد الصواف
القبس الكويت
تبقى الاستراتيجية الأميركية اتجاه الشرق الأوسط محكومة تحت سيطرة ووطأة اللوبي النفطي واللوبي اليهودي ولوبي الشركات الصناعية العملاقة ومنها شركات تصنيع الأسلحة. ان أفضل الأسواق لتسويق مبيعات هذه الشركات في هذه الحالة هي حكومات دول الخليج العربي.
في عام 1996 نشرت 'مجموعة الدراسات من أجل استراتيجية إسرائيلية جديدة' دراسة حول ما يسمى 'الاختراق النظيف' وهدف هذه الاستراتيجية الجديدة ضمان الأمن العالمي. أما في تاريخ 22/11/1997 أسس المحافظان الجديدان وليام كريستول وروبرت كاغان مشروع القرن الأميركي الجديد 'القطب الواحد الكوني' وفي ديسمبر (كانون الثاني) عام 1998 طلب مؤسسو هذا المشروع في رسالة إلى الرئيس كلينتون، احتلال وغزو العراق. وفى 2/9/2001 يطالب المجلس مجددا الرئيس بوش بغزو واحتلال العراق وذلك قبل احداث مهاجمة البنتاغون وهدم برجي نيويورك في أميركا.
وهنا يتجلى ويتضح التأثير الأميركي السياسي والاستراتيجي في استغلال أولا عامل الزمن والوقت، وثانيا عامل صناعة الأحداث.

الحرب الدينية العقائدية لدى الإدارة الأميركية:
تعتمد في الأساس على البروتستانتية المتشددة في السيطرة على أرض الأديان في الشرق الأوسط. هي ضد العقيدة والأمة الاسلامية وتستخدم سياسة الحرب المذهبية بين طائفتي السنة والشيعة وضدهما معا، وضد الاتجاه الشيوعي والبوذي في الصين مهما اتجه للاصلاح، وهى تعتمد على تثبيت اليهودية في فلسطين إلى حين أن تتم المعركة الفاصلة لمصلحة المسيحية المتصهينة على جميع الأديان والعقائد الأخرى بما فيها الشيوعية. كما أنها تستخدم المبدأ البريطاني في قتل الحليف لإثارة الفتنة مما يبرر ويؤدي إلى التدخل المباشر أو غير المباشر لحماية الحليف. كما أنها تستخدم مبدأ تحت إمرتي أو ضدي والذي استخدم مع الاتحاد الأوربي، اليابان والدول العربية. وتقوم على كسر مفهوم الأمة ومفهوم القومية إلى شيع وفدراليات ومذاهب.
تعتمد هذه الحرب الرئيسية العقائدية الأميركية على فترة نشاط 8 سنوات (الجمهوريون) وفترة راحة أربع سنوات (الديموقراطيون) كما أنها دائما وأبدا ساعية وراء الطاقة ووراء تثبيت اسرائيل ووراء ضرب أي قوة تنافسية في فترة أحادية القطب الكوني، وبشكل عام يمكن أن نصف هذه الحرب الأميركية الدينية المتطرفة بأنها تستند على سياسة اللا منطق.
قواعد عسكرية
إن اميركا (القوات الأميركية) لن تغادر العراق إلا بعد تقسيمه وستبقى القوات العسكرية في قواعد معظمها على الحدود السورية والأردنية وفي كردستان العراق مع التحكم بمنابع النفط وأنابيب تصديره وتسويقه. كما تعتبر افريقيا المحطة التالية على الطريق لاستيعاب القواعد الأميركية من أجل محاصرة الدول الأوربية. إنها سياسة اليمينيين المتطرفين في الإدارة الأميركية والتي تمثل التاريخ الجنوني وسياسة اللا منطق في الولايات المتحدة الأميركية في خلق الحروب وتفجير بؤر الفتن وتقسيم الدول من أجل امتلاك الطاقة الكونية في إطار مصلحتها العليا.
والسؤال المؤرق كيف يمكن لدول رائدة في مجالات الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان أن ترتكب كل هذه الأخطاء. فتشن نصف حرب على أفغانستان وتترك الإرهابيين ينجون ليعودوا بقوة. ثم تشن حربا غير مبررة على العراق، تدمر البلد، وتقتل مليونا من اهله، وتشرد الملايين في الداخل والخارج.
ثمة حقيقة لا مفر منها هي أن جريمة ضد الإنسانية ارتكبت، والمسؤول عصابة الحرب بقيادة نائب الرئيس ديك تشيني، ومعه مجموعة من اليهود الأميركيين المتطرفين ضمت نائب رئيس الدفاع بول وولفويتز، وكيل الوزارة دوغلاس فيت، ريتشارد بيرل من مجلس سياسة الدفاع، إليوت إبراهمز، المسؤول عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض والناطق الرسمي الرئاسي السابق آري فليشتر.
على الصعيد العسكري الحرب على الإرهاب زادت الإرهاب حول العالم، والقاعدة وطالبان عادتا بقوة في حين أن العراق الذي لم يكن مسؤولا عن أي إرهاب دمر. وهناك الآن 160 ألف جندي أميركي في العراق، ونفقات الحرب حتى الآن تجاوزت 400 مليار دولار.
ما كان أحد يتوقع في العالم أن يخلف نظام صدام حسين في العراق وضع أسوأ منه، إلا أن هذا ما حدث فعلا. فالمشروع الذي قادته عصابة الحرب باسم رئيس لايعرف ولايتعلم هو ان تدمير العراق خدمة لإسرائيل والاحلام الامبراطورية. أن غرض العدالة لن يستقيم إلا بتدمير الإرهابيين المسؤولين فى منطقة القاعدة، ومثول عصابة الحرب الأميركية أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بتهمتي جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. فالقاعدة وهذه العصابة وجهان لعملة واحدة.
أهداف المشروع الأميركي لشرق أوسط جديد:
1- الهيمنة الكونية (هيمنة القطب الأوحد): يعتبر هذا الهدف جيوسياسيا ودوليا قد تحقق عبر نشر الولايات المتحدة الأميركية قواعدها العسكرية في جميع انحاء المنطقة الشرق أوسطية، وعبر هيمنتها دوليا على الأمم المتحدة.
2- الطاقة: لقد تحقق هذا الهدف عبر سيطرة أميركا على جميع منابع الطاقة البترولية في العراق ودول الخليج، وفى التحكم بمعابر الطاقة البرية والبحرية (تحكم في الانتاج والتسويق).
3- تقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط: إنه هدف ووسيلة في آن واحد، وهذا الهدف لم يتحقق بعد. يتم هذا التقسيم وهذه الهيمنة عبر مفهوم 'الفوضى الخلاقة' التي كانت في البداية وسيلة لتحقيق الهدف، ولكنها أصبحت الآن هدفا بعد الفشل حاليا في تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات وفيدراليات وكنتونات صغيرة.

مظاهر الفوضى الخلاقة
1- التدمير المنهجي للدولة والشعب والمجتمع ذات الصلة.
2- الاغتيالات السياسية (علمانية أو دينية) واغتيال العلماء في مجالات البحوث النووية والفيزيائية والكيميائية والأطباء.
3- تعميم مفهوم الإرهاب الديني، وخلط مفاهيمه مع فرز عقائدي دولي من جهة أولى، مع توسيع مجالات نشاط تنظيم القاعدة من الجهة الثانية، ونشر العنف، وتكفير الجهاد والنضال الوطني والمقاومة من اجل تحرير ارض محتلة.
4- سرقة موارد الطاقة البترولية والموارد المادية والبشرية.
5- تعزيز مفهوم الطائفية والقبلية، وتحريض الحروب المذهبية والتعصب العرقي بدءا من العراق ونشره وانتقاله لدول الجوار.
6- تشكيل كونفدراليات وفيدراليات بداية بالانفصال الكردي والسني والشيعي في العراق ليمتد أفقيا وعموديا إلى دول الجوار.

الأرباح الأميركية
1- الاستيلاء على موارد النفط بشكل مباشر في العراق وبشكل غير مباشر في دول الخليج، وتحجيم التأثير السعودي في المنطقة وتحجيم
وجه عروبتها وإلحاقها مع دول الخليج الأخرى إضافة إلى مصر والأردن (ما أطلقوا عليه تسمية دول الاعتدال) بالتبعية الكاملة لأميركا. هذا الاصطفاف العربي أدى إلى بقاء الدولة السورية وحيدة في ممانعة المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد والذي أتضح أكثر بعد حرب تموز عام 2006 في لبنان، وأفرز التحالف السوري الإيراني، الروسي والتركي.
2- نشر استراتيجي للقواعد العسكرية في منطقة الخليج ومنطقة بحر قزوين البتروليتين، وتوزيع آخر للقواعد العسكرية على أطراف الصين وروسيا الاتحادية. الناتج من الأول التحكم بالاتحاد الأوروبي وإلحاقه بأميركا وكذلك اليابان. وبسقوط ايران والسيطرة على منطقه أوراسيا القوقازية الخطرة يتم التحكم بالصين. أما بالنسبة لروسيا فلا حاجه لها للطاقة (نفط و غاز)، أما المواجهة مع الصين فمؤكدة بعد عقدين. وما يصب لمصلحة الصين هو الكثافة السكانية ومعدلات النمو المرتفعة والتقدم الصناعي والزراعي والتكنولوجي والسلاح. وتلعب ايران في هذا السيناريو الأميركي دورا حاسما في الصراع الأميركي - الصينى القادم. فإذا ماسقطت ايران الآن، حسم الأمر لمصلحة أميركا أما إذا انتظر الأميركان عشر سنوات، فإن سقوط إيران سيكون لمصلحة الصين، حيث ستكون أقوى ولاتوجد لديها مشكلة لوجستية في الوصول السريع إلى منابع النفط، على عكس الولايات المتحدة. وفي الحسابات الأميركية أن الصين ستعيد تايوان خلال عشر سنوات وهذا يشكل إرباكا للولايات المتحدة.
3- القطب الواحد: تعدد الوسائل لغاية واحدة هي السيطرة الكونية وإحدى هذه الوسائل هي 'الفوضى الخلاقة' من أجل تقسيمات وإنشاء كانتونات في بلدان منطقة الشرق الأوسط. لقد نجح ريغان الجمهوري في تقسيم الاتحاد السوفيتي (الشيوعي ايديولوجيا) وتعتقد الادارة الأميركية الأمر نفسه بالنسبة ل 'الاسلام الأيديولوجي'، أي يمكن أن يكون مقسما وضعيفا، ينطبق الأمر كذلك على القومية العربية. والفوضى الخلاقة بدأت تأتي أكلها في العراق 'الشكل المباشر' في صورة حرب أهلية تقود لتقسيم العراق. ويعتقد الديموقراطيون أنه يمكن السيطرة على الفوضى الأهلية فيما لو قسم العراق (الديموقراطيون من أنصار تقسيم العراق). أما الشكل غير المباشر، فيتم تطبيقه فى لبنان. علما بأن لبنان يمكن أن يتحول إلى البوابة الغربية للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط الجديد كما هو العراق عليه الآن كبوابة شرقية له.
4- السيطرة الأميركية على منظمة الأمم المتحدة، استصدار قرارات أممية منها القرار 1959 وقرار إنشاء المحكمة الدولية اللذين يتعارضان مع ميثاق الأمم المتحدة.



المستنقع العراقي
الخسارة الأميركية في مشروعها الجديد للشرق الأوسط الكبير:
1- داخليا: فقدان الجمهوريين لمقاعد مجلس النواب ومجلس الشيوخ، واحتمال كبير لخسارة البيت الأبيض، ويتجلى ذلك في انكسار اليمينيين (رامسفيلد وبولتون وأبوزيد وبول ولفوويد وغيرهم).
2- المستنقع العراقي والاقتناع على المستوى الشعبي والحكومي بالفشل في تأمين الاستقرار والديموقراطية والأمن في العراق بعد احتلاله.
3- الفشل الأميركي في التحكم بالمسألة الكورية والملف النووي الإيراني.
4- الخسارة العسكرية الإسرائيلية الأميركية في حربها ضد حزب الله في تموز-آب 2006 .
5- فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية وسيطرتها على مجلس النواب والحكومة في الآراضي الفلسطينية المحتلة.
6- فشل خطة الدومينو الأميركية في متابعتها لضرب (سوريا - ايران..،.) بعد سقوط العراق.
7- بداية تشكل قطب دولي آخر وصعود الدب الروسي كقوة دولية رادعة، متحالفة في تنسيق مع قوى قطبية متعددة كالصين والهند والاتحاد الأوروبي.
8- خسارة دول أميركا اللاتينية وصعود القوى اليسارية في الانتخابات البرلمانية.
9- كراهية الشعوب في العالم لأميركا، بسبب الطغيان والتدمير في احتلالها للعراق وأفغانستان، وفقدان مصداقيتها الدولية. إنها النتيجة الطبيعية لإدارة الرئيس الهولاكي الأميركي جورج دبليو بوش، الذي افتقد مستشارين له كهنري كيسنجر، وبروجينسكي، وبيكر واستعاض عنهم بالموظفة الإدارية كونداليسا رايس (كوندي).

سيناريوهات
السيناريوهات والخطط الأميركية في مشروع الشرق الأوسط الجديد:
بعد التعثر الأميركي الهولاكي في احتلاله العراق. وبعد الفشل الكونداليسي الإسرائيلي في حرب تموز 2006 على لبنان. تم اعتماد ثلاثة سيناريوهات وخطط أميركية واسرائيلية للمرحلة الزمنية التي تقع بين خريف 2007 وربيع 2008.

أولا: السيناريو الأول والخطة A:
يسود غموض كامل لدى السياسيين الأميركيين (سواء الجمهوريين أو الديموقراطيين) لاتجاه الإدارة الأميركية خلال الأشهر الأربعة القادمة حتى ما بعد شهر كانون أول عام 2007 (وهي حتى انتهاء المهلة التي خول الكونغرس فيها بوش القيام بضربة جوية لإيران دون الحصول على اذن من الكونغرس) التي تعتمد أسلوب الضربات الجوية المركزة والمتتابعة (حسب الترتيب) ل: الحرس الثوري وقواعده في الموانئ البحرية، ثم قواعد إطلاق الصواريخ، يليها مراكز الملالي، بالتزامن مع ضرب المفاعلات النووية. لكن كل القراءات المعلوماتية تؤكد على تجميد الوضع حاليا على ما هو عليه والمضي في سياسة الإحتواء لإيران والمؤشرات على عدم النية في استخدام الخطة A : لضرب إيران عديدة وهي:
1- الحاجة إلى موافقة الكونغرس، وهذا مستحيل حاليا.
2- إعلان الحرب، وتهيئة الشعب الأميركي، وهو غير مهيأ.
3- رفض مجلس الأمن ومجموعة الثماني التي لاتقبل بأن تضرب مصالحها.
4- يوجد حاليا عجز في ميزانية الحرب الأميركية.
5- الخطر على التزود العالمي بالنفط واستحالة حماية ممراته وارتفاع أسعار النفط ومشتقاته على المستوى الدولي.
6- انتشار القوات العسكرية الأميركية في العراق غير ملائم وستكون عرضة للرد والخسائر الكبيرة.
7- انخفاض نفوذ اليمين المتطرف في الإدارة الأميركية بعد سقوط أهم رموزه.
8- مدة الحرب بعد الضربة غير محددة ولايمكن التحكم بها، وقد تكون بداية اشعال حرب عالمية ثالثة.
9- استحضار الخطر الصيني.
10- استمرارية فرض العقوبات على إيران، واستمرارية التفاوض على الملف النووي مؤشران على عدم توجيه أو حصول ضربة عسكرية أميركية على ايران.
11- استخدام إسرائيل كرأس حربة في الضربة أمر غير وارد في الحسابات الأميركية حاليا، بل على العكس اميركا تمنع إسرائيل من ذلك.

ثانيا: السيناريو الثاني والخطة B:
إن الضربة لسوريا (وان استبعدت الاحتمالات) ستكون إسرائيلية وبدعم أميركي، وهي ضربة محدودة، وعبارة عن تحرك عسكري محدود على الحدود يترافق بضربات جوية لأهداف مختارة في العمق (معسكرات فلسطينية - مقرات قيادات فلسطينية - مواقع قريبة من القصر الجمهوري). إن الوضع الحرج للحكومتين الأميركية والإسرائيلية يجعل مثل هذه الضربة مخرجا انيا لهما فى المأزق خلال الفترة المتبقية من السنة الحالية. وتعتبر سوريا من وجهة النظر الأميركية الحلقة الأضعف في متغيرات حلف المقاومة والممانعة، حيث أن ضرب إيران غير وارد حاليا وكذلك ضرب حزب الله، أما ضرب حماس واجتياح غزة فلا يقدم شيئا ولايؤخر كثيرا، فإن من المرجح جدا توجيه ضربة محدودة لسوريا خلال ثلاثة أشهر. وفي حال تجاوزنا نهاية العام فإن كل شيء سيكون مؤجلا حتى الصيف القادم. وأما المؤشرات الدالة على تنفيذ (الخطة B) لضرب سوريا فهي:
1- ليس لضرب سوريا تأثير على سوق النفط الدولي.
2- ليس لضرب سوريا تأثير على القوات الأميركية في العراق.
3- محدودية المعارضة الروسية والصينية لتوجيه ضربة محدودة لسوريا.
4- هي ضغط إضافي للمحكمة الدولية في هز النظام السوري.
5- ضرب سوريا يؤدي لضرب التحالف (روسيا - ايران - سوريا - حزب الله - حركة حماس) عبر عقدة الربط السورية.
6- تحقيق نصر تكتيكي في مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال مجابهة عسكرية محدودة.
7- زمن الحرب على سوريا محدودة، كون الرد السوري سيكون محدودا على ضربة محدودة. وقد تكون التقديرات خاطئة.
8- مهما كان حجم الضربة على سوريا، فهي اختبار لحجم رد الفعل السوري وكذلك الدولي، في حين يسهل تغيير المعادلة الحالية في المنطقة، وتحضيرا لمؤتمر السلام المزمع عقده في (أنابولس) هذا الخريف القادم نوفمبر 2007، حيث يمكن ممارسة العزل والضغط ومزيد من التنازلات عبر هز النظام السوري. فمن وجهة النظر الأميركية أن النظام في سوريا سيئ لكن البديل المطروح أسوأ وبالتالي ليست الغاية إسقاط النظام إنما هز الإستقرار السوري وتوازنه.

ثالثا: السيناريو الثالث والخطة G:
في الوقت الحالي الذي تصاعدت فيها التحديات الروسية بعد فشل المفاوضات الروسية الأميركية حول خطة الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا، ومع دخول روسيا وتركيا في التحالف الإيراني السوري، يجعل من أي ضربة جوية لإيران قد تبدأ ولاتنتهي إلا بحرب عالمية ثالثة. كما أن أي ضربة جوية لسوريا قد تكون مغامرة غير محسوبة، خصوصا حيال رد فعل الضربات الصاروخية السوريا التي قدرها نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بانه باستطاعة سوريا قصف العمق الإسرائيلي بألف صاروخ يوميا ولمدة ثلاثة أسابيع. يستنتج من هذا أن خطر اندلاع حرب في المنطقة لم يعد واردا في تقييم وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وهذا يعني أن الوضع يتجه إلى الخطةG ، وهي نشوء حرب باردة إقليمية وباردة شبه دولية ما بين التحالفات والمحاور المتعادية في منطقة الشرق الأوسط. وتتجلى باحتواء إيران، وعزل سوريا. أما بخصوص مؤتمر السلام القادم فهو من أجل تقديم تنازلات أكثر بخصوص حق وتقرير مصير عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتطبيع العربي مع إسرائيل وترسيخ الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني في غزة والضفة. وهذا المؤتمر الذي يفرضه بوش على الدول العربية، لايناقش الموضوعات الجوهرية في الصراع العربي الإسرائيلي، ويفتقر فيه لجدول أعمال.
أما وبعد احتلال العراق وتدميره فإنه ومهما كان شكل الإدارة الأميركية حاضرا أو مستقبلا فإن الهدف بالنسبة للعراق هو 'البلقنة - التجربة اليوغسلافية' وعبر تدويل المسألة العراقية من خلال إشراك منظمة الأمم المتحدة أكثر في الشأن العراقي وشرعنة التقسيم تحت الإحتلال. وهذا يعني أن الأحتلال باق لمدة طويلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الهجوم التركي يؤدي إلى تداعيات خطيرة
كاثرين باركمان
اخبار العرب الامارات

الأخبار القادمة من العراق تؤكد أن الأوضاع فيه تسير من سيئ إلى أسوأ. تهدد تركيا بإرسال قواتها عبر الحدود للقضاء على قواعد المتمردين الأكراد بعد تزايد عملياتهم التي أدت مؤخرا إلى مقتل نحو عشرة من الجنود الأتراك.

يمكن تفهم الغضب الأميركي. فالمتمردون الأكراد يشنون عملياتهم من داخل الحدود العراقية دون خوف من عقاب، مستخدمين متفجرات بلاستيكية وألغاما وهي أشياء يمكن الحصول عليها بسهولة من العراق الذي تحول إلى بحر من الأسلحة من كل نوع تأتيه من كل حدب وصوب. الخسائر بدأت تتصاعد في صفوف الجيش التركي مما شكل إهانة للمؤسسة العسكرية التركية صاحبة النفوذ القوي التي تنظر إلى نفسها كحامية للنظام العلماني في البلاد. ليس هناك أدنى شك في أن العسكر يكرهون رجب طيب أردوغان ذا الجذور الإسلامية الذي تمكن من أن يجعل حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه صاحب اليد العليا في السياسات التركية. على أنقرة أن تدرك جيدا أن أي غزو لشمال العراق سيضيف المزيد من الفوضى للساحة العراقية وسيزيد ذلك من احتمالات وقوع حرب إقليمية. الغزو التركي سيضر أيضا بالموقف التركي الدولي وسيقضي على أي احتمال لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. عقب مناشدات من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ، أخر أردوغان انتقام تركيا، وأعلن انه سيجرب جميع الوسائل السياسية قبل شن أي عملية عسكرية في شمال العراق. ليس هناك الكثير من الوقت وعلى الجميع ان يتحرك بسرعة حتى لا تندفع كامل المنطقة نحو الهاوية.

على أمريكا أن تشرح أيضا الحقائق الخطيرة المتعلقة بهذا الموضوع لمن يهمه الأمر في كردستان العراق الذين لم يفعلوا شيئا لكبح جماح رجال حرب العصابات الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني أو العمل على إخراجهم من مناطقهم. الرئيس العراقي وهو كردي لم يفعل خيرا عندما صرح قائلا: إن العراق لن يسلم ’’القطة الكردية’’ لتركيا.

على واشنطن أن تدفع كلا الطرفين بعيدا عن حافة الهاوية وعليها أيضا أن تبذل جهودا جدية من أجل التوصل الى اتفاق سلام بعيد المدى بين تركيا وكردستان العراق. وإذا لم تتحرك أمريكا بسرعة فإن الحرب الأهلية في العراق ستتصاعد لتتحول إلى كارثة تلف كامل المنطقة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
ماذا بعد فشل المفاوضات العراقية التركية؟
حذار من وقوع المنطقة ضحية خدعة كبرى!
الجنرال وفيق السامرائي
القبس الكويت
قبل اكثر من عام تقدم القائم بالاعمال التركي في بغداد بطلب لمقابلة الرئيس الطالباني، وقدم خلال المقابلة ورقة تتضمن معلومات عن وجود مقرات لحزب العمال الكردستاني في بغداد، تحت واجهات مختلفة. ومن دون تأخير، طلب الرئيس ابلاغ وزير الداخلية بضرورة التحري عن المقرات المعنية واغلاقها، وبالفعل قمت بابلاغ الوزير بهذا الموضوع الحساس، وجرى التحرك في حينه من قبل المؤسسات الحكومية. ولم تتضمن القائمة وجود مقرات لهذا الحزب في اقليم كردستان. وحقيقة الحال ان جماعات مسلحة من حزب العمال قد تسللت خلال الثمانينات الى داخل الاراضي العراقية وبقيت هناك، فضلا عن وجود مخيمات معلومة للاجئين من اكراد تركيا. وبحكم المصالح المشتركة للبلدين ابرمت اتفاقية تجيز للقوات التركية التوغل الى داخل الاراضي العراقية، ضمن الشريط الحدودي، لغرض مطاردة او تتبع عناصر الحزب من المسلحين، وهكذا استمرت الحال لسنين حتى انسحاب القوات العراقية من المنطقة الكردية بعد حرب 1991. وطبقا لذلك فإن وجود حزب العمال في الاقليم لم يكن مبنيا على تسهيلات كردية عراقية رسمية، فخلال فترة زعامة عبد الله اوجلان كانت العلاقات بين الحزب والحزبين الكرديين الرئيسيين العراقيين على غير ما يرام. الا ان لا احد يمكنه انكار التعاطف الكردي المتبادل نتيجة مشاعر معروفة وهو ما يساعد على البقاء بشكل او بآخر ضمن هذا البلد او ذاك.
رد الفعل
لا احد يمكن ان ينكر على تركيا حقها في الدفاع المشروع عن نفسها ومصالحها، الا ان رد الفعل الاخير على مقتل عدد من جنودها، كان عنيفا الى حد يخشى ان يتسبب في مضاعفات خطيرة، والمضاعفات هنا لا يجوز ان تفهم من زاوية واحدة او انها ستصيب طرفا دون آخر، تأسيسا على قاعدة تحليل للتفوق العسكري الساحق. وللوقوف على خطورة الموقف لا بد من اعادة التوقف عند النقاط التالية:
- تتواجد قواعد الحزب في جبال قنديل البالغة الوعورة، وتساعد على الاختفاء والانتشار والدفاع ضد مختلف انواع التهديدات.
- الطريق الى قنديل وعرة جدا وتمر بسلاسل جبلية متعاقبة، تؤمن قدرة عالية لجماعات مسلحة قليلة العدد من القتال وصد وعرقلة تقدم قوات ضخمة.
- ليس ممكنا ادارة عمليات قتالية ناجحة في فصل الشتاء، حيث الظروف المناخية قاسية جدا.
- ليس ممكنا السيطرة على المنطقة الا بعمليات مشتركة ايرانية عراقية تركية طبقا لموقع الجبال على الحدود مع ايران، وهي مهمة لا تبدو معطياتها قائمة.
- بوسع الجماعات المسلحة الانسحاب من المنطقة والاختفاء ثم العودة اليها بعد انتهاء مهمة القوات المهاجمة، مهما تمكنت الاخيرة من تحقيق نجاحات معينة.
- مسك المنطقة يتطلب قوات ضخمة مؤلفة من عشرات آلاف المقاتلين، فضلا عن الحاجة الى تأمين طرق الامداد.
- وليس ممكنا ايضا الوصول الى قنديل من دون اختراق تجمعات سكانية عراقية، مما يزيد من التوتر والاحتكاك.
- صحيح ان القوات التركية متفوقة وتتمتع بمزايا مهمة، الا ان طبيعة المنطقة وتعقيداتها وتجارب حروب العراق بما فيها الحرب الحالية وما افرزت من استخدامات للعبوات الناسفة وغيرها، تجعل من الحكمة التفكير الف مرة قبل اتخاذ قرار باجتياح عسكري. وان التجربة الاميركية في العراق ينبغي ان تؤخذ في تقييم المواقف.
معادلات مهمة
- اذا كان حكم الجنرال مشرف ضمانة فعلية حاليا لعدم انزلاق الوضع الباكستاني، فإن تركيا تشكل عامل توازن حيوي جدا في منطقة الخليج والشرق الاوسط، وفقدان القوات التركية لتوازنها نتيجة حرب استنزاف مفترضة لا يخدم السلم العالمي عموما والخليج تحديدا.
- الانحياز العربي الى جانب تركيا لن يكون مفيدا، فالعلاقات العربية الكردية مهمة جدا وحاسمة على المديين القريب والبعيد، وهي لا تقل شأنا عن المصالح العربية التركية.
- اقليم كردستان جزء من العراق، مهما كانت الاجتهادات، ومن الضروري الا يشعر الكرد بأن العمق الاستراتيجي لشركائهم في الوطن ليسوا مهتمين بامنهم. فاذا ما ترسخ هذا الشعور فإنه سينعكس سلبا بعد زوال العاصفة على حالة التعايش الوطني العراقي، المطلوب تصحيح انحرافاتها لا تعميقها.
- تبدو مؤشرات ردود الفعل قاسية، فهنالك شعور سائد بأن الموقف التركي يستهدف اكراد العراق، وهو وضع اذا ما حصل سيؤدي الى مضاعفات خطيرة على المنطقة.
استحقاقات
- من الاستحقاقات اللازمة على اقليم كردستان ضرورة العمل بكل الوسائل المشروعة المتاحة لمنع كل النشاطات المؤذية للمصالح التركية، فتركيا مهمة للمنطقة والعالم. واعادة تنشيط برامج المصالحة الوطنية، خصوصا ما يتصل منها بالعلاقات العربية الكردية.
- ومن الاستحقاقات اللازمة على تركيا، ان تحرص اولا على ترتيب الدفاع ضمن اراضيها، فمسك الحدود بموجب خطة مراقبة وسيطرة سيكون اقل كلفة كثيرا من اي عملية عسكرية واسعة خارج الحدود. وهو امر ليس مستحيلا ولا مكلفا، بل انه خيار منطقي مفضل ينبغي التعمق فيه، فهو بلا خسائر بشرية ومن دون تعقيدات سياسية دولية ومحلية ويحافظ على قدرة الجيش وهيبته.
- من الضروري ان يقف العرب الى جانب ازالة التوتر والاحتقان والدفع باتجاه التسوية السياسية السلمية. لان من المستحيل تحقيق نجاح عسكري حاسم في صراع كهذا.
- خلافا لما يعتقد البعض فإن تدخلا تركيا واسعا في اقليم كردستان سيؤدي الى خلخلة الوضع العراقي خلخلة جدية، وهو ما يتطلب جهدا عراقيا لمنع الانزلاق.
انها ايام صعبة تتطلب تحركا دوليا وعربيا لتسوية سياسية لا بد منها، ولكي لا تقع المنطقة ضحية خدعة كبرى مرة اخرى، لان لا نزهة في الحروب خصوصا عندما يتعلق الامر بمنطقة شهدت عقودا من الصراع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
ودنا نصدق بس قوية
فيصل محمد
القبس الكويت
أتحفنا وزير الداخلية الايراني السيد بورمحمد كعادة المسؤولين الايرانيين في مؤتمره الصحفي الذي عقده أخيرا في السفارة الايرانية في الكويت ببعض الاجابات الملتوية عن اسئلة الصحافيين وبالتصاريح العنترية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. معالي الوزير قال ان نهاية الامبراطورية الاميركية ستكون على يد ايران اذا ما قامت بضربها عسكريا. ايران خاضت حربا ضروسا مع العراق ولسنوات طويلة لم تستطع خلالها تحقيق اي نصر على العراق، لسبب بسيط هو الدعم العسكري الذي كان العراق يحصل عليه من اميركا، فكيف ستنهي ايران امبراطورية اميركا؟ يعني شوية احترام لعقول الناس، الوزير يقول ايضا ان ايران ليس لها اي اتصال مع الفصائل الشيعية في العراق، اذا من الذي يسلح قوات مقتدى الصدر بالصواريخ والالغام المضادة للدروع التي يستخدمونها ضد القوات الاميركية؟ ولماذا توفر ايران الملاذ الآمن لمقتدى الصدر كلما ضاق الخناق عليه؟ واذا امكن اعلامنا عن الجهة التي يتبعها لواء بدر الايراني المتمركز في جنوب العراق؟ اما قول السيد محمدي لنا بألا ننسى وقفة ايران في صفنا ضد الغزو العراقي، فنحن نقول ونجزم بان المصلحة وتحقيق الاهداف كانا وراء وقوف ايران والكثير من الدول مع الكويت وضد العراق رغم عدالة القضية الكويتية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
وتبقى لغة التهديد غير مقبولة
افتتاحية
البيان الامارات
يومياً تتزايد الدعوات والتحذيرات لتركيا، كي لا تقوم بعملية عسكرية ضد شمال العراق. آخرها كان أمس، طهران أعربت عن عدم موافقتها على مثل هذا الخيار وشددت على وجوب اعتماد المعالجة والحلول الدبلوماسية، مع حزب العمال الكردستاني.


وصار هناك ثمة إجماع ضد أي اجتياح تركي لتلك المنطقة، الكل متفهم لقضية أنقرة مع مقاتلي هذا الحزب في ضوء عملياته الأخيرة عبر الحدود، لكن الكل على قناعة بأن معالجة القضية بحشد قوة ضاربة قوامها مئة ألف جندي لمطاردة مقاتلين داخل أراضي بلد كالعراق في أوضاعه الراهنة المعروفة،


وأن التعنيف المتصاعد لخطاب التهديد بالحل العسكري؛ لا يخدم أياً من مصالح المعنيين بالأزمة، وبالتحديد تركيا، ومع ذلك تتواصل الاستعدادات والتعزيزات المترافقة مع تحرك أنقرة بصورة مكثفة ومستعجلة لتسويق حملتها العسكرية؛ التي تتوالى المؤشرات على اقتراب بدء عملياتها.


وكأن تركيا، باندفاعها في هذا الاتجاه قطعت خطوط الرجعة، والحكومة التركية لا تكف عن الحديث عن ضربة «عند الضرورة من غير أخذ رأي أحد»، ولو أن مثل هذه «الضرورة» لا يرى أحد أنها متوفرة باستثناء أنقرة! ثم إن هذه الأخيرة تطالب بغداد باتخاذ «إجراءات تؤدي إلى نتائج سريعة جداً جداً» ضد حزب العمال ومقاتليه.


الوفد الحكومي العراقي كان في أنقرة قبل أيام وعرض مقترحات وإجراءات رأى فيها الأتراك عروضاً غير كافية ورخوة، ثم صدرت عروض أخرى للتفاوض حول كيفية العثور على صيغة تسوية لملف الكردستان التركي، كما صدرت إشارات بخصوص إعادة الجنود الأتراك الثمانية الموجودين لدى مقاتلي الحزب،


لكن الردود لا تزال تتوالى من خلال قيام القوات التركية بعمليات محدودة داخل الحدود العراقية؛ بانتظار شن الهجوم الموعود الذي «لا يمكن حتى تصوره» على حد وصف الجيش التركي له، وما يزيد الأمر خطورة أن التعامل مع هذا الملف بدأ يأخذ طابع انحصار المشكلة بالجزء الشمالي من العراق، وكأن تلك المنطقة لا تتصل بالبلد،


أو كأن بغداد حاولت وقامت بما تقوى على القيام به، من حيث الاتصالات واقتراح إجراءات ضامنة لعدم تكرار ما حصل؛ لكن ما تقدمت به لم يلق القبول، وبالتالي أخذت الأزمة صورة منازلة قادمة بين أنقرة وإقليم كردستان العراق، وهذا الأخير يتحدث عن حقه في الدفاع عن النفس، وأنقرة تتمسك بما ترى أنه حقها في اجتياز الحدود للدفاع أيضاً عن حقها في حماية أراضيها وقواتها،


وليس سراً أن نشوب هذه الأزمة يأتي على خلفية تلميحات، حول منطقة في شمال العراق وأقلية معينة فيها، جديرة بحماية من خارج الحدود، الأمر الذي أثار الشكوك وحالات ارتياب متبادلة؛ يخشى معها أن تتفجر جراء اندلاع قتال واسع هناك؛


كالذي تحشد له أنقرة، وإذا حصل ذلك ـ وهل من ضمان بأن لا يحصل؟ ـ تكون المواجهة التي بدأت لاعتبارات أمنية دفاعية؛ قد تحولت إلى عملية ذات جوانب أخرى أكثر تعقيداً؛ وبالتأكيد أكثر خطراً على الأمن في عموم المنطقة؛ فضلاً عن أمن ووحدة العراق وسيادته. ليس بالضرورة أن تقوم تركيا باجتياحها بنية تصعيد المشكلة إلى هذا الحد، لكن، كما قيل دوماً، انه من السهل إشعال الحروب لكن هذه الأخيرة سرعان ما تصبح عصية على التحكم بمسارها ناهيك بنهاياتها، وبناء عليه من الحكمة أن تصغي أنقرة لأصوات التحذير
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
زواج الأعداء‏!‏

فرحات حسـام الدين
الاهرام مصر
نهرت مسئولة بالهجرة الأمريكية طبيبة بالجيش الأمريكي اسمها فانسيا كيرك لطلبها واصرارها علي أن تدخل إلي الولايات المتحدة الشاب العراقي الشيعي الذي أحبها ووقعت في غرامه عندما كانت تخدم بالجيش الأمريكي بالعراق في أثناء الحرب ليتزوجها في واشنطن حيث قالت المسئولة للطبيبة‏:‏ كيف تجلبين شابا عراقيا إلي أمريكا‏,‏ والعراقيون يسيلون دم الجنود الأمريكيين في العراق‏(4‏ آلاف قتيل و‏20‏ ألف جريح‏)‏؟‏.‏ ويثير هذا الموقف سؤالا غريبا ستكون الإجابة عنه أكثر غرابة‏!‏

السؤال هو‏:‏ هل تمنع الحرب الحب والزواج من الأعداء؟‏!‏ أما الإجابة الأكثر غرابة التي تقول لا‏,‏ فقد جاءت من العراق وفلسطين‏,‏ رغم اشتعال الحرب الأمريكية الشرسة علي العراق‏,‏ واستمرار احتلال اسرائيل لأرض فلسطين واعتداءاتها علي شعبها‏.‏

ففي العراق أحب جنديان أمريكيان يخدمان بقوات الاحتلال هما الرقيب سبان بلاكويل والعريف بريت ديجن فتاتين عراقيتين ووقعا في غرامهما ثم عقد كل منهما قرانه علي من أحبها بواسطة القاضي العراقي بالمحكمة وبحضور اسرتها‏.‏ بعد أن أشهرا اسلامهما ونطقا الشهادتين وهما يرتديان الزي العسكري وفي يدهما بندقية ام‏16.‏

حدث ذلك في أثناء اشتداد المقاومة العراقية ضد المحتلين الأمريكان وتوجيهها تهمة الخيانة لكل عراقية تتزوج أمريكيا‏.‏

أما في الأراضي الفلسطينية حيث العداء المستحكم والتاريخي بين الشعب الفلسطيني والدولة الاسرائيلية المغتصبة لأرض فلسطين تزوج‏22‏ فلسطينيا من اسرائيليات يهوديات منهن‏10‏ في غزة و‏12‏ بالضفة الغربية‏,‏ أما في داخل الخط الأخضر فقد تزوج‏100‏ فلسطيني من عرب‏48‏ من اسرائيليات يهوديات‏.‏

ومن أغرب قصص زواج فلسطينيين من اسرائيليات يهوديات قصة الشاب الفلسطيني الذي رفض نصف مليون دولار عرضتها عليه احدي المنظمات اليهودية المتطرفة مقابل أن يطلق زوجته التي تقيم معه في غزة لكنه رفض‏,‏ ووقفت السلطة الفلسطينية الي جانبهما ووفرت لهما الحماية حتي أشهرت الزوجة اسلامها في الازهر الشريف‏.‏

فالسلطة لا تعارض هذا الزواج باعتباره خطوة للتعايش السلمي علي طريق السلام العادل‏,‏ بينما يرفض المتطرفون الإسرائيليون اليهود زواج الإسرائيلية اليهودية من فلسطيني بالرغم من أن التوراة تقضي بأن اليهودي هو ابن المرأة اليهودية بغض النظر عن ديانة وجنسية أبيه‏.‏
farahat3000@hotmail.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
الخطوط الحمراء
سجيني دولرماني
الاهرام مصر
كل الشواهد تدل علي أن الحشد العسكري التركي علي حدود شمال العراق هو استعداد لعمليات توغل واسعة النطاق‏,‏ ولكن كل الحجج المنطقية تؤكد أنه احتمال مستبعد لأنه سيسقط كل الأطراف في مصيدة لا يملك أي منها وسيلة الفكاك من عواقبها الوخيمة‏.‏ فأيهما نصدق؟ لا سبيل سوي أن تحكم كل الأطراف عقلها‏.‏

التردد التركي حتي الآن يعكس إدراك رجب طيب أردوغان أن خسائره ستفوق مكاسبه‏.‏ فالتوغل البري وحده لا يمكنه أن يجهض حركة تمرد تعتمد علي قواعد متحركة والدليل هو فشل كل محاولات التوغل السابقة‏,‏ وفي وقت لم تكن فيه مؤسسات الحكم الذاتي قد أصبحت واقعا ملموسا في شمال العراق‏.‏ ثم أنه يخشي أن يفقد السيطرة علي الصقور داخل الجيش الذين يعتبرون احتمال انفصال أكراد العراق في ظل أي تقسيم محتمل خطا أحمر علي الأمن القومي التركي ينبغي التصدي له مبكرا‏.‏ ويدرك جيدا أن البديل العسكري سيضعه علي خط مواجهة مع العرب وأوروبا وأمريكا‏.‏

من هذا المنطلق فإن ارتفاع وتيرة التهديدات التركية يستهدف أساسا تصعيد الضغط علي الولايات المتحدة وعلي القادة السياسيين العراقيين لتحقيق أهداف يعلم جيدا أنه لن يستطيع تحقيقها عسكريا‏.‏ لكن الابتعاد عن حافة الهاوية يقتضي من جميع الأطراف الهبوط بسقف توقعاتهم والتعامل مع الحقائق علي الأرض‏.‏ تركيا عليها أن تطلب ما هو ممكن ومتاح فقط‏,‏ وأن تدرك أن السبيل الوحيد لخفض الدعم لحركة التمرد هو التعامل الديمقراطي مع محنة الأكراد داخل حدودها‏,‏ وقادة الأكراد العراقيين عليهم أن يحسموا اختيارهم بين السعي وراء تحقيق حلم كردستان الكبري أو التعامل بمسئولية تقي العراق ويلات حرب أهلية جديدة ويحقق لهم السلام والأمن والرخاء وتبادل المصالح الاقتصادية مع الجيران‏,‏ وأمريكا عليها أن تتحمل مسئولياتها إزاء وضع شائك تسببت في حدوثه بحساباتها الخاطئة في العراق‏,‏ أولا باستخدام نفوذها السياسي للحيلولة دون انتهاك ما تبقي من السيادة العراقية‏,‏ وتشجيع تركيا علي الحوار المباشر مع السلطة الإقليمية الكردية في شمال العراق للاتفاق علي ترتيبات أمنية طويلة الأجل‏.‏ فبدون الجرأة في تخطي الخطوط الحمراء سيصبح بديل استخدام القوة أكثر جاذبية برغم نتائجه الكارثية‏.‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
سياسيون من سوق مريدي
سلمان العجيلي
الزمان طبعة لندن
ليس بالضرورة أن يعود صدام الحقيقي او الشبيه، وليس من الحق والعدالة أن يعود الرجل الذي طبع في اذهان الناس دولة الخوف والجوع والحروب، انما رجل آخر يحقق وحدة شكل الدولة وهويتها، والارتقاء لمستوي المسؤولية التأريخية في الامن والامان والوعي والانتماء والولاء، دولة القانون والاستقلال، رجل قوي فيه شخصية صدام، تمنح الملايين المذلولة بعض الامان والوفاق، وبعد أن عجزت عشرات الشخصيات من تقليد الرجل الميت غاندي وعنزته، بل واصبحت الحاجة للرجل "الميت/ الحي" حاجة حتي للذين كوتهم ناره وقلمه وسيفه، فالعيش في ظل الامن حاجة ملحة . ولم يدر في خلد الناس ان العرش في العراق لعنة علي الملوك والجمهوريين والديمقراطيين لعنة تركها التاريخ، وكل نقطة دم امتزجت بتراب السواد، ظالم واحد خير من الف ظالم، المحتلون والحاقدون والوصوليون ، وشركات اجنبية هي فوق صلاحيات الرئاسات الثلاث، والوزراء والبرلمانيون، ، وناس "دحسوا" انفسهم في شركات سياسية لا حركات سياسية، يلوحون بشهادات العمالة القادمة من ارقي الجامعات التي لا توجد علي الارض، إما من "عربسات" الذي انطلق قبل أربع سنوات من سوق مريدي، حتي انتعشت في ظل الفساد والخراب، ولمَ كل هذه التصريحات ضد أياد علاوي، والجميع يعلم ان الرجل لا يملك المال والمليشيات التي يمتلكها الآخرون؟ فالقوي هنا في- أرض الانبياء والاولياء والقوانين، ليس هو علاوي ولا حمورابي ولا سيدنا الحسين، القوي من يملك المال والمليشيات، والشيطنة في تقبيل الأيادي، وإذا كان الرجل قد حصل علي 64% في الاستفتاء الذي أجرته احدي القنوات العراقية، فيما حصل خصومه علي 36% من أصوات المشاركين من أبناء الشعب الذي كشف الحقيقة متأخراً، ولماذا ينزعج (الديمقراطيون) الجدد من هذه الحقيقة؟ وبأي وجهة حق يرفضون علناً رأي الشعب والشارع العراقي، لماذا لا يلجأون إلي هيئة الأمم لاجراء استفتاء شفاف ونزيه، وكل يعرف قدر نفسه، ولماذا يدعون انهم جاءوا باسم الشعب ومن أجل الشعب، والغاء آرائه، وبلادنا تعيش مأساة وعقدة، عقدة السلطة، وذبح العراقيين من السنة والشيعة والتركمان والاكراد والمسيحيين والمندائيين وغيرهم، ولهدم معالمه وصروحه العلمية والحضارية والثقافية وقتل وتهجير الفنانين والرياضيين والصحفيين والاطباء واساتذة الجامعات، تصفيات لم يشهد لها عراق هولاكو من قبل. فالخطف والتفخيخ وهدم المراقد وهذا الخراب، يتناقض مع الديمقراطية والحريات.
ان ما تناقلته القنوات الفضائية والصحف العراقية والعربية والعالمية أخيراً، من عدم توجيه دعوة رسمية لرئيس حركة الوفاق للمشاركة في الاجتماع الرباعي، لهو خير دليل علي قوة هذا الرجل وصدق مشاعره ومشاريعه من أجل قيادة البلاد واخراجها من الموت اليومي الاسود، حيث لم نسمع لجوء علاوي للسب والشتم بقدر نوازعه السلمية الديمقراطية، فالهجوم عليه محلياً وايرانياً يعتبر في قاموس الشارع شهادة حق بحقه حيث لا يدرون، فزادوا من شعبيته أكثر مما يهدمونها، وهو اعتراف صريح حين يقف الشارع معه، بينما يرفضه الذين جاء بهم الشارع، إلي دفة القرار، واليوم نريد أن نتساءل: عن أية ديمقراطية وعن أي شارع يتحدثون عنه؟ الشارع البصري أم شوارع الناصرية والديوانية والسماوة والعمارة وواسط، شوارع النجف وكربلاء وبغداد والانبار وديالي والموصل، الشوارع السنية أم الشيعية، العربية أم الكردية، أم شوارع الواق واق، يتحدثون عن الشوارع أم عن اجندات خاصة لا يعلم عن بعضها إلا الله.
لننزل إلي الشوارع اذن، ولنحتكم بروح الشفافية ومنطق الديمقراطية، بشرط ان نرضي بالنتائج مهما تكون، لصالح علاوي أو غيره، وكما يزعم دعاة الحرية والشفافية والديمقراطية بعيداً عن التزييف والتزوير، وأن لا يكون الخصم هو الحكم. الشوارع أيها السادة هي التي ستفرض آراءها في صناديق الاقتراع، قوي وشجاع وواضح، لا الرجل الذي يحمل في جيناته جينات الحاكم الظالم , الرجل الذي يحقق للعراق وحدته وأمنه وسيادته وتطوره وانتعاشه، لا حاكم الموت والحروب ودساتير الرعب، وإذا ما قامت منظمات حقوق الانسان أو قالت الحقائق عن الارقام التي تعرفها، فكم عراقي قتل . وكم عراقي مات ومعه سر موته، وكم من مهجر ومغادر من فقير وطبيب وعالم وطيار هجّره ، وكم من وزارة أغلقت ابوابها علي موظفيها ، وكم من سيطرة رسمية أو وهمية ، وكم من بيت أو قصر أو شارع أغلق بالحواجز الكونكريتية . ان ما ذكره مسعود البرزاني لاحدي الصحف العراقية وحين قال: ان نفس الانتقام كان واضحاً منذ مؤتمر لندن، وشجب الرجل هذه الانفاس وخالفهم وغادرهم، وأن العمل والعمران وتبييض القلوب والعفو عند المقدرة سمة القيادات.
أن لجوء بعض القنوات والصحف، والزعامات ودول الجوار الي خلق الاتهامات والازمات ضد هذا الحزب او ذاك ، اجندة خارجية لاتريد لهذا العراق واهله الاستقرار والامان والانتعاش.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
مجزرة مدينة الصدر وأحداث الشمال العراقي: معانٍ ودلالات

معن بشور

السفير لبنان
لم تكن مجزرة القصف الجوي الأميركي لمدينة الصدر في بغداد قبل أيام، والتي أودت ـ حسب الناطق الأميركي ـ بحياة 49 شهيدا عراقيا، بينهم اطفال ونساء، هي المجزرة الأولى بحق مدينة فقراء العاصمة العراقية، ولا هي المجزرة الأولى التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق احياء بغداد الصامدة الصابرة المجاهدة كالأعظمية والكاظمية وشارع حيفا والعامرية والدورة وساحة النسور وباب الشرقي والجامعة والشعلة والعامل والكرادة. ولا هي بالطبع المجزرة الوحيدة في بلد اعادت مجازر الاحتلال رسم خارطته من جديد بدماء اكثر من مليون عراقي شكلوا سلسلة من الشهادات المؤلمة على عنف المحتل ودمويته. والمجازر سلسلة ممتدة من أقاصي الجنوب العراقي حتى أقاصي الشمال مرورا بالعاصمة بغداد وغربها في الفلوجة وسائر مدن الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وشرقها في بعقوبة والخالص وسائر مدن ديالى، وجنوبها ووسطها الممتد مما أسماه المحتلون بمثلث الموت وصولا الى الحلة والكوفة وكربلاء وامتدادا الى الديوانية والسماوة والناصرية والعمارة والبصرة عروسة شط العرب، حيث تركت مجازر المحتل وعملائه بصماتها في مقابر جماعية او فتن مذهبية او اغتيالات لعلماء او ضباط او مناضلين.
إلا ان للمجزرة الجديدة جملة معان ودلالات ينبغي الوقوف عندها، خصوصا ان مجيئها يتزامن مع ما يشهد شمال العراق (أي اقليم كردستان) من تطورات خطيرة تظهر حجم حرص المحتلين على فئات ومناطق ادعوا أنهم شنوا حربا على العراق لانقاذها.
أولا: ان هذه المجزرة الجماعية الجديدة تأتي في ظل ادعاءات اميركية بنجاح مزعوم في احلال الأمن والاستقرار في ربوع العراق، وخاصة في العاصمة بغداد، فاذ بنا نجد قوات الاحتلال تستخدم سلاح الجو في قصف احياء مدينة آمنة وقتل سكانها الابرياء، وهو قصف لا تفسير له الا ان المحتل يعيد احتلال بغداد من جديد او على الأقل انه يعجز عن دخول مدينة الثورة (وهو الاسم الأصلي لمدينة الصدر) بقواته البرية فيعمد الى القصف الجوي، وكلا التفسيرين يحملان ادانة لقوات الاحتلال وأدواتها ويكشفان عجز هذه القوات وطبيعتها العدوانية المتوحشة.
ثانيا: ان اختيار هذه المدينة بالذات، المعروفة بلونها المذهبي الخاص، تأكيد جديد على ان الاحتلال الأميركي لا يميز في عدوانيته ومجازره وجرائمه بين عراقي وآخر، وبين فئة عراقية وأخرى، كما انه تأكيد آخر على أن العراقيين، رغم كل محاولات الفتنة والتفرقة المتواصلة التي قام بها المحتل منذ ما قبل الحرب العدوانية على العراق حتى قرار مجلس الشيوخ غير الملزم بتقسيم العراق، ما زالوا مجمعين على رفض الاحتلال والتقسيم واعتبارهما المسؤولين الرئيسيين عن كل ما يواجهه العراقيون من آلام ودماء واضطراب.
ان كل استطلاعات الرأي التي قامت بها مراكز ابحاث ودراسات بتكليف من ادارة الاحتلال نفسها قد اظهرت ان 80٪ من العراقيين على الأقل يريدون خروج قوات الاحتلال من بلادهم، وانهم يحملونها مسؤولية التدهور الأمني فيها، وهو ما كرره ايضا اكثر من مسؤول اميركي او بريطاني، حالي او سابق، حين قال: ان وجود قوات التحالف يزيد من التدهور الأمني ولا يقلل منه.
ثالثا: ان هذه المجزرة الجديدة تأتي لتضع المجتمع الدولي، ومعه النظام الرسمي العربي، على المحك ازاء ما يتعرض له العراق في ظل الاحتلال، بل لتحمله مسؤولية كبرى عن الدماء التي تسفك كل يوم في بلاد الرافدين، لأن هذا المجتمع الدولي، ومعه النظام الرسمي العربي، وربما قبله، هو الذي وفر الغطاء للحرب العدوانية على العراق، وبعدها للاحتلال وكل افرازاته وتداعياته، وقبلها للحصار وكل اوجاعه وخسائره، بل هو الذي لا يحرك ساكنا ضد الجرائم المتتالية التي يرتكبها المحتل، مباشرة او بالواسطة، علنا او سرا، خصوصا حين وافق مجلس الأمن، ومعه جامعة الدول العربية، على اعتبار قوات الاحتلال بمثابة قوات متعددة الجنسيات، بل على توفير الغطاء الدولي والعربي لما سمي بعملية انتقال السيادة الى «الحكومة العراقية» في حزيران .2004
فأكذوبة «السيادة» هذه لم تكشفها عشرات المجازر والاجراءات والقرارات والممارسات التي عجت بها السنوات الأربع والنصف التي مرت على الاحتلال فحسب، بل كشفتها ايضا الفضيحة المتصلة بعمل ما يسمى «بالشركات الأمنية الخاصة» في ضوء مجزرة ساحة النسور التي نفذها «متعاقدو» شركة بلاك ووتر بحق مدنيين عراقيين.
فالذي يتابع المناقشات الجارية في أوساط الكونغرس حول الوضع القانوني لهذه الشركات، التي بدأت بالظهور مع ظهور فكرة «العولمة» والنظام العالمي الجديد في اوائل التسعينات، وبأي وزارة ترتبط في واشنطن (الدفاع او الخارجية) وأي محكمة تحاكم المرتكبين من عناصرها، يلاحظ بوضوح كيف ان عمل هذه الشركات الأمنية الخاصة، بموجب المذكرة 175 التي أصدرها (بريمر اول حاكم عسكري بعد الاحتلال)، يشكل مسا فاضحا بالسيادة العراقية، وخروجا خطيرا على القانون الأميركي نفسه.
لقد باتت الشركات الأمنية الخاصة أحد اطراف مثلث آليات العولمة المتوحشة بحيث تتكامل مع مخطط اثارة الفتنة العرقية والدينية والمذهبية من جهة، ومع حروب الابادة الجماعية التي باتت قوى التحالف الصهيو ـ أميركي تطبقها في كل مكان داخل سجون الاحتلال وخارجها، بذرائع واهية او حتى بدون أي ذرائع من جهة أخرى.
ان هذه المجازر الممتدة مكانا، والمتواصلة زمانا، في كل انحاء العراق، وفي كل السنوات المنقضية منذ الحرب والاحتلال، وقبلهما حصار 13 عاما، هي اولا دعوة صريحة لكل العراقيين المناهضين للاحتلال، والمقاومين له بالسلاح او الموقف، لكي يوحدوا صفوفهم، ويتجاوزوا ما بينهم من حساسيات وذكريات مؤلمة، والنظر الى مأساوية الحاضر وآفاق المستقبل بدلا من الاستغراق المقيت في مراحل الماضي والتوقف عند صفحات قاسية من هذا الماضي، فالماضي، القريب والبعيد، هنا يفرق العراقيين ويقوي الاحتلال وأدواته، فيما النظر نحو المستقبل يجمع ويطلق ديناميات التواصل والتفاعل والتكامل بين كل العراقيين.
ولنتحدث هنا بصراحة كاملة، فالقوى السياسية العراقية التي بررت مشاركتها في العملية السياسية بذريعة محاصرة الاحتلال سياسيا لاستعجال خروجه، او بذريعة التخفيف عن ابناء جلدتهم ومنع تهميشهم، او بذريعة اعادة تقاسم السلطة لصالح فريق كان مهمشا لفترة طويلة ـ حسب قولهم ـ مدعوة اليوم للخروج نهائيا من «العملية السياسية» التي شكلت على مدى سنوات العجلة الثانية، مع قوات الاحتلال، في عربة الهيمنة الاستعمارية على العراق.
فاذا كانت العجلة الأولى، أي قوات الاحتلال، تتعثر كل يوم بفضل ضربات المقاومة العراقية الباسلة، فان توقف العجلة الثانية، أي العملية السياسية، سيقود حتما الى انهيار سريع لمشروع الاحتلال الذي لم ينجح الا في اللعب على التناقضات الموجودة بين العراقيين.
اما الدعوة الثانية فهي لجموع البعثيين ولقيادتهم، وقد اجتمع قبل أسابيع تحت ظل قائدهم عزت الدوري اكثر من 22 فصيلا مقاوما، بان يعلنوا على الملأ مراجعة جريئة وصريحة لتجربة العقود الثلاثة التي أمضاها حزبهم في الحكم، بكل ايجابياتها وسلبياتها، وصولا الى تعهدات مستقبلية بتجنب اخطاء الماضي وأبرزها احتكار السلطة وتغليب المعالجات الأمنية لمشكلات العراق على المعالجات السياسية.
وللحق يقال ان بذور هذه المراجعة، وان بدايات هذه التعهدات قد بدأت تظهر في أدبيات هذا الحزب الذي اثبت انه من أقوى الاحزاب في العراق بل ومن أعرقها وأعمقها جذورا في وجه كل محاولات الاجتثاث لأنه ارتبط منذ تأسيسه بوحدة العراق العابرة للأعراق والأديان والمذاهب، ولعروبة العراق بوجه كل التحديات والأخطار.
الدعوة الثالثة هي الدعوة الموجهة للتيار الصدري وعلى رأسه السيد مقتدى الصدر الذي أفشل في أكثر من محطة مخططات واشنطن بتصوير «الشيعة» كطائفة مناصرة لاحتلال بلدهم، والذي خاض اكثر من معركة ضارية ضد قوات الاحتلال وأدواتها.
هذه الدعوة ترتكز على ثلاث أولها الانفتاح الكامل على كل القوى العراقية المناهضة للاحتلال دون استثناء وثانيها السعي الى تشكيل جبهة عراقية عريضة هي الرد الحقيقي على مجازر الاحتلال وهي السد الحقيقي بوجه أي فراغ او فوضى يريد الاحتلال ان يسقط العراق فيهما اذا اضطر للرحيل، وثالثها الخروج من أسر تجارب مريرة مر بها العراقيون جميعا، وما زالوا، في علاقاتهم الداخلية، والمعالجة الحازمة لاختراقات، بات الكل يدرك سلبياتها على سمعة الصدر ودوره.
لقد غرق الجميع في دماء الجميع، قبل الاحتلال وبعده، والمطلوب اليوم ان يخرج العراقيون جميعا من بحيرة الدم التي ادخلهم اليها الاحتلال ورفيقه الدائم الاحتراب الأهلي القائم على الجهل والتعصب.
الدعوة الرابعة موجهة الى جهات وهيئات قومية واسلامية، ممن لم يكن طرفا في صراعات دموية سابقة في العراق كهيئة علماء المسلمين، وكالمؤتمر التأسيسي الوطني وحزب الفضيلة والتيار القومي العربي وكعلماء بارزين كالخالصي، والبغدادي، وفاضل المالكي، واليعقوبي وكزعماء العشائر الرافضة لاغراءات المحتل وممارساته وغيرهم من اطراف المقاومة المسلحة والسياسية من اجل ان تلعب دورها مع كافة الجهات فتسعى اولا الى توحيد جبهات المقاومة الممتدة على كامل الارض العراقية وتسعى ثانيا الى اقامة جسور الحوار والتنسيق بين كافة القوى المناهضة للاحتلال والتي ما زالت اسيرة صراعات الماضي.
الدعوة الخامسة موجهة الى الاخوة الاكراد الذين جمعتنا معهم وما تزال روابط الاخوة والكفاح المشترك، ووشائج العقيدة والحضارة والمصير، والذين لا تصدق دعوتنا كقوميين عرب الا اذا احتضنا معهم حقوقهم القومية والثقافية.
ان الأخوة الأكراد وقياداتهم الحالية التي تواجه انقسامات واعتراضات متزايدة داخل مناطق نفوذها، مدعوون ايضا، في هذه اللحظة التاريخية العصيبة من تاريخهم وتاريخ العراق، لا سيما في ظل التوتر على الحدود التركية، بان يدركوا اكثر من أي وقت مضى ان الحماية الحقيقية لهم تكمن في وحدة العراق ودولته الجامعة والموحدة، التي تصون حقوق الأكراد ومكتسباتهم لكنها تمنع تقسيم العراق حسب المخططات الصهيو ـ اميركية الحالية، وبالتالي ان يتصرفوا على هذا الأساس فيعيدون نسج علاقاتهم بباقي القوى الوطنية والاسلامية العراقية، خصوصا المناهضة منها للاحتلال، ويفتحون الباب واسعا لمفاوضات عراقية ـ تركية تصون سيادة العراق وسلامة اراضيه من جهة وتحمي امن تركيا واستقرارها وهما جزء من امن الاقليم الجيوسياسي والحضاري واستقراره. ويعيدون النظر بكل القوانين والقرارات المجحفة، التي صدرت في ظروف الاحتلال القسرية، لتعطي مكاسب وهمية لهذا الطرف او ذاك، فيما كل الأمور تؤكد انه حين يخسر العراق ككل فلا يمكن لأي طرف عراقي ان يكسب.
الدعوة السادسة موجهة الى القيادة الايرانية من أجل مراجعة جريئة وعميقة لمجمل سياسات وممارسات ومواقف تجاه العراق وقضيته، فتفتح الحوار مع كل ألوان الطيف العراقي المقاوم للاحتلال، وتستمع باهتمام الى ملاحظاته، وتعمل على اعادة بناء جسور الثقة مع كل اطراف المقاومة الفاعلة المتمسكة بوحدة العراق وعروبته، وتسقط جملة التباسات علقت بهذه السياسة بما يحصن العلاقة الايرانية ـ العراقية خصوصا، والعلاقة الايرانية ـ العربية عموما في اطار المواجهة المشتركة الشاملة للمشروع الصهيو ـ اميركي في المنطقة.
طبعا ليست مجزرة مدينة الصدر، قبل أيام قليلة، هي اول المجازر الجماعية التي نفذها المحتل، ولا هي ابشعها واخطرها واكثرها وحشية، ولكن وقوعها مع التطورات الخطيرة التي يعيشها شمال العراق، يحمل دلالات ومعاني، ويعزز دعوات ونداءات من أجل تعزيز وحدة العراق ومقاومته على طريق التحرير والديموقراطية والعروبة الحضارية المستوعبة لكل الخصوصيات العرقية والقومية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
الحلفاء الأضداد!!
افتتاحية
الرياض السعودية
هل من تناقض بين الدول المحيطة بكردستان العراق؟ ولماذا اختلفت المواقف والاستراتيجيات بين تركيا وإيران بالرغم من وجود شعور مشترك بخطر إيجاد دولة كردية، والتي تسببت في كثير من الغارات من قبل الدولتين على الحدود العراقية؟ وكيف ترفض إيران أي تدخل عسكري في الإقليم بالرغم من وجود مخاطر لا تزال قائمة في رؤية البلدين الجارين؟
إيران لا تريد أن تكون خارج دائرة الفعل المباشر والقوي في العراق، فهناك تحالف شيعي جنوبي، مع أكراد الشمال، ليكونا مصدر القوة في أي متغيرات أو إنشاء دولة بمقاييس تختلف عن الماضي، وتعوّض حرمانهما سنين طويلة من استلام السلطة، وطالما إيران محرّك أساسي في هذا التوجه، فإنها تمانع أو على الأقل تريد الوقوف على الحياد من الأزمة الكردية الطارئة مع جارتها تركيا..
فهي من ناحية تعرف أن الحرب في مناطق وعرة، وشتاء قارس مغامرة خطيرة على تركيا، لكن لماذا لا تتفق سورية مع هذا الطرح، وهي الحليف المميز في المنطقة كلها مع إيران، وهل حضور المسألة الأمنية الحساسة والدقيقة والتي لا تقبل المغامرة، حين مالت الكفة السورية لتركيا بأن لها الحق في التصرف بما تراه يخدم أمنها تجاه حزب العمال الكردستاني، جعلها تفكر منفردة على إيقاع أهدافها ومصالحها؟.
لسورية ارتباط مع تركيا بجملة أسباب لا يجوز التضحية بها مهما كانت الأسباب، فهي مصدر مياه نهر الفرات، ولها حدود طويلة معها، وتجارتها المفتوحة ومشاريعها لا تقل أهمية عن تدفق المياه، ثم إن تجربة الزعيم الكردي (أوجلان) التي كادت أن تفجر حرباً بين البلدين فرضت ضغطها الأمني بالاتجاه إلى تسوية المسائل الشائكة دبلوماسياً بدلاً من التصعيد غير المبرر..
وسورية حليفة لإيران، لكنها ترفض أن تكون جبهة نزاع دبلوماسي مع تركيا، وإيران تدرك أن التفريط بسورية يعني قطع طرقها مع حزب الله والتواجد الفعلي في لبنان، وهي لن تغامر بأمر كهذا، وسورية لديها مليون كردي ليست على وفاق معهم، وهي في هذا الموقف تريد أن تكون لاعباً لا تابعاً، ولا تختلف مخاوفها وقلقها عن تركيا، والتي لو تغيرت اللعبة في المنطقة لعادت إلى تحالف مفتوح مع إسرائيل، وهذا أكثر كلفة حتى مع فسخ العقد مع إيران حتى لا تقع بين فخيء بلدين جارين وخطرين، وقد تكون (البراغماتية) السورية أكثر ذكاء وحرفة، بأن لا تحاول التفضيل بين تركيا العالقة معها أمنياً واقتصادياً، ولا تخسر إيران الجبهة الأكثر إقلاقاً لأمريكا وإسرائيل، والتي بدورها تدرك أن طبول حرب ما قد تدخل مغامرة بذرائع امتلاكها سلاحاً نووياً..
العراق بمكوناته الجغرافية، جنوباً، ووسطاً، وشمالاً، ساحة المعركة، لكن هذه المرة قد تفقد التحالفات قيمتها بين الشيعة والأكراد، وحتى لو أرادت إيران أن تكون رقم المعادلة في التسويات، والابتعاد عن الحروب، فإن تركيا لها رؤية تختلف حتى مع الصديق الأمريكي، لأن هناك شعوراً عاماً شعبياً أصبح يرتاب حتى بالقوة العظمى ودوافعها، إذ كثيراً ما طُرح تاريخياً، ولاحقاً، تفكيك تركيا لأنها الجار المسلم المجاور لأوروبا، وبالتالي فخلق دويلات على حساب وحدتها القومية ربما كان مطروحاً على استراتيجيات الغرب، وهذا ما يجعل القيادات التركية أكثر ريبة بما يجري في كردستان العراق، وبالتالي فليس من المنطقي أن لا يكون لها خياراتها الصعبة تجاه من يريد دفعها إلى اتخاذ القرارات الأكثر مرارة بما فيها حرب طويلة مع الأكراد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
الحسابات الإقليمية في الأزمة الكردية

الدكتور جيمس زغبي
اخبار الخليج البحرين

عندما أصدرت الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي بيانا مشتركا يعارضان فيه إقدام صدام حسين على غزو واحتلال الكويت، وعندما وجد هذا الأخير نفسه آنذاك يواجه قوة دولية مصممة على استخدام القوة لتحرير الكويت، تذكرت ذلك القول المأثور: «لا تدخل معركة أكبر من أن تكسبها«.

لم يسمع صدام حسين عن هذه الحكمة البليغة، أو لعله اختار ان يتجاهلها لتدفع بلاده في النهاية ثمنا باهظا جراء مغامراته الجنونية. عندما كانت الولايات المتحدة الامريكية تعد العدة وتقرع طبول الحرب استعدادا لغزو العراق في ربيع 2003 عدلت بعض الشيء في هذه الحكمة المأثورة وقلت: انه «سيكون من الحكمة ألا يختار المرء معركة لا يعرف كيف ينتصر فيها«. لم تأبه ادارة جورج بوش للأمر وكانت مقتنعة بأن النصر سيكون سهلا وحددته بطريقة جعلت كل من يعرف العراق يدرك انه من قبيل الوهم. لقد كان الغزاة أشبه بالثور العنيد إذ انهم أبوا ألا ان يغزوا بلدا لا يعرفون أو يفهمون تاريخه وثقافته وتركيبته الاجتماعية، وهو ما عاد عليهم بعواقب وخيمة لم يكونوا يتوقعونها. ذلك ما حدث فعلا. لقد تكبد الجيش الأمريكي قرابة أربعة آلاف قتيل، عدا عشرات أو مئات الآلاف من القتلى العراقيين، ومليوني لاجئ في الخارج، وما يضاهي هذا العدد من المشردين في الداخل، ناهيك عن الاموال الضخمة التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية على الحرب، والتي ناهزت حتى الآن 600 مليار دولار، والمليارات الاخرى التي لا تعد والتي خسرها العراق نفسه، الامر الذي يجعل هذه الحرب كارثة حقيقية.. لم تنته الحرب بعد، بل انها قد تزداد سوءا عما قريب. بعد موجات العنف الداخلي المتتالية والمتداخلة التي ينفذها المتمردون والعصابات الاجرامية والميليشيات الطائفية والارهابيون، ها هو الصراع يوشك الآن على ان يخرج من الحدود العراقية وينتقل الى تركيا، وربما إلى ايران. لعل ما يثير السخط انه كان لابد من توقع كل هذه التداعيات الخطرة منذ البداية، فأولئك الذين حذروا من الدخول في هذه الحرب المجنونة قد حذروا أيضا من مثل هذه التداعيات الخطرة. ان الذين يعرفون ما كان العراق يعانيه دائما من هشاشة والذين كانوا يخشون تصفية الحسابات عند سقوط صدام حسين، هم أيضا الذين حذروا بقوة مما قد ينجم عن الحرب من زعزعة للاستقرار واستشراء للعنف السياسي. أما الذين يدركون عمق المعاناة التاريخية للشعب الكردي فانهم راحوا يحذرون بدورهم من مغبة فتح هذا الملف. لقد انفتح الآن ولن يغلق في مستقبل قريب. على مدى العقد الماضي، ظل أكراد العراق ينعمون تحت مظلة الحماية الامريكية. عندما انهار نظام صدام حسين في بغداد، تضاعفت آمال الاكراد في امكانية توسيع نطاق الحكم الذاتي، ومع سقوط نظام بغداد كبرت طموحات الاكراد أيضا، فقد أصبحت السلطة الانتقالية الكردية دولة داخل الدولة الفاشلة واتخذت لنفسها علما وجيشا وممثلا خاصا لها في واشنطون وبدأت تقترب بذلك تدريجيا من الاستقلال. سعيا منها لتعزيز قوتها الاقتصادية وتدعيم دولتها الافتراضية، سعت السلطة الانتقالية الكردية الى ضم منطقة كركوك الغنية بالنفط. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قررت السلطة الانتقالية الكردية اجراء استفتاء بين سكان كركوك، على ألا يكون ذلك قبل استكمال ترحيل السكان، أي اعادة الاكراد الى منطقة كركوك في مقابل ترحيل العرب الذين جرى نقلهم الى منطقة كركوك خلال فترة الحكم البعثي. لم يثر هذا الامر حفيظة العرب، من سنة وشيعة فقط، الذين يخشون انفصال الاقاليم الكردية، بل انه أثار أيضا مخاوف تركيا، التي تخشى بدورها ان يتم تشريد أبناء الاقلية التركمانية في العراق، على أيدي الاكراد. لم يكف السلطة الانتقالية الكردية هذا الامر بل انها عمدت مؤخرا الى ابرام صفقة مع شركة «هانت« البترولية الامريكية وهو ما انتقدته الولايات المتحدة الامريكية نفسها واعتبرته خطوة خطرة تهدد الاصلاح الدستوري المتعلق بتوزيع عوائد الثروة البترولية ويعمق الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي في بغداد. رغم تنامي المخاوف الاقليمية، فان السلطة الانتقالية الكردية قد مضت قدما في خططها ووصل بها الامر الى حد الترويج لنفسها داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها على انها تمثل «العراق الآخر« وتفتخر بما تنعم به من استقرار ورخاء وتسعى لاستقطاب الاستثمارات وحتى السياحة. كان بالامكان القول: ان كل شيء بات يسير على أحسن وجه فيما كانت السلطة الانتقالية الكردية تسعى لتحقيق المزيد من الرخاء والاستقلالية الذاتية، لكن، بما ان تداعيات وتشعبات «المسألة الكردية« اكبر من العراق، فان الواقع الخارجي والضغوط الداخلية قد تداخلت وراحت تحاصر هذا «العراق الآخر«. هناك روابط عميقة، ومعاناة أيضا، تجمع بين الاكراد في تركيا وسوريا وايران والعراق. اذا ما عدنا الى التاريخ، فاننا سندرك كيف ان اي تطورات ايجابية أو سلبية تحدث في هذه الدولة تؤثر في المواطنين الاكراد في الدولة الاخرى، لذلك فان حكومات هذه الدول تتابع التطورات الجارية في المناطق الكردية وهي تخشى ان تنتقل الى مناطقها الكردية. كان يجب ان نتوقع مسبقا ان توسيع استقلالية الاكراد في العراق من شأنه ان يلهم الاكراد في ايران وتركيا ويدفعهم للمطالبة بمزيد من الحقوق، او يحرض المتمردين الاكراد المتحصنين بالمناطق الجبلية الوعرة التابعين لحزب العمال الكردستاني، على شن عمليات مسلحة اكثر عنفا داخل كل من تركيا وايران. ليست مثل هذه الهجمات الاولى من نوعها غير ان التهديدات التركية والايرانية باجتياح المعاقل الكردية في السلطة الانتقالية الكردية قد ولّدت العديد من المشاكل.. فقد أصبحت السلطة الانتقالية الكردية مطالبة اليوم باستخدام ميليشياتها، او «جيشها الوطني« من اجل مهاجمة المسلحين الاكراد الايرانيين والأتراك الذين ينفذون هجماتهم خارج الحدود ومن ثم السيطرة عليهم. لقد فعلوا هذا من قبل غير انهم يترددون في اعادة القيام به الآن. فقد راحت تركيا وايران تقصفان المواقع الكردية داخل مناطق السلطة الانتقالية الكردية وتهددان باتخاذ اجراءات اكبر ما لم تتم السيطرة على المسلحين الاكراد. أما الولايات المتحدة الامريكية فانها باتت تخشى ان تنهار «قصة نجاحها العراقية«، وهو ما يفتح جبهة جديدة فيما قد يصبح حربا اكثر تعقيدا. كان يجب ان نتوقع وندرك كل هذه التداعيات الخطرة قبل ان تبدأ الحرب، غير ان شيئا من ذلك لم يحصل. كذلك فان واحدة من اهم توصيات مجموعة دراسة الحالة العراقية لاتزال صالحة حتى اليوم بقدر ما كانت مفيدة عندما دوّنت في تقرير بيكر - هاملتون، تتمثل هذه التوصية في العمل على ابرام معاهدة أمنية اقليمية تضم مختلف الجماعات داخل العراق، اضافة الى الدول المجاورة للعراق، وذلك تحت رعاية منظمة الامم المتحدة حتى تتم مواجهة مثل هذه المشاكل بين الحين والآخر. ان جيران العراق لهم مصلحة مباشرة في الحفاظ على استقرار العراق ووحدته. لذلك يجدر بناء شراكة معهم من أجل تحقيق هذا الهدف بدلا من التعامل معهم كحلفاء وخصوم. لم يكن يوجد اي سبب يبرر تجاهل الحكمة التي تقول: «لا تدخل معركة أكبر من أن تكسبها«، كما لا يوجد اليوم ما يبرر ايضا مواصلة تجاهل هذه الحكمة عندما نلمس ما نجم عن الحرب من عواقب وخيمة. وما قد ينجم عنها مستقبلا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
أردوغان والمسألة الكردية
عبدالله اسكندر
الحياة طبعة بريطانيا

عندما قطع الرئيس محمود أحمدي نجاد، الاسبوع الماضي، زيارته لأرمينيا، بررت الأوساط الرسمية الايرانية الخطوة بأنها هدفت الى تفادي زيارة نصب ضحايا الأرمن خلال الحكم العثماني في يريفان، وتفادي أزمة مع تركيا التي تعترض على التعامل مع سقوط هؤلاء الضحايا كإبادة انسانية. تزامن قطع زيارة أحمدي نجاد لأرمينيا مع تطورات داخلية ايرانية مهمة، طاولت مجلس الأمن القومي، وفي ظل معلومات عن تغيرات في الخارجية. وفي الحالين، يُعتبرالرئيس معنياً مباشرة، إذ ان المسألة تتعلق بفريقه الحكومي الذي يواجه اعتراضات داخلية، والذي عليه ان يتعامل مع أزمة كبيرة وحادة تتصل بالملف النووي ومضاعفاته التي قد تكون إحداها الحرب.

في أي حال، لا يُخفى المعنى العميق لربط قضية إيرانية داخلية بقضية الموقف التركي من الضحايا الأرمن. ومن جوانب هذا المعنى، حتى لو كان في الحال الايرانية التبرير، ان الموقف في ذاته ينطوي على حساسية استثنائية توجب على الآخرين التعامل معه بحذر شديد. تراجع الاهتمام المباشر بالموضوع الأرمني، بفعل تراجع الكونغرس الأميركي عن مشروع قراره اعتبار سقوط الأرمن إبادة جماعية، وبفعل طغيان الموضوع الكردي وما فرضه من روزنامة جديدة في تركيا، وفي علاقاتها الخارجية.

لا بد من الملاحظة ان مسألة العلاقة بين أنقرة وأقلياتها هي الطاغية، هذه الأيام، على اهتمامات حكومة حزب «العدالة والتنمية»، وعلى اهتمامات رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ورئيس الدولة عبدالله غل. وذلك في الوقت الذي عاش الحزب وقيادته أزمة علاقة فعلية مع المؤسسة العسكرية الأتاتوركية. وبعدما تمكن الحزب، مدعوما من غالبية شعبية كاسحة، من إدخال تعديلات جوهرية على الدستور لم تكن المؤسسة العسكرية لترضى عنها في ظروف مختلفة، لأنها تعزز، على المدى البعيد، انفصال القرار المدني السياسي، عبر صناديق الاقتراع، عن المجلس العسكري الأعلى الذي لعب دائما دور حارس الدستور العلماني في البلاد.

لقد مرت التعديلات الدستورية بسلاسة، في غضون أزمتين تتعلقان بأقليات داخل تركيا. وكان ثمنها تراجع حزب «العدالة والتنمية» عن طموحات أخرى، مثل مصالحة الإسلاميين مع التاريخ التركي الحديث، بما فيه قضية الاقليات. ومثل تطبيع علاقات تركيا الخارجية، خصوصا السعي إلى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وكترجمة في الوضع الداخلي التركي لهذه السلاسة التي أرادها «العدالة والتنمية» هو النكوص الى مواقف المؤسسة العسكرية صاحبة العقيدة القومية المتشددة والرافضة لأي ثمن للتوجه التركي الأوروبي، خصوصاً ان الثمن يتصل بدور الجيش وتدخله في السياسة. وتالياً انتعاش نفوذ هذه المؤسسة، بما يجعلها لاحقاً مصدر تهديد فعلي للاصلاحات الدستورية التي «خطفها» حزب «العدالة والتنمية» في ذروة أزمتي الأرمن والأكراد.

من جهة أخرى، ليس مطروحاً حالياً الانضمام التركي إلى الاتحاد الاوروبي، لأسباب اوروبية، لكن بين الاتحاد وأنقرة مفاوضات ومحادثات تتناول ملفات لإعداد هذا الانضمام. وللمناسبة يطرح السؤال عن إمكان المزاوجة بين رغبة الحكومة التركية بتسهيل هذه الخطوة، وبين إعلانها التخطيط لحرب في شمال العراق، وما ينطوي عليه ذلك من احتمال ان يجد الاتحاد نفسه منخرطاً في حرب على حدوده، ولدوافع تتصل بقضية يدافع عنها، وهي تكريس حقوق المواطنة الكاملة للأقليات وايضا تنمية ثقافتهم ولغتهم، وقبل هذه وتلك، حقهم في التعليم والسكن والتنمية والعيش الكريم. ومن دون خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، وفي ظل استمرار قرع طبول الحرب على الأكراد، لن ينجح اردوغان في حل المسألة الكردية داخل تركيا، ولن ينجح في تأهيل بلاده لتلعب دورها المطلوب في جوارها وفي أوروبا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
35





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
36





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
37





ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر






ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر



ليست هناك تعليقات: