Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الثلاثاء 23/10 /2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
التحدي التالي في العراق
ديفيد أغناطيوس
الواشنطن بوست"
لنفترض أن الأرقام الواردة من العراق صحيحة ، وأن هناك انخفاضا ملحوظا في حوادث العنف هناك. دعونا حتى نوافق على أن استراتيجية الرئيس بوش قد أخذت تظهر اخيرا بعض النجاح. اليس ذلك مدعاة للنقاش للتعجيل بنقل مهمة الأمن إلى العراقيين... وتسريع انسحاب بعض قوات الدعم الأميركية؟ بعض القادة العسكريين الأميركيين يناقشون الآن هذه القضايا بدقة. البعض يجادل بأن إدارة بوش يجب أن تغتنم الفرصة - وأن تستفيد من المكاسب التي حصلت عليها مؤخرا - وان تقوم بتسليم المزيد من المسؤوليات للعراقيين. هذا هو تعريف النجاح في هذه المهمة - والذي يعني بالنتيجة خلق ما يكفي من الأمن بحيث نتمكن من إعادة معظم القوات إلى الوطن.
الأميرال وليم فالون ، قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى ، ناقش التقدم الأمني في محادثة جرت الأسبوع الماضي.
وقال أنه ركز على قياس التقدم بأمرين: عدد القتلى بين العسكريين الأميركيين ، وعدد حوادث العنف في البلد. وكما قلت يوم الخميس ، كان مجموع القتلى من العسكريين لشهر تشرين الأول قد توقف عند الرقم 15 ، وهو أدنى عدد منذ عدة شهور. كما أن عدد حوادث العنف قد وقف عند معدل ستين حادث يوميا ، مقارنة بحوالي 150 حادث في وقت مبكر من هذه السنة ، عندما تولى فالون قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط. قال فالون "إنني أنظرإلى الارقام وأقول أن النجاح الذي حققه الجنرال دافيد بتريوس والشباب أمر رائع. لكنه السؤال هو كيف نفعّل ذلك النجاح لندفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ قرارات تجعل الأمن دائما؟ كيف نساعدهم على الاستفادة من ذلك؟" وقد حذر فالون من أن البرنامج الذي وضع من أجل خفض تدريجي للقوات الأميركية ، التي تقوم بأعمال القتال ، بحلول الصيف القادم هو "حيث يجب ان يكون". لكنه قال أنه يتحرى مع بيتريوس والقادة الآخرين "ما إذا كانت هناك طريقة لإخراج المزيد من القوات المساندة" ضمن جدول زمني أسرع.
في هذا النقاش الجديد حول الخيارات المتعلقة بالعراق ، يعمل القادة على موازنة الوضع للإجابة على السؤال الكلاسيكي للاستراتيجية العسكرية: ما هي أفضل طريقة لاستغلال المكاسب في ميدان المعركة؟ هل يجب أن تتحرك بحذر لحماية هذه المكاسب وتعزيزها؟ أم يجب عليك التحرك بقوة أكبر لاقتناص الفرص الجديدة التي زودك بها ذلك النجاح؟ ليس امرا مستغربا أن القادة الميدانيين حذرون من المجازفة بالتقدم الذي حققوه ، في الوقت الذي يقوم فيه مسؤولون رفيعو المستوى في سنتكوم والبنتاغون بتحسس مبادرات جديدة.
جنوب العراق سيكون اختبارا جيدا حول امكانية التعجيل بنقل السلطة إلى العراقيين. فقد أعلن البريطانيون هذا الشهر عن سحب نصف عدد قواتهم من البصرة ، وأن القوات البريطانية الباقية ، البالغ عدد 2500 ، سوف تغادر مع حلول نهاية العام 2008.
ويخطط الجنرال راي أودرينو لترك الجيش العراقي والمليشيات المختلفة لتقرر من يحكم ماذا ، بدلا من نقل قوات أميركية إلى الجنوب لتملأ الفراغ الذي سيحدثه رحيل القوات البريطانية. حوالي 400 من الجنود الأميركيين سيصبحون جزءا من القوات الخاصة العراقية لمساعدتهم في وقت الأزمات ، كما يمكن نقل آلاف آخرين جوا بسرعة عند الحاجة. وعندما تصبح أجزاء أخرى من البلد اكثر آمنا ، فإن هذا النهج من تسليم السلطة للعراقيين يمكن أن يتوسع. والجدل الأكبر ضد تسريع عمليات تسليم السلطة هو أن العنف انخفض الآن بسبب الزيادة في العمليات العسكرية الاميركية.ولكن في الأسابيع القادمة ، سيقوم القادة باستكشاف ما إذا كان من الممكن الحفاظ على نفس المستوى القتالي لكن بدعم لوجستي اقل.
سياسيا ، أصبح النقاش حول العراق مختلفا بصورة ملحوظة عما كان عليه قبل عدة اشهر. في البيت الأبيض ، انتهى الإحساس بالانهيار السياسي. ويشعر المسؤولون بأنهم يقفون على ارض صلبة تقود باتجاه خفض القوات ، لكن سيكون هناك وجود كبير للقوات في العراق عندما يغادر الرئيس بوش منصبه. ما يحدث بالضبط ليس نصرا عسكريا ، نحتفل به بالموسيقى العسكرية وأعلام ترفرف ، لكنه أيضا ليس هزيمة.
لقد تغير المزاج في الكونغرس أيضا. فقد هدأت حدة الضغط الذي كان يدعو لانسحاب سريع ، جزئيا لأن القادة الديمقراطيين عرفوا أنهم لا يملكون ما يكفي من الأصوات لذلك. وفي الوقت ذاته ، كان مرشحا الرئاسة عن الحزب الديمقراطي ، السيناتور هيلاري كلينتون وباراك أوباما ، قد صرحا بأنهما يتوقعان بأن تكون القوات الأميركية ما زالت في العراق عندما يتولى الرئيس القادم منصبه ، وانهما قد ناقشا الدور الذي يجب أن تلعبه القوات العسكرية الأميركية الباقية هناك. الشيء المؤكد أكثر حول العراق هو أن وجود قوات عسكرية أميركية هناك أمر غير مقبول على المدى الطويل ، سواء بالنسبة للعراقيين أو بالنسبة للأميركيين. ولذا ، فإن القادة العسكريين الأميركيين كانوا يتحلون بالشجاعة عندما اختبروا كيفية استخدام النجاح المميز الذي حققوه في الشهور الأخيرة لخلق بدائل تعتمد بصورة أقل على القوة العسكرية الأميركية.
هذا هو التحدي الحقيقي في العراق الآن - كيف تغتنم الفرصة ، اكثر مما تحاول الإبقاء على الوضع القائم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
اردوغان اذ يحذر امريكا
محمد خرّوب
الراي الاردن
سيدخل رجب طيب اردوعان التاريخ - ان لم يكن قد دخله فعلا - ليس فقط كأحد ابرز السياسيين الاتراك دهاء وبراغماتية واستيعاباً للمعادلات الداخلية، التي تشكل المؤسسة العسكرية ''أهم'' عناصرها، وانما ايضا لاصراره على ايجاد موطئ قدم لتركيا كدولة اقليمية كبرى ذات مصالح ونفوذ، يجب ان يؤخذا في عين الاعتبار، عند رسم الخرائط الجديدة في المنطقة، او بناء التحالفات الاستراتيجية او ''توزيع الغنائم''، بعد ان كانت تركيا طوال العقود الثمانية الاخيرة، وخصوصاً اندلاع الحرب الباردة في اوائل خمسينات القرن الماضي، حتى تفكك الاتحاد السوفياتي، مجرد قاعدة تجسس لحلف شمالي الاطلسي، الذي لم يكن ''ضمها'' الى عضويته، الا لكي يكمل طوق حصاره لمنظومة الدولة الاشتراكية، ولكي يجعل منها منطلقاً لبناء تحالفات اقليمية مساندة كحلف بغداد أو السنتو وغيرهما..
رجب طيب اردوغان، يبدو أنه من قماشة مختلفة عن الزعماء الاتراك الذين سبقوه في نظرته الى تركيا، الدور والمكانة والموقع الاستراتيجي، وخصوصاً ان رموز الطبقة السياسية الذين توالوا على حكم تركيا، بعد رحيل كمال اتاتورك، كانوا في حاجة دوماً الى دعم المؤسسة العسكرية واسترضائها، ما افقدهم هامش المناورة السياسية، وخصوصاً قواعدهم الشعبية، التي تخلت عنهم في شكل اقرب الى الاذلال، على النحو الذي شهدناه قبل خمس سنوات، عندما تم شطب الاحزاب التقليدية كافة، في انتخابات العام 2002 بفوز حزب العدالة والتنمية ''وبقاء'' الحزب الجمهوري الذي أسسه كمال اتاتورك لاسباب عاطفية بالتأكيد، ولأن الاتاتوركية لم تختف بعد من المشهد التركي رغم الضعف الذي هي عليه الان وتآكل شعبيتها وحدوث متغيرات عاصفة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية داخل المجتمع التركي، لم يعد من الممكن الاستمرار بحقن ''جسد'' الاتاتوركية المنهك، بمزيد من الدماء، بعد أن تعطلت - او كادت - باقي ''اجهزته'' ولم يبق غير المؤسسة العسكرية التي بدأت تشعر بحجم التغييرات التي طرأت على دورها ومكانتها، ولهذا فهي لا تسارع الى الصدام والمواجهة - عبر القيام بالانقلاب ونشر الدبابات والجنود في الشوارع كما فعلت اربع مرات سابقة - بل هي تهادن وتسعى لتسويات معينة بانتظار ظهور ''فرص'' اخرى تسمح لها بتجديد دورها او استعادة مكانتها كمدافع عن ''الكرامة الوطنية للامة التركية'' وليس فقط عن الاتاتوركية بوصفها حارس هذه ''الايقونة'' التي لا يعيرها الكثيرون اهتماماً يذكر، مع بزوغ نجم حزب العدالة والتنمية وتجذر حضوره في المشهد التركي ونجاحه في ايصال مرشحه الى القصر الجمهوري الذي اعتبر على الدوام رمزاً للعلمانية (الاتاتوركية) محظور على غيرهم دخوله، سواء كان اكتسى رأس زوجة الرئيس حجابا (كما هي حال السيدة خير النساء) زوجة عبدالله غل أم لا.
سجّل اردوغان لنفسه (ولحزبه) يوم أول من أمس، نقطة ثمينة تمثلت في الموافقة الشعبية الكبيرة على التعديلات التي اقترح حزبه ادخالها على الدستور، لعل أهمها انتخاب رئيس الجمهورية في الاقتراع الشعبي المباشر (وتقصير مدة رئاسته الى خمس سنوات بدلاً من سبع) والثاني اجراء الانتخابات التشريعية (البرلمانية) كل اربع سنوات وهي تعديلات جوهرية إذا ما اخذنا في الاعتبار ان العلمانيين وخصوصاً المؤسسة العسكرية، كانوا يمسكون بكافة الخيوط التي تضمن وصول رئيس بالمواصفات التي يضعونها هم، ورأينا المجابهة الاخيرة حول توفر نصاب الثلثين، حيث حيل بين حزب العدالة والتنمية وايصال مرشحه (عبدالله غل) داخل البرلمان بحجة ان التصويت، الذي تم، لم يكن دستوريا لأن نصاب الثلثين لم يكن متوفراً في الجلسة، وهو ما ايدته محكمة العدل العليا التركية، ما ادى في النهاية الى الذهاب لانتخابات مبكرة، جاءت لصالح حزب اردوغان في شكل كبير مكّنه من ''فرض'' عبدالله غل كأول رئيس ''غير عثماني'' لتركيا الاتاتوركية منذ ثمانين عاماً.
طال عرضنا للمشهد التركي الجديد، رغم ان النية كانت متجهة للحديث عن الازمة المتصاعدة بين انقرة وواشنطن، على خلفية التوتر الخطير الذي يميز الاوضاع على الحدود التركية العراقية والتي قد تفضي في النهاية الى قطيعة اميركية تركية، ليس لأحد منهما مصلحة في الوقت الراهن ان تحدث.
لم تصل الأمور بعد الى نقطة اللاعودة، لكن رجب طيب اردوغان (وهنا نواصل الحديث عن مواصفات هذا الرجل الذي يواصل بدأب وصبر حصد المزيد من المكاسب المترافقة في الآن نفسه مع ارتفاع شعبيته وشعبية حزبه ايضا) لم يعد يُخْفِ غضبه من المراوغة الاميركية في شأن الملف الكردي الذي بات ''كعب أَخيل'' لمستقبل اردوغان السياسي ومكانة حزب العدالة والتنمية، بعد ان تواصل سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجنود الاتراك من قِبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، ما يقوي من شوكة المؤسسة العسكرية (الذي يسعى اردوغان الى تقليم اظافرها، واخضاعها للمستوى السياسي وليس العكس كما كان يحدث طوال العقود السابقة).
لهذا خرج اردوغان على المألوف السياسي والدبلوماسي التركي، وقال في مقابلة غاضبة مع صحيفة التايمز اللندنية يوم امس (حيث بدأ زيارة لبريطانيا). انه ابلغ الرئيس بوش اكثر من مرة ان موضوع الانفصاليين الاكراد في غاية الحساسية ''دون ان يلمس أي نتائج'' واوضح ان مقاتلي حزب العمال ''يتخفون'' (..) وراء ''اميركا'' والحكومة العراقية، وانهم يقتلون الاتراك بأسلحة اميركية!!. كلام خطير وغير مسبوق وبالتأكيد له أكلافه السياسية، ولهذا لم يتردد (اردوغان) في تحذير واشنطن من ان بلاده ستهاجم المتمردين الاكراد في العراق وانه ليس بحاجة ''لأخذ الاذن'' من احد للدفاع عن بلاده.
واذا ما استدعينا للذاكرة تصريحا لافتا وخطيرا لرئيس الحكومة التركية امام البرلمان قبل ايام عندما قال: ان انقرة مستعدة لدفع الثمن المترتب على قرارها اجتياح شمال العراق ''للقضاء'' على حزب العمال الكردستاني، فاننا نكون امام تطورات دراماتيكية، يمكن ان تكون عاصفة على اكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي وخصوصا ميداني.
واشنطن لا تسقط ''بالتأكيد'' تحذيرات اردوغان من حساباتها.. لكن إلى أين تذهب الأمور؟.
.. لا أحد يعرف، فالغموض والارتباك سيدا ''المواقف''، حتى لو عرض حزب العمال الكردستاني وقفاً لاطلاق النار من جانب واحد.
kharroub@jpf.com.jo
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
محاذير التوغل التركي فـي الأراضي العراقية!
د . محمد ناجي عمايرة
الراي الاردن
لا جدال في أن التوغل التركي، وأي توغل مماثل في الاراضي العراقية يشكل انتهاكا صارخا لسيادة العراق لا يقبل به احد ممن يحرصون على هذه السيادة ويؤكدون ضرورة احترامها وقيام العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق المشترك خاصة بين الدول المتجاورة.
والعلاقة العربية - التركية، ومن ضمنها العلاقة العراقية - التركية علاقة جوار وتعاون وتآخ وإن شابها بين الحين والآخر بعض ما يعكر صفوها أو يكدر ماءها المنساب في الاتجاهين. وقد عرف التاريخ القديم والمعاصر بعضا من عوامل التجاذب بين الجانبين لم تكن أبدا في مصلحة الأمتين العربية والتركية وشواهد ذلك معروفة وليست في حاجة الى توضيح . غير أن القرار التركي الاخير بالتوغل العسكري داخل اراضي العراق (الشمال) المتاخمة لتركيا لمطاردة عناصر انفصالية كردية تركية ممثلة بحزب العمال الكردستاني إنما يأتي في ظروف غير طبيعية في العراق حيث الهيمنة العسكرية والسياسية للاحتلال الاميركي وسلطته المطلقة إلى جانب ضعف الحكومة المركزية وتفرد السلطة الكردية المحلية بالسيطرة على شمال العراق حيث الكثافة السكانية العراقية من أصل كردي وحيث الحكم الذاتي الذي بات يقترب كثيرا من إعلان استقلال الاقليم الكردي أو لنقل انفصاله عن الوطن الأم العراق الموحد.
وعلى الرغم من أن دعوات الانفصال غير مقبولة لدى غالبية المواطنين الأكراد في العراق إلا ان هذا النفس الانفصالي يتزايد لدى الاحزاب والقوى السياسية النافذة في الاقليم الشمالي الغني بالنفط والثروة الطبيعية.
وبصرف النظر عن دعاوى الانفصال لدى أكراد تركيا أو إيران أو مطالبتهم بحقوقهم السياسية في سورية فإن جميع هذه الدول تواجه مثل هذه الحركات الانفصالية بحزم، وهي تلتقي على رفض مطالبها وتوجهاتها إلى حد المواجهة العسكرية. وفي هذا الاطار يمكن النظر الى التوغل العسكري التركي القائم أو المحتمل في العراق على أنه خطوة متقدمة لمواجهة الانفصاليين قد تكون لها اسبابها الوجيهة لكنها يفترض ان تتم بالتفاهم والتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وليس بسلوك انفرادي يمكن ان يصنف ضمن الاعمال العدائية ضد العراق ووحدة اراضيه وسيادته، مع ان الحكومة التركية تتعاطف مع وحدة العراق وتعارض أي حركات انفصالية من حيث المبدأ، ومن حيث أن العدوى قد تلحق بها إذا وقع المحذور مستقبلا .
كل ذلك يستدعي موقفا عربيا جادا وعمليا في الوقت نفسه . فمن مصلحة العرب والاتراك معا أن تكون الامتان في حالة تعاون وتنسيق وتضامن لا في وضع عدائي وانقسام وتشتت . وهذه المصلحة المشتركة لا يمكن التضحية بها لمجرد الدفاع عن حركة انفصالية او بدعوى حق الاثنيات القومية في الاستقلال . فتشجيع مثل هذه الدعوات يؤذن بانقسامات شاقولية عديدة في معظم دول المنطقة مما ينذر بخطر شامل .
هل تتحرك البلدان العربية تحركا جماعيا من أجل اغلاق هذا الملف قبل ان يحرق بناره كل الايدي التي تتصل به ؟! إن مثل هذا التحرك لابد ان يشمل التأكيد على وحدة العراق وسيادته مثلما وحدة سائر دول المنطقة وسيادتها، دون التغاضي عن حقوق الاثنيات القومية المختلفة، والتمسك بحسن الجوار وعلاقات الاحترام المتبادل وتعزيز مناخ الثقة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تخريب التعليم في العراق -11-
وليد الزبيدي
الوطن عمان
اثارت قضية تخريب التعليم في العراق اهتمام الكثير من الشخصيات العراقية ، وقد وصلتني رسائل وتعليقات واتصالات كثيرة من اساتذة جامعيين ومثقفين وسياسيين ، ويتفق الجميع على ان تخريب التعليم في العراق يجري بصورة ممنهجة ومدروسة،لايختلف اثنان على ان مستقبل التعليم في خطر،وأن المحاولات تجري لتفتيت المرتكزات الرصينة للمعرفة والثقافة في هذا البلد.
في واحدة من الرسائل ، التي وصلتني من أحد الاساتذة الجامعيين المعروفين،وفضل عدم ذكر اسمه،شأنه شأن الآخرين،الذين أرسلوا معلومات وتعليقات على هذا الموضوع.
يقول الاستاذ الجامعي،إن آخر النشاطات الرسمية ضد اساتذة الجامعات،القرار الخطير الذي اتخذه نوري المالكي الذي يشغل الآن منصب وزير التعليم العالي بالوكالة اضافة الى رئاسة الوزراء،اذ وقع قرارا فصل بموجبه ثلاثمائة استاذ جامعي من مختلف الجامعات العراقية.
ويعلق استاذ جامعي اخر بقوله ، ان العالم يحرص على شراء الاساتذة الجامعيين في مختلف التخصصات ويقدمون لهم الاغراءات الكثيرة،لاجتذاب اكبر عدد منهم للعمل في الجامعات والمعاهد وفي شرح تفصيلي يقول،ان الدولة تضحي بمبالغ هائلة لاعداد استاذ جامعي واحد،وكلما ازدادت خبرته، أصبح أكثر تأثيرا بالبنية المعرفية والتعليمية.
إن قرار فصل مئات الاساتذة الجامعيين ، وآلاف المعلمين والمدرسين في مختلف الاختصاصات،يشطب على شهادات هؤلاء ، ويرمي بهم إلى مهن أخرى، لاعلاقة لها بالتخصصات العلمية العالية، التي بذلوا الكثير من الجهد والوقت والمال في الحصول عليها.
يعلق أحد السياسيين على ذلك القرار،بالقول إن الحكومة تريد أن تضع الاساتذة والعلماء أمام خيارين،فهو اما ان يذهب الى الجامعة،وتكون بانتظاره مجاميع الميليشيات الاجرامية،وعصابات القتل والخطف التي تنتشر بكثافة أمام أنظار الأجهزة الامنية الحكومية،ويصبح مصير الاستاذ الجامعي معروفا،أي الخطف والتعذيب وتشويه الجثث ورميها بالمزابل،او الخيار الثاني وهو الطرد وحرمانه وعائلته من حقه في التقاعد،او الاستمرار في ممارسته للتدريس.
في واحدة من الرسائل،يقول أستاذ جامعي إنه خارج العراق،ومريض ولديه جميع التقارير الطبية مصدقة من الجهات الرسمية،التي تؤكد ذلك،ومن حقه التمتع بإجازة مرضية،لكن الذي حصل،ان الحكومة قررت فصله نهائيا وحرمانه من حقوقه التقاعدية،وأبلغني أحد المثقفين العراقيين،ان هذه الحالة تشمل الكثيرين،ولم تقتصر على استاذ جامعي واحد.wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
دولة عظمى وتكتيكات صغيرة
محمد عبدالخالق
الوطن عمان
تشي السياسات التي ينتهجها اليمينيون الجدد في الولايات المتحدة الاميركية بأن جعبتهم قد فرغت من الألاعيب والحيل التي كان بعضها ينطلي على العالم من قبل فتؤدي الى حشد الأنصار والمؤيدين خارج الولايات المتحدة وداخلها. ولكثرة ما كذب سكان البيت الأبيض لم يعد احد يصدقهم وتطايرت الاكاذيب ومعها تطايرت رءوس عديدة من الذين تولوا التخطيط ورسم التكتيكات السياسية في أروقة البيت الأبيض والبنتاجون وعلى رأسهم رامسفيلد وزير الدفاع السابق وأحد اكبر أعوانه (وولفوويتز).
وتقف اربع توجهات (خائبة) في الوقت الراهن كدليل قوي على صحة هذا التحليل هي:
أولا: على الصعيد الداخلي، وبعد أن استشعر الجمهوريون ان سجلهم في الكذب قد أثر في شعبيتهم على نحو أخذ يهدد فرص احتفاظهم بمنصب رئاسة الدولة في الانتخابات المقبلة، لجأ احد أقطاب الحزب الجمهوري إلى حيلة لزعزعة تقدم المنافسة الديمقراطية على كرسي الرئاسة (هيلاري كلينتون) ، والحيلة جاءت على لسان زوجته التي اشاعت ان هناك صلة قرابة بين زوجها ديك تشيني وبين المرشح من اصول افريقية لمقعد الرئاسة من الحزب الديمقراطي باراك أوباما.
وكان من المفترض ان يفرح أوباما بهذا الاكتشاف المذهل، لكنه لم يبتلع الطعم، بل رد على هذا الزعم ساخرا حيث قال: دائما في كل عائلة شاة سوداء.
ورغم أن هذا (الاكتشاف) يثير حسن الفكاهة والسخرية حسبما ألمح اليه رد اوباما الفوري، الا انه يدل دلالة واضحة على الحد الذي بلغته التكتيكات (الجمهورية) من تدني الوسائل والافتقار إلى الحنكة السياسية فلا احد يشك ان هذا الزعم في صلة القرابة جاء ليعلي من فرص أوباما خصما من حساب وشعبية هيلاري حتى تقل نسبة التأييد المتعاظمة لها كأول امرأة اميركية تسعى لكرسي الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وكأن لسان حال الناخبين الاميركيين يقول: لقد أصابتنا خيبة الأمل من عقم التفكير الرجولي في البيت الابيض ولا مانع من ان نجرب عنصرا نسائيا.
ثانيا: الشاهد الثاني على (صغار)، بفتح الصاد، التكتيكات الاميركية وبخاصة لدى سكان البيت الابيض، خارجي هذه المرة، وهو يتمثل في تهديد الرئيس الاميركي جورج بوش الابن بحرب عالمية مالم يتم منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وحدد الاسباب في التهديد الايراني المتوقع لاسرائيل (استنادا) إلى تصريحات أحمدي نجاد بابادة الكيان الصهيوني، وفضلا عن انه (أي تهديد بوش) خاو من اي عنصر جدية او إثارة للاهتمام ، بالنظر الى قلة حيلة القوات الاميركية في مواجهة حفنات من المسلحين في افغانستان او العراق رغم انها مدعومة بقوات تحالف مساندة، الا ان الاخفاقات التي لحقت تلك القوات جميعها لا يشي بأن من الممكن لها ان تخوض حربا عالمية، كما ان لغة خطاب بوش هذه المرة يكرر تهديدا سابقا حين قال: من ليس معنا فهو علينا. وصدقه بعض الحلفاء في السابق لكنهم دفعوا لذلك ثمنا غاليا، وما من أحد منهم او من خلفائهم على استعداد ان يغامر بسمعته وسمعة بلاده مرة اخرى لينضم الى تهديد اجوف جديد.
كذلك فإن بوش بقوله: (امنعوا ايران) يكون قد تخلى مرغماً عن استخدام ضمير المتكلم الذي كان سائدا (سنمنع إيران) من امتلاك قدرات نووية، وفي هذا التحول في استخدام الضمائر في الخطاب السياسي الاميركي اكبر دليل على الشعور بالهوان تجاه التحولات العالمية الى عكس ما تشتهي السفن الاميركية وأدوات الدعاية في البيت الأبيض.
ثالثا: ثمة تكتيك اميركي ثالث يدور على المسرح الدولي ايضا يدل على فراغ الجعبة الاميركية من القضايا الجادة وهو التلويح باستبدال مشروع إقامة الدرع الصاروخية على الحدود مع روسيا بوقف برنامج ايران النووي، وهذه اول مرة يلمح فيها مسؤولون اميركيون الى امكانية طرح هذا الاحتمال لثني روسيا عن الطريق الذي شرعت فيه بقوة وصرامة وهو دعم إيران سياسيا وعسكريا (ونوويا)، سياسيا بالتأكيد على عدم جدوى العقوبات في الأمم المتحدة وعسكريا بحشد قمة بحر قزوين التي التأمت في طهران مؤخرا إلى التأكيد بتأمين حدود إيران البرية من احتمالات غزو اميركي بري لها من اراضي أذربيجان المجاورة ونوويا بالاستمرار في استكمال محطة بوشهر حسب الاتفاقات السابقة والتلويح بموقف صارم في مجلس الأمن ضد أية عمليات استباقية او عقوبات اقتصادية ذات شأن كبير.
وزاد من فجاجة وتهافت (المبادلة) المطروحة انها جاءت في اعقاب رفض واشنطن اقتراح بوتين باستخدام محطة مشتركة في آذربيجان لرصد الصواريخ العابرة للقارات لصالح كل الدول القلقة من البرنامج النووي الإيراني. ومن ثم يأتي طرح المبادلة هذا ليدل على حالة ضعف واضح في الخطط الاميركية بل وحالة ارتباك غير مسبوقة في التخطيط الاستراتيجي الأميركي ويقترب من حدود الابتزاز السياسي الذي يشبه اختطاف اسرائيل لمدنيين من الشوارع الفلسطينية للمساومة عليهم في أية مفاوضات مقبلة لتجنب تقديم تنازلات ذات شأن. ومقارنة بإصرار واشنطن على نشر الدرع الصاروخية قرب روسيا كما اتضح خلال قمة الناتو في ريغا عاصمة لاتفيا في فبراير من العام الماضي، يتضح الى اي حد تراجعت واشنطن بابداء الاستعداد للتخلي عت تلك الدرع مقابل وقف البرنامج النووي الايراني.
لقد تململ الدب الروسي من كثرة العنتريات الاميركية واراد ان يثبت ان ضجره قد يكون مؤذيا لمن يحاول التحرش به ولقد حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تأكيد هذه الحقيقة في اكثر من مشهد داخلي وخارجي، حيث أعلن في معرض رده الهاتفي على محاورين روس في الاسبوع الماضي ان بلاده بصدد انتاج اسلحة نووية جديدة ومتطورة عن الموجود في العالم حاليا، كما أعلن بوضوح عن انتهاء زمن انفراد الولايات المتحدة بقرارات التعامل مع الدول وتقسيمها بين محور خير ومحور شر، وقد ذكرت صحيفة ازفستيا الروسية ان بوتين اكد في لقائه مع نظيره الايراني أحمدي نجاد ان روسيا لن تترك الولايات المتحدة تقوم وحدها بتسوية أزمة الملف النووي الايراني بل ان روسيا ستفرض نفسها كوسيط استناداً على خططها الجديدة باستعادة نفوذها وقوتها على المسرح العالمي.
وبالتنسيق مع الصين التي تشكل مصدر قلق لا يقل أهمية عن روسيا بالنسبة للولايات المتحدة، حيث ساندت بكين بقوة كوريا الشمالية في برنامجها النووي وحالت اكثر من مرة بين واشنطن وبين الحصول على قرارات عقابية ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن، حتى انتهى الامر بكوريا الشمالية الى استكمال اهدافها من وراء برنامجها النووي، وهو الامر ذاته الذي عزمت عليه موسكو فيما سيتعلق بإيران. ومثلما ان الجهود الاميركية و(الاسرائيلية) اخفقت في كبح الاندفاع الروسي تجاه ايران بعد قمة بحر قزوين كذلك من المتوقع ان تخفق المحاولات ذاتها مع الصين في ضوء النتائج المتواضعة لزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى موسكو مؤخرا، والزيارة المزمعة لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى بكين قريبا، ولكن الشواهد تؤكد ان ما فشلت فيه الولايات المتحدة لن تنجح فيه اسرائيل.
رابعا: الشاهد الرابع يتمثل في الموقف الاميركي الهزيل من تركيا التي قررت شن هجوم عسكري على شمال العراق للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وسبق لتركيا ان اظهرت صرامة واضحة في منع القوات الاميركية من عبور أراضيها الى العراق إبان الغزو عام 2003، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، حتى ان الولايات المتحدة لجأت إلى (تهريب) معدات عسكرية عبر الموانئ التركية في حاويات بضائع، لكن رجال الجمارك الاتراك اكتشفوا الخطة في حينها وأحبطوها في مهدها. الا ان الولايات المتحدة بدت عاجزة تماما حيال إصرار تركيا على غزو شمال العراق حتى انها عرضت عملية عسكرية بديلة تقوم بها القوات الاميركية والعراقية لطرد جماعات الحزب المسلحة حتى لا تمضي تركيا قدماً في تنفيذ خططها، والمفارقة الواضحة تظهر مدى قوة الموقف السياسي التركي امام ضعف وهزال القدرات الاميركية على تنفيذ اهدافها طويلة المدى في العراق، هذا على الرغم من ان تركيا لم تستمد دعماً من أية جهة إقليمية أو دولية لتنفيذ ما عزمت عليه، لكنها حظيت بدعم معنوي علني من خلال مساندة سوريا للموقف التركي، وهو ما قد يفتح الباب لمواقف اخرى مشابهة للموقف السوري ، وبخاصة من جانب روسيا وإيران، حيث تلعب المصالح الجيوسياسية دوراً مهما في منطقة آسيا الوسطى فضلا عن تطبيق مبدأ: عدو عدوي صديقي، وهو الأمر الذي يزيد من هوان السياسات الاميركية ويعري نقاط الضعف الخطيرة التي اخذت تتسلل إلى الموقف الاميركي ليس على مسرح الشرق الأوسط والأدنى فقط وإنما على مستوى العالم ككل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
التحديات الداخلية ... أكبر عقبة تواجه حكومة أردوغان
إيان بريمر
الوطن عمان
في الوقت الذي بدت فيه تركيا على أنها خرجت من أجواء السخط والاستياء السياسي، وجدت أنقرة نفسها وقد سحبت إلى اثنين من الصراعات الدولية. وفي واشنطن، هدد القرار المعلق أمام مجلس النواب الأميركي، الذي كان يعترف في الماضي بالإبادة الجماعية للأرمن بحدوث توتر خطير جديد بين واشنطن وأنقرة.
وفي أنقرة، صوت البرلمان التركي يوم الأربعاء الماضي لتفويض الحكومة بإرسال القوات إلى شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد الذين يختبئون هناك. وتعارض إدارة الرئيس بوش هذه العملية بقوة. بيد أنني شعرت بالدهشة والمفاجأة عندما اكتشفت خلال زيارة أخيرة إلى أسطنبول بأن المخاطر الحقيقية القائمة في تركيا ترتبط بشكل أكبر بالسياسات المحلية بدلاً من اضطرابات السياسة الخارجية.
وعلى مدار الشهور الثلاثة الماضية، نجح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تأمين أغلبية برلمانية قوية، وتم انتخاب أحد أقطاب الحزب وهو عبد الله جول في منصب الرئاسة التركية، وطور الحزب علاقة عمل جيدة مع واحد من أحزاب المقاومة الكبرى على الأقل. ويتمتع الحزب الحاكم في الوقت الحالي بهدنة مع الجيش التركي، الذي لا يزال لاعباً أساسياً في الحياة السياسية التركية.
وقد تعاملت الأسواق التركية مع انتصار أردوغان الساحق الذي تحقق في شهر يوليو الماضي بفرح بالغ. وارتفعت أسعار الأسهم التركية الكبرى. وقد وصلت قيمة صرف العملة التركية إلى أعلى مستوى لها أمام الدولار الأميركي خلال أكثر من عامين.
ومنذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة للمرة الأولى في عام 2002، نجح أردوغان في تحقيق نمو سنوي نسبته 7.4%، وذلك فضلاً عن نجاحه في الحد من التضخم وتمكنه من تحقيق مستويات غير مسبوقة للاستثمارات الأجنبية. وقد أبقت سلسلة الإصلاحات التي نفذتها حكومة أردوغان على تقدم طلب تركيا للإنضمام إلى عضوية الإتحاد الأوروبي. ومنحت أغلبية الحزب الجديدة الذي يحتل 341 مقعداً من أصل 550 مقعدا في البرلمان التركي أردوغان الحرية في متابعة أجندته بدون الحاجة إلى الدخول في تسويات مع خصومه السياسيين.
ويمثل هذا الأمر خطراً حقيقياً. ويبدو أردوغان مصمماً على المبالغة في إحكام قبضته على الأمور والتحكم في القضايا الهامة بطرق أحبطت التوازن السياسي الهش في تركيا.
وقد حل التعايش غير السهل مع مجموعة كبيرة من النقاد المحليين الذين يخشون من تجاوز حزب أردوغان الإسلامي المعتدل للتقاليد العلمانية للدولة التركية، وتهديد قوته الجديدة لمصالحهم السياسية والاقتصادية. وإذا واصل أردوغان تقدمه بنفس هذه القوة والسرعة، فسوف تقابله العديد من المشاكل على طول الطريق.
وفي البداية، قال أردوغان أنه يخطط لإعادة صياغة الدستور التركي. ويتحدث حجم الانتصار الإنتخابي لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رئيس الوزراء التركي عن نفسه، ولكن الجهود الرامية لاستخدام الدستور من أجل تعزيز الحريات الدينية بشكل أكبر، من خلال إلغاء الحظر على ارتداء الحجاب الإسلامي في الجامعات على سبيل المثال، يمثل خطراً بالعودة إلى الوراء في رأي الأشخاص الذين يرون بأن هذه الخطوة تمثل خرقاً لقيم ومعايير العلمانية التركية.
وقد زادت بعض السقطات السياسية التي ارتكبها أردوغان في الآونة الأخيرة الطين بلة. وفي مؤتمر صحفي عقده خلال شهر سبتمبر الماضي، دعا أردوغان نقاده في الجامعات إلى مناظرة لمناقشتهم في المآخذ التي يأخذونها عليه. وقد يأتي الخطر الأكبر من كبار ضباط الجيش التركي الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم حماة وحراس التقاليد العلمانية التركية. وكان الدستور الحالي، الذي يرغب أردوغان في إعادة صياغته، قد تمت صياغته بواسطة قادة الجيش التركي في عام 1982. ومن المتوقع أن يقلص الدستور الجديد من سلطة الجيش.
ولكن إذا كانت هناك طريقة أفضل لإثارة الوطنيين داخل أروقة الجيش التركي، فسوف تتم هذه الخطوة باستخدام التغييرات الدستورية لكسب أصدقاء جدد بين الأقلية الكردية. وتأتي إحدى المظاهر الانتخابية الكبرى التي يفتخر بها حزب العدالة من زيادة تأييد الأتراك للحزب في اقليم الأناضول الواقع جنوب شرق تركيا، والذي يأوي معظم أفراد الأقلية الكردية في تركيا. وقد حصل الحزب على 53% من أصوات الناخبين في هذه المنطقة خلال انتخابات الصيف الماضي بارتفاع ضخم من نسبة 27.7% التي تحققت في عام 2002.
وتشمل نسخة أولية من تغييرات أردوغان الدستورية المقترحة التي تسربت إلى وسائل الإعلام مقترحاً يقضي بتعديل الفقرة التي تحدد اللغة التركية كلغة رسمية وحيدة لتركيا، وهي الخطوة التي يقول النقاد الوطنيون بأنها سوف تشجع الأصوات التي تطالب باستخدام اللغة الكردية وبعض لغات الأقليات الأخرى في التعليم.
وبالنظر إلى التوترات الجديدة بشأن الانفصاليين الأكراد في شمال العراق، فإن هذه التغيرات المقترحة أصبحت مسألة سياسية كبرى. وتمثل هذه التغييرات مشاكل إضافية لعملية الإصلاح في تركيا: ذلك أنها تمثل إلهاء واستنزاف للوقت ورأس المال السياسي الذي يمكن أن ينفق بشكل أفضل على القضايا الأخرى.
وقد أخبرني مسئول بحزب العدالة والتنمية تحدثت معه فقال إن عملية الإصلاح الدستوري سوف تسغرق حوالي 18 شهراً. وهذا الأمر قد يجبر أردوغان على تأجيل الإصلاحات الأخرى، والتي تحتل معظمها أهمية كبيرة في سعي تركيا للانضمام إلى عضوية الإتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي يدور فيه جدل حاد داخل تركيا في هذه الأمور والخلافات المثيرة للجدل، ظهرت إشارات مبكرة على تراجع الاقتصاد التركي.
وقد يتم تأجيل القرار الذي يمكن أن يصدره الكونجرس الأميركي ضد أنقرة، ومن الوارد أن يحد الجيش التركي من هجماته في شمال العراق. ولكن المشاكل السياسية الداخلية في تركيا لن تنتهي. وفي الحقيقة، فإن هذه الفرص الجديدة لصقل أوراق الاعتماد الوطنية قد تقنع أردوغان بالاستمرار في الضغط من أجل تحقيق مصالحه السياسية داخل تركيا. وهذا هو السبب الذي يبرر القول بأن المخاطر الحقيقية التي تهدد التوازن السياسي التركي الهش لا تأتي من واشنطن أو العراق، ولكن تأتي من داخل تركيا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الأفعى والانتقام
غازي الدادا
صحيفة تشرين
سوريا
العراق بنظر الأميركيين كبير جداً يجب تقطيعه الى دويلات صغيرة متنافرة متناحرة كي يسهل على الأفعى الأميركية ابتلاعها دون ان تغص بها.
وهو ما تعمل إدارة بوش بكل أركانها المتصهينة على تحويله الى أمر واقع بالتدريج ومع بعض خطابات تبديد الصدمة واللعب بالمسميات والمصطلحات وأكثرها شيوعاً مصطلح الفيدرالية ولكن بالمعنى التجزيئي. ‏
والعراقيون بنظر إدارة بوش كثيرو العدد، ولذلك يجب التقليل منهم والوسيلة هي التقتيل المبرمج، وهو ما يفعله الجيش الأميركي تماماً منذ اللحظة الأولى لاجتياح العراق ولايزال يمارس الفعل الدموي ذاته على مدار الساعة في سواد الليل ووضح النهار، حتى قارب عدد القتلى العراقيين المليون، والمهجرون عدة ملايين، ولعل القصف الأميركي الانتقامي للمدنيين العراقيين والذي لا يستثني أطفالهم ونساءهم لا يخرج عن إطار هذه المهمة الدموية التي حولت مدناً وقرى الى خرائب وبحيرات دماء. ‏
والواضح ان القصف الانتقامي الأميركي يطول أهدافاً مدنية بحتة ولا وجود فيها إلا للمدنيين العراقيين، ولكن المناطق الأكثر مقاومة ورفضاً للاحتلال هي صاحبة النصيب الأكبر من هطل القذائف الأميركية، والذرائع متوافرة بكثرة وإن كانت مستهلكة، وأكثرها استخداماً هو «استهداف مواقع القاعدة» وكأن مقاتلي «القاعدة» هم من النساء والأطفال والمسنين! ‏
أما العراقيون الناجون من القتل والتهجير فتنهشهم أنياب مأساة إنسانية لم تعرف لها أرض الرافدين مثيلاً منذ آلاف السنين، أقلها انعدام شبه مطلق للحد الأدنى من الخدمات الأساسية والاحتياجات المعيشية، وليس أقصاها تدهور أمني مستمر وفق خط بياني وصل الى ما دون درجة الصفر، حتى بات الخروج من المنزل مغامرة والبقاء فيه مغامرة. ‏
كل ذلك بعد سنوات طويلة من الخداع والتضليل والأكاذيب الأميركية وتغيير الأقنعة التي سقط معظمها، مثلما سقطت الإدارة الأميركية سقوطاً أخلاقياً مريعاً في مياه آسنة هي أوجدتها في الأرض العراقية التي أنتجت أروع الحضارات وباهت بها العالم أجمع، ومن ثم فإن على هذه الإدارة ان تتحلى بحد أدنى من الخجل وتكف عن التفوه ولو بكلمة واحدة عن حقوق الإنسان مادامت أكثر من يدوس هذه الحقوق بأقدام جنودها الهمجية. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
تركيا والتعاطي مع الزلزال العراقي
خيرالله خيرالله
الراية قطر
..تبدو تركيا كأنها ليست تركيا، البلد العضو في الحلف الأطلسي الواثق من نفسه وسياساته والقادر علي أن يكون قوة إقليمية تلعب دورا في ايجاد توازن ما في الشرق الأوسط.
ما يمكن قوله في ضوء التطور السلبي الذي طرأ في العلاقات الأمريكية - التركية، إنه تطور مرتبط مباشرة بالوضع داخل العراق الذي أثر تأثيرا قويا علي دول الجوار وبينها تركيا.
أدي الاحتلال الأمريكي للعراق الي اختلال في العلاقات بين دول المنطقة لم تشف منه تركيا الي الآن. ويبدو أن شفاءها منه ليس قريبا في ضوء الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة والتي لا تشبه سوي ظروف إعادة تكوينها إثر انهيار الدولة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولي بين 1914 و1918 من القرن الماضي.
وجدت تركيا نفسها بعد حرب العراق الأخيرة التي اعترضت عليها منذ البداية أمام معطيات مختلفة. علي سبيل المثال، ليس سهلا علي تركيا البقاء مكتوفة في حال استمرت العمليات التي يشنها حزب العمال الكردستاني داخل أراضيها انطلاقا من كردستان العراق.
كذلك ليس سهلا علي تركيا أن تقف موقف المتفرج من الكونغرس الأمريكي الساعي الي اتخاذ موقف يدين المجزرة التي تعرض لها الأرمن مطلع القرن الماضي في تركيا. والمرجح أن تفشل نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الأمريكي في جر الكونغرس الي موقف معاد من تركيا بسبب الأرمن وقضيتهم، علي الرغم من أن احدي اللجان صوتت مع إدانة تركيا بسبب مجازر الأرمن.
وليس سهلا علي تركيا أن تكتشف أن إيران هي المنتصر الأول والوحيد من الاحتلال الأمريكي للعراق وأنها صارت لاعبا إقليميا لا يمكن تجاهله بعدما صارت تمسك بمعظم الأوراق في العراق وتتحكم بقرارات الأحزاب الشيعية الكبيرة التي ليست سوي امتداد لأجهزتها. وليس سهلا علي تركيا أن تكتشف أيضا أن كل الأحداث التي يشهدها العراق تصب في اتجاه تهميش دورها علي الصعيد الإقليمي بما في ذلك استمرار حرمانها من النفط العراقي الذي بعض آباره قريبة من حدودها.
لا شك أن أكثر ما يقلق المسؤولين الأتراك ذلك الكيان الكردي الذي نشأ نتيجة حرب العراق والذي يمكن أن يتحول الي دولة مستقلة متي تهيّأت الظروف المناسبة لذلك. لا تستطيع تركيا تحمّل دولة كردية مستقلة علي حدودها، هي التي تضم بين مواطنيها ملايين الأكراد الذين يعتبرون أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية ويعتبرون الدولة الكردية المستقلة طموحا طبيعيا لهم.
هناك بكل بساطة ألف سبب وسبب لتشعر تركيا أنها خاسر كبير من الحرب الأمريكية علي العراق الذي كان حتي مطلع العشرينيات من القرن الماضي جزءا من الدولة العثمانية. وتتمثل الخسارة الأكبر لتركيا في وجود شبه دولة كردية في كردستان العراق غير قادرة علي وضع حدّ للنشاط الإرهابي الذي يمارسه حزب العمال الكردستاني الذي نشأ وترعرع أواخر السبعينيات من القرن الماضي وحصل في مرحلة لاحقة علي حماية سورية له بهدف واضح كل الوضوح يتمثل في استخدامه ورقة ضغط سورية علي تركيا في إطار الحرب الباردة.
وما لبثت سوريا في أواخر التسعينيات وقبل أن يخلف بشّار الأسد والده في العام 2000، أن تخلت عن الحزب الكردي وعن زعيمه عبدالله أوجلان في ظل تهديدات تركية مباشرة لها بلغت حد التلويح باجتياح للأراضي السورية. وكان القرار السوري بالرضوخ للمطالب التركية في غاية الحكمة وقد لعب بشّار الأسد دورا أساسيا في اتخاذه علي الرغم من أنه لم يكن خلف والده بعد.
المفارقة الآن أن الرئيس السوري يزور أنقرة لتأكيد دعم بلاده لتدخل عسكري تركي داخل الأراضي العراقية من أجل مواجهة حزب العمّال الكردستاني الذي كانت لديه قواعد في مرحلة ما في أراضيها وفي الأراضي اللبنانية التي كانت خاضعة للوصاية السورية، خصوصا في سهل البقاع!
ما يفترض ألا يغيب عن البال أن الولايات المتحدة غيّرت خريطة الشرق الأوسط في اللحظة التي قرّرت فيها اجتياح العراق. غيّر الأمريكيون النظام الإقليمي والتوازنات في الشرق الأوسط كله واستبدلوه بنظام جديد لم تتحدد معالمه بعد باستثناء أن إيران باتت الطرف الأقوي في العراق وفي الإقليم كله نظرا الي أنها تمتلك أوراقا مهمة تمتد من بغداد الي دمشق الي بيروت... الي غزة.
ولذلك تبدو تركيا حاليا في وضع من يبحث عن دور في ظل التوازنات الجديدة التي جعلت العراق يتحدث بأكثر من لسان واحد لدي سعيه الي معالجة ذيول العمليات الإرهابية التي استهدفت الجيش التركي انطلاقا من شماله. بدا واضحا أن هناك قرارا سياسيا مستقلا في شمال العراق لا يأخذ في الاعتبار سوي مصلحة الأكراد!.
ستتمكن الإدارة الأمريكية، علي الأرجح، من معالجة ذيول التصويت في احدي لجان الكونغرس علي إدانة المجازر التي ارتكبت في حق الشعب الأرمني في العام 1915 من القرن الماضي. لكن مشكلة كردستان العراق التي خلفها الاحتلال الأمريكي للعراق ستظل تراوح مكانها لفترة طويلة.
لن يكون في استطاعة الجيش التركي شن عمليات بالطريقة ذاتها التي كان يفعلها في عهد صدّام حسين الذي أعطي الجيش التركي حرية ملاحقة المسلحين الأكراد داخل الأراضي العراقية.
لم يعد دخول شمال العراق نزهة بالنسبة الي تركيا. هناك واقع جديد علي الأرض لا مفر من معالجته بطرق ووسائل مختلفة تتجاوز العمليات العسكرية المحدودة. هناك كيان تركي شبه مستقل شمال العراق، كيان يبدو علي استعداد لغض النظر عن حزب العمال الكردستاني التركي الذي يتطلع بدوره الي إقامة كيان مستقل لأكراد تركيا يكون امتدادا لكردستان العراق.
أي دور لتركيا في الشرق الأوسط الجديد الذي هو في صدد التكوين حاليا؟ ليس في الإمكان الإجابة عن هذا السؤال بعد. لكن الأكيد أن تركيا لا يمكن أن تسمح بإعادة تركيب العراق، او علي الأصح بتقسيمه علي حسابها، لأن عراقا مقسما لا نفوذ لتركيا فيه سيعني تهديدا مباشرا لوحدة تركيا في المدي البعيد وهو أمر لا يمكن أن تقبل به المؤسسة العسكرية التركية ولا الطبقة السياسية بغض النظر عن الشخص الذي في موقع رئيس الوزراء أو رئيس الدولة وانتمائه الي هذا الحزب الاسلامي أو العلماني أو ذاك.
ستستغرق عملية إعادة تكوين الشرق الأوسط سنوات عدة. الشيء الوحيد الثابت الآن في ضوء ما فعله الأمريكيون في العراق أن البلد صار مقسما. هذا واقع لا مجال لتجاوزه. أما الواقع الآخر الذي لا بدّ من التعامل معه، فإنه يتمثل في الخلفية المذهبية للنزاعات الإقليمية خصوصا تلك التي ساحتها العراق ولبنان. عاجلا أم آجلا سيتوجب علي تركيا اتخاذ قرارات كبيرة في حال كانت لا تريد أن تتبلور صيغة الشرق الأوسط الجديد علي حسابها.
ربما تنتظر تركيا في المرحلة الراهنة ما ستؤول إليه المواجهة القائمة بين الولايات والمتحدة وإيران لتقرر ما هي خطوتها المقبلة. لكن الانتظار لن يمنعها من التذكير بأن جيشها كبير وأنها ستلجأ الي القوة لمنع استمرار العمليات التي تستهدف جنودها انطلاقا من كردستان العراق من جهة وأن هناك اقلية تركمانية في العراق باتت في حاجة الي حماية من جهة أخري.
ستفعل ذلك مستندة الي سياسة ثابتة اتبعتها كل الحكومات التركية في السنوات الأخيرة ولكن في ظروف كان وضع العراق فيها مختلفا بشكل جذري عما هو عليه الآن. يبقي السؤال الكبير هل تصلح السياسة الثابتة لتركيا للتعاطي مع التطورات ذات الطابع المصيري التي تشهدها المنطقة، أم ثمة حاجة الي سياسة جديدة تأخذ في الاعتبار أن الشرق الأوسط يتغير وأن الخريطة الإقليمية يعاد رسمها انطلاقا من الزلزال العراقي؟.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
قصة الانقلاب العسكري العراقي الذي لم يدعمه الاميركيون...
هل كان سيتغير التاريخ ?
داود البصري
السياسة الكويت
هل كان نظام صدام حسين في العراق محصنا ضد الانقلابات العسكرية التي شكلت ظاهرة بشعة من ظواهر السياسة العراقية منذ الانقلاب العسكري الاول في العالم العربي الذي قاده الفريق بكر صدقي ضد حكومة ياسين الهاشمي العام 1936, مرورا بحركة رشيد عالي الكيلاني والمربع الذهبي التي ادت لاعادة احتلال العراق من قبل بريطانيا صيف 1941 ووصولا لانقلاب الرابع عشر من يوليو1958 الدموي الذي انهى الحكم الملكي الهاشمي في العراق وحيث دخل البلد بعدها بسلسلة انقلابات متوالية الاعوام 1963 و1966 انتهت بعودة نظام البعث للسلطة عبر انقلاب قصر كان يعكس حالة الصراع بين المخابرات البريطانية والاميركية للهيمنة على العراق وكان ذلك في يوليو 1968 وهيمنة نظام الحزب الواحد الذي لم ينته الا تحت اقدام المارينز الاميركي باحتلال العراق في التاسع من ابريل 2003 والذي جاء سريعا من الناحية العسكرية الصرفة وتم بشكل غامض ووفق سيناريو هوليوودي تداخلت فيه عوامل الضعف والانهيار والتفكك الداخلي بالمؤامرات السرية وملفات التواطؤ التي لم تزل كل ملفاتها مغلقة لم تفتح مغاليقها بعد ?
وفي مقابل التساؤل الاول, يبرز تساؤلا اهم يتعلق بمدى تمكن المخابرات الدولية ذات العلاقة بالملف العراقي والشرق اوسطي من التسلل للخلايا المركزية والحية للنظام السابق وتمكنها من تجنيد واستعمال قيادات مهمة تعمل في دائرة صنع القرار العراقي في اروقة الديبلوماسية والامن والقوات المسلحة, وهو الامر الذي اعاد تسليط الضوء عليه الاخبار الرائجة حول علاقة معينة لوزير الدفاع العراقي الاسبق والمحكوم بالاعدام حاليا الجنرال سلطان هاشم احمد بالمخابرات الاميركية ? لتعيد هذه القصة وقائع حقيقية ومذهلة تجسدت بموقف الولايات المتحدة من محاولات انقلاب عسكرية عراقية كان يمكنها لو حدثت ان تجنب العراق والمنطقة نتائج وتداعيات حرب احتلال العراق, وبما يمكنها من تحقيق الاهداف الستراتيجية باقل الخسائر البشرية والاقتصادية والعسكرية وهوالامر الذي لم يحدث وتم تجاوز كل ذكرياته ومبرراته, بل كان التغيير عبر فرض سيناريو الاحتلال المباشر وتجاوز سيناريوهات الانقلاب رغم جديتها وواقعيتها والقدرة الكاملة على تنفيذها ميدانيا, فالنظام العراقي السابق على عكس ما هو شائع عنه لم يكن محصنا ومنيعا وعصيا على التغيير بل العكس هو الصحيح تماما, فمن خلال استعراض المتغيرات السياسية في المنطقة كان وصول صدام حسين لعرش القيادة الاولى في العراق بعد الانقلاب على جماعة الرئيس الاسبق احمد حسن البكر و(تنظيف) حزب البعث من اية اصوات معارضة او طموحة وتصفية القيادتين القطرية والقومية في صيف العام 1979 الدموي الساخن تجسيدا وتحقيقا لخطة مخابرات دولية كبرى ومتقنة كانت تهيئ منطقة الشرق الاوسط لحرب اقليمية ضروس تحققت من خلالها جملة من الاهداف الستراتيجية الدولية الكبرى ! من خلال دعم التيار الاكثر صدامية في حزب البعث فكان صعود صدام لسدة السلطة الاولى وكانت الحرب العراقية ¯ الايرانية الطويلة التي رسمت متغيرات بنيوية عميقة في الشرق الاوسط وحققت اهدافا تاريخية للستراتيجية الغربية تمثلت باعادة صناعة المشهد السياسي في العالم العربي, وكان مشهدا مؤلما وصاخبا تمثل في الاجتياح الاسرائيلي للبنان وانهاء الدور العسكري لمنظمة التحرير, والنمو السريع في الحركات الدينية المتطرفة في العالم العربي, وبزوغ ونمو تحديات وظروف اقليمية جديدة بالمرة وحتى على مستوى الستراتيجية الدولية تشكل النظام العالمي الجديد وانتهى العالم الشيوعي والاشتراكي من الوجود, وكانت نهاية الحرب الخليجية الاولى نهاية درامية رسمت اوضاعا لحروب ساخنة جديدة في اطار تمدد القوى العسكرية العراقية التي كان لابد من تفريغها من شحناتها القاتلة من خلال مخارج تنفيس اخرى تمثلت في اقدام النظام العراقي على جريمة غزووضم وتدمير دولة الكويت في اغسطس العام 1990 وهي الجريمة القومية الكبرى التي غيرت من انماط الصراع وحتى التفكير في العالم العربي وخلطت الاوراق الاقليمية بشكل مؤسف ورسمت ابعادا سياسية ونفسية غاية في الرداءة وبشكل غير مسبوق, وبعد الهزيمة العسكرية العراقية المرة في رمال الكويت تحللت تدريجيا المؤسسة العسكرية العراقية التي اصابها الوهن والضعف بعد الدمار الشامل الذي الحقته (عاصفة الصحراء) بالعراق وكانت الصفحة الاولى تتمثل في تصفية واعدام جمهرة من المع القيادات العسكرية العراقية التي برزت في الحرب الايرانية وفي طليعتهم الجنرال (بارق عبدالله الحاج حنطة) وغيره الكثير ممن تم اعدامهم على خلفية تبرمهم من سوء التخطيط والقيادة وخشية من اية محاولات انقلابية قد يقومون بها, فالفترة التي اعقبت حرب تحرير الكويت كانت عاصفة بعد اخماد الانتفاضة الشعبية في الجنوب والشمال في ربيع 1991 وانكسار النظام بالكامل وتحوله للحالة الدفاعية ضمن مسالة الحفاظ على السلطة باي ثمن في تلك السنوات اي في بداية التسعينات حدثت قصة مثيرة لمحاولة انقلاب عسكري جدية كان يمكنها لو نجحت ان تغير من تاريخ العراق واحداث التاريخ في المنطقة ? ولكن التطورات وارادات القوى الكبرى قد رسمت نهاية مختلفة لكل السيناريوهات التي كانت مطروحة .
انقلاب يتشكل... ثم يتحطم !
في بداية العام 1993 شهدت احدى العواصم العربية المجاورة للعراق سلسلة من الاتصالات بين بعض السياسيين العراقيين في المنفى ومنهم الاستاذ سعد صالح جبر والمرحوم الشيخ طالب السهيل التميمي وبين بعض الوجهاء العراقيين وابرزهم المرحوم الدكتور راجي التكريتي الذي كلفته قيادات عسكرية مهمة بالاتصال بالجانب الاميركي واستكشاف مدى امكانية تقديم المساعدة والمساندة اللوجستية لدعم خطة انقلاب عسكري سيطيح بصدام حسين ورفاقه وازلامه وسيرسم نهايات مختلفة لحالة الحصار الدولي التي كان يعانيها العراق? وفعلا تم الاتصال بالمخابرات الاميركية وكان الاجتماع في العاصمة البريطانية (لندن) بين مندوب عن الضباط الانقلابيين في العراق وبين الضباط الاميركان الذين طلبوا ادلة توثيقية ومعلوماتية عن جدية الجانب العسكري العراقي في تنفيذ الانقلاب وعن جاهزيتهم الميدانية, لذلك طلبوا معرفة اسماء بعض الضباط الذين سيشاركون في الانقلاب المزمع تنفيذه وفعلا تم تقديم بعض الاسماء للجانب الاميركي وكانت الدهشة عظيمة حينما اشار احد الضباط الاميركيين الى كون بعض الاسماء لا تعمل في قواعد عسكرية مركزية في بغداد بل انها في الاطراف!! وكان رد الضابط العراقي ان معلوماته حديثة جدا اي قبل 48 ساعة فقط وان اولئك الضباط قد تم نقلهم لبغداد قبل يومين فقط! وبما يعني بان الاميركان يملكون معلومات تفصيلية مدهشة عن دواخل وتنقلات المراتب العسكرية العراقية! وهذه المعلومات لا يمكن معرفتها الا عن طريق قيادات فاعلة في القيادة العامة للقوات المسلحة!!! ( فمن هي تلك القيادات)?, المهم ان الضباط العراقيين طلبوا تغطية جوية امريكية لدعم الانقلابيين للتخلص من دفاعات النظام العراقي في سلاح السمتيات (الهليوكوبتر), وقد وعدهم الجانب الاميركي بدراسة الموضوع والرد عليهم من خلال قنوات التواصل باسرع وقت, الا ان ذلك الرد قد جاء من النظام العراقي ذاته الذي افشل المحاولة واعدم كل المشاركين فيها بما فيهم راجي التكريتي, وطارد المشاركين بمن خارجيا حيث تم اغتيال الشيخ طالب السهيل في منزله في بيروت في ابريل 1994, لتنتهي بشكل دموي مرعب واحدة من اكثر المحاولات جدية لتغيير اتجاهات الاوضاع, فمن سرب اخبار المحاولة ? وكيف تسنى للنظام العراقي معرفة كل سيناريوهات وخطط الاتصالات الدولية ? ومن انقذ النظام واطال في عمره لكي يصل لمعركة (الحواسم) التي مزقت النظام ومعه العراق باسره..? اعتقد ان الجواب واضح ومعروف ولا يحتاج لذكاء خارق لمعرفة ابعاده ودواخله, فالحر تكفيه الاشارة, والثقوب الامنية والاختراقات المخابراتية هي واحدة من صور اللعبة العراقية التي لم تسلط عليها الاضواء بعد, وما لغز الفريق هاشم وقبله الرفيق وزير العلوج محمد سعيد الصحاف والوزير ناجي صبري الحديثي الا بيادق بسيطة في لعبة دولية كبرى لم تكتمل فصولها بعد, انها لعبة الامم التي ستعز من تشاء وتذل من تشاء, وتخلق صورا وانماطا لصراعات جانبية لا يعلم الا الله طبيعة تحولاتها واخطارها القادمة, انها لقطة سريعة لانقلاب لم يكتمل كان له ان يقلب الاوضاع في العراق راسا على عقب لو قدر له النجاح ?
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المحاولات الأميركيّة لإضعاف دول الجوار العراقي
محمد سيد رصاص
الاخبار لبنان
أدّى الغزو السوفياتي لأفغانستان في عام 1979، إلى ازدياد وزن باكستان في الاستراتيجيّة الأميركيّة المواجهة لموسكو، فيما قاد الاحتلال الأميركي لأفغانستان إلى تناقص أهمية نظام إسلام آباد بالنسبة إلى واشنطن.
ويبدو أنّ ما حصل من تداعيات عقب ذلك الاحتلال في رؤية واشنطن الإقليميّة للدور الباكستاني، ينطبق أيضاً على دول الجوار العراقي، بعد سقوط بغداد بيد الأميركيّين، سواء في رؤية الإدارة للمنطقة بعدما استقرّت قوّاتها في قلب الشرق الأوسط، أو من خلال صورة تلك الدول المجاورة لبلاد الرافدين في المنظور الأميركي من حيث تعاونها مع واشنطن، أو ممانعتها، أو عرقلتها لوجودها في العراق.
كانت السعوديّة أوّل من دفع الفاتورة، وخصوصاً عندما كان الغزو الأميركي للعراق متداخلاً ومتشابكاً مع أحداث 11 أيلول حيث كانت غالبية منفّذي الهجوم على برجي التجارة من أبناء المملكة، وعندما رُبط «الإرهاب» في الرؤية الأميركيّة الجديدة للمنطقة ليس فقط مع «الديكتاتورية»، وإنّما أيضاً مع «التشدّد الإسلامي»، الذي كان واضحاً أنّ الأصابع الأميركيّة تشير من خلاله إلى الوهابية، والأصولية. وعمليّاً، فإنّ الرؤية السعودية للعراق قد تمّ تجاهلها من قبل واشنطن أثناء غزو 2003، بخلاف ما حصل في حرب الكويت عام 1991عندما امتنع الأميركيّون عن الإتيان بتركيبة جديدة حاكمة لبغداد، كان يمكن أن تكون غير مرضية بالنسبة للعواصم العربية الثلاث التي وقفت ضدّ صدام حسين آنذاك، أي الرياض والقاهرة ودمشق، وهو ما تمّ عكسه في عام 2003.
وبالفعل، فإنّ الرياض لم تستعد دورها عند الأميركيّين إلا عندما بدأت نذر المواجهة الأميركية ـــــ الإيرانية في صيف عام 2005، لمّا اتجهت واشنطن إلى محاولة تحجيم دور طهران الإقليمي (الذي تعاظم كثيراً بعد سقوط صدام حسين)، كذلك عندما اتجهت إلى محاولة تقليص وإضعاف النفوذ الإيراني في عراق (ما بعد 9 نيسان 2003)، وهو ما جعل الرؤية الأميركيّة لـ«العراق الجديد» تقترب في السنتين الماضيتين من الرؤية السعودية، ولو أنّ آليات تحقّق ذلك لم تتّضح سككها بعد، فيما لوحِظَت منذ ذلك الحين الرعاية الأميركية المتجدّدة لدور الرياض الإقليمي في مواضيع التسوية ولبنان ودارفور وباكستان.
في هذا السياق، كانت دمشق من أوّل المتضرّرين من تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق، لمّا دفعت فاتورة سياستها المتناقضة مع أجندات الأميركي الغازي والمحتل، حيث كانت المواجهة الأميركية مع سوريا في لبنان، (منذ صدور القرار 1559 في 2 أيلول 2004)، حصيلة لتناقض سياساتهما في بلاد الرافدين، إضافة (وهذا هو الأساس) إلى كون رؤية واشنطن للمنطقة، في مرحلة ما بعد سقوط بغداد، قد تبدّلت عمّا كانت عليه خلال المرحلتين، أي1976و1990، اللتين أعطت فيهما واشنطن تفويضاً لسوريا في لبنان.
هنا، لم تكن تركيا، العضو في حلف الأطلسي والحليف الاستراتيجي لواشنطن في البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى بعد مرحلة السقوط السوفياتي، بمنأى عن تأثيرات ذلك السقوط. وإذا كان البعض يعزو ذلك إلى رفض البرلمان التركي فتح جبهة شمالية أمام واشنطن قبيل أسابيع من غزو العراق، فإنّ هذا لم يكن أكثر من عامل إجرائي مساعد لسياسة واشنطن العامّة التي اتجهت إلى استخدام العامل الكردي وتقويته في «العراق الجديد»، حيث لم تكن واشنطن غافلة، في هذا الصدد، عمّا سيجرّه ذلك من استعادة لقوّة حزب العمال الكردستاني، الذي توطّنت قيادته العسكرية والسياسية واللوجستية في شمال العراق تحت رعاية حلفاء واشنطن العراقيّين من الأكراد، فيما بدا واضحاً كيف انحازت واشنطن إلى الرؤية الكردية، ضدّ تلك التركية، في موضوعي كركوك والفيدرالية منذ صدور دستور عام 2005.
أدّى ذلك كلّه إلى جعل الحضور الأميركي في العراق عاملاً زلزالياً في بنية المنطقة الجيو ـــــ سياسية، وهو ما انعكس في تولّد صراعات كانت ميادينها البؤر المتفجّرة في الشرق الأوسط، مثل العراق ولبنان وفلسطين، وفي البؤرة الجديدة التي يبدو أنها ستنفجر في شمال العراق بين الأكراد والأتراك: لم يقتصر هذا على صراعات دوليّة وإقليميّة في تلك المناطق، وإنما امتدّ إلى انقسام المنطقة بين محوري واشنطن من جهة ودمشق/ طهران من جهة ثانية، ما أدّى إلى نشوب صراعات إقليمية ـــــ إقليميّة، ولو بشكل غير مباشر، كما يحدث بشكل ما في لبنان بين الرياض ودمشق، أو ما يمكن أن يحصل من نذر مجابهة بين حلفاء واشنطن من أكراد العراق وأنقرة، وربما أيضاً الأحزاب الكردية الإيرانية المسلّحة، المدعومة من حزب العمال الكردستاني وحكومة إقليم شمال العراق مع طهران، وهو ما بانت مؤشّرات عليه أخيراً عبر قصف المدفعية الإيرانية للقرى الكرديّة العراقية المحاذية للحدود التي تؤوي مسلّحي تلك الأحزاب، وما أعقب ذلك من إغلاق الإيرانيّين للحدود دام أسابيع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
إنها إماتة التاريخ في بلاد الرافدين
روبرت فيسك
اخبار العرب لبنان
المدن السومرية، من بنات الالفي عام، يدمرها اللصوص وينهبونها. وجدران مدينة ’’اور’’ العظيمة، عاصمة الكلدانيين، تتصدع من ضغط تحركات القوات الجرارة، وخصخصة اعمال النهب، المترتبة على شراء اصحاب الاراضي للاماكن والمواقع المتبقية من بلاد ما بين النهرين، لتجريدها من قطعها الاثرية وتحفها الفنية وثرواتها. وبرز التدمير شبه الكامل للماضي التاريخي للعراق - مهد الحضارة الانسانية - واحدا من الرموز المشينة لاحتلالنا الكارثي. وتبين الدلائل التي جمعها علماء الاثار، بانه حتى اولئك العراقيون الذين تدربوا كعمال اثار، زمن نظام صدام حسين، يستغلون الان معرفتهم لينضموا الى الراكضين وراء الغنائم والاستيلاء عليها بالقوة، بالحفر في جميع المدن القديمة، ملحقين الدمار بالالاف من الجرار والقوارير، وغيرها من التحف الفنية النفيسة، بحثا عن الذهب وغيره من الكنوز.
في اعقاب حرب الخليج عام ،1991 تحركت جحافل اللصوص الى المدن الصحراوية في جنوب العراق، ونهب ثلاثة عشر متحفا على الاقل. واليوم، يخضع كل موقع اثري تقريبا، هناك، لاشراف وسيطرة هؤلاء اللصوص . تقول عالمة الاثار، اللبنانية جوان فرشخ، في كتابها الضخم القيم، الذي سينشر في كانون الاول المقبل، ان جيوش اللصوص لم تترك ’’مترا واحدا من العواصم السومرية، التي دفنت تحت الرمال منذ الاف السنين’’. وتمضي وتقول ’’انهم دمروا بشكل منهجي بقايا هذه الحضارة في بحثهم الذي لا يكل عن القطع الاثرية القابلة للبيع. وتغطي المدن القديمة مساحة تقدر بعشرين كيلومترا مربعا، التي لو تم التنقيب عنها بطريقة صحيحة، لوفرت معلومات جديدة كثيرة تتعلق بتطور الجنس البشري.
’’تفقد البشرية ماضيها من اجل لوحة بالكتابة المسمارية، او تمثال او قطعة جواهر، يشتريها التاجر ويدفع ثمنها نقدا في بلاد تدمرها الحرب. وفقدان البشرية لتاريخها انما يتم من اجل متعة طائفة خاصة من جامعي هذه التحف الاثرية، تعيش مطمئنة في منازلها الفخمة، ويطلبون من التجار اشياء معينة لتضاف الى المجموعة المتوافرة لديهم فيها’’. وتقول فرشخ، التي ساعدت في عملية التحقيق الاصلي في الكنوز المفقودة من ’’متحف الاثار’’ في بغداد، الذي سرقت محتوياته في الفترة التي اعقبت غزو العراق مباشرة، ان العراق قد ينتهي به الامر من دون تاريخ.
’’في العراق 000^10 موقع اثري، منها حوالي 840 موقعا سومريا اثريا في الناصرة وحدها، وجميعها تعرضت بالقوة للنهب. فحتى عندما كان الكسندر الكبير يدمر احدى المدن، دائما ما شيّد مدينة اخرى. لكن اللصوص اليوم يقومون بتدمير كل شيء لانهم يحفرون حتى الوصول الى الاعماق تحت الارض . والامر الجديد هو ان اللصوص اصبحوا منظمين اكثر واكثر، ويملكون اموالا طائلة. ’’وبصرف النظر عن ذلك، فان العمليات العسكرية تدمر هذه المواقع الاثرية الى الابد. فقد انشئت قاعدة امريكية في ’’اور’’ لمدة خمس سنوات، وبدأت الجدران تتصدع في المدينة الاثرية بسبب ثقل المعدات العسكرية. واصبح الوضع وكأن الموقع الاثري ينيخ تحت هزة ارضية متواصلة’’. من بين جميع المدن القديمة في عراق اليوم، تعتبر ’’اور’’ المدينة الاكثر اهمية في تاريخ البشرية. فهذه المدينة المذكورة في كتاب العهد القديم، والتي يعتقد الكثيرون انها موطن النبي ابراهيم، قد ظهرت ايضا في اعمال مؤرخين وجغرافيين عرب، باسم ’’قميرنة’’، اي مدينة القمر. واذ شيّدت في عام 000^4 تقريبا قبل الميلاد، وضع اهلها السومريون اصول الري ومبادئه، وطوروا الزراعة والاعمال المعدنية. وبعد ذلك بخمسة عشر قرنا، الذي اصبح معروفا ’’بعصر الطوفان’’، احدثت اور بعضا من اول امثلة الكتابة، والاختام المحفورة (المنقوشة)، والبناء. وفي ’’لارسا’’ المجاورة، استعمل الاَجر الفخاري المعجون بالحرارة (الفرن) كنوع من العملة - اول الصكوك في العالم - وشكل عمق بصمة الاصبع في الفخار كمية النقوذ الواجب تحويلها. واحتوت مقابر اور على مجوهرات، وذهب، وخناجر، واختام اسطوانية لازوردية، وبقايا عبيد احيانا.
كثيرا ما ردد الضباط العسكريون الامريكيون، بان القاعدة العسكرية الامريكية الضخمة في بابل، قد اقيمت لحماية هذا الموقع الاثري. غير ان عالمة الاثار العراقية زينب البحراني، استاذة علم الاثار وتاريخ الفنون بجامعة كولومبيا، تقول ان هذا ’’اعتقاد اللصوص ’’. وتقول في تحليل لها للمدينة، ’’ان الاضرار التي لحقت ببابل كبيرة وغير قابلة للاصلاح. فحتى لو ارادت القوات الامريكية حماية المدينة، فان مركزة حراس حول الموقع الاثري اجراء منطقي ومعقول اكثر بكثير من تجريفها، ثم انشاء اكبر مقر لقوات الائتلاف العسكري في المنطقة’’. لقد تركت الغارات الجوية، في عام ،2003 بعض النصب التذكارية التاريخية من دون اضرار بها. لكن الاستاذة البحراني تقول ’’ان الاحتلال احدث تدميرا هائلا للتاريخ، اكبر من تدمير المتاحف والمكتبات، التي نهبت وقوضت لدى سقوط بغداد. وذلك ان سبعة مواقع تاريخية على الاقل قد استغلت بهذه الطريقة على ايدي القوات الامريكية وقوات الائتلاف، منذ نيسان ،2003 احدها القلب التاريخي لسامراء، حيث ضريح ’’العسكري’’ الذي بناه نصر الدين شاه، وتعرض للقصف بالقنابل في عام 2006’’. ان استخدام المواقع الاثرية كقواعد عسكرية خرق فاضح لاتفاقية لاهاي لعام 1954 وملحقها البروتوكولي (الفصل الاول، المادة الخامسة)، التي تغطي فترات الاحتلال. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة لم تصادق على الاتفاقية، الا ان ايطاليا وبولندا واستراليا وهولندا - وجميعها لها قوات عسكرية في العراق - اطراف موقعة عليها.
وتلاحظ جوان فرشخ، من جانبها، بانه بينما تظفر الاحزاب الدينية بالنفوذ والتأثير في جميع المحافظات العراقية، فان الاماكن الاثرية تقع ايضا تحت اشرافها وسيطرتها. وتروي فرشخ حكاية عن عبد الامير الحمداني، مدير مصلحة الاثار في ذي قار، جنوب العراق، الذي حاول بكل قواه - لكن من دون طائل - ان يحول دون تدمير المدن المدفونة خلال الاحتلال. وقد كتب الدكتور الحمداني نفسه انه لا حول ولا قوة له لمنع وقوع ’’الكارثة التي نشهدها ونلاحظها جميعا’’. ويقول الحمداني، في عام ،2006 ’’جندنا 200 شرطي ونحن نحاول منع النهب، عن طريق دوريات تحرس المواقع الاثرية ما استطعنا الى ذلك سبيلا. ولم تكن معداتنا كافية للقيام بهذه المهمة، اذ توافرت لدينا 8 سيارات فقط، وبعض البنادق وغيرها من الاسلحة، وعدد قليل من اجهزة الراديو للاتصالات لجميع انحاء المحافظة ذات ال 800 موقع اثري كما احصيناها.
’’وبطبيعة الحال، ليس هذا بالامر الكافي. لكننا بذلك كنا نحاول اقامة نظام ما، الى ان جاءت القيود المالية الحكومية، التي كانت تعني باننا لم نعد قادرين على تسديد ثمن المحروقات في حراسة المواقع. وهكذا انتهى بنا الامر جالسين في مكاتبنا محاولين التصدي للنهب. وقد وقع ذلك قبل وصول الاحزاب الدينية الى السلطة في الجنوب’’.
في العام الماضي، تسلمت دائرة الاثار، التي يرأسها الدكتور الحمداني، مذكرة من السلطات المحلية، تتضمن مصادقتها على انشاء معامل للاَجر الطيني في مناطق حول المواقع الاثرية السومرية. لكنه سرعان ما تبين ان اصحاب المعامل ينوون شراء الارض من الحكومة العراقية، وتغطي عددا من العواصم السومرية ومواقع اثرية اخرى. ذلك ان المالك الجديد للارض سيقوم ’’بالحفر’’ عن المواقع الاثرية، وتفتيت ’’الاَجر الطيني القديم’’لصناعة الاَجر الجديد لغايات السوق، وبالتالي بيع ما تم العثور عليه من تحت الارض لتجار المواد الاثرية.
بجرأة نادرة، رفض الدكتور الحمداني التوقيع على الامر الصادر اليه. وفي هذا الخصوص ، تقول جوان فرشخ، ’’لقد ترتب على رفضه عواقب سريعة. اذ بعثت الاحزاب الدينية المسيطرة على الناصرية رجال الشرطة اليه ومعهم امر اعتقاله بتهم الفساد. وفعلا تم اعتقاله لمدة ثلاثة اشهر بانتظار المحاكمة. وقد دافعت عنه ’’الهيئة الحكومية للاَثار والتراث’’ خلال المحاكمة، مثلما دافعت عنه عشيرته واسعة النفوذ والقوة. فأطلق سراحه، واستعاد منصبه. وغدت معامل الاَجر الطيني ’’مشاريع مجمدة’’.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
11 سبتمبر مسرحية أميركية لحروب مقبلة
منى الذكير
السياسة الكويت
في بداية القرن الجديد يعيش العالم صفحات سوداء تقرر فيها مصائر الشعوب من دون ارادة منها, وسوف تمتلئ ذاكرة الشعوب بأوجاع الحروب والانتصارات التي لا تعلم لها سبباً, فقط سنسمع صوت النحيب والبكاء من قادة العالم المحتضر على اطلال مركز التجارة العالمي في نيويورك وكأن الدمار لا يصيب العالم الا بانهيار ابراج الاقتصاد الأميركي, وهيبة الدول لا تداس الا باهتزاز عرش أميركا, انها الحرب اللامتناهية ضد الارهاب المحمود, كما يقول رئيس القاعدة بن لادن! لقد فقد العالم بصيرته بغبار هجمات 11 سبتمبر وادرك كل خارج على القانون الأميركي وفي مقدمتهم العرب والمسلمون ان مصيرهم تحتمه لوائح الارهاب الأميركي فهي تسبغ تلك الصفة على من تشاء وتقضي عليه من دون حول له أو قوة.
من عجائب أقوال الرئيس بوش: »انني مندهش لان بعض الناس يكرهوننا من دون ان يفهمونا, لا يمكن ان اصدق ذلك, فأنا اعرف تماماً كم نحن اناس طيبون«.
قبل تلك المسرحية يقول »نيل غرانت« مؤلف كتاب »اسرار الحروب« عندما انهمرت صواريخ سكود العراقية على اسرائيل خلال حرب الخليج الثانية قررت القيادة العسكرية الاسرائيلية بحث امكانية توجيه ضربة نووية الى بغداد, وان ذلك سوف يحسم كل العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد العراق هناك جانب من الادارة الأميركية كان يرى امكان التوصل الى اتفاق اسرائيلي - أميركي سري, يتم بمقتضاه تفريغ مسرح العمليات القريب من العراق, لامكانية استخدام الخيار النووي المحدود ضد بغداد, ولكن الاعتراض الوحيد كان بسبب الخوف من نشوء صراع نووي بين العراق واسرائيل حيث كانت التقديرات حينها ان العراق يمتلك قوة نووية جيدة غير متمركزة في منطقة واحدة, فكان الخوف من تدمير دولة اسرائيل الصغيرة, لذلك كان من الضروري الابقاء على حجم الصراع القائم بين العراق واسرائيل في اطار صواريخ سكود.
ولكن الكل يعلم ان الاحتمال سيظل قائماً في توجيه ضربة نووية لاي دولة تثير فزع اليهود, ونتذكر ما حدث عام 73 حيث كان موشي دايان وزيراً للدفاع الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر, حينما انتصر الجيش المصري على القوات الاسرائيلية طلب دايان من رئيسة الوزراء غولدا مائير »الاذن باستخدام السلاح النووي ضد مصر وسورية كان يقول لها: غدا او بعد غد يمكن ان ترين الطائرات العربية في سماء اسرائيل. فردت عليه فوراً: اذن استخدم كل اسلحتك الممكنة.
الا ان تداخل عدد من العوامل ادى الى منع اسرائيل من استخدام سلاحها النووي لان هذا السلاح حسب وجهة النظر الاسرائيلية له ضروراته وله قواعد استخدام حيث ان الردع النووي سيظل مسألة مهمة في تطبيق الستراتيجيات الدفاعية وهذا يتحقق من خلال معرفة العرب بمخاطر السلاح النووي لديها وحدها. ومن هنا يجب الا يوجد برنامج نووي اخر في منطقة الشرق الاوسط, وهذا يجعل المراقب يرى بوضوح رعب اسرائيل من البرنامج النووي الايراني المستقبلي في المنطقة, لانهم يعتقدون ان تدمير الكيان الصهيوني المتواجد فوق رقعة جغرافية محدودة جداً سهل, ولكن تدمير الدول العربية المترامية الاطراف امر صعب, وان تدمير البنية التحتية لدولة واحدة لابد ان يطال جيرانها.
الآن مع بزوغ نجم القنبلة النووية الايرانية جارة الدول العربية والخليجية, على اسرائيل ان تعيد حساباتها وبالفعل بدأ زعماء اسرائيل يولون عناية فائقة لكل برنامج عسكري في اي دولة عربية, ووضع خطط لمواجهته والتحرك مباشرة تجاهه في محاولة لحفظ معادلة الامن الاسرائيلي, ومن هنا ترى ان وجود نقاط نووية قرب الحدود لكل دولة عربية يمنحها الأمان عندما تقوم حرب شاملة في المنطقة, وبالرغم من ان مصر عقدت معاهدة صلح مع اسرائيل ايام السادات ورغم ان العلاقات تبدو طيبة بين الحكومتين, الا ان اسرائيل مصرة على ان تكون اسلحتها النووية قادرة ومستعدة للوصول لاهداف عدة داخل مصر, ومصر موقنة ان وصول تلك الاسلحة المتمركزة في صحراء النقب ميسور ما يهدد امنها القومي بشكل مباشر.
أما سورية فتحتل مكانة متميزة في كل الستراتيجيات العسكرية الاسرائيلة. هناك وثائق تقول في السابق كانت اهداف اسرائيل تتمركز حول العراق وسورية, ولكن بعد حرب الخليج الثانية وتدمير العراق من الداخل بسبب التطاحن المذهبي, بدأ اهتمام اسرائيل يتجه صوب عدد من المدن العربية الاخرى لتقع تحت المظلة النووية اسرائيلية ففي مصر هناك القاهرة والاسكندرية واسوان وفي سورية هناك دمشق وحمص وفي العراق بغداد في الوسط والبصرة في الجنوب والموصل في الشمال, وتعتبر المملكة السعودية ضمن الدول التي تقع في اطار الخطر النووي الاسرائيلي حيث تحدد مسبقاً مدن الرياض وجدة ومكة والطائف ولكن تضع اسرائيل احتمالات استخدام الخيار النووي ضد المملكة وفق تهديد امنها الداخلي فقط.
وذلك يعني ان البرنامج النووي الاسرائيلي وصل الى مرحلة التطور تمكنه من تهديد جميع العواصم العربية ومدنها المهمة من دون رادع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
ابطال الفضل وبوش واياد علاوي اخو شيرين وغرف النوم لحركة الوفاق ومجلس صحوة الحيدرخانة ومجلس انقاذ البتاوين ؟؟
علاء الاعظمي
دنيا الوطن فلسطين
تناول العراقيون في مجالسهم في ليالي رمضان التي كانت تشهد اقتحامات العلوج لمساكنهم خاصة بعد الفجر لان العملاء نبهوهم ان المسلمين في العراق وبعد ان يصيح المؤذن اشرب الماء وعجل وثم يصلون الفجر فان حركتهم تخفت لانهم ينامون نوما عميقا بعد صلاة التراويح والنوافل اقول تناول العراقيون نكاتا يتلذذون بسماعها والضحك بسببها والشماتة باعدائهم تقول النكتة :-
ان احد ابناء حي الفضل في بغداد وهو معقل من معاقل المقاومة البطلة في بغداد واسقطوا فيها طائرة تابعة لبلاك ووتر كانت حماية للسفير الامريكي السابق زلماي خليل زادة عندما كان في زيارة لمام جلال وعاد الى المنطقة الخضراء وكلهم ممن خدموا في الجيش العراقي الباسل بصفة قوات خاصة من الذين كانوا من تجنيد الرصافة الاولى والثانية والثالثة ، اتصّل هاتفياً بالمجرم بوش، وقال له: أحب أبلغك بإعلاننا الحرب على أميركا. سأل بوش بالهاتف وليس عبر دائرة تلفزيونية كما يفعل مع المرتد نوري المالكي : ممكن أعرف حضرتكم؟ قال: حضرتنا أبو جاسم، وأبو علوان، وأبو ناصر... وكل شباب مقهى الفضل، يعني أربعمائة شخص تقريباً. علّق بوش ضاحكاً: عيني أبو جاسم... عندي مليونا جندي ومرتزق أميركي وعراقي!.. فقال أبو جاسم: "هذه معلومة جديدة تحتاج الى مشاورات. واتصّل في اليوم التالي ليخبر المجرم بوش ان الشباب قرروا إرجاء إعلان الحرب على أميركا". فسأله بوش بسخرية: ها... خفتم؟!.. أجاب الصنديد ابن الفضل : لا، ما خفنا... بس ما عندنا مكان يوسع مليوني أسير!
هذه النكتة ياسبحان الله جاءت مع اصدار ما تسمى نفسها حركة الوفاق الوطني العراقي التي يرأسها المرتد اياد علاوي اخو شيرين ( وهنا لانريد ان نطعن بالشرف بل ان العراقيين جلبوا على ذكر اخت الرجل التي يفتخر بها عن الشدائد فيقول انا اخو شيرين !!) هذه الحركة اصدر بيانا قالت فيه :

تحرير منطقة الفضل
ادناه المعلومات عن تحرير منطقة الفضل من براثن تنظيمات القاعدة واعادة الحياة الطبيعية والبهجة اليها والى ابناء المنطقة حيث ان لمقاتلي ومناضلي حركة الوفاق الوطني العراقي كان لهم الدور الكبير والمتميز في انهاء دور القاعدة في المنطقة علما انه لم يكن اي دور او مشاركة من قبل الحكومة او قوات متعددة الجنسيات في التحرير.
1- 46 شهيد من ضمنهم 7 من حركة الوفاق
2- 30 جريح من ضمنهم 5 من حركة الوفاق
3- هدم 20 دار سكن
4- هدم واضرار في واجهات العمارات والبنايات والدكاكين من باب المعظم الى منطقة قمبر علي.
5- حرق معامل النجارة بحدود 30 معمل حرق بالكامل.
6- تضرر جامع الفضل بأضرار كبيرة.
7- تضرر جامع المنورة بأضرار كبيرة
وبعد تحرير منطقة الفضل تم العثور على ما يلي:
1- معمل تفخيخ السيارات في مقر جمعية الهلال الاحمر بجانب جامع المنورة
2- صواريخ مختلفة الانواع
3- اسلحة خفيفة وثقيلة متعددة صنع ايراني
4- غرف نوم بصناديقها
5- ملابس جاهزة لمختلف الاعمار
6- صواعق وديناميت مكتوب عليها (ساخت ايران)
وعندما تم القضاء على فلول القاعدة قام اهالي المنطقة برفع صور الاخ الدكتور اياد علاوي في ساحات وشوارع ومحلات الفضل اضافة الى رفع لافتات تحيي بطولة مقاتلي حركة الوفاق الوطني العراقي وتصديهم للمجرمين القتلة الارهابيين واعطوا الشهداء والجرحى في سبيل انقاذ المنطقة من شرورهم اضافة الى قيام قيادة فرع الرصافة /1 تنظيم زيارات مصالحة بين اهالي منطقة او سيفين / وقمبر علي/ وشيخ عمر / الكفاح/ وفضوة عرب/ والسباع والعيش بسلام وأمان بعد معارك طاحنة بين الشيعة والسنة دامت اكثر من سنة ونصف راح ضحيتها المئات من ابناء المنطقة.
وان قيادة فرع الرصافة الاولى بمسؤولها الاخ منذر حسين جمعة والاخوة اعضاء قيادة الفرع كان لهم الدور الكبير في تطهير المنطقة من الارهابيين التكفييرين عملاء النظام الايراني.
الى هنا وانتهت الجنجلوتية الوفاقية وأردت أن أسال بعض الاسئلة عسى اخو شيرين يجيب عليها لكي يكسبني لحر كته الوفاقية والاسئلة كالاتي:
نحن نعرف منطقة الفضل التي سميت بهذا الاسم نسبة الى جامع انشأ بالقرب من قبر الفضل ابن سهل بن بشر الشافعي الواعظ البغدادي المتوفي سنة 548 هـ فهي جزء عزيز من مدينتنا كيف لها ان تضم 30 معملا للنجارة وهي كلها بيوت بنيت قبل اكثر من مئتي عام وكل مواد البناء فيها من اللبن (الطين ) ومسقفة بالجندل (اعمدة الخشب ) وحدودها من ساحة زبيدة جنوبا الى مطبعة مصلحة نقل الركاب مجاور سينما مترو شمالا ومن مع مل الخياطة العسكرية شرقا الي شارع الجمهورية والاعدادية المركزية غربا أي بحدود 900 متر طولا و500 عرضا ؟
اذا كانت حركة الوفاق بقيادة الصنديد منذر حسين جمعة قائد قوات الوفاق الوطني قد قاد جحافله لمقاتلة القاعدة كما يذكر في البيان والقاعدة سنة يصلون ( مجتف ) فما علاقة ذلك بالنظام الايراني وهم شيعة يصلون ( مسبل ) ؟ ها ؟
واذا كانت القاعدة هي التي تقاتل في الفضل فكيف عثرت قوات اخو شيرين على صواعق مكتوب عليها سخت ايران وهو ما تكرره امريكا دائما بان ايران تجهز الميلشيات بالاسلحة وتقصد بذلك جيش الغائب العصري مقتده وليس القاعدة التي يترأسها الزرقاوي الذي قتل خنقا بدشاشته كما تقول المصادر الامريكية بعد ان قصف البيت الذي كان ياويه بصواريخ اف 16 ؟ها؟
واذا كانت قوات اخو شيرين قد أعطت ما أسمتهم الشهداء والجرحى بعدد يصل الى 76 فكم من القاعدة من الذين وجدوا لديهم اسلحة خفيفة وثقيلة صنع ايراني كما يقول بيان اخو شيرين ؟ وبماذا كانت قوات اخو شيرين تقاتل أي نوع السلاح هل هو كلاشنكوف صنع بوتين ام دمدم صنع العلوج ام سخت تل ابيب ؟ حيث يفتخر اخو شيرين انه عميلا لـ 17 جهاز مخابرات ومنها المخابرات الاسرائيلية وقال : اردت ان اخدم وطني من خلال هذه الاجهزة لاخلص العراق من صدام حسين ؟
لم يحدد بيان اخو شيرين نوع الملابس الجاهزة التي وجدوها لكل الاعمار هل هي مثلا ..مثلا ملابس داخلية للرجال ام للنساء او بدلات سهرة لغرض حضور الحفلات في سفارة كروكر ام هي عباءة عراقية نظيفة تستر بها العراقيات انفسهم من عيون العلوج
وذكر بيان اخو شيرين انه تم العثور على غرف نوم بصناديقها فاذا كانت المنطقة تضم 30 معملا للنجارة احترقن عدا اللواتي سلمن من الحرق فلماذا تستورد جمهورية الفضل الديمقرطية الفدرالية الموحدة غرف نوم بصناديقها ؟..وهل قوات اخو شيرين اخذت الغرف لبيوتها حتى تنام نسوانهم عليها وأعطوا غرفة لاخو شيرين لينام عليها في البيت الذي اغتصبه من عائلة الشهيد طه ياسين رمضان الجزراوي تاج رأسه ورأس ابن عمته احمد الجلبي في شارع الزيتون مقابل الزوراء ؟
يذكر البيان عدد الدور المهدمة وقال انها 20 دارا وواجهات العمارات والمحلات من باب المعظم الى قنبر علي تضررت جميعها وكأن قوات اخو شيرين تفتخر بهذه البطولة وكأنها انزال النورمندي لتحرير فرنسا ساركوزي من هتلر بعد خمس سنوات من تربعه على السلطة في فرنسا التي لولا ابناء الدول التي استعمرتها لكان ت فرنسا الى اليوم بايدي احفاد الفوهرر او انزال ابطال الفيلق الثاني على منطقة قصر شيرين التي بقيت بايدي ابطال العراق 8 سنوات لحين ما تجرع الدجال السم في 8/8/1988 ؟
قال بيان قيادة قوات اخو شيرين ان جا معين تضررا تضررا كبيرا فهل يعيد بنائهم ام انه سيقول انه يشرب يوميا بطل ويسكي بلاك وايت وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا؟
قال بيان قوات اخو شيرين ان قواته اجرت مصالحة بين ابناء السباع والفضل وقنبر علي وفضوة عرب وابو سيفين وشيخ عمر والكفاح بعد قتال بين الشيعة والسنة بعد قتال دام سنة ونصف وتطهير المناطق من التكفيريين الارهابيين عملاء النظام الايراني دون دعم الحكومة وقوات متعددة الجنسيات ( هكذا اسماها البيان) في عملية التحرير .. طيب الطائرات التي كانت تقصف الفضل من انواع اف 16 والسمتيات نوع بلاك هوك لمن تتبع ؟
هذه بعض الاسئلة اما ما يتعلق بمجلس صحوة الحيدرخانه فاقول بعد ان اعلنت قوات هتك الاعراض بقيادة الفريق الاول الركن عبود كنير ( رفض ان يسمون ابيه قنبر لاسباب تخصه وقيل انه حتى اذا سبوه يسبون واحدا اسمه عبود كنبر فلا تصل المسبة لوالده ..ناس تفتهم !! ) اقول بعد ان اعلنت هذه القيادة وعلى لسان الذي يقول انا سيد ابن محمد ص العميد قاسم اللاسوي انه تم تحرير الحيدرخانه ورفعت عليها اعلام النصر المؤزر فاصبح شربت الحاج زبالة هو القاعدة المتقدمة للقوات الحكومية المؤلفة من الحرس الوطني الذي يقوده السني عبد القادر العبيدي وقوات الشرطة الوطنيه التي يقودها الشيعي البولاني ومعها جحافل الامن الوطني بقيادة الوائلي اما المدفعية فقد استمكنت زقاق عمو حيران ابو العرك البعشيقة حبيب الادباء والشعراء من مرتادي مقهى حسن عجمي حيث يشترون منه المستكي المحلي والزحلة المعتبرة التي قتلت الكاتب سامي محمد فاصبح شهيد الابداع وجننت جمال حافظ واعي قبل ان يتعرف على واحدة انقذت حياته فهرب الى استراليا ليكتب من هناك على انه كان سبع البرمبة فيما اتخذت مغاوير الداخلية قاعدة لها خلف المصرف الاسلامي حتى لايرسل اموالا للشيخ الدكتور عبد اللطيف هميم اللافي رئيس مجلس ادارته ايام الخير كما ان الخلفيات والقلم ورجال الهندسة الالية الكهربائية وكتائب التجسير وكتاب الهندسة العسكرية ومكافحة الالغام اضافة الىالصنف الكيمياوي والوية الدعم والاسناد ومعها صنف الطبابة والتموين والنقل فقد اتخذت حانوت الاعدادية المركزية للبنات قاعدة مجولقة لهم لكي يرسلوا الامدادات للقطعات التي قاتلت الاعداء خلف مصرف الرشيد الادارة العامة ولكي يسهل عليها التواصل مع القطعات الخلفية عبر عرباين الحماميل !!!!
اما السخانات والمبردات والكهربائيات الاخرى التي تبيعها المحلات الموجودة خلف الحيرخانة فانها كانت ضمن المجهود الحربي ووفق قانون التعبئة والطواريء ومكافحة الارهاب حصة السادة القادة والامرين ؟!!
كما استطاعت القوات المتجحفلة نحو الحيدرخانة من قصف جامع الحيدرخانة الشهير، والذي أنشد فيه الجواهري ملحمته الشعرية الرائعة...أخي جعفر...في ذكرى أربعينية أخيه الشهيد جعفر.الذي قتلته قوات حفظ النظام ايام الملك الهاشمي بعد ان وقع العميل صالح جبر اتفاقية بورتسموث عام 1948 فخرجت فوق جسر الشهداء التظاهرات منددة بها وتصدت لها الشرطة العراقية التي كانت فوق منارة الجامع الملاصق للمدرسة المستنصرية وقتلت ابناء جلدتهم حبا لقوات الاحتلال البريطاني وهو ما يحدث الان كما قتل في بابه العراقي الاخرس ابان ثورة العشرين وايضا سحل نوري السعيد .. كما وان الحيدرخانة هي مسقط راس سفير العراق الغنائي ناظم الغزالي
اما الوية المظليين والصاعقة والقوات الخاصة فقد اتخذوا قاعدة لهم عند قاعدة تمثال الشاعر الرصافي ووقفوا جنبا الى جنب مع اخوانهم رجال المرور لينظموا ارتال العربانات مال الحماميل المتوجهة من والى سوح الوغى والبسالة وتسطير الامجاد !!
مجلس الصحوة بلا حسد انتشرت في عموم العراق وسنقف عند اهم هذه المجالس وابدعها واشجعها وابسلها الا وهو مجلس صحوة البتاوين !! في مقال قادم عندا يحررون زقاق العمال السودانيين من براثن مصلحي الساعات اليدوية وباعة الحقائب الدبلو ماسية .
ومن نصر الى نصر حتى نصل الى جبل قنديل وسكران وحاج عمران لتطهيرها من براثن حزب العمال الكردستاني بالتنسيق مع الشقيقين مام جمال وكاكة مسعود الذين ترقص ارجلهم خوفا من الفاتح التركي الجديد اردوغان وتضامنا مع عبد الله غول والحجاب التركي وانتخاب الرئيس في تركيا مباشرة من قبل الجماهير ولتسقط جمهورية كردستان ولتحيا حمامات استنبول .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الغريم ليس قاضياً .
خيري منصور
الخليج الامارات
لا نعلم ما إذا كان في الولايات المتحدة مثل يرادف المثل العربي القائل “رمتني بدائها وانسلت”، لكن بالتأكيد هناك حكم وأمثال ومواعظ في مختلف اللغات تفتضح من يقتلون الأبرياء ويمشون في جنائزهم، أو يغرقونهم في البحر ثم يقولون لهم إياكم أن تبتلوا بالماء.
الرئيس بوش يحذر العالم من حرب كونية ثالثة، ويتعلق التحذير بإيران أولاً، ثم بالدول الست التي قررت إدارته تغيير النظم فيها، وحقيقة الأمر ان الرئيس بوش ليس ضليعاً في أي علم غير علم التحريض والاستعداء، وبالتالي فهو يخطئ في الحساب أيضاً، لأن الحرب التي يحذر من اندلاعها ليست الثالثة، بل هي الخامسة ان لم تكن السادسة، إذا اعتبرنا الحرب الباردة التي حسمت لمصلحته ومصلحة الولايات المتحدة حرباً ثالثة، والحرب على العراق حرباً عالمية رابعة، أما الحرب التي لم ترصد خسائرها بعد رغم تسميتها بالغنائم، فهي حرب إدارته على الولايات المتحدة ذاتها، التي فقدت صدقيتها، وابتليت كما قال تشومسكي وآخرون بانهيار دورها الأخلاقي لعدة عقود قادمة.
الحرب التي يحذر منها هي الحرب التي يقودها ويقرع طبولها، وتتولى دبلوماسيته الخشنة ذات الخوذة الفولاذية رغم قيادتها الانثوية ابتكار الذرائع لها.
إن أخطر حرب شنتها أمريكا في العقد الماضي على الأقل هي ضد المنطق ومنظومة المفاهيم التي عاشت عليها البشرية عدة ألفيات منذ أثينا وسومر.
الحرب على المنطق هي اخضاعه للقوة، وقلب الهرم الذي أشار إليه كل من هيجل وماركس على طريقته، بحيث تصبح الحروب مبررة بأثر رجعي وبعد انتهائها وافساد ما لا يمكن اصلاحه أو استدراكه.
ان كرة النار الآن في مرمى الرئيس الأمريكي الذي تسبب في خلق العديد من الأزمات واضاعة الفرص على حد تعبير بريجينسكي، أحد أبرز مستشاري الأمن القومي السابقين في أمريكا.
ومن يشعل الحروب لن يكون بمقدوره ايقافها، لأنها كالنار التي تلتهم الأخضر عندما تنتهي من الهشيم وتحوله إلى رماد.
ممن يحذر الرئيس بوش؟ وأين هي الجهة الكونية المرشحة لإشعال حرب نووية؟
ان خطاباً كهذا ليس مكرساً فقط لتبرئة الذات وغسل اليدين من الدم، بل هو الحيلة التي يلجأ إليها الأقوياء ليبرروا السطو والهيمنة ومن ثم تحميل الآخرين العبء كله.
لكن العالم ليس قاصراً إلى الحد الذي يصدق معه مثل هذه الأطروحة الذئبية، فقد لدغ خلال السنوات السبع العجاف التي شهدت ولايتي الرئيس بوش عدة مرات من الجُحر الأبيض ذاته.
ويستطيع أي مراقب أن يتساءل عن أية حرب يتحدث الرئيس الذي تحول من صقر إلى حمامة وأخذ يهدل بلغة انجليزية مستعارة من والت ويتمان أو شكسبير.
إن حروب ما بعد الحداثة، والتي يمكن لمؤرخ شرب من نهر الجنون ذاته أن يصفها بأنها حروب الاجهاض المبكر أو الاستباق الوقائي دشنتها إدارة الرئيس بوش، ولا يحق لأحد حتى لو كان امبراطوراً أو رئيساً لأقوى جمهورية في العالم أن يلعب دور القاضي والغريم والخصم والحكم.
وحسناً يفعل الرئيس وهو على مشارف الرحيل من البيت الأبيض، إذا ترك مهمة التحذير من الحروب وكوارثها لسواه ممن لم تتلوث أيديهم بالدم.. ففاقد الشيء لا يعطيه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
انتباه.. الحدود التركية ـ العراقية تنذر بالأدهى
افتتاحية
البيان الامارات
التصعيد المفاجئ الخطير على الحدود التركية ـ العراقية، ينذر بما هو أكثر وأبعد من كمائن لمتمردين ومن تهديدات بمطاردتهم، وذلك من دون التقليل طبعاً من حجم الخسائر البشرية؛ ولا من خطورة أي توغل تركي، في الأراضي العراقية، لكن المسألة لا يبدو أنها تقف عند هذه الحدود، ذلك أن وتيرة التصعيد ودرجته وظروفه، فضلاً عن ردود الفعل حوله؛ كلها تشير إلى احتمال أن يكون الصراع الكردي ـ التركي قد بدأ يسلك طريق إدخاله على خط أزمة المنطقة؛ بكل جوانبها وتعقيداتها والمعادلات المفتوحة عليها.
العملية العسكرية التي قام بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني ضد قوات تركية وسقط على إثرها 15 جندياً؛ كانت صدمة موجعة لأنقرة، الحكومة اعتبرتها «اعتداء على هيبة الدولة وسيادتها». وزاد من حدتها وبالتالي من شدة الغضب التركي أنها وقعت بعد أيام فقط من عملية أخرى أودت بحياة 12 جندياً تركياً؛ وفي اللحظة التي كانت فيها المساعي قد بدأت تنجح في تبريد الأجواء للحيلولة دون حصول اجتياح تركي لشمال العراق.
تقارب العمليتين، بصرف النظر عن الملابسات والخلفيات يطرح أكثر من تساؤل، خاصة في ضوء حصيلتهما؛ باعتبارها من العيار الثقيل الذي بدا ـ ولو من دون قصد ـ وكأنه مصمم لاستدراج رد فعل يزيد الأوضاع في العراق والجوار تعقيداً واشتعالاً، بل ربما قد يدفع بها إلى منزلقات، تصبح العودة منها إلى الوضع الراهن مطلباً يكون تحقيقه أشبه بالمستحيل.
المخاوف من انفلات الأمور في هذا الاتجاه عكستها ردود فعل مختلفة؛ إقليمية ودولية. معظمها تقاطع عند الدعوة إلى التروي، والعمل على احتواء التأزيم وتجاوز هذا التطور، والمشجع أن الحكومة العراقية أعلنت عن اتخاذ خطوات لوقف النشاطات المنطلقة من أراضيها الشمالية ضد تركيا.
وكذلك دعت إلى تخلي حزب العمال الكردستاني ـ بلسان الرئيس الطالباني ـ عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي فقط، كذلك كلام أنقرة حول الامتناع عن القيام بعمل عسكري «فوري» وإعطاء الوقت للعثور على صيغة بديلة عن التوغل، يخدم في تفويت الفرصة على أية محاولة أو احتمال، لتصويب هذا التصعيد باتجاه مفاقمته وتوظيفه، من أجل توسيع ساحة الصراعات ووضعها في إطار مسدودة آفاقه.
وإذا كان على الآخرين المساهمة في تعزيز المعالجات القادرة على تطويق التدهور؛ فإن على الطرفين، التركي والعراقي الاضطلاع بالشق الأكبر من هذا الدور، بالنهاية ساحتهما هي المعنية مباشرة بالأزمة وتداعياتها؛ والتي ليست من الصنف السهل التحكم بمفاصلها ومآلها، والوضع العراقي صعب ومتعثر بما فيه الكفاية.
وبالتأكيد لا يحتاج إلى المزيد، بل لا يقوى على فتح جرح جديد في خاصرته الشمالية، ولا حتى أنقرة من مصلحتها فتح نزيف عراقي آخر على حدودها، اللحظة الراهنة تستدعي العض على الجروح وليس توسيعها، وخاصة أن في توقيت هذه التطورات العسكرية ما يدعو إلى الريبة، أو في أحسن الحالات إلى الخشية من إمكانية تجييرها واستغلالها لمآرب وغايات متضاربة مع مصالح العراق وتركيا والأكراد؛ سوياً.
الحالة على الحدود العراقية ـ التركية مقلقة. ما جرى وحصل مرشح لتكون له مفاعيل ومضاعفات، تطول وتؤذي مصالح كل الأطراف على المديين القصير والطويل، والخسائر هنا قد تكون من النوع الوجودي المصيري، الأمر الذي يتطلب قدراً من الانتباه غير الاعتيادي، وبالتالي من التعاطي البالغ الحذر والدراية. التعامل العسكري قد يكون أقصر الطرق. لكنه بالتأكيد ليس الأكثر ضمانة وسلامة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
بلاك ووتر
يوسف أبولوز
الخليج الامارات
قبل اختراع اسم الشركة الأمنية “Black water” التي تعلك اليوم لحوم العراقيين بنزعات انكشارية حاقدة حدث أن أصبح ماء دجلة والفرات أسود من كثرة الكتب التي حرقها وألقاها التتار في النهرين عندما اجتاح جنودهم بغداد في غزو مدوّن في التاريخ حتى الآن على الأقل، ومن دون تزوير، لأن المسافة بين الغزوتين أو الحربين لا تبدو طويلة تماماً إذا كان التاريخ فعلاً يكرر نفسه.
والتكرار هنا عبثي وأكثر درامية إلى جانب المعنى الرمزي الذي نستدعيه فوراً ونحن نسمع في الأخبار العربية وبترداد شبه مقصود اسم “بلاك ووتر”، فنحن نفهم كيف يصبح الماء شديد السواد عندما يختلط بحبر الكتب أو بدمها.. ولكننا لا نفهم اليوم هذا الماء الأسود الجديد الذي يسيل من البنادق والمسدسات الأمنية والتي ليست ذات طابع تجاري “أمني” فحسب، بل هي ربما كانت أو هي كذلك “منظمة” ما.. ونقطة آخر السطر.
إن هذه الزاوية الحرة لا تتحمل الجملة السياسية حتى وإن كانت جملة مواربة، بل هذه الجملة السياسية أصبحت في الأعمدة الصحافية العربية مكررة هي الآخر كالتاريخ الذي يمشي مثل الحلزون، ولذلك سأهرب إلى ماهو لافت وعجيب في اسم شركة.. مجرد الاسم الذي لا يخلو من فتنة شعرية، فأن يكون الماء أسود من كثرة الدم وأن يكون النهر أسود من كثرة الحبر لهو بالفعل “لفظة شعرية” تجذب الشعراء كما تجذب مصوري الأخبار التلفزيونية الذين صار تصوير القتل بالنسبة إليهم في بغداد مثل تصوير حادث سير من الدرجة الثالثة.
على أي حال دم العراقيين لن يكون ماء، ولن يكون ماء أسود بالتحديد، تماماً كما أن دجلة والفرات ظلا مستمرين في الجريان بعد دخول التتار إلى بغداد وحتى الآن، فذهب الحبر إلى الضفاف ومع الأيام تحول إلى قصائد.
إن للماء ذاكرة جيدة جداً، وهو يصغي ويتألم ويفرح.. بل ويرقص أيضاً.. وقد ينام الماء وينام، لكنه يصحو دائماً عند الفجر.. هذه عادته، فاحذروا العادات بخاصة إذا كانت عراقية!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
تركيا وحزب العمال عقدة حقيقية (2)
طه خليفة
الراية قطر
معركة الجيش التركي لا تبدو ناجحة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، فهم ميليشيا حزبية أيدلوجية تعتقد أنها تناضل وتكافح لأجل الحصول علي حقوق سياسية وثقافية تاريخية، وهي بالتالي لن تلقي بالسلاح مرة أخري بعد أن كانت قد تخلت عنه عقب اعتقال عبدالله أوجلان، واعلانها هدنة من جانب واحد لكن عدم تجاوب السلطات التركية مع تلك المبادرة السلمية وتلبية مطالب الاكراد المشروعة والمعقولة جعلهم ينهون الهدنة ويعودون إلي حمل السلاح وازعاج الجيش والدولة التركية كما هو حاصل حالياً.
مع ذلك فالحل العسكري غير مجد في هذه الحالة، والحل الحقيقي هو في خلق أفق سياسي والجلوس علي مائدة التفاوض وانفتاح العقلية التركية الرسمية أمام حقوق الأقلية الكردية لرفع ما تشعر به من مظالم تاريخية مارستها الحكومات التركية المتعاقبة منذ تأسيس الجمهورية علي أيدي أتاتورك، بل وقبلها منذ أيام الامبراطورية والخلافة العثمانية.
ليست تلك المظالم حكراً علي أكراد تركيا فقط بل هي مظالم تاريخية تعرض لها أكراد المنطقة جميعاً في العراق وسوريا وايران. لكن المشكلة هنا هي في حلم كردي تركي أساسي وهو إنشاء كيان خاص بهم أو دولة في جنوب تركيا، هذا الحلم يجب أن يمحي من الذاكرة الكردية للأكراد جميعاً ليس في تركيا فقط إنما في غيرها من دول المنطقة.
وإذا قلنا إن حزب العمال هو حزب يدافع عن قضية ويقوم بدور نضالي ضد السلطة الحاكمة في أنقرة للحصول علي حقوق مشروعة للأكراد دون أن يكون منها مسألة الكيان المستقل عن الوطن التركي الأم فإنه بذلك يمكن فهم نشاطه العسكري ومطالبه السياسية والثقافية والاقتصادية والتنموية في مناطق الأكراد، لكنه إذا كان ينادي بالانفصال ويصر عليه ويلجأ للعمل العسكري لتحقيق ذلك فإنه خاسر لا محالة ويضع نفسه في خانة ممارسة أعمال غير مشروعة ضد الأجهزة الرسمية والسلطة الشرعية في تركيا وينسحب عليه وصف الإرهاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الحوار لإطفاء الحريق
افتتاحية
الشرق قطر
الأزمة الآخذة في التصعيد على الحدود التركية - العراقية، بعد اعطاء البرلمان التركي الضوء الاخضر للجيش بالتوغل في شمال العراق، يبدو انها تدخل الآن منعطفا خطيرا، وذلك بعد أن صب مقاتلو حزب العمال الكردستاني المزيد من الزيت على النار بتنفيذ كمين اودى بحياة 16 جنديا تركيا.
وخطورة ما جرى من مواجهات بالامس بين المتمردين الاكراد والجيش التركي، انها جاءت لتشكل ضربة قوية لكل الجهود المبذولة اقليميا ودوليا ومن قادة العراق ايضا لاحتواء التوتر ودفع الحوار مع الحكومة التركية.
ان اشتعال النار على جانبي الحدود العراقية - التركية، هو أشبه بكارثة جديدة من شأنها ان تدخل المنطقة في دوامة من العنف لا نهاية لها. ومن الواضح ان تفاقم التوتر ينذر بمخاطر جسيمة في منطقة تعاني أساسا من انعدام الاستقرار وتفشي الحروب والاقتتال وهي قطعا ليست بحاجة الى حرب جديدة تمتد اخطارها لكل الشرق الأوسط.
ومع انه من المؤكد ان المجتمع الدولي يرفض ويدين قيام اي دولة بتوفير ملاذات آمنة وفتح أراضيها للانشطة المسلحة المعارضة للدول المجاورة، إلا أن المطلوب من تركيا التروي قبل الاقدام على حرب تضار منها كل المنطقة.. واتاحة الفرصة للحكومة العراقية والاطراف الاقليمية والدولية للتحرك لوقف انشطة حزب العمال الكردستاني، وهي مهمة ينبغي ان تقوم بها الحكومة العراقية والاحتلال الامريكي بالدرجة الاولى.
ومن المهم ان تنشط جهود اقليمية ودولية بسرعة لنزع فتيل الازمة، قبل اندلاع الحريق الذي سيقضي على الاخضر واليابس.
ان التحلي بالحكمة وتغليب لغة الحوار والتنسيق والتعاون بين الحكومتين العراقية والتركية هو الامر الاكثر الحاحا للعمل من اجل تطبيق اتفاقيات التعاون الأمني بين البلدين على الوجه الأكمل. كما ان الدبلوماسية والحوار يجب أن يسودا لتسوية النزاع بدلا من المواجهة العسكرية.
وفي هذا الصدد، فان ادانة الحكومة العراقية الواضحة واستنكارها الهجوم الذي نفذه المتمردون الأكراد على القوات، يشكل خطوة تحتاج الى خطوات اخرى في الطريق لحل هذه القضية وتهدئة الموقف الملتهب حاليا على الحدود بين العراق وتركيا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
لماذا تدعم دمشق تركيا ضد الأكراد؟
وليد السمور
الراية قطر
لعل أهم ما يمكن وصفه للحالة السورية ـ الإيرانية في الصراع الدائر حاليا في الجنوب التركي بالتحالف الثنائي المستمر للضغط على الولايات المتحدة الاميركية التي تحاول بشتى الوسائل انتزاع النقاط المجانية من السوريين قبيل مؤتمر السلام الذي تنوي الولايات المتحدة عقده الشهر المقبل.
وجاء تأييد الرئيس السوري للموقف التركي من المقاتلين الاكراد الناشطين في شمال العراق واعتبره حقا مشروعا لهذه الدولة في مكافحة الارهاب والتمرد وذلك في اول موقف عربي داعم للخطة التركية. أما نظيره التركي عبدالله غول فدعا الى حل كل المشاكل في المنطقة، بما فيها تلك القائمة بين سوريا ولبنان. كلام الاسد جاء في مؤتمر صحفي مشترك مع غول وقال الرئيس السوري ان بلاده تؤيد القرارات المطروحة على جدول اعمال الحكومة التركية فيما يتعلق بمحاربة الارهاب والنشاطات الارهابية وان سوريا تعتبر ذلك حقا مشروعا لتركيا وان سوريا تدعم كل القرارات التي يتخذها الاتراك وتقف الى جانبهم وفي المدلولات فإن سوريا التي تؤيد عملية لتقليم اظافر مقاتلي حزب العمال الكردستاني تنطلق من عدة محاور ولعل أهمها:
1 ـ ان اكراد سوريا حاولوا في العديد من المرات خلق نوع من البلبلة في الشمال الشرقي من سوريا وهو ما حفز اجهزة الامن السورية على الوقوف بالمرصاد لمثل هذه العمليات التي من شأنها خلق الفتن في بلد يسوده الامن والاستقرار. وأحداث القامشلي الاخيرة اكبر برهان على السياسة الانفصالية لتلك الجماعات المطالبة بحكم ذاتي داخل التراب السوري.
2 ـ ان الشمال العراقي يئن من التحركات الكردية التي تطالب على الدوام بقيام دولة كردية مستقلة وهو ما جعل الشمال العراقي يؤسس كيان دولة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين وهو الحلم الذي يدغدغ عقول السياسيين الاكراد وهو ما يحملهم على خلق الفتن في تلك البقعة البترولية الهامة.
3 ـ ان تركيا تعاني منذ عقود من تلك الظاهرة التي تقض المضاجع التركية منذ سنوات وتتخذ منها الولايات المتحدة ذريعة للضغط على انقرة التي عارضت وتعارض استخدام اراضيها في غزوها للعراق والممانعة التركية لهذه الحملة التي جرت الويلات الى المنطقة.
4 ـ أما إيران الجارة لتركيا فترى في التمدد الكردي خطرا يهدد مصالحها ويعطي الفصيل الكردي نوعا من الشرعية في انتزاع دولة كردية ولو بقوة السلاح، وهذا التجمع الكردي فيما لو حصل فإنه سيدفع ايران لكي تتشارك مع جاراتها سوريا والعراق الهم الكردي.
ومن هنا فإن هذه العملية في المنظار الاستراتيجي السوري ستستهدف جماعة تهاجم الجنود الاتراك وان القوات المحتلة للعراق هي المصدر الحقيقي للإرهاب والمسؤولة في الدرجة الاولى عن النشاطات الارهابية التي تمارس فيه لانها هي التي تسيطر على البلاد وهي المسؤولة عن تحول هذا البلد الى ملاذ للمتمردين.
ولفت الرئيس الاسد في تلك الزيارة الهامة الى ان دمشق وانقرة تضطلعان بدور مهم في المنطقة وان التعاون والتنسيق بينهما ذو اهمية حيوية من اجل الاستقرار والسلام في المنطقة. واضاف انه وغول بحثا في سبل استمرار البلدين في القيام بهذا الدور والتوصل الى تسوية عادلة وشاملة في المنطقة، مكررا التمسك بوحدة اراضي العراق وشعبه وتشجيع الوفاق الوطني في هذا البلد.
ومن هنا فإن التنسيق والتعاون السوري ـ التركي آخذ بالتصاعد والتطور في ظل الحصار الجائر المفروض على سوريا بحيث يقف العراق في مواجهة سوريا وغلق الحدود مع الجارة الغربية كيفما ارادت سلطة الاحتلال الاميركي في صورة واضحة لانتزاع تنازلات من دمشق التي لعبت بأوراق ضاغطة وارهقت الحسابات الاميركية.
والاردن يختلق المشاكل مع دمشق عن قصد ودون قصد تنفيذا للاملاءات الاميركية وايضا يقف اهل السلطة في لبنان في عداء مستطير لسوريا وتكال الاتهامات لها جهارا نهارا من قبل الحريري الصغير.
واسرائيل التي تؤلب العالم بوجه سوريا تلعب بالافرقاء اللبنانيين فتعدد الاغتيالات بحق اقطاب الرابع عشر من فبراير وتصبح سوريا المتهم الوحيد في تلك القضية.
وحدها تركيا التي ترسم لعلاقات مميزة مع الجارة الجنوبية ويطمح الرئيس الاسد الى تعزيزها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
تركيا تقاتل من أجل وحدة العراق
فواز العجمي
الشرق قطر
ليس صحيحا برأيي وربما أكون مخطئاً ان الادارة الامريكية تعتبر حزب العمال الكردستاني التركي منظمة ارهابية.. وليس صحيحا ايضا ان حكومة العراق العميلة تعتبر هذا الحزب ارهابيا كما تدعي.. وليس صحيحا ايضا ان زعيمي الحزبين الكرديين الطالباني والبرزاني يرغبان من هذا الحزب نزع السلاح ومغادرة الاراضي العراقية، كما يصرحان ويدعيان لأن هذه الاطراف جميعها تريد «تقسيم» العراق وهذا اصبح واضحا ومعروفا ومكشوفا فالادارة الامريكية ترجمت هذه الارادة بتقسيم العراق من خلال الدستور الذي رسمته وفرضته على الشعب العراقي، وهذا الدستور يدعو صراحة الى تقسيم العراق الى كيانات طائفية وعرقية وقومية ومن يدعي غير ذلك فعليه ان يقرأ هذا الدستور قراءة صحيحة وعميقة.
اما الحكومة العميلة فهي تترجم بأمانة ما يخطط له المحتل الامريكي في تقسيم العراق بل ان حكومات الاحتلال المتعاقبة هي التي روجت لهذا الدستور التقسيمي وهي التي تعمل جاهدة لتمريره وترجمته على أرض الواقع من خلال الدعوة المستمرة من هذه القوى وخاصة ما يسمى المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة عبدالعزيز الحكيم الذي يدعو صراحة وبلا تردد أو خوف من الشعب العربي العراقي بأنه وحزبه سيعلن الفيدرالية ويقيم بناء على هذه الفيدرالية الاقليم الشيعي في الجنوب.
اما بعض الاكراد في شمال العراق وخاصة الذين يمثلهم جلال الطالباني ومسعود البرزاني فهؤلاء يتمنون ان ينهضوا صباحا ويجدوا العراق بلا عرب وبلا عروبة ليقيموا على اشلائه دولتهم الكردية ليس حبا بالاكراد وتأمين حقوقهم وانما لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة واشباع رغباتهم الحاقدة ضد كل قومية سواء القومية العربية أو القومية التركية.
ولعل هؤلاء القلة من الاكراد الحاقدين والطامعين هم الذين ساعدوا الادارة الامريكية لاحتلال العراق وهم وبقية العملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الامريكية من دفع الادارة الامريكية باحتلال العراق لأن مخططاتهم تتفق مع مخططات اسيادهم من الادارة الامريكية بتقسيم وتفتيت العراق ولعل هؤلاء العملاء من الاكراد والآخرين هم الاقرب الى اعضاء الكونجرس الامريكي الذي دعا الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات كردية- شيعية- سنية.
وهذه الاهداف والمخططات لهؤلاء اصبحت واضحة ولا تحتاج الى دليل ويكفي لمن لا يدرك مثل هذه الحقائق تلك المواقف من زعيمي الحزبين الكرديين الطالباني والبرزاني من الدعوة الى الفيدرالية والتي بمفهومها هي فصل الشمال عن الوطن العراقي الام بعد ان يضموا اليه كركوك وهذه الحقائق تجلت من خلال رفض رفع العلم العراقي في كردستان العراق أو نشيد السلام الجمهوري العراقي وما حدث عندما رفع لاعبو منتخب العراق علم العراق بعد فوزهم ببطولة آسيا لكرة القدم واعتقال هؤلاء وسجنهم خير دليل على ذلك.
اليوم وبعد ان ادركت تركيا خطر هؤلاء وبعد ان ايقنت ان هذين الزعيمين الكرديين ومعهما بعض العملاء للاحتلال الامريكي يريدون توسيع احلامهم ومد سيطرتهم باتجاه شمال العراق بكامله وضم كركوك اليهم مما يشكل خطرا على الامن القومي التركي ليس من القومية العربية التي تشكل 83% من الشعب العراقي والذي يحترم القومية التركية، وانما من خطر هؤلاء الانفصاليين الاكراد الذين يتلاعبون بالنار طمعا لمصالحهم وتنفيسا لاحقادهم، بعد كل ذلك سارعت الى الدفاع عن هويتها القومية ودفاعا عن شعبها ووحدته وسلامة اراضيه من عبث وفساد وارهاب هؤلاء القتلة الذين ساندوا ودعموا وسلحوا حزب العمال الكردستاني التركي وهم الذين وبايعاز من الادارة الأمريكية وعملاء حكومة الاحتلال العراقية دفعوا هذا الحزب الى القيام بمثل هذه الاعمال الارهابية وقتل ما يزيد على عشرين جنديا تركيا وعشرات المدنيين الاتراك ظنا منهم بأن تركيا ستخضع للابتزاز والارهاب لكنهم عندما شعروا ان تركيا سترد الصاع صاعين وانها مستعدة للدفاع عن شعبها وارضها بكل قوة تحول هؤلاء الانفصاليون الاكراد الى «وحدويين» وانهم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي وان كردستان العراق هي جزء لا يتجزأ من تراب العراق وهذا التحول المفاجئ لن ينطلي على شعب العراق لأن هذا الشعب يعرفهم جيداً ويعرف انتهازيتهم المتقلبة ويعرف جيدا ان هؤلاء يفكرون ويخططون للانفصال عن العراق متى سنحت الفرصة لهم وهذا ما راهنوا عليه من دعمهم لخطط الاحتلال الامريكي بتقسيم وتفتيت العراق.
لهذا فإن لتركيا كل الحق في الدفاع عن هويتها القومية التركية، كما هو حال العراق من حقه ان يدافع عن هويته القومية العربية وهذا ليس دعوة إلى الشعوبية كما يحاول الاعداء وعملاؤهم الترويج له وانما هو حق لان الشعب التركي هويته وقوميته هي التركية.. ولأن الشعب العراقي هو شعب عربي وهويته القومية هي القومية العربية اما الاقليات ومنها الاكراد وخاصة الشرفاء منهم فإنهم اخوة للاتراك في الوطن وشركاء في الحياة وكذلك اكراد العراق فهم اخوة لاشقائهم العراقيين العرب ولا فرق بينهم في الحقوق والواجبات ومن يخطط لتقسيم تركيا والعراق على اساس عرقي أو مذهبي أو قومي فإنهم ينفذون سياسة اعداء هاتين القوميتين وخاصة الاحتلال الامريكي الذي يريد رسم خريطة الشرق الاوسط الكبير لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت ومنها تركيا والعراق لهذا فإن تركيا اليوم تقاتل من اجل وحدة العراق قبل ان تمتد النار اليها.

ليست هناك تعليقات: