Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 29 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 29-10-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هذا ما يحصل في سجون العراق

شمس بغداد
المحرر الاردن
بغية فهم واستيعاب الممارسات البشعة التي تحدث الآن في معتقلات العراق ,أحب إن أتوجه إلى الرأي العام والضمير الإنساني، لأوضح ولو جزءاً صغير جدا من كمً هائل من الانتهاكات الصارخة التي لا يرضاها الله ولا الضمير الإنساني ولا دعاة الإنسانية، وما تنطوي عليه من كشف لأبعاد وأهداف الاعتقال والطرد والقمع التي يتعرض لها العراقيون النجباء، الذين أصبحوا محور الإستراتيجية الكفاحية وأدواتها في مقاومة الغزو الأمريكي الصفوي والتصدي له، على هذا الأساس فإن ممارسات الحكومات العميلة التي جاءت مع الاحتلال وإضافة إلى سياستها القمعية الإرهابية التي تستهدف وضع المواطن في حالة عجز وضعف لتحول بينه وبين قدرته على مواجهة الاحتلال والتصدي له، وإحباط خططه التوسعية، ولكي لا يشكل هذا المواطن عنصر القوة الأساسية في الكفاح والتحرير، لكي أتناول الموضوع بشيء من التفصيل وكذلك أنماط وصيغ الاعتقالات والمداهمات المفزعة التي يتعرض لها العراقيون الآمنون بتهم باتت معروفة سلفا وهي (الانتماء للقاعدة - صدامي - تكفيري - إرهابي)، في أوقات متأخرة جدا من الليل من قبل المحتلين وعملائهم غير مراعين البتة حرمة الدار وساكنيها، وإطلاق الشتائم والإذلال والرعب، وما يلي ذلك من أعمال سلب ونهب وتدمير لمحتويات المنزل، واعتقال من في البيت حتى ولو كان طفلا ,ليضطر بعد ذلك ذووه إلى تسليم أنفسهم، ولتأتي بعد ذلك سلسلة من العذابات في داخل المعتقل وأحب أن أروي هنا بعض مما روي لي من أحداث مؤلمة استفزتني بشده، لو بشكل مختصر جدا:

1 - التعذيب الجسدي، بإتباع أساليب متنوعة ومنها الضرب المبرح حد النزف والإغماء، أو التسبب بعاهة مستديمة، الصعق بالكهرباء، استخدام مواد حارقة، كصب الزيت الحار على الجسد وما شابه، استخدام الآلات الخطرة كالمثقاب الكهربائي (الدريل) وأداة لحم الحديد، حقن المعتقل بإبر تحتوي على مخدرات..

وقد روى لي شاهد عيان عن تعذيب طفل لا يتجاوز عمره 14عاماً مما أدى إلى تهشم كامل بالقفص الصدري بتهمة انتماء والده (إلى المقاومة).

2 - التعذيب النفسي، ومنها الحرمان من النوم، تجريد المعتقل من ملابسه، التهديد بالاعتداء الجنسي، تسليط الإنارة الساطعة جدا، تشغيل الموسيقى الصاخبة، إيهام السجين بأن أمه أو أخته تستغيث به، وضع تسجيلات صورية لناس يتعرضون للتعذيب، اقتياد المعتقل إلى ساحة في وسط السجن حيث تهاجمه الكلاب المتوحشة، ومن ثم ينقل إلى حفرة ليهال عليه التراب لإيهامه بأنه سيدفن حيا، إجباره على تناول ا لمشروبات الكحولية المسكرة وأكل لحم الخنزير، إلقاء الطعام في المرحاض وإجبار السجين على تناوله، وضعه في زنزانة ملطخة بالدماء والفضلات والماء القذر، إجبار الرجال على ارتداء ملابس السباحة النسائية والرقص، إطلاق الكلمات البذيئة عليه.

3 - التعذيب الجنسي، يتخذ هذا النمط صورا بمنتهى الاشئمزاز والقشعريرة، ومنها الضرب بالعصي على الأعضاء التناسلية، الحروق، الإكراه على ممارسة الرذيلة، وهناك الآلاف من حرائر العراق تعرضن للاغتصاب الجنسي، أذكر منها إجبار رجل دين يبلغ من العمر (68) سنة على الاعتداء جنسيا على بنت مراهقة لا يتجاوز عمرها (15) سنة أمام أنظار الجميع مما جعله يرفض بشده، مما جعله يتعرض للضرب بالسياط نتيجة مخالفته الأوامر وينتهي به الضرب لحد النزف، مما أدى إلى تدخل الفتاة لرفع الأذى عنها ودعته لتقبيلها لكن بعهد الله كأب، مما أثار حقد وغيض الحراس.

4 - الازدحام حيث يقدر عددا لسجناء في الزانزنة الواحدة أربعة أشخاص يفترشون مساحة ارض لا تزيد عن (150) سم مما جعلهم يتبادلون فيما بينهم أوقات الجلوس والوقوف، وقد اخترعت الحكومة حلا لهذه الإشكالية بتصفية الأعداد الزائدة من السجناء بإطلاق العيارات النارية عليهم ومن ثم رميهم في المزابل وعلى قارعة الطريق تحت بند الجثث المجهولة.

5 - الأوضاع الصحية وصلت إلى مراحل خطرة ومنها انتشار الجرب، فقدان البصر، انهيار الوزن، الإيدز، الالتهابات المعوية.. الخ، مما أدت بالبعض إلى ترك عاهات مستديمة لديهم نتيجة فقدان العناية الطبية بالرغم من وجود طبيب مقيم يقوم بفحص المريض دون أن يلمسه...!!! وما وجوده إلا كتغطية أمام زيارات الصليب الأحمر.

6 - أوضاع السجون وتعتبر الأسوأ في تاريخ العراق الحديث والعالم.. حيث أكد لي أحد الأشخاص وجود محققين يتكلمون اللهجة الفارسية في سجون الداخلية يعتقد أنهم ضباط في جهاز المخابرات الإيراني، وأكد البعض وجود ضباط من دولة عربية مجاورة مشرفين على التحقيق في سجون البصرة (نتيجة التقارب الجغرافي).. وهناك سجون سرية تعود لوزارة الداخلية تمارس فيها فضائع وحشية.. لا يمكن الوصول إليها نتيجة وقوعها في أماكن نائية وغير هذا وجود عدد كبير من المعتقلين امضوا ما يزيد على السنتين أو الثلاث دون توجيه تهمة رسمية لهم.

هذا أقل القليل وغيض من فيض، وما خفي كان أعظم من الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية الدالة على الانحطاط الغربي وما وصلت إليه الحضارة الغربية وهذا النتاج الحضاري والديمقراطي بعملاء أمريكا حكام العراق الجديد...!!

هذه الأفعال التي تتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان وفي الوقت ذاته تكشف عن كره هؤلاء للرقي الإنساني في التعامل على الرغم من اتفاقيات جنيف ومواثيق حقوق الإنسان ومداخلات الصليب الأحمر.

هل سيصيبنا مرض النسيان والإهمال فجأة عن هذه الأعمال الوحشية التي لا تليق بآدمي مثلما حصل مع فضيحة (أبو غريب) وسجن الجادرية، التي أصبح فيها جسد العراقيين والعراقيات مسرحا لها؟

وهل يا ترى لو حدثت هذه الفظائع في بلد غربي هل كان سيتم التعامل مع القضية كما تعامل مع الفضائح المفزعة للعرب والمسلمين؟

أيا ترى هل نصيب العربي المسلم الذل والمهانة؟!! وللغربي الحقوق والكرامة؟!!

هل هذه هي حقوق الإنسان التي يتشدق بها الساسة الجدد من المقدسين حد العبادة شعارات أمريكا.. أم أنه كشف حقيقي للوجه الأمريكي الصفوي بدون مساحيق؟؟؟

الحرية لسجناء العراق.. حسبي الله ونعم الوكيل.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
انحياز الأمم المتحدة ضار
افتتاحية
اخبار العرب
يبدو أن الأمم المتحدة أخذت تنزلق يوماً بعد يوم نحو هاوية الانحياز الأعمى للإسرائيليات وثقافة الصهيونية وتبني مواقف دول ما زالت في وجدان العالم تشكل العنصرية والطائفية في أقبح وأشرس وجوهها. فقد كشف مؤخرا أن المنظمة التي من المفترض أن تكون ’’ أممية ’’ وعالمية ودولية وحيادية، بصدد عقد جلسات مشاورات ولقاءات للبحث في مشروع خطير وهو تدريس ’’ الهولوكوست ’’ في المناهج الطلابية في العالم. أي بعد ستين عاماً من الحرب العالمية الثانية وأحداث المحارق التي ارتكبها هتلر ضد شعوب العالم ودوله، تسعى الأ· المتحدة لإحياء هذه الحادثة وترسيخها في عقل العالم كأن ’’ اليهود ’’ هم وحدهم الذين عانوا من الحرب والمجازر والقتل والمحارق. فإذا كانت الأ· المتحدة تريد بهذا ’’ الإحياء ’’ الغبي أن تستأصل البشاعة من عقل وذهن ودواخل الإنسان في أي مكان، فعليها أولاً أن توقف المجازر الصهيونية التي ترتكب كل لحظة ضد الشعب الفلسطيني والشعب العربي، وتعيد للشعوب حقوقها - الحية والمنظورة والملموسة والمحسوسة- التي اغتصبتها عصابات الصهاينة في عام 1948، وعام 1967، وأن تدعو إلى تعويض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني والمصري والأردني عما ارتكبته إسرائيل في حقها. ألم تسمع الأ· المتحدة عن مجازر صبرا وشاتيلا التي أشرف عليها مجرم الحرب أرييل شارون، ومجزرة قانا ودير ياسين وبحر البقر، ودفن الأسرى المصريين أحياء في حرب 1973؟ ألم تسمع الأ· المتحدة بعدد الضحايا في لبنان بعد الاجتياج الإسرائيلي لدولة صغيرة في عامي 1982، و2006 وقتلت من قتلت حتى من دون محاكمتها أو إدانتها. فإذا تجاوزنا عن الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبتها في حق الشعوب العربية، ألم يكن جديراً بالنظر في المجازر التي ارتكبت ضد السوفييت حيث قتل هتلر أكثر من عشرين مليون نسمة، وهم أكثر أربع مرات من يهود إسرائيل كافة. فلمَ هذا ’’التدليل’’ لفكر صهيوني وجرائم إسرائيلية بشعة في حق الإنسانية. هل تريد الأ· المتحدة بذلك التستر على جرائم إسرائيل والكف عن ملاحقتها في يوم من الأيام عندما يكون للعرب قوة ومنعة وكلمة يستطيعون بها رفع صوتهم عالياً والمطالبة بحقوقهم كاملة بما فيها التعويضات عن الجرائم التي ارتكبت ضدهم.

إن الكيل بمكيالين سياسة خطيرة تتبناها الأ· المتحدة، وهي سياسة لها ردود فعل مساوية وفي عكس الاتجاه، وهو ما لا يطمئن العالم على صحة مسار هذه المنظمة التي يمكن أن تنحرف بدورها ومهامها وموقعها إلى الانحياز نحو موقف لا يخدم الشعوب ولا العالم.

إن إحياء الهولوكوست لا يتطلب ’’ قراراً ’’ دولياً، فقد ظل مناسبة يهتم بها العالم عبر معالجات كثيرة ومتنوعة، فقد عالجتها الأقلام والأفلام والمسارح والصور والفنون التشكيلية لأكثر من خمسين عاماً، ولا تحتاج إلى استيقاظ الأ· المتحدة من سبات لتقول للعالم لابد من وضع الهولوكوست في مناهج الدراسة في مدارس العالم كله. فإذا اتخذت المنظمة الدولية هذا المنحى فإن رد الفعل في كثير من مناطق العالم، خاصة في أوروبا واَسيا ناهيك عن العالم العربي والإسلامي وأفريقيا، سيكون غليظاً، لأن الصهيونية وجرائمها لم تنمح من أذهان الشعوب والدول، حتى ولو استطاع الكيان العبري العنصري تطبيع علاقاته مع كثير من تلك الدول، لأن الحقيقة هي الأنصع والأبقى والأرسخ مهما ران عليها الغبار.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تريليون دولار
حمدي فراج
اخبار العرب
ذكر خبراء إقتصاديون حائزون على جائزة نوبل في الاقتصاد ان تكلفة الحرب على العراق تتراوح بين ترليون و ترليونين دولار، وقد نشرت ذلك صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرا، وما يهمني أكثر من غيره في هذه المعادلة هو رقم التريليون، والذي أنهينا دراستنا الأساسية دون أن نسمع عنه، ربما لاعتقاد المدرسين وواضعي المناهج انه رقم لا يمكن استخدامه في حياتنا اليومية، وما زال هناك حسب أعتقادي الكثير من بسطاء الناس في بلادنا لم يسمعوا به حتى اليوم، وظلت حدود معرفتهم بالأرقام لا تتجاوز المليون، وفي أحسن الأحوال المليار الذي يشكل الف مليون. ولا غيض لدى من لا يعرف الترليون، ولكن المشكلة تتجسد فيئ نخبة المثقفين الذين يعرفونه حق المعرفة، أو هكذا يدّعون، بأنه الف مليار، وأنا واحد منهم، الى أن التقيت قبل ستة أشهر بصديق أمريكي قديم عاصر تشي جيفارا وأعتقل في بوليفيا غداة مقتله، أخبرنا، وكنا مجموعة من الأصدقاء، بأنه قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر المروعة، نشرت إحدى المحطات التلفزيونية الأمريكية تقريرا عن نقص في الدخل القومي الأمريكي يناهز ترليوني دولار. ولا يعرف أحد أين إختفت، واستخدم تعبير ’’تبخرت’’. وعندما لم ير على وجوه أي منا أيئ إنطباع يفيد معنى الاستهجان أوالاستغراب، سألني: هل تعرف ما هو الترليون؟ وأجبته بشيء من الاستنكار لهذا السؤال التجهيلي: طبعا نعرف، إنه الف مليار.

فرد مبتبسما: إنه الف دولار في كل دقيقة منذ ميلاد السيد المسيح. صدمتني المعلومة، ومن شدة وقعها اعتقدت انني لم افهمها، وطلبت ان يعيدها ببطء كي لا أسيء فهمها، فأعاد بنفس الثقة وببطء أشد من المرة الأولى: ترليون دولار تعني: الف دولار في كل دقيقة منذ ميلاد السيد المسيح. وهنا بدت على المجموع إشارات وعلامات وأصوات الاستغراب والتعجب، أحدنا قال مش معقول، وذهب لاحضار الاَلة الحاسبة، وضرب 1000 دولار في 60 دقيقة في 24 ساعة في 30 يوما في 12 شهرا في الفي سنة، هي عمر السيد المسيح. واليوم، لدى نشر هذا الخبر عن تكلفة الحرب على العراق، ندرك انها انفاق الف دولار في الدقيقة لمدة الفي سنة، بل الفا دولار في كل دقيقة، على اعتبار ان التكلفة ترليونين، او الف دولار في كل نصف دقيقة، او الف دولار في كل دقيقة منذ ضعفي ميلاد السيد المسيح، أي أربعة الاف سنة، وهو الزمن الذي لم نعشه

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
ليبقي باب الحل السلمي مفتوحا
افتتاحية
الاهرام مصر
فشل المباحثات العراقية ـ التركية في التوصل إلي حل لأزمة المتمردين الأكراد لم يكن مستبعدا‏,‏ بل كان الاحتمال الأرجح نظرا لتعقد القضية واحتياج تسويتها إلي وقت ليس بالقصير‏.‏ لذلك يتعين علي الجانبين عدم الإسراع بإغلاق باب الحل السلمي ومواصلة الجهود والتقدم بمقترحات جديدة لإيجاد حل يرضي الطرفين التركي والعراقي‏,‏ حتي ولو استغرق ذلك وقتا طويلا‏.‏ فمهما طال الوقت المطلوب فلن يصل إلي واحد علي مائة من الوقت الذي استغرقته المشكلة الكردية منذ أوائل الثمانينيات وفشلت كل المحاولات العسكرية في حلها‏.‏

ولكي يستمر باب الأمل في الحل السلمي النهائي للمشكلة مفتوحا يتعين علي القادة الأتراك عدم التعجيل بشن هجوم عسكري واسع علي شمال العراق لأنه لن يقضي علي المشكلة‏,‏ وإنما ستترتب عليه خسائر بشرية ومادية كبيرة للمدنيين العراقيين الأبرياء‏,‏ وسيؤدي إلي المزيد من التوتر بين البلدين الجارين ومزيد من التعاطف من أكراد العراق مع أبناء عمومتهم وتقديم الدعم لهم وإيوائهم‏,‏ الأمر الذي يدعم قدراتهم علي شن المزيد من الهجمات علي أهداف تركية مثلما حدث منذ أيام‏.‏

في الوقت نفسه يتعين علي الأطراف المعنية الفاعلة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل لدي تركيا لمنع القيام باجتياح عسكري واسع لشمال العراق أولا ولتقديم المقترحات التي تساعد في تذليل العقبات التي تعترض إبرام اتفاق سلمي لحل المشكلة ثانيا‏.‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
لهذه الأسباب تتهاوى العلاقات التركية – الأمريكية
جرهام فولر
لوس أنجلوس تايمز
تمر العلاقات الأمريكية – التركية بأزمة حادة لها جذور كثيرة وأحد هذه الجذور وليس كلها كما يتصور البعض هو قرار مجلس النواب الأمريكي بأن عمليات مقتل الأرمن على يد العثمانيين أيام الحرب العالمية الأولى هي عمليات إبادة جماعية وليس هذا كل شيء العرض الأساسي لم يبدأ بعد فالعلاقات الأمريكية – التركية تنهار منذ سنوات والتفسير الأساسي لهذا بسيط لكنه فظ، لا تتكامل سياسات واشنطن وذلك بشكل واسع وعميق مع مصالح تركيا السياسية الخارجية في الكثير من المناطق ولا يوجد مقدار من الدبلوماسية قادر على إلغاء أو تغيير هذا الواقع ولنتناول بعضا من المسائل:
* المسألة الكردية: مثلت السياسات الأمريكية تجاه العراق خلال الستة عشر عاماً الأخيرة كارثة للجانب التركي فمنذ اشتعال فتيل حرب الخليج عام 1991 والأكراد في شمال العراق يحققون المزيد من الحكم الذاتي للاقليم الشمالي وهذا الكيان الكردي في العراق يأجج طموح الكيان الكردي في تركيا نحو حصوله هو الآخر على حطم ذاتي إن لم يكن استقلال كامل عمن تركيا وأكثر من ذلك تأيد واشنطن العمليات الارهابية الكردية ضد إيران.
* مسألة الارهاب: تحارب تركيا إرهابا وعنفا سياسيا محليا منذ أكثر من ثلاثين عام "الماركسيين والاشتراكيين والقوميين اليمينيين والأكراد" وقد أشارت سياسات واشنطن في الشرق الأوسط إلى الكثير من العنف والراديكالية في المنطقة وجلبت القاعدة على عتبة باب تركيا.
* المسألة الإيرانية: إيران هي أقوى دول الجوار لتركيا ومصدر حيوي للنفط والغاز يلبي احتياجات تركيا من الطاقة لكن واشنطن تضغط بشدة على تركيا لتقطع الأخيرة علاقاتها الموسعة والعميقة مع ايران ورغم أن العلاقات التركية – الإيرانية منحصرة في مجال الاقتصاد فقط إلا أن الدولتين لم تشهدا صراعاً مسلحاً خطيراً منذ قرون عديدة فترى أنقرة أن سياسات واشنطن تبعد عنها طهران، الشيء الذي لا ترغب فيه أنقرة.
* المسألة السورية: تحولت علاقات انقره مع روسيا في العقد الأخير بمقدار مائة وثمانين درجة وهي آخذة الآن في الازدهار فالسوريون متأثرون بشدة بقدرة تركيا على أن تصبح عضوا في الناتو هي بذلك لا تقول لا لواشنطن وتسمح لها باستخدام أراضيها بحرية وتحاول تركيا في نفس الوقت تطوير علاقات جديدة مع العالم العربي وتحاول تطوير موقع متوازن لها في القضية الفلسطينية لذا تقاوم أنقرة ضغط واشنطن عليها لتهميش العلاقات مع دمشق.
* المسألة الروسية: بعد نصف قرن من العداء حدثت ثورة في علاقات أنقرة بموسكو، وموسكو الآن هي ثاني أكبر مستورد للبضائع التركية بعد ألمانيا وتستثمر تركيا أكثر من 12 بليون دولار أمريكي في روسيا في مجال الانشاءات وروسيا هي المصدر الأول للطاقة بالنسبة لتركيا – ايران هي المصدر الثاني.
* المسألة الأرمينية: هناك تواصل غير رسمي بين أنقرة أرمينيا وكلا الجانبين يفضل المصالحة الشاملة لكن السياسة الخارجية الأمريكية تقف بوجه التقارب بين أنقرة ويريفان.
* المسألة الفلسطينية: يهتم الأتراك كثيراً بالمسألة الفلسطينية وهم متعاطفون مع معاناة فلسطين طوال أربعين سنة تحت الاحتلال الاسرائيلي وترى أنقرة في حماس شريكا شرعيا ومهما في الطيف السياسي أما واشنطن فترى غير ذلك ولأنقره علاقات تجارية جيدة مع اسرائيل لكنها لا تنجو من الانتقاد الشعبي.
* مسألة الجنرالات الأتراك: هم غاضبون من واشنطن وهناك ثرثرات عن بديل استراتيجي روسي وتعطي أنقرة لعلاقاتها مع موسكو أهمية كبيرة وتستند جهود أمريكا في القضاء على الدب الروسي من خلال تركيا وعموماً قد يكون في تركيا اختلاف حول السياسات المحددة في بعض المسائل، لكن الجميع في تركيا يتفق على أن السياسات التركية السارية تخدم بشكل جيد احتياجات ومصالح تركيا الأساسية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
لا يصح تكليف العراق بأكثر من طاقته

افتتاحية
البيان الامارات
الأزمة على الحدود التركية ـ العراقية عادت إلى مربع التأزيم. كانت حرارتها قد بدأت بالهبوط ولعدة أيام. فجأة بدا وكأنها تنعطف بحدة نحو التعقيد والتصعيد. الجانب التركي رفع سقف خطابه وتشدده. رجع إلى الإصرار على مطالبة بغداد بما ليس بمقدورها فعله.مع انه لم يحصل، منذ عملية الكردستاني الأخيرة، أي تطور ميداني ضد قواتها. طبعاً ما حصل يحتاج إلى معالجة. ومن حق أنقرة التأكيد على إجراءات تكفل حماية أمنها وقواتها؛ وتضمن وقف التسلل عبر الحدود إلى داخل أراضيها. السؤال: أية إجراءات وكيف؟ لاتصالات والتحركات المكثفة، على مدى الأسبوع الماضي، بدا معها أن الخيار العسكري بدأت تتراجع احتمالاته، أو على الأقل صارت تحت التأجيل. وفود رسمية عراقية وتركية أجرت لقاءات مع المسؤولين في أنقرة وبغداد. مناشدات عديدة، دولية وإقليمية، دعت إلى تغليب لغة الحوار والحل الدبلوماسي، آخر الحراك هذا كان في زيارة وفد عراقي كبير إلى أنقرة، لاستكمال المباحثات حول الخطوات المطلوبة، في هذا الإطار. لكن الأجواء تبدلت أمس حيث رأت أنقرة أن ما عرضه العراقيون، لا يستجيب بما فيه الكفاية، للمطلوب، وصفته بأنه «ضعيف».المطلوب شروط أخرى، على رأسها ضرورة قيام بغداد بتسليم قيادات من حزب العمال الكردستاني، موجودين في إقليم كردستان العراقي. العدد، حسب ما ذكرت تقارير، حوالي 153 من هذه العناصر، وكان سبق لبغداد وبلسان الرئيس العراقي أن أعلنت عن عدم قدرتها على تلبية هذا المطلب. المنطقة الحدودية شديدة الوعورة. ثم إن الحكومة العراقية، بالكاد قادرة على ضبط الأمن في المدن العراقية. فكيف في المناطق الحدودية؟ وما أرخى على الوضع ظلال التخوف أن هذه الزيارة واكبتها خطوات تركية، لا تبشر بالحلحلة. بل هي تفيد، إذا ما أخذت على ظواهرها، بأن القضية لم تعد موضع أخذ ورد، بقدر ما يتعلق الأمر بأنقرة. فهذه الأخيرة حرصت على إبداء فتور لا يخطئ، في استقبال الوفد العراقي بالرغم من أنه كان على مستوى وزاري. جرى استقباله من قبل مساعد مدير في الشرطة التركية، وقد نزل في مقر الضيافة في الشرطة كمكان لإقامته. وربما كان ذلك لا ينبغي التوقف عنده كإشارة لا تشجع، لو لم يترافق مع رفع لوتيرة التعزيزات العسكرية التركية على الحدود. الحشودات صارت، وفق المصادر التركية، بحدود مئة ألف عسكري! ترجمة ذلك، في ضوء تكرار عبارة «نفاد الصبر» على لسان المسؤولين الأتراك، ان أنقرة قد حسمت بشأن القرار العسكري، وان ما يجري هو فقط لتعزيز الذرائع وتسويق الحملة. إذا كان الوصول إلى قيادات العمال الكردستاني الموجودة في جبال العراق حسب قول أنقرة، يتطلب هذا الحجم من القوة العسكرية التركية، المقتدرة والمتفوقة وبما لا يقاس عن القدرات العسكرية العراقية، فكيف إذاً تطالب بغداد بالقيام بهذه المهمة؟ أم أن في الأمر شيئاً من التعجيز لتسويغ عملية تقتضيها، ربما حسابات داخلية تركية أو أخرى إقليمية ـ دولية؟ المشكلة هنا أن تركيا، مع التسليم بحقها السيادي الذي لا جدال فيه، لا تطلب من العراق العمل على ضمان عدم تكرار ما تعرضت له، انطلاقاً من داخل حدوده، بل هي تطالبه بمطاردة ومعاقبة الكردستاني على فعلته، والذي ليس في نهاية المطاف، صناعة عراقية، هو صناعة تركية.


على هذه الخلفية وفي ضوء صعوبات وهشاشة أوضاع الساحة العراقية، فإن المعالجة العسكرية في أحسن أحوالها مجازفة خطرة، والأخطر إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
البابارازي والأيدي المخضبة بالدماء

:د. محمد سلمان العبودي
البيان الامارات
هناك محترفون في كافة المهن الموجودة على الأرض، من خبراء علم الذرة إلى علماء زراعة الأرز، وبينهما تضيع مئات الآلاف من الخبرات والتخصصات والمهن الأخرى.غير أن مهنة التصوير تظل واحدة من أقدم وأهم الحرف التي عرفها التاريخ.


كم منا يعلم بأن هناك صورة نادرة تعود إلى أكثر من 000,40 سنة مضت! وأن أوروبا بها عدة كهوف تحتوي على رسومات تعود إلى ما يقارب الـ 000, 32 سنة خلت؟ غير أن النظريات التي تدور حول الأسباب التي دفعت الإنسان الأول إلى الرسم داخل الكهوف ما زالت غير قائمة على دليل مادي، أما لماذا تصبح مهنة أو حرفة التصوير من أهم الحرف في التاريخ على الإطلاق، فهو لأنها تثبت باللقطة الواحدة ما لا تستطيع عدة مجلدات متتابعة أن تثبته بالكلمة.


وعلاوة على ذلك، فالصورة قد تشرح ما لا تشرحه مئات الكتب حول موضوع واحد. فمهما قيل وكتب عن شكل وهيئة وملامح أدولف هتلر فإننا لن نستطيع أن نتخيله كما نراه في إحدى صوره الفوتوغرافية. لذا كنا نتمنى لو استطعنا رؤية ولو صورة فوتوغرافية واحدة لجنكيز خان أو هولاكو أو نيرون من الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء أو أفلاطون أو أرسطو من بين الذين نشروا الحكمة بين البشر.


ومن هذا المنطلق، انتشرت ظاهرة مصوري البابارازي، (بفضل فيلم المخرج الإيطالي الشهير فريدريكو فيلليني (لا دولش فيتا) نسبة إلى شخصية الفيلم بابارازو)، حيث يقضي المصورون جل وقتهم في ملاحقة مشاهير العالم واختلاس صورهم أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية. وقد تطور هذا الفن حتى أصبحت له معداته الخاصة به والتي تتطور بشكل يومي مع تطور التكنولوجيا. وهناك مصورون أمثال ميل بوزاد أصبحوا أساتذة احتراف في هذا المجال وفاقت شهرتهم شهرة العديد من شخصيات العالم.


غير أن الصورة تظل ذلك السحر الخفي الذي داعب نفوس البشر منذ الأزل، والتي يحاول فيها المرء أن يجمد منظرا واحدا قد لا يستمر أكثر من 1/1000 من الثانية! وأن هذا المنظر قد لا يتكرر أبد الدهر.


وقد كشفت براعة السرعة الفائقة لعدسة الكاميرا العديد من صور الحياة اليومية المتنوعة بين المضحك والمبكي، بين الجميل والقبيح، بين الكذب والحقيقة. وقد تخصصت الصحف اليومية بنشر صفحات كاملة لصور تنقل لنا هذا التناقض العجيب. صحيح أننا رأينا مئات آلاف الصور لمئات الآلاف من المرات مآسي الشعوب المحصورة بين الفقر والحروب والأمراض والكوارث والاغتيالات والمؤامرات ولم يرمش لنا طرف، إلا أن الصورة الفوتوغرافية تظل شاهدا على العصر لا يمكن أن نجرح شهادته.


من تلك الصور المعبرة تلك التي حازت على واحدة من أفضل صور العام 2005 في مجلة التايمز، وهي تمثل تابوت أحد جنود المارينز الأميركيين الذين قتلوا في العراق يتم إنزاله على يد اثنين من رفاقهم من بوابة قمرة شحن طائرة مدنية بينما يبدو في الصورة ثماني نوافذ لنفس الطائرة يطل منها الركاب وهم ينظرون إلى منظر العلم الأميركي يلف بالتابوت.


وصورة أخرى من بين عدة صور تعود لسنة 1945 لطفل ياباني يبلغ من العمر 13 سنة وقد تفحمت جثته نتيجة إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما. وهناك صور تقشعر منها الأبدان لأشكال من الموت في العراق منذ غزو قوات التحالف لهذا البلد، ولمن يريد التأكد من ذلك العودة إلى موقع http://mindprod.com/politics/iraqwarpix.html شريطة أن يكون من ذوي القلوب القاسية.


غير أنه من أبلغ الصور التي بثتها وسائل الإعلام الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الخميس 25 أكتوبر 2007، هي تلك التي تمثل سيدة أميركية غاضبة تحاصر بيديها المصبوغتين بلون الدم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لحظة وصولها إلى مبنى الكابيتول هيل للإدلاء بشهادتها أمام اللجنة حول السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. ويبدو في الصورة اليد اليسرى لتلك المرأة وهي تلتف من خلف رأس رايس بينما كف اليد اليمنى مشهورة في وجهها وهي مخضبة بلون الدم وكأنها تحاول أن تلصقها في وجهها.


بينما أمسك رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي توم لانتوس بيدها اليسرى محاولا إبعادها عن رقبة رايس. وفي خلفية الصورة مجموعة من المتفرجين فاغري الأفواه في انتظار ما سيحدث لتلك السيدة التي دوخت رجالا في القارات الست ودوختها دائرة الفوضى بين فلسطين والعراق ولبنان.


ان ما أرادت أن تعلنه تلك السيدة في الحقيقة بدا بكل وضوح في حركة كفيها واستدارة فمها وفتحة عينيها التي جمدتها الصورة إلى أبد الآبدين، فظلت تلك السيدة وكأنها تصرخ مدى الدهر في وجه كوندوليزا رايس قائلة: (إن يديك ملطختان بدماء الأطفال والأبرياء في كل مكان: أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال وفي كل مكان وضعت فيك بلدك قدميها عليها.. وتأتين هنا لكي تدافعي عن تلك السياسة التي تريد أن تملأ خزانات وقود عربات الشعب الأميركي بدم الشعوب المستضعفة... ان يديك ملطختان باللون الأحمر وقلبك مملوء بالكراهية السوداء لأنك لم تعرفي بعد قيمة الأمومة ولا قيمة الإنسان...


ولم تفهمي بعد فلسفة الحياة... انك تدعين حبك للموسيقى والعزف على آلة البيانو وأنت أبعد ما تكونين عن رقة الفن وحكمة السلم الموسيقي.... إنك تبحثين عن تأسيس مجدك على جثث الأطفال وتلتفي بأكفان شباب الجيش الأميركي... أنك قاتلة ويجب أن تحاسبي كمجرمة حرب ويجب أن تمثلي أمام محكمة العدل الدولية..) .


هذا بعض ما تريد أن تعبر عنه تلك الصورة، وهناك الكثير مما يمكن أن تعبر عنه وبه. مع ذلك فقد أخفت هذه الصورة وجه كوندوليزا رايس، حيث لا يرى منها غير نسبة بسيطة عندما التفتت إلى تلك السيدة، وهكذا ركزت آلة التصوير على صورة صراخ الحقيقة وأخفت صورة صمت المراوغة.


ونتساءل بالفعل، بم تفكر هذه المرأة الحديدية عندما تخلو مع نفسها؟ هل تفكر لحظة واحدة بأنها عضو مشارك وفعال في سياسة الهدم والقتل والاغتيالات في العالم؟ هل تدرك أنها تشارك في تيتيم ملايين الأطفال في كل مكان؟ هل تشعر بالخزي والعار والأرق كلما وضعت رأسها على مخدات ريش النعام لكي لتنام؟ هل هناك من آلة تصوير متطورة تستطيع أن تلتقط لنا صورا ملونة لما يجول في رأس وصدر هذه السيدة الزنجية الأصول والنسب؟


ووزيرة الخارجية هذه ليست إلا واحدة من بين الآلاف من رجال ونساء العالم الذين غاب ضميرهم وأصبحت مصالح شعوبهم سبب مصائب الشعوب الأخرى. غير أن الكاميرا غائبة عنهم... أو لم تصل بعد إلى مفاهيمهم.


على كل واحد منا أن يقتني آلة تصوير واحدة على الأقل في حياته... ويصور نفسه بها قبل أن يقدم على أي عمل مخز في حقه وفي حق من هم تحت سلطته.
ثم يقارن بين: قبل وبعد. dralaboodi@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
«بلاك ووتر»: صورة سوداء

طلعت اسماعيل
البيان الامارات
- شنت شركة«بلاك ووتر» الأمنية الأميركية الخاصة في الأيام الأخيرة حملة علاقات عامة لمحو الصورة السوداء التي أحاطت بها في أعقاب قتل عناصرها من المرتزقة 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور ببغداد في نوفمبر الماضي، محاولة تبرير الجريمة، بزعم أنهم كانوا يردون على نيران مماثلة.


غير أن الفضيحة التي تضاف إلى سجل الفضائح المنتفخ للاحتلال في العراق بحق المدنيين، لا يمكن أن تغسله آلاف الحملات الدعائية، التي يحاول واضعوها التنصل من مسؤولية قتل أبرياء بدم بارد.


«بلاك ووتر» ليست وحدها التي سعت إلى تجميل صورتها الملطخة بدم الأبرياء العراقيين، فقد حاولت الخارجية الأميركية التي تواجه حملة انتقادات لضعف إشرافها على الشركات الأمنية الخاصة، إلى تخفيف حدة الأزمة التي قوبلت بغضب عراقي عارم، على الطريقة الأميركية عبر النظر إلى كل شيء من منظور مادي بحت، لا يضع اعتبارا ولا يقيم وزنا لأرواح البشر طالما كانوا غير أميركيين.


وعلى سبيل المثال شرعت السفارة الأميركية في بغداد، في تقديم تعويضات مالية هزيلة لأسر ضحايا «بلاك ووتر»، الذين رفضوا العرض لأنه يسقط حقهم في مقاضاة الشركة الأميركية التي توظف أكثر من ألف من المرتزقة للعمل على ارض الرافدين.


وأمام الضغوط المتزايدة على الخارجية الأميركية في فضيحة ساحة النسور قدم مسؤول الأمن في وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد غريفين استقالته التي قيل إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قبلتها.


استقالة الرجل جاءت غداة نشر تقرير داخلي يطالب بمراقبة أفضل على الشركات الأمنية الخاصة التي توفر الحماية للدبلوماسيين الأميركيين في العراق.


على الجانب العراقي قالت الحكومة العراقية إنها تعتزم قريبا إحالة مشروع قانون للبرلمان لوضع المتعاقدين (المرتزقة) الأمنيين الأجانب التابعين لشركات خاصة تحت السلطة القضائية العراقية وإنهاء حصانتهم من المحاكمة التي منحها إياهم مرسوم أصدره الحاكم الأميركي السابق للعراق بول بريمر عام 2004.


كل هذه المساعي لاحتواء أزمة «بلاك ووتر» لن تجدي نفعا مع استمرار قتل المدنيين العراقيين الذين يتربص بهم الموت من كل جانب وليس فقط من قبل شركات الأمن الخاصة وفي مقدمتها أمثال «بلاك ووتر» الأميركية و«يونيتي ريسورسيز غروب» الاسترالية و«ارنست» البريطانية وجميعها ضالع في إزهاق أرواح وجرح أبرياء بعد أن تملك الصلف والغطرسة طواقمها من المرتزقة الذين وفر لهم بريمر الغطاء القانوني لأعمال شريعة الكاوبوي في إطلاق النار بلا عقاب.


فإضافة إلى هذه الشركات لا يكف الجيش الأميركي نفسه من وقت لآخر عن قتل المدنيين العراقيين الأبرياء، قبل أن يسارع إلى تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ، حتى نفد رصيده من بنك الأسف لدى العراقيين الذين ملوا من الاسطوانة الأميركية المشروخة عن استهداف المسلحين قبل أن تذهب صواريخهم إلى صدور المدنيين الأبرياء بفعل معلوماتهم الاستخبارية غير الدقيقة.


ولا يقتصر الأمر على الغارات التي قد يتعلل الأميركيون بخطأ غير مقصود في التصويب على هذا المنزل أو ذاك رغم أنها حجج واهية بالنسبة لجيش اكبر قوة في العالم، وكلنا يتذكر الجريمة التي شهدتها بلدة حديثة عندما أطلقت مجموعة من الجنود الأميركيين النار على مدنيين عراقيين فقتلت 24 بينهم أطفال ونساء في نوفمبر عام 2005. هؤلاء الأبرياء سقطوا بعد انفجار لغم أدى إلى مقتل جندي من مشاة البحرية الأميركية (المارينز).


والغريب أن الجيش الأميركي لم يجر تحقيقاً في الفضيحة قبل يناير2006 حين عرضت لقطات فيديو عن الحادث قام بالتقاطها أحد نشطاء حقوق الإنسان.


سجل قتل العراقيين على يد الجنود الأميركيين ومرتزقة الشركات الأميركية، اكبر من أن تمحوه حملة علاقات عامة هنا أو عرض تعويضات على أسر الضحايا هناك، وستبقى جرائم الطرفين وصمة عار في جبين قوات الاحتلال ومن يلف في دوائرها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
«بلاك ووتر»: صورة سوداء
طلعت اسماعيل
الدستور الاردن
شنت شركة«بلاك ووتر» الأمنية الأميركية الخاصة في الأيام الأخيرة حملة علاقات عامة لمحو الصورة السوداء التي أحاطت بها في أعقاب قتل عناصرها من المرتزقة 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور ببغداد في نوفمبر الماضي، محاولة تبرير الجريمة، بزعم أنهم كانوا يردون على نيران مماثلة.


غير أن الفضيحة التي تضاف إلى سجل الفضائح المنتفخ للاحتلال في العراق بحق المدنيين، لا يمكن أن تغسله آلاف الحملات الدعائية، التي يحاول واضعوها التنصل من مسؤولية قتل أبرياء بدم بارد.


«بلاك ووتر» ليست وحدها التي سعت إلى تجميل صورتها الملطخة بدم الأبرياء العراقيين، فقد حاولت الخارجية الأميركية التي تواجه حملة انتقادات لضعف إشرافها على الشركات الأمنية الخاصة، إلى تخفيف حدة الأزمة التي قوبلت بغضب عراقي عارم، على الطريقة الأميركية عبر النظر إلى كل شيء من منظور مادي بحت، لا يضع اعتبارا ولا يقيم وزنا لأرواح البشر طالما كانوا غير أميركيين.


وعلى سبيل المثال شرعت السفارة الأميركية في بغداد، في تقديم تعويضات مالية هزيلة لأسر ضحايا «بلاك ووتر»، الذين رفضوا العرض لأنه يسقط حقهم في مقاضاة الشركة الأميركية التي توظف أكثر من ألف من المرتزقة للعمل على ارض الرافدين.


وأمام الضغوط المتزايدة على الخارجية الأميركية في فضيحة ساحة النسور قدم مسؤول الأمن في وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد غريفين استقالته التي قيل إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قبلتها.


استقالة الرجل جاءت غداة نشر تقرير داخلي يطالب بمراقبة أفضل على الشركات الأمنية الخاصة التي توفر الحماية للدبلوماسيين الأميركيين في العراق.


على الجانب العراقي قالت الحكومة العراقية إنها تعتزم قريبا إحالة مشروع قانون للبرلمان لوضع المتعاقدين (المرتزقة) الأمنيين الأجانب التابعين لشركات خاصة تحت السلطة القضائية العراقية وإنهاء حصانتهم من المحاكمة التي منحها إياهم مرسوم أصدره الحاكم الأميركي السابق للعراق بول بريمر عام 2004.


كل هذه المساعي لاحتواء أزمة «بلاك ووتر» لن تجدي نفعا مع استمرار قتل المدنيين العراقيين الذين يتربص بهم الموت من كل جانب وليس فقط من قبل شركات الأمن الخاصة وفي مقدمتها أمثال «بلاك ووتر» الأميركية و«يونيتي ريسورسيز غروب» الاسترالية و«ارنست» البريطانية وجميعها ضالع في إزهاق أرواح وجرح أبرياء بعد أن تملك الصلف والغطرسة طواقمها من المرتزقة الذين وفر لهم بريمر الغطاء القانوني لأعمال شريعة الكاوبوي في إطلاق النار بلا عقاب.


فإضافة إلى هذه الشركات لا يكف الجيش الأميركي نفسه من وقت لآخر عن قتل المدنيين العراقيين الأبرياء، قبل أن يسارع إلى تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ، حتى نفد رصيده من بنك الأسف لدى العراقيين الذين ملوا من الاسطوانة الأميركية المشروخة عن استهداف المسلحين قبل أن تذهب صواريخهم إلى صدور المدنيين الأبرياء بفعل معلوماتهم الاستخبارية غير الدقيقة.


ولا يقتصر الأمر على الغارات التي قد يتعلل الأميركيون بخطأ غير مقصود في التصويب على هذا المنزل أو ذاك رغم أنها حجج واهية بالنسبة لجيش اكبر قوة في العالم، وكلنا يتذكر الجريمة التي شهدتها بلدة حديثة عندما أطلقت مجموعة من الجنود الأميركيين النار على مدنيين عراقيين فقتلت 24 بينهم أطفال ونساء في نوفمبر عام 2005. هؤلاء الأبرياء سقطوا بعد انفجار لغم أدى إلى مقتل جندي من مشاة البحرية الأميركية (المارينز).


والغريب أن الجيش الأميركي لم يجر تحقيقاً في الفضيحة قبل يناير2006 حين عرضت لقطات فيديو عن الحادث قام بالتقاطها أحد نشطاء حقوق الإنسان. سجل قتل العراقيين على يد الجنود الأميركيين ومرتزقة الشركات الأميركية، اكبر من أن تمحوه حملة علاقات عامة هنا أو عرض تعويضات على أسر الضحايا هناك، وستبقى جرائم الطرفين وصمة عار في جبين قوات الاحتلال ومن يلف في دوائرها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
هل تحارب الكتلة النسويّة في البرلمان العراقي السيطرة الذكورية فعلاً؟

هيفاء زنكنة
الاخبار لبنان

كأنّ تأسيس ستة آلاف منظّمة مجتمع مدني، من بينها 2000 منظّمة نسويّة وهميّة، قبيل انتخابات 2005 في العراق المحتلّ لا يكفي، فأعلنت مجموعة من نساء برلمان الاحتلال عن تأليف «الكتلة النسوية في البرلمان». وتمّ إعلان ولادة الكتلة على يد رئيس البرلمان محمود المشهداني يوم 23 أيلول الماضي، الذي وصف الحدث السعيد بأنّه «يوم تاريخي»، وتحدّث عن الكتلة قائلاً إنّها «تضمّ جميع السيدات في البرلمان وتؤكّد على العمل المشترك وتقريب وجهات النظر المختلفة بين المكوّنات السياسيّة ودعم المواقف الموحّدة وتفعيل دور المرأة في صنع القرار السياسي».
وقبل أن يصفّق أحد للمبادرة النسائية هذه، عليه النظر للإطار الذي تتمّ فيه، أي ظروف العام الخامس من الاحتلال وما جلبه على المرأة العراقية من إبادة وتهجير وفسادٍ مستشرٍ، وكذلك تاريخ وارتباط هذا العمل بالوطن الأم: أميركا، ومنظّماتها المدنيّة.
ولنبدأ بتساؤل بسيط عن سبب فشل النائبات في تحقيق الأهداف طيلة الأعوام الماضية، وهنّ في صلب «العملية السياسية الديموقراطية»، وكيف سينجحن في تحقيقها مستقبلاً؟ إنّ الجواب المعلَن من النائبات عن السؤال الأوّل يبيّن أنّ الفشل «نتيجة لحالة السيطرة الذكورية السائدة في البرلمان» حسب تصريح النائبة سميرة الموسوي أو «بروز حالة السيطرة الذكورية من أعضاء البرلمان» حسب النائبة صفية السهيل. وتُرك السؤال الثاني معلّقاً بلا جواب.
أمّا أهداف الكتلة، فإنّها، بحسب ألاء الطالباني، «لتفعيل دور المرأة في البرلمان واختيارها للمشاركة في المؤتمرات الخارجية». وقالت الموسوي إنّ «من بين الأسباب التي دعت إلى تأليف هذه الكتلة هو ضياع دور المرأة داخل البرلمان، فيما باتت آراء النساء خاضعة لسياسات الكتلة المنتميات إليها». وأضافت السهيل، «لتحقيق ملفّات عجزت السلطة التشريعية والتنفيذية عن تحقيقها، ومنها المصالحة الوطنية وإزالة حالة الركود السياسي التي تعصف بالبلاد». وتشير تلاعبات النائبات إلى أنّهن اكتسبن خبرة اللعبة البرلمانية وإلى استغفالهنّ للمواطنين باكتشاف مهمّات وجوانب جديدة يثرن حولها الجدل من إخفاء أوليات الحياة اليومية الكارثية ولاستباحة الوطن بأكمله.
وقد تكون هذه التصريحات الهوائية كافية لتوضيح عقم نساء الاحتلال الذي لايختلف كثيراً عن عقم رجاله. إلّا أنّ ازدياد تأسيس منظّمات وتكتّلات نسوة الاحتلال يستدعي توضيحاً أدقّ. الملاحظة الاولى التي تستحقّ الذكر هي أنّ عدد المنظّمات يتزايد طردياً مع ازدياد جرائم الاحتلال وعملائه، ومع كلّ فضيحة جديدة يتمّ الكشف عنها وتمسّ كرامة المرأة العراقية وعزّة نفسها. وفي هذا السياق، تحاول نسوة الاحتلال، وخصوصاً النائبات بحكم مناصبهنّ، توفير الغطاء الأخلاقي لديمومة الاحتلال وتوفير المسوّغات لطلب تمديد بقائه من جانب حكومة الاحتلال. ويأتي تكاثر المنظّمات والإعلان عن التكتّلات من أجل إعطاء الانطباع بأنّ العراق المحتلّ يعيش وضعاً ديموقراطياً تعدّدياً يصلح نموذجاً لبقيّة دول المنطقة، بينما يدلّ الواقع العراقي على أنّ مؤسّسي هذه المنظّمات والتكتلات سواء كانوا إناثاً أم ذكوراً يبقون ذات الأشخاص، وإن طرحوا في الأسواق بضاعتهم أو منظّمتهم الجديدة بأسماء مختلفة.
فالكتلة النسوية تضمّ في عضويتها نساء منظّمة «عهد العراق» النسوية مع بعض «الرتوش» البسيط، وهنّ النساء أنفسهن اللواتي عملن مع حكومات الاحتلال المتعاقبة لترويج سياستها، وهنّ النساء أنفسهن اللواتي، باستثناء بسيط، دخلن مع الاحتلال لتسويق السياسة الأنغلو ـــــ أميركيّة ـــــ الصهيونية، وهنّ اللواتي عملن بنشاط محموم مع الإدارة الأميركية ـــــ الصهيونيّة للترويج لغزو العراق وإضفاء الطابع الأخلاقي على إحدى أبشع جرائم العصر الحديث بحقّ المرأة العراقية، أي الحرب الطاحنة التي أشعلت فتيل العنف والمحاصصات وفرق الموت، ومنحت قوّات الاحتلال والمرتزقة حقّ السيادة على الوطن وأبنائه. ومثلما يبدو من استعدادهنّ للعمل وفق أية صيغة للاحتلال، وإصرارهنّ على السير مع المحتلّ، بأنهنّ مؤهّلات لترسيخ مشروع تقسيم العراق وتفتيته.
ومن أبرز نساء الكتلة الآء الطالباني وصفية السهيل اللتان تمتدّ جذور علاقتهما الوثيقة بمشروع الاحتلال إلى مساهمتهما مع أخريات مثل زينب السويج وزكية اسماعيل حقي وتانيا كلي وكاترين ميخائيل في تأسيس منظّمة «نساء من أجل عراق حرّ» من جانب إحدى أهم المؤسّسات الأميركية ـــــ الصهيونية غير الحكومية الناشطة في العراق المحتلّ، وهي «مؤسّسة الدفاع عن الديموقراطيات». التى تعمل إمّا بطريق مباشر كالإشراف على عقد المؤتمرات وحلقات الدراسة والترويج لفكر الاحتلال وسياسته، أو غير مباشر من خلال توفير الدعم، بأشكاله المختلفة، للعديد من منظّمات المجتمع المدني، خصوصاً النسوية منها، والمنظّمات المدافعة عن «حقوق الأقليات»، ومراكز البحوث والدراسات «الديموقراطية» وأجهزة الإعلام. وقد تشكّلت المؤسّسة في بداية عام 2001، في واشنطن، باسم «أميت: مبادرة تعليمية» من جانب عدد من المليارديرات الصهاينة أدركوا بأنّ شرائح من المجتمع الاميركي، في مجالي الإعلام والجامعات خاصةً، باتت تميل نحو تأييد الشعب الفلسطيني، وأنّ إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها، تحديداً أثناء مواجهتها للانتفاضة الفلسطينيّة.
وقد تمّ تغيير الاسم بعد الحادي عشر من أيلول، وإن بقي جوهر العمل والولاء الصهيوني المحافظ الجديد. وحسب المحرّر المعروف جفري بلانكفورد في تقريره عن المؤسّسة في 16/3/2006: «إنها واحدة من أقوى منظّمات اللوبي الصهيوني وأكثرها تأثيراً في أميركا، تضمّ في مجلس إدارتها أسماء معروفة بمناصرتها للصهيونية وبينهم المحافظون الجدد. وهي مؤثرة إعلامياً حيث تُعتَبَر مصدراً لسبعة مقالات يومية في الصحف واسعة الانتشار. وقد اختار بوش هذه المؤسّسة مكاناً لإلقائه أوّل خطاب يدافع فيه عن سياسته في العراق. إنها منظمة سياسية صهيونية فاعلة».
وتفتخر المؤسّسة في موقعها الالكتروني بأنها المنظّمة غير الحكومية الوحيدة التي أرسلت فريقاً من المحامين إلى محكمة العدل الدولية للدفاع عن حقّ اسرائيل في بناء الجدار العنصري. فلا عجب إذاً أن يتمّ خنق وتقسيم أوصال مدننا بجدران العزل الطائفية المقيتة إذا ما كانت مؤسّسات اللوبي الصهيوني الداعمة لجدار العزل العنصري في فلسطين هي ذاتها التي تمارس نشاطاتها في العراق، ومن خلال حفنة من نساء مخلصات على شاكلة السهيل والطالباني الناشطات لتأسيس شبكة من المنظّمات الحليفة التي « تهدف، جميعها، إلى تحقيق مبادئ المؤسّسة نفسها وإن كانت تعمل تحت اسم مختلف»، حسب برنامج مؤسّسة الدفاع عن الديموقراطية. وتحت هذا البند تفتخر المؤسّسة بدورها قبل الغزو وبعده في تأسيس منظّمات المجتمع المدني العراقية أو العراقية ـــــ الأميركية أو تكريس الدعم المادّي السخي لما هو موجود ويتماشي مع سياستها. ومن بين منظّماتها العاملة في العراق المحتلّ تحت غطاء الدفاع عن حقوق المرأة منظمة «الائتلاف الاميركي ـــــ العراقي للحريّة» و«منظّمة التحالف النسوي من أجل عراق حرّ».
والمعروف أنّ نسوة الاحتلال قد كوفئن على خدماتهن إمّا عن طريق تعيينهن في البرلمان أو مسؤولات في الحكومة وفق نظام المحاصصة الطائفية والعرقية. فالنائبة آلاء الطالباني من التحالف الكردستاني ورئيسة لجنة المجتمع المدني، وسميرة الموسوي النائبة عن كتلة «الائتلاف العراقي الموحّد» ورئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة، وهي وإن لم تكن من عضوات «نساء من أجل عراق حرّ» العتيدات إلا أنّها لا تقلّ عنهنّ كفاءة في تغطية الجرائم والانتهاكات، مثلما كانت الحال في فضيحة دار الأيتام. فقد أشرفت الموسوي على كتابة تقرير لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب عن سوء المعاملة والاعتداءات الجنسية وإهمال أطفال «دار الحنان» للمعاقين، الذين عُثِر عليهم شبه أموات ضحايا الجوع والعطش. وبرّر التقرير حالة الأطفال المخيفة بأنهم كانوا «لا يفضّلون تناول الطعام» وأنّهم كانوا عُراة على أرض الدار الجرداء و«موثوقين إلى أرجل الأسرّة التي مُنعوا من النوم فيها بسبب الخوف على حياتهم لأنهم يعانون من حالات غير طبيعية». ولم يشر التقرير الى إهمال المسؤولين في توفير الحماية اللازمة للطفل العراقي، في ظروف اقتصادية كارثية ازدادت فيها العمالة المبكرة للأطفال، والمتسرّبين من المدارس، والأيتام والمهجَّرين قسرياً داخل البلاد وخارجها. كما لا يوجد في مفردات البرلمانيات أو غيرهنّ من ناشطات التمويل الاستعماري ذكر للاحتلال.
فهل كان تجاهل ذكر إهمال المسؤولين «نتيجة لحالة السيطرة الذكورية السائدة في البرلمان»، حسب تصريح الموسوي، أم أنّه نتيجة ارتباط كلّ برلماني، مهما كان جنسه، بحزب طائفي أو عرقي، أو حسب تصريح الموسوي أنّ «تأليف هذه الكتلة لا يعني الانسلاخ عن الكتل التي تنتمي إليها البرلمانية»؟
إن سلوك النائبة الموسوي وغيرها من نسوة الاحتلال، مثل رجاء الخزاعي عضوة مجلس الحكم سابقاً، ورئيسة المجلس الوطني للمرأة العراقية، التي لم تتمالك نفسها عندما رأت بوش يتقدّم نحوها في البيت الابيض فركضت باكية لتحتضنه منادية إياه يا محرّري، ما هو إلّا دليل واضح على أنّ في سوق خدمة المحتل، لا فرق بين ذكر أو أنثى، وأنّ التباكي على حقوق المرأة بين برلمانيات «العراق الجديد» محض هراء يستخدمنه لكسب المزيد من التمويل والإفادات وتحقيق مشروع تجزئة العراق.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
النازحون العراقيون مرة أخرى
امل الشرقي
العرب اليوم الاردن
في زحمة القضايا الحادة التي تعصف بالعراق والعراقيين ينال قضية النازحين بين حين وآخر شيء من الاهتمام ما يلبث أن ينشغل بشأن آخر تاركاً هذا الجانب من المأساة العراقية للاغفال والاهمال.

ومما يؤسف له أن تناول القضية, كلما سمح بذلك جدول الاهتمامات, يتخذ مساراً خاطئاً. فبين مطالب بحق العراقي المهدد في حياته وأمنه باللجوء إلى دول أخرى توفر له الحماية والأمن وبين منكر لهذا الحق ومستنكر له ضاعت قضية النازحين وطمست وتحولت إلى محظور لا يجوز الحديث عنه في مكان أو منبر لاستنهاض النخوة والشهامة في مكان آخر أو حتى إلى بكائية تستدر الدمع وتستثير الشفقة.

لقد زاد عدد النازحين والمهجرين العراقيين داخل بلادهم وخارجها عن أربعة ملايين ونصف المليون نازح. وهو عدد يزيد على نفوس كثير من دول العالم. ومضت على تشردهم شهور وأعوام لا يبدو أن هناك ما يشير إلى قرب انتهائها. أما أسباب نزوحهم وتشردهم فماثلة أمام أنظار العالم لا مجال للتشكيك بها أو التقليل من خطورتها. فماذا فعلت الدول وماذا فعلت المؤسسات المدنية والحكومية محلية كانت أم دولية لمواجهة هذه المأساة المتفاقمة؟

بدهي أن أهل الدار أولى برعايتها. فالعراق, رغم كل جراحه, لا يزال بلداً غنياً يصدر نفطه بملايين البراميل في زمن حطمت فيه اسعار النفط كل الارقام القياسية. وليس من اللائق إزاء ما نسمعه من هدر بالمليارات للأموال العراقية أن نطالب دولاً أخرى فقيرة كانت أم غنية بالانفاق على النازحين والمشردين من أبناء العراق.

لقد كان للقرار الدولي سابقة مؤلمة في تاريخ العراق القريب يوم فرض ذلك القرار تجميد أرصدة العراق والاستحواذ على موارده ووضعها في صندوق خاص لا ينفق منه على أبناء العراق فلس واحد من دون موافقة الأمم المتحدة وإشرافها. فهل للقرار الدولي أن يكفر عن تلك السابقة باعتماد الآلية نفسها بشكل محدث تجرد بموجبه احتياجات النازحين السكنية والغذائية والتعليمية والصحية ويستقطع لها المبلغ المطلوب من واردات النفط العراقية ويوضع في صندوق خاص يتولى الانفاق على تلك الاحتياجات تحت اشراف دولي؟

ان لدى الأمم المتحدة من المؤسسات المختصة في شؤون التعليم والغذاء والصحة والاسكان ما يؤهلها إلى أن تكون أداة التنفيذ الرئيسية لهذا المشروع. ولدى العراق من المال ما يكفي لتمويله. فهل تتوفر لدى الدول الشقيقة والصديقة ولدى الأسرة الدولية كافة الارادة اللازمة للتصدي لهذه المشكلة باجراءات وظيفية-تنظيمية- مالية يحتمها الواجب والضرورة ولا علاقة لها بالاستجابات العاطفية وخطابات الجود والكرم؟



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
تحركات سلام على إيقاع طبول الحرب
افتتاحية
الجزيرة السعودية
كانت نوايا الحرب مستبطنة طوال هذه المفاوضات الجارية بين أنقرة والعراق وتبادل زيارات المبعوثين إلى الدولتين، فقد كان من الواضح أن العسكرية التركية التي تفخر بأنها تملك ثاني اكبر جيش في حلف الأطلنطي قد تلقت ضربة من الصعب تجاوزها، خصوصا أن مقتل 12جنديا تركيا وخطف 8 آخرين من قبل حزب العمال الكردستاني جاء في ذروة هذه الأزمة وتحت سمع وبصر العالم أجمع.

هذه الواقعة تحديدا جعلت الأتراك يقومون بتحركات عسكرية واسعة النطاق تجاه الحدود العراقية، ولم يعبأ العسكريون كثيرا بالمساعي السياسية المتبادلة بين البلدين الجارين، فقد كان هناك شعور عارم في أوساطهم بضرورة الانتقام، وعزز ذلك إحساس شعبي طاغ بضرورة فعل شيء ما إزاء حزب العمال الكردستاني، ولهذا فقد بدت التحركات السياسية وكأنها تتم فقط من باب إقناع الآخرين بأنه تم استنفاد كل سبل الحل السلمي.

وبالفعل فإن حربا تدور الآن على الحدود التركية العراقية مع قصف جوي يومي حيث تتوغل المقاتلات التركية على الأطراف العراقية الشمالية، إلى جانب اختراقات لحزب العمال الكردستاني للحدود فضلا عن عملياته الدائرة أصلا داخل الأراضي التركية، وإزاء ذلك فمن الصعب الحديث عن تفادي الحرب وإنما الأجدى التقدم نحو وقف استشرائها والحد من امتداداتها الوخيمة.

فآخر ما يحتاجه العراق هو حرب أخرى بينما هو يخوض حروبا متعددة في جميع أنحائه، وتحاول إدارة إقليم كردستان الآن تذكير الدولة العراقية بمسؤولياتها تجاه حماية إقليمهم بعد أن استنفروا قواتهم المسماة (البشمركة)، وهي وحدها لن تستطيع التصدي للآلة العسكرية التركية الضخمة، ولهذا فإن إقليم كردستان يدعو الأمريكيين أيضا إلى تحمل مسؤولياتهم باعتبارهم قوات احتلال مسؤولة بطريقة مباشرة عن تأمين الأرض التي تعمل فيها.

وذلك ما يقود ربما إلى تغيير في وضع خارطة جديدة للعمليات العسكرية، ووفقا للتصورات في إقليم كردستان فإنه لا بد من دور أمريكي ما، لكن في هذه النقطة تحديدا يوجد ما لا يمكن تجاوزه، فهناك أولا حقيقة التحالف التركي الأمريكي المتمثل في أن تركيا تمثل خط إمداد لقوات الولايات المتحدة في العراق، وهناك تمركز لطائرات أمريكية في قواعد تركية، ومن هنا تنتفي أي احتمالات للمواجهة التركية الأمريكية بطريقة عملية ومنطقية.

ولعله لذلك يتحتم التمسك بتسوية سياسية رغم قلة فرص عمل سياسي في ظل الاندفاع القوي من جانب تركيا للحل العسكري، ولا يعرف المدى الذي ستأخذه عملية عسكرية تركية من جهة الوقت والتقدم على الأرض، فالحسابات التركية الداخلية تبدو في كثير من الأحيان محكومة بدور يتراجع كثيرا للعسكر في الشأن السياسي بعد الانتخابات الأخيرة التي جاءت بإسلامي على رأس الدولة على عكس رغبة كبار العسكريين المؤيدين للتيار العلماني، لكن الفرصة تبدو سانحة أمام العسكريين مع هذه الأزمة لاستعادة بعض من نفوذهم وذلك ما يعزز فرص المضي قدما نحو الحرب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
"فريدمان" حينما يَصدُق 2-2
سعد الدوسري
الرياض السعودية
استكمالاً لموضوع أمس، يواصل توماس فريدمان، الكاتب الأمريكي الذي كان الأكثر شهرة وشراسة في الدفاع عن موقف الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، في مقاله المنشور في عدد من الصحف العربية والأمريكية يوم الاثنين 19رمضان، فيقول: "أود أن أرى أنفسنا وقد أنقذنا شيئاً معيناً في العراق يمكن ان يساعد على دفع الشرق الأوسط باتجاه مسار اكثر تقدماً. وكان ذلك وما يزال ضرورياً لتحسين أمننا. ولكن الضروري يكون في بعض الأحيان مستحيلاً، ولا يمكننا ملاحقة قوس قزح بهذه الطريقة. انظروا الى بنيتنا التحتية. فليس الجسر وحده هو الذي سقط في مسقط رأسي منيابوليس. سافروا بالطائرة من مطار زيوريخ الألماني الأحدث الى مطارنا الأمريكي البائس في لاغارديا. كما أنني لا أزال غير قادر على الحصول على خدمة هاتف خليوي غير متقطعة بين بيتي في بيثيسيدا ومكتبي في دي سي. ولقد اشتريت في الفترة الأخيرة هاتفاً خليوياً للجيب من مطار بكين واتصلت مباشرة بزوجتي في بيثيسيدا وكان الاتصال أوضح ما يكون. لا يمكن أن نستمر على هذه الحماقة! يتعين علينا أن نستعيد قدراتنا. نحن بحاجة الى رئيس يوحدنا حول هدف مشترك وليس حول عدو مشترك".
هل هناك أكثر من هذا الصدق في مراجعة الذات؟! هل ستظل حكومة الولايات المتحدة الامريكية تخبئ رأسها في الرمل؟! والى متى؟! لقد حان الوقت لأن تترجل أمريكا عن جواد غطرستها، وأن توقف جرائمها المتواصلة التي كانت تظن أنها ستحقق لها سطوتها. السطوة اليوم ليست لأمريكا، بل لليابان والصين.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أسماك قرش في العراق!
عبد المنعم ابراهيم
اخبار الخليج البحرينية
منذ يومين نشرت الصحف خبر اصطياد عراقي سمكة قرش يبلغ وزنها 110 كيلوجرامات من مياه نهر الفرات الحلوة، وفي حالة نادرة قد تكون الأولى من نوعها.. وإن كان هذا الخبر لا يبدو مستغرباً في أوضاع العراق الراهنة، حيث تتجول أسماك قرش (سياسية) من مختلف الأنواع في المياه واليابسة العراقية.. إيران تسبح في الجنوب، وتركيا تسبح في الشمال، وأمريكا تسبح في الوسط، ومع انسحاب القوات البريطانية من البصرة تتوغل أسماك

القرش من المليشيات الطائفية المسلحة في الشوارع والأسواق وأماكن العبادة لتفرض هيمنتها على الوضع العراقي.. ولأن العراق بلد فيه ثروة نفطية كبيرة فإن الأطماع فيه تصبح أكبر، والقتال يصبح أكثر ضراوة، وإذا كانت المليشيات المسلحة لم تركن إلى السلام بهدوء في بلد فقير مثل الصومال، فهل تتوقعون التنازل عن النفط العراقي بسهولة، حتى بالنسبة إلى دولة نفطية غنية مثل إيران؟.. ولذلك تجدون تطاحناً عسكريا كبيراً في البصرة حاليا بين مليشيات شيعية.. بين «جيش المهدي« وجماعة مقتدى الصدر لحسم النفوذ والهيمنة على الجنوب مع استكمال الانسحاب البريطاني من هناك. وبغداد هي الأخرى تسبح فيها «أسماك قرش« كثيرة، وعلى الرغم من أن التقارير الأخيرة تتحدث عن تراجع نفوذ ودور «جماعة القاعدة« هناك، فإن الصراع «السني ــ السني« سوف يستمر وقتاً أكبر، ويتعزز أيضاً الصراع «الشيعي السني« في بغداد كلما تحدثت تقارير «الكونجرس« الأمريكي عن خطط للانسحاب كاملاً من العراق، ولذلك نلاحظ تزايد نفوذ العشائر السنية في مواجهتها لجماعة «القاعدة التكفيرية«، لملء الفراغ الذي سوف يحدثه الانسحاب الأمريكي من بغداد مستقبلاً. حتى تركيا التي كانت عازفة عن الدخول في الوحل السياسي العراقي، صارت مؤخراً تتحدث عن ضربة عسكرية تركية وتوغل في أراضي كردستان العراق لضرب جماعة حزب العمال الكردستاني الذين يقومون بعمليات عسكرية ضد الجنود الأتراك في ديار بكر، لأن أنقرة تعرف أن الانسحاب الأمريكي من العراق سوف يوجد اضطراباً شديداً على حدودها الجغرافية مع شمال العراق، وبالتالي فإنها تستبق الأحداث بالكشف عن أنياب «سمك القرش« كرادع منذ البداية. لذلك لا تستغربوا وجود «أسماك قرش« في مياه دجلة والفرات.. بل توقعوا اكتشاف تماسيح في مياه الصرف الصحي بالعراق!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
درس من ازمة الاكراد وتركيا
طارق الحميد
الشرق الاوسط
أبرز درس يمكن استخلاصه من أزمة حزب العمال الكردستاني مع تركيا هو أن لا حماية لمن يريد الانفصال عن الوطن الأم. ومن يريد الحماية عليه الانضواء تحت مظلة الدولة. وهذا من شأنه أن يجعل إقليم كردستان يعيد النظر مطولا قبل استفتاء كركوك القادم، او معركة كركوك المقبلة. خصوصا ونحن نرى ان بغداد اليوم هي التي اضحت بوجه المدفع، كما يقال، دفاعا عن الاكراد، والاراضي العراقية.
أبرز ما يمكن استخلاصه من هذه الأزمة هو ان من يعين الانفصاليين اليوم ينقلب عليهم في الغد، وهذا ما حدث لحزب العمال الكردستاني حيث كان يحظى بدعم السوريين في الامس، بينما قررت دمشق اليوم الوقوف الى جانب انقرة.
الدول الداعمة للانفصاليين في العالم العربي، واوضح مثال هنا ايران وسورية، تتعاملان مع الجماعات التي تعمل على تقسيم الدول العربية من الداخل، مثل حزب الله، وحماس التي انتهت تحت غطاء ايراني سوري، كما تتعامل مع كروت الكوتشينة، فجميعهم ادوات لتحقيق هدف، وليس دعما يقوم على ايمان بحقوق ومبادئ.
في مقابلة الرئيس السوري بشار الاسد مع (بي. بي. سي) قال بهدوء وثقة انه ما ان تحل الملفات، فلن تكون هناك اشكالية مع حزب الله وحماس وغيرهما. وبالطبع ان الرئيس السوري يقصد الملفات التي تهمه، لا التي تهم العالم العربي، والا لما رأينا ما يحدث اليوم في لبنان.
ما تفعله ايران في العراق مثلا، ليس ايمانا بحق فئة تجاه اخرى، بل تعزيز لموقف تفاوضي، ورغبة في الزعامة والسيطرة، والعراق، والموالين لايران في بغداد كروت سيتم استخدامها في لحظات المواجهة الحاسمة بين طهران وواشنطن.
والامر نفسه في لبنان اليوم، فالسوريون يفعلون كل شيء من اجل السيطرة على لبنان، وتعينهم على ذلك ايران، من اجل تعزيز موقفهم في المنطقة، من خلال حزب الله، وجماعات اخرى انقسمت حتى على جماعاتها، فالجنرال عون تحول من رجل محاصر في التسعينات من قبل القوات السورية الى حليف مهم!
وسينتهي الجنرال عون ككرت لا اكثر ولا اقل، مثله مثل حزب الله الذي يستعد لمعركة اكبر من معارك سورية، وهي معركة طهران مع اميركا، لكنه يقع تحت وطأة الضغط السوري اليوم، مهما بدا حليفا لدمشق. فالسيد حسن نصر الله يعي ان السلاح والاموال طريقهما يمر عبر دمشق، ولذا فهو مرغم على الوقوف في المعسكر السوري.
ومن حسن حظ ايران وسورية ان خصومهما لا يديرون الصراع معهما بنفس الطريقة التي يتبعانها في العراق ولبنان وبين الفلسطينيين، والا لكان الامر في بالغ السوء داخل ايران وسورية حيث هناك اكثر من ملف وملف، مجرد تحريكها سيظهر ان الثمن سيكون باهظا.
المراد قوله هو ان كل المؤشرات والشواهد من تاريخ الأزمات في منطقتنا تثبت ان لا مكان للانفصاليين، وان حليفهم اليوم، هو عدوهم غدا، اما بتغير في القيادة، او مع تلويح بجزرة هنا، او عصا هناك، وتبقى الضمانة الكبرى في معالجة المشاكل داخل الدولة، لا بالقفز عليها، او الاستعانة بأطراف خارجية. tariq@asharqalawsat.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
اعتراض عاصفة حرب الأكراد
جاسر عبدالعزيز الجاسر
الجزيرة السعودية
تتسارع الجهود السياسية والدبلوماسية لاعتراض طريق العملية العسكرية التركية الموجهة ضد معسكرات متمردي حزب العمال الكردي الذي صعَّد من عملياته الإرهابية ضد مواقع الجيش التركي في الأراضي التركية؛ مما أدى إلى تصاعد الغضب التركي شعبياً وحكومياً وعسكرياً؛ حيث تهدِّد تركيا باجتياح الأراضي العراقية لمطاردة المتمردين الأكراد. وقد نشطت الحكومة العراقية وقادة القوات الأمريكية في العراق وحكومة إقليم كردستان العراقي في سباق محموم لتغليب الحل الدبلوماسي والسياسي واعتماد لغة الحوار بدلاً من لغة المدافع والطائرات، وصدرت مناشدات وبيانات رسمية خاصة من جانب قادة أكراد العراق تؤكد حرصهم على الحفاظ على علاقات طيبة مع الشعب التركي والالتزام بإنهاء التهديد الذي يمثِّله المتمردون الأكراد في تركيا.

أما الحكومة العراقية فقد قدَّمت اقتراحات مهمة جداً تمثَّلت في قيام القوات العراقية والأمريكية والبشمركة الكردية، وهي قوات إقليم كردستان، بمهاجمة مواقع المتمردين الأكراد وإغلاق معسكرات حزب العمال الكردي. كما تضمن الاقتراح قيام سلاح الطيران الأمريكي المُلحَق بالقوات الأمريكية في العراق بمهاجمة تجمعات المتمردين الأكراد.

هذه المقترحات التي حملها وزير الدفاع العراقي إلى أنقرة لم تحْظَ بموافقة حكومة أردوغان التي تطالب بتحرُّك سريع وتسليم قادة حزب العمال الكردي ووقف أنشطته السياسية والإعلامية.

ومن أجل تحقيق هذه المطالب تواصل الطائرات الحربية التركية غاراتها على مواقع المتمردين الأكراد في جبال شمال العراق، كما أن عدداً من القطاعات العسكرية بدأ التوغل في الأراضي العراقية بهدف مطاردة المقاتلين الأكراد الذين لا يمكن تمييزهم من نظرائهم الأكراد العراقيين الذين يتخوفون من أن تطولهم الآلة الحربية التركية التي لا تتساهل في مسألة النَّيْل من هيبة الجيش التركي المُصمِّم على أن يثبت لحكومة أردوغان والساسة الأتراك معاً أنهم الأكثر قدرةً على استئصال المتمردين الأكراد حيثما توجَّهوا سواء أكانوا في جبال العراق أم في بطاح البقاع في لبنان أم في الجوار الإيراني.

jaser@al-jazirah.com.sa
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الحرب إذا ما شنتها تركيا!
جواد البشيتي
العرب اليوم
إذا لم تُحَلْ الأزمة الجديدة (المتفاقمة) بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (الكردي) الذي يتحصَّن قسم كبير من مقاتليه في الجبال الوعرة في شمال العراق على مقربة من الحدود مع تركيا بما يُقْنِع أنقرة (وأنقرة العلمانية ـ القومية في المقام الأوَّل) بانتفاء الحاجة إلى عمل عسكري كبير يقوم به جيشها هناك فإنَّنا سنشهد عمَّا قريب مساهمة كردية في نشر مزيدٍ من "الفوضى البناءة" على المستوى الإقليمي, وليس في داخل العراق وتركيا فحسب.

لقد اقترح رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني, والذي فيه من سلطات وصلاحيات وخواص "الدولة" ما يجعله "حُكْماً ذاتياً" في الشكل ليس إلاَّ, ما يشبه الحل; ولكن اقتراحه وَقَعَ على أسماع تركية لا تشبه سمعه. كان اقتراحه, الذي رفض فيه رفضا باتا تسليم أي عضو من أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى السلطات التركية, يقوم على منع مقاتلي الحزب من القيام بأعمال عسكرية عبر الحدود ضد تركيا, فإذا قاموا يقوم بـ "طردهم" من الإقليم. وكان ممكنا أن يكون اقتراحه إيجابيا أكثر (بالمعيار التركي على الأقل) لو أنَّه ضَمَّنه استعدادا لـ "التفاهم" مع حزب العمال الكردستاني على نقل قياداته ومقاتليه من تلك المناطق الحدودية الجبلية الوعرة الحصينة إلى مناطق من الإقليم بعيدة عن الحدود مع تركيا, وأن يصبحوا في أحوال تَحُول بينهم وبين القيام بأعمال عسكرية ضد الجار التركي. وقبل هذا الاقتراح أعلن البرزاني, وغيره من القيادات الكردية, أنَّ "البشمركة" ستقاتل الجيش التركي, دفاعا عن إقليم كردستان, إذا ما أُرْسِل إلى شمال العراق للقضاء على الوجود العسكري لحزب العمال الكردستاني في حصونه الحصينة هناك. ومن الوجهة العسكرية الصرف, لا يستطيع الجيش التركي الوصول إلى حيث يتحصَّن مقاتلو "الحزب" من غير أن يحاصرهم في تلك الجبال الوعرة; ولا يستطيع القيام بهذا الحصار من غير أن يُخْضِع لسيطرته مناطق مجاورة تسيطر عليها الحكومة الكردية.

وإذا حَدَث ذلك, واحتلَّ الجيش التركي أجزاء من إقليم كردستان, توصُّلاً إلى القضاء على الوجود العسكري لحزب العمال الكردستاني هناك, فإنَّ هذا "الاحتلال الجديد" سيكون لأراضي دولة (العراق) يحتلها حليف تركيا وهو الولايات المتحدة. أمَّا عاقبة هذا الاحتلال التركي فقد تكون تفجير صراع جديد بين تركيا وأكراد العراق, مع احتمال تَفَجُّر صراع في داخل تركيا نفسها بين الحكومة (والأتراك) وبين نحو 15 مليون كردي (هُم غالبية الشعب الكردي) يقطنون منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأهمية الاقتصادية الاستراتيجية. ثمَّ أنَّ مدينة كركوك ذات الأهمية النفطية الاستراتيجية يمكن أن تكون هدفا من الأهداف غير المعلَنة للحملة العسكرية التركية.

وإذا بدت الولايات المتحدة, مع المجتمع الدولي, غير قادرة على فعل شيء لمنع أنقرة من القيام بمثل هذا العمل العسكري الكبير مع ما يمكن أن يتمخَّض عنه من نتائج فإنَّ طهران يُمْكنها, مستقبلا, أن تحارب "المتمردين" من أكرادها, والذين أسَّسوا وجودا لهم في داخل الأراضي العراقية, في الطريقة التركية ذاتها.

في محادثاته المهمة مع الرئيس بوش في البيت الأبيض في الخامس من تشرين الثاني المقبل قد يتنازل أردوغان عن مطلب تسليم أعضاء من حزب العمال الكردستاني إلى السلطات التركية; ولكنَّه لن يتخلى عن شروط أُخْرى للعدول عن خيار الحرب, فهو سيُصِرُّ على إبعاد مقاتلي "الحزب" عن معاقلهم الجبلية القريبة من الحدود, وعلى التزام الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان منع مقاتلي "الحزب" من القيام بأي عمل عسكري عبر الحدود ضد تركيا, وطردهم من الإقليم (ومن العراق عموما) إذا هُم لم يلتزموا, وعلى قيام قوَّة عسكرية مشترَكة من الولايات المتحدة والعراق وإقليم كردستان ببسط سيطرتها على حدود العراق مع تركيا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
أميركا.. هل هي نمر من ورق؟
حمد الماجد
الشرق الاوسط

هل تعلم بأن التكلفة المالية للحرب الأمريكية في افغانستان والعراق قاربت الآن من التريلون دولار؟ وهذا في تقدير أحد المصادر الغربية يعد أكثر كلفة من الحربين الكورية والفيتنامية مجتمعتين!! وقد جاءت حسبة هذه التكاليف الباهظة التي أجهدت الآلات الحاسبة بعد أن تقدم الرئيس الامريكي بوش إلى الكونجرس بطلب تمويل اضافي للحرب الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق بنحو 190 مليار دولار!!

ليس هذا هو المفجع في الحروب الأمريكية العدمية في منطقتنا، وإنما الفاجعة هي في هذا السبات العميق لشريحة كبيرة من الشعب الأمريكي لم تدرك بعد إلى أي هاوية اقتصادية وسياسية وأمنية يقودها إليها الرئيس الأمريكي بوش؟ فالأرقام الفلكية التي استنفدت الخزينة الأمريكية ليست هي المشكلة فحسب، وليست القضية أيضا أن دافع الضرائب الأمريكي سيتأثر من جراء هذه الميزانيات العسكرية الضخمة، وإنما اللافت هو في عدم إدراك شريحة كبيرة من الشعب الأمريكي للمخرجات المخزية لهذه النفقات وإلا لأطاح برئيسه منذ أمد، فالاستراتيجية والأهداف التي وضعها الرئيس الأمريكي لحربه المجنونة في العراق وأفغانساتان لم تتحقق، والعالم كله صار بعد المغامرات الأمريكية في منطقتنا أقل أمناً، والعراق أصبح قنبلة نووية موقوتة على وشك الانفجار، وإيران بسبب الغرق الأمريكي في المستنقعين العراقي والأفغاني أضحت تماطل وتدلع لسانها النووي ساخرة بأمريكا وتهديداتها، والإرهاب أمسى أكثر انتشارا فكرا وأحداثا، وابن لادن في جبال أفغانستان يضحك ملء شدقيه على فشل أمريكا في المنطقة، وتضررت السمعة الدولية للولايات المتحدة ومعها حليفتها بريطانيا حتى بدت أمريكا للعالم وكأنها نمر من ورق، والغريب بعد هذا كله فإن استطلاعات الرأي الأمريكية المؤيدة للرئيس بوش ما برحت تعطي مؤشرا على أن شريحة من الشعب الأمريكي لا تدرك جيدا إلى أين تقودها سياسات حكومته الفاشلة.

هذا ما يتعلق بالداخل الأمريكي، أما في الخارج حيث العالم الذي أصبح أقل أمنا ليس بسبب الإرهاب فحسب ولكن أيضا بسبب هوج وهيجان السياسة الأمريكية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فثمة حاجة دولية ماسة لكبح هذا الهيجان المنفلت، وليس بالضرورة أن نكرر نموذج التحدي الفنزويلي والذي يمارس من خلاله الرئيس الشجاع هوغو شافيز تحديا صارخا للإرادة والمخططات الأمريكية، فهذه مهمة قد تكون ثقيلة على زعماء دول العالم الثالث، المطلوب على الأقل تقوية مخالب أقوى صقرين في الدول العظمى (الصين وروسيا) والاستقواء بهما ليقفا الآن في مواجهة النسر الأمريكي، وخاصة روسيا التي بدأ رئيسها يعبر بقوة عن تململ الدب الروسي من الاستفراد الأمريكي بالهيمنة العالمية والاستهانة بقوة الدول العظمى، ولهذا أطلق الرئيس بوتن أخيرا أقوى تعبير لرفض بلاده نشر منظومة صواريخ أمريكية بالقرب من الاراضي الروسية، وشبه الامر بازمة الصواريخ الروسية في كوبا خلال الستينات. وقد ذكرتنا هذه التصريحات بالحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي التي صرنا نحنُّ إليها بعد أن كنا نئن منها.

كم كان بعضنا ساذجاً حين قبل أن يتحول إلى مخالب عسكرية وفكرية ودعائية للقط الأمريكي يمزق بها جسد الدب الروسي في أفغانستان بدعوى شيوعيته!! لتكون الضربة القاضية لقوة كبرى كانت الرادع الأكبر للهيمنة الأمريكية على العالم، هل كان الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق ومشاريع السلام الأمريكية الباهتة المحابية بصورة صارخة للاحتلال الإسرائيلي وفرض المشاريع الأمريكية في المنطقة ستحدث لو أن الاتحاد السوفيتي كان في كامل عافيته؟

hamajed@hotmail.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
الأكراد بين تركيا وإيران (1ـ2)
عاطف بدالجواد

الوطن عمان

الغارات المتبادلة بين الميليشيات الكردية والقوات التركية على حدود العراق الشمالية هي بؤرة دبلوماسية عاجلة، بينما تهدد تركيا بغزو شمال العراق، والولايات المتحدة تستجدي انقرة لضبط النفس وتضغط على الحكومة العراقية للتعامل مع وجود الميليشيات في الشمال. وفي الوقت نفسه تتعاطف واشنطن مع الأتراك في موقفهم. وفي الأسبوع المقبل سوف يستضيف الرئيس بوش في البيت الأبيض رئيس الوزراء التركي اردوجان في محاولة لنزع الفتيل المشتعل، بعد أن رفصت انقرة اقتراحا عراقيا بنشر قوات اميركية على الحدود الشمالية. وتقول تركيا الآن إنها سوف تنتظر نتيجة مباحثات اردوجان وبوش، ثم سوف تتخذ قرارا بعد ذلك بشأن خطوتها التالية. لكن بعيدا عن اضواء الإعلام والدبوماسية، هناك جبهة ثانية مماثلة لا يلتفت اليها احد تدور رحاها على حدود العراق مع ايران. هناك تنصب ميليشيات الأكراد الإيرانيين كمائن، وتقتل قوات ايرانية على الحدود، ثم تختبئ داخل العراق. والأميركيون لا يقدمون كلمة تعاطف واحدة مع ايران، على الرغم من ان الميلشيات الكردية هذه جزء من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الحكومة الأميركية من المنظمات الإرهابية. بل إن طهران تقول إن واشنطن في واقع الأمر تساعد الأكراد الإيرانيين، وهي تهمة تنفيها الحكومة الأميركية. ومهما كانت الحقيقة، فإن التوتر على الحدود الإيرانية، شأنه شأن التوتر على الحدود التركية ينذر بانفجار محتمل. ولكن الميلشيات التي تحارب الإيرانيين، وإن كانت جزءا من حزب العمال الكردستاني، تتبع مباشرة حزبا اسمه حزب الحياة الحرة في كردستان. ومثلما يهيمن حزب العمال الكردستاني على رقعة كبيرة من الأرض الجبلية على الحدود التركية، فإن حزب الحياة الحرة في كردستان يسيطر على منطقة جبلية من الحدود مع ايران. وبينما تصف واشنطن حزب العمال بأنه جماعة ارهابية فإنها تجرى اتصالات غير رسمية وغير مباشرة مع حزب الحياة الحرة. كما أن واشنطن لا تضغط على بغداد للتعامل مع الميلشيات الكردية على الحدود الإيرانية. بل إن زعيم هذه الميليشيات واسمه رحمن حاج احمدي زار واشنطن الصيف الماضي، على الرغم من ان الأميركيين يقولون إنه لم يجتمع مع اي مسئول حكومي اميركي اثناء هذه الزيارة. ومن الطبيعي ان تتحاشى الولايات المتحدة الظهور بمظهر المتعاون مع احمدي وزملائه بالنظر الى ان حزب العمال الكردستاني على قائمة الجماعات الإرهابية، وهو يشكل المظلة الأوسع التي ينضوي تحتها حزب الحياة الحرة. وللجماعتين هدف واحد هو الحصول على حقوق جديدة وحكم ذاتي جديد للأكراد في تركيا وايران. والجماعتان لهما زعامة مشتركة وتتقاسمان الإمدادات وتعلنان الولاء للزعيم الكردي المسجون في تركيا عبد الله اوجلان.
ولكن ما هي العلاقة بين هذين الحزبين على الحدود التركية والإيرانية وبين الأكراد العراقيين مثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ثم ما هي الأيديولوجية السياسية للأكراد على حدود تركيا وايران.
سوف نناقش هذين السؤالين.agawad@aol.com



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
التهديدات على الجبهة الكردية تطور متوقع

جيمس زغبي
الوطن عمان


عندما رحب بيان مشترك للمعارضة الأميركية السوفيتية بغزو صدام حسين الوحشي واحتلاله للكويت، وعندما قرر التحالف الدولي بعد ذلك استخدام القوة لتحرير الكويت إذا اقتضى الأمر، تذكرت المقولة التحذيرية القائلة: (لا تختار أبداً الدخول في حرب لا يمكنك الفوز بها). ويبدو أن صدام لم يكن قد سمع أبداً بهذه الحكمة، أو أنه اختار أن يتجاهلها. وفي النهاية، دفعت العراق ثمن حماقاته غالياً.
وعندما كانت الولايات المتحدة تستعد لغزو العراق في ربيع عام 2003، قدمت تعديلاً بسيطاً على هذه المقولة، وقلت إنها سوف تصبح أكثر حكمة إذا تحولت إلى (لا تختار أبداً الدخول في حرب لا تعرف كيف تكسبها). ولكن إدارة الرئيس بوش ألقت بهذه التحذيرات وراء ظهرها؛ لأنها كانت مقتنعة بأن النصر سوف يكون سهلاً، وحددت هذا الأمر بمصطلحات بدت أنها مضللة لأي شخص يعرف العراق.
وكان المضي قدماً في الاستعداد المتسرع والعنيد لغزو دولة لم تكن الإدارة الأميركية تفهم أي شيء عن ثقافتها، تاريخها وتركيبتها الاجتماعية سبباً في حدوث نتائج كارثية لم يكن يتوقعها الغزاة. وقد اتضح هذا الأمر مع مقتل حوالي 4 آلاف جندي أميركي في الحرب إلى جانب عشرات أو مئات الآلاف من العراقيين وتشريد ملايين اللاجئين خارج العراق إلى جانب تشريد نفس هذه الأعداد تقريباً داخل العراق. وقد أنفقت الولايات المتحدة حتى وقتنا هذا ما يقرب من 600 مليار دولار على حرب العراق. وفقد العراقيون أنفسهم مليارات غير معدودة من الدولارات. وقد مثلت هذه الحرب كارثة مروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ومن المستبعد تماماً أن تنتهي حرب العراق قريباً، وقد تزداد الأمور سوءاً خلال فترة قريبة.
وبعد موجات متتالية ومتشابكة من العنف الداخلي التي ظهرت نتيجة لوجود المسلحين، العصابات الإجرامية، الميليشيات الطائفية والإرهابيين، يهدد الصراع في الوقت الحالي بالانتشار فيما وراء الحدود العراقية إلى تركيا وربما إلى إيران.
والشيء اللعين الذي يسبب الشعور بالغيظ والحنق هو أن كل هذه النتائج كان يجب أن نتوقعها وكانت إمكانيات حدوثها عالية. وقد حذر عدد كبير من المراقبين من خوض هذه الحرب الغبية. وحذر الخبراء الذين يعرفون هشاشة التركيبة السكانية في العراق، والذين كانوا يشعرون بالقلق من تحقيق المكاسب في أعقاب انهيار نظام صدام من الفوضى والعنف السياسي. وحذر الخبراء الذين يتفهمون الظلم التاريخي العميق الذي يشعر به الشعب الكردي من نتائج فتح هذا الملف.
وعلى مدار العقد الماضي، ازدهر الأكراد تحت مظلة وحماية الولايات المتحدة. ومع انهيار النظام في بغداد، يأمل الأكراد في توسيع وزيادة نطاق حكمهم الذاتي، كما يأملون أيضاً في زيادة حجم طموحاتهم. وقد أصبحت السلطة الكردية المؤقتة، تبعاً لكل المقاصد والأغراض دولة مارقة داخل دولة. وتمضي السلطة الكردية المؤقتة، التي تمتلك علمها وجيشها الخاص وممثلها الشخصي في واشنطن، بعناد نحو الاستقلال. ومن أجل تعزيز وإنشاء كيان اقتصادي كبير قادر على الحياة لدولتها المفترضة، تطمع السلطة الكردية المؤقتة وتسعى لضم مدينة كركوك الغنية بالنفط إليها. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، حدد الأكراد موعداً لإجراء استفتاء بين سكان كركوك يخيرهم ما بين الانضمام لإقليم كردستان أو البقاء تحت مظلة الدولة العراقية، ولكن هذه الخطوة لن تتم قبل الانتهاء من خطة نقل السكان، وتحريك الأكراد إلى كركوك مع تشريد العرب الذين تم نقلهم إلى هذه المنطقة خلال فترة حكم حزب البعث. ولم يتسبب هذا الأمر فقط في إثارة العرب، السنة والشيعة على حد سواء، الذين يخشون من الانفصال الكردي، ولكنه تسبب أيضاً في ظهور قلق واسع داخل تركيا.
وعلى غرار استفتاء كركوك المثير للجدل، وقعت السلطة الكردية المؤقتة مؤخراً عقد امتياز مع شركة هانت أويل الأميركية تعرضت لانتقادات واسعة حتى من قبل الإدارة الأميركية التي وصفت هذه الخطوة بأنها عمل استفزازي يهدد الإصلاح الدستوري العراقي وقانون توزيع النفط ويعمق الانقسامات الموجودة في الائتلاف العراقي الحاكم.
ومع ذلك، وعلى الرغم من القلق الإقليمي المتزايد، تقدمت السلطة الكردية المؤقتة في طريقها، حتى أنها أعلنت عن نفسها في الولايات المتحدة على أنها (عراق آخر مختلف) وتفاخرت باستقرار الإقليم وأمنه، ورحبت بقدوم المستثمرين والسياح إليها.
وقد يفترض البعض بأن كل هذه الخطوات تمثل تطورات إيجابية للسلطة الكردية المؤقتة مع تحركها بهدوء واستمرار تجاه تحقيق الرخاء والحكم الذاتي. ولكن، لأن نتائج (المسألة الكردية) أكبر من العراق، فقد تتصادم الحقائق الخارجية والضغوط الداخلية قريباً مع وهم (العراق الآخر).
وتربط العلاقات العميقة، التي تشمل الإحساس المتبادل بالظلم بين الأكراد في كل من تركيا، سوريا، ايران والعراق. ومن الناحية التاريخية، فقد أثرت مشاريع التنمية، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، في إحدى هذه الدول على المواطنين الأكراد في الدول الأخرى. وتراقب هذه الحكومات مشاريع التنمية في المناطق الكردية الأخرى لأنها تدرك الآثار المباشرة وغير المباشرة لهذه التطورات.
وعلى هذا النحو، من المتوقع أن زيادة نطاق الحكم الذاتي للأكراد في العراق يمكن أن يحث الأكراد في ايران وتركيا بالضغط على الحكومتين الإيرانية والتركية من أجل الحصول على حقوق أكبر، أو كما كانت الحالة بالنسبة للمسلحين الأكراد الموجودين في المناطق الجبلية الوعرة التابعة للسلطة الكردية المؤقتة بشن هجمات على تركيا وإيران.
وفي حين أن مثل هذه الهجمات ليست جديدة، فإن تزايد التهديدات الصادرة عن كل من إيران وتركيا بغزو معاقل المتمردين في مواقع السلطة الكردية المؤقتة أحدث مجموعة من المشاكل الخطيرة. وتتعرض السلطة الكردية المؤقتة لتحدي يتمثل في استخدام ميليشياتها/ (جيشها الوطني) في الهجوم والسيطرة على المسلحين الأكراد المنتشرين على طول الحدود التركية والإيرانية والذين ينشطون على طول هذه الحدود. وهذا شيء فعلوه من قبل، ولكنهم مترددون في القيام بهذا الأمر في الوقت الحالي. ومع قصف كل من تركيا وإيران للمواقع الكردية المجودة ضمن نطاق حكم السلطة الكردية المؤقتة وتهديد كلتا الدولتين باتخاذ ردة فعل أكبر إذا لم يتم السيطرة على الجماعات المسلحة، ترى الولايات المتحدة إمكانية في ان قصة نجاحها في العراق قد تفتح الطريق أمام ظهور جبهة جديدة فيما قد يصبح حرباً أكثر تعقيداً.
وكان من المفترض أن يفهم هذا كله قبل بدء الحرب، ولكن هذا الشيء لم يحدث. وهذا يوضح أهمية التوصيات الأساسية لمجموعة الدراسات الأميركية حول العراق في الوقت الحالي، كما يفسر أيضاً ضرورة إنشاء حلف أمني اقليمي يوحد كل الجماعات والفئات داخل العراق اضافة إلى الدول المجاورة للعراق تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة، لكي يتم التعامل مع مثل هذه المشاكل بهدوء واتزان. ويمتلك جيران العراق مصلحة مباشرة في استقرار ووحدة العراق، ويفضل إدخال هذه الدول كشركاء تجاه تحقيق هدف واحد وهو جمع الحلفاء والفرقاء.
ولم هناك من مبرر أو عذر في التغاضي عن حكمة (لا تختار حرباً لا تعرف كيف تفوز بها) قبل بدء الحرب. وليس ثمة مبرر أيضاً للتغاضي عن هذه الحكمة في الوقت الحالي مع رؤيتنا للتطورات والنتائج الأخيرة، والتطورات التي قد تحدث في المستقبل.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
...ليتمم أردوغان المهمة

ربيع الحافظ
واع
بحسب أحد مرافقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، فإن العملية العسكرية التركية في شمال العراق إن حدثت لن تأخذ شكل اجتياح القوات البرية التركية للمنطقة الشمالية.

أي أن القوات التركية لن تصل إلى أطراف مدينة كركوك والموصل والأقضية التي حولهما، التي بسطت مليشيات البيشمركة الكردية نفوذها عليها وبثت فيها الرعب والفوضى والتطهير العرقي والاغتيالات. ولن يرى العالم مشهد قيام جيش بفك حصار عن مدينة، واندفاع السكان إلى الطرقات وأسطح المنازل رافعين الأعلام العراقية والتركية ابتهاجاً بانجلاء الليل ومعبرين عن امتنانهم لجيش لم يهدد يوماً على مدى 90 عاماً أمنهم واحترم خصوصياتهم.

قرار البرلمان التركي، بالتدخل العسكري في شمال العراق أعاد، بمفرده، قدراً من الهيبة الأمنية المفقودة في المنطقة، ورفع العصا فوق رؤوس الزعماء السياسيين الأكراد الذين أخذوا يتقاطرون على أنقرة التي تغدو العاصمة الإقليمية للمنطقة، ويلعقون كلمات الأمس التي هددوا بها الدولة الأكبر، وأخذت تنكمش أحجامهم إلى وضعها الطبيعي.

الخطوة الأخرى هي أن تمارس تركيا مسؤوليات إقليمية تفتقدها شعوب الجوار، وتضيف إلى قائمة مطالبها انسحاب ميليشيات البيشمركة من المدن ووقف العبث الجاري، فيشعر الناس بفوائد هذا الدور وتتطور المفاهيم التي تحكم علاقات الجوار بما يعطي القوة الإقليمية الكبرى حق الإنذار والتصويب على الرقعة الإقليمية أينما اقتضت الحاجة لتحمي المنطقة من تكرار دورات الفوضى.

من الجدير هنا إعادة شحن الذاكرة الجماعية وتذكر أن العثمانيين أنقذوا العراق ـ وبالتالي المنطقة ـ مرتين من فوضى ودماء مماثلة أحدثها الاحتلال الفارسي مرة في حكم السلطان سليم الأول والأخرى في حكم السلطان سليمان القانوني، فتحت إثرها أبواب الشراكة السياسية التي استمرت وحفظت هوية المنطقة وأمنها الإقليمي الذي لم يتقوض إلا بتقوض الشراكة، وها نحن اليوم نقف أمام أشد تبعات انهيارها.

إلى حين قيام حكومة وطنية حرة في بغداد تفرض سيادتها على كامل أرض الوطن وتقوم بمسؤوليتاها الأمنية الإقليمية، يبقى من حق أنقرة ومن حق شعوب المنطقة عليها أن تلعب تركيا دوراً أمنياً إقليمياً يملأ الفراغ ويصحح العبث السياسي القائمين، ويسد ثغرات كبيرة في استراتيجية الأمن الإقليمي أظهرها احتلال العراق في أوضح صورة واستطار شررها ليصيب الجميع.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
مخطط إيران الجهنمي في البصرة
داود البصري
السياسة الكويت
الحرس الثوري يدرب فصائل انتحارية شيعية لضرب دول الخليج بالطائرات على طريقة بن لادن ! تتدهور الاوضاع الامنية والعسكرية في مدينة البصرة الستراتيجية العراقية بشكل متسارع ومذهل وبما يسجل غيابا تاما للدولة العراقية وحربا إيرانية معلنة على فصائل الجيش والشرطة الوطنية العراقية هناك مستعينة بعصابات وميليشيات طائفية يقوم الحرس الثوري الايراني ( قراركاه قدس ) بتدريبها ووفقا لبرامج تدريب متقدمة كما ونوعا مع تجهيز تسليحي حديث للغاية وفعال وواسع المدى ووفق تكتيكات قتالية عرف بها الحرس الثوري وتميز, ومن أبرز الجماعات الطائفية التي يقوم الحرس الثوري الايراني بتدريبها وتجهيزها وتسليحها وإعدادها لحالة الحرب الوقائية الفعلية القائمة حاليا في الجنوب العراقي هي ميليشيا ( جيش المهدي ) وعصابات طائفية أخرى سنأتي على ذكرها لاحقا, فمن الثابت مبدئيا أن قرار النظام الايراني بالتصعيد مع الغرب وفقا لرؤية الجناح المتشدد في النظام والذي يمثله الرئيس ( نجاد ) قد قطع طريق اللاعودة, وأن التغلغل الايراني الرسمي والامني والاستخباري الواسع المدى في العمق العراقي قد بات ستراتيجية مركزية يعمل النظام في محورها ويعتبرها الركيزة الاساسية لادارة الصراع الاقليمي عبر خلط الاوراق في المنطقة وتكوين الخلايا الارهابية ذات البعد الطائفي التنظيمي المرحلي والمستقبلي مع اللجوء لتنبيه الخلايا النائمة في المنطقة إستعدادا لتنشيطها في ساعة الصفر التي تعيش المنطقة اليوم حافاتها القريبة, خصوصا وأن التهديدات التي أطلقتها أصوات رسمية وفاعلة في تركيبة النظام الايراني ليس مجرد شخير بصوت عال بقدر ما هي حقائق ميدانية تستند لخطط مركزية معدة مسبقا ويشرف مجلس الامن القومي الايراني على كل تفاصيلها الفرعية والرئيسية, والحالة السائبة والمتدهورة في الجنوب العراقي والفراغ السلطوي المرعب وفشل الحكومة المالكية العتيدة وتحكم الجماعات والاحزاب الطائفية المريضة في الصورة العامة كلها عوامل وبيئة مثالية للمخططات الايرانية لكي تحقق أغراضها وأهدافها الجهنمية الواسعة المدى والطموحات والاهداف !.

حقيقة معركة البصرة الاخيرة :
في يوم الثلاثاء الموافق 23 أكتوبر 2007 وفي تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا ألقت إحدى سيطرات الشرطة الوطنية العراقية المتمركزة قرب المستشفى العسكري القبض على أحد عناصر فرق الموت الطائفية وهو من عناصر (جيش المهدي ) ويدعى ( مشتاق ) وتم نقله لمقر اللواء السادس للشرطة الوطنية, وعلى إثر ذلك قامت مجاميع مسلحة بالقناصات والقذائف والاسلحة الخفيفة بمهاجمة مقر اللواء وهزيمة حمايته وإطلاق سراح المعتقل ما أضطر وحدات من الجيش العراقي للتدخل ومساندة الشرطة وأدى الامر لاندلاع إشتباكات شوارع واسعة المدى في جميع مناطق البصرة شهدت الاحداث خلالها تصاعدا خطيرا تمثل في تطور الاساليب القتالية لجيش المهدي وتبنيه لمدرسة الحرس الثوري القتالية في الهجوم بالقذائف بشكل واسع المدى على أهداف وسيطرات عسكرية معزولة ومصادرة سياراتها ورفع علم جيش المهدي الاخضر والذي يحمل عبارة : ( يا مهدي أدركني ), مع كثافة في إستعمال القاذفات وأساليب القنص للعناصر والافراد وبما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش والشرطة وتبعت ذلك محاولات إغتيال مستميتة لقائد شرطة البصرة اللواء جليل تحطمت معه عربته المدرعة بشكل كامل وبما يؤكد قوة وكثافة النيران والاسلحة الجديدة التي يستعملها أفراد عصابة جيش المهدي وهي أسلحة إيرانية حديثة جدا بعضها نمساوي المنشأ والتصنيع, وكان الملفت للنظر نجاح الحرس الثوري الايراني في تزويد عصابات المهدي بقذائف ومفخخات من نوع خاص تزرع على الارصفة لتقفز للشارع بعد الضغط عليها, وهو نوع جديد من المفخخات لم يكن معروفا من قبل كما تأكدت لدينا معلومة تفيد بأن قيادة الاهواز للحرس الثوري قد إنتهت من تدريب 300 عنصر إرهابي من جماعة جيش المهدي على القيام بعمليات إنتحارية سيكلفون بها تتضمن القيام بهجمات إنتحارية بالطائرات على أهداف في دول الخليج العربي القريبة ومنها أهداف كويتية هي على اللائحة الايرانية, خصوصا وإن الجنوب العراقي والبصرة تحديدا قد أضحت منطقة ساقطة عسكريا بيد قوات النظام الايراني بعد أن تحولت لمنطقة جذب وتحرك لغالبية عناصر جيش المهدي الاجرامية من عتاة السرسرية والمجرمين الهاربين من النجف وكربلاء والديوانية ليتجمعوا في البصرة مشكلين فيلقا إرهابيا خطيرا بات يهدد وحدة الجنوب العراقي وسلامته الاقليمية وأمن شعبه, وكانت حملات الشرطة والجيش العراقي ضد العناصر الاجرامية وفرق الموت التي تجوب المدينة بسيارات الدفع الرباعي قد كشفت أسرار وخبايا العديد من الخلايا الارهابية العاملة تحت لواء وعنوان ( جيش المهدي ) مما عرضها لحالات واضحة من التشابك المستمر ومحاولات الاغتيال والتفجير, وقد كشفت المعلومات عن خلية إرهابية متوحشة يقودها عنصر من أهل الكوفة هرب من هناك بسبب نشاطاته الاجرامية والارهابية وتمكنت عصابة مقتدى الصدر من تعيينه مسؤول للجنة الامنية في ميناء البصرة, وحيث ساهم وشارك في سرقة 4500 طن من الحديد من الميناء, وهذا العنصر يدعى ( ثامر ترتيب ) وهو من المعروفين بوحشيتهم وإجرامهم, كما أن هنالك عنصر آخر من أهل منطقة الحيانية (حي الحسين ) يدعى (منتصر المالكي) وهو مطرود من جيش المهدي سابقا وكان والده عضوشعبة لحزب البعث البائد تم قتله في بداية سقوط النظام ليتحول ولده لعنصر من عناصر جيش المهدي ويمارس الجرائم الارهابية وعمليات الاغتيال ضد المنافسين من فيلق بدر.
تكتيكات إيرانية متغيرة :

لعل من أهم الملاحظات من حالات الصراع القائمة حاليا في الجنوب أن النظام الايراني هو اليوم بصدد التخلي عن حلفائه السابقين في المجلس الاعلى وفيلق بدر, فقد أعلن المدعو( أبوأحمد الراشد ) وهوعضومجلس محافظة البصرة وأحد قياديي المجلس الاعلى وفيلق بدر التابع له لاطراف قريبة منه بأن مجلس الامن القومي الايراني تبنى سياسة سرية باتت مفضوحة تتمثل في التخلي التدريجي عن حلفائه السابقين وإستعمال الادوات الطائفية الجديدة من عناصر جيش المهدي ولوتطلب الامر تنظيم عمليات إغتيال ضد مسؤولين في المجلس الاعلى, وبما يؤكد حالة الفوضى الفظيعة في الجنوب العراقي وفي البصرة على وجه الخصوص ?, وبالنسبة لجيش المهدي ذاته فإن حالة الفوضى تعبر عن ذاتها بخروج القيادة الحقيقية من أيادي مقتدى الصدر الذي لم يعد يمثل ثقلا ميدانيا لدى عدد من قادة العصابة المهدوية ولعل إحدى الهوسات التي يرددها القتلة تعطي المرء إنطباعا معينا عما يدور ويجري بالضبط ?, فتقول الهوسة ما يلي :
( السيد جندي وسرحناه... إسمع يالمهدي )
أي أن مقتدى مجرد مرحلة إنتهت بعد أن أصبح القرار بيد الجانب الايراني شكلا ومضمونا وفي ضوء القرار الرسمي الايراني الذي تسانده على ما يبدو بقية الاحزاب الطائفية العميلة بتشديد الخناق على الشرطة الوطنية والجيش العراقي, فليس سرا أن هدف المعركة الايرانية الرئيسية في الجنوب إخراج الجيش العراقي مهزوما من ساحتها وأن أحزاب الدعوة والفضيلة وبقية الحلف الطالح لها مصلحة حقيقية في هزيمة الجيش العراقي لكي لا يلتفت لها ولاطماعها في يوم ما لذلك فإن أي عملية عسكرية يقوم بها الجيش العراقي للقضاء على زمر العصابات الطائفية تتحرك تلك الاحزاب لافشالها وفرملتها بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية, أما فرق الموت والاغتيالات الارهابية الاخرى إضافة لعصابة جيش المهدي فهي تضم العناصر التالية :
ثامر ترتيب ومنتصر المالكي من جيش المهدي .
مجموعة ( حزب الله ) التابعة للمدعوكريم ماهود .
مجموعة ( باسم الموسوي ) من حزب الله أيضا وهوبالمناسبة عضو مجلس المحافظة !.
مجموعة فلاح الخزاعي ( أبو فاطمة الخزعلي ).
وهؤلاء إضافة لعناصر إجرامية عدة إستقرت في البصرة هم من يتحمل المسؤولية عن مقتل أكثر من 500 مواطن عراقي من الكفاءات المختلفة ومؤخرا أغتيلت عائلة بأسرها كان من ضمن القتلى طفلة معوقة ( منغولية ) تحت ذرائع وأسباب واهية, أما حكومة المالكي فهي تقف عاجزة تماما في ضوء قلة التخصيصات العسكرية المقدمة لقطعات الجيش العراقي ولقائد العمليات اللواء موحان الفريجي الذي يواجه الموقف هو وزميله قائد شرطة البصرة اللواء جليل خلف بشجاعة وحسرة في ضوء مخاطر كبيرة وقرار تدميري إيراني واسع المدى وقلة في الامكانيات فحكومة المالكي المشلولة ليست في العير ولا في النفير, وإمارة البصرة الارهابية باتت تنتصب اليوم كحقيقة ميدانية مؤسفة وكبؤرة لتصدير الارهاب الايراني التدميري لدول الخليج, والجيش العراقي في حالة تراجع مأساوي, فهل ثمة حلول ?.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
...صانع الكوارث
د. بثينة شعبان
الشرق الاوسط

احتلت أخبار حرائق كاليفورنيا هذا الأسبوع الرقم الأول في نشرات الأخبار العالمية، وكانت توصيفات ما يجري على الساحة تقارب إلى حد كبير توصيفات منطقة تعاني من نشوب حرب على أرضها. فقد أتت الحرائق على مئتي ألف هكتار من الأرض، ودمرت نحو ألف وستمائة منزل، وتسببت في أكبر حركة نزوح بشرية تشهدها ولاية كاليفورنيا في التاريخ الحديث بحيث يُقدّر الذين تمّ إجلاؤهم بنصف مليون شخص. لم يكن الرئيس بوش مسؤولاً هذه المرة عن إشعال هذه الحرائق ولكنه أعلن حالة الطوارئ في ولاية كاليفورنيا، وذلك للسماح بالمساعدات الحكومية بالتدفق على الولاية للتخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذه الكارثة. وكان أحد مسؤولي الولاية قد أعلن: «الحرائق تنتشر بشكل خارج عن سيطرتنا، وإن الولاية تشهد وضعاً أشبه بمنطقة حرب». ولمن يعيش في منطقة الحروب المفروضة عليها من الخارج يعلم بعمق ماذا تعني هذه العبارة وما هي عواقبها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والمستقبلية. وكان من الملاحظ أن الإعلام الأمريكي تناول عواقب ما حلّ بسكان كاليفورنيا بمفردات ولغة وأسلوب مختلف عما يستعمله في الإشارة إلى ضحايا الحرب في العراق أو فلسطين أو لبنان. فمع أنه تمّ إجلاء ما يقارب من مليون شخص ممن فقدوا بيوتهم أو ممن يخشى أن تطالهم النيران فقد امتنع صانعو الخبر عن تسمية هؤلاء «نازحين» أو «لاجئين» أو «مشردين»، وهي اللغة التي تستخدم لضحايا الحروب عادة. وكان اللافت في الأخبار أيضاً أنها لم تركّز على الأرقام بقدر تركيزها على معاناة الناس والحيوانات أيضاً، وعلى ما يطال البيوت من خراب ودمار.

فقد ركّزت الأخبار مثلاً على اشتعال نار في حديقة الحيوانات في سانتياغو، وعرض صور الخيول والطيور التي تفحمت بينما نجت باقي الحيوانات دون أذى. كما ركزت الأخبار على تعطل الإنتاج التلفزيوني وماذا حلّ بحياة المشاهير وأعمالهم واستوديوهاتهم ومسلسلاتهم التي كانوا في طور إنتاجها. كما أوردت الأخبار ما تعرضت له القصور التاريخية مثل «قصر كاشان» والمقتنيات الأثرية به نتيجة هذه الحرائق. ولم تنس الأخبار تكريم رجال الإطفاء والمسعفين ومنح القروض الفورية لمن خسروا منازلهم للبدء بإيجاد بديل لها.

ولا يملك المتابع لهذه الأخبار الكارثية، ومثيلاتها مثل كوارث تسونامي، والزلازل والأعاصير إلا أن يتعاطف مع الضحايا الذين تعرضوا لمعاناة لا لذنب ارتكبوه بل لحلول كارثة بيئية في ديارهم خرجت عن حدود السيطرة رغم امتلاك الدولة الأقوى في العالم أحدث التقنيات في إطفاء الحرائق. والشعور الثاني الذي ينتاب متابع هذه الأخبار هو المقارنة بين الكوارث التي يعاني منها ضحايا حرب دموية خرجت كوارثها عن حدود السيطرة من نزوح 4.2 مليون وقتل أكثر من مليون مدني، وهي حرب من صنع بوش ومجموعته الحاكمة عن عمد وسابق إصرار في العراق، والأخير هو بلد لا يد لسكانه أيضاً ولا لضحايا حرب بوش فيه بإشعال أو استمرار هذه الحرب، وبين أخبار ضحايا حرائق كاليفونيا. فكما قرأتم فإن أخبار حرائق كاليفورنيا تؤنسن الخَبَرَ، وتتحدث بالتفصيل عن معاناة من اضطروا إلى مغادرة منازلهم، ومن تمكن من اصطحاب حتى حيواناته الأليفة معه، ومن استمرّ في تصوير أعماله، كما أنهم لديهم حكومة سارعت إلى إعلان منطقة كاليفورنيا منطقة كوارث ليسمح بتدفق كلّ المساعدات التي تضع حداً لهذه المعاناة البشرية الفظيعة.

والسؤال هو لماذا لم يشعر الرئيس بوش بالإلحاح ذاته بإعلان حالة الطوارئ في العراق علماً أنّ ما تعرّض له الشعب العراقي على يده مباشرة، وبقرار منه، من نزوح بالملايين، وقتل ودمار طال كل بيت عراقي وشمل العراق كله، وغير ذلك من مؤشرات الكارثة مثل سرقة آثار، وانعدام خدمات الماء والكهرباء والعناية الصحية، وقتل علماء وأطفال ونساء يفوق بمئات آلاف المرات ما تعرض له سكان كاليفورنيا؟ ولماذا لم يقرع الرئيس بوش جرس الإنذار العالمي ليتيح تدفق المساعدات العالمية لشعب شهد أكثر من أربعة ملايين نازح، وتجاوز عدد القتلى بين أبنائه مليونا، كما تمّ اغتيال أكثر من ألف عالم وصحفي وطبيب وأستاذ جامعي عراقي من ذوي الشهادات العليا في الهندسة والطب والعلوم؟

لو سمحت حكومة بوش لوسائل الإعلام «الحرّة» أن تتناول أخبار كوارث حرب العراق بالطريقة نفسها التي تناولت بها أخبار كوارث كاليفورنيا لاضطرت إلى فرد مئات الصفحات لما حلّ بآثار العراق من نهب وتدمير، ولما حلّ بمكتبات العراق التاريخية العريقة من حرائق، ولما حلّ بقصور العراق التاريخية ومساجده وكنائس من تدمير وحشي قضى على هوية يصعب ترميمها أو إعادتها لما كانت عليه حتى مع توفر أفضل النوايا وأسخى التمويل.

الكارثة التي حلت بالعراق وسكانه تختلف عن الكارثة التي حلت بكاليفورنيا بأمر جوهري هو أنها من صُنع من أعلن حالة الطوارئ والكوارث في كاليفورنيا، وأنه هو الذي يصرّ على استمرارها ويغذيها بمليارات الدولارات كي تبقى مشتعلة ليحرق المزيد من المنازل التي تقصفها طائراته في العراق، وليقتل ويهجر المزيد من المدنيين العراقيين، فبوش لا يرى العائلة التي قتلت عن بكرة أبيها بقصف المروحيات الأمريكية لمنزلها في تكريت والأخرى التي أُبيدت بأطفالها ونسائها في مدينة الصدر، أو الثالثة في بعقوبة وسامراء، وغيرها من كوارث متعددة ينزلها قصف جوي يقال إنه يستهدف «مشتبهين» لنكتشف على الأرض جثث نساء وأطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون، وأن سماء العراق مسكونة بكارثة سببها طائرات أرسلها بوش وهي تحمل الموت كل لحظة، لكل منزل عراقي، ولكل عراقي أينما كان، ولا أحدَ منهم يعلم متى سيكون حتفه، وأين، ولماذا؟ لا بل إن حكومة بوش، والعالم برمته، بضغط من بوش، لم تتحرك لمساعدة الملايين الأربعة من المدنيين العراقيين الذين فقدوا منازلهم، وأصبحوا لاجئين داخل العراق وخارجه في أكبر ظاهرة نزوح مأساوية يشهدها العالم منذ نكبة فلسطين عام 1948.

والسؤال هو لماذا لا تساوي، في نظر بوش وطغمته، حياة امرأة في بغداد حياة امرأة في كاليفورنيا؟ ولماذا لا تساوي آثار بابل، مهد الحضارة الإنسانية، «قصر كاشان» ولقاه الأثرية؟ ولماذا لا تساوي حياة العلماء والصحفيين العراقيين حياة مشاهير كاليفورنيا؟

تفيد التقارير الأمريكية بأن الحرب الأمريكية المباشرة على العراق وأفغانستان، وغير المباشرة على لبنان والصومال والسودان، كلفت دافع الضرائب الأمريكي إلى حدّ اليوم 2300 مليار دولار وهذه الأموال أنزلت أبشع الكوارث بالملايين من المدنيين الأبرياء؛ بمن فيهم الأطفال والنساء العزّل الذين فقدوا حياتهم واستقرارهم وأمنهم ومنازلهم ومزارعهم وأعمالهم. فمن هو المستفيد من استنزاف ميزانية الدولة العظمى لصنع الكوارث للملايين من البشر؟ ومن المستفيد من تدمير بلدان كاملة وقتل وتهجير أبنائها وإحراق هويتها من أجل إنفاق هذه الأموال الضخمة؟ لا شك إن شركات السلاح، وشركات النفط، وشركات المرتزقة مثل «بلاك ووتر»، التي أصبحت من الجهات الرسمية في عالم اليوم التي تمتهن القتل والدمار، والتي تعاقد معها صانع الكوارث القابع بمأمن في البيت الأبيض، هي الوحيدة المستفيدة من تكريس ميزانيات هائلة لإشعال الحروب وإنزال الكوارث وجني الأرباح والفوائد منها. ولهذا السبب لا يستطيع الرئيس بوش، وهو المسؤول الأول عن إشعال كارثة الحرب في العراق وأفغانستان ولبنان وغيرها، أن يتطوع ليعلن حالة الطوارئ في العراق ويدعو إلى إخماد لهيب هذه الحرب التي برهنت أنها كارثية على حياة العراقيين وأمنهم ومستقبل بلدانهم. أما الثمن الإنساني لكل ما يجري والمعاناة التي يتعرض لها معظم العراقيين ممن فقدوا أحباءهم أو أصيبوا بالعجز نتيجة أحداث الحرب فتحتاج إلى أجيال كي تسجّلها توثيقاً وأدباً وفناً وأفلاماً والتي ستفوق أثاره الكارثية صور ومتاحف الهولوكوست، التي أفردوا لها مكاناً في الذاكرة العالمية. وسيكون حكم التاريخ على من أشعل نيران الكوارث في أفغانستان والعراق ولبنان والصومال والسودان، ويهدد بإشعال نيران الكوارث في إيران وأماكن أخرى، أقسى بكثير من الحكم على من أشعل حرائق كاليفورنيا ولكن هذا يأتي بعد حين. فالتهديد الأكبر على الأمن القومي الأمريكي لم يكن العراق ولا أفغانستان، وليست إيران اليوم كما تقول رايس، ولكن التهديد الأكبر هو قرار صانعي الكوارث في واشنطن وقراراتهم الدموية، فهم الذين يشكّلون الكارثة الأكبر، والطامة الكبرى، والتهديد الأخطر للإنسانية، ولعالم اليوم، ولإنجازات البشرية الحضارية بكلّ قيمها ورؤاها المستقبلية.

www.bouthainashaaban.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
اشارات تحذير من بغداد
يورام شفايتسر
القبس الكويت
الشريط الذي نشره بن لادن الأسبوع الماضي، وطلب فيه من مقاتليه الجهاديين في العراق التوقف عن الحروب الداخلية فيما بينهم 'لان الأمر يفشلهم في صراعهم مع خصومهم الحقيقيين'، تسانده بقدر ما تصريحات الأميركيين بان الولايات المتحدة تحقق انتصارات حيال القاعدة في العراق.
هذه التصريحات أطلقت بعد ان حققت قوات التحالف نجاحات مثيرة للانطباع حيال قوات القاعدة المحلية، لاسيما في محافظتي الأنبار وديالى. وقد حصل هذا بفضل عمل أميركي مركز، في ظل التعاون مع محافل سنية في أوساط رؤساء العشائر المحليين الذين ملوا أعمال القاعدة. ومع أنه لا ينبغي الاستخفاف بهذه النجاحات فان القول 'القاعدة هزمت' يحثنا على ان نفهم ما هي أهداف المنظمة في العراق وخارجه.
أهداف القاعدة في العراق
خلافا للمحافل الأخرى التي تقاتل في العراق، ولها مصالح محلية تتعلق أساسا بتوزيع الحكم، فان للقاعدة أهدافا متنوعة بما فيها بث الحياة في الجهاد العالمي، وفتح جبهة جديدة ضد التحالف 'الصليبي اليهودي'، ومنع سقوط الحكم بيد الشيعة، زيادة مخزون المتطوعين الجدد في صفوف المنظمة العالمية، وتأهيل كادر جديد ذي تجربة قتالية، وإقامة خلافة إسلامية في العراق.
بعض من هذه الأهداف حققتها القاعدة في العراق، ولا يمكن اعادة الدولاب إلى الوراء بل يمكن فقط تقليص معناها. الجهاد العالمي حظي بزخم متجدد ووجد ذريعة وإطارا لمواصلة كفاحه. ومع ذلك، فان الهدف المركزي في تحويل العراق إلى قاعدة الخلافة الإسلامية، أو أجزاء منها كأساس لمواصلة النشاط التآمري، قابل للصد بالتأكيد.
نجاح الأميركيين في صد التطلعات الإقليمية للقاعدة في العراق هو أمر قابل للانجاز ويفترضه الواقع. ومع ذلك، فمن الواضح أن للقاعدة في العراق قدرات بقاء للمواصلة ولتنفيذ العمليات الإرهابية، بما فيها العمليات التظاهرية الأليمة التي من شأنها أن تضع إعلان النصر في علامة استفهام.
كما أنه من المجدي إبداء الرأي في أنه بالنسبة للقاعدة، فان العراق ليس سوى ساحة واحدة، فضائل انجازاته فيه ستستنفدها أيضا في ساحات كفاحية أخرى. أولها، التي تحظى بالاستيقاظ في السنة الأخيرة هي أفغانستان. القاعدة، بالتعاون مع طالبان تبدي بوادر انتعاش وتستغل الظروف الخاصة للساحة الطبوغرافية من أجل تنفيذ عمليات إرهاب وعصابات ضد نظام قرضاي وضد القوات متعددة الجنسيات. وبالتوازي، تعمل خلايا القاعدة في باكستان ضد نظام مشرف وتدرب فيها خلايا إرهابية تبعث بها إلى نقاط مختلفة في العالم.
هذا الخطر، إلى جانب الظاهرة المتوقعة، بل ويمكن المراهنة - المحتمة على خريجي العراق تنفيذ عمليات إرهابية في العالم يضع علامة استفهام على القول ان القاعدة في العراق هزمت.
وفضلا عن المسألة التي تحوم لزمن ما في الهواء، بشأن الإمكانية في أن تنتصر الدول الديموقراطية بشكل حاسم على حركات إرهابية وعصابات، بسبب القيود والكوابح التي تأخذها على عاتقها، جدير الانتباه إلى إشارات التحذير التي تحوم فوق النشاط المتوقع للقاعدة في المستقبل، وليس بالذات التباهي بإحساس النصر ضد المنظمة في العراق.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
حرب لا يريدها أحد
افتتاحية
الشرق قطر

لا تزال تركيا تتوعد باجتياح شمال العراق، رغم الجهود الدبلوماسية الاقليمية والدولية والوعود والتعهدات التي قطعتها بغداد وواشنطن بالتعاون مع أنقرة للقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من المناطق الجبلية النائية والشديدة الوعورة في شمال العراق قواعد له.

ومع التأكيد على حق تركيا الثابت في محاربة الإرهاب، فإن اللجوء إلى الخيار العسكري وفتح جبهة حرب جديدة هو امر بالغ الخطورة وينذر بإشعال النار في المنطقة الغارقة اصلا في حروب وأعمال عنف. ان التجارب السابقة التي خاضتها تركيا عندما شنت عمليات عسكرية كبيرة مماثلة لعمليتها المحتملة حالياً، اثبتت فشل الحل الامني للمشكلة، حيث لم تنجح كل العمليات العسكرية السابقة في القضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني.

وتركيا تستطيع ـ بما لديها من جيش يصنف بأنه ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي ـ اجتياح شمال العراق، لكنها ستجد نفسها عاجزة عن القضاء على المتمردين الاكراد وغارقة في مستنقع يصعب الخروج منه بدون خسائر. ومع ذلك يبدو ان تركيا، باصرارها على الخيار العسكري، لم تستفد من تجارب الحربين اللتين تخوضهما أمريكا حالياً في العراق وافغانستان، فقد هزت الحرب صورة الولايات المتحدة في العالم، كما اضعفت الإدارة الأمريكية داخليا، بعد ان فقدت الحرب شعبيتها، في حين تبحث إدارة بوش المحاصرة، ليس عن النصر، بل عن مجرد خروج مشرف من المأزق الذي وجدت نفسها غارقة فيه.

لقد ارتفعت الأصوات والنداءات من دول الجوار الاقليمي للعراق وتركيا ومن الدول الكبرى تناشد الطرفين ضبط النفس وسلوك طريق الحوار والدبلوماسية لمعالجة الازمة. ومن المؤكد أن طريق الحوار والمفاوضات مهما كان طويلا وبطيئا وشاقا، فإنه السبيل الامثل لحل المشكلة وتجنيب المنطقة خطر الدخول في دوامة أخرى من العنف.

إن النتائج الكارثية للحروب في المنطقة، تجعل من البحث عن حلول سلمية للازمات، اولوية قصوى مهما كلف ذلك من ثمن.

ليست هناك تعليقات: