Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 20 أغسطس 2007

صحيفة العراق الألكترونية الاحد 19-8-2007


ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
اياد علاوي يقدم في الواشنطن بوست : خطة للعراق..!
الملف نت
2
السعوديون على طاولة المحادثات حول العراق
وكالة الأخبار العراقية
3
المالكي يبدأ زيارته الأولى لسوريا غداً
الخليج
4
الجيش الأمريكي يقصف مسجدا في بغدادو ‏80 %‏ من الأطباء والممرضين هربوا من البلاد
الأهرام
5
مسؤولان أميركيان يعترفان بتورطهما في فضيحة "النفط مقابل الغذاء"
الغد الأردنية
6
توجيه الاتهام لزمرة المنافقين بالمشاركة في قمع انتفاضة الشعب العراقي عام ۱۹۹۱
الوفاق الايرانية
7
لقطات تظهر سجناء عراقيين مودعين فـي أقفاص معدنية
الرأي الأردنية
8
البنتاغون سيبيع قطع غيار طائرات هليكوبتر للعراق
وكالة رويترز
9
وزير السياحة وكالة: نسعى لاستقبال 10000 زائر ايراني يومياً
شبكة أخبار العراق
10
مصر تبحث مصير جثة سفيرها بالعراق
وكالة الأخبار العراقية
11
الطالباني يتهم العرب بـعدم الرغبة في إقامة علاقات مع العراق.. ويحذرهم بان العراق قوي.. وليس ضعيفا كما "يتفهمون"
الملف نت
12
ابو ريشة تجربة عشائر الانبار الناجحة اقتدى بها اهل المناطق الساخنة وعلى التوافق تجاوز خلافاتها مع المالكي
شبكة أخبار العراق
13
قذائف المورتر تنهمر فوق رؤوس اهالي الخالص» * مقتل 13عراقياً واصابة 59 معظمهم في كركوك
الدستور الأردنية
14
افتتاح محاكمة الضابط الأميركي الوحيد الملاحق في قضية "أبوغريب"
الغد الأردنية
15
العراق وايران يوقعان اتفاقا لتأمين الحدود بينهما
الرأي الأردنية
16
الاردن واسرة صدام يقللان من قيمة طلب الحكومة العراقية تسليم رغد
العرب اليوم
17
استئناف القصف المدفعي الإيراني للمناطق الحدودية في كردستان
وكالة الأخبار العراقية
18
هيئة علماء المسلمين: التحالف الرباعي يدفع بالعراق نحو مزيد من الأزمات
الخليج
19
صولاغ لشبكة أخبار العراق: 50%نسبة ألبطالة وزيادة موكدة لرواتب المتقاعدين
شبكة أخبار العراق
20
واشنطن ما تزال تأمل في عودة السنة الى حكومة المالكي
الغد الأردنية
21
الأكراد يتهمون واشنطن بمغازلة تركيا بشأن كركوك
الخليج
22
أمر اعتقال دولي بحق عزة الدوري
الشرق الأوسط
23
عملية «السهم الخارق» تبدأ مرحلتها الثالثة ... مجلس انقاذ ديالى يعلن حربه على «القاعدة» ويبدأ بتجنيد الانصار لتسلم أمن المناطق
الحياة
24
بوش: الحكومة العراقية لم تحقق الأهداف السياسية
القبس
25
الحكومة المحلية في البصرة منقسمة على نفسها ... ولا وظائف إلا للمحسوبين على الأحزاب
الحياة
26
800 معتقل من الأحداث العراقيين في سجون الجيش الأمريكي
الشرق القطرية
27
منظمة كردية تعلن مسؤوليتها ونفي رسمي
النهار اللبنانية

ثانيا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
تفرقة العرب.. هدف أمريكي
افتتاحية
الجمهورية مصر
2
منطق المصالحة والتوافق لا منطق المحاصصة والاغلبية العددية

افتتاحية
الراي الاردن
3
حاصروا فتنة العراق
افتتاحية
الخليج الامارات
4
الحل في مصالحة وطنية جادة

افتتاحية
البيان الاماراتية
5
هل من منتصر في العراق؟!
افتتاحية
عمان اليوم عمان
6
قتل الصحفيين
افتتاحية
الصباح تونس
7
بالحبر الجريح: صلاة من أجل الآباء في العراق وفلسطين

عادل الحاج سالم

صحيفة الوحدة تونس
8
فؤاد عجمي اذ يتحدث عن أفضال.. بوش (2-2)
محمد خرّوب

الراي الاردن
9
دعونا نأمل
سلوي حبيب
الاهرام مصر
10
لماذا لا يستمعوا للعراقيين
ماجد السعدون
البيان الامارات
11
دعارة العراقيات .. وسقوط الأحزاب الطائفية الفاشلة

داود البصري
السياسة الكويت
12
العراق يتحدث مع موسكو بلكنة غربية
جانا بوريسوفنا
البيان الامارات
13
أنصار الحرب الأميركية و«الفكرة الصنم»
محمد خالد الأزعر
البيان الامارات
14
المخططون الأميركيون والبريطانيون أعطوا الأولوية القصوى لغزو العراق
:نعوم تشومسكي
ترجمة البيان الامارات
15
المترجمون الخونة في العراق
فيل ساندز

الاندبنتت
16
العراق العربي سينتصر...والعرب قادرون على صنع الوحدة
عدنان السمان

البيادر السياسي فلسطين المحتلة
17
بوش وتقرير سبتمبر
وليد نويهض
الوسط البحرين
18
جروح في شجر النخيل: مجموعة قصص من واقع العراق
الصليب الاحمر الدولي
البيادر السياسي فلسطين المحتلة
19
ما تبقى من ستتراتيجية بوش

اخبار العرب الامارات
20
لماذا يتمسك بوش بالمالكي
عوني صادق

الخليج الامارات
21
. العرب السنة العراقيون
: أيمن عبوشي
الراية قطر
22
الحل الأفضل
محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
23
مرافيء .. وجع العراق شعرا

العزب الطيب الطاهر
الراية قطر
24
عراقيون أخلصوا لبريطانيا... وتتخلى عنهم!
سيريل تاونسيند
اليوم السعودية
25
العراق.. مواجهة الوضع الداخلي.. أم التدخل الخارجي!!
سالم أحمد الغامدي
الرياض السعودية
26
خطتي لانقاذ بلدي
اياد علاوي
واشنطن بوست – امريكا واعادة نشرها الشرق الاوسط بريطانيا
27
قوات الأمن من أهم أسباب البلاء
جهاد الخازن
الحياة بريطانيا
28
العراق: خيارات الخروج من الأزمة الحكومية

جابر حبيب جابر
الشرق الاوسط بريطانيا
29
"زرازير" المنطقة الخضراء!!
محمد كعوش
العرب اليوم الاردن
30
واشنطن وطهران والمفاوضات تحت النار!
محمد صادق الحسيني
جريدة الجريدة الكويتية
31
العراق من هدف استراتيجي إلى شوكة حادة في حنجرة الإدارة الأميركية
سعود الحارثي*

الوطن عمان
32
النقائض المرعبة في العراق !
نواف أبو الهيجاء
الوطن عمان
33
مستقبل أكراد تركيا
فايز سارة
الوطن عمان
34
الشيعة الأردنيون
موفق محادين
العرب اليوم الاردن
35
العرب بعيون عراقية
عادل دشتي
الراي العام الكويت
36
/ لمن قدمت نصيحتك يا المجالي؟
سعد الكعطش
الراي العام الكويت


ثالثًًا: نصوص الأخبار والتقارير

ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
اياد علاوي يقدم في الواشنطن بوست : خطة للعراق..!
الملف نت
نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالة لرئيس الوزراء العراقي الاسبق ، الدكتور اياد علاوي تحدث فيها عن التحديات التي تواجه العراق بعد اربع سنين من سقوط نظام صدام حسين.. جاء فيها: سيقدم الجنرال بيتراوس، قائد القوات الامريكية في العراق، والسفير رايان كروكر تقريرا للكونغرس حول الوضع في بلدي في الشهر المقبل. حيث يتوقع بان شهادة هذين الرجلين الجيدين، ستكون مؤهلة ودقيقة، كما تتطلب السياسة. "اتوقع بان تقييمهما لن يلتقط مجمل المأساة – فمنذ اكثر من اربع سنوات، وبعد تحرير العراق من صدام حسين، يعتبر العراق دولة منهارة، اذ انه لا يوفر أبسط الخدمات والأمن الضروريين لشعبه، ويساهم في توسيع الازمة في الشرق الاوسط". "دعوني أوضح. تقع مسؤولية الفوضى الحالية في العراق على عاتق الحكومة العراقية، وليس الولايات المتحدة. حيث فشل رئيس الوزراء نوري المالكي في استغلال رغبة الشعب لحياة سلمية ومثمرة، والالتزام والتضحيات الكبرى التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الأخرى. اذ تعد "قمة الازمة" المتوقعة في بغداد دليلا اخر على الانهيار التام القريب للحكومة العراقية. حيث تعتبر افضل نتيجة للقمة هي الجهد او الالتزام المتجدد للمشاركين للعمل سوية، الامر الذي قد يتطلب اسابيع او اشهر اكثر بقليل من النشاط السياسي الشكلي، لكن لن يكون هناك مصالحة سياسية دائمة تحت نظام المالكي الطائفي". "من كان يتخيل بان العراق سيقع في مثل أزمة كهذه لاكثر من اربع سنوات بعد صدام حسين؟ حيث يقتل الإرهابيون وفرق الموت الطائفية ما يقارب 2000 الى 3000 مدني عراقي شهريا. ويدوم الماء والكهرباء لخمس او ست ساعات يوميا، هذا في احسن الاحوال. وبغداد، التي تعتبر احد الادلة على تنوع العراق الثقافي والديني والعرقي، اصبحت الان مدينة طائفية مسلحة – كما حدث في بيروت في عقد الثمانينات. يعود الامر للعراقيين في انهاء العنف واعادة الامن والاستقرار والديمقراطية لبلدنا. وانا اعمل مع زملائي في البرلمان لبناء تآلف غير طائفي الذي بدوره سيدعم النقاط الست التالية للخطة لـ"عصر جديد" في العراق ومن خلال الوسائل الديمقراطية استبدال الحكومة العراقية الحالية. يجب ان يكون العراق شريكا كاملا مع الولايات المتحدة في وضع خطة امنية للعراق تؤدي الى انسحاب غالبية القوات الامريكية في غضون السنتين القادمة، وقبل ذلك، وبشكل تدريجي وجوهري، سيتقلص دور القوات الامريكية الى حد كبير. ولايمكن الاستغناء عن الولايات المتحدة في اعادة الامن والاستقرار في العراق والشرق الاوسط. لكننا ندين لأمريكا، -- و اهم من ذلك، لانفسنا – لحل مشاكلنا الخاصة. ولن يحدث ذلك طالما الحكومة الحالية في السلطة. اقترح اعلان حالة طوارئ في بغداد وجميع مناطق النزاع. ويجب اعادة تكوين قوات الامن العراقية، حيثما امكن، ينبغي من هذه القوات الاستعاضة عن استيعاب أعضاء المليشيات الطائفية والعرقية الى تركيب قيادة امن وغير متطرف. حيث لا يعتبر تشجيع المليشيات حلا مستديما، لأنه يديم التوترات بين الجاليات والسلطة وسلطة الدولة. فالحكومة التي لا تستطيع توفير الامن، لا تملك شرعية القيادة. نحتاج الى استراتيجية دبلوماسية اقليمية، التي من شأنها استثمار الامم المتحدة والعالم العربي في امن واعادة بناء العراق. ويجب ان لا تتحمل واشنطن هذا العبء لوحدها، كما تفعل ذلك الان. لقد بدد رئيس الوزراء المالكي مصداقية العراق في السياسة العربية، وليس بامكانه اعادتها. اضافة الى ذلك، فان العراق بحاجة الى ان يكون اكثر حزما لابلاغ ايران لانهاء تدخلها في الشؤون العراقية ولاقناع سوريا لتلعب دورا بناء اكثر في العراق. يجب ان ان يكون العراق دولة منفردة مستقلة وفدرالية. وعلينا تعزيز المؤسسات المحلية والاقليمية على حساب السياسة الطائفية وجميع قوى القهر في بغداد. ويجب توحيد الديانة – لا تفريقها – بالاجبار في بلدي. العراقيون، السنة والشيعة، يجب ان يفتخروا بهويتهم الاسلامية. ولكن عندما تسيطر طائفة دينية على السياسة وإرهابيين ومتطرّفين يظهرون كالفائزين الوحيدين. تتطلّب المصالحة الوطنية إلتزام مستعجل إلى الإعتدال وإنهاء العنف الطائفي باشراك كلّ العراقيين في العملية السياسية. ينبغي ان نعترف بمساهمة الاكراد وحكومة اقليم كردستان العراق في مستقبل ديمقراطى. اذ تتطلب المصالحة مشاركة نشطة من ابرز العراقيين الشيعه والسنه، السياسيين والزعماء الدينيين. حيث توقف المالكي عن اصدار التشريعات المقترحة في آذار سوى اجتثاث البعث. ان هذا الاقتراح يجب ان يصدر على الفور. لقد اعيق الاقتصاد العراقي بسبب الفساد وفقدان الامن. ويجب ان نشدد على استعادة معظم البنية التحتية الاساسية. اذ لا يمكن ان تكون هناك تنمية اقتصادية مستديمة ويعول على تحقيق النمو دون كهرباء ، وادارة مياه الشرب ، والرعاية الصحية الاساسية. ومع مرور الوقت ، يحتاج العراق الى بناء اقتصاد السوق الحر مع دور بارز للقطاع الخاص. وقد حان الوقت للتغيير على رأس الحكومة العراقية. ومن دون ذلك ، اي إستراتيجية عسكرية امريكية او الانسحاب المنظم لن ينجح في العراق والمنطقة ستترك في فوضى.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
السعوديون على طاولة المحادثات حول العراق
وكالة الأخبار العراقية
قال نادر حبيبي، رئيس قسم اقتصاديات الشرق الأوسط في مركز 'كراون' لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برانديس، في مقال نشرته 'بوسطن غلوب'، انه من المرجح أن تنعقد محادثات أخرى على مستوى السفراء ومستويات أعلى (في الأشهر المقبلة) بين الولايات المتحدة وإيران اللتين عقدتا جولتين من المحادثات بشأن قضايا تتعلق بالأمن والاستقرار في العراق، الأولى في مايو والثانية في يوليو، شكلت على أثرهما لجنة أمنية مشتركة من أجل التشاور المنتظم.غير أن ترجيح انعقاد هذه المحادثات برأي الكاتب لا يسفر عن نتائج إيجابية تذكر. فحتى لو كللت هذه المحادثات بالنجاح، فإن كل ما قد تستطيع تحقيقه هو الحد من أعمال العنف التي تتهم بها الميليشيات الشيعية، وتقول الولايات المتحدة انها مدعومة من إيران. أما أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات السنية فستستمر، برأي الكاتب، بل وقد تزداد كثافتها، وفق التقارير الأخيرة التي كشفت عن تنامي القلق بين المسؤولين الأميركيين من حجم الدعم المالي والعتاد والأفراد الذي تتلقاه جماعات المقاومة السنية في العراق من جماعات في دول خليجية. ويقول حبيبي ان الحكومة السعودية لا تدعم جماعات المقاومة السنية في العراق، لكن من الواضح أن بعض الشرائح هي من تقوم بذلك. فثمة بعض رجالات الدين وعظوا أتباعهم بالذهاب إلى العراق 'للجهاد ضد القوات الأجنبية'. ويرى المعلق، في ضوء هذه الحقائق، أن من مصلحة الولايات المتحدة وإيران توجيه الدعوة للسعودية للانضمام إليهم على طاولة المفاوضات، بخاصة أن حضور المملكة سيزيد من فرص نجاعة هذه المحادثات. ويختتم حبيبي مقاله متسائلا: 'هل ستحضر السعودية هذه المفاوضات في حال تلقت دعوة لذلك؟ ويجيب انه في ضوء الهواجس والمخاوف السعودية بشأن اتفاقات سرية بين إيران والولايات المتحدة حول العراق، فإنه ينبغي لها الترحيب بهذه الفرصة للمشاركة المباشرة في رسم مستقبل العراق'.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
المالكي يبدأ زيارته الأولى لسوريا غداً
الخليج
أعلنت وكالة الأنباء السورية أمس السبت، أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيصل غداً الاثنين إلى دمشق على رأس وفد في زيارة تستمر ثلاثة أيام وتهدف إلى “تطوير التعاون” بين البلدين. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها المالكي إلى سوريا.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
الجيش الأمريكي يقصف مسجدا في بغداد و ‏80 %‏ من الأطباء والممرضين هربوا من البلاد
الأهرام
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية النقاب عن أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيعلن عن خطة لخفض عدد القوات الأمريكية في العراق تدريجيا ابتداء من العام المقبل‏.‏ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم‏:‏ إن بوش سيؤكد أن المصالح الأمريكية في العراق والشرق الأوسط تتطلب وجود القوات الأمريكية لفترة طويلة‏,‏ وأن أي انسحاب سريع سيكون كارثيا لأمريكا ولحلفائها في المنطقة‏.‏علي صعيد آخر‏,‏ ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن العراق يواجه أزمة صحية حادة بسبب هروب‏80%‏ من الأطباء والممرضين من المستشفيات العراقية خوفا من أعمال العنف والخطف‏.‏وعلي الصعيد الأمني‏,‏ أعلن الجيش الأمريكي أن طائراته قصفت مسجدا في بغداد‏,‏ بزعم وجود مسلحين يتحصنون بداخله‏,‏ مما أسفر عن مقتل‏13‏ مسلحا‏,‏ بينهم امرأة وطفل عراقي‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
مسؤولان أميركيان يعترفان بتورطهما في فضيحة "النفط مقابل الغذاء"
الغد الأردنية
أعلنت النيابة العامة ان مسؤولين بشركتين نفطيتين أميركيتين في تكساس اعترفا أول من أمس امام محكمة في نيويورك بتورطهما في فضيحة "النفط مقابل الغذاء".وقال مسؤول في النيابة ان المدير العام لشركة "باي اويل اينك" ديفيد شالمرز أقر بأنه ساهم في وضع خطط "للاحتيال تقضي بدفع اموال غير مشروعة للحكومة العراقية السابقة" منذ سبع سنوات.واضاف ان مسؤولا آخر يدعى لودميل ديونيسياف ويقيم في تكساس ايضا، اعترف بأنه "سهل بيع نفط عراقي وهو على علم بأن اموالا كانت تذهب الى حكومة (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين عن طريق وسيط روسي هو سياسي لم يكشف اسمه".وسيحاكم الرجلان في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويمكن ان يحكم عليهما بالسجن حتى عشرين عاما. وهما آخر شخصين يحاكمان في اطار هذه القضية.وطبق برنامج "النفط مقابل الغذاء" من 1996 الى 2003 وكان يسمح للعراق ببيع النفط مقابل مساعدات انسانية يحتاج اليها الشعب العراقي بسبب العقوبات التي فرضت على بغداد بعيد العام 1991.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
توجيه الاتهام لزمرة المنافقين بالمشاركة في قمع انتفاضة الشعب العراقي عام ۱۹۹۱
الوفاق الايرانية
أكد رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا في العراق جعفر الموسوي انه سيتم توجيه الاتهام لزمرة المنافقين على خلفية مساهمتها في قمع الانتفاضة الشعبانية عام ۱۹۹۱ في المحافظات الجنوبية والشمالية.وذكرت صحيفة الصباح العراقية أمس السبت، ان الموسوي أوضح في تصريح صحفي ان من ضمن التهم التي ستوجه لزمرة المنافقين الارهابية هي تبديدها لأموال عراقية طائلة كانت قد تلقتها من النظام السابق.ومن المقرر ان تبدأ المحكمة الجنائية العليا الثلاثاء المقبل جلساتها للنظر في قضية انتفاضة عام ۱۹۹۱ لمحافظتي البصرة وميسان.ويمثل ۱۵ متهماً من بين المتهمين في القضية امام المحكمة التي يرأسها القاضي محمد عريبي الخليفة.وشكل مجلس محافظة ميسان لجنة لتلقي الشكاوى الخاصة بالانتفاضة ورفعها الى المحكمة المختصة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
لقطات تظهر سجناء عراقيين مودعين فـي أقفاص معدنية
الرأي الأردنية
تعهد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بتحسين معاملة المحتجزين امس وكشف عن صور من داخل معسكر اعتقال في بغداد يظهر المئات من المحتجزين وهو مودعون في أقفاص معدنية.وكشف مكتب القيادي العربي السني عن هذه اللقطات التلفزيونية النادرة من داخل سجن الرصافة العراقي الذي زاره في شرق بغداد مع نظيره الشيعي.وأظهرت اللقطات صفوفا متراصة من الخيام المصنوعة من الاسلاك المتشابكة ومغطاة بغطاء بلاستيكي أبيض وكل منها بحجم ملعب كرة السلة وتضم العشرات من السجناء.وكان بعض السجناء عاريا حتى خصره وكانوا ملتصقين بالاسلاك المتشابكة ويصيحون بأنهم أبرياء. وردد البعض هتافات وطنية تعود لعهد صدام حسين.وصاح سجين أنا في السجن منذ سنتين ولم يتم عرضي أمام أي قاض ولم تحقق معي أي محكمة . وقال سجين آخر لا نريد منكم طعاما أو ماء.. نريد أن تطلقوا سراحنا.. نحن أبرياء ولم تتم ادانتنا بأي تهمة .وقال الهاشمي للسجناء ان السلطات تعمل على المسارعة لحل قضاياهم.وقال هذا ظلم لا يمكن أن نقبل به.. هذا عار علينا جميعا . وطلب من السجناء الصبر مشيرا الى أنه سيتم النظر في جميع القضايا.وأضاف الناس في الخارج ليسوا بأحسن حال منكم.. أنتم محظوظون..على الاقل عندكم أمان هنا.. الناس في الخارج لا يأمنون على حياتهم .واحتجزت القوات الاميركية وقوات الامن العراقية عشرات الآلاف من الاشخاص دون تهم في السنوات الاربع التي تلت الاطاحة بنظام صدام حسين. وكثير من السجناء المحتجزين لدى السلطات الاميركية والعراقية من العرب السنة المتهمين بالمشاركة في أعمال مسلحة ضد الحكومة التي يقودها الشيعة.وقال مدير السجن الذي زاره الهاشمي اللواء جمعة حسين زامل لرويترز في اتصال هاتفي إن ذلك المعسكر افتتح قبل شهر من أجل تخفيف الضغط عن السجون المكتظة في مختلف أنحاء العراق مشيرا الى أنه يضم الآن 2779 سجيناويقول الجيش الاميركي انه يحتجز الآن 23 ألف عراقي منهم 19 ألفا في معسكر بوكا في جنوب العراق. وتقول واشنطن ان سجناءها مشمولون بقرارات مجلس الامن التي تسمح للقوات باحتجازهم دون تهم ما داموا يشكلون تهديدا.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
البنتاغون سيبيع قطع غيار طائرات هليكوبتر للعراق
وكالة رويترز
أعلنت وزارة الدفاع لاميركية - البنتاغون - الجمعة عن احتمال بيع قطع غيار تصل قيمتها الى 150 مليون دولار الى العراق لتحديث اسطوله من طائرات الهليكوبتر طراز بل يو.اتش 1 من انتاج شركة تكسترون.وقالت وكالة التعاون الامني الدفاعي بالبنتاغون في اخطار للكونغرس الاميركي ان الحكومة العراقية راغبة في تحديث 16 طائرة طراز يو.اتش1 لتطابق مواصفات الطراز يو.اتش 2.والمقاول الذي سيكون مسؤولا عن العملية هو شركة ايه.ار.اي.ان.سي انك التابعة للقطاع الخاص ومقرها انابوليس بولاية ماريلاند وهي شركة تعمل في مجال الهندسة والنقل والاتصالات. وكانت مجموعة كارليل جروب الخاصة ومقرها العاصمة واشنطن قالت في الخامس من تموز انها توصلت لاتفاق لشراء شركة ايه.ار.اي.ان.سي.ولم يتم الكشف عن تفاصيل الصفقة رغم ان مؤسسة ايه.بي.ان امرو كورب المصرفية وشركة يو.ايه.ال كورب توقعتا ان تحقق كل منهما مكاسب تزيد على 100 مليون دولار. ومن المتوقع استكمال الصفقة بحلول 31 تشرين الاول.وقات الوكالة ان هذا سيعزز قدرة القوات العراقية مع سعيها لبسط الاستقرار في البلاد ومنع انتشار القلاقل الى دول مجاورة . واذا تمت ممارسة كل الخيارات فان اجمالي قيمة صفقة تحديث الطائرات الهليكوبتر ستبلغ 150 مليون دولار.وارسال اخطار ببيع محتمل الى الكونغرس مطلوب بموجب القانون الاميركي. ولا يعني ان اتفاقا ابرم. ويحتفظ الكونغرس بالحق في رفض بيع مقترح لكنه نادرا ما يفعل.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
وزير السياحة وكالة: نسعى لاستقبال 10000 زائر ايراني يومياً
شبكة أخبار العراق
قال وزير الدولة للسياحة والاثار وكالة المهندس جاسم محمد جعفر انه بحث مع المسؤولين في تركيا وايران سبل تطوير العلاقات في مجال السياحة والاثار. واضاف ان مباحثات مهمة جرت مع مسؤولين كبار في الشأن السياحي واخرين في الشأن الاثاري خلال زيارة رئيس الوزراء في زيارته الى البلدين الجارين تركيا وايران، لتطوير العلاقات الثنائية بين العراق وهذه البلدان. وقال المهندس جاسم محمد جعفر: التقينا في تركيا مستشار رئيس الجمهورية لشؤون السياحة ومسؤول كبير في شأن الاثار وبحثنا معهما عدة قضايا تهم البلدين منها، الاهتمام بالمطالب العراقية بشأن متابعة الاثار العراقية المسروقة عبر الحدود والمطارات التركية وقد اعرب الجانب التركي استعداده للتعاون في هذا الجانب ووعدوا بأبلاغ سلطات الكمارك في المنافذ الحدودية والمطارات بمتابعة سراق الاثار.واضاف ان الجانب التركي طلب بعض الوثائق التي تساعد على معرفة الاثار العراقية وقوائم بالاثار المسروقة، لافتاً الى انه تم الاتفاق مع الجانب التركي لتدريب الكوادر العراقية في مجال الاثار وصيانة المخطوطات على ان توضع في وقت لاحق الية بأرسال ثلاث مجموعات من(10 الى 20) متدرباً الى مدينة اسطنبول لغرض التدريب. اما في المجال السياحي فقال " اتفق الجانبان على تطوير السياحة بين البلدين وخاصة السياحة الدينية، اذ طالب الجانب التركي دراسة امكانية مرور الحجاج والمعتمرين الاتراك ومن بلدان شمال اسيا عبر العراق الى الديار المقدسة الذين تصل اعدادهم الى مليون حاج سنوياً، ومدى استعداد الجانب العراقي لتأمين الطريق البري لهذا الغرض". قال وزير السياحة والاثار: اما مع الجانب الايراني ممثلاً برئيس منظمة الحج والزيارة فقد بحثنا تطوير الاتفاقية المبرمة بين البلدين لتفويج الزوار الايرانين والتي تقضي بدخول (2500) زائر ايراني يومياً وامكانية رفع هذا العدد الى عشرة الاف زائر يومياً بحيث يصل العدد الى خمسة ملايين زائر سنوياً وامكانية حل الاشكالات القائمة مع هيئة السياحة وزج شركات السفر والسياحة في هذا الميدان وحثها على التنافس في تقديم الخدمات الجيدة للزائرين . واضاف : ان الجانب العراقي دعا الايرانين الى الاستثمار السياحي في العراق وخاصة في المدن المقدسة وبين استعداد العراق لتوفير الاراضي لهذا الغرض لبناء مرافق سياحية وفنادق وعوامل جذب سياحي اخرى. وقال المهندس جاسم محمد جعفر التقينا رئيس منظمة التراث والثقافة الايرانية وقد ابدى المسؤول استعداهم لاستقبال وفدين عراقيين للاطلاع على صيانة وترميم وتعفير المخطوطات وتنظيمها وفهرستها وحفظها وكذلك تدريب الكوادر السياحية وامكانية الافادة من التجربة الايرانية بهذا الشان. وقال المهندس جعفر طالبنا الجانب الايراني التعاون معنا في مجال الحد من تهريب الاثار العراقية وفتح قنوات اتصال وتبادل المعلوات بشأن مهربي الاثار عبر الحدود بين البلدين ، وقد ابدى الجانب الايراني استعداده للتعاون في هذا المجال واختتم وزير الدولة للسياحة والاثار حديثه بالقول: اتفقنا مع الجانبين التركي والايراني على مواصلة اجتماع المسؤولين في البلدان الثلاثة وتطوير بنود بروتوكلات التعاون بينها والتنسيق المشترك عند حضور المؤتمرات الدولية بشأن السياحة والاثار.
ت
عنوان الخبر أو القرير
مكان النشر
10
مصر تبحث مصير جثة سفيرها بالعراق
وكالة الأخبار العراقية
كشف دبلوماسي مصري اليوم عن حوار جديد بين مصر والسلطات العراقية بشأن قتلة رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد السفير ايهاب الشريف ومكان جثمانه. وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير هاني خلاف في تصريح لمجلة "أكتوبر" الاسبوعية تجاوب العراق واهتمامه بهذا الموضوع "باعتباره اجراء لابد منه مع تعيين عدة دول عربية سفراء لها في بغداد وكذلك مصر".وكان الشريف قد قتل على أيدي مسلحين مجهولين في يوليو عام 2005 أثناء تأدية عمله وأكدت القاهرة انذاك أن استهداف أحد أبنائها لن يثنيها عن أداء رسالتها ازاء شعب العراق ومساعدته على استعادة أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته الوطنية.وأعلن وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في الاونة الاخيرة أن بلاده سترسل بعثة استكشاف الى العراق لدراسة امكانية فتح سفارة لها هناك منوها بأن السعودية تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف العراقية ولا تميز بينهم على أساس طائفي وتعاون كل الذين يعملون للحفاظ على وحدة العراق واستقلاله.وعن نتائج اجتماع لجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق التي عقدت في دمشق أخيرا أوضح خلاف أن الاجتماع بحث تنفيذ ثلاث نقاط تتعلق بمنع التسلل وضبط الحدود ومنع الجريمة المنظمة.ونوه الى الاتفاق على عقد اجتماع في دمشق خلال شهر لبحث مسألة ضبط الحدود بين البلدين اضافة الى الاجتماع المقرر لوزراء داخلية دول جوار العراق خلال أكتوبر المقبل بدولة الكويت.وبين خلاف أن الامم المتحدة طالبت في اجتماع دمشق باجراء حوار بناء الثقة بين الدول ذات الحدود المشتركة ومنها فكرة دوريات مشتركة للحدود ونقاط اتصال عاجلة وانشاء خط ساخن والاستطلاع الميداني المشترك والسماح بزيارات على الحدود..
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
الطالباني يتهم العرب بـعدم الرغبة في إقامة علاقات مع العراق.. ويحذرهم بان العراق قوي.. وليس ضعيفا كما "يتفهمون"
الملف نت
قال رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني، السبت، إن العراق بحاجة إلى قرارات دولية وإلى إقامة علاقات دولية خاصة مع الدول الكبرى، متهما الدول العربية بـ "عدم الرغبة في إقامة علاقات مع العراق".وأضاف الطالباني، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الثاني لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج... والذي أقامته وزارة الخارجية في بغداد اليوم، أن السفراء "مدعوون بأن يقوموا بدور المناضلين والمجاهدين للدفاع عن العراق، وعليهم أن يمارسوا دورا فعالا في المجال السياسي والإعلامي... وفي كل المجالات التي يمكن أن يعملوا فيها لبيان الوجه العراقي الجديد، والمخاطر التي يتعرض لها شعبنا العراقي."وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يستمر لثلاثة أيام، رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه عادل عبدالمهدي، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، ونائب رئيس الوزراء برهم صالح، والنائب الاول لرئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية، ووزير الخارجية هوشيار زيباري، إضافة إلى وزراء: الدفاع والنفط والموارد المائية، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة. وشدد رئيس الجمهورية على أن واحدة من أهم اهتمامات العراق الخارجية الحالية هي "الاهتمام بالعلاقات العربية - العربية." لكنه اتهم الدول العربية بعدم رغبتها في إقامة علاقات مع العراق، وقال "إن العراق يـُتهم ظلما بأنه لا يرغب في إقامة علاقات مع الدول العربية... والعكس هو الصحيح." وأضاف "العراق بذل، ويبذل الآن، جهودا كبيرة من اجل تعزيز علاقاته العربية... العراق لم ولن يقصر في هذا المجال، لمعرفتنا بأهمية هذه العلاقات مع الدول العربية." وأوضح الطالباني للسفراء حاجة العراق الحالية إلى "قرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة"، وقال إن هذا مدعاة إلى ضرورة إقامة علاقات قوية مع الدول الكبرى للمساعدة في إصدار مثل هذه القرارات، كما دعا إلى مكافأة الدول التي وقفت الى جانب العراق. وقال "يجب الاهتمام بالعلاقات مع الدول الكبرى، خاصة ونحن الآن بحاجة إلى قرارات دولية مفيدة لنا إلى أن يتم تحرير العراق من قيود العلاقات الدولية، وتحقيق الاستقلال الشامل للعراق." وتابع "يجب الاهتمام بالدول الصديقة والتي تتعاطف مع العراق... يجب أن نكافئها بإقامة أحسن العلاقات معها، وتشجيع استثماراتها وشركاتها للعمل في العراق... لكي يعرف كل واحد في العالم بأن الشعب العراقي وفيً، ويقدر الصداقات... ويتفهم العداوات، رغم حاجتنا الماسة إلى تهدئة العداوات." وأضاف الطالباني "يخطيء من يظن أن العراق ضعيف ويمكن العمل ضده من دون أن ينالوا الرد المناسب... لا نريد الدخول مع الدول التي تعادينا، إلا أننا لا نريد أن نسكت إلى النهاية، وإذا لم يتم حل الإشكالات بالطرق الودية... فعليهم ان يعرفوا أن العراق بلد قوي، وليس ضعيفا كما يتفهمون."وأعرب رئيس الجمهورية عن أسفه "لركود السفارات العراقية في الخارج"، وقال "للأسف.. لم أسمع، ولو لمرة واحدة، دفاعا عن العراق من قبل سفارة عراقية في الخارج." من جانبه، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تفعيل دور السفارات في الخارج، مشددا على ضرورة الاهتمام بشؤون الجاليات العراقية.. خاصة المقيمين منهم في دول الجوار، وقال إن العراق "لم يزل في مرحلة البناء السياسي، وعملية بناء العراق الجديد ليست بالعملية السهلة... رغم التقدم الكبير الذي تحقق على الصعيد السياسي، كونها الاساس لإنطلاق العمليات الاخرى في بناء الدولة العراقية"، مشيرا إلى أن تلك المهمة " تحتاج لآليات و تواصل وتبني أساليب وجهد إضافي لإكمال عملية البناء." وأضاف قائلا "لا يمكن أن نبنى عراقا في جزيرة، بل أن قوة العراق هي في قوة العلاقات المتينة مع دول الجوار... والتي منها ننطلق إلى علاقات مع كل دول العالم، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة." وأكد المالكي أن "التحديات متعددة، وأن العراق ورث تركة ثقيلة من النظام السابق جعلته يعيش في عزلة لسنوات عديدة"، معتبرا أن مهمة السفراء "ليست مهمة سهلة"، وشدد على أن أهم المهام التي تقع على عاتقهم هي "إعادة موقع العراق الطبيعي في المجتمع الدولي." ولفت إلى أن السفراء والسفارات "يتحملون مسؤولية كبيرة، كونهم يمثلون الخندق المتقدم في الخارج لمواجهة التحديات"، مشددا على الجانب الإعلامي... وأن الحكومة "ستوفر جميع الآليات والقدرات للرد الإعلامي في الخارج." من جهته، أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري على أهمية انعقاد المؤتمر في بغداد "في هذا الوقت الذي يعيشه العراق، وفي ظل ظروف عصيبة"، وقال إن العمل الدبلوماسي العراقي "عاش عقودا طويلة من الهيمنة الدكتاتورية على ملف السياسة الخارجية من قبل النظام السابق، وذلك زاد من صعوبة بناء الهيكل الدبلوماسي للعراق الجديد."وأشاد وزير الخارجية بـ " تكاتف جهود ملاكات الوزارة، التي ارتقت بعملها إلى مستوى عال", مشيرا إلى أن الوزارة " تفتخر بأنها كانت من رواد تحقيق مصالحة وطنية حقيقية, وأنها كانت خير ممثل للعراق في المجتمع الدولي"، وقال "رغم صعوبة الظروف، تمكنت الوزارة من تحقيق إنجازات جبارة في تمثيل العراق في الخارج... وتخليصه من العديد من القيود الدولية التي فرضت عليه في فترة النظام السابق, وفي استعادة مواقعه الطبيعية في المنظمات الإقليمية والدولية." وأوضح زيباري أن السياسة الخارجية لأي بلد "إنعكاس وامتداد للسياسة الداخلية"، مشيرا إلى أن سياسة الخارجية العراقية "تستند على الدستور، الذي شدد على أن السياسة الخارجية للعراق تنطلق من القانون الدولي، وإقامة علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة." وحضر المؤتمر الثاني لـ ( الدبلوماسية العراقية في الخارج) وكلاء ورؤساء الدوائر في وزارة الخارجية، وجميع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في مختلف دول العالم، إضافة إلى كبار موظفي الوزارة. من جانب اخر، أعلنت جبهة التوافق العراقية عن مشاركتها في إجتماع قادة الكتل السياسية المزمع عقده، السبت، لبحث ومناقشة سبل انهاء الازمة السياسية والوضع السياسي, فيما عبرت القائمة العراقية الوطنية عن اعتقادها بانها غير معنية بهذا الشأن، وقالت إنها لم تتلق دعوة للمشاركة فى الاجتماع . ومن المتوقع أن يجتمع القادة السياسيون العراقيون، مساء السبت، لبحث السبل الكفيلة بإنهاء ازمة السياسية الحالية . وقال الدكتورسليم عبد الله الجبوري المتحدث باسم كتلة التوافق \ ان "الجبهة لاعلم لها بتوقيت الاجتماع , لكنها في كل الاحوال ستشارك في هذه الاجتماعات التي من المفترض ان تبحث نقاط الخلاف ومراجعة للعملية السياسية" . وأضاف أن "الاجتماع سيركز على جملة من المسائل اهمها اداء الحكومة , وأسس المشاركة في صنع القرار السياسي , وبحث مفاهيم بناء الدولة القائمة على احترام القانون, واصلاح المؤسسات الامنية والرجوع لبعض الملفات التي تاتي ضمن برنامج الحكومة وقضايا اخرى تتعلق بالجانب التشريعي" . وعبر الجبوري عن اعتقاده بأن" جدول عمل الاجتماع يتضمن مناقشة القضايا التشريعية المتعلقة بعدد من القوانين منها التعديلات الدستورية وقانون النفط وقانون المحافظات وقانون المساءلة والعدالة , فضلا عن مناقشة الشراكة الحقيقية في القرار السياسي وصلاحيات رئيس الوزراء , والعفو العام والمصالحة الوطنية , وكيفية التعامل مع الجماعات المسلحة في العراق". ودعت جبهة التوافق العراقية ،الجمعة، جميع الفرقاء الى الضغط على الحكومة لتفعيل المشاركة الحقيقية في القرار السياسي وليس المشاركة الشكلية الخالية من وجود أي صلاحيات للاطراف الاخرى . وقالت فى بيان لها حول اعلان الجبهة الرباعية التي اعلن عنها الخميس والتي تضم المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة والحزبين الكرديين الرئيسيين "منذ أشهر تسعى بعض الكتل السياسية العراقية إلى تشكيل تحالفات جديدة للخروج من المأزق السياسي والأمني في العراق ، وإنها وإن اختلفت في توصيفها لأسباب الأزمة وحلولها ومدى قناعتها بأداء الحكومة إلا إنها جميعاً تؤمن بأن العملية السياسية تمرّ بمرحلة من الجمود أو الشلل" . وأضاف البيان ان جبهة التوافق "تعتقد أن الخلل يكمن في أصل العملية السياسية التي بنيت على المحاصصة الافتراضية المتعجلة وعلى تهميش كثير من القوى السياسية المهمة في العراق وإهمال المصالحة الوطنية الحقيقية التي هي أسّاس النجاح للعمل السياسي الذي يهدف إلى استقرار العراق وبنائه, وان الجبهة لا ترى جدوى من تشكيل التحالف الرباعي لأنه أساساً يستند إلى التحالفات القديمة أيام المعارضة قبل تغيير النظام ، وإنها وإن فتحت المجال مشكورة لدخول أطراف سياسية أخرى إلا إنها كان من الأولى أن لا تعلن التحالف ابتداء إلا بعد إقناع قيادات سياسية فاعلة وأطراف أخرى يمكن بمشاركتها كسر الجمود وإقناع الأطراف المقاطعة للعملية السياسية بالمشاركة أو على الأقل بتبني مواقف أكثر حياديةً أو أكثر تفهماً للوضع السياسي العراقي" . وأوضح البيان "ان الجبهة ستستمر في مسيرة الإصلاح السياسي الذي تؤمن به منفتحة بالحوار والتفاهم مع جميع الكتل السياسية العراقية الموجودة داخل العملية السياسية وخارجها , وانها لن تستثني أي طرف عراقي يسعى للبناء ويرفض التخريب والفساد ويؤمن بوحدة الوطن والأرض والشعب من أجل الوصول إلى مشروع وطني ينضوي تحته جميع العراقيين". ووقعت أربعة أحزاب عراقية رئيسية، الخميس، في مؤتمر صحفي مشترك "مبادرة اتفاق" تتضمن توافقات لتحريك العملية السياسية في العراق، فيما قال رئيس الجمهورية جلال الطالباني ان الموقعين "يمتلكون الأغلبية" ولا يخشون على مصيرهم في البرلمان. وأعلن الاتفاق الرباعي الحزبان الكرديان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزبان شيعيان رئيسيان هما حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الاعلى الاسلامي. ويمتلك التحالف الكردستاني 55 مقعدا في البرلمان، بينما لحزب الدعوة 30 مقعدا وللمجلس الأعلى الإسلامي 30 مقعدا، من مجموع مقاعد البرلمان العراقي البالغة 275 مقعدا. من جهته، قال اسامة النجيفي عضو القائمة العراقية الوطنية التي يتزعمها الدكتور اياد علاوي ان" القائمة العراقية لم تتلق اي دعوة حتى الان للمشاركة في هذه الاجتماعات , وان الجبهة الرباعية الجديدة والتي اعلن عنها مؤخرا لديها تحفظات على هذا الحضور" . واضاف ان قائمته "تعتقد ان العملية السياسية فشلت بسبب اعتماد المنهج الطائفي , وللعراقية مشروع وطني يتعلق بوحدة البلاد بعيدا عن المشاريع الطائفية التي لاتخدم العراق ولاتخدم العملية السياسية" . وللقائمة العراقية (24 مقعدا) في مجلس النواب بعد انسحاب النائب المستقل مهدي الحافظ من القائمة .

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
ابو ريشة تجربة عشائر الانبار الناجحة اقتدى بها اهل المناطق الساخنة وعلى التوافق تجاوز خلافاتها مع المالكي
شبكة أخبار العراق
تأسس في مدينة الرمادي مجلس شيوخ عشائر الانبار الذي ضم ايضاً عشائر مدن اعالي الفرات بحضور اغلب شيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة ورئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي والشيخ خلف العليان القيادي في الجبهة ووزير الدولة لشؤون الخارجية الدكتور رافع حياد العيساوي والنائب احمد العلواني وبحضور القائد ماتس قائد قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في العراق وافغانستان.وجاء تشكيل المجلس خلال اجتماع عقد امس الجمعة في الرمادي دعا اليه مؤتمر صحوة الانبار، الذي قرر تغيير تسميته الى مؤتمر صحوة العراق. وقال الشيخ عبد الستار ابو ريشة رئيس مجلس صحوة الانبار ان تغيير اسم مجلس صحوة الانبار الى اسم مجلس صحوة العراق نظراً لان المجلس لم يعد حكرا على اهالي الانبار بل امتد الى باقي المحافظات العراقية التي تشهد توترا امنيا، مشيراً الى دور مجالس الصحوة التي تشكلت في المناطق الساخنة على غرار ما حدث في الانبار في توحيد الجهود لمقاتلة فلول القاعدة التي تسببت في الدمار والخراب لمدننا. وطالب الشيخ ابوريشة رئيس مجلس صحوة العراق اعضاء جبهة التوافق العراقية العمل على النهوض بالعملية السياسية نحو الامام وترك الخلافات مع رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي جانبا من اجل مساعدة من انتخبوهم واوصلوهم الى قبة البرلمان من الاوضاع الصعبة لاسيما المعيشية والحياتية في ظل غياب القانون وانعدام الخدمات. وبالرغم من كون المجلس اخذ صبغة الاستقلالية في الانبار الا ان تأثيره سرعان ما امتد الى المحافظات القريبة وبعض المناطق الساخنة، التي وجدت في تجربة الانبار وعشائرها في محاربة تنظيم القاعدة مثلاً ايجابياً يمكن الاقتداء به.الشيخ عبد الستار ابو ريشة اشار ايضاً الى ان اطلاق تسمية (مجلس صحوة العراق) ستكون دافعاً لتعميم تجربة نجاح مجلس الانبار الى باقي محافظات ومدن العراق التي تشهد توترا امنيا صعبا للغاية, لاسيما محافظة ديالى ومدن شمال بابل التي يطلق عليها مثلث الموت.من جانبه قال الشيخ عيفان سعدون العيفان احد قيادي مجلس صحوة العراق ان الهدف الاساسي من هذا التجمع ليس فقط الاعلان عن تاسيس مجلس شيوخ عشائر الانبار، بل ان الهدف الحقيقي هو توحيد الكلمة ورص الصفوف من اجل تحقيق استقرار العراق مطالباً الاحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحكومة وغير المشاركة بدعم مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية بين اطياف الشعب العراقي فعلياً وليس بالكلمات واشعارات، وانما بتجسيد الرغبة الحقيقية من كافة الجهات السياسية والدينية والعشائرية. واضاف العيفان ان الايام القليلة القادمة ستشهد قيام مجلس عشائر الانبار ومؤتمر صحوة العراق باجراء اتصالات مكثفة مع الكتل والاحزاب السياسية من اجل حثهم على تفعيل واحياء مشروع المصالحة الوطنية في العراق.يشار الى ان مجلس صحوة الأنبار وهو تحالف من العشائر العربية السنية تأسس منتصف ايلول 2006 لمحاربة تنظيم القاعدة في مافظة الانبار التي تعد من اهم معاقل التنظيم قبل انتفاض عشائرها على جرائم القاعدة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
قذائف المورتر تنهمر فوق رؤوس اهالي الخالص» * مقتل 13عراقياً واصابة 59 معظمهم في كركوك
الدستور الأردنية
اعلنت مصادر امنية عراقية امس مقتل 13 شخصا واصابة 59 في تفجيرات وهجمات اشدها في كركوك ، في حين أفاد الجيش الأمريكي امس بأن جنديا أمريكيا قتل وأصيب اثنان آخران الجمعة عندما انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب أحد الطرق لدى مرور دوريتهم شرق بغداد. في غضون ذلك ، اعلنت مصادر امنية عراقية امس مقتل 5 اشخاص على الاقل واصابة 42 بانفجار عبوتين ناسفتين في سوق القورية وسط كركوك مساء الجمعة. وقالت الشرطة العراقية ان مسلحين قتلوا ضابط شرطة في اطلاق للنيران من سيارة مارة في الحويجة غربي كركوك.وقال مصدر أمني مسئول في شرطة مدينة كركوك إن قوة مشتركة من الشرطة والجيش وبإسناد من القوات متعددة الجنسيات اعتقلت فجر امس 38 من المشتبه بهم ، بينهم 15 من المطلوبين للأجهزة الأمنية في عملية عسكرية قرب كركوك. الى ذلك قالت الشرطة ان 7 أشخاص قتلوا حينما سقطت قذائف مورتر على بلدة الخالص شمالي بغداد امس.وأصاب ما يقدر بنحو 17 قذيفة سوقا محلية ومناطق سكنية ومستشفى.وقال علي حميد المهندس في البلدة ذات الخليط المذهبي "بدأت القنابل تنهمر فوق رؤوسنا. وبدأ الناس في السوق بالركض. ورأيت جثة امرأة مسنة ممددة في الشارع ".وقال الجيش الامريكي في بيان ان قواته قتلت اثنين من المتشددين واحتجزت 16 اخرين خلال عمليات في وسط وشمال العراق.على صعيد تصل قال محافظ نينوى ان عدد القتلى في هجمات بشاحنات ملغومة الاسبوع الماضي والتي استهدفت أفرادا بالطائفة اليزيدية وهي من الاقليات في العراق ارتفع الى 344 قتيلا ومن المعتقد أن ما زال هناك نحو 70 مفقودا. ويقدم المسؤولون العراقيون أرقاما مختلفة للقتلى. من جهة اخرى قالت الشرطة انه عثر على 11 جثة في أحياء متفرقة في بغداد خلال الاربع والعشرين ساعة المنصرمة. كما عثرت الشرطة على 3 جثث في الاسكندرية جنوبي بغداد عليها اثار أعيرة نارية في الرأس.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
افتتاح محاكمة الضابط الأميركي الوحيد الملاحق في قضية "أبوغريب"
الغد الأردنية
تفتتح غداً محاكمة الكولونيل ستيف جوردن الضابط الأميركي الوحيد الملاحق في فضيحة تعذيب معتقلين بسجن ابوغريب في العراق، امام محكمة عسكرية في فورت ميدي (ماريلاند).وبعد أكثر من ثلاث سنوات على نشر الصور التي ظهر فيها معتقلون عراقيون يتعرضون الى الاهانة من طرف حراسهم الأميركيين لم يحاكم سوى عدد قليل من الجنود، في حين لم يلاحق اي مسؤول كبير في الدفاع سواء كان مدنيا او عسكريا.وظهر في الصور، التي شوهدت في كافة انحاء العالم، معتقلون عراة مكدسون ارضا على بعضهم البعض ورؤوسهم مغطاة بملابس داخلية نسائية او معتقلون مجبرون على السير عراة امام حارسات اميركيات.واتت تلك الصور على التعاطف الدولي مع الولايات المتحدة الذي اثارته تفجيرات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001. واعتبر الرئيس جورج بوش السنة الماضية ان تلك الفضيحة "خطأ فادح" ارتكبته بلاده في العراق.وأكد وزير الدفاع آنذاك دونلد رامسفلد انه قدم استقالته مرتين في خضم الفضيحة مع الاصرار على ان التعذيب من فعل "بعض الشواذ" في جيش يضم مئات آلاف الجنود.وادين 11 جنديا وصدرت بحقهم احكام تتراوح بين بضع ساعات من اشغال المصلحة العامة والسجن عشر سنوات، بينما أكد معظمهم انه امتثلوا ببساطة للاوامر.ولم يعاقب من كبار الضباط سوى الكومندان المكلفة السجون الأميركية في العراق حينها الجنرالة السابقة جانيس كبرينسكي وقد خفضت رتبتها بدون احالتها على القضاء العسكري.واوضحت، بعد عودتها الى الحياة المدنية في كتاب نشرته في نهاية 2005، ان التعذيب "كان نتيجة اوامر متناقضة وقوانين غير واضحة صدرت عن قيادات عسكرية في العراق وصولا الى رأس السلطة المدنية في واشنطن"وافادت تقارير عن تحقيقات اجراها الجيش حول الفضيحة ان الكولونيل جوردن (51 سنة) شارك في تلك الفوضى.وفيما كان الكولونيل بحسب تعيينه الرسمي مسؤولا عن مركز الاستجواب، ركز اهتمامه فقط على تحسين ظروف حياة الجنود العاملين في السجن.ولم يحاول ضابط الاحتياط المتخصص في تحليل المعلومات الاستخباراتية وليس في جمعها، الاشراف على عمليات الاستنطاق، بل ترك جنودا غير مدربين بشكل جيد وقليلي العدد يتخبطون وحدهم في تلك المهمة فيما يمارس عليهم الضباط ضغوطا لحثهم على تحقيق نتائج.واتهمه القضاء العسكري بانه ارغم ذات ليلة معتقلين على التعري وهددهم بكلاب هجومية في حادث لم يصور، وبأنه بعد ذلك كذب على المحققين مؤكدا انه لم يحضر تعذيبا ولم ير معتقلين عراة.ويواجه الكولونيل، الذي وجهت له ستة اتهامات منها عرقلة القضاء والاخلال بالواجب والادلاء بشهادة زور، حكما اجماليا بالسجن 16 سنة وستة اشهر حتى وان كانت عقوبة اخطر التهم لا تتعدى السجن خمس سنوات كحد اقصى.ولا تثير القضية اهتماما كبيرا في الولايات المتحدة، كما لم تخصص لها وسائل الاعلام الأميركية الكثير من المقالات ما عدا لتقديم المتهم على انه كبش محرقة.وطلب عشرون صحافيا فقط اعتمادا لتغطية المحاكمة، كما ان منظمات الدفاع عن حقوق الانسان لم تتحرك حتى الآن.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
العراق وايران يوقعان اتفاقا لتأمين الحدود بينهما
الرأي الأردنية
أعلن في بغداد امس أن مسؤولين عراقيين وايرانيين وقعوا اتفاقا جديدا لتأمين الحدود بين البلدين.وذكرت قناة العراقية الحكومية أن مسؤولين عراقيين وايرانيين وقعوا اتفاقا جديدا بشأن تأمين الحدود بين البلدين في ختام أول اجتماع مشترك بين الجانبين. ونقلت العراقية عن مصادر أن هذا الاتفاق جاء في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام، في العاصمة الإيرانية طهران ، أكد الجانبان فيه علي ضرورة إحلال الأمن في المنطقة، وإقامة مراكز للمراقبة، وتعزيز نقاط التفتيش الحدودية، بالإضافة إلى تعزيز الأمن على الحدود البحرية بين البلدين.كما تم التأكيد علي ضرورة تبادل المعلومات الاستخباراتية وكذلك الإبلاغ عن عمليات تنقل الأفراد بصورة غير شرعية بين الجانبين.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
الاردن واسرة صدام يقللان من قيمة طلب الحكومة العراقية تسليم رغد
العرب اليوم
قللت مصادر رسمية ومصادر مقربة من عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من اهمية وضع الشرطة الدولية "الانتربول" أمرا بالقاء القبض على رغد على موقعها الرسمي على الشبكة الدولية "الانترنت".خبراء قانونيون اعتبروا الطلب العراقي بمثابة احراج للحكومة والاردن الذي اكد غير مرة ان رغد وشقيقتها ضيفتان على الاسرة الهاشمية الامر الذي اعتبره المحامي سميح خريس يدخل في باب الحياء الشخصي الذي يجب ان تنتبه له الحكومة العراقية.الناطق باسم الحكومة ناصر جوده قال إن الحكومة لا ترغب بالتعليق على هذا الموضوع" وهو الموقف نفسه الذي اتخذته رغد لدى مراجعتها بالخبر من قبل مقربين لها.ووفق الموقع فان نشر أمر القبض جاء بناء على طلب الحكومة العراقية. ويأتي وضع الانتربول "امر القبض" على موقع على الانترنت بعد ساعات فقط من انتهاء الزيارة التي قام بها وفد امني عراقي الى الاردن.وهو ما اشار اليه المحامي بديع عارف عضو هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين, بالقول: "لا صحة لأن تكون شرطة الأنتربول قد أصدرت أمرا بتسليم رغد إلى السلطات العراقية". إلا أن وسائل اعلام عربية وغربية بدأت بنشر الصفحة الالكترونية التي يوجد فيها الطلب.وقال المحامي سميح خريس الخبير القانوني لـ "العرب اليوم " انه من باب الحياء الشخصي لا يجوز ان تتقدم الحكومة العراقية بمثل هذا الطلب ويجب ان تنتبه له مؤكدا ان نشر الطلب جاء لاسباب سياسية تتعلق بالضغط على الحكومة الاردنية خاصة بعد انباء عن امكانية تزويد الاردن بالنفط باسعار تفضيلية.وتابع الخبير القانوني خريس قوله في اطار تفسير موقف المتحدث الرسمي باسم الحكومة ان هناك اطارا قانونيا وقد وقع الاردن على اتفاقية الرياض التي جرت عام 1983 المتعلقة بتسليم المجرمين والمطلوبين حيث اشترطت الاتفاقية ان تكون كلتا الدولتين مصادقتين على الاتفاقية ومصادق عليها من البرلمان في الدولتين وان يكون المطلوب تسليمه مرتكباً لجريمة على ارض بلاده او الدولة الثانية عقوبتها كحد ادنى سنة سجن وان تكون الجريمة منصوص عليها في قوانين الدولتين كما يتوجب على الدولة الثانية "العراق " ان ترسل ملف القضية في مثل هذه الحالات للاردن موضحا فيه كيفية ارتكاب الجريمة والادلة على ذلك.وزاد المحامي وبعد كل ذلك يأتي دور الدولة المطلوب منها تسليم المجرم حيث تأمر بالقاء القبض عليه من قبل محكمة الصلح ويرسل قرار المحكمة الى محكمة الاستئناف لاستئناف القرار ثم التمييز للمصادقة عليه ثم يوجه لمجلس الوزراء لاصدار قرار بتسليم المجرم.واستطرد خريس بقوله اما بالنسبة لرغد فان اسئلة تثار في الوسط القانوني والقضائي الاردني وهي ان العراق دولة محتلة وبالمنطق القانوني والدستوري والقانون الدولي واتفاقيات جنيف فان العراق يخضع الحكم فيه لقوات الاحتلال بمعنى ان العراق الان ليس صاحب ارادة سياسية حرة وبالتالي يطرح الان سؤال اخر هل تملك "الحكومة العراقية" وليدة الاحتلال ان تطلب استلام مواطن من خارج العراق حتى لو كان مجرما حقا? وهل العراق الان يتساوى مع دول العالم ذات السيادة الكاملة ? واذا كانت جميع هذه الشروط متوفره فبالنسبة لقضية رغد فانها غادرت العراق بعد الاحتلال بايام قليلة جدا ويطرح المحامي خريس تساؤلات ما هي الافعال التي ارتكبتها على الارض العراقية ليقال انها ارتكبت جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة وبالتالي فانه لا يجوز ان ينسب اليها جريمة خارج حدود العراق من القضاء العراقي.المحامي خريس ربط طلب الحكومة العراقية بطلب الحكومة الاردنية منذ اكثر من 18 عاما وهو يجدد طلبه تسليم النائب العراقي احمد الجلبي الذي ارتكب جرائم ادت لافلاس احد ابرز البنوك الاردنية وفر من وجه العدالة والقضاء الاردني .ويزيد خريس ان الجلبي عاش في الاردن وارتكب جريمة يعاقب عليها القانون وحوكم من قبل محكمة اردنية شرعية صحيحة وصدر بحقه قرار حكم على جرائم جرمها القانون الاردني ولا تزال الحكومة العراقية الحالية تماطل بتسليم الجلبي لاعادة محاكمته.ويختم خريس قوله ان الاطار القانوني لا يتيح لاي دولة كانت ان تسلم الحكومة العراقية رغد لانه لا يوجد سند قانوني يمكن الاحتكام اليه اما بالنظر الى القضية من منظور عربي وعشائري كون المطلوب سيده فانه على حكام العراق ان يعلموا ان رغد هي ضيفة الملك عبداللـه الثاني ومن الحياء الشخصي على حكومة العراق ان يتراجعوا عن مثل هذه الطلبات كون طلبهم لا يستند الى اي سند شرعي وما هو الا مطلب كيدي لاحراج الحكومة الاردنية تمهيدا لخلق ازمة سياسية.وجاء في حيثيات قرار أمر إلقاء القبض أن رغد صدام حسين المجيد, والتي تبلغ من العمر 38 عاما ومن مواليد عام 1968 المطلوبة للحكومة العراقية على ذمة عدد من التهم وهي الارهاب وجرائم ضد حياة وصحة الابرياء, حسب الموقع.وطالب الموقع أي شخص يحصل على أي معلومات عن مكان تواجدها تبليغ قسم الشرطة المحلي في مدينته, علما ان الجميع يعلم ان رغد صدام حسين مقيمة في احد ضواحي العاصمة "عمان" وان منزلها بات علما يحدد به السائقون مواقع المنطقة.وكان آخر ظهور علني لها في مجمع النقابات المهنية بعمان خلال مظاهرة شعبية بعد تنفيذ حكم الاعدام بوالدها صدام حسين. مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي رفض التعليق خلال زيارته الى عمان على ما اذا كان الوفد الامني العراقي الذي زار عمان الاسبوع الماضي قد طلب من الحكومة الاردنية تسليم رغد ام لا قائلا "لا اريد أن اناقش وضع أشخاص بذاته من العراقيين المطلوبين لأنه يعتبر تدخلاً في القضاء", الا ان التصريحات الرسمية لمسؤولي الجانبين اشاروا بان اسماء القائمة التي سلمها العراقيون الى الاردنيين هي لمجرمين جنائيين وليسوا سياسيين.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
استئناف القصف المدفعي الإيراني للمناطق الحدودية في كردستان
وكالة الاخبار العراقية
صرح قائم مقام قضاء بشدر حسين أحمد أمس الجمعة أن »المدفعية الإيرانية قصفت المناطق الحدودية في اقليم كردستان بشمال العراق على الأخص مناطق قندة وكناو وسرشيو التابعة لبلدة قلعة دزة ما أدى إلى إحراق مساحات شاسعة من المراعي والبساتين«. وأضاف أحمد ان القصف »أدى إلى نزوح جماعي لأهالي المنطقة وان أعداداً كبيرة من القرويين تركوا منازلهم واتجهوا إلى المناطق المجاورة لتجنب القصف والنيران المندلعة في المراعي والأراضي الزراعية«. وأكد على ان »السلطات المحلية قامت بتشكيل فرق طوارئ لمساعدة النازحين ومعالجة جرحى القصف كما خصصت السيارات والحافلات التابعة للدوائر الحكومية لإخلاء سكان المنطقة ونقلهم إلى بلدة قلعة دزة«. وكانت المدفعية الإيرانية بدأت صباح الخميس قصف المناطق الحدودية في محافظة السليمانية بذريعة ضرب مواقع مقاتلي حزب »الحياة الحرة« الكردي المعارض للجمهورية الإسلامية والمتمركزين في المناطق الجبلية شرق اقليم كردستان.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
هيئة علماء المسلمين: التحالف الرباعي يدفع بالعراق نحو مزيد من الأزمات
الخليج
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق أمس السبت إن الائتلاف الكردي الشيعي الذي أعلن عنه مؤخراً من شأنه دفع العراق نحو مزيد من الأزمات. وقال المتحدث باسم الهيئة محمد بشار الفيضي ليونايتد برس انترناشونال في عمان “الائتلاف الجديد خطوة نحو مزيد من الأزمات.. ونخشى أن يكون خطوة لتعميق المحاصصة الطائفية في العراق”.وعبر الفيضي عن خشيته من أن تسعى القوى السنية لتشكيل ائتلافات خاصة بها في ضوء تشكيل الائتلاف الجديد، موضحاً أن احد أهداف هذا الائتلاف إطالة أمد عمر حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي واجهت أزمة كبيرة في أعقاب انسحاب جبهة التوافق من الحكومة.وجدد الفيضي دعوة هيئة علماء المسلمين لكافة القوى السنية في العراق لمقاطعة العملية السياسية برمتها لإجبار القوى الحاكمة على إعادة النظر في العملية السياسية الجارية حالياً و”المدعومة من الاحتلال الأمريكي” كما ذكر الفيضي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
صولاغ لشبكة أخبار العراق: 50%نسبة ألبطالة وزيادة موكدة لرواتب المتقاعدين
شبكة أخبار العراق
في أطار لتنوير الراي العام بحقائق الأمور خاصة ما يتعلق بالسياسة المالية واوجه صرفها في العراق المحتل ،أجرت الزميلة زينب عدنان حوارا مع وزير مالية حكومة الاحتلال الرابعة (صولاغ) وفيما يلي نص الحوار•هنالك عجز في مالية الدولة خلال الست شهور الأولى لعام 2007 ؟ كيف ستعالجون هذا العجز ؟- يعزى العجز الى ان وزارة النفط لم تستطيع تصدير عدد من البراميل البالغ "مليون وسبعمائة الف" برميل يوميا نتيجة للوضع الأمني, ما حصل في كركوك تم تفجير الباي بلان بين كركوك وبين جيهان عدة مرات حيث لم نصدر هذا العام الا شيئا لا يذكر, وبالتالي انحرم العراق من " 500" الف برميل في اليوم , مما انعكس سلبا على عائدات العراق المالية وكلف عجز النصف الأول من العام مليار دولار رغم ان وزارة المالية بذلت جهدا من خلال الضرائب وليس على حساب المواطن بل من خلال شركات الموبايل وشركات أخرى فقد حصلنا على " 400" مليون دولار عائدات النفطية هذا العجز.•هل هنالك اتفاق بين العراق والاردن حول قانون النفط؟- نعم, هنالك دعما للأردن بالنفط سيستمر وقانون الحكومة العراقية قرار نهائي لا رجعة فيه وسنعطي للأردن من " 30" ألف برميل الى ان نصل الى "100" ألف وهذا تصدير إضافي للعراق ومن مصلحة الأردن ان تأخذ بأسعار تقليدية فالأردن دولة شقيقة وهي بحاجة الى ذلك وهذا قرار مجلس الوزراء تمت مناقشة وانا أبلغت الحكومة الأردنية وكذلك السيد المستشار الأمني القومي قد بلغ والسيد وزير النفط وقد بلغ ايضا, وكان هذا قرار الحكومة, اما كيفية إيصاله والية إيصاله سيتم معالجته قريبا.•كم تقدر حجم البطالة الآن في العراق, وكيف تتم معالجتها؟-هنالك من يقول ان نسبة البطالة 40% وهنالك من يقول 50% ولكن حجم البطالة الحقيقي لا يتجاوز 30% وهذا العام حصل انخفاض كبير في حجم البطالة نتيجة المشاريع, فأطلقنا " 11" مليار دولار استثمار و " 3" مليارات للتجهيز كل ذلك ساهم في تخفيض 20% من نسبة البطالة كذلك انخفاض التضخم من 32% الى 16% حسب تقرير صندوق النقد الدولي كما انخفض التضخم العام من 56% الى 46% فالدينار العراقي تحسن أمام الدولار فالآن لدينا سياسية نقدية جيدة فالدينار العراقي تحسن بنسبة رائعة جدا خلال الست شهور بنسبة 17%, وإنني متفائلا خلال السنتين القادمتين اذ استطاع العراق ان يعود الى نسبته في التصدير في " اوبك" وهي 3 او 4 مليون برميل في اليوم فستحل كل المشاكل ولا توجد هنالك بطالة او تضخم.•ماذا قدمت وزارة المالية للمتقاعدين الذين يعتبرون اكبر شريحة في المجتمع؟-بعد ان أعيد القانون من مجلس النواب وضعنا تحسينات به وتمت زيادة رواتب المتقاعدين السابقين بمستويات تساوي التضخم وثم احيل الى البرلمان وتمت موافقة اللجنة المالية عليه وسيرفع بعد عودة البرلمان خلال أسابيع وسيتم إعادته للتصويت.•هنالك معلومات تسربت الى شبكتنا " شبكة أخبار العراق" حول بيع مصرف الرافدين " فرع لندن" ؟ ما مدى صحة هذه المعلومةكلام غير دقيق, مصرف الرافدين " فرع لندن" يواجه مشكلة ديون مستحقة عليه واستطاع الدائن بإقامة دعوى على المصرف وكسب الدعوى فحجز على المصرف والآن هنالك جهود باجتماع المستشارين الماليين والقانونيين لمعالجة هذه الموضوع مع الدائن ولن يتم بيع المصرف بأذن الله.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
واشنطن ما تزال تأمل في عودة السنة الى حكومة المالكي
الغد الأردنية
أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس انها ما تزال تأمل في عودة السنة الى حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رغم ان قادتهم ليسوا ضمن التحالف الحكومي الذي اعلن عن تشكيله الخميس الماضي.وكان الرئيس العراقي جلال طالباني والمالكي اعلنا عن تحالف جديد بين اربعة احزاب كردية وشيعية، لكن من دون القادة السنة الذين انسحبوا من الحكومة في الأول من الشهر الحالي.ولم يضم التحالف نائب رئيس الجمهورية أمين عام الحزب الاسلامي العراقي (سني) طارق الهاشمي او اي طرف من جبهة التوافق السنية.من جهتها، أعلنت الخارجية الاميركية ان القادة السنة لا يزالوا معنيين بالعملية السياسة العراقية رغم غيابهم عن الحكومة.وقال المتحدث باسمها شون ماكورماك ان "الهاشمي ما يزال معنيا جدا بالعملية السياسية" مضيفا ان "الاحتمال ما يزال مفتوحا امامهم للعودة الى الحكومة حين يرون الوقت مناسبا".وقد انتقدت "التوافق" الائتلاف الحكومي الجديد، معتبرة ان الازمة السياسية تكمن "في المحاصصة وتهميش القوى السياسية".وأفادت، في بيان أول من أمس، "نعتقد ان الخلل يكمن في اصل العملية السياسية التي بنيت على المحاصصة الافتراضية المتعجلة وتهميش كثير من القوى السياسية المهمة في العراق واهمال المصالحة الوطنية الحقيقة كونها اساس نجاح العمل السياسي الهادف الى استقرار العراق وبنائه".لكن ماكورماك قال ان السنة وعبر استمرار التزامهم بالعملية السياسية سيتمكنون من المساهمة في تجاوز الخلافات خاصة في مجال اقرار القوانين الهادفة الى تشجيع المصالحة الوطنية.واوضح "ما نرغب ان نراه هو ان يمضوا قدما في هذا المجال وان يقروا القوانين التي توجه رسالة واضحة بأن العراق هو لكل العراقيين بغض النظر عن الانتماء الطائفي او المناطقي او الديني".وتعاني الحكومة العراقية منذ اشهر من شلل بسبب الخلافات بين الافرقاء السنة والشيعة والتي دفعت 17 وزيرا الى الانسحاب منها او مقاطعتها من اصل 40 وزيرا.وهذا الوضع ادى الى تجميد اقرار اي مشروع اصلاحي من ضمن الاصلاحات التي تريدها واشنطن، وابرزها قانون النفط الجديد الذي يوزع العائدات النفطية على المحافظات العراقية الـ18. من جهة أخرى دعا الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي أمس دبلوماسيي بلادهما الى اقامة علاقات متينة مع دول العالم، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة انتقادات حول اخفاقها في وضع حد لاعمال العنف.وقال طالباني، للسفراء العراقيين في افتتاح مؤتمر عقد في بغداد أمس ويستمر اربعة ايام،"يجب ان يكون دوركم كمقاتلين تدافعون عن العراق الجديد" مؤكداً "يجب ان تلعبوا دورا فعالا في المجال السياسي والاعلامي، وان تبينوا الانجازات التي تحققت في العراق".وأوضح ان "العراق يتعرض للاتهام ظلما (بأنه لا يريد اقامة علاقات مع الدول العربية) لكن العكس صحيح، فالعراق يبذل جهودا جادة لاقامة علاقات جيدة مع العرب".وخلف الاقتتال المذهبي في العراق عشرات الآلاف من القتلى ما زاد من حدة التوتر الاقليمي، فيما تتحدث تقارير عن تسلم الاطراف المتنازعة دعما من دول الجوار.وحض طالباني الدبلوماسيين على تعزيز العلاقات مع "البلدان الصديقة" لضمان الاستثمار.على الصعيد ذاته، تتفاوض بغداد مع عدة بلدان لالغاء ديون تقدر بمليارات الدولارات ولضمان الحصول على قروض جديدة لتطوير الاقتصاد المتهالك.وشدد الرئيس العراقي على انه "يجب ان تتحسن علاقاتنا بالدول الكبرى، ونحتاج الى اتخاذ قرارات عالمية يمكن ان تكون مهمة لنا للوصول الى الاستقلال الناجز".من جانبه اكد المالكي، مخاطبا الدبلوماسيين، "لا يجب ان يعتقد احد انه في مهمة سهلة، انها صعبة جدا".واضاف "نتحرك اليوم لمواجهة الارهاب، لن نقتصر على المواجهة المسلحة، بل نحتاج لعلاقات متينة مع العالم، وان نفهم العالم ماذا نريد من العراق الجديد" موضحاً "يجب افهامهم اننا لسنا مع تقسيم العراق، كما اننا لسنا مع الطائفية".وحضر افتتاح المؤتمر مسؤولون عراقيون كبار وعشرات من السفراء.بدوره أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري، الذي ترأس جلسة عمل مع سفراء العراق، "ان المؤتمر جاء بتوقيت مهم لطرح كل القضايا الموجودة في ملفات السفارات ووزارة الخارجية".وشدد على "ضرورة بذل الجهود الجادة لانجاز ما ملقى على عاتقنا من مهام وضرورة تحسين الاداء الدبلوماسي بحيث يتلائم مع اهدافنا السياسية في السيادة والاستقلال وان تأتي هذه السياسة ردا على حملات الارهاب التي تستهدف شعبنا".ويعاني العراق من تدهور في علاقاته مع بعض جيرانه من الدول العربية والتي توجه اليها تهمة "دعم اعمال العنف والصراعات الطائفية التي تجتاح البلاد".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
الأكراد يتهمون واشنطن بمغازلة تركيا بشأن كركوك
الخليج
انتقد برلماني كردي عراقي أمس السبت تصريحا للسفير الأمريكي لدى العراق رايان كروكر رأى فيه عدم إمكانية إجراء استفتاء على وضع مدينة كركوك في موعده المحدد نهاية العام الحالي، معتبرا هذا الكلام بأنه تدخل في الشأن العراقي وجزء من مغازلة الولايات المتحدة لحليفتها تركيا.وقال عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان “إن تصريحات السفير الأمريكي بشأن عدم إمكانية إجراء الاستفتاء على مدينة كركوك المثيرة للجدل يعتبرها السياسيون الأكراد تدخلا سافرا غير مبرر في الشأن العراقي، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلاً”. وأوضح عثمان أن لجنة تطبيع الأوضاع الخاصة في مدينة كركوك هي وحدها من تقرر ما إذا كانت الأوضاع الأمنية التي يمر بها العراق لا تسمح بإجراء الاستفتاء على مدينة كركوك وتحديد هويتها.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
أمر اعتقال دولي بحق عزة الدوري
الشرق الأوسط
أصدرت الشرطة الدولية (الانتربول) ايضا أمرا بالقاء القبض على عزة الدوري، نائب رئيس النظام السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقالت الشرطة الدولية، في بيان نشر على موقعها الالكتروني، إن «مذكرة الاعتقال صادرة عن الحكومة العراقية وطلبت من كل شخص يملك معلومات عنه (عزة) إبلاغ الشرطة الوطنية أو المحلية»، بحسب وكالة الانباء الالمانية. وأوضحت شرطة الإنتربول أن «لقب المسؤول العراقي السابق هو الدوري واسمه الكامل عزة ابراهيم خليل ومن مواليد 27 يوليو (تموز) عام 1942 (65 عاما) وان لغته هي العربية وجنسيته عراقية ومتهم بالإرهاب». وأضافت الشرطة الدولية أن «طول الدوري متر ونصف المتر ووزنه 54 كيلوغراما ونصف ولون عينيه عسليتان وشعره أحمر». والدوري الذي ورد اسمه على رأس هذه القائمة كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي المنحل والذراع اليمنى لصدام حسين، وقيل أكثر من مرة أنه فارق الحياة. ويشتبه الأميركيون في أنه يمول المسلحين من البعثيين وخصصوا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى مكانه. وقد ورد اسم الدوري قبل ذلك في قائمة المسؤولين العراقيين السابقين الـ55 التي نشرها الأميركيون.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
عملية «السهم الخارق» تبدأ مرحلتها الثالثة ... مجلس انقاذ ديالى يعلن حربه على «القاعدة» ويبدأ بتجنيد الانصار لتسلم أمن المناطق
الحياة
في الوقت الذي اعلنت فيه القوات العراقية والاميركية بدء المرحلة الثالثة من «عملية السهم الخارق»، المطبقة في محافظة ديالى (57 كلم شمال بغداد) منذ حزيران (يونيو) الماضي، لتطهير «ضواحي ديالى من عناصر تنظيم «القاعدة»، كما اعلن مسؤول في هذه القوات، رفض القادة العسكريون العراقيون اعطاء موعد محدد لانتهاء العمليات العسكرية في المحافظة، فيما انتقد بعض شيوخ العشائر هناك بدء عمليات الاعمار قبل تحرير المحافظة من «القاعدة».واكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية عبدالكريم خلف لـ «الحياة» ان «عملية السهم الخارق، التي كان مقررا لها ان تنتهي في ايلول (سبتمبر) المقبل، «لا تزال مستمرة في ديالى وان الموعد المحدد لانتهائها غير مقدس». مشيراً الى ان العمليات العسكرية قد تستمر لوقت اطول من الموعد الذي سبق تحديده، لأن «المتمردين ما زالوا يتمركزون في ضواحي ديالى واطرافها البعيدة».واضاف «ان المرحلة الثالثة من العملية تستهدف تطهير اسفل حوض نهر ديالى من الفصائل المسلحة وملاحقتهم في مناطق بهرز وحمرين والمقدادية وبلد روز».واكد خلف ان «غالبية مناطق محافظة ديالى اضحت محررة الآن من الارهابيين، وان الخدمات عادت الى قلب المحافظة وبدأت عملية الاعمار فعلاً هناك».وزاد «ان الحكومة العراقية تعول كثيراً على مجلس انقاذ ديالى، الذي تأسس اخيراً في مسألة السيطرة على الارض بعد تحريرها، وسيقوم هذا المجلس بترشيح ابناء العشائر من الراغبين للتطوع في القوات المسلحة العراقية حيث سيُجند هؤلاء للدفاع عن مناطقهم بعد تطهيرها».واعتبر شيخ عشيرة العنبكية حامد هزبر ان الحديث عن اعمار محافظة ديالى وبدء مشاريع تنموية فيها لا يزال مبكراً جداً، وقال «ان الذي يتحدث عن الاعمار عليه اولاً ان يوقف التمرد على الحكومة الشرعية المنتخبة ثم يأتي الى الخدمات والمشاريع وأي امر آخر بخلاف ذلك غير صحيح وغير واقعي». واضاف «اننا نطالب بتطهير مدن المحافظة من العناصر الارهابية اولاً وعودة ابناء المحافظة الى ديارهم» مشيراً الى ان الفترة الماضية شهدت عمليات «قتل ذهب ضحيتها المئات من ابناء العشائر فضلاً عن تهجير مئات الاسر الى مخيمات للنازحين في اطراف بغداد وفي ناحية الحسينية».وكانت مناطق شمال بعقوبة شهدت الاسبوع الماضي معارك ساخنة بين عناصر تنظيم «القاعدة» وكتائب ثورة العشرين فيما ازدادت عمليات القتل والتهجير في قرى الكبة والمخيمة وابو كرمة.واعلن مجلس انقاذ ديالى امس عن استكمال الموافقات الرسمية لافتتاح 12 مقراً فرعياً داخل مناطق (بعقوبة والخالص والمقدادية وبلدروز وخانقين) لتنظيم تطوع ابناء العشائر لقوات وزراتي الدفاع والداخلية.وقال عواد نحم الربيعي، احد اعضاء المجلس، ان «المقرات الجديدة ستأخذ على عاتقها التنسيق بين ابناء العشائر والاجهزة الحكومية وتقديم اسماء المتطوعين للانخراط في الاجهزة الامنية بعد تزكيتهم من قبل مقرات المجلس وشيوخ العشائر».واشار الى ان مجلس انقاذ ديالى «يسعى بالتعاون مع زعماء العشائر والوجهاء لانجاز مشروع المصالحة الوطنية في ثماني قرى من ديالى التي شهدت اعمال عنف خلال الفترة التي اعقبت زوال النظام السابق وبعد سيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة».يُذكر ان مجلس انقاذ ديالى عقد مؤتمره التأسيسي الاسبوع الماضي بمشاركة 70 زعيم قبيلة وعشيرة و600 من الشخصيات السياسية والاكاديمية وعدد من قادة القوى الامنية العراقية والقوات الاميركية، وستكون المهمة الاساسية لهذا المجلس القيام بتجنيد ابناء العشائر لمحاربة تنظيم القاعدة في محافظة ديالى.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
بوش: الحكومة العراقية لم تحقق الأهداف السياسية
القبس
دعا الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي امس دبلوماسيي بلادهما الى اقامة علاقات متينة مع دول العالم، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة العراقية انتقادات حول اخفاقها في وضع حد لأعمال العنف، لا سيما من قبل الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعلن في حديثه الاسبوعي امس ان 'الحكومة العراقية لم تحقق الاهداف الاساسية المطلوبة منها'.يأتي ذلك، قبل اسابيع قليلة فقط من موعد صدور تقرير بشأن استراتيجية الادارة الاميركية في العراق من المقرر ان يقدمه الى الكونغرس كل من قائد القوات في العراق الجنرال ديفيد تيرايوس والسفير رايان كروكر.صورة العراق في الخارجوقال الرئيس العراقي جلال الطالباني للسفراء العراقيين في افتتاح مؤتمر عقد في بغداد امس، ويستمر اربعة ايام 'يجب ان يكون دوركم كمقاتلين تدافعون عن العراق الجديد'، مؤكدا انه 'يجب ان تلعبوا دورا فعالا في المجالين السياسي والاعلامي، وان تبينوا الانجازات التي تحققت في العراق'.واوضح الطالباني ان 'العراق يتعرض للاتهام ظلما بأنه لا يريد اقامة علاقات مع الدول العربية، لكن العكس صحيح، فالعراق يبذل جهودا جادة لإقامة علاقات جيدة مع العرب'.وحض الطالباني الدبلوماسيين على تعزيز العلاقات مع 'البلدان الصديقة' لضمان الاستثمار. واتهم الدول العربية بعدم رغبتها في اقامة علاقات مع العراق وقال ان 'العراق بذل ويبذل الآن جهودا كبيرة من اجل تعزيز علاقاته العربية، العراق لم ولن يقصر في هذا المجال لمعرفتنا بأهمية هذه العلاقات مع الدول العربية'.على الصعيد ذاته، تتفاوض بغداد مع عدة بلدان لإلغاء ديون تقدر بمليارات الدولارات، ولضمان الحصول على قروض جديدة لتطوير الاقتصاد المتهالك.وشدد الرئيس العراقي في هذا الشأن على انه 'يجب ان تتحسن علاقاتنا بالدول الكبرى، ونحتاج الى اتخاذ قرارات عالمية يمكن ان تكون مهمة لنا للوصول الى الاستقلال الناجز'.من جانبه، اكد رئيس الوزراء العراقي مخاطبا الدبلوماسيين 'يجب الا يعتقد احد انه في مهمة سهلة، انها صعبة جدا'.وتابع 'يجب افهامهم اننا لسنا مع تقسيم العراق، كما اننا لسنا مع الطائفية، مضيفا 'يخطئ من يظن ان العراق ضعيف ويمكن العمل ضده من دون ان ينالوا الرد المناسب'. واضاف 'لا نريد الدخول مع الدول التي تعادينا الا اننا لا نريد ان نسكت الى النهاية، واذا لم يتم حل الاشكالات بالطرق الودية فعليهم ان يعرفوا ان العراق بلد قوي وليس ضعيفا كما يتفهمون'.تحسين الأداء الدبلوماسيبدوره، اكد وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي ترأس جلسة عمل مع سفراء العراق ان 'المؤتمر جاء بتوقيت مهم لطرح كل القضايا الموجودة في ملفات السفارات ووزارة الخارجية'.وشدد على 'ضرورة تحسين الاداء الدبلوماسي بحيث يتلاءم مع اهدافنا السياسية في السيادة والاستقلال وان تأتي هذه السياسة ردا على حملات الارهاب التي تستهدف شعبنا'.بعض التقدم المحليمن جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي في كلمته الاذاعية الاسبوعية ان التقدم السياسي موجود على المستوى المحلي في محافظة الانبار المضطربة، حيث ان هناك رئيس بلدية ومجلسا بلديا في كل بلدة تقريبا 'الا انه ما زال امام الحكومة العراقية الكثير من الاجراءات المهمة التي يجب عليها القيام بها من اجل انجاز الاهداف السياسية الاساسية، وفي مقدمتها المصالحة الوطنية'.واضاف بوش 'ان حكم القانون عاد.. ولسوء الحظ فإن التقدم السياسي على المستوى الوطني لم يواكب وتيرة التقدم على المستوى المحلي، ان الحكومة العراقية في بغداد لديها كثير من الاجراءات التي ما زال يتعين عليها التعامل معها مثل اصلاح قوانين اجتثاث البعث وتنظيم الانتخابات الاقليمية واصدار قانون يجعل اقتسام موارد النفط تكتسي طابعا رسميا'.وتابع بوش ان القوات الاميركية والعراقية تستهدف في هجومها الجديد 'ارهابيين ومتطرفين' يفرون من بغداد والمدن الاخرى من اجل منعهم من العودة او انشاء قواعد جديدة.واشار الى ان القوات الاميركية والعراقية ستلاحق ايضا من يقفون وراء التفجيرات الانتحارية على الازيديين. وهي طائفة دينية صغيرة في شمال العراق. واسفر الهجوم عن مقتل اكثر من 200 شخص.وقال بوش 'قلوبنا مع اسر القتلى. وقواتنا ستلاحق القتلة الذين يقفون وراء هذا الهجوم المروع'.ملاحقة 'القاعدة' مستمرةKامنيا، قالت الشرطة العراقية ان سبعة اشخاص قتلوا واصيب نحو 17 آخرين حينما سقطت قذائف مورتر على بلدة الخالص (شمالي بغداد).وقتل اربعة مدنيين وجرح 24 آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين في كركوك (255 كلم شمال بغداد)، في حين اعلنت القوات الاميركية انها قتلت 3 'إرهابيين' واعتقلت 12 آخرين في عمليات دهم نفذتها في مناطق الطارمية (50 كلم شمال) وكركوك والموصل (375 كلم شمال)، واستهدفت مواقع لتنظيم القاعدة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
الحكومة المحلية في البصرة منقسمة على نفسها ... ولا وظائف إلا للمحسوبين على الأحزاب
الحياة
وصف الحزب الشيوعي العراقي، الحكومة المحلية في البصرة، بأنها «منقسمة على نفسها»، وغير منفتحة على القوى السياسية والديموقراطية خصوصاً وقال «ان عمل مجلس المحافظة غير منتظم ولا وجود لحراك سياسي في المدينة».وقال احمد خضير، مسؤول الحزب الشيوعي في البصرة، إن «الحزب غير متقاطع مع القوى الإسلامية، التي افرزها الاستحقاق الانتخابي، لكن الحكومة المحلية في المدينة مُغيبة أصلاً، ومنشغلة بخلافاتها»، مشيرا إلى أن «من يملك القرار السياسي عليه أن يمد يده لكل السياسيين كي تنجح العملية السياسية».ونفى خضير أن تكون الحكومة العراقية الحالية حكومة طائفية أو حكومة وحدة وطنية، مؤكداً على أن الحزب لم ينسحب من حكومة المالكي على رغم قرار الانسحاب الذي اتخذته «القائمة العراقية» بناء على متطلبات وطنية نابعة من قناعته قبل كل شيء.وقال: «إن القائمة العراقية لم تجتمع كي تقرر انسحابها من الوزارة، إنما هناك قرار اتخذ بشكل فردي، ونحن لا نتبع سياسة أحد ولا نلبي سياسة احد، وسياستنا نابعة من مصلحة شعبنا العراقي».وعاب على قرار رئيس القائمة بالانسحاب، مشيراً إلى أن القائمة العراقية قامت أصلا على أساس الموقف الوطني والبرنامج الديموقراطي، لذا فالإصلاح السياسي والحوار الوطني الديموقراطي لا يأتيان بالانسحاب بحسب وصفه.وراى المراقبون السياسيون أن وقوف الحزب الشيوعي العراقي إلى جانب حكومة المالكي وعدم انسحابه منها يأتي بسبب التحالفات القديمة التي تربطه مع حزب الدعوة والكتلة الشيعية من جهة ومع القائمة الكردستانية من جهة أخرى، وكانت هذه التحالفات وقعت قبل سقوط النظام السابق.وفي الوقت الذي ينعم فيه أعضاء مجالس المحافظات بالنفوذ السياسي والأمني والمالي وامتلاك العقارات والسيارات الفارهة ويحاطون برجال الحماية من كل جانب في سفرهم خارج العراق وداخله ينظر السياسيون في الكتل والتيارات غير الإسلامية بالريبة إلى مشاريع هؤلاء (الإسلاميين)، وما آل إليه العراق والجنوب خصوصاً حيث ينعدم الأمن، وتتردى الخدمات البلدية وتنحسر فرص العمل لأتباعهم بينما تمنح الفرص لكل من بيده ورقة تزكية من الحزب هذا أو ذاك حتى أصبحت دوائر مثل دائرتي النفط والكهرباء وغيرهما مستعمرات مغلقة على أحزاب معينة تملك النفوذ السياسي ولا تسمح بدخول احد سوى عناصرها ومؤيديها.وكان الحزب الشيوعي العراقي تقدم ببرنامج عمل خاص لإصلاح العملية السياسية أكد فيه على حل الميليشيات والتوجه الجاد الى الإصلاح السياسي وإطلاق سراح الأبرياء من الموقوفين فضلاً عن إنهاء دور الميليشيات وجعل السلاح بيد الحكومة فقط.وأشار القيادي في الحزب إلى أن «الحكومة لم تقم بذلك أو ببعضه، وما يجري في البلاد مخيب للآمال».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
800 معتقل من الأحداث العراقيين في سجون الجيش الأمريكي
الشرق القطرية
تعتقل القوات الأمريكية حوالى 800 من الاحداث العراقيين اوقفوا لقيامهم بزرع عبوات ناسفة ومعظمهم غير متعلمين، في سجن قرب بغداد حيث يتابعون برنامجا تعليميا مكثفا كلفته ملايين الدولارات. ويرتدي هؤلاء بزات برتقالية اللون كتلك التي يرتديها المعتقلون في قاعدة غوانتانامو وبينهم احداث تتراوح اعمارهم من عشرة الى 17 عاما يتلقون دروسا في مدرسة أمريكية ثماني ساعات في اليوم على مدار ايام الاسبوع. ويشعر هؤلاء الاحداث بالفرح حيث يعيشون بمكان يضم اربعة ملاعب لكرة القدم و 18 صفا دراسيا ومكتبة. فالمدرسة التي يتعلمون فيها مجهزة بالعديد من اجهزة التلفزيون والاقراص المدمجة وروايات "هاري بوتر" بالعربية وكتب منهجية. ويندفعون احيانا راكضين حفاة الاقدام خلف الكرة فرحين بممارسة الرياضة فيما يقف جنود أمريكيون يراقبون من ابراج حراسة في اركان سور اسمنتي مقاوم للانفجارات. وفور انتهاء اللعب يصدر الجنود الامر للفتيان بوضع ايديهم فوق رؤوسهم والجلوس على الارض قبل ان يتوجهوا الى الدرس التالي. وفي الداخل يقف الجنود وقد اخذوا احتياطاتهم لمكافحة اي اعمال تمرد قد تصدر عن هؤلاء الذين بالكاد يستطيعون القراءة والكتابة، فيما يقوم مدرسون مدنيون عراقيون باعطائهم الدروس الاساسية.ويوجه مدرس الجغرافيا السؤال الى قرابة ثلاثين تلميذا بين 11 و13 عاما "اين تقع الجبال في العراق؟" ويرد احدهم "في شمال العراق". وارتفع عدد المعتقلين في العراق في الاشهر الستة الماضية بالتزامن مع رفع قائد القوات الأمريكية الجنرال ديفيد بتراوس عديد جنوده الى 165 الفا بهدف الحد من اعمال العنف المذهبي. ووصل العدد حاليا الى 24 الف معتقل مقابل 16 الفا قبل التعزيزات الأمريكية. وادين هذا العام 2251 معتقلا حتى الان. ويعتقل الجنود اكثر من مائة طفل شهريا الان، مقابل 52 طفلا شهريا في العام الماضي. وفي الاول من فبراير كان هناك 272 معتقلا شابا، في حين هناك 787 الاسبوع الجاري، بحسب الكابتن جون فليمينغ. ويقول قادة أمريكيون ان معظم المعتقلين الاحداث القي القبض عليهم وهم يصنعون ويزرعون عبوات على جانبي الطرق او يعملون مراقبين للقناصين والمسلحين ويقوم بعضهم بالقتال وحمل السلاح. وبامكان عائلات المعتقلين زيارتهم في السجن لكنهم غالبا ما يعدلون عن ذلك بسبب انعدام الامن في بغداد.وتم اعتقال 61 حدثا لاكثر من عام برغم من ان ذلك يتعارض مع القانون. ويقول الجنرال دوغلاس ستون المسؤول عن السجون التي تديرها القوات الأمريكية في العراق، ان "جميع الاحداث المعتقلين يشكلون تهديدا مباشرا للامن". واكد انه "ربما يكون هذا الموقع المركز الأمريكي الوحيد لاعتقال الاحداث في العالم". ويتلقى الاحداث دروسا في اللغة الانجليزية والعربية وعلوم الجغرافيا والرياضيات بالاضافة الى ممارسة الالعاب الرياضية، وفقا لستون. واعرب ستون عن امله في بناء مبنيين جديدين للبالغين قبل نهاية العام الحالي ومن الممكن القيام بتوسيعهما في حال الحاجة لذلك.من جانبه، يقول اللفتنانت روبرت كلين مدير برنامج التعليم ان المبالغ التي تتضمن رواتب الاطباء النفسيين والمعلمين وخبراء اخرين "تصل الى ملايين" الدولارات.ويستيقظ الاحداث عند الخامسة صباحا لتقلهم بعدها عشر حافلات الى المدرسة التي يصلونها في السابعة والنصف حيث يتلقون دروسا ويتناولون وجبة غداء. وتشعر سيدة تدرس في المدرسة وفضلت ان نسميها هدى (لاعتبارات امنية) بقلق شديد تجاه مستقبل الاحداث مما يدفعها للعناية بهم "كانهم ابناؤها". واوضحت هدى ان "معظمهم فقدوا اباءهم واخوانهم الكبار وبعضهم قتلت امهاتهم امام اعينهم" وتابعت "يخبروني قصصهم يوميا". واضافت ان "معظمهم لم يسبق له الدخول الى المدرسة، والبعض لا يعرف حتى كتابة اسمه". واشارت هدى الى قول عدد كبير منهم انهم تعرضوا للاعتقال بشكل عشوائي من جراء تعرض ابائهم واعمامهم او اخوانهم للاعتقال. من جانبه يقول كريم المستشار الثقافي في المدرسة، وهو عراقي يعيش في ولاية ايلينوي الأمريكية انه "صدم بمستوى الامية هنا" نظرا لان العراق كان البلد "الذي يضم اكبر عدد من المتعلمين في الشرق الاوسط".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
منظمة كردية تعلن مسؤوليتها ونفي رسمي
النهار اللبنانية
بينما قالت وسائل الاعلام الإيرانية امس ان مروحية تابعة للجيش الإيراني تحطمت بسبب الأحوال الجوية السيئة في منطقة جبلية قرب شمال العراق مما أدى إلى مقتل ستة عسكريين كانوا فيها وإصابة خمسة، تبنى حزب "الحياة الحرة لكردستان" (بيجاك) الإيراني العملية، بينما أعلن مسؤولون عراقيون ان الجيش الإيراني قصف مناطق كردية في منطقة شمال شرق العراق مما أدى إلى إصابة إمرأتين ونزوح 200 أسرة.ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية "إيسنا" عن مقر "حمزة سيد الشهداء" العسكري في شمال غرب إيران إن الحادث حصل الجمعة خلال مناورات يشارك فيها الحرس الثوري. وأشارت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا" الإيرانية إلى أن جروح عسكريَين خطرة، وأن المروحية كانت تقوم بـ"نقل القوات وإجراء عمليات استطلاع في المنطقة وقد تعرضت للحادث عند الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية".وأفاد حاكم مدينة بيرانشهر محمد هاديسار بشمال غرب البلاد إن المروحية سقطت بعد اصطدامها بمرتفعات تمرجين، وعزا ذلك إلى الأحوال الجوية و"مشكلة فنية".وأوردت وكالة "مهر" أن الطائرة تحطمت خلال عملية عسكرية ضد "بيجاك" الفرع الإيراني لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل من أجل الحكم الذاتي الكردي في جنوب شرق تركيا. وتحدثت عن إلحاق "خسائر" بمقاتلي هذا الحزب على مدى أيام. ولكنها أوردت بدورها أن الطائرة تحطمت بسبب الرياح العاتية.ولم تشر وكالات الأنباء الأخرى إلى "بيجاك" في تقاريرها.ويذكر أن مرتفعات تمرجين الحدودية تقع غرب مدينة بيرانشهر على مسافة 115 كيلومتراً جنوب غرب مدينة أروميه مركز محافظة أذربيجان الغربية. وتحطم الطائرات العسكرية أمر مألوف في إيران. ففي شباط قتل 13 جندياً بينهم اثنان من عناصر الحرس الثوري، في تحطم مروحية عسكرية قرب الحدود مع تركيا.وتبنى "بيجاك" الايراني اسقاط المروحية التي "اشتبكت الجمعة مع قوة ايرانية كبيرة في منطقة خانة (غرب ايران) مما ادى الى مقتل 15 من مرتزقة النظام الايراني بالاضافة الى اسقاط مروحية في منطقة حاجي ابراهيم داخل الاراضي الايرانية كان يستقلها ثمانية اشخاص مع الطيار".ويشكل الاكراد نسبة كبيرة من سكان محافظة اذربيجان الغربية المحاذية للحدود مع تركيا والعراق، وهي تشهد منذ اكثر من سنة مواجهات مسلحة بين القوات الايرانية ومقاتلين من حزب "بيجاك".في غضون ذلك، أعلن مسؤولون عراقيون ان الجيش الإيراني قصف بلدة قلعة دزة القريبة من الحدود الإيرانية. وأفاد أحدهم ان آلاف الجنود الإيرانيين شوهدوا قرب الحدود. ولم يصدر تعليق على هذه الأنباء من طهران أو بغداد.وأشار وكيل وزارة البشمركة في حكومة كردستان العراق جبار الياور إلى ان القصف حصل من مسافة تبلغ نحو خمسين كيلومتراً. وأضاف ان الضرر اصاب قرى كردية في الجانب العراقي وأدى إلى جلاء أكثر من 200 أسرة عن هذه القرى. ونفى وجود مقاتلين أكراد، سواء أتراكاً أو إيرانيين، في المنطقة التي استهدفها القصف.


رابعا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
تفرقة العرب.. هدف أمريكي
افتتاحية
الجمهورية مصر
اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية. علناً بحرصها والتزامها بإبقاء إسرائيل متفوقة عسكرياً وتكنولوجياً واقتصادياً علي دول المنطقة جميعها. مهما تكلف دافع الضرائب الأمريكي من نفقات. ومهما أثار هذا الالتزام من مخاطر علي المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
لقد جاءت واشنطن إلي المنطقة بقواعدها العسكرية ثم بقواتها المسلحة التي غزت العراق. لتتولي بنفسها حماية مصالحها. بعد تأثر دور الحارس الإسرائيلي بشدة نتيجة حرب أكتوبر المجيدة التي أكدت قدرة العرب علي إلحاق هزيمة بالجيش الذي لا يقهر والذي أمدته الولايات المتحدة بجسر الحياة المحمل بأحدث العتاد الحربي في عمق أرض المعركة لانقاذه.
لن يتوقف دور القواعد والقوات الأمريكية في المنطقة علي حماية المصالح الحيوية وفي مقدمتها إسرائيل والنفط. بل يتعدي ذلك إلي إثارة الشكوك والنزاعات بين الدول العربية. خاصة التي شكلت النواة الرئيسية في حرب أكتوبر. حتي لا تقوم قوة عربية مؤثرة قادرة علي وقف التوغل الأمريكي وردع الأطماع الإسرائيلية.
هذا ما ينبغي علي الدول العربية إدراكه الآن بعد أن سقطت العراق. وانقسمت فلسطين. وأصبحت بقية هذه الدول مهددة. وشباك الأزمات المصطنعة منصوبة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
منطق المصالحة والتوافق لا منطق المحاصصة والاغلبية العددية

افتتاحية
الراي الاردن
تواصل الازمة السياسية التي تعصف بالعراق واستمرار عمليات القتل والتفجيرات والاغتيالات وظاهرة الجثث مجهولة الهوية التي باتت جزءا ثابتا في المشهد العراقي تكشف عن عمق الخلافات بين المكونات السياسية والحزبية وخصوصا داخل الائتلاف الحكومي المتصدع الذي انسحبت منه أو علقت عضويتها فيه اكثر من قائمة برلمانية وجاء التحالف الرباعي الجديد ليضع العراق امام مفترق خطير وحاسم وبخاصة ان ردود الفعل عليه (من داخل العراق) اكدت على انعدام قدرة هذا الحلف على الخروج من استحقاقات وأكلاف الازمة المتفاقمة لاتخاذه بل تكريسه لمفهوم المحاصصة الاقرب الى الصفقات منها الى محاولة جادة لتجاوز المرحلة الراهنة التي لم يصلها العراق وما كان ليصلها في الاساس لو أن القوى السياسية والحزبية قد ارتقت الى مستوى المسؤولية والتحديات التي تواجه بلدهم وألغت من قاموسها اللغة الطائفية والمذهبية والعرقية واعتمدت مبادىء المواطنة والكفاءة وسيادة القانون معيارا لتولي المنصب العام وتوافقت على المقاربات والآليات الديمقراطية التي تمنح للمواطن العراقي وليس للطائفة أو المذهب او العرق حق اختيار من يمثله في البرلمان.لم يعد مهما الآن اعادة فتح الملفات وفتح الجروح والتمترس عند المسائل الثانوية التي لا تغير كثيرا في المشهد العراقي ولا تسهم بالتأكيد في اخراج البلاد من حال الفلتان والارهاب وانعدام الأمن وانهيار الخدمات والمرافق العامة، بل ان المطلوب الآن الاستجابة لكل مطلب مشروع يعيد للعراقيين وحدتهم ويحول دون تقسيم العراق وذهابه الى المجهول في ظل انباء متواترة عن قرب اتخاذ الادارة الاميركية قرارا بسحب تدريجي لقوات الاحتلال للالتفاف على قرار الكونغرس بسحب سريع وكامل لهذه القوات وخصوصا ان تقرير بتريوس - كروكر يوشك ان يصدر وسيشكل عند صدوره - أيا كان مضمونه وأيا كانت توصياته - بداية مرحلة جديدة اميركيا على وجه التحديد ولن يكون العراق بمنأى عن هذه التوجهات بل ان العراقيين سيدفعون الثمن في كل الحالات من ارواحهم واقتصادهم، نفطهم وبيئتهم.آن الاوان لان يدرك العراقيون كافة، مكونات سياسية او تجمعات حزبية او تحالفات برلمانية، ان الوقت ليس في صالحهم وان استمرار الجدل والسجالات المندلعة منذ فترة طويلة لن يسهم الا في تعميق الكراهية والعداء ويحول دون حدوث المصالحة والتوافق الذي تأخر طويلا حيث لم يعد لدى العراقيين المزيد من ترف الجدل والسجالات و الكلام فيما بلدهم وشعبهم يذهب بتسارع نحو الفتنة الطائفية والمذهبية وفيما تزداد جرائم الارهابيين وارتكاباتهم الفظيعة وفيما تزداد شراسة لعبة الامم الدائرة الآن على ارضهم ومستقبلهم..لن يخرج احد منتصرا من استمرار الازمة، وتقديم منطق المحاصصة والاغلبية العددية او البرلمانية على منطق المصالحة والتوافق وحماية المصالح العليا للشعب العراقي يعني هزيمة لكل العراقيين وانتحارا مجانيا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
حاصروا فتنة العراق
افتتاحية
الخليج الامارات
البيان الذي صدر عن جمع من العلماء والدعاة يضع النقاط على الحروف في ما خص الموقف الواجب اتخاذه ضد جرائم الفتن والقتل في العراق المحتل، خصوصاً لجهة الإعلان عن أن جميع المذاهب والطوائف الإسلامية بريئة من مرتكبي هذه الجرائم.

إن ما ابتلي به العراق من كوارث بفعل الاحتلال وفوضاه، وخصوصاً الفتنة المتنقلة التي تضرب في غير مكان، ولا تستثني طائفة ولا مذهباً ولا عرقاً، يستدعي استنفار الجهود والطاقات من جميع العرب، من المحيط إلى الخليج، لوضع حد له.

وما بادر إليه العلماء والدعاة خطوة يجب أن يكون لها ما بعدها، في ضوء رفضهم فتاوى التكفير وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والتمثيل بالجثث وتدمير المساجد والمراقد ودور العبادة، خصوصاً أن من يقومون بهذه الأعمال المنكرة يحاولون التستر بالدين، والدين منهم براء.

لقد وضع العلماء والدعاة اليد على الجرح، نتيجة قلقهم من توالي الفتن والقتل الواسع للأبرياء، ومن واجب القادة والحكومات والنخب وأصحاب الرأي التصدي لهذا الغول الذي يلتهم العراق وأهله، والذي يحاول استغلال الدين والطائفة والمذهب لتنفيذ مآربه، والتفرقة والتشتيت والتفتيت تشكل إحدى أهم أدوات الاحتلال وما يسمى “الفوضى الخلاقة” التي صنعها في بلاد الرافدين.

لا يكفي أن يلتزم العرب جانب الشكوى وذرف الدموع من بعيد، فيما العراق يطحنه الاحتلال وتتآكله الفتنة ومن يقتلون باسم الطائفة والمذهب زوراً وبهتاناً. بل من واجب الجامعة العربية والدول العربية مجتمعة وفرادى التحرك الجاد والمسؤول لإنقاذ هذا البلد من براثن الفتنة ومرتكبيها وصانعيها وكل من يغذيها.

إن المستفيد من هذه الفتن هو عدو هذه الأمة، والسماح باستمرار الفتنة، كما السماح باستمرار الاحتلال وكوارثه، يعني فتح الباب أمام المزيد والمزيد من التدخلات والمساومات والصفقات والقتل والتخريب ونكء الجراح، وهذه مثل بقعة الزيت التي يخشى أن تشمل المنطقة إن سمح العرب باتساعها، وعجزوا عن محاصرتها في مهدها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الحل في مصالحة وطنية جادة

افتتاحية
البيان الاماراتية
طال انتظار وقف نزيف الدم المتواصل الذي يحصد أرواح الأبرياء في العراق بلا هوادة، حتى بات الأمن في ربوع أرض الرافدين وكأنه وهم وبعيد المنال.
طال الانتظار على وضع حد للاحتقان الطائفي الحاد الذي يصعب معه مداواة جراح هذا البلد العربي الكبير المنكوب الذي يخيم على أجوائه شبح فتنة سوداء تهدد كيانه الواحد، بل ويعيش شعبه أسوأ العصور على مدى تاريخه الحديث. ما يجري على أرض العراق، يدمي قلوبنا جميعا. مأساة أرض الرافدين، تتطلب تحركا عربيا وإسلاميا ودوليا جادا لكي يسترد العراق أمنه واستقراره المفقودين. وحسب مسؤول بالأمم المتحدة رفض الكشف عن هويته، يقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعتزم الدعوة لعقد اجتماع بشأن مستقبل العراق إضافة لعقد جلسة لأعضاء اللجنة الرباعية التي تقوم بالوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وهذان الاجتماعان تقرر مبدئيا عقدهما يومي 22 و23 سبتمبر قبل يومين من افتتاح الاجتماعات السنوية للدورة الثانية والستين للجمعية العامة التي يتحدث أمامها ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية. وقد تحدث كي مون هاتفيا الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي - الذي يعتزم المشاركة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة - في هذا الشأن. والاجتماع الدولي المزمع سيناقش الميثاق الدولي بشأن العراق وهي مبادرة ترعاها الأمم المتحدة لتقديم مساعدات خاصة بإعادة الاعمار في مقابل إجراء إصلاحات ديمقراطية ودور مستقبلي للأمم المتحدة في البلاد. ويعتمد الميثاق الدولي الذي نظمته الأمم المتحدة مع العراق - كما أشارت وكالة رويترز أمس- على الوفاء بشروط وتحقيق أهداف تتضمن إصلاحات تهدف الى منح السنة دورا أكبر في شؤون البلاد. وقيل أيضا إنه من المتوقع ان يناقش المؤتمر الخاص بالعراق تكليف مجلس الأمن حديثا للمنظمة الدولية بتوسيع دورها السياسي بما في ذلك تشجيع المصالحة بين طوائفه المتنافسة والحوار مع دول الجوار. ما يقال عن هذا المؤتمر الدولي وما سيصدره من بيانات أو توصيات - كما هو معتاد في الاجتماعات المتعددة الاطراف- سيضاف الى جموع المؤتمرات التي أصدرت تلالا من البيانات والقرارات - سواء تلك المؤتمرات التي حملت صفة أو اسم «مؤتمرات دول الجوار»، أو غيرها من الاجتماعات واللقاءات الدولية التي تسفر دوما عن توصيات لم تطبق على أرض الواقع.


ان أي مؤتمر يدعى اليه بشأن العراق، لا جدوى منه ما لم تتصافى القلوب وتهدأ النفوس ويتوحد الوجدان والمشاعر بين كل الطوائف العراقية. حل نكبات العراق ومداواة جراحه وآلامه، يتوقف على أبناء شعب الرافدين أنفسهم أولا وقبل أي شيء آخر. فاذا اجتمع العراقيون على قلب رجل واحد، تلاشت كافة المخاطر التي تهدد كيان هذا البلد العربي العريق. ولعل البيان الذي أصدره أول أمس جمع من العلماء والدعاة من جميع الأطياف والمذاهب الإسلامية من 15 بلدا، يحمل بعض الدواء الناجع الذي يداوي جراح العراق الشقيق. فقد أشار الى حرمة قتل النفس البريئة مسلمة كانت أو مسيحية أو غيرهما من الطوائف الأخرى أيا كانت وان كل من يقتل نفسا بغير مقاومة مشروعة أو قصاص عادل أو حد من حدود الله يقيمه ولي الأمر فهو مرتكب لجريمة كبيرة واثم عظيم. ويؤكد هذا البيان الحكيم أيضا لمن شاء أن يتذكر، أن العقيدة الإسلامية السمحاء لا تجيز تكفير أحد من المسلمين وأهل القبلة وان جميع فتاوى تكفير المخالفين للمذهب أو الطائفة باطلة وليس لها مستند شرعي، وبالتالي فان سفك الدماء بناء على فتاوى التكفير يعد جريمة قتل متعمد. إن ما يجري في العراق من سفك لدماء الأبرياء وتدمير للمساجد والمراقد ودور العبادة وتمثيل بالجثث ؟ حسب بيان العلماء المسلمين- يعد انتهاكا للمقدسات واستباحة للحرمات وان جميع المذاهب والطوائف الإسلامية بريئة ممن يرتكب هذه الجرائم. أهاب بيان علماء المسلمين أيضا بالأمة وحكامها ودعاتها وجميع أطيافها وشرائحها ووسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها والعمل على إنهاء هذه الفتن التي تلبس ثوب الطائفية ونزع فتيلها قبل فوات الأوان وأن لا نعطي الفرصة لأعدائنا المتربصين بنا والذين لن يجدوا فرصة أعظم من فرصة الفرقة والنزاع. نأمل أن يقرأ المصابون بالاحتقان الطائفي مثل هذا البيان، عسى أن يدركوا، انهم يضيعون الوقت في نزاعات وصراعات طائفية، تهدم ولا تبني. وعلى المحتقنين ان يسارعوا لإنقاذ وطنهم، حتى لا تستنزف قوى العراق ويتحول معظم شعبه الصامد العظيم الى جيش من اللاجئين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
هل من منتصر في العراق؟!
افتتاحية
عمان اليوم عمان
تتصاعد في العراق موجة التفجيرات بالآليات المفخخة أو الهجمات الانتحارية التي تستهدف المواطنين العراقيين الأبرياء في الأسواق وفي الشوارع، وحتى في بيوتهم التي لم تعد أماكن تحمي ساكنيها. وتشير مصادر الأخبار إلى أن من ينفذ تلك العمليات «مسلحون مجهولون» وانهم يستهدفون مناطق سكنية وتجمعات بشرية، والغرض هو ايقاع أكبر عدد من القتلى بين الناس.
ومن الجلي الواضح ان تلك الهجمات هدفها القتل على أساس الهوية «الطائفية المذهبية»، والغريب في الأمر ان الحكومة العراقية ومعها قوات التحالف الأجنبية تبدو عاجزة كلياً عن منع مثل تلك الأعمال الإجرامية. إذ إن استهداف الناس العزل الأبرياء غدراً وغفلة لا يمكن أن يكون هدفه نبيلاً أو مسوغاً، وذلك هو الإرهاب الذي لا يأتي بنتيجة لأي طرف.
أما أولئك الذين يقولون «إن الهدف من تلك العمليات التي تستهدف المواطنين العراقيين الأبرياء هو إحراج قوات التحالف الأجنبية المحتلة، وإفشال مخططاتها وإخراجها من العراق، فإن ذلك الادعاء يصبح ذريعة واهية، إذ إن القتل بهدف القتل العشوائي وزرع الفتنة سيبقي الاحتلال زمناً طويلا ويمهد لتفتيت العراق، وليس هناك من منتصر، كما ان تداعيات الموقف ودفع الأمور إلى حرب أهلية شاملة هو الهدف الذي تسعى إليه بعض الأطراف لتفتيت العراق والاستحواذ على خيراته من خلال الاستقواء بالقوى الإقليمية وانه من المؤكد ان مساعي مدبري الهجمات الإجرامية التي تستهدف العراقيين الأبرياء في الشوارع والأسواق والبيوت سوف تذكي روح الانتقام لدى الطرف الذي تقع عليه المزيد من الهجمات والتي تترك يتامى وأرامل وجرحى ومعوقين وفي كل الحالات لن ينسى هؤلاء الضحايا من أدى بهم إلى السوء من غير ذنب.
أما ذريعة اخراج القوات المحتلة، فإن تلك القوات لا تواجه من الخسائر ولا يقع بين أفرادها عُشـــْــر ما يقع من ضحايا بين العراقيين الأبرياء من النساء والأطفال.
وان القتل على الهوية الدينية أو المذهبية الطائفية، أياً كان منفذها لا يمكن وصفها إلا بالإجرام الإرهابي الذي لا تسوغه التعاليم الإسلامية ولا السنة النبوية ولا التشريعات الفقهية.
وتشير مصادر الأخبار إلى أن المسلحين يتخذون من المدن غطاء ومخابئ ينطلقون منها لتنفيذ هجماتهم، الأمر الذي يؤدي إلى استهداف تلك المناطق من قبل القوات الحكومية وقوات التحالف والضحايا هم من سكان تلك المناطق من الأبرياء وهكذا تتواصل مأساة الشعب العراقي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
قتل الصحفيين
افتتاحية
الصباح تونس
تؤكد آخر التقارير الدولية ان حصيلة الضحايا من الصحفيين فاقت في الحرب الدائرة في العراق المحتل حصيلة أية حرب حديثة أخرى، حيث قتل "ما لايقل عن 112 محررا ومراسلا ومصورا صحفيا وأربعون يعملون في مهن مساعدة للصحفيين مثل المترجمين والسائقين أثناء العمل
في العراق منذ بدء الحرب في مارس 2003، طبقا لتقرير اصدرته لجنة حماية الصحفيين، التي تأسست عام 1981. وحسب مصادر اخرى فان الحصيلة وصلت إلى 198 بالإضافة لعشرات ممن تم اختطافهم، بينما يقول الاتحاد الدولي للصحفيين ان الرقم وصل إلى 200. علما ان 38 صحفيا قتلوا أثناء تغطيتهم احداث الازمة في الجزائر بين عامي 1993 و1996 وقتل ما بين 66 و71 أثناء حرب فيتنام بينما قتل 68 أثناء الحرب العالمية الثانية واثنان خلال الحرب العالمية الأولى.

كما كانت حصيلة الصحفيين الذين قتلوا في العراق العام الماضي الأكبر التي تحصيها المنظمات الدولية في دولة واحدة، بصرف النظر عمّن قتل في غير عمل حربي مثل قتلى حوادث المرور او الذين ماتوا بسبب سقوط الطائرات التي تقلهم مع العسكريين او في رحلات عادية.

وامام تزايد المخاطر فان جل مؤسسات الاعلام الغربية وضعت قيودا على سفر مراسليها الى العراق خشية تعرضهم للمخاطر فكانت الحصيلة ان اغلب الذين يتعرضون للقتل من قبل الميليشيات المسلحة والقوات النظامية العراقية والاجنبية من بين الاعلاميين العراقيين والعرب، وفي هذا السياق فان ما لا يقل عن 90 صحفيا عراقيا قتلوا خلال عملهم في تغطية مجريات الأحداث، مقارنة بـ13 من دول أوروبا وامريكيين اثنين وثلاثة من دول عربية غير العراق. ومن بين هؤلاء 73 قتلوا عمدا و39 قتلوا خلال مواكبة "اشتباك عسكري بين جهتين".

يحصل هذا في القرن الـ21 رغم ما يقال عن حماية حقوق الاعلاميين والحق في الحصول على الخبر من مصادره مباشرة دون تاثيرات خارجية.. ورغم تعهد واشنطن وحلفائها قبل بدء الحرب عام 2003 توفير مناخ من الديموقراطية والحريات في العراق وفي كامل العالم العربي الاسلامي.. باعتبار التنمية السياسية من ابرز شروط تامين المجتمعات من مخاطر التطرف والعنف والارهاب..

لكن التقارير الغربية عن تدهور ظروف عمل الصحفيين والمراسلين في العراق وافغانستان وفي فلسطين ولبنان وباكستان.. دليل على ان الحرب العالمية على الارهاب التي بدات مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الارهابية كانت نتيجتها عكسية.. اذ باتت حياة الاعلاميين في خطر غير مسبوق وهو ما يعني انتصار الاطراف التي تريد حجب الحقائق عن شعوبها.. احيانا عبر التهديدات المتزايدة بالقتل واحيانا اخرى عبر ترحيل مراسلين صحفيين وغلق مكاتب مؤسسات اعلامية عديدة..

مرة اخرى تهتز صورة "النموذج" العراقي ..لنشر الحريات والقيم الديموقراطية ..ومرة اخرى تبرز معطيات تؤكد خطورة "المازق" الامريكي في العراق.. الذي تطور الى ساحة تصفي فيها عدة قوى اقليمية ودولية حساباتها على حساب مصالح عشرات الملايين من المواطنين العراقيين وامنهم.. ضمن استراتيجيات معقدة من اهدافها استبعاد نقل المعركة الى داخل اراضيها.. او تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية خاصة بها..

ان الامم المتحدة على محدودية دور بعض مؤسساتها تبقى المؤهل الوحيد لتدارك الوضع واصلاح الامور.. وفتح نوافذ جديدة من الامل في منطقة تدفع منذ قرنين نحو مسلسل من الحلقات المفرغة.. لاهداف استعمارية وبالتالي فرض هيمنة بأشكال مختلفة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بالحبر الجريح: صلاة من أجل الآباء في العراق وفلسطين

عادل الحاج سالم

صحيفة الوحدة تونس
ابنتي العزيزة
كتبت إليك مئات الرسائل قبل أن تولدي وعندما كنت في المهد تمسحين ببسماتك الرائعة ما يعتصر قلبي من آلام وما يصطرع في وجداني من هموم ومآس، وحدك كنت القادرة أن تجعليني أحسّ بالأمل في عالم لم يفتأ يتطور إلى بدائية مفرطة وكلما ازدادت انجازاته التكنولوجية والعلمية ازداد التوحش في أعماقه وأطلّ من سحيق كيانه دم أخيه وهزّه إليه القرم والاشتهاء...
قرأت بعد بعض رسائلي، وبعضها الآخر أخفيته لأني لم أكشف لإنسان بواطن ذاتي كما فعلت مع ذلك الورق الكثير الذي صاحب أباك في حلّه وترحاله جنوبا وشمالا. لا يجد رفيقا أقرب منه لا صاحبا يحسن الانصات مثله... أخفيته لأنني أعرف أنني لم أعطك حظك من الاهتمام الأبوي، وفي ذلك الورق عندما تتوغلين في شوكه وأرقه وقلقه جواب عن بعض ما قد يبدو لك إهمالا... ستكبرين يا ابنتي، وتطلعين وتعرفين ما اعتصر قلبي من آلام...
أكتب إليك اليوم رسالة قد تضعك أمامها الصدف اليوم لا في الغد المنتظر، وستفهمين أشياء فهما لا شك أنه سيتعمق عندما تعيدين النظر بعد سنين... لكنها كلمات لا بد أن ألفظها إلى الورق، وأدفع بها إلى الجريدة حتى لا أندم يوما إذا لم أنشرها وأحرقها كما أحرقت من قبل عشرات وربما مئات من الرسائل...
ابنتي العزيزة
في رسائل أخرى تعرفن بعضها تحدثت عن فلسطين وتحدثت ... حتى لكأن من يقرأن يدرك أن هذا الاسم صار عنوانا لهوية، عنوانا لضياع الأمة أو أجيال من هذه الأمة، فلسطين في ذاكرتي وذاكرة أبناء جيلي جرح لا يندمل... من أجلها أختار بعضها حياة الشقاء فأسسوا الأحزاب والمنظمات وعارضوا السلط الحاكمة لاعتقادنا أن دور الحكام العرب محدد في ضياع فلسطينن وكانت أغلب مظاهراتنا وتظاهراتنا وإحباطاتنا وانهياراتنا العصبية من أجلها... ومن أجلها كتبنا الأشعار والروايات، ومن أجلها ودّعنا حين كنا أطفالا لعبنا ومرحنا وحين صرنا شبانا أغلب مشاغل الشباب، وحين اكتهلنا قنعنا بأن نربي أطفالنا بعيدا عن عقد الهزيمة والاضطهاد، وأن نمكنهم من أفضل دراسة وأجود الظروف علّهم يحملون بعض آمالنا ويحققون ما عجزنا عن تحقيقه...
فلسطين مدار حياتنا، مجالنا الحيوي في العاطفة والفكر والأدب والسياسية وكم كائنا نبذناه لأنه لم يخرج معنا في مظاهرة ضد نهج الاستسلام أو ضد غزو لبنان أو ضد اتفاقيات العار وكم فتاة جميلة اقتلعناها من القلب لأنها لا تفرّق بين الحكيم أي جورج حبش وتوفيق الحكيم أو ربما الدكتور حكيم ! فلسطين كانت ومازالت في قلوبنا وفي كريات دمائنا (وليحتر الدكتور الحبيب القزدغلي ما شاء له الاحتيار).
فلسطين كانت عنوان مأساتنا وضياعنا ومدخلنا إلى قضايا حقوق الانسان والشعوب. ومسألة الهوية والأقليات وانخرام النظام العالمي القديم ونكتة النظام الجديد، وكانت مقياسنا للوطنية وحتى الانتماء إلى الانسانية، وكان ملاذنا أن الآخر/ العدو يجسّد الحقد والعنصرية والعنف... يحسّد هيمنة الغرب، وهيمنة الثقافة اليهودية المسيحية بما فيها من مركزة أروبية واقصاء وتهميش واستعلاء وعنصرية...
هذا الآخر يا ابنتي الذي زرع الدمار في أرجاء الأرض كلها، من نيكاراغوا إلى الفيتنام، وآخر انجازاته رأيتها مباشرة في أفغانستان ثم في العراق... هذا الآخر البشع جعلناه مشجب مآسينا، وسبب تخلفنا وانعدام الحريات عندنا وحقوق الانسان، وجعلناه عنوانا للحقد والعنف المدمّر، ولكن هل هذا صحيح مطلقا؟
لا أخفي عنك سرا، أن عذابي الذي أعيش منذ شهور ليس بسبب هذا لآخر، فالعذاب الذي يسببه الآخر صار مألوفا لأنني صرت مدمنا عليه، وهو لطيف إذا قارنته بهذا العذاب الجديد الذي تسبب فيه أشخاص يحملون أسماء تتراوح بين "التعبيد والتحميد" لا تفتر ألسنتهم عن ذكر الله، ويطلون عليك من الشاشات "سيماهم على وجوههم من أثر السجود" فيحسّ المتفرّج أنه يشاهد مسلسلا تاريخيا أو شريطا للعقاد، بذات اللغة القديمة والمفردات البالية يتحدثون عن غزوة "منهاتن" وعن "المشركين" و"المنافقين" وعن "دار الاسلام" و"دار الحرب" ويقطعون الرؤوس ويهدمون المساجد على رؤوس المصلين إما لأنهم شيعة أو لأنهم سنة، ويحصرون مشاكل العالم في حجاب المرأة أو في إطالة اللحية وإعفاء الشارب ويذكروننا بالشاعر الخالد أبي الطيب المتنبي:
أغاية الدين أن تحفّوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
هؤلاء يا ابنتي استباحوا ما لا يباح، يقتلون الأطفال والشيوخ لا يرحمون مصلّيا ولا مسالما، ينسفون باسم الدين ما عفّ الأمريكان والصهاينة عن اتيانه، يعطون للعالم صورة عنا تبدو إزاءها صورة الأمة المنهزمة لطيفة، هؤلاء يا ابنتي غرقوا ويريدون إغراقنا في الوحل والدماء، وإذا كانت فلسطين قد أضاعها الحكام والجهل والتخلف، فإن هؤلاء أخطر لأنهم يضيعون أمل تحرير فلسطين، ويرتجون الأبواب أمام الحداثة وتحرير الأرض والعقل، إذا كان الحاكم العربي في 1948 جاهلا لا يكاد يفك حروف لغته، ومستسلما إلى سفراء الدول الغربية وقادة جيوشها، فالذين يذبحون في العراق وفي فلسطين وفي الجزائر أسوأ بكثير، لأنهم خريجو جامعات وأدعياء ثورة ونضال ويهدرون بلا حياء فرص الرقي "وهم يقرأون الكتاب" ويذبحون من أبناء شعوبهم كل من يخالفهم مذهبا أو فكرا أو عرقا في بعض الأحيان... إذا كان نموذج التخلف العربي الحاكم في القرن العشرين إمام اليمن وسلطان عمان سعيد، فإن هؤلاء المتخرجين من الجامعات، والحاملين للواء الفكر في العراق وفلسطين أشدّ تخلفا وأكثر همجية و"أجدر ألا يعرفوا حدود لله" وحدود الشعوب... إنه لمن العار حقا أن أكون معاصرا لهؤلاء، أن أكون معاصرا لهؤلاء، أن أكون معاصرا لمن يشرب دم أخيه والقرآن في يده، أو يضع القنابل في المساجد والحافلات والأسواق كأن الجنة ملاذ القتلة والمجرمين وكأنهم لم يقرؤوا في حياتهم "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كأنما أحيى الناس جميعا".
العار يا ابنتي... يملؤني، فكيف ستقرئين في رسائلي السابقة اعتزازي بهذه الأمة وتاريخها؟ وكيف أرتاح وقد صار القتلة منا؟ كيف يهنأ لي بال وفلسطين عروس هويتنا ويتقاسمها إخوة السلاح وينهشونها بشكل تظهر معه ممارسات الصهاينة ممارسات هواة؟ كيف، وهؤلاء الذين لم يظفروا بعد بسلطة حقيقة، إنما هو وهم أرساه "أوسلو" يتقاتلوا على ثمرة قبل اكتمال تكوينها ـ وليعذرني نزار قباني على تشويه بيته الجميل
يتقاتلون على بقايا ثمرة فخناجر مرفوعة وحراب
ابنتي العزيزة
أكتب إليك هذه الرسالة وأزيز الرصاص لا ينقطع في غزة ولا أدري كم سيارة مفخخة انفجرت في بغداد، والمحتلون هنا وهناك "يراقبون الوضع" وينتظرون الناجين كي يفرظوا عليهم شروطهم وسلامهم... أكتب إليك وأنا أفكر في آلاف من الآباء مثلي لا يعرفون إن كانوا سيعودون إلى ديارهم، وإن عادوا فهل سيجدون بناتهم سالمات، وهل سيجدون طعاما للعائلة وتلفازا للسهر، هل سيجدون كهرباء للإضاءة وراحة بال للكتابة، هل سيراجعون مع بناتهم دروسهن وهل مدارس البنات في مأمن من القصف والاعتداء...
يا ابنتي لا أريد أن أحمّلك هذي الهموم، لذلك سأعود إلى البيت وأنت نائمة لألوذ بوجهك الملائكي وأدعو الإله نفض يديه عن الخلق كي ينعم الآباء هناك في غزة وفي سامراء وبغداد وفي رام الله والبصرة بمرأى أطفالهم ينامون في وداعة آمنين شبعانين مستعدين للامتحانات ومقبلين على الحياة... آمين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
فؤاد عجمي اذ يتحدث عن أفضال.. بوش (2-2)
محمد خرّوب

الراي الاردن
اضاءت المقابلة المثيرة التي نشرها موقع ايلاف على الشبكة العنكبوتية مع المفكر والكاتب والباحث الاميركي من أصل لبناني فؤاد عجمي، قبل ايام على كثير من المواقف غير الجديدة وغير الصادمة على اية حال، وان كان أعاد التأكيد عليها رغم كل الاخفاقات والفشل الذي لحق بمشروع المحافظين الجدد وتراجع ادارة بوش عن كثير من الشعارات والاراء التي طرحتها عند بدء حربها العالمية على الارهاب، واعترافها بالخطأ الكبير الذي ارتكبته الدبلوماسية الاميركية طوال ستة عقود عندما غضت الطرف عن استبداد الانظمة في الشرق الاوسط، مقدمة عليه استقرار المنطقة وهي بصدد تصحيح هذا الخطأ الذي لم يحقق الاستقرار، فيما استمر استبداد الانظمة وهو الموقف الذي عبّرت عنه كونداليزا رايس في محاضرتها بالجامعة الاميركية في القاهرة قبل عام ونيف.

فؤاد عجمي رغم كل ذلك، يواصل الترويج لبضاعته الفاسدة وهو لما يزل يرى في مساعدة بوش للعراقيين واللبنانيين على تحقيق استقلالهم (كذا).. عملاً تاريخياً بل إن عجمي في اصراره على البقاء منفرداً بعد الافلاس المعلن الذي اشهره المحيطون ببوش وانسحابهم الواحد تلو الاخر من مشروعه الفاشل..

عجمي هذا يستحضر الدفاتر العتيقة (على عادة التجار المفلسين) فيقول في رفض وانكار واضحين للمشهد الراهن عراقياً وافغانياً وخصوصاً شرق اوسطياً: ... ألمس بلوغ بوش نقطة اللاعودة في خطابه الشهير في تشرين الثاني 2003، حين قال اننا حاولنا خلال ستين عاماً مضت الحفاظ على الانظمة الاوتوقراطية وما حصدناه كان الارهاب، وندرك اليوم (والقول لبوش) اهمية المراهنة على نشر الحرية ..

يواصل عجمي عناده بل مكابرته، ويهمل عن عمد، حجم التراجع الذي غدت عليه مواقف بوش وخصوصاً في هذا الشأن حيث الانظمة التي انتقدها ووصفها بالاوتوقراطية واعترف بأنه حاول الحفاظ عليها، عاد ولجأ اليها ليس فقط لانقاذ ما تبقى من ماء وجه ادارته في حربها غير المشروعة على العراق وانما ايضا لتمرير جزء من الاستراتيجية الاميركية في المنطقة والتي ترتكز في الاساس على مبدأين الاول هو المحافظة على أمن اسرائيل وضمان تفوقها العسكري النوعي على كل العرب (الصفقة العسكرية الضخمة الاخيرة ذات الـ 30 مليار، مثالا)، ضمان تدفق النفط الى اسواقها وفق الشروط التي تلائمها، وتسهم في جملة ما تسهم، بعدم تمكين الاقتصادات الصاعدة وخصوصا في الهند والصين بامتلاك كثير من الاوراق (الاسواق والمصادر) في حروب الطاقة الجارية الان بضراوة بين كبار المستهلكين الاربعة الاوائل، الولايات المتحدة، الصين، اليابان والهند..

عجمي ينظر باعجاب الى الرئيس الاميركي جورج بوش، على رغم ما تحفل به الصحافة الاميركية، وخصوصاً كتب المذكرات التي اصدرها معظم رجال الرئيس المقربين الذين قفزوا من سفينته الجانحة، من انتقادات لاذعة وتفصيلات عن تدني المستوى الثقافي والفكري والمعرفي للرئيس بوش وعلى ضيقه من جلسات المفكرين والمثقفين وتواضع ومحدودية قراءاته ومطالعته، وبأنه ليس اكثر من شخص متناقض، ملول، وسريع الغضب ويتسم بالعناد ودعيّ تهيمن الايديولوجيا الدينية على عقله وسلوكه..

.. برأيي، يؤمن بوش بتقديم الحرية الى الغرباء، وفي الولايات المتحدة يسخر الليبراليون، وهم المكون الطبيعي لنشر الحريات، من العرب بالقول ان تركيبة حمضهم النووي تفتقر الى جينة الحرية، بينما يصير الرئيس المحافظ على امكانية تصديرها وسأغامر بالتنبؤ (والقول ما يزال لفؤاد عجمي): لن يتراجع بوش عن مشروعه في العراق، وسيبقى هذا المشروع اميركياً الى ان يحين موعد انتقال جورج بوش والقوة الجوية رقم واحد الى مزرعته في كروفورد في 20 كانون الثاني من العام 2009 .. ماذا نتوقع بعد ذلك؟ يسأل عجمي نفسه ثم يجيب: الله وحده يعلم!.

نحن اذاً امام منطق متهافت لا يصمد امام الحقائق الميدانية بل هو لا يستقيم مع مبادئ العلوم الاجتماعية والسياسية، انما تفوح منه رائحة العنصرية والفكر الاستعماري سواء في ما خص مفهوم تصدير الحرية ، ام في ما توصل اليه عباقرة الليبرالية الاميركية (الذين هم في نظر عجمي وامثاله المكون الطبيعي لنشر الحريات).. من افتقار العرب الى جينة الحرية..

يطول الحديث عن المدى الذي وصل اليه المحافظون الجد ومن لحق بهم من العرب الذين انسلخوا (اقرأ انشقوا) عن مجتمعاتهم تحت دعاوى ومقاربات بل تلفيقات اخترعوها لتبرير التحاقهم بالدوائر المتصهينة والاستعمارية التي تعدنا بالحرية والاستقلال عبر الغزو والاحتلال وتفكيك الدول وتصديع البنى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية..

العبارة التالية ربما تكشف نوعية البضاعة التي يريد فؤاد عجمي تسويقها:.

... من السخف تصوير بوش باسلوب كاريكاتوري .. فهذا الرجل يملؤه الفضول الثقافي (تصوروا؟) وهو يعرف العراق ويؤمن بما يفعل ... يشجع المثقفون العرب خارج الولايات المتحدة بيل كلينتون (يقول عجمي) لأنه يدعو الى العولمة، فيما لا يحظى بوش بهذا التأييد.. (ختم عجمي)..

ايراد المزيد من اقوال فؤاد عجمي المثيرة للاشمئزاز والغضب لن يسهم كثيراً في تظهير صورة مشروع المحافظين الجدد التي هي واضحة بل على درجة عالية من الوضوح ويكفي ان يظهر فيها بوش الممتلئ بـ الفضول الثقافي ... صفاقة!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
دعونا نأمل
سلوي حبيب
الاهرام مصر
لماذا لجأت أمريكا أخيرا للأمم المتحدة التي لا تحظي أصلا باحترام القيادات الأمريكية‏,‏ ولا يثق الشعب الأمريكي في قدراتها؟ هل اضطرت لذلك يأسا من تحقيق أي نجاح بمفردها بعد أن بدأ حلفاؤها المتبقون هناك يتخلون عنها الواحد تلو الآخر؟ وبعد أن فشلت في إقناع جيران العراق بالتعاون معها؟ وبعد أن خذلها رئيس وزراء العراق بزيارته لإيران وإشادته بدورها البناء؟ أم هي رغبة شريرة في توريط المنظمة الدولية معها بعد أن أصبحت العراق جحيما غارقا في دماء أبنائها؟ وهل تتصور فعلا أن الأمم المتحدة قادرة علي القيام بتلك المهمة الانتحارية؟ ألم يأت طلبها متأخرا جدا وفي ظروف أمنية مفزعة يرفضها إتحاد العاملين بالأمم المتحدة‏(23‏ ألف عضو‏)‏ بعد خسائرة البشرية هناك في‏2003(21‏ مبعوثا ورئيسهم دي ميللو‏)‏؟

علي أي حال هي فرصة لرد الاعتبار للأمم المتحدة‏,‏ تتنازل فيها أمريكا عن عجرفتها وتعترف بأهمية العمل في إطار المجتمع الدولي‏:‏

من المفترض ـ حسب قرار مجلس الأمن الأخير ـ أن تتولي المنظمة ـ من خلال‏95‏ مبعوثا دوليا للعراق عدة مهام منها‏:‏ المساندة والمساعدة والمشورة لحكومة العراق في الشئون السياسية والاقتصادية والانتخابية والدستورية وحقوق الإنسان واللاجئون‏..‏

المساعدة في حل مشكلات الحدود المتنازع عليها بالداخل‏..‏ تسهيل فرصة المصالحة الوطنية بين الجماعات العرقية والدينية المتناحرة‏..‏ توفير الحماية لأمن المواطنين وعمال الإغاسة‏..‏ تخطيط وتمويل برنامج لدمج أعضاء سابقين في جماعات مسلحة غير مشروعة‏..‏ تشجيع الحوار بين العراق وجاراتها حول أمن الحدود والطاقة واللاجئين‏..‏ طلب المساعدات الدولية لإعادة بناء العراق‏,‏ وذلك بمساندة أمريكا وبريطانيا‏.‏

لكن الأوضاع هناك توحي بأن الصراعات الدموية التي تغذيها جهات خارجية أعمق وأعقد من أن تحلها مساع دبلوماسية للأمم المتحدة ووفدها الصغير‏..‏ ثم إن الشعب العراقي نفسه لا يثق في قدرة المنظمة الدولية ومبعوثيها علي التأثير‏..‏ ولا يبدو أنه مستعد للتجاوب‏..‏ وبعض قياداته قلقة من التدخلات الخارجية ومن تقويض استقلال العراق‏.‏

ويبدو أن بريطانيا هي التي أقنعت أمريكا باللجوء للأمم المتحدة نظرا لرغبتها في سحب قواتها من العراق‏.‏ ولكن ان تستجيب امريكا وتلقي بتلك المسئولية الجسيمة علي أكتاف المنظمة الدولية فإن ذلك يعني اعترافا بالهزيمة ولو معنويا‏..‏ ومع ذلك وعد بوش الأمريكيين الأسبوع الماضي بسماع أنباء طيبة عن العراق قريبا‏..‏ فدعونا نأمل مع الأمريكيين والعراقيين‏.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
لماذا لا يستمعوا للعراقيين
ماجد السعدون
البيان الامارات
من الغريب جدا أن العراق تعقد له عدة اجتماعات ومن جهات دولية واقليمية ومحلية والنتيجة دون الصفر ، الجواب واحد لا غيره المجتعين لا يسمعون لنا نحن العراقيين العراقيين من نحمل أجندة الوطن ولم نجد أذنا صاغية ، من يجتمع عن العراق يحمل أجندته الخاصة أو أجندة كلف بحملها والتفاوض عليها ، لم نجد أن شخصا او جهة او دولة تحدثت بلسان عربي وقلب عراقي ، الجميع يحاول أن يتفنن بالوطنية ويفصلها حسب ما يراه عبر تاريخه الزائف ، الأمم المتحدة حين أرادت أمريكا تدمير العراق منحتها ادارة بوش اجازة ضمير طويل الأمد بدون راتب ، وبعد العودة أجازت الاحتلال وتعاونت معه ، ماذا ستقدم الأمم المتحدة للعراق بهذا المؤتمر ، مذابح جديدة للعراق باسم القانون الاثني ام الطائفي ، ماذا ستفعل الأمم المتحدة التي استباحت وغفلت عن مقتل مليون مواطن عراقي وتشريد اربعة ملايين لاجيء ماذا ستفعل لوطن دمرت بنيته التحتية ماذا ستفعل لأمة سرق تاريخها ونهبت ثرواتها وبدل شعبها بشعب أخر ، مسكينة هذه الأمم المتحدة التي حول لها ولا قوة سوى البكاء على جثث الموتي
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
دعارة العراقيات .. وسقوط الأحزاب الطائفية الفاشلة

داود البصري
السياسة الكويت
وجوه الماساة العراقية الراهنة لا تنحصر في القتل والخطف والتفخيخ وجميعها جرائم ابادة شاملة ضد الجنس البشري , بل ان الماساة الصامتة التي لا يتحدث عنها اهل التدين المزيف سنيا كان ام شيعيا هي ماساة السقوط الاجتماعي المريع وتدهور احوال المجتمع العراقي وفي طليعته المرأة العراقية التي كانت اشد الشرائح العراقية معاناة من كل الاهوال التي عصفت بالعراق خلال العقود الثلاث الاخيرة من تاريخ العراق التي شهدت سيادة الحروب والمصائب وكل التجارب السياسية الفاشلة التي اسست لحالة الفشل التاريخية المريعة التي يعانيها العراق كنظام حكم وسلطة فاشلة لم تستطع ان تؤدي كل مستلزمات السلطة الحقيقية وتكون ممثلة حقيقية للشعب الذي تحكمه ! , ولعل واحدة من ابشع الظواهر الاجتماعية القاتلة في العراق قد شهدت نموا مفزعا يتحدث عن حالة الشلل والخلل الفظيعة التي المت بالمجتمع العراقي نتيجة للحروب والماسي والفقر المدقع الذي ساد في بلاد تنام على بحيرات هائلة من الذهب الاسود ويضطر رجاله للهجرة طلبا للرزق ونسائه لبيع اجسادهن خشية املاق ومن اجل تربية اطفالهن بعد ان ترملن اوانحدرت مداخيلهن في ظل حالة النهب الشامل السائدة في العراق , هي حالة انتشار الدعارة داخليا وخارجيا في ظاهرة مريعة تتناسب عكسيا مع ظاهرة صعود الروح الدينية بشكلها الطائفي المقيت في العمل السياسي العراقي , ففي ظل الضغوط الهائلة التي تعانيها المرأة من فقدان للامن وغياب لاي ضمانات مستقبلية وفي ظل سيادة مباديء القتل والعرض والطلب واللجوء صوب الشعارات الغيبية والطائفية ظلت المرأة تعاني بصمت في بلد فتحت فيه كل بوابات الجحيم دفعة واحدة وهجمت الاحزاب والجماعات الطائفية والدينية والسلفية لتنهش في اللحم العراقي الحي لتحاول فرض رؤاها المتخلفة على الناس في ظل غياب اي برامج حقيقية للانعاش والاكتفاء بالشعارات التدليسية التي لا تسمن اوتغني من جوع وحيث تم استغلال المرأة ابشع استغلال من خلال النفوس الضعيفة والمنافقة لتتهشم كل القواعد والاسس الاجتماعية التضامنية الحقيقية وتسود رياح العبث الطائفي والتدمير المنهجي المرتبط بتدهور الدولة بل وغيابها الفعلي عن الميدان الاجتماعي كما تمثل بشكل علني في فضيحة ملجأ الاطفال (دار الحنان) التي اهيل عليها اليوم الغبار في ظل تزاحم القضايا والفضائح العراقية المتوالية , وحالة المرأة العراقية التعيسة هي انعكاس حقيقي لحالة العراق الاشد تعاسة بين امم الارض , فقد كانت المرأة العراقية على امتداد التاريخ العراقي المعاصر عنوانا للاضطهاد والظلم والحيف , وعانت اشد المعاناة من تقلبات الاوضاع السياسية والامنية وكانت محطا ومختبرا لكل التجارب الفاشلة التي حفل بها التاريخ العراقي المعاصر , فقد كانت المرأة العراقية مهمشة بالكامل خلال السنوات الاولى لظهور العراق الحديث في العشرينيات وكانت تعاني من الحرمان والجهل والتسلط والظلم الاجتماعي بفعل الواقع الاجتماعي والعشائري المتخلف رغم وجود المحاولات الخجولة الاولى لتحسين الاوضاع العامة في اخريات ايام الحكم الملكي , ثم جاء انقلاب الرابع عشر من تموز العسكري عام 1958 لتتحقق بعض المنجزات التاريخية للمراة من خلال قانون الاحوال الشخصية الذي اثار القواعد الدينية وكان اهم الاهداف المستهدفة بعد قيام مجلس الحكم العراقي عام 2003 , ولكن سيادة الفوضى والصراع السياسي في الشارع العراقي في الستينيات قد جعل من المرأة كبش الفداء بعد انقلاب البعث الاول في عام 1963 والذي عامل المرأة بسادية ووحشية من خلال مراكز الاعتقال والتعذيب الوحشية التي تفنن فيها البعثيون في معتقلات ومراكز ما كان يسمى بالحرس القومي التي كانت مسرحا لحوادث تعذيب واغتصاب واسعة النطاق , ثم جاء عصر السقوط وتغيير الاوضاع مع الامال الجسام التي كانت معقودة على العهد الجديد لتكون المفاجاة الكبرى في كون (شهاب الدين اسوا من اخيه) وتحول التغيير التاريخي لكابوس تاريخي مع قفز الظلاميين والعملاء والطائفيين والمرضى النفسيين على السلطة في العراق لتتحول سيوف (فدائيي صدام) وفرق الموت البعثية لسيوف اخرى في جيوش المهدي والصحابة والفضيلة وبقية فرق حسب الله التي نبتت كالفطر المسموم في الشارع العراقي الذي شهد عصر التيه الكبير والهجرة الكبرى ليكون اللحم العراقي الابيض الرخيص مجالا للعرض والطلب في اسواق النخاسة العربية والدولية في دمشق وعمان ودبي وغيرها من الامصار ولتكون المرأة العراقية الشاهد والشهيد على ماساة يومية وسقوط اجتماعي مريع مع تنامي حسابات اهل وقادة الاحزاب الدينية والطائفية في الخارج والذين كانوا والى ما قبل سنوات قليلة يعيشون على اعطيات الدوائر الاجتماعية في الغرب وعلى مؤسسة القرض الحسن في ايران وعلى تبرعات المحسنين فاذا بهم وقد تحولوا اليوم في طفرة وراثية لاصحاب رؤوس اموال ولمالكي فضائيات ولحاملي شنط وحقائب مليئة بالاموال (الايمانية) يتم تهريبها عبر مطار هيثرو!! وهنا اتساءل حقيقة عن اوجه الصرف التي تقدمها مؤسسات الوقف السني او اموال الحوزة الشيعية التي تصرف على مؤسسات تنموية في ايران مثلا او على الاموال التي تجمعها الجماعات السلفية لشراء الاسلحة وعدة الموت فيما الشعب العراقي يئن واللحم والشرف العراقي يباع ويشترى على قارعة الطريق داخليا وخارجيا يقولون ان ميزانية العراق قد بلغت رقما خياليا وهو اكثر من اربعين مليار دولار فهل لنا ان نتساءل عن كيفية صرف ذلك المبلغ ومن المستفيد من عطائه وبعد ذلك من يحمي الشرف العراقي لقد اثبت واقع الحال من الاحزاب الطائفية الحاكمة بشتى عناوينها ومسمياتها واسمائها هي احزاب ساقطة في وحل فشلها ودجلها وحيث تظل دعارة المعوزات العراقيات اللطخة الكبرى في سجلها الحافل بالفضائح والفواجع... انه فعلا زمن الزعاطيط واللصوص والقتلة!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
العراق يتحدث مع موسكو بلكنة غربية
جانا بوريسوفنا
البيان الامارات
استقبلت موسكو حسين الشهرستانى وزير النفط العراقي في زيارة استمرت لمدة يومين، أكدت خلالها روسيا حرصها على مواصلة تطوير صلات التعاون بين البلدين، بعد أن أبدت حسن نواياها بإسقاط 8 مليارات دولار من ديون العراق.
واقترح وزير الصناعة والطاقة الروسي فيكتور خريستينكو على نظيره العراقي إجراء جرد مفصل لكل الاتفاقات والعقود التي تحدد مسارات ومضامين العلاقات الثنائية بين روسيا والعراق. وذلك في أطار بحث إمكانية إحياء عقود شركة « لوك اويل» الروسية الخاصة باستثمار حقول «قرنة-2» التي تعتبرها حكومة بغداد لاغية، ليس فقط لأنها من الاتفاقات التي عقدها النظام السابق، وإنما أيضا لأن صدام حسين كان قد أعلن عن إلغائها في لحظة حاول فيها الضغط على موسكو لكسر الحصار المفروض على العراق، ثم تراجع عن هذا القرار. لهجة الوزير العراقي جاءت غربية النزعة، متعالية لأنه اعتبر أن روسيا ملزمة بشطب 80% من ديون العراق الروسية، باعتبار أن هذا الأجراء يأتي استنادا لقرار نادي باريس حول شطب ديون العراق. ثم أكد الوزير انه لا يمكن أن يدور الحديث مع موسكو عن آية اتفاقات أو عقود نفطية دون المرور عبر فلتر قانون النفط الجديد الذي لم يقر بعد، والذي مازال إقراره متعثرا بالرغم من الضغوط الأميركية على الحكومة لإقراره، ما يعني أن عقود «قرنة-2» تعتبر لاغية من وجهة نظر الحكومة. لم يقدم الوزير العراقي شيئا يذكر لعلاقات التعاون الروسية-العراقية، سوى انه حاول تبديد الأوهام حول إمكانية إحياء العقود الروسية، إضافة لحديثه المطول عن أن العلاقات التجارية الاقتصادية بين روسيا والعراق التي يمتد تاريخها إلى 50 عاما، والتي تتسم بأهمية خاصة في الظروف الراهنة، وعن دور روسيا في مجالات اقتصادية أخرى غير النفط. ومن المؤكد أن الشهرستانى يعلم أنه على مدار سنوات طويلة كان العراق أكبر شريك تجاري لروسيا في الشرق الأوسط ، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين آنذاك حوالي ملياري دولار سنويا. وانه من خلال علاقات التعاون بين موسكو وبغداد تم تشييد البنية التحتية للعديد من الصناعات الاستخراجية العراقية، وبناء العديد من الصناعات العراقية في قطاع الطاقة وفي قطاعات أخرى. ما يعني أن تعاون العراق مع روسيا حقق منفعة ونهوض للاقتصاد العراقي، ولم يجلب له الخراب والدمار. وما هو أكثر إثارة عندما تكتمل حلقات السلسلة، حيث جاءت تصريحات الوزير العراقي في الفترة التي يتم فيها الإعداد لمحادثات بين بغداد وكييف، بشأن توفير ممر لنقل النفط العراقي إلى بلدان الاتحاد الأوروبي عبر خط أنابيب يمتد في الأراضي الأوكرانية من ميناء أوديسا على البحر الأسود إلى برودي (غرب أوكرانيا). وتبدأ هذه المساعي في وقت لا يزيد إنتاج العراق فيه من النفط عن مليوني برميل من النفط في اليوم، ويصدر 6 ,1 مليون منها إلى أوروبا والولايات المتحدة في الغالب بواسطة ناقلات النفط الضخمة وليس عبر خطوط الأنابيب. ما يعني أن التحضيرات الأوكرانية، واتصالات كييف وبغداد تستهدف البدء في خطط مستقبلية لتوريد جزء من النفط العراقي(والذي تحدث الوزير العراقي عن عزم حكومته على زيادة أنتاجه)إلى أوروبا، وهو ما يحقق خطة واشنطن في تقليص اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، ويقضى على تواجد روسيا في أسواق شرق أوروبا. وحرص الوزير العراقي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أن يستفيض في شرح مزايا قانون النفط الجديد في العراق، ولعل هذا الحرص ينسجم مع تصريحات بوش في ربيع هذا العام بعد أن تولى المالكي رئاسة الحكومة والتي أكد فيها على ضرورة إصدار قانون جديد يساعد الاستثمارات على تطوير صناعة النفط، إضافة لحل الأزمة الأمنية وحل مشكلة الكهرباء!!


وقد أعرب العديد من الخبراء العراقيين عن قلقهم من أن يمكن هذا القانون الشركات العالمية من السيطرة على ثروات العراق النفطية، وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن العراق الذي يعتبر من أغنى دول العالم في مجال النفط، يعاني من أزمة خانقة في مجال الطاقة في نفس الوقت الذي بلغ حجم صادراته النفطية خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من 125 مليار دولار. أما حديث الوزير العراقي في موسكو عن أن هذا القانون ينص على تقسيم عائدات النفط على كافة المحافظات العراقية وفق مبدأ الكثافة السكانية، فإنه حديث غير واضح المعالم لأننا لا نعرف حجم هذه العائدات، والتي ستتحدد بعد خصم نسب وحصص الشركات التي ستعمل في استخراج وتسويق النفط، وحصص خزينة الدولة وصندوق التعويضات؟ وتكمن مخاطر هذا القانون في انه يمنح إدارات المحافظات المنتجة صلاحيات في إجراء اتفاقات مباشرة مع الشركات، ولحل مشكلة مخاطر استقلالية هذه الأقاليم شكليا، يضع صيغة المجلس الاتحادي الذي يمتلك حق المشاركة فيه المحافظات التي يزيد إنتاجها عن 150 ألف برميل، أي 3 محافظات فقط، بل إن هذا المجلس يضم في عضويته ممثلي الشركات الأجنبية العاملة في الحقول العراقية، ما يلغي إمكاناته في حماية المصالح العراقية، أي انه مجرد إطار لإيجاد تسوية ترضي أطراف عقود استثمار النفط، خاصة وان لديه الصلاحية في مخالفة القانون إذا تتطلب الأمر. وإذا كانت المصادر العراقية تؤكد أن سيطرة العراق على ثرواته ستتم من خلال الشركة القابضة التي سيتم تشكيلها، ويمنحها القانون الجديد حق الإشراف الكامل على حقول النفط، فأن وزارة النفط العراقية أكدت على لسان وزيرها أنه ستشرف على استخراج وتسويق إنتاج 27 حقل نفط عامل ومنتج، أما الحقول المستكشفة وغير العاملة، والتي تصل إلى أكثر من 50 حقلاً فستطرح في مناقصات عالمية للمستثمرين الأجانب. وأضاف انه يوجد في العراق إضافة لما سبق أكثر من 400 حقل نفط لم تستكشف بعد سيتم أيضا طرحها للمناقصات العالمية. ومع الأخذ بعين الاعتبار تقديرات الخبراء الأميركيين والتي تشير إلى أن إنتاج العراق وفق خطط واشنطن سيصل في عام 2010 إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميا، ما يعني أن الشركات العالمية ستسيطر على حوالي 60% من إنتاج العراق من النفط، وأكثر 70% من صادراته النفطية، وذلك دون تدخل من الشركة القابضة المزمع تأسيسها وفق قانون النفط الجديد. وفي أطار ما ذكر حول المناقصات العالمية لاستثمار الحقول العراقية، لابد وأن نحذر أن لا تكون نتيجته المرور بفلترين، لأنه إذا كان من المنطقي والمفهوم أن تمر عروض المستثمرين الأجانب عبر فلتر عراقي بصرف النظر عن إبعاد ومصالح وتناقضات هذا الفلتر، فإن من غير المقبول عالميا (وهذا ليس تدخلا في شؤون العراق) أن تمر هذه العروض عبر فلتر آخر أميركي؟ من المعروف أن عددا كبيرا من الخبراء الأميركيين يعملون كمستشارين في وزارة النفط العراقية، لتوجيه الإدارات المختلفة وتحسين أدائهم، وبطبيعة الحال لإقناعهم بالعقود الأميركية وبمزايا العمل مع الشركات الأميركية. لذا من المنطقي أن يلعب هذا الجيش من المستشارين دوره في تجاهل كافة العروض غير الأميركية، وأن يكرس السيطرة الكاملة للشركات الأميركية على النفط العراقي. ويبدو واضحا أن الصراع على النفط العراقي لم يعد منافسة تجارية، وإنما تحول إلى صراع سياسي داخلي وخارجي، بين الشركات الأميركية وبقية المؤسسات العالمية العاملة في قطاع الطاقة، ولم تعد المسألة عودة الشركات الروسية إلى السوق العراقي فقط، وإنما اتسعت ليكون عنوانها الأول حق الشعب العراقي في استثمار ثرواته، وان لا تتحول عملية استثمار ثرواته إلى مدخل لتقسيم العراق إلى دويلات، ليسهل للشركات الأميركية السيطرة على ثروات هذا البلد النفطية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
أنصار الحرب الأميركية و«الفكرة الصنم»
محمد خالد الأزعر
البيان الامارات
يحق للفريق الأميركي الذي يدير الأزمة العراقية إعلامياً ودعائياً منذ سنوات أن يفخر بإنجاز واحد على الأقل في غمرة إخفاقاته وخيباته المتراكمة. فهو استخدم بحذق واقتدار ما قيض له من موارد كبيره وأدوات تأثير أخطبوطية جبارة في الترويج لما ظننا أنه يصعب الترويج له وإقناع الخلق به، ومؤداه أن الحملة الأميركية تستهدف بسط الديمقراطية على الشعب العراقي بعد تخليصه بالقوة من براثن نظام استبدادي سامه سوء العذاب لثلاثة عقود ونصف. وأن هذه النقلة التاريخية ستحدث مرة واحدة إلى الأبد، وستمتد بظلالها وأصدائها إلى بقية شعوب الشرق الأوسط. مبعث هذا التقدير، أن الجزئية الذرائعية الخاصة بهدف نشر الديمقراطية، كان المفترض لها أن تكون الحلقة الأضعف في خطاب تبرير الحرب على العراق، والتي يسهل من عندها إثبات تهافته وفضح زيفه. لكن ما حدث ويحدث بالفعل يشي بأن هذه الذريعة وجدت من يبتلعها عربيا ليس فقط على مستوى بعض عامة المتابعين- وهذا جائز ومحتمل باعتبار الرأي العام عرضة للتطويع أو التوجيه بسبب غياب المعرفة المتخصصة- ولكن أيضاً من لدن قطاع من المثقفين، أهل الدراية والتدبر الواعد.


ولو أن تعاطي هؤلاء الأخيرين مع الزعم الأميركي عن قناعة أو جهالة أو نفاق قد اقتصر عليهم لهان الأمر، المشكلة أنهم يعمدون عن قصدٍ وإصرار إلى تعميم هذا الزعم وتعريبه على أوسع نطاق ممكن، متخذين من أنفسهم ومما هو متاح لهم من منابر اتصال بناس بلادهم، خشبة قفز لتسويغه. وبهذا فإنهم باتوا يشكلون ما يشبه «شبكة أمان فكرية دعائية» تنظر وتزين لقضية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. وهم بصنيعهم هذا أعفوا إعلام الأزمة والتسميم السياسي الأميركي من العكوف وحدة على مهمة تضليل أبناء الأمة عن الأهداف الحقيقية لغزو العراق واحتلاله. لقد ألقوا لهذا الإعلام بأطواق وحبال تنجيه من غرق يتربص به، فصارت له أقدام وأبواق يسعى بها في الشارع العربي، بما من شأنه جدلا أن يمنحه صدقية لا يستحقها، كيف لا وقد بات يتحدث بلسان عربي مبين تنطق به جماعة من أهل الوطن؟!. كنا نحسب أن طرح دمقرطة الساحة العراقية من مدخل دحر النظام الحاكم بالقوة العارية، يأتي من باب الهذيان الفكري المفضوح، لإدراكنا أن الديمقراطية لا تأتي بضغطات أزرار ولا محمولة على رؤوس الصواريخ وقذائف الطائرات. وحسبنا أيضاً أن أصحاب هذا الطرح من أمراء الطابور الخامس الإعلامي الذي يسبق ويواكب كل حملةٍ وغزو يعلمون هذه الحقيقة. ويعلمون بشكلٍ خاص أن المجتمع العراقي يموج بتعقيدات بالغة، على نحو لا يؤهله بالمطلق للاستجابة لهكذا منهجية. وهذا جعلنا نتصور أنهم سيعدلون سريعاً عن هذه الخدعة إلى ما هو أدعى لاستقطاب التأييد للحرب على هذه البلاد، وأجدر بحث الرأي العام العربي على تخبئة معارضته لها، انتظاراً لما قد تسفر عنه بعد وقوعها، وعندئذٍ فإن لكل حادث حديث. المدهش أن توقعنا هذا صدق إلى حد كبير بالنسبة للخطاب الإعلامي التعبوي الأميركي الأصيل والراعي، لكنه خاب مع أتباع هذا الخطاب والمتذيلين له من المثقفين العرب!. فالجانب الأميركي راح يطوي مقولاته حول دمقرطة عراق ما بعد الغزو ويتنصل منها بهدوء، نازعا إلى استبدالها بشعار محاربة الإرهاب. الرئيس جورج بوش الابن بنفسه أقر في غير مناسبة بأن «إقامة نظام ديمقراطي في العراق سيكون أمراً صعباً على رغم أنه يشكل (بزعمهِ) شرطاً لضمان أمن الولايات المتحدة»، وقد تبعه في هذا التراجع مسؤولون أميركيون كثيرون. لن نستطرد هنا إلى ما ينطوي عليه هذا التراجع من تخبط أميركي في تخيُر المدخل الأنسب لدغدغة المشاعر حول تبرير غزو العراق وتدميره. ما يهمنا الآن أكثر هو أن فريق الأنصار العربي إياه، لم يلتقط بعد هذا التحول عن الهدف شبه المستحيل المتعلق بفرض الديمقراطية قسراً بعد إزاحة قيادة ونظام، بحيث إنه مازال هناك عرب يبشرون بهذا الهدف. ولعل أفضل تفسير لما يفعله هذا الفريق راهناً هو أنه انطلق في البداية بقوة الدفع التي أطلقها تبني واشنطن للفكرة، ثم راح يتحرك لاحقاً بقوة دفع ذاتية، أما لأنه استمرأ الفكرة وما عاد قادراً على تفنيدها والفكاك من أحابيلها واما لأنه لا يملك جرأة الاعتراف بسوء تقديراته. قياسا بهؤلاء يبدو بوش الابن الموصوف بالضحالة والعناد السياسي موفقاً ومرناً على غير عادته، لأنه بادر بنقل هدف دمقرطة العراق إلى مكان متأخر على مدرج أهدافه الدعائية. وأغلب الظن أن هناك من أخلصوا له النصيحة بهذا الخصوص ليقوم بهذه الانعطافة، لكن أصداء هذه النصيحة لم تصل إلى مثقفي ودعاة نظرية (فرض الديمقراطية بيد عمرو)!. وهذا يستدعي التذكير بحقيقتين، أولاهما نستقيها من الاجتماع السياسي الإنساني عموما وهي أن الاحتلال والديمقراطية ضدان لا يلتقيان طوعا أو كرها، والثانية نستلهمها من خبرتنا العربية الخاصة، فالعالم العربي خضع بكل أقطاره للفعل الاستعماري الذي اضطلعت به «أمهات الديمقراطية» في الفضاء الدولي، لكن هذه الحالة لم تخلف وراءها ما يستحق الترحم علية على صعيد الممارسة الديمقراطية. حقاً لم تشارك الولايات المتحدة في هذه الجريمة سابقا على نحو مباشر، لكن من قال إنها باستعمارها للعراق تعرض نموذجاً مختلفاً؟. لا ندري ما إن كان تأمل ما جرى في تضاعيف الحالة العراقية على مدار سنوات الاحتلال من وقائع، جعلت الديمقراطية بمختلف معانيها هناك مجرد حلم ليلة صيف، سوف تقنع بعض «الديمقراطيين العرب الجدد» بخطل تحليلاتهم. لكن الظاهر أن فضيلة الاعتراف بالخطأ ليست من شيم الكثيرين منهم، يقول أحدهم «يجب أن لا نمل من إقرار عراق الغد الديمقراطي في وجود الاحتلال الذي إن خرج انتكست البلاد إلى عهد الديكتاتورية البغيض أو الحرب الأهلية الطاحنة». واضح أن صاحبنا هذا والذين معه من العاكفين على صنم فكرة يتأكد بؤسها مع أنباء كل صباح، وأنك تسمع لو ناديت عاقلا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
المخططون الأميركيون والبريطانيون أعطوا الأولوية القصوى لغزو العراق
:نعوم تشومسكي
ترجمة البيان الامارات
يسلط تشومسكي في هذه الحلقة الضوء على مجموعة من القضايا المهمة يأتي في مقدمتها الحرب على العراق، حيث يذكر الأسباب والدوافع الرئيسية لخوض تلك الحرب وهي السيطرة الأميركية على منابع النفط في العالم وضرب مصالح منافسيها من الأوروبيين والآسيويين، وهذه الدوافع جعلت أصحاب القرار الأميركيين يعطون الأولوية لخوض الحرب في العراق على المضي قدماً في الحرب على الإرهاب التي كانت قد بدأت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ثم ينتقل المؤلف إلى قضية أخرى مهمة وهي الخطر من انتشار الأسلحة النووية الذي إن حدث فإنه يهدد بفناء البشرية جمعاء، وهنا يشير إلى المفارقة التي تصنعها الولايات المتحدة بممارستها الضغوط على الدول التي تعتزم امتلاك القدرة النووية بينما تقوم هي بتطوير أسلحة وقنابل نووية جديدة تمكنها من تحقيق التفوق النوعي في أي مواجهة عسكرية ممكنة مع احتفاظها بحقها بالمبادرة بهجوم نووي على أي عدو يهدد مصالحها وأمنها.يسود في الولايات المتحدة جدل حول التأمين الاجتماعي، وقد فاز فعلياً مساعدو بوش في حسم هذا الجدل على الأقل في الأجل القصير. فقد نجح بوش وكارل روف في إقناع معظم سكان الولايات المتحدة بمن فيهم أكثر من ثلثي طلبة الجامعات، بأنه توجد مشكلة خطيرة في التأمين الاجتماعي مما يفتح الطريق أمام التفكير في برنامج الإدارة المتمثل في فتح حسابات خاصة بدلاً من الاعتماد على نظام التقاعد الحكومي. لقد ارتعب الناس وسبب ذلك إلى حد كبير الخطر الوشيك الحدوث من جانب صدام حسين وأسلحته للدمار الشامل.إن الضغوطات على السياسيين في ازدياد، في وقت كان يأمل فيه الزعماء في مجلس النواب الأميركي في وضع مسودة لتشريع التأمين الاجتماعي بحلول يونيو 2005. ومن أجل وضع منظور ما، ربما تجدر الإشارة إلى أن التأمين الاجتماعي يعتبر واحداً من أقل أنظمة التقاعد الحكومي سخاء بين البلدان المتقدمة، وفقاً لتقرير جديد صدر عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي. تريد إدارة بوش أن «تصلح» التأمين الاجتماعي ـ مما يعني تفكيكه. لقد لفقت حملة دعائية حكومية ضخمة عبر وسائل الإعلام حول وجود «أزمة مالية» ليست موجودة. وإذا برزت مشكلة من نوع ما في المستقبل البعيد، فيمكن التغلب عليها بإجراءات تافهة، مثل رفع السقف الأعلى على ضريبة الرواتب التنازلية. تقول الرواية الرسمية أن جيل طفرة الإنجاب (مواليد فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية) سوف يلقون عبئاً أكبر على النظام لأن أعداد الأشخاص العاملين نسبة إلى المسنين سوف تتراجع، وهذا صحيح. ولكن ماذا حدث لجيل طفرة الإنجاب عندما كانت نسبتهم صفر إلى 20؟ ألم يكن الناس العاملون يهتمون بهم؟ وكان المجتمع آنذاك أفقر بكثير. لقد سببت التركيبة الديمغرافية في ستينات القرن العشرين مشكلة لكنها بالكاد كانت أزمة. وقابل هذا الانتفاخ زيادة كبيرة في النفقات على المدارس والمرافق الأخرى للأطفال ولم تكن المشكلة ضخمة عندما كانت نسبة جيل طفرة الإنجاب صفر إلى 20 فلماذا هي مشكلة إذاً عندما أصبحت نسبتهم 70 إلى 90؟ إن الرقم ذا العلاقة هو ما يطلق عليه نسبة اعتمادية الأشخاص العاملين إلى السكان حيث وصلت النسبة إلى أدنى مستوى في عام 1965 ولن تصل إلى ذلك المستوى مرة أخرى حتى عام 2080، وفقاً لأرقام إدارة التأمين الاجتماعي. إن التوقعات المسبقة حتى هذه الفترة لا معنى لها. علاوة على ذلك، فإن أي مشكلة مالية يمكن أن تبرز فيما يتعلق بالعناية بمسنّي «الطفرة» تم الدفع مقابلها بالزيادة على ضريبة الرواتب لعام 1983 والمصممة لهذا الغرض. وبحلول الوقت الذي يموت فيه آخر شخص من جيل «الطفرة» سيكون المجتمع أغنى بكثير، مع إنتاج كل عامل ثروة أكبر. بعبارة أخرى، لقد تجاوزنا فعلياً الأزمة وأي أمر يأتي سيكون بمثابة نوع من التعديل فقط. وفي الوقت ذاته، ثمة أزمة مالية حقيقية للغاية تحوم في الأفق: وهي تحديداً العناية الطبية. ففي الولايات المتحدة يوجد أحد أكثر الأنظمة غير الفعالة في العالم الصناعي حيث أن تكاليف الفرد أعلى بكثير من غيرها من البلدان ومن بين أسوا النتائج الصحية. إن النظام مخصخص وهذا أحد أسباب عدم كفاءته بدرجة كبيرة. لكن «إصلاح» العناية الطبية ليس على الأجندة. لذا فإننا نواجه تناقضاً واضحاً: فالأزمة المالية الحقيقية والخطيرة جداً ليست أزمة، ولا أزمة تقتضي عملاً جذرياً للتقليل من شأن نظام فعال يبدو سليماً تماماً. سوف يبحث المراقبون العقلانيون عن فروق بين نظامي التأمين الاجتماعي والعناية الطبية ربما توضح هذا التناقضإن الأسباب بسيطة. بإمكانك أن تسعى إلى نظام صحي في ظل سيطرة شركات التأمين والشركات الدوائية. وهذا النظام منيع حتى لو كان يسبب مشاكل مالية هائلة إضافة إلى التكلفة البشرية. والتأمين الاجتماعي ذو قيمة صغيرة بالنسبة للأغنياء ولكنه مهم لبقاء الناس العاملين والفقراء ومن يعيلونهم والمعاقين. وبصفته برنامجاً حكومياً فإن تكاليفه الإدارية متدنية للغاية لدرجة أنه لا يقدم شيئاً للمؤسسات المالية، وهو يفيد «السكان المهمين» فقط وليس «المواطنين الأساسيين،» باستعارة المصطلح اللاذع لثورستين فيبلين. بينما النظام الطبي في المقابل، ينجح بشكل جيد جداً للناس الذين لهم أهمية في نظام يتم خلاله تقسيم العناية الطبية بفاعلية بحسب الثروة وتدفق الأرباح الهائلة إلى القوة الخاصة مقابل إدارة غير فاعلة بدرجة كبيرة. بالإمكان تلقين السكان المهمين دروساً حول المسؤولية. لقد سن الكونغرس الأميركي مؤخراً إصلاحاً يتعلق بالإفلاس يشدد القبضة على السكان المهمين، إذ أن نحو نصف الإفلاسات الأميركية تنتج عن الفواتير الطبية. إن الرأي العام والسياسة الرسمية لا ينسجمان، فمثلما كان الحال في الماضي يفضل معظم الأميركيين التأمين الصحي الوطني. وفي استطلاع أجرته الواشنطن بوست ومحطة أيه بي سي نيوز في عام 2003 اعتبر 80 في المئة من المستطلعين العناية الصحية الشاملة «أكثر أهمية من تخفيض الضرائب».


يعتمد التأمين الاجتماعي على مبدأ بالغ الخطورة: عليك أن تهتم فيما إذا كانت الأرملة المقعدة في الطرف الآخر من المدينة لديها طعام تأكله. إن «إصلاحيي» التأمين الاجتماعي يفضلون أن يركزوا على زيادة استهلاكك من السلع إلى أقصى درجة، وإخضاع نفسك للسلطة. إنها الحياة. فالعناية بالناس الآخرين، وتولي المسؤوليات المجتمعية لأمور مثل الصحة والتقاعد ـ إنها مجرد أمور مدمرة بعمق.
الأجندة الخفية لحرب العراق


في خطابه بتاريخ 28 يونيو (2005) أكد الرئيس بوش أن غزو العراق تم كجزء من «حرب عالمية ضد الإرهاب» التي تشنها الولايات المتحدة. في الواقع، وكما كان متوقعاً، زاد الغزو من خطر الإرهاب وربما بدرجة كبيرة. أنصاف الحقائق والمعلومات المضللة والأجندات الخفية ميزت جميعها البيانات الرسمية حول دوافع حرب الولايات المتحدة في العراق منذ البداية تماماً. إن المفاجآت الأخيرة حول الاستعجال في الذهاب إلى الحرب في العراق تبرز بشكل أكثر وضوحاً تماماً وسط الفوضى التي تعم البلاد وتهدد المنطقة والعالم في الواقع. في عام 2002 أعطت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لنفسيهما الحق في غزو العراق لأنه كان يطور أسلحة دمار شامل. وكانت تلك «المسألة الوحيدة» التي أكد عليها باستمرار بوش ورئيس الوزراء توني بلير ومساعدوهما. وكانت أيضاً الأساس الوحيد الذي تلقى بسببه بوش موافقة الكونغرس للجوء إلى القوة. أُعطيت الإجابة على «المسألة الوحيدة» بعد فترة وجيزة من الغزو مستسلمة على مضض بأن: أسلحة الدمار الشاملة غير موجودة. ولأن لا شيء يفوتها، لفقت الحكومة ونظام الإعلام المذهبي نصوصاً جديدة ومبررات معدة مسبقاً للذهاب إلى الحرب. استنتج جون برادوس محلل الأمن القومي والاستخبارتي بعد مراجعته الدقيقة والمكثفة للسجل الوثائقي في كتابه الذي صدر عام 2004 بعنوان «المخدوعون»: «لا يحب الأميركيون الاعتقاد بأنفسهم على أنهم معتدون، غير أن الاعتداء الفج هو ما حدث في العراق». يصف برادوس «خطة بوش لإقناع أميركا والعالم بأن الحرب مع العراق كانت ضرورية وملحة» بأنها «دراسة حالة في عدم نزاهة الحكومة...اقتضت بيانات عامة تجافي الحقيقة بامتياز وتلاعبا فظيعا بالذكاء». لقد عمقت مذكرة داوننغ ستريت التي نشرت في 1مايو (2005) في صحيفة صنداي تايمز اللندنية، إلى جانب وثائق سرية أخرى متاحة حديثاً من مستوى الخداع. جاءت المذكرة من اجتماع مجلس وزارة الحرب الخاص ببلير في 23 يوليو 2002 الذي ذكر فيه السير ريتشارد يدرلوف رئيس المخابرات الخارجية البريطانية التأكيد سيء السمعة حالياً بأن «المخابرات والحقائق تتركز حول السياسة» للذهاب إلى الحرب في العراق. تستشهد المذكرة أيضاً بقول وزير الدفاع البريطاني جيف هون بأن «الولايات المتحدة بدأت فعلياً بزيادة النشاط بشكل هائل ومفاجئ «للضغط على النظام العراقي». وعلق الصحفي البريطاني مايكل سميث الذي فجر قصة المذكرة، على سياقها ومحتواها في سلسلة مقالات. ومن الواضح أن «زيادة النشاط الهائلة والمفاجئة» تضمنت حملة منسقة كان القصد منها استفزاز العراق للقيام بعمل ما يمكن تصويره بما دعته المذكرة «بحرب مبررة».
البداية الفعلية للحرب بدأت الطائرات الحربية بإلقاء القنابل على جنوب العراق في مايو 2002 ـ عشرة أطنان في ذلك الشهر، وفقاً لأرقام حكومية بريطانية. وبدأت «زيادة هائلة ومفاجئة» منها في أواخر أغسطس (حتى شهر سبتمبر كان إجمالي حجمها 6,54 طناً). كتب سميث قائلاً: «بعبارة أخرى بدأ كل من بوش وبلير حربهما ليس في شهر مارس 2003 كما اعتقد الجميع ولكن عند نهاية شهر أغسطس 2002، أي قبل ستة أسابيع من موافقة الكونغرس على العمل العسكري ضد العراق». تم تقديم القصف على أنه عمل دفاعي لحماية طائرات التحالف في منطقة حظر الطيران. احتج العراق أمام الأمم المتحدة ولكنه لم يقع في مصيدة الانتقام.وبالنسبة للمخططين الأميركيين والبريطانيين، فإن غزو العراق كان أولوية قصوى للغاية أكثر من «الحرب على الإرهاب». وهذا هو القدر الذي كشفت عنه تقارير الوكالات الاستخباراتية للجانبين. وفي عشية غزو قوات التحالف، كان هنالك تقرير سري لمجلس الاستخبارات القومي، مركز مجتمع الاستخبارات للتفكير الاستراتيجي، «توقع بأن غزو العراق الذي تقوده أميركا سوف يزيد الدعم للجماعات الإسلامية المتشددة وسوف ينتج عنه انقسام عميق في المجتمع العراقي الميال إلى صراع داخلي عنيف»، كما ذكر كل من دوغلاس جيهل وديفيد إيه سانجر في صحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر 2004. وفي ديسمبر 2004، ذكر جيهل بعد بضعة أسابيع أن مجلس الاستخبارات القومي حذر بأن «العراق والصراعات المحتملة الأخرى في المستقبل سوف تقدم التجنيد، وأسس التدريب، والمهارات الفينة، والمهارة اللغوية لطبقة جديدة من الإرهابيين الذين «تحولوا إلى مقاتلين محترفين وأصبح لهم العنف السياسي غاية بحد ذاتها». إن استعداد المخططين في القمة للمجازفة بزيادة الإرهاب لا يشير بالطبع إلى أنهم يرحبون بمثل تلك النتائج. بل على العكس من ذلك، فهي ليست أولوية قصوى بالنسبة لهم ببساطة بالمقارنة مع الأهداف الأخرى مثل السيطرة على مصادر الطاقة الرئيسية في العالم. بعد فترة قصيرة من غزو العراق، أشار زبجنيو بريجنسكي وهو أحد كبار المخططين والمحللين الأكثر ذكاء، وذلك في صحيفة ناشيونال انترست إلى أن سيطرة أميركا على الشرق الأوسط «تعطيها نفوذاً غير مباشر ولكنه مهم سياسياً على الاقتصادات الأوروبية والآسيوية التي تعتمد أيضاً على مصدريّ الطاقة من المنطقة». وإذا كان باستطاعة الولايات المتحدة الاحتفاظ بسيطرتها على العراق، الذي يضم ثاني اكبر احتياطات النفط المعروفة في العالم، وفي قلب موردي الطاقة الرئيسيين في العالم تماماً فسوف يعزز ذلك بشكل هام نفوذها الاستراتيجي ويؤثر على منافسيها الرئيسيين في العالم ثلاثي الأقطاب الذي كان يتشكل منذ 30 عاماً مضت: أميركا الشمالية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وأوروبا وشمال شرق آسيا المرتبط باقتصادات جنوب وجنوب شرق آسيا. إنها حسابات منطقية، على افتراض أن البقاء البشري غير مهم على وجه الخصوص بالمقارنة مع النفوذ والثروة قصيري الأجل. وهذا ليس بأمر جديد. فهذه الأفكار تتردد أصداؤها عبر التاريخ. والفرق اليوم في عصر الأسلحة النووية هذا هو أن المخاطر أعلى بشكل هائل فقط.


ذكرى هيروشيما

إن ذكرى القنابل الذرية على كل من هيروشيما وناغازاكي التي حلت هذا الشهر تدفع فقط إلى التعبير الأكثر كآبة والأمل الأكثر توهجاً بألا يتكرر الرعب مرة أخرى. في غضون الاثنتين وستين سنة اللاحقة، طاردت ذكرى هذه القنابل خيال العالم ولكن ليس لدرجة تمنع تطوير ونشر الأسلحة الأكثر فتكاً بصورة قاطعة من أسلحة الدمار الشامل.القلق ذو العلاقة الذي نوقش في الكتب الفنية قبل الحادي عشر من سبتمبر بفترة طويلة، هو أن الأسلحة النووية يمكن أن تقع عاجلاً أم آجلاً في أيدي المجموعات الإرهابية. إن التفجيرات والإصابات التي وقعت في لندن ما هي إلا تذكير آخر حول كيفية تصاعد دائرة الهجوم والرد، بشكل غير متوقع، حتى إلى النقطة الأسوأ بشكل مخيف من هيروشيما وناغازاكي. والقوة التي تحكم العالم منحت لنفسها الحق بشن الحرب بتصميم، في ظل مذهب «الدفاع عن النفس التوقعي» الذي يغطي أي طوارئ تختارها ويعني هذا أن يكون الدمار غير محدودتقارب النفقات العسكرية للولايات المتحدة تلك الخاصة بباقي بلدان العالم مجتمعة بينما تشكل مبيعات الأسلحة لنحو 38 شركة في أميركا الشمالية (إحداها في كندا) أكثر من 60 في المئة من الإجمالي العالمي (الذي ارتفع 25 في المئة منذ عام 2002). وكانت هنالك جهود لتقوية الخيط الرفيع الذي يتعلق عليه البقاء والأكثر أهمية هو معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ في 1970. وقد عقد مؤتمر المراجعة السنوي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الذي يعقد بانتظام كل خمس سنوات في الأمم المتحدة في شهر مايو (2005). كانت معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية تواجه الانهيار والسبب الرئيسي هو فشل الدول النووية بالوفاء بالتزاماتها بموجب المادة الرابعة بمتابعة جهود «النوايا الحسنة» لإزالة الأسلحة النووية، وقادت الولايات المتحدة الطريق برفضها الانصياع لالتزامات المادة الرابعة. ويؤكد محمد البرادعي، رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية أن «رفض أحد الأطراف الوفاء بالتزاماته يولد الرفض في أطراف أخرى». الرئيس جيمي كارتر انتقد الولايات المتحدة بوصفها «المتهم الرئيسي في تآكل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وفي الوقت الذي يدعون فيه أنهم يحمون العالم من تهديدات انتشارها في العراق، وليبيا، وإيران، وكوريا الشمالية، لم يتخل القادة الأميركيون عن قيود المعاهدة القائمة إنما أيضاً أكدوا خططاً لاختبار وتطوير أسلحة جديدة، بما فيها الصواريخ المضادة للأسلحة البالستية، و«قنبلة الخنادق المحصنة» التي تخترق الأرض وربما أيضا بعض أنواع القنابل «الصغيرة الجديدة». وتخلوا أيضاً عن تعهدات سابقة ويهددون الآن بالاستخدام الأول للأسلحة النووية ضد دول غير نووية». على الأرجح أن خيط هذه المعاهدة كان سينقطع في الغالب بشكل متكرر منذ أيام هيروشيما، والقضية المعروفة أكثر هي أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962، «أكثر اللحظات خطورة في تاريخ البشرية،» كما أشار آرثر شليسنجر وهو مؤرخ ومستشار سابق للرئيس جون إف كيندي، وذلك في أكتوبر 2002 في مؤتمر استرجاعي عقد في هافانا.


نهاية العالم


لقد اقترب العالم «إلى مسافة شعرة من كارثة نووية،» كما يستذكر روبرت ماكنمارا وزير الدفاع في عهد كينيدي والذي حضر المؤتمر. وفي عدد مايو ـ يونيو (2005) من مجلة فورين بوليسي يضيف إلى هذا التذكير تحذيراً متجدداً من حدوث «نهاية وشيكة للعالم». ينظر ماكنمارا إلى «سياسة الأسلحة النووية الحالية لأميركا بأنها غير أخلاقية وغير قانونية وغير ضرورية عسكرياً وتمثل خطرا مرعباً،» وتخلق «مخاطر غير مقبولة للبلدان الأخرى ولبلادنا،» تتمثل في خطر «إطلاق الأسلحة النووية بشكل غير مقصود أو إهمال،» وهذا «غير مقبول بدرجة كبيرة» ويعرضنا لهجوم نووي من قبل إرهابيين. ويدعم ماكنمارا رأي وليم بيري وزير الدفاع في إدارة الرئيس بيل كلينتون بأن «هناك احتمالاً بأكثر من 50 في المئة لحدوث ضربة نووية على أهداف أميركية في غضون عقد من الزمن». هنالك آراء مماثلة يعبر عنها محللون استراتيجيون بارزون بشكل مشترك. ففي كتابه «الإرهاب النووي»، يقول مختص العلاقات الدولية في هارفارد غراهام أليسون أن «الإجماع في مجتمع الأمن القومي» (الذي كان جزءاً منه) بأن هجوماً «بالقنبلة القذرة» هو أمر «محتوم» كما أن الهجوم بسلاح نووي محتمل بدرجة عالية، إذا لم يتم استرجاع وتأمين المواد الانشطارية - المكوِّن الأساسي. يراجع أليسون النجاح الجزئي الذي حققته الجهود للقيام بذلك منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، في ظل مبادرات السيناتور سام نون والسيناتور ريتشارد لوجار، والعودة إلى هذه البرامج منذ الأيام الأولى لإدارة بوش أصابها الشلل بما دعاه السيناتور جوزيف بيدن «الغباء الايديولوجي». وضعت قيادة واشنطن برامج عدم الانتشار جانباً وكرست طاقاتها ومواردها من أجل دفع البلاد إلى حرب بالخداع غير العادي، ثم محاولة إدارة الكارثة التي صنعتها في العراق. إن التهديد واستخدام العنف يحفزان الانتشار النووي إلى جانب الإرهاب. هنالك مراجعة عالية المستوى «للحرب على الإرهاب» أجريت بعد عامين من الغزو «ركزت على كيفية التعامل مع ظهور جيل جديد من الإرهابيين الذين تتلمذوا في العراق خلال الأعوام الماضية،» حسبما تقول سوزان بي غلاسير في صحيفة الواشنطن بوست. ويتزايد انتباه المسؤولين الحكوميين الكبار إلى توقع ما أطلق عليه أحدهم «نزيف» المئات أو الآلاف من الأشخاص الذين تدربوا في العراق وعودتهم إلى أوطانهم في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. «إنه يمثل قطعة جديدة ضمن معادلة جديدة» كما قال مسؤول رفيع المستوى في إدارة بوش: «إذا لم تعرف من يكونون في العراق فكيف سنعرف موقعهم في اسطنبول أو لندن؟ بعد فترة وجيزة من تفجيرات لندن، نشر تشاثام هاوس، معهد الشؤون الخارجية الأول في بريطانيا دراسة تضع الاستنتاج الواضح ـ رفضته الحكومة بغضب ـ بأن «بريطانيا تتعرض للخطر تحديداً لأنها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، ووظفت القوات المسلحة في الحملات العسكرية للإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان وفي العراق... و«تنجر وراء السياسة الأميركية، بموقعها المتمركز خلف قيادتها». إن احتمال النهاية الوشيكة للعالم لا يمكن تقديرها بشكل واقعي، ولكنه بالتأكيد احتمال كبير بالنسبة لأي شخص عاقل يفكر بشكل متزن. وفي حين أن التخمين غير مجدٍ، فإن القيام بعمل ما إزاء تهديد هيروشيما آخر يعتبر مجدياً بلا شك. على النقيض من ذلك، فإنه يعتبر أمراً ملحاً للغاية، وتحديداً في الولايات المتحدة بسبب الدور الرئيسي لواشنطن في تسريع السباق إلى الدمار بتوسيع هيمنتها العسكرية الفريدة تاريخياً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
المترجمون الخونة في العراق
فيل ساندز

الاندبنتت
لسنوات تصطاد فرق الموت في العراق العاملين مع الجيش البريطاني كمترجمين فوريين وتغتالهم، ولم يبدو أن هناك احدا في حكومة بريطانيا أو عسكريتها فهم بالموضوع ولم تكن هناك عروض لجوء سياسي أو وعود بالعبور الأمن لبريطاني لهؤلاء المترجمين الفوريين، والآن وبينما تفكر بريطانيا بسحب المزيد من جنودها من العراق نجد لندن تدعي بأنها تأخذ الموضوع (بجدية شديدة)، ولا ترغب لندن في الفشل في واجبها برعاية موظفين عراقيين محترمين لكن في الوقع، لطالما خان البريطانيون العاملين معهم من العراقيين وأساءوا معاملتهم وهم ما زالوا يفعلون ذلك بطريقة مخجلة، هناك صديق مقرب لي من البصرة أصبح مترجما للجنود البريطانيين الذين وصلوا لجنوب العراق عام 2003، لقد اراد صديقي مساعدة القوات التي كان يعتقد أنها هناك لتحرر شعبة وتبني بلده من جديد، وأول المشاكل التي قابلها صديقي كانت رفض البريطانيين تزويده بواق من الرصاص، حيث كان كل الجنود يرتدونه أثناء خروجهم في دوريات أمنية في شوارع المدينة الخطرة، ولأنه مجرد مترجم بالرغم من أنه كان يذهب الى أي مكان تذهب إليه القوات إلا انه لم يكن يرتدي سوى قميصه العادي، واتخيل مقدار انزعاجه لو ظن البريطانيون أن لديه مناعة سحرية ضد رصاص القناصة وضد المتفجرات وضد المسلحين، وفسر صديقي الأمر بأنه لا يعني الكثير للقناصة أو غيرهم ولا تساوي حياته شيئا في نظرهم فهو ليس واحدا من الجنود، فأين واجب العناية بالمترجمين الذين تتحدث عنه؟ قال متحدث باسم العسكرية البريطانية في البصرة في نوفمبر الماضي: نحن ننصح العمال العراقيين فيما يتعلق بالمسائل الامنية أن يتأكدوا أن يعودوا لمنازلهم قبل حلول الظلام، وبعد عشرة أشهر تبدو هذه الملحوظة غامضة وغير مفهومة.
لم تقدم بريطانيا أية مساعدة حقيقية، مجرد اقتراح بعودة المتعاونين العراقيين قبل الظلام، والشيء الغريب هو حديث بريطانيا عن مساعدة واحد وتسعين مترجما فوريا سابقا تقدموا بطلبات لجوء سياسي، وطبقا لوزارة الدفاع البريطانية عمل أكثر من عشرين الفا من العراقيين بالتعاون مع العسكرية البريطانية المئات منهم مترجمون فوريون والآلاف كطهاة وعمال نظافة وخلافه.
وهؤلاء الاشخاص ايضا في خطر وليست لديهم فرصة طلب اللجوء، واحد وتسعون.
رقم متواضع للغاية يعتبر العراقيون أي شخص يعمل مع العسكرية البريطانية خائنا يستحق القتل.
إن التفسير الحقيقي الوحيد لفشل بريطانيا في مساعدة من ساعدها هو حفظ ماء الوجه من المنظور السياسي، ولتعترف بريطانيا أن المترجمين الفوريين غير آمنين، فهذا معناه اعترافهما بالحقيقة البسيطة وهي أن مشروع حرب العراق فاشل، ولن يبدو جيدا أن يتكدس مطار هيثرو – في لندن – بعشرين ألف عراقي يزعجون دولة – بريطانيا – من المفترض انها ساعدتهم في تحرير بلدهم – العراق، لذلك ولتتجنب بريطانيا هذا الحرج، فهي تترك المترجمين الفوريين لفرق الموت العراقية، على الاقل هناك امرأة شابة عراقية اعرفها تعرضت للاغتصاب وقطع الرأس عن الجسد لأنها تعاونت مع العسكرية البريطانية.
إن السياسة الواقعية مسطورة بالدماء، وصديقي الذي حدثتكم عنه في البداية يعيش آمنا الآن في امريكا وذلك بفضل مصادره هو وليس بفضل المساعدات البريطانية أو الامريكية، وهذا الصديق اغتالت الميليشيات العراقية اثنين من زملائه المترجمين وهو لا يعرف ماذا حدث للآخرين ولماذا فعلت السلطات البريطانية لهم، مع بعض الحظ سيتمكن المتعاونون مع بريطانيا من العراقيين من الحصول على حق اللجوء الى بريطانيا، لكن بالنسبة لمعظمهم سيكون الوقت قد فات، إن فرق الموت أقرب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق العربي سينتصر...والعرب قادرون على صنع الوحدة
عدنان السمان

البيادر السياسي فلسطين المحتلة
سيكتب التاريخ ذات يوم أن الغزاة الطغاة الحاقدين الطامعين الكاذبين قد هُزموا شر هزيمة في العراق..وأن ذلك المغرور الأحمق الذي زيّن له غباؤه جريمة غزو العراق العربي الأبي الماجد قد وقع في شر أعماله وأفعاله المتكررة..وأنه قد خسر كل شيء أمام إصرار العراقيين على إلحاق الهزيمة النكراء بجيوشه المعتدية التي ساقها قدرها للموت الزؤام على أرض العراق العربي الشامخ شموخ جبال هذا الوطن العربي الذي كان ولا يزال وسيبقى مقبرة للغزاة والطامعين...عندها سيدرك ذلك المغرور الأحمق حجم الكارثة التي أوقعه فيها غباؤه..وساقته إليها أوهامه وأطماعه...وسيندم ذلك المغرور الأرعن حين لا ينفع الندم..وسيكون عبرة لكل من يعتبر, ودرساً لكل من يقرأ دروس التاريخ..ويقف على سر عظمة الشعوب عندما تقرر التصدي للعدوان..وتمريغ أنوف الغزاة المعتدين في وحول الهزيمة.
سيكتب التاريخ ذات يوم أن العراق العربي قد انتصر على الغزاة الطامعين بعد أن انتصر على عوامل الفرقة والانقسام بين صفوف أبنائه..وبعد أن أسقط كل رهانات المعتدين على الخونة والمتآمرين على العراق العربي الواحد الموحد من عبيد الطائفية البغيضة, والعنصرية الحمقاء..ومن كل المستفيدين والمتساقطين والمأجورين والمرتبطين بأعداء الشعب والوطن...وبعد أن وحّد الصفوف وحدّد الأهداف..وآمن بالمقاومة الباسلة نهجاً ووسيلة وأسلوب حياة لمقارعة الغزاة المعتدين وإلحاق الهزيمة النكراء بهم..وتطهير أرض العراق من رجسهم وعدوانهم..ورفع الرايات العربية التي قاتل تحتها كل أبناء العراق, وكل شرفائه ومجاهديه ومناضليه خفاقة منتصرة ظافرة في سماء العراق العربي الواحد الماجد الموّحد من جديد.
وسيكتب التاريخ أن بغداد العظيمة لم تَهِن, ولم تضعف, ولم يتمكن منها الطغاة الغزاة...وأن بغداد وتكريت والفلوجة وسامراء والموصل والبصرة وكل مدن العراق وقراه, وكافة فئات شعب العراق, وكل شرائحه قد وقفت وقفة عز وشرف وهي تقاوم الغزاة, وتردّ كيدهم إلى نحرهم, وتسقط كل المؤامرات التي استهدفت أرض العراق, ونفط العراق, وشعب العراق, وكل أرض العرب من خلال السيطرة على أرض العراق...بغداد العظيمة لم تَهِن, ولم تسقط..وستظل قلب العروبة والعرب الأماجد الشرفاء..وعاصمة العرب كل العرب الأباة الأماجد الذين يرفضون الضيم, ويعشقون الحرية, ويؤمنون كل الإيمان بالحياة العزيزة الكريمة لكل أمة العرب على كل أرض العرب.
وسيكتب التاريخ أن هذه الأمة العربية الواحدة في هذا الوطن العربي الواحد من المحيط إلى الخليج قد عرفت طريقها, وآمنت من جديد بالوحدة العربية الشاملة وسيلةً لبناء دولة العرب على كل أرض العرب...دولة قوية عزيزة مرهوبة الجانب تحمي أبناءها, وترفع من شأنهم, وتربيهم على خلق الرجولة والفضيلة والمحبة والتسامح والرشاد...دولة ترفع شعار أرض العرب للعرب..ونفط العرب للعرب..ومياه العرب للعرب..وسماء العرب للعرب..دولة تصادق من يصادقنا..وتعادي من يعادينا..ولا تعرف الانحناء والخضوع إلا لله...دولة تعيد بناء الأمجاد العربية, والحضارة العربية..وتحقق أهداف هذه الأمة في التطور والتقدم والنهوض في سائر أوجه الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية...دولة تزرع أرض العرب..وتحقق الحلم العربي في صناعة عربية متطورة شاملة..دولة تبني المدن والقرى الحديثة..وتبني المدارس والجامعات ومراكز البحوث والأبحاث والمشافي والعيادات والمراكز الصحية والمدن الطبية...وتشق الشوارع..وتبني الجسور, وتقيم الموانئ, وتنشئ المطارات..وتدخل هذا الوطن العربي الكبير عصر الطاقة النووية...وترتقي بالإنسان العربي في كافة مناحي الحياة وأوجهها المختلفة...دولة لا أحد فيها فوق القانون, ويخضع كل أبنائها لسلطان الحق والعدل والأخلاق.
وقسماً سينتصر العراق..وستعلي شأنه, وتعيد إليه أمجاده سواعد الشرفاء المقاتلين من أبنائه ومن أبناء العروبة والإسلام...وقسماً سيحقق العرب طموحاتِهم وأحلامَهم في الوحدة العربية الشاملة التي تبدّل ضَعفهم قوةً, وهوانَهم عزةً, وفقرهم غنى, وتخلفهم تقدماً...وسيثبتون للدنيا بأسرها أنهم من نسل أولئك القادة العظام..وأنهم خليقون برفع رايات العزة والكرامة والانتصارات التي رفعها أجدادهم..جديرون بالانتساب إلى أولئك الأجداد العظماء الذين أرسوا دعائم هذه الدولة العربية الإسلامية الكبرى, وصنعوا أعظم حضارة عرفها تاريخ الإنسان.
فيا أبناء هذه الأمة العربية العظيمة..لا تهنوا..لا تحزنوا..لا تصغوا لوساوس اليأس والإحباط والقنوط, ولا تسمحوا لها بالتسرب إلى هممكم العالية, ونفوسكم الكبيرة...مزيداً من العمل الجاد..مزيداً من الإيمان والصبر..مزيداً من الثبات والإصرار..مزيداً من البذل والتضحية والفداء..مزيداً من التحدي والاعتماد على الذات..مزيداً من مقارعة الغزاة الطامعين بكل الوسائل والطرق لتحققوا أهدافكم السامية النبيلة في الوحدة والحرية والعيش بكرامة وإباء وعزة في وطن حر أبيّ عزيز..واعلموا أنكم أهلٌ لذلك..وأن الإصرار والعزيمة والإرادة تصنع المعجزات.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
بوش وتقرير سبتمبر
وليد نويهض
الوسط البحرين

قبل اقتراب موعد «تقرير سبتمبر» الذي سيقدمه السفير الأميركي في العراق ريان كروكر بالاشتراك مع قائد قوات الاحتلال الجنرال ديفيد بترايوس إلى الكونغرس لعرض واقع الحال في بلاد الرافدين، بدأت تتسرب معلومات صحافية وتصريحات مقتضبة بشأن أبرز فِقرات التقرير. فالإشارات توضح أن الوضع الأمني تحسن ولكن ليس بالشكل الذي توقعته الإدارة الأميركية من خطتها الأمنية وإضافة 30 ألف جندي على القوات العاملة هناك.

فكرة نصف نجاح ونصف فشل تعني سياسياً «لا غالب ولا مغلوب» وهي أيضاً تعني «مناصفة» وتوزيع «الربح والخسارة» على مختلف الأطراف وتحميل المسئولية لجهات مجهولة ومعلومة بالوقوف وراء إجهاض «النموذج العراقي الديمقراطي» الذي وعدت واشنطن شعوب «الشرق الأوسط» بتأسيسه في بلاد الرافدين.

«لا غالب ولا مغلوب» فكرة لبنانية بامتياز يعتقد أن الذي اخترعها في العام 1958 الزعيم البيروتي الراحل صائب سلام بعد توقف الاقتتال الأهلي الذي دار في بلاد الأرز في صيف تلك السنة. الفكرة مبتكرة ومثّلت آنذاك جائزة ترضية للفريقين المسلم والمسيحي. وهي حاولت جاهدة إنقاذ بلد من الانهيار وتطمين كل الأطياف إلى أن الكيان السياسي سيبقى ولن تعبث الأطراف المحلية أو الإقليمية والدولية بتوازناته الأهلية. وهذا ما حصل فعلاً.

إلا أن ما حصل في العراق بعد الغزو الأميركي ليس كذلك. فهناك فعلاً متغيرات طرأت على بنية بلاد الرافدين السكانية. كذلك يرجح أن دولة العراق الواحدة لن تعود إلى سابق عهدها. فالخريطة تغيرت حتى لو حافظت «الجمهورية» على صورتها الجغرافية. الكيان تبدل من الداخل، وتوزع الطوائف والمذاهب أخذ مداه الحيوي وقارب خط التقسيم الفيدرالي، واحتمال نشوء فراغات أمنية مسألة غير مستبعدة، وترجيح نشوب حروب صغيرة لتقاسم النفوذ والحصص نقطة واردة في حال تواصلت التوترات الأهلية والتجاذبات الإقليمية.

«لا غالب ولا مغلوب» ربما تكون مشروع تسوية دولية/ إقليمية لإنهاء جوانبَ من الكارثة التي صنعتها الولايات المتحدة في العراق لاستدراج دول المنطقة ودفعها إلى اصطفافات تزعزع أمنها وأركانها. إلا أن الخاسر الأكبر على المستوى الإقليمي كان العراق لأن ما حصل عليه وفيه وضده يحتاج إلى ترميم يستغرق الوقت الطويل. كذلك لن تستطيع الولايات المتحدة بعد الآن الادعاء بقدراتها والافتخار بجبروتها العسكري لأن إدارتها اكتشفت بالملموس أن الفوز في المعارك الجوية وتحطيم البنى التحتية وتكسير الدولة لا يعني الانتصار السياسي في الميدان.

هناك خاسران في المعادلة. العراق (العرب عموماً) خسر إقليمياً وخرج إلى فترة طويلة من توازنات المنطقة وصراعاتها. والولايات المتحدة خسرت دولياً ولكنها نجحت في توليد كارثة هي نتاج استراتيجية التقويض التي اعتمدتها ضد المنطقة من أفغانستان حتى السودان.

يبقى السؤال: ماذا بعد تقرير سبتمبر؟ الإجابات كثيرة ولكن الترجيحات تميل إلى تأكيد وجود خطة انسحاب لقوات الاحتلال مع إشارات تثير مخاوف المصالح الأميركية العليا من الانهيار العام في منطقة استراتيجية وحيوية وغنية بالثروات الطبيعية.

خطة الانسحاب ستكون على رأس جدول أولويات التقرير وبعدها ستأتي ملحقات تتحدث عن تبعات وتداعيات. البقاء كما هو الحال الراهن كارثة ونتائجه السياسية غير مضمونة النجاح. والانسحاب الفوري خطأ لأنه سيضع المنطقة أمام احتمالات غير مرئية ميدانياً. التخويف إذاً سيكون «الحل الوسط» بين استمرار الاحتلال والانسحاب الشامل والكامل والسريع. ومعادلة التخويف تعني وضع خطة انسحاب طويلة المدى تعتمد على تخفيف عدد قوات الاحتلال مع ضمان وجود قوة عسكرية تضبط الأمن بحدوده الدنيا وتمنع القوى الإقليمية من تقوية نفوذها الجغرافي والسكاني.

تخويف أعضاء الكونغرس من تبعات الانسحاب وتلك الملحقات التي يمكن تنشأ من حدوث فراغات أمنية قد تزعزع استقرار المنطقة وتهدد كياناتها فضلاً عن أمن «إسرائيل» وحقول النفط، يرجح أن يكون المدخل الثاني لـ «تقرير سبتمبر» بعد الكلام عن نصف فشل وضرورة الانسحاب.

فكرة التخويف يمكن أن تتحوّل في الأسابيع والأشهر المقبلة إلى مادة نقاش في الصحف ومراكز الأبحاث؛ لأنها تنطلق من معايير «المصالح القومية» للولايات المتحدة وسياستها الدولية ومستقبل وجودها في منطقة غنية وحيوية تشكل نقطة توازن في معادلة القوة. وإثارة النقاش انطلاقاً من مادة التخويف يمكن أن يعيد ترتيب أولويات السياسة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي باعتبار أن المصالح الأميركية معرضة للاهتزاز الأمني وربما السقوط السياسي والاستراتيجي.



غايات خبيثة

أمام هذه الحال، كيف يمكن أن تقرأ إدارة واشنطن مصير «الشرق الأوسط» في الفترة المقبلة؟ لا شك في أن الأولوية ستبقى للمصلحة والوسائل الضامنة لوجودها والكفيلة لاستمرارها. وهذا الشيء كان أساساً هو الدافع الحقيقي الذي اعتمده تيار «المحافظين الجدد» لتشجيع جورج بوش وتحريضه أيديولوجياً على منطقة «الشرق الأوسط». فالأهداف التي أعلنت العدالة والتنمية والإصلاح والديمقراطية والحرية وتمكين المرأة كانت في مجموعها كاذبة طرحت للخداع والتمويه.

الغاية كانت السيطرة على مداخل «الشرق الأوسط» ومخارجه واحتواء تلك الثروات الطبيعية الهائلة والتحكم في ممراتها وحقولها وأسعارها واستخدام مادتها الحيوية للضغط على قوى دولية منافسة في أوروبا أو صاعدة في آسيا. وأمام هذا الأمر الاستراتيجي البعيد المدى وجدت إدارة بوش أن هناك فرصة سانحة لها تستطيع استغلالها لتحقيق أغراض كبرى وهي تحتاج إلى قوة عظمى لحمايتها بعد أن أظهرت الوقائع الميدانية أن قدرات «إسرائيل» التقليدية (الوكيل الإقليمي) تراجعت ولم تعد قادرة كالسابق على حماية المصالح الأميركية.

ضعف «إسرائيل» الاستراتيجي شكّل العامل الثاني في تشجيع إدارة بوش على اتخاذ خطوة الهجوم الشامل على منطقة «الشرق الأوسط». فهذه الدولة المصطنعة في قلب المشرق العربي لعبت دورها الإقليمي في ترويض حركات التحرير ومشروعات التنمية وعطلت على الشعوب إمكانات التقدم الاجتماعي والتطور الاقتصادي. إلا أن دورها التقليدي أخذ يتراجع وكاد يصاب بالعطب بعد أن ظهرت عوارضه اللوجستية والديموغرافية خلال فترة احتلال لبنان في العام 1982. وازداد انكشاف أعطال هذه الدولة حين أعلن وقف الحرب العراقية - الإيرانية وظهور بغداد وطهران على الشاشة الإقليمية. فالحرب الدموية المدمرة أنتجت في الميدان قوات تملك مؤسسات وتجربة وقدرات على المواجهة وربما توجيه ضربات تحاصر النفوذ الإسرائيلي وتكسر تفوقه المطلق على دول المنطقة وجوارها.

منذ نهاية الثمانينات بدأت تظهر كتابات إسرائيلية تشجع على تقويض المنطقة وتفكيكها وشرذمتها إلى دويلات طوائف ومذاهب. وصدرت في هذا السياق سيناريوهات ترسيم الخطوط والفواصل بين الأكثريات والأقليات بقصد ترجيح كفة التدخل الخارجي وتوريطه في برنامج تعديل خرائط «الشرق الأوسط» السياسية.

الآن حصل ما حصل ولايزال مشروع التقويض الأميركي يشكل رافعة استراتيجية في سياسة واشنطن. ولكن الأمر الواقع فرض شروطه الميدانية وبدأ إعادة إنتاج سياسة غير واضحة تقوم على فكرة «لا غالب ولا مغلوب» وتعتمد أسلوب التخويف من الفراغات الآتية والمحتملة.

الغايات الأميركية الخبيثة لم تتغير، ولكن الوقائع الموضوعية أخذت تفرض شروطها على توجهات بوش الخارجية. وبما أن الغاية الأولى هي ضمان أمن النفط وتوابعه، والغاية الثانية ضمان أمن «إسرائيل» ودورها التقليدي وملحقاته فيرجح أن تكون السياسة الأميركية المقبلة غير بعيدة عن المصلحة القومية العامة التي ستحدد في النهاية سلوك الإدارة في الأشهر المتبقية من عهد بوش. فهل تنسحب قوات الاحتلال وتعيد ترميم الوكالة الإسرائيلية (المعتمد الإقليمي)؟ هذه احتمال مرجح. الاحتمالات الأخرى مفتوحة على ترجيحات منها توسيع الدور الإسرائيلي ونقله من موقع «الوكيل» إلى «الشريك»، ومنها تطوير الهجوم في إطار سياسة التقويض المبرمجة سلفاً، ومنها أيضاً الاكتفاء بهذا القدر من الدمار والبدء في توليد محاورَ إقليمية تؤسس معسكرات في إطار «حرب باردة» جديدة.

«تقرير سبتمبر» ليس بعيداً. والمعلومات التي تسربت منه تعترف بالفشل الجزئي وتثير الرعب من احتمالات سلبية في حال انسحبت قوات الاحتلال من بلاد الرافدين. من الآن حتى يقترب موعد نشر التقرير لابد من مراقبة تلك الفضاءات الدولية المشحونة بالتوتر سواءً أكان على مستوى صفقات التسليح الروسية - الأميركية المتبادلة إقليمياً أم على مستوى التحالفات الآسيوية - الروسية التي ظهرت علاماتها الميدانية في قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» التي اختتمت أعمالها في مناورات عسكرية أجريت في جبال الأورال.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
جروح في شجر النخيل: مجموعة قصص من واقع العراق
الصليب الاحمر الدولي
البيادر السياسي فلسطين المحتلة
أصدرت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق كتاباً يحمل عنوان "جروح في شجر النخيل: قصص من واقع العراق". ويضم الكتاب شهادات وقصص قصيرة لخمسة عشر كاتباً عراقياً يمثلون أطيافاً مختلفة داخل المجتمع العراقي. وهم يرسمون من خلال كتاباتهم صورة للواقع الأليم الذي يعيشه العراق.
كتب المقدمة الكاتب الشهير أمين معلوف فقال "لنجلس في خشوع مع كتاب العراق. هنا الأدب يرتقي، مع كل صفحة، إلى معناه الأعمق والأسمى. هنا الأدب، في كل قصة، يجاور الموت بترفع ويصارع قوى الفناء ولا يكفر لحظة بالحياة. هنا الأدب يعيد إلى الانسان قدسيته والى الإيمان براءته".
ويعد هذا الكتاب الصادر عن دار رياض الريس للنشر بالعاصمة اللبنانية بيروت، الأول من نوعه الذي تصدره اللجنة الدولية ولا يتطرق بصورة مباشرة إلى قضايا ذات صلة بالعمل الإنساني واحترام القانون الدولي الإنساني.
وفي مقدمته عن الكتاب، كتب كار ماتلي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق "من غير المعهود للجنة الدولية للصليب الأحمر أن تمول كتاباً لا يتطرق بطريقة مباشرة إلى الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني أو باحترام القانون الدولي، لكن في العراق.. فرضت فكرة الكتاب نفسها نتيجة الصعوبة المتزايدة للالتزام كلياً بمهمة المنظمة على الرغم من سعيها الدؤوب لذلك. لذا، وتعزيزاً لجهودها الرامية إلى لفت انتباه السلطات والأطراف المعنية إلى واجباتها حسب قانون الحرب، ارتأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منح منبر للعراقيين لإسماع صوتهم فوق صخب العنف".
في إشارة للصعوبات التي واجهت إصداره، ذكرت ندى دوماني مسؤولة الاعلام في بعثة اللجنة الدولية بالصليب الأحمر بالعراق في مقدمتها المنشورة بالكتاب "مهمة وضع كتاب في العراق اليوم كانت عسيرة. فقد حرصنا على اختيار كتاب من شتى الخلفيات المهنية والتربوية والمذهبية والجغرافية، وجميعهم – حتى لحظة الكتابة – ما زالوا مقيمين في بلدهم متمسكين بأمل استعادة شيء من الحياة الاعتيادية".
جدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواجدت في العراق منذ عام 1980، وللجنة حاليا تواجد ميداني في وسط وجنوبي وشمالي العراق. واللجنة ملتزمة بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في البلاد بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار العنف مما أثر بشكل بالغ على قدرتها على تأدية مهامها كاملة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
ما تبقى من ستتراتيجية بوش

اخبار العرب الامارات
كاد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يلخص ما سيتضمنه تقرير الجنرال ديفيد بتريوس إلى الكونجرس والذي سيقدم فيه تقييماً مفترض أن يكون موضوعياً للأداء العسكري والسياسي بعد إضافة اَلاف الجنود إلى القوات الأمريكية في العراق. وتلخيص بوش يضع الحكومة العراقية في موقف حرج لأنه قد حمّلها مسؤولية الإخفاق على المستويين السياسي والعسكري، خاصة عندما قال (لسوء الحظ فإن التقدم السياسي على المستوى الوطني لم يواكب وتيرة التقدم على المستوى المحلي. . إن الحكومة العراقية في بغداد لديها كثير من الإجراءات التي ما زال يتعين عليها التعامل معها مثل إصلاح قوانين اجتثاث البعث وتنظيم الانتخابات الإقليمية وإصدار قانون يجعل اقتسام موارد النفط تكتسي طابعاً رسمياً).

وهذا التقييم المبدئي عبارة عن تفتيح أذهان الكونجرس بأن التقرير لن يأتي كما اشتهت الإدارة الأمريكية التي وضعت ثقتها بحكومة نوري المالكي التي كان أداؤها هزيلا بالفعل في جميع المستويات، ليس السياسية فقط، إنما حتى العسكرية لأن الخلل يأتي دائماً من عدم التوازن السياسي فيؤدي إلى خلل في الميزان العسكري.

ولكن هل هذا التمهيد الذي حاول الرئيس بوش أن يضعه أمام الرأي العام الأمريكي يستطيع أن يقنع الديمقراطيين بالتخلي عن استراتيجية انسحاب القوات الأمريكية من العراق. . ؟ كان الرئيس بوش يعوّل كثيراً على تقرير الجنرال بتريوس باعتبار أن إضافة ثلاثين ألف جندي ستغير ميزان الحرب ضد الإرهاب وتحسن الصورة الميدانية للقوات الأمريكية التي عانت من الهجمات المضادة بمستوى لم يكن متصورا أو متوقعا. .

وفي الحقيقة سيكون التقييم مبنياً على استراتيجية الرئيس بوش وما إذا كانت قد أدت مهامها وحققت مطامح الإدارة خلال ثلاثة أشهر بدأت فعلياً في منتصف يونيو الماضي. ويعتقد في كثير من الدوائر السياسية أن القوات الأمريكية بإضافة ثلاثين ألف جندي لم تنجح في ضبط الإرهاب ولا استطاعت تقليص الهجمات، فما زال الجنود الأمريكيون يقتلون كما ما زالت الهجمات الإرهابية تدمر أمن البلاد في الوسط والجنوب، كما لا زالت الحالة الأمنية مضطربة في ثلاث محافظات.

فهل لا يزال أمام الرئيس بوش فرصة جديدة لتحقيق ما لم يحققه خلال السنوات الأربع الماضية. . وهل لديه فرصة ليطلب مزيداً من القوات لتنضم إلى الجيش المتزايد الحجم في العراق. . ؟ الوقائع في العراق تقول إن الوضع لن يتحسن لا ميدانياً ولا سياسياً في وقت قريب، لأن الأمن لا يحسمه عدد القوات بل نوعية الحلول المطروحة أمام العراق ليختار منها أفضلها الاَن. ويبدو أن الخيار الوحيد أصبح (سقوط حكومة المالكي) واستبدالها بحكومة جديدة قادرة على تنفيذ ما تبقى من خطة خلال ما تبقى من وقت لنهاية امتحان استراتيجية بوش .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
لماذا يتمسك بوش بالمالكي
عوني صادق

الخليج الامارات
في كلمته الأسبوعية التي وجهها إلى الشعب الأمريكي يوم 11 من شهرأغسطس/ آب الجاري، قال الرئيس جورج بوش إنه تلقى هذا الشهر “أنباء مشجعة من أفغانستان كما من العراق”، أن استراتيجيته في بغداد “تؤتي نتائج جيدة، وقادتنا أبلغونا أخيرًا أخباراً جيدة”، مؤكدا أن “المتطرفين يتعرضون لهجمات مدمرة في كافة أنحاء العراق”. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن “العدو في العراق لا يزال خطراً، واستراتيجية تعزيز القوات ليست سوى في بداياتها”، مقرا بأن المهمة تبقى “صعبة” وأن التقدم السياسي “أبطأ” مما هو متوقع. ويبدو واضحاً أن مصادر الرئيس الأمريكي تزوده بأخبار كاذبة أو أنه يصر على تزويد الشعب الأمريكي بأخبار كاذبة، حيث إن كل المصادر وأصحاب الرأي والاستراتيجيين، وأولهم الأمريكيون، يؤكدون أن الوضع في العراق اليوم هو أسوأ بكثير مما كان عليه عند بدء العمل باستراتيجية بوش الخاصة بتعزيز القوات.

لقد جاء تشكيل حكومة نوري المالكي تحت اسم “حكومة الوحدة الوطنية” بعد تقاسم تحاصصي قانوني وواقعي طائفي ومذهبي وعرقي، وبعد أن اتضح عقم ما يسمى “العملية السياسية” وفشل الحكومات التي سبقتها في تحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار للاحتلال ومخططاته. ووضعت لحكومة المالكي مهمتان رئيسيتان: تحقيق حد أدنى من الأمن وتحقيق المصالحة الوطنية، ومنحت مهلة محددة كانت في البداية ثلاثة أشهر ثم مددت ثلاثة أشهر أخرى انتهت ويكاد ينتهي تمديدان آخران، وبدل أن تتحسن الأوضاع تزداد سوءاً. لقد زيد عدد القوات ثمانية وعشرين ألفا وخمسمائة ليصبح مائة واثنين وستين ألفا، يضاف إليهم مائة وستة وعشرون ألفاً من الجنود المرتزقة، وزادت غارات الطائرات الأمريكية أكثر من الضعف، من دون أن يوقف ذلك التدهور في الوضع الأمني، حتى أن “المنطقة الخضراء” تعرضت في الفترة ما بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران الماضيين إلى أكثر من 80 عملية قصف، كما لم ينخفض عدد القتلى من القوات الأمريكية والعراقية ومن المدنيين. وجاء في دراسة مولها سلاح الجو الأمريكي وأعدها معهد “راند كوربوريشن” أن عدد القتلى من العراقيين لم ينخفض وأن أرقاماً وضعتها ثلاث وزارات عراقية أظهرت أن عدد القتلى المدنيين قد ارتفع إلى 1652 شخصاً في يوليو/ تموز الماضي بزيادة الثلث عما كان عليه الحال في يونيو/ حزيران، وأكثر بقليل عما كان عليه في فبراير/ شباط الماضيين.

أما ما يقال عن “تقدم العملية السياسية” وموضوع “المصالحة الوطنية” فالكذب فيهما أوضح من أن يقدر على إخفائه أحد. فأكثر من نصف أعضاء حكومة المالكي الذين يمثلون الكتل السياسية الثلاث الرئيسية في الحكومة: الكتلة الصدرية وجبهة التوافق والقائمة العراقية انسحبوا أو جددوا عضويتهم. ومن الناحية العملية لم يبق في الحكومة إلا جزء من كتلة “ الائتلاف الموحد” برئاسة عبد العزيز الحكيم. ويكفي دليلا على فشل العملية السياسية المزعومة زيارات المالكي إلى إيران وتركيا، ومؤتمرات دول الجوار العراقي، واضطرار الولايات المتحدة إلى الجلوس مع إيران وسوريا بما يفيد بالتسليم بالعامل الإقليمي وعجز قوات الاحتلال الأمريكي عن التقليل من تأثيراته في هذه العملية. كذلك فإن قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بتوسيع دور الأمم المتحدة في العراق، والذي سعت إليه أمريكا وبريطانيا، دليل آخر على عجز إدارة الاحتلال وحكومة المالكي وهو محاولة للعودة إلى تدويل الورطة العراقية وربما تمهيداً للانسحاب الأمريكي الذي لا ريب أنه آت على نحو أو آخر.

إن العراق اليوم كما تراه صحيفة “ذا نيشن- الأمة” الأمريكية يحتل المرتبة الأولى عالمياً في أربعة مؤشرات: من حيث أنه أوسع جبهة لما يسميه الأمريكيون (النشاطات الإرهابية)، والنزوح والهجرة، والتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، والمجازر الجماعية. وهو يحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث عدم الاستقرار والفقر، ومتوقع أن يحتل المرتبة الأولى مع نهاية العام الجاري. وهو وأفغانستان أكثر دولتين لا سيطرة لهما على أراضيهما الإقليمية. إن هذه المؤشرات جميعا تظهر مدى “النجاح” الذي تحرزه استراتيجية بوش بإدارة السيد المالكي. وهذه الحقيقة لا بد أن تطرح على ذهن أي متابع سؤالا : لماذا يتمسك بوش بالمالكي؟

لقد أجاب السفير الأمريكي في بغداد عن هذا السؤال وقال: إن المالكي “يحظى بتأييدنا الكامل”. لماذا؟ لأن “محاولات تقويض دوره أو عرقلته خطرة وغير مرغوبة”. أما لماذا سقوط المالكي بهذه الخطورة فيجيب عنه المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بروس ريدل، ويقول: انهيار حكومة المالكي سيكون “كارثة” لاستراتيجية زيادة القوات “فإذا انهارت الحكومة، فإن الشعب (الأمريكي) سيرى أن الاستراتيجية فشلت”. لكن وين وايت، محلل الشؤون العراقية السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي يعمل حاليا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، لا يرى أن “استمراره سيهيّىء مناخاً أفضل”.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
. العرب السنة العراقيون
: أيمن عبوشي
الراية قطر
من يتابع التقارير الصحفية التي تتناقلها وسائل الإعلام عن الشأن العراقي الداخلي، يلحظ أن الوصف الإعلامي للفئات والطوائف العراقية، يخص السنة بتسمية العرب، فيما يترك الشيعة بوصفهم المذهبي، من دون الإشارة إلي انتمائهم العربي الأصيل، ويبقي الأكراد عرقا مختلفا بطبيعة الحال.

هذا التصنيف الفئوي، الذي يقصي كل طائفة وعرق عن الآخر، يعمل من خلال اللعب بالمصطلحات علي الإيحاء بالتباعد الشكلي الذي يفصل الشيعي العربي عن أخيه العربي السني، والكردي السني عن العربي السني.. في الوقت الذي قد تشير فيه عملية إعادة الترتيب للتسميات، إلي لحمة عرقية ومذهبية متداخلة، تشكل مظلة متشابكة تضم تحتها بقية الفئات والطوائف والأعراق الأقل حجما.

فالامتداد العربي من الجنوب إلي الوسط والغرب، كان أساسه العشيرة الواحدة، وتتكامل هذه الوحدة بالارتباط بين الشمال والوسط علي قاعدة مذهبية سنية حتي لو اختلفت الأصول العرقية بين الكرد والعرب.. وتؤلف هذه السلسلة المترابطة جغرافيا، وحدة الهوية الوطنية العراقية التي عرف عنها قوتها، حتي أن المهاجرين العراقيين اليهود الذين استوطنوا فلسطين المحتلة عام 1948، كانوا الأكثر اعترافا بهذه الثقافة، وحنينا لها، من بين جميع المهاجرين من أوروبا وروسيا والمغرب.

القول بعروبة أهل السنة دونا عن غيرهم، يهمش الامتداد العربي لعشائر الجنوب.. ويرسخ البعد الطائفي المقيت، ويقلل من عوامل الوحدة بين العراقيين.. بل ويعمل علي تحويل السنة إلي أقلية مهمشة بالفعل، وسط تغول إيراني في الجنوب، ونزوح كردي نحو الانفصال في الشمال.

العراق الذي كان معقلا للقومية العربية، تم تجويفه من عمقه العربي، عبر عدة قرارات مجحفة، وبترويج زائف لمبادئ المساواة، الأمر الذي جعل من الديمقراطية .. تناحرا طائفيا.. حولت العرب إلي مجرد أقلية منبوذة، مرتبطة بأكثر التنظيمات الإسلامية عزلة وتشددا في العالم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الحل الأفضل
محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
مراكز البحوث والدراسات الأمريكية مشغولة الآن بالبحث عن “الحل الأفضل” للأزمة العراقية، وتشترك هذه المراكز في الانطلاق من نقطة بحث واحدة هي أن الانتصار الأمريكي في العراق تجاوزته الأحداث، وأنه لم يعد هناك كثير من الوقت يمكن إضاعته في أفكار لا تعترف بهذه الحقيقة، خصوصا أن هناك مسؤولين أمريكيين في مجلس الاستخبارات القومي يتوقعون أن تقوم الجماعات المسلحة بشن هجمات مؤثرة قبيل التقرير الذي سيقدمه الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير رايان كروكر السفير الامريكي في بغداد للكونجرس بعد أسابيع قليلة، تكون على غرار “هجوم تيت” الذي قام به مقاتلو “فييتكونج” ضد القوات الأمريكية في فيتنام في ربيع 1968 والذي أسفر عن انتصار معنوي كبير ل “جبهة التحرير الوطنية الفيتنامية”.

من أهم الدراسات التي ظهرت بهذا الخصوص تلك الدراسة التي أعدها معهد “راند كوربوريشن” تحت عنوان “خيارات العراق: إعادة تقويم”. والذين أعدوا هذه الدراسة غير متفائلين بحصول نجاح في المستقبل القريب، ولن يكون من السهل احتواء الضغوط لسحب القوات الأمريكية، والضغوط هنا ليس المقصود بها الضغوط الأمريكية، بل الضغوط العراقية، وانفراط عقد أنصار واشنطن في العراق أمام فشل كل الخطط لاحتواء العنف وبالذات الاستراتيجية الأمنية الجديدة للرئيس جورج بوش المعتمدة على زيادة عدد القوات، فعلى الرغم من ارتفاع عدد القوات الامريكية في العراق إلى 162 ألف عنصر، إلا ان التقارير التي جمعتها ثلاث وزارات عراقية تؤكد أن عدد القتلى المدنيين قد ارتفع إلى 1652 في شهر يوليو/تموز الماضي، أي بزيادة الثلث عما كان عليه في يونيو/حزيران، وأكثر بقليل مما كان عليه في فبراير/شباط، كما أن الإعياء والإجهاد قد نالا كثيراً من معنويات الجنود الأمريكيين، ناهيك عن ارتفاع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين (حسب التقديرات الرسمية) إلى 3683 جندياً.

التقرير الذي نشرته صحيفة “أوبزرفر” البريطانية نقلا عن عسكريين أمريكيين عاملين في العراق يقول على لسان مسؤولة عسكرية في مجال التوجيه المعنوي “جيشنا منهك، ونحن نحتفظ في مسرح العمليات بجنود فعل فيهم الإعياء أفاعيله”.

الحلول التي تراها دراسة مؤسسة “راند كوربوريشن” تنحصر في أربعة حلول هي: استعمال قوة أمريكية أكبر لتحقيق نصر، أي استمرار الاستراتيجية القائمة، أو تقسيم البلاد إلى كيانات عرقية وطائفية، أو اختيار منتصر في حرب أهلية ودعمه، أو بكل بساطة الانسحاب والانتظار لمعرفة من سيخرج منتصراً من هذا النزاع. وانحازت الدراسة إلى الحل الأخير باعتباره “الحل الأفضل” أي الانسحاب ولكن وفق ترتيبات مع دول الجوار للعراق، خاصة إيران وسوريا مع طمأنة الشركاء الإقليميين على أن واشنطن “ستبقي التزاماتها الأمنية”.

أما الدراسة التي أعدها “مركز الشؤون الدولية” في جامعة نيويورك تحت عنوان “العراق بعد عام 2010” فقد طرحت سيناريوهات ثلاثة: أولها إيجاد ديكتاتور قوي يمتلك القدرة على توحيد البلد بكل طوائفه وأعراقه ويفرض الاستقرار فيه، وثانيها العمل على احتواء الفوضى في العراق والحيلولة دون انتشارها إلى المنطقة عن طريق إقناع دول الجوار بأن انهيار بلاد الرافدين وحالة عدم الاستقرار سيؤديان إلى تهديد هذه الأنظمة، وثالثها يتمثل في عراق غارق في الفوضى والحرب الأهلية التي ستمتد حتماً إلى دول الجوار عبر “طوفان” اللاجئين، وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة وتهديد استقرار كل دول المنطقة مع الإشارة إلى أن الدراسة منحازة إلى سيناريو الديكتاتور القوي، على أن يطمئن الجوار.

اجتهادات وحلول متعددة تقر بفشل الاحتلال الأمريكي وتبحث عن بدائل تخدم المصالح الأمريكية، لكن من سيدفع الثمن هو العراق لا جواره.

والسؤال الاستراتيجي الذي يجب أن يبادر العراقيون والعرب للإجابة سريعاً عليه هو: إلى متى سيبقى مستقبل العراق مرهوناً بإرادة الآخرين؟ وإذا كان هؤلاء الآخرون اعترفوا بالفشل ويبحثون عن الخلاص، فلماذا لا يكون الخلاص عربياً عراقياً، عندها فقط سيكون “الحل الأفضل”.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
مرافيء .. وجع العراق شعرا

العزب الطيب الطاهر
الراية قطر
لن أبتعد كثيرا عن وجع العراق وما يتعرض له هذا الجزء من الوطن العربي الذي كان فاعلا ومؤثرا فيه من تاثير الغزو والاحتلال غير المشروع الفارض نيرانه وعذاباته علي البشر والارض.

سأتوقف عند تداعيات وجع العراق من منظور شعري وذلك عبر ما تلقيته في بريدي الالكتروني عن احدث مجموعة للشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين "مسامير في ذاكرة " والتي احتفلت بصدورها مؤخرا في ساقية عبد المنعم الصاوي في القاهرة. في امسية شعرية جمعت حشدا من الشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر.

وتضمنت الأمسية التي أدارها الشاعر العراقي "ملك محمد جودة" قراءات شعرية لبعض قصائد المجموعة إضافة الي تقديم شهادات إبداعية تتناول تجربة الشاعرة.

وتضم المجموعة الصادرة عن دار المحروسة بالقاهرة؛ 34 قصيدة نثر، اعتمدت معظمها علي حضور الصورة المركبة واللغة الاستعارية لتترك للقاريء حرية التأويل، فيما كانت بعض القصائد مباشرة تخاطب القارئ البسيط.

وقد هيمنت الحرب علي فضاءات قصائد المجموعة، ورسمت ملامحها برائحة الدخان وقبح الشظايا وصراخ الثكالي.

ففي قصيدة بعنوان الحرب تنهض من موتها

تقول الشاعرة :

علي أرصفةٍ.. يسيحُ الجنودُ وتبقي خُوَذٌ مغروسةٌ في الصميم

الملاعقُ المتحجِّرةُ في جماجمِ الموتي

تُطعمُ الصغارَ طحينَ المِقصَلة عُقمٌ فادحٌ

.. يتوالدُ في أخبارٍ كاذبةٍ مختبئاً كالزَّمهَريرِ في نشرةِ أنواءِ الحرب

أركضُ نحو الهاويةِ بوطنٍ ملغوم يوقفني

وردٌ يحملُ الرماحَ والبنادقَ، السيوفَ والقُبَلَ

وأنا أحتكرُ الترابَ لاعتقالِ لعنةِ الذبحِ المكرَّرِ المبرَّرِ دائماً برغبةِ العبث

والمرء يلاحظ الصور الشعرية المأخوذة من وقائع ويوميات الحرب الي هذا الحد بلغت شهوة القتل في العراق.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
عراقيون أخلصوا لبريطانيا... وتتخلى عنهم!
سيريل تاونسيند
اليوم السعودية
في السابع من أغسطس الجاري، نشرت «التايمز»، التي مازالت تعتبر الصحيفة الأوسع انتشاراً في المملكة المتحدة بنحو 700000 نسخة يومياً، خبراً مفاجئاً على صدر صفحتها الأولى، يفيد بأن المملكة المتحدة ستتخلى عن 91 مترجماً عراقياً وأُسرهم ليواجهوا احتمال الموت بعد أن تقوم بسحب جميع قواتها من العراق.
لا أخفي عليكم أنني وجدت صعوبة ومشقة في فهم دوافع هذا الأمر؛ فإذا كانت الحكومة العمالية قد تخلت عن الكثير من القيود والضوابط المتعلقة بالهجرة إلى المملكة المتحدة (وهو أمر غير حكيم في رأيي)، فإن واحداً وتسعين مترجماً، إضافة إلى أفراد أسرهم المقربين، لن يشكلوا سوى قطرة في بحر. علاوة على ذلك، فالأرجح أن معظم هؤلاء المترجمين وأسرهم سيرغبون في العودة إلى وطنهم العراق عندما تستقر الأوضاع هناك، ويغدو الذهاب إلى هناك آمناً بالنسبة لهم (وهو أمر آمل أن يحدث في غضون سنوات قليلة). صحيح أنه ليس للمملكة المتحدة أي التزام قانوني تجاه هؤلاء المترجمين، غير أنه لا أحد يشكك في أن لها التزاماً أخلاقياً واضحاً وجلياً. ثم انه على رغم أن مقاربة الحكومة فيما يخص الهجرة الجماعية لا تحظى بدعم وتأييد أغلبية الجمهور، إلا أنه ما من شك في أن الجمهور متفق على أن من واجب بريطانيا أن تهتم بأمر من ساعدوا جنودها في هذا النزاع.
فقد علمت «التايمز» عن طريق مراسلات سُرِّبت إلى الصحافة أن «الحكومة تجاهلت طلبات شخصية لمسؤولين عسكريين كبار في البصرة يلتمسون فيها تخفيف الأحكام والقوانين المتعلقة بحق اللجوء، واتخاذ تدابير خاصة لفائدة العراقيين الذين يُعرِّض إخلاصُهم وتفانيهم في أداء الخدمة حياتهم للخطر. غير أن «10 داونينغ ستريت» ردت على مترجم، عمل مع الجيش البريطاني منذ 2004، بالقول إنه لن يتلقى أي معاملة أو مزايا خاصة، وان عليه أن يراجع موقعاً حكومياً على شبكة الإنترنت».
العراقيون الذين ساعدوا، أو مازالوا يساعدون قوات التحالف بأساليب مختلفة وكثيرة، يواجهون خطراً حقيقياً يتمثل في التعرض للاختطاف والتعذيب والقتل من قبل المتمردين والحال أن ثمة ما يكفي من الأدلة القاطعة والواضحة في العراق، والتي تفيد بأن العراقيين الذين ساعدوا، أو مازالوا يساعدون قوات التحالف بأساليب مختلفة وكثيرة، يواجهون خطراً حقيقياً يتمثل في التعرض للاختطاف والتعذيب والقتل من قبل المتمردين؛ حيث يُتهمون جميعهم بالعمل لفائدة أعداء العراق، في إشارة إلى الغزاة الغربيين. علاوة إلى ذلك، تنقل الصحف بين الحين والآخر حالات وأمثلة مروِّعة لما حل بموظفين عملوا مع قوات التحالف؛ فأحد الرجال مثلاً «قتل برصاصة في الرأس بعد أن تم احداث ثقوب في كفيه وركبتيه، وصُبت مادة حامضة على وجهه»؛ وآخر «أُرغم على أن يكلم زوجته عبر الهاتف لتكون شاهداً على لحظاته الأخيرة» (التايمز، 7 أغسطس).
والحقيقة أنه بالنظر إلى تصرفات وقرارات المسؤولين البريطانيين على مدى السنين الماضية، فإن المرء لا يجد بداً من استنتاج أن ذاكرتهم الجماعية ضعيفة، وفي حاجة إلى التذكير دائماً. فقبل أن تقوم بريطانيا بتسليم هونج كونج إلى الصين في 1997، حدث سجال قوي على خلفية الرفض الذي وُوجه به الطلبُ الذي تقدم به موظفون صينيون من هونج كونج طلبوا الانتقال إلى المملكة المتحدة، على أن التركيز انصب بشكل خاص على الموظفين الذين عملوا مع الشرطة في هونج كونج، ممن كانوا يقومون بالدوريات ويستنطقون العملاء الشيوعيين الصينيين. كما ظهرت مشاكل أيضاً بخصوص المترجمين الذين عملوا مع القوات البريطانية في البوسنة، والذين شاطروها المخاطر والتهديدات. وأفترض أن نزاعات أخرى في ماضي بريطانيا الاستعماري قد شهدت مشاكل مماثلة أيضاً.
علاوة على ذلك، فقد منحت الدانمرك حق اللجوء لستين موظفاً عراقياً، إضافة إلى أسرهم، في يوليو المنصرم بعد أن سحبت قواتها من العراق. ومن جهتها، تعهدت الولايات المتحدة باستقبال 7000 عراقي هذا العام، من بينهم موظفون عملوا مع قواتها في العراق. كما منحت إسبانيا العديد من موظفيها العراقيين حق اللجوء قبل أن تقوم بسحب قواتها في 2004.
والواقع أن مواقف عدد من أعضاء مجلس العموم من جميع الأحزاب كانت مشجعة وتبعث على الارتياح. وفي هذا السياق، قال ويليام هيغ، وزير الخارجية في حكومة الظل الذي يحظى باحترام كبير: «إن ترك هؤلاء الناس ليواجهوا مصيرهم سيكون عملاً غير مسؤول. من الناحية الأخلاقية من واجبنا أن نهتم بهم بطريقة أو بأخرى». من جانبه، قال كيث فاز، العضو العمالي في البرلمان ورئيس لجنة الشؤون الداخلية التابعة لمجلس العموم: «من واجب هذه الحكومة أن تعترف بالإسهام العظيم الذي قدمه المترجمون العراقيون لقواتنا، وتدرس حالتهم. إن من مصلحة بريطانيا الأخلاقية والاستراتيجية أن تحافظ على سمعتها باعتبارها بلداً لا يتخلى عمن خاطروا كثيراً من أجل دعم العمليات العسكرية البريطانية». ومما تجدر الإشارة إليه كذلك في هذا الصدد الدعم الذي أبداه الجنرال السير روجر ويلر، الذي شغل منصب قائد القوات المسلحة ما بين 1997 و2000: «إذا نُظر إليهم باعتبارهم كانوا يعملون مع الجانب الخطأ، فإن احتمال بقائهم على قيد الحياة منعدم».
أعتقد أن رد فعل الحكومة الفاتر على نحو لافت على الطلبات الشخصية التي تقدم بها ضباط كبار في الجيش، والتي التمسوا فيها تخفيف وتليين قوانين منح حق اللجوء اعترافاً بإسهام المترجمين في العمليات العسكرية البريطانية في العراق إنما يعزى إلى السجال القوي الدائر في الكواليس، والذي تشتبك فيه وزارات الدفاع والداخلية والخارجية؛ إذ يقال إن وزارة الداخلية قلقة من العدد الإجمالي للعراقيين الذين قد يتقدمون بطلبات اللجوء حينما تقوم المملكة المتحدة بسحب قواتها من العراق.
والحقيقة أنه لا يخامرني أدنى شك في أن رئيس الوزراء جوردون براون، الذي كانت له بداية متميزة على رأس الحكومة البريطانية، والذي طلب مراجعة الموضوع، سيأمر بتغيير في الاتجاه
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
العراق.. مواجهة الوضع الداخلي.. أم التدخل الخارجي!!
سالم أحمد الغامدي
الرياض السعودية
العراق الذي يعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني وعمليات القتل اليومي والتدمير لما تبقى من أشباح المباني والمدن، لا تنقصه مشاكل إضافية من تدخلات أو اعتداءات خارجية فهو "ينوء" بحمل ثقيل من المشاكل و"يئن" تحت وطأة الاحتلال من جانب، وعمليات الإرهاب وتصفية الحسابات من جانب آخر.
وإذا كانت الحكومة العراقية وجميع التكتلات والأحزاب السياسية ما اتفق تحت جبهات وما اختلف سواء كان معارضاً أو مستقلاً لم تتفق على أجندة خاصة لتسوية الخلافات وإيجاد قواسم مشتركة تنطلق منها لعمل سياسي موحد، وبالتالي إيجاد الحلول للمشاكل الأمنية والاجتماعية والمعيشية للشعب العراقي الذي يواجه المخاطر من كل جانب ويعيش في ظروف قاسية تفتقد أدنى مقومات الحياة الإنسانية، إذا كان هذا هو حال الحكومة والأحزاب في عدم استطاعتها مواجهة الوضع الداخلي، فكيف تستطيع التعامل مع التدخلات أو الاعتداءات الخارجية، وخاصة إذا كانت من دول الجوار، فما حدث من قصف تركي وإيراني لمناطق في شمال العراق لا يمكن قبوله بأي شكل ولا تبريره بأي منطق حتى لو كان لملاحقة وتأديب الأكراد بمزاعم تصدير القلاقل أو تهريب الأسلحة إلى المقاتلين في البلدين بعد اكتشاف كميات من الأسلحة الأميركية وغيرها في أيدي حزب العمال الكردستاني خاصة في تركيا، وكان يجب التعامل مع هذه القضية بالتشاور السياسي والتعاون الأمني مع الحكومة العراقية، لا بالتدخل العسكري الذي يمثل انتهاكاً لسيادة العراق الذي لن يستطيع مواجهة هذا التدخل في ظل ظروفه الأمنية والسياسية، بل وفي ظل تواجد القوات الأمريكية والأجنبية على أرضه، هذا عدا ان قوات التحالف التي تعيش في مأزق التعايش الأمني مع ظروف العراق لا تستطيع أو لا ترغب في مواجهة مع أي تدخلات خارجية في العراق. وقد يكون لهذه القوات حساباتها الخاصة التي لا نعرفها، ولكن هذا لا يعني أن تستغل أطراف خارجية الأوضاع الداخلية للتعامل مع العراق بهذا الشكل الذي يهدد بمخاطر مستقبلية بتقسيم العراق وتشكيل مناطق نفوذ لقوى خارجية في هذا البلد الذي برزت فيه المشاكل العرقية والدينية والقبلية بشكل يهدد مستقبل وحدته واستقراره.

ولنا أن نتساءل: أين الاتفاقات التي توصلت إليها دول الجوار في اجتماعاتها المتعددة من شرم الشيخ الى دمشق، التي كان من أبرزها بنود أجندتها التعاون الأمني ومساعدة العراق على حماية حدوده دون التدخل في شؤونه، أم ان ما يتم الاتفاق عليه مجرد استعراض سياسي لا علاقة له بالوضع على أرض الواقع.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
خطتي لانقاذ بلدي
اياد علاوي
واشنطن بوست – امريكا واعادة نشرها الشرق الاوسط بريطانيا
سيقدم الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية في العراق، في الشهر المقبل، مع السفير رايان كروكر، تقريرا إلى الكونغرس حول الوضع في بلدي. أنا أتوقع أن تكون شهادة هذين الشخصين المسؤولين متمتعة بالكفاءة والعمق، مثلما تتطلب السياسة. كذلك أتوقع ألا يعكس تقييمهم كل المأساة المتمثلة في أن العراق بعد أربع سنوات من التحرر من نظام صدام حسين أصبح دولة فاشلة، عاجزة عن توفير الأمن والخدمات الأولية لأبنائها وتساهم في خلق أزمة واسعة في الشرق الأوسط.

لأكن واضحا. مسؤولية الفوضى القائمة حاليا تقع على عاتق الحكومة العراقية بالدرجة الأولى، لا الولايات المتحدة، فرئيس الوزراء نوري المالكي فشل في الاستفادة من رغبة الشعب العراقي في الوصول إلى حياة منتجة ومسالمة، مع كل الالتزامات والتضحيات الكبرى التي قدمتها الولايات المتحدة ودول أخرى. و«قمة الأزمة» في بغداد هي دليل إضافي على قرب انهيار الحكومة العراقية. فأفضل ما يمكن أن يترتب عن هذه القمة هو ربما تجديد المساعي والالتزامات للأطراف المشاركة فيها كي تعمل معا، وهذا قد يساعد على كسب اسابيع أو أشهر قليلة إضافية لنشاط سياسي تجميلي، لكن لن تتحقق أي مصالحة سياسية دائمة تحت نظام المالكي الطائفي.

من كان يتصور أن العراق سيكون في أزمة عميقة كهذه بعد أربع سنوات على سقوط صدام حسين؟ في كل شهر يقتل ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف عراقي على يد الإرهابيين وفرق الموت الطائفية. ولا تتوفر الكهرباء والماء في أحسن الأحوال أكثر من ست ساعات في اليوم. وبغداد التي كانت ذات يوم دليلا على التنوع الثقافي والاثني والديني أصبحت الآن مقسمة إلى مناطق طائفية مسلحة، تشبه كثيرا بيروت خلال الثمانينات من القرن الماضي.

يمكن القول إن إيقاف العنف وتحقيق الاستقرار والأمن والديمقراطية هي أمور يعتمد تنفيذها على العراقيين، أنا أعمل مع زملائي في البرلمان من أجل بناء ائتلاف أغلبية غير طائفي يدعم الخطة التالية، التي تتكون من ست نقاط، من اجل «عهد جديد» في العراق وتغيير الحكومة العراقية الحالية بوسائل ديمقراطية.

> يجب أن يكون العراق شريكا كاملا للولايات المتحدة في تطوير الخطة الأمنية التي ستؤول إلى سحب الجزء الأكبر من القوات الأميركية خلال السنتين المقبلتين، وقبل ذلك يبدأ تقليص الدور القتالي للوحدات الأميركية في العراق. الولايات المتحدة طرف لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق السلام والأمن في العراق وفي الشرق الأوسط بشكل عام. لكن دورنا حاليا هو الأكثر أهمية في حل مشاكلنا. وهذا لن يتحقق طالما بقيت الحكومة الحالية في السلطة.

> أنا اقترح إعلان حالة الطوارئ لبغداد وكل المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. هناك حاجة لإعادة هيكلة قوات الأمن العراقية. وكلما كان ممكنا يجب على هذه القوات المعاد هيكلتها أن تمتص الأفراد المنتمين إلى الميليشيات الطائفية والاثنية وتحويلها إلى بنية أمنية غير طائفية. فتقوية عضلات الميليشيات ليس حلا مناسبا، لأنه يطيل أمد التوترات ما بين الكيانات الاجتماعية المختلفة ويزعزع قوة سلطة الدولة. فالدولة لا تمتلك أي شرعية إن هي فشلت في توفير الأمن لأبنائها.

> نحن بحاجة إلى استراتيجية دبلوماسية تستفيد بشكل متزايد من الأمم المتحدة والعالم العربي في تحقيق الأمن وإعادة الإعمار للعراقيين، على واشنطن ألا تتحمل لوحدها العبء الدبلوماسي، مثلما هو الحال الآن، فرئيس الوزراء المالكي بدد مصداقية العراق في السياسة العربية، وهو لن يتمكن من إعادتها، إضافة إلى ذلك، فإن العراق بحاجة إلى دور أكثر حزما كي يطلب من إيران إنهاء تدخلها في الشؤون العراقية وإقناع سوريا كي تلعب دورا أكثر إيجابية في العراق.

> يجب أن يكون العراق دولة واحدة مستقلة وفيدرالية. لذلك علينا أن نقوي المؤسسات المحلية والإقليمية على حساب السياسات الطائفية وعلى حساب حكومة شمولية ومستبدة في بغداد. يجب أن يكون الدين قوة توحيد لا تفريق في بلدي. وعلى العراقيين سنة وشيعة أن يفتخروا بهويتهم الإسلامية. لكن حينما تهيمن السياسة الطائفية الدينية يظهر الإرهابيون والمتطرفون باعتبارهم الطرف الرابح الوحيد.

* تتطلب المصالحة الوطنية التزاما ملحا بالاعتدال وإنهاء العنف الطائفي عن طريق دمج كل العراقيين في العملية السياسية. علينا أن نعترف بمساهمة الأكراد ومساهمة الحكومة الإقليمية الكردية في مستقبل العراق الديمقراطي. فالمصالحة تتطلب اشتراكا فعالا للزعماء الدينيين والسياسيين البارزين من شيعة وسنة. قام المالكي بعرقلة المصادقة على تشريع تم اقتراحه في مارس الماضي لقلب مسار قانون «اجتثاث البعث». هذا المقترح كان يجب أن تتم المصادقة عليه فوريا.

> أصيب الاقتصاد العراقي بالعطب بسبب الفساد وغياب الأمن المناسب. يجب أن نشدد على إعادة بناء كل البنى التحتية الأساسية. إذ لن تكون هناك أي تنمية اقتصادية مناسبة من دون توفر كهرباء وماء صالح للشرب. ومع مرور الوقت يحتاج العراق إلى بناء اقتصاد يستند إلى مبدأ السوق الحرة مع دور أساسي للقطاع الخاص.

طال انتظار تحقق تغيير على مستوى القمة في الحكومة العراقية، ومن دون ذلك، لن تنجح أي استراتيجية عسكرية أميركية أو أي انسحاب أميركي منظم، وسيترك العراق والمنطقة للغرق في اتون الفوضى.
* رئيس وزراء العراق (2004-2005)


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
قوات الأمن من أهم أسباب البلاء
جهاد الخازن
الحياة بريطانيا
المؤتمر السياسي الذي دعا إليه الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس وزرائه نوري المالكي سينتهي بالفشل الذي مني به مشروع زيادة القوات الأميركية في العراق، فقد اتسع الخرق على الراتق، بل لم يبق ثوب يرتق في العراق.

الفشل السياسي بعد الفشل العسكري حسمه غياب القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي، فالباقون زعماء طوائف وقبائل، وكل منهم يبحث عن مصلحة فصيله، ولا يعنيه الوطن في شيء.

كان يفترض ان يقدم القائد الأميركي الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير ريان كروكر تقريراً في منتصف الشهر المقبل عن زيادة القوات إلى اللجان ذات الاختصاص في مجلسي الكونغرس، غير ان مصادر الإدارة، توقعاً لإعلان الفشل، سرّبت انها تريد من بيتريوس وكروكر تقديم شهادات في جلسات مغلقة، وترك الجلسات العلنية لوزيري الخارجية والدفاع كوندوليزا رايس وروبرت غيتس.

الإدارة الأميركية كانت قدمت تقريراً أولياً الشهر الماضي بالغت فيه وهي تقوّم نتائج زيادة القوات، وزعمت ان تقدماً أحرز في النصف من 18 خطوة مطلوبة للتقدم نحو الاستقرار في العراق.

غير ان الخبراء كافة قالوا ان المعلومات محسّنة أو "مزوّقة"، وجاء قرار الإدارة الآن ليؤكد الشكوك في المعلومات السابقة، فلو ان هناك تقدماً حقيقياً لكانت الإدارة أصرّت على ان يتحدث القائد والسفير علناً، وأن يجريا مقابلات تلفزيونية تزف الخبر السعيد.

كل أخبار العراق سيئة ومفجعة، وما قتل المئات من أبناء الطائفة الايزيدية الأبرياء في قضاء سنجار، إلا دليل آخر على فلتان الوضع نهائياً. ولا أدري مع نشر هذه السطور شكل الكارثة التالية، إلا انني أعرف انها ستقع.

هناك خبر يومي تقريباً من حجم يكفي لتحويل المسؤولين عنه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية. غير ان كل خبر سيئ يتبعه خبر آخر فيُطوى الأول والناس مشغولة بالثاني، حتى يقع ما يليه، وهكذا.

وعادتي أن أجمع الأخبار للتعليق عليها، إلا أنني في موضوع العراق أجد نفسي دائماً متأخراً يوماً، فالإرهاب متواصل متفاقم، والرد الأميركي عليه من نوعه.

في الأيام الأخيرة فقط رأينا الأميركيين يشنون غارة جوية على مدينة الصدر يقتل فيها 32 شخصاً قررت القيادة الأميركية فوراً انهم إرهابيون. كيف عرف الأميركيون ذلك؟ في كل معركة أكثر القتلى من المدنيين، فهذه هي الحقيقة الوحيدة، وقد قتل حتى الآن حوالى مليون عراقي غالبيتهم العظمى من المدنيين الأبرياء.

كان رئيس الوزراء نوري المالكي يزور إيران عندما جرت الغارة على مدينة الصدر، وهو كان يطلب من الإيرانيين مساعدة في دعم الأمن في العراق فيما كانت القيادة الأميركية تزعم ان الغارة على مهربي أسلحة ومال من إيران للميليشيات الشيعية.

هذه الميليشيات وعصابات جريمة وقتل تسيطر الآن على البصرة وأجزاء كاملة من الجنوب، حيث ينشط عملاء الأمن الإيرانيون. وقد هبط عدد القوات البريطانية من 30 ألفاً عند الغزو إلى خمسة آلاف الآن، وسيسحبون تدريجاً وتترك البصرة تحت سيطرة العصابات.

الوضع في بغداد لو انسحبت القوات الأميركية سيكون أسوأ منه في البصرة حيث غالبية شيعية معروفة، فالعاصمة تضم جميع الطوائف، ولا سيطرة لطائفة واحدة.

ويحدث هذا لأن قوات الأمن من أهم أسباب البلاء، فهي مخترقة، وبعضها لا يزيد على عصابات طائفية تمارس القتل على الهوية، مع ان الولايات المتحدة أنفقت حتى الآن 19.2 بليون دولار على تسليح قوات الأمن العراقية وتدريبها. ولعل من القراء من سمع قبل أيام خبراً رسمياً أميركياً يقول إن 190 ألف بندقية هجومية ومسدس قدمتها الولايات المتحدة إلى قوات الأمن العراقية اختفت ولا يعرف أحد أين هي. أنا أعرف من مكتبي في لندن، فهي في أيدي العصابات الطائفية التي تمارس القتل.

وسط الفشل العسكري والسياسي، والقتل اليومي، قرأت خبراً لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية اسمه بول برينكلي يقول إن البطالة في العراق تجاوزت 60 في المئة، وأن بين الذين يعملون كثيرين لا يشغلون وظائف كاملة أو حقيقية. هذا صحيح، غير ان المسؤول يكمل بالقول إن إيجاد وظائف سيساعد على التوافق بين السنّة والشيعة، وهو أمر عجز السياسيون عن تحقيقه.

هذا حل أميركي آخر لن ينجح، وإدارة بوش تعرف هذا، لذلك قدّمت هي وبريطانيا قراراً وافق عليه مجلس الأمن بالإجماع يوسع انتداب الأمم المتحدة في العراق ويكلفها العمل لتحقيق الوفاق الوطني.

الولايات المتحدة تنقل فشلها إلى الأمم المتحدة، وتفعل هذا فيما نقابة موظفي المنظمة العالمية تطالب بسحب جميع المسؤولين الدوليين من العراق لانهيار الأمن فيه.

ما هي الكارثة العراقية الجديدة التي ستتزامن مع نشر هذه السطور؟ الكارثة الجديدة لن تكون الأخيرة، وإدارة بوش مسؤولة ويجب ان تدفع الثمن عزلاً أو في المحاكم، كما يطالب ألوف الأميركيين لا مجرد كاتب عربي يحلم بالعدالة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
العراق: خيارات الخروج من الأزمة الحكومية

جابر حبيب جابر
الشرق الاوسط بريطانيا

ليست فكرة حكومة الوحدة الوطنية ابتكارا عراقيا، بل هي تجربة شهدتها العديد من بلدان العالم لاسيما عند مواجهة تحد خارجي كبير او أزمة داخلية خطيرة او عند غياب الاغلبية الواضحة داخل مؤسسة البرلمان، لكن الابتكار العراقي يتمثل في طبيعة تشكيل هذه الحكومة وآلية عملها ومرجعياتها، وهي امور حكمتها صيغة تقاسم السلطة وتقاسم المناصب بشكل أفقد حكومة «الوحدة» أهم أسباب وجودها، أي الوحدة نفسها.

لقد شكلت الحكومة عبر ائتلاف الكتل الرئيسية الثلاث الممثلة للمكونات المجتمعية، وقد كان الهدف بشكل خاص دمج العرب السنة في بنى النظام السياسي الجديد بعد حالة الاغتراب التي عاشوها واستشعروها تجاهه منذ سقوط نظام صدام. غير ان هذا الائتلاف لم يرتكز على برنامج سياسي فعلي يحقق الحد الادنى من المشتركات، فقد تباينت أسباب دخول الكتل السياسية الى الحكومة، كما تباينت أهدافها من هذا الدخول، وتبعا لذلك اختلفت المرجعيات السياسية لأعضاء الحكومة بحسب الاختلاف في انتمائهم الكتلوي، ولم يستغرق الامر سوى بضعة أشهر قبل ان يتكشف الخليط غير المتجانس وغياب الوحدة داخل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، وإذا كان الاختلاف داخل البرلمان حالة طبيعية فانه ليس كذلك داخل السلطة التنفيذية، فأعضاء مجلس الرئاسة غالبا ما عبروا عن مواقف متباينة انسحبت حتى على زياراتهم الخارجية بطريقة لا تألفها العلاقات الدبلوماسية، والأمر نفسه انسحب على مجلس الوزراء حيث يطلق الوزراء مواقف متباينة تجاه القضية الواحدة، ويتخذون هذه المواقف تبعا لسياسات كتلهم لا متطلبات العمل التنفيذي وإدارة الحياة اليومية للمواطن، تحولت الوزارات الى مراكز قوى وأغلقت على الطائفة الاخرى، وغدت وسائل لخدمة الكتلة وتعيين الموالين لها وطرد او تهميش اللون الآخر وخدمة سياسات الحزب، ووسط ذلك ضاع الهدف الرئيسي من وجودها وهو خدمة المواطن.

لقد انتهت حكومة «الوحدة الوطنية» الى أزمتها الراهنة كنتيجة طبيعية لوضعها الشاذ، فتدريجيا اخذ التصادم بين مراكز القوى يتصاعد وبرز الاختلاف على الحصة ليعبر بقوة عن خطل منهج المحاصصة، ولأن الفشل ليس له آباء يتم تحميل رئيس الوزراء مسؤولية أخطاء حكومة لم يكن رئيسها بالمعنى الحقيقي، في الوقت الذي لم تنجح رئاسة الوزراء في خلق آلية فاعلة للعلاقة المنتجة بين اطراف الحكومة، او آلية جاذبة تقنع الآخرين بالانتقال في البناء الحكومي من شكله المحاصصي الى النموذج التكنوقراطي.

ان اجتماعات قادة الكتل السياسية في بغداد بعنوان حل الازمة الناتجة شكلا عن انسحاب الكتلة الممثلة للمكون السني، وحقيقة عن طبيعة تشكيل الحكومة والمنطق الكامن وراءها، قد تنتهي او لا تنتهي الى عودة وزراء التوافق او الى ترميم ما للبناء الحكومي، لكن الاشكاليات نفسها سرعان ما تعود ما لم يكن هناك تغيير اكثر جذرية يتجاوز الأطر والمناصب الى المفاهيم والمبادئ.

ربما تكون هذه الاجتماعات فرصة للمكاشفة والحديث الصريح عن المطالب الحقيقية للفرق المتنافسة وتصفية بعض الملفات «الشخصية» التي يبدو ان لها وزنا كبيرا في السياسات العراقية، وهي فرصة لرئيس الوزراء ليكشف عن العقبات الحقيقية التي تواجه عمله وليعرض برنامجا للتغيير تلهمه التجربة الفعلية. وفي العموم يمكن توقع ان تتجه الامور الى احد الخيارات التالية، اما ترميم الحكومة الحالية بعودة وزراء التوافق مقرونة بالاستجابة لبعض مطالبهم، او الاتجاه الى تشكيل حكومة اكثرية برلمانية تضم بشكل اساسي التحالف الكردستاني والقوى الرئيسية في الائتلاف العراقي الموحد، او الاقتناع بالاتجاه الى استبدال الحكومة الحالية بحكومة تكنوقراط تخضع لرقابة البرلمان.

ان لكل خيار سلبياته المحتملة؛ فمجرد ترميم الحكومة لن يضع حدا لعوامل التأزم الكامنة داخلها ولن يغير من جوهر المعادلة الخاطئة التي تقوم عليها، واعتماد الاكثرية البرلمانية حتى مع تشذيبها بوزراء من المكون السني خارج جبهة التوافق قد يكرس التخندق الطائفي عبر إعادة إنتاج الرفض السني الراديكالي للعملية السياسية فضلا عما سيتبعه من تحفظ امريكي وربما إقليمي في الوقت الذي تنشد الحكومة كسران الحواجز الخارجية، إلا انه سيظل خيارا لا يمكن تجنبه عند انسداد الجهود، كون الحل المقابل بالإبقاء على ما يشبه الأقلية المعطلة لن يكون سوى مواصلة لوصفة الفشل الداخلي على صعيد الأداء الحكومي وما أدى اليه من فقدان الحكومة مصداقيتها لدى المواطن العراقي.

اما الحل التكنوقراطي قد يبدو جاذبا لكن شيطانه يكمن في تفاصيل التأسيس العملي لمثل هذه الحكومة وفي المعايير التي تعتمد في إضفاء الصفة التكنوقراطية على الوزراء وقبل ذلك في ايثار وجرأة الاطراف السياسية المهيمنة للذهاب لهذا الخيار. والمتتبع لسير السياسات العراقية يدرك ان التعامل مع هكذا قضايا يستغرق وقتا، فيغدو الوضع اكثر سوءا وتطفو على السطح قضايا جديدة أو أحداث خطيرة تؤثر في مسار الاشياء وصيرورتها.

في النهاية يمكن إحياء مفهوم حكومة الوحدة الوطنية بإعطائه روحا حقيقية تتجاوز الانقسامات الحزبية، وربما ابتكار آليات تجمع بين هذه الصفة والحاجة المتنامية للدور التكنوقراطي في ادارة البرامج الحكومية، وضرورة ان يكون رئيس الوزراء مسؤولا بما يكفي عن سياسات وبرامج وزارته ويتحرر من الاختراقات البينية لعمل الحكومة بشكل كاف كي يصبح بمستطاع البرلمان مساءلته، وبمستطاعه الرد متجردا من عذر فقدانه السيطرة على وزرائه وتدخل الآخرين في عمل تلك الوزارات.

إلا ان ايا من الخيارات المذكورة سيكون بالقطع افضل من استمرار الازمة وما يعنيه ذلك من تفاعل للمواقف قد يعزز الشكوك وعدم الاتفاق ويؤسس لمزيد من الانقسام السياسي والاجتماعي ويخلق اعذارا للتقسيم الجغرافي لاسيما مع اتجاه «الراعي» الامريكي الى قبول بدائل لا تستثني مفهوم التقسيم السلس في حالة إقرار النخب العراقية بعجزها عن الاتفاق وتصميمها على تغليب الهم المباشر والآني والجهوي وأحيانا الشخصي على الهم الأعمق والأطول مدى والأكثر وطنية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
"زرازير" المنطقة الخضراء!!
محمد كعوش
العرب اليوم الاردن
بلاد الرافدين تغرق بالدم, وتواجه كارثة انسانية بسبب ازدياد فرار الاطباء وتصاعد عمليات خطف الممرضين والممرضات والاعتداء على موظفي المستشفيات والمراكز الطبية .. وبسبب حملة الاغتيالات التي تطال اساتذة الجامعات والعلماء والخبراء ...

العراق بلد منكوب بما تعنيه الكلمة واكثر, منكوب بالاحتلال ومنكوب بالمليشيات الطائفية, ومنكوب بحكومة عاجزة عالقة بالتاريخ تديرها عقول جاهلة ونفوس حاقدة فاقدة البصر والبصيرة ..

الحكومة العراقية افلست ففتحت دفاترها العتيقة لتطالب بتسليمها رغد صدام حسين وهي السيدة العربية العراقية ابنة عزيز القوم التي استجارت بحمى الهاشميين ورعايتهم والتي تعيش كريمة بضيافة الشعب الاردني ..

هؤلاء الذين اتوا على ظهور الدبابات الامريكية, وتسللوا الى العراق خلسة تحت عباءة الاحتلال, لا يعرفون التقاليد والعادات والاخلاق العربية ولا يعرفون معنى الشهامة والرجولة, لانهم غرباء عن العراق والعرب, فهم الآن في تيه اكبر لا يعرفون اين ستقذف بهم الرياح الشرقية عندما تنسحب جيوش الاحتلال ..

هؤلاء الذين يقبعون داخل اسوار المنطقة الخضراء يراوحون مكانهم في حين المأزق يكبر والازمة تتصاعد والفوضى تعم وطوفان الدم بلغ الذروة وما زالوا اسرى شهوة الانتقام والحقد التاريخي, مرة يتهمون دول الجوار بمساعدة المقاومة, ومرة يبحثون عن الحلول خارج ساحتها ونطاقها ومسارها لاصرارهم على تجاهل الآخر والغائه وحرمانه من المشاركة في العملية السياسية الجدية الحقيقية, لانهم غير واثقين وغير آمنين او مستقرين, ولأنهم يضعون رجلاً في العراق والرجل الاخرى في ايران او على متن طائرة امريكية كما حدث لعملاء واشنطن في فيتنام خلال تحرير مدينة سايغون "هوشي منه" ..

لا شك ان "زرازير المنطقة الخضراء" اعتقدوا لوهلة انهم "شواهين" او انهم "ابطال تحرير" فأخذ هؤلاء "المستعرقين" يطلقون الاتهامات يمنة ويسرى بحق شرفاء العرب ويصدرون القرارات الظالمة, ويطالبون باعتقال المخلصين من ابناء العراق العربي, لاحساسهم بالعجز والفشل والهزيمة .... ها هم يطاردون سيدة عربية كريمة لا تملك سيفاً ولا رمحا سوى سواد العين العراقية وحمى الهاشميين وقلوب الاردنيين والعرب ... كل العرب.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
واشنطن وطهران والمفاوضات تحت النار!
محمد صادق الحسيني
جريدة الجريدة الكويتية
إذا كانت واشنطن تعتقد أن مثل هذا القرار يمكن أن يساعدها في انتزاع تنازلات من المفاوض الإيراني من خلال ابتزازه في دبلوماسييه الخمسة المختطفين، فهي مخطئة أيضا لأن «المفاوضات تحت النار» معادلة يتقنها الإيراني، لاسيما في العراق، أكثر من المفاوض الأميركي المكشوفة قواته والمعرضة لأن تتحول إلى رهائن بالآلاف بقرار من الحرس الثوري لو أراد.

يبدو أن إدارة المحافظين الجدد فقدت «عقلها» حقا في التعامل مع طهران، وهي تبدو اليوم في أسوأ حالاتها مع اقتراب اليوم الذي سينزل فيه آخر المسافرين من قطارها لينصرف للاهتمام بقضاياه «العائلية»، كما ورد في تصريحات كارل روف الذي وصف بأنه «العقل» المنفصل لجورج بوش!

فماذا يعني أن تفكر هذه الإدارة المتآكلة داخلياً ودولياً في اتخاذ قرار من نوع اعتبار «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية؟! وفي هذه اللحظة التاريخية بالذات!

أولاً: إما أن إدارة بوش لا تعرف ما هو الحرس الثوري وتتصوره «منظمة» مثلها مثل أي منظمة أخرى في العالم تستطيع محاصرتها بقرار، فهذا غباء يشبه غباءها التاريخي الذي ارتكبته بحل الجيش والدولة في العراق، الذي دفعت ولا تزال وستظل تدفع ثمنه غالياً من قدرتها الإمبراطورية!

وإما أنها تعرف أن الحرس الثوري الإيراني قد تحول إلى ما يوازي عماد الدولة الإيرانية برمتها، وبات أشبه ما يكون إلى أنه الدولة والدولة هو، وهنا تكون الإدارة بصدد ارتكاب حماقة مركبة ومضاعفة، إذ يعني أنها تتجه إلى إعلان حرب خاسرة من الأساس، وأنها لم تتعلم من تجربة العراق شيئا يذكر، وهو الأمر الذي قد يكون وراء القرارات المتسرعة لرفاق بوش بمغادرة السفينة التي توشك أن تغرق وتركها من دون ربان لتلقى مصيرها المحتوم!

ثانياً: أو أن إدارة بوش تحاول الالتفاف على الحصار الداخلي والخارجي الذي يطوقها من كل جانب، ويطالبها عملياً بالتفاوض مع طهران أي مع الحرس الثوري في محاولة للحفاظ على بعض ماء الوجه، أو لإنجاح خطة ما بات يعرف «بالخروج المشرف» من العراق بعد أن أصبح النصر مستحيلاً، حسب كل القراءات الأميركية والدولية! وهذا يعني الالتفاف على توصيات «بيكر-هاميلتون» وقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي يطلب من الأمم المتحدة في ما يطلب مفاوضة إيران للمساعدة في إقرار الأمن والاستقرار في العراق، وكذلك الأمر بشأن توصيات لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، وهي الدولة الحليفة، بل والذليلة، لسياسة واشنطن، التي تقول بضرورة مفاوضة طهران للغرض الآنف الذكر نفسه!

ثالثاً: إذا قبل العالم من أميركا أن الحرس الثوري منظمة إرهابية، وهو الذي بات بمنزلة الجسم الرسمي الذي يمثل الدولة الايرانية العضو في الأمم المتحدة، فكيف ستبرر واشنطن تورطها الذي بات مفضوحاً في تدريب ورعاية وإسناد ميليشيات سنية وشيعية تقوم بأعمال إرهابية يومية يسقط خلالها عشرات المدنيين الأبرياء في العراق تحت لواء صناعة «البديل العشائري» للميليشيات الطائفية، كما تقول! هذا بالإضافة إلى توظيف عشرات الألوف من المرتزقة تحت عباءة «البنتاغون» وإرسالهم إلى الحرب في العراق خلافاً لكل الأعراف الدولية؟!

رابعاً: إذا قبل العالم من أميركا أن الحرس الثوري منظمة إرهابية، فماذا ستجيب واشنطن على العالم الحر الذي قرر بشكل جماعي، ومنذ سنوات، اعتبار منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية منظمة ارهابية محظورة، في الوقت الذي تقوم واشنطن برعاية معسكراتها الإرهابية في العراق، وهي المنظمة الذي لا يستنكف بالمناسبة حتى أعتى المعارضين للنظام الايراني بنعتها بالإرهاب بسبب تلطخ أيديها بدماء مئات الأبرياء من المواطنين الإيرانيين؟!

خامسا وأخيراً: إذا كانت واشنطن تعتقد أن مثل هذا القرار يمكن أن يساعدها في انتزاع تنازلات من المفاوض الإيراني من خلال ابتزازه في دبلوماسييه الخمسة المختطفين بطريقة إرهابية من قنصليتهم في أربيل والمحتجزين حالياً لدى المارينز، فهي مخطئة أيضا لأن «المفاوضات تحت النار» معادلة يتقنها الإيراني، لاسيما في العراق، أكثر من المفاوض الأميركي المكشوفة قواته والمعرضة لأن تتحول إلى رهائن بالآلاف بقرار من الحرس الثوري لو أراد!



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
العراق من هدف استراتيجي إلى شوكة حادة في حنجرة الإدارة الأميركية
سعود الحارثي*

الوطن عمان

طرق النفاذ من متاهات العراق ومسالكها الدائرية المفضية بالسالك في دروبها إلى المربع الأول، أو إلى أول نقطة انطلق منها بدون أن تعود عليه حركته ومساره وجهده ذاك بنصيب ينتفع منه ولا بتحقيق هدف كان يرجوه ويسعى إليه سوى الضياع والتيه، (طرق النفاذ) من هذه المتاهات التي تضيق دروبها وتتقلص خياراتها وتزيد السائر عليها المصر على البقاء في أرضها مغتصبا غازيا حيرة وجنونا. أصبحت (طرق النفاذ من) هذه المتاهات مثار بحث وساحة حوار وموضوعا رئيسيا داخل الولايات المتحدة الأميركية شغل مؤسسات صنع القرار والمؤسسات البحثية والعلمية والإعلامية وأشعل جدلا وخلافات عميقة بين مختلف شرائح المجتمع وفي أوساط الرأي العام، بعد أن أصبحت العراق شوكة حادة في حنجرة الإدارة الأميركية وعقدة العقد في مجمل السياسة الأميركية وفي صنع القرار استعصت على الوصفات الطبية وعلى جراحات الأطباء، فتسببت في التهابات حادة أصابت حنجرة السياسة وصنع القرار وفي استنزاف لا يتوقف وفي خسائر بشرية ومادية وسياسية وأخلاقية ... البحث في كيفية الهروب من فخاخها المنصوبة في كل طريق وساحة ومنزل وحديقة ... والحوار المتواصل بشأن تعقيداتها التي تبرز وتتشابك مع كل قرار ووسيلة وخطوة تتخذ للمعالجة والتصحيح فإذا بها تصبح مدعاة للمزيد من الإشكالات والثغرات وصناعة الأخطاء واتساع دائرة العنف والفوضى، وخلافات مستعرة حول قرار الخروج من بلاد الرافدين وتاريخه المحتمل، بين من يستعجل وقت الخروج وبين من يرى تأجيله إلى أمد غير مسمى ... في الخروج خسائر وعقبات وثغرات وحسابات ومشاكل كثيرة، سمعة أميركا وقوتها وسياستها وتراجع نفوذها وفشل استراتيجياتها والسماح لقوى أخرى غير مرغوب فيها وتشكل خطرا على السياسة الأميركية بملء الفراغ ... وفي البقاء استنزاف بشري ومالي، والمزيد من الانشقاق والخلاف المتزايد في أوساط المجتمع الأميركي مع تصاعد في نسبة المؤيدين والمطالبين بالانسحاب، وعجز عن لجم أسباب الفوضى والعنف وعلاج المشاكل السياسية والاقتصادية وصناعة الوحدة بين أطياف المجتمع، وضبابية الرؤية لمستقبل الوضع في العراق ... والكل يتساءل: ماذا بعد؟ وكيف؟ وإلى متى؟ وحتى متى؟ فالخطط السياسية والعسكرية التي وضعت لمعالجة أوضاع العراق وعلى أعلى المستويات استنفدت وكان مآلها الفشل بل إنها لم تؤد إلا إلى المزيد من الفشل والإخفاقات وإدخال العراق في أتون من الفوضى والعنف المركز، وضريبة الانسحاب من العراق مكلفة ومضرة وخطيرة، مثلما أن للاستمرار هناك وسط الفوضى والخراب ضريبة لا تقل خطورة وضررا من قرار الانسحاب، واقع مر يعكس تخبط السياسة ويجسد ثقافة القوة وخطورة الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات وفي صناعة الخطط ووضع البرامج وتنفيذ الاستراتيجيات التي تتطلب أكثر ما تتطلب ولضمان نجاحها وتحقيق أهدافها حوارا متزنا ومناقشات مستفيضة ودراسات علمية عميقة وفكرا منفتحا قادرا على الحوار وعلى تقبل النقد والإصغاء إلى الرأي الآخر. ومن المؤسف ألا تجد هذه المبادئ والأسس التي يستند إليها النهج الديمقراطي طريقها إلى الممارسة وأن يتجاهلها رئيس وأعضاء إدارة وصلوا إلى سدة الحكم من خلال صناديق الاقتراع في بلد ديمقراطي كبير كالولايات المتحدة الأميركية تدعي بأنها رائدة الديمقراطية والمدافعة والمنافحة عن مبادئها ويوجه ساستها النقد اللاذع واللوم الشديد إلى الدول والحكومات التي تخرق هذه المبادئ، وتحت هذه الحجة سببت الإدارة الأميركية تدخلها وغزوها للعراق، إن الممارسات والسياسات القائمة على العنجهية وعلى تسفيه الرأي الآخر والتطاول على النقد لن تفضي نتائجها إلا إلى النتيجة ذاتها التي وصلت لها الأوضاع في العراق والتي اكتوى الجميع بنارها، ففي العراق دروس وعبر ينبغي ألا تغيب عن الساسة وصناع القرار وعن حكومات العالم للاستفادة من نتائجها ودروسها في اتخاذ القرارات المشابهة في المستقبل.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
النقائض المرعبة في العراق !
نواف أبو الهيجاء
الوطن عمان
الاعلان عن قيام تحالف (شيعي كردي) يضم اربع قوى لا يمكن اعتباره امرا جديدا في
ساحة العراق المملوءة بالنقائض والمترعة بالاضطراب.
المدهش في الامر والغريب ايضا ان تدعي القوى المذكورة انها لم تبن تحالفا (عرقيا ومذهبيا)، كما ان المعارضين لمثل هذا التحالف لن يكونوا سوى اولئك الذين يرفضون (الدستور). ومعنى ذلك ان هذا التحالف ضم فقط من يؤيد ما ورد في الدستور (البريمري) القائم على تمزيق العراق وتقسيمه وتكريس ما ورد مع الاحتلال من متاعب ومآس وآلام احاقت بالعراق وبشعبه، وجعلت العراق كله مشروع مقبرة جماعية لا تفرق بين مكون وآخر من مكونات الشعب العراقي، ولا بين اهل الجنوب واهل الوسط واهل الشرق واهل الغرب.
يقال ان الخطوة اتخذت في ضوء التدهور السياسي على مستوى الطافين على مسرح الحدث منذ الاحتلال، أي انقاذا او محاولة انقاذ للعملية (السياسية) بعد الانشقاقات والانسحابات التي سادت مؤخرا والتي ـ في الحقيقة ـ لم تكن مقتصرة على من يقال انهم يمثلون (السنة) في العراق. هناك انشقاقات ومواقف معلنة ضد المحاصصة الطائفية. وهناك رفض للاقتتال الداخلي المبني على اسس طائفية وهو الاقتتال الذي اتى به الاحتلال وقواه ليمد من زمن احتلاله من جهة وليخلط الحابل بالنابل ولتزوغ الابصار عن رؤية الحقيقة القائلة بوجود المقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال من جهة اخرى.. وعبر خلط المفاهيم والمصطلحات ووجود ادوار لقوى غريبة عن العراق وعن العرب ومنها تحديدا قوى (المتعاقدين) ومن تتقاطع مصالحهم ومصالح الاحتلال ـ حتى ان كان التقاطع وقتيا وخاضعا لتطورات الاحداث والظروف والمستجدات .
ثمة إذاً لعبة خطيرة مضافة الى مجموعة من الالعاب الخطيرة في العراق وضحيتها بالتأكيد العراق وشعبه وقضيته الوطنية ايضا. وهذه اللعبة قائمة على استغلال الظرف والاستعانة بكل ما يؤجج المشاعر والاحتقانات. لكن التحالف المذكور يكشف عما لم يكن يراد له ان ينكشف. انه يكشف ان هناك رغبة قاتلة لتقسيم العراق. أي الاكراد في (اقليمهم الجاهز) في الشمال، ومن يدعي تمثيل (الشيعة) في اقليم معد له مسبقا ـ في الجنوب. المحاولة يراد منها فرض امر واقع على العراقيين الباقين خارج اطار المحاصصة والرافضين تمزيق العراق واهدار ثروته. وهنا يجدر بنا التذكير بأن (المتبقين) ليسوا من (العرب السنة) فقط بل هناك العرب (الشيعة) ايضا، وهناك (التركمان) ولا ينبغي ان يقال ان كرد العراق (كلهم) مع ما يجري فيه، فالكرد مع وحدة العراق ومع استقلال العراق واستعادة العراق سيادته واستقلاله وثروته وكرامته. الكرد العراقيون جزء من العراق شعبا وتاريخا وجغرافية، ومعظمهم لا يفكر بالانفصال عن الوطن الام. كما ان العجائب تكمن في ادعاءات باطلة مدعومة بقوة الاحتلال تقول بتمثيل هذا الفريق للسنة وبتمثيل هذا الفريق للشيعة وبتمثيل الفريق الآخر للكرد. ممثلو العراق الحقيقيون هم كل من يرفض الاحتلال وما جاء مع الاحتلال وما يغذيه الاحتلال وما يخطط له المحتلون، وسواء اكان هذا الرافض من الجنوب ام من الشمال ومن الشرق ام من الغرب فهو الممثل الحقيقي لآمال العراقيين ولمستقبلهم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
مستقبل أكراد تركيا
فايز سارة
الوطن عمان

فاز الاكراد بما يزيد عن مئة وعشرة من مقاعد البرلمان بالانتخابات البرلمانية الاخيرة في تركيا، وجاء القسم الرئيس من الفائزين على قوائم حزب العدالة والتنمية الحاكم، والبقية كانت نتيجة ترشيحات مستقلة تنتمي بصورة مبطنة الى "حزب المجتمع الديمقراطي" ذي التوجهات الكردية الذي لم يدخل الانتخابات بقائمة معلنة، او على قوائم احزاب منافسة لحزب العدالة والتنمية.
ومشاركة الاكراد في الانتخابات البرلمانية، وما حققوه من فوز فيها، انما يعكس تحولا في موقف الاكراد من العمل البرلماني وهم الذين غابوا وغيبوا من العمل في هذه الساحة عبر نحو عقدين من الزمن بسبب اصرارهم على ابراز وجودهم المستقل من ناحية ومعارضة الجيش التركي وأكثرية النخبة الاتاتوركية الحاكمة في حينها للوجود المستقل للاكراد والذي كان وجهاً معلناً لوجود ونشاط حزب العمال الكردستاني الداعي لانفصال الاكراد عن تركيا.
لقد حملت سنوات العقدين السابقين كثيرا من التطورات التي اثرت على وضع الاكراد الاتراك. ففي المستوى العام، اعيد تأكيد وجود النظام الديمقراطي التركي في مواجهة نزعات هيمنة المؤسسة العسكرية وفرضياتها، واصيبت النخبة الاتاتوركية الحاكمة بهزيمة تاريخية بفعل فسادها وافلاسها، وصعد مكانها تيار تصالحي يجمع ما بين التوافقات الاساسية في الحالة التركية من الاسلامية المعتدلة الى الليبرالية، دون ان يضع نفسه في مواجهة المؤسسة العسكرية والعلمانية الاتاتوركية، وسعى هذا التيار الى سياسات هدفت الى مزج الاقتصادي والاجتماعي في عملية التنمية والتقدم، كانت المناطق الكردية في شرق وجنوب الاناضول احد ميادينها الاساسية، وفي المستوى الخاص، اصيبت نزعة الانفصال الكردي بضربة كبيرة تلقاها حزب العمال الكردستاني بعد اعتقال زعيمه عبدالله اوجلان بالتزامن مع جملة تحركات سياسية وامنية عسكرية، قامت بها الدولة التركية مع جوارها المتصل بالعمق الكردي، والتي شملت ايران والعراق وسوريا، وصاحب هذا التحول الخاص تنامي نزعة العمل الديمقراطي والعلني في اواسط نخبة من الاكراد، كان تعبيرها تشكيل "حزب المجتمع الديمقراطي" الذي يمكن وصفه بالقول انه "حزب كردي".
واذا كانت التطورات التي احاطت بأوضاع شمال العراق من حيث قيام كيان كردي هناك قد احيت نشاط حزب العمال الكردستاني التركي وامنت له خلفية استناد لوجستي، فإن جملة الظروف الدولية والاقليمية، خففت من ذلك، بل انها لعبت دوراً سلبياً في الحد من نشاط حزب العمال الكردستاني. ذلك انه وفي مواجهة العمليات العسكرية التي شنها الحزب في الاراضي التركية، استنفرت الدولة التركية كل جهودها العسكرية والسياسية للضغط في المجالين الاقليمي والدولي من اجل تصفية الحزب وقواعده القائمة في شمال العراق، وقد برز في هذا المجال من الناحية العسكرية القيام بعمليات قصف في الاراضي العراقية، وحشد نحو مئتي ألف جندي على حدود المنطقة استعداداً لاجتياحها، الامر الذي دفع للقيام بتحركات اقليمية ودولية هدفها احتواء عوامل التفجير، كان من بينها زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاخيرة الى تركيا، والتي تمخضت عن توافقات سياسية وامنية اساسها معارضة اية تدخلات من شمال العراق باتجاه الاراضي التركية وخاصة من قبل مسلحي حزب العمال، الذي اعتبره الطرفان "جماعة ارهابية" ينبغي محاربتها، وهو موقف لا شك انه سيترك ظلاله على مواقف حكومة كردستان العراق، التي وان عارضت التدخل التركي العسكري في شمال العراق، فإنها نفت مؤازرتها او دعمها لانشطة حزب العمال الكردستاني التركي.
ويحظى التوافق العراقي ـ التركي الاخير بشكل كبير من التأييد الاقليمي والدولي المعني مباشرة بالموضوع، والذي تعتبر ايران وسوريا والولايات المتحدة ابرز دوله، خاصة وان الولايات المتحدة التي تربطها بكل من العراق وتركيا وأكراد شمال العراق علاقات وثيقة، وضعت حزب العمال الكردستاني في قائمة الجماعات الارهابية، وقد سربت اوساط اميركية تفاصيل خطة لتدمير قدرات الحزب وشل فعالياته عبر عمليات في شمال العراق تجنباَ لاجتياح تركي للمنطقة يمكن ان يؤثر على وضعها الهش.
وبالاجمال، فإن جملة الاوضاع في الداخل التركي وفي المحيطين الاقليمي والدولي، تضع اكراد تركيا، امام تحدي حسم مستقبلهم، فإن لم يكونوا قادرين على المضي في مشروع انفصالهم عن تركيا، فإن بمقدورهم، عبر مشاركتهم في الحياة العامة وفي الحياة السياسية بشكل خاص، ان يعبروا عن وجودهم القومي في اطار الدولة التركية بجعلها دولة لكل مواطنيها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34
الشيعة الأردنيون
موفق محادين
العرب اليوم الاردن
لا اقصد المواطنين الاردنيين الذين يعيشون في مدينة الرمثا منذ قرنين قادمين من جنوب لبنان, بل الشيعة الاردنيين الذين قدموا الى جنوب لبنان وكسروان من جنوب الاردن قبل عدة قرون, وظهر منهم (علي الكركي) الذي يعتبر فيلسوف ولاية الفقيه التي نقلت الفقه الشيعي من حصر السلطة في الامام الغائب الثاني عشر الى نائب هذا الامام وحولت الشيعة من طائفة بكاءة للابد الى طائفة تنازع على السلطان.

فحسب المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ صاحب الموسوعة الشهيرة "بلادنا فلسطين" الجزء الاول فان شيعة لبنان يعودون الى قبيلة عاملة من العرب القحطانية التي كانت تنزل في منطقة الكرك قبل ان ترحل منها الى جبل عامل اللبناني الذي نسب لها..

وحسب المؤرخ اللبناني وجيه كوثراني, وهو مؤرخ شيعي, وذلك في كتابه "الاتجاهات الاجتماعية والسياسية في جبل لبنان والمشرق العربي" فان شيعة لبنان يعودون الى قبيلة عاملة اليمنية التي نزحت الى جنوب الاردن بعد خراب سد مأرب.

ومما يعزز المصادر المذكورة ما ذكره الباحث اللبناني محمد علي مكي في كتابه "من الفتح العربي الى الفتح العثماني" حول مشاركة قبيلة عاملة في ثورة المبرقع التي اندلعت في غور الاردن ضد العباسيين سنة .842

والمبرقع لمن لا يعرفه هو تميم اللخمي الذي قاد ثورة للقبائل اليمانية وجعل هذه الثورة موسمية تعتمد على الفلاحين في غير اوقات عملهم.

اما علي عبدالعال الكركي, فهو فقيه شيعي, وجد ضالته في بداية الحكم الصفوي للشاه اسماعيل وابنه طهماسب حيث كان هذا الحكم بحاجة الى ايديولوجيا فقهية تساعده على تبرير سلطته وترسيخها.. وكان الشيخ الكركي اول من افتى بولاية الفقيه بعد ان كان الشيعة يربطون بين قيام سلطتهم السياسية وبين قيامه او انبعاث الامام الغائب, الثاني عشر.

وتقوم ولاية الفقيه على جواز قيام السلطة السياسية انطلاقا من وجود نائب للامام الغائب, حيث اعلن الشيخ الكركي نفسه نائبا للامام كما عين الشاه نائبا له. وعليه اعتبر الشاه الصفوي الشيخ الكركي صاحب الدولة الحقيقي ونائب الامام الغائب وان على الجميع امتثال اوامره.

وبهذا المعنى ايضا, فان الدولة الصفوية التي تعود الى قبائل تركية وليس الى فارسية, كما هو شائع مدينة للشيخ الكركي بتبريرها الفقهي.

ولمن يرغب في تفاصيل اكثر يمكنه العودة الى كتاب الدكتور في الجامعة اللبنانية عبدالغني عماد "حاكمية الله وسلطان الفقيه".


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
35
العرب بعيون عراقية
عادل دشتي
الراي العام الكويت

من يتابع تصريحات المسؤولين العراقيين وعلى مختلف المستويات، ناهيك عن المثقفين وعامة الشعب، يلاحظ غصة وعتباً عراقيا كبيراً ومتزايداً تجاه مواقف عدد من الدول العربية وبمستويات متفاوتة. ولأجل تحليل أسباب تلك الغصة لا يرغب العراقيون في العودة بنا إلى سني الحرب العبثية التي شنها المقبور صدام ضد إيران وبدعم عربي لا محدود، والتي استمرت ثمانية أعوام دفع العراقيون ثمنها من دمائهم ومعاناة أبنائهم وثروات بلادهم، ولا يريد العراقيون العودة بنا كذلك إلى ما بعد تحرير الكويت وبداية الانتفاضة الشعبية التي أسقطت غالبية المحافظات العراقية في الشمال والجنوب والوسط بيد المعارضة العراقية، ولا التذكير بمواقف بعض الدول العربية «المعتدلة» التي حثت الإدراة الأميركية حينها على عدم السماح بسقوط النظام العراقي بأي حال من الأحوال، بحيث استمرت عمليات التنكيل والتقتيل والمقابر الجماعية تلحق بأبناء العراق ستة عشر عاماً أخرى، ويتحمل هؤلاء العرب «المعتدلون» جانباً كبيراً منها.
ولكي لا يثقل العراقيون على العرب كثيراً فقد اكتفوا بأعوام ما بعد سقوط حجاج القرن العشرين، إذ لم تخف دول عربية «معتدلة» عدة رفضها لهذا السقوط المدوي، واستمرت في موقفها الرافض لتبعاته، بل إن العملية السياسية والديموقراطية الوليدة والمتعثرة في العراق اعتبرها البعض تهديداً لنظم الاعتدال العربي وتقويضاً لسلطتها وقيادتها للشارع العربي. من هنا يمكننا فهم الفتور الذي يشوب علاقة الحكومة العراقية بغالبية الدول العربية، بحيث يبدو أن حكومات دول الاعتدال العربي لم تقرأ نتائج الانتخابات العراقية المتعاقبة بصورة صحيحة وواضحة من أنه لا عودة لعقارب الساعة إلى الوراء، ولا جدوى من رفض الواقع العراقي الجديد، إذ يتهم العراقيون بعض دول الجوار العربي بفتح الحدود وتسهيل دخول المخربين إلى الأراضي العراقية، ويتهمون آخرين بتوفير الحاضنة الشعبية والعقائدية لهذه المجاميع بحيث إن الفرد يأتي منهم، وهو مستعد للقيام بعمليات انتحارية فورية ومدعم بفتاوى دينية مضللة لا يفرق بعدها بين سوق أو مسجد أو حسينية او مستشفى. ويقف المراقبون هنا طويلاً أمام اتهام السفير الأميركي السابق في العراق والمندوب الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد لإحدى الدول العربية، وبشكل مباشر وعلني بدورها السلبي في العراق.
إن ما يتمناه العراقيون اليوم هو أن يقتنع الجميع بأن استقرار العراق وأمنه وازدهاره هو استقرار للمنطقة وازدهارها، فيكفي المنطقة ما مرت به من حروب ودماء كان العراقيون سنة وشيعة وأكراداً أول حطب لنارها خلال العقود الثلاثة الماضية، وأن تحترم كل دولة خيار الشعوب الأخرى في نظمها وأشكال حكمها، وليكن لجيران العراق من ساسة ومثقفين وإعلاميين وعلماء دين دور في السعي الحثيث إلى ردم الهوة بين هذه الشعوب وحكوماتها والشعب العراقي وحكومته، فالعراق اليوم أحوج ما يكون لمساندة ودعم أشقائه وقت المصائب والمحن، وأن يكون لهم دور إيجابي في محاولة إعادة بناء جسور الثقة بين أطياف العراق من سنة وشيعة وأكراد لا إشعال الفتن وزيادة النار الطائفية حطباً، فقدرنا أن نعيش معاً سنة وشيعة، كما عشنا طوال تاريخنا في ما الغزاة والمحتلون مغادرون، فهل نحن متعظون؟ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
36
/ لمن قدمت نصيحتك يا المجالي؟
سعد الكعطش
الراي العام الكويت
من هو الشخص المؤهل لتقديم النصيحة؟ هذا هو السؤال الذي تبادر الى ذهني وأنا اتذكر تصريحا قديما للنائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي خالد العطية بأن انهيار نظام صدام «عزز» الديموقراطية في الكويت! لقد استغربت هذا التصريح الذي يؤكد للعالم اجمع ان السيد العطية لا يعرف عن الكويت إلا انها جارة للعراق فقط، وليسمح لي الاستاذ خالد ان اوضح له ان ديموقراطية الكويت لا تحتاج للتعزيز بسقوط نظام او مساندة آخرين، فهي قناعة تامة للحاكم والمحكوم، ولن نلوم النائب العراقي فهو لم يعرف عن الكويت إلا ما كان يمليه عليه النظام العراقي البائد وأزلامه من الإعلاميين.ولكن ما لا نعرف له مبررا هو تصريح رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عبدالهادي المجالي عن مطالبته بان نقلدهم بانشاء مجلس اعيان كويتي يساند مجلس الامة، كما هو معمول لديهم، وتصريحه يقودنا الى أهم سؤال وهو من طلب نصيحتك؟ ومن هو الذي اشتكى لك من ديموقراطيتنا؟ واي تنمية اردنية تريدنا ان نقلدها؟ فهل تريدنا ان نقلد مطاعم الشاورما التي سممت الشعب الاردني او نظام الضريبة على كروت تعبئة الهواتف ام انه يريدنا ان نفتتح مصنعا للبيرة الاردنية في منطقة صبحان اي تنمية تريدنا ان نقلدها ياعطوفة النائب الرئيس؟ ويبقي لنا رجاء باسم الشعب الكويتي نتوجه به الى المجالي، وهو المؤمن بحرية الرأي ان يذكر لنا من هي الشخصيات الكويتية التي قدم لها نصيحته التي يتمناها المتنفذون... دام دستورنا يقلده الجميع ولا دام من يريدنا ان نقلد دستوره...


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

God bless you for your efforts. We realy get benefit from it.