Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 29 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والافتتاحيات) السبت 29-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الهاشمي والسستاني والشيوخ
محمود لريماوي
الراي الاردن
لعلها ليست مجرد مصادفة أن يتزامن الخميس الأول من أمس قيام مجلس الشيوخ الأميركي بطرح مشروع لتقسيم العراق، في الوقت الذي كان فيه نلئب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وممثل الحزب الإسلامي العراقي بطرح مبادرة سياسية شاملة لعلاج المعضلة الداخلية. ليست مصادفة ففي الوقت الذي ينشط فيه نفر من أبناء العراق لجمع الكلمة ومداوة الجرح الوطني البليغ، فقد كان سادة في مجلس الشيوخ يبحثون وفق منظورهم عن مصلحة بلادهم والقاضية بتكوين وتشريع كانتونات طائفية للشيعة والسنة والأكراد.

ذلك يدلل على القناعة بان حل المشكل العراقي، يبدأ بأيدي ابنائه المخلصن أو لا يبدأ أبداً.أما إدارة بوش خلفها بعض المشرعين فهي تبحث عن تأمين مصالح امبراطوريتهم ولو أدى ذلك إلى تمزيق بلد ظل موحداً طيلة تاريخه الحديث. لم يقبل البيت الأبيض المشروع غير أنه سيدرج كسيناريو '' محتمل ''على جدول أعمال القوة الكونية، التي يقودها بعض العميان سياسياً.

أما مبادرة الهاشمي فترمي الى تحقيق المصالحة الوطنية ووقف العنف الاهلي الغاشم واحترام حقوق الإنسان، وإعادة الاعتبار للعملية السياسية بالمشاركة الجدية الواسعة وإجراء حوار شامل يخوض في القضايا التي توصف بالحساسة. وقد لقيت المبادرة قبولا ودعما من المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني. وقد أحسن الهاشمي صنعاً حين عرض المبادرة أولاً على المرجع وأطلقها من مكتب الأخير.

يذكر ان المرجع السيستاني قد نأى في منذ نحو عام عن مجريات الأمور، بعدما لاحظ شططاً متمادياً لدى بعض الزعامات الحاكمة والنافذة. وهذا هو التفسير الوحيد لابتعاد بعض تلك الزعامات عن مرجعيتها ومحاولتها تهميش دور وموقع المرجعية. وقد لوحظ أن ممثلين له قد تعرضوا للتصفية في ظروف غامضة في الآونة الأخيرة. غير أن الرجل الكبير يحظى باحترام واسع عند مكونات مختلفة لما يتمتع به من نزاهة ولتغليبه الاعتبارات الوطنية على ما عداها ، وبما يذكر ببعض الزعامات الدينية اللبنانية الرفيعة، مثل السيد عبد الأمير قبلان والمفتي محمد القباني والبطريرك صفير. وهؤلاء لا يكفون عن تذكير الزعامات السياسية في بلدهم بالبديهيات والمحرمات الوطنية.

السيستاني لا يطلق تصريحات غير أن مكتبه يجيب على بعض الأسئلة، فيما يستقبل الرجل من يقصدونه ودون آلات تصوير أو مسجلات.. وقد نسب الهاشمي للمرجع تفهمه لأسباب ودوافع انسحاب جبهة التوافق من حكومة المالكي.. يذكر أن الأخير بشر العراقيين قبل أيام، بأن ''زمناً طويلاً سوف يمضي قبل أن يشهد العراق ويتمتع العراقيون بالاستقرار''.وربما أراد الرجل أن يسلك سلوك المصارحة، غير أن ذلك على حسناته لا يكفي أبداً فالمطلوب الحد من معاناة الناس، والعمل على تمثيل الشعب بمختلف مكوناته، لا التمثيل الفئوي الذي برعت فيه هذه الحكومة، وأدى إلى جانب نشاط القاعدة إلى فتح الأبواب على مصاريعها لكل أشكال شريعة الغاب..

مبادرة المالكي تستحق وقفة نزيهة وداعمة من المعارضة ممثلة بإياد علاوي وبعض أطراف التيار الصدري وحزب الفضيلة والاتجاهات اليسارية والمستقلين، فهي في النهاية ليست مبادرة رمز سياسي ألا حزب أو فئة ،بل هي مبادرة وطنية تأخذ في الاعتبار الهواجس والمطاليب المشروعة لسائر القوى، وتضع رموزها أمام تحدي إدارة حوار جدي ومسؤول، لكي يخرج الجميع من عنق الزجاجة بمن فيهم الفئة الحاكمة.
mdrimawi@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
الابادة والتقسيم
افتتاحية
الوفاق الايرانية


من الواضح ان الاستراتيجية الامريكية ضد الدول المستهدفة عسكريا للاحتلال او المتهمة بعدائها لسياسات الهيمنة الغربية تعتمد على الاسلوب الصهيوني وهو الاختيار بين القتل او التقسيم.
ففي العراق وبعد ۵۵ شهراً من الغزو الامريكي الذي ادى الى قتل ما يزيد عن مليون شخص يُزال الستار عن السيناريو الامريكي عبر اقتراح مكشوف من الكونغرس بفرض عملية التقسيم على هذا البلد. وكأن لخطة الاحتلال فصولا يكشفون عنها الواحدة تلو الاخرى كل ماسنحت لهم الفرصة.
ان خطة تقسيم العراق والدول العربية الكبرى كانت من ضمن استراتيجية صهيونية هدفها تحويل الدول المؤثرة الى دويلات طائفية تُستنزف طاقاتها في صراعات وخلافات داخلية بعيدا عن الاهتمام بالخطر الصهيوني الرئيسي المتفاقم في المنطقة مما يفسح المجال لتنفيذ مآرب العدو للسيطرة على مقدرات المنطقة.
وكما كشف عن خطة تقسيم العراق، فان هناك سيناريوهات مشابهة للبنان وفلسطين وكل بلد يقف الى جانب الشعب الفلسطيني في وجه الاخطبوط الاسرائيلي. والمؤسف هو عدم اكتراث الدول العربية والاسلامية بخفايا هذه المؤامرة الكبرى التي لا تقل خطورة عن احتلال فلسطين قبل ستة عقود.
فكما استغل الاستعمار حينها الخلافات واللامبالاة العربية لسلب فلسطين من اصحابها الاصليين، فاننا اليوم ايضا نواجه مخاطر ابعد واوسع من فلسطين وحدودها.
فالعقلية المتصهينة للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة التي تديرها نواة اللوبي الصهيوني لغرض الهيمنة على العالم تتحرك وبشكل رهيب على مستوى العالمين العربي والاسلامي لتمرير نواياها في سفك دماء المسلمين تحت ذريعة محاربة الارهاب، وتهدم مدنهم عبر دعوى الديمقراطية. لكنها تمارس سياسة الابادة والتقسيم كي لاتتكون قوة عربية او اسلامية في وجه التوسع الصهيوني.
واخر دليل على هذا النهج الاجرامي هو قصف المروحيات الامريكية بالامس سكان بيت في بغداد في منتصف الليل وكان معظم الضحايا من النساء والاطفال. وهذا النموذج يتكرر في افغانستان وباكستان وشمال العراق وجنوبه كما هو الحال في فلسطين وقبلها في لبنان قبل ان تقف المقاومة الاسلامية لها بالمرصاد.
ان خطر التقسيم والابادة القادم من واشنطن تتوجب ان مواجهته بوعي وتعاون اسلامي على جميع المستويات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
عندما تقتلنا أميركا ببطء!
باسل الزير
القبس الكويت
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مرض 'التصلب العصبي المتعدد' في الكويت والعراق والسعودية خصوصا، وفي العالم بشكل عام، حيث بلغ عدد المرضى في الكويت 1400 حالة والنسبة في ازدياد، وهو من أكثر أمراض الجهاز العصبي انتشارا في العالم، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي، ما يحدث غشاوة في العينين وعدم اتزان في الجسم ويؤدي إلى الشلل في بعض الأحيان، ولا يزال العلماء لا يعرفون أسباب المرض، ولم يجدوا له علاجا حتى الآن، بل كل الأدوية تحتوي على المرض دون علاجه أو إزالته، والبعض يحاول التستر عليه وتعتيمه، خصوصا في بلاد الخليج ذات النسبة العالية من هذا المرض.
فبعد التحري عنه في وسائل الشبكة العنكبوتية (الانترنت) فوجئنا أن غالبية المنتديات العربية، التي كتبت عنه، لم تتحدث أو تشير إلى ان السبب الرئيسي لهذا المرض هو حرب الخليج، فالمرض يسمى في الوسائل الغربية بهذا الاسم 'مرض حرب الخليج'، وبدأ أول ما بدأ بعد حرب الخليج عند بعض الجنود البريطانيين، لكن - للأسف - فمعزبونا الكرام يخافون من معزبهم الأكبر ذي السلطان الأقدر، حتى وان احترق الشعب وتضرر وتسمم وأصيب بهذه الأمراض المستعصية، 'فنحن ملكيون أكثر من الملك'، بينما الوسائل الغربية تتحدث عنه بكل أريحية، وتم رفع دعوات قضائية وأخذ المتضررون من حرب الخليج تعويضات مالية - أما نحن - شعبنا المختار - (فطز) وانس أن تكون لك قيمة، فالراعي عدو للغنم، كما قال الشاعر عمر ابو ريشة:
'فلا يلام الذئب في عدوانه
ان يك الراعي عدوا للغنم'
فلا تلام أميركا ان نثرت نفاياتها النووية في بحر الخليج دون سؤال أو رقيب، بل هنا ليس لها رفيق واحد، بل رفاق صامتون حتى النخاع، ولا هناك من يحاسب ويبحث عن نوعية المواد المشعة التي لوثت أسماكنا (نفوق الأسماك) وزاد أمراضنا الجلدية والعصبية والعقلية! فارمي يا أميركا وجربي فينا كل الأسلحة الفتاكة والنفاذة والمهلكة، فليس هناك شعب يعترض أو حكومة تشجب أو احد يشتكي وينتدب!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
ماذا لو موّلت بها (مشاريع صداقة). . ؟

افتتاحية
اخبار العرب الامارات
أنفقت الولايات المتحدة على حرب العراق حوالي 500 مليار دولار، حتى نهاية العام الجاري، وطلبت الإدارة الأمريكية من الكونجرس الموافقة على 190 مليار دولار للحرب العام المقبل، مما يعني أن كلفة الحرب التي تتحملها أمريكا خلال خمس سنوات 700 مليار دولار، أما من الجانب العراقي والجماعات المسلحة فإن تكلفتها ربما تصل إلى مليار دولار أو أكثر قليلاً إذ أن العبء في معظمه يقع على الولايات المتحدة التي تحرك الطيران والأساطيل والبوارج وقوات يصل تعدادها إلى 180 ألف جندي ومركبات معدلة لمواجهة العبوات الناسفة على الطريق بالإضافة إلى العلاج الذي تقضم ميزانيته جزءاً مقدراً من الأموال المرصودة للحرب.

هذه هي التكلفة المالية أو المادية فقط، من دون حساب التكلفة البشرية التي كان أثرها على الوضع السياسي للإدارة أكبر من مليارات مهدرة في الحرب.

ومن البديهي أن يثير حجم الأموال المهدرة في الحرب أسئلة مهمة وقد تكون بريئة وقد يحسبها بعض الناس ساذجة في زمن اللهث نحو السيطرة والهيمنة الإمبراطورية. من هذه الأسئلة: - هل كان من الممكن أن تقضي الولايات المتحدة على الإرهاب وتستأصله من شأفته إذا وجهت تلك الأموال نحو العمل المدني (الإنساني والإنشائي والتعميري) . . ؟ - هل ستكون النتيجة مختلفة إذا خصصت واشنطن نصف هذا المبلغ لتأهيل الشباب العربي والإسلامي فنياً ومهنياً. . ؟ - ما الفوائد المالية والإنسانية والتنموية التي كان من الممكن أن تجنيها المجتمعات العربية والإسلامية وفي طليعتها الشباب إذا استثمرت هذه الأموال في إنشاء مصانع ومشاريع زراعية على أحدث الطرق وتشغيل أفضل الوسائل، تحت إشراف خبرات أمريكية وقدرات مزدوجة أمريكية - عربية، لإعطاء (نفحة أمريكية) في المشاركة الفعلية والمباشرة في التنمية الاقتصادية التي سيكون لها مردود سياسي وثقافي أفضل. . ؟ - ماذا كان سيحدث إذا لعبت هذه الأموال دوراً في بناء قاعدة تعليم متطور يشمل كل المستويات وفق المنهج ’’ الأمريكي ’’ الذي يمكن أن يتفاعل مع مناهج عربية على الساحة التعليمية. . ألم يكن ذلك قادراً على إفراز بيئة متعددة التجارب والملكات والمؤهلات التي تفيد المجتمعات. . ؟ - الم تكن هذه المبالغ الطائلة، التي تعادل ميزانيات عشرين دولة أفريقية فقيرة أو أكثر كثيرا، أن تفعل فعل السحر إذا وجهت لترميم البنى التحتية أو لاستكمالها في كثير من هذه الدول. . ؟ ويمكن أن تأتي الأسئلة تترى من مخيلة ’’ سلمية ’’ تحلم بأن الأموال الطائلة الهدرة في الحرب البشعة يمكن أن تصنع سلاما مستداما في المنطقة، أقله أنها كانت قادرة على تغيير النظرة السلبية للولايات المتحدة في العالم العربي إلى صداقة حقيقية وكان قد اختفى السؤال الذي راح يسأله الأمريكيون لماذا يكرهوننا في العالم العربي والإسلامي، ولكانت تلك الأموال خير سفير للشعوب العربية. . ؟ وربما أهم من كل تلك النقاط هو أن تلك الأموال كان من الممكن أن تقضي على ظاهرة الإرهاب إذا احسنت الولايات المتحدة توجيهها وصرفها وتخصيصها. .

ولكن ضاع المال في الحرب وليس في التعمير. . وضاعت أرواح من أجل قضية خاسرة في النهاية. . لأن العصر لم يعد عصر إمبراطويات مهيمنة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
بلاك ووتر والمارينز وجهان لعملة واحدة
فيصل جلول
اخبار العرب الامارات
نشرت صحيفة ’’لوموند’’ المسائية الفرنسية في عددها الصادر في 22 سبتمبر/أيلول الجاري تحقيقا مفصلا عن المرتزقة الأجانب العاملين ضمن 177 شركة أمنية خاصة في العراق تضم حوالى خمسين ألف مرتزق وصفتهم ب ’’كلاب الحرب’’ أو ’’العسكر الخاص ’’ وقالت أن أحدا لا يمكنه محاسبتهم لان القرار رقم 17 الصادر عن بول بريمر قبل انتهاء ولايته بيومين حظي بتغطية من الكونغرس الأميركي الذي وفر الحماية القانونية لهؤلاء ’’القتلة’’ وأتاح لهم القتل دون مبرر ودون مساءلة. ’’بلاك ووتر’’ هي ابرز شركات القتل ’’الأمني’’ والمسؤولة عن إغتيال 28 مدنيا عراقيا في 16 سبتمبر/أيلول الماضي خلال مواكبتها للسفير الأميركي رايان كروكر في احد شوارع بغداد. يخطئ من يظن أن القتل الاميركي يحتاج إلى مبرر سخيف كمواكبة دبلوماسي أو شخصية سياسية فهو يمارس أيضا ’’للتسلية’’ كما يتضح من شهادة مروعة نقلتها ’’لوموند’’ عن قاتل من ’’بلاك ووتر’’ أراد أن يتسلى بقتل عراقي عشية عطلته السنوية. وفيما يلي التفاصيل الحرفية: ’’أوكي بويز، إلى الأمام. يجب أن اقتل شخصا اليوم. يجب أن افعل ذلك لأنني سأكون في عطلة ابتداء من الغد وسيمضي وقت طويل قبل أن اقتل أحدا’’. في ذلك اليوم وعلى ’’طريق الموت’’ الذي يصل العاصمة بمطار بغداد الدولي كان جاكوب واشبورن وعناصره الأربعة يبحثون عن هدف’’ للتسلية فقط’’ كما اسر احدهم ل ’’الواشنطن بوست’’ . . في هذا الوقت كانت سيارة تاكسي عراقية تمر بعيدا عن سيارة المجموعة ذات الزجاج المموه. أمر واشبورن سائقه شين شميت ’’. . خفف سيرك’’ ودع التاكسي يقترب منا. أريد أن اقتله بالمسدس . سائق التاكسي كهل مسكين كان يرافقه زبون على ما يبدو في المقعد الأمامي للسيارة. اطلق واشبورن رشقا من الرصاص على التاكسي فتدهورت السيارة على جانب الطريق وصرخ واشبورن منتشيا: ’’رائع. لقد أصبته. ’’ واشبورن مارينز سابق من أوكلاهوما يتقاضى 600 دولار يوميا لممارسة القتل في العراق. وتعلق الصحيفة: ما كان احد ليعرف تفاصيل هذه الحادثة لولا أن أحد عناصر المجموعة من الجنسية الفيجية اخبر صحيفة الواشنطن بوست بالتفاصيل. يبقى التذكير أنه يسقط في العراق شهريا بين 1200 و3000 مدني. والكلام دائما للمسائية الفرنسية. لكن هل يقتصر قتل العراقيين المجاني على بلاك ووتر وسائر المرتزقة فقط؟ وهل يحترم الجنود النظاميون قوانين الحرب خشية المحاسبة والعقاب؟ بالطبع لا. ذلك أن المتهمين في ’’مجزرة حديثة’’ أطلق سراحهم أو حوسبوا على مخالفات إدارية تماما كرفاقهم في قضية ’’أبو غريب’’ الأمر الذي يفسر تلك السهولة في ارتكاب الجرائم على سبيل التسلية كما رأينا في الشهادة أعلاه وكما نرى في شهادة أخرى كنا قد اشرنا إليها قبل فترة نقلا عن كتاب ’’أقتل اقتل أقتل’’ للجندي الأميركي جيمي ماسي الصادر قبل سنتين إذ يروي كيف قتل بنفسه ومع أفراد مجموعته عشرات المدنيين العراقيين الذين يطلق عليهم تسميات من نوع ’’حجي’’ أو ’’هنود حمر’’ حيث يمكن أن نقرأ حرفيا في فقرة واحدة ما يلي: ’’. . نحن في منطقة بالقرب من معسكر الرشيد على يمين نهر دجلة. نكمن بجانب احد الطرقات. الهنود الحمر في كل مكان. مجموعة صغيرة من المدنيين العراقيين يتظاهرون أمامنا باللباس المدني. يرفعون يافطات تطالب الأميركيين بالانسحاب من العراق. لم يكن لديهم سلاح. أطلقت ورجالي النار عليهم. كنت أرى بالمنظار الرصاص يخترق صدورهم. متظاهر حاول الهرب حابيا أطلقت الرصاص على رأسه. أطلقنا النار على الجميع.

بوم. بوم. بوم. توقفت الحركة في جهتهم. كانت تلوح لي بالمنظار جلابياتهم البيضاء وقد صارت حمراء من لون الدم. لم يطلقوا علينا رصاصة واحدة. رجالي كانوا يصفونهم بالجبناء ويقولون لا يعرف هؤلاء (. . . . ) كيف يقاتلون. الأسف الوحيد الذي أبداه رجالي هو أن بعض المتظاهرين تمكن من الهرب. ذهبت إلى حيث تكدس القتلى وتأكدت من انه لم يكن لديهم سلاح. فقط يافطات كتبت عليها عبارات بالإنجليزية والعربية: بوش عد إلى بلدك. أطلقنا في ذلك اليوم النار على سيارات مدنية وقتلنا ركابها وعلى شاحنات وعلى عراقيين فارين من القصف لم يكن أي منهم مسلحا. في اليوم التالي قلت للضابط شيا لقد كانت حصيلة الأمس سيئة. قتلنا الكثير من المدنيين فقال لي بالعكس لقد قمتم بعمل جيد’’. تفصح هذه الشهادة عن تطابق بين بلاك ووتر والجيش النظامي الأميركي في المنهج وفي القتل للقتل ومن ثم في عرض التفاصيل على وسائل الإعلام دون خوف من المساءلة وأحيانا بقدر كبير من الفخر والاعتزاز. إذا كان نمط قتال ’’كلاب الحرب’’ هو النمط السائد في العراق ’’المحرر’’ وفي ’’الديموقراطية الوحيدة في محيطها’’ على ما يردد سكان البيت الأبيض دون خجل وإذا كان الشعب العراقي ’’الحر’’ يلقى مثل هذا المصير المروع على يد ’’محرريه’’ الذين لا يختلفون عن سائر المجرمين في العراق إلا بجواز السفر فإن الرهان الأميركي على ’’النجاح’’ يعادل في الحسابات العراقية المزيد من الضحايا والمزيد من الخراب والانهيار وبالتالي يصبح ’’الفشل’’ هو الفرصة الوحيدة لبقاء العراق والعراقيين على قيد الحياة بغض النظر عمن يتسبب به. في وصفها للحرب العراقية قالت ذات يوم مادلين اولبرايت: انها الكارثة الأكبر في السياسة الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية وربما كان عليها أن تشفر هذه الكارثة وتظهر أحجامها المهولة على الصعد الأخلاقية والمعنوية والردعية والحضارية والاستراتيجية وإن لم تفعل فسيفعل اَخرون من مواطنيها الذين خضعوا في مطلع الألفية الثالثة لأكبر عملية ’’بلف’’ في تاريخهم دبرتها قبضة من المحافظين الجدد وخضع معها العراق لمقتلة تبدو معها جرائم المغول ’’مزحة’’ لا تستحق الذكر.


ت
عنوان المقالة
او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
القرن أمريكي!
جمال محمد تقي
اخبار العرب الامارات
يقول ل. ناتا راجان صاحب كتاب ’’من هيروشيما الى باندونغ’’: خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية دون أن يلحق بصناعتها أي خراب، وقد أصبحت مراكزها العسكرية قوية إلى حد كبير. وقد علق على ذلك الخبير العسكري الأمريكي جورج ميلد البرت في يناير عام 1947 قائلا: تمتلك الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى تقريبا كل القوة البحرية والقوة الجوية ذات المدى الطويل في العالم بأسره، بالإضافة إلى شبكة تشمل العالم بأسره من القواعد التي تعطي لهاتين الدولتين ميزة الوصول إلى مدى غير محدود، وتوفر لهما سرعة الحركة. وهما مزودتان بأحدث طراز من الأسلحة، بينما الأسلحة الجديدة والتكتيك الجديد في تطور مستمر. وتمتلك الولايات المتحدة وقتها القنابل الذرية الوحيدة في العالم، أما القوات البرية الأمريكية والبريطانية فهي بحجم متوسط ذي لياقة عالية وغير مترهل كالجيوش البرية الجرارة’’. إن اشتعال نيران الحرب الباردة في حواف وأطراف العالم الجديد بين أقوى إمبراطوريتين عالميتين عابرتي للقارات (الإمبراطورية الأمريكية والإمبراطورية السوفيتية) بعد نهاية الحرب الساخنة الطاحنة الحرب العالمية الثانية قد جعل أمريكا تخسر بعض مواقعها في جنوب شرق اَسيا وفي مناطق الشرق الأوسط وحتى في أمريكا الجنوبية، وارتفعت معنويات الجبهة المناهضة للإمبراطورية الأمريكية في العالم القديم نتيجة لنجاح السوفيت في سباق التسلح بعد أن أنتجوا قنابلهم الذرية أيضا وبعد أن استقلت اغلب البلدان المستعمرة في العالم فازدهرت حركة عدم الانحياز وتوازن دور الأ· المتحدة، هذا كله جعل الإمبراطورية الأمريكية وحلفائها يبذلون جهودا جبارة لاستنزاف الإمبراطورية السوفيتية التي لم تكن تجاري التنافس الاقتصادي الغربي والمنجزات الغربية في مجالات الإنتاج الصناعي المتطور والدقيق، مما جعلها تنكمش على نفسها وتتراجع مقدراتها التنافسية لدرجة كبيرة. فالإمبراطوريات لا تحيا بالقوة العسكرية الجبارة فقط وإنما بالاقتصاد الجبار الذي تحميه قوة متميزة أو جبارة! لقد استنزف السوفييت في اغلب المواقع التي تبنتها بالضد من أمريكا حتى من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى إلى كوبا وكان اَخر استنزاف قاتل هو حرب أفغانستان، إضافة إلى انحسار قدرة السوفيت على اللحاق بسباق التسلح ذو الكلفة الفلكية خاصة في برامج حرب النجوم والأتمتة الخاصة بمجالات الأسلحة الإلكترونية! إن اندحار الاتحاد السوفييتي لم يكن السبب الوحيد للانفراد الأمريكي بالعالم ففي أثناء وجود السوفييت كان الأمريكان أقوى قوة في العالم اقتصاديا وعسكريا، لكن السقوط السوفيتي جاء ليعطي دفعة جديدة نحو تعميق هذا التفرد، الحقيقة أن الهاجس الأمريكي كان ينصب على كيفية الاستمرار بهذا التفرد وهذا ما شغل بال الأمريكان ومنذ انطلاقتهم الإمبراطورية الأولى وكأنهم أقاموا بنى تحتية حصينة لإنجاز الهدف الحلم، فالعمل بموازات الإمبراطورية البريطانية وبالتعاون معها إلى التفوق الاستثماري عليها وفي اغلب مستعمراتها، إلى التفوق الحلول التدريجي محلها في اغلب مستعمراتها المهمة، إلى محاصصة بريطانيا في السيطرة على مصادر الطاقة العالمية النفط والغاز إلى التفوق عليها في مد اكبر شبكة استثمار وسيطرة وتحكم في أهم مناجم الطاقة العالمية، مما يوفر إمكانية اكبر لها للسيطرة على هذه السلعة الاستراتيجية واستخدامها كوسيلة لتأخير نمو الاَخرين وزيادة نموها هي وصب مزيدا من فائض الثروة للصرف على مشاريع الهيمنة العالمية والكونية التي تريد تأمينا للدور الكوني الذي لا يرضى بأقل من عمر افتراضي يغطي المئة سنة القادمة، بمعنى اَخر أنها تريد القرن الجديد القرن 21 قرنا أمريكيا بالتمام والكمال لا غبار علية غير غار المنتصر الأبدي، هكذا يريدوه نهاية للتاريخ ليس الأرضي فقط بل وصل بهم التطاول إلى اعتباره تاريخ سرمدي يمتد للسماء! لقد تحققت الطفرة الإمبراطورية الكونية بعد انتهاء الحرب الباردة وبعد أن تم للأمريكان سيطرتهم على الفضاء المحيط بالأرض وبعد أن نجحوا في الهيمنة على حوالي 55 % من مصادر الطاقة العالمية! الصراع على اشده من اجل أن تزداد الحصص التي تهيمن عليها أمريكا في سوق الإنتاج والتسويق والتحويل والتصنيع، لذلك هناك حروب خفية باردة وساخنة على نسب هنا وهناك مع الصين وروسيا والهند والبرازيل وغيرها! النفط بضاعة منتجة هي أم البضائع ولمدد افتراضية لا تقل عن 30 40 سنة قادمة حيث تحل فترة نضوب الاحتياطيات وتحل أيضا إمكانيات الاستخدام التجاري للطاقة البديلة غير المكلفة، وحتى هذه الطاقة البديلة تريدها أمريكا أن تكون أمريكية أولا! بعد الحرب العالمية الثانية ازداد اهتمام أمريكا ببترول الشرق الأوسط بشكل لم يسبق له مثيل، من خلال الاستثمار المتسرب إلى اغلب بلدانه، وليس غريبا مثلا أن يلتقي الرئيس روزفلت بالملك عبد العزيز بعيد الحرب العالمية الثانية ليتبادل الطرفان العروض والطلبات المتبادلة لينطلق تحالف استراتيجي بين البلدين.

استنادا إلى الإحصاءات الرسمية فان أرقام الاستثمار الأمريكي تتزايد من 60 مليون دولار في عام 1943، إلى 680 مليون دولار عام 1950، أما إجمالي راس المال الأمريكي المستثمر في الحقول ومعامل التكرير والأنابيب فتبلغ 3500 مليون دولار، ووقتها أي في عام 1946 كانت الشركات الأمريكية تسيطر على 42% من احتياطيات الشرق الأوسط وبريطانيا تسيطر على 50 % والباقي يتقاسمه الفرنسيون والهولنديون، أما الاَن فان الشركات الأمريكية تملك حوالي 65 % 70 % من احتياطيات النفط في الشرق الأوسط! لقد أصبحت أمريكا ومع نمو مصالحها النفطية المتدرج متغلغلة بعمق غائر في شئون الشرق الأوسط حتى في البلدان التي لا تنتج غير الشحيح من الخام السحري، مثل سوريا والأردن ولبنان، أخذت أمريكا تلعب لعبتها بالهيمنة التحتية ومن خلالها تتدخل في شئونها المحلية بفضل ما تدفعه من رسوم مرور النفط في أراضيها! كتبت صحيفة ’’ورلد ريبورت’’ الصادرة في 17 يونيو 1947 تقول: ’’لما كانت الاستثمارات الأمريكية الخاصة تتبع الدولارات الحكومية وتبزها في ذلك الجزء من العالم، فانه يصبح من الواضح أن الولايات المتحدة تذهب إلى الشرق الأوسط لتبقى! . . وما أن تتوطد مكانة أمريكا في هذه المنطقة المتفجرة، حتى تأخذ علاقات أمريكا ببريطانيا وفرنسا وروسيا طابعا جديدا، وسيكون على أمريكا أن تواجه، وعلى مدى سنوات قادمة الاتحاد السوفييتي في جبهة جديدة. . وعلى ذلك يمتد النفوذ الأمريكي في الخارج إلى منطقة كانت طوال قرون عديدة إحدى بقاع العالم المضطربة. وتتجه الاستثمارات المتزايدة للدولار عن طريق رأس المال الخاص إلى جعل أمريكا مساوية، وربما شريكا اكبر، لبريطانيا العظمى في الشرق الأوسط’’. نشرت صحيفة نيويورك تاميز الصادرة في 8 أغسطس 1951 تصريحا للجنرال ايزنهاور يقول فيه: ’’ليست هناك، فيما يتعلق بالقيمة الخاصة بالأرض ، منطقة في العالم اكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية من الشرق الأوسط، فهذه المنطقة عظيمة الأهمية فيما يمكن أن تساهم به في مجهودنا بأكمله’’. بالتساوق مع هذه السياسة التي تحتوي ما قبلها (البريطانية) وتهضمها لتعيد إنتاجها على الأرض المعبدة والمزاحة من عليها الإمبراطورية المنقرضة مستهلكة لكل خبراتها، لتتجاوزها اعتمادا على قوة القاعدة الاستثمارية، بالتزامن مع هذا كله تم تعميق الاستثمار البريطاني بالمشروع الصهيوني الاستيطاني فتحولت الرعاية الأبوية من التاج البريطاني إلى إمبراطورية العم سام لتكون قاعدة اقتصادية وعسكرية متقدمة للمساهمة بحماية المصالح الاحتكارية الكبرى! منذ ذلك الحين وحتى الاَن والى اجل غير مسمى سيبقى النفط وإسرائيل والاحتكارات الإمبراطورية المحرك الأول لكل السياسات الأمريكية في المنطقة كلها.

طفرة إمبراطورية جديدة على وشك الحدوث إذا لم تتبلور قوى قطبية جديدة تعرقل الاندفاعة الإمبراطورية المنفلتة، فإمكانيات التقدم العلمي المتسارعة قد تؤدي إلى قيام طفرات إلى ما بعد التكنولوجيا وعالم الاَلة. إن اكتشاف مصدر جديد للطاقة بتكنولوجيا غير مكلفة سيؤدي إلى طفرة أخرى والى تحول نوعي اَخر، وسيتبع ذلك تحولات هائلة في خريطة المصالح الحيوية، مما سيفتح إمكانيات جديدة لتتسلح القوى العالمية المناهضة للأمركة الإمبراطورية وبأهداف الحفاظ على الجنس ي. البشر الأكثرية الساحقة من البشرية ستعي أهمية الانخراط في حركات التغيير العالمي المقاومة للانفلات الوحشي الأمريكي المتضخم بعنجهية القوة المخربة! مقاومة الشعوب للنهب والاحتلال وتضامنها الإنساني عامل معجل لانقراض الديناصور الأمريكي المسعور. إذا كان انقراض الديناصورات الأصلية قد تم قبل 65 مليون سنة بعد أن عاشت على الأرض بما يقارب 230 مليون سنة، وبسبب تصادم نيزك هائل الحجم بالأرض حيث جعلها تختفي بلحظات جحيمية ابشع بملايين المرات من الهلوكوست المتخيل، انقرضت فيه إمبراطورية هذه الحيوانات العملاقة، فان الإمبراطورية الأمريكية التي لا يضاهيها كل معشر الديناصورات المنقرضة مجتمعة ستنقرض حتما وإذا لم تنقرض بقوة البشر الخيرين فأنها ستنقرض حتما بقوة الحجر السماوي الساقط على رؤوس الإمبراطوريات الغبية، ولتبدأ الدورة من جديد! الحلم الأمريكي كان حلما صغيرا ابتدأ بمغامرة عبر المجهول للبحث عن الثروة عن الذهب والأرض التي ليس لها صاحب، وعندما وجدوا أنها بصاحب، تلطخ الحلم بالدم، وسادت ساديته، فصار حلما خائفا متهورا لا يريد من يوقظه على حقيقة ما ارتكب، كبر الحلم وصال وجال، الباب مفتوح، مادامت الأرض لمن يقتل صاحبها والثروة لمن يسرقها، فتطاير إلى كل الأصقاع لا حدود تحده لا فضاء يمنعه ولا شبع يكفه عن الاستحواذ، كجراد يغزو الأرض ويدعي انه رسول مملكة سماوية! النعيم الأمريكي يتوازى مع جحيم المليارات من البشر، النعيم الأمريكي سينقرض فدوام الحال من المحال، لكن النهاية هذه المرة ستكون حتما فاتحة لبداية جديدة لا مكان فيها للأحلام المريضة!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
صورة «العهد الجديد» ... والمشروع الأميركي للعراق!
طلال سلمان
السفير لبنان
من حسن الفطن أن يقرأ اللبنانيون سياسة الإدارة الأميركية حيال مستقبل العراق تحت احتلالها على أنها تعنينا هنا، إن لم يكن في يومنا مباشرة ففي غدنا القريب.
ويمكن الاستنتاج، باختصار، أن الإدارة الأميركية قد أسقطت بعض ثوابت سياستها السابقة حول «ضمان الاستقرار» في هذه المنطقة وباشرت سياسة مناقضة تماماً قوامها استثمار عدم الاستقرار، أو «الفوضى البناءة» لتثبيت هيمنتها، ودائماً بالشراكة مع إسرائيل.
ففي خلال الأسبوعين الأخيرين ناقش الكونغرس الأميركي مستقبل العراق تحت الاحتلال، علناً ومن دون أن يحسب حساباً لا للعراقيين ولا للعرب ولا لسائر دول العالم، سواء منها المعترض على الاحتلال لأسباب مبدئية أو الموافق بالاضطرار وبعجزه عن رفض الأمر الواقع.
التوصيات التي انتهى إليها الكونغرس وأذاعها علناً تقول بتقسيم العراق إلى ثلاثة كانتونات على قاعدتين: عرقية في الشمال، ومذهبية في الوسط والجنوب.
هكذا ببساطة قرّر الكونغرس الأميركي أن العراق ليس دولة موحدة وأن شعبه ليس شعباً واحداً، بل مجموعة من العناصر والطوائف والمذاهب المصطرعة دائماً!
ولكي يدعم قراره السياسي بالقوة الاقتصادية اللازمة فقد «وجّه» المجلس النيابي العراقي لإعداد قانون بتوزيع الثروة النفطية على القاعدة ذاتها، بحيث ينال كل كانتون حصته التي تكفل له أن يعيش «مستقلاً» عن الأخوين ـ العدوين في الكانتونين ـ الدولتين..
وبالتأكيد فإن الإدارة الأميركية تستند في تنفيذ قرارها هذا إلى ما خلقته أو رعته أو عززته من اتجاهات انفصالية بلغت في خطورتها «الميدانية» حدود الفتنة المدمرة في الوسط والجنوب والغرب، بينما نأى الأكراد باستقلال «شمالهم» مع إصرارهم على ربط نزاع مع «حكومة بغداد» من جهة، ومع التركمان (ومن خلفهم تركيا) من جهة أخرى.
[ [ [
لماذا استحضار العراق تحت الاحتلال الأميركي في هذه اللحظة السياسية الدقيقة لبنانياً؟!
لأن التقسيميين في لبنان، قد استمدوا شجاعة طارئة من الطروحات الأميركية للعراق تحت احتلالهم، ومن الغياب العربي الذي كاد يتحوّل إلى مشاركة عملية في توسيع دائرة الحريق بالفتنة، تحت ضغط التخويف بالخطر الإيراني.
وهكذا عاد هؤلاء التقسيميون يجهرون بمشروعهم القديم ـ المجدد: إن لم يهيمنوا على الدولة جميعاً، بالرئاسة فيها والحكومة والمؤسسات، وبقوة الأمر الواقع وليس بالدستور والقوانين ومرتكزات الوحدة الوطنية التي تحمي «الكيان» وتبقيه، فليأخذوا منها ما استطاعوا وليتركوا الآخرين يصطرعون على ما تبقى..
إن التقسيميين يتسلحون «بأكثرية» ليست لهم، بل إن أكثرية هذه الأكثرية وحدوية، وذات مصلحة بالدولة ووحدة مؤسساتها، وبالتالي فهي ضد «مشروعهم» سواء اتخذ شكل الكانتونات أو استدراج المعارضة إلى فتنة مدبرة الهدف منها اضطرارها إلى المواجهة بما يخدم المشروع الأميركي المعزز الآن بخبرته في العراق التي جاءت بالعرب إلى «حظيرته» طائعين ومسلّمين بالقدر الإسرائيلي... وهكذا تعاد صياغة النظام اللبناني بما يتلاءم مع العصر!
ويمكن القول باختصار إن الأكثرية، بقيادتها الأصلية، وهي وحدوية بطبيعتها كما بمصالحها، هي المعنية بمواجهة التقسيميين الذين باشروا مقاومتهم الفعلية لكل تسوية وفاقية محتملة بل وممكنة يمكن أن «تنجب» العهد الجديد.
مع التذكير أن معركة الرئاسة تشمل بالتأكيد الحكومة الأولى التي سوف تكون أو يجب أن تكون عنوان «دولة الوحدة» ومنهجها لتجاوز خطر التقسيميين الذين يرون في حالة الضعف العربي الراهن الفرصة الذهبية التي لا يجوز أن يضيّعوها.
والامتحان الفعلي للأكثرية هو في تحرّرها من محاولات الهيمنة على قرارها التي يبذلها التقسيميون، مع الإيحاء بأن مشروعهم يحظى بالرضا الأميركي... بشهادة ممهورة بدماء العراقيين وتوصيات الكونغرس بعد مناقشاته الخارجة بفجاجتها على المألوف.
[ [ [
أما وقد استذكرنا «العرب»، فمن الطبيعي أن نستعيد طيف جمال عبد الناصر، الذي فقده العرب في مثل هذا اليوم قبل سبع وثلاثين سنة، ولم يعوّضوا غيابه باجتماعهم وتوحيد موقفهم حتى لا يخسروا ما تبقى لهم..
ومن أسف فإنهم «يتبرعون» لأعدائهم طوعاً بما لم يخسروه حرباً. لجمال عبد الناصر التحية، الذي نفتقده كل يوم، وفي أربع رياح الأرض العربية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
«وكر الشيطان»... وكيلاً لأعمال أميركا
سمير كرم

السفير لبنان
أصبح في حكم المؤكد أن الأمم المتحدة ستتحمل معظم تبعات فترة الاحتلال الاميركي للعراق بعد الانسحاب.
هذا معنى ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة في 10 آب/ أغسطس الماضي، والذي تبناه مجلس الأمن أي أمر بالبدء بتنفيذه.
وانه لما يثير الدهشة ـ حتى لا نقول أكثر ـ ان هذا الاتفاق لم يثر انتقادات لدى الأمم المتحدة أو لدى بعض الدول الأعضاء ذات النفوذ الكبير أو ذات النفوذ القليل أو حتى تلك التي لا وزن لها. ربما يكون سبب ابتلاع هذا الاتفاق أن أحدا لا يريد وسيلة اخرى لكنس ما ستخلفه القوات الأميركية في العراق المحتلة. وربما يكون السبب في هذا أن مبلغ رضوخ الأمم المتحدة كمنظمة دولية راسخة الأركان لإرادة الولايات المتحدة قد وصل الى مستوى لا مجال فيه على الاطلاق للاعتراض أو للتحفظ أو حتى التذكير.
لكننا نعتقد أن التذكير ـ وهو هنا أضعف الايمان ـ ضروري ولا مفر منه. لماذا؟ لأنه اذا فشلت الأمم المتحدة في أداء هذه المهمة الصعبة والمتشعبة والثقيلة فإن الولايات المتحدة ستكون أول الفارين من تبعات هذا الفشل، مع أنه ميراثها هو على وجه التحديد. واذا ما ناءت الأمم المتحدة تحت حمل مهمة إصلاح كل ما أفسدته الولايات المتحدة في العراق فإنه ستنشأ عن ذلك تبعات كبيرة كثيرة تقع على عاتق الأمم المتحدة. وقد تكون من الثقل بحيث تقوض بناءها التنظيمي أو تقوض بنيتها التحتية وميزانيتها... وربما حتى قدرتها على الاستمرار وهذا بدوره ستكون له تبعات خطيرة على «النظام العالمي» ومكوناته وتوازناته.
ونؤكد مرة اخرى أنه في هذه الحالة ـ وهو احتمال لا يمكن الاستهانة بقدره ـ ستولي الولايات المتحدة ظهرها للأزمة، وستترك الأمم المتحدة تغرق.. تغرق تدريجيا أو تغرق دفعه واحدة.
فمن أين لنا هذا الاستنتاج الخطر؟
عندما تم الاتفاق بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة على تكبير دور المنظمة الدولية في مسؤوليات العراق لتخفيف العبء على الولايات المتحدة وعلى من يكون قد بقي معها من دول التحالف، كان مفهوما تماما أن هذه ليست مهمة جانبية مؤقته انما هي مهمة أساسية تمهد لتحويل دور الولايات المتحدة ـ دولة الاحتلال ـ في العراق برمته الى الأمم المتحدة. وسواء بدأ الانسحاب الأميركي في أوائل عام 2008 وانتهى بنهاية فترة رئاسة جورج بوش، أو تأخر عن ذلك لأسباب سياسية أو لوجيستية، فإنه لن يتأخر كثيرا. المؤشرات جميعا تظهر في هذا الاتجاه، حتى وان أوغل بوش في محاولات تجميل الكارثة التي جر اليها بلاده عندما اتخذ قرار غزو العراق، من أجل أن يخرج من الرئاسة وقد أنقذ قدرا من ماء وجهه.
إنما الأمر الذي لا بد من تنشيط الذاكرة بشأنه، ونحن نرقب عملية إزاحة عبء العراق عن كاهل أميركا بوضعه على كاهل الأمم المتحدة هو طبيعة العلاقة بين النخبة الحاكمة الأميركية الحالية، أي بوش ومجموعة المحافظين الجدد، والأمم المتحدة. فالاتفاق بين هذين الطرفين يشكل تحولا بزاوية 180 درجة في موقف هذه النخبة الأميركية وهي في أواخر ولايتها على السلطة تجاه المنظمة الدولية.
لقد نسي العالم والأميركيون في المقدمة منه أن ثقافة العداء للأمم المتحدة هي جزء لا يتجزأ من فكر التيار المحافظ الأميركي بأسره بشكل عام، وبالأخص منه تيار المحافظين الجدد. حتى لكان بالامكان أن تحل الأمم المتحدة عدوا رئيسيا رسميا للولايات المتحدة بعد انهيار النظام السوفياتي. فإن عداء أقطاب هذه الادارة ـ وليس فقط من فقدوا منهم مناصبهم في الفترة الأخيرة ـ للأمم المتحدة لا يقل عن عدائهم للشيوعية وللمنظمات الارهابية والليبراليين والحركات اليسارية.
ولو ان الأمم المتحدة كانت دولة لأعلنتها إدارة بوش من بداية تسلمها السلطة في واشنطن «دولة مارقة» و«داعمة للارهاب» و«تتبنى التنظيمات الارهابية» وتمويل تسليحها. وربما اتهمت الأمم المتحدة بالاضافة الى هذا كله بالتستر على أسلحة الدمار الشامل.
أدبيات المحافظين الأميركيين، الجدد والقدامى على السواء، ضد الأمم المتحدة تملأ مجلدات، وان كان من الأمور اللافتة للنظر أن هذه الأدبيات لم تحظ بما يكفي من الدراسة. ولم تكن هذه الأدبيات مجرد خطاب سياسي أميركي محافظ ناقد للأمم المتحدة، فقد تبلورت ـ منذ ادارة الرئيس الجمهوري المحافظ رونالد ريغان ـ في عقد الثمانينيات من القرن العشرين ـ مواقف ضد الأمم المتحدة بدأت بمقاطعة أميركية لأعمال ونشاطات بعض المنظمات التي اعتبر المحافظون أن لها سجلا أسود يستوجب المقاطعة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العمل الدولية. وامتدت هذه السياسة الى التنديد بعدد من قرارات الأمم المتحدة ورفض الأخذ بها، مع انها تعادل القانون الدولي في قوتها الالزامية، مثل قرار الجمعية العامة باعتبار الصهيونية عقيدة عنصرية وهو كما نعرف القرار الوحيد في تاريخ المنظمة الدولية الذي أجبرت الأمم المتحدة عن التراجع عنه وإصدار قرار يلغيه. فضلا عن قرار إدانة الأمم المتحدة لإجراءات أميركية عدوانية من قبيل تلغيم موانئ نيكاراغوا إبان الصراع بين حكومتها اليسارية واليمين المتطرف المؤيد بالمال والسلاح من قبل الادارة الاميركية (فضيحة ايران ـ كونترا ـ غيت).
ونعتقد أن العدد القياسي للمرات التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروعات قرارات كادت تتبناها الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن أهم مجالسها نفوذا وتأثيرا على النظام الدولي، وبشكل خاص على السلام الدولي وقضاياه، كان أحد أكثر الأساليب استخداما من جانب الولايات المتحدة لشل قدرة الأمم المتحدة على أداء دور فعال ضد دول تعتبرها الولايات المتحدة حليفة استراتيجية لها. ولا حاجة للتأكيد هنا لأن الفيتو الأميركي استخدم في معظم الحالات ـ في الأغلبية الساحقة منها ـ لمنع إدانة اسرائيل أكثر مما استخدم لأي غرض آخر. فكان استخدام الفيتو أداة موجهة من واشنطن، ليس فقط ضد الدول العربية وضد الشعب الفلسطيني إنما ايضا وبدرجة أساسية ضد الأمم المتحدة، وهو وضع لا يزال مستمرا ولا تبدو له في الأفق نهاية.
ولقد اعتبرت الأمم المتحدة في أدبيات الجمهوريين الأميركيين ـ وخاصة في أجنحتهم المتطرفة، وكذلك في أدبيات منظمات التبشير الديني الموالية لهم ـ بؤرة للعداء لأميركا والأميركيين. ولعل أوضح الأمثلة هنا هي تلك التي يمكن استخراجها من خطب القس بات روبرتسون الزعيم بلا منازع لأكثر التيارات يمينية في الحزب الجمهوري ووريث أفكار جون بيرش العنصرية، وأحد أبرز مؤسسي حركة الصهيونية المسيحية وكان القس روبرتسون يقف الى اليمين كثيرا من جورج بوش الأب الى حد أنه وصفه ومعه الرئيس الديموقراطي الأسبق جيمي كارتر بأنهما «عميلان عن غير قصد للشيطان لأنهما يدعمان الأمم المتحدة... فهما عن غير معرفة وعن غير قصد ينفذان المهمة وينطقان بالعبارات التي تصوغها عصابة محكمة التنظيم هدفها ليس بأي حال أقل من إقامة نظام جديد للجنس البشري تحت هيمنة إبليس وأتباعه».
وبالمنطق ـ اذا كان من الجائز وصف هذه الحجج بأنها منطق ـ فإن اليمين المحافظ الأميركي الذي يتبلور في الوقت الحاضر في تيار المحافظين الجدد يعتبر أن الأمم المتحدة تحولت ايضا الى بؤرة للأفكار والمعتقدات المعادية للسامية واسرائيل.
قد يبدو أن ما نعرضه من قبيل التاريخ مضى وانقضى زمانه، لكن الحقيقة الفعلية هي غير ذلك. فحتى وقت قريب كانت تخوض في ممارسات تعكس عدائيتها تجاه الأمم المتحدة بشكل فاضح. وعلى سبيل المثال فإن ترشيح جون بولتون أحد صقور المحافظين الجدد، والذي يحمل على كتفيه تاريخا طويلا من العداء للأمم المتحدة، ليكون ممثلا للولايات المتحدة في المنظمة الدولية، كان من قبيل التحدي للمنظمة ولأعضائها. وقد ووجه اختياره بمعارضة شديدة من جانب الديموقراطيين في مجلس الشيوخ وعلى أساس أنه لا يجوز أن تفرض الادارة الأميركية على الأمم المتحدة رجلا لا يكن احتراما لها ولا لقراراتها ولا لدورها لان ذلك سيقابل بمقاومة أشد من الدول الاعضاء، مع ذلك فقد عين بولتون، ثم كان من الضروري التضحية به عندما قررت إدارة بوش أن حاجتها الى الأمم المتحدة في خطط الانسحاب من العراق أكبر من أهمية بقائه في منصبه.
وقد دب خلاف حاد بين الادارة الأميركية والأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 بعد ان أظهر كوفي أنان الأمين العام السابق عزوفا قويا عن الاستجابة لرغبة واشنطن أن ترسل المنظمة الدولية أعدادا أكبر من طواقم موظفيها الى العراق بعد أن كان معظمهم قد سحب اثر الانفجار الذي نسف مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد وأودى بحياة عدد من الموظفين الدوليين كان بينهم ممثل الأمين العام الشخصي.
وقتها أعرب المسؤولون في إدارة بوش عن دهشتهم لموقف أنان على هذا النحو: «لقد فزنا في معركة إعادة الانتخاب (بوش لفترة رئاسة ثانية) وسيأتي دور التجديد لأنان في أواخر عام ,2006 مع ذلك فإنه لا يزال يصر على أن يتحدانا» وهناك من يعتقد من مراقبي العلاقات بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة أن أنان دفع الثمن عندما سحبت واشنطن تأييدها التجديد له كأمين عام في عام 2006 بسبب هذا الموقف. وكان قد وصف الحرب في العراق، في حديث لهيئة الادارة البريطانية (بي بي سي) في أيلول/ سبتمبر 2004 بأنها حرب غير مشروعة.
وفي أعقاب ذلك أطلت بوجهها فضيحة الفساد المالي في الأمانة العامة وفي برنامج النفط مقابل الغذاء وكان المحقق المستقل فيها الأميركي بول فولكر الذي سبق أن شغل منصب رئيس الاحتياطي الاتحادي (وهو بمثابة البنك المركزي الأميركي). وقد سئل أنان في حديث أجرته معه نيويورك تايمز ونشر في 14/11/2004 عما اذا كان يتعرض لضغوط من الدول التي تعارض حرب العراق فأجاب على الفور «في الواقع ان الأمر هو على العكس تماما... فأنا الذي أردد على مسامع هذه الدول أن حضارة العراق شأن يهم الجميع لأننا لا نستطيع أن نترك عراقا تسوده الفوضى في وسط هذه المنطقة».
بعد ذلك بوقت قصير عمدت الولايات المتحدة الى دفن موضوع إصلاح الأمم المتحدة الذي كان واحدة من أولوياتها الى وقت غير بعيد. فلم تعد تدفع باتجاه إثارة الموضوع في لجان الأمم المتحدة أو وكالاتها المتخصصة ونجحت في أن تقفل الموضوع ثم تدفنه تحت أطنان من مظاهر الاهتمام بالمنظمة الدولية على نحو يختلف كلية عن السبب. لقد ذاقت الادارة الأميركية طعم التحكم شبه المطلق في الأمم المتحدة، وبالأخص في مجلس الأمن: ما يبحث من موضوعات وما لا يبحث، ما يقر وما لا يقر... وتحول إصلاح الأمم المتحدة الى شعار مهمل لا يعني الادارة الاميركية في شيء.
واذاً فلا بد من التساؤل عن نوايا إدارة بوش من وراء هذا التوجه الجديد المريب من جانبها نحو الأمم المتحدة، وبصفته الخاصة نحو أداء دور كبير وصريح في تغطية الانسحاب الأميركي من العراق وإضفاء صفة على هذا الانسحاب أيا تكن فإنها لن تكون صفة الهزيمة.
وإذا ما بنيت أية إجابة على هذا التساؤل على حقيقة عداء أميركا بوش والمحافظين الجدد تجاه المنظمة الدولية فإنه لا مفر من وضع فرضية بأن الادارة الأميركية تبني خطتها للفترة القادمة في العراق على أساس ان تقوم الأمم المتحدة بدور عميل دولي أو وكيل دولي رسمي لها في العراق وتضمن بهذا الدور نتائج تناسبها وتحصل على توقيع الأمم المتحدة أو خاتمها عليها.
واذا صحت هذه الفرضية ـ وهي ليست بالضرورة صحيحة فقد تكون مجرد تغيير تكتيكي ـ فإنها تنطوي على تراجع عن موقف عقائدي كان المحافظون الجدد يتمسكون به الى أقصى الحدود، في اتجاه نحو رؤية الأمم المتحدة بمناظير سلبية من مختلف الاتجاهات. وأقصى ما يمكن توقعه الآن ان يصمد هذا التراجع، أي ان لا تعود إدارة بوش خلال الأشهر الستة عشر الباقية لها في السلطة الى نغمة اعتبار الأمم المتحدة احدى مخلفات الحرب الباردة والنفوذ السوفياتي والدعاية الشيوعية، أو انها الحكومة العالمية التي تعد نفسها للسيطرة على العالم وفرض ضرائب دولية على البلدان المختلفة بل إنشاء وجود عسكري لها منفصل عن الوجود العسكري الأميركي...
[[[
العودة الى مناصبة الأمم المتحدة العداء ـ على أسس ايديولوجية وسياسية، وحتى دينية في بعض الجوانب ـ ستكون ممكنة حينما تخطو قوى المحافظين الجدد وشخصياتهم مجددا نحو مقاعد المعارضة. وستكون هذه العودة أقرب ما تكون الى نوع من العود الأبدي الذي يعتقد أنصاره ان كل العوالم تتكرر.. تعود مرة أخرى الى ما كانت عليه بالتفاصيل وبالكامل. نقول هذا لأننا ندرك ان المحافظين الجدد يتمسكون كثيرا بعدد من الخرافات السياسية التي هي غالبا من خلقهم، مع ذلك فإنهم يسمحون لها بأن تكبر وتتضخم حتى لا تعود تحت سيطرتهم انما يصبحون هم تحت سيطرتها.
([) كاتب سياسي عربي من مصر


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
جنرالات الميليشيات!

عبدالزهرة الركابي
القبس الكويت
شاهدت على شاشة إحدى الفضائيات التلفازية مسؤولا 'سياسيا' لحركة فلسطينية، وأثناء إشرافه على عمل ميليشيا الحركة المسلحة، مرتديا بزة عسكرية بما فيها غطاء الرأس (الكاسكيتة) ويحمل على كتفه رتبة عسكرية كبيرة (جنرال)، وبعيدا عن أوصاف هذا المسؤول الفسيولوجية والملامح الشخصية التي ظهر عليها في ذلك المنظر، فقد كان منظرا بائسا وكوميديا في آن واحد، بمدلولاته السياسية والعسكرية، فهو بهذا الظهور أساء للعسكرية التي تلبسها وهو البعيد عنها، وفي الوقت نفسه أساء للسياسة التي يمتهنها، وهو أمر يدعونا الى تبيان مدى الفوضى التي أصبحت سائدة من جراء إقدام السياسيين (الديموقراطيين مرحليا) على ركب موجة الميليشيات المسلحة واتباع مظاهرها.
وإذا كان البعض من النظم الشمولية راح يوزع رتبة الجنرال على أعوانه بلا حساب واعتبار، كما فعل نظام صدام حسين في العراق منذ أن تمت عملية إزاحة أحمد حسن البكر عن السلطة واستيلاء صدام عليها بشكل مطلق، وعلى هذا المنوال كان نصيب صدام الرتبة العسكرية الأعلى (جنرال كبير) وهو الذي لم يؤد الخدمة العسكرية في حياته، كما ان عزت الدوري وحسين كامل وعلي حسن المجيد (علي كيماوي) وغيرهم قد حصلوا بدورهم على هذه الرتبة بدون استحقاق أو خبرة، والواضح ان الميليشيات أو من يقف وراء تشكيلها وقيامها من السياسيين، تتملكه الرغبة الجامحة كي يحذو حذو هذا التقليد المتمثل في ارتدائه الزي العسكري وعلى كتفه رتبة جنرال، وهذا الأمر دليل إضافي على أن هذه الحركات والقوى حتى لو اتبعت النهج الديموقراطي مرحليا لأغراض وحسابات (الغاية تبرر الوسيلة)، فإنها تتطلع الى أن يكون سياسيوها على شاكلة الجنرالات في النظم الشمولية ممن يقدمون على تبليط صدورهم بالأوسمة والنياشين، مع ان بعضهم عند الدوران لايعرف أين جهة اليسار من اليمين، وقد رأيت في إحدى المناسبات مثل هذا النموذج من الجنرالات عندما اصطدم الواحد بالآخر من جراء جهلهم بالدوران الى الجهة المطلوبة على الرغم من كونهم من كبار الجنرالات.
وعلى كل حال، هنالك مفارقة حصلت في العراق المحتل وكان المسبب بها الاحتلال نفسه، عندما مد جسوره الى ميليشيات العشائر بعدما عجز الجنرالات المحترفون عن بسط الأمن والاستقرار في هذا البلد، وعلى هذا الواقع ليس من المستغرب أن يحصل الجنرال عبدالستار ابو ريشة شيخ ميليشيات العشائر في غرب العراق على امتداح وثناء الرئيس الأميركي بوش خلال زيارته الأخيرة، الذي اغتيل في حادث تفجير سيارته على الرغم من احتياطاته الأمنية، ويبدو ان هذه المرحلة هي مرحلة جنرالات الميليشيات، وقد برهنت الأحداث الأخيرة في العراق وغزة على ان بعضها من إخراج هؤلاء الجنرالات الذين أصبحوا نجوم هذه الأحداث

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
تقسيم العراق.. قرار خطير
افتتاحية
الراية قطر
القرار الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي بالموافقة علي تقسيم العراق إلي مناطق علي أساس طائفي يتكون من ثلاث مناطق رغم انه غير ملزم للإدارة الأمريكية إلا انه خطير جداً وتنطوي عليه آثار مستقبلية ضارة بالعراق ربما تؤدي الي تقسيمه وتفتيته فعلياً باعتبار أن القرار هيأ لأرضية صلبة لدعاة التقسيم لجعل الأمر علي أرض الواقع.

ولذلك فإن هذا القرار لا يجب السكوت عليه واعتباره غير ذي أثر لأن عدم التعامل الجاد معه ومحاربته بكل الوسائل سيقودان إلي قرارات أخري ضارة بالعراق خاصة أنه صدر في إطار الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين بعدما وصلت الأوضاع بالعراق حداً من السوء الذي جعل الإدارة الأمريكية نفسها تعترف بالفشل في مواجهتها.

مما لا شك فيه أن القرار ينطوي علي عواقب وخيمة ليس علي العراق فحسب وإنما علي جميع دول المنطقة وأنه يؤكد مدي ضحالة التفكير الأمريكي وتبسيطه للأوضاع والأزمات بالعالم ومحاولة تجييرها لصالح المصالح الأمريكية وأنه أوضح أن العراق ليس من صلب اهتمامات الكونغرس وإنما هدفهم فقط الحفاظ علي المصالح الأمريكية بالمنطقة حتي ولو علي حساب العراق كدولة.

إن القرار وصفة مسمومة ومشؤومة للرؤية المستقبلية الأمريكية للمنطقة العربية ولمجمل قضايا العرب وأنه يهدف إلي إعادة رسم خريطة العالم العربي من جديد لخدمة المصالح الأمريكية ولذلك فإن التصدي لمثل هذه التوجهات والمخططات يجب ألا يبدأ من العراق وحده وإنما من كل الدول العربية بإرادة جماعية ليس علي أسلوب الشجب والإدانة وإنما بقرار جماعي شجاع عبر الجامعة العربية.

لقد كشف القرار المشؤوم حقيقة النية الأمريكية وأهدافها في المنطقة خاصة أنها أبعدت المجتمع الدولي عمداً وغيبته عن ملف العراق الشائك طيلة الفترة الماضية وأنها عندما فشلت في تنفيذ استراتيجيتها الأمنية بدأت عبر الكونغرس في تنفيذ خطط جديدة قد تكون معدة سلفاً لتفتيت العراق.

فالكونغرس رغم أنه إحدي أدوات الإدارة الأمريكية إلا أنه فشل في اتخاذ أي قرار ايجابي تجاه العراق ووحدته بل فشل حتي في إلزام إدارة بوش بسحب القوات الأمريكية من العراق ولذلك ليس غريباً عليه اتخاذ مثل هذه القرارات الشاذة والمضرة بسمعة أمريكا عربياً ودولياً، فكان الواجب أن يلزم الكونغرس إذا كان جاداً تجاه العراق الرئيس بوش بسحب القوات فوراً ومنح العراقيين استقلالهم كاملاً.

إن هذا القرار يتطلب أن يتوحد العراقيون ويضعوا جانباً خلافاتهم التي أضرت بوطنهم ومنحت الأمريكان الفرصة لاتخاذ قرارت بحق بلادهم مثل القرار الذي اتخذه الكونغرس، فالوضع بالعراق هو الذي شجع الأمريكان علي التمادي في تعاملهم المضر ولذلك فلا بديل امام العراقيين لمواجهة الموقف الأمريكي الجديد إلا الوحدة والتمسك بوحدة العراقيين هذا المطلب لن يتحقق إلا بقيام مصالحة وطنية حقيقية تضم كافة الطوائف والأحزاب لتفويت الفرصة أمام المساعي الأمريكية.

فمن المؤسف أن يصدر الكونغرس الأمريكي مثل القرار الهدام ومن المؤسف حقاً أن يفرط العراقيون في وطنهم من خلال الخلافات الطائفية والمذهبية والتي أطلت برأسها في عهد الاحتلال ومنحت الأمريكان فرص الانفراد بالمصير العراقي، فإن قرار الكونغرس مقدمة لما هو أسوأ قادم إذا لم يلتفت العراقيون لبلادهم ويعملوا علي إنقاذه أولاً من التمزق وثانياً من الاحتلال.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تقسيم العراق.. بداية المأساة
بابكر عيسي
الراية قطر
نحن أمام أحد ثلاثة احتمالات، الأول هو أننا كشعوب عربية لا تقرأ، وثانياً: إذا قرأت لا تفهم، والأغلب وهو ما يأتي ثالثاً أنها لا تهتم ولا تحرص علي إيجاد الرابط المنطقي والعقلاني بين المقدمات والنتائج.. والأدلة علي ذلك كثيرة حتي أصبح العرب مجرد ظاهرة صوتية ليس لها صدي في الواقع وهو ما يقودنا من كارثة إلي أخري ومن محنة إلي فاجعة حتي تحول تاريخنا الحديث إلي سلسلة من النكبات والنكسات والخيبات المتوالية والمتلاحقة في أفقنا العربي الفسيح.

قبل نحو ربع قرن من الزمان تسربت إلي وسائل الإعلام العربية والعالمية وثيقة تحت عنوان استراتيجية إسرائيل في الثمانينات تتحدث عن سيناريوهات متعددة لتقسيم العالم العربي إلي دويلات، وركزت الوثيقة علي تقسيم العراق إلي ثلاث مناطق كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب وهو ذات التصور الذي توصل إليه بالأمس مجلس الشيوخ الأمريكي الذي صوت بالموافقة علي تقسيم العراق في اقتراح غير ملزم ينصح الرئيس بوش بالضغط علي الزعماء العراقيين لقبوله.

ما كان مجرد سيناريو افتراضي ترجم علي أرض الواقع عبر إحداثيات متتالية قادت الأمة إلي مستنقع العراق الراهن حيث الدم والفجيعة والضياع، وتتواصل فصول المأساة في سيناريوهات أخري يجري الإعداد لها ومن ضمنها تقسيم السودان إلي خمس دويلات، وبدأت ملامح هذا السيناريو بصورة جلية فيما يحدث في الجنوب وفي دارفور كمقدمة أولي.

ما نحتاجه كأمة ليس فقط البكاء علي الأطلال لأن ذلك لا يفيد، ولكن أن ننتبه ونتيقظ لأن تداعي الأحداث بالصورة المأساوية التي نعيشها لا تستثني أحداً، خاصة بعد أن نجح التحالف المسيحي الصهيوني في خلط الأوراق بصورة مضللة بين المقاومة والارهاب، وأعطي نفسه الحق في دمغ المناضلين من أجل الحرية بأنهم قتلة وارهابيون، وحتي صناديق الاقتراع إذا أتت بعناصر لا ترضي عنها واشنطن تصبح بذلك ديمقراطية مرفوضة يجب محاربتها والتضييق عليها وهو ما حدث ويحدث مع حركة حماس في فلسطين ومع تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي.

الأنظمة العربية أصبحت تقف بين فكي الرحي فلا شعوبها راضية عن أدائها وعن توجهها، ولا تملك الثقل المطلوب للتأثير علي الأحداث الاقليمية والدولية المحيطة بها والمؤثرة علي قرارها الوطني، وليس هناك ثمة قيادة عربية جماعية تحقق الحد الأدني من التضامن ووحدة الصف أو حتي تقارب الرؤي، وبات بالمقابل من السهل الاستفراد بالدول العربية واحدة تلو الأخري حتي تصبح راية العروبة مجرد رهاب أو خيال مآتة لا يخيف أحداً ولا يحرك ساكناً.

المطلوب الآن تجاوز البيانات الختامية لمؤتمراتنا التي لا تثمر شيئاً والابتعاد عن دائرة الشجب والإدانة التي أدمناها والعمل بإرادة واحدة لإفشال مخطط تقسيم العراق إلي دويلات، ولما يشكله هذا التقسيم من مخاطر سياسية وأخري تتعلق بالأمن القومي العربي، كما أنه سيكون البداية لاستكمال السيناريوهات المعدة لكل بلد عربي علي حدة، وعلي الجامعة العربية أن تعمل بإرادة مجتمعة علي خلع الخابور الذي دق علي نعش العروبة بتقسيم العراق وتمزيق الأمة

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
من الأمل إلى الخوف في العراق
جيم هوجلاند
واشنطن بوست

احلام نشر الديمقراطية في العالم العربى هي التي شكلت قرار الرئيس بوش بغزو العراق في عام .2003 ولكن هواجس (وليست تلك الاحلام) تسد عليه ومعه القوات الامريكية منافذ الخروج من المصيدة هناك.
ان تحول الحلم الى هاجس هو ما يكشف بوضوح اكثر اهداف بوش واستراتيجيته المستقبلية في العراق وليس ذلك الطوفان من التقارير والشهادات (امام الكونجرس) واحاديث المنابر (لمرشحي الرئاسة) وبيانات (الرئيس بوش نفسه) التي ظلت منهمرة طوال الاسبوع الماضي. وفي الحقيقة فان عاصفة الكلام تلك حجبت تحول القوة الدافعة لسياسة الولايات المتحدة في العراق من الامل إلى الخوف. لقد كان القصد من ذلك الاداء الهادئ والكفء لكل من الجنرال ديفيد بيترايوس والسفير ريان كروكر وهما يدليان بشهادتيهما امام (الكابيتول هل) كسب ستة إلى سبعة اشهر اضافية (لمصلحة الادارة الامريكية) عل وعسى أن يحدث شيء ما (في العراق). وذلك قصد أقر به الرجلان بامانة وان لم يكن على نحو مباشر.
لقد عكست الضجة التي ثارت حول تقديم الرجلين لتقريريهما تزايد ضعف بوش ومحدودية ما تبقى لدية من قوة. فهذا الرئيس الذي يطبق عليه الحصار يلزمه الان اقتسام مقدمة المسرح مع مساعدين اكثر صدقية مثل بيترايوس وكروكر واللذين لهما اجندة مؤسساتية(الجيش بالنسبة لبترايوس ووزارة الخارجية لكروكر) ليست هي في اخر الأمر اجندة بوش نفسها. كما عليه ايضا اقتسامها مع اعداء الحرب داخل وخارج الكونجرس.
ولكن لم يزل بامكان بوش تأطير الجدل وفق شروطه عند الضرورة كما ابان عن ذلك ايضا في الاسبوع الماضى. ان فهم القوى التي تحرك سياسة بوش حول العراق ضروري لفهم الوجود الامريكي هناك واعادة تشكيله للفترة المتبقية من رئاسته والى ما بعدها كما يأمل هو.
وكان مسؤول رفيع قال لي قبل فترة ليست بالطويلة بعد اعلان زيادة القوات الامريكية في العراق في الشتاء الماضي باضافة 30000 جندي اخر انهم «تلزمهم المحافظة على تماسك ووحدة مجموعة محورية من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس ممن سيدعمون وجودا مستداما للقوات الامريكية في العراق خلال ما تبقى من فترة الرئاسة الحالية وحتى بداية فترة الرئاسة القادمة. ان ما يعنيه ذلك على الارض ودبلوماسيا قد صار يتضح اكثر واكثر. فهناك الان مجموعتان من قوات العمليات الخاصة الامريكية في العراق مكلفتان بمهام متميزة تم فصلها عن المهمة الامريكية الكبرى هناك والمتمثلة في «تأمين السكان». احدى المجموعتين مختصة فقط بمطاردة وتدمير مسلحي القاعدة في العراق. والمجموعة الاخرى تستهدف اعضاء وحدة القدس التابعة للحرس الثورى الايراني التي تعمل داخل العراق. وكلا المجموعتين لهما الاولوية في استخدام الاصول الاستخباراتية والعملياتية للولايات المتحدة. وفي حين تتسم سياسة زيادة اعداد القوات بالمرونة الا ان مهمتي هاتين المجموعتين ثابتتان ولا يمكن تغييرهما. هذا يعني انه في حين يحاول بيترايوس وكروكر ابرام صفقات مع (اولئك الذين تمكن مصالحتهم) في محافظة الانبار والميليشيات الشيعية، ربما بأمل اعلان تحقيق الاستقرار ومن ثم الخروج من العراق، الا ان فريقي العمليات الخاصة (الابيض والاسود، كما يوصفان) يتعاملان باسلوبهما الخاص مع (اولئك الذين لا يمكن مصالحتهم) في كلا المعسكرين.
لقد عتمت الميلودراما السياسية التي مثلت هذا الاسبوع على الاقوال التي ادلى بها كروكر وبيتريوس والتي تشير إلى ان القوات الامريكية ستواصل دورها كجزء من قوة متعددة الجنسيات فوضتها الامم المتحدة لعام .2008 ولكن واشنطن حينها ستوقع على اتفاقية امنية مع بغداد لنشر قوات امريكية في عام 2009 وما بعده. ان هذه الخطوة ذات الصبغة القانونية (اي توقيع الاتفاقية) تجعل من الممكن من بين اشياء اخرى اعادة النظر في حجم القوات الامريكية واعادة تكليفها بالمهام التي يرى بوش انها الاهم . وبما ان حلم تحول العراق إلى نموذج للديمقراطية في العالم العربى قد مات وشبع موتا فقد اصبحت ايران مصدرا لأفظع واهم هواجس الرئيس.
فهو قد حذر من (هولوكوست) او محرقة نووية إذا طورت طهران اسلحة ذرية. وفي خطاب القاه الشهر الماضى عبر بوش بوضوح عن عزمه على ابقاء الامريكيين في العراق (لمحاربة ايران) لاطول فترة تستدعيها الضرورة. وحاجج بأن شبكات الارهاب التي تنسجها ايران بطول وعرض الشرق الأوسط تستلزم لا اقل من ذلك. ان خوفا جامحا من ايران ادى في الحقيقة إلى شل السياسة الامريكية في العراق منذ اقصاء صدام حسين ونخبته السنية الحاكمة ومنع بوش من التوصل إلى تفاهمات مع الاغلبية الشيعية في العراق ومع ايران كان بالامكان التوصل إليها في عام .2003
ولا يمكن كذلك صرف النظر عن الهاجس الاخر الذي تحدث بوش عنه علنا والمتمثل في حمام الدم المريع الذي قال انه يتوقعه إذا تم سحب القوات الامريكية في عجلة. ولكن السياسة التي تهيمن عليها المخاوف اوالهواجس تنشأ عنها حتما تكاليف غير محتملة في الداخل وفي الخارج. ان ما شهدته واشنطن في الايام الماضية لم يكن في الواقع تقييما حقيقيا لتورط الولايات المتحدة في العراق. لقد تجاهل بوش وباتريوس وكروكر الاحداث الفعلية هناك. وبدلا عن الحديث عنها قاموا بطرح اعادة تقييم لاحداث لم تقع بعد.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
انقلاب الصورة الاميركية
وليد الزبيدي
الوطن عمان

لفت انتباهي رسم كاريكاتيري نشرته احدى الصحف العربية ، وعاد هذا الرسم بذاكرتي الى الأيام الاولى للحرب الاميركية على العراق ، وتذكرت احدى اللقطات التلفازية، التي اختارتها احدى الفضائيات ، واصبحت لازمة في جميع الفواصل التي رافقت التغطيات الاخبارية المتواصلة للحرب الاميركية على العراق.
يظهر في الرسم الكاريكاتيري حمار بائس متعب يجر عربة صغيرة متهالكة بعجلة واحدة ، ويجلس الرئيس الاميركي داخل العربة البدائية العتيقة ، التي تسحب خلفها دبابة اميركية عملاقة حديثة مجهزة بجميع انواع المدافع والاتصالات المتطورة والاسلحة الاخرى ، وكتبت على جانب الحمار عبارة تقول(استراتيجية بوش في العراق) ، ويبدو الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش في حالة من العصبية العالية ، وهو يوجه سوطه بقوة الى الحمار المسكين ، الذي يتعرض للجلد ليسرع بسحب الرئيس الذي يجلس في تلك العربة البالية ، وتسير خلفه الدبابة الاميركية المتطورة التي يبدو أنها بدون طاقم ، والتفسير هنا، اما ان افرادها قد قتلوا او فروا من ساحة الحرب ، وربما سقطوا اسرى في اخر المطاف في واحدة من المعارك،التي يخشى الأميركيون وقوعها في القواعد الاميركية ويسقط ضباطهم وجنودهم بين اسرى أو قتلى على ايدي رجال المقاومة في العراق .
اما اذا كان القصد ، عدم وجود وقود لتسيير هذه الدبابة العملاقة واضطرار الاميركيين اللجوء الى الحمار المتعب لإخراجها من ساحة الحرب والجحيم في العراق ، فإن الصورة تكتمل من زاويتها الأخرى، حيث يفقد الأميركيون كل شئ ، ولم يعد باستطاعتهم فعل أي شئ لمساعدة قواتهم حتى على الهروب من العراق.
اما الصورة المغايرة تماما ، التي ذكرني بها هذا الرسم الكاريكاتيري، فكانت تصور الإمكانات العراقية البدائية إزاء ما تملكه الإدارة الأميركية من قوة هائلة استخدمتها في غزو العراق ، وتظهر لقطة تلفازية مواطن عراقي يقود عجلة هوائية بدائية بسيطة ويسير في الطريق متجها إلى المجهول ، وتمر فوقه طائرة اميركية مقاتلة حديثة جدا ، وبينما يجهد العراقي نفسه لقطع عدة امتار على عجلته البدائية ، تحلق الطائرة الاميركية بعيدا صوب اهداف الغزو التي جاءوا لتحقيقها .
ان المقارنة بين تلك الصورة، والكاريكاتير الذي يظهر الحمار المتعب والقيادة الاميركية واستخدامها للسوط لإرغام الحمار على الاسراع بالخروج ، وتلك الدبابة المتطورة وكيف يسحبها الحمار، يكشف عن تفاصيل هائلة وكبيرة عن الحال الذي وصل إليه المحتلون الأميركيون في العراق ، وعن الإرادة العراقية المقاومة، التي تمكنت من قلب الصورة وافشال مشروع الغزو بكل ما يملك من امكانات عسكرية وتقنية واقتصادية واعلامية.
احدثت كل هذا الانقلاب الكبير في كل شيء خلال اربع سنوات من المواجهة اليومية ضد قوات الاحتلال الاميركي الغزي.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
عزف على وتر التقسيم
زهير ماجد
الوطن عمان


لم يكن مفاجئا ذلك العزف على وتر لطالما تم التحذير منه وهو التقسيم ان بعض الاعلام بدا حائرا امام قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات هي في الاصل قائمة دون الاعلان عنها بهذه الطريقة الفجة ولكي لاننسى ، والنسيان هنا ضروري من اجل اعادة انتاج النقيض ، فان بغداد تكاد تكون مقسمة ومحفور على جدران قسمتها لعنة ضد الاحتلال والمحتلين ودعوة للوحدة الوطنية .. كلما اقيم جدار في بغداد امتلأ قلب الاهالي بالاغاني الوطنية التي تعيد البسمة اليهم ولو بشكل رومانسي كي لاينسوا ان معاناتهم من الحالة التقسيمية ستكون اكثر ان تم اعلانها بشكل دستوري لعلنا نتحدث عن بغداد باعتبارها خزان الوفاق التاريخي بين ابناء الشعب الواحد .. قد تكون الاطراف بحكم انتاجها للون الواحد لاتملك سوى هذا الخيار ، الا ان المرء لايستطيع الحركة بدون اطرافه مهما كان القلب قويا ومعافى!
وعلى الرغم من الحالة التقسيمية للعراق ، فإن سيكولوجية الانقسام تبدأ من النفس اولا .. لاتنجح الظواهر الا اذا كانت محكومة بقناعة داخلية الجدران التي تقام قد تصنع العكس كما فعلت في ألمانيا ابان الالمانيتين ، تصبح الحاجة الى التوحد اكثر شراسة من القسمة والتقاسم ، ويلعب الوجدان التاريخي اثره في تحطيم صنم الجدار الذي كأنه بني في الهواء عندما يصطدم بترتيب انساني يعاند الفكرة الانقسامية .
ليس في تاريخ العراق ماهو مدعاة لقبول فكرة التقسيم وبالتالي فان الحاضر لن يشاد بناء على طلب او مذكرة او رأي او حتى أمر ، وعليه فإن المستقبل كثير الايحاء بفكرة التاريخ التي رفعت منذ انشاء الدولة العراقية .
ننطلق من بغداد اذن ، تلك العاصمة المحبوبة في عيون ابنائها ولدى كل عراقي مؤمن بمصير بلاده الواحدة ففي هذه العاصمة التي نسجت اجزاؤها وخلاياها من حميمية العلاقات الانسانية التي لم تكن تقف عند مذاهبها وطوائفها ، سوف لن تعتاد على اوامر منسوجة من بعيد ، من وراء البحار ومن خلال آلاف الكيلو مترات كل عضو في الكونغرس الاميركي لايشعر بمعنى الطائفة او المذهب ، هو لم يتكلف يوما يدرسها فكيف به يحسها احساس ابن البلد وأكثر !
اذا كانت الفرادة التاريخية قد جعلت العراق منضويا تحت تجمعات انسانية تنتمي في امكنتها المبعثرة الى طوائف محددة ، وهذا معهود وموجود في اكثر ان لم يكن جل المجتمعات الشرق اوسطية وحتى الاوروبية وغيرها ، فان سيمفونية الوحدة سبّاقة على التمزق .. اي ان ابن الجنوب لم يشعر يوما بحالة شيعية تسري في عروق مناطقه ، وكذلك الحال مع ابن الشمال .. ظلامية الاحساس بالتمذهب لم تكن لها دلالات في مجتمع تجاوز فيه عقدة ذاته ليكون عربيا مسلما بالدرجة الاولى ، وبعدها لاقيمة لصناعة المكان التي هي ارث تاريخي.
العزف على وتر التقسيم مادة ملتهبة يصح الشك فيها ..
وهي في نهاية المطاف امكانية للتعميم خارج العراق هنالك دائما ما يسمى التجربة التي تتقدم على التطبيق للفكرة ، فاذا ما نجحت صار تعميمها بسيطا وجائزا دون موانع لهذه الاسباب نخاف من تقسيم العراق على العراق وعلى ماعداه ، خوفنا على بقية المجتمعات العربية التي تملك قابلية التوحد اكثر من التقسيم الذي هو تقاسم في نهاية الامر من اجل نفوذ منوع كما هو الحال في لبنان على سبيل المثال .
ولا تكفي الادانة هنا ، ولا حتى الرفض الذي هو مجرد رفض معنوي ، مطلوب من العراقيين اولا استخدام شتى الطرق التي تمنع تنفيذ الفكرة ، ومطلوب من العرب ثانيا ان يهدروا دم التقسيميين الذين يسعون للاستفادة سواء التهب المكان او تجمد .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
العراق وسيناريوهات التقسيم

خليل العناني

الوطن عمان

عاد حديث التقسيم في العراق إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد أن تبنى مجلس الشيوخ قراراً غير ملزم لتقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء بين الشيعة والسنة والأكراد، على أساس جغرافي وطائفي وهو القرار الذي سبق وأن تقدم به أكثر من مرة عضو مجلس الشيوخ الأميركي جوزيف بايدن ولم ينل حظاً من الاهتمام .
مشكلة الولايات المتحدة أنها تبحث عن أي مخرج من العراق حتى وإن كان الثمن تفتيته بين كانتونات متصارعة، بحيث يمكن أن تصبح دويلات صغيرة في المستقبل ورغم أن خيار التقسيم ليس خياراً واقعياً بأي شكل، إلا أن مجرد طرح الموضوع للنقاش في الكونغرس الأميركي يكشف إلى أي مدى تصل حجم "الورطة" الأميركية في العراق .
بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما البديل الذي يمكن للولايات المتحدة القيام به من أجل ضمان استقرار الأوضاع في العراق ، وفي نفس الوقت ضمان مخرج آمن لقواتها من هناك ؟ وهو سؤال صعب وإجابته أصعب ، خصوصاً في ظل فشل جميع الخطط الأمنية والسياسية التي تقدمت بها إدارة بوش من أجل إنهاء الوضع المأساوي في العراق وهنا أعتقد أنه من المفيد الرجوع إلي الدراسة الجادة التي أصدرها قبل أيام معهد بروكينجز الأميركي المرموق، وكتبها كل من كينيث بولاك الخبير في شؤون الشرق الأوسط ، وكارلوس باسكوال مدير قسم السياسة الخارجية ببروكينجز حيث ترى الدراسة أن إنقاذ العراق مما هو فيه الآن يتطلب ثلاثة عناصر مهمة ، أولها ضرورة التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق سياسي ولضمان نجاح أي اتفاق سياسي في العراق، تشير الدراسة إلى أنه لابد من عقد هدنة مؤقتة، وتهدئة الأجواء من أجل إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة هناك، حتى يتم الاتفاق علي حل طويل المدي وترى الدراسة أنه يمكن إنجاز هذه الهدنة من خلال ترضية الأطراف المختلفة عبر اقتسام عائدات النفط العراقي بينها جميعاً، وإعادة توزيع السلطات الفيدرالية بينها، مع ضمان حقوق الأقليات .
وتشير الدراسة إلى أن أحد مساوئ سلطة الاحتلال الأميركي أنها وضعت دستوراً عراقياً سيئاً يعطي حقوقاً وامتيازات لمصلحة الشيعة والأكراد علي حساب العرب السنة، بحيث يضمن لهما عائدات كبيرة قد تساعدهم في عمليات البناء والتنمية لذا فمن المهم، وفقاً للدراسة، تعطيل العمل بالدستور مؤقتاً حتي يتم إنجاز اتفاق سياسي بين الأطراف العراقية .
ثانيها، الاحتفاظ بقوات أمنية كافية أجنبية بعد إنجاز أي اتفاق سياسي في العراق، وذلك من أجل ضمان تنفيذ هذا الاتفاق وهنا تستحضر الدراسة أرقاماً من التجارب السابقة التي تم الاحتفاظ فيها بقوات أمن تتناسب مع عدد السكان، فتشير إلي أن النسبة في حالتي البوسنة وكوسوفو كانت عشرين فردا لكل ألف مواطن في حين أن هذه النسبة في العراق وصلت إلي الثلث ، أي 7 أفراد لكل ألف مواطن وذلك عام 2003، وفي أفغانستان كانت فردين لكل ألف، وذلك عام 2001 وبالنسبة للعراق، وفي ضوء خبرة البلقان، تشير الدراسة إلى أن العراق سوف يكون في حاجة إلى نسبة تتراوح ما بين 250 ألفا إلي 450 ألف فرد أمن أجنبي على مدار عشر سنوات ثالثها، زيادة الدعم الاقتصادي ، وهنا تؤكد الدراسة على ضرورة التزام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتوفير الدعم الاقتصادي على مدار مدة تتراوح من ثمانية إلى عشرة أعوام ، وذلك من أجل ضمان إنجاح أي اتفاق سياسي قد يتم التوصل إليه وهنا تشير الدراسة إلى أن المجتمع الدولي ظل ملتزماً بتقديم مساعدات لكل من بولندا والمجر وجمهورية التشيك، لمدة ست سنوات كاملة بعد سقوط الجدار الحديدي .
ولعل أفضل ما في هذه الدراسة أنها تدق ناقوس خطر فيما يخص موضوع تقسيم العراق، حيث يشير الباحثان إلى الاقتراح الذي يروجه البعض بتقسيم العراق إلى ثلاثة كانتونات شيعية وسنية وكردية، من شأنه زيادة فرص التفكك وإشعال الفوضي الطائفية في العراق لذا فإن أي طرح لمسألة التقسيم لا يجب أن يتم الخوض فيه، ولكن الأهم هو التوصل إلى اتفاق سياسي بين مختلف الأطراف العراقية .
معضلة الإدارة الأميركية في العراق أنها تفتقد إلى الرشد والعقلانية في وضع السياسات والخطط الاستراتيجية، حيث تستند إلى حسابات أيديولوجية وأوهام سياسية ليس لها أساس على أرض الواقع وهو ما يجعل كل العراق أقرب لعمل اختبار يسعي كل مسوؤل أميركي إلى تجربة كل شئ عليه ، كما لو كان بلداً بدون أهل .



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
من الحسنات القليلة للغزو حرية الإعلام في العراق
جوستين مارتين
واشنطن بوست


ابان حكم نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يمكن لصحيفة الزمان العراقية أن يتم طبعها في لندن فقط.فهربا من القبضة القوية للحكومة في التسعينيات كان مؤسس الجريدة والمساعد السابق لصدام حسين سعد البزاز مجبرا على أن يدير عمليته الاعلامية من أوروبا لقرابة عقد من الزمن. غير أنه بعد الإطاحة بصدام في 2003 انشأ البزاز مكاتب في بغداد وهو منذ ذلك الوقت ينهمك في إدارة ما يمكن أن تعد أكثر مطبوعة عربية جديرة بالثقة في العراق. فمع حجم توزيع يومي يصل الى 75 ألف نسخة تعتبر الزمان قصة نجاح صحفية حديثة وواحدة من المطبوعات التي أضافت عمقا أكبر على الجدل السياسي في العراق.
فمن الإيجابيات القليلة نسبيا البادية من العراق في السنوات الأربع الماضية الحجم والاستقلالية المتزايدة لوسائل الاعلام فيه. ففي الوقت الذي أحدث فيه الغزو الاميركي للعراق فوضى في كثير من قطاعات العراق إلا أن الإطاحة بصدام قد أضفت لمسة من النظام والهدف على الصحافة العراقية.
فعلى مدى ثلاثة عقود تقريبا من حكم صدام حسين كان الصحفيون العراقيون يوجدون فقط للتصفيق وتمجيد الحاكم وبطانته. حيث كان انتقاد المسئولين الكبار أمرا خطيرا ولم تكن هناك تحقيقات صحفية جادة. وكانت الرقابة مشددة. حيث كان نجل صدام عدي مديرا لكل محطات الاذاعة والتلفزة العراقية وكان يملك 11 صحيفة عراقية وكان رئيسا لاتحاد الصحفيين العراقيين. ومع ذهاب صدام ونجله يتمتع الصحفيون في العراق بحرية وبفرص نشر لم تكن متخيلة في ظل حكامه السابقين. وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" في 2003 أن"رياح الحرية تهب على وسائل الاعلام العراقية.حيث ان التنوع الحقيقي والانفتاح متاح حاليا."
خلال حكم صدام كان هناك اقل من 40 مطبوعة اخبارية عربية أما الآن فإن الرقم صار بالمئات.حتى أن الصحفية العربية والاستاذة الجامعية نها ميلور كتبت في كتاب لها في 2005 بعنوان "صناعة الاخبار العربية " تقول فيه"يتم امطار القراء العراقيين بوابل جديد من المطبوعات"وبات العراقيون مستهلكين نهمين للصحف ويرحبون كما تذكر نها بالعدد المتزايد من المنافذ الصحفية المتاحة.
في 2002 وهو العام الذي سبق الاطاحة بصدام صنفت منظمة بيت الحرية المدافعة عن حقوق الانسان العراق بأنه واحدا من أسوأ البلدان في العالم في تقريرها السنوي عن الحريات الإعلامية.حيث ادرجت العراق في ترتيب يقترب كثيرا من كوريا الشمالية ورواندا وأوضحت المنظمة أن انتقاد صدام ومسئولي حكومته الأقوياء لم يكن بشكل واضح خيارا للصحفيين العراقيين.ومنذ ذلك الوقت يحسن العراق بشكل مطرد موقفه الصحفي في الشرق الاوسط وفي أنحاء العالم.
الآن فإن العقبة الكبرى أمام حرية التعبير في العراق ليست الرقابة الحكومية بل الفوضى المنتشرة. فالعراق هو الآن أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين. ووفقا للجنة حماية الصحفيين فإن 23 صحفيا قتلوا في العراق في 2005 و32 في 2006 والى حين كتابة هذه المقالة 19 صحفيا قتلوا هذا العام. كما تم أيضا اختطاف عشرات الصحفيين وضربهم وتهديدهم من قبل المسلحين خلال هذه الفترة.
مع ذلك وعلى الرغم من الوحشية الطائفية التي غالبا ما تجبر المراسلين الأجانب والعراقيين على كتابة رسائلهم الاخبارية من الفنادق والمكاتب إلا أن الحريات الاعلامية في العراق من المحتمل أن تستمر في الزيادة. ولن يكون الصحفيون في العراق ملزمين بالعودة الى ممارسة بلدهم السابقة بسحق النقد السياسي والنقاش المنفتح. فعندما يذوق الناس طعم الحرية فإنهم نادرا ما يرضون بما هو أقل منها.
وبدورهم فإن المستهلكين للصحف العراقية من غير المحتمل لهم ان يسمحوا بأي شيء عدا التوسع المستمر للخطاب الاعلامي في بلدهم. واحد الأشياء الاولى التي قام بها كثير من العراقيين بعد سقوط نظام صدام في 2003 هو المبادرة الى شراء أطباق الالتقاط الفضائي بغية رؤية الاخبار التي لم تكن تسمح بعرضها عائلة صدام.
ويعمل الصحفيون العراقيون وجماهيرهم الكثير من الاشياء الصحيحة بغية تشجيع حراسة وسائل الاعلام والنقاش المنفتح.ويغري ذلك بالتساؤل عن حجم التقدم الآخر الذي يمكن ان يتحقق عندما يبسط الزعماء الاميركيون والعراقيون سيطرتهم على الامور. فمع أن الاستقرار في العراق بالغ الهشاشة الا انه يشجع على إدراك ان الصحافة الملفوظة ـ التي هي أحد أعمدة الديمقراطية الاساسية ـ جاءت لتبقى.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
فأس التقسيم في رؤوسنا
د. عبدالله عمران
الخليج الامارات
لا ندري إلى متى ستستمر نزعة فرار منظومة مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، والدول العربية عموماً، من مواجهة السؤال الحيوي والمصيري المتعلق بمستقبل العراق، وبخاصة الاحتراز من تقسيم العراق، وتداعيات هذا التقسيم والتشظي على المنطقة؟


ألم يحن الوقت لتسمية الأشياء بأسمائها، والخروج من مدارات الهمس، والنوايا الطيبة المعلنة، من قيادات عراقية، تزور دول الخليج، أفراداً وأفواجاً، وتُسمعنا ونُسمعها كلاماً عن ظواهر من السطح، بعيداً عن الجزء الخطير الغاطس من جبل الجليد العراقي؟

نعم. لقد تكسّر العراق أمام عيون الجميع، ولا براءة لأحد مما جرى ويجري. صحيح أن الاحتلال هو جذر المصيبة الكارثة، إلا أن الجميع رضوا بنصيبهم، وهم يتأملون جسد العراق المحتضر أمامهم.

إن الدرس العراقي، في بعديه الإقليمي الخليجي، والقومي العربي، كان جديراً باهتمام القادة العرب، بعدما أضحت الأمة مقذوفة في العراء، وفي ضواحي الجغرافيا الدولية، ولم تعد قطارات الدبلوماسية الدولية تمر بها إلا حينما يراد إسماعها صفير محطات للتلهي، كلقاء الخريف الموعود، والذي لن يعود منه العرب حتى بخفي حنين.

منظومة مجلس التعاون الخليجي مطالبة الآن قبل الغد، بكل المعايير الوطنية والسياسية والأخلاقية والتاريخية، بأن تدرك دورها في منع تقسيم العراق، باعتبار التقسيم كارثة وطنية وقومية، واستخفافاً بمستقبل العراق نفسه، بل أكثر من ذلك: إنه عدوان سافر، وتهديد خطير للمصالح العليا لدول الخليج العربية، فضلاً عن دول عربية أخرى كسوريا والأردن، وإلى حد كبير تركيا.

إن الدعوات الرعناء إلى تقسيم العراق، والتي صدرت عن بعض القيادات العراقية، والكونجرس الأمريكي، تعرض المتبقي من النسيج والإمكانات العراقية إلى الخطر، وتدفع بقوة وبتسارع كارثي العلاقات العراقية مع جيرانها العرب نحو الكارثة.

إن إدمان الفرار من مواجهة هذه المسألة، تحت مختلف الشعارات والذرائع، والبيانات الغامضة، يضاعف التيه والاضطراب، ويعطي رسائل مغلوطة أو مغشوشة لقوة الاحتلال.

فهل تبادر منظومة مجلس التعاون الخليجي بموقف موحد جسور، وببرنامج عملي، لمنع وقوع فأس التقسيم في رؤوسنا جميعاً، والتوقف نهائياً عن إصدار بيانات غالباً ما تطلى بمساحيق ونوايا طيبة، لكنها لم تعد تنفع، ولا يقيم أحد لها وزناً.

إن الوضع خطير، والسياسات البلهاء في الإدارة الأمريكية لا تتوقف، وخطط التقسيم عالية النبرة، ومعلنة بوضوح، ولها تجلياتها على الأرض، وفي عقول الكثيرين، داخل العراق وخارجه، فماذا أنتم فاعلون؟

إن مقولة “تقسيم العراق، من أجل إنقاذه واستقراره”، أكذوبة كارثية، مثلها كمثل “إبادة بلد لإنقاذ سكانه”. وعبثاً كل الأحاديث والبيانات عن “الحرص على وحدة واستقلال العراق”، من دون فعل جدي يترجم هذا الشعار واقعاً.

العراق أحوج إلى ديناميات الجمع لا القسمة، فهل نستدرك الأمر قبل خراب العراق؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
إذا تقسم العراق
د. حسن مدن
الخليج الامارات
رغم أن مشروع قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق إلى ثلاث وحدات فيدرالية يوصف بأنه قرار غير ملزم، وأن البيت الأبيض ادعى عدم موافقته عليه، إلا انه يمكن أن يقرأ على أنه بداية العد العكسي لتنفيذ هذه الخطة الجهنمية، إذا لم تتوافر إرادة عراقية وعربية جدية لمنعها.

وفق الخطة يقسم العراق إلى ثلاثة كيانات كردية وشيعية وسنيّة، مع حكومة فيدرالية في بغداد تتولى شؤون أمن الحدود والعائدات النفطية، ولا تتحدث عن أي انسحاب أمريكي أو حتى عن جدول زمني له.

يجدر التوقف أمام أمرين: الأول هو العدد الكبير من الأصوات المؤيدة لمشروع القرار في مجلس الشيوخ، إذا ما قورن بعدد المعارضين، وهذا يشير إلى أن فكرة تقسيم العراق تكاد تكون ناضجة في أذهان أوساط سياسية أمريكية نافذة.

الأمر الثاني أنه ليس صحيحاً أن الاعتبارات الأمنية الناشئة في العراق أمام عجز قوات الاحتلال عن السيطرة على الوضع الذي ينزلق نحو متاهة الحرب الأهلية أو ما يشبهها، هي وحدها سبب في مثل هذا التفكير كما يقول من تقدموا بمشروع القرار وصوتوا عليه.

إن سيناريو تقسيم العراق لم يأت فجأة أو من فراغ، فالحديث عنه سابق حتى للاحتلال الأمريكي له، وجرى التحذير من مغبته بوصفه خيارا محتملا في نطاق ما وصف ب “بلقنة” المنطقة، وتحويلها إلى كيانات صغيرة متنازعة تسهل الهيمنة الخارجية، و”الإسرائيلية” بالنتيجة، عليها.

فالناظر لمجمل السياسة الأمريكية في العراق منذ احتلاله، سيجد أنها توجهت نحو بلورة الخلفية “الضرورية” لهذا السيناريو من خلال ما دعاه “رامسفيلد” “الفوضى الإيجابية”، بإشعال نيران الصراع السياسي والاثني والطائفي والقومي وتفكيك النسيج الوطني للمجتمع، والانطلاق لإقامة “شرق أوسط كبير” وفق المواصفات الأمريكية.

إذا تم التقسيم سيتحول كيان الجنوب الشيعي إلى محمية إيرانية، وسيشعل شمال العراق بغالبيته الكردية نار الصراع مع تركيا، فيما ستتنازع أكثر من دولة عربية على النفوذ في وسط العراق السنّي.

في كلمات: سيندفع العراق، والمنطقة كلها، نحو مجهول لن يحمل إلا النزاعات ومآسي التطهير العرقي


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
علي حافة الهاوية...!
مها عبدالفتاح
اخبار اليوم مصر
احدا لا يقرأ الطالع، انما هو رصد ومتابعة، والمام يقظ ومحاولة التقاط جزيئات الصورة وايجاد الفجوات الناقصة ما بين السطور.. ففي السياسة الخارجية لا محل لتأليف ولا اخراج، وانما المطلوب هو استيعاب مع لماحية حس عال واعادة ترتيب الأحداث تقديما لصورة أوتصور.. فالمسألة هي تقدير وتقييم مع اجتهاد قد يصيب أو يخطيء و..
أحسب أن الأمور ما عادت تحتمل التصعيد الجاري طويلا، والسباق المميت دخل طوره الأخير فأيهما يسبق الآخر؟!
هل تتوصل ايران الي التخصيب قبل استخدام القوة ضدها فيتعذر الهجوم؟ أم تسبقها القوة المسلحة؟.. آخر تقدير في الغرب يدل علي أن امام ايران عامين اثنين لانتاج سلاح نووي انما الكارثة لو تحقق السيناريو الأسوأ وسبقت الضربة الهجومية فان المصابون هذه المرة بالجملة وضحاياها القريب منها والبعيد وعامل الوقت ينزلق في اتجاه الدخول الي المرحلة الأخطر قرب حافة الهاوية! وصحيفة واشنطن بوست أقرب الصحف الي مصنع القرار الأمريكي تروج ما يؤدي الي ان ايران بدأت تحرك (وكلاءها) في المنطقة وهم موزعون بين غزة ولبنان وسوريا و.. العراق! ورسالة الرئيس الايراني واضحة: لو حدث هجوم علينا لبادرنا لاستخدام ارصدتنا علي الفور (يقصد الوكلاء) ونصيب اسرائيل وقوات امريكا في صميم ( يقصد في العراق) هم ومن يساعدونهم من العرب وفوق ذلك وقف شحنات البترول من مضيق هرمز بكل ما يؤدي اليه من كساد يصيب أول ما يصيب الغرب الصناعي.. صحف الغرب نشرت أنباء عقد ابرام عقد تم توقيعه بمقابل خمس مليارات بين المملكة السعودية ومؤسسة (لوكهيد­ مارتن) الامريكية بغرض تدريب عالي المستوي لقوات من الحرس الوطني السعودي تقوم بالدفاع عن المنشآت البترولية باعتبارها من أول المواقع المستهدفة. ردود الفعل الايرانية في حالة هجوم امريكي او اسرائيلي علي البرنامج الايراني... وقد يفسر هذا مشهد الحراك الجاري بين العناصر التي تعرف بالمعتدلة تحسبا لأسوا ما قد تتعرض له المنطقة والعالم من جراء عملية تهور عسكري قد تقع! وما نتابعه يوحي ويذكر بخمس سنوات مضت عندما أخذت ادارة بوش واسرائيل يعدان المسرح الدولي لعملية هجوم عسكري مباشر علي العراق.. وهو ما يكاد يتكرر الآن بذات المقدمات وتعبئة المشاعر علي المسرح الدولي بينما العملية هذه المرة ستكون أشد لهيبا وكوارثها أكبر بكثير جدا مما وقع حتي الآن في العراق!

وما حدث بين اسرائيل وسوريا في الأسبوع الاول من الشهر الماضي فوق منطقة تل الأبيض قرب الحدود السورية­ التركية لم يأخذ نصيبا كافيا من المتابعة رغم انه يبدو مقدمة لفصول قادمة وما تكشف تباعا يكاد يعلن أن المسائل لن تتوقف عند هذا الحد... بدأت مقدمات ­ما بعد­ العدوان الاسرائيلي علي سوريا بتصريح علي لسان مسئول سوري نقلته وكالة رويتر يقول أن الاسرائيليين أسقطوا قنابل علي منطقة خاوية والدفاع الجوي السوري ادي دوره الي أن عادت الطائرات الاسرائيلية أدراجها... انما عندما تكتب صحيفة مثل واشنطن بوست تقرر ان ما حدث قرب ديار الزور في سوريا ما كان اختراقا عارضا للأجواء السورية ولا محاولة لضرب موقع للحرث الثوري الايراني ولا وراءه شحنة سلاح في طريقها الي حزب الله وانما المقصود به هجوم علي تسهيلات نووية مصدرها كوريا الشمالية.. هنا لابد ونتوقف...! فهذه هي المقدمات المعتادة من قبل واشنطن واسرائيل استعدادا او اعدادا لعملية عسكرية... والتقرير الأمريكي أو الاسرائيلي 'لا فرق' الذي استندت اليه واشنطن بوست يقول ان قبل ثلاثة ايام من الاختراق الاسرائيل لاجواء سوريا رست شحنة من كوريا الشمالية في ميناء مدينة طرطوس محملة بشحنة (اسمنت) فلما كان الاسمنت لا يستدعي شحنة تأتي من كروياالشمالية فما لبث المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية الا وأعلن بعد أيام معدودة محذرا من قيام تعاون ما بين سوريا وكوريا الشمالية... ولم تمر أيام أخري الا وأعلنت الصين عن تأجيل الاجتماع المعد لتفكيك التسهيلات النووية للبرنامج الكوري... بعدها تقرير صحيفة واشنطن بوست ان ما ضربته اسرائيل علي الاراضي السورية هو موقع للتسهيلات النووية وارجعت الصحيفة هذه المعلومات الي دوائر رسمية ثم أضافت أن سوريا لديها مخزون من الاسلحة الكيمائية...! قبل هذا التوقيت بقليل تنشر دورية (جينز ديفنس) البريطانية المتخصصة في شئون العسكرية والتسليح حول العالم عن حادث وقع علي الأراضي السورية قتل فيه عشرات من السوريين والايرانيين بينما كانوا يقومون بتعبئة غاز اعصاب في رأس صاروخ!
بعودة قليلا للوراء ومراجعة ما نشر تباعا. في اعقاب الانباء المقتضبة التي اعلنها كل طرف جاء نقلا عن دمشق أن الدفاعات الجوية فتحت النار علي طائرات اسرائيلية دخلت في شمال شرق المجال الجوي السوري في ساعة مبكرة من صباح 6 سبتمبر2007 ثم اعقب ذلك رواية لوكالة 'سانا' السورية الرسمية جاء فيها ان طائرات اسرائيلية اخترقت الاجواء من الحدود الشمالية من اتجاه البحر الأبيض وكسرت حاجز الصوت.... والجمهورية العربية السورية تحذر حكومة العدو الاسرائيلي وتستبقي الحق في الرد وفق ما تراه.. ثم وتصريح لوزير الاعلام السوري 'محسن بلال' الي شبكة الجزيرة الفضائية يعلن فيه ان سوريا تقيم بعناية اسلوب ردها علي هذا العدوان... انما الاغرب كان التصريح الاسرائيلي او بالاصح اللا­ تصريح اسرائيلي علي عكس طبيعة الاسرائيليين في مثل هذه الأمور حيث التزمت الحكومة الاسرائيلية والدوائر العسكرية ما يشبه الصمت ازاء ما حدث! المراقبون الدوليون انقسموا في بداية الأمر حول هذا العمل العسكري الاسرائيلي داخل الاراضي السورية: هل هو تكتيك لجس النبض وردود الفعل؟ أم مهمة استطلاعية تستهدف اختبار نظم الدفاع السورية؟ انما لم تمر سوي ايام الا وبدأ مسلسل يكشف كل يوم عن جديد..
بدأ الأمر برواية تقول أو تدعي ان 'الضربة الجوية' دمرت مصنعا سوريا لتخصيب اليورانيوم تحصلوا عليه من كوريا الشمالية.. قوبلت الرواية في باديء الأمر بالاستهجان ولم تنشرها معظم وكالات الانباء... انما في 12 سبتمبر نشرت نيويورك تايمز ان الطائرات الاسرائيلية استهدفت شحنة أسلحة ايرانية كانت متوجهة الي حزب الله اللبناني عن طريق سوريا... وفي اليوم التالي نشرت واشنطون بوست نقلا عن مسئول اسرائيلي سابق أن الهجوم وقع علي مصنع للأسلحة غير التقليدية... وبعد يومين '15 سبتمبر' نشرت واشنطون بوست عن مصادر امريكية ان اسرائيل قدمت مؤخرا الي واشنطن صورا بالأقمار الصناعية تدل علي وجود تسهيلات نووية بالتعاون مع كوريا الشمالية وتوقيت الهجوم تبع وصول سفينتي شحن من كوريا الي ميناء مدينة طرطوس تحمل ما قيل انه شحنة (اسمنت)... تم تعديل الرواية بعد ذلك استنادا الي مصادر قالت ان اسرائيل استهدفت (مركزا للأبحاث الزراعية) علي نهر الفرات قرب الحدود التركية كانت تراقبه باعتقاد أن سوريا تستخدمه في استخراج اليورانيوم من الفوسفات...! بعدها بيوم واحد (16 سبتمبر) دخلت الصحف البريطانية الي الملعب ونشرت صحيفة (أوبزورفر) تقريرا بأن الهجوم الاسرائيلي علي سوريا تضمن تشكيلا من ثماني طائرات مقاتلة طراز (ف­15 وف­16) مزودين بصواريخ ماتريك وقاذفات وصحبتهم طائرة استخبارات الكترونية.. صن دي تايمز الصادرة في نفس اليوم نشرت تفاصيل عن عملية فرقة كوماندوز اسرائيلية تسللت ارضا قبل الهجوم بأيام قليلة لتقوم بارشاد الطائرات المقاتلة الي أهدافها بواسطة أشعة الليزر!
نحن نشهد صراعا بلغ حافة الهاوية أو قل سباق هيمنة علي أمور المنطقة!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
تحسين الصورة
حنان حمد
صحيفة تشرين سوريا
تحسين الصورة، وكسب العقول والقلوب مهام صعبة إن لم نقل مستحيلة تتصدى لها دبلوماسيات أميركية فاشلة في منطقة الشرق الأوسط.
وتتناقض عملياً مع ما ترتكبه القوات الأميركية ومستخدموها وحلفاؤها في العراق وأفغانستان وفلسطين، حيث ترتكب المجازر اليومية ويسقط ضحاياها بالمئات وهم في الأغلب من المدنيين الأبرياء، ومن بين هذه المهام ما أعلنه البيت الأبيض مؤخراً، من أن السيدة لورا بوش ستزور الشرق الأوسط في الشهر المقبل في مهمة دبلوماسية عامة تهدف الى تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة، ويصح القول في هذه المهمة «ماذا ستفعل الماشطة في الوجه القبيح»، ولتأكيد التناقض بين مسعى السيدة لورا والوقائع على الأرض. نستذكر ما حدث في الأيام القليلة الماضية، ولنبدأ من أفغانستان حيث ادعت قوات التحالف انها قتلت نحو مئتين من أفراد طالبان، فيما تشير الوقائع الى ان القصف أوقع عشرات المدنيين، ولا يمكن التأكيد ما إذا كان من بينهم عناصر من طالبان، ما استدعى فورة غضب شعبية ضد الحكومة الافغانية وقوات التحالف، والحادثة ليست استثنائية وسبق تكرارها بقصف قرى وأعراس ومدارس، أما في العراق فالمسألة ليست بحاجة الى شرح وتفنيد والمشاهد اليومية للمجازر التي ترتكبها القوات الأميركية ورديفتها شركات الأمن المرتزقة أكثر من أن تحصى، وليست مجزرة ساحة النور، أو ما يفعله عناصر القناصة الأميركيون الذين ينصبون الأشراك للعراقيين، إلا حلقات في سيناريو القتل والترويع المرافق للاحتلال الأميركي للعراق، أما في فلسطين فحدث ولا حرج، وهاهي اسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الذي يطيب الساسة الاميركيون جمهوريون وديمقراطيون كل جرائمه، ويختلقون لها الأعذار والمبررات تدشن قرار اعتبارها قطاع غزة «كياناً معادياً» والذي لقي مباركة واشنطن بمذبحة مروعة ارتفعت حصيلة ضحاياها الى اكثر من 13 والعدد مرشح للازدياد بسبب خطورة حالة بعض المصابين، ووسط هذا كله يروج لجولة لورا بوش لتحسين الصورة، ويعلو صوت الرئيس الأميركي في الامم المتحدة طالباً المدد والعون في حربه على الطغاة في العالم «!»، والسؤال ألم ينظر بوش يوماً الى وجهه في المرآة، وهل تساءل: «ماذا تفعل الماشطة في الوجه القبيح»؟ ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
فظائع جيوش المرتزقة في ديار المسلمين
د. سامي سعيد حبيب
المدينة السعودية
ليس من المستغرب أن كثيراً من الشركات الأمنية مثل (بلاك وتر) التي تمتلك أكبر قاعدة تدريب غير حكومية بمساحة 700 فدان جنوب أمريكا مملوكة لدوائر قريبة جداً من الحزب الجمهوري الحاكم.ثمةكتاب بعنوان ( الدولة و الجندي ) لصموائيل هنتينقتون صاحب نظرية صراع الحضارات سيئة الذكر التي كانت من بين الدعائم النظرية التي شجعت قيام الولايات المتحدة و أحلافها بشن الحروب «بلا نهاية» على عالمنا العربي والإسلامي ، تدعو فكرة الكتاب الأساسية لإحياء نوعية العلاقة المادية البحتة بين المقاتلين والدولة على غرار تلك التي سادت في تكوين كتائب المرتزقة القتالية للإمبراطورية الرومانية أي القتال من أجل المال و الغنائم ، ويطلق على هذا النوع من التحول الذي ينقل الجندي من فرد عامل بالجيش النظامي للدولة من المفترض فيه أن يكون منضبطاً بعقيدة قتالية تمليها قيم دولته إلى مجرد «متعاقد» يعمل ضمن شركات «أمن» «متعهدة» Contractors ولا يتحمل أو من يعمل لصالحهم لمجرد عدم لبسه للزي الرسمي للدولة أي مسؤولية عن أعماله الإجرامية وفق العديد من المصطلحات من بينها خصخصة الجيش و ( الثورة في الشؤون العسكرية ) كما يطلق عليها في الولايات المتحدة الأمريكية.

و قد ألقت كارثة قتل بعض من هؤلاء المرتزقة العاملين في شركة «بلاك وتر» أو المياه السوداء «الأمنية» بالعراق لصالح الولايات المتحدة ويتقاضى البعض منهم مرتبات شهرية تفوق مرتب وزير الدفاع الأمريكي ذاته لأحد عشر مدنياً أعزل ببغداد دون أي استثارة اللهم سوى تغلغل شهوة سفك الدماء في تلك الأنفس المريضة الأمر الذي سجلته أشرطة الفيديو بالصوت و الصورة واطلعت عليه البشرية فضيحة عالمية كبرى يرى بعض المحللين أنها تفوق في ضررها على سمعة و مكانة الولايات المتحدة الأمريكية ضرر فضيحة سجن أبو غريب النكراء , و هناك من يرى أن السياسة العسكرية بالولايات المتحدة – خلا القوات الجوية – قد نحت منحى الخصخصة القتالية منذ أن تولى «دك تشيني» منصب وزير الدفاع في عهد جورج بوش الأب بناء على قناعة «تشيني» باستحالة تكرار التجنيد الإجباري بأمريكا لخوض حروبها القذرة بالخارج بعد حرب فيتنام ، والأهم من ذلك هو العدد المهول إذ ثمة ما يقدر ما بين 180.000 – 200.000 من المرتزقة الذين تدفع أجورهم الكبيرة الولايات المتحدة الأمريكية ، في حين تدفع بريطانيا لقرابة 20.000 من المرتزقة العاملين لصالحها بالعراق ، مما يعني أن تعداد المقاتلين المرتزقة يفوق تعداد الجيش الأمريكي النظامي البالغ 169.000 بالعراق والقوات البريطانية سوية.

وغني عن القول بأن حكومة نوري المالكي الصورية منزوعة السيادة لم ولن تستطيع فعل أدنى شيء عملي حيال هذا الوجود الأجنبي البشع الضار بالعراقيين ، و عندما تجرأ نوري المالكي على إصدار تعليماته بإخراج بعض من المرتزقة من شركة «بلاك وتر» الذين شاركوا في المذبحة المشار إليها أسكتته قوات المستعمر لتستمر جيوش المرتزقة الغربية تعيث في بلاد ودماء و أعراض المسلمين فساداً كما تشاء دون رقيب و حسيب ولا حتى ذلك الحساب الصوري لبعض العسكريين الأمريكيين الذي شهدناه في فضيحة أبو غريب ، حيث تقول دولة النظام و القانون الأمريكية أن المرتزقة الذين لا يلبسون الزي العسكري الرسمي لا تنطبق عليهم الأنظمة والقوانين وبالتالي لهم مطلق الحرية في ارتكاب أبشع الجرائم وليس لهم مرجعية مطلقاً سوى اللهم للشركات التي تدفع مرتباتهم الباهظة التي بلغ طبقاً لبعض المراسلين الغربيين ما دفع منها للمرتزقة من شركة «بلاك وتر» قرابة 700 مليون دولار منذ بداية الحرب في 2003 م وحتى الآن ، تماماً كما لا تنطبق القوانين في نظر الولايات المتحدة على أسرى قوانتانامو الذين خلعت عليهم لقب المقاتلين غير الشرعيين ؟! و مثل ذلك يمكن أن يقال عن أفغانستان الذي يحاط رئيسها المعين أمريكياً طوال الوقت بـ 200 من أولئك المرتزقة لحمايته.

ليست فكرة جيوش المرتزقة بأشكالها وأنواعها المختلفة ببدع من الأمر بالنسبة للعالم الغربي في عصره الحديث ففرق ذوي الخوذات الفولاذية من الجيش الإمبريالي الألماني التي سادت بعد الحرب العالمية الأولى و كذلك فرق الـ ss الخاصة بالجيش الهتلري النازي و كذلك ذوي الصدريات السوداء من الفاشيين الايطاليين ، و كذلك عصابات «النسور البيضاء» و ما شابهها التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق المسلمين في البوسنة

والهرسك تمثل جميعها صوراً مختلفة من جيوش المرتزقة التي عرفها العالم الغربي في تاريخه الحديث ، و ظل العالم الغربي يعتمد في العديد من حروبه الحديثة في القرن الماضي و حتى اليوم على نسبة من المقاتلين المرتزقة و لربما كان أشهرها على الإطلاق كتائب القتال الخارجي الفرنسية المعروفة بالغلظة والشراسة ، و أخيراً و ليس بآخر ظهور المقاتلين المرتزقة لصالح الأمريكيين في أفغانستان والعراق ، ولن يكون من المستغرب إذا علم المرء أن كثيراً من الشركات «الأمنية» كمثل «بلاك وتر» التي تمتلك أكبر قاعدة تدريب غير حكومية في العالم تبلغ مساحتها 700 فدان بجنوب الولايات المتحدة و سواها مملوكة لدوائر قريبة جداً من الحزب الجمهوري الحاكم بالولايات المتحدة ، بل إن مما يدعو للتعجب حقاً أن أمريكا التي عانت ذاتها في حرب تحريرها من الإمبراطورية البريطانية من لجوء البريطانيين إلى استخدام المرتزقة الالمان في حرب الأمريكيين.

في إطار آخر في قضية المرتزقة الأمريكيين بالعراق فإذا عُرِفَ السبب كما يقال بَطُلَ العجب ، فلطالما سمعنا عن الجدل بين العسكريين الأمريكيين عن تعداد الجيش الأمريكي اللازم لاستمرار الاحتلال ودائماً كان يتردد الرقم ما بين 400.000 و 450.000 مقاتل ، و عملية حسابية بسيطة لعديد الجيش النظامي الأمريكي بالعراق البالغ كما أشرنا سابقاً 169.000 و تعداد جيش المرتزقة الأمريكي غير المسبوق والبالغ 200.000 مقاتل يظهر أن الإدارة الأمريكية قد وفرت بالفعل وإن بطريقة مستترة التعداد المطلوب ، كما تكشف هذه الحقيقة عن أمر هام جداً ألا وهو كذب المزاعم الأمريكية في الاعتماد على قوات الجيش أو الشُّرط من سكان الأوطان «المحررة» أمريكياً ، وهو في ذات الوقت يخفى لحد ما مدى عمق التورط الأمريكي في العراق و أفغانستان ، وأن ما ظهر للعالم حتى الآن من فضيحة قوات المرتزقة لا يعدو أن يكون كما يقول المثل الغربي بمثابة رأس الجبل الجليدي.

لقد أفلست الولايات المتحدة حضارياً بحربها على أفغانستان والعراق ومحاولة فرضها بقية مشروعها الاستعماري في العالمين العربي والإسلامي ، فأسباب الحرب تبين لكل العالم أنها أكاذيب ملفقة ، ومزاعم جلب الديموقراطية للمنطقة تدحضها الممارسات الأمريكية ضد كل من جاءت بهم الديموقراطية لسدة الحكم ، وحربها ضد الإرهاب كناية عن فشل ذريع فلم يزل الإرهاب بسبب الفظائع الأمريكية في ازدياد وتنامٍ ، ثم ها هي تكشف عورتها في شن الحروب بلا هوادة أو نهاية كما تسميها الإدارة الأمريكية بجيش شطره لا يؤمن بما يفعل و شقه الآخر من عبدة الدينار والدرهم ، فأي قيم تريد أمريكا أن تنشرها في العالم ، إن القيم الربانية الحقة لا تزال ماثلة في خير أمة أخرجت للناس ، فهي بإيمانها بالله منتصرة بحول الله كما انتصر أولها بيوم الفرقان بين الحق والضلال يوم بدر الكبرى ، ولو بعد حين ( والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) ...
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
اكراد الحزبين يريدون تفتيت و انهاء العراق ... الدعوة لفصل اكراد الحزبين عن العراق
سرمد عبد الكريم
واع

لاشك ان المتابع لتطور قضية العراق , يرى بوضوح ان سبب ماساة العراق هو موقف اكراد الحزبين الكرديين...
من العراق ومن الوطن العراقي , رغم ان قيادات هذين الحزبين هم من اكثر من استفاد من جميع عهود الدولة
العراقية الحديثة ماديا وسياسيا وعسكريا وخصوصا النظام الذي اسقطه الاحتلال الامريكي الغاشم بتواطؤ واضح منهما .

فالمتابع يعرف بشكل لايقبل الشك ان اكراد الحزبين هما من ادخل موضوع الفيدرالية الشاذة لداخل العراق
وتم فرضه فرضا على كل القوى السياسية واستغلوا الاوضاع الشاذة التي مر ويمر بها البلد لترسيخ مباديء
غريبة عن العراق والعراقيين , وصار واضحا ان الحزبين يتجهان لبناء دولة كردية بعد تهديم العراق وضم اراضيه
بدون وجه حق ... لاقانوني ولاانساني ولاتاريخي ...!

فتم تزوير الانتخابات لخلق واقع مزيف في مجلس النواب لايمثل حقيقة نسبة الاكراد العراقيين في العراق وفق الاحصاءات
الرسمية المعترف بها دوليا و اقليميا ووطنيا ( عدا الحزبين طبعا ) وتم ابتلاع حقوق الاقليات الاخرى مثل التركمان واليزيدين والمسيحيين بشكل سافر ...

وبدا المسلسل منذ فرض الحظر الجوي اثناء فترة الحصار الاجرامي على العراق وصولا لقرار الكونغرس الاخير
الذي نعرف جيدا ان اكراد الحزبين بدون اي شك مع هذا القرار 100%.

وعليه وبعد ان تم استفتاء الشعب الكردي من قبل مايسمى حكومة الاقليم التي تعتبر نفسها رب العراق الاعلى
وبعد ان قرر اكراد الحزبين بنسبة ال 99,999% !!! بانفصال الاقليم , وبعد صدور قرار الكونغرس الامريكي غير الملزم
الذي هو عبارة عن نسخة طبق الاصل من قرار رئيس ( اسرائيل ) الاول ( بن غوريون ) بتقسيم العراق لثلاث
مناطق عرقية ومذهبية ,, اقول صار واجبا الان ان يعيد المفكرين و السياسيين العراقيين اسلوبهم بالتفكير ويجب
علينا تشخيص المشكلة بشكل حقيقي و مواجهتها بدلا من الهرب من المواجهة ... وعند دراسة اصل المشكلة
نجد ان اكراد العراق حصلوا على حقوق مميزة ومتطورة في اتفاق اذار 1970 ... وهو اعلى مايمكن تحقيقه في
ظل دولة حديثة تحترم نفسها , والذي افشل الاتفاق تطلعات الاكراد ومشاركاتهم التامرية على العراق و العراقيين
بتحالفهم الاستراتيجي مع اعداء العراق التقليديين ( اسرائيل وايران ) وبما ان خطط ومصلحة اسرائيل هي تفتيت
العراق فالتقت هنا مصلحتهم بتكوين دولة هلامية على اشلاء العراق بعد تفتيته .. !!!

لذلك اصبح اكراد الحزبين في رايي المتواضع ورما سرطانيا خبيثا سينهي العراق اذا تم تركه ينمو بهذه الطريقة
عليه وجب على المفكر و السياسي العراقي اللجوء لجراحة مؤلمة لاستئصال هذا الورم من جذوره ليستطيع باقي الجسم
العيش بسلام وصحة وعافية ..

لذلك اقول علينا نحن عرب العراق ( الجسم الواحد من السنة و الشيعة ) المطالبة الجدية بفصل اقليم كردستان العراق من العراق وفق حدود اقليم كردستان
المعروفة واعتماد احصاء 1957 اساسا لتحديد المناطق الكردية ...
وحدود الاقليم معروفة في محافظات اربيل والسليمانية و دهوك , واما الامر الثاني الغاء مبدء الدولة الفيدرالية بعد انفصال
الاقليم الكردي والعمل بموجب نظام الدولة المركزية بل شديدة المركزية لضمان حقوق كل العراقيين .
واما المبدا الثالث صدور قانون يسوى اوضاع الاكراد في العراق بعد فصل الاقليم الكردي والعمل على تعويض الاكراد
عن املاكهم في بغداد تعويضا مجزيا لائقا والعمل على ترحيلهم لمناطق الاقليم الكردي المنفصل لضمان انتهاء المشاكل
العرقية والمحافظة على سلامة الاراضي العراقية والكردية بعد الانفصال .
ونود ان نذكر هنا ان هناك اكثر من مليون كردي يعيش في بغداد العاصمة العربية ...
اما المبدا الخامس وهو اهم المباديء العمل على تثبيت مبدا المواطنة العراقية والحقوق المتوجبة على اساس هذه المواطنة
معتمدا على اساس الوضع في العراق قبل 9/4/2003 , للمحافظة على عروبة العراق وانتمائه لامته العربية , على ان
تشكل لجنة لدراسة اوضاع المهجرين من العراقيين لايران على اساس كونهم من التبعية الايرانية وتسوية
اوضاع الجميع بطريقة عادلة بشرط المحافظة على سلامة عروبة العراق من اي تشويه مهما كان بسيطا .

اما شكل الحكم و نوعه بعد انفصال الاقليم الكردي يقرره الشعب العراقي وحده بعيدا عن تاثير الاحتلال الامريكي او الاحتلال الايراني وكذلك
بعيدا عن الدور الذي لعبه الحزبين الكرديين .

ليست هناك تعليقات: